|
حول التغيير ... حوار مع صديقى المتردد "عبدالرحمن حمد"
|
نقلا عن الراكوبة 10-22-2013 08:44 PM
بالنسبة للسؤال الأول فقد سحبه صديقى السائل بنفسه , لاقتناعه بعدم الحوجة لأجوبة حول كون هل وصل النظام الحاكم فى بلادنا تمام نصاب فساده ...
فدلفنا مباشرة للسؤال الثانى : لماذا هذا الانشغال بمسألة التغيير فى السودان ؟ ج : ليس الامر تقليدا لتغيرات سياسية فى محيطنا , وليس باجترار لآمال زرعتها الاناشيد الاكتوبرية وسقتها الخطب والهتافات .. وفى نفس الوقت ليس مستحيلا .. فقد نعمنا به من قبل ..ولا أقصد الاحتجاجات او حتى الانتفاضة الشعبية انما عنيت حقنا فى الحصول على وطن:
*يتساوى فيه الجميع بغض النظر عن النوع او العرق او الدين , ليس تفضلا من أحدنا على الاخر وانما لضمان حقك وحق أطفالك , فقد لا تشعر بالحوجة لهذا الان ربما لان النظام الغالب لا يتضاد معك بشكل مباشر عرقيا او سياسيا ولكن يمكن لدائرة الانقلابات العسكرية الجهنمية ان تدور وتثمر وضعا مشابها لماهو قائم ولكنه ضدك.. * وطن ينعم أبناؤه بمقومات الحياة الكريمة من صحة وتعليم وحرية فى التعبير .. *وطن لا يغادره أبناؤه الا لطلب زيادة فى علم او خبرة أو حتى مال , وليس لاستبداله بوطن آخر ..
س: اذا انت تتحدث عن وطن صالح اذا جازت العبارة , فلماذا الاصرار على اسقاط النظام فقط ؟ ج: بالطبع الهم والتحدى أكبر من مجرد اسقاطه ولكن تغييره (وليس اصلاحه من الداخل او ترميمه) بطريقة يقتص بموجبها من المسىء بالقانون العادل يضمن ترسيخا لقيم ومبادىء العدل وكلما نتمناه فى سودان الغد أكثر من مئات الدساتير او اعلانات المبادىء .. فبالله عليك أى درس واعتبار أقيم من أن ترى نافع او البشير فى قفص الاتهام بين يدى قاض عادل ..
س: ألا تعتبرون مما يحدث حاليا فى مصر وليبيا ؟ ج: مبدئيا الثمرات المستقبلية المرجوة اكبر فى ظنى من التكاليف والجميع يدرك ان اصلاح المجتمعات يحتاج لسنوات طويلة وتعتريه دورات الصعود والهبوط ولكن هنالك بعض الاعتبارات لتضعها فى بالك :
1/ طبيعة الشعب السودانى الميالة لنبذ العنف _بخلاف بعض النماذج فى المنطقة_ تقلل من احتمالية الدخول فى نفق دموى للوصول للفجر المنشود. 2/ لدينا رصيد تجربتين (بين انتباهة وغفلتين كما قال القدال) فى انحسار المد الثورى وتفريخه لانقلاب عسكرى .. مما يرفع فرص مناعتنا من التعرض لنفس المطب مرة أخرى خاصة اذا استوعبنا الدرس الأقرب فى ابريل 1985. 3/ الكثير من النماذج الايجابية للتغيير يتم اغفالها (حتى وان كانت خارج محيطنا) مثل الفلبين بعد ماركوس او المجر والتى احدثت تغييرا ثوريا بثوب سلمى استمرت مفاوضاته 3 اعوام ..
س: اذا كان الأمر بهذه المشقة , أفليس من الأسهل البحث عن وطن اخر أنجز فروضه الأساسية فى تأسيس الحياة الكريمة لمواطنيه ؟ ج: يمكنك ذلك طبعا ..لكنى أخاف عليك من نظرات ابنائك المحتقرة لانخفاض همتك .. و أخاف عليهم من وجع الانتماء ..
عبدالرحمن حمد نقلا عن الراكوبة ..
|
|
|
|
|
|