|
Re: رخويات الدولة الرخوة . (Re: shaheen shaheen)
|
1 رسم الخليفة (عبدالله التعايشى) مسيرة رحلة طويلة فى التاريخ السودانى الحديث سوف تستمر من بعده سنوات طويلة على يد من يصطلح على تسميتهم (رجال الحكم الوطنى) , وهى عبارة بقدر ما فيها من خبث وتخابث , الا انها لا تعنى اكثر من ان المنتسبين جغرافيا للمكان قد اصبح زمام الامر بين يديهم - نظريا على الاقل - , وهى لا تعنى مطلقا باى حال من الاحوال حب الوطن , او حتى العمل من اجله . دشن (التعايشى) دولة الخزعبلات ورؤية الملائكة , بين سجدة واخرى , بين اصرار الدولة الوليدة على اجراء عملية (ختان) قصرية لـ (سلاطين) باشا بتوجيهات عليا من الخليفة شخصياً . دشن الخليفة شلالات الدم والترحيل الاجبارى الى (امدرمان) لخلق توازن اثنى فى عاصمته الفتية . واصل الاسلاف السير على خطوات الشخصية الوطنية . لذلك ما كانت الدهشة كبيرة عندما استيقظ الناس فى واحد من ايام سبتمبر المشؤم وهم يشاهدون خليفة عصر الحداثة الجديد فى 1983 وقد ترك الاندايات البلدية , وضرب عرض الحائط بالبارات الفخمة , وعاد لرؤية الملائكة مُجدداً - وهى التى صعدت للسماء بعد كررى - . فى الفترة من 1983 _ 1985 , تجددت المهدية من جديد , هذه المرة لم يكن (سلاطين) مُتواجداً لعملية الختان الاجبارى للاسف الشديد , تركت الحكومة الحبل على الغارب لمجموعة من شذاذ الافاق , يُعلمون الناس بديهية اهمية مُمارسة الجنس داخل المؤسسة الزوجية , ظهرت المؤسسة الدينية بذلك الوجه الكالح .. فقهاء الشرج ونقض الوضؤ بلمس الذكر وتحديد اتجاه القبلة وانت على سطح (القمر) .. عادوا نجوماً فى الاجهزة الاعلامية البائسة . احاط خليفة عصر الحداثة الجديد نفسه بنفس تلك المجموعة والتى قدمت النصح للخليفة القديم . نفس ملابس الدروشة العجيبة , نفس سبحة (الالوب) الضخمة والتى تتدلى من العنق مثل حبل مشنقة , نفس البحث العبثى عن حلول سياسية واجتماعية واخلاقية عصرية فى تراث اصفر قديم مُتحجر . توارت خجلا من المذياع اغانى الافندية - المائعين - عن الحب والليل وعيون المها , وحلت محلها مدائح نبوية تمدح رسول الرب اكثر من الرب نفسه . دخل الناس فى هيص بيص , دفعوا فاتورة هداية الخليفة الجديد حتى اخر قرش , من شرفهم , من تقطيع اجزاء من اطرافهم , من قوت عيالهم . وفى كل ذلك انتبهت فى صحف تلك الحقبة , ان تجربة المهدية (1881 _ 1898) كان لها نصيب الاسد فى الثناء والتعليق من رخويات ذلك الزمان الاعجوبة - ما زالوا يكتبون بالمناسبة - , هكذا هم قالوا , وما اظنهم يكذبون - سبتمبر 1983 هى عودة للجذور التى كانت فى عهد الحكم الوطنى فى الحقبة المهدية . ولم تكن هناك اى صعوبة لهذه الجذور - هى نفسها - ان تتمدد فى تربة خصبة من الجهل والتعصب والفقر والتهميش الطبقى والعرقى فى أن تصل حتى الى تلك الحقبة من بدايات تسعينيات القرن الماضى , عندما صدق شباب فى اعمار الورد , ان القرود تهبط من الاشجار لتنظيف الطريق من (الالغام) , وعندما عرف الناس عبر الشاشة البلورية - ربما لاول مرة - ان الشهداء لهم رائحة مسك وعنبر . مثل نصل (سكين) حاد فى قطعة رخوة وهشة , ضرب الخليفة (التعايشى) الضربة الاولى الناجحة , وما زال النصل مغروزاً حتى الان فى الخاصرة . شاهين
|
|
|
|
|
|