|
شركة توظيف اموال .
|
خشبة المسرح (السودان) وطن نعيش فيه , ولا يعيش فينا .
1 واحدة من اكبر عمليات النصب الجماعى التى تمت فى تاريخ البشرية , كانت عملية ولادة الدولة الوطنية فى العالم الثالث . الدولة الوطنية كانت وفقاً لمزاج وتخطيط القوى العظمى .. وضعوا امامهم خرائط ورقية / فى ازمنة لم يكن علم الجغرافيا فيها قد تطور الى هذا الحد / , ورسموا بقلم اسود ثقيل حدود جغرافية تتقاتل عليها الجيوش الغبية بواسطة اسلحة يتم تصنيعها فى مصانع تلك القوى العظمى . ولهذا وجدت بعض الشعوب نفسها وهى تنقسم فى ابداع زاهى الى عدة دول دون اى مبرر منطقى , مثل (الاكراد) . وكان الحال هنا مثل ما قد كان هناك .. وفق هذا التقسيم كانت الولادة لهذه الشركة التى نحيا على ارضها الان . ولعل الشعور بعملية النصب هذه , تمثلت عندنا فى ربطها بشهادات التسنين , فتجد عندنا يا محترم امرأة تخرجت من الجامعة فى العام 1977 وفى نفس الوقت تجد فى جواز سفرها انها من مواليد 1 يناير 1979 ! . النصب والاستهبال والتمسك باهداب الشباب ارتبط لفترة طويلة جداً بـ 1 يناير فى التسنين / اصبحوا الان اكثر عقلانية وصارت 2 يناير / .. هذا شعور دفين بما حدث لهم .
2 عندما انبثقت هذه الشركة فى طاولة الدول العظمى بشهادة تسنينها المضروبة فى 1 يناير 1956 / حيث انها عجوز وقديمة / , كان من المفترض نظرياً اننا امام شركة مُساهمة عامة لكل فرد فيها (سهم) , وبصورة دورية يتم إنتخاب اعضاء مجلس الادارة , ويتحمل الجميع الربح والخسارة , كان هذا هو العهد والقسم , لذا فقد بكى المساهمين وهم يرون قطعة قماش ملطخة بالالوان كـ trade mark للشركة , بكوا وهم يرونها ترتفع رويداً رويداً فى سارية مقر مجلس الادارة الجديد , وكان الشعار التجارى الموسيقى مزيجاً من الخبط والرزع لالات نفخ والات نحاسية قالوا ان هذا يا اولاد هو النشيد القومى ويجب ان تنهضوا وقوفاً وانتم تستمعون لهذا الخبط والرزع / رغم ان اجمل السمفونيات واعظمها يستمع لها الانسان المتحضر وهو جالس على مقعده واضعاً ساق فوق ساق ! / . كان مستقبل الشركة مشرق , والطريق واعد , لكن الله غالب . فكيف تحولت الشركة الواعدة الى شركة توظيف اموال قبيحة ؟ , كيف تحول الـ (السهم الواحد) والـ (الصوت الواحد) لكل واحد فى رسم السياسية الاقتصادية والتجارية للشركة الى ان اصبح هناك من يملك 100,000,000 (سهم) دفعة واحدة , وهناك من لا يملك ؟ .. ويتم رسم السياسات والاستراتيجيات العشرية والالفية للشركة وفقاً لعدد (الاسهم) التى يملكها العضو , وبالتالى تحول الشركاء الى اجراء , تحولوا الى سعاة بريد .. ولصوص صغار .. وشحاذين .. وموظفين غلابة .. وقـوادين .. وربات منزل بائسات يُعانين من الاكتئاب واثار الختان الفرعونى .. ومُتطلعين دون جدوى لدخول عضوية مجلس الادارة والحصول على امتياز (الكارنيه) الخاص به . تحولت الجمعية العمومية للشركة الى تهريج غليظ يتدافع فيها الناس لحسم صراعات القمة ولمصلحة القمة . نعم , تشاجرت القمة بالانقلابات العسكرية تارة , وبالثورات الشعبية تارة , وبالاستقواء بالخارج تارة ثالثة , لكنهم فى نهاية المطاف اعضاء مجلس ادارة يتبادلون القبلات والتسويات وابرام الصفقات , وهم هم انفسهم . عالم مجلس الادارة , عالم زاهى وخلاب , مدهش وغريب , لا ندرى نحن الشركاء السابقين عنه شيء فهو مُحاط باسوار عالية وكاميرات مُراقبة وحرس مُدججين , يقولون لنا ان هناك حمامات سباحة على طراز ايطالى فى فيلا عضو مجلس ادارة , وان هناك عضوة مجلس ادارة ركبت (فيل) قادم خصيصاً من (الهند) يوم عرسها . نسمع نحن الاجراء العجب العجاب , ونتشاحن ونتعارك فى وسائل مواصلات بدائية قذرة , نتحدث بتشنج عن الرقع الجغرافية التى ننتمى اليها , ونتنابذ بالالقاب فى المنتديات الالكترونية والمساجد , ونرتكب حوداث عنف دينية وسياسية فى الشارع والجامعات وقودها هم ابناء الاجراء .
3 كانت الظاهرة المقلقة لاعضاء مجلس الادارة , ان هذا المجلس يتكون جغرافياً من منطقة معينة شمالاً , وتم ويتم الاعداد لترتيبات توسيع قاعدة العضوية اثنياً لكن وفق نفس القانون الابدى / التراتب الطبقى الصارم / , بحيث ياتى العضو الجديد من الشرق والغرب والجنوب وهو يحمل فى جسده فيروس الاقتصاد الحر وربط الاقتصاد بعجلة التنمية الراسمالية الظالمة , وان الله قد جعلنا طبقات فوق طبقات , والرزق اقسام مُقسمة فى اللوح المحفوظ , لذا فانهم قد استخدموا فى ذكاء برجوازى اصيل تعبير (اقتسام السلطة والثروة) وليس (التوزيع العادل للثروة) والذى يعنى ان الاجراء جزء منه , لكن (اقتسام الثروة) يعنى ان من حضر القسمة فـ ليقتسم , فكيف للاجراء السفر لقاعات الفنادق الفخمة فى الدول البعيدة لحضور القسمة ؟ . ولماذا تحولت شركة المساهمة العامة الواعدة لهذا المآل ؟ . شاهين
(عدل بواسطة shaheen shaheen on 07-15-2013, 11:41 AM)
|
|
|
|
|
|