|
|
|
Re: صلاح احمد ابراهيم...والعلاقة السودانية المصرية (Re: مطر قادم)
|
يفسر هذا الاحباط لماذا انقلب كثير من متصدري " جمعية اللواء الابيض " الداعية انذاك لوحدة وادي النيل والمنظمه للثورة المسلحة الي اعداء للوحدة ومشهرين بها وعلي رأسهم عضو قيادتها الشاعر صالح عبد القادر الذي كان هو نفسه نصف مصري وكان لهذا الاحباط نصيبه الكبير في تغذية النعرة الانفصالية. لذلك في ساعة تقرير المصير مال الي استقلال السودان حتي الاتحاديين لم يشذ منهم غير واحد فقط هو المرحوم نور الدين وكان رجلا فذا لايذكره احد في مصر وهو الذي جانب شعبه باكمله من أجل مصر. اثار اختيار السودانيين باجمعهم بما فيهم اتحاديوهم للاستقلال التام دهشة قادة مصر وحنقهم . متسائلين عن مصير الاموال الطائلة التي صرفت لتأمين اتحاد السودان مع مصر. فانحي عبد الناصر وزملاؤه باللائمة علي المرحوم صلاح سالم كما تشهد بذلك مذكرات الضباط الاحرار لاسيما صلاح نصر. ولعل السودان لو صار جزءا من مصر لما كان حظه بافضل من حظ سورية قط. والقرارات الخطيرة تتخذ بالطريقة التي عرفناها علي انه كان اجدر ان ينحوا باللوم علي العمي المستطاب. الذي حجب جيلا بعد جيل رؤية الحقيقة الازلية وهي ان السودان هو السودان ومصر هي مصر. لايمهد للوحدة الحقة بينهما باختيار شعب السودان ورضائه الا ادانة كاملة لاخطاء التاريخ الخطيرة والاوهام التي لا اساس لها. والا صفحة جديدة بنبذ الاستعلاء والوصاية وبالاحترام والشوري وباستبعاد اساليب الفهلوة والاستغفال والابتزاز والانتهاز التي قد يستسهلها او يستحسنها نفر ان وجدت. لا مراء. نؤمن بالوحدة النهائية للشعبين وللبلدين ايمانا ينبع من ايماننا بمصير امتنا. ولكن طريق ذلك ماذكرت ومن لايتقبلها يسعي لشي اخر. ويحزنني ان العمي الذي اشرت اليه لايزال له مستطيب مما يستدعي مزيدا من الانتقاد. فلا مجدي لقيادة في مصر من تلمس ارادة شعب السودان كما هي لا كما يراد لها ان تكون بالزندية او الحيلة. وتركها تعتنق وحدتها في محبة وحرية مع ارادة شعب مصر العظيم بدل الاعتماد علي خطط سرية شأن الدول الكبري ذات المصالح الانانية واذا صح تلخيص زميل سوداني مطلع لمقالة للدكتور بطرس غالي في عدد يناير1985 من " السياسة الدولية" لم تصلني بعد فان بطرس غالي هو بطرس غالي. وايا كان الحال فان نقطة البداية هي التخلي ما وجد ذلك. عن النظرة الاحادية والفوقية. والتعرف بصدق علي سلبيات الماضي ونبذها لا كاخطاء في التطبيق ولكن كزيغ تام في الرؤية. الشينة منكورة ولكنها بحاجة الي اعتراف يمثل واقعية من اعترف للسودان قبلا بحقه في الاستقلال. ناهيك عن التزيين والمكابره والزعل الذي لامحل له في بناء الامم. اسمع كلام الذي يبكيك لا كلام الذي يضحكك. هذا نصحنا لقادة الشقيقة الكبري ومايحدث في مصر نفسها مما لا نرضاه لها نقول لهم ذلك. ثم يكفيهم تطمينا اننا نقول في السودان الذي يرش مصر بالحليب نرشه بالدم. فشعب السودان لايضمر لاخوة الشمال غير الحب ولكن اقل مايرجوه ان يترك ليقول بمحض ارادته. قصيدة حبه لا ان يلقن كلمات كاذبة.الاعلام المصري جيلا بعد جيل مقصر في حق السودان. عن تجهيل او علي الاقل تجاهل دؤوب لماهية السودان الحقيقية. تاريخا وتراثا وواقعا ووجدانا وعن عزو اية خصوصية وتفرد للسودانيين ناهيك عن حسنة يقال عليها(اللهم الا ما خطته_ وعلي الرغم من ذلك_ اقلام مفكرين منصفين هنا ..وهناك توفرت لديهم الحقيقة والقدرة علي قولها ) ينبغي ان ينتهي عهد السودانيون ماهم زينا تماما...ماهم مصريون وتكملتها " بس سود.....ياحسرة " قلب الصحف المصرية واحصر المعلومات الواردة فيها عن السودان وقارنه حتي بما يرد في الصحف الاجنبية لاتجد مايجعل القاري المصري الذي يعيش علي الجورنال " علي بصيرة. اية صحيفة عربية لنقل في بيروت او الخليج . في باريس او لندن تهتم باخبار السودان وحقيقة مايجري فيه باكثر مما يري في الصحافة المصرية مجتمعة. هذا وضع لايدفع في الطريق الصحيح. ركن السودان من القاهرة (وصار يسمي اذاعة وادي النيل ) هو في الواقع اذاعة موجهة بالاحري للسودانيين وفق سياسة محكمة ولكن البرامج العامة التي تخاطب المصريين وتجتذبهم يغيب عنها اي ذكر ذي بال للسودان كانما ليس للمواطن العادي الا ان يستمر في فهمه المغلوط السابق بحيث لايشعر بالحاجة للاصغاء الي مايقوله السوداني بل يسارع بقوله لهذا الذي هو حسب ذلك الفهم بحاجة الي من ياخذ بيده والمتبرعين كثر والمعلمون علي قفا من يشيل ليس ذلك لانه ليس بين ابناء مصر الكرام من لاتعوزه المعرفة الحقيقية او القدرة اوليس بينهم من يهتم بالسودان باكثر من اروبا ويحبه اكثر. فمصر والحمد لله منجبه. ولكن يتصدر من لايملك الا نصف حقائق وشبه حقائق الذين يرون دورهم هو تزيين الواقع وفق التصور الرسمي للواقع وامثال هرلاء لايعينون علي تغيير الحال وازالة التركة السلبية ومرة بعد مرة تصطدم مصر بالحقيقة الصلدة فتؤذيها لان هؤلاء جزء من هذا الاذي. اللهم احمني من ابنائي اما اعدائي فنا كفيلة بهم هذا ما تقوله مصر الصابرة النبيلة عن امثال هؤلاء. حين نشرت لي صحيفة الاهالي مقالتي" رسالة من شعب السودان الي ضمير شعب مصر العظيم.(وشكرا لاستاذنا عبد العظيم انيس الذي ندين لحبه الجياش لمصر ولنا وللحقيقة. ببعض حبنا لمصر ولابنائها الاخيار البرره امثاله شكرا علي تعليقه المسؤول) نط كمن لدغته عقرب يرد عليها في تنطع سفير سابق لمصر في السودان من الذين يريدون ان يكحلوها فيعمونها وهو سفير دأب علي تهنئة نفسه بانه من واضعي لبنات "التكامل " مع النميري وظل طيلة سفارته بالسودان لايري العلاقات بين البلدين الا من خلال ملف استخباري وشيك مسحوب. تساءلت لماذا سمحت مصر بتصوير فيلم " الخرطوم" المسيء للسودان ولمصر علي ارضها ايثارا لحفنة الدولارات. راغ عن هذا تماما فالشينة منكوره عوض ذلك طفق يسيء مباشرة ومواربة لشعب السودان بعن(.........)ة الباشا. تساءلت لماذا تبعث مصر بجيشها لقهر ارادة شعب السودان لم يرتفع صوت باحتجاج علي مذبحة او استنكار علي مسجد يحيله الانطكليز مراحيض للجنود ومرابط للخيول. رد بان مصر لم تنس بدورها قتلاها في " شيكان " التي كان السودانييون يحتفلون بالنصر فيها علي جيش " هكس باشا " واولئك القتلي. واضاف موعزا بان الامام المهدي صنعه محاسب مصري ( لان كل سوداني في نظره من صنع مصري بالقوة ) كان في خدمة غردون فقتله هذا حسب يومياته للتجسس لصالح المهدي. وقتل في فيلم الخرطوم بالسرقة. ونشر له نعوم شقير بيانا اصدره مما كان شائعا في تلك الفترة الحبلي بالثورة فوجد فيه السفير برهانا علي انه " سيراتو دي بيرجراك" مهدي السودان. قرأ السودانيون تنطع السفير الفطاطري وهزوا رأسهم بماذا تتوقع. اما كان الاولي بمصر ان تبعث سفراء علي طراز مامور ام درمان عام 1924 " رفعت " الذي بكاه السودانيون في العاصمة يشيعون فيه ابنا وفيا لمصر وسفيرا شجاعا لشعب مصر او ان تبعث بامثال عبدالعظيم انيس الذي خبرت بلاده مواقفه الابية وحكمته الرصينة. اعرف ان حب المصري للسوداني والسوداني لمصر حب يتدفق عفو الخاطر لا عن الحب الاخوي اتكلم ولكن عن معرفة كل منهما بحقية الاخر وهي الاساس الاعمق والصلد للاحترام والتفاهم. فلا يكفي نعت " طيب " للسوداني . ولهذه تأويلها او تصوره تصورا مجتزئا افضل ما يصلح له بوابا وطباخا وخادما منزليا _ كما هي مهنة بعض بنيه كما غيرهم . ولاجناح. انما هو التنميط الشائع الحبيب الذي اريد له ان يستقر في الاذهان والحكم المغلوط الذي يحد النظرة ويزري بالنظير ويسابق بغمط المستحق بحبس امكانات محتمله وحقيقة في قمقم . بحيث لا تعلوا العين علي الحاجب وبحيث تسود علاقة تابع ومتبوع . غير متكافئة . مشبعة بالتغطرس لا. بل لابد من تصحيح انحرافات الماضي بحزم. لهذا لاينبغي استئناف " تكامل " النميري الا بعد مراجعة صريحة مدققه لكل جوانبه ولمصر قبل ذلك. وبعد ذلك وفوق ذلك. وبالرغم من ذلك المكان الاثير في الجوانح لها ما لنا وعلينا ماعليها. نحن معها الشركاء. ولها الوقاء لانسألها علي ذلك الا المودة في القربي. ولكن ايا كانت مسؤلية الاعلام المصري في تغييب تعريف اجدر بحقيقة السودان والسوداني. فان المسؤولية اولا واخيرا مسؤولية وزارة الاعلام والثقافة السودانية. مسؤلية بازاء الجارة الشمالية مثلما بازاء الجارة الشرقية . وكل جارة وهي بالنسبة للاولي اوجب باكثر مما للثانية. مسؤولية تعريف الشعب نفسه بنفسه.باكثر مما يجري تحصينا له وصونا. ثم تعريف الاخرين به. الاقربين قبل سواهم تاريخا وتراثا . خصائص وثقافة ونفسك اكرمها فانك ان تهن عليك فلن تلقي لها الدهر مكرما.قال الشاعر السوداني احمد محمد صالح :
ليت شعري ما الذي اخركم..................................سادة كنتم فصرتم خدما يابني قومي افيقوا انكم........................................ما خلقتم لتعيشوا غنما
دعونا من الانغمال والانخمال والانعطال والانفزار والتكويع والوكسة والتسريح والتهويد_ ولا علاقة لها بالفلاشا_ ورعي غنم ابليس وان تروحوا فيها كما راحت " سوبا " بالايدز السوداني. ولم تبقي في هذه الحلقات الا كلمة عن ما نسميه وزارة الثقافة والاعلام التي علي رأسها معالي وزير الثقافة والاعلام النشط الهمام لو كان مجد بلاد بالتسميات يقام.
| |
 
|
|
|
|
|
|
|