|
Re: الرئيس لا يأكل الهوت دوج.. قريبا !! - (Re: عماد البليك)
|
جاءت ولاية سيدي الخليفة لتنقذ الأمصار من الأوجاع.. أو هكذا ظن الناس.. فأهل بغداد كانوا قد رأوا في القادم الجديد خيرا، أولا لأنه كان اسمه يشبه اسم خليفة راشد من السلف الصالحين وهم يؤمنون بأن الاسم غالبا ما يكون على المسمى شأنا وامتثالا، وثانيا لأنه جاء بعد هذا الهيجان والثورة العامرة التي مات فيه الكثيرون.. مما لاعد لهم إلا في سجلات الغيب.. والناس دائما ما تتفاءل بالمستقبل ساعة يكون الماضي أو الأمس مظلما ######ا.. وثالثا لأن السيد المبجل جاء بمباركة العظام من أهل الشأن الذين عرفوا في بغداد بالنزاهة ممن انتأوا عن الخليفة السابق وأبوا المشاركة في عطن الشعب في الأوجاع والمصائب حيث رفعوا أياديهم عن السموم والقذارات.. ورابعا لأنني أنا إمام الأدباء وهذا لقبي قبل أن ينقلبوا علي، كنت أرى أن مقبل الأيام سوف يكون طيعا برونق لم تشهده السنوات التالفات من بغض وشحناء بين الناس.. ويوم ولايته كنت فرحا مستبشرا وكنت ما أزال إماما فكان علي أن ألبس أزهى الثياب وأعمم رأسي بالمزركش والمورد.. لكي أدخل مع القوم إلى سيدنا حتى أبارك له معهم ولايته.. ووقفنا جميعنا في البهو الداخل للقصر.. كن الجواري يقدمن الشراب وهن صبيات رائعات جيء بهن أثناء الغليان من بلاد الروم ومن أشبيلية ومن القوقاز وبعضهن سمراوات من الحبشة، وكان الهدف من استجلابنهن كجزء من التحضير للعهد الجديد، فقد كان المتحكمون في الأمر سرا يعلمون متى ستدور الدائرة ويذهب الخليفة الملعون السابق الذي هرب من البلاد، قبل أيام من النهاية، إلى الجحيم فيصبح نسيا منسيا.. كانوا يعلمون أن السيد الجديد القادم يعشق النساء وأنه أوصى من ضمن ما أوصى بأن تحضر له بودرة من الأعشاب النادرة التي يدلك بها القضيب فيكون منتفخا قادرا على العطاء لليال طويلة دون خذلان مبين. ورأيت في ذلك اليوم ما لم أرى في عمري من الطراوة والجمال ما أبهجني أنا الأحمق ساعة يتعلق الأمر بالمرأة.. فعمري مضى دون قرينة ودون صحبة ولا ولد أو معاقرة على الأقل بعض من السيدات الأرامل اللائي كن يترنح في مواخير بغداد ليلا قبل أن يتخذن أزقة مهلكة ومخيفة إلى بيوتهن تفوح منهن روائح الخمر المتخثرة التي تأتي ممتزجة بعفن مؤخراتهن وهن مبللات بالعرق تحت الأبطين جراء شعر كثيف وملامسة السكارى من الحثالة الذين كان معظهم من حراس السور الخارجي لبغداد في تلك الأونة المخجلة قبل مجئ السيد المخلص.
|
|
|
|
|
|