يا عمر البشير نحن في الباوقة لا نقبل إلا الجنة تعويضاً فهل انت قادر ؟

Quote: سد الشريك والحقائق الغائبة يس عمر حمزة وبعد أن هدأت العاصفة والغبار الكثيف الذي أثاره أحمد المجذوب الوالي السابق لولاية نهر النيل وبعد أن أوشك المجذوب أن يحول منطقة سد الشريك بل وكل الولاية إلى منطقة مشتعلة، لابد لنا أن نوضح الحقائق كاملة علها تساعد القائمين على الأمر على تلمس الطريق القويم حتى لا تحدث نذر مواجهة بين أهالي المنطقة والسلطات التي أرادت في زمن ماضٍ أن تفرض إرادتها بقوة القانون بعيداً عن الحوار.ولا زالت الذاكرة تختزن شريط الاحتقان الذي حدث بالباوقة بعد أن أصر الوالي المجذوب على تنفيذ كل خططه التي بنيت على غير دراسة، ولكن يبدو أن قاصمة الظهر كانت عندما قرر الوالي المجذوب وطاقم حكومته ترحيل مواطني المحور (الطرفاية والزومة) قسراً حتى يبدأ في بناء السد، ولكن كان المواطنون له بالمرصاد عندما حضر ومعه مئات الموظفين ليقوموا بحصر ممتلكات المواطنين بمنطقة بناء السد ومعه أعداد رهيبة من قوات الشرطة والقوات النظامية، ولكن مواطني المنطقة تصدوا لتلك الزيارة ومنعوا الوالي من تنفيذ (مخططه) الرامي إلى محو المنطقة من الوجود. ومن محاسن الصدف أن قناة "الجزيرة" قد نقلت كل تلك المشاهد وكانت بالمنطقة المذكورة دون علم السلطات وأظهر شريط الجزيرة الذي بثته في اليوم التالي للزيارة كيف أن الوالي لم يتمكن من دخول أو الوصول للمنطقة التي يريدها ورجع ومعه جيوش العدادين من حيث أتوا، ونحن في هذا المقام وعلى صفحات هذا المقال لا بد لنا أن نشيد بقوات الشرطة التي كانت منضبطة وتصرفت بحكمة، الأمر الذي جعل الزيارة تمر دون خسائر وبلا مواجهات، ومن يومها توقف الحديث عن سد الشريك، ولعل ظروف الانتخابات والأحداث التي تعرض لها الوالي بمنطقة الباوقة هي التي جعلت السلطات تتوقف عن الحديث حول سد الشريك، وتنفس مواطنو المنطقة الصعداء وعاد الهدوء والاطمئنان إلى المنطقة، والآن وبعد أن أعلن والي ولاية نهر النيل الجديد الهادي عبد الله عبر تصريحات صحفية عن أن الدراسات هي التي تحدد مصير قيام سد الشريك، وأن الدراسات ستشمل كل صغيرة وكبيرة دون أن يتضرر مواطنو المنطقة.. نقول إننا نقف مع هذه التصريحات ونأمل أن تبدأ الدراسات فوراً حتى يقف مواطنو المنطقة على الحقائق وتعود الحياة سيرتها الأولى بمنطقة السد بعد أن توقفت حركة العمران وغرس الشتول وغاب الاطمئنان وظل الترقب والانتظار للمجهول سيد الموقف، لأن مصيرهم ظل معلقاً وهم لا يعلمون إلى أي مكان يتجهون وأي مصير ينتظرهم بعد أن قررت السلطات إغراق المنطقة دون أن تحدد أو تنظم مكاناً يأوي هؤلاء المواطنين ويؤمن لهم العيش الكريم.كانت سياسة السلطات هي إغراق المنطقة دون توفير البديل، وكانت السلطات تتحدث عن بناء السد ولا يهمها مواطن السد أين يذهب وأي مصير يلاقي. وقد وضح ذلك جلياً في أول لقاء أجراه الوالي مع مواطني المنطقة في أبريل من العام الماضي بجامعة النيلين معلناً عن بناء سد الشريك دون أن يتحدث عن جدوى قيام السد ودون أن يذكر الفوائد المرجوة منه غير أنه يوفر 200 إلى 300 كيلو واط من الكهرباء ولم يتحدث عن دراسات جدوى وحتى لم يذكر إلى أية جهة يهجر مواطنو المنطقة الأمر الذي جعل الحضور يقتنعون بأن المشهد كله لا يعدو غير إعلان لبناء السد.وكنا نقول وما زلنا إن الدراسات التي أجريت كانت لبناء السد الذي يغرق المنطقة من الشريك شمالاً إلى جنوب بربر، ولم تتحدث الدراسات عن مصير مواطني المنطقة بل إن الدراسات لم تتحدث عن الخسائر التي تلحق بالوطن والمواطن جراء بناء هذا السد، وهل الكهرباء المستخرجة توازي وتعادل ناهيك عن جدواها هل تستحق هذه الكهرباء أن يرحل ويهجر لها كل تلك الأعداد من المواطنين.. لقد تحدثنا وكتبنا أن الدراسات التي أجريت كانت بقصد بناء وليس قيام السد والغرق واضح وجلي بين دراسات لبناء هياكل السد ودراسات تجري لقيام السد والتي تشمل الجدوى الاقتصادية للمنطقة وما عليها من عمران وتنمية وتكاليف التهجير والاستقرار لمواطن المنطقة..وضح جلياً أن السلطات كانت تريد بناء السد ولم تفكر في تداعيات هذا البناء ولا الأثر المتوقع لبنائه ولم تحدث مقارنة بين الكهرباء التي يوفرها بناء السد والخسائر التي تلحق بالوطن والمواطن بل كان الهدف هو بناء السد دون النظر لبقية الأشياء. وكنا نقول إن كمية الكهرباء المستخرجة لا تستحق إغراق قرية صغيرة من قرى المنطقة ناهيك عن إغراق المنطقة كلها ومحوها من الوجود..نحن على ثقة تامة أن بناء سد الشريك وقيامه لا يستحق كل هذا الحماس وهذه الضجة التي أثارتها حكومة الولاية في زمن مضى، لأن خسائر المنطقة والمواطن لا تغطيها حتى آلاف الأمتار من الكهرباء وحتى لو كانت الكهرباء المستخرجة أكثر من كهرباء سد مروي. نحن لا نتحدث عن خيرات تلك المنطقة الغنية بأشجار النخيل والمانجو وبقية أشجار الموالح ولا غيرها من المحاصيل ولا عن الثروة التي توجد داخل أرض المنطقة الأمر الذي جعلها قبلة لكل الباحثين عن الثراء والذهب من كل أصقاع السودان ولكن نتحدث عن إنسان المنطقة وهو العملة النادرة في هذا الزمن ومعلوم إنسان تلك المنطقة هو الذي نشر المعرفة والعلم وبقية المعارف في جميع أنحاء السودان وهو الذي تحمل عبء التنمية في مناطق السودان المختلفة وامتد نشاط إنسان المنطقة ليشمل دول الخليج واوربا والأمريكتين ولا نريد أن نقول ما قاله شاعرنا: أيها الناس نحن من نفر عمروا الأرض حيثما قطنوا يذكر المجد كلما ذكروا وهو يعتد حين يقترن خرجوا لا ليظلموا أحداً لا ولا لاضطهاد من أمنوا ولا نريد أن نشير إلى دراسة اجراها العلماء من أبناء المنطقة والتي تظهر بجلاء أن تكاليف بناء وقيام السد سوف تعادلها الكهرباء المستخرجة بعد 498 عاماً من التشغيل وبالطاقة القصوى وهي 400 كيلوواط..أملنا أن يشارك العلماء من أبناء المنطقة في الدراسة التي ينوي الوالي الجديد إجراءها كما نرجو أن يقف الوالي الجديد على كل الخطوات العشوائية التي انتهجها الوالي السابق وكيف كان ينوي الدخول في مواجهة مع إنسان المنطقة وكيف ولماذا اختار الوالي السابق المجذوب (طريق التحدي) والاستفزاز لفرض قناعاته بعيداً عن أسلوب الدراسة والمنطق العاقل ولماذا وكيف يدخل المسؤول في مواجهة مع رعيته.. وبعيداً عن المواجهة لماذا فكر المجذوب وحكومته في بناء السد دون النظر إلى قيام السد ونحن نقولها مرة أخرى إن قيام السد يتطلب دراسات جدوى عن المنطقة ويتطلب دراسات عن تكاليف الحصر والتهجير والتعويض وتوفير السكن والعمل المجزي لإنسان المنطقة حتى يكون الجديد جاذباً وأفضل من قراهم التي يغمرها السد عند قيامه حتى يتحول المواطن إلى وضع أفضل وحياة مستقرة تعوضه عن فقدان وطنه الذي غمرته المياه.إسئلة لا بد منها لماذا كان إصرار المجذوب وحكومته على بناء السد دون دراسات جدوى ولماذا تتخصص حكومة المجذوب في عذاب الناس وتريد أن تخرجهم من ديارهم بدون دراسات جدوى وبدون توفير البدائل.؟ لماذا كانت سلطات المجذوب وحكومته ومعتمدوه يريدون أن يهيم إنسان سد الشريك على وجهه ويصبح شريداً ومشرداً ولاجئاً في وطنه.. ونحن نتساءل ببراءة الأطفال ما هي المكاسب التي كان سيحصل عليها الوالي وحكومته ومعتمد أبوحمد ومعتمد بربر عندما تغرق المنطقة ويتفرق المواطنون أيدي سبأ.؟ونحن لا نشك إطلاقاً أن عدم الحكمة التي اتصف بها المجذوب في إدارة أزمة سد الشريك واختياره طريق المواجهة مع المواطن إضافة إلى دعوات المظلومين ولتسببه في عدم استقرار المنطقة هي التي عجلت برحيله دون أن يبكي عليه أحد. مواقف المجذوب المعادية للمنطقة جعلتها أكثر ترابطاً وجعلت مواطني منطقة السد كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو في الزومة تداعت له الجول والعبيدية وفتوار وهذه هي حسنة المجذوب الوحيدة. لكن الجدوي الاقتصادية لسد الشريك تبدو غير واقعية اذا نظرنا الى ان الاراضى التى ستغمرها المياه والتى تقدر بحوالى 145 كيلومتر من الاراضي المسطحة الصالحة للزراعة مقارنة بالكهرباء المنتجة حوالى 315 ميغاواط ؟

(عدل بواسطة وليد شريف on 06-25-2013, 04:12 PM)