مقال جدير بالقراءة لمحمد عثمان ابراهيم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-29-2024, 07:22 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-06-2013, 06:34 PM

الصادق اسماعيل
<aالصادق اسماعيل
تاريخ التسجيل: 01-14-2005
مجموع المشاركات: 8620

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مقال جدير بالقراءة لمحمد عثمان ابراهيم

    خارج الدوام

    www.dabaiwa.com
    تلقت حكومة الإنقاذ التي ظلت تسيطر على دست الحكم منذ ربع قرن عقب انقلاب عسكري، الإشارة بحزم حقائبها والرحيل. لقد قالت جماهير الشعب السوداني خلال الأسبوع الماضي كلمتها فصيحة بأن عجز السلطة الحاكمة عن ممارسة مهامها قد بلغ مبلغاً لا يمكن التسامح معه وكالعادة ردّت الحكومة بطريقتها الوحيدة! حكومة الإنقاذ تقرأ من ذات الكتاب الذي قرا منه صدام حسين، والقذافي، وبن علي وهو الذي تقول صفحته الأولى إن أسهل طريقة للقضاء على المعارضة: هي القضاء على المعارضين.
    لقد جربت الإنقاذ هذه الطريقة في بورتسودان حين أرسلت شرذمة من القتلة دخلت البيوت وأردت المعارضين قتلى أمام ذويهم الآباء أمام أطفالهم والأطفال أمام امهاتهم فصمتت المعارضة في بورتسودان ولكن الى حين. ذات الشرذمة من القتلة تم تكليفها بإنهاء معارضة نوبة الشمال لخزان كجبار، أما القتل الجماعي فلم تتوقف حفلاته الصاخبة الماجنة في دارفور، والنيل الأزرق، وكردفان وقبلها في الجنوب الذي فر بدينه ودنياه عن حق.
    تسامح الأهالي وأولياء الدم أغرى الإنقاذ بالمضي في ذات السبيل. حين قتلت الإنقاذ عشرات الصبية في معسكر الخدمة العسكرية الإلزامية بالعيلفون، لعق الآباء جراحهم والأمهات رفعن الأكف للسماء لكن الله لم يكن قد كتب الكلمة الأخيرة بعد في سجل الإنقاذ.
    خلال تظاهرات الأسبوع الماضي الرافضة لرفع الدعم عن المحروقات وحزمة اجراءات التقشف السابقة قال الشعب لا لإجراءت تطاله ولا تطال حكامه. ردت الحكومة بعنف ـ متوقع ـ فقتلت العشرات دون أن يطرف لها جفن وقامت بإرتكاب العديد من الجرائم والتخريب مثل حرق محطات الوقود، وإلا فكيف يمكن تفسير حرق بضع وثلاثين محطة خالية من الوقود؟ حين تقرر الجماهير حرق محطات الوقود فليس بوسعها ان تختار أو أن تعرف أي المحطات خالية من الوقود؟ هذه معلومات شديدة الدقة لا تتوفر إلا لمؤسسات لها صفة رسمية!
    كشفت هذه التظاهرات والعنف الذي صاحبها وردود الفعل في أوساط الرأي العام السوداني عن عدة حقائق شديدة المأساوية يمكننا ايرادها بإختصار كما هو آت:
    تتعامل السلطة الحاكمة في السودان مع الشعب كخصم وفي هذا الإطار فإن التعبير عن أي مطالب أو آراء غير مسموح به، إذ أنه يهدد بقاء الحكومة وحرمان قادتها من الإمتيازات. وضع الشعب كله كخصم/ عدو يفسر لجوء السلطة للسلاح الناري كخيار أول للتعامل مع المتظاهرين العزل دون أي تفعيل لخيارات الشرطة المدنية المتبعة في مثل هذه الحالات مثل استخدام الهراوات، وخراطيم المياه، وبناء الحواجز المؤقتة وغير ذلك.
    ضرب المتظاهرين تم من أجل القتل فقط حسب افادات الأطباء الذين نقلوا أن اغلب الإصابات كانت في الصدر والرأس مما يكشف عن حالة هلع أكثر منها حالة قوة يشعر بها النظام.
    ضعف قدرات المؤسسات الأمنية وشاغلي قيادتها حيث أفادت مصادر عن قيام هذه المؤسسات بإعداد ورقة تقييم مخاطر ( Risk assessment) أعطى الرئيس بعدها الضوء الأخضر لتنفيذ حزمة الإجراءات الاقتصادية وقد فشلت هذه المؤسسات في تقدير حجم الإعتراض الشعبي.
    إن المكون السكاني الرئيسي في أي عملية تغيير لنظام الحكم في السودان هو سكان الوسط من ذوي الأصول العربية النيلية أما المكون الإفريقي فهو غير قادر (لأسباب سوسيو-جغرافية معقدة) عن تهديد نظام الحكم وعلى المهمشين في أقاليم السودان أن يتعظوا من الجنوب الذي خسر مليوني انسان، ودارفور التي ضحت بثلاثمائة الف ضحية وجبال النوبة والنيل الأزرق وشرق السودان الذين قدموا مئات الآلاف من الضحايا دون أن يكون لكل هذه الدماء مجتمعة أي أثر في تهديد النظام الحاكم.
    صحافة الخرطوم هي ممثل حقيقي وصادق للنخبة النيلية العربية ومصالحها ولم يحدث ابداً أن انفعلت هذه الصحافة بحجم القتل والدمار الذي لحق أجزء عزيزة من الوطن، فقد ظلت تنقل أخبار القتل في كادوقلي، ودارفور، وجبل عامر، وكادوقلي، وبورتسودان، وكجبار دون أدنى انفعال أو تأثر وعلى النحو الذي ما انفكت تنقل به اخبار الكوارث الطبيعية في أقاصي آسيا وأمريكا اللاتينية. هذه المرة انفعلت الصحافة لأن القاتل الذي لا يرحم ولا يفرق بين ضحاياه قد صوّب بندقيته نحو منطلقها وحاضنتها.
    بدأت الدول العربية ذات التأثير والنفوذ تتململ من منهج الحكومة السودانية وطريقة تعاطيها مع الحكم، وفيما اختارت بعض الدول ارسال انذاراتها سراً فإن دولتين فقط اختارتا أن تنقلا تحذيراتهما بشكل أكثر سفوراً حيث اصدر وزير الدولة للشئون الخارجية الإماراتي د. أنور قرقاش بياناً عبر فيه عن قلق بلاده البالغ مما اسماه "التعامل العنيف وغير المبرر" ازاء التظاهرات، فيما اختارت مصر طريقاً ملتوياً لإيصال رسالتها اذ تحدث قادة بعض مؤسساتها الى دول أخرى ذات صلة وقد ينتج عن هذا موقف عروبي متماسك في وقت مناسب.
    لم تعد نخب وقيادات تيارات الإسلام السياسي حول العالم مستعدة للمضي الى آخر الشوط مع النظام الذي رات فيه مرة أنه نموذج الدولة الإسلامية المقبلة وقد عبر رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين والقيادي الإسلامي الأبرز في مرحلة التغيير العربي الأخيرة الشيخ يوسف القرضاوي عن ضيقه بسلوك النظام في الخرطوم فقال " لا نريد لإخوتنا الإسلاميين في الحكم ان يفعلوا ما فعله الحكام الآخرين من قتل وتشريد" وحث الحكومة قائلاً " ينبغي ان نستمع للشعب وليس في يدنا بندقية" وبرأ الإسلام من سلوك قتل المتظاهرين حين قال " أين الإسلام إذا فعلتم مثلما فعل المصريون بالمتظاهرين في رابعة...؟"
    كشفت التظاهرات عن عزلة الأحزاب السياسية الناشطة في الحكم والمعارضة إذ غاب حزب المؤتمر الوطني عن ساحة المواجهة السياسية في القواعد واكتفى باستخدام المليشيات المسلحة للرد، وهذه مرحلة اضعف من مرحلة الإتحاد الإشتراكي في عهد الدكتاتور الراحل نميري (أطيح به في انتفاضة شعبية عام 1985) حيث سيرت عضوية الإتحاد تظاهرات مناوئة للمعارضة قبل سقوط نظامها. على الجانب الآخر بانت سوءة أحزاب الأمة، والإتحادي الديمقراطي، والحزب الشيوعي وفضحت التظاهرات تخلفها عن نبض الجماهير.
    اختارت قوى الجبهة الثورية وجماهيرها الإبتعاد عن خط التظاهرات الجماهيرية لحرمان النظام من استخدام الورقة العنصرية في مجابهة التظاهرات، وهذه وإن كانت خطوة ذكية على الصعيد السياسي إلا انها تكشف أن الجبهة الثورية تدرك ان تنظيمها منفر لدى قطاعات الوسط والمركز والطبقة الوسطى، وربما قاد هذا الى تساؤل حول قيمة الإبقاء على تنظيم منفر وغير قادر على استقطاب القطاعات ذات التأثير في الرأي العام.
    اختار المؤتمر الشعبي اتخاذ موقف سلبي من التظاهرات بسبب يقينه، ربما، بأن الجماهير الغاضبة كلها من خصومه وأنه ربما الطرف الأحوج، ضمن الطيف السياسي السوداني، لبقاء نظام الحكم الحالي واجراء جراحة تجميلية عليه دون بتره بالكامل.
    كشفت التظاهرات أن قادة المؤتمر الوطني ليست لديهم أي خيارات سوى التخندق لحماية نظامهم، وإلا فإنهم سيدفعون ثمناً غالياً وعاجلاً عن كافة الجرائم التي ارتكبتها حكوماتهم، وسيخسرون بالتالي رفاهيتهم والمسافات التي قطعها اغلبهم في الخروج من الفقر الى الثراء، مما يجعل شبح عودتهم الى أيام ما قبل الإنقاذ المصير الأكثر احتمالاً بعد خصم العقاب ودفع الثمن.
    كشف تعاطي أجهزة الدولة الرسمية مثل الشرطة والجيش عن إن استخدام النخبة الحاكمة لمنسوبي هذه الأجهزة مقابل الفتات هو أمر غير مضمون، وإن ربع قرن من السيطرة الكاملة على هذه المؤسسات لم تنجح في صناعة كادر عقائدي يضحي بحياته من أجل الحزب وفي أي مرحلة فاصلة فإن قوة هذه المؤسسات سترتد نحو نحر من يحسبون أنها صنعوها كملك خاص.
    وبعد فإن الإشارة الأكثر بروزاً هي إن النظام قد تلقى الإنذار الأخير بأن اللعبة انتهت، وإن كل عمله في مرحلة ما بعد هذه التظاهرات يمثل مقاطع قد تبدو طويلة من أغنية البجعة.
                  

العنوان الكاتب Date
مقال جدير بالقراءة لمحمد عثمان ابراهيم الصادق اسماعيل10-06-13, 06:34 PM
  Re: مقال جدير بالقراءة لمحمد عثمان ابراهيم فتح الرحمن حمودي10-06-13, 11:41 PM
    Re: مقال جدير بالقراءة لمحمد عثمان ابراهيم الصادق اسماعيل10-07-13, 06:58 AM
  Re: مقال جدير بالقراءة لمحمد عثمان ابراهيم محمد حيدر المشرف10-07-13, 09:40 AM
    Re: مقال جدير بالقراءة لمحمد عثمان ابراهيم Hololy10-07-13, 11:41 AM
      Re: مقال جدير بالقراءة لمحمد عثمان ابراهيم nadus200010-07-13, 12:56 PM
        Re: مقال جدير بالقراءة لمحمد عثمان ابراهيم محمد حيدر المشرف10-07-13, 01:04 PM
          Re: مقال جدير بالقراءة لمحمد عثمان ابراهيم محمد حيدر المشرف10-07-13, 02:44 PM
    Re: مقال جدير بالقراءة لمحمد عثمان ابراهيم كمال عباس10-07-13, 03:13 PM
      Re: مقال جدير بالقراءة لمحمد عثمان ابراهيم آدم عبد الكريم رمضان10-07-13, 04:23 PM
        Re: مقال جدير بالقراءة لمحمد عثمان ابراهيم الصادق اسماعيل10-07-13, 11:25 PM
          Re: مقال جدير بالقراءة لمحمد عثمان ابراهيم الصادق اسماعيل10-07-13, 11:47 PM
            Re: مقال جدير بالقراءة لمحمد عثمان ابراهيم هيثم الحسين10-08-13, 04:16 AM
              Re: مقال جدير بالقراءة لمحمد عثمان ابراهيم الصادق اسماعيل10-08-13, 04:26 AM
                Re: مقال جدير بالقراءة لمحمد عثمان ابراهيم محمد عثمان ابراهيم10-08-13, 06:35 PM
                  Re: مقال جدير بالقراءة لمحمد عثمان ابراهيم ابوبكر محمد ابراهيم10-09-13, 00:28 AM
                    Re: مقال جدير بالقراءة لمحمد عثمان ابراهيم آدم عبد الكريم رمضان10-09-13, 01:58 PM
                      Re: مقال جدير بالقراءة لمحمد عثمان ابراهيم فتح الرحمن حمودي10-11-13, 10:16 AM
                        Re: مقال جدير بالقراءة لمحمد عثمان ابراهيم الصادق اسماعيل10-12-13, 05:54 AM
                          Re: مقال جدير بالقراءة لمحمد عثمان ابراهيم محمد عثمان ابراهيم10-14-13, 06:04 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de