|
|
في مثل هذا اليوم منذ عامين أغلق باب من أبواب الجنة أمامي !!!
|
الخميس 21 يوليو 2011م هذا اليوم لم يكن يوماً عادياً في حياتي .. كانت والدتي الحاجة بتول عمر باشري خضعت لعملية تفتيت حصوة بمستشفى شرق النيل ببحري .. وذلك يوم الثلاثاء 19 يوليو .. ومن غرائب الصدف أن الطبيب الجراح اكتشف أنها كانت تعيش بكلية واحدة ولكن حجمها كبير والأخرى ضامرة منذ ولادتها .. سارت الأمور عادية وحتى يوم الخميس موعد خروجها من المستشفى .. جاء استشاري الباطنة واطمأن عليها وكان ذلك في تمام الساعة الثامنة صباحاً .. وبعده جاء الطبيب الجراح الذي اجرى العملية .. وأيضاً اطمأن عليها .. والاثنان خرجا مطمئنين ..
في ذلك اليوم صلينا الفجر حاضراً أنا وأمي وأختي .. وجلسنا نتسامر .. لم ألحظ أن أمي وجهها كان مشرقاً ومتلألأ في ذلك الصباح .. فلم أكن أملأ عيني منها .. ولم ألحظ أننا في سمرنا وأحاديثنا تلك عرجنا على أحداث منذ طفولتي .. مروراً بصباي وشبابي ووصولاً إلى تلك اللحظات .. في تمام الساعة السابعة والنصف صباحاً وضعت يديها تحت رأسها ونظرت لسقف الغرفة وهي مبتسمة وقالت (والله الواحد كان مات بعد كده ما ندمان) .. توقفت عند هذه الكلمة وأنا أحمل حفاظة الشاي .. يمه قولي بسم الله .. الموت الجابو شنو ؟؟ ضحكت وقالت (نحن دايرين نقعد لمتين ؟) أمشي جيب الشاي وجيب معاك فطور ليك ولي أختك ..
خرجت من الغرفة ولم أعر كلامها عن الموت شيئاً .. سرحت بخيالي في الكرامة وسفري عائداً لمقر عملي بجدة .. خاصة وأن الطبيبين أكدا لي خروجها اليوم وبحمد الله الكلية عاودت العمل بكل كفاءة والبولينا والكرياتينين في معدلهما الطبيعي .. عندما مر علينا استشاري الباطنة كنت أجلس أمام سريرها على كرسي محاذياً لرأسها .. الطبيب ضغط على قدمها ليتأكد أن كان هناك ورم أو ما شابه .. وقال كل شيء تمام ومسك طرف الغطاء ليكشف على ساقها ولكنه تراجع .. لماذا ؟ لا أدري .. تمر اللحظات ونحن والله في سعادة غامرة .. اتصل بي الأبناء من البيت وقالوا أنهم جهزوا كل شيء وينتظروا موعد الخروج .. جاءت الساعة العاشرة وعشرة دقائق .. قالت لي عايزه أقوم أمشي شوية .. كان للغرفة باب يفتح في بلكونة تفتح على الشارع الرئيسي .. كان الجو لطيفاً .. خرجنا للبلكونة .. أختي كانت تمسك بيدها ويدها الأخرى على سياج البلكونة .. المسافة كانت حوالي ثلاثة أو أربعة أمتار .. لاحظت في اسفل ساقها الأيسر ورم .. سألتها يمه الورم دا من متين ؟؟ قالت لي ما بعرفه .. بعد ثلاثة دقائق قالت عندي كتمة نفس .. يا ربي من الهواء البارد دا ؟؟ قلت ليها خلاص نرجع الغرفة .. رجعنا .. لاحظت أنها لا تستطيع التنفس بسهولة .. قالت لي أدوني موية شوية .. لم تستطيع الشراب .. جلست على طرف السرير .. سألتني وهي مبتسمة أختك وين ؟ قلت ليها أهي جنبك .. رفعت نظري لوجهي فجلست تحتها وأنا أمسك يديها .. يمه في شنو ؟ مالك ؟ وهي مبتسمة وتجاهد لتتحدث .. عبد الوهاب تعبتك معاي وصرفت على قروش كثيرة في العلاج عافية منك لله والرسول ربنا يوسع عليك ويملأ ايديك والسويتو معاي يسووا معاك وليداتك .. ونظرت لأختي وعافية منكم كلكم .. رقدوني وموتوني وما تتطرطشوا .. الموت حق .. أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله .. قالتها أربعة مرات .. تركتها وهي على هذا الحال .. وأسرعت لإستدعاء الطبيب جاء معي وهو مندهش .. أيه الحصل ؟ هسه ما كانت كويسه ؟؟ نظر إلى ساقها وقال لي .. بسرعة خليهم ينقلوها العناية المركزة .. عندها جلطة في الساق .. وبدأ في عمل الانعاش القلبي .. نزلت لإكمال الإجراءات والتي لم تستغرق دقائق معدودة .. جئت ووجدتها مغطاه .. ولحظتها علمت أن باباً من أبواب الجنة أغلق أمامي ..
اللهم أرحمها وأغفر لها وأعف عنها واكرم نزلها ووسع مدخلها وآنس وحشتها ونور قبرها واجعله روضة من رياض الجنة .. اللهم أنزله منزلة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً .. اللهم لا تحرمنا أجرها ولا تفتنا بعدها واجعل الجنة دارها ومستقرها ..
|
|

|
|
|
|
|
|
|
Re: في مثل هذا اليوم منذ عامين أغلق باب من أبواب الجنة أمامي !!! (Re: عبد الوهاب المليك)
|
Quote: عبد الوهاب تعبتك معاي وصرفت على قروش كثيرة في العلاج عافية منك لله والرسول ربنا يوسع عليك ويملأ ايديك والسويتو معاي يسووا معاك وليداتك .. ونظرت لأختي وعافية منكم كلكم .. رقدوني وموتوني وما تتطرطشوا .. الموت حق .. أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله .. قالتها أربعة مرات .. تركتها وهي على هذا الحال .. |
العزيز عبد الوهــاب .. هنيئا لك بابواب الجنة مشرعة .. هزني ما كتبت فنحن في هذه الدنيا الفانية ,. مبلغ همنا ان ننال رضاهم بعد رضاء المولى .. هنيئا انك كنت في اللحظات الأخيرة وسمعت عبارات الرضاء والعفو جزاء احسانك وبرك .. امثالهم يرحلون بعد ان بنوا لأنفسهم قصورا في الجنان نسأل الله ان يحشرنا معهم ومع ذمرة اولياه الصالحين .. ونترحم عليها ونسال الله لها المغفرة والجنة .. ربي ارحمها برحمتك الواسعة واسكنها الجنة مع الصديقين ..
| |
 
|
|
|
|
|
|
|
Re: في مثل هذا اليوم منذ عامين أغلق باب من أبواب الجنة أمامي !!! (Re: tmbis)
|
أخي العزيز تمبس
الحمد لله على قضاء الله وقدره .. أنا وهي أصدقاء .. هي كاتمة أسراري وأنا كاتم أسرارها .. أنا كنت أكبر أخواني وكنت أساعدها في أمور البيت خاصة وأن أول بنت لها جاءت بعد ثلاثة أولاد .. بقدر سعادتي بعفوها ودعائها لي وهي في آخر لحظات عمرها بقدر أنني حزين على باب الجنة الذي أغلق أمامي .. هم السابقون ونحن اللاحقون .. شكراً أخي لمشاعرك ودعواتك ..
| |

|
|
|
|
|
|
|
Re: في مثل هذا اليوم منذ عامين أغلق باب من أبواب الجنة أمامي !!! (Re: الرفاعي عبدالعاطي حجر)
|
| Quote: أنني حزين على باب الجنة الذي أغلق أمامي |
أغلق باب ، و إنفتحت لك أبواب باب أن تظل تدعوا لها فإن الرحمة التي تغشاها بفضل دعاؤك ، تصلك باب قرآءة يسن لها في كل جمعة ، ويسن لما قرأت له ، والذي يكون في بالك لها من رحمة ومغفرة وجنة ، سيكون لك مثله
ثم أنها قبل ما ترحل بدقائق فتحت لك بدعاؤها لك أبواب خير كثيرة أوله رضائها عنك ، وليس أخره دعائها لك في تلك اللحظة خاصة وهي إن شاء الله من المقبولين بدليل نطقها الشهادة 4 مرات وحضور ذهنها وثباتها
نسأل الله لها الجنة ولك رضا الله
| |
 
|
|
|
|
|
|
|
Re: في مثل هذا اليوم منذ عامين أغلق باب من أبواب الجنة أمامي !!! (Re: أبو ساندرا)
|
يا عبد الوهاب ..
| Quote: أنا وهي أصدقاء .. هي كاتمة أسراري وأنا كاتم أسرارها .. أنا كنت أكبر أخواني وكنت أساعدها في أمور البيت خاصة وأن أول بنت لها جاءت بعد ثلاثة أولاد .. |
ربما تطابق الحال يا عبد الوهاب هو ما جعلني احس بكل حرف من حروفك .. نفس علاقتي بالوالد عليه رحمة الله والذي أكمل السنـة قبل رمضان بي تلاتة ايام .. حيث رحل في نفس هذه الايام من العام السابق .. وكان ايضا صديقي وشقيقي وفردتي اكثر مما هو والدي .. كنا نذهب البحر وطيلة المشوار من البيت للبحر نتونس ونسـة الاصحاب ، في الكرة كلما ارفع راسي اجده بالقرب من المرمى او في دائرة السنتر مشجعا .. جلسات الكوتشينـة مع بعض ، علمني النوتـة الموسيقية ، علمني حبه للناس علمني مخافة الله ، علمني الا اخاف الموت .. علمني ان احترم نفسي وان احاسبها قبل ان يحاسبني الاخرين ، كان صديقنا جميعا في الحي وفي محيط الاسرة حتى ان اصدقاءنا كانوا مشتركين بل اكثرهم اصبح في علاقـته مع والدي اقوى من علاقته معنا لانه كان مرجعا بالنسبة لهم يحل اصعب مشكلاتهم بالطريقة الاخويـة وان احتاجت تدخل من كبير فكان يقوم بذلك الدور دون اي تحسس وان كان يحتاج لتدخل صغير كان هو اصغرنـا .. بكاءه كل الاصدقاء بكو فقدهم له .. وكانوا المعزيين اصعب ان يحتملوا وهم يتحدثون معي ، وللغريبة انني حتى تاريخ كتابتي هذه الكلمات .. احس بقلبي ثابت تجاهه ما جزعت وما بكيت ابوي .. لانه لم يتركني لحظة .. لانه بصلاحه اتاح لي فرصة علاقة وطيدة مع الخالق من خلال دعواتي له .. فانا احرص على الدعاء له عند كل سجدة وكل ركعة وكل همسة وكل ضحكة احسها من القلب صادقـة .. وان كنت انت حضرت اللحظات الأخيرة للوالدة فأنا قد خصاني بها وانا هنا بعيد عنه .. في آخر مكالمة لي معه قبل رحيله باسبوع .. كان قد طلب مني اسداء خدمة تتعلق باحد اقاربي وكنت قبلها بي اسبوع تقريبا عملت معاهو جوطـة شديدة فيما يتعلق بالموضوع فدايما يترك لي حرية ان اعبر عن اي رفض بي الطريقة التي احبها لا التي يحبها هو فكان يستحملني في غضبي وفي عنفواني ويضحك عليه رحمة الله .. حتى اسرني في احد المرات انه يحب ان يراني دائما مصدر ازعاجه كما انا مصدر فخره واعتزازه .. آخر مكالمة لي معه قبل اسبوع من رحيله .. لم انتبه لها إلا عندما جلست مع نفسي بعد ايام من رحيلة وانا استرجع واستمع لصوته يباغتني كل مرة وطيفه في احلامي كل مرة .. ما انتبهت للذي حدث إلا بعد ان راجعت آخر مكالمة .. وكل تفاصيلها .. بعد ان انجزت له الخدمة المتعلقة بقريبنـا اتصلت عليه مباشرة .. لانه اصر بشدة شديدة لم اتعود عليها كنت انا اشد من جهة وهو من جهة أخرى حتى اقنعني .. بعد ان اتصلت عليه اتونسنا مسافة واخبرني انني الشخص الذي يعتمد علي في امور محددة منذ صغري وانني الشخص الذي يحب ان يطلب مني ان اقوم بكل شي متعلق به حتى وان لم اقدر عليه .. وبعدها ولمسافة طويلة جدا اخذ يدعو لي ويدعو ويدعو وبين كل دعاء والاخر كان يدخل عبارات الرضاء والعفو عني وبين كل دعاء والاخر كان يدخل عبارة انارة الطريق والرضاء والقبول من رب العباد ... بعد ان انتهى من الدعاء ، وانتهت المكالمة بكيت بحرقـة شديدة ، حتى ان الدموع التي نزلت مني بللت الفنله التي كنت اللبسها حتى التصقت بصدري وتلك مرحلة تجاوزناها من فترة مع قساوة هذه البلاد .. .. وانا اراجع هذا الموقف بعد وفاته ضحكت بشدة لان كل اشياءة كانت عجيبة وقلت في سري .. اتاريك كنت بتودع فيني يا ود اللذينـا.. فما اجمله من وداع يا عبد الوهـاب .. والامنية التي تمنيتها بعد رحيله هي كان ان اغسله بيدي واوسده الثرى .. لكن اخي الأكبر .. والاخ الاصغر قاموا بهذا الشرف عني واحسنوا وداعـه فهم ايضا تعلموا منه البر فكانوا اشد ثباتا من كل الذين جزعوا لفراقـه .. وقبل ايام وفي ذكرى رحيله الأولى اتصلت على الوالدة مواسيـا .. فكانت تضحك وانا احدثها .. قالت لي ابوكم فات وخلاكم لي .. وانتو احلى حاجة في حياتي بعد ابوكم عايزاكم تبقو رجال تشدوا حيلكم وما تتجرسوا وما تبكوا ابوكم ادعوا ليهو بالرحمة زي ما كان بيدعوا ليكم ليل وصباح ..
| |
 
|
|
|
|
|
|
|
Re: في مثل هذا اليوم منذ عامين أغلق باب من أبواب الجنة أمامي !!! (Re: tmbis)
|
| Quote: نفس علاقتي بالوالد عليه رحمة الله والذي أكمل السنـة قبل رمضان بي تلاتة ايام .. حيث رحل في نفس هذه الايام من العام السابق . |
الحبيب تمس .. عمق العلاقة هي التي تجعل الدمعة في العين والغصة في الحلق .. فالحمد لله كثيراً الذي شرفنا بخدمتهم ونيل رضاهم .. نسأل الله لهم الرحمة والمغفرة .. وأن يجعلهم ممن يطوف عليهم ولدان مخلدون بأكواب وأباريق وكأس من معين لا يصدعون عنها ولا ينزفون وفاكهة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتهون وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون جزاء بما كانوا يعملون لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما إلا قليلا سلاماً سلاما ..
اللهم آمين ..
| |

|
|
|
|
|
|
|
Re: في مثل هذا اليوم منذ عامين أغلق باب من أبواب الجنة أمامي !!! (Re: عبد الوهاب المليك)
|
Quote: عبد الوهاب تعبتك معاي وصرفت على قروش كثيرة في العلاج عافية منك لله والرسول ربنا يوسع عليك ويملأ ايديك والسويتو معاي يسووا معاك وليداتك .. ونظرت لأختي وعافية منكم كلكم ..
اخى عبدالوهاب تحية واحتراما
لقد ابكيتنى والله ..تذكرت امى التى رحلت قبل عامين لم احضر وفاتها لكنى كنت معها بالهاتف ساعة بساعة
اخى انت محظوظ والله .. اجمل كلمة كنت اسمعها من امى هى مثل ما قالت امك يرحمها الله ( عافية منك)
اسأل الله الكريم ان يغفر لها ويسكنها فسيح جناته ويقبل
دعواتها لك ولأخوتك .. امين |
| |
 
|
|
|
|
|
|
|
Re: في مثل هذا اليوم منذ عامين أغلق باب من أبواب الجنة أمامي !!! (Re: Salah Habib)
|
الأخ عبد الوهاب، السلام عليكم و رحمة الله،
ابكيني أنا أيضا و أنا أتذكر والدتي التي توفيت العام الماضي و لم أحضر وفاتها و كنت أستعد للسفر إلى مصر حيث كانت تتعالج و لكن المنية كانت أعجل. و لكنني و الحمد لله نلت رضها و أنا أتحدث معها بالهاتف قبل يومين من وفاتها حيث قالت لي من غير اي مقدمات: عافية منك ياولدي وراضية منك. وهذا السبب الذي جعلني ان أقرر السفر مباشرة بالرغم من تأكيد الأطباء و إخوتي معها هناك بان حالتها في تحسن إلى أنني كنت أحس بشئ و قمت بعمل ترتيباتي و حجز السفر و الإتصال بالسفارة المصرية بسدني باستراليا و للحصول على تأشيرة الدخول. أخي الكريم أعزيك و نفسي بقصيدتي التي رثيت فيها والدتي. والدتي كانت قد ترملت وهي في منتصف العقد الثالث من عمرها و تركها والدي مع سبع أطفال و لكنها و الحمد لله قامت بالمسؤلية على أكمل وجهه:
مرثيتي لوالدتي: ((أم اليتامى)) ===============
جبلنا على الترجي و الرجاءِ** و مثل هذا حب البقاءِ
فلا إعتراض على قضــاء ** فهذا هو حكم السماءِ
إن كان الفقد جـد عظيــــم*** لمثله جازعة الرثــــــاءِ
فيا أم اليتامى الرحيمـــــة*** بكتك الرجـــــالُ بلا حياء
تحملت حملا و أنت أنثى***ما لا يطيقه شقائق النساءِ
ترملت في زهر الشبــاب*** فما لان عـــودك لإنحنـــــاء
و تركت بسبــــع زغــائب *** ريشهم لا يعلو للفضـــاء
ظننت إنا كنا يتامــــــى *** و فقدك هو أصل الإبتدائي
تجلدت للخطوب بإقتــدار ***يعينك إيمان الأنبيـــــاء
و نفر من الأعمام منهــم ** ما لا أوفيه حق الثنــــاء
و كذا الأخوال آل كنـــــزٍ *** عظام يواسون في العزاء
فإنبريت إلى حيــــاة *** تبنين مجــــــدا للإبنــاء
وحق لك هذا الفخـــــار ***فأنت صانعــــة الإبــاء
إني أذ رثيتك أمــــــــاه *** فإن روحي كالأشــلاء
ما رثيت الجود فيـــــك *** بل أني جدير بالرثــاء
جاءتنا الوفود ناعيات *** أم الجميع بلا إستثنــاء
الكنوز باتت في زهول *** كذا جزعت (سبع*) الإباء
و ما الدويم إلا مثــــال *** لخلقك إن تداعوا للوفاء
سيذكرك أماه قـــــــوم *** لا حظ لديهم في الريــاء
في (رضا*) حيث كانوا *** ينعمون بالتودد و الصفاء
وفي الكنوز دار أناس *** معدنهم من ذهب النقاء
وفي أمدرمان كنــت *** خيار من خيار الشرفــــاء
أماه إني جد صــــب *** أشتاق إليك على شقائي
أودعتك ربا رحيمــــا ***لا يضيع عنـــــــده دعائي
سألتـــك الله ربــــي ***و أنت ملجئ و رجائـــي
بحق حبيبك خير من***أدمعت عيناه عند البكاء
أن تفيض وافر رحمة ***ما أبقت شيئا للفصحائي
أن تجعل مثواها روضا ** كجنان الأنبياء و الشهداء
و أن تنزل سكينة على**قلب أعطبه الشوق بداء
و أن تصلى على خاتم ** خير دين للحنفــــــــــاء
إبنك: عمار يس
سبتمبر 2012
-----------------------------------------------
*سبع: هي قرية سبعة ود اللبيح بالمناقل حيث يسكن أخوالنا لوالدتي من جهة أمها وهم من قبائل الجموعية
* رضا: بخت الرضا
.
| |

|
|
|
|
|
|
|
Re: في مثل هذا اليوم منذ عامين أغلق باب من أبواب الجنة أمامي !!! (Re: عمار يس النور)
|
أخي عمار أعزيك ونفسي وكل من فقد أمه .. سبحان الله مضى على وفاتها عامان .. وحتى الآن لا أستطيع أن اتحدث كلمتين مع أي من رفيقاتها ونديداتها ولم أستطيع دخول غرفتها .. تداعت أمامي كل ذكريات يوم الخميس 21 يوليو 2011م بالثانية والدقيقة والساعة .. إنها لحظات فقد جلل ومصاب عظيم .. إنا لله وإنا إليه راجعون .. الموت حق والحياة باطلة ..
اللهم أرحم أمهاتنا وأمهات المسملين ..
| |

|
|
|
|
|
|
|
Re: في مثل هذا اليوم منذ عامين أغلق باب من أبواب الجنة أمامي !!! (Re: عثمان محمد كرار)
|
Ahmed Mohammed · الأكثر تعليقا
ربنا يرحمها ويجعل الجنة مثواها الابدي .. انت رجل محظوظ بان تنال رضا امك فى هذه اللحظات .. وامك سعيدة بان ختمت حياتها بحسن الخاتمة بنطقها للشهادة اربع مران ومن كان اخر كلامه وهو راحل من الدنيا كلمة لا اله اله الا الله دخل الجنة والمرض يغسل الخطايا كما يغسل الثوب الابيض من الدنس .. فهنيئا لامك بهذه الميتة وهنيئا لك بان ودعتها وهى راضية عنك .
أخي أحمد محمد هنأك الله بالجنة إن شاء الله .. والحمد لله الذي شرفني بتلك اللحظات غسلها وتجهيزها ودفنها .. برغم الاحساس بأنك تغسل وتكفن وتدفن قلبك .. إلا أنه شرف عظيم ..
| |

|
|
|
|
|
|
|
Re: في مثل هذا اليوم منذ عامين أغلق باب من أبواب الجنة أمامي !!! (Re: عثمان محمد كرار)
|
الاخ عبد الوهاب والقراء الكرام ,
رمضان كريم وتقبل الله منا جميعا طيبات اعمالنا وتجاوز عن هفواتنا , ويقينى بان كبار السن فى السودان بهم كثيرا من الزهد والنقاء مما لا يوجد فى امثالهم فى بعض الامم!
الحمد لله أن رحل اهلونا وهم راضون عنا , اللهم ارحمهم واغفر لهم وادخلهم الفردوس (امين),
فقد تطابق بعض روايتك مع تجربتي كما حدث مع الكثيرين ممن تداخلوا ! وانتقل بى حديثك الحزين والمحزن الي ذكريات شبيهة اعتصر فيها القلب وادميت العين وانفطر الكبد من هول الفراق وعظمة الموقف وشدة الحوجة للمفارقين!
ولكنها سنة الحياة ( ويبقى وجه ربك ..).
اللهم اغفر لوالدينا وارحمهم واجرهم من عذاب القبر وعذاب النار وادخلهم الفردوس(امين). اللهم ارحم موتانا جميعا وانزلهم منزلة طيبة مع الصديقين والشهداء , واجعلنا ممن بروا بوالديهم فافلحوا.
ورمضان كريم .
ست البنات.
| |
 
|
|
|
|
|
|
|
Re: في مثل هذا اليوم منذ عامين أغلق باب من أبواب الجنة أمامي !!! (Re: ست البنات)
|
أختي ست البنات
بالتأكيد كل منا له ذكريات مع والديه ولكن لحظات الفراق خاصة عندما تكون على حين غرة .. لا مقدمات لا تعب لا مرض لا حادث ولا حتى إشارة .. قد تكون هناك إشارة ولم أفطن لها .. السعادة التي كانت تغمرها في ذلك الصباح .. والله سعادة ما بعدها سعادة حتى أنني حسيت أنها تبدوا أصغر من سنها .. ضحكتها المجلجلة عندما ذكرتها خوفها وصويحباتها يوم كان هناك عرضا للسينما المتجولة وتلك الأيام كانت تعرض أفلام تثقيفية على أحد الجدران كشاشة .. في تلك الايام كان عمري أربع سنوات أذكر أنها حملتني وجرت بي تكاد تتعثر من مشاهدة الشياطين على الجدار .. كل تلك الحكاوي والقصص قد تكون لحظات وداع لم أفطن لها ..
لكل أجل كتاب .. وصاحب الأمانة أخذ أمانته .. ونسأل الله أن تكون في سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود وماء مسكوب وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة وفرش مرفوعة ..
| |

|
|
|
|
|
|
|
Re: في مثل هذا اليوم منذ عامين أغلق باب من أبواب الجنة أمامي !!! (Re: مرتضى احمد عبد القادر)
|
Quote: امثالهم يرحلون بعد ان بنوا لأنفسهم قصورا في الجنان نسأل الله ان يحشرنا معهم ومع ذمرة اولياه الصالحين .. ونترحم عليها ونسال الله لها المغفرة والجنة .. ربي ارحمها برحمتك الواسعة واسكنها الجنة مع الصديقين .. |
احزتني واصبتني بالالم
لا شيء في الدنيا يعادل الام ,, احسن الله عزاك
اللهم اجز امهاتنا عنا كل خير, الاحياء منهم والاموات ,,
______________________________________________________ ليتهم يعلمون ان عمر اللحظـه في بعـدك يا خـرطـوم سنين طـوال د شهـاب الفاتح ـ كوالالمبـور
| |
 
|
|
|
|
|
|
|