|
وأنا أُشهد الله أيضاً يا نافع..!!! (لم يُنشر)مقال لصلاح عووضه#
|
*بين يدي ذكرى ثورة إكتوبر أقسم نافع قائلاً على خلفية احتجاجات سبتمبر: (أشهد الله أنها بدأت بقتل المتظاهرين)..* وكل الذي يهمني من الخبر هذا- بعيداً عن حيثيات الإحتجاج- هو حكاية القسم هذه التي (اعجبتني جداً)..* وبما أن ثورة إكتوبر لم أكن من شهودها فإنني- وعملاً بنكتة سياسة بسمارك الداخلية- أكتب عن إنتفاضة أبريل مستعيناً بقسم الدكتور نافع هذا..* فأنا أشهد الله أن الإنتفاضة تلك لم يقُتل متظاهر واحد فيها بالرصاص الحي..* وأشهد الله أن عناصر الأمن المايوي كانوا يلوحون أمام وجوهنا بمسدساتهم دون أن يطلقوا طلقة واحدة في (المليان)..* وأشهد الله أن الشرطة لم يزد تعاملها معنا عن استخدام الغاز المسيل للدموع و (الخراطيش) التي لم يؤذوا بها شخصاً واحداً..* وأشهد الله أن الشرطة هذه تجنب أفرادها التصدي للنساء ولو مررن بجوار سياراتهم المخصصة للتظاهرات..* وأشهد الله أن فرداً من أفراد الأمن أعرفه- هو كامل شوكت- أظهر لي عصر بيان سوار الذهب مسدسه وهو محشو بالكامل ويقول إن أياديهم كانت (مغلولة) بفعل أوامر أمنية عليا..* وأشهد الله أن السبب الذي كان بمثابة الشرارة التي اشعلت غضب السودانيين هو خطاب النميري (الاستفزازي) قبيل سفره إلى أمريكا وهو يطالب من كان يأكل وجبتين منهم الإكتفاء بواحدة..* ثم إشارته إلى علو منزلة زوجته الفضلى مُذكِّراً أنها ليست بزوجة نجار رغم إنها لم تكن تُسمَّى (السيدة الأولى)..* ثم تحديه للغاضبين من سياساته بعبارته الشهيرة: (أنا ما في قوة في الدنيا دي بتقدر تشيلني)..* وأشهد الله أننا فوجئنا من بعد ذلك- كسودانيين- أن النميري الذي حكم سنين عددا هذا لم يكن يملك من عرض الدنيا سوى بيت (ورثة) يمكن أن يحظى بأفضل منه (النجار)..* وأشهد الله أن الذين سماهم إعلام مايو (الشماشة)- من المتظاهرين- لم تتعامل معهم الأجهزة الأمنية بقسوة كيلا يتمثل رد فعلهم الغاضب حرقاً ونهباً وإتلافاً..* وأشهد الله أن إمرأة مسنة شقت صفوف أفراد الإحتياطي المركزي لتقف تحت شجرة أمام مشفى الذرة- بشارع القصر- مخاطبةً إيانا: (تقدموا يا أبنائي من أجل استرداد كرامتكم وحريتكم وإنسانيتكم ولا تخشوا إلا الله)..* وأشهد الله أن الإسلامويين الذين كان قادتهم في السجون- آنذاك- لم يخرجوا معنا في التظاهرات تلك وقد كنا نعلم جيداً (موقع) كل فئة من فئات المعارضة..
|
|
|
|
|
|