|
هل يملك الاخوان المسلمون اذنا الهيا للحكم باسمه تعالى
|
تأملت القرءان الكريم فلم أجد كلمة دولة أو مايرادفها في اللغة العربية كذلك فان كل النداءات والاوامر للحكم باسم الله كانت تصدر الى النبي صلى الله عليه وسلم ولم تأملنا القرءان الكريم ذلك نجد ورود كلمات الا باذنه أو الا لمن أذن له مما يعني انه لايجوز لأي شخص ما ان يتحدث باسم الله الا ان يكون له اذنا بذلك، لقد إفترضت جماعة الاخوان المسلمين انها مكلفة بأن تنزل قيم السماء على الارض وليس لها اذن بذلك فاعضاءها من عامة الناس وليسوا من المصطفين الذين تتنزل اسماء الله الحسنى على الارض على ايديهم وفي ذلك معاني عرفانية عميقة، فالترقي في المقامات الروحية امرُ يصطفي له الله تعالى افراد او اقوام وفق اشارات روحية محددة فيها الرؤى المنامية والكشف والالهام. مالنا مثلا لانرى كبار السادة الصوفية يطالبون بقيام دولة اسلامية او يسعون لتطبيق الاقتصاد الاسلامي او ما الى ذلك من دعاوي تعبر عن حالات النفوس التي يسقطها البعض على الدين بكل قدسيته وما نالوا اذناً بذلك ولعل تجاربهم في دولة مثل السودان تبرهن الى ماوصلنا اليه، ففور وصولهم الى السلطة نبعت من دواخلهم كل تراكمات التربية والبيئة والرواسب القديمة ليتقيأؤا على الواقع السوداني كل عقدهم ومشاكلهم الاجتماعية وليس لهم من الاسلام سوى مظهر اللحى ومظاهر اجتماعية أخرى. لقد افترض سيد قطب في كتبه افتراضا لاحق له فيه بقيام طليعة تقوم بامر الدين وتتمثله في جماعة وتفترض ان بقية المجتمع جاهلي وانها وحدها على صواب، أنظروا اليه في احدى قصائده وهو يقول (قد إختارنا الله في دعوته.. وانا سنمضي على سنته..فمنا الذين قضو نحبهم ومنا الحفيظ على ذمته) لايمكننا باي حال ان نبعد افكار سيد قطب عن الظرف النفسي والزماني الذي كان يعيشه الرجل وبكل المعايير فانه في الاصل اديب وشاعر من شانه التهويم في سماوات الخيال ومجالات المثاليات التي من الصعب ان تتنزل على الواقع بكل تعقيداته حتى ان محمداً صلى الله عليه وسلم المبعوث من رب العزة عزة وجل قال في كل تواضع :(انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق) لأنه يعترف بان للعرب اخلاق وقيم قد جاء ليكملها ولم يتحدث كما يفعل اصحابنا عن التحول الحضاري وكأن الاخوان المسلمين ملائكة من السماء منوط بهم ان يحولوا الارض كلها لتدين بالشريعة الاسلامية.
|
|
|
|
|
|
|
|
|