|
Re: على هامش الثورة السودانية و بدء العد التنازلي لسقوط النظام (1): ملفات الفساد وأهداف الثورة.. (Re: احمد ضحية)
|
كتب أحمد ضحية : لا يمكننا – في ظني الخاص- الحديث عن :"ثورة السودان المرتقبة" , دون التعرض لمصدر إلهام أساسي للثورات السودانية, كالمصدر الذي مثلته ثورة علي عبد اللطيف ورفاقه , الموسومة ب: اللواء الأبيض أو ثورة 1924,أي بعد ثورة سعد زغلول في مصرعام 1919بخمسة سنوات فقط!. وهنا في سيرة مصر ,لابد من الإشارة إلى شعار وحدة وادي النيل, في سياق الحديث العام – الذي سيأتي لاحقا -عن ثورة اللواء الأبيض , إستنادا لرؤية دكتور محمد سعيد القدال في كتابه : "تاريخ السودان الحديث". لكن – إبتداء تجدر الإشارة هنا إلى ما أسترعى إنتباه - دكتورة يوشيكو كوريتا وهي تتوقف طويلا أمام دلالة اللون الأبيض, وما تمثله بالنسبة لحركة اللواء الأبيض ,التي أتخذته شعارا لها, بما يمثله من إلتباس وتعقيد, لا يقل عن إلتباس وتعقيد شعار"وحدة وادي النيل" . في السياق نفسه نؤشر على دراسة أخرى مفيدة , هي دراسة دكتور الباقر العفيف:"متاهة قوم سود في ثقافة بيضاء",والتي إهتمت في أحد جوانبها ,بالبحث في النظام الدلالي العربي ,حيث ركز العفيف على دلالتي أبيض وأسود, لفهم - في التحليل النهائي - طريقة عمل العقل السوداني بمعنى (مجموعة تيارات الفكر والثقافة الأساسية وروافدها) . فثورة اللواء الأبيض بهذا المعنى, هي محاولة للتخلص من أزمة الهوية الوطنية , كما هي الجذر العميق لثورة أكتوبر 1964وأبريل 1985 , بل ولا نبالغ إذا زعمنا أنها تتصل بظروف السودان الحالية ,التي أفضت إلى إنفصال الجنوب, لذلك يبقى الحديث عن أي ثورة مرتقبة , رهين إستيعاب متناقضات هذا التاريخ الممتد من 1924 حتى الآن , والإجابة عن تساؤل: هل تجاوزنا فعلا كسودانيين متناقضاتنا المتعلقة بالهوية,أم بعد لازلنا نراوح مكاننا؟!.
|
|
|
|
|
|