من المهم جدا الانتباه جيدا للترويجات والتسريبات المطلقة بواسطة النظام هذه الايام ..
قبل أيام قليلة خلت, خرجت علينا جريدة الجريدة بتصريح لعمر البشير عن قرب اتفاق جاري الآن بين المؤتمر الوطني وحزب الامة .. والان تخرج للناس شائعة نسب المشاركة في الحكم وتحديدها بنصف عدد مقاعد مجلس الوزراء !!
اولا أي زول متابع للتركيبة الحاكمة يعلم تماما ادراكها ( الخبيث ) لما يروج له البعض تحت اسماء كالمسار الثالث والتفكيك الداخلى والناعم للنظام الى آخر هذه الاوهام الساذجة ..
ثانيا هذه الاوهام الساذجة لعبة يلعب بها النظام .. لعبة يمسك بادواتها جيدا ويهيئ ملعبها الافتراضي .. بداية من نسج الاساطير حول انهيار التام للدولة حال سقوط النظام مرورا بفزاعة الحرب الاهلية ونهاية بنبوءات الفرز العنصري القادم لا محالة ..
ثالثا أوهام التغيير الناعم تخدم اهدافا كثيرة للنظام بداية من استمرار عمليات التخدير العام و توطين الاحساس الشعبي بمخاطر التغيير الماحقة ودق الاسافين بين قوى المعارضة وتشتيتها في مسارات متباينة .. التغيير الناعم يشبه الى حد كبير عملية رفع المصاحف فوق أسنة الرماح ..
رابعا ما لا أعلمه بالتحديد كون الصادق المهدي جزءًا أصيلا في اللعبة كلاعب (نظامي) اساسي ام انها جازت عليه لتلبيتها اشواقا طائفية حزبية وشخصية ولكن .. وفي كل الحالات هي فخ محكم .. والشواهد كثيرة ليس ابرزها الممانعة الشرسة لمحاولات الاصلاح في داخلهم .. وليس اقلها أن تشبث التركيبة الحاكمة ( لا المؤتمر الوطني ) بكراسيها تامة وغير منقوصة السلطات, أقول تشبثها المحكم هذا ضرورة تفرضها مصالحهم الواضحة والمرتبطة ارتباطا حيويا وعضويا وجوهريا بالسلطة المطلقة في حكم السودان ..
اشارة أخيرة .. بت على يقين ان الصادق المهدي ليس الممثل الوحيد لحزب الامة الآن .. بمعنى ان رمزيته ودوره كزعيم يمثل الوجه الوحيد قد تراجع داخل الحزب .. قد يصاحب ذلك صعودا في وتيرة احساسة بالامامة والمكانة/العصمة الدينية, الا ان ذلك لا ينفي الامر بقدر تأكيده
اشارة مؤكدة جدا .. صلاحية نظام الانقاذ قد انتهت تماما
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد حيدر المشرف
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست