|
Re: أفكار وإقتراحات حول قضايا اسقاط النظام......الحاج وراق (Re: صلاح عباس فقير)
|
ثم يذكر الأستاذ عبد العزيز الصاوي، بعض المظاهر التي تؤكد عدم وجود كيانٍ واقعيّ للديمقراطية في بيئتنا السياسية، ليصل إلى هذه الخلاصة:
Quote: لايمكن لهذه المظاهر المتعددة ان تكون من فعل الارادة البشرية وحدها لابد من وجود سبب موضوعي قاعدي رئيسي يفسرها. تصوري هو ان هذا السبب يمكن العثور عليه في حقيقة ان الديموقراطية لاتاريخ لها في ثقافتنا، فضلا عن انعدام مقوماتها الاخري وهي الطبقة الوسطي وتيار التجديد/ الاصلاح الديني. ازداد الامر تعقيدا بسبب اتجاه قوي التغيير الاعماري الناقدة لحركة الاستقلال السياسي شرقا خلال الخمسينات- الستينيات وفوق ذلك بمعني مضاد للغرب ايديولجيا وسياسيا دون تمييز بين مكونه الاستعماري والديموقراطي الاستناري. لذلك فان الارث الديموقراطي الذي وصلنا مع الاستعمار تجمد ثم اندثر حتي وصل بتأثير سياسات نظامي مايو 69 ويونيو 89 ، درجة إحلال الشمولية فكرا ومنهجا وسلوكا مكانه حتي لدي اقسام مؤثرة من النخب كما نلاحظ صورتها الاوضح في الهجرة الجماعية لقطاعات من الجامعيين في أرقي المستويات العلمية نحو التدين السلفي. |
بدءاً دعوني أعبر عن خاطرٍ خطر لي بمناسبة العبارة الصائبة للأستاذ الصاوي، وهي قوله: [[لايمكن لهذه المظاهر المتعددة ان تكون من فعل الارادة البشرية وحدها لابد من وجود سبب موضوعي قاعدي رئيسي يفسرها.]] إذن فهاهنا تفكير (علمي) موظّف لحلّ مشكلتنا السياسية الراهنة! وهو أمر تفتقر إليه بشدّة حركة التغيير الناشطة في الظرف الرّاهن! وفي رأيي دعوة الأستاذ الحاج وراق في هذه الورقة إلى ضرب من ضروب الفوضى الخلاقة، يؤكد غياب النظر العلمي إلى مشكلتنا السياسية والوطنية، وذلك كلّه يحدث كما ذكرتُ بسبب الانفعال السلبي بفعائل الإنقاذ، وبذلك لم تكتفِ الإنقاذ بإفساد الحكم فقط، وإنما أسهمت كذلك إسهاماً وافراً في إفساد حركة المعارضة الديمقراطية! مع الأسف: بدهية أن يكون التفكير سابقاً على الفعل، وموجّهاً له، هذه البدهيّة قد صارت محلّ ريبةٍ وشك، وما نراه في منبرنا هو مثال مجسد لغياب الفكرة، والاندفاع نحو كلّ بارقة ضوء نراها ستُعجّل بزوال النظام وانهياره، ناسين أنّ ذلك إنما ينبغي أن يكون من خلال وعينا وإرادتنا وحركتنا! لكنّني أختلف اختلافاً كبيراً مع الأستاذ الصاوي في قوله بأنّ الديمقراطية لا تاريخ لها في ثقافتنا! إن كان يعني بالديمقراطيةِ تقاليدَها الراسخة في أوربا، وما تمخّضت عنه من نظم وإجراءات، فلا ريبَ أنّي أتّفق معه، لكن ذلك حصاد التجربة الأوربية، وهي تجربة مفيدة جداً، لكن في رأيي جعل أوربا مرجعية لنا في هذا الشأن، هو من أكبر الأخطاء، يكفي أنه سيصل بنا إلى نتيجةٍ لن يرضى بها أحد، وهي أن تاريخنا قد سيطرت عليه ثقافة الاستبداد ونفي الآخر، وأنّ هذه الإنقاذ من رحِم هذا التاريخ خرجت! لا والله، بل أنا أردد من أعماقي مع وردي ومحمد المكي إبراهيم أن: كان أكتوبر في أمتنا منذ الأزل! كان خلف الصبر والأحزان يحيا، صامداً منتصراً حتى إذا الصبح أطل، أشعل التاريخ ناراً واشتعل! إلى آخره! شعبنا شعب ديمقراطي بطبيعته، غرامه الحرية، كما قال الشاعر وغنى المغني! مشكلتنا هي التأثر السلبي بالتجربة الأوربية، وعدم الاعتداد بشخصيتنا التاريخية! مشكلتنا هي أن النخبة قد عجزت عن استيعاب تاريخنا، وعجزت عن سمع نبضات المواطن البسيط، متعاليةً عليه بتأثير التربية الاستعمارية الغوردونية، في اعتقادي نحن بحاجة إلى مراجعة واحدة من بدهيّات الديمقراطية، وكونها حكم الشعب بالشعب وللشعب! أحقّاً نؤمن بهذه المقولة، ونعتقد بما تتضمنه من معنى! وأنّ الشعب هو مخزن تاريخنا ومستودع حضارتنا! مع الأسف الشعب في وعي كثيرٍ من النخبة، سواء عبّروا عنه في هذا المنبر، ووصفوه بالجبن والغباء والجهل، أم لم يعبروا، هو كذلك في نظرهم، ليس إلا أولئك العوام الجاهلون! وبالتالي فلا يستحقون إلا الوصاية عليهم، والارتقاء بوعيهم وحياتهم من خلال برامجنا النضالية والتنويرية! وبالتالي فلا مانع من الانقلاب العسكري عليه، سواء كان انقلاباً من داخل الجيش على الطبقة الحاكمة! أو كان انقلاباً من خارج الجيش، عبر الحركات المسلحة، ومثل هذا الانقلاب الذي ارتضى به كثير من الناشطين، وساندوه وغضّوا الطرف عنه، كما غضّ الطرف عنه الأستاذ الحاج وراق في ورقته هذه، هذا الانقلاب لا يستهدف -أقصد الاستهداف الموضوعي- لا يستهدف الطبقة الحاكمة فقط، وإنما يستهدف الشعب كّله، ليس من خلال جعله ضحيّة لنيران الحرب، كما هو حال أهلنا في مناطق القتال بغرب السودان، بل كذلك من خلال استثارة النزعات العرقية، وتقسيم أيناء الوطن الواحد على أساس عنصري!
باختصار: الديمقراطية فكرة ينبغي تجسيدها إنسانيّاً واجتماعيّاً وسياسياً، وليست صنماً يُعبد! ومن ثمّة فالديمقراطية قضيّة أخلاقية في المقام الأول!
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
أفكار وإقتراحات حول قضايا اسقاط النظام......الحاج وراق | أبو ساندرا | 10-19-13, 01:25 PM |
Re: أفكار وإقتراحات حول قضايا اسقاط النظام......الحاج وراق | احمد الامين احمد | 10-19-13, 02:29 PM |
Re: أفكار وإقتراحات حول قضايا اسقاط النظام......الحاج وراق | أبو ساندرا | 10-20-13, 12:48 PM |
Re: أفكار وإقتراحات حول قضايا اسقاط النظام......الحاج وراق | Omer Abdalla Omer | 10-20-13, 01:21 PM |
Re: أفكار وإقتراحات حول قضايا اسقاط النظام......الحاج وراق | احمد الامين احمد | 10-20-13, 02:09 PM |
Re: أفكار وإقتراحات حول قضايا اسقاط النظام......الحاج وراق | أبو ساندرا | 10-21-13, 07:34 AM |
Re: أفكار وإقتراحات حول قضايا اسقاط النظام......الحاج وراق | hafiz Issue | 10-21-13, 09:17 AM |
Re: أفكار وإقتراحات حول قضايا اسقاط النظام......الحاج وراق | احمد الامين احمد | 10-23-13, 10:57 AM |
Re: أفكار وإقتراحات حول قضايا اسقاط النظام......الحاج وراق | عبد العزيز حسين الصاوي | 10-25-13, 11:32 AM |
Re: أفكار وإقتراحات حول قضايا اسقاط النظام......الحاج وراق | طلعت الطيب | 10-26-13, 05:18 PM |
Re: أفكار وإقتراحات حول قضايا اسقاط النظام......الحاج وراق | عبد العزيز حسين الصاوي | 10-28-13, 06:48 PM |
Re: أفكار وإقتراحات حول قضايا اسقاط النظام......الحاج وراق | عبد العزيز حسين الصاوي | 10-29-13, 06:17 PM |
Re: أفكار وإقتراحات حول قضايا اسقاط النظام......الحاج وراق | hassan bashir | 10-29-13, 06:46 PM |
Re: أفكار وإقتراحات حول قضايا اسقاط النظام......الحاج وراق | طلعت الطيب | 11-01-13, 00:26 AM |
Re: أفكار وإقتراحات حول قضايا اسقاط النظام......الحاج وراق | صلاح عباس فقير | 11-08-13, 06:50 AM |
Re: أفكار وإقتراحات حول قضايا اسقاط النظام......الحاج وراق | صلاح عباس فقير | 11-08-13, 07:32 AM |
|
|
|