|
Re: حُب الوطن ... أم الثورة علي الأوضاع المعيشية ...؟ (Re: يحي قباني)
|
يحي ... تسلم,
دوما تعصف الذهن وترودنا بالأفكار الطيبة,
مع أن الوطن قدرية محدثة, لكنه يصادف في النفس موقعا طيبا للإقامة, فالوطن بهذا إحداثية تنمو وتترعرع في النخاع الإجتماعي لمن يأتلفون حياة مشتركة, بل هو يستطرد أكثر ليقوم مقام الهوية في سياق البنيان الإجتماعي العصراني. وإن شئت أن تساوي بين الوطن والدولة فلن ترى غير ملل ونحل وأناس مختلفين في كثير من أوجه حياتهم, لكن رابطا قوميا يضعهم جمعيا في إطار واحد. يحدث هذا الربط بالتراضي أحيانا, وبسنة المعاشرة والتداخل أحيانا, بالقهر أحيانا, بالوصايا أحيانا, بتراتبية أخلاقية إجتماعية أحيانا. وفي كل هذه الأحايين والأحاويل, يكون هناك وطن. وتتداعي على إثره الكثير من مقومات وروابط الحياة المعاصرة. حتى وحين تسير الإمور على نحو غير, فيظل الوطن هو هامة الإنتماء ومقيد الهوية.
إستطردت في دنيانا المعاصرة, مفاهيم ومشروعات فكرية حاولت أن تستعيض عن الوطن بأطر أوسع وفيما يعتقدونها, أرحب, فتاريخ السجال الحاضر يشير ببنان لمشروع الدولة الشعوبية, القائم بشكل أساسي على محور الإثنية ورديفها اللغوي. مثل محاولة أحزاب البعث أن يحولوا الإقطاعيات الوطنية إلى أمة عربية واحد ذات رسالة خالدة, وغض النظر عن مآلات الفكرة, لكنها على أية حال توسع وتمدد من مساحة الوطن لما بعد حدوده الجغرافية المعلومة. ثم كانت الشيوعية ... التي حاولت جهدها لأن يقوم الوطن حسب منظورها على أسس طبقية, يتجاوز الحدود السياسية ويوحد الطبقة العاملة على سبيل أن {ليس للعمال وطن} وربما كانت هذه النظرة أكثر وضوحا وصدقا لدى القائد الشيوعي العمالي العالمي {تروتسكي} في معرض صراعه مع فلاديمير لينين, وحيث رضخ الأخير لمشروع الدولة الوطنية بحسابات راجعة في خضم إنتصار ثورته الشيوعية البلشفية. ثم تتقاطر الأفكار الجمعية الإسلامية, لتعنون العصر بعنوان الإسلام كفكرة مستفيفة ووطن غائم يحل محل الوطن المصنوع, وهؤلاء في فكرهم أن الإسلام هو الوطن العقدي المتجاوز للحدود الجغرافية, لينضم كل المسلمين تحت راية دولة إسلامية وليس بالضرورة تحت راية وطن. فيما الرأسمالية تسعى لوحدة العالم عبر التجارة والإستثمار والأرباح, وثمة شواهد دالة على هذا المسير, تتمثل في منظمة التجارة العالمية, وأذرعها المالية المتمثلة في البنك الدولي وصندوق النقد الدولي. بل وفي مشروع الثورة التقنية الذي يقرب المسافات الجغرافية والوجدان الثقافي
ربما حدفت قليلا أو كثيرا عما تروم, لكنه الوطن ...بين مطرقة الآيدولجيا وسندان الواقع الموضوعي.
سأكون هنا ... موضوع شيق
|
|
|
|
|
|