قطرة ... قطرة ينزف الحزن من عيون المجرة ويستريح الهوان في بياض ملاءات الأسرة هذه المدينة تكره الفعل وتستجير بالتماهي والنواهي يشقشق فيها بالنميمة وتبخيس النصال جرذان النضال من يتامى اليمين وأهل الوصاية من (تفل) اليسار على أركان المجالس والنواصي.
طوبى لمن غافل خوفه وأصبح (مثيراً للجدل)
وأناخ بعير عذابه على مرايا الأهل
وعض البنان على الجروح وأرخى الجسارة على دموع المقل
ياسادتي كانت الظهيرة والمساء اللذان سبقا ذلك الصباح المجنون آيتين من آيات جدل الظاهر والباطن مما يدخل في هتك عرض ( الخطوط الظاهرية) و (الولوج) الى جوهر الأشياء. تحت سقف الظهيرة وانا أقف في وسط (سوق بانت) العتيق أمام بقالة (مدني) أبتاع بعض الأشياء ، لسع طبلة أذني ضجيج يعلو من مشاجرة عنيفة بين شخصين متشنجين وصلا ذروة انفعالهما وهما يوشكان أن يمسكا بتلابيب بعضهما البعض ، و( الحجازون ) يحاولون فض الاشتباك باستماتة ، والغبار والشتائم يعلوان الى عنان السماء.
قلت لنفسي وأنا أتبين ملامح قطبي الصراع الدرامي في تلك الموقعة
- الجماعة ديل مالهم كل يوم متشاكلين ... وكل يوم متصالحين زي الشفع؟
وابتسمت لنفسي ، وانا اتذكر حلقات (ركن الأطفال) السياسي ، مشاكسات وخلافات وصدامات (الشريكين)، الخلاف ، الصلح ، ثم الخلاف من جديد .. وهلمجرا .
حين استدرت من أمام البقالة كان (الحجازون) قد أفلحوا في فض الاشتباك بين المتعاركين بالقوة، وكان أحدهما يحاول جاهداً أن يفلت من قبضة الممسكين به وهو (يرفس) بقوة بقدميه ، ثم رفع عقيرته بصوت غاضب ومتحشرج مخاطباً خصمه وكأنه يفحمه بواحدة من دٌرر الأقوال المأثورة لأحد المشاهير من الفلاسفة .
- شوف ... والله انا زي ما قال كمال ترباس ... زي البيبسي ... تشربني أهضم ليك ... تخُجنِّي أطلع بي نخريك .
عندها انفجرت ضاحكاً بصورة جعلت (سباليق) دكان (صالح اليماني) (سابقاً) تترنح هي الأخرى بالقهقهة، حتى أوشكت أن تسقط من أعلى سقف الدكان المتهالك الذي (أكل الدهر عليه وشرب )
تذكرت وانا أرنو بذاكرتي الى (نهايات) ستينات القرن الماضي و (بدايات) سبعيناته، وأمام (دكان صالح اليماني) نفسه ، أو تحت عمود الكهرباء القريب ، كنا وبعض الاصدقاء من أبناء الحي منهم عثمان حامد سليمان ، وبعد أن
نقرأ الكتب الجديدة والقديمة نأتي لنجادل ونسامر ونسة في ركن اليماني ندوة في النادي الفلاني مافي زولاً كان (مِدبرس) أو مشتت أو يعاني . نكته ... والضحك انفجار كنا بنعرف الهظار ...
تذكرت كيف كنا نحفظ الأقوال المأثورة (لكافكا) و(بودلير) و( توفيق الحكيم ) ، و(نجيب محفوظ ) ، وبعض مقاطع الصور الروائية من (موسم الهجرة إلى الشمال)، ومن مسرحيات وأشعار وأقوال ( سارتر، وجومو ، ونزار ، وبعض أبطال اليسار) !!!.
ذكرت وانا أرنو بذاكرتي الى (نهايات) ستينات القرن الماضي و (بدايات) سبعيناته، وأمام (دكان صالح اليماني) نفسه ، أو تحت عمود الكهرباء القريب ، كنا وبعض الاصدقاء من أبناء الحي منهم عثمان حامد سليمان ، وبعد أن
نقرأ الكتب الجديدة والقديمة نأتي لنجادل ونسامر ونسة في ركن اليماني ندوة في النادي الفلاني مافي زولاً كان (مِدبرس) أو مشتت أو يعاني . نكته ... والضحك انفجار كنا بنعرف الهظار ...
تذكرت كيف كنا نحفظ الأقوال المأثورة (لكافكا) و(بودلير) و( توفيق الحكيم ) ، و(نجيب محفوظ ) ، وبعض مقاطع الصور الروائية من (موسم الهجرة إلى الشمال)، ومن مسرحيات وأشعار وأقوال ( سارتر، وجومو ، ونزار ، وبعض أبطال اليسار) !!!. ____________________________________________________________________________________________________________________________________________________________ آآآآه يا هاشم ...
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة