حول كتاب كريم مروة : (نحو نهضة جديدة لليسار في العالم العربي) .. فيصل دراج

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-31-2024, 01:02 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-05-2013, 01:10 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول كتاب كريم مروة : (نحو نهضة جديدة لليسار في العالم العربي) .. فيصل دراج (Re: Sabri Elshareef)

    تأخذ دعوة كريم في منظور «الماركسية المدرسية» صفات متعددة يوحد السلب بين أطرافها جميعاً: فهو يخلع جلده ويستعير جلداً آخر، ويتخلّى عن «جماعته» ويذهب إلى آخرين. غير أن هذا الموقف، الذي يريد أن يكون طهرانياً، ينسى أن معنى الماركسية يكمن في الربط بين الحاجات الإنسانية والإمكانيات الفعلية للشرط التاريخي المعيش، إلا إذا أراد «الماركسي المفترض» أن يلتحق بالامكانيات المجردة ويكتفي بها. فالماركسية، بكل بساطة، مأزومة إلى حدود التداعي وتاريخها كله، على أية حال، سلسلة من الأزمات، وإن كان سقوط «المعسكر الاشتراكي» قد مزج بين الأزمة والهزيمة. وإذا كانت الماركسية هي التركيب النظري الأكثر ارتقاء لأفضل منجزات الفلسفة الأوروبية، كما قال آلتوسير ذات مرة، فإن هذا التركيب، ولا ما هو أقل منه بكثير، ممكن في مجتمع عربي اكتسح فيها «الداعية» موقف المثقف، واكتسحت فيها «الجماعة» موقع الحزب السياسي، وتعايشت السلطة فيه، وبيسر كبير، مع الداعية والجماعة معاً.. ما مدى الزمن التاريخي الفاصل بين «فوضى الفتاوى» التي توزّعها «التلفزيونات وفلسفة «البراكسس التي قال بها أنطونيو غرامشي»؟ تنظر الماركسية المدرسية إلى «الكتب» متجاهلة الواقع ومحتفية بالتسمية، حال بعض القوميين العرب الذين يحررون فلسطين ويهزمون الاستعمار ويحققون الوحدة العربية، مؤمنين بأن «روح العروبة» تهزم نقائضها في جميع الأزمنة. والمنسي، في الحالين، هو «إصلاح الوعي»، الذي يشرح للإنسان أفعاله الذاتية، والإصلاح المعنوي الأخلاقي، الذي يعيد الاعتبار إلى السياسة: فما هو وضع مجتمع «تخفّف» من الصراع الطبقي؟ وإذا كانت الطبقة تتعيّن اقتصادياً وسياسياً وثقافياً، كما يقول غرامشي، فهل يمكن الحديث عن الطبقات في المجتمع العربي بصيغة الجمع؟ وكيف يمكن التعامل مع «استثنائية عربية» تتنافس فيها السلطة والمجتمع على إدانة الحداثة؟
    وقد يأتي هجاء كريم مروة من منظور تبسيطي متفائل، يستنكر «التخاذل، رافعاً شعار «أزمة الرأسمالية» اليوم، مطالباً كريم، وغيره، أن ينظروا إلى «حقائق العصر الجديدة»!!! وهذا المنظور طريف بأكثر من معنى: فالنظام الرأسمالي مأزوم دون أن تكون الرأسمالية في أزمة، لأن الطرف الذي يعمّق أزمتها لم يستطع الوقوف بعد. أكثر من ذلك إن تاريخ الرأسمالية، وكما أكدّ سمير أمين أكثر من مرة، هو تاريخ أزماتها، وتاريخ تصدير هذه الأزمات إلى الخارج أيضاً. وتأتي المفارقة، طبعاً، من موقع آخر أكثر طرافة: ما حدود عقلانية العقل المتفائل الذي يصرّح بأزمة الرأسمالية «الخانقة» ولا يقول عن «الاستنقاع العربي» شيئاً، إلا إذا اعتبرنا أن الانتصار العربي في «معركة حطين» انتصار متأبد، وأن في «معركة القادسية» ما يعوّض عن جميع الهزائم القائمة؟ وواقع الأمر أن الثناء على «أزمة الرأسمالية» صورة عن «الانتصار عن طريق الآخر»، الذي تؤمّنه كرة القدم، إذ المتفرج على المنتصر منتصر بدوره. لا يزال العرب، منذ أن كتب نجيب عازوري «يقظة الأمة العربية» 1906 يتحدثون عن هزيمة الصهيونية، التي سلب مشروعها من العرب القرن العشرين كله، كما لو كان الحديث عن الهزيمة يساوي النصر، بل يتجاوزه. إن ما يحتج عليه كريم مروة، ببساطة ووضوح، هو تخلّف العالم العربي وهوانه وانسحابه من الصور الحديثة إلى عصور سابقة، محاذراً «ثقافة الأدعية»، والبلاغة السعيدة الانتصارية.
    من أين يأتي النقد الثالث الذي يحوّل كريم إلى «زائدة مريضة» لا ضرورة لوجودها؟ يأتي من دعوى أن أحزاب اليسار العربية قائمة، وأن الدعوة إلى يسار جديد، وهو مجرد افتراض ودعوة خيّرة، تسيء إلى هذه الأحزاب أو تؤدي إلى إضعافها، أو تغوي بانقسامها، علماً أن المرتبك المنقسم خير من المطمئن الموحّد. فالمطلوب ليس الأحزاب في ذاتها، متوارثة كانت أو شبه متوارثة، بل فعلها السياسي والثقافي في الحياة اليومية، والمطلوب اكثر تأمل «البنية الحزبية» التي تعتنق، أحياناً، مبدأ المرتبية الصارمة، الذي هو استعادة لسياسة تقليدية ترى في الامتثال فضيلة أساسية.
    وواقع الأمر أن كريم غير معني بنصرة حزب أو بهجاء آخر، ذلك أن كتابه يتحدث عن إمكانية توليد السياسة في مجتمع لا سياسة فيه، أي عن إمكانية وجود الشروط الموضوعية التي تجعل «العمل الحزبي» ممكناً، لأن وجود «الأحزاب» لا يعني، دائماً، وجود الحياة السياسية. فهناك النزعة الشكلانية، الممتدة من «مقامات الحريري»، في الأدب إلى أحزاب شكلانية، وهناك «قوة العادات»، التي تريد «موقفاً طبقياً»، في اللغة، دون أن تتحرى إمكانية الطبقات في المجتمع. وبسبب ذلك فإن كتاب كريم يدعوه إلى نهضة اليسار واليمين معاً، فلا سياسة إلا بوجود بدائل متناقضة، ولا يسار بلا يمين، ولا يسار ولا يمين إلا في مجتمع سياسي، لأن اليمين واليسار مقولتان سياستان.
    يطرح كتاب كريم موضوع الوعي التاريخي، القادر على ربط النص بالسياق، أو المفهوم النظري بزمانه، والذي يجعل من توليد «المجتمع الليبرالي»، مع معرفة نقائصه، مشروعاً يسارياً، ويعيّن «حقوق المواطنة» بديلاً من «الثورة البروليتارية». ذلك أن القول ب»البروليتاريا»، وهي مفهوم نظري تاريخي، في مجتمع تحكمه «فوضى الفتاوى» استظهار لغوي بريء لا أكثر. فكما أن بعضاً من «الجماعات الدينية» يريد استقدام «الحكم الراشدي» إلى الحاضر، ناسياً اختلاف الحاجات وخصوصية «الخلفاء الأربعة»، فإن بعضاً من «أهل اليسار» يريد تطبيق أفكار «البيان الشيوعي»، أو رغبات «ساطع الحصري» على مجتمع أخطأ الثورات الحداثية جميعاً، وانتقل من «روح العروبة» إلى الركام الجهوي والاثني والطائفي.
    حول بعض قضايا اليسار
    من أين جاء اليسار العربي في وجوهه المختلفة؟ جاء من التنوير ومجتمعية السياسة والثقافة، وبدايات الاستقلال الذاتي النسبي للحركة الشعبية، التي تكوّنت خلال الكفاح ضد الاستعمار والمشروع الصهيوني. فقد جاء التنوير بمفهوم المقارنة، بين ما استجد وتقادم، وبين الأنا والآخر، وبين الماضي والمستقبل… وترجم هذه المقارنة، منذ مطلع القرن العشرين وما تلاه، ببدائل سياسية متعددة، احتفت بالصحافة والترجمة ودور النشر والدعوة إلى القراءة… ساعدت على ذلك، أيام السيطرة الاستعمارية المباشرة، سلطات ضعيفة ومجزوءة الشرعية وبدايات حركات شعبية. لا غرابة أن تأخذ أحزاب اليسار الوليدة بمقولات التنوير المختلفة: الدعوة إلى التعليم، تحرر المرأة، العدالة الاجتماعية، الانفتاح على الثقافة العالمية، وكل ما يحيل على الحداثة الاجتماعية. ولا غرابة أيضاً أن تتزامن ظواهر سياسية ثقافية متكاملة: الحزب، المثقف، الصحيفة، الجمعيات المدنية، الحوار الاجتماعي، وغيرها من الظواهر التي لا تنشغل ب»الخصوصية»، وترى في العالم العربي جزءاً من العالم. يطمح كريم مروة إلى استعادة هذه الظواهر، في زمن آخر، أكثر صعوبة وتعقيداً، بسبب انهيار فكرة المستقبل و»ركود» أنظمة وزعت الركود على المجتمع بأسره.
    يستدعي كتاب كريم مروة ملاحظتين، تقول الأولى: هل يمكن ترهين أهداف «ماضية» عاشت هزيمتها أكثر من مرة؟ والجواب، وهو مستوحى من عبد الله العروي، يقول: تظل الأهداف الضرورية، الواجب تحققها، صحيحة، دون النظر إلى مآلها، ما دامت صحيحة وتحققّها شرط لنهوض المجتمع. وتقول الملاحظة الثانية: هل السياق الراهن المتسم بضعف اليسار، ملائم للدعوة إلى نهضة اليسار؟ إن التعلل بالسياق دعوة إلى توطيده، واطمئنان إلى ما هو قائم ومألوف، كما لو كان في الدعوة إلى الجديد ما يثير الخوف.
    ما الذي هزم اليسار العربي في أطيافه المختلفة؟ هزمته، أولاً، الدولة الوطنية الوليدة التي اعتقدت، بصدق، أن آمال الأمة تقضي بوحدة الأمة، فلا شقاق ولا اختلاف، منتهية إلى سلطة أحادية، يتجسّد فيها المجتمع والمثقف والحزب والصحيفة والنقابة، تضع كل شيء داخلها ولا تترك خارجها شيئاً. وهزمته، ثانياً، هزيمة 1967، التي هزمت الدولة الوطنية وكل ما احتفظت به من «الشعارات التنويرية» و»القومية». تم توطيد الهزيمة، مرة ثالثة، بتحالف، معلن أو مضمر، بين السلطات القمعية والدولار النفطي الذي روّض، بنسب مختلفة، الأحزاب والمثقفين وعمل، أولاً، على استئصال ما لا يتفق مع «الأصالة». إذا كانت التراكمات الكمية تفضي إلى كيف جديد، فقد كان على الهزائم الثلاث المتواترة أن تنتهي إلى «الاستثنائية العربية»، حيث السلطات والمجتمعات لا تريد، بأقدار مختلفة، الجديد ولا ترغب في الحداثة، على اعتبار أن الحداثة مسؤولة عن الهزيمة، وأن «اليسار» راسب، عنيد، من رواسب الحداثة المهزومة.تجسّد هذه «الاستثنائية»، مهما كانت أسبابها، «اغتيال العقل»، بلغة برهان غليون، أو «تحطيم العقل»، بلغة جورج لوكاتش، أو تحطيم العقل والتنوير والسياسة واليسار والمستقبل، بلغة الواقع الملموس.
    يتأمل كريم مروة، وهو يعطف فكرة إصلاحية على أخرى، هذا المشهد العربي كله ذاهباً إلى الجوهري، أي شروط الحداثة الاجتماعية، التي لا سياسة ولا أحزاب ولا مستقبل إلا بها. يصبح اليسار، بهذا المعنى، مجازاً نهضوياً واسعاً، اجتماعياً ووطنياً وقومياً في آن، لا يختزل إلى «حزب» واسع الطموح أو فقير الهموم. وتصبح الدعوة إلى التنوير، رغم «هزيمة الكلمة»، دعوة يسارية بامتياز، «تحلم» بمجتمعية السياسة والثقافة قبل أن ترى إلى الأشكال الحزبية القائمة. يقال: «على المعلم أن يعلّم التلميذ»، والسؤال: من يعلّم المعلم كي يكون قادراً على تعليم التلميذ؟ قال طه حسين في كتابه «مستقبل الثقافة في مصر»: لا تعليم بلا ديمقراطية، ولا ديمقراطية بلا تعليم. فصل القول بين التعليم ومحاربة الأمية، وبين مجتمعية السياسة والاحتكار السلطوي للسياسة.
    يدعو كريم مروة، في كتابه «نحو نهضة جديدة لليسار في العالم العربي» إلى مبدأ المساواة، حيث للبشر حقوق متساوية في العمل السياسي، وحيث الاعتراف بالمساواة في السياسة مدخل إلى النهضة، ومبتدأ لبناء أحزاب جديدة، تتوزع على اليمين واليسار معاً. يظل تعبير اليسار، في الحالات جميعاً، مجازاً مركباً، يتضمن الوطنية والتنوير والدفاع عن المعرفة، والانتقال من المعلوم إلى المجهول، ومن الحاضر إلى المستقبل. ومن دون هذه العناصر المتداخلة يغدو تعبير اليسار فارغاً، يجاري سلطة، أو يتصرف بموروث، أو يلبي «سلعة سياسية» من سلع السوق، توهم المشتري أنه أمام أحزاب متعددة، وأنه قادر على «شراء» ما يريد.
    اليسار مشروع وطني نقدي وهوية غير مكتملة وموروث وسيرورة، لها شروطها، ترهّن الهوية والموروث، وذلك الفكر التنويري الممتد من الطهطاوي إلى قسطنطين زريق، ومن فرح أنطون إلى مهدي عامل وسمير أمين، ومن معارك أحمد عرابي ويوسف العظمة وعبد القادر الحسيني إلى المقاومة الوطنية اللبنانية.
    أعطى كريم مروة صياغة جديدة لأحلام قديمة، مكتفياً بالأسئلة وظلال الإجابات. وقد نطرح عليه بحثاً عن الوضوح الأسئلة التالية: ما معنى اليسار اليوم وما هي ملامح الهوية اليسارية؟ ما الفرق بين اليسار المشتهى واليسار القديم، وهل من اقتراحات عملية تجعله ممكناً ولو بقدر؟ ما الذي تبقى صالحاً من الماركسية اليوم؟ ما الفرق بين دعوته ودعوة سمير أمين «التحالف الوطني الشعبي الديمقراطي»، التي قال بها الاقتصادي الشهير قبل عقدين من الزمن؟
    كل الأحلام كلمات، دون أن تشبه كل الكلمات الأحلام.
    كاتب فلسطيني
    الكتاب صادر عن دار الساقي، بيروت، 2010.



    http://www.sudaneseonline.com/?p=124586
                  

العنوان الكاتب Date
حول كتاب كريم مروة : (نحو نهضة جديدة لليسار في العالم العربي) .. فيصل دراج Sabri Elshareef11-05-13, 01:08 AM
  Re: حول كتاب كريم مروة : (نحو نهضة جديدة لليسار في العالم العربي) .. فيصل دراج Sabri Elshareef11-05-13, 01:10 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de