بين العبط والمؤامرة وأخلاق التجرد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-30-2024, 10:28 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-12-2013, 09:56 AM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بين العبط والمؤامرة وأخلاق التجرد

    بين العبط والمؤامرة وأخلاق التجرد
    محمد إسماعيل زاهر



    هذا مقال انطباعي بحت ،فكرة فطرية صعدت بسرعة ارتفاع ضغط الدم إلي الرأس، من خلال تجربتي البسيطة ومن زاويتي المهملة وعبرأشخاص تحدثت معهم علي عجل سألت نفسي: كيف يحكم فصيل من الإسلام السياسي السودان؟.

    في بلاد العمل تعرفت إلي جنسيات عربية عدة، واستطيع من خلال هويتي بالميلاد أن أتفهم لماذا صعد الإخوان إلي السلطة في مصر؟، وبرغم التنوع الطائفي المدهش في بلد مثل سوريا فقد قابلت الكثير من السوريين الذين استطعت بعد نقاش معهم أن أتفهم أيضاً مغزي وجود فرع للإخوان هناك، بالاضافة إلى أمثلة من بلاد أخري دعمت انطباعي، وأنا هنا أتحدث عن طبيعة الشخصية وبدرجة ما رؤية معينة، ولظروف متعددة تنتقل بالدين من الفضاء الشخصي إلى العام.

    لقد تحدثت إلي شخصيات سودانية تنتمي إلي المستويات كافة، ولكن ما استوقفني أولئك الذين ينتمون إلي من أطلق عليهم المثقفون علي امتداد مئات السنين ومن خلال تسميات تتوزع علي قوس لا يبدأ بمفردة العوام ولا ينتهي بمصطلح الشعب، اقصد البشر العاديين، هؤلاء السودانيين البسطاء لا تحمل لغتهم أي إحالة تدل علي تضمينهم الدين في الحوارات العامة، وحتي الكلمات والجمل العابرة التي يقولها المصري والسوري والعراقي.... والباكستاني والأندونيسي .....الخ، والدالة علي فضاء اجتماعي للتدين " الشكلي" لا نجدها في كلام السودانيين، ولم يصادف أن دعاني احد السودانيين للصلاة، وهو أمر تكرر مع اناس ينتمون إلي جنسيات أخري، وعلي عجل أيضا اعتقد أن زي المرأة السودانية لا يحمل أيِّ إشارات دينية بعكس حجاب المرأة المصرية علي سبيل المثال.

    وربما يرفض الكثيرون المقارنة التالية ولكني سأقوم بها مع التأكيد علي أنني ارفض النظامين وأتحفظ علي الشخصيتين، لقد شاهدت واستمعت إلي خطب محمد مرسي كافة ، وشاهدت الكثير من خطب البشير وبمقارنة مبدئية أقول أن كلام مرسي مشحون بالدين وبتوظيفات عدة: اجتماعية وأخلاقية ووجودية، وهو ما لا يظهر بمثل هذه الكثافة والتركيز في خطابات البشير، وهي مقارنة لا تستهدف المفاضلة بين انواع التشدد ودرجاته ولكنها دالة في الفضاء الاجتماعي .

    لقد لفتت هذه الظاهرة انتباهي، واعتقدت في البداية أنني أتعامل مع سودانيين مثقفين، أولاً في القاهرة، ثم لاحقاً مع سودانيين دفعهم النظام إلي السفر إلي الخارج، ولكنني اكتشفت أننا، وبخاصة العوام منا، يحملون في جزء خفي في الكلام أو السلوكيات أو حتى رؤية العالم بعضاً من"جينات" النظام مهما ادعينا المعارضة، ولكن هذه السمة لا تتوافر في السودانيين، ثم اكتشفت أن معظم من تحدثت إليهم لم يغادروا السودان لأسباب سياسية .

    تنضاف هذه الملاحظة إلي عوامل أخرى تتعلق بالسودان تحتاج إلي مزيد من الإيضاح والحفر من قبل السودانيين أنفسهم ، منها ما يرتبط بنوعية الايديولوجية التي يحكم النظام من خلالها السودان، فعندما أخبرت احد الأصدقاء السودانيين، النور احمد علي، عن مقارنتي بين مرسي والبشير، رد ضاحكاً " الم تشاهد البشير وهو يرقص.؟ ." وهو الأمر الذي لا يمكن تصوره في نظام يحاسب النساء علي نوعية ملابسهن، وعندما شاكست النور بهذا التعليق، استرسل في ضحكه متسائلاً" ومن قال انها ايديولوجيا ؟" ، النظام نفسه أعلن مراراً وتكراراً انه يتمسك بالإسلام وشريعته، إلا إذا كانت ايديولوجيا" العبط".

    أقول يحتاج الوضع في السودان إلي القراءات الإيضاحية، فانا من غير المؤمنين بالإعلان المباشر عن ايديولوجيا "العبط"، فحتي نظام مبارك الذي لم يكن يدعي ايِّ ايديولوجيا جهراً، كان ينشر" العبط" وعبر آليات عدة في المجتمع المصري، شاهدناها علي المستويات كافة: معركة كادت أن تنشب بين مصر والجزائر بسبب مباراة كرة قدم، مظاهرات حاشدة تخرج منددة برواية" وليمة لأعشاب البحر "ساحة ثقافية وإعلامية تنشغل لشهور برضاع الكبير، أفلام كوميديا قطع الرأس.....الخ، كان "العبط" موجوداً في كل مكان، وهو ما انعكس علي الكثيرين وفي ضياع معرفي وثقافي بعد ثورة 25 يناير . وهو ما لم يحدث في الحالة السودانية.

    مسائل عدَّة أخري ترتبط بالهويات في السودان والطرق الصوفية، وطبيعة"الفرعون"، بالمعني السلبي المتداول، السوداني والنموذج هنا النميري ، والذي يتقلب بين الفكرة ونقيضها......الخ ،مفردات اعتقد انها تضفي علي هذا البلد غموضاً وثراء ً في الوقت نفسه.

    ما أود قوله ببساطة أن طبيعة الشخصية بالدرجة الأولي وانسحاب التدين من الفضاء الاجتماعي وتعدد الهويات ...الخ، كلها تثير السؤال الاستنكاري: كيف يحكم نظام إسلامي السودان طوال هذه الفترة؟ ، أما ما يتبقي فيرجع إلي الجهل، جهل الآخرين بالحالة السودانية، وهو جهل يتشارك فيه الطرفان: السوداني والآخر، فهذه الملاحظات ربما تعود إلي جهلي أنا، وربما يمكن تفسيرها عبر نظرية المؤامرة قرينة"العبط"، ولكنها رائجة في "الربيع" العربي .

    أيّ أن السؤال الاستنكاري الساذج تتطلب الإجابة عنه مستويات ثلاثة: الأول، وجود هذه الظواهر في الحالة السودانية ولم تصاحبها قراءات اجتماعية وافية. الثاني، جهل المراقب وهو كارثي للأطراف كافة. الثالث، نظرية المؤامرة بشقيها "النظام حكم طوال هذه الفترة عبر مؤامرة، أو أن بوادر الثورة عليه مؤامرة"،وهو تفسير كابوسي.
    ـ 2 ـ
    في رواية"يوتوبيا"لأحمد خالد توفيق والتي تدور أحداثها في مصر عام 2025م يأكل المصريون الكلاب، لا ادري لماذا استحضرت الذاكرة هذه الرواية وأنا اقرأ عن واقعة"ال###### الساخن"التي خرج الآلاف من السودانيين للتعبير عن غضبهم تجاهها.

    لقد كان التعريف الكلاسيكي للخبر الصحفي يقول"لا يجب أن نلتفت إلى كــــلبٍ عضَّ رجلاً، وإنما الخبر عندما يعضُّ الرجل الكـــــلب"، أما حينما يفاخر النظام بأنه أطعم شعبه الكلاب الساخنة، فتأكد أننا تجاوزنا الكلاسيكية إلي الحداثة وما بعد الحداثة.

    عندما تبحث في شبكة الانترنت عن أنواع الكلاب، ستجد كلاب الصيد ، الحراسة، الحقل مرافقة المكفوفين، أما الكلاب الساخنة فلا وجود لها إلا بالمجاز أو بالفعل في بلادنا،بالمجاز في حديث الهوت دوجز ، وبالفعل فاننا في مصر وفي المناطق الشعبية كنا علي قناعة أكيدة بأن لحوم هذه النقانق معدة من كلاب حقيقية. وهنا يتفوق نظام مبارك علي نظام البشير .

    أيضاً نظام القذافي يتفوق علي البشير، فالتوعد بمطاردة "الجرذان" وتطهير الشوارع والحارات منهم أكثر دموية من إطعام الشعب الكلاب الساخنة، ثم إن الكـــــلب أفضل من الجرذ!
    أيضاً نظام ابن علي يتفوق علي البشير، فلا وجه للمقارنة بين وصف من اعترضوا في تونس بـ " البطالين"، والمنة علي السودانيين بالكلاب الساخنة، والكـــــلب الوفي أكرم من الشخص البطال.
    وإذا استمرت المقارنات ستتضح لنا طيبة! النظام السوداني، فالشعب السوري يباد بالكيماوي ، والاستمتاع بمذاق "الهوت دوج" أجمل بكل تأكيد من استنشاق الغازات السامة.

    وكلها أنظمة كانت تتمثل الوصية الأولي في مزرعة الحيوان لأوريل" كل من يمشي علي رجلين اثنين أنما هو من الأعداء" .

    وكلها أنظمة تتمثل أيضاً صفات الحسن البصري التي أوردها في الكـــــلب ، وتتمني أن تتوافر هذه الصفات في شعوبها :
    الصفة الأولي: انه لا يزال جائعاً حتى يطعم ، وذلك من آداب الصالحين.
    الثانية: لا يكون له موضع يعرف به، وذلك من علامة المحبين.
    الثالثة: انه لا ينام الليل إلا قليلاً، "للحراسة أو لتغييب العقل في الفضائيات"، وذلك من صفات المحسنين.
    الرابعة: إذا مات لا يكون له ميراث ،" يعود للمنتفعين في النظام" وذلك من أخلاق الزاهدين.
    الخامسة: أنه لا يترك صاحبه وإن جوعه وطرده " كيف تثور هذه الشعوب المتنمرة" ، وذلك من شيم المريدين.
    السادسة: أنه يرضي من الدنيا بأدني مكان، "شعوب لا تؤمن بالقناعة والزهد "، وذلك من إ شارة المتواضعين.
    السابعة: انه إذا غلب علي مكانه تركه، وانصرف إلي غيره" بلاد الله واسعة، لماذا نتمسك بأوطاننا ؟"، وذلك من علامة المتواضعين.
    الثامنة: انه إذا ضرب وطرد لم يحقد،" كراهية وتخوين المعارضة في الخارج"، وذلك من أخلاق الخاشعين.
    التاسعة: انه إذا احضر شئ للأكل قعد ينظر من بعيد" علي الفقراء آلا ينظروا إلي ما في أيدي الأغنياء"، وذلك من أخلاق المساكين.
    العاشرة: إذا رحل من مكانه لا يرحل معه شئ، ولا له شئ يلتفت إليه.

    (ملحوظة : الأقواس في توصيف البصري للكلاب من عندي )

    ربما يكون الكـــــلب الساخن إبداعا عربيا جديدا ، لقد وصف أبو العلاء المعري كل من لا يعرف سبعين أسما للكـــــلب بأنه كـــــلب ، وعلى من يرفض أكل الكـــــلب أن يتمثل على الأقل أخلاقه ويرحل ، ولا يأخذ معه أي شيء ، ولا يلتفت وراءه حتى يكون من المتجردين . وأولئك أحسن عملا


    http://##################/forum/viewtopic.php?t=7597andsid=c...bb1e58e8f76a701adbe5

    (عدل بواسطة بله محمد الفاضل on 10-13-2013, 10:14 AM)

                  

العنوان الكاتب Date
بين العبط والمؤامرة وأخلاق التجرد بله محمد الفاضل10-12-13, 09:56 AM
  Re: بين العبط والمؤامرة وأخلاق التجرد محمد حيدر المشرف10-12-13, 10:07 AM
    Re: بين العبط والمؤامرة وأخلاق التجرد بله محمد الفاضل10-12-13, 10:57 AM
  Re: بين العبط والمؤامرة وأخلاق التجرد محمد حيدر المشرف10-12-13, 10:13 AM
    Re: بين العبط والمؤامرة وأخلاق التجرد بله محمد الفاضل10-13-13, 09:57 AM
  Re: بين العبط والمؤامرة وأخلاق التجرد ملهم كردفان10-12-13, 10:53 AM
    Re: بين العبط والمؤامرة وأخلاق التجرد عبدالله الشقليني10-12-13, 12:56 PM
      Re: بين العبط والمؤامرة وأخلاق التجرد بله محمد الفاضل10-13-13, 10:40 AM
    Re: بين العبط والمؤامرة وأخلاق التجرد بله محمد الفاضل10-13-13, 10:24 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de