|
تابعوا مع الميدان: مؤلفة كتاب (نساء في مرمى البندقية) إحسان عبد العزيز (1-2)
|
Updated On Nov 2nd, 2013
مؤلفة كتاب (نساء في مرمى البندقية) إحسان عبد العزيز (1-2): تجربة التجمع الوطني جديرة بالتوثيق لأنها ملك للشعب السوداني
يجب إستنطاق القيادات التي شاركت في تحرير المناطق المحررة عن نطاقها الجغرافي
هيكلية التجمع ومحاولات “الهيمنة” من أبرز الإشكاليات التي أعاقت التجمع النسوي.
Ihsan
حوار: عادل كلر
يعتبر كتاب: (نساء في مرمى البندقية.. كيف إخترقن دهاليز التجمع الوطني الديمقراطي السوداني “قصة نضال من أجل وطن أضحى وطنين”) للنقابية والقيادية بقطاع الشمال بالحركة الشعبية إحسان عبد العزيز، أحد الأسفار القليلة والنادرة والتي ضربت عميقاً في جذور تجربة التجمع الوطني الديمقراطي، وبنبع أهميته من كون المؤلفة كان مشاركة وصانعة للفعل في أدق تفاصيله، وهي من أوائل الذين بذلوا جهد الكتابة وتنكبوا مشاق التوثيق لتجربة من أخصب تجارب الحياة السياسية المعاصرة في السودان والتي إنتهت وللإسف، بإنشطار الوطن إلى بلدين؛ وإحسان عبد العزيز، مهندسة زراعية ونقابية بنقابة المهندسين الزراعيين بالولاية الشمالية، شغلت منصب الأمين العام للتجمع النسوي الديمقراطي بالأراضي المحررة وأسمرة لدورتين (1998 وحتى 2005) عملت كباحثة في معهد التدريب السياسي والقيادي بالحركة الشعبية، وشغلت منصب سكرتير التخطيط والتدريب والبحوث، فإلى مضابط الحوار..
حول الكتاب وحظره:
* بداية ما هي حقيقة حظر عرض كتابك(نساء في مرمى البندقية) من معرض الخرطوم للكتاب؟
** الكتاب صادر عن الناشر مكتبة جزيرة الورد بالقاهرة وهو ناشر معروف للسودانيين، حيث سبق وأن نشر كتباً للصادق المهدي وفتحي الضو والمحبوب عبد السلام، وكان من المفترض أن ينشر الكتاب قبل فترة إلا أن ظروفاً فنية تتعلق بتصميم الغلاف حالت دون نشره في فبراير الماضي، وكنت قد ناقشت مسودة الكتاب بندوة في مركز الخاتم عدلان في 2012م بإستصحاب آراء شخصيات كانت جزءاً أصيلاً من تجربة التجمع الوطني الديمقراطي، ومنهم الأستاذ فاروق أبو عيسى والأستاذ علي السيد المحامي ورئيسة التجمع النسوي بالأراضي المحررة سعاد الطيب حسن ونادية مصطفى عضو تنفيذي التجمع، والذين كانوا حضوراً في مناقشة المسودة، وقد أخبرني الناشر عندما سألته عن عدم عرض الكتاب بمعرض الخرطوم الدولي بأن هنالك جهات نصحته بأن الكتاب سياسي وقد يتسبب في دخوله السجن إذا عرض، وقلت له إذا حظرت جهة عرض الكتاب عليها مخاطبتك بأسباب واضحة وبصورة رسمية، لكنه قال بأنه تمكن من تسريب عدد من النسخ إلى أيدي القراء فضلاً عن مجموعة قليلة سلمها لي خارج مكان المعرض، وقد طلب مني عدم إثارة الموضوع إلا عقب سفره من الخرطوم لأنه ضيف قدم وفق شروط محددة، وفضلت الصمت حينها حتى لا أتسبب له في أي نوع من المشاكل، وأنا لا أعتبر ما حدث مصادرة بدليل أن الكتاب موجود، لكنه نوع من حجب النشر بصورة غير مكتملة. وقد سلم الناشر كمية النسخ المتعاقد عليها مع كمؤلف لمندوب من طرفي بالقاهرة.
* لماذا الحرص على تجربة التجمع الوطني الديمقراطي بالتحديد؟
** أعتقد أن تجربة التجمع الوطني الديمقراطي جديرة بالتوثيق وهي ملك للشعب السوداني، تجربة(15)عاماً من النضال الوطني وحملنا خلالها السلاح، وثمة أبطال ضحوا بأرواحهم من أجلها، وأعلم بأن الوثائق والمستندات والمحاضر يحيط بها ظروف وملابسات بعينها، حيث أن بعض الوثائق فقدت أو من الصعوبة الحصول عليها، وهنالك شهود وصناع أحداث في التجربة رحلوا عن عالمنا، لكن هذا لا يعفينا قط من واجب التوثيق، وهنالك أشخاص حريصين على توثيق تجربة التجمع الوطني وعلى رأسهم الأستاذ فاروق أبو عيسى الذي أثار الموضوع في مناقشة المسودة وفي تأبين الأستاذ التيجاني الطيب الذي كان هو أيضاً حريصاً على التوثيق للتجربة، وأضيف بأن هنالك(بعض) الأشخاص لا يريدون الكتابة عن هذه التجربة أو أن يرى ما يكتب عنها النور، وقد كتب عنها الأستاذ فتحي الضو، لكن فتحي مع تقديري لكتابته كمراقب ومحلل سياسي إلا أنها محدودة، فهنالك آخرون جزء من التجربة نفسها ويمتلكون الوثائق والمستندات، ولست أدري لماذا يريدون لهذه التجربة أن تدفن؟!!.
النساء والبندقية:
* كيف جاءت رحلة هذا الكتاب حتى رأى النور؟
** أعتقد بأن(نساء في مرمى البندقية) توثيق لجميع النساء اللواتي كن جزءاً من تجربة التجمع الوطني الديمقراطي، وإشتملت أبوابه المتنوعة على تجربة التجمع والنساء كجزء من عمل التجمع، والكتاب معني بنساء(التجمع النسوي السوداني الديمقراطي بالأراضي المحررة وأسمرا) ورمزية “البندقية” لأن هؤلاء النسوة في المناطق المحررة كنَّ معرضات للقصف الجوي والإشتباكات العسكرية، وبالكتاب فصل كامل عن مجندات التجمع الوطني وهن لم يكن وقفاً على فصيل أوحد بين الفصائل، بل كانت جميع الفصائل تضم مجندات نساء، ومن أوائل الفصائل التي ضمت نساء مجندات كان الجيش الشعبي الذي كان الأسبق في تجنيد النساء حتى قبل إنقلاب الجبهة الإسلامية في 1989م، وقد سقطت شهيدات من الجيش الشعبي روَّن بدمائهن ذرى الجبهة الشرقية، وأيضاً بادر حزب الأمة بتدريب مجندات وقد وثقت لبعضهن في الكتاب، وضمت قوات التحالف السودانية مجندات نساء. لكن أغلب المجندات لم يخضن معارك عسكرية فعلية فيما عدا مجندات الجيش الشعبي؛ كذلك يتناول الكتاب نساء الأراضي المحررة ومناطق النزوح ومعسكرات اللاجئين، اللواتي كن أيضاً(في مرمى البندقية) ، لذا فالكتاب معني بهذا الطيف الواسع من النساء لا نساء التجمع النسوي ومكتبه التنفيذي الموجود بأسمرا، لكن جميع النساء كن في الأراضي المحررة، حيث كانت عضوية المكتب التنفيذي من المقيمات بالأراضي المحررة ومنهن الراحلة وداد صديق وسعاد الطيب حسن ونادية مصطفى التي كانت تقيم مع زوجها مدير مستشفى التجمع الوطني، بجانب عدد من النساء بمكتب اللجوء السياسي، ولا ننسى أن المكتب التنفيذي الثاني للتجمع النسوي عندما تكون كانت غالب عضواته من المقيمات بالمناطق المحررة فيما عداي، إذ كنت أقيم حينها بأسمرا.
* هذا يقودنا بطبيعة الحال للسؤال عن الرقعة الجغرافية والكثافة السكانية للأراضي المحررة؟
** سؤالك مهم، لأن هنالك عدد من المثقفين والكتاب والسياسيين حتى، يعتقدون أن الأراضي المحررة هي همشكوريب وبعض القرى، وهذا إفتراض غير صحيح بالمرة، ما يعنوه هذا يدعى(قطاع همشكوريب) والذي يضم تلكوك وتهداي من المدن الكبيرة ومجموعة أخرى من القرى الصغيرة كـ”لاسيت” وخور ملح، وهنالك القطاع الأوسط الذي يضم مدن مامان وشقلوبا وكرباويب وأقوماييت [جميع هذه المناطق أسسنا فيها فرعيات للتجمع النسوي] وهنالك القطاع الجنوبي والقطاع الأوسط والقطاع الغربي والذي يضم مناطق من ولاية كسلا تتآخم الحدود الإرتيرية، إذن المناطق المحررة كانت تتمدد على رقعة جغرافية واسعة وذات ثقل سكاني معتبر تحمل فيه المرأة تعداداً لا يستهان به، لكن لنعترف بأن العمل الإعلامي كان ضعيفاً ولم يعكس حقيقة ماكان، وأتمنى أن يفتح أعضاء التجمع الوطني ملف الأراضي المحررة التي كانوا يسيطرون عليها، وعليكم دور كإعلاميين في إستنطاق القيادات التي شاركت في تحرير هذه المناطق كالعميد عبد العزيز خالد، وذلك حتى يقف الناس على الخارطة الحقيقية للأراضي المحررة.
* هنالك “إرتباك ما” في مشهد تأسيس التجمعات النسوية بالداخل والخارج!؟
** كان من المفترض أن يكون هنالك تجمع نسوي قومي يجمع كل نساء السودان، وهكذا جاء تأسيس التجمع النسوي بالداخل في 1992 أي قبل مؤتمر أسمرا للقضايا المصيرية، وقد وثقت لذلك الرائدة محاسن عبد العال، وفي 1998 بدأ تأسيس فرعيات المهجر وتكونت فرعية بالقاهرة وأخرى بلندن، ثم تأسيس التجمع النسوي بأسمرا في مارس 1998م، ولكن لوجود إشكالية أساسية لم تستمر هذه الفرعيات التي تكونت.
إشكاليات التأسيس:
* [مقاطعة]: ما هذه المشكلة الأساسية؟
** هي إشكالية مرتبطة بهيكلة التجمع الوطني قبل إنسحاب حزب الأمة الشهير، حيث كانت تؤول إجرائياً الرئاسة للإتحادي الديمقراطي والأمانة العامة لحزب الأمة، وأصبحت هذه الهيكلية تلقي بظلالها على فرعيات التجمع النسوي التي تكونت، فهنالك من يرفضن هذه الصيغة وهنالك من يقبلن، ولهذا السبب تكونت فرعيات ليست بالقدر المطلوب من الفاعلية في المهجر وحدثت إشكالات بين النساء، وصمدت فرعية أسمرا لسبب وحيد وهو أننا إلتزمنا بلائحة التجمع النسوي فقط التي تعتمد على الكفاءة والإنتخاب داخل التكوين، وفي المكتب التنفيذي الأول الذي جاء عقب المؤتمر التأسيسي – حدثت مشاورات – بينما قالت الدكتورة مريم الصادق بأن هنالك إتفاقات حدثت خارج المؤسسية وهذا غير صحيح، حيث كانت قوى السودان الجديد ذات الموقف الأقوى وتضم التحالف السوداني والحزب الشيوعي وحق والتحالف الفيدرالي ومؤتمر البجا والحركة الشعبية.
* أرجو المزيد من الإيضاح في هذه النقطة؟
** حسناً، أنا كنت مستقلة وكنت أمثل النقابات باللجنة التسيرية للتجمع النسوي، حيث كنت الأمين العام لنقابة المهندسين الزراعيين بالولاية الشمالية وعضو المركزية العامة للنقابة. وقبيل الإنتخابات إتصلت بي حركة حق عبر ممثلتها “إحلام مدني” وأبدوا رغبتهم في دعمي كأمين عام، وقد طلبت أن يكون ذلك عبر الإجماع، وبعدها قابلني فايز السليك والراحلة وداد صديق من التحالف السوداني وطلبوا مني نفس الشيء، وبعدها إتصل بي مكتب لواء السودان الجديد(الحركة الشعبية) عبر عبد الباقي مختار وعادل القصاص اللذان كانا يشرفان على المكتب الإعلامي للواء وبرفقتهم الإتحاديين ممثلين في شخص أمين عام الإتحاديين بأسمرا “عبد الملك” وهكذا دلفنا الى الإنتخابات وكان لكل حزب إمرأتين في هيئة القيادة ومثلت المستقلات بواحدة والنقابات بواحدة، وقد أجاز المؤتمر العام الهيئة القيادية، وتمت الإنتخابات عبر الإنتخاب المباشر، وفزت بالأمانة العامة بـ(75,8%) وخسرت نادية مصطفى من حزب الأمة، وفي تكوين المكتب التنفيذي برزت الإشكالية، حيث رشحت نادية مصطفى لعدد من الأمانات وأعتذرت عنها، لتعود وتقبل بأمانة الشؤون الإنسانية والمناطق المحررة، بحبور بالغ بإعتبار أنها مقيمة بالأراضي المحرر، وباليوم التالي تفاجأنا بضغوط مورست على نادية، وقدمت ممثلات حزب الأمة إستقالاتهن بأعتبار أن حزبهن صاحب الأغلبية الجماهيرية قد تم تهميشه، وقد قمنا بكتابة رد ضاف على مذكرة حزب الأمة بنسخة للأمين العام الراحل عمر نور الدايم وأخطرناهم بأن مقعدهم سيظل شاغراً، وبعدها حاول الإتحاديون الذين حصلوا على الرئاسة والإعلام (الناطق الرسمي) الإنفراد بالتجمع النسوي، وبرزت إشكالية عضوية حق والتي أشرت إليها في الكتاب بفصل كامل أسميته(حق والحق المفترئ عليه) حيث طالبت ممثلات الإتحادي بسحب عضوية حق من التجمع النسوي، وقد تمسكنا بعضوية حق بإعتبارهن قد شاركن في العمل التمهيدي وكن جزءاً من المؤتمر العام وشاركن في التصويت والتثنية والإنتخاب، فكيف يكون وجودهن غير شرعي، وبالنسبة للشيوعيين فقد قال لنا الرفيق المخضرم إسماعيل سليمان بأن لا نلقي بالاً لإشكاليات التجمع الوطني وأن علينا كنساء العمل على إستنهاض العمل النسوي، لكن الإتحاديات تمسكن بموقفهن هذا من حق وإنطبق عليهن المثل “ناس البكا غفروا الجيران كفروا”، بعدها جاءت إشكالية إستفراد الرئيسة بإستخراج ختم للتجمع من وراء ظهر المكتب التنفيذي في مخالفة لائحية صريحة. وهنا بدأ عمل المكتب التنفيذي الأول يأخذ في الإنهيار.
نواصل
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
تابعوا مع الميدان: مؤلفة كتاب (نساء في مرمى البندقية) إحسان عبد العزيز (1-2) | إحسان عبد العزيز | 11-03-13, 04:14 PM |
Re: تابعوا مع الميدان: مؤلفة كتاب (نساء في مرمى البندقية) إحسان عبد العزيز (1-2) | إحسان عبد العزيز | 11-03-13, 04:15 PM |
Re: تابعوا مع الميدان: مؤلفة كتاب (نساء في مرمى البندقية) إحسان عبد العزيز (1-2) | الشفيع وراق عبد الرحمن | 11-03-13, 06:18 PM |
Re: تابعوا مع الميدان: مؤلفة كتاب (نساء في مرمى البندقية) إحسان عبد العزيز (1-2) | إحسان عبد العزيز | 11-03-13, 06:53 PM |
Re: تابعوا مع الميدان: مؤلفة كتاب (نساء في مرمى البندقية) إحسان عبد العزيز (1-2) | أسامة العوض | 11-03-13, 09:30 PM |
Re: تابعوا مع الميدان: مؤلفة كتاب (نساء في مرمى البندقية) إحسان عبد العزيز (1-2) | بجاوى | 11-04-13, 10:42 AM |
Re: تابعوا مع الميدان: مؤلفة كتاب (نساء في مرمى البندقية) إحسان عبد العزيز (1-2) | إحسان عبد العزيز | 11-04-13, 08:57 PM |
Re: تابعوا مع الميدان: مؤلفة كتاب (نساء في مرمى البندقية) إحسان عبد العزيز (1-2) | إحسان عبد العزيز | 11-04-13, 09:02 PM |
Re: تابعوا مع الميدان: مؤلفة كتاب (نساء في مرمى البندقية) إحسان عبد العزيز (1-2) | بجاوى | 11-05-13, 01:59 PM |
Re: تابعوا مع الميدان: مؤلفة كتاب (نساء في مرمى البندقية) إحسان عبد العزيز (1-2) | محمد الهادي | 11-05-13, 08:34 PM |
Re: تابعوا مع الميدان: مؤلفة كتاب (نساء في مرمى البندقية) إحسان عبد العزيز (1-2) | إحسان عبد العزيز | 11-05-13, 08:54 PM |
Re: تابعوا مع الميدان: مؤلفة كتاب (نساء في مرمى البندقية) إحسان عبد العزيز (1-2) | إحسان عبد العزيز | 11-05-13, 08:52 PM |
Re: تابعوا مع الميدان: مؤلفة كتاب (نساء في مرمى البندقية) إحسان عبد العزيز (1-2) | إحسان عبد العزيز | 11-05-13, 09:15 PM |
Re: تابعوا مع الميدان: مؤلفة كتاب (نساء في مرمى البندقية) إحسان عبد العزيز (1-2) | إحسان عبد العزيز | 11-05-13, 09:19 PM |
Re: تابعوا مع الميدان: مؤلفة كتاب (نساء في مرمى البندقية) إحسان عبد العزيز (1-2) | محمد علي عثمان | 11-07-13, 09:02 PM |
Re: تابعوا مع الميدان: مؤلفة كتاب (نساء في مرمى البندقية) إحسان عبد العزيز (1-2) | بجاوى | 11-07-13, 05:28 PM |
Re: تابعوا مع الميدان: مؤلفة كتاب (نساء في مرمى البندقية) إحسان عبد العزيز (1-2) | مني عمسيب | 11-07-13, 08:40 PM |
|
|
|