|
|
 Re: خمسة أشخاص ملسحون يتنابون على إغتصاب طالبتين بجامعة السلام بغرب كردفان (Re: محمد كابيلا)
|
الأخ الأستاذ/ محمد كابيلا
لم يدهشني هذا الخبر أبدا. الغريب هو أن نتوقع نحن أبناء تلك المناطق مردوداً غير ذلك بعد حالة الفوضى التي عاشتها وتعيشها البلاد كلها - وبتحديد أكثر- غرب السودان (كردفان ودار فور).
منذ حرب التحرير الجنوبية الأولى (أنانيا ) بقيادة جوزيف لاقو وحرب التحرير الثانية بقيادة الراحل المقيم الدكتور جون قرنق دي مابيور صارت مناطق جنوب وغرب كردفان ومعها أيضا جنوب دار فور - صارت هذه المناطق هي الدرع الذي تتقي به جيش وحكومات المركز ضربات حرب الجنوب.. وبتعبير أكثر وضوحاً وبتحديد اكثر دقة صارت المنطقة (وغرب جنوب كردفان بصفة خاصة) مختبرا لحرب بالوكالة تشجعها حكومات المركز (جميع حكومات المركز دون استثناء ) . على الرعاة أن يدافعوا عن ماشيتهم لذا يجب تسليحهم - هكذا كانت الحجة - لكن قصد حكومات الخرطوم أكثر دها ء وخبثا من ذلك.
باختصار وجدت االإنقاذ الطريق ممهدا فاغدقت السلاح والمال على المليشيات في هذه المنطقة لتحارب لها بالوكالة. صار السلاح في متناول كل من هب ودب.. وليس هناك من وجود لحكومة أو يحزنون.
كنت أتحدث هاتفيا قبل ايام إلى احد إقاربي.. واخطرته أنني بصدد أن أرسل أبنائي من لندن في عطلتهم القادمة ليروا مسقط راس ابيهم وامهم. قلت له - بمنتهى الجهل مني بما يجري هناك- عندي فكرة يروحوا بالسيارة حتى يروا البلد ويعرفوا مشقة السفر. ضحك وقال لي: أعرف إلمامك بالواقع السياسي والثقافي الذي تعيشه البلاد لكني لم أكن أتخيلك رومانسيا إلى هذا الحد. ياخي الناس بقت تخاف تسافر بأي وسيلة بين قرية وقرية في جنوب غرب كردفان!!! البلد إتملت رباطين وقطاع طرق ومليشيات لا تعرف لمن تنتمي!
اغتصاب طالبتين من قطاع طرق هو المردود الطبيعي يا أخي كابيلا لحالة الفوضى والفقر والتناحر القبلي -الذي كدنا نرميه خلف ظهورنا- فإذا بالإنقاذ تتلقفه وتتقن صناعته لتدمير النسيج الإجتماعي وإشاعة الفوضى. كان آخر ما يمكن ان نصدقه ذات يوم أن يغتصب أحدهم اي امرأة في تلك الربوع..لكن الدهر دولاب وعلينا أن نستعد لما هو أكثر صدمة من ذلك إن لم يرحل هذا النظام القبيح اليوم قبل الغد.
|
|
  
|
|
|
|
|
| |
فضيلي جماع
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست