|
رسالة إلى الأطباء
|
بسم الله الرحمن الرحيم رسالة إلى الإخوة الأطباء التحية و المحبة للأخوة , و الأخوات الأطباء و الطبيبات في ربوع السودان أجمع هذه رسالة أحس بأنها ضرورية في هذا الوقت الحرج الذي تمر به بلادنا . و اسمحوا لي، بدءاً بأن أذكركم ببعض الخلفيات التاريخية اللازمة .فإنه في بدايات العام 2011 قد استقلت عن رئاسة لجنة أطباء السودان و لقد كان السبب الرئيس هو شعور بأن دوري قد انتهى في تلك المرحلة فلم يعد لدي شيئاً جديداً، و مفيداً أقدمه، صاحب ذلك إدراك بأن عهد التعبير عن المطالب الفئوية المعزولة عن ما تعانيه كافة فئات الشعب، قد ولى .. و ذلك لأمرين: الأول : موضوعي ، و هو أن البلاد كلها بدأت مرحلة جديدة هي مرحلة ما بعد الانفصال، و كان متوقعاً عندنا أن الحكومة ستكون عاجزة عن تلبية مطالبنا ، خاصة زيادة الأجور في هذه المرحلة . السبب الثاني : مرتبط بذهنية حكومة المؤتمر الوطني، و هو يتعلق بأنها كانت، و ما تزال ضد أي عمل نقابي مستقل أو قل أي عمل نقابي خارج التنظيمات النقابية التي أنشأتها هي، و وظفتها لتدجين الفئات المعنية، لا نصرتها، و المطالبة بحقوقها.. و لقد كانت الحكومة تتعامل معنا ك(لجنة أطباء السودان ) باعتبارنا جهة غير شرعية، و لذا فقد كانت ترى في مجرد وجودنا استفزازاً لهيبتها ،و تحدياً لسلطتها، و ترى في الإستحابة لنا تشجيعاً لقيام حركات مطلبية ذات طابع مشابه و هذا هو عين ما ظلت تسعى لإجهاضه منذ مجيئها. لأجل هذا فقد شعرنا بأن الاستمرار في مطالبة النظام بما كنا نطالب به وفق الآليات التي نعمل بها لن يخدم غرضاً، و إنما سيدخلنا في مواجهةٍ خسائرها مؤكده، و فوائدها معدومة. فكان أن طرحت رأيي هذا لزملائي و قدمت في ذلك الوقت استقالتي من قيادة اللجنة .. و رغم ذلك فقد ظللت حريصاً على الإسهام برأيي، و ما يتيسر من مجهود في الحفاظ على تماسك اللجنة، و استشراف آفاق جديدة للعمل. و من ذلك كان سعينا لتكوين نقابة أطباء السودان، و التي حرصنا على مشاركة اللجنة في تكوينها مع إخوتنا في لجنة الإختصاصيين، و لجنة استعادة النقابة، بالتضامن مع قاعدتنا من الأطباء .. هذه خلفية ضرورية ندخل منها على الواقع، و هو وجود ما تبقى من السودان تحت سلطة عجزت عن الحفاظ على وحدته، و الأمان لقطاع كبير من مواطنيه ، و عجزت عن توفير العيش الكريم لأفراد الشعب فأصبح السواد الأعظم منه - و الأطباء خير نموذج - إما مهاجرين أو ساعين نحو الهجرة. كما و عجزت عن التعاطي السياسي الحكيم مع قضايا الإختلاف السياسي، عن طريق الحوار، فحجرت الحريات، و كممت الأفواه، فأصبح المواطن المخالف لها أمام عدة خيارات : إما حمل السلاح أو الإستعداد لأن يكون نزيلاً دائماً للمعتقلات، أو الهجرة بلا عودة عن البلاد، أو التواجد السالب، الذي يغلب عليه العجز، و الإحباط المميت .. هذا كان واقع السودانيين إلى وقت قريب، و لكن حدث أمر مستجد هو أن الوضع الاقتصادي أصبح يتدهور بصورة مضطردة حتى وضع الحكومة نفسها في مرحلة عجز كامل عن إدارة عجلة الاقتصاد إلا باتخاذ اجراءات اقتصادية قاسية زادت من معاناة شعبنا و عذاباته، و بؤسه. فألفى الشعب نفسه أمام حكومة قد عزلت نفسها عن سائر فئاته اقتصادياً، و تميزت عنهم، و استأثرت بامتلاك صولجان السلطة، و ترف الثروة، ثم لم تسع لحل مشكلات الاقتصاد التي صنعتها هي إلا بأن تسِمَه المزيد من البؤس و الفقر، و التقتير ..هنا انتفض الشعب من دون حاجة لقائد يقوده، و لا محرض يحرضه .. إخوتي و أخواتي الأطباء و الطبيبات .. في هذا الوضع فإنني أؤكد أن علينا كأطباء واجب تمليه علينا ضمائرنا ، و وطنيتنا ، كما تحتمه علينا و ترشحنا له سابقتنا ، و مكانتنا المتقدمة في ميدان العمل الإيجابي، و النضالي في ماضينا البعيد و القريب .. و بناءاً على ما سبق فإن ما أناشدكم به، هو الآتي : 1-تجمع الأطباء في كل مستشفى في كل مدن السودان، و تكوين لجان تقوم بالتنسيق مع نقابة أطباء السودان، من أجل العمل الموحّد .. 2- البدء باعتصامات و وقفات احتجاجية يومية ، و متواصلة ، داخل المستشفيات، تسعى لتأكيد رفضنا للواقع المذري الذي تمر به البلاد، و مطالبتنا بالتغيير العاجل لهذا النظام. 3- تكوين أتيام ميدانية ، و أخرى داخل المستشفيات، لدعم العمل في الطواريء، و التعامل الفاعل مع مصابي التظاهرات التي من الواضح أنها ستتوالي بصورة متصاعدة في مقبل الأيام. 4- إن ما نستطيع رؤيته من خلال الواقع الماثل من تعنت الحكومة، و تشنجها، و العنف العنيف الذي واجهت، به التظاهرات هو أن المحطة الأخيرة، و الحاسمة لهذا الصراع هي العصيان المدني، و الذي نرجو للأطباء أن يكونوا فيه بؤرة الحراك، و رواده. و ذلك يتم بإنشاء غرف عمليات في كل مستشفى، لتدارس الأوضاع تكون مربوطة بالكيان المركزي الذي هو نقابة أطباء السودان، عبر فرعياتها، و الذي نرجو له التنسيق مع بقية فئات الشعب الفاعلة . و في هذا الوضع فإن حاجة الشعب لعمل الأطباء، و دعمهم، و تواجدهم الفاعل في المستشفيات يعد واجباً وطنياً مقدساً . فأنتم بذا ستكونون قطب رحى العمل السياسي النضالي، و بالتحديد (العصيان المدني )، بمزيد من تأكيد التواجد الفعال، و الخدمي داخل المستشفيات، التي نرجو أن تتخذوها معسكركم، و حصنكم، و ناديكم.. و هذا ما سيجعلكم مهيئين لاتخاذ القرار ، و اختيار الفعل النضالي الأكمل للتعبير عن كل مقام بما يناسبه .. أستودعكم الله و دمتم موضع المحبة، و التقدير .. دكتور أحمد الأبوابي – الرئيس الأسبق للجنة أطباء السودان 29 سبتمبر 2013
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
رسالة إلى الأطباء | أحمد الابوابي | 09-29-13, 06:45 AM |
Re: رسالة إلى الأطباء | محمد قرشي عباس | 09-29-13, 03:41 PM |
Re: رسالة إلى الأطباء | أحمد الابوابي | 09-29-13, 05:09 PM |
Re: رسالة إلى الأطباء | مرتضي عبد الجليل | 09-29-13, 05:28 PM |
Re: رسالة إلى الأطباء | مهيرة | 09-29-13, 06:04 PM |
Re: رسالة إلى الأطباء | Dr. Ahmed Amin | 09-29-13, 06:41 PM |
Re: رسالة إلى الأطباء | أحمد الابوابي | 09-29-13, 10:04 PM |
Re: رسالة إلى الأطباء | أحمد الابوابي | 09-30-13, 01:18 PM |
Re: رسالة إلى الأطباء | أحمد الابوابي | 09-30-13, 02:12 PM |
Re: رسالة إلى الأطباء | Nasr | 09-30-13, 04:20 PM |
|
|
|