استمعت كغيري لحديث عمر البشير عن حتمية لقاءه للمولى عز وجل يوم القيامة وهو "نضيف" .. وكأن ذلك أمرا كان مقضيا !!
ولربما لفت انتباه الكثير من الناس أن الرجل قد أكثر - خلال العامين المنصرمين - الحديث عن يوم حسابه في الآخره .. ولعلها المرة الثالثة التي يخرج فيها الديكتاتور للناس بتوجساته ازاء التركة الثقيلة جدا من المظالم والجرائم المرتكبة طوال ربع قرن من حكمه للبلاد .. ما يشير وبوضوح استدلالي منطقي جدا للحالة النفسية التي يعيشها الرجل ..
لا أقول ولا أنفي هنا أن أرواح مئات الالاف من ضحاياه تحيط به من كل جانب وتتشيأ أمامه كل حين ولكن وحتما تشكل ضغطا نفسيا هائلا .. ولعل مرضه الذي عاناه قد فاقم من هذه الضغوط الهائلة .. وأعلم جيدا بحكم عملي في المستشفيات .. أن المرض يجعل من الانسان كائنا شديد الهشاشة وكثير الظنون والقلق من الآتي .. وأعني الموت .. والقيامة .. والحساب ..
بيد أن تأكيداته - هذه المرة - عن الحال التي سيقابل بها المولى عز وجل .. وأعني النظافة من الآثام .. وتفسيره للأمر أن المسؤولية تقع كاملة على الذين أوكلهم بالمهام .. ترجح عندي إحتمال لجوء الرجل لرجال الدين من الشيوخ وبعض المتصوفة والدجالين ممن يوفرون للرجل دعما نفسانيا كاذبا وخلاصا كذوبا بحسب الرغبة العارمة في التطهر و "النضافة" .. ولعل هذا التخريج الغريب للأمر .. وأعني تحميل المسؤولية الكاملة عن هذه الآثام الهائلة .. تحميلها للذين أوكلوا بها من الأعوان والحاشية والتنفيذيين .. أقول, لعل هذا التخريج هو من بنات أفكار أحد الدجالين ممن هم على أتم الاستعداد لتلبية حاجات الرجل النفسية ..
وبالرغم من الإحساس بالطمأنينة الذي قد يوفره هؤلاء الدجالون الكذبة.. الا أنه يبقى إحساسا زائقا في نهاية المطاف .. ويدرك الرجل ذلك جيدا .. بيد أن التعلق بالقشة يبدو فعلا منطقيا عند الغرق .. أو هذا ما أظنه على أية حال !!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة