|
القطب الاتحادي المخضرم/ هاشم بامكار في ذمة الله
|
f بمزيد من الحزن والأسى ننعى لكم أسد شرق السودان الأستاذ/ هاشم بامكار القطب الاتحادي الكبير الذي إلى انتقل إلى جوار ربه مساء اليوم الجمعة(السادس من سبتمبر2013م) إثر علة لازمته طويلا.. هاشم بامكار هو أول معارض سوداني جهر بصوته في معارضة النظام في بورتسودان، قيل إنه دعي ذات مرة في اوائل التسعينات ضمن حشد من أعيان بورتسودان ووجهائها لجلسة تجمعهم بالرئيس البشير ذات زيارة له لتلك المدينة وكانت الانقاذ في بداياتها «الثورية» خطب الرئيس في الحشد وقال كل الذي أراد قوله ثم أتاح الفرصة للحاضرين، مضت برهة من الزمن دون أن يطلب أحد الحديث، تلفت بامكار يميناً فوجد قيادات الجبهة الاسلامية، نظر يساره فوجد التابعين من المنضمين حديثاً والمؤلفة قلوبهم، تحول بنظره إلى المنصة ثم توكل على الحي الدائم ورفع إصبعه يطلب الفرصة، منحها له الرئيس دون أن يتبين هويته، لحظتها تمنت قيادات الانقاذ لو أن الارض تنخسف بهم حتى لا يشهدوا وقوع الكارثة التي توقعوا حدوثها في حديث بامكار، لم يأبه بامكار للمشهد وتقدم وقال «سيدي الرئيس إن من هم حولك الآن كانوا قد اقسموا معي على حماية الديمقراطية وها هم الآن يساندون إنقلابك، وأنا متأكد من أنهم سينقلبون عليك عندما يأتي نظام جديد ولذلك أحذرهم ثم أحذرهم»، سرت موجة من الرعشة والاضطراب وتكهرب الجو ولكن بامكار لم يصمت وواصل بامكار حديثه قائلا للبشير: «الشيء التاني سيدي الرئيس أن قسمك العسكري يوجب عليك حماية السودان وترابه ولكنك تقف هنا وحلايب على بعد خطوات منك ولا تزورها».. المرحوم هاشم بامكار يعتبر أحد أبرز زعماء البجة ، عرف عنه أنه وطني غيور وسياسي من الطراز الفريد . المرحوم/ هاشم بامكار صال وجال في دهاليز السياسة أكثر من نصف قرن شارك مع والده المناضل المرحوم بامكار محمد عبد الله في المظاهرات الوطنية التي خرجت بمدينة بورتسودان تهتف بسقوط الجمعية التشريعية في ديسمبر عام 1948م، وكان وقتها المناضل هاشم في ريعان شبابه وظل يواصل نضاله الوطني ونشاطه السياسي بشرق السودان ما هدأ له بال وكان صوته الوطني يجلجل داخل قاعة البرلمان (الجمعية التأسيسية) وهو نائب بالبرلمان وقف بجانب الضعفاء يشد من أزرهم وكان يمثل صوتهم داخل البرلمان وطالب برفع التهميش عن شرق السودان وينادي بوحدة الاتحاديين وكان له دور وطني في رفع التهميش عن واسعة بشرق البلاد حيث يقيم حالياً بمدينة بورتسودان مهد صباه وشبابه وشيخوخته، هذا الفارس الاتحادي لولا المرض الذي أقعده لواصل مسيرته السياسية والعمل السياسي المتواصل لكان اليوم يصول ويجول بالساحة السياسية فأبعده المرض عن الساحة الاتحادية وكان صاحب رأي لا يهادن ولا يساوم فيه يقول رأيه بكل صراحة ووضوح ولا يعرف المناورات أو المزايدات السياسية، اشتهر بصراحته وشجاعته في قول كلمة الحق حتى ولو على رئيس الحزب وفوق كل ذلك ظل يحتفظ بتواضعه الجم لم تغيره المناصب البرلمانية كنائب برلماني إنما في كل مرة يزداد تواضعاً فوق تواضع. نسال الله له له الرحمة ولكل أهل الشرق الصبر والسلوان ..
|
|
|
|
|
|
|
|
|