بؤس البنيات التحتية من بؤس القيادات بقلم الدكتور النور حمد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-16-2025, 03:33 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-12-2013, 05:09 AM

النذير حجازي
<aالنذير حجازي
تاريخ التسجيل: 05-10-2006
مجموع المشاركات: 7191

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بؤس البنيات التحتية من بؤس القيادات بقلم الدكتور النور حمد

    مشكلة البنيات التحتية في العاصمة القومية مشكلة قديمة جدا. وهي مشكلة تفاقمت لأن لم الحكومات الوطنية المتعاقبة، لم تضعها في سلم أولوياتها. ويبدو أن المسؤولين الذين تولوا زمام الأمور منذ الاستقلال، لم يكونوا مدركين، تمام الإدراك، ضرورة أن تقوم عاصمة البلاد على بنية تحتية سليمة، قابلة للتمدد السليم. وأعني بالبنية التحتية هنا، نظام تصريف المياه، ونظام الصرف الصحي، والرصف التام لطرق المدينة، من الجدار إلى الجدار، إضافة إلى المواصلات.
    حين خرج الإنجليز من السودان، كان في العاصمة القومية أقل من مليون شخص، وكانت حدود الخرطوم الجنوبية لا تتعدى الديوم، وحدود أمدرمان الشمالية لا تتعدى ودنوباوي، وحي العمدة، وحي المظاهر. أما بحري فقد كانت الأصغر وكانت حدودها الشمالية لا تتعدى الختمية، والصبابي، في
    ذلك الوقت، كان لحكومة السودان فائض من المال، وكان من الممكن أن تنجز الحكومات الوطنية مشاريع البنية التحتية المتعلقة بتصريف المياه، وبنظام الصرف الصحي، وبالرصف الكامل للعاصمة، بكلفة قليلة، وبسهولة أكبر. أردت أن أقول، إن القيادات التي ورثت حكم البلاد من الإنجليز، لم تكن مدركة لأهمية البنية التحتية. الشاهد، أنه لا يمكن تجاهل إقامة نظام لتصريف المياه، ونظام للصرف الصحي، ورصف كامل للطرق، ثم الاحتفاظ بنماء الحياة الحضرية في المدينة. تفاقمت مشكلة ضعف البنايات بمرور الزمن، حتى أصبح حلها بشكل علمي، وجذري، أمرا بالغ الصعوبة. تضخمت العاصمة السودانية في العقود الثلاثة الأخيرة، بما يشبه الانفجار، وتمددت حتى أصبح طولها من الشمال إلى الجنوب، قرابة السبعين كيلومترا، ومن الشرق إلى الغرب قرابة الأربعين كيلومترا. أيضا، تضاعف عدد السكان، في العشرين سنة الماضية، أكثر من مرة، كما تضاعف عدد المركبات فيها، أكثر من مرة، أيضا. وعموما فقد أصبحت البنيات التحتية تلهث لهاثا شديدا، لكي تلحق بهذا الانفجار العمراني والسكاني العظيم. ولو سارت الأمور على هذا النحو السلحفائي، الذي ظلت تسير به منذ الاستقلال، فإن الهوة بين النمو العمراني والسكاني، وبين البنيات التحتية، سوف تتسع، وتصبح المشكلة أكثر استعصاء على الحل الشافي المتكامل. كلما مر الزمن، كلما تعقدت الأمور، وتضاعفت كلفة البناء، وتعذر إنجاز أي شيء ذي بال بشأنها. حينها لن يبقى من نصيب المواطن في حلم صلاح الأحوال، والعيش في مدينة تستحق اسم "مدينة"، سوى التعرض لمزيد من جرعات التخدير التي درج المسؤولون، عبر كل عهود الحكم الوطني، على حقنه بها. لقد ظل مسؤولونا يحلون مشكلاتنا بتقديم العلل والمعاذير، من على وسائل الإعلام. أما في الواقع، فيتم ترك المشكلات على ما هي عليه، لتتفاقم، وتتفاقم، حتى يصبح حلها أمرا عزيز المنال. عقب الأمطار الغزيرة الأخيرة، وظهور فضيحة البنيات التحتية لمدينة الخرطوم، التي تكرمت نقلتها إلى العالم قناة الجزيرة، في حين صمتت عنها قنوات الحكومة السودانية، ظهر على شاشة تلفزيون قناة الجزيرة، (وليس قناة الحكومة!!)، مسؤول البنيات التحتية لولاية الخرطوم، وهو يجيب على أسئلة مراسل قناة الجزيرة. قال ذلك المسؤول: ((إن هطول الأمطار كانت أكثر من المتوقع))!! و((إن الخرطوم عاصمة مسطحة، ويستغرق تصريف المياه فيها زمنا طويلا))!! ودعونا نفحص هذين التعليلين. من يسمع قول المسؤول: ((إن الأمطار كانت أكثر من المتوقع))!! يظن أن هذا القدر من الأمطار لم يحدث أن هطل قط، من قبل! والواقع أن مثل هذا القدر من الأمطار سبق أن هطل في العام 1988. كما هطل ما هو قريب منها، في بعض الأعوام التي تلت العام 1988. المشكلة أن بنياتنا التحتية، المتعلقة بالتصريف، لم يلحق بها أي تغيير يذكر في العشرين سنة الماضية؟ لا شيء! إنه نفس الحال القديم. ومن يسمع قول المسؤول: ((إن الخرطوم عاصمة مسطحة، ويستغرق تصريف الماء فيها زمنا طويلا))!! يظن أن كل المدن المسطحة في العالم، وهي كثيرة جدا، يحدث فيها نفس الذي يحدث في الخرطوم! وهذا غير صحيح. إذن، المشكلة إنما تكمن في بنياتنا التحتية البالغة الهزال، وليس في كمية الأمطار، أو في طبيعة المدينة. المشكلة، إن أردنا الدقة، حقا، وأردنا الإشارة الشجاعة بالإصبع، إلى موطن العلة، إنما تكمن في تسطيح عقول وقلوب المسؤولين، الذين تصدوا لقيادتنا منذ فجر الاستقلال، وحتى لحظة الإنقاذ الراهنة. أرى أن مشكلة ضعف البنيات التحتية لعاصمتنا الخرطوم مرتبطة، بشكل رئيس، ببؤس قامات قياداتنا السياسية، التي تسلمت الحكم من المستعمر، أكثر من ارتباطها بأي علل، أو مسببات أخرى. يتحدث المتحدثون في شأن ضعف البنيات التحتية لعاصمتنا فيذكرون عديد المسببات والعوائق، ولكنهم لا يلمسون علة قامة القيادات السياسية، عبر عقود ما بعد الاستقلال. هم لا يلمسون عدم تعلق قادتنا بما ينذر له القادة الكبار أنفسهم. حين غادر الانجليز الخرطوم، تركوا نظاما محدودا للصرف الصحي، لم يتعد وسط الخرطوم كثيرا. كان الانجليز مشغولين بحياتهم هم في الخرطوم، وفي سائر المدن السودانية الأخرى، وبطبيعة الحال، لم تكن حياة الأهالي، ورفع أساليب عيشهم، لتهمهم في شيء. ليس من أولويات الإمبراطورية البريطانية صرف الأموال على مد نظم الصرف الصحي، إلى الأهالي في المستعمرات. السفلتة أيضا لم تتعد الشوارع الرئيسية في الخرطوم، والخرطوم بحري، وأمدرمان. أما تصريف المياه، فرغم بدائيته، كان أفضل حالا مما أصبحنا لدينا لاحقا. فالبريطانيون لم يكونوا يعملون الكثير، ولكن القليل الذي يعملونه، يتم عمله بمواصفات عالية، وبمهنية، وحرفية، عاليتين. الشاهد أن الرعيل الأول الذي تلى المستعمر على حكم السودان، عاش بعقلية المستعمر نفسها التي لا تضع تقدم حياة الأهالي كأولوية. لقد ظلت ثقافتنا العامة، ومناهجنا الدراسية، ووسائل إعلامنا، تطبل لجيل الاستقلال، ولنضاله ضد المستعمر، ولرفعه العلم! ولكن الاستقلال ليس شكلا، وإنما هو مضمون، فأين المضمون، يا ترى؟ أين مضمون الاستقلال في انجاز بنية تحتية لعاصمة البلاد؟ بناء على ما تقدم، فإنني أقترح أن نعيد تقييم جيل الرواد، والأجيال التي تلته، بما في ذلك جماعة الإنقاذ الحالية، على خلفية ما أنجزوه في تحديث البنيات التحتية لعاصمتنا القومية، وليس على هلام الخطاب السياسي الطنان، الذي لا يسمن، ولا يغني من جوع. لو قسنا قامات قادتنا جميعا، بهذا المعيار، لوجدناهم أقزاما حقيقيين، ولقفلنا باب الرجاء فيهم، وانصرفنا، من ثم، لنبحث لأنفسنا عن نسل جديد من القيادات. لم يكن جيل الرواد يؤمن في قرارة نفسه، بأن الشعب يستحق أكثر مما هو عليه. ولا غرابة إذن، أن انصرف ذلك الجيل إلى خدمة طبقته، (طبقة الأفندية)، التي خسف الله بها الأرض لاحقا، جزاء وفاقا. أولئك هم الذين وصفهم ألستاذ محمود محمد طه، ضمير الأمة الذي لم يغف أبدا، بقوله: ((إنجليز في أسلاخ سودانيين)). هناك احتمالان لتشخيص علل القيادة: فإما أن يكون القائد قد جاء إلى القيادة بمحض الصدفة، فهو قليل المعرفة، ولا يملك رؤية، ولا يعرف كيف يرتب أولوياته، أو أنه جاء إلى القيادة بحق، ويملك المعرفة، والرؤية، والقدرة على ترتيب الأولويات، غير أن له أجندة أخرى، لا يحتل الصالح العام مركزا متقدما فيها. وفي كلتا الحالتين يجب ألا يتصدى مثل هذا الفرد للقيادة. بل يجب أن يطور المجتمع من الآليات ما يمنع مثل هؤلاء من الوصول إلى موقع القيادة. غير أننا، وللأسف الشديد، لا نزال من ذلك بعيدين. المدينة غير المرصوفة، من الجدار إلى الجدار، أسوأ من أي ريف. فالريف حركته قليلة، واحتمال إثارة الغبار فيه قليلة. أما المدينة، خاصة المدينة المتضخمة المترهلة كالخرطوم، تصبح الحركة الكثيفة فيها مصدرا لا ينضب للتلوث الغباري. الأوربيون مثلا، قاموا برصف مدنهم، بل وقراهم، بالطوب، والحجارة، من الجدار إلى الجدار، منذ قرون. وتلك من أبجديات البنيات التحتية للمدينة. أما نحن، فلا تزال عاصمتنا يغلب ترابها على مرصوفها، بل ويقضي ترابها على مرصوفها، وعلى كل سمات التحضر فيها، في نهاية المطاف! من ينظر إلى مدن مثل نيروبي، وأديس أبابا، والقاهرة، وغيرها، يعرف أننا نعاني من مشكلة خاصة بنا، وهي فيما أرى، مشكلة قيادة، ومشكلة أولويات مقلوبة. بنى المصريون الجسور المعلقة منذ أكثر من عشرين عاما، وأنجزوا مشروع مترو الأنفاق في أعوام قليلة. الماء في القاهرة يصل إلى كل الطوابق، مع كثرة عمارات القاهرة، وعلوها. أما الكهرباء فلا تنقطع أبدا. أكثر من ذلك، تنال القاهرة جائزة عالمية مرموقة، على ابتداعها نظاما خاصا بها لتدوير النفايات! يسير المصريون على خطى الأوربيين، حذوك النعل بالنعل، ويحرصون حرصا شديدا على ذلك. وتسير قياداتنا هنا على غير هدى. لا يتواءم المصريون مع المشكلات إطلاقا، وتحثنا قياداتنا نحن على التوائم مع المشاكل، بل وتزين لنا ذلك، لتنام هي نومتها الطويلة الهنيئة في أحضان حالة العجز المزمنة. يظن أهل الإنقاذ، أنهم يختلفون عن القيادات السياسية التي سبقتهم، غير أن ظنهم هذا بنفسهم، ظن ظاهر البطلان. لقد وقعوا، من حيث لا يدرون، في نفس الفخ القديم. أعني: فخ انعدام الأحلام الكبيرة، وانعدام الأفق، وانعدام العزيمة، والاكتفاء بـ "رزق اليوم باليوم. برع أهل الإنقاذ في إنشاء شوارع الأسفلت العشوائية، وفي عمل الأرصفة العشوائية، وفي إقامة أعمدة الإضاءة العشوائية، وكلها تفتقر إلى أبسط المواصفات الهندسية السليمة، وأبسط مقومات الجودة، فأصبح الناس يتهامسون في مجالسهم الخاصة، أن أهل الإنقاذ لا يتحركون في رصف الطرق، وفي عمل الأرصفة، وفي إقامة أعمدة الإضاءة، كثيرة الأعطاب، إلا ليحولوا المال العام إلى الجيوب الخاصة! لقد آن الأوان لبداية عمل حقيقي في مشاريع البنية التحتية الأساسية، خاصة التي تتعلق بنظام تصريف مياه الأمطار. يجب أن يكون ذلك النظام من تحت الأرض، لا من فوقها. كما آن الأوان لعمل شيء علمي لنظام الصرف الصحي، والتحول من حفر آبار السايفون التي بلغ عددها الملايين. إنها تهدد النيل الذي يمثل أعظم ثرواتنا. أيضا لابد من تفعيل الجهدين الرسمي والشعبي للقيام برصف طرق المدينة، من الجدار إلى الجدار. أيضا لابد من الشروع في إقامة نظام نقل عام كفء يعتمد القطارات السطحية، وربما قطارات الأنفاق، والحافلات الكبيرة لحل مشاكل المرور الحالية، التي بلغت حدا جاوز حدود المعقول والمقبول، والقضاء على ظاهرة وسائل النقل الصغيرة، التي تلوث الجو، وتخنق حركة المرور، وتفاقم من صور المسلك غير المتحضر في الطريق. هذا، إضافة إلى إنشاء الجسور المعلقة، في مناطق الاختناقات المرورية. ولكن! لكي يصبح كل ذلك ممكنا، لابد من تخفيض ميزانية أجهزة الأمن، والتقليل من الصرف على الاحتفالات، والمؤتمرات، والمنظمات الكثيرة التي لا نفع منها حقيقة. لو أنجز حكامنا مشاريع البنية الأساسية، بالقدر الذي تصبح عاصمتنا مثل غيرها من عواصم الدنيا، وأغلقوا هذا الملف، الذي تمكنت دول كثيرة، تماثلنا فقرا، من إغلاقه، لربما أصبحوا بلا حاجة إلى الصرف المسرف على أجهزة الأمن، وعلى الدعاية للنظام، وعلى المنظمات الصورية، وللصرف على كل ما لا يمثل أولوية حقيقية.

    http://www.ajrasalhurriya.net/ar/news_view_5524.html
                  

08-13-2013, 12:58 PM

النذير حجازي
<aالنذير حجازي
تاريخ التسجيل: 05-10-2006
مجموع المشاركات: 7191

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بؤس البنيات التحتية من بؤس القيادات بقلم الدكتور النور حمد (Re: النذير حجازي)

    *
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de