الاحتفال باليوبيل الذهبي لمروي الثانوية يومي 22 و 23 أغسطس 2013

Quote: في فترة ما قبل الستينات اشتهرت ثلاثة مدارس ثانوية على المستوى القومي هي: وادي سيدنا و خور طقت و حنتوب ، و قد كان الطلاب المتفوقون في الامتحانات من كل انحاء السودان يتنافسون عليها ... و في فترة حكومة الفريق عبود استدعى الامر فتح مزيد من المدارس الثانوية فكانت مروي الثانوية في مقدمة تلك المدارس حيث كانت تفتقر منطقة شمال السودان الى مدرسة في مستوى المدارس الثلاث المذكورة .. وقد اراد الله لتلك المدرسة الجديدة آنذاك ان تكون ذات اثر كبير في التأثير في الحياة الاقتصادية و الادارية و الاجتماعية و الثقافية من خلال خريجيها الذين اصبحوا ركائز لهذه الانشطة على مستوى السودان وفي مختلف المواقع . لقد بدأت مدرسة مروي الثانوية في مباني سرايا جاكسون باشا أحد حكام المنطقة في العهد الانجليزي وتقع تلك السرايا في الطرف الغربي لمدينة مروي على حافة خور ابودوم .. وقد كانت تلك السرايا ذات شأن في فترة الحكم الانجليزي و قد اشتهر ساكنها حاكسون على مستوى النطقة بل على المستوى القومي ، و لكن بعد عام واحد سرعان ما تم تشييد المدرسة شرق مدينة مروي في مساحة واسعة و مباني حضرية بلغة تلك الفترة و سرعان ما احتلت مدرسة مروي الثانوية مكانا مرموقا في نتائجها الاكاديمة و اصبح طلابها يقتحمون جامعة الخرطوم بكفاءة و مقدرة بل ان قائمة الاوائل على المستوى القومي كانت تضم عددا كبيرا من طلابها و كان النظام السائد في المدارس آنذاك بمجموع الدرجات وليس النسب ... و قد قفز اسم المدرسة الى المقدمة دون منازع خاصة بعد تدهور المدارس الثلاث المذكورة . و بمناسبة مرور خمسين عاماً على تأسيسها فكر لفيف من خريجيها في احياء الذكرى و لكن الامر تطور اخيراً الى تحويل المناسبة الى تظاهرة كبرى في المجالات الاكاديمية و الثقافية والرياضية و الفنية و الاجتماعية حتى يخرج الاحتفال بما يتلاءم مع عظمة هذه المؤسسة .. و قد تدافع الخريجون للمساهمة في الاعداد و تكونت لجنة عليا بقيادة اخونا عثمان محمد خير (اوماك) و لجان فرعية متعددة و قد ظلت هذه اللجان في عمل دائب لفترة امتدت طويلاً حتى تجمعت اطراف الاحتفال لتنطلق فعالياته في هذه الاسابيع القادمة في ثوب يشبه المدرسة التاريخية المتفوقة و قد تزامن مع هذا الاستعداد برنامج مصاحب: فاقيمت الندوات بنادي الزومة و نادي الاراك بالخرطوم وسارت قافلة سلامات الطبية القادمة من لندن في المدن والقرى التي تحيط بالمدرسة تكريماً لها حيث ضمت القافلة الطبية عدداً من خريجى المدرسة من الاطباء الذين يعملون بدول المهجر اضافة الى ان خريجيها المنتشرين في كل البقاع خارج السودان قد ظلوا حضوراً و متابعة لاستعدادات احتفالات المدرسة و سيكون عدد منهم حضوراً في موقع الاحتفال .... و سوف تزداد سعادتنا عندم تسرع الاسابيع القادمة لنلتقي جميعاً في احضان أمنا الرؤوم التي ارضعنتا و صقلتنا و خرجتنا للحياة ... سوف نزف المدرسة العروسة و نجرتقها بقلائد الذهب و نعبقها بطيب الوفاء و نشتَم من عبقها ذكريات الشباب و أيام الصبا و الصفاء فيالها من أيام ... و ياله من زمان ... ويالنا من شباب مروي الثانوية اسم يهز الحواس و يحرك الوجدان و يطمئن الكبار من خريجيها و يعطي لطلابها من الشباب الواعد . فالتحية لهذه المدرسة العريقة و التحية لاساتذتها الذين صاغوا أجيالها و التحية لخريجيها و هم ينتشرون في كل موقع من مواقع الحياة ... والترحم على من سلف منهم ... و التحية لاهل مروي الذين احتضنوا هذه المدرسة و ساندوها ... وقد كان طلابها و هم في داخلياتها حقيقة في ضيافة اهل مروي التاريخ و الروعة و الجمال ...فكانوا يلاقونهم في الطرقات بالترحاب و التحايا العطرة و في الاسواق و المناسبات بل و في بيوتهم المفتوحة لهم . فالتنعم مروي الثانوية و هي تتأهب هذه الايام لتتقلد باقات و قلائد الذهب و الزهور و مشاعر القلوب و هي تكمل الخمسين عاماً في يوبيلها الذهبي ." شكراً للخريج بشير على التلخيص الرائع و نتوقع المزيد من الجميع على صفحات الصحف ...