الفاتح جبرا .. في ذمة الله
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب د. الفاتح يوسف جبرا فى رحمه الله
|
مسيرات السود وحلفائهم تنتشر علي إمتداد مدن إمريكاجسد أسود في حدق أبيض
|
أشعل إعلان تبرئة المتهم جورج زمرمان بواسطة المحلفين في المحكمة التي إستمرت لحوالي الإسبوعين من التهمة المرفوعة ضده إثر إغتياله للشاب الأسود تريفان مارتن غضباً كامناً في نفوس السود الإمريكان وحلفائهم الذين ظلوا يناضلون علي مدي عشرات السنبن ضد التفرقة العنصرية الممارسة عليهم تحت حماية القوانين والدستور طيلة القرون الماضية ومنذ إختطافهم وإسترقاقهم من إفريقيا..طرأت تحسنات حقوقية وإجتماعية ولكنها لا زالت بعيدة عن توفير فرص المساواة الكاملة بين مختلف مكونات الأمة الإمريكية ...تأتي هذه الحادثة كحلقة مهمة ضمن حلقات إنكشاف عورة الدعاوي الزائفة للعدالة والمساواة في إمريكا وفي نفس الوقت حلقات النضال المتواصل بقيادة التجمع الوطني لتحسين أوضاع الملونين في أمريكا وهو مؤسسة جد عريقة تضم قيادات فكرية وحقوقية من كل الأعراق وكانت تقود النضال من أجل حقوق السود بشكل خاص علي مدي القرن المنصرم سأعود بالتحليل للقضية بأبعادها المختلفة لو ربنا هون القواسي
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مسيرات السود وحلفائهم تنتشر علي إمتداد مدن إمريكاجسد أسود في حدق أ (Re: حسبو عكاشة)
|
شكراً المعتصم شكراً حسبو
أولاً إستعدال عنوان البوست ليصبح حسد أسود في حدق الأبيض مهم لسياق الحكاية
ثانياً ملخص هذا الحادث هو أن الشاب ابيض اللون متعدد الأصول ( بين اللاتيني من ناحية الأم بينما اسم العائلة يشير إلي إنتماء إلي أصل ألماني يهودي) يقطن في حي أقرب لأحياء الطبقة الوسطي في فلوريدا... ومجاور لأحياء فقيرة معظم سكانها من الأمريكان السود حدثت بالحي عدة سرقات وتلقائياً كانت الإتهامات تشير إلي شبان سود وبالفعل قد تم قبض شاب أسود من قبل إعترف بسرقات تمت في الحي شخصية جورج زمرمان تميل إلي السلطة حيث أنه كان قد زار بعض من تعرض للسرقة وعرض مساعدتهم ثم كون لجنة حراسة في الحي أضف إلي ذلك نواياه الصميمة للإلتحاق بالشرطة ودراسته كورسات تمهيدية في علوم العدل الجنائي في ذلك المساء الماطر لمح زمرمان جسد أسود يمشي في طرقات الحي، تابعه وإتصل برقم الطوارئ التي تتأخر في الإستجابة منبهاً إلي أن هذا الحي يشهد سرقات متكررة وان هنالك شبح شاب أسود مريب وغريب علي المنطقة ,انه يشك في أنه أحد هؤلاء السفلة الذين دأبوا علي تهديد أمن الحي نصح البوليس زمرمان بالبقاء حيث هو وعدم متابعة الشاب وسيتولي هو الأمر لم يمتثل زمرمان لنصح البوليس وتابع الشاب الأسود متابعة إنتهت بإغتيال الشاب بطلقة من مسدس زمرمان إدعي زمرمان إنه قتل الشاب مارتن دفاعاً عن النفس لا مكان للتفاصيل الكثيرة والروايات المتعددة للشهود خاصة من سمعوا أو رأوا الصراع بين الشابين الجدير ذكره أن زمرمان في حوالي ال30 من العمر ومارتن في حوالي ال17 ولكن ذكر أن حجمه اكبر من زمرمان
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مسيرات السود وحلفائهم تنتشر علي إمتداد مدن إمريكاجسد أسود في حدق أ (Re: Sinnary)
|
التحية الصديق تمبس الشكر أختي سهام علي تفضلك علي ************* يعرف النظام السياسي السائد في إمريكا بنظام ليبرالية الحياد اللوني colorblind liberalism وهي تسمية قصدت الإشارة إلي مبدأ المساواة بين الأعراق والألوان أمام القانون (لأنه أحد المبادئ الثلاث للتنوير) لكن السؤال المهم هنا هل شعار الحياد اللوني شعار عادل كما تشير إلي ذلك المعاني الحرفية لمفرداته؟ نحن نتحدث عن الشعار ولم نأت للتطبيق بعد هل يمكن أن يكون القانون والأخلاق محايدة لونياً؟ هذا المبدأ هو أحد أهم الإشكالات التي تواجه النظام الحقوقي والإجتماعي الإمريكي والذي أنتج ضمن ما أنتج مجتمع يقبع 8% من السود، الذين تتراوح أعمارهم بين 30و34 عاما في سجونه وبينما يشكل السود بين 12% إلي 13% من مجموع السكان يشكلون 40% من المساجين في أمريكا. هذه هي ليبرالية الحياد اللوني أين إذن تقبع المشكلة؟ سأحلل ذلك في القادم من المداخلات لكن لابد من الإشارة إلي أن العوامل السياسية تتداخل مع الإقتصادية والثقافية لتشكل معاً الحقيقة الإجتماعية في أي بلد.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مسيرات السود وحلفائهم تنتشر علي إمتداد مدن إمريكاجسد أسود في حدق أ (Re: Sinnary)
|
تستمر صباح اليوم المسيرات المحتجة علي التمييز ضد السود في أكثر من مائة مدينة إمريكية والمسيرات هي أكثر الأشكال الحضارية في النضال المنادي بالعدالة الإجتماعية في إمريكا نعم هنالك خطوات كبيرة قطعت في الطريق لكن لازال الطريق طويلاً وورغم أن النظام الليبرالي في بلد أبيض سمح لأحد السود بترأسه إلا أن هذاالرئيس الأسود وقف بنفسه وتكلم وبنبرة جد صادقة عن بنية اللامساواة السائدة علي المجتمع داعياً مشاركة كل المؤسسات في المجتمع للمشاركة في معالجة المشكلة من ضمن ردود الفعل علي الظلم الذي يقع علي السود في إمريكا نشأت حركة عرفت باسم حركة القومية السوداء Black Nationalism سعت الحركة بإسلوب مماثل لأساليب العنصريين البيض في شعاراتها لتمجيد السود والسواد وهو تركيز يرسخ بأن المشكلة تتأسس علي اللون وتؤمن من جهة معاكسة علي أهمية اللون في صنع الإمتيازات لكن رغم أن اللون هو أحد عناصر التمييز في المجتمع الإمريكي لكنه ليس العنصر الأساسي رفعت حركة القومية السوداء شعارات من مثل "السواد جميل" أو "أسود وأفتخر" بلا شك أن لمثل هذه الشعارات أثر نفسي تعزيزي وإعادة إعتبار للذات لكن إبتسار المشكلة في اللون والسعي لحلها علي هذا الأساس هو سير في شوارع مضللة المشكلة أعقد بكثير من إعادة الإعتبار للون فالعدالة قيمة مطلوبة لأي إنسان كان أسوداً أو أبيضاً كان شكله جذاباً أو منفراً لأن المشكلة ليست مشكلة فردية أو أن اللون هو المحرك الأساسي فيها فحتي الأقليات البيضاء والهسبانية والفقراء من كل لون يجري التمايز ضدهم هذا لا يعني أننا نغفل الدور المهم للون والشكل في بنية التمايزات الحاصلة في إمريكا فاللون والشكل أثبت جدارته كعامل تمييز الإنسان ضد أخيه الإنسان وهكذا فأن الناس و علي إمتداد التاريخ الإنساني كانت تستصحب اللون ضمن جملة العناصر التي تأسس عليها هرمية المقامات وتوزيع الإمتيازات في كل مجتمع حتي في زمن الرسول الكريم رغم أن الإسلام جاء يدعو إلي المساواة بين الناس والأفضلية في الإسلام للأتقي فكلنا لآدم وآدم من تراب ولكن المسلمون بحسبانهم بشر لم تكن التقوي هي معيار التمايز في معظم أحوالهم وتحضرني هنا قصة الصحابي جليبيب ... قال أنس بن مالك رضي الله عنه : كان رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له جليبيب كان في وجهه دمامة وكان فقيراً ويكثر الجلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم : يا جليبيب ألا تتزوج؟ فقال : يا رسول الله ومن يزوجني ؟! فقال صلى الله عليه وسلم : أنا أزوجك يا جليبيب . فالتفت جليبيب إلى الرسول فقال : إذاً تجدني كاسداً يا رسول الله . فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : أنك عند الله لست بكاسد ثم لم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يتحين الفرص حتى يزوج جليبيباً فجاء في يوم من الأيام رجل من الأنصار قد توفي زوج أبنته فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يعرضها عليه ليتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي : نعم ولكن لا أتزوجها أنا !! فرد عليه الأب : لمن يا رسول الله !! فقال صلى الله عليه وسلم : أزوجها جليبيباً ... فقال ذلك الرجل : يا رسول الله تزوجها لجليبيب ! يا رسول الله انتظر حتى أستأمر أمها !! ثم مضى إلى أمها وقال لها إن النبي صلى الله عليه وسلم يخطب إليك ابنتك قالت : نعم ونعمين برسول الله فمن يرد الرسول صلى الله عليه وسلم ! فقال لها: إنه ليس يريدها لنفسه !! .. قالت : لمن ؟ قال : يريدها لجليبيب !! قالت : لجليبيب لا لعمر الله لا أزوج جليبيباً وقد منعناها فلاناً وفلاناً .. فاغتنم أبوها لذلك ثم قام ليأتي النبي صلى الله عليه وسلم فصاحت الفتاة من خدرها وقالت لأبويها : من خطبني إليكما ؟؟ قال الأب : خطبك رسول الله .. قالت : أفتردان رسول الله أمره ادفعاني إلى رسول الله فإنه لن يضيعني ! قال أبوها : نعم .. ثم ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال : يا رسول الله شأنك بها ... فدعا النبي صلى الله عليه وسلم جليبيباً ثم زوجه إياها ورفع النبي صلى الله عليه وسلم كفيه الشريفتين وقال : الله صب عليهما الخير صباً ولا تجعل عيشهما كدًا كداً !! ثم لم يمض على زواجهما أيام حتى خرج النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه في غزوة وخرج جليبيب معه فلما انتهى القتال اجتمع الناس و بدأوا يتفقدون بعضهم بعضاً فسألهم النبي صلى الله عليه وسلم وقال : أتفقدون من أحد؟ قالوا : نعم يا رسول الله نفقد فلاناً وفلاناً كل واحد منهم إنما فقد تاجراً من التجار أو فقد ابن عمه أو أخاه . فقال صلى الله عليه وسلم : نعم ومن تفقدون قالوا : هؤلاء الذين فقدناهم يا رسول الله ... فقال صلى الله عليه وسلم : ولكنني أفقد جليبيباً .. فقوموا نتلمس خبره ثم قاموا وبحثوا عنه في ساحة القتال وطلبوه مع القتلى ثم مشوا فوجدوه في مكان قريب إلى جنب سبعة من المشركين قد قتلهم ثم غلبته الجراح فمات .. فوقف النبي صلى الله عليه وسلم عل جسده المقطع ثم قال : قتلتهم ثم قتلوك أنت مني وأنا منك ، أنت مني وأنا منك .. ثم تربع النبي صلى الله عليه وسلم جالساً بجانب هذا الجسد ثم حمل هذا الجسد على ساعديه صلى الله عليه وسلم وأمرهم أن يحفروا له قبراً .. قال أنس : فمكثنا و الله نحفر القبر جليبيب ماله فراش غير ساعد رسول الله .. قال أنس : فعدنا إلى المدينة وما كادت تنتهي عدتها حتى تسابق إليها الرجال يخطبونها... سقت هذه القصة لأبين بأن التمييز علي أساس الشكل يحدث حتي في أزهي تواريخ العدالة ولكن الحالات الفردية ليست هي الحكم...المشكلة عندما يتم التمييز علي أسس إجتماعية وخوض حرب كلامية عن ميزات السود علي غيرهم أو تشكيل منظمات للسود ليس هو طريق الحل في رأي وما نراه من تحالف قوي متعددة الألوان والأشكال مع الإمريكان السود في النضال من أجل نظام عادل هو السبيل الأمثل.. لذا لا أري ان جماعة آل شاربن أو غيرها من الجماعات المنطلقة من اللون يمكن أن تصيب نجاحاً و صوت البروبوغاندا المعاكسة أعلي وأوسع إنتشاراً أو كما يقول دريك بيل الوعي بأن التمايز راسخ في أعماق الذاكرة البيضاء في ثقافتها ومفرداتها ولا سبيل لتغييره... بل هنالك أكثر من سبيل يا دريك تغيير الأسس المادية التي تكرس صور الضعف والفقر مرتبطة بلون معين أو عرق معين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مسيرات السود وحلفائهم تنتشر علي إمتداد مدن إمريكاجسد أسود في حدق أ (Re: عبير خيرى)
|
حين يكون الالم مٌزهرا
شكرا يا سنارى وكل رمضان وانت منحازا للمستضعفيين/ت
الى حين عودة :
Quote: عندما أصر السيد هامر بلسي وهو رجل أبيض به دماء سوداء قليلة جداً أن يركب في قطار مخصص للبيض في ولاية لويزيانا في سنة 1892 جري علي الفور إعتقاله ولكن بفضل إصراره علي تحدي القانون غير الديمقراطي في ظل دستور يدعي الديمقراطية |
هل للدم الوان؟ السواد هو مشروع سياسى مناهض لكل اشكال التمييز التى حدثت ضمن ماحدثت بسببب لون البشرة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مسيرات السود وحلفائهم تنتشر علي إمتداد مدن إمريكاجسد أسود في حدق أ (Re: Ishraga Mustafa)
|
سعيد صديقتنا إشراقة بإطلالتك علي البوست
أما عن سؤالك عن ألوان الدم
فليس للدم ولا للقلوب أو النوايا ألوان إلا في الأطر الإستعارية
ووصفي للسيد بلسي أتي ضمن هذه الأطر
ولم أقصد في إشارتي اللون الحقيقي لدماء بلسي
بل ما قصدته أن الرجل هو هجين تلاقح بين أصلين أو عرقين أبيض وأسود
لكن يغلب عليه العرق الأبيض الذي يطغي علي مظهره
وأشرت لمسألة اللون هنا لما لها من أهمية خاصة ضمن نظام يخصص مواقع لكل لون
وحقيقة وجود شخص ليس خاطف لونين بل جله أبيض تشكل تحدي حقيقي لمثل هذا النظام
حيث أن أرومة الرجل تشكل عنصري المستهدف بفتح الدال والمستهدف بكسرها
...
أما عن السواد كقضية قائمة بذاتها فهذا ما يؤمن عليه كثيرون منهم بروفيسور بيل
الذي أكتب عنه الآن
ولكني لا أتفق مع ذلك تماماً
ولا أعتقد بأنه اللون هو العنصر الأساس وراء التمييز كما أشرت في أكثر من فقرة
فالتمييز في فهمي يقوم علي عناصر متعددة ويستهدف مكونات متشاكسة
تتحدد ببنية إجتماعية غير عادلة تفرز نظام تقسيم الموارد المادية والثقافية
يحقق أولياتها
وضحايا هذا النظام كل الفئات الإجتماعية التي تقع مصالحها خارج نطاق مصالحه
وبالتالي فالنضال ضد هذا النظام غير العادل هو مهمة كل الألوان والأعراق
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مسيرات السود وحلفائهم تنتشر علي إمتداد مدن إمريكاجسد أسود في حدق أ (Re: Sinnary)
|
Quote: وبالتالي فالنضال ضد هذا النظام غير العادل هو مهمة كل الألوان والأعراق
|
شكرا يا سنارى ملخصا حلم هوية سياسية عالمية
\\\
موضوع السود كان موضوع اطروحتى للدكتوارة فى العلوم السياسية بجامعة فيينا فى العام 2006 ونٌشرت فى كتاب من دار نشر المانية المرأة السوداء فى فيينا وقضاياها والتى عالجتها منهجيا فى اطار قضايا الرجال السود والمهاجرين والمهاجرات فى النمسا احدى نتائج البحث النوعى هو ان طريق الخلاص يٌمكن فى الهوية السياسية
مايحدث فى امريكا وقضايا السود عموما فى اوربا شكلت واحده من عصب اهتمامى الاكاديمى والنشاطات بشكل عام فى الشهر الماضى فى شهر الشعر اهديناه الى الشاب المورتانى شيبانى الذى مات مغدورا على يد امرأة من الشرطة ومن بعض فريق الاسعاف قامت قيامتنا وعلى ضوء ذلك وفى دولة عانت من النازية ان قاومنا ومازلنا وبكل الاشكال البحثية والفنية وتنظيم المظاهرات وغيرها
لهذا اجد نفسى ممنونة لك ياسنارى لتناول مثل هذه المواضيع واتمنى ان يترجم يوما كتابى الى الاتجليزية Ich bin Schwarze Wienerin والذى اتناول فيه ضمن ما انتاولة فى مسيرتى سيرة السواد والتحولات التى حدثت فى هويتى ووعى
سوق اتابع واشارك ما اتيحت لى الظروف نكتب كسود تاريخنا فى النمسا كما نراه لا كما مدون وهنا تكونت مجموعة لشباب والشابات الباحثات من الجيل التانى يدرسون ويبحثون تاريخ السود فى النمسا من وجهة نظرهم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مسيرات السود وحلفائهم تنتشر علي إمتداد مدن إمريكاجسد أسود في حدق أ (Re: Sinnary)
|
شكراً دكتورة فمداخلاتك حتماً ستثري الموضوع '''''''''''''' القوانين الأمريكية تمت صياغتها وفق منهج القانون الشكلي Formal methodology أو ما رأيت أن أعرفه بالمنهج الشكلاني وهو منهج يقيد القاضي عند نظره إلي القضايا أمامه بشرطين هما شرط السوابق الخاصة بالحالة المعنية( لا سيما أحكام المحاكم الدنيا) إضافة إلي مرافعات الإتهام والدفاع ويتأسس المنهج الشكلاني القانوني علي قواعد تهدف إلي تأمين النظام القانوني السائد بحيث لا تنزع القوانين ولا سبل تطبيقها إلي هز إستقرار النظام الإجتماعي المؤ س مسبقاً بما يراعي مصلحة شريحة إجتماعية بعينها... لذلك لم يسلم هذا المنهج من نقد حقوقيين وفئات إجتماعية عانت من طبيعته غير العدلية فمنذ نهايات القرن التاسع عشر علت أصوات متفرقة تفضح عورة القوانين الشكلانية في أمريكا إلا أن هذا النقد لم يتبلور في شكل منظم إلا في بدايات إلي منتصف القرن العشرين حيث بدأت تعلوا أصوات ناقدة لا سيما كتابات جماعة الدراسات القانونية النقدية Critical Legal Studies والتي كانت تدعو إلي تجاوز المنهج الشكلاني مبينة قصوره في حدود السوابق والمرافعات داعين إلي تبني قوانين تحفز القضاة للأخذ بالإعتبار كل الحقائق والحيثيات الإجتماعية الخاصة بالتجاوزات القانونية وفي ذلك كثير من العدل أي قبل أن يركز القانون علي جريمة المتهم لابد من النظر في الحيثيات السياسية والإجتماعية التي تعيشها الأقليات من فقر وعوز وتهميش وتشرد وتمييز وإستحقار إلي آخره تلك الظروف التي تمثل العامل المشترك بين معظم من يقضون حياتهم جلها أو كلها بين جدران السجون,.. لا بد من النظر في الدوافع الحقيقية للجريمة قبل النظر مدي إنطباق المادة المعينة أو عدم إنطباقها علي التجاوز الذي أعتقل بسببه المتهم وبالعدم سننتج سجوناً 40 بالمائة من سكنتها من السود الذين يشكلون أقل من سدس السكان أشارت الجماعة لصور متعددة للظلم الذي تكرسه القوانين الشكلانية وبينت المفارقة بين المتهم الفقير الذي يدان وهو لا يملك إمكانية توكيل دفاع من طراز رفيع يحول مسار القضية إلي إتجاه يفيد براءته بينما تغتنم الطبقات العليا ذلك الإمتياز بإستمرار دعت الجماعة إلي تبني إصلاحات دستورية وإجراءات إدارية تسعي إلي معالجة المظالم الإجتماعية قبل النزوع إلي المعالجات العقابية التي تبتسر الدوافع الجنائية متبنين خيارات من مثل خيارAffirmative Actions أو التمييزات الإيجابية والتي من أشهر الأمثلة التي تدل علي ضيق الأفق الشكلاني عند النظر إليها قضية الطالب الأبيض باكي التي رفعها ضد كلية الطب بجامعة كلفورنيا عندما رفضت قبوله وقبلت طلاب سود أحرزوا نفس درجته لكنهم كانوا قد قبلوا ضمن الفرص الإضافية المحدودة التي خصصت للطلاب المنتمين لأقليات عرقية تعاني من ظروف إجتماعية سياسية تهميشية وكانت حجة دفاع الطالب أن القانون الشكلاني الأميركي المؤسس علي ديمقراطية الحياد اللوني يشترط المساواة بين الأمريكان في الحقوق والواجبات ووصلت القضية من محكمة موضوع إلي ولائية إلي الدستورية العليا التي حكمت لصالح الطالب باكي.... نواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مسيرات السود وحلفائهم تنتشر علي إمتداد مدن إمريكاجسد أسود في حدق أ (Re: Sinnary)
|
الطالب الإمريكي الأبيض باكي إعترض علي وجود نظام للتمييز الإيجابي في بعض الجامعات في لوقت الذي يرفع فيه الدستور الإمريكي شعار الحياد اللوني أي كيف تخصص بعض الجامعات فرص خاصة للطلاب المنتمين لفئات مهمشة بدعوي أن أعداد الطلاب المقبولين في الجامعات من أبناء هذه الفئات جد قليلة وبالتالي فإن هذا الإمتياز تمييز إيجابي إحتج باكي علي جامعة كالفورنيا التي قبلت طلاباً سود يحملون نفس درجته ولم تقبله طالب باكي بالعدالة حسب ما يعرفها الدستور المحايد لونياً وإنتصر له هذا الدستور نلاحظ في قضية الطالب باكي كيف أن مصلحة فرد واحد من العرق المميز يمكن أن ترجح علي مصلحة عرق بأكمله في ظل هذا الدستور دستور يتجاوز الواقع المرير والتاريخ اللا إنساني الطويل لعرق أختطف بأكمله ثم استعبد ثم يدعي الدستور أنه يمتلك كل شروط التنافس العادل علي المغانم الإجتماعية.. أن مبادرة التمييز الإيجابي عندما تبنتها بعض الولايات في إمريكا سعت من خلالها للتصدي العادل للمظالم المشهودة التي عاناها وما يزال يتنسم سوءاتها السود إستجابة لشكوي باكي ضد جامعة كالفورنيا نظرت العدالة الشكلانية إلي سطح المشكلة ولم ترغب في الخوض داخل أعماقها وإنطلقت من ضرورة مراعاة المساواة التي ينص عليها الدستور في الفرص بكل المواقع متجاهلة الظرف والسياق الذي يفضح إدعاءات هذه المساواة. والسياق أقصد سياق الحياة الخاص بالطلاب السود يقود إلي مدارس ضعيفة الدعم ، فصول مكتظة ، معلمين غير جيدي التأهيل، وواقع أسري يلتحف الفقر والتمزق. إنه نمط من الوجوديختلف كلياً عن سياق حياة باكي وغيره من الطلاب البيض مستوي من الفروقات الإجتماعية تراجيدي يقع في طرفه النيبرهود والجيتو ( الكمبو أو بيوت القش والطين بلغتنا) وفي طرفه الآخر الصب إيربان.. فوارق تتمشدق جلية في كل المواقع إبتداء بسياسة تقسيم العمل حيث الوظائف ذات العائد الكبير في عمومها محتكرة للبيض وتلك اليدوية الشاقة للسود مما ينفي قاعدة المساواة الشكلانية... نشأت في الحقل الحقوقي والأكاديمي الإمريكي جماعة عرفت بجماعة الواقعية الحقوقية Legal Realism School لتضيف صوتها للإحتجاج علي المفارقات التي تجرها الإجراءات القانونية الشكلانية ويجري علي أسسها العمل بالمحاكم الإمريكية داعية واضعي القوانين إلي رحلة من مرابضهم بين الكتب القانونية إلي ما لا يقل أهمية عنها إلي الواقع الإجتماعي المذري الذي تعيشه المجموعات التي تتعرض أكثر من غيرها إلي قسوة هذه التطبيقات القانونية في المحاكم بسبب المخالفات القانونية التي يقترفها أفرادها منبهين إلي ضرورة إصلاح النظام القانوني والقضائي الإمريكي والنظر إلي القانون كوثائق لا تعطي الصورة الكامل بل تحتاج إلي معاينة الوقائع وخلفياتها بنفس القدر الذي تستند فيه إلي الكتب ونظرياتها حتي تتحول القوانين عندها إلي سياسات جادة تساعد في إستيعاب ومن ثم المشاركة في التركيز علي الأسباب الحقيقية للجريمة تغيير الواقع غير العادل ومعالجة أسباب الجرائم أولي من سياسة عقاب المتهمين بإرتكابها. هدفت جماعة الواقعية الحقوقية إلي التنبيه إلي ضرورة توجيه الجهود لإصلاح الظروف التي تدفع الشباب السود وشباب الأقليات الأخري إلي طريق الجريمة لأن العدالة الإجتماعية في نظرهم أهم و أولي علي القصاص في المحاكم... تكمن الأهمية البالغة للدور الذي لعبته هذه الجماعة في الحقل الأكاديمي والحقوقي الرسمي في أمريكا في أنها لفتت النظر في هذه المحافل لأول مرة إلي أهمية الإعتراف بالمظالم العرقية في أمريكا وإلي ضرورة تنفيذ إصلاحات إجتماعية وقوانين وظيفية بدلاً عن القوانين الشكلا نية السائدة....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مسيرات السود وحلفائهم تنتشر علي إمتداد مدن إمريكاجسد أسود في حدق أ (Re: Sinnary)
|
بينما كان المؤرخون التقليديون يؤرخون للأحداث فاجأهم الفيلسوف الكبير نيتشة بحديثه عن تاريخ الأخلاق لذا يرجع بعض المفكرين كالفيلسوف هابرماس تاريخ ما بعد الحداثة إلي فتوحات نيتشة المعرفية رأي نيتشة أن ما يصنع المعايير والقيم في أي مجتمع هو رباعي مكون من التاريخ ، اللغة ،الثقافة ، والوضع الإجتماعي الخاص بالمجتمع المعني بمعني أن القيم العليا في أي مجتمع تختلف عن القيم العليا في مجتمع آخر وتتغير من زمن إلي آخر ضمن المجتمع نفسه نيتشة يري أن الطبقات العليا والسائدة تجعل قيمها هي المعيار وقيم الطبقات الدنيا في المجتمع هي المشنف والرزيل أو الواطي .البروفيسور الإمريكي براين ليتر تبني أفكار نيتشة في تطبيع القيم وتطبيع القوانين وإنطلق منها إلي توجيه إنتقاداته لنظام الشكلانية القانونية أضافت كذلك للتراث النقدي للشكلانية القانونية في أميركا مساهمات أوليفر وندل هولمز Oliver Wendell Holmes ترافقها جهود ويسلي هوهفيلد، روسكو باوند، ولويس براندي Wesley Hohfeld, Roscoe Pound, and Louis Brandes وكلهم مثقفون وأكاديميون حقوقيون بيض قاوموا علي مشارف القرن العشرين هيمنة الشكلانية القانونيةعلي الفضاء الحقوقي الإمريكي أدي كل ذلك إلي الضغط علي النظام السياسي الإمريكي فبدأت الدولةمع بدايات القرن العشرين الإهتمام بالمسألة الإجتماعية أجبرت تلك المدافعات الرئيس روزفلت إلي الدعوة والعمل لتحسين الأوضاع الإجتماعية للسود والأقليات الأخري وصرح وودرو ولسون بضرورة سياسات تستجيب للمتغيرات الجديدة من إتساع في رقعة المدن ، الزيادة في حجم قوة العمل ، وتضخم الثروات الخاصة ثم أنضم عضو المحكمة العلياالقاضي كوردوزو1870-1938 Judge Cardozo إلي زمرة الداعين إلي إصلاحات وتعديلات دستورية أكثر إنصافاً للمهمشين، لكن من خلفواهؤلاء وأسسوا حركة الواقعية الحقوقية هم من ترجع لهم المساهمات الكبيرة في فضح الشكلانية القانونية والدعوي لمجتمع أكثر عدالة ويأتي علي رأس هؤلاء Karl Llewellyn, Felix Cohen, Robert Hale, and Jerome Frank حاول هؤلاء جميعهم فضح طبقية وعرقية القوانين الإمريكية منبهين إلي الحقيقة التاريخية بأن القوانين هي دوماً إنتاج واضعيها وإنعكاس لمصلحة الجماعات التي يمثلون... أشار كارل ليولين إلي أن أي قانون يمكن أن يوضع علي عدة أشكال تتغير بتغير موقع ومصلحة من يضعه وعرض أكثر من 28 زوج من التفسيرات المتناقضة تماماً لنفس المادة القانونية قامت بها المحاكم والهيئات القانونية مشيراً لنقطة هامة وهي أن لمعظم قضاة المحكمة العليا ميول أيدلوجية لا تخفي وتظهر في أحكام المحكمة ( نحن نلاحظ حتي عند التصويت في نهاية العام المنصرم علي دستورية أوباما كير الإنقسام الآيدلوجي الواضح عند إتخاذ القرار مما يؤكد علي صحةملاحظة ليولين) وصف فيلكس كوهين عضو حركة الواقعية الحقوقية أفكار النخب القانونية الشكلانية بالضيقة والمضيقة القضاة بحيث لا تمكنهم إلا من إصدار أحكام شائهة وجامدة لا تنتبه لدينامية حركة الحياة حولها وعندما تتجاوز حركة الواقع النص القانوني القديم المتهالك يخلق هذا إحتكاك بين ضحايا الظلم الإجتماعي والمؤسسات القانونية والتنفيذية أهم إنجازات حركة الواقعية الحقوقية هي رفعها للمسألة العرقية إلي منصة النقاش العلني...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مسيرات السود وحلفائهم تنتشر علي إمتداد مدن إمريكاجسد أسود في حدق أ (Re: Sinnary)
|
كارل ليلولين تعرض لتحليل ما إصطلح عليه "تحيز المجموعة" معتبراً أن تحيز المجموعة هو أساس التفرقة العنصرية في أي مجتمع.. كما أنه النقطة التي يجب أن نبدأ منها في تحليل البنية السيكلوجية للتمييز في المجتمعات الإنسانية مجادلاً بأن مصالح مجموعات بعينها وإمتيازاتها تستخدم القوانين والسياسة للمحافظة علي تلك الأوضاع السائدة وحمايتها بالقانون في سعيها إلي إستدامة كل ما من شأنه أن يحافظ علي مصالحها إلي الأبد بل ييسر لها أن تفوز بنصيب أكبر من المغانم الإجتماعية تلك التي تتعلق بالثروة والسلطة والثقافة ... لذا تأتي القوانين في أي مجتمع حسب مقاس المجموعات ذات الحظوة في ذلك المجتمع المجموعات التي تعرف نفسها بأنها تمدناً، ثقافة، أخلاقاً، تعليماً، و ثروة في ذلك القطر يري ليلولين أن سعي أي مجموعة لرؤية نفسها في وضع أميز من غيرها هو من الظواهر الإجتماعية الملاحظة في كل مجتمع مع إختلاف الأسس التي تبني عليها أي مجموعة مجدها المتوهم و كل مجموعة تحوي داخلها مجموعات أصغر فمثلاً في المجتمع الإميركي هنالك المجموعات الثلاث الكبري وهي البيض والسود والهسبانك قد نجد في البيض مجموعات ذات إصول إيرلندية وأخري ألمانية وثالثة بولونية أو مجموعات تنفرزعلي أسس دينية أنجلوسكسونية ، أرثودكس ، ونورماند ويهود.. كذلك في المجموعات ذات الأصل الإسباني بدورها فيها البورتوريكان والمكسيكان ... نلاحظ في السودان إنقسام مجموعاتي إلي شماليين، جنوبييين، غرابة، وناس الشرق وكل مجموعة تضم داخلها مجموعات أصغر أخري... لا إعتراض علي ولاء أي فرد لأصله والإمتنان لمجموعته.. ومن حق أي مجموعة أن تنشئ أطفالها علي نفس طرق وتقاليد وأفكار المجموعة إبتداء من طريقة الكلام ، والروايات التي تركز تراث وتاريخ المجموعة أو فضائها الأعرض في وعي ووجدان أشبالها ولكن من غير المقبول ترسيخ المعاني التي تحتقر المجموعات الأخري بشكل علني أو ضمني وهذا ما يطلق عليه ليلولين آليات الإلحاق و الإستبعاد بين العناصر المتسيدة والمتسيد عليها والتي تخلق حسب ليلولين ما يعرف (بالنحن)... وهذه النحن تقوي احاسيس التميز والتمييز في نفس الوقت الذي تقوي فيه بعض السلوكيات التي تعمل علي إحتقار الأخر كما ذكرت في مداخل سابقة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مسيرات السود وحلفائهم تنتشر علي إمتداد مدن إمريكاجسد أسود في حدق أ (Re: Sinnary)
|
إن إلتماسي لمضمون ثوري في طرح بيل مستمد من مفاحصة البنية الإجتماعية التي تعيش فيها أميركا الحالية لا سبيل لتغيير موازين القوي وأدوار اللاعبين الأساسيين وتستمر السيادة للبيض والدونية للأقليات العرقية بما فيهم من يعرفون بالوايت تراش وكل التحسينات والإجراءات بما فيها برامج الضمان الإجتماعي ما هي إلا تغييرات شكلية تنتهج ضمن سلسلة من الترقيعات لخروم البنية وتزيين صورة عدالتها الزائفة بمثل الإتيان برئيس أسود مغلول اليدين ولا يستطيع إلا العمل علي إعادة إنتاج البنية الحالية وأي سياسات تغيير مزمع يصطدم بالكونغرس وأغلبيته الجمهورية وعلي أية حال حتي لو تجاوزت الكونغرس لن تكون من صنف التغييرات الجذرية ومثال لذلك قانون الرعايا الصحية الأوبامي والذي يعتبر من أهم مشاريع الديمقراطيين الأمريكان علي مستوي قرن من الزمان السياسي .... لكنه بدأ يتقهقر ببطء ويفقد بريقه ومضامينه وكل هذا يصب في خانة ما إفترضه بيل وقرر أن يخوض نضاله عبر أدوات عدة منها مشروع الرواية المضادة قناعة بيل أن الرواية المضادة أمضي في تغيير المفاهيم من المقال والمناشدات
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مسيرات السود وحلفائهم تنتشر علي إمتداد مدن إمريكاجسد أسود في حدق أ (Re: Sinnary)
|
لأوضح هذا الأمر فكرة بيل عن فعالية الرواية المضادة دعنا نفترض أن يهودياً يؤيد دولة إسرائيل ويعتقد بشرعيتها المدنية.. حسب الرواية الإسرائيلية الرسمية قد يقرأ هذا اليهودي مثلما يقرأ المؤيدون للإنقاذ في السودان كتابات كثيرة منتقدة لكنهم لا يعبئون ولا تغير في قناعتهم السياسية.. ولكن رواية سجين عن حياته التي قضاها داخل السجن منذ أن دخله شاباً قاوم إحتلال قريته وخرج منه كهلاً مريضاً أو قصة سجين مثل أبي ذر بابكر في معتقلات الأمن قد تؤثر في قارئها وتبدأ في محاورة قناعاته القديمة بأن إسرائيل دولة سلم وديمقراطية أو أن مشروع الإنقاذ يعذب معارضيه وتكون تلك هي الخطوة الأولي في مشوار نقد ذاتي وخط رجعة عن القناعات القديمة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مسيرات السود وحلفائهم تنتشر علي إمتداد مدن إمريكاجسد أسود في حدق أ (Re: Sinnary)
|
لدريك بيل رواية بعنوان تجار الفضاء ... وهي رواية يصور فيها بيل أن الإذاعات امريكية بدأت تعلن أنه في اليوم الأول من العام 2000 أي بعد إسبوع من الآن ستصل لميناء كيب كود بنورث كارولاينا ألف سفينة قادمة من نجم فضائي بعيد.. وقبل فجر ذلك اليوم إصطف ملايين الأمريكان علي طول السواحل الشرقية ولا سيما في منطقة "كيب كود" ليراقبوا دخول هذه السفن إلي كوكب الأرض .. كانت المفاجأة الأولي مع ظهور السفينة الأولي والتي كان أول من رآها الأمريكان المنتظرين علي سواحل نيوجرسي حيث كانت كما العبارة المهولة التي تذهل الناظر بمدي العظمة والضخامة فهي لا تشبه أي شيئ حلمت به ناسا من قبل ... أصدرت السفن أضواء عجيبة وتبعتها أصوات غريبة كردً لتحية المصطفين لها و الذين كان من ضمنهم ممثلون رسميون للحكومة الإمريكية ولوسائل الإعلام المختلفة... خرج في كيب كود أول شخص من السفينة دون أن يتبين أحد إن كان رجلاً أو إمرأة... وبسحر عجيب مشي القادم عير الأمواج إلي الساحل ومن خلفه مجموعة يظهر في وسطها شخص القائد... والمفاجأة أن القائد الذي كان يتحدث الإنجليزية بطلاقة وتون إمريكي شبيه بتون الرئيس الراحل ريغان... فاجأ القائد مستقبليه والوفد الرسمي الذي بدأ في إجراء مراسيم الإستقبال الرسمي من تلاوة لكلمة الحكومة وممثلي الحزبين الديمقراطي والجمهوري برفع يده ليوقف الروتين المراسيمي ويدخل مباشرة في الموضوع الذي أتي من أجله قائلاً" أن هذه السفن تحمل كنوزاً أميركا في أشد الحوجة لها.. هذه السفن تحمل أطناناً من الذهب تكفي لتسديد ديون جميع الحكومات الفيدرالية والولائية والمحلية وكذلك ديون البنوك الإمريكية الآيلة للإفلاس وتحمل السفن مواد كيميائية خاصة تتميز بخاصية عدم تلويث البيئة التي أصبحت جد ملوثة في أميركا وستعيدها هذه الكيميائيات إلي سيرتها الأولي قبل أن تطأ الأقدام الأوروبية هذه البلاد.. وتحمل السفن كذلك مكائن نووية آمنة تماماً لتعوض النضوب في مصادر ومخزون الطاقة.... مقابل هذا العرض التجاري السخي لا يطلب القادمون إلا شيئاً واحداً وهو أن يشتروا بهذه الثروات من الحكومة كل السود الذين يعيشون في أميركا ويرجعوا بهم إلي نجمهم البعيد...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مسيرات السود وحلفائهم تنتشر علي إمتداد مدن إمريكاجسد أسود في حدق أ (Re: ibrahim fadlalla)
|
دكتور ماجد تحية و إحترام
أحس بوجود شبه بين الغضب الإجتماعي المتفجر في أمريكا والغضب الكامن في السودان، القوانين والدساتير من الممكن تغيير صياغتها وبالتالي تنفيس بعض هذا الغضب على المدى الطويل، لكننا في السودان نعاني من حكم يعضّد الإحساس بالتفرقة ويلعب على حبل التنوع العرقي والديني، ولدينا تاريخ تملأ أركانه قصص الغبن القبلي والعرقي، والحديث عن تغيير النظام كحل سحري يعد من قبيل الإستهزاء بحجم وعمق المشكلة، فكيف نداوي جروح المجتمع في غياب النية الحسنة من قبل النظام وفي غياب الوعي من قبل مكونات المجتمع؟؟
تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مسيرات السود وحلفائهم تنتشر علي إمتداد مدن إمريكاجسد أسود في حدق أ (Re: Sinnary)
|
إستهل الرئيس الإجتماع الحكومي ومظاهر مختلطة بين قلق تتخلله إبتسامات ماكرة تطغي علي وجهه
رأي سعادته بأن هؤلاء الزوار الفضائيون يمنحون إميركا فرصة لا تعوض
فرصة من ذهب لمعالجة كل الأخطاء الفادحة و التجاوزات التي خلفتها الأجيال السابقة للحاضرة
فرصة فريدة للخروج بالبلاد من النفق ..نفق الأوضاع المتردية في معظم المجالات
أشار الرئيس إلي أن العدد غير المنظور من إتصالات المواطنين الأمريكان المحتفون بالعرض والذين يحثون نوابهم علي قبوله
دليل علي أنهم يرون فيه حلاً ليس فقط حلاً لمشاكل البلاد الحالية
لكن أيضاً حلاً لما يمكن أن نطلق عليه وصف الإفرازات السالبة لتجربة التعايش العرقي في إمريكا...
لذا فإن القضية الأساسية اليوم حسب ما يصفها الرئيس
هي هل الوعد بإستعادة المجد والنجاح الإمريكي يبررلنا إرسال 15في المائة من شعبنا إلي مصير مجهول؟؟؟
طلبت وزيرة الخدمات الإجتماعية هيلن هبمير الفرصة للتحدث
وهي التي كانت تلتزم الصمت في هذه الإجتماعات مما جعل الجميع متشوقاً للسماع لفحوي مداخلتها النادرة
قالت الوزيرة أن هنالك محاسن كما أن هنالك مساؤي لهذا العرض يا سيدي الرئيس
ذلك أن لدينا نسبة كبيرة من السود يتكلون في حياتهم بالكامل علي برنامج الويلفير والخدمات الإجتماعية المماثلة مثل برنامج رعاية مرضي الأيدز
مما يكلف الخزينة أعباء جمة وبالتالي فمغادرتهم للبلاد من جهة ستخفف بدرجة كبيرة من عبء الميزانيات الولائية والفدرالية..
لكن من جهة أخري فإن الذعر والإحساس بالذنب الذي سيصيب كثير من البيض إذا تم إرسال السود
قد ينتج عنه مضاعفات نفسية جسيمة وهذي بدورها قد تكلف الخزينة الكثير عند التصدي لها...
لذا لا بد من أن تتوفر لدينا مبررات أكثر مما أوردته سياادتك للشروع في إكمال الصفقة...
رد عليها وزير العدل بأنه لو كان الثمن لضمان سؤدد هذا البلد العظيم أن أضحي بحياتي أو أرحل إلي عالم بعيد فلا أبالي
ولا أظن أي إمريكياً يملك ذرة وطنية سيبالي بالتضحية لأجل عزة بلده...
ما أن أكمل وزير العدل حديثه حتي أعقبته عاصفة من التصفيق الحار من الحضور...
أمن وزير الدفاع بأن ما قاله وزير العدل هو ما يفعله يومياً آلاف من الرجال والنساء الأمريكان
الذين هم موجودون الآن في القواعد العسكرية وسوح القتال وبعضهم قد عودنا أن يمضي بعيداً في دروب التضحية
لكنهم كلهم في النهاية يفعلون ما يفعلون وهم يعلمون بأنهم قد لا يرجعون أحياء إلي أهليهم..
وهذا هو بالضبط الموقف الذي نحن أمامه الآن
فقط بدلاً من الشباب الإمريكي من الجنسين فإن خدمة الوطن معلقة الآن علي أعناق الأمريكان السود...
وعاصفة أخري من التصفيق...
أضاف وزير العدل مخاطباً الرئيس بأن بالإمكان وضع رزمة تشريعات علي غرار قانون الخدمة الوطنية لعام 1918 الذي إعتمدته المحاكم
وما تفرع عنه من قوانين منذ ذلك الوقت وطبقته بإنتظام بدعم من سلطات الكونجرس الداعية لعدم التساهل في تطبيق قانون الخدمة الوطنية
علي كل مواطن إمريكي في الداخل أو الخارج ، فمن هذه الناحية لا أري أي مشكلة دستورية كما أن الإتصالات الهائلة التي تلقاها كل منا توفر الدعم الشعبي لإكمال الصفقة ...
كانت الرئاسة قد بادرت منذ البارحة بإرسال خبراء لفحص الذهب والكيماويات والآليات النووية المعروضة في الصفقة
وكانت نتيجة الإختبارات بأنها كلها حقيقية
وأن الفوائد التي ستعود منها إلي البلاد لا يمكن حصرها حيث أن الذهب لوحده يكفي لحل مشاكل البلاد الإقتصادية لعدة عقود قادمة...
"ما رأيك فيما سمعته بروفيسور جوتلي" سأل الرئيس الرجل الأسود مهيب الطلعة الذي يجلس إلي أقصي الطاولة
وفي خاطره المعارضة التي سيجابه بها قانون الخدمة الوطنية في شكله المعدل وسط المواطنين لا سيما السود
ومتطلعاً لمقترحات من البروفيسور الأسود تيسر طرح القانون بشكل يلاقي القبول أو يحد من الإعتراضات عليه...
بدأ بروف جوتلي حديثه وهو يعلم تماماً الإجابة المطلوبة منه قائلاً
كما تعلم سيدي الرئيس فإنني قد كنت دائماً داعماً لسياسات حكومتنا ..
تلك التي قادت إلي إلغاء بعض الحقوق المدنية وإيقاف كثير من برامج التمييزات الإيجابية
وإلي التخفيضات الهائلة في إعتمادات العون الإجتماعي للمعوزين من الإمريكان..
لم تكن مواقفي الداعمة لإدارتكم والتي كانت تجد الكثير من الإهتمام في وسائل الإعلام المختلفة تجد القبول وسط مجتمعات أهلي السود...
لكنني كنت أصر رغم ذلك علي البقاء كجندي مخلص في صفوف حزبنا
وكنت أعاني ما أعاني جراء مواقفي تلك وأوصف بأنكل توم
لأنني كنت دوماً أصرح بأن الأمريكان السود يجب أن يقفوا علي أرجلهم
ويتحرروا من التواكل والإعتماد علي الحماية الخاصة التي توفرها لهم قوانين الحقوق المدنية
، وعبء شيكات الويلفير والتأثير السيئ لإمتيازات برامج الإجراءات الموجبة..
لقد بدأت منذ فترة أشعر وأنا أؤيد كل تلك السياسات المحافظة بأنني وانتم ننطلق من موقعين مختلفين في دعمها لكنني إستمريت في دعمها عن قناعة....
سيدي الرئيس إن تاريخي الداعم لسياسات الحزب والحكومة يؤهلني لطلب الإصغاء إلي ما سأقول
فبالنسبة لموضوع تجار الفضاء أختلف بقوة مع كل من وزير العدل ووزير الدفاع فما طرحاه
لأن ما طرح لا يمثل حقيقة برنامج خدمة وطنية ينفذه السود بل عقاب جماعي للسود..
بل أكثر من ذلك أنه يمثل أقسي وأقصي أشكال العقوبات
تلك التي يريد وزير العدل تنفيذها وبدون أي سند قانوني أو مسوغات حقوقية علي السود في هذه البلاد..
إن هذا حقيقة ينبهني لحقيقة المسافة الشاسعة الفاصلة بين البيض والسود في هذي البلاد ...
مجرد القبول بطرح مثل هذا العرض علي طاولة النقاش يمثل فاجعة وطنية...
لنفترض أن المطلوب المقابل في عرض تجار الفضاء كان مجموعة أخري غير السود
مثلاً النساء البيض أو الأطفال البيض..
أعتقد أن الطرد كان سيكون مصير هؤلاء التجار بدون أي تردد..
سيدي الرئيس انني لا يمكن أن أصبح موضوعياً في مثل هذا الأمر فهو أمر ذاتي جد بالنسبة لي
..انني أقيس وطنيتي بما فيها الإستعداد لبذل الحياة في سبيل الوطن بنفس إستعداد وزير العدل لفعل الشيئ نفسه
لكن واجبي لا يصل إلي إرسال زوجتي، أطفالي، أحفادي، ووالدتي المسنة إلي مصير مجهول
هل يمكن أن يفعل السيد الوزير شيئاً مختلفاً عما أقول إن كانت عائلته ضمن المناط بهم هذي الصفقة؟..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مسيرات السود وحلفائهم تنتشر علي إمتداد مدن إمريكاجسد أسود في حدق أ (Re: Musab Osman Alhassan)
|
لا عليك يا أخ مصعب وعرفاني لإهتمامك بالبوست أما بوستك وموضوعه الجريء فإعدك بالمشاركة حالما أخلص مما يكبلني الآن النهاية المتشائمة تعبر عن الموقف الفلسفي لبيل فيما يختص بمستقبل القضية العرقية فهو يري وسأتعرض لذلك بتفصيل أن لا إمكانية لحل المسألة العرقية لأنها مسألة ذات طابع تاريخي لا تنتهي لا ضمن دورة أخري من دورات التاريخ الإمريكي حبلي بنتائج نضال السود وتقهقر المصالح البيضاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مسيرات السود وحلفائهم تنتشر علي إمتداد مدن إمريكاجسد أسود في حدق أ (Re: Sinnary)
|
لا يمكن أن نقرر ببساطة أن عشرين مليوناً من المواطنين الأمريكان لأنهم سود هم قابلون للبيع كي تسدد البلاد ديونها، تحمي بئيتها، أوتؤمن وقودها...
أنا غير موافق علي مثل هذه الصفقة البئيسة وأشك كما قلت أن أياً منكم سيقبل أن يأخذ تجار الفضاء أسرته وأصدقائه إذا غيروا رأيهم عن أخذي أنا وأسرتي.
.قاطع وزير العدل بروفيسور جوتلي مذكراً بأن الرئيس كان قد وجه له سؤالاً محدداً
وأن هذا ليس الوقت المناسب لقياس وطنية كلانا أو الغرق في تفاصيل التضحية التي يمكن أن يقدمها أي فرد لخدمة الوطن....
تجاهل بروف جوتلي مقاطعة وزير العدل آملاً في كسب المترددين من البيض في التصويت ضد الصفقة العرقية ومنع تعديل قانون الخدمة الوطنية لإكمال الصفقة
لا سيما وأن كثير من المحافظين يحترمونه إذ أن إعلام الحزب كان قد جعل من بروف جوتلي صوناً أساسياً في إمور السياسة العرقية في أميركا ..
وصوته الآن أهم من أي وقت مضي للحكومة والحزب ..
مضي جوتلي في الطلب من الرئيس وضع هذا العرض في مشهد وميزان التاريخ
إذ هو ليس العرض الأول من نوعه..من حيث الداعوة إلي إبعاد السود من البلاد
فمن قبل بحث بنجامين فرانكلين والناشطين ضد عقوبة الإعدام جدياً في مشاريع تحرير العبيد وإعادتهم إلي إفريقيا..
إبراهام لنكولن دعم برامج الهجرة قبل وبعد تحرير العبيد..
الراديكاليون من الجمهوريين والذين صاغوا تعديلات الحرب المدنية كانوا قد تساءلوا من قبل عن معقولية أن يصبح السود يوماً ما جزء من المشهد الإمريكي
أي جزء لا يتجزأ من المواطنين الأمريكان...
في سنة 1866 أبدي السناتور من متشجان جاكوب ميريت المناوئ لعقوبة الإعدام والمشارك في صياغة التعديل الرابع عشر
أبدي ملاحظته لحاجة البلاد لمواجهة التحدي الذي يشكله وجود العبيد المحررين قائلاً:
" إن مصير العرق الملون في إميركا أصبح يرتبط بمصيرنا في السراء والضراء حيث أنهم يعيشون حياتهم ويموتون وسطنا،
قد لا يكون ذلك أمرأً مستذاقاً أو محبباً لنا أن يحيوا وسطنا ولكن لا مفر لنا من تقبله فقد أحضرهم أجدادنا إلي هنا فارتبط قدرهم بقدرنا..
إن السؤال العملي الذي يطرح نفسه الآن هو ما هي أفضل طريقة للتعاطي معهم"
إستمر جوتلي في حديثه ".الآن يا سيدي الرئيس وعندما إستلمت دعوتكم لحضور هذا اللقاء
لم يستشكل علي إدراك أجندته ومراميه
وكم منكم سيوافق علي العرض التجاري لذا أعددت مسبقاً نسخاً من حديث السيناتور هوارد لأوزعها عليكم لتتدارسوها...
ففيها من البغض أكثر مما فيها من الكرم
حيث تدعو لتوفير مأوي للسود أكثر من دعوتها للمساواة
لكنها علي كل حال قننت لسلم إجتماعي ودعت للمساواة بين الأعراق في البلاد...
سيدي الرئيس
إن قبول عرض تجار الفضاء لن يجلب التقدم للبلاد
فما تظنه اليوم حل سماوي سينذر بقدوم عهود من العار والشقاق علي أسس أخلاقية جديدة
قد تقود البلاد إلي صراعات لا يعلم مداها إلا الله...
لقد خلفت الحرب المدنية جروحاً لم تشفي تماماً حتي الآن
وفتحها من جديد سيقود لمواجهات قد تنتهي بتمزق البلاد"
.قاطع وزير العدل البروفيسور الأسود مشيراً إلي أنه يدخل في تفاصيل لا يتسع الوقت لها..
وأضاف الرئيس بهدؤ حتي لا يستعدي بروف جوتلي
" سنضع كل ما قلته في إعتبارنا يا رجل"
يجب أن نبدأ العمل يا سادة إذ ليس لدينا الكثير من الوقت..
طلب الرئيس من وزير العدل وضع مسودة إبتدائية للتشريع المقترح
وطلب من الجميع الإستعداد لتكليفات ستبلغ لهم بعد قليل..
وليحرص الجميع علي إبقاء ما تم نقاشه هنا في حدود الكابينيت فقط
حتي لا تخرج أسرار إجتماعاتنا الرسمية للجمهور والصحف
وأتبع ذلك بنظرة ذات معني نحو بروفيسور جوتلي..
أنهي الرئيس الإجتماع وتحرك الجميع ما عدا بروفيسور جوتلي
الذي بقي علي الطاولة يضع يداً علي أخري ويحدق ناحية الجدران..
لقد كان يفخر دائماً بموقعه ضمن الدائرة المقربة من الرئاسة
مدافعاً دائماً عن السياسات المحافظة وكان هذا الدور الذي يلعبه دوراً مقدراً
ووقوفه سياسي أسود بجانب السياسات التي تصور بأنها ضد مصالح السود كان يعطيها دائماً شيء من الشرعية
ويريح ضمير البيض الذين يقررون وينفذون هذه السياسات...
كان جوتلي يدرك أن هنالك ثمناً ما غير باهظ عليه دفعه مقابل مواقفه هذي والتقريز الرسمي الذي يناله حيالها
لكنه لم يكن ولا في الحلم يتصور أن مساحة المصالح الفاصلة بينه والمحافظين البيض بهذا الإتساع..
كان جوتلي أستاذاً في جامعة صغيرة لكنها مقدرة...
كان يساعد كثير من السود في الحصول علي وظائف جيدة أو ترقيات رغم أنهم ينقلبون في النهاية عايه ويصفونه بأنكل توم
وكان لا يعبأ بذلك كثيراً وهو يطمئن لمساهماته وخدماته لأبناء جلدته التي لم يقدم ربعها هؤلاء الذين يحطون من قدره..
كان بوكر تي واشنطن مثله الأعلي وكان يأمل دائماً في قدوم تلك اللحظة التي سيمكنه موقعه داخل الجماعة الحاكمة من لعب دور بطولي
يؤمن حياة شعبه الأسود ويضعه في مصاف عظماء السود كبوكرتي...
ولكن هاهو الآن ينتهي إلي هذه النتيجة فيجلس مربعاً يديه متحسراً
وقد ظن أن الفرصة كانت أمامه في الإجتماع لتحقيق حلمه البطولي
ولكنه فشل فيها لأن المطلوب منه هذه المرة كان أكبر كثيراً مما توقع ولأنه أسند حججه علي القيم والأخلاق
متوقعاً أن ذلك شيئ ذا قيمة عند حزبه والحكومة
أو علي الأقل أنهم سيقومون بعد كلامه بموازنة فوائد العرض مقابل مساوئه..
أي الأذي الذي سيقع علي شريحة كبيرة من المواطنين الأمريكان..
الغريب أن بروفيسور جوتلي قد فعل اليوم ما كان ينتقد بإستمرار ناشطي الحقوق المدنية علي فعله..
لقد حاول اليوم أن يدفع البيض لفعل الشيء الصحيح تجاه إخوتهم السود
لأن في ذلك شرف لهم
" يا للحماقة"
كانت هذه العبارة هي تعليقه علي تصريحات ناشطي الحقوق المدنية
والآن لم يجد بداً من إطلاق الوصف علي نفسه...
إنتبه البروف من تأملاته علي صوت وزير العدل يخاطبه في ود ومداهنة بائنة
وهو يتخذ مجلساً له بجوار البروف" أووه بروف جوتلي ممتاز إنك ما زلت هنا أود الحديث معك قليلاً..
أنا متأسف يا شيخ عن إختلاف وجهات نظرنا في الإجتماع..
أتفهم أنا مخاوفك يا عزيزي"
لم ينظر جوتلي تجاه الرجل وإستمر يحلق في الجدران ثم سأل الوزير عما يريده منه
ببرود تجاهله الوزير ثم أضاف " كان يمكنك يا عزيزي أن تصرح في الإجتماع ولوسائل الإعلام بأن هذه الصفقة صفقة عظيمة جداً..
ستكون بالطبع هنالك حوارات وجدل إعلامي حولها لأننا نعيش في بلد حر
لكنني لو كنت رجل مراهنات وتعرف انني ليس كذلك بسبب إلتزامي الديني لراهنت علي أن هذا العرض سيجد القبول والموافقة"
رد جوتلي بصوت تهكمي ممتلئ بالأسي " أعتقد سيدي الوزير أنك ستصلي لأجل نجاح والموافقة علي العرض لأنه في رأيك يمضي في إتجاه تحقيق أعظم أمنيات بلدنا الحر العظيم
" عندها بدأ التجهم يطغي علي ملامح الوزير وهو يوجه بحدة بروفيسورجوتلي بأن الرئيس يطلب منه فعل كل ما يستطيعه لإنجاح الصفقة
ودفع السود للتضحية لصالح الوطن وهم المواطنون الخلصاء مهما شاب علاقاتهم بالآخرين القليل من التذمر أحياناً
ولكن عندما ينادي منادي الفداء للوطن لا شك أنهم وكما عودونا لن يتأخروا عن التلبية.. وأري أنك خير من سيقود هذه المهمة الجليلة...
ألا تتذكر عزيزي كيف أن فريدريك دوغلاس باسم البرهنة علي الوطنية دفع الرئيس لنكولن لفتح الباب للسود للإنضمام لجيش الإتحاد..
رد جوتلي" أعلم أن بعض السود سيفكرون الآن بجدية في الهروب سريعاً من البلاد ..
في الحقيقة أن بعضهم قد فعل ذلك مسبقاً...
قاطعه الوزير " لكن لو ساندت الصفقة يا عزيزي وتمت الموافقة عليها فإن الرئيس قد وعد بضمان تهريب مائة عائلة سوداء إلي خارج البلاد
وسيترك لك انت تحديد هذه العوائل والتي سيكون من ضمنها عائلتك..يجب أن تفكر في هذا العرض جيداً ونحن علي ثقة من مساندتك له"...
في صبيحة الثالث من يناير2000 إجتمع تحالف مضاد للصفقة يضم قادة سود، بعض السياسيين الليبراليين البيض، ممثلي الحقوق المدنية، والأكاديميين التقدميين
للعمل بجد ودون توقف مدفوعين بالقلق للتعاون بأقصي ما يمكن لصياغة خطاب يضم أسانيد قانونية وإقتراحات سياسية تعمل علي تنظيم معارضة الصفقة
وطرح حيثيات تستند إلي الدستور لمقاومة أي مشروع لقبول للصفقة كأولوية عمل لهذا التحالف..
كانت هنالك خطط عملية تقترح الإحتجاجات والمقاطعة..
أما إذا لم يجدي هذا كله ومضت الحكومة بعناد في ما وصفوه ب "مؤامرة إختطاف الأمريكان السود"
فقد تم إنتخاب لجنة سرية تعد لإعتصام واسع..
بروفيسور جوتلي رغم مواقفه الأخيرة المجيدة إلا أن صلاته الوثيقة بالإدارة المحافظة ، ودعمه النشط لآرائها المضادة والضارة بالسود
جافي بينه وبين تقدير السود له
إذ هم ما زالوا ينظرون إليه بتوجس وعدم ثقة ..
لكن بعد محاولات حثيثة وافق قادة التحالف علي منحه فرصة خمسة دقائق للتحدث في إجتماعهم..
صاحبت ظهور البروفيسور في الإجتماع صيحات إستهجان وإذدادت مع حركته نحو المنصة..
في المنصة إعترف البروفيسور بأنه يعي تماماً ما فعله الإختلاف الأيدلوجي والسياسي المستمر لعدة سنوات من إقامة جدران عازلة بيننا..
ولكن ما حدث في اليومين السابقين حوّل خلافاتنا بإتجاه فهم حقيقة جوهرية وهي حقيقة المشترك بيننا..
أنا هنا الآن لأنه مهما كانت حدة خلافاتنا الأيدلوجية وإختلاف مواقعنا الإجتماعية إلا أننا كلنا نعلم أن حقوقنا ومصالحنا وممتلكاتنا بل وحياتنا كسود معرضة الآن للخطر ..
إذ يمكن التضحية بنا كلما كانت التضحية تدعم مصالح البيض في هذا البلد وهذا ما أراه يحدث أمام ناظري الآن
هاهو جوتلي يعترف أخيراً بما كان ينكره لأمد طال ...
أضاف جوتلي" إن وجود أصدقائنا من الليبراليين والتقدميين البيض في هذا الإجتماع لهو دليل يطمئننا علي صدق مشاعرهم الأخوية نحونا وهذه هي أميركا التي نريد...
إنهم يتفقون معنا أن أميركا التي نحلم بها لن تتحقق في ظل هذه الأنظمة القائمة ولكن للأسف ليس لهم اليد الطولي خارج هذه التجمعات
لأن الغالب الأعظم من البيض لا يرغبون في الإستماع لصوتهم بل للصوت الآخر ... الصوت المؤيد للمضي في الصفقة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مسيرات السود وحلفائهم تنتشر علي إمتداد مدن إمريكاجسد أسود في حدق أ (Re: Sinnary)
|
قاطع مدير الفعالية بروفيسور جولتلي بما يبدو تبرماً من حديثه مشيراً إلي أن الزمن المخصص لحديثه يوشك علي النفاذ
وأن الحضور قد نال منه التعب منالاً وينتظرون فض الاجتماع للرجوع لمساكنهم ومؤازرة أسرهم وهي تتدبر أمرها في هذه المحنة
"إن خطتنا المضادة للإتفاقية جاهزة الآن يا سيدي ...وإن كان لك خطة أفضل منها الرجاء طرحها علي الجمع" أومأ البروفيسور برأسه واعداً بالإختصار ومستنكراً علي مدير الجلسة هذي الأريحية التي يتدبر بها امر وضع خطة دفاع
ضد أعظم تهديد لحياة الأمريكان السود منذ أن تم إختطاف أسلافهم من ديارهم بالسواحل الإفريقية
"نعم يا سيدي لدي ما أري أنه الطريق الأفضل للتعامل مع ما يحدث
وأناشدكم السماع له بكل موضوعية وبعيداً عن ذاكرة خلافاتنا المتصلة في الماضي
السؤال المركزي هنا يا أخوة هو ما هي أفضل طريقة لنقاوم عرضاً لو عرض للتصويت؟
ستكون النتيجة عند عرض الصفقة للتصويت بأن ربع المصوتين الإمريكان
سيصوتون بالموافقة عليها
حتي لو لم يعرض تجار الفضاء أي مقابل لأمريكا عوضاً عن تسليمهم السود الأمريكان للرحول بهم
والربع الثاني سيكون رأيه متأرجحاً بين المعارضة والقبول لكن كلانا يعلم أنهم لن ينتصروا في النهاية لنا
لذا أري أن أفضل طريقة لعرقلة وربما منع عملية إتمام هذه الصفقة هي وقف عملية المعارضة هذي
والحديث صراحة عن موافقة الإمريكان السود علي الصفقة"
توقف بروفيسور جولتلي برهة لينظر إلي وجوه الجمع المحتشد وردود فعلهم علي ما سمعوا للتو
وإلتقطت مسامعه عبارات من شاكلة بيع بيع
بيع يا خاين
يا لقذارة أنكل توم
طرق مدير الجلسة بمطرقته علي المنضدة لإستعادة الهدوء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مسيرات السود وحلفائهم تنتشر علي إمتداد مدن إمريكاجسد أسود في حدق أ (Re: Sinnary)
|
حافظ البروفيسور علي هدوءه أمام الصيحات الممتعضة مما قاله
وإستمر في حديثه
" أعظم ما يشجع البيض علي العنصرية ضد السود في هذي البلد هو إعتقادهم الراسخ بأن السود لا يجب أن يمتلكوا أي شيء لا يمتلكه البيض
لا يكتفي البيض في هذه البلد بإمتيازات من شاكلة أفضل الوظائف، أعلي الدخول، أميز المدارس والأحياء السكنية، وأفضل كل شيء
بل أنهم يغتصبون بعض ثقافتنا أيضاً كما حدثت لقصيدة وأغنية لنجستن هوجز في
(لقد أخذوا بلوزي وذهبوا)
“They've Done Taken My Blues and Gone:”
كيف يتغنون بما ينبع من قلب معاناة السود علي أيديهم
لقد إستغل البيض في هذه البلاد موسيقانا، أغانينا، رقصنا، أسلوبنا في الحديث، طريقتنا في اللبس، وحتي طرقنا في التسريح
حتي الشارات المرتبطة بوضعيتنا الدونية، بلوننا لم تعد خاصة بنا
البيض ينفقون البلايين سنوياً في صناعات مستحضرات تدكن لون البشرة
في نفس الوقت الذي يرون فيه وللمفارقة بأن البياض علامة جودة
لذا فإن محاكاة البيض لما هو منا وإلينا ومحاولاتهم للإستحواذ عليه
هي حقلئق يجب أن نكرسها لصالحنا
بدلاً من رفض عرض تجار الفضاء دعونا نطلق شائعة
بأن تجار الفضاء علي علم بمعاناة السود في إمريكا ونضالهم المستمر لتحسين أوضاعهم
وهم ما أتوا إلا لتخليص الأمريكان السود من هذا التاريخ المؤسف
ونقلهم إلي فردوس فضائي
| |
|
|
|
|
|
|
|