مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم ..

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-10-2024, 10:21 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-03-2013, 04:26 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم ..

    جدد الشعب المصرى ثورته التى قادها ضد نظام الرئيس الاسبق حسنى مبارك فى الثلاثين من يونيو 2013 بعد ان فشل تنظيم الاخوان المسلمين فى السلطة فى مدة العام التى حكموا فيها ..اثبتوا فشلا غير مسبوق ....بانت كل السوءات وبسرعة لكل مصرى حصيف ولكل متابع يهمه شان مصر واهلها ..
    لم يستطع تنظيم الاخوان تقديم رؤية ومنهجية واضحة لنظام الحكم كما لم يقدم برنامجا اقتصاديا واضحا للدولة وتخبط فى المجال السياسى والاجتماعى وتسرع فى قراراته ولم تكن مدروسة فى معظمها اما يتم التراجع عنها او نقضتها المحاكم ..
    واخيرا دخل فى مواجهة مع الشعب بتسرعه فى التمكين للجماعة والاهل والعشيرة وفى اخر الشوط دخل ضمن الحرب المذهبية التى تقودها امريكا فى المنطقة لصالح اسرائيل اذ اعلن انحيازه الى الجانب السورى الحر والانضمام الى القرضاوى وجماعته التى تقود ما اطلق عليه الحرب ضد الشيعة مما ينذر بانقسام داخلى يتخوف منه المسيحيون ..

    كل هذا شىء والانهيار الاقتصادى وتاكل الرصيد فى البنك المصرى شىء اخر اذ ترك مبارك مبلغ ستةو وثلاثين مليار دولار كرصيد احتياطى بالبنك المركزى واليوم صفرا كما اعلنته الوكالات ولولا ودائع وضعت من قطر وتركيا والسعودية وليبيا بما مجموعه ثمانى مليارات لاعلنت مصر افلاسها اقتصاديا ..

    هذه جملة من التحديات التى واجهت تنظيم الاخوان المسلمين وتفاصيلها يمكن ان لا تسعه اى مساحة هنا ولكن سوف احاول رصد هذا الفشل من خلال توثيق كل ما كتب قبل انفجار ثورة الثلاثين من يونيو الثورة التى اجهضت احلام الاخوان وكانت بمثابة مسمار قوى فى راس الرئيس مرسى الذى فشل شخصيا واخلاقيا فى ادارة الدولة المصرية ..


    ----------




    مصر تلفظ مرسي . .والاخوان
    والخليج
    خر تحديث:الخميس ,04/07/2013




    1/1






    وأخيراً نجحت انتفاضة ملايين المصريين بعد ثلاثة أيام من طوفان بشري غير مسبوق في التاريخ، غصت به الميادين، في لفظ نظام الإخوان المسلمين ورئيسه محمد مرسي، بعد مرور سنة وثلاثة أيام على توليه السلطة، ولم تتمالك حشود المصريين نفسها وأطلقت الألعاب النارية في ميدان التحرير ابتهاجاً بنصرها على نظام فشل في كل شيء .



    وأعلن وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي في بيان عبر التلفزيون، الليلة قبل الماضية، تعطيل العمل بالدستور مؤقتاً، وتكليف رئيس المحكمة الدستورية عدلي منصور إدارة شؤون البلاد للخروج من أزمة سياسية دفعت بملايين المحتجين المصريين ضد مرسي إلى الشوارع .



    وقال السيسي، في بيان بعد اجتماع لقادة الجيش مع شخصيات دينية وقادة القوى السياسية كافة قاطعه حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للإخوان المسلمين، إنه تم الاتفاق على خريطة الطريق التي سيعمل الجيش على تنفيذها ولا تقصي أحداً من أبناء المجتمع وتياراته . وأضاف أن الخارطة تتضمن أيضاً تشكيل حكومة كفاءات ولجنة تضم كل الأطياف لمراجعة التعديلات الدستورية .



    وأضاءت الألعاب النارية سماء ميدان التحرير مركز الانتفاضة التي أطاحت الرئيس محمد مرسي، كما انطلقت في مناطق أخرى في القاهرة بعد بيان الجيش الذي أعلن تعطيل الدستور مؤقتاً وتعيين رئيس جديد مؤقت للبلاد . وردد المحتجون في الميدان “الجيش والشعب إيد واحدة” وسط انطلاق الأبواق والهتافات ..


    نجحت انتفاضة ملايين المصريين بعد ثلاثة أيام من طوفان بشري غير مسبوق في التاريخ، في إطاحة نظام الإخوان المسلمين ورئيسه محمد مرسي، بعد مرور سنة وثلاثة أيام على توليه السلطة، ولم تتمالك حشود المصريين نفسها وأطلقت الألعاب النارية في ميدان التحرير ابتهاجاً بنصرها على نظام فشل في كل شيء .



    وأعلنت القوات المسلّحة المصرية تعطيل العمل بالدستور بشكل مؤقت، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وتولي رئيس المحكمة الدستورية العليا شؤون البلاد . وقال القائد العام للقوات المسلّحة، ووزير الدفاع، الفريق أول عبد الفتاح السيسي، في كلمة وجهها للشعب المصري، الليلة الماضية، بعد انتهاء مهلة ال 48 ساعة التي منحها للأطراف السياسية لتحقيق مطالب الشعب، قررّت “تعطيل العمل بالدستور بشكل مؤقت، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وتولي رئيس المحكمة الدستورية العليا شؤون البلاد، وله سلطة إصدار الإعلانات الدستورية” . كما قرّرت “تشكيل حكومة توافق وطني قوية، وتشكيل لجنة بها جميع الأطياف لمراجعة التعديلات الدستورية، ومناشدة المحكمة الدستورية العليا إقرار مشروع قانون مجلس النواب، ووضع ميثاق إعلامي يكفل حرية الإعلام ويحقق المصداقية والحيدة، والعمل على دمج الشباب وتشكيل لجنة عليا للمصالحة الوطنية من شخصيات تتمتع بالمصداقية وتمثل مختلف التوجهات” .



    وقال إن “القوات المسلحة لم يكن في مقدورها أن تصم آذانها، وأن تغض بصرها عن حركة ونداء جماهير الشعب المصري، التي استدعت دورها الوطني وليس دورها السياسي”، مشيراً إلى أن “القوات المسلحة هي أول من أعلن، ولا تزال وسوف تظل بعيدة عن العمل السياسي، واستشعرت القوات المسلحة انطلاقاً من رؤيتها أن الشعب الذي يدعوها لنصرته وللخدمة وتحقيق أهداف الثورة، وتلك الرسالة نقلناها من القرى والمحافظات” .



    من جانبه، دعا مرسي إلى عدم الاستجابة إلى ما وصفه ب”الانقلاب العسكري” . وجاء في بيان نشر على صفحة مرسي على موقع (فيس بوك)، أن “الإجراءات التي أعلنتها القيادة العامة للقوات المسلحة تمثل انقلاباً عسكرياً مكتمل الأركان وهو مرفوض جملة وتفصيلاً من كل أحرار الوطن الذين ناضلوا لكي تتحول مصر إلى مجتمع مدني ديمقراطي” . ودعا “الجميع إلى تحّمل مسؤولياتهم أمام الله ثم أمام الشعب والتاريخ” .



    وكانت القوات المسلّحة المصرية أمهلت القوى السياسية المتصارعة في البلاد 48 ساعة، انتهت مساء أمس، للاتفاق على حل الخروج من الأزمة، قبل أن تتدخّل هي لوضع “خريطة مستقبل” للبلاد .



    وأضاءت الألعاب النارية سماء ميدان التحرير مركز الانتفاضة التي أطاحت الرئيس محمد مرسي، كما انطلقت في مناطق أخرى في القاهرة بعد بيان الجيش الذي أعلن تعطيل الدستور مؤقتا وتعيين رئيس جديد مؤقت للبلاد .



    وردد المحتجون في الميدان “الجيش والشعب إيد واحدة” وسط انطلاق الأبواق والهتافات . (وكالات)




    نتواصل

    (عدل بواسطة الكيك on 07-04-2013, 06:44 AM)

                  

07-03-2013, 04:48 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)

    [
    561139_472481096118951_747563220_n11.jpg Hosting at Sudaneseonline.com




    B]وهذه باختصار بعضا من اسباب الفشل كما اوردها كاتب يمنى





    أبرز الأسباب التي أدت الى فشل نظام الإخوان في حكم مصر


    الحكم الذي يسميه البعض في مصر بالإسلامي أثبت فشله الذريع في قيادة دولة إقليمية بحجم مصر والأسباب كثيرة أبرزها :


    ـ لم يثبت حكم الإخوان في مصر أنهم بمستوى دولة فظهرت الدعوات الطائفية والمذهبية والتحريض إلى أعلى المستويات مما أدى إلى سقوط قتلى تحت هذه الدعوات الطائفية المقيته .

    ـ إعتماد حكم الإخوان على الولاء المذهبي والطائفي حيث تم تشكيل حكومة مصرية ذات لون واحد أثبتت أن التعايش مع الآخرين غير مقبول خاصة وأن الإنتخابات التي صعد فيها مرسي إلى الرئاسة أظهرت تنافسا واضحا فكان الأولى أن يفهم الإخوان أنهم على شفا حفرة من الهاوية إن لم يتم العمل على إصلاحات .


    ـ التدهور الإقتصادي وإنقطاع الكهرباء وإنعدام بعض المواد البترولية وازدياد حجم الديون والإنشغال بمجالات كلها تصب في تثبيت الحكم دون النظر إلى معاناة الناس ومطالبهم .


    ـ المشكلة الكبرى التي يعتبرها المصريون تهدد الأمن القومي المصري مياه النيل وسد النهضة في أثيوبيا والتي بدا النظام أمامها مشتت ومذهول ومتبلد لا يعلم كيف يواجهها ولا يعي ما المخرج منها .


    ـ المبالغة في وسائل الإعلام المحسوبة على النظام في مديح حكم محمد مرسي وتكفير المخالفين ووصفهم بمختلف أنواع الإساءات ، واستخدام مصطلحات المرتدين والغير مؤمنين والغير مصلين وو الخ .
    ـ تجاهل التنوع الثقافي والمدني في مصر حيث سعى الإخوان عبر وسائل الحكم إلى مواجهة مباشرة مع الإعلام بكافة وسائله وبمختلف إعلاميه .
    ـ إنعدام الرؤية التامة فيما يخص السياسة الخارجية حيث ترنحت مصر خارجيا بسبب مواقفها المتقلبة والغير متزنه والتي كانت نتيجة القراءات الخاطئة أوالعمل وفق حسابات مذهبية وعلى رأسها الموقف من الأحداث في سوريا وإغلاق السفارة فيما إعتبره الكثيرين دلالات ضعف وإنهيار ومحاولة كسب ولاءات خارجية للتغلب على الإحتقان الداخلي المتزايد لأن الموقف لم يكن ضرورة تحتاجها مصر .


    ـ إنحسار دور مصر الريادي في المنطقة من دولة إقليمية حاضرة في مختلف الأزمات السياسية في العالم العربي والإسلامي كدولة ذات مبادرات ودور قيادي إلى دولة مصطفة بإتجاه واحد تتبع دول أخرى مما جعلها سياسيا تابعة وليست قائدة .
    ـ وجود مشاكل أمنية في سيناء والمحاولة إلى كسب علاقات حميمة مع إسرائيل ، ودفن الأنفاق في غزة معلى حساب الدور الإقليمي لمصر .
    ـ إتجاه حركة الإخوان في مصر إلى تصدير الأزمات السياسية إلى بلدان أخرى كالإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والأردن ودورها السلبي في اليمن وغيرها من الدول الأخرى .
    ـ القراءات السياسية الخاطئة والتي نتج عنها مواقف غير متزنه حيث جعلها مرتبكة خارجيا وداخليا بسبب المواقف الحادة مما أفقدها خطوط التراجع أو القيام بأدوار دبلوماسية .


    ـ إطمئنان حركة الإخوان في مصر على ولاء أتباعها مذهبيا وليس بناء على برامج سياسية مما جعلها غير قادرة على إضافة جماهير من قوى أخرى في البلد حيث أصيب النظام بالغرور فاستمر في أخطائه .
    ـ الإعلان الدستوري وما رافقه من إصلاحات كرست حقيقة السعي نحو التفرد بالسلطة وقضم كل المؤسسات الأخرى .
    ـ عدم قدرة محمد مرسي على إثبات نفسه رئيسا لمصر حيث ظل الدور الإخواني في كل تفاصيل وقرارات الدولة هو صاحب القرار الأول مما جعلها دولة تعبر عن جزء واحد من ابناء الشعب وليس كل الشعب خاصة في القرارات المصيرية .
    وأخيرا ...

    إن هذه الأخطاء كانت ببساطة السبب الرئيسي في خروج ملايين من أبناء الشعب المصري لتطالب برحيل مرسي ، ولقد قدم النظام الحالي في مصر صورة سلبية عن الإسلام ومعانيه العظيمة وقيمه الكبرى ، وقدم صورة قاتمة بأسلوب الحكم الحالي ، والأسواء من هذا كله جعل الكثيرين من أبناء الشعب المصري وغيرها من الشعوب الأخرى يعيدون النظر مرة أخرى في الإسلام كحل يقدم الحلول ويبني المجتمعات ويحافظ على كرامة الإنسان .


    ------------

    نشرت «تورونتو ستار» الكندية يوم السبت الماضي افتتاحية استهلتها بالقول إن الديمقراطية المصرية الناشئة تمزق نفسها. مرسي الذي مر على وصوله للسلطة عام واحد، فشل في حشد الأمة المصرية المفعمة بالمشكلات، وراء حكومته التي يهيمن عليها «الإخوان»، والنتيجة أن الآمال الواسعة التي عول عليها الناس في «الربيع العربي» الذي حل بمصر، ذهبت أدراج الرياح.

    وحسب الصحيفة، فإن الاستقطاب السياسي والتظاهرات، فاقما من ارتباك بلد يبلغ عدد سكانه 90 مليون نسمة. وتواصل الصحيفة وصفها للمشهد المصري قائلة إن القطاع الواسع الذي شارك في الثورة المناهضة لحكم مبارك انقسم الآن إلى تيارات متحاربة... ومرسي يحظى بتأييد «الإخوان» والأحزاب «السلفية» المحافظة، وغيرها من الأحزاب الدينية، وفي غضون ذلك توجد «جبهة الإنقاذ» المعارضة التي تضم قطاعاً كبيراً من العلمانيين والليبراليين، ويقودها دبلوماسيون سابقون كعمرو موسى والبرادعي، وشباب حركة «تمرد» والقضاء والإعلام والموالون لمبارك. قوى المعارضة التي احتشدت ولا تزال في ميدان التحرير بالقاهرة وغيرها من المناطق، تطالب بانتخابات مبكرة، وجمعت ملايين التوقيعات المطالبة بتنحي مرسي، لأسباب منها تركيز السلطة في يد «عصابات الإخوان»، والسماح للإسلاميين بصياغة الدستور الجديد والدفع باتجاه أجندة إسلامية، وسوء إدارة الاقتصاد.

    وترى الصحيفة أنه على رغم ما تتعرض له شرعية مرسي من تحديات، فإن الرئيس المصري أبدى اهتماماً ضئيلاً بالانتقادات الموجهة إليه، أو بالتواصل وتفهم منتقديه لمداواة جروح نفسية تعاني منها الأمة المصرية. وفي خطابه بمناسبة مرور عام على تنصيبه رئيساً، وصف مرسي خصومه بالسفاحين وقطاع الطرق، وبأنهم «يشنون حرباً لإفشاله»، واتهمهم أيضاً بالسعي إلى اختطاف الديمقراطية وهدم الدولة. وترى الصحيفة أنه على رغم خطاب مرسي الدفاعي، فإنه بمقدور المصريين الأمل بأن هذه التظاهرات تفتح عين الرئيس المصري على الحاجة إلى التغيير قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة. وفي ظل فقر شديد وجذور هشة للديمقراطية المصرية، تحتاج البلاد رئيساً قادراً على إجراء مصالحة، وليس نعت الخصوم بأوصاف سيئة.



    --------------

    هل ينهي الفشل الاقتصادي حكم الإخوان المسلمين لمصر؟


    ما هي سيناريوهات المرحلة المقبلة؟ وما هي تبعاتها المتوقعة على الاقتصاد المصري الذي أنهكه عدم الاستقرار السياسي، والضعف الأمني التي شهدتها البلاد منذ خلع مبارك؟


    ميدل ايست أونلاين


    بقلم: د. محمد السمهوري


    شكّل تدهور الأوضاع الاقتصادية لغالبية أفراد الشعب المصري أحد أهم الأسباب التي أدت إلى الإطاحة بالرئيس حسني مبارك في فبراير/شباط 2011، وإلى نجاح الأحزاب الإسلامية، من إخوان وسلفيين، في اكتساح الانتخابات البرلمانية التي جرت بين شهري نوفمبر/تشرين ثاني 2011 ويناير/كانون ثاني 2012، ثم صعود جماعة الإخوان المسلمين لسدة الحكم في مصر بعد فوز مرشحهم في الانتخابات الرئاسية في نهاية شهر يونيو/حزيران 2012.

    والآن، مع مرور عام كامل على حكم الإخوان لمصر، فإن الآمال الكبيرة التي عقدها الكثير من المصريين على قدرة التيار الإسلامي لتحسين أحوالهم المعيشية بدأت في التلاشي تدريجياً، وحل بدلاً من ذلك حالة متصاعدة من الإحباط والتذمر، بعد اتضاح عدم قدرة هذا التيار على الاستجابة لتطلعات المصريين، وعجز قياداته عن تنفيذ الوعود الكثيرة التي حملها برنامجهم الانتخابي المعروف باسم "النهضة"، مما أدى إلى زيادة الضغوط الاقتصادية والاجتماعية على الطبقات الفقيرة والمتوسطة التي شكلت القاعدة الصلبة التي ساعدت على فوزهم في الانتخابات.

    فهل يؤدي الفشل الاقتصادي إلى نهاية حكم الإخوان في مصر؟ ما الذي يمكن أن يترتب على التظاهرات التي تم الإعداد لها بقوة من قِبل حركة "تمرد"، ضد حكم الإخوان في 30 يونيو/حزيران بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لتولي محمد مرسي حكم مصر؟ هل تشهد مصر الآن ثورة ثانية، ضد جماعة الإخوان المسلمين هذه المرة؟ ما هي سيناريوهات المرحلة المقبلة؟ وما هي تبعاتها المتوقعة على الاقتصاد المصري الذي أنهكته حالة عدم الاستقرار السياسي، وحالة الضعف الأمني التي شهدتها البلاد منذ انهيار حكم الرئيس حسني مبارك؟ هذه الأسئلة وغيرها هي الموضوع الرئيسي لهذا المقال.

    قبل محاولة الإجابة عن هذه الأسئلة، من المهم الإشارة في البداية إلى أنه عندما تسلم الدكتور محمد مرسي رئاسة مصر يوم 30 يونيو/حزيران 2012 كان الاقتصاد المصري وقتها يمر بمرحلة صعبة نتيجة حالة عدم الاستقرار السياسي وحالة التدهور الأمني الذي حدث عقب سقوط حكم الرئيس حسني مبارك، وما تركه ذلك من تأثيرات سلبية على الأداء الاقتصادي بشكل عام.

    كان الاعتقاد السائد في ذلك الوقت أن وجود رئيس مدني منتخب سيشكل بداية مرحلة جديدة تضع الاقتصاد المصري على طريق التعافي ثم الإنطلاق نحو المستقبل. زاد من التفاؤل بإمكانية حدوث هذه النقلة النوعية في المجال الاقتصادي ما تحدث عنه الإخوان المسلمون باستفاضة أثناء فترة الانتخابات الرئاسية، من وجود خطة لديهم، "برنامج النهضة"، للتعامل مع المشكلات الاقتصادية والاجتماعية التي تعاني منها مصر، ومشروعات عملاقة سيجري تنفيذها في مختاف أنحاء مصر.

    لم يحدث شيء من ذلك، بل استمر مسلسل التدهور الاقتصادي بدرجات متسارعة، وضعت الاقتصاد المصري على شفا الانهيار تقريباً.بعض مؤشرات الانهيار تمثلت في:

    ـ استمرار النزيف الحاد في احتياطات مصر من النقد الأجنبي التي وصلت في نهاية شهر مايو/أيار 2013 إلى 16.5 مليار دولار. ورغم أن هذا الرقم يزيد قليلاً عن حجم الإحتياطات التي كانت لدى البنك المركزي المصري في شهر يوليوحزيران 2012، إلا أن الرقم الحالي يشمل ودائع نقدية، وسندات تم إصدارها بالعملة الأجنبية، تصل قيمتهما إلى 10 مليار دولار تم إيداعها في البنك المركزي المصري من كل من المملكة العربية السعودية، وقطر، وتركيا، وليبيا. لولا هذه الودائع والسندات، لكان مستوى احتياطات مصر من النقد الأجنبي كانت قد وصلت إلى مستوى لا يكفي لسد شهر واحد من الواردات السلعية.

    ـ استمرار الإرتفاع في عجز الموازنة العامة الذي من المتوقع أن يصل في نهاية السنة المالية الحالية 2012/2013 (التي انتهت في 30 يونيو) إلى 220 مليار جنيه (31.5 مليار دولار)، أو حوالي 12% من الناتج المحلي الإجمالي المصري، بزيادة 50 مليار جنيه (حوالي 7 مليار دولار) عن عجز موازنة العام السابق 2011/2012.

    هذا الارتفاع في عجز الموازنة تم تمويله بالأساس من خلال الزيادة الكبيرة في الاستدانة المحلية، والإفراط في إصدار سندات الدين العام وأذون الخزينة وبيعها للبنوك المحلية.

    ـ استمرار الارتفاع في معدلات الدين العام، ليصل الدين الداخلي في نهاية شهر مايو/أيار الماضي إلى 1.45 تريليون جنيه (أو ما يعادل 207 مليار دولار) وبينما وصل الدين الخارجي إلى 44 مليار دولار، ليقترب مجموع الإثنان معاً من نسبة 91% من الناتج المحلي الإجمالي في مصر. وبالتالي، يكون مقدار الزيادة في الدين العام قد بلغت حوالي 38.5 مليار دولار تقريباً عن مستواه في شهر يوليو/تموز 2012.

    ـ استمرار تدهور التصنيف الائتماني لمصر على المستوى الدولي وذلك بسبب استمرار حالة عدم الاستقرار السياسي في مصر، وتدهور المؤشرات الرئيسية في الاقتصاد المصري.

    فقد واصلت مؤسسات التصنيف الدولية، مثل "ستاندرد أند بورز" ، و"موديز"، و"فيتش"، في خفض مستوى الجدارة الائتمانية لمصر خلال فترة حكم الرئيس محمد مرسي، إلى أن وصل في الآونة الأخيرة إلى مستوى أقل من التصنيف الحالي لليونان.

    ـ تدهور قيمة الجنيه المصري بسبب عدم قدرة البنك المركزي الدفاع عنه نتيجة النزيف المستمر في حجم الإحتياطات من النقد الأجنبي. فخلال الأشهر الست الأخيرة (منذ منتصف شهر ديسيمبر/كانون أول 2012)، فقد الجنيه المصري رسمياً حوالي 15% من قيمته مقابل الدولار الأميركي، وأكثر من 20% من قيمته في السوق السوداء. وقد صاحب هذا الانخفاض في قيمة العملة المحلية إرتفاع في متوسط المستوى العام للأسعار بنفس النسبة تقريباً، خاصة أسعار المواد الأساسية.

    ـ استمرار تعثر المفاوضات مع صندوق النقد الدولي للحصول على قرض بقيمة 4.8 مليار دولار تحتاج إليها مصر للحصول على "شهادة" من الصندوق بسلامة الاقتصاد المصري، وفتح الباب أمام مصر للحصول على مساعدات ومنح وقروض إضافية تصل قيمتها الإجمالية إلى حوالي 12 مليار دولار، يتوقف حصول مصر عليها التوصل إلى إتفاق مع الصندوق بشأن برنامج للإصلاح الاقتصادي.

    المشكلة هنا تعود بالأساس إلى فشل الحكومة المصرية في الوصول إلى "توافق سياسي" داخلي بخصوص برنامج الإصلاح، وهو الشرط الأساسي الذي يطلبه الصندوق للموافقة على القرض.

    ـ صاحب ذلك كله استمرار الركود في قطاعات السياحة والاستثمار الخارجي وهي من أهم مصادر النقد الأجنبي لمصر، وتعثر في قطاعات الإنتاج، خاصة في المدن والمناطق الصناعية، التي شهدت إغلاق وتعثر لمئات من المصانع والمنشآت فيها لأسباب مالية أو أمنية أو إدارية أو فنية يقدر مجموع استثماراتها بحوالي 60 مليار جنيه. هذه الشركات التي كانت تساهم بحوالي 60% من الصادرات السلعية، وتستوعب نصف الأيدي العاملة في قطاع الصناعة المصرية هاجر بعض أصحابها برؤوس أموالهم الي الدول المجاورة.

    وقد انعكس هذا التدهور في الأوضاع الاقتصادية بشكل سلبي ومباشر على مستوى الحياة اليومية لقطاع عريض ومتزايد من الشعب المصري، من الطبقات الفقيرة والمتوسطة، التي بدأ أفرادها يجدون صعوبات مستمرة في تأمين مصادر رزقهم، أو توفير إحتياجاتهم من السلع الأساسية التي أخذت أسعارها في الإرتفاع خلال الأشهر الأخيرة، أو في الحصول ما يكفي من حاجتهم من الخبر المدعوم حكومياً، ومن الوقود والغار المنزلي والتيار الكهربائي، حيث شهدت السنة الأخيرة فترات من النقص في الكميات المتوفرة من هذه السلع والخدمات.

    من ناحية ثانية، ونتيجة لاستمرار هذا التدهور في المجال الاقتصادي، شهدت البلاد خلال فترة حكم الرئيس محمد مرسي، وبوتيرة متصاعدة، حالة واضحة من التذمر وعدم الرضا، تم التعبير عنها بأشكال مختلفة وبدرجات متفاوتة: احتجاجات، إضرابات، اعتصامات، قطع طرق، عصيان مدني، إغلاق لمرافق عامة، إعتداء على مؤسسات تابعة للدولة، وعلى مرافق تابعة للقطاع الخاص، وصاحب كل ذلك سقوط لهيبة الدولة، وتدهور غير مسبوق في الأوضاع الأمنية في مختلف أنحاء البلاد، وصل إلى مستوى أقل من الباكستان وتشاد واليمن حسب تقرير حديث صدر في نهاية شهر مارس/آذار الماضي عن منتدى الاقتصاد العالمي.

    يضاف إلى ما سبق، استمرار المأزق السياسي الذي تمر به مصر منذ تربع جماعة الإخوان المسلمين على سدة الحكم، واستمرار حالة التشرذم وعدم القدرة على التوصل إلى أرضية مشتركة بين الأقطاب السياسية المختلفة، والاتهامات التي يتم توجيهها للإخوان المسلمين والمتعلقة برغبتهم في الإنفراد بالقرار السياسي، وإقصاء المعارضين لهم، والدفع بكوادرهم في مناصب رفيعة في مختلف مؤسسات الدولة (أو ما يطلق عليه مصطلح "أخونة الدولة" أو "التمكين") للسيطرة عليها. كل ذلك أصاب الحياة السياسية في مصر بقدر كبير من الشلل، وولّد (بتشديد اللام) حالة غير مسبوقة من عدم الاستقرار السياسي، تركت آثارها السلبية بشكل كبير على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وزادت من حدة تدهورهما.

    أضف إلى هذا كله، ما يراه البعض من حالة التخبط وعدم الوضوح التي تجري بها عملية الإدارة الاقتصادية للبلاد في ظل حكم الإخوان المسلمين، ومن الإفتقار إلى الخبرة والكفاءة لدى كوادر الإخوان الذين يديرون دفة الحكم بشكل مباشر أو غير مباشر، وميل الحكومة المصرية الحالية لإيجاد حلول للأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تمر بها مصر، عن طريق المضي في تنفيذ برنامج إصلاح اقتصادي لا يلقى قبولاً شعبياً، ويزيد من الأعباء المعيشية اليومية على الطبقات محدودة ومتوسطة الدخل.

    هذه التطورات التي صاحبت حكم جماعة الإخوان المسلمين في مصر، وتأثيراتها السلبية على مجمل الأوضاع الاقتصادية، وعلى صورة الجماعات الإسلامية بمختلف توجهاتها أمام الشارع المصري، أدت إلى انخفاض في شعبية جماعة الإخوان المسلمين، وشعبية الرئيس المصري نفسه.

    ففي استطلاع للرأي قام به "المركز المصري لبحوث الرأي العام - بصيرة" في الأسبوع الأخير من الشهر الماضي حول نسبة الموافقة على أداء الرئيس محمد مرسي بعد مرور عام كامل على توليه الرئاسة، أظهرت النتائج انخفاض نسبة من يوافقون على أداء الرئيس إلى 32% مقارنةً بحوالي 46% في الشهر العاشر و78% في نهاية المائة يوم الأولى لحكم الرئيس محمد مرسي.

    السيناريوهات المحتملة لما بعد 30 يونيو/حزيران

    نقطة البداية في الحديث عن السيناريوهات المستقبلية لما بعد 30 يونيو/حزيران هي نتائج استطلاع الرأي العام في مصر التي قامت بها مؤسسة زغبي الأميركية للأبحاث، ونشرت قبل عدة أيام (يونيو/حزيران 2013). تفيد نتائج الدراسة عن وجود حالة من الاستقطاب الشديد والانقسام السياسي في مصر بعد مرور سنة على تولي جماعة الإخوان المسلمين رئاسة مصر.

    حسب الدراسة، فإن المجتمع المصري اليوم ينقسم سياسياً بشكل عام بين ثلاث فئات: أقل من 30% هم من المنتمين أو المتعاطفين مع التوجه الأيديولوجي الإسلامي، 35% منتمون أو متعاطفون مع الأحزاب السياسية الليبرالية المعارضة، بينما يوجد 40% تقريباً من المصريين من غير المنتمين سياسياً لأي من الاتجاهين السابقين، ويمكن تصنيفهم بأنهم فئات اجتماعية محبطة، فاقدة الثقة بكل ما هو موجود على الساحة من أحزاب ونخب سياسية، إسلامية كانت أو علمانية.

    وبشكل عام، فقد عكست إجابات من تم استطلاع رأيهم، طبيعة انتماءاتهم الأيديولوجية والسياسية فيما يتعلق بالأسئلة عن أحوالهم الاقتصادية اليوم مقارنة بأحوالهم في السنوات السابقة، ومدى ثقتهم بنظام الحكم الحالي، ورأيهم بإداء الحكومة الحالية، وتوقعاتهم المستقبلية، ومدى تأييدهم للدستور، وغير ذلك من الأسئلة.

    وبصورة عامة، بينما أعطى المؤيدون للأحزاب الأسلامية إجابات إيجابية جداً على هذه الأسئلة، أعطى البقية (من المؤيدين للأحزاب العلمانية ومن غير المنتمين سياسياً والتي تصل نسبتهم إلى أكثر من ثلثين المجتمع المصري) إجابات سلبية جداً.

    في ظل هذا الاستقطاب السياسي السائد في المجتمع المصري اليوم، ما الذي يمكن أن نتوقعه من المظاهرات الجارية التي حشدت لها "حركة تمرد" ضد حكم الرئيس محمد مرسي، والتي قامت الأحزاب الإسلامية بتعبئة مضادة لها؟ وكيف سيؤثر ذلك على مستقبل الأوضاع الاقتصادية في مصر؟ يمكن في هذا الصدد الحديث عن ثلاثة سيناريوهات:

    السيناريو الأول هو أن يمر يوم 30 يونيو/حزيران 2013، والأيام التي تليه، ثم تتلاشى آثار الاحتجاجات تدريجياً بعد ذلك، كما سبق وحدث من تظاهرات متعددة خلال السنة الأولى من حكم الرئيس مرسي، وتعود الأمور إلى طبيعتها الأولى دون الإستجابة لمطالب المعارضة. هذا السيناريو، رغم قلة احتماله، ممكن الحدوث، وهو على ما يبدو ما يعوّل عليه جماعة الإخوان المسلمين. إلاّ أن الأمور ـ من الناحية الاقتصادية ـ لن تظل على حالها. فاستمرار حالة عدم الاستقرار السياسي وحالة الضعف الأمني، بتأثيراتهما السلبية، ستظل تلقي بظلالها على الاقتصاد المصري، المأزوم أصلاً، دافعةً بالأوضاع الاقتصادية إلى مزيد من التردي.

    ومن ثم، فهذا السيناريو سيؤجل، إلى حين، لحظة الانهيار التي ستحدث عاجلاً أو آجلاً، بسبب عدم الإدراك من قبل رئاسة الدولة للحاجة الماسة لمعالجة أسباب الخلل السياسية والأمنية التي أدت إلى تدهور الاقتصاد المصري منذ سقوط حكم مبارك.

    السيناريو الثاني، وهو الأكثر احتمالاً في ظل حالة الانقسام الشديدة السائدة حالياً، ودرجة الاستقطاب السياسية الموجودة في المجتمع المصري، وحالة التعبئة والشحن الملحوظة التي صاحبت الاستعدادات من الطرفين، الإسلاميين والليبراليين، لتظاهرات يوم 30 يونيو/حزيران، هو أن يكون هذا التاريخ بداية لفترة طويلة من الاحتجاجات والاعتصامات والإضطرابات، وتعطيل للمرافق العامة والخاصة، وتشبث الأطراف بمواقفها المعلنة دون تراجع: بمعنى أن تتمسك "حركة تمرد" وأحزاب المعارضة بمطالبهم لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وتمسك الأحزاب الإسلامية بشرعية الرئيس مرسي وبحقه في إستكمال فترة حكمه القانونية التي نص عليها الدستور.

    النسخة الأسوأ في هذا السيناريو تتمثل في حدوث أعمال عنف وإقتتال بين الطرفين، ترفع من شدة الإحتقان، وتزيد من تدهور الأمور، وتذهب بالبلاد إلى مستقبل مجهول. النتائج المترتبة على هذا السيناريو بالنسبة للاقتصاد المصري يمكن أن تكون في غاية السوء، وتعجل بحدوث انهيار اقتصادي شامل في البلاد.

    السيناريو الثالث لما يمكن أن ينتج عن مظاهرات 30 يونيو/حزيران هو سيناريو أكثر تفاؤلاً من السيناريوهات السابقة، ويفترض إدراك من كل القوى السياسية، من إخوان ومعارضة، بأنه من غير الممكن استمرار الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية في مصر على نفس الوتيرة التي سارت عليها خلال السنة الأولى من حكم الرئيس محمد مرسي، وبضرورة الوصول إلى قواسم مشتركة بين جميع الأطراف، وتقديم تنازلات عن المواقف الجامدة، والإقتناع بأن الثمن الذي يمكن أن تدفعه مصر في غياب مثل هذا التوافق يمكن أن يكون عالي التكلفة للجميع.

    المشكلة هنا أن ما هو معروف عن المواقف المعلنة للأحزاب السياسية المصرية، إسلامية وغير إسلامية، وحالة التشرذم والإختلاف الموجودة بين مختلف ألوان الطيف السياسي في مصر، تجعل من إمكانية تحقيق هذا السيناريو المتفائل إمكانية ضعيفة جداً.

    وسواء تمخضت الأمور عن السيناريو الأول أو السيناريو الثاني، فإن جماعة الإخوان قد تضطر في نهاية الأمر إلى الإستجابة للشارع المصري الذي يئن تحت وطأة الضغوط الاقتصادية المتزايدة، وذلك إما بالقبول بصيغة عملية توافقية للحكم مع أحزاب المعارضة (رغم أنه من غير المعروف حتى اللحظة الكيفية التي يمكن بها التوصل إلى هذه الصيغة التوافقية، أو ما إذا ما كان من الممكن التوصل إليها أصلاً)، أو القبول بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة رضوخاً للمطالب المتزايدة لإجراء مثل هذه الانتخابات.

    وفي الحالة الثانية، فإنه من غير الممكن التنبؤ مسبقاً بردة فعل الإخوان المسلمين في حالة الفوز بالانتخابات مرة ثانية ـ حيث يمكن أن يكونوا أكثر جسارة واستقواء في التعامل مع من يعارضهم ـ أو في حالة خسارتهم لهذه الانتخابات ـ حيث يمكن أن يتصرفوا كالثور الجريح الذي يدمر كل شيء في طريقه. في كلا الحالتين، فإن الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية الصعبة في مصر مرشحة للمزيد من التدهور هذا الصيف.



    د. محمد السمهوري

    خبير اقتصادي مقيم في القاهرة، وزميل أول ومحاضر سابق في مركز كراون لدراسات الشرق الأوسط التابع لجامعة براندايز في مدينة بوسطن بالولايات المتحدة الأميركية

                  

07-03-2013, 05:46 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)



    بوابة الأهرا
    م
    إقالة أم استقالة.. تشكيل مجلس رئاسي وإلغاء الدستور..

    القوات المسلحة تشرف علي خارطة المستقبل لمدة تتراوح بين تسعة أشهر وعام.. محاكم ثورية للمحرضين علي العنف‏..‏

    تشكيل حكومة مؤقتة لا تنتمي لأية تيارات سياسية‏..‏

    وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية.. ووضع قيادات الإخوان تحت الإقامة الجبرية


    ‏كتب ـ عبـــد الناصــــــر ســــلامـــة‏:‏


    شهدت الساعات الأربع والعشرون الماضية جهودا مكثفة لإقناع الرئيس محمد مرسي بتقديم استقالته‏,‏ درءا للمخاطر المحدقة بالبلاد علي امتداد أقاليمها‏,‏ شرقا وغربا‏,‏ شمالا وجنوبا‏.‏

    وعلم الأهرام أنه مع انتهاء مهلة الـ48 ساعة التي حددتها القوات المسلحة في الرابعة والنصف عصر اليوم, فإنه من المنتظر خلال الساعات التي تعقبها, أحد أمرين: إما إعلان الرئيس استقالته بنفسه, أو إعلان إقالته من خلال خارطة المستقبل التي حددتها القوات المسلحة, والتي تتمثل في الآتي:



    •إلغاء الدستور مثار الجدل, وتكليف خبراء متخصصين بوضع دستور جديد, يأخذ في الاعتبار مطالب أطياف الشعب المختلفة, ثم يجري الاستفتاء علي الدستور بعد موافقة الأزهر عليه.
    •تشكيل مجلس رئاسي من ثلاثة أفراد, برئاسة رئيس المحكمة الدستورية العليا, وعضوية اثنين لم يتم تحديدهما حتي الآن, لإدارة شئون البلاد خلال فترة انتقالية تتراوح بين9 أشهر وعام.
    •تشكيل حكومة مؤقتة, لا تنتمي لأية تيارات سياسية يرأسها أحد القادة العسكريين خلال الفترة الانتقالية.
    •الإعداد لانتخابات رئاسية وبرلمانية يحدد الدستور الجديد أيهما تتم أولا.
    •يقوم الجيش, طوال الفترة الانتقالية, بالإشراف علي هذه الإجراءات, التي تندرج تحت مسمي خارطة المستقبل, ضمانا لتنفيذها بحيادية كاملة.
    وعلم الأهرام أن خارطة المستقبل سبقها تأمين كامل من القوات المسلحة للبلاد في كل مكان, بتنسيق مع الأجهزة الأمنية, حيث أصبحت كل القوي الفاعلة في جماعة الإخوان المسلمين تحت السيطرة. كما تم رصد جميع المواقع التي كانت تحوي أسلحة وذخائر, في الوقت الذي تم فيه وضع عدد من قادتهم تحت الإقامة الجبرية, وفرض الحراسة علي أموال الجماعة.


    وذكر مصدر موثوق أنه قد صدرت تعليمات بالتعامل بحزم مع كل من يقاوم هذه القرارات, ووضعه تحت الإقامة الجبرية, تمهيدا لتقديمه إلي محاكم قد تكون ثورية. كما صدرت تعليمات بالتعامل مع الخارجين عن القانون بيد من حديد, سواء كان ذلك في سيناء أو في غيرها من المواقع, والتعامل بالطريقة نفسها مع أي محاولات تخريب.
    وتوقع المصدر أن تشهد التطورات الجديدة المنتظرة تأييدا عالميا, فيما يشير إلي أن تنسيقا قد جري في هذا الشأن مع عواصم خارجية كبري, بين إقليمية ودولية, كما توقع أيضا ارتياحا محليا, سواء بين الجماهير أو في الأوساط السياسية.


    الجدير بالذكر, أن الساعات الثماني والأربعين الماضية قد شهدت اجراءات أمنية واسعة, تضمنت تأمين المتظاهرين في محيط قصري الاتحادية والقبة, وميدان التحرير, في الوقت الذي شنت فيه قوات الأمن حملات مداهمة علي مواقع للإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة, بينما صدرت قرارات بمنع عدد كبير من أعضاء الحزب والجماعة من السفر.



    ----------------

    بعد منتصف ليل امس وفى ساعة متاخرة بتوقيت الامارات قدم مرسى رايه وراى جماعة الاخوان المسلمين ووجهة النظر التى يؤمنون بها وهى مواجهة مذكرة الجيش وانذاره بالتلويح بالشرعية القانونية التى قال انهم اكتسبوها بموجب الدستور
    اقرا راى مرسى ومن ثم تعليقات المصريين عليه الذين وصفوه بالكذب



    مرسى فى كلمه للأمة : الشرعية هى الضمان الوحيد للحفاظ على البلاد ومنع سفك الدماء1



    أكد الرئيس محمد مرسي أن الشرعية هى الضمان الوحيد للحفاظ على البلاد ومنع سفك الدماء حتي ننتقل إلى مرحلة جديدة .

    وطالب الرئيس مرسي - في كلمة له ليلة أمس الثلاثاء وجهها إلى الشعب المصري - مؤيديه ومعارضيه الحفاظ على الشرعية ومكتسبات ثورة 25 يناير .

    وشدد مرسي على ضرورة الا يسئ احد سواء من المؤيدين أو المعارضين للجيش المصري باعتباره الرصيد الكبير الذي بنيناه بدمائنا.

    وقال الرئيس محمد مرسي انه لابديل عن الشرعية الدستورية القانونية الانتخابية.. التي أفرزت رئيسا منتخبا لمصر لأول مرة في تاريخها باجماع شعبها ، مع بقاء الابواب مفتوحة للحوار.

    وأضاف مرسي أن البعض يعارض والبعض يؤيد ، لكن لابديل عن الشرعية وشرعية الانتخابات التي كلفت الرئيس بالقيام بواجبه الدستوري القانوني.

    وتابع قائلا :- انه " في إطار الحركة الموجودة في الشارع والمليونيات .. لابأس طالما أنها سلمية.. لكن عندما يصل الامر إلى هذا الاحتدام والقتل والعنف والبلطجة وتزوير الواقع والحقائق فلابد من حركة من جانبي تجاه ذلك ، ومن هنا فقد دعوت مرارا لحوار".

    ونوه الرئيس بانه كررذلك منذ أيام في شكل مبادرة نقلتها إلى بعض الاحزاب ومؤسسة القوات المسلحة وقياداتها .

    وتتضمن المبادرة تغيير الحكومة و تشكيل حكومة ائتلافية من الطيف الوطني وتشكيل لجنة وطنية متوازنة لإعداد المواد الدستورية ، ليقدمها الرئيس للبرلمان ليؤهلها للتغيير أو التعديل او الاضافة واتخاذ اجراءات لضمان نزاهة وشفافية الانتخابات القادمة.

    وتابع الرئيس قائلا:- نناشد المحكمة الدستورية ان تنتهي بسرعة من قانون الانتخابات حتى تتم عملية اقراره ومن ثم اجراء الانتخابات بشفافية لتعبرعن ارادة الشعب .

    وأوضح انه من بين بنود المبادرة أيضا موضوع النائب العام فالمحكمة اليوم اصدرت حكما يجري اتخاذ إجراءات تنفيذه من الجهات المختصة.

    واكد الرئيس مرسي أن المبادرة تشمل ايضا ، تشكيل لجنة عليا للمصالحة ووضع ميثاق شرف اعلامي وعمل اطار كبير واسع للعدالة الاجتماعية ، وافقت عليها وكان ذلك بحضور رئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل ووزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي وقلنا الكل يعمل من جهته حتي يمكن تنفيذ هذه المبادرة .

    وأكد الرئيس محمد مرسي أن ثمن الحفاظ على الشرعية هو حياته ، حتى يحافظ على حياة الشعب المصري ، مشددا على أنه لابديل عن الشرعية فى كل شىء .

    وتابع قائلا "اذا كان ثمن الحفاظ على الشرعية حياته ودمائه فهي فداء هذا الوطن للحفاظ على الشرعية " لافتا إلى إنه يريد الحفاظ على الرجال والنساء والجيش وأن يمتلك أولاده فى الجيش قوتهم وإرادتهم ، مطالبا أنصاره بأن يحافظوا على الجيش معه" .

    وطالب الرئيس مرسى مؤيديه بالحفاظ على مصر والثورة وما اكتسبناه بعرقنا ، مشيرا إلى أنه نظرا للحراك الموجود فى الشارع فأنه يقرر المبادرة التى تم طرحها وتم الاتفاق عليها مع مجموعة من الاحزاب فى حضور رئيس الوزراء ووزير الدفاع القائد العام للقوات المسلحة.

    وتابع الرئيس مرسي قائلا:- " أقول للجميع من يريد غير الشرعية سيرتد عليه بغيه، وربما يجر الوطن إلى اتجاه سيىء جدا ، وأشياء أخري لا نحبها لمصر ونضيع الفرصة ونصبح شعبا ودولة أضاعا فرصة ذهبية ، متسائلا هل يريد أحد تضيع الفرصة " .

    وأضاف مرسي أن" التخلي عن الشرعية سيضيع المؤسسات وإرادة الشعب ، وأن " إرادتنا ومؤسساتنا لا يجب أن نضعها فى نفق مظلم ، بالتخلى عن الشرعية".

    وذكر الرئيس مرسي بأنه في الانتخابات التي جرت في مايو 2012 أعلن المصريون للعالم أنهم اختاروا رئيسا، وعبروا وقتها عن فرحتهم في هذه العملية الديمقراطية ، مضيفا أن الجيش سلم بعدها السلطة لرئيس مدني منتخب لأول مرة في تاريخ مصر.

    وقال الرئيس محمد مرسي إن "مصر ملك لنا ...ولست حريصا على كرسي.. لكن الشعب اختارني في انتخابات حرة نزيهة وألزمني بتحمل مسئولية مصر... والدستور كلفني بذلك وكنت ومازلت وسأبقى أتحملها ".

    وتابع الرئيس مرسى قائلا:- " نريد جيشنا قويا.. ولا نقبل بالإساءة للجيش المصري وهو الرصيد الأكبر للشعب".



    ------------

    ردود فعل واسعة على خطاب مرسى ..تمرد تدعو الحرس الجمهورى للقبض على الرئيس..و"وائل غنيم " لـ"مرسى "ارحل"
    الرئيسية
    الأربعاء 03.07.2013 - 02:55 ص
    •تمرد : لا بديل عن رحيل مرسى
    •محمود العلايلى : خطاب "مرسى" تحريضى وتهديدى
    •حسام عيسي يصف خطاب "مرسي" بـ"المفجع" و"الممل"

    اثار خطاب الرئيس محمد مرسى الذى القاه مساء امس ردود فعل واسعة من القوى السياسية حيث طالبت حملة تمرد في بيان لها، تعليقا على خطاب محمد مرسي الأخير، من الحرس الجمهوري، القبض على الرئيس وتقديمه للمحاكمة.

    وقالت الحركة فى بيانها "أثبت الرئيس الإخواني محمد مرسي أنه لا بديل عن الرحيل، فقد خرج مرسي على الشعب بخطاب أقل ما يوصف بأنه "كلام فارغ" قد يدفع البلاد لسيناريو كارثي وأنه يثبت بما لا يدع مجالا للشك أنه معزول تماما عن الشارع وفاقد لأي حس شعبي أو سياسي وأنه يتحرك بالكامل بأمر من مكتب الإرشاد.

    واكدت الحملة أن الشرعية التي رددها مرسي عشرات المرات في خطابه هي شرعية الملايين التي تحاصره وتطالب برحيله فوراوتطالب الحملة قوات الحرس الجمهوري بالقبض على محمد مرسي وتقديمه للمحاكمة فورا..

    واستطردت الحركة فى بيانها قائلة "إن مرسي حشد الجماهير من حيث لا يدري وجعل الناس أكثر إيمانا بأن رحيله أصبح واجبا وطنيا".

    واختتمت الحركة فى بيانها قائلة "إن الرد الوحيد على بيان مرسي يكون بالاحتشاد في الشوارع بالملايين بداية من اليوم- الأربعاء ليسمع الرئيس الإخواني وجماعته صوت الشعب المصري العظيم الذي يعبر عن شرعية لا يدركها مرسي ولا مرشده وسيطالب ليس فقط برحيله بل بمحاكته هو وجماعته .

    قال الدكتور محمود العلايلى عضو الهيئة العليا بحزب المصريين الأحرار ، وعضو جبهة الإنقاذ ،تعليقا على خطاب الرئيس مرسى بان الرئيس لديه إصرار على أن يتعامل مع الوضع فى البلاد على إنه لا يسمع ولا يرى ولا يدرك ، والواضح أن جلدة ليس سميك فقط ولكنة لدية مشكلة فى الإدراك.

    وتابع العلايلى فى تصريح خاص لصدى البلد ، أن خطاب "مرسى" اليوم جاء تحريضى وتهديدى وفية تهديد ووعيد بالعنف للمعارضة ،مؤكدا أن الخطاب كتب نهايته بأسرع ما كنا نتخيل .

    قال الدكتور حسام عيسى أستاذ القانون الدولي بجامعة عين شمس والقيادى السابق بحزب الدستور أن خطاب الرئيس مرسي الذي ألقاه منذ قليل من حيث الشكل هو مفجع وممل للغاية وما يزيده يعيده بشكل غير معقول"هو ما شافش عبد الناصر ولا السادات ولا مصطفي النحاس وهم بيخطبوا؟"

    جاء ذلك خلال لقائه مع قناة دريم,مشيرا إلي تعجبه من رجل يقود شعب يجهل أصول الكلام لدرجة أننا لا نعرف عندما سمعنا الخطاب نلطم أو نعيط ولا نضحك أو نقوم نروح.

    وأضاف:كلمة الشرعية جاءت في الخطاب أكثر من 80 مرة,كما أنه قال إن وجودي لا بديل عنه إلا العنف وقالها بشكل ملتوي ويكاد المريب يقول إن البديل لوجودي هو العنف.

    علق الناشط السياسي وائل غنيم عبر صفحته على "الفيس بوك" بكلمة واحدة وهو أرحل يامرسى


    100: عدد القراء
    سيف اليزل: مرسي لم يحسب حجم ردود الأفعال بعد خطابهالاربعاء 3 يوليو 2013 4:17:54 ص


    أكد اللواء سامح سيف اليزل ،مدير مركز الجمهورية للدراسات الأمنية، أن خطاب الرئيس امس سوف يحاسبه عليه الله ، لافتا أن الرئيس لم يحسب ردود أفعال خطابه ولم يلتفت إلي أن الملايين ينتظرون هذه الكلمة، مضيفا كان عليه أن يحسب ردود الأفعال بعد إلقائه هذا الخطاب فالشوارع سوف تشتعل وهذا الخطاب "يسخن" طرف واحد هو الطرف المعارض له الآن .

    وتابع اليزل خلال لقائه على فضائية "سي بي سي" أن المعارضين في ميدان التحرير سلميين ولا يوجد معهم أي أنواع من السلاح منوها أن هناك طرف مسلح في ميدان رابعة العدوية وهناك محرضين للدماء وقطع الرقاب، مضيفا أن هناك خوف من أن نقع في نفس الخطأ كما حدث بعد ثورة يناير حيث أصبح الجميع في حالة عداء لكل العاملين مع النظام السابق



    وفي ميدان التحرير، وقف متظاهرون أمام شاشة عرض كبيرة لمتابعة الخطاب مرددين "ارحل..ارحل".

    وقال متظاهر إن "مرسي لف حبل المشنقة حول رقبته..ستخرج في 30 يونيو حشود كبيرة حتى يسقط ".

    وعبرت متظاهرة عن أسفها لمستوى الخطاب الرئاسي قائلة "شيء مخجل أنه رئيسي".

    وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية إن الميدان شهد تزايدا ملحوظا في أعداد خيام المعتصمين غداة الخطاب وإن المتظاهرين يصرون على الاستجابة لدعوة حملة "تمرد" بالخروج يوم 30 يونيو/حزيران للمطالبة برحيل النظام الحالي.

    مسيرات احتجاجية

    ونظم المئات من الناشطين السياسيين والمواطنين في عدة محافظات مسيرات احتجاجية سلمية جابت الشوارع والميادين مساء الأربعاء اعتراضا على الخطاب.

    ففي محافظة السويس خرجت مسيرة انطلقت من ميدان الأربعين ردد المتظاهرون خلالها هتافات مناهضة لجماعة الإخوان المسلمين ومرسي فيما وقعت اشتباكات وتراشق بالحجارة بين مؤيدي ومعارضي الرئيس بساحة مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية أدت إلى وقوع إصابات.

    في المقابل، نظم المئات من أعضاء الجماعة الإسلامية وجماعة الإخوان المسلمين وبعض القوي الإسلامية تظاهرة بمحافظة قنا جنوبي مصر جابت شوارع المدينة للإعلان عن تأييدهم لمرسي.

    كما نظم العشرات أيضا تظاهرة مماثلة بمدينة نجع حمادي جنوبي البلاد لتأييد الشرعية والرئيس مطالبين بالحفاظ علي سلمية تظاهرات 30 يونيو/حزيران الجاري.

    جبهة الإنقاذ تندد

    من جانبه، علق المتحدث باسم جبهة الإنقاذ المعارضة خالد داوود على دعوة مرسي في خطابه لتعديل بعض مواد الدستور الخلافية، قائلا إن "هذا الاقتراح مكانه مجلس النواب بعد انتخابه".

    وقال القيادي في الجبهة عبد الغفار شكر في لقاء مع "راديو سوا" إن مرسي "استخدم أسلوب الترغيب والترهيب بدلا من الاستجابة للمطالب الشعبية".

    بدوره، قال مؤسس التيار الشعبي حمدين صباحي إن مرسي لم يستجب لإرادة الشعب، وكان عليه أن يعلن استقالته حتى لا يضع نفسه في مواجهة مع الشعب، على حد قوله.

    وأشار إلى أنه "ليس صحيحا ما قاله الرئيس أن المظاهرات يقودها فلول النظام السابق"، مؤكدا أن شباب الثورة هم قادة هذه المظاهرات.

    "خطاب متوازن"

    في المقابل، رأى رئيس جبهة الضمير إبراهيم يسري أن الخطاب "جاء متوازنا وحازما وقاطعا لأنه لم يترك أحدا خارج الإطار القانوني، وتحدث بصراحة عن القضاء المسيس ودور الإعلام".

    ومن جانبه، دعا وزير الأوقاف طلعت عفيفي المتظاهرين المعارضين إلى "التعبير السلمي عن الرأي الذي لا يتضمن سبا أو عبارات تخدش الحياء أو الاعتداء على الأموال والممتلكات العامة والخاصة".

    وعن تحليله لشكل ومضمون الخطاب، رأى أستاذ علم الاجتماع السياسي في الجامعة الأميركية بالقاهرة الدكتور سعيد صادق أن "أطول خطاب للرئيس المصري محمد مرسي منذ توليه السلطة لم يشكل عنصر تهدئة للشارع الغاضب بل زاده اشتعالا".

    ومضى قائلا إنه كان على مرسي التطرق إلى "موضوع الانتخابات الرئاسية وتوحيد الوطن المنقسم بدلا من الحديث عن أزمات وأشخاص عمقت من تقسيم هذا المجتمع".

    وأضاف في تصريح لـ"راديو سوا" أن الرئيس المصري "لم ينجح في طمأنة الأقباط ولم يتعهد بحماية الأقليات الدينية كما لم يتطرق إلى أول جريمة مذهبية" في مصر، في إشارة إلى مقتل أربعة من الشيعة المصريين هذا الأسبوع.

    وعلى موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، رأى رئيس المركز العربي للبحوث السياسية والاقتصادية أحمد مطر أن الخطاب "طمأن الشعب وفضح كل المجرمين من أذناب النظام المخلوع".



    محمد شعبان
    قال المهندس أحمد بهاء الدين شعبان، وكيل مؤسسي الحزب الاشتراكي المصري، المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير، إنه لا ينتظر من الخطاب الذي سيلقيه الرئيس محمد مرسي أي شيء على الإطلاق.

    وأضاف شعبان خلال حواره ببرنامج "الحدث المصري" عبر شاشة "العربية الحدث"، أن جماعة الإخوان جاءت لتحقق مكاسب شخصية لها وتنتقم لخصوماتها السابقة دون الاهتمام بمطالب الشعب.

    وأكد وكيل مؤسسي الحزب الاشتراكي المصري أن خطاب الرئيس سيتضمن جزءاً من الإغراءات لتقسيم جبهة المعارضة باستقطاب ضعاف النفوس، كما سيرفع إصبعه الشهير لإخافة المعارضة، على حد قوله.


    أحمد بهاء الدين شعبان
    وأوضح المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير أن جبهة الإنقاذ تبنت منذ البداية فعاليات حملة "تمرد" من دون التدخل في شؤونها، مشيراً إلى أن القوى الوطنية تدرس حالياً السيناريوهات المتوقعة للفترة المقبلة.

    وأشار شعبان إلى أن ما حدث بالمنصورة من اشتباكات مؤسفة بين مؤيدي ومعارضي الرئيس مقدمة لتهديدات جماعة الإخوان المسلمين، منوهاً بأن خطاب الرئيس محمد مرسي دليل على أن الرئيس منفصل عما يدور بالشارع المصري وكأنه مصاب بـ"شيزوفرينيا"، على حد قوله.

    ترتيب الحاضرين لخطاب مرسي
    وقال محمود بدر، أحد مؤسسي حملة "تمرد" والمتحدث الإعلامي للحملة، إن جماعة الإخوان المسلمين تبذل جهودها لإخافة المعارضة.

    وأضاف بدر خلال حواره بـ"الحدث المصري"، أن ما يقوم به الرئيس محمد مرسي الآن ما هو إلا ردة فعل لنتائج حملة "تمرد"، مؤكداً أن الشعب المصري قام بالتوقيع ليس لحركة "تمرد" بل من أجل مصلحة الوطن، ونحن ننتظر 3 خطابات من الرئيس، أولها "الغدر"، وثانيها "التراجع"، يليها "الهزيمة"، على حد قوله.

    واستنكر المتحدث الإعلامي لحملة "تمرد"، الاشتباكات التي تشهدها مدينة المنصورة والتي أسفرت حتى الآن عن مقتل شخصين وإصابة 250 شخصاً، مشدداً على أن جماعة الإخوان المسلمين لديها إصرار شديد على إخافة المعارضة قبل 30 يونيو.


    محمود بدر
    وتابع: "ترتيب جلوس الحاضرين لخطاب الرئيس محمد مرسي نوع من العبث، فكيف يجلس محمد سعد الكتاتني بالمقدمة بينما المستشار حاتم بجاتو، وزير الدولة للشؤون القانونية بالخلف؟".

    واستطرد: "لا يليق لمرسي أن يمثل مصر، وعار ما قاله بالخطاب، وهو كاذب فيما قاله بعدم تدخله في الشؤون النيابية، والرئيس لم يعترف بالخطأ، بل هو أسلوب للمراوغة، وأتحدى أن يقف شخصياً أمام محطة بنزين"، على حد تعبيره.

    مصارحة للشعب المصري
    وقال الدكتور أمير بسام، عضو مجلس الشورى، عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة، إن خطاب الرئيس محمد مرسي نوع من المكاشفة والمصارحة للشعب المصري.

    وأضاف بسام أن الرئيس كشف أمام الجميع بعض الأسماء من رموز النظام السابق التي تدعي أنها تنتمي للثوار، مؤكداً أن خطاب الرئيس لا يزيد من حالة الاحتقان بالشارع، مشيراً إلى أن لغة الخطاب تصالحية تضمنت بعض الطمأنينة للشعب.

    حكومة مصر تقترض مليار جنية يومياً
    وقال الدكتور صلاح جودة، المستشار الاقتصادي بهيئة المفوضية الأوروبية، إن الميزة الوحيدة لخطاب الرئيس محمد مرسي أنه التزم بالقراءة من الورق ولم يلجأ للارتجال.


    صلاح جودة
    وأضاف جودة أن "الخطاب لم يحمل أشياء جديدة، وما هو إلا تكرار لما قيل بخطاباته السابقة"، موضحاً أن "الشعب خرج يطالب بنفس مطالب الثورة مرة أخرى"، مشيراً إلى أن "الحكومة المصرية تقترض مليار جنيه يومياً".

    وأكد جودة أن "الحكومة تقترض في كل ساعة 36 مليون جنيه"، مشدداً على أن ما قاله الرئيس فيما يتعلق بزيادة الأجور هو أمر خاطئ، وليس له أساس من الصحة.

    التصالح مع الجيش بخطابه
    من جهة أخرى، قال اللواء ثروت جودة، وكيل جهاز المخابرات العامة السابق، إن الرئيس محمد مرسي حاول أن يتصالح مع القوات المسلحة خلال خطابه، مضيفاً أن "الخطاب لم يحمل أشياء جديدة عن سابق خطابات الرئيس محمد مرسي".

    وأكد وكيل جهاز المخابرات العامة السابق أن "الشعب لديه عدد من المطالب من أجلها قرر النزول للتظاهر بالميادين بطريقة سلمية".


    ثروت جودة
    تشابه خطاب مرسي ومبارك
    أما الشاعر صلاح عبدالله، والشهير بـ"صلاح الشواف" فقال: إن "خطاب الرئيس محمد مرسي دليل على تناوله لعشاء محترم"، مضيفاً أن "مرسي لم يشر خلال خطابه إلى الأخونة إلا باعتبارها اتهاماً، ليلقي بعدها جزءاً من قصيدة بعنوان "متخافيش".

    وألقى الشاعر الساخر مقتطفاً من قصيدة بعنوان "يا خيبتهم"، ووجهها للدكتور علاء عبدالعزيز وزير الثقافة، مؤكداً أن الخطاب لم يختلف عن آخر خطابات الرئيس السابق محمد حسني مبارك، متعجباً من كثرة تصفيق الحاضرين للخطاب عقب كل جملة للرئيس قائلاً: "هو في جمهور يصفق على جملة إنني".




    صلاح عبد الله
    وطالب الشاعر صلاح عبدالله، جموع المتظاهرين بتفويت الفرصة على من يحاولون جذبهم نحو أعمال العنف، مختتماً حديثه بإلقاء قصيدة بعنوان "كلمات عاشق".

    خطاب مخالف للقانون
    قال الدكتور شعبان عبدالعليم، الأمين العام المساعد لحزب النور، إن الرئيس محمد مرسي كان عليه أن يحدد آلية إقالة المتسببين في أزمات المواطنين.

    وأضاف عبدالعليم أن "الرئيس خالف القانون"، منوهاً بأنه قد يثير نوعاً من الفوضى بسبب هذا التصريح"، موضحاً أن "خطاب الرئيس لم يتضمن أي إجراء أو قرار يمكن أن يكون له دور في انفراج الأزمة الحالية"، مؤكداً أنه يتوقع زيادة حالة الاحتقان بالشارع المصري عقب الخطاب.

    وتابع: "خطاب الرئيس به قدر من العاطفة والتصالح، لكنني توقعت أن يكون للخطاب دور في تهدئة الاحتقان الحالي بالشارع المصري، لكن هذا يشير إلى أننا نتجه نحو قدر مكتوب علينا".



    ---------------


                  

07-03-2013, 08:00 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)


    د. وحيد عبد المجيد

    انتفاضة مصرية ضد سياسة لا أخلاقية
    تاريخ النشر: الأربعاء 03 يوليو 2013
    لم يكن ممكناً أن يخرج ملايين المصريين لسحب الثقة من رئيس بعد عام واحد على انتخابه إلا لثقتهم، وآخرين كثر يؤيدونهم، في أن سلطة هذا الرئيس وجماعة «الإخوان» تفتقد الحد الأدنى من المقومات الأخلاقية الذي يتعذر أي إصلاح في غيابه. وهذا هو جوهر الأزمة التي أنتجت انتفاضة شعبية هائلة تجاوزت تلك التي حدثت في مطلع عام 2011، فكان التحدي الأخلاقي هو الأهم بين تحديات كثيرة عجزت قوى الإسلام السياسي، التي صعدت في بلاد عربية شهدت تغييراً في العامين الأخيرين، عن الاستجابة لها. فلم تقدّم هذه القوى نموذجاً يضفي طابعاً أخلاقياً على السياسة حين وصلت إلى السلطة، وأخفقت في الوفاء بما وعدت به طويلا حين ادعت أن تديين السياسة يجعلها أكثر أخلاقية.

    وها هي التجربة تثبت أن السياسة التي لا يمكن أن تكون نظيفة دائماً إلا في المدينة الفاضلة (اليوتوبيا) تسيء إلى الدين الذي ينبغي أن يسمو به الجميع فوق ألعاب هذه السياسة وألاعيبها. لكن التجربة نفسها تثبت ما هو أبعد من ذلك حين تفشل قوى الإسلام السياسي، وخاصة جماعة «الإخوان» في مصر، في الاستجابة إلى تحدي الأخلاق.

    فقد ثبت أن هذه القوى تضع مصالحها الضيقة فوق قيم الإسلام وكل مبادئ الخير والفضيلة، وأنها في حاجة ماسة إلى إضفاء إصلاح أخلاقي باعتباره لا بديل عنه إذا أرادت استعادة شيء من الثقة فيها. فالسلطة -أية سلطة- التي لا تحترم التزاماتها ولا تفي بوعودها وتنفض تعهداتها، إنما تعاني معضلة أخلاقية. فما بالنا إذا كانت القوى التي تدير هذه السلطة بنت شرعيتها وحصدت الكثير من الأصوات من خلال خطاب يقيم توجهاتها السياسية على أساس ديني، وليس فقط أخلاقياً، وعبر ادعاء أنها حارسة للأخلاق والفضيلة.

    ولا يعني ذلك تعذر إضفاء طابع أخلاقي بدرجة أو بأخرى على العمل السياسي، أو استحالة أن يساهم الإسلام في تهذيب هذا العمل بشكل أو بآخر. لكن هذا الطابع الأخلاقي يتطلب إيماناً حقيقياً بصحيح الإسلام وإزالة ما لحق به من تشويه لأسباب في مقدمتها طريقة تعامل كثير من هذه القوى معه وتحويله إلى وسيلة لتحقيق مكاسب سياسية.

    وفي تاريخ مصر الحديث ما يدل على ذلك، حيث ساهم الإسلام في إضفاء شيء من الأخلاق والقيم النبيلة على العمل السياسي والاجتماعي في بداية تطوره في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي التي تعد أكثر فترات هذا التاريخ ازدهاراً.

    فكان المفهوم السائد للإسلام وسطياً معتدلاً يقوم على روح الدين الحنيف الأصيلة، والتي كانت جزءاً من روح مصر في تلك الفترة على النحو الذي عبّر عنه الكاتب الكبير الراحل توفيق الحكيم في روايته المشهورة «عودة الروح» التي أصدرها عام 1933. فكان معظم المسلمين بل أغلبيتهم الساحقة يفهمون دينهم الحنيف باعتباره أساس الرحمة والمحبة والتسامح وارتباط الأفئدة وفقاً لما أجراه الحكيم على لسان أحد ركاب القطار المتجه من القاهرة إلى دمنهور.

    وبدا ذلك واضحاً في الحوار الذي تخيّله الحكيم في أحد دواوين هذا القطار بمناسبة إفساح الركاب مكاناً لرجل ضخم الجسم لم يجد له مقعداً، وقول أحدهم: «تفضل يا حضرة، كلنا مسلمون نسع بعضنا»، الأمر الذي دفع راكباً آخر للحديث عن مناقب الإسلام التي يفتقدها الغرب حيث لا يهتم أحد بغيره. فكان أن تدخل راكب ثالث شارحاً أنه ليس للإسلام والمسيحية في مصر صبغة طائفية، وأن تقاليد المصريين جميعهم واحدة، وأن الإسلام يغذيها من منابعه الصافية حيث الرحمة والتسامح.

    غير أن هذا المفهوم الرائق للإسلام تعكر نتيجة محاولة حركات وجماعات بدأت في الظهور في تلك الفترة احتكاره والاتجار به، الأمر الذي ساهم في إفقاد مصر روحها وأدى إلى عجز قوى الإسلام السياسي فيها -وفي تونس أيضاً- عن الاستجابة لتحدي الأخلاق في ممارستها السلطة التي باتت بين يديها. فقد انكشفت هذه القوى، وتبين أنه ليس هناك ما يميزها في ممارسة السلطة عن أكثر الأحزاب والحركات إيماناً بمنطق أن الغاية تبرر الوسيلة، الأمر الذي يثير الجدل الآن حول حاجتها إلى أصلاح أخلاقي لتصحيح سياساتها ولكي تستقيم مواقفها ومن أجل تهذيب أداء بعض رجالها وأنصارها وأتباعها.

    وترتبط أولوية هذا الإصلاح، الذي تحتاج تلك القوى إلى مثله في مجالات أخرى، بما سبق أن تعهدت به عندما التزمت بانتهاج سياسة أخلاقية ونظيفة. واقترن ذلك التعهد بادعاء جماعة «الإخوان»، وأحزاب أخرى تدور في فلكها، أنها تقوم على مرجعية إسلامية، فانتظر من توسموا فيها خيراً سياسات عادلة وممارسات نظيفة لأن الأديان بما تنطوي عليه من فضيلة وخير وتسامح ومحبة هي أحد أهم مكونات الأخلاق.

    لكن ما يحدث الآن غير ذلك بل عكسه. فقد وجد من انتظروا سياسات أخلاقية نظيفة ممارسات تستبيح بعض الأخلاق الإسلامية والفضائل الدينية الأساسية من أجل الهيمنة على السلطة والتمكن منها.

    ولذلك يبدو الإصلاح الأخلاقي ضرورياً لتصحيح ممارسات وسياسات جماعة «الإخوان» في مصر، فضلاً عن تهذيب خطاب بعض قادتها بعد أن صار مثيراً لاشمئزاز كثيرين، ومنهم آخرون في تيارات الإسلام السياسي. فالاشمئزاز هو التعبير الذي استخدمه القيادي في حزب «النور»، نادر بكار، في تعليقه على أسلوب أحد الوزراء والألفاظ التي يستخدمها والإيحاءات التي ينطوي عليها. فلم يستطع بكار إلا أن يصف طريقته المتكررة في الرد على أسئلة الصحفيات بأنها «سوء أدب مقترن بفشله». وليست هذه حالة فريدة، وإن بدت أكثر وضوحاً وسط فيض من الخطاب الذي يعبّر عن هذه الحالة بأشكال مختلفة، منها ما حكم القضاء بأنه سب وقذف علني.

    وإذا كان الخطاب الذي ينطوي على تجاوز يتطلب إصلاحاً أخلاقياً، فإساءة استخدام السلطة تجعل هذا الإصلاح أكثر إلحاحاً، لأنها تتعارض مع أي أساس أخلاقي للسياسة وتنطلق من «ميكافيلية» مفرطة تبرر أي وسيلة مهما بلغ فسادها طالما أنها تحقق الغاية المطلوبة.

    وهكذا أخفقت جماعة «الإخوان» في الاستجابة إلى تحدي الأخلاق، رغم أن قادتها وأعضاءها قدموا أنفسهم لفترة طويلة كما لو أنهم حماة الأخلاق والمدافعون عنها قبل أن يتبين لمن صدقوهم مدى فقرهم في هذا المجال. فقد ظلوا على مدى عقود يزعمون السعي إلى بناء الإنسان الصالح أخلاقياً وروحياً، قبل انكشافهم حين لم يتمكنوا من تجنب شر السلطة ونقمتها على من لا يمتلك المناعة الكافية. فالسلطة مُفسدة لمن لا يستطيع مقاومة إغراءاتها وفي غياب منظومة رادعة لإساءة استخدامها. وعندئذ يصبح الإصلاح الأخلاقي ضرورة عاجلة وملحة.


    إغلاق
    جريدة الاتحاد
    الاربعاء 24 شعبان 1434هـ - 3 يوليو 2013م



    -----------------

    تقرير إخباري



    نظام “الإخوان” يلفظ أنفاسه الأخيرة



    القاهرة -“الخليج”:



    الناظر إلى وضعية نظام جماعة الإخوان المسلمين في مصر حالياً يجده يلفظ أنفاسه، إذ إن أركان الدولة بجميع مؤسساتها لم تعد طائعة له، ما جعله يعيش في عزلة، إلا من نفر من حلفائه .



    وعلى مدى الساعات الماضية، وبعدما أبدت القيادة العامة للقوات المسلحة انصياعها لإرادة الشعب في خروجه بالملايين للمطالبة بإسقاط النظام أعلنت وزارة الداخلية دعمها لبيان الجيش، خلاف هذا فقد تقدم العديد من الوزراء والمسؤولين باستقالاتهم إلى الجهات التنفيذية، احتجاجاً على عدم الاستجابة للمطالب الشعبية .



    وعلاوة على الاستقالات التي شهدتها مصر أمس الأول، فإن العديد من المسؤولين تقدموا أمس باستقالاتهم، أبرزهم وزير الخارجية محمد كامل عمرو، والمتحدثان الرسميان للرئاسة إيهاب فهمي وعمر عامر، فضلاً عن المتحدث الرسمي لمجلس الوزراء علاء الدين الحديدي، خلاف جملة استقالات من عدة مفاصل بالدولة، الأمر الذي يعني أن جميع أنصار النظام والمقربين منه بدأوا يسحبون أنفسهم من تأييده، ما أوجد النظام في عزلة مجتمعية، وأنه قاب قوسين أو أدنى من الرحيل .



    خلاف هذا، فإن المقربين من الجماعة والذين تحالفوا معها وحزبها سياسياً وانتخابياً وهي الدعوة السلفية وحزبها النور، أعلنا انحيازهما للإرادة الشعبية عندما أعلنا مساء الاثنين هذا الانحياز، مطالبين بضرورة إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وهو المطلب نفسه الذي سبقه إليه حزب مصر القوية، والذي كان في القريب العاجل داعماً للنظام بصور مختلفة، ما يعني أن أبرز حلفاء النظام يسحبون تأييدهم له، بعدما سبقهم أيضاً حزب غد الثورة الذي كان داعماً للنظام في الكثير من المواقف السياسية .



    وتذكر العديد من التقارير الإعلامية هروب عدد من قيادات جماعة الإخوان والمتحالفين معها إلى خارج البلاد، تجنباً للمساءلة القانونية، خاصة أن النيابة العامة أصبحت على وقع تغييرات مفصلية في هيكلها بتعيين نائب عام جديد، خلفاً للمستشار طلعت عبدالله الذي أبطلت محكمة النقض أمس تعيينه الصادر بإعلان دستوري رئاسي قبل عام .



    الحال على المشهد السياسي السابق، لا يقل عن الآخر الميداني في المحافظات، إذ تنتشر العديد من الحشود الجماهيرية الغاضبة في الشوارع والميادين، خلاف قيام البعض منهم بإغلاق مباني بعض المحافظات ومنع الموظفين والمراجعين من استخدامها، الأمر الذي أصاب الوعاء الوظيفي للعديد من مؤسسات الدولة بالشلل، لما تسبب فيه النظام من عزوف عن الاستجابة للإرادة العشبية الداعية إلى رحيله، بعدما ارتفع سقف المطالب بإسقاط النظام جراء عدم التعاطي مع المطالب التي كانت ترفعها قوى المعارضة، وأبرزها إقالة الحكومة والنائب العام وتعديل الدستور، وهي المطالب ذاتها التي باتت تتحقق بالفعل على الأرض حالياً ليس بإرادة النظام، ولكن بإرادة الشعب ونزاهة القضاء، إثر إبطال قرار تعيين النائب العام من ناحية، وما يتردد عن الاتجاه لإقالة الحكومة من ناحية أخرى بعد انعقاد مجلس الوزراء أمس، واعتباره في حالة انعقاد دائم، مكلفاً رئيسه هشام قنديل برفع توصياته إلى رئيس البلاد للنظر فيها .



    * * *
                  

07-03-2013, 08:38 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)

    للتواصل مع بوست سابق

    انقر هنا



    مصر والاخوان ...ثورة وعهد جديد ...ام تكرار للتجربة السودانية ..متابعة



    عندما يتفوق مرسي على مبارك

    عبدالله إسكندر


    الأربعاء and#1635; يوليو and#1634;and#1632;and#1633;and#1635;


    نجح الرئيس محمد مرسي، وحزبه جماعة «الإخوان المسلمين» ومن معها، في سنة واحدة ما اقتضى أكثر من ثلاثة عقود للرئيس السابق حسني مبارك وحزبه وأزلامه، لتحقيقه. لا بل تفوق مرسي على مبارك، لكونه تمكن من أن يجمع بعد سنة واحدة من الحكم، من المعترضين في الشوارع والميادين اكثر بكثير مما جمع مبارك ضده، بعد طول حكم واستبداد وفساد. لكن ما يُحسب لمبارك أنه أدرك استحالة الاستمرار في المأزق الذي أوصل حكمه البلاد إليه، فتنحى لتبدأ مرحلة أخرى انتقالية.

    وإذا لم يستوعب مرسي، وقبله مكتب الإرشاد للجماعة، هذه المفارقة، فان كل حديث عن حوار ومصالحة ليس سوى ذر للرماد في العيون.

    لقد تحرك المصريون على نحو يكاد يكون عفوياً ضد حكم مبارك، بعد الانتخابات التشريعية الأخيرة في عهده، نظراً إلى أن الكيل طفح بفعل كميات التزوير في هذه الانتخابات لمصلحة الحزب الوطني الحكم آنذاك، وزمر السلطة. وفي الوقت الذي كان فيه «الإخوان» لا يزالون يراهنون على تعايش مع حكم الحزب الوطني ورفع سيف الاعتقال عن رقابهم، كانت الشوارع والميادين في مصر بدأت تهدر بشعار «ارحل» الذي لم تعتمده الجماعة إلا بعدما اتضح أن مبارك راحل بالفعل.

    وفي مطلع المرحلة الانتقالية، انضم المصريون إلى خيار «الدولة المدنية» في مواجهة الحكم العسكري، الذي اعتبر، عن خطأ أو صواب، أن احمد شفيق هو مرشحه. فنال مرسي، كمرشح مدني، غالبية فوضته تولي رئاسة المرحلة الانتقالية. هذه المرحلة التي أراد المصريون أن تكون مرحلة إرساء لدستور مدني فعلاً يرسي التعددية والديموقراطية وحياد الدولة إزاء الأحزاب السياسية.

    ويمكن القول، من دون مبالغة، إن أول رئيس مدني منتخب لمصر، تصرف، هو وجماعته، على أساس ملكيتهما لمصر مع شعبها. إذ لم يصدر أي قرار من الرئيس على أي مستوى كان، داخلي أو خارجي، يعكس حداً من الاهتمام بالآخرين وتطلعاتهم. والأخطر من كل هذا الفوات في القرار هو التبرير «المؤامراتي» لحجم المعارضة التي راحت تتسع منذ الإعلان الدستوري الأول الذي شكل صدوره العنوان الفعلي والعميق للديكتاتورية الزاحفة على مصر. وهو ما تأكد مع القرارات اللاحقة، إضافة إلى الخيارات السياسية الخاطئة والانتهازية على المستوى الخارجي.

    إن تهديداً بهذا الحجم لتطلعات الشعب المصري هو الذي جعل مرسي ينجح في حشد هذه الملايين ضد حكمه في الشوارع والميادين. وهذا ما لم تدركه بعد، أو لا تريد إدراكه، جماعة «الإخوان المسلمين»: لقد ثار المصريون في ثورة يناير ضد الطغيان المتوحش، في ظل حكم مبارك، واقترعوا ضد خطر عودته مع أحمد شفيق، وهم الآن في الشوارع لمنع تجذره مع حكم مرسي و «الإخوان».

    صناديق الاقتراع تكون هي الحكم في ظل استقرار وتساو في الفرص أمام الجميع، ويتولى السلطة من تعطيه الصناديق الغالبية شرط عدم اللجوء إلى قرارات انقلابية تضرب أسس الاستقرار والعدل. لكن المرحلة الانتقالية تفرض حكماً توافقياً وسلطة تعكس الثقل الانتخابي لكل الأطراف. وهذا ما لم يعترف به «الإخوان»، فقلبوا قواعد اللعبة في المرحلة الانتقالية، فاستأثروا بمفاصل القرار وافتوا بتخوين المعارضة. فأخلوا بشرط حكم صناديق الاقتراع الذي يدافعون عنه فقط لمجرد التمسك بالحكم وليس من أجل الخروج من المأزق. ويعكس رد الرئاسة على بيان الجيش إنكاراً لهذه المسألة الغاية في الأهمية، ومدى التدهور الحاصل بين «شرعية الصناديق» التي يستغلها «الإخوان» وتطلعات المرحلة الانتقالية إلى إرساء الديموقراطية.



    ---------------



    جهاد الخازن


    عيون وآذان
    (مصر في عين العاصفة)جهاد الخازن


    الثلاثاء and#1634; يوليو and#1634;and#1632;and#1633;and#1635;



    هل نحن أمام آخر أيام حسني مبارك أو آخر أيام محمد مرسي.

    ربما كان حجم التظاهرات أكبر مما شهدنا بين 25/1 و 11/2/2011، إلا أن المطروح يتجاوز التظاهرات إلى درجة تشابه، وأحياناً تماثل، تعليقات الرئيسين السابق والحالي على التظاهرات ضدهما.

    وهكذا فمن «خليهم يتسلوا» إلى «الفلول» والبلطجية، والرئيس مرسي يتهم الثائرين عليه اليوم بأنهم ينتهكون «الشرعية الدستورية»، وهذا كلام دكتور في المعادن لا رجل دولة. فالشرعية الدستورية تستمد اسمها من الملايين من أبناء الشعب. هم الشرعية وهم يقررون نصّها وهم يسحبونه إذا لم ينفذ.

    أتوقف هنا لأقول إن للرئيس مرسي حتى اليوم شعبية كبيرة، وحزبه الحرية والعدالة يستطيع أن يفوز بالانتخابات البرلمانية لو أجريت بحرية. لا يجوز إنكار هذه الشعبية لجماعة الإخوان المسلمين، إلا أن ما حدث بعد سنة من حكم الجماعة أن كل شيء شكا منه المصريون أيام حسني مبارك ازداد سوءاً، ولا يزال يسوء يوماً بعد يوم. ولعل العلاقة الحسنة الوحيدة الظاهرة للنظام هي مع إسرائيل والولايات المتحدة.

    أذا كان الرئيس ونظامه والجماعة في وارد حل المشكلة فهذا لا يكون بإنكارها، وإنما بتوفير حد أدنى من العيش الكريم للمواطن، لقمة العيش وضمانات صحية واجتماعية وتعليم.

    المصريون يقولون عن الخبز «عيش» ومصر اليوم تحتاج إلى حوالى 300 مليون رغيف (عيش) كل يوم. من أين سيأتي النظام بها. ما يأكل زائر من خبز في فندق 5 نجوم ليس ما يأكل المواطن المصري العادي المغلوب على أمره، فالخبز الآن في مصر يضم نخالة الطحين، وأحياناً نشارة خشب، والفقير إما أن يجوع أو يأكل ويمرض.

    لعل الرئيس اعتقد أنه يستطيع أن يواجه تظاهرات المعارضة، وأنصاره احتشدوا في ميدان رابعة العدوية رداً على «التمرد» في ميدان التحرير، إلا أن المتمردين الآن يقولون إنهم في حالة عصيان مدني مستمر إلى أن يتنحى الرئيس، وتجرى انتخابات رئاسية وبرلمانية جديدة.

    لو أن المصريين جميعاً تآلفوا قلباً وقالباً وعملوا يداً واحدة لإصلاح الاقتصاد وإعادة فرض الأمن لربما ما نجحوا، فماذا نتوقع والشرخ واسع عميق، ونصف الشعب في واد والنصف الثاني في واد آخر وكل من الطرفين يريد أن يفرض قناعاته على الآخرين.

    الإنكار لا يحل مشكلة بل يزيدها، والاقتصاد كما أسلفنا في القعر، والخطأ السياسي المرافق له كان كبيراً، فالجماعة تحاول أخونة مصر، والسيطرة على أجهزة الدولة هي السياسة اليومية الوحيدة للنظام، بل أن الفساد زاد، فقد كان في أيام حسني مبارك قصراً على رموز، أو أشرار النظام، والآن هو من فوق لتحت.

    النتيجة أن المصريين الذين ثاروا على نظام مبارك يثورون الآن، بزخم أكبر، على نظام الجماعة، وأقرأ أن حركة تمرد جمعت 22 مليون توقيع تطالب الرئيس بالتنحي. شخصياً، لا أصدق الأرقام التي توردها الحكومة أو المعارضة، وإنما أصدق ما أرى، وهو أن ملايين المصريين ثاروا على حكم الجماعة، ودور المرشد، في بلد هو العمق السنّي للمسلمين العرب جميعاً، وأن الرئيس لا يزال يحتفظ بتأييد ملايين من أنصار الإخوان المسلمين، إلا أنه تأييد يتناقص كل يوم، وإلى درجة أن يهاجم مقر الإخوان في المقطم ويخرب ويحرق.

    أكتب حزيناً وعلى حافة اليأس فالأمة لن تنهض وتنجح إلا إذا قادت مصر مسيرتها، وما أرى اليوم هو كارثة مصرية أخشى أن تفيض عن حدود أرض الكنانة إلى بلادنا كلها.




    ------------

    مع الصور من دون الصور (0)
    نهاية مرسي أم هزيمة «الإخوان»؟محمد شومان *
    الأربعاء and#1635; يوليو and#1634;and#1632;and#1633;and#1635;التاريخ لا يكرر نفسه، لكن ما أشبه الانتفاضة الثورية في كانون الثاني (يناير) 2011، بما يجري في مصر الآن، وأوجه التشابه كثيرة، لعل أهمها حضور الملايين وغياب القيادة والتنظيم والبرنامج الثوري، وفي الانتفاضة الأم التفت الجموع حول مطلب رحيل مبارك وإسقاط نظامه، وفي 30 حزيران (يونيو) تكرر الإجماع العام حول رحيل مرسي وإسقاط نظامه الذي لم يكتمل بناؤه! وفي الحالين لا يوجد اتفاق أو تفاهم بين كل هذه الحشود المليونية حول خريطة المستقبل، وكيفية تحقيق أهداف الثورة خصوصاً العدالة الاجتماعية.

    وهنا الخطر لأن الحشود المليونية في الثورة الأم وظفت لمصلحة «الإخوان»، باعتبارها القوى المنظمة، ويومها كانت محل تعاطف جماهيري واسع، حيث لم تكن الجماعة قد خاضت اختبار السلطة منذ تأسيسها عام 1928، أما اليوم فإن أخطاء حكم «الإخوان» أساءت إليهم عند معظم المصريين، وتحولت نغمة التنظيم الحديد القائم على السمع والطاعة إلى نقمة، توشك أن تفجر مواجهة دموية بين «الإخوان» وبين الشعب والجيش والدولة! باختصار، هناك تحولات هائلة في علاقة «الإخوان» بالشعب، وفي توازن القوى بين الرئيس وجماعته وحلفائه الإسلاميين، وبين باقي الشعب والقوى السياسية، علاوة على السلفيين.

    احتمالات الصدام وخسارة «الإخوان» شبه محسومة، لكن يبقى السؤال عمن يحصل على نصيب الأسد في ترتيبات ما بعد رحيل مرسي؟ الإجابة صعبة ومعقدة، خصوصاً في ظل احتمال تفكك جبهة الإنقاذ، واستمرار أمراض النخبة السياسية العجوز وصراعاتها، وحرصها في الوقت ذاته على تهميش الشباب والمرأة والأقباط، وبالتالي قد تتراجع الحشود المليونية أو تختفي لبعض الوقت من المشهد، ولا يبقى إلا القوى المنظمة، والتي يمكن حصرها الآن في لاعبين اثنين فقط هما الجيش العائد بقوة وبحرص على عدم تكرار أخطاء 2011، والجماعات السلفية، والأخيرة تأمل بوراثة دور «الإخوان» في الحياة السياسية وفي العلاقات مع واشنطن، أما شباب الثورة فإن أخطار تهميشهم كبيرة، ومن المحتمل أن يكون مصير شباب «تمرد» مثل مصير شباب يناير الذين فجروا الثورة ولم يشاركوا في صناعة نظام ما بعد يناير.

    مهما كانت أوجه الشبه والمخاوف فمن المؤكد أن المصريين تعلموا فضيلة الثورة وأخطارها، وقضوا تماماً على كل خوف من السلطة. في هذا السياق شكل 30 حزيران موجه ثورية هائلة فاقت توقعات حركة «تمرد» والمعارضة، و «الإخوان» والسلفيين، والجيش، وأربكت حسابات الجميع! فأعداد المشاركين تجاوزت انفجار يناير 2011 الثوري الذي أطاح مبارك وحاشيته، كما اتسع نطاق المشاركات الجماهيرية وشمل محافظات وقرى مصر، واجتاح مناطق في الريف والصعيد لم تساهم من قبل في موجات الثورة، وكانت معروفة بدعمها الدائم لـ «الإخوان» والسلفيين.

    الخروج المليوني والذي لم تعرفه مصر في تاريخها له أسباب كثيرة، أقلها ضياع صدقية الرئيس وجماعته، ونزعتهما لـ «أخونة» الدولة والاستحواذ على السلطة، والفشل في إدارة الدولة، ما ضاعف من مشكلات الاقتصاد والبطالة ونقص الوقود والكهرباء. والغريب أن الرئيس وجماعته تعاملا مع كل هذه المشكلات بإنكار غريب للحقائق والتداعيات السياسية والاجتماعية، وبالتالي تصورا أن الوقفات الاحتجاجية والتي بلغ عددها 7709 والتظاهرات والمصادمات التي وصل عددها إلى 5821 خلال العام الأول من حكم «الإخوان» ليست سوى مؤامرات من فلول نظام مبارك وبعض عناصر المعارضة، ومن ثم لم يقدم الرئيس أية تنازلات أو مبادرات سياسية لاحتواء الغضب الشعبي المتنامي والذي استغلته حركة «تمرد» لمصلحتها في حشد وتعبئة تحالف عريض من شباب الثورة والأحزاب المدنية والغالبية الصامتة أو ما يعرف بحزب الكنبة، علاوة على أنصار النظام القديم (من المرجح انهيار هذا التحالف بمجرد رحيل مرسي)، لكن المفاجأة أن غالبية أجهزة ورجال الدولة منحوا تأييدهم لحركة «تمرد»، وبدا مرسي على رأس دولة لا ترغب في بقائه أو استمراره لأن انحيازه لـ «الإخوان» أدى إلى تقسيم المجتمع والدولة وتعميق الاستقطاب والصراع بين كل الأطراف.

    مقاومة بيروقراطية الدولة لمرسي تجاوزت حدود التلكؤ أو التسويف في تنفيذ قرارات الرئاسة، وأسفرت عن وجهها بوضوح، فالقضاء والإعلام يقاومان «الأخونة»، والشرطة ترفض حماية مقار «الإخوان» أو قمع المتظاهرين، والجيش يؤكد وقوفه على الحياد. هكذا، بدت كل الأطراف تتعلم من دروس يناير 2011، عدا «الإخوان». نجحت جبهة الإنقاذ في توحيد صفوفها وتوارت في خلفية المشهد، لتفسح المجال لشباب حركة «تمرد» أو الجيل الثاني من شباب الثورة، والمفارقة أن فكرة «تمرد» أسفرت عن حراك سياسي وحيوية جماهيرية تتجاوز طاقة «تمرد» وكل أحزاب جبهة الإنقاذ، ما يعني أن الجماهير تتحرك من دون قيادة أو أطر تنظيمية ضابطة - تماماً كما جرى في ثورة يناير - وهي ظاهرة تفرضها معطيات موضوعية لكنها تنطوي على مقدار من الأخطار. أيضاً، الشرطة ومعظم أجهزة الدولة ورجالها ابتعدوا عن الرئيس ولم يتورطوا كما حصل في يناير 2011 في الصدام مع الشعب، لكن «الإخوان» وحدهم لم يتعلموا درس رحيل مبارك وكيف أدى تأخره في تقديم تنازلات أو مبادرات سياسية في احتواء غضب الشارع، وأعتقد هنا أن الرئيس وجماعته لم يتأخرا وإنما لم يقدما أصلاً أي تنازل، ولم يمتلكا استراتيجية محددة للتعامل مع حركة «تمرد»، واستخدما خمس أوراق ثبت فشلها: الأولى ورقة تكفير المعارضة، والثانية الشرعية، فالرئيس منتخب ولا يجوز شرعاً أو دستورياً إزاحته قبل أن يكمل ولايته الأولى، والورقة الثالثة هي تخويف وإرهاب المواطنين من أحداث عنف متوقعة واشتباكات دموية، والورقة الرابعة الرهان على الدعم الأميركي. وتبقى الورقة الخامسة وهي حشد أعضاء ومناصري الجماعة من القاهرة والأقاليم أمام مسجد رابعة العدوية في القاهرة.

    أوراق الرئيس وجماعته جاءت محدودة التأثير، وكشفت غياب الخبرة والخيال والقدرة على التأثير في الشارع، حيث جاءت تحركاتهما محدودة وفي إطار رد الفعل لتحركات شباب «تجرد»، كما حصرا وجودهما في رابعة العدوية، واعتمدا على حشد وتحريك أعضاء الجماعة، ومن دون أنصار ومتعاطفين، لأن خطاب «الإخوان» وهم في السلطة فشل في حشد وتعبئة أنصار ومتعاطفين، بل إن كثيرين منهم انفضوا من حول الجماعة، لذلك بدت منبوذة مجتمعياً، وبعيدة من حاضن اجتماعي أو سياسي، ما أكد خطأ كثير من الأحكام السائدة والانطباعات عن كفاءة «الإخوان» وفاعليتهم السياسية وقدرتهم على الحشد. وأعتقد أن فشل الحكم «الإخواني» قد وضع الجماعة، وللمرة الأولى في تاريخها منذ قيامها، في صراع وصدام مع غالبية الشعب، وقد ظهر ذلك بجلاء في تظاهرات 30 يونيو، فالجماعة تحشد في رابعة العدوية، وبعض المدن، وهي حشود أشبه بالغيتو إذا ما قورنت بالملايين الرافضة للرئيس و «الأخونة» التي خرجت تجوب مدن مصر وقراها.

    حيوية الشعب والالتفاف العام حول مطالب «تمرد»، دفعا الجيش إلى إعلان وقوفه إلى جانب المطالب الشعبية، لكن مع التشديد على أن الجيش لن يكون طرفاً في السياسة أو الحكم، وفي الوقت نفسه أمهل كل الأطراف 48 ساعة لتحقيق مطالب الشعب، وإلا فسيعلن خريطة مستقبل وإجراءات يشرف على تنفيذها وبمشاركة جميع الأطياف والاتجاهات الوطنية المخلصة، بمن فيها الشباب الذي كان ولا يزال مفجراً لثورته المجيدة، ومن دون إقصاء أو استبعاد أحد. والحقيقة أن بيان الجيش حرص على عدم تكرار أخطاء مرحلة ما بعد مبارك وتجربة حكم العسكر، وطمأنة مخاوف شباب الثورة من عودة الجيش إلى الحكم، لكنه أكد دوره كلاعب رئيس في العملية السياسية، كما استعاد الكثير من شعبيته، إذ رحب الشارع - المعارض في غالبيته لـ «الإخوان» - بتدخل الجيش، وتحول كثير من التظاهرات الغاضبة إلى مناسبة للاحتفال بتأييد الجيش للشعب. في المقابل اعتبر «الإخوان» وحلفاؤهم البيان بمثابة انقلاب عسكري ضد الشرعية وهو ما نفاه الجيش، ومع ذلك قرروا تنظيم تظاهرات في كثير من المدن، وهو أمر قد يفتح المجال لاشتباكات دموية تأخذ مصر إلى طريق الحرب الأهلية، حيث يصعب تفادي التحام التظاهرات في الميادين والشوارع في المدن الصغيرة في الدلتا والصعيد، وقد وقع بالفعل كثير من الاشتباكات، كما تورط بعض المتظاهرين ضد «الإخوان» في اقتحام كثير من مقار الجماعة وحزبها وإحراقه.

    الأحداث متلاحقة والمشهد لم يستقر، وكل الاحتمالات مطروحة، لكن النتيجة محسومة لغير مصلحة «الإخوان» وجماعات الإسلام السياسي، فمعظم المصريين ضد استمرار حكم «الإخوان»، والجيش والشرطة يدعمان مطالب الشعب، وأعلن السلفيون تأييدهم لانتخابات مبكرة، ومع ذلك من الصعب أن تستسلم الجماعة بسهولة وتضحي بمرسي، وأرجّح أن أمامها خيارين، الأول: أن تتدخل في مواجهة محدودة مع الشعب والجيش والشرطة، وتتخذ إجراءات تصعيدية محسوبة من أجل أن تضمن لها مكاناً في النظام السياسي بعد رحيل مرسي، بمعنى تحسين شروط هزيمتها، بحيث تتكيف الجماعة وتوافق على رحيل مرسي، مقابل عدم ملاحقته وآخرين قضائياً، مع ضمان أن يكون له مكان ودور في عملية التفاوض على ملامح ما بعد مرسي.

    الثاني: أن تخوض الجماعة غمار صراع مفتوح وتصعيد من دون ضابط يغيّر توازن القوى على الأرض، وهو ما يعني إما الفوز أو الخسارة، وأعتقد أن «الإخوان» لن يميلوا إلى هذا الخيار على رغم التلويح به، لأنهم يعرفون جيداً أن موازين القوى ليست في مصلحتهم داخلياً وإقليمياً ودولياً، كما أن قرارهم الآن، علاوة على فشلهم في حكم مصر لن يؤثر فقط في وضعيتهم في مصر وإنما في تحديد مصير «الإخوان» في العالم، وربما مصير جماعات الإسلام السياسي ومآلاتها في المنطقة العربية وفي دول الربيع العربي تحديداً. فالفكرة والجماعة والدعوة التي بدأت في مصر، هل تموت وتزول في المجتمع الذي أفرزها واحتضنها 85 عاماً؟!





    * كاتب مصري


    --------------

    مصر: الإنذار الكبيرحازم صاغيّة
    الثلاثاء and#1634; يوليو and#1634;and#1632;and#1633;and#1635;جاءت انتفاضة مصر الثانية تردّ على الذين قالوا إنّ ثورات «الربيع العربيّ» أتت بالإسلاميّين وثبّتتهم في مواقع السلطة، وكان الله يحبّ المحسنين. وبالطبع عجّت مثل هذه الأحكام بما لا يُحصى من أشكال الوعي التآمريّ، فضلاً عن المبالغات المحسوبة والمدروسة.

    فما يحصل في مصر يدلّ، في المقابل، إلى أنّ تلك الثورات فتحت الباب مشرعاً للحرّيّة التي جاءت بالإسلاميّين ثمّ مهّدت، هي نفسها، للانقضاض عليهم.

    هكذا، وبعد أطنان الكلام المكتوب عن «الإسلام والديموقراطيّة» ممّا لم يكن قابلاً للاختبار والقياس، يوفّر الظرف السياسيّ المحتدم تعريض هذه المعادلة، للمرّة الأولى، إلى اختبار فعليّ. والحال أنّ تجربة العام الذي قضاه محمّد مرسي في سدّة الرئاسة المصريّة جاء شهادة سلبيّة ومكثّفة في سلبيّتها على الفشل. فكيف وأنّ الإسلام السياسيّ الحاكم في تركيّا، وإن على سويّة أرقى كثيراً من السويّة المصريّة، يواجه أزمة كبرى في ممارسته السلطة، بينما الإسلام السياسيّ الحاكم في إيران، وعلى سويّة أشدّ انخفاضاً من السويّتين التركيّة والمصريّة، يستنجد بحسن روحاني الذي ربّما كان آخر أوراق التوت.

    هذا بذاته، ومن حيث المبدأ، تحوّل كبير سنعاينه على مدى حقبة مقبلة يُرجّح أن تطول.

    لكنْ بالعودة إلى مصر، تتقاطع المطالبة المبرّرة بتنحّي مرسي (أو تقصير ولايته) تمهيداً لانتخابات رئاسيّة جديدة مع معضلة كبرى تعاون على خلقها التاريخ السياسيّ والثقافيّ للبلد وحاكميّة الإخوان المسلمين بعد ثورة يناير.

    والمعضلة هذه التي تكاد تقسم الشعب شعبين، قد تنتهي إلى مآزق لا تستطيع الثقافة السياسيّة بانقساماتها المعهودة ووسائط تحكيمها أن تتغلّب عليها لأنّها، ببساطة، تفيض عن الثقافة السياسيّة بانقساماتها المعهودة.

    وضع كهذا يحمل على افتراض الاحتمالات الراديكاليّة والقصوى، من نوع نشوب حرب أهليّة لم يعد توقّع نشوبها هلوسة محلّلين ذوي خيال سخيّ، أو من نوع انقلاب عسكريّ يقطع الطريق على الاستقطابات الحادّة والمتعادلة، ويكون واسع التأييد بعد التعب والإنهاك الشعبيّين اللذين تسبّبت بهما المواجهات المتّصلة منذ يناير 2011 وما رافق ذلك من تردٍّ في الأمن والاقتصاد.

    والحقّ أنّ احتمالات كهذه، في حال حصولها، ستكون إنذاراً، بل نذيراً، لا لمصر وحدها، بل لعموم المنطقة التي كثيراً ما تؤشّر مصر إلى وجهتها. ذاك أنّنا إذا عطفنا مثل هذه الاحتمالات على خليط الثورة والأزمة والحرب الأهليّة في سوريّة، وتخبّط الوضع الليبيّ، وتراكم أسباب الانفجار في تونس، أمكن الخروج بخلاصة بالغة التشاؤم والسوداويّة عن آفاق الديموقراطيّة في المنطقة العربيّة.

    فإذا صحّ أنّ الحرّيّة تفتح الأبواب للتقدّم، بما فيه التقدّم نحو الديموقراطيّة، صحّ أيضاً أنّ الحرّيّة ليست سحراً يستطيع التغلّب على معضلات عصيّة ترعرعت في حضن تاريخ وثقافة بعينهما.

    فهل تنجح مصر، بشبّانها وشابّاتها في ميدان التحرير وسائر الميادين، في إنقاذ الثورات وتسهيل العبور من الحرّيّة إلى الديموقراطيّة، أم أنّها ستفشل أمام هذا التحدّي فتترك الحرّيّة كي تتفسّخ إلى فوضى، أو كي تُخنق على يد انقلاب عسكريّ؟

    وهذا ربّما كان سؤالاً يشبه المعضلة الكبرى لواقعنا، من حيث أنّه يتجاوز السياسيّ إلى الثقافيّ والمجتمعيّ؟

    الحياة
                  

07-03-2013, 10:30 AM

وليد زمبركس

تاريخ التسجيل: 01-10-2013
مجموع المشاركات: 1013

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)

    تحياتى أستاذنا الكيك و شكرًا على هذه الكتابة الرصينة التى عرضت الكثير من جوانب فشل الاخوان المسلمين فى ادارة الدولة المصرية .

    لست أحد الذين يتابعون الشأن المصرى باهتمام و لكن الاحداث الأخيرة جعلتنى كما الكثيرين أضاعف من متابعتى لما يدور فى البوابة الشمالىة لوادى النيل .
    لقد فشل الاخوان المسلمون فى جوانب كثيرة و لكنى أعتقد أنّ المعارضة المصرية إذا سارت فى طريق سحب الثقة من الرئيس المنتخب محمد مرسي فإنها فى المدى البعيد ستخسر خسارة فادحة لأن ذلك سيعطى الاخوان المسلمين فرصة لتبرير الفشل كما أنّه سيفتح باب العنف و هم أكثر الاحزاب المصرية جاهزية للدخول فى ذلك العنف ، فمن جانب فإن عدد عضويتهم كبير كما أنّهم حزب عقائدى يسهل عليه تجييش الملايين من خلال نداء الجهاد إذا تعرّضت شرعية الرئيس محمد مرسي للخطر جرّاء نداء المعارضة المتكرر لسحب الثقة منه مهما كلّف الامر ، كما أنّ الاخوان سوف لن يقبلوا بفكرة انتخابات مبكرة ، حتى و إن رضوا بها تحت ضغوط الشعب فسوف لن يقبلوا نتيجتها إذا جاءت فى غير صالحهم و قد بدا ذلك جليًا خلال الخطاب الأخير الذى ألقاه الرئيس مرسى و إشارته إلى موضوع التزوير فى الانتخابات و تاكيده على أن الانتخابات السابقة كانت نزيهة و شهد لها العالم أجمع بالنزاهة ، و تلك إشارة واضحة إلى أنّ فكرة التآمر مختزنة فى ذهن الرئيس مرسي و كانى به يرى أنّ المعارضة ستصر على افتعال حدث يدعو لانتخابات مبكّرة ثم يتم تزويرها لإبعاد الاخوان المسلمين كجزء من برنامج الحرب على الدين و إذا حدث ذلك فسوف لن يقبل الاخوان المسلمين بنتيجة تلك الانتخابات إذا أبعدتهم عن رئاسة الدولة التى طالما خططوا للوصول إليها منذ بدايات تأسيس حزبهم فى عشرينيات القرن الماضى و لذا فالامر بالنسبة لهم أمر جد و لا يقبل المزايدة و على المعارضة المصرية أن تعى ذلك جيّدًا و تضع فى حسابها الذّاكرة الجمعيّة للإسلاميين و التى فى أقل تقدير للأمور ترى أنّ ما حدث للإسلاميين بالجزائر تجربة لا يجب أن يسمحوا لها بالتكرار أيًا كانت الدّوافع و الأسباب و ذلك ما سيجعلهم يستنهضون كل قواهم و يشحذون هِمَم أعضائهم فى كل مكان خاصة و أنّ الأمر يتعلّق بمصر التى طالما حلموا بالوصول إلى السلطة فيها و ادّخروا لذلك المال و الرجال و قدّموا كثيرًا من التضحيات و قضية أسلمة مصر ( جعلها دولة تحكم بالشريعة الاسلامية ) هى إحدى القضايا الجوهرية فى فكر الاخوان المسلمين و يمكن رؤية ذلك بوضوح فى خطاب الرئيس مرسي و الذى كرر كلمات تعبّر عن تلك الرؤية مثل استخدامه كلمة أمّة أو استخدامه كلمة خطبة بدلًا عن بيان أو خطاب و ما إلى ذلك من المفردات الدينية التى أوردها و التى لا تعكس غير طريقة تفكيره التى يغوص فى أعماقها الفكر الاخوانى و إن حاول تغليفها بالحديث عن الحريات و احترام جميع المواطنين و الأمر الجدير بالإشارة فى خطاب الدكتور محمد مرسي هو عدم اهتمامه بالتركيز على قضية الحياد الديني فهو كرر و ظل يكرر حتى النهاية الآيات والقرآنية و عرض وجهة نظره من زاوية اسلامية بَحتَة لا تقبل الحياد . .
    باعتقادى أنّ المعارضة المصرية حققت مكاسب كبيرة خلال هذا العام الذى حكم فيه مرسي مصر و سوف تحقق مكاسب أكبر إذا استمر الحال كما هو مع وضع بعض الخطوات الحاسمة لتقييد صلاحيات الرئيس التى منحها لنفسه و لذا فيجب على المعارضة المصرية أن تعمل على جنى تلك المكاسب بعد أن تنضج ثمارها فالإستعجال بالنصر قد يجلب الهزيمة و بالتالى تنقلب فرحة النصر إلى حسرة كما حدث مع الاخوان المسلمين الذين أغراهم النصر فاستعجلوا التمكين فجاء فى غير صالحهم مما نزع عن وجههم القناع .
    هناك نقطة أعتبرها هامة للغاية و هى أنّ كلًا من حكومة مرسي و معارضتها تتصفان بالضعف خاصة و إن ارتبط الامر بالحكم لان الذى يبقى فى المعارضة لا يعرف أحد أخطاءه طالما أنّه لم يمارس السلطة و لذا فإن الذى سيبقى فى السلطة فى ظل هذا التدهور الاقتصادى و المشاكل الاجتماعية المعقّدة فسيجد نفسه عاجز عن حل تلك المشاكل الشّائكة و بالتالى سيوصم نفسه بالفشل و لهذا السبب و لأسباب اخرى يجب أن لا تستعجل المعارضة المصرية سحب الثقة من الرئيس مرسي و عليها ان تستفيد من تلك المكاسب التى حققتها جرّاء الحملة التى قادتها ضد الدكتور مرسي و التى يبدو أنّها أوضحت للاخوان أنّ أمر الحكم فى مصر لا يقبل المساس بمكتسبات الشعب التى حققتها له ثورة يناير ، و قد دفع ذلك الرئيس مرسي إلى الدعوة لحوار وطنى بل و قبول فكرة الحكومة الإئتلافية و هذا نصر كبير للمعارضة التى وضعت الرئيس و حزبه فى مواجهة مع الشعب من خلال التركيز على أخطائه و فضحها و إذا تركت المعارضة الدكتور مرسي يكمل دورته الرئاسية تحت رماح هذه التعرية التى تمارسها عليه و استفادت من تراجعه و وضعت ضوابط لإلزامه باحترام الدستور فإنها تكون قد حققت أفضل المكاسب الممكنة و التى سوف لن تحقق مثلها و لو بنسبة ضئيلة عند سحب الثقة من الرئيس مرسي و التى قد تعتبر بمثابة استنان سنة سيئة فى العمل الديمقراطى يمكن تكرارها طالما أنّ الامر لا يحتاج لسوى تضخيم أخطاء الحكومة و تجييش الملايين من المواطنين ضدها لسحب الثقة منها و جلب حكومة اخرى تكون عرضة لنفس الامر كما أن الرئيس مرسي و حزبه سوف لن يرضوا بذلك و قد ينحدروا نحو العنف او أنّهم قد يستنهضون كل الشعب بالعزف على وتر التآمر على الدين من خلال إقصاء الاخوان المسلمين الممثل الشرعى لكلمة الله ، و الامر الاهم من كل ذلك أنهم سوف يكونوا فى موقف المعارضة و تلك خانة يجيدون اللعب فيها مما سيضع الحكومة الجديدة فى موقف حَرِج امام الشعب و يعيد للاخوان توازنهم الذى افتقدوه جرّاء استعجالهم التمكين .
    فى العمل السياسي هناك أسلحة ليس من المصلحة استخدامها و قد يكون التهديد باستخدامها أجدى من الاستخدام نفسه و من هذه الأسلحة سلاح سحب الثقة من رئيس منتخب فى ظل وضع ديمقراطى فهو يمكن ان يستخدم كاداة ضغط لتقوية الموقف التفاوضى مع حكومة الرئيس مرسي و الذى قد تصل فيه المعارضة إلى وضع أفضل بفرض تحجيم صلاحيات الرئيس و حزبه الحاكم أمّا استخدام ذلك السلاح فقد ياتى بنتائج عكسية أقلّها أن يضع المعارضة موضع الحكومة فتنقلب الأدوار فتخسر المعارضة و تكسب حكومة مرسي و التى ستلعب دور المعارضة مستصحبة معها تلك التجربة التى أبعدتها عن الحكم و اعادتها لصفوف المعارضين من جديد و إذا أتقنت ذلك الدور فستجد نفسها فى وضع جماهيري أفضل فى المدى البعيد و قد يعطيها ذلك فرصة حكم ثانية فى زمن تكون فيه الاوضاع الاقتصادية و السياسية أكثر استقرارًا بسبب نضج التجربة الديمقراطية و استمرارها لفترات اطول فتجنى ثمار تلك المرحلة التى لم تصل إليها إلّا بسبب أخطاء المعارضة التى منحتها عمرًا جديدًا بعد أن كاد يلفظها الشعب صاحب القول الاول و القرار فى المجتمع المدنى الديمقراطى الذى تسعى للوصول اليه مصر .
    خلاصة القول إنّ سحب الثقة من الرئيس مرسي فى هذه الظروف يضعف من النظام الديمقراطى و يفتح أبواب الاحتراب كما أنّه يتيح للاخوان المسلمين فرصة وجود شماعات لتعليق الفشل ، و إذا كانت سنة واحدة قد جعلت الشعب يخرج ضد الاخوان بعد ان أتى بهم إلى السلطة فلماذا لا تعطيهم المعارضة فرصة ثلاث سنوات أخرى لتضمن أنّ الشعب لن يصوّت لهم إلى الابد . هذا بالطبع مع فتح العيون أمام ما يمكن ان يقوم به الاخوان من ألاعيب لتثبيت آلية التمكين و التى بدونها لا يستطيعون فرض برنامجهم على أحد .

    آسف على الإطالة و أكرر شكرى على هذا التناول الرصين
                  

07-03-2013, 11:40 AM

محمد حمزة الحسين
<aمحمد حمزة الحسين
تاريخ التسجيل: 04-22-2013
مجموع المشاركات: 1437

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: وليد زمبركس)

    يعنى يا الكيك
    حسى ما ممكن اجيب ليك 60 مقال يحللوا الوضع الراهن فى مصر ويطلعوا ناس المعارضه
    هم اس البلاء والسبب الرئيسى فى تدهور الوضع الراهن بتحالفهم مع الفلول
    والفرق باين وواضح من تحليل واثارة قناة العربيه وتقصى وتحليل قناة الجزيرة
    وكل زول عاجبو الصاريهو
    هى الساعة 4 دى بعيدة خلونا نتظر ونشوف آخرتا
    :
    :
    :
    :
    :
    مع التحيات لله الزاكيات
                  

07-04-2013, 06:20 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: محمد حمزة الحسين)

    قبل التواصل
    لابد لى من شكر الذين تداخلوا هنا وابد بالاخ
    وليد زمبركس

    واشكره لرؤيته وثق ان الاخوان المسلمين فى مصر رغم انه تنظيم قديم الا انه صغير جدا فى حجمه الحقيقى وخاصة وقد بان امر ذلك فى الشهور الاخيرة بعد ان انفض المؤلفة قلوبهم من حولهم بعد انكاشف مدى فاشية هذا التنظيم وضيق افق قيادته وفكره المدمر وعدم رؤيته السليمة للاحداث السياسية والاخطاء التى وقع فيها وهم بالحكم ومدى سطحية ومستوى فهم كوادره للوضع السياسى الداخلى والخارجى حين بان ذلك فى المحك العملى ..
    هم الان يدفعون الثمن غاليا لانهم كابروا وكذبوا وخدعوا وتلاعبوا بالدين ولم يفهموا الدنيا ..
    وثق ان الشعب المصرى اذكى بكثير من امثالهم وقادر على وضعهم فى الحجم الحقيقى الذى ينكرونه ويتطلعون لما هو اكبر وكانت القاصمة بالامس
    تحياتى لك واصل معنا



    الاخ محمد حمزة

    تحياتى القصة يا خوى موش حكاية تجيب ليك كم مقال تمجد الاخوان الاخوان تنظيم سياسى فاشل لانه يحاول احتكار كل شىء ابتداءا من الدين وانتهاءا بالحقيقة ويعيشون فى اوهام خيالية وواقع غير الذى نعيش فيه واراك تحاول ان تعيش معهم فى هذا الواقع الخيالى الذى عاش فيه حسن البنا من قبل عندما ظن فى لحظة من حياته انه اصبح مثل الرسل لابد ان يقدس فانشا تنظيما خاصا استخدمه فى النيل من الخصوم فدخل فى القتل وخرج من الحياة الدنيا بعد ارتد اليه عمله وتبعه تنظيمه من بعده على هذا المسار ولم يطوروا من انفسهم فى الحياة السياسية رغم انهم تنظيم سياسى يستغلون الدين من اجل الوصول لاهداف دنيوية اهمها السلطة والمال والجاه لهذا يفشلون لانهم يستخدمون ما حرمه الله والرسل والانبياء اجمعين وهو سلاح الكذب ..
    وما حدث للبنا حدث لحسن الترابى ولمرسى كما ترى وتسمع الان والمناظر والكلمات اماك اهه ....




    نتواصل






    نص بيان القوات المسلحة المصرية حول المرحلة المقبلة



    تاريخ النشر: الخميس 04 يوليو 2013


    القاهرة (وكالات) - فيما يلي البيان الحرفي للقوات المسلحة المصرية: “بسم الله الرحمن الرحيم .. شعب مصر العظيم.. إن القوات المسلحة لم يكن في مقدورها أن تصم آذانها أو تغض بصرها عن حركة ونداء جماهير الشعب التى استدعت دورها الوطني، وليس دورها السياسي، على أن القوات المسلحة كانت هي بنفسها أول من أعلن ولا تزال وسوف تظل أنها بعيدة عن العمل السياسي.

    إن القوات المسلحة قد استشعرت الحرج - انطلاقاً من رؤيتها الثاقبة - أن الشعب الذي يدعوها لنصرته لا يدعوها لسلطة أو حكم، وإنما يدعوها للخدمة العامة والحماية الضرورية لمطالب ثورته... وتلك هي الرسالة التي تلقتها القوات المسلحة من كل حواضر مصر ومدنها وقراها، وقد استوعبت بدورها هذه الدعوة وفهمت مقصدها وقدرت ضرورتها واقتربت من المشهد السياسي، آملة وراغبة وملتزمة بكل حدود الواجب والمسؤولية والأمانة .

    إن القوات المسلحة قد بذلت خلال الأشهر الماضية جهوداً مضنية بصورة مباشرة وغير مباشرة لاحتواء الموقف الداخلي وإجراء مصالحة وطنية بين كافة القوى السياسية بما فيها مؤسسة الرئاسة منذ شهر نوفمبر 2012، بدأت بالدعوة لحوار وطني استجابت له كل القوى السياسية الوطنية وقوبل بالرفض من مؤسسة الرئاسة في اللحظات الأخيرة... ثم تتابعت وتوالت الدعوات والمبادرات من ذلك الوقت وحتى تاريخه، كما تقدمت القوات المسلحة أكثر من مرة بعرض تقدير موقف استراتيجي على المستوى الداخلي والخارجي تضمن أهم التحديات والمخاطـر التي تواجه الوطن على المستوى الأمني والاقتصادي والسياسي والاجتماعي، ورؤية القوات المسلحة كمؤسسة وطنية لاحتواء أسباب الانقسام المجتمعي وإزالة أسباب الاحتقان ومجابهة التحديات والمخاطر للخروج من الأزمة الراهنة.

    وفي إطار متابعة الأزمة الحالية اجتمعت القيادة العامة للقوات المسلحة بالسيد / رئيس الجمهورية في قصر القبة يوم 22/6/2013 حيث عرضت رأي القيادة العامة ورفضها للإساءة لمؤسسات الدولة الوطنية والدينية، كما أكدت رفضها لترويع وتهديد جموع الشعب المصري، ولقد كان الأمل معقوداً على وفاق وطني يضع خارطة مستقبل ويوفر أسباب الثقة والطمأنينة والاستقرار لهذا الشعب بما يحقق طموحه ورجاءه، إلا أن خطاب السيد / الرئيس ليلة أمس وقبل انتهاء مهلة الـ 48 ساعة جاء بما لا يلبي ويتوافق مع مطالب جموع الشعب... الأمر الذي استوجب من القوات المسلحة استناداً على مسؤوليتها الوطنية والتاريخية التشاور مع بعض رموز القوى الوطنية والسياسية والشباب ودون استبعاد أو إقصاء لأحد.

    إن المجتمعين اليوم اتفقوا على خارطة مستقبل تتضمن خطوات أولية تحقق بناء مجتمع مصري قوي ومتماسك، لا يقصى أحداً من أبنائه وتياراته وينهى حالة الصراع والانقسام... وتشتمل هذه الخارطة على الآتـي:

    - تعطيل العمل بالدستور بشكل مؤقت.

    ـ يؤدي رئيس المحكمة الدستورية العليـا اليميـن أمام الجمعية العامة للمحكمة.

    ـ إجراء انتخابات رئاسية مبكرة على أن يتولى رئيس المحكمة الدستورية العليا إدارة شؤون البلاد خلال المرحلة الانتقالية لحين انتخاب رئيس جديد.

    ـ لرئيس المحكمة الدستورية العليا سلطة إصدار إعلانات دستورية خلال المرحلة الانتقالية.

    ـ تشكيل حكومة كفاءات وطنية قوية وقادرة تتمتع بجميع الصلاحيات لإدارة المرحلة الحالية.

    ـ تشكيل لجنة تضم كافة الأطياف والخبرات لمراجعة التعديلات الدستورية المقترحة على الدستور الذي تم تعطيله مؤقتاً.

    ـ مناشدة المحكمة الدستورية سرعة إقرار مشروع قانون انتخابات مجلس النواب والبدء في إجراءات الإعداد لها.

    ـ وضع ميثاق شرف إعلامي يكفل حرية الإعلام ويحقق القواعد المهنية والمصداقية والحيدة وإعلاء المصلحة العليا للوطن.

    ـ اتخاذ الإجراءات التنفيذية لتمكين ودمج الشباب في مؤسسات الدولة، ليكون شريكاً في القرار كمساعدين للوزراء والمحافظين ومواقع السلطة التنفيذية المختلفة.

    ـ تشكيل لجنة عليا للمصالحة الوطنية من شخصيات تتمتع بمصداقية وقبول لدى جميع النخب الوطنية وتمثل مختلف التوجهات.

    تهيب القوات المسلحة بالشعب المصري الالتزام بالتظاهر السلمي وتجنب العنف الذي يؤدي إلى مزيد من الاحتقان وإراقة دم الأبرياء... وتحذر من أنها ستتصدى بالتعاون مع رجال وزارة الداخلية بكل قوة وحسم ضد أي خروج عن السلمية طبقاً للقانون وذلك من منطلق مسؤوليتها الوطنية والتاريخية. كما توجه القوات المسلحة التحية والتقدير لرجال القوات المسلحة ورجال الشرطة والقضاء الشرفاء المخلصين، على دورهم الوطني العظيم وتضحياتهم المستمرة للحفاظ على سلامة وأمن مصر وشعبها العظيم.



    إغلاق
    جريدة الاتحاد
    الخميس 25 شعبان 1434هـ - 4 يوليو 2013م



                  

07-04-2013, 07:13 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)

    amr-selim-1610-sudan1sudan1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    الخرباوي” تنبأ بثورة ضد الإخوانإسلام سياسي — 03 July 2013


    الخرباوي يعرف الجماعة جيدا فقد عاش عقودا داخلها

    الشهادات عن تجارب الإسلام السياسي، قد لا تتخذُ الوجاهة الكافية حين تصدر من خصوم المشروع، لكنها تكتسبُ أهمية قصوى حين يطلقها عضو تربّى في المدرسة الإخوانية وتشرّب تعاليمها ومبادئها. الحالة المصرية الراهنة أعادت إلى الأذهان جملة من التصريحات والشهادات التي أدلى بها ثروت الخرباوي القيادي الإخواني الذي قرر أن يغادر معبد الجماعة.

    ففي حوار صحفي أجرته صحيفة الوطن الكويتية في 12 يناير 2013 مع ثروت الخرباوي، تنبأ هذا الأخير ببداية تداعي المبنى الإخواني عام 2013، حيث قال «أبشروا بانهيار قريب للجماعة في 2013». وأضاف «قلتُ منذ 2005 إن لم يعالج الإخوان أخطاءهم فإن مقرهم سوف يتحول إلى متحف وسيتجاوزهم التاريخ، واليوم مازلتُ مصرّا على هذا، فالإخوان صعدوا إلى الهاوية، وقد كان ينبغي أن يصلوا إلى الحكم لكي يعرفهم الناس على حقيقتهم، وقد عرفوهم فعلا فبدأت شعبيتهم تنهار».

    معرفة الخرباوي بحقيقة الجماعة التي عاش عقودا داخل مؤسساتها، بدت جلية حين دافع عن يقينه بحتمية سقوط المشروع الإخواني في مصر، حيث قال: «الجماعة كان لها قيمتها من قبل عند الناس كما القمر في عيون الذين لم يهبطوا على أرضه، ولكن الناس الآن هبطوا على تراب القمر فرأوا المكان معتما شديد الظلام مليئا بالحفر والمطبّات، فشعبية الإخوان انهارت لعدم قدرتهم على إدارة البلاد وهذه نكبة على رؤوسهم لا على الوطن فقط، فالفقر على صعيد الأداء السياسي سيلقي بهم في الهاوية ولسوف يثور الناس عليهم في العام 2013 لأن مصر تمر بأزمة طاحنة غير مسبوقة، والإخوان لا قدرة لهم على البحث عن حلول»

    وعرّج الخرباوي على مسألة التمكين الإخواني فأكد أنها لن تتحقق، واعتبر أن التمكين لا يمكن أن يحدث «ففيضان النيل الشعبي قادم لا محالة وكما فاض وأطاح بمبارك، فسوف يفيض ويُطيح بالإخوان الذين هم إلى زوال، ولكن المشكلة أن لدى الجماعة ميليشيات وجنود ولهذا سيكون هناك ما يشبه الحرب الأهلية… فإرهاصات ثورة الجياع موجودة وستنطلق مع الثورة الحقيقية التي تريد استكمال أهداف ثورة 25 يناير».

    ما صرّح به ثروت الخرباوي منذ يناير الماضي، ليس من قبيل النبوءة أو العرافة، بل هو نابع من معرفة واسعة بحقيقة الجماعة، ولذلك نقف اليوم على صحّة القراءة التي قدمها العارف بأسرار المعبد.

    inShare.0

    ---------------


    مصر- الإخوان… بين تجربتي إيران وغزةآراء —

    01 July 2013
    خيرالله خيرالله

    في السياسة، هناك أهمّ من أن تعرف كيف تربح، هو أن تعرف كيف تخسر. من لا يعرف كيف يخسر، لا يعرف بالتأكيد كيف يربح. لعلّ أسوأ ما في الأمر أن هناك من لا يعرف لا كيف يخسر ولا كيف يربح. هذا ينطبق الى حدّ كبير على الاخوان المسلمين، في مقدّمهم إخوان مصر، الذين سعوا إلى استغلال «ثورة 25 يناير» لمصلحتهم أفضل استغلال. فعلوا ذلك من منطلق أنّهم كانوا الحزب الوحيد المنظم في مرحلة معيّنة، هي السنوات الأخيرة من عهد الرئيس حسني مبارك.

    يشير الخطاب الأخير للرئيس محمد مرسي إلى أن الاخوان المسلمين لا يريدون الاعتراف بالواقع المصري وأنّ همهم الأول يتمثل في تنفيس الاحتقان الشعبي عن طريق إطلاق كلام عن تعديل الدستور أو إشراك الشباب في السلطة. باختصار شديد، يتحدّث مرسي عن أخطاء حصلت ولكن من دون الغوص في طبيعة هذه الأخطاء.

    لا شكّ أن الحديث عن أخطاء يمثّل نوعاً من الشجاعة. لكنّ الشجاعة الحقيقية هي في الاعتراف بأن ليس لدى الاخوان المسلمين أي مشروع سياسي أو اقتصادي لمصر أو لغير مصر باستثناء تكرار التجربة الإيرانية، أي تجربة «الجمهورية الإسلامية» في بلد نفطي يمتلك أصلاً اقتصاداً متنوعاً.

    فشلت الثورة الإيرانية فشلاً ذريعاً بعدما رفعت في البداية شعار التخلي عن الاعتماد على النفط ومداخيله. انتهى بها الأمر في السنة 2013 إلى الاعتماد أكثر فأكثر على الذهب الأسود. وإذا أردنا الاعتماد على لغة الأرقام التي لا يمكن أن تخطئ، نكتشف (استنادا إلى مجلة « ذي إيكونوميست» الجدية) أن نسبة التضخم باتت تفوق الثلاثين في المئة سنويّاً، وأن نسبة أربعين في المئة من السكّان تعيش تحت خطّ الفقر، وأن حجم الاقتصاد عموماً في تقلّص مستمرّ، وأن «الجمهورية الإسلامية» لم تستطع في شهر أيار- مايو الماضي تصدير أكثر من سبعمئة ألف برميل من النفط، أي ثلث ما هي قادرة على تصديره وذلك بسبب العقوبات الدولية المفروضة عليها.

    لا حاجة إلى تعداد ما يعانيه المواطن الإيراني العادي بشكل عام، ولا إلى الاضطهاد الذي يتعرّض له أهل السنّة أو الأقلية المسيحية وحتى اليهود.

    كلّ ما يمكن قوله أن إيران في هروب مستمرّ إلى الخارج، أي إلى برنامج نووي لا يمكن أن يحلّ أي مشكلة من مشاكلها، أو إلى العراق والخليج وسوريا ولبنان واليمن. ربّما كان أفضل ما يمكن أن يختصر المأساة الإيرانية اضطرار البلد إلى استيراد النفط المكرّر.

    مشكلة مصر- الإخوان أنه بعد سنة من تولي مرسي الرئاسة، بات على المصري الانتظار في طابور طويل من أجل الحصول على وقود لسيارته، وذلك في بلد يفترض أنه قادر على سد حاجاته من الوقود. تختصر أزمة الوقود إلى حد كبير الإفلاس الاخواني الذي يحاول الرئيس المصري تغطيته بالشعارات أحيانا، والخطب الفارغة من أي مضمون في أحيان أخرى. ما هو واضح أكثر، أن لا مشروع سياسياً أو اقتصادياً في مصر غير الاستحواذ على السلطة واختراق كلّ الأجهزة والمؤسسات الحكومية على الطريقة الإيرانية.

    هل تسمح ظروف مصر بتكرار التجربة الإيرانية بغطاء إخواني، أم أن مرسي وقادة الإخوان الذين يقفون خلفه لن يجدوا في نهاية المطاف غير تجربة غزّة البائسة تطبّق على الصعيد المصري؟

    الخوف، كلّ الخوف، أن لا يكون لدى مصر- الإخوان، التي لا تمتلك الإمكانات الاقتصادية الإيرانية، من خيار آخر غير خيار غزّة التي أقامت فيها «حماس» إمارة طالبانية (نسبة إلى طالبان) لا مكان فيها سوى للأجهزة الأمنية التي تخنق المواطن، وتجعله تحت رحمة عصابات التهريب التي تشكّل جزءاً لا يتجزّأ من السلطة.

    كان لافتاً أن خطاب مرسي لم يتطرّق إلى المشاكل الحقيقية التي تعاني منها مصر، بدءاً بالسياحة والأمن المفقود وصولا إلى التطرّف ومستقبل مدن القناة والإرهاب الذي يبدو أنه صارت لديه جذور في سيناء… مروراً بالبرامج التعليمية والزراعة ومياه النيل.

    قبل أيّام قليلة استفاق الرئيس المصري على السدّ الأثيوبي. قبل ذلك تذكّر أن على مصر اتخاذ موقف من الجرائم التي يرتكبها النظام السوري في حق شعبه، وأنه ليس ضرورياً مسايرة إيران إلى هذا الحدّ بغية ممارسة ضغوط على دول الخليج العربي. ما يحاول عمله حالياً هو رشوة الشباب المصري من أجل التراجع عن رفضه لحكم الإخوان.

    على من يضحك مرسي؟ هذا هو السؤال الكبير؟ هل أن إيجاد وظائف للشباب في بعض الوزارات أو المؤسسات الرسمية المصرية يعتبر كافياً لتهدأ الثورة داخل الثورة، أي لوضع حدّ لعملية خطف الثورة؟

    الأكيد أن مرسي يسعى مرّة أخرى إلى بيع المصريين أوهاماً. فالشجاعة لا يمكن أن تقتصر على الاعتراف بحصول أخطاء. الشجاعة الحقيقية تعني، أوّل ما تعني، مواجهة المصريين بما يواجه بلدهم من مشاكل معقّدة، لا يمكن حلّها عن طريق أخونة مؤسسات الدولة والتغلغل في كلّ ما له علاقة من قريب أو بعيد بالأمن والأجهزة الأمنية.

    في النهاية، إن مصر لا يمكن أن تصبح غزّة كبيرة. وما فشل في غزّة، حيث لا يزال هناك من هو متعلّق بثقافة الحياة، لا يمكن أن ينجح في مصر التي فيها مئات آلاف الكوادر الشابة القادرة على القول أن كفى تعني كفى، وأن لا بدّ من نقطة بداية.

    نقطة البداية تكون بالامتناع عن وضع الانتماء الإخواني فوق الكفاءة، والانفتاح على كلّ ما هو حضاري في العالم. والحضاري في العالم، لا يمكن أن تكون له علاقة من قريب أو بعيد بالفكر الإخواني المتخلّف
                  

07-04-2013, 10:30 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)







    مصر تعيش اجواء انقلاب عسكري.. القصة الحقيقية للهجوم على مقر الإرشاد في المقطمحسنين كروم
    July 3, 2013


    القاهرة ـ ‘القدس العربي’شهدت الصحف المصرية الصادرة امس تسارعابالأحداث بشكل محموم، بعد أن قرر الإخوان المسلمون ومعهم حلفاؤهم من المؤلفة قلوبهم خوض معركة عنف، على أمل إخافة المعارضة والجيش والشرطة، عندما تحدوا علنا بيان الجيش ورفض الاستجابة للمعارضة الكاسحة لهم، بأن ناشدوا عناصرهم وحلفاءهم الخروج في أكثر من مكان والتجمع فيه تحت راية الجهاد للدفاع عن الإسلام، وأن الحرب الأهلية سوف تندلع وتتحول مصر إلى سورية أخرى، لتخويف الجيش مثلما هددوه علناً بذلك من أشهر، وقد تحول موقفهم الى كوميديا حقيقية لأنهم لا يرون ما يحدث لهم على الأرض، فالجيش والشرطة ضدهما علناً، والغالبية الشعبية الساحقة ترفضهم، ولم تعد لهم سيطرة على المحافظات، واستقال سبعة وزراء، وبدأ كثيرون من الذين اقتربوا منهم في الفترة الماضية يهربون عملاً بالحكمة الخالدة، ######## القوم أنجاه الفرار، أو بالمثل الشعبي، الجري نص الجدعنة، وفي قول آخر، بل كله جدعنة، لدرجة ان زميلنا وصديقنا الرسام الموهوب عمرو سليم كان رسمه عن صورة من فيلم الناصر صلاح الدين بطولة أحمد مظهر في دور صلاح، وحمدي غيث في دور ريتشارد قلب الأسد. وكانت الصورة لريتشارد في الفيلم مع تعليق من عمرو قال فيه: مع الاعتذار لفيلم الناصر صلاح الدين، ووضع على لسان قوله: ‘أمريكا وأوروبا موقفهم بدأ يتغير بعد الحشود اللي شافوها في كل محافظات مصر، والوزراء بيستقيلوا، والشرطة رجعت للشعب، كل أعوانك باعوك يا ريتشارد قلب الخروف’.
    وكانت مصادفة غريبة انني اثناء مشاهدتي قناة الإخوان 25 كانت هناك مقابلة مع زميل صحافي إخواني من’الأهرام’ اتهم الجيش بالقيام بانقلاب وأيدته الشرطة وقال: ‘معقول في بعض أقسام الشرطة علقوا يافطات، تقول: حتى يسقط الخروف.
    كما أذاعت القناة خطبة أخذ صاحبها يتصنع البكاء، وهو يدعو من منصة رابعة العدوية، قائلاً: اللهم انصر أحب عبادك إليك.

    ‘الحرية والعدالة’: مصر قبل 30 يونيو ليست هي مصر بعد 30 يونيو

    وقال صاحبنا الإخواني الدكتور وصفي عاشور أبو زيد يوم الثلاثاء في جريدة ‘الحرية والعدالة’ عن مليونية رابعة: ‘نحن في مشهد رابعة العدوية لا يستطيع أن يصفه الواصفون أو يتحدث عنه المتحدثون أو يكتب عنه الكاتبون، سواء من حيث المجموع حيث الوحدة والقوة والترابط والايثار وقيم التحضر والنظافة بما تشعر معه بأجواء الثورة الأولى، أو من حيث وضوح الرؤية والهدف واستلهام كل معاني الثبات والصبر والتضحية من أجل الهدف النبيل والقضية العادلة التي يتحرك من أجلها الفرد بيته وأهله وأولاده طائعاً مختاراً بلا أدنى مقابل سوى وجهه الله تعالى مواصلاً الليل بالنهار مع تواضع أحوال المعيشة من طعام وشراب ومأوى نلتحف السماء ونفترش الأرض ليلاً بالإضافة إلى قضاء الليل في صلاة التهجد والتبتل والدعاء والبكاء والخشوع والخضوع والركوع والسجود بما يشعر المرء بالسكينة والطمأنينة والاستبشار بأن هذه الفئة هي المنصورة وأن الله لن يضيعها، أما في النهار فالشمس الحارقة في كبد الصيف مع وجود نساء وأطفال كل هذا يعطي مؤشراً واضحاً بأن هذه قضية عادلة ومحقة تلك القضية التي تستحق كل هذه التضحية وجميع هذا الثبات فإذا كشفنا الستار عن المشهد الثاني، مشهد ميدان التحرير أو الاتحادية وجدنا التشتت في الرؤية والتمزق في الهدف.
    ومن هنا أقول بكل اطمئنان إن مصر قبل 30 يونيو ليست هي مصر بعد 30 يونيو فسوف تنكسر شوكة المعارضة ويسلس قيادة الأمور للرئيس المنتخب على ان يتخذ إجراءات صارمة وحاسمة تأخر فيه كثيراً لصالح الثورة ولصالح مصر والمصريين’.
    وفي الحقيقة، فأنا لا أعرف لماذا يبكون، وإذا كانوا يقضون الليل والنهار في البكاء والدعاء والعبادة، فمتى ينامون إذن؟
    أما في مليونية نهضة مصــــر، فقـــد تعمـــــدوا استعراض قــــوتهم بجري العشرات منهم في طابور يتكون من صفين وأعداد منهم تحمل الشوم، وحدثت اشتباكات بالأسلحة النارية بين السرايات وشارع فيصل وهم في طريقهم لجامعة القاهــرة. ووقعت اشتباكات في محافظات أخرى.

    قصة الهجوم على مقر
    وزارة الثقافة ومكتب الارشاد

    ومن بين غرائب هؤلاء القوم ان جريدة ‘الحرية والعدالة’ نشرت يوم الثلاثاء في صفحتها الثالثة تحقيقاً لزميلنا أحمد أبو زيد قال فيه وزير الثقافة الدكتور علاء عبدالعزيز الذي طرده المثقفون من مكتبه بمبنى الوزارة: ‘حان الوقت لاسترداده من مغتصبيه بعد أن غادر أغلب المعتصمين إلى ميدان لتحرير للمشاركة في ثورتهم’.
    وبالنسبة للهجوم الذي تعرض له مكتب الإرشاد في منطقة المقطم بشرق القاهرة – وأسبابه، فقالت عنه ‘الأهرام’ يوم الثلاثاء في صفحتها الخامسة في تحقيق لزميلنا أحمد إمام ومشاركة تسعة مصورين: ‘الأحداث الساخنة اشتدت وبدأت وتيرتها الليلة قبل الماضية عندما تجمع أكثر من مائتي شخص أمام المقر الرئيسي بالمقطم بعدما طافوا بشارعي 9 و 10 والمتواجد بهما المقر رافعين لافتات الرحيل والإسقاط ومنها ‘ارحل’، ‘يسقط حكم الإخوان’ في الوقت الذي كانت فيه عناصر مسلحة تحمل أسلحة آلية وبنادق خرطوش وفرود خرطوش تعتلي أسطح المقر، ونوافذه في محاولة للدفاع عنه لكن الأمور اختلفت كثيراً، فأثناء تواجد المتظاهرين العزل، كان للمسلحين من داخل المقـــــر رأي آخر فبدأوا في إطلاق الرصاص في محاولة لإرهاب المتظاهرين وهو ما زاد الأمر اشتعالاً وأحدث حالة من الصخب والغليان فتسلح المتظاهرون بالطوب والحجارة وزجاجات المولوتوف وبدأوا في الاقــتراب رويدا رويدا من المقر المحاط بالأسوار العالية وسط إطلاق الرصاص العشـــوائي وفجأة اشــــتعلت النيران في أحد الأكشاك وسقطت النيران وألسنة اللهب داخــــل الدور الأرضي لتتصاعد الأدخنة وفجأة ودون سابق إنذار أطلقت العناصر المسلحة الرصاص على المتواجدين لتصيب في الحال نحو خمسة وعشرين شخصاً وقد ازدادت الأمور صعوبة ######ونة وتجمعت أعداد غفيرة من الأهالي بالمقطم في محاولة لدعم ومساندة الشباب، حاول الأمن أيضاً الاقتراب.
    والتصدي للمسلحين إلا أن القدر كان أسبق فأصيب الضابط شريف أبو الدهب معاون المباحث بقسم المقطم بطلقات خرطوش في أنحاء متفرقة بجسده ونقل في حالة خطيرة إلى المستشفى حتى بدأ منتصب الليل والدخول في يوم جديد وسقط أربع قتلى وسط صيحات وصرخات الغضب التي دوت في أرجاء المكان والحشود تأتي من كل حدب وصوب وطلقات الرصاص لا تتوقف والإصابات والدماء تنزف بغزارة لتروي شوارع المقطم وصافرات الإسعاف لم تهدأ، ومع طلوع الفجر سقط أربع شهداء جدد، ودموع أصدقائهم لا تنتهي ومحاولات الاستفزاز والرصاص مستمرة ولهيب الأحداث في حراك والإصابات ترتفع ليسقط سبعون مصاباً برصاص حي وطلقات خرطوش وفي السابعة من صباح أمس بدأت العناصر المسلحة الفرار من مقر الإرشاد وسط إطلاق الرصاص العشوائي ونجحوا في الهرب وعلى الفور تجمع المئات واقتحموا المقر وأشعلوا النيران في الدور الأرضي وبدأوا في الاستيلاء على كل ما فيه من أوراق وأجهزة كمبيوتر ومتعلقات.
    وتحاول الأجهزة الأمنية التفاوض مع الأهالي وتهدئتهم وتواصل جهودها لضبط العناصر المسلحة والهاربة والمنتظر سقوطهم في أقرب وقت وقد تولت النيابة التحقيق’.
    مكتب الارشاد استخدم
    الاسلحة الحية ضد المتظاهرين

    أما ‘الشروق’ فنشرت في نفس اليوم تحقيقاً في صفحتها السادسة لزميلنا أحمد البرديني، جاء فيه: ‘كشفت تحقيقات نيابة جنوب القاهرة الكلية برئاسة المستشار تامر العربي وبإشراف المستشار طارق أبو زيد المحامي العام الأول، امس عن تزويد جماعة الإخوان المسلمين مقرها الرئيسي بالمقطم بالأسلحة الحية والكيميائية أثناء تظاهرات 30 يونية وقيام أعضائها بسحبها من المقر، وقررت النيابة حبس مصطفى ‘أ’ 28 عاما عضو بجماعة الإخوان أربعة أيام على ذمة التحقيقات التي تجريها النيابة في حرق مكتب إرشاد الجماعة بالمقطم وإطلاق الرصاص على المتظاهرين، وكشف المتهم عن هوية عدد من أعضاء جماعة الإخوان الذين احتشدوا داخل المقر الرئيسي وأبلغ فريق تحقيق النيابة بأسمائهم مشيراً إلى انهم استخدموا الأسلحة الحية والخرطوش من البنادق وغيرها في تفريق المتظاهرين، من محيط الإرشاد، وكشفت التحقيقات أن جماعة الإخوان لجأوا الى كهربة الأسوار قبل مظاهرات 30 يونيو لمنع اقتحام الارشاد إلا أنهم أجبروا على الهروب من الباب الخلفي للمقر الرئيسي بعد نفاد ذخيرتهم في اشتباكات استمرت 6 ساعات متواصلة مع المعتدين على المقر الرئيسي للجماعة’.

    رفض طعن النائب العام الإخواني
    المستشار طلعت إبراهيم

    هذا ونشرت صحف أمس، الأربعاء حكم محكمة النقض برفض طعن النائب العام الإخواني المستشار طلعت إبراهيم على حكم دائرة استئناف طلبات القضاة، ببطلان قرار رئيس الجمهورية بتعيينه نائباً عاماً وإقالة المستشار عبدالمجيد محمود، النائب العام السابق، واعتبار القرار كأن لم يكن، وبالتالي سوف يتسلم عبدالمجيد محمود الصيغة التنفيذية للحكم ويسلمه للمجلس الأعلى للقضاء لتنفيذ الحكم.
    وبدأت الأحداث تتسارع يوم الثلاثاء في اتجاه الإخوان والجماعة الإسلامية ومن يساندهم من جماعات سلفية لاستخدام العنف ودفع البلاد نحو الحرب الأهلية، وتخويف الناس من النزول الى الميادين في مخطط واضح لاي مراقب على معرفة بأساليبهم وتكفيرهم، فهاجموا محلات تجارية واعتدوا على أناس، وقاموا باستعراضات شبه عسكرية أمام جامعة القاهرة، كما مارسوا الاعتداءات في مسيرتهم من حي امبابة باتجاه الجامعة، واندلعت اشتباكات سقط فيها قتلى وجرحى، وقاموا بضرب ضابط شرطة وجيش.

    اتهام الجيش بالانقلاب
    على الإرادة الشعبية

    وأصدرت الأحزاب المتحالفة بياناً من منصة رابعة العدوية كان أبرز ما فيه اتهام الجيش بالانقلاب على الإرادة الشعبية، التي افرزتها انتخابات الرئاسة مثلما فعل الجيش الجزائري وكانت النتيجة الحرب الأهلية الدموية، رغم ان الذي تحالف مع الجيش في الجزائر ومع المخابرات الفرنسية والأمريكية هم الإخوان المسلمين بقيادة المرحوم محفوظ نحناح لإلغاء الانتخابات التي فازت فيها الجبهة الإسلامية للإنقاذ، وبعدها ألقى مرسي بياناً كرر فيه ما سبق وقاله في خطبته يوم الأربعاء قبل الماضي، مؤكداً على عدم ترك منصبه ومتحدياً المعارضة والجيش، بل هدد الجيش بإشعال حرب أهلية ضده، بطريقة غير مباشرة عندما طالب أنصاره بالحفاظ على الجيش، ورافضاً إنذار قيادته له، وكان رد الفعل السريع دموياً، فقد حدثت اعتداءات على الأهالي في الدقي وبين السرايات، مما أدى إلى قيامهم بالرد عليهم بنفس العنف وسقط قتلى وجرحى امام جامعة القاهرة، ونزلت قوات الصاعقة التابعة للجيش، كما اندلعت المعارك في القليوبية بعد اعتداء مظاهرة للإخوان على الأهالي، وتدخلت الشرطة للفص بينهم وبين الأهالي، وإلقاء القبض على اعداد قادمة من الوجه البحري ومن الصعيد متجهة إلى جامعة القاهرة ورابعة العدوية وبحوزتها أسلحة.
    كما أعلن المعارضون رفضهم لخطاب مرسي وأكدوا على تنحيه وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة وفترة انتقالية وإعداد دستور جديد، إلى غير ذلك من مطالب.

    لماذا استقال وزير الخارجية
    محمد كامل عمرو؟

    ثم انفجرت مساء الثلاثاء أخبار لو ثبتت صحتها بشكل مؤكد فستكون كارثة حقيقية بالنسبة لمرسي وللجماعة، وهي ان سبب استقالة وزير الخارجية محمد كامل عمرو ان مرسي طلب منه الطلب من الدول الأجنبية التدخل ضد الجيش لأنه قام بانقلاب على الشرعية، وخرج الوزير من عند مرسي وسارع بإبلاغ الفريق السيسي بما طلبه مرسي، وهذا سبب استقالته، وقام بهذه المهمة، عصام الحداد، مستشار مرسي للعلاقات الخارجية والتعاون الدولي، كما تواصلت الأخبار عن بحث الشرطة والجيش عن عدد من الشخصيات لتورطها في التحريض على الحرب الأهلية والتخطيط لها مثل أصدقائنا عصام العريان وممدوح اسماعيل وحازم ابو اسماعيل وصفوت حجازي ومحمد البلتاجي.

    الرجل الذي حث الصعايدة
    على القتال في القاهرة

    كما تضاربت الأنباء عن الأماكن التي لجأ إليها المرشد العام ونائبه خيرت الشاطر وباقي أعضاء مكتب الارشاد، وعاصم عبدالماجد، وتواصلت المظاهرات في مدن الصعيد ضد مرسي بشكل أكبر، ومعه بدرجة أقل، وسقط قتلى عديدون، وبدأت عملية مطاردة لعناصر من الجماعة الإسلامية يشتبه في تورطها فيها، وأعلنت محافظة سوهاج استقلالها، وكانت ‘المصريون’ قد نشرت يوم الاثنين مقالا للدكتور سيد عبدالجليل وهو من الجماعات في الصعيد، شن فيه هجوماً عنيفاً على عاصم عبدالماجد، الشهير بالحجاج الثقفي ومينا موحد القطرين بسبب تحدثه باسم الصعيد، وإرسال عشرات الآلاف من أبنائه للقتال في القـــاهرة ومما قاله: ‘دأب بعض أبناء الصعيد الذين هاجروا منذ عقود خلال الشهور الماضية على توجيه رسائل وتوجيهات مباشرة لأهل الصعيد بضرورة اتخاذ موقف سياسي معين والحقيقة أن تلك التوجيهات والرسائل تحمل ضمناً قدراً من الوصاية البغيضة على أبناء الصعيد واستخفافاً بعقولهم وقدراتهم على اتخاذ قراراتهم وتحديد اختياراتهم السياسية وهي أمور قد تؤدي في المجمل لنتيجة عكسية لما يبتغوه، ذلك أن أهل الصعيد بطبيعتهم لديهم حساسية مفرطة من تلقي مثل تلك التوجيهات المباشرة والتي تبدو فوقية، أن الشباب في الصعيد صاروا يشكلون الشريحة الأكثر عدداً وفاعلية وحركة، وأن هؤلاء الشباب مع ثورة الاتصالات والتقدم التكنولوجي المذهل وسيادة وسائل الإعلام الفضائية التي يستحيل حجمها، الأمر الذي يصعب معه تعيينهم أو تحييدهم أو العبث بوعيهم، إن أي تفسير للسلوك السياسي لأه الصعيد يتغاضى عن ذلك الواقع سيكون قاصراً ويلازمه عواراً شديد’.

    ‘الحرية والعدالة’: احتكمنا الى قواعد الديمقراطية ولا يمكن الانقلاب عليها

    وإلى المعارك الدائرة حول الرئيس مرسي، ونبدأها بالإخوانية الجميلة ومسؤولة قسم الاخوات في محافظة الجيزة الدكتورة عزة الجرف وقولها يوم الثلاثاء في باب البريد بجريدة ‘الحرية والعدالة’: ‘منذ ساعات قليلة بدأنا العام الثاني من رئاسة الدكتور محمد مرسي في هذا العام ينبغي أن يكون المواطن المصري هو محور الاهتمام بمشكلاته وآلامه وطموحه وآماله فقد عانى المصري عقوداً طويلة ولا يجب أن تستمر تلك المعاناة، احتكمنا الى قواعد الديمقراطية ولا يمكن الانقلاب عليها وعلى الشرعية، كفى انشغالا عن القضايا المهمة والأساسية والملحة للدولة المصرية، إن شاء الله ستكون هذه السنة بداية حقيقية للتطهير ولبناء الدولة المصرية واستكمال مؤسساتها والنهوض بها حتى نضع مصر على طريق النهضة نعد العدة لاستقبال رمضان، كل عام ومصر والأمة بخير، كل عام وأنتم إلى الله أقرب على طاعته أدوم وللخيرات أسبق’.
    وعزت هي قالت، أثناء معركة قصر الاتحادية في شهر ديسمبر الماضي، انها كانت داخل القصر، وشاهدت بأم عينيها الجميلتين، داخل خيام المعتصمين، ممارسات جنسية كاملة، أي والعياذ بالله دخول المرود في المكحل، أما كيف رأت ذلك وبينها وبين السور مئات الأمتار، والسور مرتفع والخيام تحته؟ هذه معجزة أخرى من معجزات زرقاء اليمامة.

    إذلال رموز الحزب الوطني وحزب الاخوان

    أما زميلنا ميلاد زكريا نائب رئيس تحرير ‘الوطن’ في نفس اليوم بقوله: ‘مثلما صفق المصريون واحتفلوا بحرق مقار الحزب الوطني انني الآن أقدم غضب وطني واحتفالات شعبه وناسه الطيبين بحرق مقار الطغيان والاستبداد والقتل والرجعية، خصوصاً وكسر الأصنام التي في المقطم، ومثلما باركنا شماتته الشعب في إذلال رموز الحزب الوطني تلزمنا العدالة والمساواة أن نبجل ونبارك احتفالات الشعب بتعرية وإذلال قادة تنظيم الإرهاب الذي كان يحكمنا بتعرية وإذلال قادة تنظيم الإرهاب الذي كان يحكمنا قبل الثلاثين من يونيو، أولئك القتلة الذين أبدعوا في التطور، فبعد أن كانوا بشرا تحولوا إلى خرفان واختاروا أخيرا أن يتحولوا إلى فئران تختبىء في الجحور عندما يزأر الشعب سقط الإرهاب الحاكم إلى غير رجعة بإذن الله بقوة الشعب دون حاجة إلى ميليشيات حماس، لم ينتصر الشعب على الإخوان وحدهم، بل هزم ايضاً في طريقه كل من أسهم في وضع الجماعة على كرسي الحكم وهم أمريكا وإسرائيل وقطر والاتحاد الأوروبي وأموال الوهابية السعودية وأجهزة المخابرات العالمية’.
    ويبدو – والله أعلم – أن الشيخ يوسف القرضاوي أحس أن ميلاد يهاجمه بطريق غير مباشر، لأنه كان قادماً من قطر لمساندة الإخوان ومرسي، ولذلك قال في نفس اليوم في ‘الأخبار’ في حديث أجرته معه زميلتنا الجميلة ثناء القص – يا بخته – قال فيه نافياً التهمة عن قطر وملقياً بها على الإمارات بطريقة غير مباشرة: ‘هناك فتن خارجية تحاول أن تستغل الوضع وهذا معروف طبعاً، هناك في الخارج من يبعث بالمليارات داخل مصر لهؤلاء البلطجية الذين يفسدون في الأرض’.

    انجازات مرسي
    الحريص على العدالة

    ثم بكى وان كانت ثناء لم تذكر ذلك، وقال عن انجازات مرسي: ‘رواتب الكثيرين تغيرت، تم تصحيح كثير من الأخطاء وأصلح الكثير من الفساد، من يتابع وزير التمويت يرى العجب، يرى المخابز التي تنتج الرغيف المصري النظيف الرخيص والدولة تتحمل الباقي، وغيرها مما ذكره مرسي في خطابه وهو رجلاً لا يكذب ومن يتهم رجل بالكذب أو بالظلم حسابه عند الله فالدكتور مرسي حريص على العدل لأنه يتقي الله عز وجل ومن يتق الله لا يعمل بالمعصية لذلك أقول، ان المصريين للأسف لم يتذكروا أن الرئيس محمد مرسي رئيس شرعي منتخب انتخاباً شرعياً بعد أن حرمنا ستين سنة من أن ينتخب رئيس بإرادتنا وحينما جاءنا من اخترناه نرفضه الآن، لماذا؟’.
    وقد تعجبت عجباً شديداً، من ان يكون القرضاوي عندنا في القاهرة، ولم يذهب إلى منصة رابعة العدوية ليلقي من فوقها خطبة نارية لتأييد مرسي واكتفى بكلمة متلفزة.

    ‘المصريون’: الحالة الانقسامية
    في الشارع المصري صنعها مرسي

    وفوجئت بيد تمسك القلم وتمنعني من الاسترسال، وكانت يد صديقنا المحامي الكبير والكاتب والقيادي في حزب مصر القوية الذي يترأسه عبدالمنعم أبو الفتوح الذي كان القرضاوي يؤيده ضد مرسي في الانتخابات الرئاسية، وهو محامي حركة تمرد أيضاً، وعضو مكتب الارشاد السابق مختار نوح، وطلب مني الصمت لأنه أقدر مني على الرد، وتركته ينشد قائلاً في نفس اليوم في ‘المصريون’ في حديث مع زملتنا الجميلة مروة رسلان: ‘تك الحالة الانقسامية في الشارع المصري صنعها مرسي بعد أن جلس على عرش مصر، صنعها عندما اعتمد على تقسيم الناس بين سني وشيعي وعلماني وجماعات إسلامية وليبرالي ويساري وناصري وتكفيري وجهادي وسلفي وقبطي وعسكر فالسياسة التي اتبعها ‘مرسي’ كانت طائفية الطابع وقسمت الشعب المصري إلى دستة طوائف متناحرة لذلك أنا أخشى أن نصل الى حد القتال في الشوارع، وما حدث من قتل وسحل للشيعة الأربعة في مذبحة زاوية أبو مسلم في الجيزة خير دليل على ذلك، من قال ان التيار الإسلامي مع ‘مرسي’ وجماعته وأهله وعشيرته والحقيقة أن هناك خطأ شائعاً، الجميع يردده، وهو ان من يساند ‘مرسي’ هم التيار الإسلامي وهذا غير صحيح لأن التيار الإسلامي أغلبه ضد ‘مرسي’ ومكتب إرشاده وأسأل في ذلك حزب ‘النور’ وأسأل ‘مصر القوية’ واسأل الإسلاميين وأسأل ‘الصوفيين’ وأسأل الذين ضد ‘مرسي’ الآن تجد أن الأغلبية سيقفون ضده مصر القوية، حزب ضد جماعة الإخوان المسلمين بإدارتها الحالية، أي انه ليس الصورة المختبئة من الجماعة.

    الإسلام يراعي مبدأ
    الديمقراطية والمساواة في التعيين

    الإسلام يراعي مبدأ الديمقراطية والمساواة في التعيين والمناصب والرسول – عليه الصلاة والسلام – قال من يسند هذا الأمر إلى غير أهله فليتبوأ مقعده من النار فهل ‘مرسي’ بذلك يطبق الإسلام، لذلك خرج عليه الناس يوم 30 يونية لأنه لا يطبق الإسلام، التكفير يلجأ إليه أصحاب الغرض ليجدوا أمامهم مبرراً كريماً يسترون به أغراضهم وهم يكفرون من يختلف معهم في الرأي حتى يكرههم الناس، أما عن أمير المؤمنين فالأسماء لا علاقة لها بالإسلام سميها أمير المؤمنين أو رئيس الجمهورية فالرسول لم يكن اسمه أميراً للمؤمنين ومن جاء بعده أطلق على نفسه أمير المؤمنين ثم الخليفة والسلطان والحاكم تلك المسميات لا علاقة بها بالإسلام، بمنتهى البساطة مصطلح ‘الفول’ أصبح هو ‘أمنا الغولة’ الذي يستخدمه الإخوان المسلمين ‘موضة وبطلت’ ويكفي أن هناك أكثر من خمسة عشر ألفاً منهم استقالوا وانشقوا من الجماعة منذ انتخاب مرسي رئيساً للجمهورية، وهل للصندوق الآن شرعية بعد كل ما حدث لقد فقد مرسي الشرعية قبل أن تتكون حركة تمرد، فقد فشل مرسي فشلاً كبيراً في إدارة البلاد كما أن الدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة اصبحت غير مجدية الآن وليس من حق الدكتور محمد مرسي عرض هذا الأمر لأنه فقد الشرعية من الأساس بعدما بلغت توقيعات حملة ‘تمرد’ الاثنين وعشرين مليون توقيع وهذا يعني فقدان الثقة، وعلى الجميع أن يعلم أن حركة ‘تمرد’ حركة دستورية وديمقراطية.
    هل سمع المصريون أو شاهدوا أيا من أعضاء حركة ‘تجرد’ في الشوارع يحصلون على توقيعات الشعب، أعتـــــقد انها فقـــــط مجـــرد حركة لمواجهة حركة ‘تمرد’ مثلها مثل جبهة الضمير التي شكلها لمواجهة حركة ‘تمرد’ مثلها مثل جبهة الضمير التــــي شكلها الإخــــوان المسلــــمون لمواجهة جبهة الإنقاذ ومثلها مثل ‘قضاة من أجل مصر’ ليواجه نادي القضاة’.



    ---------------

    هل يستيقظ رئيسا وينام خارج القصر؟صحف عبرية
    July 3, 2013


    استيقظ محمد مرسي هذا الصباح رئيسا لجمهورية مصر، وليس من المؤكد ان يمضي هذه الليلة لينام رئيسا، كما تكتب صحيفة ‘الاندبندنت’ البريطانية اليوم.
    ويوافق 84 مليون مصري على ذلك. دعا الفريق السيسي بحسب أنباء منشورة مختلفة مرسي الى التنحي. فاذا لم يكن هذا انقلابا عسكريا فهو على الأقل ضربة رحمة الجيش المصري.
    يُفضل الجيش المصري على نحو عام ان يكون عمله سريا، فمن النادر جدا ان يعلن تصريحات. فان فعل فهذه اشارة الى ان الوضع في مصر خطر حقا. والحال اليوم كما كانت في 2011. بعد ان جند الجيش نفسه للمعركة أول أمس حينما أنذر الرئيس مرسي أولا واقترح أمس خريطة طريق، فلا شك في ان لحظة الحسم قد اقتربت.
    يجب ان نتذكر ان أول شيء قام به الرئيس المنتخب مرسي، وهو من الاخوان المسلمين، حينما دخل القصر الرئاسي في تموز/يوليو 2012، كان الغاء ‘الاعلان الدستوري’ الذي منح المجلس العسكري الأعلى أكثر السلطات. ويقترح الجيش الآن مع عدم الاتفاق بين السلطة والمعارضة فض مجلس الشعب، حيث توجد اليوم أكثرية للاسلاميين والغاء الدستور واعلان انتخابات مبكرة.

    جميع أخطاء الاخوان

    تعلمت المعارضة العلمانية بواسطة ‘جبهة ثلاثين يونيو’ دروس الماضي وألقت على أحد ممثليها الكبار، وهو محمد البرادعي، مهمة اعداد ‘الفترة الانتقالية’.
    واخطأ الاخوان المسلمون في مقابل ذلك كل الأخطاء الممكنة: فهم لم يستطيعوا انشاء حوار مع الشعب والمعارضة، ولم يُحسنوا وضع مصر الاقتصادي ايضا، ودفعوا الى الأمام بالمتطرفين من رفاقهم وبالايديولوجية الاسلامية بصورة أثارت امتعاض نصف الشعب، واختاروا أقل الناس قوة حضور رئيسا لهم. وهناك شيء آخر وهو أنهم ركلوا الى الخارج المجلس العسكري الأعلى من قيادة الدولة بدل ان يرعوا الحلف غير الطبيعي الذي نشأ بينهم وبين الجيش بعد عهد مبارك. وكان يمكن ان يساعد هذا الحلف اليوم مثلا.
    لا يوجد للاخوان في مصر اليوم أحد سوى الاخوان، حتى ولا السلفيون. ويتصرف مرسي بالضبط مثل الزعماء العرب في اثناء الربيع العربي. وهو لم يدرك أن هذه هي النهاية مثل مبارك وصالح والقذافي وابن علي. إن الجيش معني بأن يكون صاحب القرار في مصر (فهو يملك 25 في المئة من الانتاج الوطني الخام في الدولة) من غير أن يدير الامور. وهو ينوي لذلك ايضا أن يؤلف المجلس المؤقت الذي سيدير شؤون الدولة في أكثره من مدنيين. إن الفريق عبد الفتاح السيسي أكثر واقعية من سلفه المشير الطنطاوي. ويتذكر السيسي جيدا كيف تظاهر الجمع المتحمس في ميدان التحرير على الطنطاوي ايضا، وآخر شيء يريده السيسي أن يسمع في ميدان التحرير قولهم ‘إرحل يا سيسي’.

    أضاعت الولايات المتحدة الفرصة مرة اخرى

    ولا يجوز ان ننسى اوباما في المعادلة المصرية. يدعو رئيس الولايات المتحدة مرسي الآن الى الموافقة على انتخابات مبكرة. وهو اوباما نفسه الذي رعى مرسي. وعلى العموم فان امريكا لا تربح في الشأن المصري، فقبل اسبوع فقط أوصت السفيرة الامريكية آن بترسون المعارضة باحترام نتائج الانتخابات. ويصعب ان نؤمن بأن امريكا التي تعلم وتسمع كل شيء، حسبما يقول المُسرب ورجل الـ’سي.آي.ايه’ السابق ادوارد سنودن، لا تنجح في استماع ما يستطيع كل واحد ان يستمعه في الشارع في القاهرة.
    كانت مصر تُجند نفسها على مرسي منذ شهر نيسان/ابريل، ووقع 22 مليون انسان على عريضة تدعوه الى الرحيل. ولم تكن واشنطن وحدها متنبهة الى التجنيد العام، ويصعب عليها ان تفهم مصر. من المثير ان نعلم أقد يفكر سنودن في لجوء الى القاهرة.
    وعلى العموم يبدو ان ادارة اوباما تعيش في كوكب آخر، وقد تساءلت حتى صحيفة ‘نيويورك تايمزand#8242; التي لا تعتبر ضمن منتقدي اوباما، أهذا هو وقت اجراء وزير الخارجية جون كيري جولات مكوكية في المنطقة بين اسرائيل والفلسطينيين وكأن سورية ومصر غير موجودتين. تغير الشرق الاوسط وتغيرت ايضا ترتيبات أولوياته، لكن امريكا تختار ان تشغل نفسها خاصة بـ’تل ابيب الوادعة’ كما تُعرفها صحيفة ‘تايمزand#8242;.
    لا يُظهر مرسي الى الآن علامات انطواء ازاء حركة تمرد التي تنجح في تنحيته رغم نتائج صناديق الاقتراع وتأييد اوباما. لن تتحول مصر في الغد في الحقيقة الى ديمقراطية برلمانية، لكن الشعب المصري قال كلمته مرة اخرى فهو لا يريد مستبدا غير مجدٍ واسلاميا ايضا. كما زعمنا منذ البدء بالضبط: ‘ربيع الشعوب العربي’ لم يولد من الهبة الشعبية العربية في 2011. وبدأ ‘الشتاء الاسلامي’ من جهة اخرى يتلاشى. وقد يكون هذا الشيء الايجابي الوحيد الذي يحدث، فليس من العجب ان يفضل كيري ان يقضي الوقت في تل ابيب.

    بوعز بسموت
    اسرائيل اليوم 3/7/2013


    --------------
                  

07-06-2013, 04:39 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)

    عصام البشير: عزل مرسي انقلاب على الشرعية

    ل
    نشر بتاريخ السبت, 06 تموز/يوليو 2013 09:04

    وصف رئيس مجمع الفقه الإسلامي وإمام وخطيب مسجد النور بضاحية كافوري بالخرطوم بحري د. عصام أحمد البشير عزل الجيش المصري للرئيس المنتخب محمد مرسي بأنه انقلاب على شرعية منتخبة، وأضاف أن الاعتقالات التي طالت الإخوان المسلمين تعد استهدافًا للإسلاميين في الدول العربية والإسلامية كافة وليس مصر وحدها. وقال عصام البشير في خطبة الجمعة أمس: كان ينبغي لكل الأطراف في مصر اللجوء إلى الاستفتاء لحل أي قضية، مشيرًا إلى أن من يتحدثون عن ثورة شعب عليهم رؤية ميدان رابعة العدوية أمس الذي احتشد فيه الملايين من مؤيدي مرسي، وأوضح أن الشعب المصري لم يُتِح الفرصة الكافية لحكم الإسلاميين لتقديم ما لديهم من أفكار ومقترحات، وتوقع عصام البشير نشوب حرب ضد الإسلاميين، وقال إن الإسلاميين هُضمت حقوقهم في مصر، وحذَّرهم من الإستجابة لنداء العنف. وفي سياق ذي صلة، طالب عصام البشير، الدولة بضرورة إجراء إصلاحات، وقال: يجب على الدولة أن تنتهج النهج السلمي باتخاذ أسلوب الحسم في الحكم، وأن تسعى لمحاربة وتنظيف الفساد في المجتمع.

    الانتباهة خهع
                  

07-07-2013, 07:12 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)

    الدكتور
    رضوان السيد المفكر اللبنانى القدير كتب هذا المقال الرائع عن حكم الاخوان المسلمين لمصر واسباب الثورة ضده

    اقرا المقال


    . رضوان السيد


    تجدد الثورة المصرية ومصائر الإسلام السياسي
    تاريخ النشر: الأحد 07 يوليو 2013

    أنهى الشباب المصريون حكم «الإخوان المسلمين» للبلاد ورئاسة الدكتور مرسي بعد عامٍ على بدئه. وكان نزولهم إلى الساحات والميادين بقيادة حركة «تمرد» ساحقاً إلى الحدّ الذي دفع الجيش المصري للتضامن معهم، وتأييد مطالبهم في المسير إلى انتخابات رئاسية مبكرة، والدخول في مسار انتقالي مختلف عن السابق. فقد وصلت أعدادهم في اليومين الأولين إلى ما يزيد على العشرين مليوناً؛ بينما استطاع «الإخوان» حشد المليون في سائر النواحي. وبقدر ما كانت الأعداد حاسمةً، كان حاسماً أيضاً إصرار الجيش على الاستجابة لإرادة الناس، وهو المسلك نفسه الذي سلكه بعد ثورة 25 يناير 2011.





    لقد بدأت المشكلة بعد ثلاثة أشهُر على الموجة الثورية الأُولى، عندما شعر الشبان أن الأمر مُرتَّب، وتُركوا وحدهم في الشارع، فاندفعوا للاصطدام بالشرطة ثم الجيش. وظهرت لديهم الفكرة القائلة بأن «الإخوان» اتفقوا مع الجيش والأميركيين على تسلم السلطة بمفردهم. وجاءت الاستفتاءاتُ والانتخابات المتوالية ووصول مرسي إلى الرئاسة لتثبت هذا الانطباع. وفي الشهور الأُولى بدا كأنما سلَّم الجميع بالسيطرة الإخوانية، وتشكّلت أحزاب مُعارِضة ما كان من بينها حزب قويٌ للشباب. ثم توالت وجوه الفشل الإخواني في إدارة الشأن العام، من الاقتصاد إلى التعامل مع مؤسسات الدولة، إلى السياسة الخارجية. وعندما بدأ نشاط «تمرد» لجمع تواقيع من أجل إقالة مُرسي قبل ثلاثة أشهُر، ما كانت فئة معتبرة من فئات الشعب المصري راضيةً، بل كان الراضون فقط متحزبو «الإخوان»، و«حماس»، والأميركيون! فقد اصطدم مرسي بالقضاء والإعلام والجهاز الإداري للدولة والشرطة والجيش والأزهر والأقباط. فلماذا فعل «الإخوان» ذلك، وهل فعلوه بوعي وبناءً على خطة؟

    هناك كثيرون يقولون إنه كان سوء فهم وسوء تقدير، لكني أرى أنها كانت خطةً لتغيير الدولة والمجتمع تغييراً جذرياً. فـ«الإخوان» حركة ثورية في الأصل، وتقول بالتغيير الجذري، ويهمها بالدرجة الأُولى تنفيذ البرنامج الذي وضعته عبر عدة عقود، والذي لا يمكن تنفيذه إلا عبر الاستئثار بالسلطة. وهم يسمُّون برنامجهم: تطبيق الشريعة، لكن الشريعة عندهم صارت هي التنظيم، أي أن التنظيم توحَّد مع العقيدة وحلَّ محلَّها، وإيمانهم بذلك لا يتزعزع، لا من حيث الهدف، ولا من حيث الوسائل والأدوات! لذلك، ومن أجل الاستيلاء على الدولة لتنفيذ البرنامج، كان لابد من إزالة عدة عقبات وعوائق: القضاء والأمن والجيش والإعلام والأزهر وجهاز الدولة الإداري، أو ما صار مصطلحاً على تسميته بالعهد البائد أو الدولة العميقة. وقد فشلوا بالطبع في كل هذه المسائل، لكنهم ما توقعوا أن يأتي الثوران الساحق عليهم من جهة الشباب، الذين اعتبروا أنهم قضوا عليهم عندما نجحوا في وضعهم في وجه الشرطة والجيش منذ شهور الثورة الأولى.

    ومع ذلك؛ فإن لفشل «الإخوان» بمصر طعماً خاصاً بالنسبة لنا نحن العرب، وبالنسبة للمسلمين السُنة عامة. يتصل هذا الطعم الخاص بما صار يُعرف بظاهرة الإسلام السياسي. وللظاهرة هذه جانبان: الجانب المتعلق بالتحولات الفكرية التي استطاعت حركات الصحوة الدينية إدخالها على الإسلام وفيه. وجانب أنظمة الطغيان والفساد التي سادت في بلدان الجمهوريات العربية طوال العقود الماضية. فالضغوط السياسية والثقافية التي تعرضت لها شعوب الأمة العربية، سواء من القوى الكبرى، أو من ظروف الحداثة، أو من تطورات الصراع مع إسرائيل، دفعت إلى السطح الفكرة القائلة بأنّ الإسلام دين ودولة، وبذلك فهو يملك نظاماً للحكم، جرى التعبير عنه لدى «الإخوان» ومتفرعاتهم بالحاكمية. وهذا يعني ولأول مرةٍ في تاريخ الإسلام السني: القول بدولة دينية ما عرفها تاريخنا الوسيط أو الحديث. فإذا أردْتَ -بحسب هذا الاعتقاد- أن تظلّ مسلماً فعليك القول والعمل على إعادة حاكمية الله إلى الأرض، والتعبير الشرعي عن ذلك: تطبيق الشريعة.

    وفي الوقت الذي كان يجري فيه تسييس الصحوة الإسلامية باعتبار الاستيلاء على السلطة إكمالا للدين أو وسيلة لتحقيق مقتضياته، كانت الدولة الوطنية العربية بعد الاستقلال، تتحول إلى ديكتاتوريات وأنظمة شمولية مخيفة. فمع وفاة عبد الناصر عام 1970 أثر هزيمة مدوية في مواجهة إسرائيل عام 1967، زالت آخِر النماذج ذات الجاذبية لتلك الدولة، وآخِر وجوه شرعيتها، وصار العنف، والاعتماد على التوازنات والوظائف الإقليمية والدولية الركائز البارزة لسطوتها واستمرارها. وما بقيت معارضات لتلك الشموليات غير الإسلاميات الصاعدة، والتي اكتسبت جمهوراً ليس من أجل حاكمياتها فقط؛ بل ومن أجل معارضتها الجهادية والعقائدية لأنظمة الجمهوريات الخالدة. وهكذا تبلورت في أوساط مجتمعاتنا نحن العرب عقائديتان: عقائدية الأسد والقذافي وصدام وأمثالهم، وعقائدية «الإخوان» ومتفرعاتهم من جهة، وعقائدية الجهاديين من جهة ثانية. ولأن بعض الأنظمة العربية اعترفت نصف اعتراف بـ«الإخوان» ومتفرعاتهم نجاةً من الجهاديين، وجذباً لجمهورهم، فإن هؤلاء ما استطاعوا الصمودَ فقط؛ بل وبدأوا بسبب تنظيمهم يحظَون بقبول بعض فئات الطبقة الوسطى والمتعلمين المتدينين، نفوراً من الفساد السلطوي المستشري، وأمانةً منهم لما اعتبروه الإسلام الصحيح الذي ينبغي أن يسودَ المجتمع والدولة. وكما يصحُّ ذلك بالنسبة لمصر، يصح بالنسبة لبلدان عربية كثيرة، وخاصة بلدان الجمهوريات الوراثية الخالدة!

    ومنذ أواسط الثمانينيات، بل منذ مقتل السادات على يد جهادي إسلامي، بدأتُ الاهتمام والكتابة في أمرين اثنين: العنف السياسي المتولد عن عنف الأنظمة من جهة، وعن عقائديات الحاكمية حتى وإن لم يظهر دائماً باعتباره قاتلاً مباشراً للخصوم الفكريين والسياسيين- والتشويه الذي يشكّل خطراً على الدين من جعل النظام السياسي ركناً من أركانه، وإدخال الدين عاملاً في الصراع على السلطة بحجة تطبيقه أو إكماله. الجهاديون يقولون إن الدين زال من الدولة والمجتمع وينبغي إعادته بالقوة. و«الإخوان» يقولون إن الدين لا يكتمل إلا بتطبيق شريعته المهجورة عن طريق الدولة! لذلك قلتُ إن «الإخوان» يريدون أن يتحكم تنظيمهم ومُرشدهم باسم الدين، مثل الولي الفقيه في إيران والذي لا يقوم الدين إلا به. ونحن في الإسلام السني، ومنذ القرن الرابع الهجري، يقول متكلمونا وفقهاؤنا إنّ الدولة ليست من أركان الدين، بل مؤسسة اجتهادية ومصلحية وتدبيرية لإدارة الشأن العام! وديننا كامل منذ قوله تعالى: «واليوم أكملتُ لكم دينكم»، وهو مطبَّق وسائد في المجتمعات، أما إدارةُ الشأن العام فهي حقنا نحن، نديرها وفق الأصلَحُ والأَنفعُ والأَولى، بحسب إدراكاتنا لحقوقنا ومصالحنا. ولذا فإن «الإخوان» والجهاديين، وكل القائلين بالتلازُم بين الدين والدولة، إنما هم منشقون في اعتقاد المسلمين السنة على الأقل. وليس معنى ذلك أنهم خارجون عن الدين، فنحن لا نكفر أحداً بذنب، لكن ليس من حقّهم الاستئثار بفهم خاص وجديد للدين وترذيل الآخرين، ولا الاستئثار بالسلطة باسم الدين!

    لا يستطيع متحزبو الإسلاميين حكم أي بلد عربي أو إسلامي على الانفراد بسبب اعتقادهم الخاص أو ثرائهم أو حُسْن تنظيمهم. وأرجو أن يكون فشلُهم بمصر إزالةً للغُمة عن وجه مصر، وعن وجه الإسلام. لقد قام الشباب العرب بالثورات من أجل الحرية والحقوق، وليس لأن دين مبارك أو بن علي أو بشار ما أعجبهم! فليذهب الإسلام السياسي كما أتى، ولتعُد للثورات العربية روحها المدنية الأصيلة!
                  

07-07-2013, 10:52 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)

    صحف مصر تتخلى عن عقلها: كتاب يطالبون بطرد الاخوان من البلاد

    وآخرون يصرون على احتجازهم في مصحات عقليةحسام عبد البصير
    July 5, 2013


    القاهرة ـ ‘القدس العربي’


    ان تكون اخوانياً او سلفياً هذه الايام فأنت في مأزق حقيقي، أما إن كنت فلسطينياً فأنت في خطر داهم فيما لو كنت غزاوياً حمساوياً، أو مجرد متدثر بسمة أو طقس إسلامي، فكارثة محققة في انتظارك حتى لو كنت قد حللت في القاهرة للعلاج او الدراسة، إحذر ان يعلو صوتك باللهجة الفلسطينية في وسائل المواصلات او في الشارع او على المقاهي، فآلة الاعلام الفاجر لن تدعك لحال سبيلك، سيتم الدفع بك كظهير إخواني قادم من اجل القيام بعملية ارهابية بسبب الرئيس المنتخب، الذي اقصي عن منصبه قبل ايام. تجاوز العديد من الصحف مهمته البديهية في تنوير الناس وكشف الحقائق إلى وسيلة لبث الفتنة. أينما حللت بوجهك نحو تلك الصحف لن تجد إلا العار متمثلاً في الدفع بالاسلاميين نحو مقصلة الاعدام، اما الفلسطينيون فقد باتوا إرهابيين يخشى على مصر منهم. قبل ايام نشرت الصحف المصرية خبر القبض على خمسة فلسطينيين معهم قنابل للقيام بعمليات ارهابية في ضاحية مصر الجديدة، وبعد ساعات نفت سلطات التحقيق ان يكون اي من الخمسة فلسطينياً، غير ان الصحف كافة لم تنشر التكذيب، بل مضت في غيها لنشر الفتنة.
    فقد بات الاسلاميون والفلسطينيون نفايات خطرة ينبغي دفنها ومعها الحقيقة المرة. ومن المثير للسخرية ان يشارك كتاب الصحف في الاقسام كافة حتى من يحررون صفحات الفن والرياضة في الهجوم على الاخوان ومن يناصرهم. حرصت صحف الجمعة على المضي قدماً في تهنئة المواطنين على الخلاص من حكم الاخوان واحتشد مئات الكتاب في الحرب الضروس ضد الاسلاميين والفلسطينيين ويا فرحة إسرائيل فينا. أحدهم كتب مطالباً بطرد الفلسطينيين من ارض الكنانة، وبلغ الجهل بآخر لطلب رفع الدعم المالي عنهم، ولايعرف هذا وغيره ان المقيمين منهم في مصر لا يتقاضون ديناراً ولا درهماً، بل يعاملون كالأجانب في كل شيء، إن لم يكن وضعهم اشد قسوة من الاحباش والبرابرة الذين تعج بهم شوارع القاهرة. وفي صحف امس الجمعة ستجد نفاقاً تشمئز منه النفوس للمشير عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع، كما ستعثر على شتائم يندى لها الجبين وتحمر منها الوجوه، ضد الرئيس الذي ازيح عن منصبه، شتائم ادناها لص واعظمها خائن، وبينهما قاتل ومن المؤسف انك لن تعثر في تلك الصحف، رغم كثرتها على من يقول كلمة حق عن الرجل ولا عن التيار الاسلامي بوجه عام، احدهم كتب في جريدة ‘الوطن’ يطالب بعزلهم في مستشفيات الامراض العقلية للعلاج، وآخر في ‘الوطن’ قال ان الحل حظرهم عن العمل العام، وثالث في صحيفة ‘التحرير’ تحدث عن أهمية القضاء عليهم، ورابع تحدث في ‘اليوم السابعand#8242; عن ان الحل في ملاحقتهم، فيما ذهب كاتب في ‘الأهرام’ الى ضرورة اجتثاثهم من الارض، وحرصت بعض الصحف للحديث عن وضع مرسي داخل المكان الذي يقيم به في وزارة الدفاع. أما رموز الجيش فيعيشون عرساً حقيقياً بمعنى الكلمة حتى من خرجوا من الخدمة، حصلوا على نصيبهم من الثناء، فيما نفت القوات المسلحة وجود أي انقسامات داخل صفوف الجيش المصري، واكدت ان القول بذلك شائعات يطلقها الخونة والعملاء. وناشدت القوات المسلحة الشعب المصري بعدم الاصغاء الى الشائعات المغرضة.

    على الشعب ان يلتفت
    للمستقبل وينسى الماضي

    البدايه مع ‘الاهرام’ التي دعا رئيس تحريرها عبدالناصر سلامة، الذي كان احد الداعمين للرئيس محمد مرسي قبل ان يتخذ موقفاً اكثر حيادية خلال الفترة الاخيرة، لكنه يدعو الجماهير لتجاوز المرحلة السابقة والنظر للمستقبل: خريطة المستقبل، التي نحن بصددها الآن، يجب أن تكون النواة التي يلتف حولها أبناء الشعب – كل الشعب من أقصاه الى أقصاه، والتي قد تشكل إلهاما للشعوب الأخرى، إن هي كانت بحجم المتوقع منها، وقد تشكل لا قدر الله خيبة أمل، إن كانت دون المأمول. وما نأمله من الرئيس الجديد هو أن يكون رئيسا لكل المصريين، ومن الحكومة الجديدة أن تكون معبرة عن إرادة الشعب، ومن لجنة صياغة الدستور أن تكون توافقية، تمهيدا للانتخابات البرلمانية والرئاسية، التي أرى أنها سوف تكون الأهم في تاريخ مصر، أما لجنة المصالحة الوطنية فسوف يقع عليها العبء الأكبر في احتواء كل آثار الأزمة الحالية والأزمات السابقة.
    لقد دعونا كثيرا من قبل الى أهمية احتواء أعضاء الحزب الوطني بالنظام الأسبق ضمن المنظومة السياسية للمجتمع، وها نحن ندعو الى احتواء كل التيارات الإسلامية في النظام السابق، ضمن هذه المنظومة الآن، وسوف نظل ندعو الى إعمال مبدأ العفو والمصالحة مع النظامين، مادام الأمر لا يتعلق بقضايا دم أو تحريض على العنف، وما دون ذلك هو عبث لن تتحمله الأجيال الحالية، ولا الأجيال القادمة.

    الجيش أنقذ
    مصر من الضياع

    هذا ما قاله الشاعر فاروق جويدة، في ‘الاهرام’ من: ان الجيش تدخل في لحظة مثالية لانقاذ البلاد من خطر الاخوان: الف باقة ورد تحملها مصر الى ابنائها الأبرار رجال قواتنا المسلحة ورجال الشرطة، الذين عادت قلوبهم الصافية تحتضن شوارع مصر مرة اخرى. اما شباب مصر الرائع الذي تجمع بالملايين ليكتب اسطورة جديدة، فهم املها الباقي ومستقبلها المضيء.. اقول لهم عودوا الى صدر الأم لأنها حبكم الدائم وعشقكم المقيم، اختلفوا ما شئتم في السياسة وتفرقوا في دروب الفكر وعيشوا الإيمان على طريقتكم تسامحا وترفعا، ولكن لا تختلفوا ابدا على ولائكم لها، سافروا ما شئتم في بلاد الله واشربوا من بحور المعرفة ما اردتم، ولكن تذكروا دائما انها الوطن والقبر والمصير.. آلاف الأفكار تغزو عقولنا.. وآلاف الأحلام تزور جوانحنا.. ولكن ليس لنا غير وطن واحد هو كنانة الله في ارضه مصر.. الباقية ابدا منارة تضيء.. وحضارة نزهو بها.. وشعبا عاشقا للحياة هذه هي مصر التي اذهلت العالم بهذه الملايين التي خرجت في حشود لم يشهدها من قبل لتجسد معنى الحب والوطنية.. وهذا هو تراث مصر الحقيقي.

    الى مرسي شكرا لتعاونكم

    ونبقى مع ‘الاهرام’ واحد الساخرين من الرئيس مرسي، إذ يهاجم ايمن عثمان الاخوان ورئيسهم: لم يكن خطاب مرسي الأخير يحمل جديدا، سوى لغة التهديد والوعيد، ولا ـ تنس من فضلك ـ الثقة الخائبة – منزوعة الدسم ـ عديمة الطعم، فارغة المحتوى، وللتاريخ: كانت مأساة الرجل المروعة، فيمن حوله ـ الأهل والعشيرة- الذين وضعوه في مواجهة شعبٍ تستحيل مقاومته، ومن المحال تطويعه شعب لم يرضخ من قبل لا للهكسوس، ولا للإنكليز ولا لغيرهم.. شعبٌ انصهرت داخله كل الحضارات.. ولم ينصهر… فكيف يأتون اليوم بقومٍ يحملون كل هذه الصفاقة، يريدون إرهابه وإخضاعه… شعبٌ لا ينكسر، ولكنه يكسر من يعانده، حتى لو كان مرسي وجماعته، الذين لم يفهموا من يعاندون، واتهموه تارة بالفلول، وتارة بالخمور، وثالثة بالكفر… شعبٌ علم الدنيا معنى الإيمان، فجاءه الإخوان ليدخلوه حظيرة السمع والطاعة، فأعادهم إلى جحورهم، وأحجامهم الحقيقية، لأنهم لم يتعلموا أنه شعبٌ يحطم الأغلال، وأن كلمته هي العليا، وتهديدات الآخرين هي السفلى… شــــبابُـه لم يعش من قبل في جحورٍ مظلمة… اعتادوا الحرية، ولم يعهدوا كل هذا الكم من الصـــلف والكبر، ولم يعرفوا هذا الغرور المقيت… توحدت الكلمة على شيء واحد ‘مصر’، واختفت كل الألوان، إلا علم مصر الذي يحتضن الجميع… لقد أعطاكم الشعب فرصة لم تكن والله لتخطر حتى على خيالكم، وصفق لكم، فصدمتموه، وشد على أيديكم فخذلتموه، ثم في النهاية كفرتموه، وعشتم في أبراج عالية تتكبرون، وما كان هدفكم سوى التمكين وأخونة كل ما تصل إليه أيديكم، فأي وطن كنتم تريدون أن تضيعوه، بنهضة لا يملؤها إلا الكذب والخداع، ولا يحيطها إلا الزيف والضلال..عاديتم كل شيء في الوطن، إلا السمع والطاعة والتمكين.. أردتم أن تغيروا هوية شعبٍ بنشر فكركم المقيت.

    ليسوا خصوماً
    بل غزاة

    واينما تطل برأسك على صحف مصر تعثر على مزيد من الهجوم ضد الاخوان واعضاء التيار الاسلامي، فها هو الشاعر عبد المعطي حجازي يعترف صراحة بان الاخوان وانصارهم غزاة ينبغي دحرهم: حين يظن بعض المتحدثين في السياسة أن الإخوان المسلمين خصوم سياسيون يقعون في خطأ قاتل ويوقعون غيرهم فيه، فالخصومة السياسية لا تكون إلا بين أطراف تقف على أرض مشتركة، تدين لها بالولاء وتسعى لتحقيق غايات مشتركة يتجه لها الجميع وإن تعددت طرقهم إليها واختار كل طرف سياسي طريقاً منها يراه أقرب إلى الغاية وأوفى بالمطالب والحاجات التي يجتهد السياسيون في تحقيقها، ونحن نرى أن الإخوان لا يقفون على الأرض التي نقف عليها، نحن نقف على أرض الوطن، والإخوان يقفون معلقين بين الأرض والسماء، لا يطالون هذه ولا تحملهم تلك، لأنهم يتقافزون بين الجمهورية والخلافة، بين القرن العاشر والقرن العشرين يسألهم السائل: من أنتم؟ فيجيبه حسن البنا: نحن دعوة سلفية وطريقة صوفية، وهيئة سياسية، وجماعة رياضية، وشركة اقتصادية؟! هكذا يخلطون بين مطالب الدنيا ومطالب الآخرة فيضيعونها جميعاً، ولهذا لا نستطيع أن نعدهم خصوماً سياسيين وهم من جانبهم لا يعدون أنفسهم خصوماً سياسيين ولا يتحدثون إلينا بهذه الصفة لإخوان لا يعتبرون أنفسهم طرفاً سياسياً ضمن الأطراف الأخرى فهم لا يمثلون مصالح محددة، ولا ينتمون لفكر سياسي بالذات، ليسوا يميناً وليسوا يساراً وليسوا وسطاً بين اليمين واليسار.
    المهمة التالية القضاء
    على الفيروس الاخواني

    ونتحول لجريدة ‘المصري اليوم’ التي يطالب خلالها رجب بمكافحة كل ما هو إخواني رجب جلال: سقط مرسي، بجهد يسير، لكن الجهد الذي بذل، لإزاحته عن سدة الحكم، أقل بكثير من الجهد المطلوب بذله، لإزاحة فكرة ‘الإخوان’ نفسها من جذور المجتمع، لأنها فكرة أشد خطراً آلاف المرات، من مجرد وصول ‘رجل طيب’ مثل مرسي إلى القصر الرئاسي، وكان الأنسب له العمل مأذونا شرعيا في قريته، لا مجال للراحة بعد مغادرة مرسي القصر، فالمهمة التالية أكثر أهمية، لأنها تتعلق بانتزاع ذلك الفيروس الذي توطن في البلاد منذ عام 1928، وهو فكر مسموم يستخدم الدين على طهره وقداسته وثباته، مطية رخيصة للوصول إلى السياسة على قذارتها وألاعيبها وتغير مواقفها بين لحظة وأخرى. لا تصدق أن الإخوان- فكرة أو أشخاصاً أو تنظيماً- يعنيهم الوطن أو حدوده وأراضيه أو أبناؤه ودماؤهم، كل ما يعنيهم هو استمرار الكيان في أي أرض وأي مكان، انظر إلى الاسم الذي اختاره فتحي يكن، مؤسس الجماعة الإسلامية في لبنان، لكتابه ‘دولة الفكرة’، أي أنه أينما وجدت الفكرة وجدت الدولة.. الحدود والأرض ليست مهمة، وانظر كيف تعامل نظام الإخوان ببرود ولا مبالاة مع التحرشات السودانية بمثلث حلايب، أو الحديث عن توطين فلسطينيين في سيناء، ذلك أن التنظيم يسعى لتأسيس دولة الخلافة الكبرى، التي تذوب فيها الحدود والمسافات بين مصر والسودان، أو فلسطين. مكافحة الفكر الإخواني هي المعركة التي يجب أن تبدأ فوراً، مواجهة التجارة بالدين، وبيع سلعة من أسمى الأمور بأثمان بخسة، مواجهة الكذب والنفاق وخيانة العهود، وسفك الدماء من أجل تحقيق مصالح دنيئة، والازدواجية البغيضة التى لا يخجلون، وبعض أذيالهم مثل صفوت حجازي، من الظهور بها: الخروج على مرسي حرام، لكنه حلال على مبارك، مواجهة اضطهادهم الأقباط والنظرة إليهم بدونية، واحتقارهم المرأة، واغتصابهم الوطن.

    نحلم معا بوطن أفضل يتسع لنا جميعا

    وإلى صوت آخر اختار ان يربت على اكتاف شباب الاخوان، لا ان يسخر منهم زياد العليمي في ‘المصري اليوم’: عزيزى عضو جماعة الإخوان المسلمين- نعم عزيزى لأن وطنا واحدا يجمعنا وينتظر أن نبنيه معا ـ تعلم أنني أحد معارضي جماعتك عندما كانت في السلطة، وإذا راجعت ذاكرتك ستعرف أنني لست ممن أوحت لك قياداتك بأنهم فلول النظام السابق، وربما تكون جمعتنا مظاهرة ضد مبارك، أو تشاركنا ‘بورشا’ واحدا في معتقلاته، أو كنت محاميك متطوعا في إحدى القضايا التي اتهمك فيها نظام مبارك، أو حتى وقفنا كتفا بكتف خلال موجة ثورتنا الأولى أمام أجهزة مبارك القمعية، كان كل منا على استعداد لأن يفدي حلمنا المشترك بروحه كنا نحلم معا ـ رغم اختلافنا ـ بوطن أفضل يتسع لنا جميعا، ويحفظ حريتنا ويصون كرامتنا، لكن قيادات جماعتك لم ترض أن نستمر شركاء في هذا الحلم، فقالوا لك إن من خرجوا في الميادين ضد حكمهم ما هم إلا أتباع النظام السابق وأعداء الإسلام! ودفعوك لتقف في مواجهتي، حفاظًا على السلطة ليس أكثر، وحكموا بلادنا لصالح الجماعة، لا لصالحنا جميعا كمواطنين مصريين حلمنا معا بعدالة اجتماعية، فازداد المصريون فقرا في ظل حكمهم! وحلمنا بدولة ديمقراطية فاعتُقل الثوار، وبُرئ رجال مبارك! وحلمنا بوطن مستقل ذي سيادة، فإذا بالدكتور مرسي يصف نفسه بأنه الصديق الوفي لرئيس وزراء إسرائيل، ولا يخجل من إعلان التبعية للولايات المتحدة، حتى كان آخر بيان يخرج من مكتب د. مرسي يعلن عن اعتماده على دعم أوباما له! وهل حقق قيادات جماعتك أيا من الأحلام التي جمعتنا معا، رغم اختلافاتنا السياسية، أم كانوا استمرارا لنظام عملنا معا من أجل إسقاطه؟ اليوم، هُزِم قادة جماعتك أمام ملايين المصريين الذين خرجوا غاضبين لعدم تحقيق أحلامهم، ويحاولون جرك لتقاتلني.

    شكراً للاخوان لأنهم وحدوا المصريين

    أقسم بالله أن الفرحة التي رأيتها على وجوه الناس هذه المرة اكبر كثيرا من فرحتهم بإزاحة وإسقاط حسني مبارك، هذا ما يراه عماد الدين حسين رئيس تحرير صحيفة ‘الشروق’: الناس من كل الأطياف يرقصون ويغنون ويهتفون بحب مصر، يرفعون الأعلام وهم يبتسمون من قلوبهم رأيت منظرا يصعب نسيانه، أسرة من أب وأم وبينهما طفل يحمل علما ويركبون جميعا على عربة كارو، وأسرة أخرى على موتوسيكل متهالك، الفرحة تشع من عيونهم، سألت نفسي وربما أردت أن أسال جماعة الإخوان: ما الذي يجعل مثل هذه الأسر سعيدة إلى هذه الدرجة، وهي لا يبدو عليها أنها من المهتمين بالسياسة وتوابعها؟ وأغلب الظن أنها أصيبت باليأس من المستقبل في ظل حكمهم فقررت البحث عن خيار آخر. في هذه الليلة الاستثنائية رأيت كل المصريين باستثناء الإخوان، رأيت المحجبات والسافرات، المسلمين والمسيحيين الجميع كان في أعلى درجات الانتشاء. في الثانية ليلا كنت أسير فوق كوبري أكتوبر كانت سيدة شعبية تسير بجانب شخص يبدو أنه زوجها، وآخر يبدو أنه ابنها، كانت تتحدث بفرح وبصوت عال وتقول ‘جوعونا وكفرونا.. ربنا ينتقم منهم’. مجموعة أخرى من الشباب تتراوح أعمارهم بين الثالثة عشرة والعشرين، يغنون بسعادة يرقصون يحملون الأعلام المصرية، تحدثت مع بعضهم، لا يعلمون أسماء الأحزاب السياسية أو قادتها أو حقيقة الصراع.. سألتهم ولماذا أنتم ضد مرسي والإخوان؟ فقالوا بنفس واحد: ‘لأنهم كدابين وانهم بتوع ربنا’ كان لافتا أيضا وجود ملحوظ للإخوة الاقباط، مندمجين تماما مع إخوانهم المسلمين. كل الشعب المصري كان في الميادين الثائرة في جميع انحاء الجمهورية طوال الأيام الاربعة الماضية.

    مرسي تنازل لكن السيسي لم يقبل

    وإلى كاتب يأبى ألا يغرد محلقا بعيداً عن السرب رغم ما يلقاه من هجوم، انه وائل قنديل في ‘الشروق’ الذي يرى ان آلة الاعلام الشريره شوهت الرئيس والاسلاميين: لقد أعلن الرئيس قبوله بحكومة ائتلافية تضم مختلف ألوان الطيف السياسي وتشكيل لجنة لإنفاذ التعديلات المطلوبة على الدستور، وأخرى للمصالحة الوطنية، وإشراك الشباب في الحكم، والذهاب إلى انتخابات برلمانية، وهذه الخطوات ذاتها تضمنتها خارطة المستقبل التي أعلنها القائد العسكري، لكن بدون وجود رئيس الجمهورية، ومع تعطيل العمل بالدستور، والمجيء برئيس المحكمة الدستورية حاكما للبلاد، مع الأخذ في الاعتبار أن كل ذلك جرى في مقر وزارة الدفاع بناء على استدعاء القائد العام للقوات المسلحة لقيادات سياسية ودينية، تلك هي مفردات الصورة التي يمكن للرئيس الامريكي باراك أوباما أن يضعها أمام طالب مبتدئ في العلوم السياسية، ويطلب منه تعريفا مناسبا لما جرى، إن ما يحدث منذ إعلان وزير الدفاع لخطة المستقبل يبدو شيئا مثيرا للدهشة والعجب، فبعد هتاف صاخب للحشود الغاضبة ‘الحرية بتتولد’ اشتغلت آلة المصادرات وإغلاق القنوات الفضائية والصحف المؤيدة للرئيس الذي تم عزله، وبعيد الإعلان عن مصالحة وطنية بغير إقصاء أو إبعاد دارت ماكينة الاعتقال تحصد قيادات الإخوان والإسلاميين، وأخشى لو استمرت الحرية تتوالد بهذه الوتيرة فلن يبقى في مصر مكان لصوت أو قلم ينطق بما يغضب السادة أصحاب المستقبل، الأمر الذي يحول المرحلة من انتقالية إلى انتقامية بامتياز. لقد مكث محمد مرسي في الحكم عاما واحدا، كان يتعرض خلاله للشتائم والسباب والتخوين والإهانة من قنوات وصحف لم تترك مفردة في قاموس البذاءة إلا واستخدمتها.

    الاسلاميون يثنون
    على قادة الجيش

    كلهم باعوك يا مرسي ومن بينهم كتاب ينتمون للتيار الاسلامي، فها هو جمال سلطان رئيس تحرير جريدة ‘المصريون’ الذي ظل يحلم بعصر الاسلاميين، لكنه يئس من الاداء المتواضع للاخوان منذ شهور، يثني على الجيش ووزير الدفاع: وبعيدا عن الخلاف الذي سيطول أمده حول الظالم والمظلوم في تلك المحنة الكبيرة التي عاشتها مصر خلال الأشهر الماضية، والتي انتهت إلى خسارة ‘الإخوان المسلمين’ لأعظم فرصة تاريخية أتتهم، فإني ـ شخصيا ـ أثق بأن مصر ستكون خلال هذه الفترة في يد أمينة، وأن المستقبل سيكون واعدا للجميع، أكرر للجميع، شريطة أن يعتصم ‘الجميعand#8242; بالعقـــلانية السياسية والبعد عن الاندفاعات العاطفية والتشنج الذي يصنع الأخطاء ويسهل وقوع ‘الطيبين’ في الفخاخ المنصوبة لهم، أقول: أثق في أن المستقبل سيكون واعدا بإذن الله في مصر، وأن البلاد ستكون في أيد أمينة، ومبعث ثقتي أن هذه الوثيقة، وهذا العهد الذي قطعه الجيش على نفسه، صدقت عليه أمام العالم كله ثلاث مؤسسات لها خصوصيتها وحساسيتها وحرمتها الشديدة لدى ملايين المصريين وأصبحت شاهدة على هذا الالتزام وضامنة له، الأزهر في شخص رأس المشيخة فضيلة الدكتور أحمد الطيب، الكنيسة الأرثوذكسية في شخص رأس الكنيسة الأنبا تاوضروس، القضاء المصري ممثلا في رأس القضاء رئيس المجلس الأعلى للقضاء المستشار حامد عبد الله، وعندما يوثق عهد بضمان هؤلاء الثلاثة فقد امتلك حرمة لن يستطيع أحد أن يتلاعب بها، أضف إلى هؤلاء الثقة الكبيرة في شخص الفريق أول عبد الفتاح السيسسي.

    لا خوف على الاسلاميين
    هكذا يقول الجيش

    وإلى مزيد من الثناء على الجيش وهذه المره على يد شقيق رئيس تحرير ‘المصريون’ محمود سلطان: حسنا فعلت القوات المسلحة، حين أعلنت أنها، لن تسمح بإهانة التيار الإسلامي، وتأكيدها أنه جزء من التيار الوطني، وسيكون شريكًا في صوغ مستقبل مصر السياسي، والكلام الذي صدر من الجيش بشأن الإسلاميين، جاء من قبيل مسؤولية المؤسسة العسكرية، إزاء حماية جميع المواطنين، بغض النظر، عن ميولهم الأيديولوجية، وكرسالة ‘طمأنة’ للتيار الإسلامي، بعد أن عاش قرابة عام، في أسر ‘الفزّاعة’ الإخوانية التي كانت تخوفه، بأن غياب الجماعة عن السلطة، يعني عودتهم إلى السجون مرة أخرى. لم تنقطع الاتصالات بي، من رموز وشباب إسلامي، غضبوا غضبا نبيلا، من خروج الرئيس السابق محمد مرسي من الحكم، غير أن القاسم المشترك، بين كل من كلموني، كان الفزع والخوف من مطاردات أمنية محتملة لهم، وإيداعهم السجون، عقابا على تأييدهم للإخوان، شباب الجماعة نفسه يحتاج إلى رسائل ‘طمأنة’ بأنه لن يسدد فاتورة خروج الإخوان من السلطة، من حريتهم وأمنهم وأمن أولادهم وذويهم، وإذا كانت المؤسسة العسكرية، قد تعهدت بأنها لن تسمح بإهانة التيار الإسلامي، وأكدت أنه جزء من النسيج الوطني، وشريك أساسي في صنع المستقبل، فإن على النخبة المدنية التي تبنت خطابا عدائيا، ضد الجماعة ورئيسها وشبابها طوال السنوات الماضية، معنية الآن، بأن تبرق رسائل الود والتواصل مع شباب الجماعة ومع قياداتها غير المتورطة في أي وقائع فساد.

    مرسي ليس الليندي
    والجيش لم ينقلب عليه

    وإلى طائفة من الكتاب آثروا ارتداء اللون الكاكي الذي يعد لون زي الجيش ومن هؤلاء ياسر عبد العزيز في جريدة ‘الوطن’: يظل الجيش مستودعاً أصيلاً للوطنية، وعماداً للدولة المصرية العريقة، ويبقى دائماً بمنزلة الجدار الأخير الذي تستند إليه الجماعة الوطنية وتثق فيه في أحلك الظروف وأشدها ارتباكاً، لم يخب الظن في الجيش يوماً، لقد صمت الجيش أحياناً، وضعف في أحيان أخرى، بل ولم يسلم أيضاً من الهزيمة، لكنه عاد في كل مرة أقوى وأشد بأساً وأكثر تصميماً، واستطاع دوماً أن يفي بما عليه وأكثر، ولم يخذل شعبه أبداً، ولم يتقاعس عن القيام بواجبه إزاءه. ثمة إشكال كبير في الطريقة التي تم بها تنفيذ الإرادة الشعبية بإبعاد مرسي عن الحكم؛ فقد اعتبر بعض مؤيديه أنه أُزيح من موقعه بانقلاب عسكري، بل إن بعضاً من خصومه، وآخرين ممن يعتقدون بفشله وسوء أدائه، يرون الأمر نفسه أيضاً يسود اعتقاد في الإعلام الغربي مثلاً أن الجيش انقلب على مرسي، هكذا كُتبت العناوين في أكبر وسائل الإعلام الغربية، وهو الأمر الذي يمكن رصده أيضاً في التعليقين الفظين الامريكي والبريطاني على ما جرى قبل يومين، يريد البعض لنا أن نفهم أن ما جرى أمس الأول، الأربعاء، لم يكن سوى ‘انقلاب عسكري’، ويستدل على ذلك بتدخل الجيش لحسم عملية إبعاد مرسي عن منصب الرئيس بالقوة، ويستشهد بعمليات الاعتقال والتوقيف والمنع من السفر ومداهمة بعض وسائل الإعلام وإيقافها عن العمل، يريد البعض أن يوحى لنا أن الجيش انقض على السلطة الشرعية التي يمثلها رئيس منتخب بطريقة ديمقراطية، ويذهب آخرون إلى مدى أبعد من ذلك بكثير؛ إذ يشبّهون مرسي بالزعيم التشيلي الراحل سلفادور الليندي.

    بكري للمشير طنطاوي..
    انت معجون بحب الوطن

    وإلى مزيد من الثناء على قادة الجيش حتى السابقين منهم، فها هو مصطفى بكري رئيس تحرير جريدة ‘الاسبوعand#8242; يهيل الثناء على المشير حسين طنطاوي في جريدة ‘الوطن’: يا سيادة المشير أنت لم تغادر المشهد أنت موجود في عقول ضباط وجنود التقيتهم في ندوات ومحاضرات في المنطقة المركزية والمنطقة الغربية والجيش الثاني والثالث، وفي الكلية الحربية، كنت أستمع إلى كلماتهم، كانوا يسمونك ‘الوالد’، المشير والدنا جميعاً، لقد حافظ على الجيش، ووفر له الإمكانات وترك له رصيداً احتياطياً بالمليارات تحسباً لقيام أمريكا بقطع المعونة. يمضي بكري في ثنائه للمشير، أيها الصامت دوماً، أيها المجرد عن المصالح والهوى، أيها الوطني حتى النخاع، أيها الكتوم، أيها العاقل الهادئ العميق المفكر الاستراتيجي أنا أحبك من كل قلبي يشاركني في ذلك ملايين الملايين. وفي يوم الانتصار نذرف الدموع على شهداء سقطوا نتذكرهم لكننا أيضاً نتذكر الرجال الذين حافظوا على الجيش والوطن، وكانوا شركاء في لحظة الفرح الكبير.
    إن أبلغ تكريم لك هو أن نحتفل بك جميعاً لنقول لك ‘شكراً أيها النبيل، شكراً أيها العظيم، مصر كلها تقول لك شكراً بعلو الصوت’، هؤلاء الذين حققوا الانتصار هم أبناؤك، وجيشك وأهلك.

    يا ترى انت فين يا مرسي؟

    السؤال على لسان محمود صلاح في ‘اليوم السابعand#8242; الذي يأتي في اطار حملة السخرية ضد الرئيس المقال: اللهم لا شماتة.. هكذا يقول المصريون.. هذا الشعب الطيب الغلبان الذي تحمل ولا يزال كل أصناف وألوان المعاناة والعذاب، ورغم أن المصري هو الذي قال وغنى يا ظالم لك يوم، إلا أن الشماتة والتشفي ليسا من طباع أهل مصر، ومع ذلك.. يا ترى انت فين يا مرسي؟!
    ترى وأينما كان الرئيس المخلوع محمد مرسي في هذه اللحظة.. ترى فيم يفكر، وماذا يقول لنفسه؟ هل مازال نفس المسلم الذي يؤمن بأن المولى سبحانه وتعالى هو الذي يهب من يشاء، ويمنع عمن يشاء، ويعز من يشاء ويذل من يشاء؟
    ترى هل يفكر محمد مرسي الآن تفكيرا واقعياً، وهو يستعرض شريط ذكريات العام الذي قضاه رئيسا لمصر، هو وجماعته ومن وراءه؟ هل يسأل مرسي نفسه اليوم وهو في محبسه، أو المكان الذي تحفظ فيه الشعب عليه: لماذا ثار شعب مصر على نظامي ونظام الإخوان؟هل كنت فعلاً وإخواني نعرف حقيقة وطبيعة هذا الشعب، الذي يرفض القوة والظلم، ولا يعرف التطرف والمغالاة؟ ولماذا فشل الإخوان في السيطرة على هذا الشعب، وتغيير هويته؟

    كفى الله المؤمنين شر القتال

    على الرغم من انه ألد خصوم الرئيس والاخوان إذ عمد على مدار عام مضى على فتح النار ضد حكم الجماعة، إلا ان ابراهيم عيسى رئيس تحرير صحيفة ‘التحرير’ يرى انه لم يعد هناك وقت للكراهية والانتقام: لا وقت لنبدده في كلام فارغ عن فلول، فلا فلول بعد اليوم، بل لم يكونوا يوما، لقد عملَت آلة حمقاء على تقسيم الناس ووضعهم تحت ضغط عصبي وإلصاق وصمة بهم، وزالت تماما الفواصل بين مَن تورطوا في استبداد أو فساد، وهم كذلك بضع عشرات، وبين ملايين من المصريين لم يكونوا أكثر من طيبين أعمَتهم نياتهم الحسنة عن أخطائهم السيئة، فلما رفعت الثورة الغشاوة رأوا، إذا بالبعض يدينهم ويَصِمُهم ويلفظهم من دون ذنب إلا الرغبة في امتلاك بعضنا أختام الوطنية وصكوك الثورة! لا وقت للكراهية، فلا تجعلوا من أنفسكم ثوارا تملكون حق منح نياشين الثورة والشجاعة والولاء للثورة لأحد وتنزعونها عن أحد، لا أحد ثوريا ولا توجد على الإطلاق الآن قوى ثورية، وكل من ينسب إلى نفسه هذه الصفة منتحِلُ صفةٍ مزوِّر، فالمصريون كلهم في ‘ثلاثين يونيو’ وما بعده قاموا بالثورة، فكل مصري ثوري، وكل ثوري مصري، ولا فضل لعيِّل على عيِّل، ولا لرجل على رجل، ولا لامرأة على امرأة (لكن فضل ستات مصر فوق الكل) لا وقت للكراهية ضد الشرطة، فقد أثبتت أنها استوعبت الدرس العميق وتصرفت بمنتهى الوطنية والمسؤولية. نعم نحاسب المخطئ ونعاقب من أجرم، ومن تَورَّط ومَن عَذّب أو قتل، لكن في إطار العدل، لا الكراهية، لا يمكن أن نستمر في وَصْم جهازٍ بصفاتٍ تَخلَّى عنها، ونحاسبه على ماضٍ اعتذر عنه.

    رئيس تحرير ‘الاهرام’ يصفع محررة

    وإلى بشائر عزل الرئيس على المؤسسات الصحافية القومية، حيث اشتعلت الأوضاع داخل جريدة ‘الأهرام’ بعد عزل الدكتور محمد مرسي من منصبه كرئيس للجمهورية، وتجمع نحو 150 صحافياً بجريدة ‘الأهرام’ أمام مكتب عبدالناصر سلامة رئيس تحرير ‘الأهرام’ لمطالبته بالرحيل باعتباره معيناً من قبل الدكتور أحمد فهمي رئيس مجلس الشورى صهر مرسي، التابع للإخوان، واعتدى سلامة على الصحافية الزميلة سحر عبدالرحمن بالضرب، وصفعها على وجهها، ما أدى لإصابتها بحالة إغماء وإعياء، وجرى الاتصال بالشرطة لتحرير محضر بالواقعة واحتشد الصحافيون في صالة تحرير ‘الأهرام’ واتهموا رئيس التحرير بتجميل نظام محمد مرسي والانقلاب عليه عقب عزله، مطالبين برحيله ورحيل ممدوح الولي رئيس مجلس الإدارة. وعقد اتحاد شباب صحافيي ‘الأهرام’ اجتماعاً أمس لمناقشة مستقبل المؤسسة ووضع خارطة طريق لها لتسيير أعمالها وطرح أسماء بديلة بدلاً من ‘سلامة والولي’. من جانبها، قررت الجمعية العمومية لـ’الأهرام’ إقالة ممدوح الولي رئيس مجلس الإدارة، لإخلاله بواجباته الوظيفية وتعطيله لقرارات الجمعية العمومية التي اتخذتها قبل توليه المنصب، وطالبت بحل مجلس إدارة ‘الأهرام’ وإقالة رئيس التحرير، ومحمد خراجة رئيس تحرير ‘الأهرام’ المسائي وطالبت الجمعية باختيار رؤساء جدد، وتشكيل لجنة من حكماء الصحافيين لاقتراح أسماء، مطالبين بتجنب اعتماد ممدوح الولي في إدارة الشؤون المالية والإدارية للمؤسسة، وتفويض عمر سامي لحين تعيين رئيس، وإلغاء قرارات ‘الولي’ بتشكيل 18 شركة من شركات الأهرام للاستثمار ومجلس إدارة لجامعة الأهرام الكندية


    ----------------




    مدخلاخباردراسات وأبحاثآراءاقتصادثقافةميدياalarabonline@اسرةتحقيقرياضةالأخيرةكتبتشكيلسينمامسرحثقافة+بروفايلتعليمترك وعجمإسلام سياسيتسامحجذورالسياسة حياةأضدادصحةسياراتسياحةأرشيفPDFالاتصال بناEnglishالسياسات الاقتصادية الخاطئة هي التي أطاحت بحكومة الإخواناقتصاد
    مدخل — 05 July 2013


    الأسواق تتنفس أخيرا وتلبس ثوب التفاؤل بمستقل الاقتصاد المصري

    القاهرة- انحدر الاقتصادي المصري خلا سنة واحدة من حكم جماعة الاخوان المسلمين الى مستويات لم يسبق لها مثيل. ويقول محللون إن اقتراب الاقتصاد المصري من الانهيار هو الذي دفع الشعب المصر الى التوحد ومصادقة الجيش المصري على تلك الهواجس بإنقاذ البلاد والإطاحة بحكم جماعة الاخوان المسلمين، قبل وقع الكارثة. يجمع المحللون على أن البيانات الاقتصادية هي أبلغ دليل على تخبط القرارات الاقتصادية لحكومة الإخوان المسلمين التي كانت تفتقر الى أبسط المعايير الاقتصادية.

    وتتجه الاتهامات الى أن جماعة الاخوان كانت تنظر بمنظار مصالحها وعلاقاتها الخارجية وتضعها فوق مصالح الدولة المصرية. وضربت الجماعة في معظم قراراتها جميع المعايير الاقتصادية، وهو ما بدأ جليا في قرار قانون الصكوك الاسلامية الذي قال محللون عنه أن مشروع لبيع أول الدولة المصرية “بثمن بخسand#8243;. وأثارت موافقة حكومة الإخوان على مشروع القانون ردود فعل شديدة في الأوساط المصرفية والاقتصادية المصرية. واعتبرها بعضهم بمثابة رهن لأصول الدولة. وأشار آخرون الى أن الحكومة تبدو مستعدة لفعل كل شيء مهما كانت خطورته، من أجل الاستمرار في السلطة وأنها لا تملك أي رؤية استراتيجية للاقتصاد المصري.

    ويعطي مشروع القانون الحق لمالكي تلك الصكوك، التصرف بها في البيع والرهن والهبة، خطورته تكمن في أنه يمكن بموجبه استخدام الأصول الثابتة المملوكة للدولة لإصدار صكوك حكومية في مقابلها. وخلال عام واحد على الحكم “المطلق” لجماعة الإخوان المسلمين والقرارات المرتبكة وغير المهنية، اتسع النزيف الحاد في احتياطات مصر من النقد الأجنبي، التي وصلت في نهاية مايو الماضي إلى 16.5 مليار دولار.

    تلك الاحتياطات التي تكفي بالكاد لتغطية 3 أشهر من الواردات السلعية، معظمها ودائع نقدية تصل قيمتهما إلى 10 مليار دولار تم إيداعها في البنك المركزي من قبل السعودية وقطر وتركيا وليبيا. ولولا تلك الودائع لكان مستوى الاحتياطات قد وصل إلى مستوى لا يكفي لسد شهر واحد من الواردات السلعية. كما تواصل ارتفاع عجز الموازنة العامة، الذي بلغ نهاية الشهر الماضي نحو 31.5 مليار دولار، أو حوالي 12% من الناتج المحلي الإجمالي، بزيادة تبلغ نحو 7 مليار دولار عن عجز موازنة العام السابق. وارتفعت معدلات الدين العام، ليصل الدين الداخلي بنهاية شهر مايو الماضي إلى نحو 207 مليار دولار، إضافة الى 44 مليار دولار من الدين الخارجي، ليقترب مجموعهما من نسبة 91% من الناتج المحلي الإجمالي. وتكون الزيادة في الدين العام قد بلغت حوالي 38.5 مليار دولار تقريباً عن مستويات يوليو 2012.

    وتدهور التصنيف الائتماني لمصر على المستوى الدولي ليصل إلى مستوى أقل من التصنيف الحالي للدول المتعثرة مثل اليونان. وفقد الجنيه المصري رسمياً نحو 15% من قيمته مقابل الدولار الأميركي، وأكثر من 20% من قيمته في السوق السوداء. وصاحب ذلك ارتفاع التضخم بنفس النسبة تقريبا، خاصة أسعار المواد الأساسية. وتعثرت المفاوضات مع صندوق النقد الدولي للحصول على قرض بقيمة 4.8 مليار دولار، رغم حاجة مصر الملحة لذلك القرض من أجل استعادة ثقىة الأسواق المالية بالاقتصاد المصري.

    ومن شأن ذلك القرض أن يفتح الباب للحصول على مساعدات ومنح وقروض إضافية تصل قيمتها الإجمالية إلى 12 مليار دولار، يتوقف الحصول عليها التوصل إلى اتفاق مع الصندوق بشأن برنامج للإصلاح الاقتصادي. المشكلة تعود بالأساس إلى فشل الحكومة المصرية في الوصول إلى “توافق سياسي” داخلي بخصوص برنامج الإصلاح، وهو الشرط الأساسي الذي يطلبه الصندوق للموافقة على القرض.

    استمرار ركود قطاعات السياحة والاستثمار الخارجي وهي من أهم مصادر النقد الأجنبي، وتعثر قطاعات الإنتاج، التي شهدت إغلاق وتعثر مئات المصانع والمنشآت لأسباب مالية وأمنية وإدارية. هذه الشركات التي كانت تساهم بحوالي 60% من الصادرات السلعية وتستوعب نصف الأيدي العاملة في قطاع الصناعة المصرية. وهاجر بعض أصحابها برؤوس أموالهم الى الدول المجاورة


    --------------

    الفشل أنهى مدة صلاحية مرسي وإخوانه@alarabonline — 05 July 2013


    مرسي قام بنفس الأخطاء التي خرج من أجلها المواطن المصري للشارع في ثورة 25 يناير

    القاهرة- عندما خرج شعب مصر في ثورة 25 يناير مناديا «الشعب يريد إسقاط النظام» لم يكن يقصد سقوط مبارك كشخص، بل سقوط الظلم والفقر والدولة البوليسية، كان يريد سقوط الوريث الإبن وكذلك الأشخاص الذين كانوا يديرون الدولة من خارج الرئاسة.

    غير أن مرسي لم يكن ذكيا كفاية كي يفهم هو وإخوانه ذلك بل أعاد نفس الأخطاء ببشاعة أفدح وساهم من حيث لا يدري في تجميل وجه مبارك حتى جعل البعض يترحم على أيامه.

    و«كان مرسي يعرف جيدا أن فوزه في الانتخابات الرئاسية بفارق ضئيل لم يكن حبا فيه أو في شخصه بل لقطع الطريق عن المترشح «الفلولي» أحمد شفيق».

    وكان ينتظر من مرسي حينها أن يعزز روح الانفتاح والمرونة والوعي غير أنه أطنب في الانغلاق وسيطرت عليه نزعة التفرد بالحكم والميل إلى المجموعات التكفيرية.

    ويؤكد المغردون المصريون أنه لم يكن سوى دمية في يد المرشد محمد بديع وواجهة لتمرير مخططات الإخوان.

    وأملى الـ«بديع –الذي ينتمي إلى الجناح القطبي نسبة إلى تصورات السيد قطب التكفيرية»-على مرسي إقصاء روح الشباب الثورية ليبدو الإخوان منذ البداية محاولين الاستفراد بالحكم لينتهي بهم الأمر كفصيل تكفيري ساهم بتقسيم مصر وزيادة إفقارها.

    وهمش مرسي «القوى الثورية الحقيقية من شباب وأحزاب سياسية مصرية ساهمت في وصوله إلى الحكم وتحالف مع مجموعات التكفير السلفي المنغلقة التي أرعبت جميع المكونات المصرية بخطابها الإجرامي التكفيري الإقصائي الظلامي المستفز الخارج عن المألوف والزمان والعصر!! أشهر قليلة وأخطاء كارثية على جميع المستويات الداخلية المصرية والخارجية الإقليمية والدولية كانت كفيلة بإسقاط مرسي و»شرعيته» حتى أن أحد المغردين الإخوان قال «لم أكن أعلم أننا مكروهين إلى هذه الدرجة»!

    وعاب المصريون على رئيسهم المخلوع «تحالفه مع شرذمة منافقة من التكفيريين اللذين لا يملكون أي مشروع بناء وسلام وديمقراطية وحرية وكرامة للإنسان وللأوطان بل لا يملكون سوى مشروع الفوضى، وصناعة الفتن والدم والفرقة وتمزيق مصر ولاءهم الوحيد للتنظيم العالمي». وسرعان ما اكتشف الشعب زيف الوعود والكلام المنمق ومحاولة الأخونة والتمكين في وقت قياسي.

    لقد أخطأ مرسي أخطاء فادحة في إدارة ميراث الثورة وتحقيق أهدافها، مما نفر منه القوى المدنية والليبرالية، بل بعد أن مررت جماعة «الإخوان» الدستور الجديد، الذي رفضته جميع القوى المدنية والليبرالية.

    أما فيما يخص الجيش المصري، فكان واضحا سخط القوات المسلحة تجاه الرئيس بسبب وقوعه في هفوات قاصمة مثل تهديد النظام السوري باستخدام القوة العسكرية لدعم المعارضة وإدخال مصر بذلك في دوامة عنف خاسرة لا دخل لها فيها خاصة وأن لديها من المشاكل الداخلية ما يدق ناقوس الخطر.

    وتحولت أفعال مرسي إلى مصدر للتنكيت والسخرية من ذلك مهزلة إذاعة مؤتمر سد النهضة بالرئاسة على الهواء مباشرة في حين أنه من أسرار الدولة، كما أخطأ عندما هدد أثيوبيا بالحرب إذا لم تحل مشكلة سد النهضة.

    ويقول نشطاء الإنترنت إنه في عهد مرسي تدهور الاداء السياسي والاقتصادي والاجتماعي في مصر على نحو غير مسبوق، مما جعل المواطنين يترحمون على أيام مبارك ويتمنون أن تعود رغم كراهيتهم له، إلا أن كراهيتهم لمرسي أصبحت أشد.

    أخطاء مرسي كثيرة منها أيضا «معاداة الإعلام والقضاء والشرطة».

    ويؤكد مغردون أن أخطاء مرسي القاتلة خلال عام من حكم مصر، لم يكن سببها إلا رغبة جماعة الإخوان بحكم مصر، دون أن تلتزم بمبدأ الشراكة الذي طالبت به قبل الانتخابات ليؤكدوا أن «مصر ومرسي لا يجتمعان».

    inShare.0
                  

07-07-2013, 11:10 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)


    لماذا فشل الإخوان؟آراء — 05

    July 2013 د. محمد رياض

    اعترف أني أسأت التقدير والحساب، فلقد توقعت في السابق أن يتحرك الشارع المصري ضد حكومة الإخوان بعد مرور سنتين إلى ثلاثة في حكمهم لمصر، فجاء التحرك بعد مرور سنة واحدة بسرعة أدهشتني.

    بغض النظر عن مسألة التوقيت، ما حدث كان متوقعاً، فقيادة جماعة الإخوان المسلمين التي تتسم بغباء سياسي مطلق ارتكبت أخطاء فادحة كثيرة كان باستطاعة أي سياسي مبتدئ أن يتجنبها، لعل أهمها:

    ظهرت القيادة المصرية الإخوانية بمظهر التابع والمنفذ لسياسات شبه جزيرة قطر وأميرها، مما أضر بصورة ومكانة مصر كأكبر دولة في المنطقة، وربما لعب القرضاوي بما له من نفوذ داخل الجماعة دوراً في تجيير الموقف الإخواني المصري لصالح تنفيذ المشاريع القطرية في المنطقة، بحيث كان واضحاً أن السياسة المصرية باتت تردد بصورة ببغائية مواقف الخارجية القطرية بخصوص مجمل القضايا الإقليمية بدءًا من القضية الفلسطينية ومروراً بالمسألة السورية.

    ناهيك عن تدخل قطر السياسي والمالي في الشأن المصري الداخلي، فالتسهيلات غير العادية التي منحت للأموال القطرية في السوق المالية ومناقصات قناة السويس والتنقيب عن الغاز وغير ذلك من الإستثمارات الحيوية، أثارت حفيظة معظم الكتاب والمثقفين والسياسين المصريين حتى المحسوبين منهم تقليدياً على التيار الإسلامي. ولو ثبتت صحة السند المالي الذي وجده المتظاهرون المقتحمون للمقر العام للإخوان والتي تشير إلى استلام قيادات إخوانية رفيعة منح مالية منتظمة من أمير قطر، فإن ذلك سيضيف بعداً أخر لما أقول.

    غلب على معظم قيادات الصف الإخواني الأول الانتماء للتوجه السلفي المعروف بتشدده، وذلك بعد توصل التيار المتشدد بين الأعوام 2005 -2010 إلى إزاحة التيار الإخواني المعتدل والأقرب لنبض وثقافة الشارع المصري الوسطية. هذا التشدد الديني والمظهري والسلوكي لم يتقبله الشارع المصري بأريحية. كذلك ساهم وجود أصوات مغالية في تشددها الديني ضمن الإخوان وحلفائهم السلفيين في تخويف قطاع عريض من أبناء الشعب المصري ورسم صورة قاتمة للمستقبل، بحيث لم يستطع هؤلاء إقناع الشباب المصري غير المتحزب أنهم سيحافظون على هامش الحريات الشخصية والسياسية الموجودة.

    بما أن الإخوان وجماهيرهم جديدون على ممارسة اللعبة الديمقراطية، فإنهم لم يستوعبوا أن نسبة 50 بالمئة التي حصل عليها مرسي لا تؤهله للاستحواذ على كامل مقاليد السلطة في البلاد، لأن رئاسة الدولة تختلف عن الفوز في اتحادات الطلبة والنقابات المهنية، فرئيس الدولة يجب أن يراعي حجم وثقل معارضيه في الشارع، لذلك وحتى يضمن فترة مستقرة لحكمه، إذا علم أن شعبيته في أحسن حالاتها لم تتعدى النصف، عليه أن يظهر بمظهر الأب الراعي للجميع ويضمن مشاركة مقنعة للأطياف الأخرى في المجتمع في إدارة شؤون البلاد وفي تقلد المناصب العامة.

    الانبطاح للسياسة الأميركية والليونة الشديدة مع إسرائيل لا أقنعت أميركا ولا استوعبها الشعب المصري، وصورت الإخوان أمام الإدارة الأميركية كأنهم منافقون يظهرون غير ما يبطنون وأظهرتهم أمام الشعب وكأنهم كذبوا على جماهيرهم التي عودوها على خطاب معاداة الغرب.

    لطالما شتم خطباء الإخوان أميركا وإسرائيل، ولطالما وعدوا الشعب بالرخاء والتحرر من التبعية بمجرد أن يصل الإسلام إلى الحكم، ولطالما هتفوا للقدس وللمقاومة. ولكن ما أن وصلوا للسلطة حتى سارعوا بسحب السفير المصري من سوريا وتعيين آخر على وجه السرعة في إسرائيل، ثم تطير رسائل المودة والمحبة باسم الشعب المصري لصديق الرئيس المخلص بيريس ولشعبه «حسب وصف مرسي نفسه»، كذلك وقع مرسي في فخ سهل لا يقع فيه إلا السذج والمغفلون وضعه له اردوغان، حيث أقنعه بممارسة نفوذه على حماس، لتدخل في التزام مضمون بضمانة مصرية تركية لوقف الاعتداءات على إسرائيل ووقف أية أعمال عدوانية مقابل لا شيء عملياً سوى وقف الإجتياح الإسرائيلي. لم تفهم قيادة حماس طبيعة الفخ، فأوقفت المقاومة وحولت كتائبها لحراس حدود على طول الشريط الحدودي لضمان عدم الاعتداء من الجانب «الفلسطيني» وفي المقابل لم يجرؤ مرسي بفعل الضغوط الأميركية على رفع الحصار عن غزة، بينما رجع أردوغان إلى دياره تتملكه السخرية من سذاجة العرب. وهناك الكثير من الأسباب تحتاج إلى كتاب لسردها، لكن في الحقيقة يبدوا أن الله تدخل بلطفه لوقف هذه المهزلة في مصر لو استمر حكم الإسلاميين بهذه الطريقة لفترة أطول


    من مصر… تداعي البيت الإخوانيإسلام سياسي — 03 July 2013


    منصة ميدان التحرير تعلن كنس الشعب لحكم المرشد والإخوان يستعرضون الهراوات

    البيان الذي أعلنه السيسي بصرف النظر عن دواعيه السياسية ومقتضياته وآثاره، يعدّ تتويجا لاعتمال شعبي وسياسي سادَ وعمّ الساحة السياسية المصرية. ساحة مَجّت أداء وتصريحات الإخوان وخطابهم وتبريراتهم فضلا عن غطرستهم وتعاملهم مع الخصوم. وقد لا يفيد كثيرا التذكيرُ بأن جماعة الإخوان التي وصلت إلى السلطة في مصر إثر «انتخابات» جرت في أجواء وسياقات سياسية مخصوصة، وأثمرت وصول حزب الحرية والعدالة إلى السلطة بتضافر عوامل عديدة يتقاطع فيها الداخلي بالخارجي، والسياسي بالديني، وغيرها من الدواعي والمسببات، والمهمّ أن الجماعة/ الحزب وصلت إلى السلطة. ومنذ ذلك الحدث المفصل، عبّرت بعض الأوساط عن توجسها خيفة من وصول إخوان مسلمين لم يكن لهم من دأب منذ ظهروا –في مصر- عام 1928 إلا الوصول إلى السلطة بشتى الطرق والأساليب.

    الملفتُ في هذا الصدد أن الأزمة التي يعيشها الإخوان (تفاديا إجرائيا لكلمة سقوط) لم تكن معزولة عن أزمات أخرى تعيشها أغلبُ «الألوية» الإخوانية.

    فقد تابع العالم بأسره الأخبار القادمة من ميدان تقسيم، حيث احتجّ شباب تركيا- في الظاهر- على مشروع لتغيير وجه ميدان تاريخي، لكن الاحتجاج تحوّل إلى تعبير عن رفض شعبي وسياسي لسياسات إخوان تركيا عبر ذراعهم السياسية «حزب العدالة والتنمية»، وإدانة لمسار أسلمة هادئ بدأه أردوغان منذ آذار 2003، لكن الشعب التركي كان يتمثل خطورة المشاريع والمسارات التي كان يدبّرها أردوغان وصحبه، والتي كانت تصحب بتهليل واعتداد من إسلاميي العالم العربي.

    الملمح الآخر للأزمة التي تعيشها مشاريع الإسلام السياسي، يتمثلُ في العرج الذي يشوبُ سياسة حركة حماس الإسلامية في غزة، ولعلّ افتقادها للبرامج السياسية الواضحة، جعلها تخبطُ خبط عشواء كلما وُضعت أمام امتحان سياسي عسير تختبرُ فيه عمق السياسات والبرامج، ولذلك تتالت سقطات حماس، بدءا من الهجوم الإسرائيلي على غزة في تشرين الثاني 2012 (حيث كان الدور المصري برئاسة مرسي لافتا في التوصل إلى اتفاق مع الجانب الإسرائيلي) وصولا إلى تصريح القيادي عزيز الدويك (رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني) مرورا بالموقف من الأزمة السورية، فضلا عن مزيد تكريس الانقسام الفلسطيني واستقبالها للقرضاوي (وقضية جواز السفر المزور) وغيرها من الشواهد.

    لا تبدو الحالة التونسية مختلفة كثيرا عن نظيراتها من التجارب الإسلامية المترتبة عن «ربيع عربي» دُبّر اختلاسه بليل الإخوان. فقد تميز الوضع السياسي التونسي منذ وصول حركة النهضة الإسلامية إلى الحكم إثر انتخابات 23 تشرين الأول 2011، بانسداد الآفاق السياسية، وغياب خارطة الطريق الواضحة سواء على مستوى إرساء الأمن، أو حلّ المعضلات التنموية ومحاربة البطالة، أو السير بالبلاد إلى انتخابات تنهي المرحلة الانتقالية، أو مقاومة الفساد بشتى صنوفه. والواقع أن هذه الأضلاع الأربعة كانت جميعها من صميم المهام التي طرحتها على نفسها إثناء الحملة الانتخابية، ولا شكّ أن أيا من هذه الأهداف تحقق، وهو ما أنتج حالة من التأزم السياسي، تعمقت بأحداث مخصوصة تمثلت في التعامل مع الخصوم، ومع الإعلاميين وفي السعي إلى تدجين القضاء، وكان أوجها مع اغتيال القيادي اليساري شكري بلعيد، الذي عُدّ فشلا للدولة في حماية أبنائها وشخصياتها الاعتبارية.

    فشل التجارب الإسلامية الحاكمة في أغلب الأقطار التي عرفتها، كان ترجمة لغياب البرامج السياسية والاقتصادية والاجتماعية الواضحة، فضلا عن افتقاد الخبرة في التسيير، ولا شكّ أن جماعات الإخوان لم تكن منشغلة بوضع البرامج بقدر حرصها على الوصول إلى السلطة عبر استخدام أقصى ما يمكن من وسائل التدجين والتنويم الدينية، ولذلك كلما تعرض حزب إسلامي إلى النقد على خلفية تعثره أو سوء أدائه السياسي، قيل أن الإسلام يحاربُ في هذه الدولة أو تلك. وهو ما يعبّر عن عقلية «احتكار» للدين تسود الضمير الجمعي لجماعات الإسلام السياسي.

    بالعود إلى الحالة المصريّة (باعتبارها أم التنظيم الرئيسي وحاضنته) نشيرُ إلى أن جماعة الإخوان أو حزب الحرية والعدالة، ورغم نكوصه عن كل تعهداته الانتخابية، وتراجعه عن كلّ ثوابته (بما في ذلك العداء لإسرائيل) ورغم وقوف الجميع على مسار أخونة البلاد والدولة الذي بدأه منذ اللحظة السلطوية الأولى، إلا أنه مازال يصرّ على القول بأن دولة عميقة تحاربه، وأن قوى عديدة لم تقبل أن يسود حكم الله في مصر.

    ولعلّ هذه العقلية القائمة على عدم الاعتراف والغطرسة السياسية والتعالي الإيديولوجي تمثل أحد أهم الدلائل على أن زمن الإخوان لن يطولَ في العالم العربي طالما أن الجماعات الإسلامية تنهلُ من نفس المعين الفكري القائم على «التمكين» (نشر الرجال ثم نشر الأفكار وأخيرا تنفيذ الأفكار) الذي يرادُ له أن يأتي على الأخضر واليابس. ولا شكّ أننا سنشاهد قريبا نهاية الفيلم الإخواني على حد تعبير القيادي الإخواني المنسلخ ثروت الخرباوي.

    inShare.0------------
                  

07-08-2013, 04:57 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)


    من عبدالرحمن يوسف القرضاوي إلى والده:
    تراجع عن فتواك لأن مرسي لم يفِ بوعده

    آخر تحديث:الاثنين ,08/07/2013


    القاهرة - “الخليج”:

    وجه عبدالرحمن يوسف القرضاوي رسالة مفتوحة إلى والده من خلال مقال مطول نشر في صحيفة “اليوم السابع” تالياً نصه:



    “أبي العظيم فضيلة الشيخ العلامة يوسف القرضاوي، عرفتُكَ عالماً جليلاً وفقيهاً موسوعياً متبحراً، تعرف أسرار الشريعة، وتقف عند مقاصدها، وتبحر في تراثها، ونحن اليوم في لحظات فاصلة في تاريخ مصر، مصر التي تحبها وتعتز بها، حتى إنك حين عنونت لمذكراتك اخترت لها عنوان “ابن القرية والكُتاب”، وأنا اليوم أخاطب فيك هذا المصري الذي ولد في القرية، وتربى في الكتّاب .



    يا أبي الجليل العظيم . . أنا تلميذك قبل أن أكون ابنك، ويبدو لي ولكثير من مريديك وتلامذتك، أن اللحظة الراهنة بتعقيدها وارتباكاتها جديدة ومختلفة تماما عن تجربة جيلكم كله، ذلك الجيل الذي لم يعرف الثورات الشعبية الحقيقية، ولم يقترب من إرادة الشعوب وأفكار الشباب المتجاوزة، ولعل هذا هو السبب في أن يجري على قلمك ما لم أتعلمه أو أتربى عليه يوما من فضيلتكم .



    أبي الغالي الذي تشهد كل قطرة دم تجري في عروقي بعلمه وفضله، لقد أصدرت أمس فتوى بضرورة تأييد الرئيس المُقال (بحق) محمد مرسي . . جاء فيها نصاً: “إن المصريين عاشوا ثلاثين سنة إن لم نقل ستين سنة محرومين من انتخاب رئيس لهم، يسلمون له حكمهم باختيارهم، حتى هيأ الله لهم، لأول مرة، رئيساً اختاروه بأنفسهم وبمحض إرادتهم، وهو الرئيس محمد مرسي، وقد أعطوه مواثيقهم وعهودهم على السمع والطاعة في العسر واليسر، وفيما أحبوا وما كرهوا، وسلمت له كل الفئات من مدنيين وعسكريين، وحكام ومحكومين، ومنهم الفريق أول عبد الفتاح السيسي الذي كان وزير الدفاع والإنتاج الحربي في وزارة هشام قنديل، وقد أقسم وبايع أمام أعيننا على السمع والطاعة، للرئيس مرسي، واستمر في ذلك السمع والطاعة، حتى رأيناه تغير فجأة، ونقل نفسه من مجرد وزير إلى صاحب سلطة عليا، علل بها أن يعزل رئيسه الشرعي، ونقض بيعته له، وانضم إلى طرف من المواطنين، ضد الطرف الآخر، بزعم أنه مع الطرف الأكثر عدداً” .



    أبي الكريم . . إن المقارنة بين مرسي ومبارك غير مقبولة، وهذه رؤية جيلنا التي ربما لا يراها من قبلنا .



    يا سيدي . . جيلنا لم يصبر على الاستبداد ستين أو ثلاثين عاماً كما تقول، بل هو جيلكم الذي فعل ذلك باسم الصبر، أما نحن فجيل تعلم ألا يسمح لبذرة الاستبداد بالاستقرار في الأرض، وقرر أن يقتلعها من عامها الأول قبل أن تنمو، فهي شجرة خبيثة لا بد أن تجتث من فوق الأرض .



    ولو أن مرسي قد ارتكب واحداً في المئة مما ارتكبه سابقوه، فما كان لنا أن نسكت عليه، وهذا حقنا، ولن نقع في فخ المقارنة بستين عاما مضت، لأننا إذا انجرفنا لهذا الفخ فلن نخرج من الماضي أبدا .



    لقد تعلمت منكم أن المسلمين عند شروطهم، ألست القائل: “إن الإمام إذا التزم بالنزول على رأي الأغلبية وبويع على هذا الأساس، فإنه يلزمه شرعاً ما التزم به، ولا يجوز له بعد أن يتولى السلطة أن يضرب بهذا العهد والالتزام عرض الحائط، ويقول إن رأيي في الشورى إنها معلمة وليست ملزمة، فليكن رأيه ما يكون، ولكنه إذا اختاره أهل الحل والعقد على شرط وبايعوه عليه فلا يسعه إلا أن ينفذه ولا يخرج عنه، فالمسلمون عند شروطهم، والوفاء بالعهد فريضة، وهو من أخلاق المؤمنين” .



    ومن هنا والكلام ما زال لكم نرى أن أي جماعة من الناس وإن كانوا مختلفين في إلزامية الشورى يستطيعون أن يلزموا ولي الأمر بذلك إذا نصوا في عقد اختياره أو بيعته على الالتزام بالشورى ونتائجها، والأخذ برأي الأغلبية مطلقة أو مقيدة، فهنا يرتفع الخلاف”، السياسة الشرعية في ضوء نصوص الشريعة ومقاصدها (ص ،116 ط مكتبة وهبة) .



    يا أبي الكريم العظيم . .



    لقد عاهدنا الرجل ووعدنا بالتوافق على الدستور، ولم يف، وبالتوافق على الوزارة، ولم يف، وبالمشاركة لا المغالبة في حكم البلاد، ولم يف، وبأن يكون رئيسًا لكل المصريين، ولم يف، وأهم من كل ذلك أننا عاهدناه على أن يكون رئيس مصر الثورة، ثم رأيناه في عيد الثورة يقول لجهاز الشرطة الذي عاهدنا على تطهيره ولم يف أيضا : “أنتم في القلب من ثورة يناير!”، فبأي عهود الله تريدنا أن نبقي عليه؟



    لقد تصالح مع الدولة العميقة، ومع الفلول، ومع رجال أعمال مبارك، ومع كل الشرور الكامنة من العهود البائدة، بل حاول أن يوظفها لحسابه، وأن يستميلها لجماعته، وأعان الظالمين على ظلمهم فسلطهم الله عليه .



    لقد حفظت منك كلمة لا أنساها ما حييت يا أبي وأستاذي، كلمة من جوامع الكلم، كلمة صارت لي ميثاقاً ونبراساً في فهم الإسلام، وفي فهم السياسة الشرعية، لقد قلت لي ولكل جيلنا: “الحرية قبل الشريعة”!



    بهذه الكلمة كنتُ وما زلتُ من الثائرين الذين يطالبون بالحرية للناس جميعاً، بهذه الكلمة كنت في الميدان يوم الخامس والعشرين من يناير، ويوم الثلاثين من يونيو أيضا، ولم أشغل نفسي بالمطالبة بإقامة شرع الله، ولم أر أن من حقي فرض الشريعة على أحد، بل شغلت نفسي بتحريض الناس أن يكونوا أحراراً، فالحرية والشريعة عندي سواء، وهل خلق الله الناس إلا ليكونوا أحرارا .



    لقد ناشدتَ أبي العظيم في فتواك الفريق السيسي وكل الأحزاب والقوى السياسية وكل طلاب الحرية والكرامة والعدل، أن يقفوا وقفة رجل واحد، لنصرة الحق، وإعادة الرئيس مرسي إلى مكانه، ومداومة نصحه، ووضع الخطط المعالجة، والبرامج العملية . . فماذا لو أخبرتك يا مولاي أنهم طالما فعلوا ذلك طوال عام كامل ولم يستجب الرجل؟



    ماذا لو أخبرتك يا أستاذي أن من مستشاريه الذين اختارهم بنفسه من نثق بعلمه ودينه وإخلاصه ووطنيته ومع هذا تركوه جميعا بعد أن اكتشفوا حقيقة أنهم ليسوا أكثر من ديكور ديمقراطي لاستبداد جديد، فلم يكن الرجل يسمع لأحد سوى جماعته ومرشده الذين لم يكونوا له يومًا ناصحين أمناء ولا بطانة خير، وإنما أعانوه على ما لم يُصلح في مصر ديناً ولا دنيا، ودفعوه إلى مواجهة الشعب بالجماعة لتبرير وتمرير قراراته المنفردة، مما أدى إلى دم كثير، وفتنة في الأرض، وما على هذا بايعه المصريون والثوار .



    ماذا لو أخبرتك يا سيدي وتاج رأسي أنني قد فعلت ذلك بنفسي فما كان من الرئيس وأهله وعشيرته إلا أن صعروا لنا الخدود!



    لقد جلسنا مع كل الأطراف في أوقات صعبة، ولم يكن أحد يشكك في شرعية الرئيس، وكان من الممكن لم الشمل بتنازلات بسيطة، ولكن وللأسف لم نر رجال دولة على قدر المسؤولية، بل رأينا مجموعة من الطامعين في الاستحواذ مهما كان الثمن .



    لقد كنا نتمنى جميعا لو أكمل الرئيس مدته، وأن تنجح أول تجربة لرئيس مدني منتخب، ولكنه أصر على إسقاط شرعيته بنفسه، وذلك بانقياده لمن يحركه، وبتبعيته لمن لا شرعية لهم ولا بيعة ولا ميثاق، ثم هم الآن يبتزون أتباعهم ورموزهم عاطفيا لكي يقعوا في هذا الشرك بدعوى حماية الشرعية والشريعة .



    إن حقيقة ما حدث في مصر خلال العام الماضي أن الإخوان المسلمين قد تعاملوا مع رئاسة الجمهورية على أنها شُعبة من شعب الجماعة، ونحن ندفع وسندفع ثمن ذلك جميعا دما وأحقادًا بين أبناء الوطن الواحد .



    إن كل كلمة كتبتها يا سيدي وأستاذي أحترمها، وأعلم حسن نواياك فيها، ولكن تحفظي أنها لم تكن رأيًا سياسيًا يحتمل الصواب والخطأ، رأيا يكتبه “المواطن” يوسف القرضاوي ابن القرية والكتّاب، بل كانت فتوى شرعية يفتي بها إمام الوسطية “الشيخ” يوسف القرضاوي، وهو ما أذهلني وأربكني وآلمني .



    لقد آن لهذه الأمة أن تخوض الصعب، وأن ترسم الحدود بين ما هو ديني، وما هو سياسي، لكي نعرف متى يتحدث الفقهاء، ومتى يتحدث السياسيون!



    ختاما: أنا أكثر واحد في هذه الدنيا يعلم أنك لا تبيع دينك بدنياك، وأنك أحرص على الحق والعدل من حرصك على المذهب والأيديولوجيا، وأن تفاصيل الحدث وملابساته كثيرة ومربكة، وأنت لديك شواغلك العلمية الكبيرة .



    أعلم يا أبي أن فتواك ما جاءت إلا دفاعًا عما رأيته حق المصريين في أن يختاروا بإرادتهم الحرة من يمثلهم دون العودة ثانيا لتسلط العسكر وهو ما لن نسمح بحدوثه أبدا وهذا التعليق مني رد لأفضالك عليّ، وعرفان بجميل علمك الذي أودعته فيّ .



    صدقني يا أبي الكريم الحليم لو طبقنا ما كتبته في كتبك عن الأمة والدولة، وعن فقه الأولويات، وفقه الواقع، وفقه المقاصد، وعن الحرية التي هي قبل الشريعة كما علمتنا، لكنت أول الداعين للثورة على من ظلم، وخان العهود والمواثيق، وأفشى أسرار الدولة، وزج بمخالفيه في السجن بتهمة إهانته، ولم يترك لهم من الحرية إلا ما كان يتركه لهم مبارك: قولوا ما شئتم وسأفعل ما أريد .



    أبي العظيم . . في ميدان رابعة العدوية الآن مئات الآلاف من الشباب المخلص الطاهر، وهم طاقة وطنية جبارة، سيضعها بعض أصحاب المصالح وتجار الدم في معركة لا ناقة لهم فيها ولا جمل، فلا هي معركة وطنية، ولا هي معركة إسلامية، ولا هي معركة ضد عدو، ولا هي معركة يرجى فيها نصر، وكل من يدخلها مهزوم، إنهم ملايين المخلصين الذي سيلقى بهم في الجحيم ثمناً لأطماع ثلة من الناس في مزيد من السلطة والنفوذ، وما أحوجنا لكلمة حق عاقلة تحقن تلك الدماء الزكية التي ستراق هدرًا .



    إن الإرادة الشعبية التي تحركت في الثلاثين من يونيو ليست سوى امتداد للخامس والعشرين من يناير، ولئن ظن بعض الفلول أن ما حدث تمهيد لعودتهم فإني أقول لفضيلتكم بكل ثقة إنهم واهمون، وسوف يقف هذا الجيل الاستثنائي أمام كل ظالم، ولن يترك ثورته حتى يبلغ بها ما أراد، سواء لديهم ظالم يلبس الخوذة، أو القبعة، أو العمامة .



    أبي الحبيب . . لقد ربيتنا نحن أبناءك على الحرية واستقلال الفكر، وإني لفخور بك قدر فخرك بنا وأكثر، وإني لأعلم أن هذا المقال سوف يدفع بعض العبيد لقراءته بمنطق العقوق، إلا أنه ما كان لي أن ألتزم الصمت إزاء ما كتبته بوصفه فتوى لا رأيًا وقد عودتنا أن نكون أحرارا مستقلين، وحذرتنا مرارا من التقليد الأعمى، والاتباع بلا دليل، والسير خلف السادة والقيادات والرموز، وعلمتنا أن نقول كلمة الحق ولو على أنفسنا والوالدين والأقربين، وأن نعرف الرجال بالحق، ولا نعرف الحق بالرجال .



    من حق أسرتنا أن تفخر بأنها لم تُرَب نسخا مشوهة، بل خرجت كيانات مستقلة، وذلك بعكس كثير من الأسر التي تزعم الليبرالية والحرية، ولا نرى منها سوى نسخ كربونية لا فروق بينها .



    أبي العظيم: هذه الكلمات بعض غرسك فينا، وهي في الأصل أفكارك وكلماتك، وبعض فضلك وفقهك، إنها بضاعتك القيمة رُدتْ إليك .



    والله من وراء القصد . عاشت مصر للمصريين وبالمصريين .

                  

07-08-2013, 05:06 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)

    Quote: فى مدة العام

    عام واحد بس
    تري هل هو كاف لاول تجربة ديمقراطية
    ياخي أوباما فشل في الاربعة سنين الاولي وقبل الشعب الامريكي عذره
    وأعاد ترشيحه للمرة الثانية
    لانو كان بيصلح في اخطاء سلفه بوش
    ومش كده شجعوه وساندوه وادوه جائزة نوبل كمان
    ال عام ال
                  

07-08-2013, 05:11 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    Quote: تتحدثون عن الإخوان وكأنهم فصيل خارج الشعب المصري!
    والمواجهة الآن في مصر بين تيارين كبيرين: التيار العلماني ومن شايعه، ثم التيار الإسلامي ومن أيده، فالحكمة كانت تقتضي أن لا يتم الخروج بالصراع عن
    حدود العملية الديمقراطية!
    والممارسة التي قام بها شباب تمرد في سعيهم لإسقاط الرئيس، ممارسة لا سند لها إلا في سلوك الفهلوة المصري! ووما الذي يدفع عاقلاً إلى الجزم
    بصحة الاستفتاء الذي زعموه، فلماذا العملية الديمقراطية أصلاً؟ إذا كان هذا المسلك صحيحاً!
    فارق كبير بين التظاهر السلمي من أجل المطالبة بتحقيق شتى الشعارات والمطالب الوطنية، وبين التمرد على الحاكم المنتخب من قبل الشعب؟
    وخيراً فعل شباب (تمرّد) إذ أعانونا على اجتراح مصطلح يجسد حقيقة مسلكهم المنافي للديمقراطية، ألا وهو التمرد على العملية الديمقراطية!
    أن تستمر التظاهرات من أجل مطالب وطنية وموضوعية ودستورية، مهما كان سقفها، فهذا سلوك ديمقراطي!
    أما أن يكون مطلب التظاهرات هو إزاحة الرئيس المنتخب، فهذا أيضاً سلوك ديمقراطي،
    شريطة أن تتم ممارسته وفقاً للدستور!
    ولا يهمنا في سياق الحدث الجاري، ما إذا كان الإخوان فعلاً يؤمنون بالديمقراطية أو لا!
    يهمنا الحفاظ على قوالب الممارسة الديمقراطية نفسها، عسى أن نستعين بها يوماً ما من أجل ترسيخ دعائم النظام الديمقراطي!
    ومودّتي للجميع!
    صلاح عباس فقير
                  

07-08-2013, 08:06 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: سيف اليزل برعي البدوي)



    قراءة أخرى في أحداث مصر وسر التحالف المدني في مواجهة الأخوان ..

    بقلم: فيصل محمد صالح
    الأحد, 07 تموز/يوليو 2013 21:49



    لن يهدأ الحديث قريبا عن الحدث المصري، ستتواتر النقاشات وتختلف الآراء، وهذا طبيعي بسبب فرادة الحدث وغرائبيته، وخروجه عن المألوف، سواء في نمط الإرادة الشعبية وطريقة التعبير عنها في نظر البعض، أو من حيث كونه انقلابا وخروجا عن الشرعية في نظر البعض الآخر. فالإرادة الشعبية وشرعية الجماهير انتهت بغير ما توقعه الكثيرون، وبغير ما حدث في تجارب أخرى، وإن كان انقلابا وخروجا على الشرعية، فهو تم بطريقة غير مالوفة في الانقلابات العسكرية.

    لكن ليس هذا هو موضوعنا، بل شكل ونوع التحالف العريض الذي تم في مواجهة حكم الأخوان والرئيس محمد مرسي. لقد أثار هذا التحالف العريض دهشة المراقبين، وصعب التوصيف الموضوعي له، فليس صحيحا أنهم كلهم من أنصار الأحزاب المصرية المعارضة، ولا هم كلهم من العلمانيين بدليل غلبة النساء المحجبات على المشاركين والمشاركات، وظهور بعض الملتحين وسطهم، وكثير من غير المنتمين سياسيا، وغير المهتمين والمتابعين للنشاط والمواقف السياسية.

    في ظني ان هذا التحالف عكس التكوين المدني للمجتمع المصري، بمؤسساته المدنية راسخة الجذور والتاريخ، والتي تعكس ما يمكن تسميته بأسلوب الحياة والعيش في مصر، والذي يسميه الفرنجة (Life Style)، والذي شعر المصريون بمختلف أطيافهم وتنوعاتهم، أن حكم الأخوان، المتحالف مع مجموعة من تنظيمات الإسلام السياسي، يهدده ويسعى نحو تغييره بأسلوب حياة وعيش لا يتوافق مع الفطرة المصرية والتقاليد المتوارثة.

    اجتمع في هذا الطيف تنظيمات سياسية شتى، من الاشتراكيين الثوريين في أقصى اليسار، مرورا بالناصريين والتجمعات اليسارية الأخرى، وتنظيمات الوسط الليبرالي التي يمثلها البرادعي وحزب الدستوروالأحرار المصريين و الديمقراطي الاجتماعي ، وانتهاء باليمين التقليدي الذي يجسده حزب الوفد وتنظيمات أخرى. والتف حول التحالف المثقفون والكتاب والمبدعون في مجالات السينما والمسرح والغناء والموسيقى وحتى مرتادي دار الأوبرا والفنون الشعبية والموالد. وضم رموز الطبقة الوسطى السياسية والاقتصادية ورجال الأعمال والعاملين بقطاع السياحة والبيزنس، بمثلما جاءت تنظيمات الصوفية وممثلي الإسلام الشعبي المصري.

    مكث الرئيس محمد مرسي وتنظيم الأخوان المسلمين ومكتب الإرشاد عاما واحدا في الحكم، ربما لم يستطيعوا إرساء تغييرات كثيرة في الدولة والمجتمع المصري كما يشتهون ويخططون، لكنهم افلحوا، من حيث لم يستطيعوا أن يخفوا، أن يرسلوا إشارات في غاية الجدية والأهمية والخطورة لهذه الأطياف من المجتمع المصري، مفادها أنهم لو استمروا في حكم مصر لمدة اربع سنوات، فلن تعود مصر هي مصر التي عرفوها وألفوها، وعرفها وألفها العالم. كانت أكبر أخطاء مرسي ومكتب الارشاد أنهم فكوا تحالفهم مع القوى الثورية والمدنية التي شاركوها في الثورة، وأقاموا تحالفا مع جماعات الإسلام السياسي الأكثر عنفا وتطرفا، من لدن الاسلامبولي والزمر وصفوت عبد الغني وعاصم وحازم أبو اسماعيل. وجمعوا معهم الشيوخ الذين يكفرون الناس إن كتبوا أو غنوا أو رقصوا أو قدموا البرامج التليفزيونية، أو تمشوا في الأسواق وجلسوا في المقاهي، ومن عملوا في السياحة أو لم يصوتوا لمرشحي الاتجاه الإسلامي.

    ثم كانت الطامة الكبرى التهديدات والنعوت والشتائم التى انهالت على الأقباط الذين لا تسميهم هذه القنوات إلا النصارى والصليبيين، وتهديدهم في حياتهم ومعاشهم، ومطالبتهم بالرضاء والسكوت طالما سمحوا لهم بالحياة في مصر، وإلا فإن عليهم أن يهاجروا فأرض الله واسعة.

    كانت قمة التهديدات في اللقاء الشهير لنصرة سوريا قبل ثلاثة أسابيع، والذي أسماء الاكاديمي والإعلامي الإسلامي المعروف الدكتور المعتز بالله عبد الفتاح "مؤتمر نصرة سوريا وقسمة مصر". فقد وقف كل هؤلاء، في حضور الرئيس المصري وتبسمه وتصفيقه أحيانا، يقسمون المجتمع المصري إلى مسلمين ، هم من كانوا حضورا معهم، وكفار، وهم بقية المجتمع المصري، ويهددونهم بالسحق والموت وعظائم الأمور. ثم عرضت الشاشات كيف التف بعض البسطاء المدفوعين بوهم المؤامرة الشيعية على مصر، بفعل وتأثير هؤلاء الخطباء وتلك القنوات، ليسحلوا أربعة مواطنين مصريين ويمثلوا بجثثهم ويحرقونها بالنار، وسط التهليل والتكبير والزغاريد. ولم تتحرك الدولة المصرية أو تفعل شيئا.

    إن كان هذا يحدث للمسلمين الشيعة المتدينين، فماذا سيحدث للمسلمين الآخرين الذين يوصفون بأنهم غير متدينين، أو علمانيين وليبراليين، وماذا سيحدث للنصاري غير القتل والسلب والسبي؟.

    الموضوع لم يعد الحكم والكراسي والمناصب، بل أسلوب العيش والحياة التي يمكن أن تفرض على من تبقى من المصريين، بعد القضاء على النصارى والصليبيين والعلمانيين والليبراليين، إما بالقتل والسحل، أو التهجير والإرغام على الخروج.

    كان الأخوان المسلمون وجماعات الإسلام السياسي في كفة، وباقي المجتمع المصري في كفة، ثم شعرت الكفة الثانية بأن كل شئ في حياتها، بما فيها الحياة نفسها، في خطر، وشعر المؤسسة العسكرية بنفس الشعور، وهي ذاتها مؤسسة مصرية قديمة ضاربة الجذور، وتنتمي لنفس المجتمع ولنفس نمط العيش والحياة، فكان طبيعيا أن تنضم لذات التحالف. بعد هذا يمكن أن يصف الناس هذا التحرك كما يشاؤون، لكن لا بد أن يعرفوا مسبباته.
    نقلا عن التغيير


    -------------


    صحف تتحدث عن ازدياد موجة الكراهية لأمريكا لتأييدها لهم..

    وعاهل السعودية يؤيد الجيش والمعارضة ضد الإخوان

    حسنين كروم
    July 7, 2013


    القاهرة ـ ‘القدس العربي’ أشنع ما نشرته صحف أمس الأحد 7 تموز/يوليو، كان مشهد قيام عدد من الإخوان المسلمين، بطعن الطالب محمد بدر حسونة وإلقائه من ارتفاع طابقين، ورغم وفاته قام إخواني بضربه على رأسه ورقبته ببلطة في يده، في مشهد مروع أشعل نار الغضب ضد الإخوان ومن يتحالف معهم. واستمرار الاشتباكات الدموية في الكثير من المدن وسقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى. ودعوة حركة تمرد لنزول المصريين الى الشوارع، وإلقاء القبض على المزيد من الإخوان والإرهابيين المسلحين.
    وكان الخبر الثاني المهم، هو الكشف عن تورط مدير أمن الجيزة السابق اللواء عبدالموجود لطفي في تسهيل مسيرات وتجمعات الإخوان أمام جامعة القاهرة واعتداءاتهم على الأهالي، مما استدعى صدور قرار من الوزير اللواء محمد إبراهيم بنقله إلى ديوان عام الوزارة والتحقيق معه، كما قرر نقل اللواء أحمد عبدالجواد نائب مدير قطاع الأمن الوطني مباحث أمن الدولة الى ديوان الوزارة وإقالته من منصبه، للتحقيق معه في تسريب معلومات الأمن الى خيرت الشاطر، وإبلاغه عن سفر ضابط العمليات الخاصة محمد ابو شقرة إلى سيناء واغتياله هناك، وكانت قد ترددت اتهامات مباشرة، بعد اغتياله من عدد كبير من الضباط بأن هناك خيانة داخل الجهاز، وحامت الاتهامات حول مديره اللواء خالد ثروت، الذي اتهمته المعارضة منذ تعيينه بأنه يسلم خيرت الشاطر المعلومات أولاً بأول، والله أعلم بالحقيقة في هذه الوقائع، التي لابد من الكشف عنها بصراحة. أما الذي أنا متأكد منه فهو ان اختيار عبدالموجود لطفي مديرا لأمن الجيزة، تم بترشيح من رجل أعمال مساند للإخوان قدم اسمه إلى رجل الأعمال الإخواني حسن مالك، وهو ما تم في عملية تعيين المستشار حسن ياسين رئيساً للمكتب الفني للنائب العام الإخواني السابق المستشار طلعت إبراهيم.
    ونشرت الصحف عن تأييد عاهل السعودية الملك عبدالله بن عبدالعزيز للشعب والجيش، واستمرار الإخوان في مطالبة أوباما بدعمهم، لحماية الشرعية، ودعوة حركة ‘تمرد’ الشعب للنزول الى الميادين واتساع نطاق العمليات الإرهابية. ونشر صور القبض على صديقنا حازم صلاح أبو اسماعيل، وخيرت الشاطر. وإعلان النائب العام العائد لمنصبه المستشار عبدالمجيد محمود تخليه عن منصبه لاستشعاره الحرج في التحقيق في الوقائع الخاصة بقيادات الإخوان، وهذا يوضح الفرق الشاسع بين مستواه ومستوى النائب العام الإخواني طلعت عبدالله، وظهور الداعية أبو إسلام في شريط فيديو وهو يبكي ويطلب الصفح من الدكتور محمد البرادعي وعمرو موسى وزميلنا وصديقنا حمدين صباحي، وقبول اعتذاره لهم والتخلي عن قضاياهم ضده. كما تم ضبط ناظر محطة مترو أنفاق القاهرة في غمرة، بعد أن عطل عمل الإشارات حتى تصطدم القطارات ببعضها، وتواصل احتجاج صحيفة الإخوان ‘الحرية والعدالة’، ولم يصدر قرار بتعطيلها، وكذلك إغلاق القنوات الفضائية الدينية، وهو ما نعارضه ولابد من عودتها وإلزام اصحابها بتقديم البرامج الدينية فقط التي انشئت من أجلها، وإلزام باقي القنوات المعارضة للإخوان بالالتزام باللوائح المنظمة للعمل، وأعلنت نقابة الصحافيين التزامها بالدفاع عن أعضائها من الإخوان، ونفي متحدث عسكري ما أشاعه الإخوان من انشقاقات في الجيش.
    وإلى شيء من أشياء كثيرة عندنا:

    رابعة وبديع

    وكانت المفاجأة يوم الجمعة هي ظهور المرشد العام للجماعة الدكتور محمد بديع على منصة التجمع أمام مسجد رابعة العدوية وخطبته النارية، وكان ظهوره ضمن خطة الانقلاب الذي أعدوه، وجمعوا فيه، هم وحلفاؤهم، أقصى قوة لهم، بدءا بالهجمات الإرهابية، في سيناء ضد قوات الجيش والشرطة، وسقوط ما لا يقل عن ستة شهداء لهما، ثم بتوجه كتلة من المتظاهرين في ميدان رابعة العدوية، بقيادة محمد البلتاجي ورشاش الدم، صاحب ‘رايحين ع القدس شهداء بالملايين’، صفوت حجازي إلى نادي الحرس الجمهوري القريب لاقتحامه لتحرير محمد مرسي المأسور داخله كما يظنون.
    ووقفوا أمام الأسلاك الشائكة وتحاور معهم بكل أدب قادة من الحرس الجمهوري، وطلبوا منهم التظاهر والهتاف كما يريدون وواجبهم الحفاظ عليهم، لكن نزع الأسلاك الشائكة واقتحام المكان مرفوض، وكان ضابط برتبة لواء يستخدم مع الاثنين، البلتاجي وصفوت، كلمات يا أستاذ بلتاجي، يا دكتور صفوت، ومع ذلك هجموا على الأسلاك لنزعها واقتحام المكان، وتم القاء القنابل المسيلة للغاز لتفريقهم، وإطلاق الخراطيش، وفي حركات وأقوال مسرحية أخذ البعض يصيح أمام الكاميرات، ‘آدي الجيش المصري، شوفوا بيعمل فينا إيه’. وشخص آخر مصاب بطلق خرطوش في ساقه ويقف بثبات، وصاح أمام الكاميرا، و’آدي رصاصة في رجلي، شفتوا الجيش بيعمل فينا إيه’، ثم مشي بثبات وقوة. وثالث، راقد على الأرض، اعتقدت انه ميت، فأخذوا يضغطون على صدره، وهو مغمض العينين، ثم انتفض جسده، ويبدو انه لم يتنبه الى أن الكاميرا لا تزال تصوره، فقام وكأن شيئاً لم يحدث له.

    سنبقى في الميادين حتى نحمل
    رئيسنا مرسي على أعناقنا

    هذه مشاهد رأيتها بعيني، وأكد الحرس الجمهوري انه لم يطلق لا رصاصا ولا خرطوشا، انما قنابل مسيلة للغاز، ثم ظهر المرشد على منصة رابعة العدوية، وسبقته خطبة ألقتها سيدة أو فتاة، لا أعرف، لكن ما أعرفه ان صوتها جميل، وكانت تهتف ضد العسكر والانقلاب، والرجال يرددون الهتافات خلفها من دون أن ينبهها أحد إلى أن صوت المرأة عورة، اللهم إلا إذا كانوا يعتبرون هتافات نسائهم مثل الأذان، وأصوات نساء المعارضة عورة، وبدأ بديع خطبته.
    وقد فوجئت بحالة من اليأس تجتاحه يحاول إخفاءها بنبرات صوت قوية، واتخاذ مواقف تصادمية أو انتحارية، ولا تليق بقيادة مسؤولة عن أرواح الآلاف من اتباعها، بديع قال:
    هذه الحشود خرجت من أجل تحرير مصر، وسنبقى في الميادين حتى نحمل الرئيس المنتخب، رئيسنا مرسي على أعناقنا.
    ثم هتف، الله أكبر، وهم يرددون وراءه، الله أكبر، وأضاف، أرواحنا فداه، وهانجيبه، وفجأة ظهرت طائرة هليكوبتر فوق الحشود، فصاح بديع، صور يا تاريخ صور، كن صادقاً في الصورة، وهتف، الله أكبر، فهتفوا وراءه، الله أكبر، ثم قال، يا جيش مصر عد إلى مصر، عد إلى شعب مصر، وصاح، الله أكبر يا نساء مصر، وكرر الله أكبر عشر مرات، ثم صاح وهو في حالة غيظ واضحة، صور يا سيسي، صور يا سيسي، هذا وقد دعوت الله عندما سمعته يقول ذلك أن يخطئ، ويغني أغنية عبدالحليم حافظ لخالد الذكر، صور يا زمان، صور يا زمان، ولكنه لم يفعلها وأغاظني جداً، ثم قال، أقول لجيشنا العظيم، فاعترض الحاضرون على كلمة العظيم وصاحوا، لا، لا، وهتفوا، عايزين مرسي، فرد عليهم، عايزينه إن شاء الله، هنجيبه على أكتافنا.
    ثم أذاع الميكروفون أغنية، الله أكبر، بسم الله وهي من أغنيات حرب أكتوبر وليست من تأليف الجماعة ولا تلحينها، ثم قال، سجنت خمس عشرة سنة من محكمة عسكرية ظلما، واللواء محمد العصار قال لنا، احملوا أنتم هم السياسة، واتركونا نحمل هم الحدود.
    واللواء العصار كان عضوا في المجلس العسكري أثناء رئاسة المشير حسين طنطاوي، وهو ما يكشف عن بعض ملامح الصفقة بين الإخوان والمجلس العسكري وأمريكا وقتها، وقد أوقعته حماسته وغضبه في زلة اللسان هذه.
    ثم قال، نتفاهم في كل شيء بعد أن يعيدوا رئيسنا محمد مرسي، ثورتنا سلمية وستظل سلمية، أقوى من الرصاص والدبابات والمصفحات عد إلى حضن شعبك يا جيش مصر نحن على يقين من وعد الله، لا يحيق المكر السيئ إلا بأهله، اللهم شتت شملهم، وبدد جمعهم وهذه نهاية الحكم العسكري، ثم قال المرشد السابق يقصد مهدي عاكف، رضي الله عنه وأرضاه، يعذبونه الآن في السجن، وهو شيخ.
    وقد تعجبت من قدرته على عدم الصدق، لأن ذلك لم يحدث ويتم التحقيق مع خفيف الظل محمد مهدي عاكف بناء على التهم الموجهة إليه بإهانة القضاة والتحريض على العنف مع آخرين، بناء على أوامر من النيابة العامة في البلاغات المقدمة ضدهم، وعبارة رضي الله عنه وأرضاه كان عاكف قد استخدمها لوصف عدد من الإخوان في قضية محاولة اغتيال خالد الذكر، عام 1954، في احدى حلقات ذكرياته السياسية، التي كانت تنشر كل يوم ثلاثاء في ملحق منفصل بجريدة ‘الحرية والعدالة’ لسان حال الحزب. وأضاف، الانقلاب العسكري باطل بالثلاثة، وكل الإجراءات التي تمت باطلة، ثم قال: باطل ثلاث مرات، حتى يكون الطلاق بائناً، ثم قال عن الإعلام، سحرة فرعون زعلوا مني، يا ليتهم كانوا سحرة لأنهم دخلوا الجنة.

    سيدنا موسى وسحرة فرعون

    والحقيقة انه سبق له وشبه مرسي بأنه مثل سيدنا موسى ومهاجميه من الإعلاميين بأنهم سحرة فرعون، سخر منه الإعلاميون، بأن سحرة فرعون آمنوا بموسى ورب موسى، ورفض تصحيح الخطأ طوال هذه المدة، ثم قال، أوجه رسائل قصيرة، إلى شيخ الأزهر، وهتف الحاضرون، باطل، باطل، فاكمل، أنت رمز ولكنك لا تتحدث باسم المسلمين.
    والغريب انه لم يلحظ تناقضه في انه يفرض نفسه وجماعته متحدثاً باسم الإسلام والمسلمين، ولم يكد ينتهي من هذه الكلمة حتى عادت الطائرة الهليوكوبتر للتحليق، فهتف، وهو ينظر إليها، الله أكبر يا جيش مصر، عد إلى شعبك، لا تحمي فصيلا واحدا، ثم هتف، ارفع راسك فوق أنت مرسي، وهتفوا خلفه، وقال في رسالته للبابا تاوضروس الثاني، لا تتحدث باسم أقباط مصر لأن منهم من اختار الرئيس ورئيسنا لن نتنازل عنه، دونه أرواحنا، يا تاوضروس، لقد سمعت من البابا شنودة يوصيك بالمسلمين، وأنت لم تعمل بالوصية مع رئيسك المسلم.
    وهو بذلك يحرض ضد أشقائنا الأقباط، ولكن ما لفت انتباهي في هذه المعلومة الخطيرة عن وصية البابا شنودة لتاوضروس، انه قبل وفاة شنودة لم يكن هناك خليفة له، لأن اختيار البابا الجديد، له اجراءات، وهي حصر المرشحين في ثلاثة فقط، وتكتب أسماؤهم في ثلاث ورقات، وتوضع في صندوق زجاجي، ويتقدم طفل بريء كالملاك ويأخذ واحدة فقط، ويكون اسم من فيها هو البابا الجديد، اللهم إلا إذا كان البابا شنودة قد أخبر بديع انه أوصى بتزوير الاختيار، بأن يتم كتابة اسم تاوضروس في الورقات الثلاث، أي جاي، جاي. ثم قال داعياً على المعارضين، اللهم، يا هازم الأحزاب انصر عبدك محمد مرسي، ورده سالماً إلى القصر الجمهوري، ثم هتف ‘ثوار أحرار هنكمل المشوار’، وردد الحاضرون الهتاف وراءه ثلاث مرات، ثم أخذ مسؤول المنصة الميكروفون وصرخ، خبر عاجل، وصل عدد المتظاهرين في ميدان النهضة إلى أربعة ملايين فبادله الحاضرون صراخا بصراخ، الله أكبر.
    ووقعت معجزة بعد ذلك، لم أشاهدها ولم يشاهدها أحد في الدنيا إلا زميلنا الرسام بمجلة ‘روزاليوسف’ عماد عبدالمقصود، إذ ادعى أنه كان مختبئا تحت كرسي في غرفة بمسجد رابعة العدوية، وشاهد المرشد يدخل إليها بعد إلقاء خطابه وكان في استقباله المرشد الأول ومؤسس الجماعة حسن البنا الذي قال لبديع،، على أيامي كان بعض الممثلين بيبوسو وبعضهم ينضرب، فرد بديع، على ايامي كلهم بينضربوا.
    وأسرع رسم ذلك المشهد في المجلة وعنوانه بداية ونهاية، وقدم الاعتذار للفيلم المأخوذ عن قصة نجيب محفوظ.

    زيادة الكراهية لامريكا واوباما بالذات

    وكانت كلمة ميدان النهضة كلمة السر في الخطة، إذ اتجهت مجموعة منهم لمهاجمة المتظاهرين في ميدان التحرير ومحاصرة التلفزيون، وإلى الهجمات الأخرى بالأسلحة الآلية والخرطوش في الإسكندرية والشرقية والأقصر والسويس والإسماعيلية ومهاجمة أقسام شرطة. ودارت الاشتباكات الدموية وسقط في هذه الليلة ما لا يقل عن ثمانية عشر قتيلا ومئات الجرحى واستنجد المعارضون بأنصارهم فنزلوا إلى الشوارع والميادين في معظم المدن، إلى أن نجحوا في ردهم وتم القبض على عناصر كثيرة منهم ومعهم أسلحة متقدمة وقنابل، وما خطط له الإخوان باعتباره ثورة منهم لإرهاب الشعب والشرطة والجيش ونقل صورة عن الفوضى لأمريكا حتى تتدخل لصالحهم، أدى إلى العكس فقد ازدادت موجة الكراهية لأمريكا ولأوباما بالذات، وبدأت المطالب برفض قبول المعونة العسكرية والاقتصادية وطرد سفيرتها الجميلة والكشف عن اتصالاتها مع الجماعة، ونزلت قوات الجيش لتفرق بين المتقاتلين في الشوارع، وقامت الشرطة بإلقاء القبض على النائب الأول للمرشد خيرت الشاطر وشقيقه بناء على طلب من النيابة العامة، كما داهمت الشرطة شقة يختبئ فيها صديقنا الشيخ حازم صلاح أبو اسماعيل، وضبطت معه حقيبة فيها مليون جنيه وذهبت به الى سجن طرة وتمت عملية القبض بناء على أوامر من النيابة.
    وأصدر رئيس الجمهورية المؤقت المستشار عدلي منصور، قرارا بحل مجلس الشورى، أي أن ما اعتبره المرشد وجماعته هجوماً مضادا لهم، سرعان ما تحطم واستمرت العجلة في دورانها السريع، ويتم الإعداد لنشر وثائق مؤكدة ستذهب بالكثير إلى المحاكم بتهمة الخيانة العظمى وفضائح مالية، لكشفهم أمام أنصارهم وأمام من اعتقدوا انهم يمثلون الإسلام. وكانت الصحف قد نشرت عن طلب الإخوان مساعدة أمريكا لهم، خاصة بيان عصام الحداد مستشار مرسي للشؤون الخارجية والتعاون الدولي، باللغة الانكليزية وعنوانه، ‘من أجل مصر والحقائق التاريخية’، وقد أعادت نشره يوم الخميس زميلتنا الجميلة بـ’المصري اليوم’ فتحية الدخاخني بعد ترجمته ونصه:
    ‘هناك مصريون يؤمنون بحقهم الديمقراطي، ومئات الآلاف منهم جمعوا لدعم الرئيس ولن يغادروا في مواجهة هذا الهجوم، إلا بالعنف وهذا ربما يأتي من الجيش أو الشرطة أو بلطجية مأجورين، وأياً كانت الطرق سيكون هناك الكثير من سفك الدماء، وسيتردد صدى هذه الرسالة في أنحاء العالم المسلم بصوت واضح، ان الديمقراطية ليست للمسلمين، لم يعد لدينا الوقت للانخراط في مناظرات أكاديمية ########ة، ومن يقرأ هذه الصفحة يدرك الثمن الذي دفعه العالم ولا يزال لحروب أفغانستان والعراق ‘مصر وزنها الرمزي أكبر، وأثرها سيجعل النتيجة أكبر بكثير’ ان مقتل 20 شخصاً وإصابة المئات في أحداث جامعة القاهرة، نموذج للتداعيات المتوقعة’.
    أي انه يهدد بسفك الدماء وتحويل مصر إلى افغانستان أو عراق، ومن سيكون السبب في ذلك هو الجيش، وبالتالي على أمريكا وحلف الأطلنطي النزول في مصر لمنع الجيش من تحويل مصر إلى مكان للإرهاب الدولي.

    وائل قنديل يجهش في البكاء
    متوقعاً أن يسمعه أوباما

    ويوم الجمعة قام زميلنا وأحد مديري تحرير جريدة ‘الشروق’ وهو وائل قنديل الناصري السابق والمحرر بجريدة ‘العربي’ التي كانت لسان حال الحزب العربي الديمقراطي الناصري، والذي تحول لدعم الإخوان قد قال مناشداً الرئيس الأمريكي أوباما أن يتدخل، قال وهو مذهول مما يراه يحدث من الجيش والمعارضة: ‘تلك هي مفردات الصورة التي يمكن للرئيس الأمريكي باراك أن يضعها أمام طالب مبتدئ في العلوم السياسية ويطلب منه تعريفا مناسباً لما حدث’. ثم أجهش وائل في البكاء متوقعاً أن يسمعه أوباما ويستدعي أحد طلبة العلوم السياسية من جامعة ميتشغان أو واشنطن لأنها قريبة من البيت الأبيض.
    ولكن كله كوم، وزميلنا الإعلامي بقناة الجزيرة أحمد منصور، كوم تاني، ذلك انه في عموده اليومي بـ’الشروق’ بلا حدود، يوم الأربعاء، الذي كتبه الثلاثاء، ولم يكن الفريق أول عبدالفتاح السيسي قد عقد الاجتماع يوم الأربعاء وأعلن فيه عزل مرسي، قال محرضاً ضده:
    ‘وهل يعقل أن تتصدر أخبار وتصريحات وزير الدفاع نشرات الأخبار في التلفزيون المصري، بينما يتوارى خطاب الرئيس الذي ألقاه مساء الثلاثاء إلى الخبر الثاني أو الثالث، هذه الثقافة لن تتغير بسهولة، لأن زراعة الكراهية طيلة ستين عاماً لا يمكن أن تصحح في يوم وليلة، ووجود مسؤولين وبيروقراطيين تربوا على مدى ستين عاماً على كراهية الإسلاميين والإخوان لن تتغير بسهولة، بل على العكس تماماًَ، لقد نجحت وسائل إعلام الفلول في صناعة حجم من الكراهية للإخوان المسلمين خلال عام واحد غير مسبوقة، إن بقي مرسي بعد انتهاء مهلة الجيش فعليه أن يعيد بناء مؤسسات الدولة من جديد قبل أي شيء آخر وإلا فإن ما حدث في 30 يونيو سوف يتكرر كل يوم ولن تنهض مصر من جديد’.
    ومنصور كتب عموده قبل المؤتمر الذي عقده يوم الأربعاء الفريق أول عبدالفتاح السيسي بحضور شيخ الأزهر والبابا تاوضروس وياسر برهامي وجلال المرة عن حزب النور السلفي ومحمد البرادعي وممثلين عن الشباب، والذي تمت فيه الإطاحة بمرسي، فسارع يكتب يوم السبت مهاجماً الإخوان ومرسي قائلاً على طريقة، ما أنا قلت لكم وما سمعتوش كلامي، اشربوا بقى:
    ‘العجيب انه خلال عام واحد فقط من جودهم في السلطة بلغ طوفان الكراهية لهم حداً غير مسبوق انتهى بسيطرة القوات المسلحة على السلطة وعزل الرئيس محمد مرسي طوفان الكراهية للإخوان بدأ مبكراً وليس الآن وتحديداً مع الدعاية الانتخابية، وزاد بعد تولي الرئيس مرسي، وبداية مسلسل الأخطاء التي كتبت عنها في حينها، وقد كان اختيار مرسي للمنصب خطأ كبيرا في حد ذاته، لأن الرجل لا يملك المقومات الرئيسية لرجل الدولة، أشياء عديدة لعبت الدور الكبير في صناعة طوفان الكراهية للإخوان، لا سيما من الذين انتخبوا الإخوان أو أيدوهم أو تعاطفوا معهم بعد الثورة، الأول هو إعلام الفلول الذي لم يكن ينظر إلا إلى أخطاء الإخوان وسوءاتهم مع عجز الإخوان عن الترويج لانجازاتهم ودخولهم في عداوة مع الإعلاميين، الثاني هو أداء الرئاسة المزري وإصرار الرئيس على أن يقدم لأعداء الثورة والفلول والإعلام الأدوات التي يحاربونه بها، مثل خطاباته العاطفية والمرتجلة الخالية من المحتوي والمضمون والرؤية والخيال وإصراره على رئيس الحكومة وعلى النائب العام والإعلان الدستوري وأشياء أخرى كثيرة انتقدناها في حينها’.

    استقامة وشجاعة ونقاء عبدالرحمن يوسف

    وهكذا انهارت أعصاب منصور، وعلى طريقة الجري كله جدعنة وليس نصا فقط، منصور الذي كان يطالب من أيام بتطهير الإعلام، ومن قبل كان يشيد بالنائب العام وانجازاته التي حدثه عنها عندما كان في الدوحة، خاصة عن إنشاء نيابة الثورة، الآن يعتبر أن الإبقاء عليه كان خطأ، يا سبحان الله، وعلى عكسه، كان الكاتب والشاعر وابن الشيخ يوسف القرضاوي عبدالرحمن يوسف، قد حافظ في نفس العدد على نقائه واستقامته وشجاعته الروحية وتستطيع أن تختلف معه إذا أردت، لكنك لا تملك إلا احترامه وتقديره، إذ قال:
    ‘ما حدث في مصر في الثالث من يوليو 2013 ليس انقلاباً، لأن قرار عزل الرئيس لم يتخذ في غرفة مغلقة بها مجموعة من الجنرالات، ومن يظن أن ما حدث في عام 1954 هو نفس ما يحدث الآن فعليه أن يراجع نفسه، لأن المظاهرات المحدودة التي لا نعرف كيف بدأت ولا من حركها حينذاك، كانت تهتف ‘تسقط الديمقراطية’ أما مظاهرات الثلاثين من يونيو 2013، فقد كانت تطبيقاً لجوهر الديمقراطية امام رئيس وجماعة ظنت أن من حقها أن تخطف البلد الى حيث تشاء، ونسي هؤلاء وهم إخواننا في الوطن أن التعاقد بين الأمة والحاكم مشروط وأن الحاكم إذا خالف شروط العقد ولم يستجب لمحاولات التصحيح فإن من حق الأمة عزله وهو ما حدث.
    الديمقراطية لا تمنح صكاً لأي أحد ليفعل ما يشاء، إذا كان ما حدث ليس انقلابا فلابد أن يفهم الجميع أنه ليس ثورة جديدة، بل هو فصل جديد مجيد من فصول ثورة يناير العظيمة، يحسب فيه الفضل لها وينسب فيه الانجاز لشبابها وما شباب حركة ‘تمرد’ سوى مجموعة من أبناء هذه الثورة العظيمة، نسأل الله أن يلهمنا جميعاً الحكمة والصبر وأن يعيننا على شهوات أنفسنا وأن نقر أعيننا برؤية شباب مصر يتولون زمام القيادة لكي تتحرك مصر للأمام، عاشت مصر للمصريين وبالمصريين’.

    انقلاب أم ثورة

    وهكذا قادنا عبدالرحمن، بارك الله فيه إلى آخر قضايا تقرير اليوم، وهي انقلاب الجيش على الشرعية، وهي كذبة مكشوفة، لعدة أسباب، منها أن ما حدث في الثالث من يوليو هو نفسه ما حدث في يناير 2011 جماهير غفيرة خرجت ضد نظام مبارك أصبحت ثورة ترفض نظام مبارك أيدها الجيش، وباركها أوباما نفسه وطلب من مبارك الرحيل، الذي كان منتخباً ومدنيا ايضا لأنه خرج من الجيش عام 1975 بعد تعيينه نائبا للرئيس السادات، وطلبات سحب الثقة من مرسي في حركة ‘تمرد’ كان عددها أكثر من عدد الذين أعطوه أصواتهم، وأن من نزلوا الميادين يطالبونه بالاستقالة كانت أعدادهم تفوق من شاركوا في التصويت للدستور ومن انتخبوه ومع ذلك، رفض التنحي. ولأن الجيش والشرطة رفضا الدخول في مواجهة مع الشعب، فكان الحل قيام المعارضين بالهجوم على قصر الرئاسة والوزارات وخلعهم بالقوة. وكانت النتيجة محسومة لأن الجماهير احتلت فعلا وزارات ومحافظات فأي شرعية له بعد ذلك؟
    والأمر الثاني هو الصمت المثير للريبة لأمريكا التي تدعي محاربة الإرهاب في العالم وهي ترى مرسي يتحالف مع رموزه ويترك لهم السيطرة في سيناء ولم تتحرك أمريكا عندما تم رفع علم القاعدة على سور سفارتها، ثم على مبنى أمن الدولة في حي مدينة نصر بدعم من مرسي ونظامه، أي تعيد لنا ذكريات دعمها للقاعدة، والإرهاب في افغانستان، فما الذي كانت تخطط لأحداثه في مصر، وما الذي يخيفها من امكانية الكشف بالوثائق عن دعمها للإخوان؟ ومع ذلك لديهم الجرأة لأن يتحدثوا عن الشرعية؟ أما حاجة غريبة والله.



    --------------
                  

07-09-2013, 05:31 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)



    سالم سالمين النعيمي

    جذور العنف في عقيدة «الإخوان»
    تاريخ النشر: الثلاثاء 09 يوليو 2013


    فجأة تحول حزب «الحرية والعدالة»، بل جماعة «الإخوان المسلمين» ككل لدولة داخل دولة، وظهرت الأسلحة التي خزنت بكثافة في الشهور الماضية، وانتشرت الميليشيات التي دربت في طهران تعلن التمرد، وكثر الهرج والمرج، وعاثوا في الأرض فساداً وترهيباً بقتل المعارضين لمرسي، ورميهم من فوق أسطح العمارات، والتمثيل بهم والتحرش بالمتظاهرات، ومضايقة المتظاهرين بالسلاح الأبيض، وحتى إطلاق النيران عليهم، والدخول في مناوشات عصابات الشارع مع القوات النظامية، واستخدام الأسلحة الثقيلة وقذائف هاون، و«آر. بي. جي»، في مهاجمة مطار العريش ومواقع الجيش المصري والشرطة في سيناء، وهي الصواريخ ذاتها، التي يستخدمها «حزب الله» الإيراني أقصد اللبناني، ومناداة كل قياداتهم بإعلان الجهاد باسم الجماعة على القوات النظامية والشعب المعارض، فكيف ينادون بشرعية الصناديق وينكرون شرعية «لا ضريبة من دون تمثيل في حكم البلاد»، وشرعية «السلطات الثلاث التي يجب أن لا تختزل في شخص أو جماعة». وشرعية الحكم مسؤولية وتكليف مربوط بالأداء، وشرعية رضى الشعب عن أداء الحكومة فانتصرت الشرعية الشعبية، غير المسيسة حزبياً بمساندة قوات الجيش المصري الباسلة في معركة واحدة ضمن حرب «التحرير»، من قوى الإسلام الحركي المتطرف العنيف، وتعرية فكره ومنهجه السياسي، وفضح من يقف وراء أجندتهم، وسيعود الشعب المصري للشارع ليقول للعالم من يملك الشرعية الشعبية، فما هي حقيقة منهج الله عند «الإخوان المسلمون»؟

    يقول المؤسس وأحد أهم مفكريهم حسن البنا في رسائله في الصفحة 180 مخاطباً الإخوان:





    «على أن التجارب في الماضي والحاضر، قد أثبتت أنه لا خير إلا في طريقكم، ولا إنتاج إلا في خطتكم، ولا صواب إلا فيما تعملون». فهم حسب ما يعتقد البنا و«الإخوان المسلمون» اليوم يحتكرون الصواب وكل مَن خالفهم يكون مخطئاً، وأكد المرشدون للجماعة من بعده نفس المفهوم، فحَسَن الهُضَيْبِيّ يذكر في كتاب (قافلة الإخوان) في الصفحة 298 «دعوة الإخوان هي لا غيرُها الملاذُ والإنقاذ والخلاص، وعلى «الإخوان» ألا يُشركوا بها شيئًا»، وهم يعتقدون أن اجتهاد البنا اجتهاد ولي من أولياء الله، كما يعتقد «الإخوان» بأن المرشد لا يخطئ وأن الجماعة كاملة تمثِّل الإسلام تمثيلاً كاملاً، وهم يعتقدون أن البعد عن فكر (البنا) تفريط في نصرة الإسلام، فيتحدث أبرز مفكريهم والأكثر تأثيراً سيد قطب (1906-1966) في كتابه

    «معالم على الطريق» عن أن النظام العالمي مهيمن عليه من الغرب، هو في قبضتهم، وهم سبب التراجع الروحي والانحطاط في العالم، وواجب المسلم تحدي هذا الانحطاط العالمي واستعادة السيادة الكاملة في كل مجال من مجالات الحياة وأشار إلى حتمية استخدام «القوة»، والمواجهة المباشرة والعنيفة، حتى مع قوات الدولة التي يعيش فيها المسلم للطعن في نظام الهيمنة الغربية باسم «الإسلام الحقيقي».

    وقدم سيد قطب القالب الأيديولوجي للإسلام المتطرف المعاصر، الذي تناوله وعمل به في ما بعد تنظيم «القاعدة»، وغيره من التنظيمات المتطرفة العنيفة باسم الدين الإسلامي، وكذلك التنظيم السري في جماعة الإخوان المسلمين، وإيمان عام من الجماعة بالمبادئ العامة لذلك الفكر، ولكن على أن تتم المواجهة بعد التمكن والحشد الكافي في العدة والعتاد، ووصول المجتمع المسلم للنضوج في جميع المناحي من خلال تبني فكر الجماعة وإصلاح المجتمع وإخراجه من الجاهلية التي يعيش فيها.

    وفي رأيهم، من لا يؤمن بفكر الجماعة، هناك خلل في فهمه للدين. فقطب أخلى المسلم من مسؤولية تبني المفاهيم السليمة العصرية وفهم العلوم العصرية لتحرر الأمة من التبعية والهوان، وجعل الفرد المسلم مجرد ثائر لا يعمر الأرض، وجل فكره القضاء على الغرب، فأي سلبية بعد ذلك في الفكر وأي اتكالية وهروب من المسؤولية، وتهميش للعقل والمنطق، لتمكين الأمة وجعلها تباهي الأمم وتتقدم عليها، وشعار «الإسلام هو الحل»، قام على هذه الفكرة والقول بأن الإسلام أسلوب حياة شامل هو قول صائب، ولكنه تكليف روحي وإيماني لكل إنسان، ومتروك لكل فرد حرية كيفية العمل به وليس مخرج من الملة عدم اتباع فكر وتفسير شخص بعينه من المسلمين له.

    ولتأسيس «دولة ملحمة العقل الباطن» يرى سيد قطب أن الخرافة جزء من المنطق الديني ويؤمن بخصخصة الدين من خلال جماعته لتخليص الأمة من أعداء الإسلام وإعادة تأسيس الخلافة العالمية، فتستخدم الجماعة مسوغات نفسية وعاطفية تبدو إيمانية لتفرضها على المسلمين للتعاطف مع مظالمهم ضد الغرب، والتسويق سرياً للنضال ضد السلطة السياسية والثقافية الغربية وحلفائها في العالم الإسلامي والعالم كافة، بهدف تجديد الإسلام ونقطة البداية كانت مع سيد قطب ومفهوم المجتمع العالمي للمسلمين، وأن الشريعة موجودة في وئام مع النظام الطبيعي للكون، وهي تعكس المجتمع الذي كان يمثله النبي محمد عليه الصلاة والسلام وأصحابه رضي الله عنهم في المدينة المنورة، فهو جيل فريد يستحق المحاكاة، وهو أفضل السبل لعيش حياة يطبق فيها كل ما جاء في القرآن الكريم، ولكن يصطدم كل المنظرين باستحالة محاكاة حياة الصحابة لاختلاف الزمان والمكان وظروف المسلمين ونوعية البشر والتغييرات الجذرية التي حدثت للإنسان وحتى فهمنا للقرآن، ليصل الأمر إلى مرحلة الانسداد الكبير وبالتالي الانفجار وحالة يأس كامل يعبر عنها بالعنف والتمرد على الواقع.

    وإذا سلمنا أن الإسلام دين عالمي ودين لكل زمان ومكان، فلماذا يريد منظرو الجماعات الإسلامية المتطرفة أن يختصروه في حياة الرسول الكريم في المدينة المنورة، وكأن الكون توقف وتجمد بعد تلك الفترة الزمنية، منطق أغرب من الغرابة ورب العزة يقول « إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ» ... هذا هو مقياس التفاضل بين البشر إن كان من الصحابة أو التابعين أو من يعيش في عصرنا هذا أو من سيأتي بعدنا بمليون سنة، فهذه الأمور من نواميس الربوبية وخوض البشر فيها نوع من الغرور والجهالة.

    ومن جانب آخر يتمحور فكر «الإخوان المسلمين» حول فكر سيد قطب على أهمية مراعاة المشيئة الإلهية والإذعان بسيادة الله السياسية الدنيوية (الحاكمية)، فقطب يفترض الحاكمية وبأنها اختصاص حصري لله عزوجل، والذي هو وحده مؤهل لحكم البشر من خلال ممثله على الأرض ( خليفة المسلمين)، وليس من الطبيعي للدين أن ينفصل عن شؤون العالم ومساواة هذا الشرط مع الجاهلية، وهي تتلخص في أن حكم المسلمين من رؤساء مدنيين مختلفين هو ضد تنفيذ التوجيه الإلهي على مر التاريخ حسب ما يراه قطب، وعليه المجتمع الذي يعيش تحت حكم غير الخلافة الإسلامية هو مجتمع يعود لعصر الجاهلية، وبالتالي هو كافر، ويتعين على المسلمين لمواجهة الجاهلية في المجتمع تحقيق المبدأ الإسلامي من الجهاد، أي المسلم يحق له أقصاء وتكفير المسلم الذي لا يشاطره المعتقد ويناصر غير المسلمين أو لا ترضخ دولته لحكم الشريعة الإسلامية، وأخذت بهذا القول كل الحركات التي كانت تدعي الجهاد لاحقاً باسم الإسلام، فـ«الإخوان المسلمون» جماعة أقرب لعصابة جريمة عقدية منظمة من كونها جماعة سرية سياسية تجارية إصلاحية إسلامية، وعلى هذا النحو من الترتيب في الأولويات حسب المعطيات على الأرض عملياً.




    ------------

    الفشل الامريكي في مصر
    صحف عبرية
    July 8, 2013


    رغم أن الامبراطورية الوحشية من الخبراء، المستشارين، المستشرقين، وكالتي الاستخبارات، السفارة المضخمة في القاهرة والوشاة المحليين، لا تزال الادارة في واشنطن لا تجد ايديها وأقدامها في الصورة المعقدة لمصر.
    وهاكم بقشيشا من عندنا: كي تفهم ما يحصل وما سيحصل في العالم العربي فانك تحتاج الى حاسة حادة، اقدام على الارض وبطن حساسة، ليس فقط اوراقا وشيفرات. المصري المجرب يعرف انهم يتنصتون على كل كلمة. المصري الحذر يفهم ان واشنطن لا تنجح في حل اللغز.
    الرئيس اوباما لا يكف عن الخطأ: هو الذي دفع نحو الاطاحة بمبارك باسم الديمقراطية، وهو الذي عين مبعوثين خاصين لفتح قناة مع الاخوان المسلمين، ولم يصر على ان ينتزع منهم ضمانات بالديمقراطية. وسافر ‘الاخوان’ في السنة الماضية جيئة وذهابا من والى واشنطن. وفجأة هم في قسم رجال الاعمال في الطائرات، فجأة في فنادق خمسة نجوم، يكتشفون امريكا. وفي البيت الابيض لم يكفوا عن التأثر بمذهبهم الفكري ‘المعتدل’.
    لقد تجاهلت الادارة الامريكية التحذيرات عما يطبخ في مكاتب ‘المرشد’. وملأت شاشة ‘الجزيرة’ بالوجوه المهددة الذين صعدوا من الحياة السرية. ودفعة واحدة باتت لهم قائمة مطالب. وبذر اوباما عشرات (وربما مئات) ملايين الدولارات على تقويمات للوضع منقطعة عن الواقع. والان هو عالق في مشكلة غير بسيطة: كيف يبيع للكونغرس الانقلاب العسكري في مصر، من دون أن يلغي المساعدة المالية السنوية التي تحتاجها مصر كالهواء للتنفس.


    هذا ليس انقلابا عسكريا، ايها الرئيس اوباما. هذا تعديل للمسار الذي أنت مسؤول عنه بقدر لا بأس به. أنت دفعت مبارك الى الخارج ولم تدرس السلوك السري ‘للاخوان’. لا تحاول معاقبة 30 مليون مصري خرجوا للتظاهر ضد غرور الدكتاتور الذي انفعلت منه. مرسي صرخ بهستيريا: ‘انا الرئيس الشرعي’ 59 مرة على نحو متواصل، كي يورطك.
    مرسي وعصبته شقوا مصر الى معسكرين، من دون أن يرف لواشنطن جفن حتى ولا مرة واحدة. شباب حركة تمرد خرجوا لاصلاح الثورة التي سرقت منهم بمناورة داهية من ‘الاخوان’ الذين امسكوا اللحظة، اختطفوا الميكروفونات وعزو النصر لانفسهم. وقد ارسل مرسي ليعد بان يكون رئيس ‘الجميعand#8242;، وتهدئة واشنطن، وأسياده في ‘الاخوان’ عملوا على اقتسام الغنيمة. بدهائهم نجحوا في تنويم خبراء اوباما، وايقاع جيش الخبراء في السفارة الامريكية المغمضة في القاهرة في فخ مطلي بالعسل.


    صحيح أن وزير الدفاع السيسي، وليس المتظاهرين في التحرير، هو الذي عزل مرسي. كل يوم يجلب معه تفاصيل جديدة عن الدراما الكبيرة. خلف الكواليس دارت معركة جنرالات: السيسي جند النجوم الكبار لحركات المعارضة لاقامة حكم جديد. مرسي طبخ خطة، فقد وجد خليفة للسيسي، قائد الجيش الثاني، اللواء ابراهيم وصفي. استدعوه الى القصر لنزع القبعة العسكرية عن السيسي ووضعها على رأس الجنرال، في اللحظة الاخيرة الخليفة لم يأتِ، والسيسي أوصى مرسي بالانصراف من مصر وعدم تكرار خطأ مبارك.
    ‘الاخوان’ لن يتنازلوا، بعد خمسة أيام من ضبط النفس توجد مواجهات عنيفة، ميادين مشتعلة، قتلى ومئات الجرحى. عندنا يتابعون ويسكتون. الحقيقة هي أن النقاش على علاقاتنا مع مصر الى أين؟ هو نقاش زائد لا داعي له. دعوهم يقيمون الحكم الجديد ويعيدون الامن الى الشوارع. يوجد الكثير مما يمكن الحديث فيه، يوجد القليل جدا مما سيعدوننا به. السلام البارد لا يسارع الى اي مكان.

    سمدار بيري
    يديعوت 8/7/2013


    -----------

    أحمد يوسف أحمد



    تجربة «الإخوان» في حكم مصر
    تاريخ النشر: الثلاثاء 09 يوليو 2013


    منذ آلت السلطة إلى جماعة «الإخوان المسلمين» اعتباراً من أول يوليو الماضي شهدت مصر واحدة من أخطر مراحل عدم الاستقرار في تاريخها المعاصر. تولى «الإخوان» السلطة بعد مسيرة دامت لأكثر من ثمانين عاماً وباءت كل محاولاتهم لتولي السلطة أو المشاركة فيها بالفشل، وكان السبب يعود دائماً إلى الرغبة في الاستئثار، وتجربتهم مع ثورة يوليو 1952 وجمال عبدالناصر خير شاهد على ذلك، فقد عرض عليهم المشاركة في السلطة فأبوا لأنهم كانوا يعتبرون أنفسهم أصحاب الثورة، وهذا غير حقيقي، فقد كانت الثورة عملاً وطنياً شاركت فيه كافة الأطياف ولم يكتف «الإخوان المسلمون» برفض المشاركة وإنما واصلوا الرفض بمحاولة اغتيال عبدالناصر في أكتوبر 1954 الذي رد عليهم باعتقالات ومحاكمات ألقتهم في السجون حتى منتصف الستينيات حين قرر أن يمنحهم فرصة جديدة. لكنهم ردوا عليها بتنظيمات كانت تخطط لأعمال إرهابية تتناول أهم المنشآت الحيوية، وهكذا أعيدوا إلى المعتقلات حتى السبعينيات حين قرر السادات أن يمنحهم فرصة للنشاط السياسي مجدداً لمواجهة التيارات الناصرية واليسارية التي كان حضورها في الساحة السياسية قد بدأ يتزايد، ولكن الأمر انتهى به إلى أن تم اغتياله على أيديهم.

    في هذه المرة بعد ثورة يناير استطاعوا أن يحصدوا أكبر عدد من المقاعد في مجلس الشعب (حوالى 40 في المئة) ولعبت المساجد والرشى دوراً فجاً في هذا الإنجاز، فلما حلت المحكمة الدستورية العليا المجلس ظلت سلطتهم معلقة حتى فاز ممثلهم في انتخابات الرئاسة. تسلم د. مرسي السلطة في الثلاثين من يونيو منذ عام مضى، وأصبح يمثل السلطة وحده بما توافر له من أغلبية داخل مجلس الشورى الذي أناط به الدستور مهمة التشريع إلى حين إجراء انتخابات مجلس النواب القادم. وكان المفروض أن يراعى في إعادة تشكيل مؤسسات الدولة وعلى رأسها مجلس الوزراء النسب التي تحققت في الانتخابات الرئاسية، لكنه حتى النفر القليل الذي حصل على عضوية المجلس من غير «الإخوان المسلمين» عمل في ظل توجيهات رئيس الوزراء الإخواني، وكان من الطبيعي أن يؤدي هذا الوضع إلى عدم الاستماع لوجهات النظر المعارضة ناهيك عن الاستجابة لها، ولأن المعارضة لا تعمل في فراغ فإن ثمة فجوة حدثت بين أنصارها من الجماهير الرافضة للاستئثار وبين جماعة «الإخوان».





    هذا عن الاستئثار بالسلطة، أما تجربة «الإخوان» في الحكم فقد ثبت أنهم تنظيم قوي فحسب، ولكنهم عندما تولوا الحكم ظهر أنه ليست لديهم قيادات قادرة على القيام بمهمة إدارة الدولة بكفاءة، وإنما كل ما يعنيها هو الهيمنة على جهاز الدولة. وترتب على هذا غرق مصر في بحر من الأزمات في أمور حياتية ضرورية، بالإضافة إلى ارتفاع في الأسعار لا يلائم المواطنين العاديين، ناهيك عن عدم اتخاذ إجراءات ذات شأن في مجال العدالة الاجتماعية. وإزاء هذا كله كان طبيعياً أن ينمو الغضب من «الإخوان المسلمين» إلى أن قيض الله سبحانه وتعالى نفراً من شباب مصر رأوا أنه لا يجوز الاكتفاء بالرفض والغضب وإنما من الضروري اتخاذ إجراءات عملية لترجمة هذه المشاعر إلى طاقة عمل، فكان أن أرسوا حملة ضد النظام أطلقوا عليها اسم «تمرد» وفكرتها تستند إلى مبدأ «الديمقراطية المباشرة» بمعنى أن تطلب الحملة من المواطنين أن يوقعوا على استمارات تسحب الثقة من رئيس الجمهورية، واستخف البعض بهذا العمل وتحدثوا عن جدواه والأساس الدستوري له، ولكن الفكرة كانت تستند إلى الرفض الشعبي لمرسي بالإضافة إلى أن عدداً من أساتذة القانون الدستوري وخبرائه يرون وجود هذا الأساس داخل الدستور القائم نفسه، ولكن القوة الحقيقية للحركة استندت بصفة أساسية إلى التجاوب الشعبي. وكان مخططو الحملة يهدفون إلى أن يتجاوز عدد الذين وقعوا على استماراتها العدد الذي أعطى مرسي صوته في الانتخابات الرئاسية، وكانوا طموحين إلى الدرجة التي حددوا لها يوم الثلاثين من يونيو -أي بعد مرور عام من بدء ولايته- موعداً للتظاهر أمام قصر الحكم والاتحادية لخلع رئيس الجمهورية. وقبل ذلك التاريخ تجاوز المشاركون في الحملة خمسة عشر مليوناً أي ما يزيد بملايين قليلة عن عدد الأصوات التي حصل عليها د. مرسي في الانتخابات الرئاسية، وهو ما يشير إلى التجاوب الشعبي الكبير مع الحملة. وكانت المفاجأة أن العدد تجاوز قبيل يوم الثلاثين من يونيو رقم العشرين مليوناً فبلغ 22 مليوناً، وهو ما يؤكد التجاوب الشعبي الهائل مع هذه الفكرة العبقرية.

    وشهدت جميع مدن مصر ومحافظاتها في ذلك اليوم مظاهرات ضد حكم «الإخوان» عامة ومرسي خاصة ربما تكون الأكبر في تاريخ مصر، وأخفقت كافة محاولات إقناع مرسي بالاستقالة أو حتى الدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة. وبلغ الاحتقان السياسي ذروته، وأصبحت التطورات تهدد باحتراب أهلي عنيف ظهرت مؤشراته قبل مظاهرات الثلاثين من يونيو، وكانت هذه هي الظروف التي ذكر القائد العام للقوات المسلحة غير مرة أن هذه القوات المسلحة لن تكون بمعزل عنها لأنها تمس الأمن القومي المصري. وفي هذا الموقف بالذات أصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة بياناً يحدد مهلة للاستجابة «لمطالب الشعب» مدتها 48 ساعة، وكان قد سبق للقيادة العامة أن حددت مهلة بلغت أسبوعاً كاملاً وكان المطلوب إنجازه في هذه المهلة هو تحقيق التوافق الوطني. أما هذه المهلة الجديدة فكانت يومين فحسب، وكان المطلوب -كما سبقت الإشارة- هو الاستجابة لمطالب الشعب، أي أن القوات المسلحة كانت قبل الإعلان عن المهلة الجديدة قد حسمت موقفها إلى جانب الثورة الشعبية. وبالفعل بمجرد انتهاء المدة المحددة أعلنت القيادة العامة عزل رئيس الجمهورية وتعيين رئيس المحكمة الدستورية العليا رئيساً مؤقتاً للبلاد، وعطلت العمل بالدستور المعيب من جانب المجتمع، وأشارت إلى الإسراع في إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية بعد الاستقرار على أساسها الدستوري والقانوني. وفيما بعد قام رئيس الجمهورية المؤقت بحل مجلس الشورى وغير ذلك من المطالب الشعبية، ولذلك استقبلت جماهير ثورة الثلاثين من يونيو الإجراءات التي اتخذتها القيادة العامة للقوات المسلحة بحماسة ظاهرة، وكذلك خطة المستقبل التي وضعتها.

    ولكن الصورة كانت مختلفة بطبيعة الحال على الجانب الآخر، فأعلن «الإخوان المسلمون» رفضهم كافة هذه الإجراءات، وقاموا بالتظاهر والاعتصام وللأسف بالعنف، وما زالوا حتى الآن على موقفهم هذا، وهو ما يشير إلى الطبيعة العاقلة لتدخل القوات المسلحة، ولو كان «الإخوان» قد بذلوا نصف جهودهم في معارضة القرارات في تحسين أدائهم في الحكم لكان هذا أجدى وأنفع لهم في البقاء في السلطة، ولكن من الواضح أن كل ما يهمهم هو السلطة في حد ذاتها بعد أكثر من ثمانين عاماً من الجوع لها، وستثبت الأيام لاحقاً كيف استفادوا اقتصادياً كجماعة وأفراد خلال العام الذي دانت لهم السلطة فيه، ولعل الدرس كان واضحاً بالنسبة لهم في ذلك العام. ولكن السؤال يبقى: هل بمقدورهم أن يستفيدوا من هذا الدرس في مستقبلهم؟ أشك أن بقدرتهم على فعل ذلك في الأمد المنظور. فهل يستطيعون أن يفعلوا ذلك مستقبلاً حيث إنه من المستحيل تجاهلهم كفصيل سياسي يمتد عبر عشرات البلاد، وإن كانت خبرة حكمهم في مصر ستكون نقطة معتمة في تاريخهم؟


    ------------

    تفاصيل مطالبة البلتاجي بدعم حزب النور والدعوة السلفية.. هتافات في الميادين ضد تحالف أوباما مع الإخوانحسنين كروم
    July 8, 2013


    القاهرة ‘القدس العربي’: عكست الصحف المصرية الصادرة امس، الأحداث الساخنة وأولها خروج ملايين المصريين الى الميادين، في المدن المختلفة لدعم الشرعية الجديدة، وتحدي الإخوان وحلفائهم الإرهابيين الذين اعتقدوا انهم قادرون على نشر الخوف بالقيام بعمليات ارهابية وغلق عدد من الطرق لمنع وصول المسيرات إلى ميدان التحرير والاتحادية ولكن الشرطة والجيش تمكنا من فتحها وتم إلقاء القبض على العشرات من المسلحين ومن بينهم إرهابي شارك في تفجيرات طابا، وهتف المتظاهرون ضد أوباما وتحالفه مع الإخوان والقاعدة وطالبوا بمقاطعة المنتجات الأمريكية في مصر والدول العربية، واشتكى التليفزيون المصري من استيلاء الإخوان على عدد من سيارات البث المباشر في رابعة واستخدامها بواسطة قناة ‘الجزيرة مباشر’ وهو ما يعني رفع دعوى على قطر، وإشاعات الإخوان بأنهم عرضوا على الجيش إعادة مرسي الى منصبه مقابل الانصراف من الميادين.
    وأشارت الصحف الى القبض على الإرهابي المجرم محمود حسن رمضان الذي القى الفتى حمادة بدر الدين حسونة على الأرض من فوق سطح طابقين وكان مختبئا في شقة والد زوجته في بلطيم بكفر الشيخ بعد ان حلق لحيته، وهو متهم ايضا بقطع أصابع عدد من المتظاهرين، واتضح انه محاسب في شركة بتروجيت بالإسكندرية وأصدرت النيابة أوامر بالقبض على صفوت حجازي. وعلى عاصم عبدالماجد وعلى صديقنا عصام العريان، وحلمي الجزار لاتهامهم بالتحريض على قتل المتظاهرين، واستمرار حبس صديقنا حازم أبو اسماعيل، كما تواصلت المفاوضات لتشكيل الوزارة الجديدة.
    وإلى بعض مما عندنا:

    الإخوان وقصة بيع مصر

    والآن، إلى مخطط جماعة الإخوان المسلمين، وسيكون الكلام بالحقائق الصادرة عنهم – لا عن غيرهم فيوم الأربعاء الموافق 26 من ديسمبر من العام الماضي، أي بعد انتخاب مرسي رئيساً للجمهورية بستة أشهر فقط، نشرت صحيفة حزب الإخوان ‘الحرية والعدالة’ في صفحتها الخامسة حديثاًَ مع الدكتور حسين حامد حسان عضو مجلس الشورى وعضو الجمعية التأسيسية التي وضعت الدستور والخبير في الاقتصاد الإسلامي، أجراه معه زميلنا محمد كمال الدين، قال بالنص: ‘اطمئن المصريون لكوني رئيس منظومة بنكية واسعة تضم سبعة وثلاثين بنكاً إسلامياً. اننا تقدمنا بشراء صكوك إسلامية تقدر بمائتي مليار دولار ستتيح تمويل مشروعات ذات جدوى اقتصادية هائلة في البلاد في كل المجالات إلى جانب قدرتها على سد العجز في الموازنة بحيث لا تحتاج مصر لأية قروض من الخارج أو الداخل واستعدادنا لشراء صكوك بمائتي مليار دولار ستتدفق على مصر في المشروعات التنموية ونحن في انتظار موافقة الحكومة والبرلمان على تشريع الصكوك الإسلامية لنبدأ فوراً’.
    وعلينا ملاحظة رقم المائتي مليار دولار، التي كان الرئيس السابق محمد مرسي قد تحدث عنها في برنامجه الانتخابي قبل انتخابات الرئاسة، بأنه سيحضر مائتي مليار دولار، وكان مشروع الصكوك غير معروف وقتها، وطبعاً هذا المبلغ الخرافي لا نعرف من أين سيأتون به، ولنفرض انهم جاءوا به من دول وشركات تختفي وراءها أجهزة مخابرات دولية لتتخذها منظمات واجهة فانه كاف للسيطرة على الاقتصاد المصري، سواء كان حكومياً أو خاصاً، أو مشروعات جديدة، في المشروع الذي طرحوه فيما بعد وهو إقليم قناة السويس، وإعطاء رئيس الجمهورية سلطات لإدارته بعيدا عن أجهزة الدولة وهو ما وصفه صديقنا العزيز، والمفكر الإسلامي والفقيه القانوني والمؤرخ السياسي والذي إذا اتجه إلى مكان سبقته النزاهة لتعلن عن مقدمه، وهو المستشار طارق البشري النائب الأول الاسبق لرئيس مجلس الدولة، بأنه فصل إقليم كامل عن مصر ليكون دولة جديدة يتحكم فيها رئيس الجمهورية بعيدا عن رقابة أجهزة الدولة.

    مشروعات الاخوان العملاقة التي لم تنفذ

    ويوم الخميس الرابع عشر من شهر مارس الماضي نشرت ‘الحرية والعدالة’ تصريحات للمتحدث باسم جماعة المسلمين أدلى بها إلى زميلنا إسلام توفيق نصها:
    ‘بدأت جماعة الإخوان المسلمين الإعداد لتدشين مشروعات عدة ضخمة على مستوى الجمهورية لمساعدة الحكومة في مهامها واستثمار دور مؤسسات المجتمع المدني والأهلي من أجل خدمة المجتمع وذلك بتجهيز دراسات جدوى لثلاثة مشروعات في ‘الطاقة النظيفة تنقية مياه ورصف طرق’ ليتم البدء فيها خلال الأسابيع القليلة المقبلة من أجل رفع المعاناة عن كاهل المواطنين، وكشف د. أحمد عارف – المتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين – أن مكتب إرشاد الجماعة بدأ في إعداد دراسات جدوى للمشروعات إلا انه لم يتخذ أي قرار فيها حتى الآن، مشيراً الى ان هذه المشروعات ليست بديلة عن الدولة ودورها وإنما مكملة لها. وأضاف عارف لـ’الحرية والعدالة’ أن الدولة العصرية الحديثة فيها الحكومة والسلطة لهما دورهما، وفيها لمنظمات المجتمع المدني والأهلي دور لا يقتصر على الضغط على الحكومة، ولكنه يجب أن يكون قطباً من أقطاب التنمية يسير في خط مواز معها، وكشف ان المشروعات الثلاثة المقرر البدء فيها تتضمن ‘الطاقة النظيفة’ بحيث تكون بديلة عن الطاقة المكلفة من أجل تخفيف الأحمال قبل بدء موسم الصيف على أن يتم استخدامها في إنارة الشوارع والمساجد، أما ثاني هذه المشروعات هي تنقية المياه، خاصة في القرى ذات البنية التحتية الضعيفة لرفع معاناتهم وأن ثالث هذه المشروعات هو رصف الطرق وإصلاحها لافتاً أن هذه المشروعات استكمال لحملة ‘معاً نبني مصر’ التي دشنتها الجماعة في الذكرى الثانية للثورة’.

    خلط مصالح مكتب الارشاد مع مصالح البلاد العليا

    والسؤال هنا، هو ما هي صفة مكتب الارشاد ليدرس مشروعات اقتصادية، ثم يدفع بها إلى الرئاسة والحكومة لتنفيذها، وما هي أيضاً الخبرات الاقتصادية لأعضائه؟ ولو انه قال ان اللجنة الاقتصادية لحزب الحرية والعدالة، هي التي أرست وقررت لقلنا انها من الحزب الحاكم، وكون مكتب الإرشاد هو الذي يحدد المشروعات فمعنى ذلك أن الشركات التي ستتكون لتنفيذها، ستتكون من أعضاء الجماعة، ويتم فيها استغلال امكانيات الدولة ووزاراتها فيها، أي تكرار نفس اسلوب نظام مبارك ورجال أعماله بقيادة ابنه جمال والمجموعة التي كانت تحيط به، ويكفي ان نتذكر كيف ان مبارك أخذ يتباهى بمشروعه القومي الذي ينافس به المشروعات القومية لنظام خالد الذكر، وهو توشكى وزراعة نصف مليون فدان، ثم قام بتوزيعها بالأمر على مستثمرين معينين، هذا له مائة ألف فدان وذاك ثمانون الفا، والثالث ستون الفا والرابع اربعون.

    ‘الحرية والعدالة’: لهذا السبب خافوا من نهضة الاخوان

    وبعد يومين من تصريح أحمد عارف نشرت ‘الحرية والعدالة’ والصحف – أي يوم السبت أخباراً عن أن الحكومة تحتاج إلى شركات خاصة تطرح عليها إدارة طريق القاهرة – الإسكندرية الصحراوي بنظام بوت، وخصخصة السكك الحديدية والمرحلة الرابعة من مترو الأنفاق، وبعدها بثلاثة أيام أي الثلاثاء 19 مارس كتب زميلنا الإخواني عادل الأنصاري رئيس تحرير ‘الحرية والعدالة’ قائلاً وبالنص: ‘إن جهود الجماعة ركزت خلال الفترة الماضية على الانصراف عن الجدل وترك المراء الباطل والتفرغ لخدمة الناس، وتقديم العون عن مكتب الإرشاد خلال الأيام الماضية من الانتقال الى طور مختلف وتقديم جيل جديد من الخدمات العامة تركزت في ثلاثة مشاريع هي استخدام الطاقة النظيفة بديلا عن الطاقة الكهربائية ومشروع محطات التنقية بالإضافة الى إعادة رصف وترميم الطرق على مستوى الجمهورية، هذه المشاريع ستسهم كثيراً في تحقيق رفاه الشعب المصري والاستقرار الذي يتحاشاه ويخاف منه مروجو الفتنة ومسوقو العنف والراغبون في إسقاط النظام حتى وإن سقط معه الوطن، من أجل ذلك كان من المنطق أن تتزايد محاولات إرباك مكتب الإرشاد من خلال صناعة العنف حول مقره والسعي إلى تشتيت اهتمامه عن انجاز ما يفيد الناس على أرض الواقعand#8242;.
    أي اننا امام نفس الاسلوب في الحزب الوطني لنظام مبارك، وبالذات مجموعة ابنه، أي أن مكتب الارشاد هو نفسه أمانة السياسات والتي كانت تقرر المشروعات، وتوزع الغنائم ثم ترسلها الى رئيس الوزراء أحمد نظيف ليقوم بتنفيذها وهو الدور الذي كان يقوم به الدكتور هشام قنديل، لكن مع فارق كبير، وهو انه كان داخل الحزب الوطني جناح يعارض هذه السياسات ويرى أنها تهدد الأمن الوطني والسلام الاجتماعي، بل وأمن النظام ذاته، وأوقفت بعضها مثل مشروع الكوك الشعبية، وهو نفسه مشروع الصكوك الإسلامية.

    وصايا إسلامية لإدارة اقتصاد البيت في الأزمات

    والغريب في الأمر انهم كانوا يطلبون من أعضائهم المساكين والفقراء وكذلك من الشعب الفقير أن يرضى بالضنك ويتقشفوا مثلما كان يتقشف الرسول صلى الله عليه وسلم، إذ قال المسكين الدكتور حسين حسين شحاتة الأستاذ بجامعة الأزهر والخبير الاقتصادي في المعاملات الإسلامية، يوم الثلاثاء الماضي في مقال له بـ’الحرية والعدالة’ – عنوانه – وصايا إسلامية لإدارة اقتصاد البيت في الأزمات – قال فيه بالنص: ‘ثانياً: الانفاق على الضروريات أولا ويلي ذلك الحاجيات ولا يجوز الانفاق على الكماليات أو التحسينيات وقت الأزمات ونزول البلاء.
    خامساً: بيع الأشياء غير المستعملة والاستفادة من ثمنها في سد العجز في ميزانية الأسرة.
    ثامناً: أن يكون رب البيت قدوة لأهل البيت وأن يكون الراعي قدوة للرعية كما كان يفعل رسول الله – صلى الله عليه وسلم’.
    وللتذكرة فان صاحبنا هذا صاحب اقتراح بيع الأشياء غير المستعملة لسد العجز هو نفسه الذي قال عن زيارة مرسي للهند وباكستان انه جاء في الأثر، اطلبوا العلم ولو في الهند وباكستان، مع أن الذي جاء في الأثر، او نقل عن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، اطلبوا العلم ولو في الصين، لأن باكستان لم تظهر في الوجود إلا عام 1947.

    ‘الأخبار’: محمد مرسي لا يستحق نفس مصير حسني مبارك

    وإلى بعض من ظلوا في دفاعهم عن الرئيس السابق محمد مرسي، ومنهم زميلنا وصديقنا وأحد مديري تحرير ‘الأخبار’ أسامة عجاج، الذي لا يسعني إلا احترام ثبات موقفه في الدفاع عن الإخوان ومرسي، بعد أن ترك ناصريته على حين غرة، ليتحول الى إخواني متطرف، وتخلى عن إيمانه بوحدة أمته القائمة على القومية العربية إلى مشروع الإخوان المدمر لها بحكاية الخلافة الإسلامية، إذ قال يوم الأحد:
    ‘لم انضم في أي مرحلة إلى جماعة الإخوان المسلمين ليس رفضاً لهم، ولكن لقناعة حكمت موقفي، ان على الصحافي والإعلامي أن يكون مستغلا أن تحكمه المهنية والموضوعية فقط، محمد مرسي لا يستحق نفس مصير المخلوع حسني مبارك فالمقارنة بينهما ظالمة والبون بينهما شاسع، مرسي تعرض لمؤامرة متكاملة الأركان، قادها الإعلام المهيج الذي استخدم كل الوسائل، منها الأكاذيب ونشر الإشاعات والشتائم التي تجاوزت ك حد، للإساءة إلى الرج لاستباحته أما الخيارات فقد كانت متعددة لمعالجة الأزمة الأخيرة في مصر، وخريطة المستقبل التي تم العمل بها لا تختلف عن مبادرة الحل الذي وافق عليها الدكتور مرسي في خطابه الأخير سوى في التمسك بالشرعية، بمعنى استمراره في الحكم مع الإسراع بالانتخابات البرلمانية، ويومها كنا نستطيع اختبار حقيقة الأرقام التي تم إعلانها سواء أكثر من اثنين وعشرون مليون من تمرد، أو ستة وعشرون مليون من تجرد، ولكن عبر الصناديق، ولم أعد أفهم الازدواجية الشديدة على الصعيد السياسي الداخلي على سبيل المثال، الالتزام بحرية الإعلام، في نفس التوقيت الذي يتم فيه إغلاق قنوات فضائية إسلامية بتهمة التحريض رغم الدور التخريبي لبعض وسائل الإعلام الخاص، صحافة ومحطات فضائية التي مارسته طوال العامين الماضيين، ومازالت دون أن يمسسها سوء وكيف نفهم الاعتقالات مع الدعوة الى مصالحة وطنية، وعلى الثوار الحقيقيين أن ينتظرون المصير المجهول في الانتخابات البرلمانية القادمة عندما يفوز بها الفلول بعد أن تخلى لهم الساحة’.

    أخيراً تحررت يا وطني أخيرا تنفسنا الصعداء!

    يا سبحان الله! أهذه هي المهنية قط؟ نسي كل حملاته وتحريضاته ضد الإعلام والمعارضة وتوجيه نفس الاتهامات التي يروجها الإخوان لهم ومقالاته موجودة لن يستطيع التنكر لها.
    بالإضافة الى ان كل عمليات القبض الآن تتم بأوامر من النيابة؟ المهم ان عدم تراجعه وثباته على موقفه الذي اتخذه يستحق الاعجاب بشرط استمراره، على عكس زميلته الجميلة ايمان أنور التي كانت مدللة في رئاسة الجمهورية وعند صديقنا صفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطني ولدى أمانة سياساته جمال مبارك، وفجأة أخذت تشن ضدهم الحملات – وتصيح عسى أن يسمعها الإخوان في حزب الحرية والعدالة، أنا إخوانية الهوى، وبدأت في امتداح مرسي والإخوان وكتابة ما اسمته ذكرياتها عن مآسي وفضائح قادة نظام مبارك، إيمان قالت في نفس العدد: ‘أخيراً، تحررت يا وطني أخيرا تنفسنا الصعداء وانزاحت الغمة بعد عام كامل من المعاناة والعذاب استعادت مصر روحها وخرج الشعب العظيم ليقول كلمته ويسطر التاريخ بحروف من نور لم يكن مرسي رئيساً للمصريين بل حاكماً لمصلحة الإخوان ومرشده العام’. وهل هذا مستوى يليق بجميلة مثلها؟

    ‘المصريون’: العملية تم الإعداد لها طائفيا ومخابراتيا وإعلاميا

    ومن ‘الأخبار’ الى ‘المصريون’ في نفس اليوم لنكون مع صاحبنا الإخواني هشام حمامي الذي احترف مهنة تزوير الوقائع التاريخية وإثارة الفتنة الطائفية بين المسلمين والأقباط. والحقد على قوميتنا العربية، حماها الله، لأن بلاد العرب أوطان من تطوان إلى بغدان، قال المسكين وله ألف عذر وعذر: ‘حين خرجت مظاهرات الثلاثين من يونيو والتي تم الإعداد لها طائفياً ومخابراتياً وإعلامياً وعلمياً على أعلى المستويات، وقد أخبرني أحد المختصين أن خبراء معهد ‘كارنيجي’ تفرغوا لهذه المهمة وتم تغطية تكاليفهم من أحد رجال الأعمال الأقباط المقيمين بالخارج بما تجاوز ثلاثة مليارات دولار لم يمر على هذه المظاهرة يومين إلا واتبعها قائد الجيش بانذار بالتدخل’.
    أي أن الفريق أول عبدالفتاح السيسي والفريق صدقي صبحي رئيس الأركان وباقي قادة الجيش نالهم على الأقل الجزء الأكبر من المليارات الثلاثة من الدولارات، والآن فقط، عرفت من أين اشترى السيسي النظارة الفخمة التي يرتديها، والملابس العسكرية المتنوعة الفخمة، اشي بدلة القائد العام، وايشي بدلة الصاعقة، أما الشخصية القبطية التي دفعت هذا المبلغ المهول، فقد عرفتها.
    انه قائد شرطة دبي ضاحي خلفان وليس نجيب ساويريس، وأرجو ألا يذيع أحد هذا السر، منعاً لإحراج خلفان لأنه الذي اعترف به لي.

    ‘الفتح’: تمت الانتخابات وليس البيعة

    وإشارة جمال إلى ممثلي الأحزاب الإسلامية التي حضرت الاجتماع والإعلان كانت تخص حزب النور السلفي وهو الذراع السياسي لجمعية الدعوة السلفية، وكنت قد وقعت في خطأ عندما أشرت إلى حضور رئيس الحزب الدكتور يونس مخيون، بينما من حضر هما جلال مرة الأمين العام للحزب وياسر برهامي نائب رئيس جمعية الدعوة الذي قال في جريدة ‘الفتح’، لسان حال الجمعية شارحا تطورات الأحداث وهو يمرر يده على لحيته لإخفاء ابتسامة شماتة وهو يقول: ‘كلمنا الدكتور البلتاجي وسألنا: هل أنتم مع الشرعية؟ فقلنا: نحن مع الشرعية التي تُعلي وترعى مصالح الوطن وليس الشرعية التي تدوم مدى الحياة فالبيعة لم تتم كما قالت الهيئة الشرعية، لا تخلطوا الأوصاف، تمت الانتخابات وليس البيعة، أنتم جئتم من خلال هذا الشعب فإذا الشعب فعلا كان رافضاً هذا الشكل وهذه الاعداد وكان الأمر سيؤدي الى حرب أهلية وأردتم أن نكون كسلفيين معكم في هذه الحرب تغرقون في حفرة من النار يقولون: لابد وأن تكونوا معنا فإذا تركناكم قلتم: تتركوننا للعدو وتسلموننا ما أسلمناكم، نصحناكم كثيرا لا تلقوا بأيديكم الى التهلكة قلنا: لا تعادوا الجميع مرة واحدة، الجيش والشرطة والإعلام والشعب والقضاء ورجال المال واستغاثات من الغرب حتى يحمي الديمقراطية كل هؤلاء اجتمعوا وتريدون أن نكون معكم وأنتم تنفرون الناس وتكفرون أحيانا تريدون أن نكون معكم أنتم خسرتم الدعوة السلفية كثيراً، كرهتموهم في السلفية وفي الدعوة، وحبذتم القتل، والناس جعلتنا نعاني ما فعلتموه ويؤذوننا بأخطائكم الشباب الذي يقال له: أحمل كفنك من أجل أن تموت لا يكون ذلك إلا من أجل الدين في مواجهة أعدائه، هذا الشباب الذي وضع وقوداً للصراع كما يتوهم البعض، فإذا كانوا كفرة كنا سنزن الأمور أيضاً تقديرا لدماء وحماية الأعراض، أن سنة النبي – صلى الله عليه وسلم – والثبات في مواجهة الأعداء هذا مع الكفار فكيف إذا كان مع المسلمين، مفاسد غير متخيلة يكفي فقط كرههم للإسلاميين حتى يرتموا في أحضان العلمانيين والليبراليين فلابد أن تكون البلاد مستقرة فلو أعدت انتخابات ستخسر، لذا ينبغي أن نحسن علاقاتنا لما أفسده البعض في عام، ولا نريد أن ينتحر الإسلاميون معاً ويلقوا بأنفسهم في النار وهؤلاء لن يكونوا أسوأ من قتلة عثمان’.

    إرادة شعبية وليست انقلابا عسكريا

    وإلى نوع جديد من الشامتين في الإخوان والمؤلفة قلوبهم، وهم ينتمون إلى التيار الديني، إلا أنهم لأسباب متعددة – رأوا أخطاء الجماعة، وكيف انها ستقود التيار الديني كله إلى المهالك، ومنهم زميلنا جمال سلطان رئيس تحرير ‘المصريون’ وقوله يوم السبت وهو يضع يده على فمه حتى لا تظهر ضحكته: ‘ما حدث في مصر لا يمكن أن يوصف بأنه انقلاب عسكري، صحيح أن الإجراءات التي تمت بعزل الدكتور محمد مرسي خشنة وقاسية وخلفت مرارات لا بد من احترام مشاعرها لدى كثير من الإسلاميين، ولكن المشهد الذي رآه العالم كله يؤكد أن تلك كانت إرادة شعبية صدقت عليها القوات المسلحة فبيان خارطة المستقبل التي اعلنها الفريق السيسي حضرها وباركها ووافق عليها كاملة بعد حوار طويل مؤسسة القضاء المصري والمحكمة الدستورية العليا والأزهر والكنيسة والأحزاب المدنية وأحزاب إسلامية وممثلون لشباب نجحوا في أن ينزلوا بملايين المصريين للشوارع يمكنك أن تختلف مع ما جرى سياسياً ولكن لا يعقل وصف هذا المشهد بأنه انقلاب عسكري ومن ينظر الى مشهد بيان الجيش يعتصره الألم من النتائج الكارثية لسياسات فاشلة وإقصائه وعدوانية وجاهلة لطالما حذرنا منها هنا ونبهنا الى خطورتها وغياب العقل السياسي عنها’.

    المرشد دخل ‘رابعة العدوية’ متخفيا بسيارة اسعاف

    وسارعت جريدة ‘الأهرام’ بعنونة صفحاتها الداخلية بعنوان عصر جديد ونشرت خبرا يوم الأحد في صفحتها الرابعة نصه: ‘كشف المصدر الأمني عن أن ظهور بديع داخل تجمعات المناصرين وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين بميدان رابعة العدوية أمس الاول قد بدأ نحو السادسة من مساء امس الأول بعدما استقل المرشد وأعضاء من قيادات الجماعة وبعض الحراس سيارة إسعاف مرتدين النقاب ومتخفين في زي النساء لكي يهربوا من مطاردات الشرطة لهم حيث فوجئت الجموع الحاضرة من كل حدب وصوب بسيارة إسعاف تدخل إلى الميدان دون أسباب مقنعة حيث لم يوجد أي قتيل أو مصاب بينهم وبعد لحظات توقفت السيارة بعدما اقتربت اكثر من المنصة الرئيسية لينزل منها السائق ويفتح الباب الخلفي ويخرج منه عدد من السيدات مرتدين النقاب ولا يظهر منهن أي شيء ويصعدن درجات السلم ويعتلين المنصة بعد خلعهن الملابس لتكون المفاجأة وهي أن بديع أمامهم وأمسك المرشد بالميكروفون ليوجه خطابه العاصف ثم نزل من على المنصة وارتدى النقاب مرة ثانية واستقل سيارة الاسعاف وخرج مهرولا وفي حراسة مسلحة ليختفي عن أعين الجميع وأضاف مصدر أمني رفيع المستوى ان هناك معلومات مؤكدة عن أن قيادات إخوانية أعطت السائق مبلغاً مالياً قدره خمسة وعشرون ألف جنيه لكي ينقل بديع ورفاقه’.
    والله أعلم عن مدى صحة الخبر اللهم إلا إذا كانت أجهزة الأمن لديها صوراُ بذلك وستخرجها في الوقت الذي تحدده.

    لا رضي الله عن أي شكل من إسالة قطرة دماء

    وأخيراً إلى ‘أخبار’ الأحد وزميلنا عصام السباعي الذي تاب عن إخوانيته قال، وما أجمل وأصدق قوله: ‘أصابني منطق الشرعية الذي قال د. محمد بديع مرشد الإخوان وتابعه د. محمد مرسي بالدهشة والحسرة والقرف ولا رضي الله عن أي إنسان يكون شريكاً بأي شكل في إسالة قطرة دماء من أي مصري من أجل الكرسي الذي في القصر ويستخدم اسم الله والدين في صراع سياسي خايب رديء! أذكركم ونفسي بما كتبته الأخبار 19 ابريل 2011 تحت عنوان ‘الإخوان الفالصو’ وقلت فيه شورى الأغبياء عبر عنها جحا عندما اصطحب حماره الى محل للأقمشة وعندما سأله صاحب المحل لماذا أدخلت الحمار معك قال له: رأي ثان كان أفضل من رأي واحد ولا يبدو انهم يتعلمون الدروس ومن الأرض الى تحت الأرض تعودون!!’.


    -------------

    الإخوان المسلمون وكارثة الحكم: التجربة المصريةد. لبيب قمحاوي
    July 8, 2013


    ما جرى في مصر مؤخراً لا يمكن وصفه بأنه كان نجاحاً للمعارضة بقدر ما كان سقوطاً سريعاً لتجربة الإخوان المسلمين في الحكم. وفي الظاهر يبدو أن ما حدث يتعارض مع منطق الأمور، الذي يفترض أن الإخوان المسلمين الذين جاءوا إلى الحكم في مصر بإرادة أمريكية، لن يخرجوا من الحكم إلا بإرادة أمريكية، ومن هنا ننطلق.
    هناك ما يكفي من المؤشرات الى أن حركة الإخوان المسلمين جاءت إلى الحكم في مصر بمباركة أمريكية غير معلنة، بعد أن حصلت أمريكا على ضمانات كافية باحترامهم لاتفاقية السلام مع إسرائيل، والالتزام بالأهداف الأمريكية في المنطقة. وقد سهلت أمريكا أمور انفراد الإخوان المسلمين بالحكم في مصر إلى الحد الذي سمحت فيه بإحالة مجمل أعضاء المجلس العسكري المصري الى التقاعد، باستثناء أصغر الأعضاء سناً وهو الفريق السيسي. والهدف الأمريكي من تولي الإخوان المسلمين الحكم هو إضعاف مصر من الداخل وتدمير اقتصادها ولكن بأيدٍ مصرية منعاً لاستثارة الشعور الوطني المصري في ما لو تم ذلك بتدخل أجنبي.
    ولكن ما الذي حصل وجعل إخراج الإسلاميين من الحكم ممكناً، على الرغم من عدم الرضا الأمريكي، خصوصاً أن نجاح الإخوان المسلمين في إضعاف مصر وتمزيقها بدأ يعطي ثماره وبأسرع مما توقع الكثيرون؟
    مقدرات الجيش المصري وغالبية المساعدات العسكرية والفنية والتدريبية الواردة إليه هي من أمريكا. والجيش المصري بذلك لا يستطيع أن يتجاوز الإرادة الأمريكية، ولكن ما الذي حصل فعلاً وجعل القوات المسلحة المصرية تفعل ما فعلته، على الرغم من الموقف الأمريكي المناصر للإخوان المسلمين؟
    من الواضح أن العقيدة العسكرية المصرية تُميز، حالياً، بين ما هو محلي مصري وما هو خارج الحدود، بما في ذلك العلاقة مع إسرائيل والفلسطينيين، حيث تلتزم القوات المسلحة المصرية بالرؤية الأمريكية. أما في ما يتعلق بأمن وسلامة الوطن المصري والشعب المصري فيبدو أن العقيدة العسكرية المصرية تعتبر ذلك أمراً داخلياً وخطاً أحمر لا تسود فيه إلا مصلحة مصر بغض النظر عما تريده أمريكا.
    إن خلط الأوراق والفوضى السياسية والتشريعية ابتدآ بعد انتخاب محمد مرسي رئيساً لجمهورية مصر بأغلبية ضئيلة، تجعل منه رئيساً بالمعنى الدستوري ولكنها لا تعطيه التفويض الأدبي والسياسي لتغيير معالم الدولة.
    والشعب انتخب محمد مرسي كشخص لرئاسة الدولة ولم ينتخب حركة الإخوان المسلمين كحزب لإدارة الدولة. وقد أثبتت الوقائع والتطورات التي أعقبت انتخاب مرسي لرئاسة الدولة أن هناك مخططاً إخوانياً ‘لأخونة’ الدولة المصرية وجعلها ظلاً لحركة الإخوان المسلمين وتعبيراً عنها وعن أهدافها. وسياسة ‘الاخونة’ لو سمح لها بأن تأخذ مداها النهائي لجعلت من الديمقراطية في مصر خياراً محصوراً بالإخوان المسلمين، كون الحركة في أصولها إقصائية وليست جامعة.
    لقد شعرت قوى المجتمع المدني بخطورة سياسة ‘الأخونة’، خصوصاً أنها بدأت تتسارع بشكل علني يقترب إلى حدود الفجور السياسي. واستنزف الاخوان المسلمون منصب الرئاسة وصلاحياته إلى الحدود القصوى في السنة الأولى، من أجل التعجيل بعملية ‘الأخونة’ التي امتدت لتشمل معظم أجهزة الدولة، من القضاء إلى السلطة التشريعية بعد أن تم اختطاف الدستور والبدء في سياسة تعيينات إقصائية في المراكز الحساسة. وشعرت القوات المسلحة المصرية بالخطر القادم اليها، خصوصاً أن عملية ‘أخونة’ وزارة الداخلية والأجهزة المدنية ابتدأت بالفعل. وأخذت الأمور تتضح أمام المواطن المصري العادي بأن العملية لا تهدف إلى ‘أسلمة’ الدولة المصرية من ناحية دينية، بل ‘أخونة’ الدولة المصرية من ناحية سياسية. وقد أدى التسارع الملحوظ ‘لمكتب الإرشاد’ ومحمد مرسي في تطبيق برنامج ‘أخونة’ الدولة إلى تفاقم شعور المصريين بالخوف والإحباط والغضب على مصير وطنهم.
    وابتدأ الشباب المصري في التحرك ومعهم باقي قوى المجتمع المدني في مصر. وكان واضحاً أن الجميع في سباق مع الزمن. الإخوان المسلمون يريدون ‘أخونة’ الدولة المصرية وابتلاعها قبل حلول موعد الانتخابات، والقوى الأخرى في المجتمع المصري تريد منع حصول ذلك قبل فوات الأوان.
    الذي حصل فعلاً أن المعارضة وقوى المجتمع المدني المصري كانت تهدف إلى وقف انقلاب كانت تعده حركة الإخوان المسلمين للاستيلاء على الدولة المصرية باستعمال ‘الشرعية’ التي توفرها الديمقراطية للرئيس المنتخب. فبرنامج ‘أخونة’ الدولة هو انقلاب على الديمقراطية، كونه يهدف إلى تحويل النظام السياسي التعددي في الدولة المصرية، وهو أساس الديمقراطية، إلى نظام أحادي الهوية والمذهب يقترب في أصوله وغاياته من نظام الملا في دولة مثل ايران تؤمن ‘بولاية الفقيه’، الذي يعادل بمفهوم ‘الأخونة’ ولاية ‘المرشد العام’. وبالمقياس نفسه فإن ‘أخونة’ الدولة هو مسار إقصائي يخدم مجموعة بعينها وهو بذلك يتناقض مع مسؤوليات رئيس الجمهورية المنتخب وواجباته الدستورية في أن يكون رئيساً لجميع المصريين وليس لمجموعة بعينها أو حزب بعينه.
    وهكذا، عشية انطلاق ثورة الشباب المصري الثانية في 30 يونيو كانت الأمور قد اتضحت بما لا يدع مجالاً للشك. فقوى الشباب والمعارضة المصرية ومؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الدستورية كانت تعلم بالضبط ما لا تريد، وإن لم تكن متفقة تماماً على ما تريد. فالمعارضة المصرية الضعيفة والمفككة لم تملك التنظيم أو التنظيمات الجامعة المانعة اللازمة للتصدي لتنظيم عقائدي قوي له امتداداته خارج الحدود، وإمكاناته الذاتية الضخمة كتنظيم الإخوان المسلمين. وعلى الرغم من ذلك انطلقت قوى الشباب المصري ومن ورائها المعارضة المصرية في مسيرات ضخمة تطالب بإنهاء نظام حكم محمد مرسي أو بالأحرى نظام حكم الإخوان المسلمين، وفي الواقع كانوا بذلك يسعون إلى إنهاء مخطط ‘أخونة’ الدولة المصرية.
    لقد كان واضحاً أن القوات المسلحة المصرية لم تكن راضية عن تغيير معالم الدولة المصرية وصفتها المدنية، وكانت تشعر بأن عملية الانقضاض عليها كانت قضية وقت لا أكثر ولا أقل، وأن مكتب الإرشاد لحركة الإخوان المسلمين كان يعلم علم اليقين أن ‘أخونة’ الدولة المصرية لا يمكن أن تتم وتأخذ مداها النهائي إلا إذا تمت السيطرة على القوات المسلحة أو تحييدها.
    وهكذا ابتدأت الخيارات تتضح وطبيعة التحالفات تتبلور. ولكن يبقى السؤال هل زج الشعب بقواته المسلحة إلى هذا الموقع من دون أن يترك لها خيارا آخر؟ أم هل استغلت القوات المسلحة التطورات الأخيرة لركوب الموجة والإطاحة بمحمد مرسي وحكم الإخوان المسلمين، وبالتالي ببرنامج ‘أخونة’ الدولة المصرية؟
    مرة أخرى، ما جرى في مصر لا يعني أن المعارضة انتصرت، بقدر ما يعني أن الإخوان المسلمين فشلوا في الحكم.
    وهذه المعادلة الصعبة التي يمثل أحد طرفيها وجهة نظر الأغلبية المطالبة بالحفاظ على هوية مصر وعروبتها، ولكنها تفتقر إلى التنظيم والإمكانات اللازمة، في حين أن الطرف الآخر الذي يمثل تيار ‘أخونة’ الدولة المصرية، هم الأقلية ولكنهم يملكون التنظيم القوي والسلطة. وهذه المعادلة تطلبت دعم القوات المسلحة المصرية للتيار المعارض منعاً لفشل المعارضة، وبالتالي السماح بإتمام عملية ‘أخونة’ الدولة والاستيلاء عليها وتحويلها إلى مشيخة للإخوان المسلمين.
    إن ما جرى إذاً لا يعكس أي تطور جديد سوى أن الشعب المصري قد نجح في تأكيد إرادته وقدرته على رفض ما هو غير مقبول أي ‘الأخونة’، من دون أن يقدم البديل الحقيقي القادر والفاعل، ومن هنا كان دور القوات المسلحة المصرية أساسياً وحاسماً في إحداث التغيير.
    وقد استجاب الإخوان المسلمون لتحرك المعارضة في بداياته باستعمال سلاح ‘الشرعية’ في وجه أي محاولة للتغيير. وفي هذا السياق، حرص الإخوان على ربط ‘الشرعية’ ‘بالشريعة’ كشعار متكامل للرد على ثورة 30 يونيو. وهذا الربط يعني أن ‘الشريعة’ هي جزء من ‘الشرعية’، وأن أي محاولة للتعدي على ‘الشرعية’ ممثلة بمحمد مرسي هي تَعَدٍ على ‘الشريعة’. وهكذا قام الإخوان المسلمون بتسخير الدين لخدمة السياسة، من دون وجه حق.
    من الخطأ الافتراض أن ما جرى في مصر يعني حتمية انحسار التيار الإسلامي المسيس من الحياة السياسية في العالم العربي أو حتمية انهياره. ما جرى مهم وآثاره خطيرة على مستقبل الإسلام السياسي وعلى مستقبل مصر. ولكن الخطاب التعبوي التكفيري الإقصائي الجهادي، الذي يلغي العقل ويأمر العاطفة جاء رداً سريعاً ومباشراً من حركة الإخوان المسلمين على ما جرى. وخطاب محمد بديع (المرشد العام للإخوان المسلمين في مصر) يوم الجمعة 05/07/2013 في ميدان رابعة العدوية كان تتويجاً لهذا التوجه والذي نتج عنه العديد من الضحايا عقب صدامات مباشرة نتيجة لذلك الخطاب. والرسالة واضحة: إما بقاء الإخوان المسلمين في الحكم أو زج البلاد في حرب أهلية.
    إذا كان هذا هو موقف الإخوان المسلمين الذي يقبل بالتضحية بمصر من أجل البقاء في الحكم، فماذا سيكون عليه الحال لو سمح لهم بالبقاء في السلطة فترة زمنية كافية لاستكمال عملية ‘أخونة’ الدولة؟
    إن خطورة التعامل مع الأحزاب الدينية يكمن في افتقارها إلى أي برامج سياسية واقتصادية، وإلى نزعتها لاحتكار الحقيقة كونها تستند عقائدياً إلى الدين. وبما أن الدين لا يخطئ فهذه الأحزاب تميل إلى الاعتقاد بأنها لا تخطئ أيضاً. وهي بذلك لا تشعر بالحاجة إلى تطوير نفسها أو حتى مراجعة نفسها. ومفهوم النقد الذاتي هو أقرب إلى الكفر من منطلق ‘وأطيعوا الله والرسول وأولي الأمر منكم’، وتقبيل يد ‘المرشد العام’ هو دليل الاستسلام والطاعة المطلقين. ومن هذا المنطلق فإن ميل هذه الأحزاب إلى استعمال سلاح التكفير هو رد طبيعي على أي محاولات للنقد أو الاختلاف في الرأي. وقد يكمن الحل المنطقي لهذا الوضع في تعديل القوانين بشكل يمنع ترخيص الأحزاب الدينية والطائفية وبالتالي يمنع مزاولتها للعمل السياسي.

    ‘ سياسي واكاديمي اردني


    -------------
                  

07-10-2013, 07:34 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)


    إعلان دستوري مؤقت وبيان غامض من شيخ الأزهر..

    حملات ضد أمريكا ######رية من اوباما وكيري

    حسنين كروم:
    July 9, 2013


    القاهرة – ‘القدس العربي’

    نشرت الصحف المصرية الصادرة أمس الثلاثاء عن بيان شيخ الأزهر، والحقيقة انني لم أشعر بالارتياح له، وداخلني إحساس بأنه يريد اللعب على الأحبال، فلا أجد معنى لأن يكون طرفاً رئيسيا، في اللقاء الذي تم مع الفريق أول عبدالفتاح السيسي وبابا الأقباط والقوى السياسية والاتفاق على خارطة مستقبل، ثم يعلن اعتكافه الى ان تتضح حقيقة ما حدث وتشكيل لجنة تحقيق، رغم ان رئيس الجمهورية المؤقت المستشار عدلي منصور أمر فعلا بتشكيلها، وطالبت بها كل القوى السياسية وكذلك الجيش، وأصدر الرئيس المؤقت ايضاً إعلانا دستورياً جديدا من ثلاث وثلاثين مادة، واستمرار العمليات العسكرية في سيناء ضد الإرهابيين من القاعدة والسلفية الجهادية، وتصميم الجيش والشرطة على اقتلاعهم منها، والإعلان عن إلقاء القبض على سوريين وعراقيين وفلسطينيين متورطين مع الإخوان في أعمال العنف، وسفر جزائريين وأمريكيين جاءوا من أوروبا لدعم الجماعة، ثم صرحوا بأنهم اكتشفوا خطورة ما يقومون به، واستمرار تحركات حزب مصر القوية برئاسة عبدالمنعم أبو الفتوح لاستغلال فرصة تراجع مكانة الإخوان وقياداتها، لاجتذاب أكبر عدد من الشباب إليه بعد أن اكتشفوا ان الانشقاق عن الجماعة كان له ما يبرره، وبدء شهر رمضان اليوم أعاده الله علينا جميعاً مسلمين سنة وشيعة ومسيحيين عرب بالخير واليمن والبركات. ونشرت الصحف عن اعترافات الإرهابي محمد حسن رمضان الذي ألقى الفتى من السطح بجريمته، وطالب بالحكم بشنقه، وهي رغبة سيتم تحقيقها له إن شاء الله.
    وإلى شيء من أشياء كثيرة عندنا:

    من الذي اعتدى على
    من الاخوان أم الحرس الجمهوري؟

    قتل امس العشرات من أنصار الاخوان الذين احضروهم من مختلف المحافظات بدفعهم لمحاولة اقتحام واحتلال دار الحرس الجمهوري القريبة من تجمعهم في رابعة العدوية بحجة إخراج الأسير محمد مرسي، وحدث ما حدث من مقتل حوالي ثلاثة وأربعين، وإصابة المئات، ومقتل عدد من الجيش والشرطة، وأول سؤال، هو، هل قام الجيش بمهاجمة المتجمعين في رابعة أم أن المعركة دارت بالقرب وأمام الحرس الجمهوري؟ دارت أمام الحرس وبالقرب منه، أي انهم دفعوا بمجموعات من ميدان رابعة الى حيث قوات الجيش ومن قبل عدة أيام، والصور كشفت عملية الهجوم واعتلاء سطح عمارة في أول شارع الطيران بالقرب من الحرس وبعيدة عن ميدان رابعة وإطلاق الخرطوش والنار منها وإلقاء الطوب، بالإضافة الى ان مجموعة أخرى خرجت بعد صلاة الفجر للهجوم من مسجد الجمعية الشرعية وهو يقع في شارع صلاح سالم لا الطيران وبالقرب من الجهاز المركزي للمحاسبات، وهكذا يتضح من هو الطرف الذي توجه للاشتباك مع الطرف الثاني، وقبلها سجلت الكاميرات الخطب لابن مرسي وهو يدعو للجهاد والتحرير، ولرشاش الدم صفوت حجازي وهو يتحدث بثقة عن اقتحام الحرس وبعده وزارة الدفاع، وكأنه كان هناك ضباط خونة سوف يساعدونهم على احتلال مواقعهم، وكله كوم، والصورة التي أذاعوها عن مقتل أطفال لهم على يد الجيش كوم تاني، إذ اتضح انها لأطفال سوريين، ومن اختراعاتهم انهم أحضروا فتاة خطبت في المتجمعين أكدت أن السيدة مريم تؤيد مرسي، وصاحت على المسيحيين، هيا احضروا لمساندته، فصرخ الحاضرون، الله أكبر، وكان أحدهم من عدة أيام قد زف بشرى قبل الهجوم على الجيش بأن سيدنا جبريل نزل الى الميدان، فصاحوا، الله أكبر، المهم انه تم عقد مؤتمر صحافي تحدث فيه صديقنا العزيز والمتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء هاني عبداللطيف والمتحدث العسكري العقيد محمد أحمد علي، الذي أكد أن كل من سيترك ميدان رابعة والنهضة لن تتم ملاحقته، ولكني اعتقد انهم سيحتفظون بمجموعات في شهر رمضان والادعاء بأن الجيش والشرطة يمنعان عنهم الإفطار والسحور ويشبهون أنفسهم بالرسول عليه الصلاة والسلام وآل أبو طالب عندما حاصرهم كفار قريش في بطحاء مكة، وخرجت صحيفة ‘الشعب الجديد’، لسان حال حزب العمل الجديد الذي يترأسه زميلنا وصديقنا مجدي أحمد حسين – أمس – بعناوين تكشف مدى مصداقيتهم، وكانت، مذبحة الساجدين الدموية لن توقف مقاومة الشعب للانقلاب، بعد العريش، الجيش يفتح النار للمرة الثانية على المصلين ويقتل سبعين مسلماً، رجال الجيش يقتلون ثماني نساء وسبعة أطفال منهم أثنان رضع، كفار قريش لم يقتلوا المسلمين غدراً وهم يصلون’.

    ‘المصريون’ تناشد الاسلاميين
    التوقف عن لغة الشحن

    والذي يوضح الفرق بين حزب العمل وصحيفته وبين جريدة دينية أخرى هي ‘المصريون’، انها – أي ‘المصريون’ – خرجت أمس ايضا – الثلاثاء – بمقال في صفحتها الأولى، قالت فيه:
    ‘ثانياً نناشد حزب النور وحزب مصر القوية عدم الاستجابة الى الضغوط الشعبية التي تدعوهم الى الانسحاب من المسار السياسي الحالي ودعم خارطة المستقبل تحت ضغط مشاعر الحزن تجاه الأحداث المأساوية، وعليهم أن يصبروا ويصابروا في تلك المحن والفتن، لأن الانسحاب ضرره أكثر من نفعه ولا يحل أزمة، بل يعقدها بينما المشاركة تحتفظ بالأمل في الحل وتفتح أبواباً للخروج من النفق المظلم، وكلا الحزبين يتحملان مسؤولة تاريخية في تلك اللحظة، ليس أمام التيار الإسلامي وحده بل أمام الحركة الوطنية المصرية كلها.
    ثالثاً: نناشد قيادات جماعة الإخوان المسلمين التوقف تماماً عن لغة الشحن والإثارة لأن آثارها يصعب ضبطها في مشاعر شباب مختلف القدرة على الانضباط الفكري والمعنوي ومن شأنها تفجير الأمور أكثر وعليهم التأكيد على التزام السلمية الكاملة في الاحتشاد والتعبير عن الرأي والبعد عن أي عبارات أو سلوكيات تستفز أي طرف.
    رابعاً: نناشد المعتصمين المؤيدين للدكتور محمد مرسي نقل جميع فعالياتهم الاحتجاجية بعيدا عن المنشآت العسكرية والتصدي لأي دعوات تحرضهم على اقتحام منشآت أو مصالح والذي نؤكده ان مصدر تلك الدعوات غالبا من جهات تصنع فخاخاً للشباب البريء.
    سابعا: نؤكد على ان التاريخ لا يعيد استنساخ نفسه، وتجارب الدول والشعوب لها خصوصياتها الاجتماعية والطائفية، ولذلك نؤكد على ان محاولات التخويف من سيناريو جزائري أو سوري في مصر هو ضرب من الخيال، فالشعب المصري رغم أي خلاف وحوادث عارضة، شديد التجانس وأبعد عن العنف وقواته المسلحة مؤسسة وطنية أبعد ما تكون عن الطائفية أو التورط في خصومات سياسية مع الشعب’.

    الإخوان والسير على نهج مبارك وجمال

    وإلى الوقائع التي تثبت أن الإخوان المسلمين، هم أنفسهم مثل نظام مبارك، نفس الاتجاه لبيع اقتصاد البلاد للأجانب وللأجهزة الأجنبية التي تتخفى وراء شركات، وتصفية القطاع العام ودور الدولة، وهي المجموعة التي قادها جمال مبارك، ووصل إجرامها بدعم من مبارك نفسه، إلى توزيع الأراضي على رجال أعمال بالكيلو مترات، مثلما حدث مع رجل الأعمال إبراهيم كامل أبو العيون بتخصيص عشرين كيلو مترا له في سهل حشيش، ثم نجاحه ومعه والد زوجة جمال في تعطيل مشروع إقامة المحطة النووية في الضبعة، ليحصلا على مكانها لإقامة مشروعات سياحية استكمالاً لمشروعه – فندق غزالة، وعارض علناً مشروع المحطة واستهزأ به، ومعه رئيس الوزراء أحمد نظيف، بل وصل الامر الى إرسال مشروع بديل لمبارك بنقل المكان عشرين كيلو متراً جنوباً وحفر قناتين من البحر المتوسط إليه، واحدة لادخال المياه لتبديد المحطة، والثانية لإعادة صرفها للبحر، وهي فضيحة كشفها زميلنا وصديقنا ونقيب الصحافيين الأسبق مكرم محمد أحمد عندما كان رئيساً لتحرير مجلة ‘المصور’ وتواطأ معهم رجال أعمال آخرون وصحافيون، وإبراهيم أبو العيون هذا هو الذي اتهم مصر علنا بأنها التي استفزت إسرائيل لمهاجمتها عام 1956، لأنها أممت قناة السويس عام 1956، واستفزتها عام 1967، وكانت له مشروعات مع إسرائيليين، وكان عضواً في الهيئة العليا للحزب الوطني أي من حقه الترشح لرئاسة الجمهورية وقتها، وظهرت مواقفهم عندما منحوا رجل الأعمال وجيه سياج موافقة على مشروع سياحي بالقرب من طابا، دون إذن من أجهزة الأمن ليفاجأ الجميع بأنه اتفق مع شريك إسرائيلي لادخاله في المشروع، وكانت مهزلة التحكيم والتسوية وظهرت المواقف في الكثير من المشروعات التي تخفوا خلفها مثل الاتفاق على بيع جميع معامل تكرير البترول المملوكة للدولة – وجميع صوامع الغلال لشركة استرالية، وبيع محلات عمر افندي – ومشروع الصكوك الوطنية، أي أن مصر أصبحت في جزء منها محكومة باسر لا انتماء وطني لها، ولكن كانت داخل النظام ذاته قوى، سواء في الجيش أو الأمن أو في الحزب الوطني نجحت في تعطيل جانب من عمليات البيع.

    ‘الأهرام العربي’: سفيرة
    الشيطان بالقاهرة ‘الحيزبون’

    والى زميلنا أشرف بدر رئيس تحرير مجلة ‘الأهرام العربي’ الذي قال: ‘أهم قناع أسقطته ثورة ‘تمرد 30 يونيو’ هو الوجه الأمريكي القبيح الذي ارتدته بخسة ونذالة سفيرة الشيطان بالقاهرة ‘الحيزبون’ آن باترسون وراحت تحيك في الخفاء المؤامرات والحيل المتطرفة لوأد حلم مصر في تغيير نظام يضيع مجدها وكرامتها واقتصادها ولا يحترم حرية وعقيدة شعبها وعقدت سلسلة من اللقاءات ‘السرية مع قادة جماعة الحكم الذين يتشبثون بالكرسي للحصول منهم على تنازلات ومكاسب لبلادها وإسرائيل مقابل الدعم والوقوف الأمريكي والغربي بستار ‘الشرعية’ وقدمت لهم النصائح بتوسيع مظاهرات الإسلاميين بكل الميادين ووضع الجيش في مواجهة مع الشعب والتهديد بارتكاب أعمال عنف ضد المعارضين للنزول بسقف المطالب من ‘ارحل’ إلى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة! ولم يكن غريباً أن تتفاخر ‘سفيرة الشيطان’ وتعلن انها استطاعت بطرقها الخاصة ترويض قصر الاتحادية وأنه أصبح تحت السيطرة التامة، وأنها بذلك اقتربت من تحقيق حلمها الذي أقسمت عليه أمام حائط المبكى الشهر قبل الماضي بعودة اليهود إلى مصر، وأنها تمتلك الوثائق التي تؤكد أنهم الملاك الأصليون لمصر وهم بناة الأهرامات أو أن يدفع المصريون ثمن هذه الأملاك مما سيجعلهم يفلسون ويعجزون عن دفع أقساط قروض البنك وفي هذه الحالة أما يقبلون بالعبودية لأسيادهم اليهود ‘شعب الله المختار’، أو الخروج من مصر للبحث عن وطن بديل!!’.

    لو فعلها المستشار عدلي منصور
    رئيس الجمهورية؟

    لا، لا، هذا تجن على آن، فلا يمكن آن تكون جميلة مثلها سفيرة لشيطان، وهو ما عارضني فيه يوم الأحد زميلنا وصديقنا حمدي رزق بقوله في ‘المصري اليوم’:
    ‘لو فعلها المستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية ‘المؤقت’ وطلب من واشنطن عبر الخارجية المصري سحب السفيرة إلى حين إشعار آخر لكتب أول سطر في ولايته المؤقتة بوطنية صادقة، الحيزبون الأمريكية بتبكي بدل الدموع دم على الإخوان ولا أخت من الأخوات يخيبك، الإخوان عاملين لك عمل ولا الشاطر وعدك بحاجة ولا بايعت أبو فاروقية، مالك يا ولية، عيب اختشي حد من العملاء يفهمها حاجة’.
    باترسون وحشها مرسي بتاع القرد قوي متشوفيش وحش يا طنط، مرسي بح، القرد مات والقرداتي عاد إلى زنزانته وسيحاكم، من أنت حتى تنطحي صخرة الشعب المصري برأسك هتتكسر يا أبلتي، بالمناسبة فهميني يا طنط اختليت بخيرت الشاطر أكثر من ساعتين في مكتبه بمناسبة إيه، ألم يكن الشيطان ثالثكما، كله مسجل كل شيء انكشف وبان، لا بد أن تعيش عيشة السفير الإسرائيلي معزولة مرفوضة شعبيا غير مرغوب في وجودها بيننا تقضي إجازتها في قبرص أو إسرائيل بعيداً عن شواطئنا وبيوتنا، بيوت الوطنيين ستغلق في وجهها حتماً لا أحد يتحمل عبء وجود سفيرة الإخوان في بيته’.
    وأبو فاروقية الذي يقصده حمدي هو المرشد العام الدكتور محمد بديع، والفاروقية هي الطاقية التي يرتديها.
    أما عن تساؤله عن الخلوة الشرعية، فعليه أن يطلب من النيابة التي تحقق مع خيرت الآن أن تسأله عنها، وان كنت أنا أرجح انه لا شبهة تآمر ولا حاجة، إنما كان يقنعها بإشهار إسلامها، وهذا سر أرجو أن لا ينقله قارىء إلى آخر.

    الشعب المصري افشل خطط امريكا

    أما زميلنا بـ’الأخبار’ خفيف الظل عبدالقادر محمد علي فقال يوم الأحد أيضاً: ‘نعم أمريكا دولة عظمى ولكن الغطرسة تمنعها من الاعتراف بأن شعب مصر أعظم منها، أفشل خططها في إعادة رسم خريطة المنطقة على مزاجها وبما يخدم مصالحها وأعطاها أتخن خازوق في تاريخها بإسقاط حكم الجماعة لأكبر وأهم دولة في الشرق الأوسط، ولا تلوموا أوباما على تصريحاته العصبية وتهديداته المستفزة لمصر فهو معذور لأن الجلوس على الخازوق لا يمكن احتماله خاصة إذا كان الخازوق مغريا ومدهونا بالشطة!’.
    والخازوق المغري تعبير مصري عامي، عندما يأخذ أحد مقلباً فنقول: أما صاحبك أخد حتة خازوق، إنما إيه، مغري، أي لن يخرج لأنه كان مدهون بالغراء، فما بالك ان كان مدهون أيضاً بالشطة.

    هل مصر مستعمرة أمريكية؟

    أما إمام الساخرين وزميلنا في ‘الأخبار’ أحمد رجب، فقال في بروازه اليومي – نص كلمة – يوم الاثنين متسائلاً: ‘هل مصر مستعمرة أمريكية؟’.
    وأجاب على سؤاله في نفس العدد زميلنا السيد النجار قائلاً: ‘إذا كان الإخوان حزينين على حالهم اليوم، فان الأشد حزنا منهم هم الأمريكيون والإسرائيليون، وهو حزن يرجع إلى الإحباطات التي أصابت حكومة نتنياهو وأوباما لضياع الفرصة التي كانت سانحة أمامهم في تنفيذ مخططاتهم بالمنطقة، الشعب المصري قال كلمته في نهاية حكم تيار الإسلام السياسي رغم كل الدعم الأمريكي له’.

    عزل مرسي ضربة لأوباما وكيري

    وطبعا لم يكن ممكناً أن أغادر عدد ‘الأخبار’ دون الإشارة إلى الاكتشاف المذهل لزميلنا والرسام الموهوب مصطفى حسين، عن العلم الجديد لأمريكا الذي يحمله أوباما، ومرسوم عليه خفافيش وثعابين سامة تبخ سمها على مصر هي أمي، لكن ما تجاهله أوباما هو ما نزل على قفاه، مثلما قال في نفس اليوم في ‘المصري اليوم’ زميلنا وصديقنا محمد أمين: ‘عزل مرسي يعني قلم على قفا أوباما وكيري هذه هي الكارثة التي يعيشها أوباما حالياً، هل كنتم تتوقعون أن يأخذ الثوار بالحضن ويقبل رأس السيسي، الأيام القادمة ستكشف كم كان الإخوان خونة للوطن، الابتزاز الأمريكي للثورة هدفه سحب وثيقة سيناء، ولو اطمأنت أمريكا ستعترف بعزل مرسي فوراً، شرف لنا أنها لم تكن تعرف بثورتنا ولا يدلها مخابرات أمريكا في الطراوة، سفيرة أمريكا الطراوة أوباما نفسه في الطراوة، الثورة كشفت الأقنعة، عزل مرسي ومرشده وشاطره لا يكفي لابد من محاكمتهم بتهمة الخيانة العظمى، لابد من تعليقهم في الشوارع لأنهم باعوا الوطن’.
    وكلمة في الطراوة المقصود بها في العامية المصرية عن الشخص الذي يجلس مستمتعاً في يوم حار، بنسمات هواء لطيفة فلا يدري ماذا يحدث حوله، فيقال عنه، ده قاعد في الطراوة، وهناك مثل شعبي آخر يقول، اديها ميه، تديك طراوة، أي رش الأرض أيام الحر، بالماء، تخرج لك نسيماً بدلا من السخونة.

    ------------

    استعادة للثورة.. وليس انقلابارشاد أبوشاور
    July 9, 2013


    من عاش مثلي في سورية عقودا، وعاصر عهودا مختلفة، يعرف ما هو الانقلاب العسكري، فقد كنّا نستيقظ على لعلعة صوت المذيع بالبيان رقم 1 اتكالاً على الله، ومن أجل الشعب والوطن، قامت قواتكم الباسلة بـ…ثم تتوالى البيانات، والمارشات العسكرية، مع توالي تأييد الفرق والوحدات العسكرية، وكلها تبدأ بـ: حقنا للدماء..الخ.
    أمّا الشعب فيؤيد ببرقيات تهنئة تبارك وتشكر الثورة المباركة، وتلهج بحمد الانقلابيين الذين لا يعرفهم أحد، والذين لم ير منهم الشعب ،بعد، شيئا يحمدون ويشكرون عليه، في حين تبدأ النكت على الانقلاب والانقلابيين، لا سيما على صفحات جريدة (المضحك المبكي) الأسبوعية، وكانت من حجم التابلويد.
    بدأ هذا من أيام حسني الزعيم، وتواصل مع الشيشكلي، وانقلاب الانفصاليين على الوحدة، وفصلها، وقد حمل من فعلوا هذا الفعل المنكر (الخياني) وصف (الانفصاليين) وهم أبناء الإقطاع التقليدي، وكانوا ضباطا كبارا في كل مفاصل الجيش، وبدعم سعودي، وأمريكي، وبمشاركة أنظمة حكم عربية عادت الوحدة، وجمال عبد الناصر.
    الانتفاضات تختلف كلية عن الانقلابات، لأن الانتفاضة فعل شعبي عارم تشارك فيه كل فئات الشعب، وتهدف إلى التغيير الجذري، وليس القيام بمجرد احتجاجات على غلاء الأسعار، أو على بعض ممارسات الحكم المستبد.
    الانتفاضة وهي فعل شعبي، تحقق الانتصار الحاسم على نظام دكتاتوري عندما ينحاز لها الجيش الذي يسحب (القوة) المنظمة المسلحة القادرة على الضرب بعنف، من بين يدي نظام الاستبداد، وينحاز للشعب، ويكون له بهذا دور حاسم في الانتصار.
    هذا حدث في زمننا في إيران عام 79، عندما ثار الشعب على نظام الشاه الطاغية المستبد، ولم تصمد أمامه أجهزة القمع، وانحاز الجيش للشعب، وبهذا تحقق انتصار الشعب الإيراني بدون سفك دماء.
    حدث هذا أيضا في تونس، عندما انفجرت ثورة الشعب إثر انتحار محمد البوعزيزي احتجاجا، وضيقا، ورفضا لحياة بلغ فيها الإذلال حدا لا يطاق، وكان هذا حال الشعب التونسي الذي قهره الدكتاتور، وامتص مع عصابته عافيته، وخيراته، وحرمه الحرية، والخبز، والكرامة..وكان الانتصار مؤزرا بانحياز الجيش للشعب، حين رفض أن يشهر سلاحه ويمارس القمع على الجموع الثائرة التي ملأت الميادين، واجتاحت قلب العاصمة في شارع (بورقيبة)، وهو ما أدى لهرب الدكتاتور إلى السعودية. (إلى أين يمكن أن يهرب أي طاغية عربي سوى إلى السعودية؟)
    أغدقت جهات مجهولة على ثورات الشعوب العربية اسما تدليعيا (ثورات الربيع العربي)، وقفز على ظهرها من عملوا على إفراغها من مضامينها الاجتماعية، والوطنية، وكأنما كان الهدف مجرد إسقاط رمز نظام الحكم، وليس التغيير الشامل والجذري، والشروع في تحقيق مطالب الشعب الثائر، وأهدافه، ولا سيما في مصر: عيش، حريّة، عدالة اجتماعية، كرامة إنسانية.
    بعد أن أعلن الإخوان تعففهم عن منصب الرئاسة، والهيمنة على مجلس الشعب، وفي حميا انشغال شعب مصر في التخلص التام من (كل) نظام مبارك، وليس من مبارك الفرد، انفتحت شهية الإخوان على التهام مجلسي الشعب، والشورى، والرئاسة، رغم أن كل هذا حدث بدون الاتفاق على (دستور) يضمن المواطنة، والمشاركة، للشعب المصري، بكافة فئاته، ويحدد طريق المستقبل، وإنجاز أهداف الثورة التي التحق بها الإخوان بعد تردد، وحين رأوا بأن ما يحدث ثورة، وليست أحداث عنف عابرة، تستدعي منهم التريث طويلاً، والتربص، حتى لا تلحق بهم خسائر غير محسوبة.
    اغتّر الإخوان بسهولة هيمنتهم على الرئاسة، والمجلسين، وانفتحت شهيتهم على ترتيب كل ما يضمن دوام الحكم لهم منفردين، وكأنما (صناديق) الاقتراع ستستعمل لمرة واحدة، ومن بعد يتكرّس حكم الإخوان ودولتهم الإسلامية، فالديمقراطية بالنسبة لهم كفر، وشرك، وكل من يعترض سيرمى بالكفر، والزندقة، والمروق، و..سيتهم بأنه مؤمن بالديمقراطية، كافر بالشريعة (أحد شعرات الحشد ألإخواني في رابعة العدوية، قبل وبعد عزل الرئيس مرسي).
    إضافة لهيمنة الإخوان على أهم مؤسسات الدولة، راهن الإخوان على (انتصار) المشروع الإسلامي في سورية تحديدا، ولذا لم يكن صدفة أن يعلن الرئيس مرسي قطع العلاقات الدبلوماسية مع (النزام) السوري!..بالترافق مع دعوات بعض رجال الدين، قبل ذلك بيومين، ومن القاهرة، ( للجهاد) في سورية!
    (الدولة الإسلامية) باتت دانية، فلماذا مشاركة (الآخرين) في الحكم، وما ضرورة الوحدة الوطنية، خاصة وأي اتفاق وطني سيعني تأخير (أسلمة) الدولة في مصر..ولهذا اكتفى الرئيس مرسي بالإعلان الدستوري الذي يكرسه (فرعونا) جديدا!
    انشغل الإخوان في ترتيب مفاصل الدولة، ومؤسساتها، وبالسيطرة على المحافظات بتعيين محافظين محازبين لهم، أو مناصرين، ففاقموا النفور منهم، والشكوك في نواياهم غير الخافية.
    ظنّ الإخوان أن الشعب استكان، وان ثورة 25 يناير بلغت منتهاها بتسيدهم، وأن كل القوى غير منظمة، ولن تقدر سوى على توجيه انتقادات غير مؤثرة، وإثارة زوابع من الكلام، فلا إمكانية للحشد، والنزول إلى الميادين من جديد.
    وكما قال الأستاذ هيكل في الحوار مع لميس الحديدي على شاشة cbc فقد اقترف الرئيس مرسي ثلاثة أخطاء، كل واحد منها كفيل بإسقاطه!.
    هل كانت حركة (تمرد) ستجد كل هذا التأثير بين شعب مصر، لو أن هذا الشعب، في سنة حكم الرئيس مرسي، حظي بالأمن، وخفّت عليه المتاعب الاقتصادية، وتوضحت أمامه طريق المستقبل؟
    هل كان شباب مصر سينزلون إلى الشوارع لجمع تواقيع تطالب بإسقاط الرئيس، وسحب الشرعية منه، لتبلغ هذه التواقيع 22 مليونا وشوية ألوف؟!
    لقد استخف الرئيس، ومستشاروه، والإخوان، بإعلان يوم 30 حزيران يوما للنزول للميادين، وحين فوجئوا وبوغتوا بما تراه عيونهم لم يصدقوا، ثم حاولوا التقليل من أعداد الملايين، وتمخض حشدهم المواجه عن ميدان واحد هو ميدان رابعة العدوية، في وجه طوفان شعبي أعاد انبهار العالم بشعب مصر العظيم، الذي تجاوز بسيوله البشرية حشود 25 يناير 2011.
    لم يبادر الإخوان لمد اليد للقوى الوطنية المصرية، وللشباب، للبحث عن (مخرج) من المأزق، والعودة لروح يناير، ولأخوة الميادين التي مكنت شعب مصر من خلع مبارك.
    منح الجيش فرصة للرئيس للبحث عن مخرج في غضون أسبوع..ومضى الأسبوع، وحشود الشعب المصري تملأ الميادين وتفيض، بحيث وصفتها الصحافة العالمية الغربية بأنها غير مسبوقة، وأنها اكبر حشود في تاريخ العالم!
    ولكن الإخوان لم يروا هذه الحشود، حتى إن الدكتور عصام العريان وصفها بأنها ألاعيب فوتو شوب من المخرج خالد يوسف!
    منح الجيش 48 ساعة إضافية للرئيس، وللقيادات الوطنية للوصول إلى حل..ولم يحدث شيء، في حين كانت الميادين تغلي، وإمكانية الانفجار الدموي تتسارع، فكان أن تدخل الجيش، ولحق بالشعب المحتشد بملايين قدّرت بأكثر من عشرين مليونا. (هناك تقديرات بأنها بلغت 33 مليونا).
    عزل الجيش الرئيس مرسي، وتم تعيين رئيس المحكمة الدستورية رئيسا مؤقتا، وكان الجيش بهذا يلبي إرادة شعب ثار لتصحيح مسار ثورته التي سرقت منه.
    أمّا الضمانة بأن لا ينقلب الجيش فستبقى دائما هي روح الثورة التي تجلت في 25 يناير، و30 حزيران، ويقظة شعب مصر، وأيضا إيمان جيش مصر بأن دوره هو حماية حدود مصر، وأمن شعبها، وحمايتها من تفجّر حرب أهلية ..وهذا ما حصل

    ------------

    شيء ما
    استهداف الجيش المصري آخر تحديث:الأربعاء ,10/07/2013




    حسن مدن


    بسبب نظام الخدمة الإلزامية في أغلبية الدول العربية، فإن الجيوش العربية هي جيوش وطنية، رُبيت في عقيدتها القتالية والتعبوية على حماية الأوطان من الاعتداءات الخارجية، وعلى معاداة “إسرائيل”، وعلى الولاء الوطني العميق، فالأغلبية الساحقة من جنود وضباط هذه الجيوش آتية من منابت شعبية صميمة في المدن والبلدات والقرى العربية . وبسبب الوهن البيّن في التكوين السياسي العربي، وسيولة الاصطفافات الاجتماعية وضعف، وحتى غياب، الطبقة العاملة الصناعية وهشاشة الطبقات الوسطى، فإن هذه الجيوش العربية شكّلت العمود الفقري لوحدة الأوطان العربية، ومناعتها إزاء التربص الخارجي، و”الإسرائيلي” منه في المقدمة .



    لذا، فإن المحلّل للتطورات العربية خلال العقود الماضية لا بد أن يلحظ أن إضعاف هذه الجيوش كان هدفاً للقوى الخارجية، وبالوسع العودة إلى تلك القيود التي فرضتها اتفاقية “كامب ديفيد” على تسليح الجيش المصري، وتحويل الحدود الطويلة مع “إسرائيل” في شبه جزيرة سيناء إلى منطقة منزوعة السلاح، لكنّ التطور الأخطر جاء في قرار برايمر الحاكم العسكري الأمريكي للعراق بعد احتلاله، بحل الجيش العراقي، وهو وقتها واحد من أقوى الجيوش العربية، في العدة والعتاد والخبرة القتالية، ما جعل العراق مستباحاً أمام الميليشيات المذهبية المسلّحة، ما أنتج دورة العنف المدمّر المستمرة في العراق حتى اللحظة .



    في السياق نفسه، لا يمكن إغفال الزج بالجيش السوري، وهو كنظيره العراقي من الجيوش العربية القوية، في الاقتتال الداخلي الذي فرضه استعصاء الحل السياسي بسبب تعنت النظام وبسبب التدخلات الخارجية والإقليمية في الشأن الداخلي السوري، وبالتالي فإن هذا الجيش سيخرج من هذه الحرب المدمّرة مستنزفاً، مثقلاً بالخسائر، ومثخناً بالجراح .



    ما يجري في مصر اليوم ليس بعيداً عن هذا، فحتى بمعزل عن تطورات مصر الداخلية بعد الثلاثين من يونيو/ حزيران، كانت ما تعرف بالسلفية “الجهادية”، أقامت لها مواقع نفوذ في سيناء، واستهدفت جنود الجيش المصري غير مرة، ووفد آلاف المقاتلين الأصوليين من أفغانستان وغيرها لهذا الهدف، وما إن خسر “الإخوان المسلمون” الحكم، بعد أن ثار عليهم شعب مصر، حتى أعلنوها صراحة حرباً على الجيش المصري، عبر التحريض عليه واستدراجه نحو مواجهات دامية على نحو ما حدث أمام مقر الحرس الجمهوري فجر الاثنين الماضي .



    جيش مصر الوطني هو ضامن أمن مصر القومي ووحدة أراضيها، واستهدافه من الداخل والخارج، هو استهداف لمصر ودورها المحوري في المنطقة .



    ------------

    شيء ما
    أمريكا و"الإخوان" آخر تحديث:الأحد ,07/07/2013




    حسن مدن


    بدت الولايات المتحدة الأمريكية منحازة إلى حكم “الإخوان المسلمين” منذ أن دعت حركة “تمرد” إلى الانتخابات الرئاسية المبكرة في مصر، وهي الدعوة التي حظيت بتأييد شعبي مذهل، عبَّر عن نفسه في المسيرات غير المسبوقة في تاريخ مصر والمنطقة . بدا هذا الانحياز واضحاً في تحركات السفيرة الأمريكية في القاهرة، والتي كانت محل استهجان واسع من القوى الثورية والشعبية والأوساط السياسية المصرية، كما بدا ذلك واضحاً في المواقف المرتبكة والمترددة التي أصدرها الرئيس أوباما والادارة الأمريكية عامة تجاه ما جرى في مصر في الثلاثين من يونيو/ حزيران وما تلاه، وبدا خاصة في التلويح باستخدام “المعونات” المقدمة لمصر وجيشها وسيلة ابتزاز وضغط، وبعض المراقبين يلمحون إلى دور أمريكي خفي في قرار منظمة الوحدة الإفريقية تعليق أنشطة مصر في المنظمة بصورة مؤقتة .



    إن بدا الموقف الأمريكي مما جرى ويجري في مصر موقفاً “غامضاً”، وغير واضح، فهذا “الغموض” يحمل في طياته ميلاً، تعذر إخفاؤه لموقف “الإخوان المسلمين”، ولفهم هذا الموقف علينا ملاحظة أن ما جرى في مصر أحرج واضعي”الهندسة” الأمريكية لراهن ومستقبل المنطقة العربية، بعد “تقدم الإخوان” في الانتخابات الرئاسية في مصر بعد ثورة 25 يناير/كانون الثاني ،2011 مما رجح توجهاً لدى إدارة أوباما باعتماد الإسلام السياسي، و”الإخوان المسلمون” في مقدمته حليفاً جديداً يُعتد به، في ضمان المصالح الأمريكية في المنطقة، بما فيها، وربما في مقدمتها، أمن “اسرائيل”، بعد تعهدات “إخوانية” بهذا الخصوص، قيل إنها فاقت ما كان نظام مبارك يقدمه .



    استعار هذا الموقف عدته “الأيديولوجية” من دراسات السلالات الاستشراقية التي أعادت تسليط الأضواء على التضاريس المذهبية في العالمين العربي والإسلامي، وجعلت منها عاملاً حاسماً في توجيه مسار الأحداث في المنطقة لتفكيك الهويات الوطنية والقومية، وإشغال الهويات الفرعية في صراعات جانبية بين بعضها بعضاً، على حساب بناء وتوطيد الهوية الوطنية الجامعة، وقد وجد الغرب، والولايات المتحدة في المقدمة، في الإسلام السياسي، و”الإخوان المسلمين” القوة الضاربة فيه، التي جرى النظر إليها، بصفتها الأكثر تأثيراً ونفوذاً وتنظيماً، على أنهم الأداة التي من خلالها يمكن نسج خريطة تحالفات جديدة مع القوى المحلية، تحقق الأهداف الغربية نفسها، وربما بكفاءة أكثر، من الطريقة التي جرى ضمانها فيه في السابق .



    ----------------




    مدخلاخباردراسات وأبحاثآراءاقتصادثقافةميدياalarabonline@اسرةتحقيقرياضةالأخيرةكتبتشكيلسينمامسرحثقافة+بروفايلتعليمترك وعجمإسلام سياسيتسامحجذورالسياسة حياةأضدادصحةسياراتسياحةأرشيفPDFالاتصال بناEnglishجدلإسلام سياسي — 10 July 2013


    الجماعة لم تأخذ بعين الاعتبار قوة ردة فعل الشارع المصري

    and#9679; موقع التقدمية

    بنود الاتفاق السري بين التنظيم العالمي للاخوان والولايات المتحدة

    شهية جماعة الإخوان المسلمين للحكم، دفعتها إلى القبول بكل ما عرضته الولايات المتحدة عليها، فالطمع في الحكم حوّل الجماعة إلى ذراع ضارب للمصالح الأميركية، فكانت هناك صفقة بين الجماعة وواشنطن. هذه الصفقة وهذه الاتصالات استمرت فترة طويلة شاركت فيها طواقم مشتركة، التقت في واشنطن ولندن والدوحة. ومع سقوط الإخوان في مصر، بدأت تتكشف بنود هذه الصفقة التي تتضمن:

    - تقسيم مصر إلى ثلاث دويلات بعد ارتكاب مذابح على أساس عرقي ومذهبي.

    ـ إقامة إمارات إسلامية تتبع تعليمات المرشد العام للجماعة في غزة والجزائر ولبنان.

    ـ تجريد العاهل الأردني من صلاحياته، وتولي الإخوان مسؤولية إدارة البلاد.

    ـ تعطيل المصالحة في الساحة الفلسطينية لصالح المشروع الإسرائيلي.

    and#9679; أحمد صبحي منصور

    ثقافة الإخوان القائلة: إما أن نحكمكم وإما أن نقتلكم

    هناك فرق بين الإخوان كتنظيم والإخوان كثقافة دينية سلفية.

    الإخوان كتنظيم سياسي يمكن إجتثاثه أو تحجيمه شأن أي جمعية أو جماعة أو حزب. ليس في هذا التنظيم خطورة.

    الخطورة في الإيديولوجية الإخوانية السلفية التي تشربها المصريون بمستويات مختلفة خلال أربعين عاما على أنها الإسلام وما عداها كفر وإلحاد.

    الخطورة في الإخوان كثقافة دينية أنها ثقافية استعلائية إقصائية لا ترى في الآخر المختلف عنها إلا رعية مملوكا وخاضعا لها، وإلّا فهو ضحية لها مصيره القتل بحدّ الردة أو الاستئصال بفريضة الجهاد.

    موجز رؤيتهم السياسية للشعب الذى يعيشون فيه: (إمّا أن نحكمكم وإما أن تقتلكم).

    ولهذا هدد مرسي المجلس العسكري بحرق مصر إن لم ينجح في الانتخابات، وهدد بحرق مصر إن جعلوا محمد البرادعى رئيسا للوزراء.

    «إما أن نحكمكم وإمّا أن نقتلكم» هي رد فعل الاخوان بعد عزل مرسي، ثقافة الاخوان هذه تتسع لتشمل الجماعات الجهادية التي خرجت من عباءة الإخوان في عهد السادات من التكفير والهجرة والتحرير والجماعة الإسلامية والجهاد وحزب التحرير والشوقيين والناجين من النار.

    and#9679; مهدي النجار

    التعليم في المجتمعات الإسلامية

    إن المواصفات التي علقت كترسبات من ذهنية القرون الوسطى بالأستاذ المعاصر في المجتمعات الإسلامية تُختصر بوظيفته التلقينية التي ترتكز على الإملاء والحفظ في طريقتها، وتنبذ النقد ولا تقبل المساءلة وترفض الحوار والمناقشة في أسلوبها.

    وهذه الوظيفة الأستاذية تستلزم إقامة سلطة مركزية من التعالي تفصل بين الأستاذ وطلبته، وتقلص مساحة الحرية والتحاور بينهما.

    إن هذه السلطة الأستاذية ارتهنت بالأنظمة السياسية الجائرة التي تحكّمت بالعالم الإسلامي وأمعنت في التنكيل به وأخضعته إلى جو من الخوف والعذاب والجهل. فبدلاً من أن يقوم الأستاذ بتغذية طلابه بكل ما من شأنه أن يعمل على تحرير الإنسان من الخوف والأوهام، راح يصرف انتباههم عن مجالات الحرية ويطمس حقهم في المناقشة والحوار.

    لذا يتطلب من الأستاذ في المجتمعات الإسلامية الراهنة أن يتخلص من تصورات القرون الوسطى العالقة في نفسه وحول علاقته بالطالب، وذلك بالانتقال من مرحلة التلقين إلى مرحلة البحث والجدل والتفكير النقدي لإتاحة مساحة واسعة من حرية التعبير والرأي والحوار.

    and#9679; عبد الخالق حسين

    الإسلام السياسي من منظور الداروينية الاجتماعية

    مما حصل في العراق، نتيجة للمظالم في عهد البعث، تفشى الإسلام السياسي وهيمن على السلطة بأحزابه الإسلامية. واعتقدَ البعض، أن هيمنة الأحزاب الدينية، كانت مخططة مسبقاً من قِبَل أميركا لتدمير العراق.

    وهذا الرأي سطحي، فهيمنة الأحزاب الدينية كانت نتيجة لظروف موضوعية سبقت سقوط البعث. ليس العراق وحده الذي تفشت فيه النزعة الإسلاموية، بل جميع البلاد العربية والإسلامية واجهت ومازالت تواجه نفس المشكلة، وذلك بسبب الفساد الإداري والتدهور الاقتصادي، وعجز الحكومات العربية والإسلامية عن حل هذه المشاكل المتفاقمة التي تعاني منها الجماهير، فخرج الإسلاميون بشعارهم «الإسلام هو الحل»، الشعار الهلامي الفضفاض، والذي صدقته شريحة واسعة من الجماهير في البلدان العربية والإسلامية، ومنها العراق. ونظراً لديماغوجية شعار «الإسلام هو الحل»، وعدم قدرة الأحزاب الإسلامية على حل مشاكل شعوبها المعقدة، كنا نعتقد بشكل جازم بفشل هذه الأحزاب.

    فالتاريخ على المدى المتوسط والبعيد هو تقدمي، رغم ما تتخلله من فترات تراجع. ولذلك، فالأحزاب الإسلامية، محكوم عليها بالفشل، لأنها طائفية وغير صالحة للوضع العراقي المعروف بالتعددية الدينية والمذهبية.

    and#9679; سايمون هاندرسن

    مصر الآن تمثل تحدياً سياسياً لحاكم قطر الجديد

    رغم أن الاحتجاجات التي دارت في شوارع القاهرة قد قررت مستقبل مصر، إلا أن قطر تستطيع أيضاً أن تلعب دوراً حيوياً في قدرة جماعة «الإخوان المسلمين» على البقاء في السلطة. وكانت هذه الدولة الصغيرة من أوائل الدول العربية التي تعترف بالحكومة العسكرية في مرحلة ما بعد مبارك، وينظر إليها منذ ذلك الحين باعتبارها أكبر داعم لحزب «الإخوان» الحاكم. والآن يبدو أن الحكمة من استثمار الكثير من النفوذ والأموال في مصر أصبحت محل شك. فقد أصبحت قطر ممقوتة من جانب قطاعات عريضة من المصريين الذين يرون، أن الإمارة تستغل ثروتها الهائلة من الغاز الطبيعي لشراء أصول مصرية.

    وعلى نحو مماثل، فإن الخصوم السياسيين لجماعة «الإخوان» يتهمون قطر بتمويل الحزب. وفي دول الخليج، يمقت جيران قطر من الدول العربية نهج الدوحة في التعامل مع مصر، نظراً لبغضهم لـ «الإخوان».



    --------------------

    ذهاب الأوطان لبقاء الإخوانآراء — 10 July 2013 شفيق طارقي

    بين الأصل وما تفرّع عنه بون شاسع، للنّاظر أن يلمحه بيسر متى أمعن النّظر في الفكر الإخوانيّ وترصّد منطلقاته كما أبان عنها حسن البنّا وكشفت مؤلّفاته.

    وما جاء في رسالته خلال المؤتمر الخامس من ثبت للآليّات وتحديد للغايات، وولّى في المقابل وجهه شطر ما تحكّم بالجماعة عبر عقود سواء في مصر أو في غيرها من البلاد العربيّة من انصراف عن الأسس وعـــدول بما شابها من أعــراض عن الجوهر.

    فالهوّة سحيقة بين الإصلاح هدفا وبين ما علق بمسار الجماعة من إفساد طال من الحياة مختلف مجالاتها، وأجلى في كلّ المراحل عن رغبة في الحكم محمومة وشهوة في السّلطان لا تحدّ، ولم تبق من تعاليم البنّا إلّا الأصداء تتردّد في واد غير ذي زرع كثيرا ما تعود على أعقابها تاركة المجال لأنفس حادت عن السّمت فأخلصت بما أوتيــــت من أدوات لمصالحــــها الفرديــّة.

    ولم تكن القواعد ممّن دخلوا في مسلك الإخوان أفواجا إلّا وسائل أعمل القادة كلّ طاقاتهم المادّيّة وما استطاعوا إليه سبيلا من الدّعاية والاستقطاب لإغرائهم بالجنّتين واحدة على الأرض يستقيم خلالها الحال وتخرج الأمّة بتحقّقها واقعا من ظلمات الفقر إلى نور الرّخاء ومن مخالب الضّعف إلى العزّة، وثانية في السّماء يوعد بها المتّقون ممّن أخلصوا لتعاليم المرشد وساروا في ركبه مخلصين.

    وخلال تلك العقود جرت على الأمّة أحوال وشهدت من التّحوّلات ما لامس منها العمق والسّطح فأفرز أنماطا جديدة في التّفكير وفي المعاملة وشهد العالم من التّبدّلات ما يعدّ جوهـــريّا فتعـــدّدت الــــرّؤى وسقطت إيديولوجيّات وتغايرت أخرى مع منطلقاتها وقضى البعض الآخر نحبه.

    غير أنّ الإخوان ظلّوا من كلّ ذلك ورقة في أكثر من يد وعنصرا من معادلات كثيرة يطوّع بوعي منه أو بغير وعي إلى المرتسم من غايات إستراتيجيّة تتجاوز مكوّنه، وظلّوا من كلّ ذلك ينتهجون المسالك ذاتها ويصدرون عن المواقع نفسها ويلبسون خطابهم سواء على صعيد البناء أو ما تعلّق منه بالدّلالة نفسها حتّى غدت بمرور الزّمن رثّة، وصار من اليسير الكشف عن وهنها وما يتربّص بها من صنوف الزّيغ وما به تتّسم من فروقات فجسّدوا النّمطيّة في أعتى تجلّيّاتها وأبانوا عن دونكوشوتيّتهم في عالم لم يعد يحتملهم بكلّ المقاييس عين على السّمــــاء تــــؤوّل من أحاديثها ما يوافــــق أهواءهــــم وعيـــن على الكرســــيّ تتشهـــــّى ملذّاتــــه وما طاب.

    ولم يقدّموا بأجيالهم المتعاقبة مشروعا واضح المعالم ولم ينفذوا إلى الرّاهن برؤية تجيء على متطلّباته، فجعلوا بينهم وآمال المواطن العربيّ وقد أثخنته الطّعنات وغارت جراحه سدّا فهم أبعد ما يكونون عنها وأنأى بتهويماتهم عن الوفاء لها والإنصات لنبضها.

    وحين كتبت الشّعوب ثوراتها بالدّم جاؤوا من غياهبهم والجحور متأخّرين بما يكفي لمساءلتهم من أنتم؟ وأين كنتم؟ وكان تأويلهم لما حدث خارج كلّ منطق تاريخيّ من هيرودوث إلى ماركس مرورا بابن خلدون، فقد شبّه لهم الأمر فتحا سماويّا وأجروا في التّعامل معه شغفهم بالماورائيّات.

    ولم يكن صعودهم إلى سدّة الحكم في بلدان الرّبيع العربيّ إلا نتيجة لانسداد الآفاق أمام عامّة النّاس وحسن نواياهم فيمن جاء من أقصى الغياب يسعى متّخذا من الله ومن الإسلام ذريعة.

    ولا شكّ أنّ عدم تهيّؤ النّاس حينها على صعيد الوعي وتعلّق مخيالهم الجمعيّ بالرّابض في أنفسهم والّذي يشكّل صلتهم بالعالم فظنّوه خلاصا بالمعنى الدّينيّ، وسارعت أياديهم وهي تمارس حقّها في الاختيار إلى ما به بترت وإلى ما به شلّ حراكها لتجد الشّعوب نفسها إزاء كذبة هي الأكبر في تاريخها وإزاء وهم هو الأضنى، ووجد الإخوان أنفسهم يعيشون حلما لم يرصدوا له أسباب تحقّقه ولم يجدوا بين أياديهم من وسائل المحافظة عليه أكثر من خفّي حنين وخطب جوفاء وبلاغة زائفة لم يعد في حولها أن تهب النّاس ذلك الحدّ الأدنى من مطالبهم الثّوريّة.

    وتحوّل الحاكم إلى شيخ يفتي ولم يستطع أن يبلور وجوده خارج حرصه المصوّر على الصّلوات الخمسة وصار الواقع بمعضلاته حلقة غائبة في سيل اهتماماته الأخرويّة.

    إنّه العطب الإخوانيّ عطب جماعة كلّفت بما لا طاقة لها به فأفرزت أداء تراجيديّا مضحكا أو هو كوميديّ مبك ففاقد الشّيء لا يعطيه ولم يكن مرسي لو كتب له الحكم آلافا من السّنوات قادرا على أكثر ممّا فعل، فذلك مستطاعه وتلك حدوده والمعادلة اليوم في مصر هي الاتية:

    إمّا أن يظلّ مرسي احتراما للشّرعيّة بما يوازي اندثار مصر سياسة واجتماعا واقتصادا وثقافة، أو رحيله وعودة مصر إلى ذاتها وفاء لشهدائها، وليس الأمر بعيدا في تقديرنا عمّا هو حادث في تونس وإن اختلفت بعض المعطيات عسى أن لا تكون الشّرعيّة قميص عثمان بسند تاريخيّ أو مسمار جحا بسند تخييليّ، فإلام التّعنّت وكلّ شيء يهوي؟

    إلى متى سيصرّ الإخوان على تقديم أوطانهم قرابين حتّى يدخلوا إلى الجنّة؟ إنّ الوفاق الوطنيّ هو الحلّ الأوحد في هذه المرحلة وكلّ من يعمد إلى احتكار الله لصالحه أو إلى احتكار الثّورة لصالحه فيفوّض لنفسه مهمّة حمايتها أو إلى احتكار الوطن لصالحه مآله متى لم يتّعظ من الماضي ومتى خال أنّ الحكمة قد جمعت فيه وأنّه من الذّكاء بمكان راحل إلى العدم العادم لا محالة واقع في النّسيان


    --------------

    جذورالسياسة حياةأضدادصحةسياراتسياحةأرشيفPDFالاتصال بناEnglishمن «مرسي» إلى «أردوغان» والسقوط المدوي للإخوانآراء — 09 July 2013 غسان يوسف

    ليس من قبيل المصادفة تزامن انتفاضتي ميدان التحرير وميدان تقسيم ضد سلطتين متشابهتين انقلبتا على من أوصلهما إلى الحكم بصناديق الاقتراع «الشعب».

    لعل أفضل توصيف تركي لخلع الرئيس المصري محمد مرسي كان ما عنونته صحيفة «آيدينليك» التركية «خلع طيب مصر» في إشارة واضحة إلى التشابه بين أردوغان ومرسي، والكل يتذكر أن الرئيس التركي عبدالله غول قام بزيارة إلى القاهرة بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير لدعم الإخوان في حين وضع حزبه كل خبرات «إخوان تركيا» بالكامل في خدمة «إخوان مصر».

    نعم ما جرى في ميدان التحرير يشبه إلى حد كبير ما يجري في ميدان تقسيم فليست المرة الأولى التي ينتفض فيها المصريون ضد مرسي، ولكنهم وبعد سنة من العزم والإصرار حققوا ما كانوا يصبون إليه، ليس فقط بخلع مرسي وإنما باقتلاع جماعة الإخوان المسلمين من الحياة السياسية المصرية، لا بل وملاحقتها قضائياً بتهمة التحريض على العنف.

    في تركيا انتفاضة تقسيم عمرها الآن شهر ويزيد، ولكن السؤال المطروح الآن هل سيقدر الشعب التركي على خلع أردوغان كما خلع المصريون مرسي؟

    كل المؤشرات تقول إن ربيع تركيا لم يزهر بعد، صحيح أن متظاهري ميدان تقسيم ليسوا بحجم متظاهري ميدان التحرير لكنهم استطاعوا أن يكسروا حاجز الخوف وأن يهزوا عرش «السلطان» أردوغان وحكومته، وأن يوصلوا رسالة للعالم مفادها أن من يحكم تركيا ليس حكومة حضارية حسب «معايير كوبنهاغن» التي تلزم أنقرة بتوفير الإطار لضمان حقوق الإنسان والحريات الأساسية لجميع المواطنين دون تمييز، جنباً إلى جنب مع ضمان حرية التعبير والتجمع والمعتقد والفكر وحرية وسائل الإعلام، بما في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي.

    هذه المعايير التي كانت ستؤهل تركيا لدخول الاتحاد الأوروبي، لا بل فوجئ العالم بمجموعة متطرفة من الإخوان المسلمين المتعصبين الرجعيين، الذين وإن أتوا بصناديق الاقتراع إلا أنهم يؤمنون بالعنف وسيلة للاحتفاظ بالحكم- حسب المبدأ الميكافيلي- ومن هنا طرح هؤلاء تسمية الجسر الثالث باسم ياووز سلطان سليم وطرحوا هدم متحف أتاتورك، دون الالتفات لردة فعل الشارع التركي، بمختلف أطيافه.

    وكما لم ير قادة «حزب الحرية والعدالة» في «ثورة 30 يونيو» سوى انقلاب عسكري واغتصاب للشرعية متجاهلين الملايين الهادرة في ميادين القاهرة وغيرها من المدن المصرية، تماماً فعل قادة حزب العدالة والتنمية في تركيا حيث لم يروا في انتفاضة تقسيم إلا مجموعة من اللصوص، رغم أن مثقفي ونخب تركيا هم من شاركوا في انتفاضة تقسيم، لكن أردوغان استقوى بأتباعه على الشعب الثائر وكأن من انتفضوا في تقسيم ليسوا من الشعب التركي. تركيا دعمت وصول «الإخوان» في مصر إلى السلطة وفي ظنها أن وصولهم إلى الحكم يعني الإمساك بالملف الفلسطيني كون حركة حماس في غزة ليست إلا جزءاً من الإخوان، وهو ما وقع فيه خالد مشعل الذي تنكر لسوريا وقيادتها معتقداً خطأ أن تحرير القدس- هذا إذا كان ما زال يعتقد به- يكون من تركيا العضو في حلف الناتو ومن مصر «الإخوان» الذي اعتبر رئيسها السابق محمد مرسي شمعون بيريز صديقه العزيز، أو من قطر القاعدة الأميركية في الخليج.

    نعم بسقوط محمد مرسي من رئاسة مصر يكون الإخوان المسلمون قد بدأوا يتساقطون واحداً تلو الآخر بعد سقوط داعمهم الأكبر بالمال والإعلام أمير قطر حمد بن خليفة، وإن بطريقة مسرحية هو ووزير خارجيته حمد بن جاسم وطرد القرضاوي من الدوحة في ليلة ليلاء.

    الإخوان المسلمون تحركوا من طنجة إلى جاكرتا نصرة لشرعية مرسي كما يقولون لكن بعد ما قطعوا شعرة معاوية مع أصدقائهم وأعدائهم في الداخل والخارج حيث أنهم عملوا وكثروا حتى كرهتهم جلودهم، فمن يقبل بالتحريض على العنف ومن يقبل بالذبح والنحر والسحل والرمي من أعالي البنايات كما حدث في كل من حلب وغزة و الاسكندرية ومن يقبل بأكل لحوم البشر-كما في القصيرـ وغيرها؟

    من كان يتصور أن يجتمع «علماء مسلمون» ليقروا تكفير الآخر بحضور رئيس أكبر دولة عربية، دولة تحتضن الأزهر أكبر صرح علمي للمسلمين السنة في العالم؟ نعم في اليوم التالي من هذا المؤتمر قُتل أربعة من الشيعة سحلاً دون تدخل من أحد ولم يكن هذا ليحدث لولا التحريض الذي شهده المؤتمر المذكور.

    بالأمس القريب كان السقوط المدوي لكل من أمير قطر ووزير خارجيته، وأمس أيضاً سقط محمد مرسي، وعرشا الإخوان المسلمين في تونس وتركيا على صفيح ساخن في حين تختلط الأمور في ليبيا ليضيع الإخوان في صراعات داخلية بعد اختفاء حَمَدي قطر.

    في تركيا من تابع التطورات يعرف أن سبب المشكلة طائفي من جهة، وخلاف علماني إسلاموي من جهة أخرى، فسعي أردوغان لتسمية الجسر الثالث باسم السلطان سليم الذي يعتبره العلويون أكبر سفاح ومجرم في التاريخ، في حين يعتبر العلمانيون تدمير نصب أتاتورك إهانة لأتاتورك وخط العلمانية الذي انتهجته الدولة التركية منذ عام 1923.

    وهنا يصح السؤال عن دور الجيش في تركيا الذي يعتبر حامي العلمانية، وهو الذي قام بثلاثة انقلابات 1960 و1971 و1980، وأرغم الحكومة الإسلامية «حكومة أربكان» في 1997 على الرحيل.

    لكن السؤال الآخر هل التّـعديلات الدستورية التي أقرها استفتاء 12 سبتمبر 2010 أوقفت الانقلابات في تركيا؟ وهل التعديلات التي جرت تحدّ من سلطة الجيش، بحيث تصبح الحكومة أقوى من الجيش وهو ما لاحظناه من خلال اعتقاله لعشرات الضباط منذ 2008 بتهمة التآمر ضد السلطة وهو ما عرف بقضية أرجينيكون. وايلكر باشبوج هو الأعلى رتبة بين هؤلاء الضباط المتهمين.

    النموذج التركي يجد نفسه أمام بداية مرحلة انحدار بعد 10 سنوات من صعوده، وفي الحالتين شكلت انتفاضتا تقسيم والتحرير بداية انكسار «الهلال الإخواني» الذي اعتبره ملك الأردن يمتد بين اسطنبول و القاهرة.

    لذا يمكن القول إن سقوط مرسي كسر جناح الإخوان في الجنوب ليبقى الجناح الشمالي معلقا ينتظر سقوطه عاجلاً أو آجلاً.


    --------------
                  

07-11-2013, 07:46 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)


    السيد يسين




    النقد الذاتي والمصالحة الوطنية
    تاريخ النشر: الخميس 11 يوليو 2013

    تمر مصر المحروسة بلحظات تاريخية فارقة ليس فيها مجال للاحتفال بنشوة الانتصار للجماهير الشعبية الهادرة التي خرجت في كل الميادين المصرية لإسقاط حكم «الإخوان المسلمين»، كما أنه ليس هناك -في تصورنا- مجال لإحساس جماهير «الإخوان» بمرارة الهزيمة.





    على العكس من هذه الاتجاهات والنزعات المتضاربة، هذه لحظة ممارسة النقد الذاتي من قبل كافة الأطراف السياسية بدون استثناء، بهدف التوصل إلى غاية استراتيجية عظمى هي المصالحة الوطنية بين كافة الأحزاب والتيارات السياسية، بدون إقصاء لأي طرف.

    ولو استطعنا أن نمارس النقد الذاتي من ناحية، وأن نحقق المصالحة الوطنية من ناحية أخرى، فإن مصر ستستطيع أن تخرج من النفق المظلم الذي قادتنا إليه للأسف الارتباكات الكبرى التي صاحبت المرحلة الانتقالية، التي بدأت بعد نجاح ثورة 25 يناير التي شاركت في صنعها كافة الأطراف السياسية وفي مقدمتها جماعة «الإخوان المسلمين» بحكم أن سياساتها المعيبة والمنحرفة التي طبقها ممثلها في رئاسة الجمهورية الدكتور محمد مرسي، هي التي قادت إلى انقسام المجتمع المصري في الشهور الأخيرة، وخاصة بعد الإعلان الدستوري الديكتاتوري الذي سبق أن أصدره.

    ونحن في الواقع أمام صراع محتدم بين أنصار الدولة المدنية الديمقراطية ذات الآفاق المفتوحة، وأنصار الدولة الدينية بآفاقها المغلقة التي يمكن أن تمنع عنا ضوء الشمس ونحن في رابعة النهار بجمودها وتطرفها الديني، وغياب أي رؤية سياسية معاصرة لها.

    ويمكن القول إن بذرة الفشل التاريخي الذي لاقته جماعة «الإخوان المسلمين»، ممثلاً في الثورة الشعبية الهادرة التي سعت بقيادة حركة «تمرد» لإسقاط الدكتور مرسي، ونجحت في ذلك بدعم من القوات المسلحة التي انحازت إلى الإرادة الشعبية الحقيقية، تعود إلى ثمانين عاماً مضت ونقصد منذ عام 1928 حين أسس حسن البنا جماعة «الإخوان المسلمين».

    وظهرت بوادر انحراف المشروع السياسي للجماعة منذ أن تم خلط الدين بالسياسة، مع أن الدين له مجاله والسياسة لها آفاقها ووسائلها التي تختلف بطبيعة الحال عن الدعوات الدينية.

    غير أن أزمة «الإخوان المسلمين» بدأت حقيقة منذ تحول الجماعة إلى ممارسة العنف ضد خصومها بتكوين «الجهاز السري» الذي قام بسلسلة اغتيالات لبعض الزعماء السياسيين.

    ومن هنا بدأت رحلة الصدام الدموي بين جماعة «الإخوان المسلمين» وكافة النظم السياسية المصرية المتتابعة من أول النظام الملكي الدستوري في عهد الملك فاروق إلى عهد مبارك، مروراً بالمرحلة الناصرية، وبحكم السادات.

    ويحق لنا أن نطرح سؤالاً مهماً هو: لماذا اصطدمت جماعة «الإخوان المسلمين» مع كل النظم السياسية المصرية على رغم تنوعها واختلافها؟

    والإجابة أنها منذ أن نشأت وهي تمارس دورها كجماعة سياسية انقلابية هدفها الاستراتيجي هو الانقلاب على الدول المدنية في البلاد العربية، وتأسيس دول دينية!

    ويمكن القول إن مرحلة الصراع بين الجماعة والنظام السياسي المصري انتهت في عهد السادات الذي أصدر قراراً استراتيجياً بإدماجهم مرة أخرى في الحياة السياسية، إلى أن تم الانقلاب عليه. ثم انتقلت الجماعة إلى مرحلة التوافق مع نظام مبارك الذي سمح لهم بالترشح لمجلس الشعب وحصلوا على أكثر من ثمانين مقعداً، ثم ضاق بهم نظام مبارك حين زور انتخابات مجلس الشعب الأخيرة عام 2010 ضد كافة قوى المعارضة.

    وجاءت ثورة 25 يناير التي شارك فيها شباب «الإخوان المسلمين» على غير رغبة قياداتهم بعد أيام من اندلاعها. وحين وصلت المرحلة الانتقالية إلى مرحلة الانتخابات البرلمانية استطاعت الجماعة مع حزب «النور» الحصول على الأكثرية في المجلسين. وكانت هذه خطوة أولى للزحف المتواصل للهيمنة على مجمل الفضاء السياسي المصري مما أدى إلى نجاح مرسي في انتخابات رئاسة الجمهورية، وهكذا أتيح لهذه الجماعة ذات التاريخ الطويل التي ذاق أعضاؤها صنوفاً متعددة من التنكيل أن تحكم مصر.

    والواقع أن الفشل التاريخي لجماعة «الإخوان المسلمين» يحتاج إلى وقفة نقدية، وأهم من ذلك إلى ممارسة النقد الذاتي الجسور.

    غير أن قيادات جماعة «الإخوان» أبعد ما تكون عن القدرة على ممارسة النقد الذاتي التي تحتاج إلى شجاعة أدبية كبيرة، وهي ما زالت تحشد الجماهير الإخوانية لمقاومة ما أسفرت عنه الثورة الشعبية المصرية في 30 يونيو التي أسقطت حكم «الإخوان».

    غير أنه لفت نظري بشدة أن الإعلامي المصري أحمد منصور مقدم البرامج المعروف في قناة «الجزيرة» وهو إخواني الهوى -كما تدل على ذلك برامجه التلفزيونية ومقالاته- مارس النقد الذاتي وذلك في مقالة مهمة نشرها في عموده «بلا حدود» في جريدة «المصري اليوم» وذلك بتاريخ 6 يوليو 2013 وبعنوان «طوفان الكراهية للإخوان المسلمين».

    يقرر أحمد منصور بعد ذكره لتعاطف الناس مع «الإخوان المسلمين»، وخصوصاً بعد أن منحوهم الثقة في الانتخابات البرلمانية والرئاسية أنه "...من العجيب أنه خلال عام واحد فقط من وجودهم في السلطة بلغ طوفان الكراهية لهم حداً غير مسبوق، انتهى بسيطرة القوات المسلحة على السلطة وعزل محمد مرسي»، وهو يحدد بوضوح قاطع أسباب الفشل التاريخي لـ«الإخوان المسلمين» ويجملها في عدة أسباب، الأول «أن اختيار مرسي للمنصب كان خطئاً كبيراً في حد ذاته لأن الرجل لا يملك المقومات الرئيسية لرجل الدولة». وثانياً لأن مرسي «وجد نفسه في مكان لم يعد نفسه له ولم يفكر فيه فخدع بمظاهر السلطة ولم يتمكن من أدواتها ويدخل إلى جوهرها». وثالثاً «أنه حكم الدولة بعقلية رجل الحزب والجماعة وجمع حوله فريقاً لا يتمتع بكفاءة إدارة الدولة». وفشل في تكوين فريق متجانس من المصريين يدعم أول تجربة انتخابية رئاسية مصرية في التاريخ.

    وحاول أحمد منصور أخيراً أن يشخص ظاهرة الكراهية الشعبية التي وجهت ضد «الإخوان المسلمين» فقرر أن السبب الأول هو إعلام «الفلول»، و«عجز الإخوان عن الترويج لإنجازاتهم ودخولهم في عداوة مع الإعلاميين»، وأهم من ذلك أداء الرئاسة المزري وخصوصاً خطابات الرئيس العاطفية والمرتجلة الخالية من المحتوى والمضمون والرؤية والخيال، وإصراره على رئيس الحكومة وعلى النائب العام والإعلان الدستوري.

    وقد أدت هذه الأخطاء جميعاً إلى تدمير صورة الإخوان ومكانتهم في المجتمع التي صنعوها خلال ستين عاماً، ولن يستطع الإخوان استعادة مكانتهم وتعاطف الناس الذين خسروهم إلا إذا درسوا تجربتهم وقيموا أخطاءهم وأعادوا بناء أنفسهم من جديد.

    هكذا تكلم أحمد منصور بصراحة شديدة ومن باب النقد الذاتي، وهو بحكم أنه من أنصار «الإخوان المسلمين» لا يمكن اتهامه بمعاداتهم ولكنها شجاعة النقد الذاتي.

    وهذه الشجاعة مطلوبة ليس فقط من قبل جماعة «الإخوان المسلمين»، ولكن من قبل كافة التيارات السياسية بما فيها شباب الثوار والأحزاب السياسية المعارضة، لتحقيق هدف أسمى هو تحقيق المصالحة الوطنية، وعدم إقصاء شباب «الإخوان» من العملية السياسية مستقبلاً، وهو موضوع يستحق أن نعالجه بتفصيل أكثر في المستقبل القريب


    --------------


    محمد الحمادي

    «الإخوان» والأوطان
    تاريخ النشر: الخميس 11 يوليو 2013


    الذي يقرأ في العلاقة الإماراتية المصرية يدرك مدى خصوصية هذه العلاقة العميقة بين الدولتين ومدى الاحترام والتقدير المتبادلين بين قيادتي الدولتين وشعبيهما... ومنذ أيام قليلة قام وفد إماراتي رفيع المستوى برئاسة سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني بزيارة إلى القاهرة، وهذا أول وفد إماراتي يزور مصر بعد أن قرر الشعب المصري تعديل مسار ثورته وتصحيح الأوضاع هناك... وما تقدمت به الإمارات من مساعدات تقدر بثلاثة مليارات دولار يأتي ضمن مسؤوليات الإمارات حيال شقيقتها الكبرى مصر. فسوء الإدارة التي عانت منها مصر خلال الفترة الأخيرة كبّدها خسائر كبيرة أصبحت معها بحاجة إلى دعم الإخوة والأصدقاء حتى تتجاوز الأزمة التي تمر بها.

    ومصر، كأي بلد في العالم بحاجة إلى رجال يبنون وطنهم وليس جماعة تخطط لتنفيذ أجندتها البعيدة عن مصالح الوطن والمواطن، فخطأ «الإخوان» القاتل كان أنهم ومن خلال محمد مرسي اختاروا أن ينسوا مصر والمصريين وبالتالي أصبحوا خارج اللعبة السياسية.





    نعيش الآن الفصول الأخيرة في قصة «الإخوان المسلمين» التي بدأت قبل خمسة وثمانين عاماً حين خرج رجل في أقصى البلاد وقال إنه ينشئ جماعة لرعاية العباد، ولنشر دعوة رب العباد، وإعادة خلافة إسلامية سلبت من البلاد. وبعد كل تلك السنوات اكتشف اتباع ذاك الرجل أنهم ليسوا سوى مجموعة تموت في عبادة الكرسي، ومستعدة أن تعلن الجهاد في سبيل السلطة، لا في سبيل الله، فصُدم العباد في الشرق والغرب من هذا الهراء، وتساءلوا: أين الشعارات وأين الإسلام وأين الحل؟

    وأتساءل: هل كان يعرف حسن البنا أن نهاية الحركة التي قام بها وأطلقها في مارس 1928 ستبدأ نهاية فصولها في 30 يونيو 2013؟ بالطبع لا هو ولا أحد غيره كان يعرف أو يتوقع ذلك، خصوصاً بعد أن تمكن «الإخوان» من حكم مصر، ووصلوا إلى حكم بلاد عربية أخرى، وفي الوقت نفسه بدأوا يحاولون في دول أخرى! أما في مصر حيث رأس الأفعى، فقد نجح جيل الصقور من جماعة «الإخوان» في تعرية الجماعة، وإسقاط أسطورة «الإخوان» التي كانوا يتغنون بها دائماً على أنها الفئة التي تمتلك أكبر قاعدة جماهيرية في مصر والعالم العربي، فجاء 25 يناير 2011 ليكشف أنهم ليسوا أصحاب الأكثرية، وإنما هم أكثر من ينجح في التسلق على أكتاف الآخرين، وجني ثمار ما يزرعه الآخرون، لكن في ذلك اليوم كان من الصعب أن يصدق الجميع أنهم ليسوا أصحاب الأغلبية، فجاء يوم 30 يونيو، وهو يوم الاحتشاد الشعبي ضد «الإخوان». لقد كان يوماً تاريخياً، حيث كان التجمع أكبر بكثير من مظاهرات ثورة يناير، والأرقام التي تتداولها وسائل الإعلام المصرية، والمراقبون في مصر تقول إن عدد المتظاهرين ضد حكم «الإخوان» هناك بلغ 33 مليون شخص في ذلك اليوم.

    لا شك أنه رقم كبير ومرعب لـ«الإخوان»، لذا فإنهم لم يعترفوا به، واعتبروه كذباً، وفي المقابل روجوا لأن التجمعات المؤيدة لهم كانت أكبر... وبعدما ظهرت الحقيقة، حاولوا تقسيم الشعب المصري، لكنهم فشلوا في ذلك، فاختاروا بعد ذلك طريق العنف والمواجهة المسلحة فكانوا سبباً في إزهاق أرواح العشرات من الأبرياء، وإصابة وجرح المئات في معركة لا هدف ديني لها ولا دعوة للإصلاح... إنها حرب من أجل البقاء في السلطة، والجلوس على الكرسي إلى الأبد.

    وفي المشهد «الإخواني» خارج مصر تتضح أشياء أخرى لا تقل غرابة عن المشهد المصري، فبعد أن سقط القناع عن وجه «الإخوان» في مصر، ظهر الوجه الحقيقي لـ«الإخوان» في الخليج، ليؤكدوا أنهم ليسوا دعاة إصلاح ولا هم أهل وسطية في الإسلام، فمن يدعو الشباب الأبرياء للجهاد والاستشهاد في سبيل مرسي والكرسي لا يبدو أن له علاقة بالوسطية، ولا بالإسلام وسماحته، وإنما علاقته بالعنف والإرهاب أكبر. وهذا للأسف ما فعله قادة «الإخوان» من ميدان رابعة العدوية، حيث قاموا بالتحريض المباشر ضد الدولة المصرية والجيش المصري وكل من لا يتفق معهم في الرأي.

    وصدمة «الإخوان» في مصر كانت لها تبعات ارتدادية قوية جداً في دول الخليج العربي، فأتباع هذا التنظيم في الخليج لم يتوقفوا هم أيضاً عن التحريض ضد الجيش المصري وكل من يختلف مع حكم «الإخوان»... وكان من الواضح حجم الغضب الذي كانوا يبثونه ضد من يختلفون معهم، والدعوات إلى العنف كانت صادمة للجميع، خصوصاً تلك التي صدرت من بعض الرموز الدينية، التي تبين أنها تابعة لـ«الاخوان المسلمين»، وقبل ذلك لم يكن لأحد أن يدرك أنهم كذلك، بل كان كل الظن أنهم دعاة إلى الله مصلحون يريدون الخير للمجتمع وأفراده... فاتضح أنهم مجموعة «إخوان» لا علاقة لهم بالأوطان التي يعيشون فيها، فهم يتعصبون لـ«الإخوان» يفزعون لهم أكثر مما يفزعون ويغارون على أوطانهم!

    «الإخوان» انتهوا إلى الأبد، هذا ما يبدو على الأقل في هذه الأيام... فالخسارة التي تكبدوها خلال العام الماضي، لم تُبقِ لهم رصيداً في الشارع المصري والشارع العربي بل أصبحوا يخسرون التعاطف العالمي، الذي ظفروا به خلال السنوات الماضية، وخصوصاً بعد أن اتضح أنهم فاشلون في إدارة الحكم وأن لا مشروع لديهم لإدارة البلاد وأن قاعدتهم الجماهيرية تفككت، ولم تعد بتلك القوة التي كانت عليها قبل 30 يونيو 2013.

    حفظ الله الإمارات وحفظ الله مصر... وكل عام والجميع بخير بمناسبة شهر رمضان المبارك
                  

07-14-2013, 06:33 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)

    خطط الإخوان لاستعادة السلطة في مصر

    خطط الإخوان لاستعادة السلطة في مصر
    السبت 13 يوليو, 2013 - 19:59 بتوقand#1740;ت أبوظبي
    خاص - سكاي نيوز عربية

    يعقد التنظيم الدولي للإخوان المسلمين اجتماعات في تركيا لبحث تداعيات "الضربة التي تلقتها الجماعة" من التغيير الأخير في مصر وسبل المواجهة في الفترة القادمة وخطط التحرك خلال أسبوعين بما في ذلك حملات تشويه إعلامية للمعارضين للإخوان والعمل على إحداث شق في المؤسسة العسكرية المصرية.

    ويناقش المجتمعون من جماعات "الإخوان المسلمين" في الدول العربية ومن أنحاء العالم خطوات محددة لمواجهة أزمة الجماعة في مصر وسبل تخفيف النتائج السلبية على التنظيم العالمي كله وجماعات الإخوان في الدول المختلفة.

    وحسب استراتيجية وضعها ذراع التخطيط في التنظيم الدولي، الذي يحمل اسم "المركز الدولي للدراسات والتدريب"، وحصلت "سكاي نيوز عربية" على نسخة منها قبل بدء الاجتماعات فإن حركة حماس في قطاع غزة هي الأكثر تضررا من التغيير في مصر.

    وتحدد الورقة عدة سيناريوهات للتعامل مع الوضع، ويعتقد أن المجتمعين في فندق بالقرب من مطار أتاتورك في اسطنبول سيناقشون الخطوات المطروحة فيها مع تعديلات وتطوير وربما الاتفاق على تطويرها.

    وبعد تقديم تصور لأسباب فشل حكم الإخوان في مصر بعد عام، تشير الورقة إلى موقف القوى الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية، التي وإن لم تقبل تماما بالتغيير في مصر إلا أنه لا يمكن للإخوان الاعتماد على دعمها.

    وتحدد الوثيقة الدول التي يمكن الاعتماد على مساعداتها مثل تركيا وقطر بالإضافة إلى الاستعانة ببعض الدعاة من دول الخليج ممن لهم أتباع كثر بين الشباب ويدعمون موقف الإخوان.

    وتحدد الورقة ايضا عددا من الشخصيات في مصر التي توصي بإبراز دورها، وكان ترتيب المتحدثين على منصة رابعة العدوية ليلة الجمعة/السبت متسقا تماما مع تلك التوصية.

    تحليل موقف

    أوضحت الوثيقة الصادرة عما أطلق عليه "المركز الدولي للدراسات والتدريب" أن التنظيم عقد اجتماعا طارئا في مدينة اسطنبول التركية، بمشاركة قادة التنظيم، وممثلين عن جميع فروع الجماعة في الدول العربية والأوروبية، بالإضافة إلى مصر وقطاع غزة.

    وتضمنت الوثيقة تحليلا للمشهد السياسي ورؤية الجماعة لأسباب الأزمة وانعكاساتها على مستقبل الجماعة.
    واعتبرت الوثيقة أن أبرز اسباب الأزمة وفشل حكم الإخوان المسلمين في مصر هو تفكك التيارات الإسلامية واتساع الفجوة بين الجماعة والأحزاب السلفية خاصة بعد وصول الإخوان إلى سدة الحكم.

    وفي هذا السياق ينتقد التنظيم الدولي للإخوان المسلمين حزب النور وحزب الوسط وحزب البناء والتنمية (الجماعة الإسلامية) على مواقفهم خلال عام حكم الإخوان.

    وتضيف الورقة إلى الأسباب الهجوم الإعلامي المتواصل على الجماعة والأزمات الاجتماعية المفتعلة، وعدم القيام بمشروعات ذات مردود سريع على حياة المواطنين في تفاقم الوضع، إضافة إلى استغلال الجيش لمطالب المعارضة للعودة إلى السلطة.

    مخاطر وسيناريوهات

    وأوردت الوثيقة عدد من المخاطر المحتملة على مستقبل الجماعة داخل مصر وخارجها بعد التطورات الأخيرة.
    منها تزايد مشاعر الاضطهاد لدى قادة الجماعة والاضطرار إلى العودة إلى ظاهرة العمل السري، وصعوبة السيطرة على ردود التيار المؤيد والمتمسك بشرعية الرئيس السابق محمد مرسي خاصة بين شباب الإخوان.

    كذلك، مخاوف من حدوث انشقاقات داخل الجماعة بخروج بعض شباب الإخوان على قيادة الجماعة بحجة أنها تسببت في صدام مع الجيش والقوى السياسية الأخرى.

    أما فيما يتعلق بالمخاوف حول مستقبل الجماعة خارج مصر فقد اعتبرت الوثيقة أن ما حدث سوف يعزز موقف التيار المتشدد المعارض للإخوان المسلمين في الدول الأخرى كما سينعكس سلبا على فروع الجماعة في كل دول العالم.

    وبحسب الوثيقة فإن ما حدث وجه ضربة قوية للتحالف بين حماس والإخوان المسلمين، إضافة إلى ذلك تراجع الدعم للثورة السورية وإطالة عمر حكومة بشار الأسد.

    ووضعت الوثيقة عدد من السيناريوهات والمقترحات للتعامل مع الموقف ترجح منها الصمود والدفاع عن الشرعية بالنفس الطويل ورفض المساس بشرعية الرئيس المنتخب مهما بلغت الضغوط والعمل على إحداث صدع في الجيش.

    وهناك سيناريو آخر يقضي باللجوء إلى عسكرة الصراع وهو ما وصفته الوثيقة بالخيار الكارثي حيث أنه سيقود إلى تدمير البلاد على غرار ما يحدث في سوريا.

    وقدمت الوثيقة عددا من الاقتراحات لإنجاح سيناريو المقاومة بالنفس الطويل عبر "تكثيف الحملات الإعلامية وتوعية الشعب بحقيقة ما حدث، والملاحقة القانونية لرموز الجيش".

    شق الجيش

    كما نصت الوثيقة على وضع استراتيجية لإحداث انقسامات داخل المؤسسة العسكرية، إضافة إلى "التركيز على مواقف الأحزاب والشخصيات الوطنية التي تعتبر ما حدث انقلابا عسكريا".

    وكذلك "إبراز مواقف المؤسسات الدولية التي اعتبرت ما حدث انقلابا عسكريا، والتركيز على مطالبة بعض أعضاء الكونغرس الأميركي بوقف المساعدات للجيش المصري"، وتشير الوثيقة تحديدا هنا إلى جهود السناتور جون ماكين.

    إضافة إلى "نشر ملفات الفساد المتاحة عن كل من شارك في الانقلاب، والعصيان المدني واستمرار الاعتصامات ومحاصرة مؤسسات الدولة السيادية".

    وفيما يتعلق بالمؤسسة العسكرية المصرية توصي الورقة بـ"إبراز أي انقسام بين قيادات الجيش حول الانقلاب .... والوصول لولاءات داخل المؤسسة العسكرية عبر مضامين إعلامية تطمينية
                  

07-14-2013, 07:44 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)

    14752_482837395135301_1124351480_n.jpg Hosting at Sudaneseonline.com



    رضوان السيد

    عن الكاتب
    أرشيف الكاتب

    «الإخوان» ودلالات السقطة الرابعة
    تاريخ النشر: الأحد 14 يوليو 2013

    ما تذكّر كثيرون الصدامات الأُخرى بين «الإخوان» والضباط. فقد كان هم الإعلاميين المصريين الداعمين لحركة «تمرد» و«جبهة الإنقاذ»، إثبات خروج «الإخوان» على الديمقراطية، وإرادتهم أخونة الدولة، وتفريطهم بالمصالح الوطنية والقومية. أمّا الواقُع فهو أن هذه السقطة أو هذا الاصطدام جرى من قبل في خطوطه الكبرى ثلاث مرات، وهذه هي المرة الرابعة.





    جرى المرة الأولى عشية انقلاب عام 1952 وفي أعقابه. والأقاويل كثيرة في ذلك، ومنها أن جمال عبد الناصر قائد الانقلاب، كان عضواً في «الإخوان المسلمين» أو كان حتى من أعضاء التنظيم الخاص! وما كان قريباً منهم وحده من بين «الضباط الأحرار»، لذلك أعلموا «الإخوان» بموعد الثورة، وكانوا راغبين في إشراكهم بعدها، باعتبارهم قوة جماهيرية منظمة، وأنهم خصومٌ ( مثل الضباط) للأحزاب الشعبوية المصرية مثل حزب «الوفد». وبقدر غموض علائق الضباط بهم قبل الانقلاب، هناك غموض كبير في أسباب الخلاف والصراع بعدها (1952-1954). فقد اتهم الضباط «الإخوان» بالتحالف مع محمد نجيب والشيوعيين ضدهم، والتواصُل مع الإنجليز من وراء ظهرهم، وصولاً إلى محاولة اغتيال عبدالناصر. وكتب «الإخوان» في منافيهم كثيراً عن وقائع السنتين العاصفتين، وأن عبدالناصر كرههم بعد الانقلاب، لأنهم ما كانوا يريدون تعطيل الديمقراطية والحياة الحزبية، ولأنهم طالبوا بتغييرات في الشؤون التربوية. وعلى أي حال، فإن الضباط صفَّوا سائر القوى، ثم انفردوا بـ«الإخوان» فأدخلوا آلافاً منهم السجون خلال أسبوع، وأجروا لهم محاكمات أمام محكمة عسكرية، أصدرت ستة أحكام بالإعدام، ومئات الأحكام بالسجن. ولذا فقد بدا الصراع بين الطرفين في النهاية صراعاً على السلطة. ومنذ أيام محمد علي، في مطلع القرن التاسع عشر، يصارع المصريون معاً ضد الاستعمار، ثم تختلف النُخَب المدنيةُ مع النُخَب العسكرية، ويتقدم العسكريون الصفوف بدعم من العامة، ويذهب المدنيون في العادة إلى السجون، ثم يجري استيعابهم فيما بعد، فتنتهي عصبتهم أو ينتهي حزبهم، ويدخلون في العهد الجديد. وفي هذا الصدد فإن «الإخوان» كانوا استثناءً، وقد ترتبت على هذا الاستثناء آثار وتداعيات هائلة في تاريخ مصر الحديث.

    وعندما حصلت السقطة الثانية أو الصدام الثاني بين «الإخوان» وعبدالناصر عام 1965، تبين أن التنظيم المضروب عاد إلى الحياة، وأنه صارت لـ«لإخوان» تنظيمات في سائر أنحاء العالم العربي تريد أَسلمة الحياة والدولة. وعندما توفي عبدالناصر عام 1970، ووقف الناصريون ضدَّ خليفته السادات، أخطأ الرجل فغمس يده في مياه البئر المحرَّمة. فالذين أخرجهم السادات من السجون لمصارعة شباب القومية واليسار وشيوخهم في الجامعات والنقابات، ما كانوا أولئك العجائز والشيوخ من جيل «البنّا» فقط؛ بل كانت بينهم أيضاً أجيالٌ شابةٌ من الجهاديين الذين تربَّوا على كتب «قطب»، والذين كانوا مستعدين لممارسة العنف من أجل إزالة المنكر والجاهلية والطاغوت. وكانت عبقرية القيادة الإخوانية منذ مطالع السبعينيات، الاحتفاظ بشعرة معاوية مع تلك الأجيال، دون أن يستطيع أحد طوال أكثر من ثلاثين عاماً إثبات دعوتها للعنف أو ممارستها له.

    فمنذ عام 1978 بدأ السادات يراجع الموقف نتيجة تكاثُر جماعات العنف باسم الإسلام. وما ثبت أن لأحد من هؤلاء العنيفين علاقة تنظيمية بـ«الإخوان»، لكنهم يحملون المعالم الكبرى للفكر نفسه، ويتميزون عن «الإخوان» بالدعوة للعنف علناً تحت اسم الجهاد. وبالفعل فقد قامت مجموعةٌ من هؤلاء بقتل السادات عام 1981، وتلت ذلك موجة اعتقالات وتصفيات استمرت عامين وأكثر. وقد تكوّن انطباع لدى الأجهزة الأمنية أن لـ«لإخوان» ضلعاً فيما جرى، بيد أن أحداً ما استطاع الإتيان بأدلة أو شهادات.

    اصطدم «الإخوان» بالضباط إذن بعد انقلاب عام 1952 اصطدامات مدوية ثلاث مرات (1954، 1965، 1981). وفيما بين التاريخين وبعدهما حتى عام 2011، كانت هناك عشرات الصدامات الصغيرة والمتفرقة. بيد أن عهد «مبارك» كان عهداً ذهبياً بالنسبة لهم حتى بالمقارنة مع الانفراج أيام السادات. فما انقطعت علاقات النظام بهم، ولا انقطع الحوار مع الأمن والمخابرات، رغم استمرار الملاحقات والاعتقالات والمحاكمات. وفي النهاية صار لهم نصيب في السوق وفي أُعطيات الدولة، وظهرت وجوه من التعاوُن، ما تراجعت إلا عندما تقدّم مبارك في السن، وسيطرت نخبة رجال الأعمال المحيطة بجمال مبارك، وهي النخبة الهائلة الشهية، والضائقة ذرعاً بكل مظهر من مظاهر التمايُز والمعارضة والمشاركة.

    بيد أن تزوير الانتخابات، والملاحقات المستمرة، ما انفردا بجعل «الإخوان» الطرف الرئيسي في المعارضة، بل مما بعث القوة في أوصالهم: نجاحهم في إحداث تحول في الفكر الإسلامي المعاصر، يعتبر الدولة أداةً إجباريةً في تطبيق الدين أو الشريعة أو استعادة الخلافة، والتغلغل بالقوة التنظيمية الصبورة في أحشاء المتعلمين من أبناء الطبقة الوسطى الصغيرة والمتوسطة. وقد انصرف مثقفو هذه الطبقة في الثمانينيات والتسعينيات للدعاية لـ«لإخوان» باعتبارهم التيار الوسطي، ودعاة النظافة والاستقرار. وتعود وسطيتهم في نظر هؤلاء لعدم لجوئهم للعنف، مثل الجهاديين؛ لكنهم لم ينتبهوا أو لم يريدوا الانتباه إلى أن النظرية واحدة، ما دام المراد الوصول إلى السلطة لتطبيق الشريعة، وهي فكرة توهِمُ أن ديننا غير كامل، وأننا محتاجون للنظام السياسي من أجل إكماله!

    وهكذا، وعندما قام تمرد الشباب على مبارك، بدا أنه ليس في الميدان غير قوتين منظمتين: الجيش (الذي نحَّى مبارك)، و«الإخوان» (الذين انصرفوا لإقناع الجيش بأحقيتهم بالسلطة عبر الاستفتاءات والانتخابات). ولأن الأميركيين (بخلاف العرب) ما كانوا يريدون بقاء الجيش في السلطة أو المجيء برئيس عسكري بعد مبارك؛ فقد صار لِزاماً أن يصل «الإخوان» إلى السلطة. خصومهم يقولون إنهم أخذوا أكثر بكثير مما وعدوا وهم يقولون: بل إن جماهير المؤمنين أعطَونا أكثر مما أمَّلنا!

    وعلى أي حال؛ فإن «الإخوان» الذين تسلّموا سائر السلطات، سلكوا مسلك الضباط في الخمسينيات، فأرادوا أخذ كل شيء كما فعل الضباط من قبل. لكن الزمان غير الزمان، والدولة غير الدولة، وكما لـ«الإخوان» شبابهم المناضل، فللمجتمعات الجديدة شبابها المناضل أيضاً. فحتى الاستيلاء على أجهزة الدولة، لا يوصل إلى حالة «التمكين» التي يريدها «الإخوان»، فكيف إذا اصطدموا بسائر تلك الأجهزة، وعلى رأسها الجيش والأمن؟!

    كان تاريخ مصر في الستين عاماً الماضية، مغالبةً بين المتحدثين باسم الدولة المدنية والحداثة، والمتحدثين باسم الإسلام. ومن الطريف أن يكون العسكر هم من يمثلون الدولة وحداثتها، بينما يكون «الإخوان»، وهم جميعاً من كبار المتخصصين في الحقول العلمية البحتة والتطبيقية، أنصار الدين المؤوَّل والدولة الثيوقراطية.

    هل تنتهي المغالبة عند هذا الحد، باعتبار أن هناك طرفاً ثالثاً هو الشباب المصري، الذي قد يكون بديلا عن الإثنين أو يتجاوزهما؟ يبدو لي أن هذا غير مرجّح. فلننتظر التطورات.


    --------------

    واشنطن دعت معارضين للترشح للرئاسة..
    والصحف فرضت حظراً على الاسلاميين ومظاهراتهمحسام عبد البصير
    July 12, 2013


    القاهرة ‘القدس العربي’

    بحلول يوم جديد على بقاء الرئيس مرسي قيد التحفظ من قبل الجيش ابتلعت الصحف المناهضة له ولجمعته المزيد من حبوب الثقة.. الثقة في ان طيف الاسلاميين غادر سدة الحكم إلى غير رجعة، أما حبوب النفاق فكانت جلها من اجل اطلاق مزيد من الثناء والتبرك لكبار رموز الجيش الذين حققوا للقوى المدنية حلمهم الكبير.

    ومن اللافت ان بعضاً من كتاب الامس نسي نفسه وهو يخاطب المشير ورفاقه وكأنه يتحدث مع اسياده واصحاب الفضل عليه للحد الذي بات معه خادماً اكثر منه كاتبا فيما نال الاسلاميون مزيدا من الهجوم، وباتت جميع الموضوعات التي تتعرض لهم اما من قبيل الشماتة او السخرية للحد الذي يجعل تعهد القوات المصرية بعد ساعات من عزل الرئيس بأنها لن تسمح بالسخرية من الاسلاميين مجرد كلام لا يستحق سعر الورق الذي كتب به.. وبقدر ما اعتلت الثقة خصوم الرئيس باستحالة عودة الرجل لسدة الحكم مجدداً بقدر ما بدا احد قياديي الاخوان على يقين بان هؤلاء سيخلعهم العسكر من اقدامهم كما يخلع الرجل شبشب الحمام عند خروجه منه.
    وفي صحف الامس نال الفلسطينيون مزيدا من الهجوم من قبل العديد من الصحف التي اتهمتهم بالقيام باعمال تخريبية بالتنسيق مع الاخوان وفقاً لحرب التشويه التي تشنها تلك الصحف ضد الفلسطينيين وتناولت الصحف المساعي التي يبذلها حازم الببلاوي رئيس الوزراء الجديد لتشكيل الحكومة كما حرصت الصحف على حمل مزيد من البشائر بغد افضل على المصريين بعد ان تم تحرير مصر من قبضة الاخوان. وإلى التفاصيل:

    عقوبة القتل لمن يهاجم العسكر
    موجودة في الدول الديمقراطية

    البداية مع مقتطفات من حوار اجرته صحيفة ‘الاهرام’ مع الكاتب علاء الاسواني حرص خلاله على ان يبرئ سلوك الجيش من المذبحة التي وقعت ضد الاخوان وانصارهم امام الحرس الجمهوري، فيقول الاسواني: ‘ان الهجوم المسلح على منشأة عسكرية يؤدي إلى قتل المهاجمين فورا بلا عقوبة ولا محاكمة واذا ذهبنا لأعرق الديمقراطيات لنجرب أن نحمل سلاحا آليا ونذهب إلى ثكنة عسكرية ونفتح النار على الجنود، ويقول لك تأكد انهم سيقتلونك في لحظة.. ثم ينصح بأهمية التحقيق قبل تسييس المأساة يضيف للاسف محمد مرسي يسترخص الدم المصري ويدفع بأتباعه المغيبين لقتل الابرياء ولقتل انفسهم والهدف السياسي واضح جدا انه يريد إحداث حالة فوضى تمكن حليفه اوباما من التدخل اي التدخل الاجنبي الذي طالب به جهاد الحداد’!

    ‘الأهرام’: امريكا طلبت
    من رموز المعارضة الترشح للرئاسة

    هذا السر يكشفه في جريدة ‘الاهرام’ رئيس تحريرها عبد الناصر سلامة الذي يطالب العديد من الصحافيين بعزله: ‘كان رصد زيارة قيادات الإخوان المسلمين إلى السفارة في بداية الثورة، ثم سفرهم إلى واشنطن مؤشرا على أن هناك أمرا ما يحدث على الساحة، وقد كان ذلك صحيحا، والآن نرصد ذلك الموقف الأمريكي المتردد تجاه كل شيء في مصر، والذي بلغ حد الضغط الشديد على أحد الأحزاب للقبول بشخص ما رئيسا للحكومة المرتقبة، وضغوط أخرى على جهات سيادية، في أمور أخرى، أعلم أنها ووجهت بحدة وقوة وأرجو ألا أكون مذيعا سرا عندما أؤكد أن السفارة الأمريكية في مصر كانت قد طلبت من بعض الشخصيات الترشح للانتخابات الرئاسية السابقة، كما أن سفارات أخرى أمريكية في عدة عواصم قد استدعت بعض القيادات السياسية التي كانت موجودة هناك، آنذاك، وطلبت منهم الطلب نفسه، ومنهم من وافق، ومنهم من اعتذر، ومنهم من طلب فرصة للدراسة.
    ورغم وضوح الرؤية، إلى هذا الحد، فإن السفارة الأمريكية بسفيرتها آن باترسون، ما زالت، حتي الآن، هي القبلة التي يتجه إليها الكثير من القوى السياسية، فرادى وجماعات، على اعتبار أنها المندوب السامي في زمن الاحتلال، الذي كان يأمر فيطاع، ولم يدرك هؤلاء أن ما حدث من تطور في مصر خلال العامين ونصف العام الماضية، كان محوره أولا وأخيرا هو الإرادة الشعبية، بمعنى أن الشعب لم يعد يقبل بمثل هذا التدخل الصارخ في شؤونه، وإذا كنا نلوم على باترسون مثل ذلك التدخل فيجب أن نكشف، أولا بأول، عن هؤلاء الذين وجدوا في الاحتلال ضالتهم، فاعتادوا الارتماء في أحضانه’.

    المرض الذي فشل الاخوان الشفاء منه

    لكن لأي مدى بات الاخوان معرضين لامراض اصيب بها قبلهم الحزب الوطني المنحل هذا ما يفسره فاروق جويدة في ‘الاهرام’: الإخوان حين وصلوا إلى السلطة لم يكن لديهم برنامج واضح لبناء مصر الثورة، وساروا في نفس الطريق الذي سار عليه الحزب الوطني في سياسة الاقتراض والديون والزواج الباطل بين السلطة ورأس المال، وهو مرض خطير لم تبرأ منه تجربة الإخوان في الحكم، كان الفارق الوحيد بين تجربة ‘الوطني’ والإخوان ان الوطني بقي في الحكم سنوات طويلة واستطاع ان يبني منظومة من اصحاب المصالح ومواكب الفساد امسكت بكل مؤسسات الدولة ولم يستطع الإخوان التخلص من هذه التركيبة الخطيرة وبدلا من ان يسقطوها أسهمت هي في إسقاطهم بسبب أخطائهم وقلة تجاربهم وغياب الكوادر والخبرات لديهم.
    تستطيع مصر الآن ان تستنشق هواء نقيا بلا وطن ولا إخوان إلا انني هنا اريد ان اؤكد على اكثر من جانب: اولا: إذا كان ‘الوطني’ المنحل قد صور للمصريين انه يمثل الوطنية.. وإذا كان الإخوان قد صوروا للبسطاء انهم الدين فلا الوطني كان الوطنية ولا الإخوان كانوا الدين لأننا في الحقيقة كنا امام مستنقع سياسي بغيض استخدمت فيه كل الأطراف اسوأ اساليب الصراعand#8242;.

    من يساندون الجيش سيخلعهم الانقلابيون

    هاجم الدكتور عصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، عددا من الجهات ‘غير المؤيدة’ للرئيس المعزول محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين، قائلا إن ‘ورقة التوت سقطت عنهم’، حيث سؤال الإدارة و’الكونغرسand#8242; الأمريكيين عن ‘عدد الشهداء المصريين الذي يحتاجونه، كي يقولوا كلمتهم؟’، مؤكدًا أن ‘البورصة المصرية تنهار، والسياحة لن تنتعش إلا بعودة (الشرعية)’ كما توعد كل من ساند ما وصفه بـ’الانقلاب العسكري’ من الشعب بقوله: ‘ستعضون بنان الندم سريعا، عندما يخلعكم انقلابيون واحدًا بعد آخر، اضاف في تغريدة له اهتمت بنشرها عدة صحف إن ‘أوراق التوت’ سقطت عن عدد من الجهات والأطياف، أولهم ‘أنصار حقوق انسان في امم المتحدة واتحاد اوروبي’، مخاطبهم بقوله ‘صمت القبور لن يغسل عاركم، وكلام المجاملة يفضحكم’ وأشار إلى أنها سقطت أيضا عن ‘المدافعين عن الديمقراطية ودولة القانون في الإدارة امريكية و(الكونغرس)’، قائلا: ‘قولكم إنكم تدرسون هل ما حدث في مصر انقلاب أم ؟ وأنكم في حاجة إلى مزيد من الوقت، أخبروا المصريين كم من الشهداء والضحايا تحتاجون حتى تقولوا كلمتكم، وهل تلاوة بيان انقلاب في وزارة الدفاع بواسطة الوزير، بزيه العسكري يكفي؟ وهل نزول الدبابات بكثافة إلى كل المدن والميادين يكفي؟’ وتابع مخاطبًا الإدارة الأمريكية و’الكونغرسand#8242;: ‘هل عزل الرئيس الشرعي بقوة السلاح ومنعه من لقاء أسرته أو أنصاره أو مستشاريه أو محاميه من دولة القانون؟ وهل عزل الحكومة بسبب عزل الرئيس يجعل وزير الدفاع يحتفظ بمنصبه؟ بأي سند من قانون، لقد عزل نفسه بعزل الرئيس. أين دولة القانون يا حماة دولة القانون؟’.

    ‘المصري اليوم’: السفيرة
    الامريكية ومكتب الارشاد

    هذا الاتهام يوجهه لآن باترسون حمدي رزق في ‘المصري اليوم’: السفيرة المهووسة إخوانياً لا ترعوي لإرادة شعب، لا تنظر حتى تحت قدميها الرفيعتين، لا ترى إلا بعوينات مرشد الإخوان، ولا تفهم إلا تقارير خيرت الشاطر، ولا ترسل إلى واشنطن سوى اقوال عملاء الأمريكان في القاهرة، هذه السفيرة تحرك شبكة من العملاء المصريين لإجهاض الحراك الشعبي المصري، تذكروا أن شعار ‘يسقط يسقط حكم العسكر’ تجري تعبئته الآن في السفارة الأمريكية في عبوات بشرية، سيطلقونها في سماء التحرير والاتحادية ‘عنوة’ لإحداث ‘فتنة’ لتمكين عملاء ‘رابعة’ المندسين من الانقضاض على ثورة الشعب.. آسفين يا واشنطن، ‘باترسون’ سيدة الاستخبارات الأمريكية في المنطقة، آسفين يا ‘باترسون’، أنت منحازة، وخدمت بشكل يثير إعجاب الإخوان المسلمين خدمة العبد للسيد في العديد من المواقع، مصر ليست باكستان يا خواجة كارني، وبكستنة مصر مستحيلة، وزواج الإخوان والعسكر الذي عقدت السفيرة قرانه في ‘إسلام أباد’ ما يحكمشي، واللي ينفع في باكستان لا يلزم مصر، ولا تلزمنا هذه السفيرة مطلقا، يا ريت تخدم في باكستان، الجنرالات هناك ينتظرونها على أَحَرّ من الجمر. السفيرة عملت مع ‘المعزول’، لم يقل لنا المتحدث عملت إيه بالضبط مع ‘المعزول’، عملوا جمعية مثلا؟ عملت فضيحة، غضت البصر عن انتهاكاته الدستورية ومعاداته للسلطة القضائية’؟!

    ‘المصري اليوم ‘: هل جندت اسرئيل البنا؟

    وإلى مزيد من الهجوم على الاخوان وهذه المرة على لسان سوسن الدويك في ‘المصري اليوم’: حرصت إسرائيل على تجنيد بعض العرب ليكونوا عملاءها في تنفيذ مخططاتها، فاستقطبت بضعة مصريين لإنشاء جماعة إسلامية عبر الحركة الماسونية، لتكون رديفاً للحركة الصهيونية، ومبرراً للتطرف اليهودي، فكانت حركة ‘الإخوان المسلمين’ التي مارست العنف والإرهاب عبر تاريخها، مستندة إلى أفكار تكفيرية لا علاقة لها لا بالإسلام ولا بأي دين، بدءاً من النقراشي ومحاولة اغتيال الزعيم جمال عبدالناصر، ثم اغتيال السادات، وعمليات تخريب وتفجيرات عبر العهود الماضية منها، ومن أبنائها الذين تخرجوا في أكاديمية ‘الإخوان الإرهابية’ كل حادث جديد يقومون به يذكرنا بتاريخهم، ‘وموقعة الحرس الجمهوري، إضافة سوداء أخرى لمجموع جرائمهم، والمنطقي أنه في أي بلد في العالم من يطلق الرصاص على الجيش هم أعداء الوطن بكل تأكيد.. ومعنى ما حدث عند الحرس الجمهوري أنهم إخوان الصهاينة، وماذا كان ينتظر هؤلاء ‘الغلابة’ السذج؟ إنهم مغيبون، وقادة الإخوان يستخدمونهم وقوداً للحرب، ولم نسمع عن إصابة أي قائد أو محرض أو رئيس عصابتهم الجيش المصري أشرف وأعظم من كل ما يطلقونه من شائعات وجراثيم، وسيظل رمزاً للوطنية ولن تنال منه أي من هذه الألسنة المسمومة، ولن تنجح العقربة آن باترسون، في بث سمها مرة في الظلام ومرة في ‘النور’.

    ‘الوطن’: اما ان يتطور الاخوان او يذهبوا

    وإلى نقد اقل حدة للجماعة ورموزها على يد عماد اديب في جريدة ‘الوطن’: بعد ما حدث من صعود وهبوط، ومن مصادمات وعنف لجماعة الإخوان المسلمين على مدار 83 عاماً، ألم يحن الوقت الآن لتطوير فكر وفلسفة وأهداف الجماعة وظهور ما يمكن أن يسمى بـ’الإخوان الجدد’؟ عاشت الجماعة على فكر مؤسسها الإمام حسن البنا الذي أعلن قيام الجماعة عام 1929 في مدينة الإسماعيلية كحركة دعوية سلفية متأثرة بالطريقة الحصافية وكان أهم المبادئ المعلنة للجماعة عند بدء الدعوة أنها تأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر وتسعى إلى إعادة الدين إلى صفائه وأصوله بعدما ساد الفساد وبعُد الناس عن صحيح الدين بدأ الإمام البنا من المقاهي، مركزاً على الكلمة ومحاولة تشكيل وعي جمعي مؤيد وراغب في العمل التطوعي الاجتماعي بدأ الإمام البنا بطلب الوقت من الناس ثم طلب المال القليل حتى وصل بهم في مرحلة أن العضو مستعد أن يهب حياته ودمه من أجل الجماعة ودخلت الجماعة مرحلة الأستاذ سيد قطب إلى رد فعل مسجون للمرحلة الناصرية، وتحت التعذيب وصل الفكر القطبي إلى تكفير الحاكم وإن نطق بالشهادتين وبدأ فكر الجهاد ضد الحاكم ونظامه وما بين فكر البنا التأسيسي وفكر سيد قطب الجهادي وصلت الجماعة إلى سدة الحكم عقب ثورة 25 يناير 2011 وفى 30 يونيو 2012 وصل ولأول مرة رئيس ينتمى للجماعة إلى سدة الحكم واعتقدت الجماعة أن مشروع البنا قد نجح بعد 83 عاماً من الصبر والمثابرة الآن تحول فرح الجماعة إلى مآتم، وتبدل الشعور بالانتصار إلى الشعور بالإحباط التاريخى وأصبح الموقف شديد الصعوبة، وتطور التحدي إلى حالة بالغة الخطورة وانحسر مسرح الأحداث كله في مربع أمني اسمه رابعة العدوية.

    ‘الوطن’: السلفيون
    لن ينجحوا في ما فشل فيه الاخوان

    ومن الحديث عن الاخوان ومحنتهم إلى الكلام عن السلفيين على لسان محمود خليل في جريدة ‘الوطن’: السلفيون لن ينجحوا في المحاولة. والسر في ذلك أن الكثير من المصريين أصبحوا يستوعبون أن التيار السلفي لا يعدو أن يكون فرعاً من أفرع عديدة لجماعة الإخوان، وأنهم ليسوا أقل ترخصاً من الجماعة الأم في مسألة المتاجرة على الشعب بالدين، وأنهم يهدفون إلى الوصول للحكم من فوق منابر الدين، دون أن تكون لديهم المؤهلات الدنيوية التي تمكنهم من النهوض بأعبائه، وللأسف الشديد فقد تسببت تجربة ‘مرسي’ وجماعته في تشويه صورة أبناء التيار الإسلامي، لذلك ففرصة وجود هؤلاء في الحكم مرة ثانية أصبح أمراً عسيراً للغاية، وقد يصل الأمر إلى حد إخراجهم من المشهد السياسي ككل والفلول أيضاً لن يفلحوا في أن يعودوا إلى سابق عهدهم قبل ثورة 25 يناير. لأن المعادلة الزمنية الجديدة التي أفرزتها الثورة بموجاتها المتتالية تحول دون ذلك، ولا يغرنك صعود بعض رموز عهد ‘مبارك’ البائد خلال الأيام القليلة الماضية، فهذا الصعود مؤقت، وسرعان ما ستختفي تلك الوجوه التي سبق وثار الشعب ضدها. إن قطاعاً كبيراً من الفلول يزعمون أنهم يقفون وراء الموجة الثالثة للثورة في (30 يونيو)، وعجباً للإنسان حين يكذب الكذبة ثم يصدقها’!

    ‘اليوم السابعand#8242;: الفرق بين مرسي وميكافيللي

    يدلنا على وجه الشبه والخلاف بين الرئيس المعزول وميكافيللي اكرم القصاص في جريدة ‘اليوم السابعand#8242;: في عالم السياسة تواريخ وتجارب لزعماء وقادة، ودور الفرد في التاريخ مهم وفاعل، وإذا كنا نتحدث عن ميكافيلي، فقد نصح الأمير أن يقضي على خصومه، أو يتحالف معهم، إما يقضي عليهم أو يبقي عليهم ضمن تحالفات ودوائر. ومن بديهيات الحكم والسياسة أن الحاكم الطبيعي لا يخوض أكثر من معركة في وقت واحد. أما الأحمق تحت غرور السلطة يتصور أنه يمكن أن يقضي على خصومه بضربة واحدة، والنتيجة أنه يقضي على نفسه وهو أمر رأيناه تماما في حكم الجماعة التي حاصرت الدكتور مرسي أو هو تصور أنه يحكم بها، وانقلب على كل حلفائه، وأبقى فقط على جماعته ومكتب إرشاده وبعض الملحقات، وصنع عداءات وخصومات متعددة الأشكال لم يستوعب تجارب عادية، وحتى في عالم فتوات الأحياء الشعبية قبل أن يحارب الفتوة، يعقد معاهدات مع الفتوات الآخرين لضمان ألا يتعرض لضربات مفاجئة، لكن الجماعة والدكتور مرسي لم يفكروا قراءة التاريخ أو حتى تاريخ الفتوات. وقطعوا كل الشعرات بينهم وبين غيرهم، فقد كان معاوية ابن أبي سفيان صاحب نظرية يقول ‘بيني وبين الناس شعرة إن أرخوها شددتها، وإن شدوها أرخيتها’، كان يلخص السياسة مع الشعب ومع الآخرين ولا يبدو أن جماعة الإخوان استوعبت نظرية معاوية ولا ميكافيلى ولا الفتوات، ولهذا فشلوا وخلال فترة بسيطة في السلطة دخلوا في معارك مع كل الفئات والجهات، ومهما كانت تبريراتهم وادعاءاتهم عن مؤامرات وشماعات، لا يمكنهم الإجابة عن سؤال كيف جعلوا كل هؤلاء أعداءهم من مسلمين ومسيحيين وبحري وصعيد فضلا عن معارك مع كافة المؤسسات مثل القضاء والإعلام والشرطة والجيش بادعاءات التطهير بينما الهدف هو السيطرة وإحلال رجالهم مكان السابقين’.

    ‘اليوم السابعand#8242;: امريكا التي تلعب بالنار!

    ونبقى مع ‘اليوم السابعand#8242; ومصطفى الفقي الذي ينتقد الادارة الامريكية: ‘تحيرني ‘الولايات المتحدة الأمريكية’ كثيرًا بسياستها المزدوجة التي ترفع شعارات وتعلي مبادئ، هي أول من يتحايل عليها ولا يلتزم بها، فهناك في ‘واشنطن’ من يتباكون على صندوق الانتخاب المصري الذي جاء بالرئيس الإخواني الدكتور ‘محمد مرسي’ إلى الحكم، وهم أيضًا ساسة ‘واشنطن’ الذين أنكروا نتيجة نفس الصندوق في الانتخابات الفلسطينية منذ عدة أعوام عندما فازت حركة المقاومة الإسلامية ‘حماسand#8242; بالأغلبية، فلم يعترفوا بها ولم يتعاملوا معها، وتلك هي دائمًا سياسة ‘ازدواج المعايير’ والكيل بمكيالين، ‘فالولايات المتحدة الأمريكية’ لا تولي اهتمامًا لمشاعر الشعوب، ولكنها تركز فقط على مصالحها في المدى القصير.
    لذلك أخفقت سياساتها في أزمات ‘كوريا’ و’فيتنام’ و’العراق’ و’أفغانستان’ وغيرها لأنها تفضل التدخل بالقوة، وليس التعامل بالحكمة، ولا تدرس نفسية المجتمعات ولا تحترم إرادة الشعوب’.

    رسالة إلى السيد باراك حسين أوباما

    ونبقى مع الهجوم على امريكا ففي نفس الصحيفة كتب نادر الشرقاوي: ‘إلى السيد باراك حسين أوباما، نتفهم اعتمادك على اللوبي الإخواني في واشنطن والذي دعمك بأموال النفط للوصول إلى حكم الولايات المتحدة، إننا في مصر نفهم أيضا أنه للمرة الثانية بعد الأولى في الخامس والعشرين من يناير 2011 يأخذ منك الشعب المصري خيوط اللعبة في الشرق الأوسط ويسبب لك ارتباكا كبيرا يصل أحيانا إلى التخبط وعدم رؤية الحقائق، ولأن المصريين يفهمون مدى الهيستيريا التي سببتها ثورة 30- 6 لدوائر صنع القرار في واشنطن والصفعة القوية التي أعطاها الشعب وجيشه إلى مشروعكم الفاشل الذي يريد استخدام الإسلام السياسي في عمل تحالف قوى ضد الشيعة الذين تقف من ورائهم روسيا والصين فلا تبالغ في حالة الإنكار وتحاول إنقاذ ماء وجهك أمام خصومك في الحزب الجمهوري، كانت دائما أمريكا تعتمد على ثقافة الكاوبوي في تعاملها مع الشعوب الأخرى، ولكن وللمرة الأولى أرى ‘كاوبوي’ يتصرف بخبث شديد ويدعي المصالحة مع العالم الإسلامي، وهو في الحقيقة يحيك مؤامرة ضخمة في الشرق الأوسط لصراع طائفي ومذهبي’.

    ‘التحرير’: الانتخابات البرلمانية
    التحدي القادم امام الثوار

    وفيما ينشغل البعض بمعارك التعديل الوزاري والخلاف على الاعلان الدستوري يرى ابراهيم عيسى في ‘التحرير’ ان المعركة في مكان آخر: المعركة الحقيقية الآن هي انتخابات البرلمان، هل استعدَّت القوى السياسية؟ هل تجهزت جبهة الإنقاذ؟ هل اشتغلت التيارات المدنية والشعبية وانشغلت بالانتخابات؟ إن الأمر يستحقّ حركة من الآن على الأرض وليس تكالبا على برامج التليفزيون وإصدار البيانات الأمر كله كذلك يخصّ شبابا يحب أن يقول عن نفسه إنه شباب الثورة، سواء موجة يناير أو فيضان يونيو، هل يمكن أن يكفّ عن الدوران حول نفسه في قضايا تستنزف قدراته وتصفّى وجوده عبر الإلحاح التليفزيونى والإعلامى وينسى ساحة النضال الحقيقية وهي الشارع للفوز بالانتخابات القادمة، هل يمكن أن يتحول الإخوة الثوار إلى سياسيين أخيرا أم سيلفّون حول أنفسهم مشنقة الإعلام والثرثرة على ‘تويتر’ ودلْق الحكمة على صفحات ‘الفيسand#8242; وفقط؟ الثورة شيء والسياسة شيء آخر، الأولى تحلم والثانية تتعامل مع واقع، الأولى تحلّق والثانية تمشي على الأرض، الأولى تنطلق من قيم والثانية تنطلق من مصالح إن الانتخابات هي أكثر وسائل السياسة واقعية وعملية ومناورة ومراوغة ولفًّا ودورانًا، وانتهازية إن لزم الأمر، وحتى الآن لم نشهد أي انتخابات على كوكب الأرض تتم إدارتها بأخلاقيات ملائكة في سماء الكوكب جمهور الثائرين غير جمهور الناخبين، الأول غاضب والثاني شاكك. جمهور الثورة يشارك معك، جمهور الانتخابات يحكم عليك، جمهور الثورة يريد أن يسمعك، أما جمهور الانتخابات فيطالب بأن تستمع إليه. جمهور الثورة يمشي وراء الأهداف، جمهور الانتخابات يمشي وراء الوعود الثوار غالبا يفشلون في الانتخابات، لأنهم يتخيلون أن الثورة لا تحتاج إلى تصويت ولا يمكن أن تلجأ إلى تنازلات’.

    ‘الشروق’: هدايا الخليج
    النفطية المثيرة للدهشة

    ومن قبيل ما يدعو لدهشة بعض الكتاب هذا السخاء المفاجئ من قبل عدد من الدول الخليجية التي قررت ان تمد مصر بكميات من النفط وهو ما لفت انتباه وائل قنديل وائل قنديل في ‘الشروق’: إن الأمر يبدو محيرا حقا: لماذا انفجر ينبوع الحنان السعودي ــ الإماراتي ــ الكويتي بمناسبة انقلاب 30 يونيو، بينما كان ثالوث التأفف والتلمظ والاشمئناط هو سيد موقف هذه الدول من نجاح ثورة يناير في خلع الكنز الاستراتيجي لإسرائيل؟ لماذا ينهمر ‘النقوط’ الآن على نظام فرض نفسه بالقوة بعد أن أطاح برئيس منتخب يمثل أولى ثمرات الممارسة الديمقراطية في المجتمع المصري لأول مرة في التاريخ؟
    إن عليك أن تشغل عقلك وتفكر: لماذا يكافئون الانقلاب ويعاقبون الثورة؟ يذكرك هذا الرقص الثوري على إيقاع الوعود بالتدفقات المالية والنفطية من دول خليجية ليس بينها وبين ثورة 25 يناير عمار بأغنية شديدة الإسفاف في فيلم منقوع في الإثارة والقتامة والدماء أداها الممثل خالد الصاوي في علبة ليل وبعض كلامها يقول ‘وبحيي السعودية والأمم العربية وبمسي على الإمارات عشان كلها دولارات’ الفيلم اسمه ‘كباريه’ والأغنية لمطرب يحتفي بالأموال التي تنهمر على رأسه وفوق أجساد عارية تتمايل على أنغام أغنيته غير أن الأهم من ذلك أن الأمر لا يحتاج إلى كثير من الجهد لاكتشاف أن المعنى بهذا الحنان المفاجئ والسخاء المباغت ليس مصر ولا المصريين، فالمسألة كلها علاقات بين أنظمة، ولكي تكون موضوعيا في قراءتها يجب أن تخرج الشعوب منها’.

    الاعلاميون يسفكون الدماء
    على طريقتهم ايضاً

    وإلى مربط الفرس في الازمة التي تعيشها مصر والتي يضع مصطفى النجار في جريدة ‘الشروق’ على جزء مهم من المعضله: ‘أصبح الاعلاميون الأكثر تهييجا وتحريضا هم الأكثر مشاهدة، وبلغ التشوة الانسانة والانحدار الأخلاقة أن نرى هؤلاء فرسانا يحاربون من أجل الوطن، وفة الحقيقة هم يشعلون نارا ستحرق الوطن، فكل كلمة تحريض وكل شيطنة وتلفيق وكل مبالغة في الدعوة للكراهية اليوم سيدفع ثمنها المجتمع قريبا حين تطال النار الجميع الكراهية بئر كلما وضعت فيه دلوا جديدا ارتفعت مياهه وتحركت لتخرج وتحرق كل ما حولها، سيذكر الجميع هذه الكلمات حين يرون مجتمعا يمارس القتل على الهوية وحين يصبح الثأر قدر يذبح المتورطين والأبرياء على السواء، سيولول هؤلاء حينها ويصرخون كيف وصلنا لهذا الحال وحينها لن يجدة الندم تجار الدم موجودون في الناحيتين، فهنا قيادات مجرمة لا مانع عندها من التضحية بدماء أبرياء من المصريين ليبقى تنظيمهم ويدلسون على الناس بأنها حرب ضد الدين والدين منهم براء ولكنهم غسلوا دماغ شباب مخلص محب لدينه وأوهموه بأنه يدافع عن دينه والحقيقة القاسية أنه يدافع عن وجود هؤلاء القيادات ونفوذهم دون أن يشعر، هة معركة خاسرة كل عاقل يعرف أنها قد انتهت وكل يوم يطول فيها يعنى مزيدا من الدماء بلا ثمن على الناحية الأخرى من يريد الانتقام من الثورة ذاتها ويعتقد أن وجود خصم غبة كجماعة الاخوان يستطيع تحميله كل شةء ليخرج هو بريئا متطهرا مما اقترفته يداه في حق المصريين، على الشعب المسكين أن يصدق هذا العبث’.

    ‘المصريون’: الرئيس المؤقت والام الامريكية

    وإلى مفاجأه انفردت بها جريدة ‘المصريون’ ذات التوجه الاسلامي التي نقلت عن رجل دين مصري، مقيم بالولايات المتحدة معلومات عن حمل والدة الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور للجنسية الأمريكية وإنها مقيمة في ولاية نيو جرسي مع ابنتها. وقال الشيخ محمد البني إمام مسجد مصعب بن عمير ببروكلين في نيويورك عبر صفحته على موقع التواصل الإجتماعي ‘فيس بوك’ إن السيدة عزيزة عبدالفتاح حسن والدة الرئيس المؤقت عدلي منصور حاملة للجنسية الإمريكية وتعيش حاليًا مع ابنتها في ولاية نيو جرسي، مؤكدًا على احترامه الكامل لأسرة منصور، إلا إنه لا يعترف به رئيسًا وطالب الرئيس المؤقت بتقديم استقالته، احترامًا للسوابق الدستورية، التي تشترط أن يكون رئيس الجمهورية من أبوين مصريين ولا يحملان جنسية أخرى، وهذا ما يتنافى مع والدة الرئيس المؤقت. وأكد عدد من أصدقاء الشيخ البني على حسابه، وجود والدة منصور بولاية نيو جرسي، مشيرين إلى أنها تجاوزت الـ 90 عامًا’.

    ‘المصريون’: اضاعوا جهد
    ثمانين عاما في غمضة عين

    الكلام عن الاخوان ومن غيرهم الآن باتوا يواجهون النيران من كل حدب وصوب وهذه المرة عبر جريدة ذات مرجيعة اسلامية وهي ‘المصريون’ والاتهامات يلقيها إبراهيم رضوان: ينكر عاقل أن الإخوان ارتكبوا حماقات طوال عام كامل منذ وصولهم إلى السلطة، انتهت بهذا السقوط المدوي لهم، فقد عجزوا عن إدارة البلاد، عجزوا عن تصديق أنهم خرجوا من ‘البرش’، إلى ‘العرش’، فأسكرتهم خمر السلطة، واعتقد محمد مرسي، أنه نصف إله، ونكث في وعوده عندما فتح صدره في ميدان التحرير قبل عام، مؤكدًا أنه رئيس لكل المصريين، وتبين أنه وجماعة الإخوان لا يملكون مشروع نهضة ولا يحزنون، وكل ما يهمهم هو التمكين والسيطرة على مفاصل الدولة، وظل الرجل يتخبط طوال عام كامل وانتهى الأمر بكارثة ‘سد النهضة’، واعتقد البعض وأنا منهم للأسف ‘أنهم سيظلون في الحكم 100 عام’ لقد وقع الإخوان أسرى الوهم، وهي فكرة كان يجب أن تموت مع منشئ الجماعة، وهي ‘الخلافة الإسلامية’، لأنها فكرة تجاوزت الزمان والمكان، وفي سبيل تحقيق هذا الحلم، كفر الإخوان بالحدود القطرية، فبدأوا يفرطون في أطراف الوطن، فهم لا يهمهم سوى التنظيم الدولي الذي يضمهم جميعًا، فلا ضير أن يحكم مصر باكستاني أو هندي مادام داخل التنظيم ويحقق مصالحهم لقد أضاع الإخوان المسلمين بجهلهم وغبائهم وشهوتهم في التسلط، ما حققوه طوال 80 عامًا، وفشل مرسي في احتواء المواطنين جميعًا، وترك الجماعة وأعضاءها يتصرفون في الوطن وكأنه ضيعتهم الخاصة، يهينون الشعب، ويفرقون الناس بين من هو ‘مسلم’ و’إخواني’، لقد فشل الإخوان فشلًا ذريعًا واستعدوا الجميع، ونسيوا أن إدارة مستوصف تختلف عن إدارة وطن’.

    ‘الحرية والعدالة’: الاعلام
    حسم المعركة لصالح السيسي

    لا يختلف اثنان على ان الحرب على الرئيس المعزول لعب خلالها الاعلام بكافة اطيافه رأس الحربة وهو ما يصر عليه قطب العربي في جريدة ‘الحرية والعدالة’ لسان حال الاخوان: ‘نجحت إذن مهمة الإعلام في تمرير الانقلاب.. فماذا كانت النتيجة؟ هو جزاء ‘سنمار’ يتكرر، ففي اللحظة التي كان الفريق عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع، يلقي بيان الانقلاب الذي تضمن أيضا حديثا شاعريا عن حرية الصحافة والإعلام، كان رجاله يقتحمون مقرات واستوديوهات بعض القنوات الفضائية الموالية للشرعية، يوقفون بثها، ويحتجزون العاملين فيها، ويحطّمون بعض أجهزتها، كما تحرك آخرون لمنع طباعة جريدة ‘الحرية والعدالة’، ومنع الكاميرات من تغطية اعتصام أنصار الشرعية في رابعة العدوية وميدان النهضة والمحافظات المختلفة، وممارسة الضغوط على رؤساء التحرير لتبني سياسيات وإجراءات الانقلاب، ومرت هذه الإجراءات القمعية بحق الإعلام دون أن تطرف لها عيون أنصار الحرية، وهم الذين لم يكونوا يقبلون من قبل مجرد تلميحات من رئيس الجمهورية أو أنصاره بحق الإعلام المنفلت، لم نر مؤتمرات ووقفات احتجاجية ضد هذا القمع الذي أعادنا إلى عصور مبارك والسادات وعبد الناصر، لم نقرأ بيانات شجب لمنظمات حقوق الإنسان التي لم تترك مناسبة من قبل دون بيان أو مؤتمر أو تحرك عالمي.

    هل فعل ‘مرسي’ بالإعلام خلال عام ما فعله رجال الانقلاب خلال 24 ساعة؟! لقد تعرض الرئيس محمد مرسي منذ الأيام الأولى التي وطأت قدماه قصر الاتحادية لقصف إعلامي مركز، لم يترك شاردة ولا واردة بحق الرئيس، سواء في مهامه الرئاسية أو حياته الشخصية والعائلية، ووصل الأمر إلى حد السب والقذف العلني الذي أثار حفيظة المواطنين العاديين، فكانوا يطالبون الرئيس بإجراءات لوقف هذا السب والقذف، وخاطبوا الرئيس بذلك مباشرة خلال العديد من اللقاءات العامة في الداخل والخارج، لكنه كان في كل مرة يهدئ أنصاره، ويطالب الإعلام بتصحيح مساره من خلال الالتزام بمواثيق الشرف المهنية’.



    ----------------

    وكالة ‘رويترزand#8242;: سقوط الإخوان في مصر يريح السعودية ويثير القلق في قطر

    سفير امريكي سابق يتوقع تراجع الدوحة عن اعجابها الشديد بالجماعة
    July 12, 2013


    الرياض – الدوحة من أنجوس مكدوال وريجان دورتي: أظهرت المساعدات التي تعهدت السعودية والإمارات والكويت هذا الأسبوع بتقديمها لمصر والتي تبلغ 12 مليار دولار رضا هذه الدول عن عزل الجيش للرئيس محمد مرسي في تطور يمثل انتكاسة للإسلاميين الذين وصلوا للسلطة بعد انتفاضات الربيع العربي في عام 2011.
    وأظهرت أيضا إعادة ضبط لموازين القوى بين دول الخليج العربية التي رأت – باستثناء قطر – أن الانتفاضات العربية كارثة على الاستقرار الإقليمي وكانت تخشى أن يستخدم الإخوان المسلمون مصر قاعدة لنشر منظومة أفكار اسلامية متشددة.
    لكن قطر رأت أن دعم جماعة الإخوان المسلمين وسيلة لممارسة نفوذها في الشرق الأوسط ومنحت مصر مساعدات بسبعة مليارات دولار في العام الذي أمضته الجماعة في السلطة.
    وقال روبرت جوردان وهو سفير أمريكي سابق في الرياض ‘لدي شعور بأن القطريين سيتراجعون بشكل ما.’ وتابع ‘ربما تراجع إعجابهم الشديد بالإخوان المسلمين. ربما يتحولون إلى موقف أقرب إلى موقف السعوديين.’
    وانزعجت السعودية بشكل خاص من الاضطرابات الشعبية التي أطاحت بالرئيس المصري حسني مبارك وبالرئيس التونسي زين العابدين بن علي وامتدت إلى البحرين واليمن وبلدان أخرى.
    لكن معظم حكام الخليج كانت لديهم هواجس أقل تجاه المعارضة المسلحة ضد الزعيم الليبي معمر القذافي والسوري بشار الأسد الذي أثارت علاقاته بإيران وجماعة حزب الله اللبناني الشيعيتين غضب الدول العربية السنية.
    وكانت السعودية وقطر -التي تحدت في السنوات القليلة الماضية زعامة الرياض التقليدية- متحدتين بدرجة كبيرة في دعم المعارضة المسلحة في سوريا وليبيا لكنهما اختلفتا بشدة في توجههما نحو الجماعات الإسلامية.
    يقول المطلعون في الدوحة إنه من السابق لآوانه الحكم على رد فعل قطر على الأزمة التي تشهدها مصر لكنهم يقولون إن الأمير الجديد قد يسعى لتقليص دعم بلاده للإخوان المسلمين ولعب دور إقليمي أقل بروزا.
    قال مصدر مقيم في الدوحة يقدم المشورة للحكومة القطرية طلب عدم ذكر اسمه ‘أقروا بأن هناك بعض العيوب في استراتيجيتهم تجاه مصر.’
    وأضاف ‘نظر (الناس) إلى تدخلهم على أنه رد فعل مفرط بدعمهم لحكومة مرسي دون أن يأخذوا في الحسبان بشكل كاف إرادة الشعب. الطريقة التي عالجوا بها الأمر سببت لهم بعض المشكلات واعترفوا بذلك.’
    وبالنسبة للسعودية فإن سقوط الإخوان تعزز بالتدخل الحاسم للجيش المصري الذي تربطه علاقات بدول الخليج انتعشت في عهد مبارك. فضلا عن ذلك فإن الفريق أول عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة كان ملحقا عسكريا في الرياض.
    قال جوردان ‘لديه خبرة طويلة هناك ولا تقتصر علاقاته القديمة على الجيش السعودي وحده وإنما تمتد أيضا للقيادة السياسية.’
    ورغم إصرار السعودية والإمارات على أنهما لا تبديان تعليقات تخص الشؤون الداخلية لدول أخرى إلا أن إسراع البلدين بتوجيه رسائل التهنئة للرئيس المؤقت الجديد مما يشير ضمنيا إلى عدائهما للإخوان المسلمين.
    قال عبد الله العسكر رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى السعودي الذي شكله الملك عبد الله لمناقشة السياسات وتقديم المشورة للحكومة إن مشكلة الإخوان المسلمين هي أن فكرهم لا يعرف الحدود.
    وتابع قائلا إن الإخوان لا يؤمنون بالهوية الوطنية وإنما يؤمنون بهوية الأمة الإسلامية وإن لديهم أصابع تمتد في دول خليجية مختلفة.
    هذا القلق تجلى في محاكمة 94 شخصا في أبوظبي متهمين بالتآمر للإطاحة بالحكومة لصالح جماعة الإخوان المسلمين. وأعلنت الأحكام الصادرة ضدهم قبل يوم من تحرك الدبابات في شوارع القاهرة الأسبوع الماضي.
    وبينما تشارك الأسرة الحاكمة في الكويت السعودية والإمارات مخاوفهما من الإخوان إلا أن وجود إسلاميين مرتبطين بجماعة الإخوان في البرلمان يجعل موقفها معقدا. ولذلك كانت أقل انتقادا للإخوان المسلمين من دول الخليج الأخرى بعد الانتفاضات العربية وتركت تمويل المعارضة السورية لمواطنيها الأفراد إلى حد كبير.
    وفي الدوحة فإن السؤال المطروح الآن هو إلى أي مدى سيتراجع أمير البلاد الجديد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني عن تحالف المصالح مع الإخوان أقوى الحركات الإسلامية في الشرق الأوسط.
    وأثار تأييد قطر للإخوان المسلمين غضب السعودية والإمارات.
    قال العسكر إن من الخطورة أن يعتقد القطريون أن القوة الناعمة تأتي عن طريق الإخوان المسلمين وقناة الجزيرة.
    وتابع العسكر الذي أكد أنه يعبر عن وجهة نظره الشخصية قائلا إن القطريين يستخدمون الإخوان لتحقيق أهداف سياسية وهم أنفسهم لا ينتمون للإخوان.
    ولا توجد أي علامة واضحة بعد على أن قطر تغير سياستها.
    فلا يزال الشيخ يوسف القرضاوي وهو رجل دين مصري بارز مقيم في الدوحة ومن زعماء الإخوان المسلمين ينتقد تدخل الجيش في القاهرة مدعوما باحتجاجات شعبية.
    ولا تزال التغطية الإعلامية لقناة الجزيرة تفسر على أنها مؤيدة لمرسي مما دفع الجيش المصري إلى إغلاق مكتبها في القاهرة بينما استقال بعض العاملين فيها احتجاجا على النهج الذي يعتبرونه مؤيدا للإخوان.
    وقال المصدر الذي يتحدث من الدوحة ‘القطريون يتحوطون لرهاناتهم في الوقت الحالي. هم مستعدون للتواصل مع أي أحد سيجلس على الطاولة. لا أحد يعرف كيف ستكون الأمور في الممارسة. الخيار الأفضل لقطر في الوقت الحالي هو التحلي بالهدوء.’
    هذا تحد كبير في السياسة الخارجية للأمير الجديد الذي تنحى والده هذا الشهر في خطوة غير متوقعة.
    وأضاف المصدر ‘التنازل عن الحكم جاء في توقيت جيد على نحو يشبه المعجزة. غيروا النظام قبل أسبوع من التغيير في مصر… الآن لديهم فرصة لإعادة توجيه السياسة الخارجية وتقديم الأمير الجديد كشخص سياساته ستكون أكثر انحيازا لإرادة الشعب المصري.’
    ومن غير الواضح إلى الآن كيف ستؤدي هزيمة الإخوان في مصر إلى تنشيط دور السعودية وحلفائها الخليجيين في المنطقة رغم انتخاب حليف للسعودية زعيما للمعارضة السورية الأسبوع الماضي الذي ينظر إليه كدليل على تغيير ميزان القوة.
    وكتب وزير الدولة الاماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش مقالا نشر أمس الأربعاء في مجلة فورين بولسي في واشنطن ينتقد الإسلام السياسي ويتعهد بدعم دول الشرق الأوسط التي وصفها بالمعتدلة.
    وندد العاهل السعودي في كلمة بمناسبة حلول شهر رمضان أمس الأربعاء بالانضمام إلى أحزاب سياسية محذرا على ما يبدو السعوديين أعضاء الإخوان المسلمين الذين أغضبتهم موافقة الرياض على الإطاحة بمرسي.
    وقال محللون ودبلوماسيون سابقون في المنطقة إن حكام السعودية ربما يشعرون بالقلق من تشدد الإسلاميين في مصر بينما لا يشكل الإسلاميون عندها تهديدا داخليا كبيرا.
    قال مصطفى العاني من مركز أبحاث الخليج في جنيف ‘تخوفهم الأكبر من تدخل جماعة الإخوان المسلمين القوية في الشؤون الداخلية لدولهم


    --------------


    خليل علي حيدر

    عن الكاتب
    أرشيف الكاتب

    حوار ثقافي من زمن مرسي
    تاريخ النشر: الأحد 14 يوليو 2013

    بدأ اهتمام الإعلام المصري بمخاطر «أخونة» الثقافة فور تسلم مرسي السلطة، ومع بداية تحرك جهاز جماعة «الإخوان المسلمين» السياسي والاقتصادي لتنفيذ سياساتهم المتوقعة للإمساك بمفاصل البلاد و«التمكين» للنظام الديني العقائدي المأمول. ومن المجلات التي حاولت دراسة تحرك «الإخوان» ومخاطرهم الثقافية مجلة «الهلال» العريقة التي عقدت ندوة في دار المجلة بعنوان «الإخوان والثقافة: مواجهة أم مهادنة»؟ نُشرت في عدد سبتمبر 2012.





    ورغم اعتذار عدد من المثقفين المصريين البارزين عن حضورها، ومنهم د. جابر عصفور وجمال الغيطاني ويوسف القعيد وأحمد عبدالمعطي حجازي، استطعنا، يقول رئيس تحرير الهلال (دعوة فريقين من كبار المثقفين يمثل أحدهما الإبداع والثقافة ويمثل الثاني «الإخوان» وحزب «الحرية والعدالة»، لتخرج هذه الندوة بخطاب جديد بين الطرفين).

    انقسم الحوار إلى جزأين: فقد تحدث في البداية المثقفون باستفاضة ثم قام ممثلو «الإخوان» والتيار الديني بإبداء آرائهم فيما طرح.

    بدأ صلاح عيسى مداخلته بإبداء مخاوف المثقفين من أن لدى الجماعات الإسلامية مواقف معادية أو متحفظة تجاه الثقافة. فقد حاولوا مثلاً عرقلة ظهور رواية نجيب محفوظ «أولاد حارتنا»، وهناك «الصمت المريب من الإخوان»، تجاه مواقف التيار السلفي، سواء تجاه السينما أو الشخصيات الأدبية! ما معنى تطبيق معايير الحلال والحرام على السينما؟ التراث العربي مليء بكل ما يرفضه التيار الإسلامي.

    أشارت فريدة النقاش إلى الأساس الحزبي لموقف «الإخوان» من الثقافة. فمبدأ السمع والطاعة عندهم ليس مبدأ تنظيمياً فحسب، بل يمس جوهر الثقافة وهو النقد. ويعلن «الإخوان» دائماً أنهم يعتمدون على مصدرين فقط هما القرآن الكريم والسنة النبوية، مع أن الحضارة العربية اعتمدت على روافد كثيرة، وتأثرت بالثقافة الفارسية واليونانية، و«بهذا استطاعت الحضارة العربية الإسلامية، أن تلعب دوراً مهماً في نهضة أوروبا منذ العصور الوسطى».

    ثم أن «الإخوان» منذ نشأتهم، أضافت الأديبة المعروفة، «خاصموا كل رموز الإصلاح الديني عبر التاريخ. فقديماً -على سبيل المثال- كانت هناك اجتهادات ابن رشد وقضية العقل. أين جماعة الإخوان المسلمين من هذا؟ وبعد ذلك حظروا مبدأ إعمال العقل، وصولاً إلى موقفهم من قتل فرج فودة، فضلاً عما سبق من تكفير نجيب محفوظ وتكفير المبدعين وقضايا الحسبة وغيرها». ولخصت النقاش العلاقة بالإشارة إلى ما يعيق التفاهم بين المثقفين والإخوان، فقالت: «الألغام التي في الأرض بيننا وبين الإخوان كثيرة. والذي سيحل المشكلة أن يحدث نقد تاريخي شامل لما فعله «الإخوان»، وفي هذه الحالة يمكننا أن نجد أرضاً مشتركة بين كل القوى الفكرية وجماعة الإخوان المسلمين».

    الناقد د. طارق النعمان طالب الإخوان «أن ينمُّوا أنفسهم اجتماعياً وسياسياً كي يتوافقوا مع التيارات الأخرى»، إلا أنه شنَّ هجوماً كاسحاً عليهم، فقال: «المشكلة أن الإخوان تصوروا أنهم على كل شيء قادرون، فبعد أن خرجوا من العمل السري تحت الأرض ما زالوا يريدون أن يأخذوا المجتمع إلى أسفل، وهم غير قادرين على فهم المجتمع وأنا أشفق عليه كثيراً من ذلك. «الإخوان» لديهم قدر كبير من الانتهازية السياسية، وهذا يتجلى في أكثر من ناحية».

    وتحدث د. النعمان عن استعلاء «الإخوان» وتزكية النفس وتناقضهم حتى في تسمية حزب الحرية والعدالة! «أوليس من المفارقات أن أسمي جماعة مبدأها الأول السمع والطاعة كحزب سياسي، بحزب الحرية والعدالة، أليست هذه مفارقة؟ أيضاً شعار «الإسلام هو الحل»، فبماذا تفسرون نهضة الدول الشيوعية وأيضاً الدول الغربية واللاتينية»؟

    أما الشاعر والناقد «شعبان يوسف»، فأعرب عن تفاؤله مهما ساءت الظروف، «لأنه ليس هناك فاشية ما طغت على الإبداع. هذا الأخير سيتنفس تحت أي حكم، وتحت أي ظلال ولو كانت كثيفة. تاريخ الجماعة لم يقدم مبدعين على درجة رفيعة مثل نجيب محفوظ أو يوسف إدريس، بل بالعكس جماعة «الإخوان» وقفت ضد الإبداع بشكل كبير جداً، بدليل أن رواية نجب محفوظ صودرت بتقرير من الشيخ محمد الغزالي، ومُنعت الرواية لمدة 40 سنة من النشر، وعندما نشرت لم يفسد الشعب المصري على الإطلاق».

    واستطرد د. النعمان في اتهاماته فقال: «تاريخ الإخوان المسلمين فيه درجة من الإقصاء، ففي سنة 1992 صودرت ثمانية كتب في معرض الكتاب منها خمسة كتب للدكتور سعيد العشماوي. وعندما اغتيل فرج فودة كان تعليق المرشد إن الدولة هي المسؤولة عن اغتياله عندما سمحت له بالظهور في الإعلام». ولم يُدِن المرشد قاتله».

    المخرج السينمائي مجدي أحمد علي يقول: سبب قلقنا الآن من الإخوان، «إنهم ما زالوا يعيشون في المرحلة السابقة متأثرين بآراء السلفيين، وصاروا أقرب إلى السلفيين المتشددين، عن أفكار جماعة الإخوان المسلمين الوسطية التي كنا نتعايش معها في ستينيات وسبعينيات القرن العشرين. المشكلة أنهم يتمسكون بفكرة احتكار الحقيقة الذي هو أصل الأسلمة، والذي يؤدي باليقين إلى الفاشية. كلنا بشر وليس من حق أحد أن يفرض على الآخرين العبادة أو مناهج معينة».

    الشيء الملفت للنظر، لاحظ المخرج السينمائي نفسه، مجاملة الإخوان للقوى المتناقضة: «فهم مع اليساريين يبدون توافقاً، ومع السلفيين يصفونهم بأنهم إخوة كرام! وكيف يُسمّونهم كذلك وهم الذين فجروا القنابل وقتلوا السائحين واغتالوا معارضيهم من أهل الفكر، فكيف يصفهم الإخوان بأنهم أخوة كرام، وأيديهم ملوثة بالدماء؟ وكيف يتم الإفراج الآن عن قاتل فرج فودة الذي لم يمض على اغتياله عشر سنوات، وكانت كل جريمة فودة رفضه لعنف ودموية جماعات التطرف. السلفيون الذين قتلوا جنودنا في سيناء وروعوا الآمنين لم يُعتقلوا لأفكارهم المتشددة بل لدمويتهم وجرائمهم. الحقيقة أن ما أخشاه هو عدم تغير الخطاب عند جماعة الإخوان وأنهم في النهاية يُغلِّبون مصلحتهم فقط ومشروعهم. إذا كنت أفخر بأنني يساري فلا مانع عندي من اتباع الإخوان إذا عملوا على إنقاذ الوطن من الهاوية التي يسير نحوها، وأعلنوا خطوات محددة لنهضة حقيقية لمصر».

    وطالب الكاتب والمترجم «ربيع مفتاح» الإخوان بأن يدركوا جيداً تعددية وتنوع تركيبة الشعب المصري، وقال: «لستُ متفائلاً لأنهم يراهنون على صندوق الانتخاب ويراهنون على الأربعين مليوناً الذين لا يجدون ما يأكلون ولا يشربون ولا يسكنون».

    خليل علي حيدر

    كاتب ومفكر - الكويت



    ---------------
                  

07-15-2013, 05:57 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)

    20130703_194613.jpg Hosting at Sudaneseonline.com









    «جيش حر» لإخوان مصر لفرض عودة مرسي إلى الحكم



    — 15 July 2013



    لندن – تدارس التنظيم الدولي للإخوان في اجتماع له باسطنبول تكوين “الجيش المصري الحر” لمحاربة الجيش المصري وفرض عودة محمد مرسي إلى كرسي الرئاسة.

    هذه المعلومة أكدها ثروت الخرباوي القيادي السابق بجماعة الاخوان المسلمين خلال تعليقه على الوثيقة الصادرة عن الاجتماع الذي عقده التنظيم الدولي، والتي حثت على استهداف مؤسسة الجيش بكل الأشكال عقابا لها على وقوفها إلى جانب المظاهرات الكبرى التي شهدتها مصر يوم الثلاثين من يونيو.

    وهي دعوة قال مراقبون إن فيها تجاوزا للخطوط الحمراء التي دأبت الأحزاب المصرية على الالتزام بها.

    ودعت الوثيقة إلى العمل على إحداث ”صدع” في الجيش، وهو ما يفسر نشر مجموعات إخوانية لفيديوهات على شبكات التواصل الاجتماعي يزعم فيها أصحابها أنهم قيادات أمنية أو عسكرية منشقة احتجاجا على تغيير يوم 3 يوليو الأخير، لكنهم في حقيقة الأمر هم أشخاص مدنيون ينتمون إلى الإخوان ينفذون خطة للإيهام بانشقاقات داخل المؤسسة العسكرية.

    ووضعت الوثيقة الصادرة عن ”المركز الدولي للدراسات والتدريب”، وهو مركز يضع استراتيجيات التنظيم الدولي، إلى وضع مجموعة سيناريوهات لاستعادة السلطة بينها اللجوء إلى عسكرة الصراع على غرار ما يحدث في سوريا، وهو ما اعتبرته آخر السيناريوهات.

    واقترحت ”تكثيف الحملات الإعلامية وتوعية الشعب بحقيقة ما حدث، والملاحقة القانونية لرموز الجيش”.

    كما نصت الوثيقة على وضع استراتيجية لإحداث انقسامات داخل المؤسسة العسكرية، إضافة إلى ”التركيز على مواقف الأحزاب والشخصيات الوطنية التي تعتبر ما حدث انقلابا عسكريا” بالإضافة إلى ”نشر ملفات الفساد المتاحة عن كل من شارك في الانقلاب، والعصيان المدني واستمرار الاعتصامات ومحاصرة مؤسسات الدولة السيادية”.

    وأوصت بـ”إبراز أي انقسام بين قيادات الجيش حول الانقلاب، والوصول إلى ولاءات داخل المؤسسة العسكرية”.

    وحضرت الاجتماع وجوه إخوانية من أكثر من بلد بينهم؛ إبراهيم منير مصطفى، الأمين العام للتنظيم العالمي، (مصري الجنسية)، ومراقبو كل من التنظيم الإخواني في السودان، ولبنان، وسوريا، واليمن، والقرن الأفريقي.

    بالإضافة إلى راشد الغنوشي ممثل التنظيم الإخواني في تونس والذي يعيش حالة قصوى من الاضطراب بسبب مخاوف من تكرار السيناريو المصري.

    وقال مراقبون إن الوثيقة تعكس حالة الإرباك التي يعيشها التنظيم الدولي الذي سعى إلى إيهام العالم بأنه يتبنى الديمقراطية وينبذ العنف، في محاولة لإرضائه وجره إلى دعم حكمه.

    لكن الوثيقة تقول إن التنظيم، الذي اشتهر بالأنشطة السرية وتنظيم عمليات للتصفية الجسدية للخصوم، عاد إلى طبيعته بسرعة كبيرة، وأصبح هدفه استعادة السلطة ولو عبر العنف، والبحث له عن تبرير بتعلة العنف المضاد


    --------------

    جذورالسياسة حياةأضدادصحةسياراتسياحةأرشيفPDFالاتصال بناEnglishخرافة “التآمر” على الإخوان… من يتآمر على مندراسات وأبحاث — 15 July 2013


    طموح الإخوان الوهمي لـ«مشروع الأمة» كانت نتيجته غضب الشعب ضدهم وضد من دعمهم

    يوسف بلحاج رحومة

    لا يمكن تناول موضوع المؤامرات والتدخلات الخارجية التي ساهمت في سقوط الإخوان من زاوية واحدة باعتبار أن سقوطهم في مصر كان إنجازا شعبيا داخليا تضافرت له جهود قوى سياسية وشعبية وشبابية ومدنية. ومن أبرز البلدان التي كثر الحديث عن مساهمتها في إسقاط إخوان مصر، هي الإمارات والسعودية والولايات المتحدة الأميركية.

    التآمر أمر «مشروع»

    ما يُعرف عن التيار الإخواني أنه يدور في فلك ذلك المحور المدعوم أميركيا وأطلسيا، والمتمثل في الثالوث الشهير قطر-تركيا-الإخوان. ومن بين الأهداف الاستراتيجية التي يتشدق بها الإخوان هي توحيد «الأمة» أو إقامة «الوحدة الإسلامية». ويعتمد الإخوان على الإيديولوجية القطبية التكفيرية التي تقوم على إثارة التناقضات والتكفير عبر تقسيم المجتمع إلى محور خير (إخواني) ومحور شر (غير إخواني).

    ويتميز التيار الإخواني بالعالمية، فهو يسعى إلى قامة فروع في عديد البلدان من أجل خلق التناقضات والتوغل في مفاصل الدول والمجتمعات سعيا للانقضاض على السلطة عبر مراحل (التمكين). وقد تسبب وصول الإخوان إلى الحكم في كل من تونس ومصر إلى إثارة تشنج في العلاقات مع عديد البلدان التي لا تستسيغ المشروع الإخواني على غرار السعودية والكويت والجزائر والإمارات. ومن ناحية أخرى يقوم المشروع الإخواني على تقديم الولاء الأعمى والانبطاحي للولايات المتحدة، وذلك بالتنسيق مع عديد المنظمات التي تعمل بالوكالة على غرار مركز دراسة الإسلام والديمقراطية ومنظمة آيباك الإسرائيلية-الأميركية، هذا مقابل الحصول على الضوء الأخضر للحكم مع الحفاظ على كراس شروط أميركي إسرائيلي.

    الإخوان يسوّقون مصطلح الأمة كمفهوم هلامي غامض لا حدود له ولا معنى على مستوى الزمان والمكان والبنية الاجتماعية والعرقية والإيديولوجية، فهم لا يؤمنون بمفاهيم الدولة القومية والهوية الوطنية التي تُعتبر أساسا لأي تقارب أو «وحدة» بين شعوب لها قواسم مشتركة قد تستغلها للتكتل وتأسيس اندماجات اجتماعية- اقتصادية – ثقافية – حضارية. ففي أوروبا مثلا وقع تقديم الاقتصاد والقواسم المشتركة على الإيديولوجيات والعرقيات والتنوع الديني والعقائدي. فالوحدة الأوروبية كانت انطلاقا من دول قطرية-قومية تجاوزت العرقيات والأديان نحو الاقتصاد والمشترك الثقافي والحضاري.

    دور الإمارات والسعودية

    الأساليب الإخوانية الأخطبوطية التي تقوم على إثارة التناقضات والاختراقات في عديد البلدان، تجعلنا نتوقع رد فعل منطقي ضدّ المشروع الإخواني. ومن أبرز هذه البلدان دولة الإمارات العربية المتحدة التي تعرضت لعديد الاستفزازات من طرف الإخوان عبر التهجم الإعلامي وتمويل ودعم مجموعات إخوانية – إرهابية – سرية في الإمارات للقيام بالتجييش والشحن عبر تسويق الخطابات العقائدية التكفيرية. وقد ماطل الرئيس مرسي في الاستجابة لدعوة وجهها له رئيس الإمارات وراح يتخبط في زيارة عشوائية لإيران، متجاهلا عمق العلاقة مع الدول الخليجية والعربية. وحسب التحركات الديبلوماسية، فإن الإمارات سعت إلى توطيد العلاقات التعاونية مع مصر ومساعدة القاهرة بعد سقوط الإخوان. وتدور السعودية في ذات الفلك من حيث دعمها ومباركتها لإسقاط إخوان مصر من خلال تقديم الدعم الإعلامي، والسياسي المتمثل في حزب النور السلفي الذي يتمتع بقاعدة شعبية واسعة نسبيا، ومن غير المستبعد أن يكون الجيش المصري قد لعب دورا في عملية إسقاط الإخوان عبر التنسيق مع السعودية باعتبار العلاقات العسكرية المتينة بين السعودية ومصر، فالسعودية كانت طيلة السنتين الفارطتين تدعم الجيش المصري الذي وحسب تقدير الخبراء يسيطر على حوالي رُبع الاقتصاد المصري.

    دور أميركا وإسرائيل

    ساد الحديث عن مؤامرة أميركية – إسرائيلية لإسقاط التيار الإخواني في مصر، لكن هذه الادعاءات بعيدة نسبيا عن المنطق باعتبار أن التيار الإخواني يبقى هو المناسب للولايات المتحدة وإسرائيل، لأنه طيّع وليّن في التعامل مع الأجندات الأميركية، ولأنه يضمن تعميق النفوذ الأميركي وعدم الانزلاق نحو الشرق أو نحو محاور أخرى، هذا بالإضافة إلى ضمان تحويل وجهة التناقض مع الجماعات الجهادية نحو العمق الإسلامي على غرار ما يقع في سيناء وبدرجة أقل في تونس، هذا دون أن ننسى الطابع الإخواني الرجعي الذي يضمن بقاء الشعوب في نمط متخلف بعيد عن التغيير والبحث عن آفاق جديدة. وقد بان تحسّر الولايات المتحدة وإسرائيل واللوبي الصهيوني على سقوط الإخوان من خلال تصريحات قادة سياسيين إسرائيليين وأميركان.

    إذن، الولايات المتحدة وإسرائيل تفضلان التيار الإخواني في مصر لأنه لا يوجد أي نظام بديل يمكن أن يكون أكثر انبطاحا، وذلك لعدة اعتبارات تاريخية وإيديولوجية وعقائدية يطول شرحها. فالقاعدة الشعبية للإخوان تتعامل مع السلطة بمنطق الولاء والبيعة في إطار زماني ومكاني غير محدود، على عكس ما هو متعارف عليه في القواعد الديمقراطية الحديثة حيث تستمد الأنظمة مشروعيتها انطلاقا من تفويض مدني يقوم على أساس البرامج والكفاءة والمردود السياسي والإداري. ومن جهة أخرى يتميز التيار الإخواني بقابلية عجيبة للانبطاح وتقديم التنازلات في جميع المجالات من خلال الخصخصة العشوائية والتفويت في المقدرات القومية الإستراتجية، وهذا يعود إلى التكوين الإيديولوجي الإخواني الذي يقوم على أساس الحشو بمفاهيم متعالية خارجة عن الإطار الزماني والمكاني بحيث يفتقد السياسي الإخواني إلى النظرة الموضوعية لمحيطه القومي والعرقي والتاريخي والحضاري التراكمي المتنوع والمركب. فالحشو النظري بمفاهيم ميتافيزيقية لا تأخذ بعين الاعتبار البعد القومي والوطني والهوياتي يجعل التيار الإخواني يلهث وراء سراب «الأمّة» بمفهومه الهلامي الغامض الذي لا يخضع للمنطق والضوابط الزمانية والمكانية، ولا يأخذ بعين الاعتبار سنن البشر والتاريخ. فالسياسات الإخوانية مهما بان عليها من لين و تطوّر فإنها تدور في فلك الهوس الإيديولوجي بالتمكين و»مشروع الأمة» الذي تُرتكب في سبيله عديد الجرائم في حق الوطن وذلك باسم فقه التقيّة. وهذا ما يجعل الشعوب الرازحة تحت وطأة الحكم الإخواني منسلخة عن ذاتها الحضارية والقومية وغارقة في التخلف والضياع والرجعية والتبعية للشعوب الأخرى، ولعل ما جرى للسودان من انحطاط وتقسيم رغم مقدراته الطبيعية الخرافية هو أبرز مثال على ذلك…

    آفاق ما بعد الإخوان

    رغم أن الدعم الخارجي موجود، إلا أن إسقاط الإخوان في مصر كان إنجازا شعبيا له أسبابه الموضوعية التي جعلت الشارع ينفجر في وجه التيار الإخواني الذى كان مهوسا بالتمكين وأخونة الدولة والمجتمع أكثر من السعي إلى تحقيق المطالب الشعبية التي رُفعت شعاراتها أيام الثورة على نظام حسني مبارك. ويبقى سقوط الإخوان فرصة تاريخية أمام الشعب المصري، وربما الشعب التونسي في مرحلة لاحقة، للخروج من لعبة المحاور التي تساهم في تشنج العلاقات الخارجية.

    لا يمكن المرور على سقوط الإخوان في مصر دون الحديث عن التبعات الاستراتيجية والاقتصادية التي قد تمتد تأثيراتها إقليميا ودوليا. فمن المتوقع أن تشهد مصر خروجا من المحور التركي – القطري، نحو محاور أخرى أكثر انفتاحا وتوازنا، وبالأخص عن طريق الإمارات العربية المتحدة التي تتميز سياستها الاقتصادية الخارجية بالتوازن بين الشرق والغرب وبالانفتاح على الصين والهند خصوصا، وهذا ما يفسر الانزعاج الأميركي – الإسرائيلي من سقوط الإخوان في معقلهم الروحي، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار أن التبعات قد تمتد نحو عديد البلدان العربية والأفريقية، فمصر تبقى قلبا نابضا في الشرق الأوسط، وبالتالي فتخلصها من المحور الإخواني الأطلسي قد يجعلها تبحث عن عمق استراتيجي أكثر توازنا نحو الشرق وأفريقيا والعالم العربي والصين والبلدان الآسيوية مع الانسلاخ رويدا رويدا من الهيمنة الأميركية.

    inShare.0

    ---------------

    كيف يرد الإخوان على إنقاذ مصر؟

    Posted By ahmed On July 15, 2013 @ 12:30 am In آراء | No Comments

    خيرالله خيرالله

    كان مهمّا إنقاذ مصر. انتقلت مصر من بلد متجه إلى الغرق حتما… إلى بلد يمتلك أملا بالتعافي رغم مشاكله الكبيرة. في طليعة هذه المشاكل، الجهل الذي يسعى الإخوان المسلمون إلى تعميمه مستفيدين قبل كلّ شيء من ستة عقود من حكم العسكر.

    بدأ حكم العسكر بتجربة اشتراكية فاشلة أفقرت الناس وعلمتهم الكسل وقادت إلى الهزيمة العربية في عهد جمال عبدالناصر… وانتهت برأسمالية متوحشة لم تعرف كيف التعامل مع ظاهرة التطرف الديني التي راحت تغزو المجتمع وتنتشر فيه انتشار النار في الهشيم.

    هذا لا يعني في طبيعة الحال أن اليد العربية الممدودة قادرة وحدها على إعادة مصر إلى العصر الذهبي، أي إلى ما كانت عليه في العهد الملكي قبل أن ينقل العسكر الريف إلى المدينة بدل العمل على تطوير الريف والمدينة في آن. هذا يعني أن لدى مصر أملا في الانتقال إلى وضع أفضل نسبيا بعدما ساعدت نفسها أوّلا. ساعدت نفسها عن طريق الثورة الثانية، «ثورة 30 يونيو» التي صححت مسار الثورة الأولى، «ثورة 25 يناير» التي خطفها الإخوان.

    بكلام أوضح، لو لم تساعد مصر نفسها أوّلا وتتخلّص من حكم الإخوان، الذي لم يكن محمد مرسي سوى واجهة له، لما كانت تلك المبادرة العربية التي قادتها دولة الإمارات العربية المتحدة، وسارت فيها المملكة العربية السعودية، ثم الكويت. هذه المبادرة مرشّحة لأن تتسع دائرتها، خصوصا أنها وضعت الإدارة الأميركية أمام أمر واقع وأخرجتها، إلى حدّ ما، من حال التذبذب والحيرة التي تعاني منها. أو على الأصحّ التي يعاني منها الرئيس باراك أوباما… الرئيس الحائر أبدا ودائما، خصوصا عندما يتعلّق الأمر بفهم الشرق الأوسط والثورات الشعبية فيه على غرار الثورة السورية.

    أثبت بعض العرب المهتمين بحماية شعبهم من التطرف والجهل والتجهيل أنهم قادرون على اتخاذ الموقف الصحيح متى دعت الحاجة إلى ذلك، خصوصا عندما يتعلّق الأمر ببلد في أهمّية مصر ستكون لسقوطه انعكاسات سلبية على كلّ المنطقة.

    كلّ ما في الأمر أنّ بعض العرب قبلوا أخيرا تحمّل مسؤولياتهم وذلك ليس تجاه بلد في أهمية مصر فحسب، بل تجاه أنفسهم وتجاه شعوبهم أيضا. إنها رسالة واضحة فحواها أنّ هناك استعدادا لمواجهة التطرف بكلّ تسمياته، أيا يكن شكل الأقنعة التي يرتديها أو الخيول التي يركبها لتحقيق غاياته. وهذه الغايات معروفة جيدا، بل أكثر من اللزوم وتتلخص بالاستيلاء على السلطة بكل الوسائل المتوافرة، بما فيها الانتخابات التي تُجرى بطريقة متسرّعة.

    بمساعدة الشعب المصري الذي نزل بالملايين إلى الشارع يوم الثلاثين من حزيران- يونيو الماضي وبدعم من المؤسسة العسكرية التي انحازت إلى الشعب، استطاع العرب الفاعلون، أي عرب الاعتدال، التصرّف. كسبوا جولة أولى في المواجهة مع التطرف الديني بكلّ أشكاله. الأهمّ من ذلك كلّه، أنّ هذه الجولة ساهمت في كشف حقيقة الإخوان المسلمين وما زرعوه في مصر نفسها وفي محيطها، في سيناء وفي قطاع غزة. أكثر من ذلك، جعلت خسارة الجولة الأولى القياديين الاخوانيين يفقدون صوابهم وأعصابهم، فكشفوا حقيقة ما يضمرونه لمصر. إنهم بكلّ صراحة يراهنون على شقّ المؤسسة العسكرية المصرية. فما دامت المؤسسة العسكرية متماسكة، لا يمكن للإخوان إلا أن يخسروا الجولة الثانية التي قد تكون الأخيرة.

    ما نشهده حاليا في سيناء من هجمات على المواقع العسكرية المصرية، وهي هجمات مدعومة من «حماس» التي جعلت من غزة قاعدة خلفية للإرهابيين والإرهاب، جزء لا يتجزأ من الحرب على المؤسسة العسكرية المصرية. تبدو المؤسسة العسكرية مستهدفة أكثر من أي وقت، خصوصا بعدما تبيّن، أقله إلى الآن، أن الخرق الإخواني لها محدود جدا، حتى يمكن القول أنه لا يذكر.

    فوجئ الإخوان بانحياز المؤسسة العسكرية للشعب المصري وفاجأهم، بعد عزل محمّد مرسي، وجود أطراف عربية مستعدة للمساعدة في إنقاذ مصر. أطراف تستثمر في الاعتدال وليس في التطرف، في العلم وليس في الجهل. أطراف يهمها أولا وأخيرا الاستقرار في المنطقة. ولذلك، لم تعبأ هذه الأطراف بما تريده الولايات المتحدة واعتبرت بكلّ بساطة أن مستقبل مصر من الأهمّية إلى درجة لا يمكن تركه في يدي رئيس أميركي حائر…

    فرض عرب الاعتدال أجندتهم على الإدارة الأميركية. صحيح أن مصر لم تبلغ بعد شاطئ الأمان، لكن الصحيح أيضا أنها خطت خطوة مهمة في هذا الاتجاه. هناك قبل كلّ شيء مرحلة انتقالية لا بدّ منها. مثل هذه المرحلة تسمح بالتفكير في كيفية معالجة مشاكل مصر، وهي مشاكل حقيقية تبدأ بإعادة هيبة الدولة ومواجهة التطرف الديني والإرهاب بكلّ أشكالهما، أي فرض الأمن مجددا، وتنتهي بوقف النمو السكاني العشوائي مرورا بالزراعة والصناعة والاقتصاد ومستوى التعليم ومدن القناة ومياه النيل…

    إنّها لائحة مشاكل من النوع الذي لا ينتهي. على الرغم من كثرة هذه المشاكل التي تجعل مصر في أزمة عميقة، كان لا بدّ من متنفس اسمه المرحلة الانتقالية. لعلّ هذه المرحلة تسمح بالتفكير في كيفية الاستعانة بأفضل العقول المصرية، وأكثرها انفتاحا على العلم والمعرفة، بحثا عن بداية مخرج من الأزمة. مثل هذه البداية يمكن أن تقضي على أي أمل بنجاح الإخوان في رهانهم على شقّ المؤسسة العسكرية. كذلك، يمكن أن تساعد العرب، عرب الاعتدال، في تقديم مزيد من المساعدات لمصر كي تعود أرض الكنانة عنصر توازن على الصعيد الإقليمي. إنه التوازن الذي يفتقده الشرق الأوسط، وكلّ ما هو عربي فيه، أكثر من أيّ وقت في أيّامنا هذه… خصوصا نتيجة سقوط العراق في أحضان إيران
                  

07-15-2013, 09:16 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)


    .القرضاوي يؤكد اختيار الله لمرسي..
    ومبايعة السيسي له على السمع والطاعة

    حسنين كروم
    July 14, 2013


    القاهرة ‘القدس العربي’

    أبرز ما في صحف مصر السبت والأحد كان عن استمرار المشاورات لتشكيل الوزارة الجديدة، والاعتراضات على بعض مواد الإعلان الدستوري المؤقت، وعرض للإخوان للمشاركة في الوزارة ورفضهم واشتراطهم عودة الرئيس السابق، وإلغاء كل الإجراءات التي اتخذها الانقلاب العسكري كما يسمونه وإعلانهم الاستمرار في التظاهر، والإقامة في ميادين رابعة العدوية ونهضة مصر إلى درجة أن صفوت حجازي نقل الى المعتصمين بشرى سعيدة، وهي انه سيتم إنشاء أفران في الميدان لعمل كعك العيد، وإقامة إفطار جماعي، وتبادل الفريقان الدعاء على الآخر في الصلاة، وهنا لم يعد في يد الإخوان والمؤلفة قلوبهم حجة بأن المعارضين من كفار قريش، لأنه لا يمكن لكفار أن يصوموا ويصلوا التراويح ويدعون على الإخوان، فهل يمكن الثقة في دعاء الدكتور صلاح الدين سلطان الذي كان أميناً عاماً للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بوزارة الأوقاف وطار المنصب منه، ان يدعو في خطبة الجمعة أمام المعتصمين في تمثال نهضة مصر، قائلاً: اللهم كما رددت موسى إلى أمه، نسأله ان ترد مرسي إلى شعبه وأهله وعشيرته، وكانت نتيجة دعائه سريعة فبدأت تحقيقات النيابة معه بتهمة التخابر، وما أن سمع المؤمنون المسلمون في رابعة العدوية من ميكروفون المنصة أن بارجتين وصلتا إلى قرب السواحل المصرية حتى هللوا وكبروا على المدد الذي وصل إليهم اعتقادا منهم أن الأمريكان سوف يضربون الجيش المصري، ويعيدون رئيسهم وحكم الجماعة والمؤلفة قلوبهم، وهللوا مرة ثانية بعد أن علموا ان انجيلا ميركيل رئيسة وزراء المانيا ثم أوباما طالبا بالإفراج عن مرسي وايقاف الاعتقالات في صفوف الإخوان، رغم انه لا اعتقالات تمت، وإنما استدعاءات من النيابة في بلاغات ضد أشخاص معينين واحتجازهم بأوامر رهن التحقيق، كما اعلن عن بدء تحقيقات النيابة مع محمد مرسي.
    وظهرت المطربة الشعبية والراقصة الجميلة سما المصري في أكثر من برنامج تليفزيوني وتحدثت مع مقدمة البرامج وزميلتنا الجميلة بقناة ‘التحرير’ رانيا بدوي، وأعادت غناء مقاطع من أغنيتها، يا خروف يا استبن، ماء، ماء، وقالت انها راقصة ومكشوفة والدور والباقي على الرقاصين الخفيين، وأن عضو مجلس الشعب السابق والسلفي أحمد البلكيمي الذي ترك المجلس بعد حادثة كذبه في تجميل أنفه، انه اتصل بها وعرض عليها الزواج بشرط التوقف عن الرقص، فوافقت بشرط أن يحلق لحيته، فرفض ولما سألتها رانيا، وليه عايزاه يحلق دقنه، قالت علشان لما يبوسني هتشوكني، فتحسست ذقني فوجدتها ناعمة كالحرير فابتسمت، بيني وبين نفسي.
    وانتشرت إشاعات عن تفشي جهاد النكاح بين المعتصمين والمعتصمات من غير المتزوجين، في شقق تم تأجيرها في محيط اعتصام رابعة العدوية، ولاستخدامها ايضاً من جانب المتزوجين مع زوجاتهم، وذلك لإجبارهم على البقاء في الاعتصام، ولا يعرف احد الحقيقة، كما ألقى الجيش منشورات عليهم أكد لهم انه لا اعتقال أو احتجاز أو تحقيق بالنسبة لمن يترك الاعتصام ويغادره الى بلدته، وقبل ان يقرأ المنشورات عدد كبير أخذ القائمون على المنصة يلقون الكلمات ضد الجيش لإلهاء المعتصمين عن القراءة والنقاش حول ما جاء في المنشورات.
    وإلى بعض مما عندنا:

    اعتصام الاخوان مستمر
    وتعطيل المرور فوق كوبري اكتوبر

    استشهاد ضباط وجنود جيش وشرطة وبدء الجيش عمليات واسعة ضد الإرهابيين، ومحاولات الإخوان الاعتصام في أماكن جديدة بميدان رمسيس والعباسية وتعطيل المرور فوق كوبري اكتوبر، وسد الطرق الرئيسية، ولكن الأهالي والجيش والأمن أعادوا فتحها وإلقاء القبض على عناصر فلسطينية تنتمي الى حركة حماس، وأصدر وزير الزراعة الإخواني الدكتور أحمد الجيزاوي قبل مغادرته منصبه تسعة قرارات كان قد اصدرها بتعيين إخوان في المناصب في إطار خطة أخونة الوزارة حتى لا تتم محاكمته بسببها كما ظهر في إمارة رابعة رئيس مجلس الشورى المنحل وعدد من أعضائه وعدم اعترافهم بقرار رئيس الجمهورية المؤقت بحل المجلس، ويبدو أن المساكين سيطالبون بصرف مكافأة الشهر الحالي مع هدايا رمضان وعيد الفطر.

    نساء يصلين بالرجال المعتصمين
    في رابعة العدوية

    وأدى المعتصمون في رابعة صلاة المغرب والعشاء والتراويح، وقد شوهدت النساء والفتيات يصلين في المقدمة وخلفهن الرجال والشباب، وهذا محرم شرعاً، وعلى منصة رابعة ايضاً عندما ذكر أحد المتحدثين بشماتة هزيمة يونيو عام 1967 ارتفعت التكبيرات وسجدوا شكرا لله عليها، وهو ما يثبت مدى صدق وطنيتهم، وعقد عدد من قادتهم مؤتمرات اتهموا فيها أمريكا والغرب بمحاربة تجربة الحكم الإسلامي، وقد أخبرني زميلنا الرسام في ‘أخبار اليوم’ هاني شمس، انهم يريدون التغطية على ما اكتشفه ويخصني به دون غيري، قال، وأنا أصدقه، انه شاهد أوباما وقد غير اسمه الى أوباما بن لادن، وهو يحرك الإرهابيين في مصر، كما شاهد عجباً، وهو يد تشير إلى ثورة الثلاثين من يونيو، وقد أمسكت برجل مرسي اليسرى وأسقطته ومعه أسلحة إرهاب واعلام إسرائيل وأمريكا.

    الجيش يحذر الاخوان
    الاقتراب من منشآته

    واليوم – الاثنين – ينظم الإخوان والأحزاب المتضامنة معها مسيرات نحو الحرس الجمهوري ووزارة الدفاع، ووجه الجيش تحذيراً شديدا من الاقتراب من منشآته أو محاولة اقتحامها أو الاعتداء عليها.
    كما قام الجيش بتوزيع مئات الألوف من شنط رمضان وكثفت الجمعيات الخيرية جهودها في هذا المجال لتغطي النقص الذي كان الإخوان وغيرهم، يقومون به في هذا الشهر، وواصلت الجمعيات الخيرية وسلاسل المحلات التجارية نشر إعلانات تؤكد فيها انه لا دخل لها بالسياسة ولا تنتمي الى جماعة، رداً على الاتهامات الموجهة اليها بأنها تعمل لحساب الإخوان وآخرها جمعية رسالة وسبقها من قبل سلاسل محلات مؤمن وخير زمان وأولاد رجب وعلق مول هيبر بيافطات تأييد للثوار.

    ‘الشروق’: القضية هي سرقة
    ثورة 25 يناير وكل مكتسباتها

    وإلى توالي ردود الأفعال على ما حدث ويحدث، وما أصاب الإخوان المسلمين، والمؤلفة قلوبهم من صدمة تكاد تقضي على ما بقي لهم، بعد أن استغل الجيش المصري، فرصة خروج ثلاثة وثلاثين مليون مصري علماني على نصراني للمطالبة باستقالة أمير المؤمنين محمد مرسي، وساعدهم في ذلك السعودية، ولدرجة انهم يهددون بالزحف من إمارتي رابعة العدوية وتمثال نهضة مصر في كل الاتجاهات على مواقع الكفار، فيوم الخميس صرخ أحمد منصور قائلاً في ‘الشروق’ في عموده اليومي، بلا حدود: ‘لم أهتف بحياة شخص في حياتي ولم أهتف مهما كان أداؤه أو انجازاته وإنما أنا أهتف دائماً للوطن والقيم والمبادىء والمثل العليا، أناشد الجموع التي خرجت تهتف لمحمد مرسي أن تعي أن قضية مصر الآن ليست محمد مرسي وإنما القضية أكبر من ذلك بكثير، القضية هي سرقة ثورة 25 يناير وكل مكتسباتها وانجازاتها، قابلت في ميدان رابعة العدوية مساء الثلاثاء أمس الأول مجموعة من السيدات اللائي ينتمين للطبقة الارستقراطية سألتهن ما الذي جاء بكن الى هنا؟ قلن لقد جئنا دفاعاً عن صوتنا الذي أدلينا به في الصندوق، وعن مصر التي أصبحت ملكاً لنا بعد 25 يناير ولن نسمح لأحد أن يسلبها منا، إن الملايين التي خرجت في ميادين مصر في كل المدن والقرى في مليونية الشهيد مساء الثلاثاء الماضي لم يكونوا جميعاً من الإخوان المسلمين وإنما هم من عموم الشعب وأطيافه والدليل على ذلك قائمة الشهداء والجرحى والمعتقلين لمذبحة الحرس الجمهوري والمذابح التي جرت قبلها في كل أنحاء مصر يا شعب مصر اهتفوا لثورة 25 يناير واهتفوا لمصر ولا تهتفوا بحياة الأشخاص فالأشخاص إلى زوال والأوطان هي الباقية والتي من أجلها يضحي الإنسان بروحه ودمه’.

    محاولات لتفريغ اعتصام رابعة
    من محتواه السياسي والأخلاقي

    وبعده تقدم زميلنا الناصري السابق الذي كان يعمل في جريدة ‘العربي’ لسان حال حزبنا العربي الديمقراطي الناصري، الذي تبخر وجوده من مدة ولا حول ولا قوة إلا بالله، وأصبح أكثر تحمساً للإخوان من أعضائها، وعضو في جبهة الضمير التي ضمت المؤلفة قلوبهم وتبخرت كما تبخر حزبنا، وهو وائل قنديل أحد مديري تحرير ‘الشروق’، ليخاطب المرابطين في ثغور الإسلام لقتال الجيش المصري، المتحالف مع السعودية ومطالباً المعتصمين بالصمود، إلى أن يأتي المدد من أمريكا، فقد صرخ قائلاً في نفس العدد: ‘أيها المرابطون في رابعة العدوية وغيرها من ميادين رافضة للانقلاب انتبهوا لما يجري من الآن فصاعدا بالإضافة إلى التعتيم على الحشود الهائلة من المعتصمين، سيحاولون تصوير الأمر على انه نوع من الفلكلور السياسي والاجتماعي أقرب إلى السهرات الرمضانية والتراويح والتهجد في محاولة لمحو أي ملمح سياسي في وقوفكم ضد الانقلاب، سيحاولون أيضاً تذويبكم في أوعية ضخمة من المبادرات الاجتماعية والتكافلية والترفيهية لتفريغ الاعتصام من محتواه السياسي والأخلاقي.

    علاقة السعودية
    بالانقلاب على مرسي

    احكوا القصة للعالم بلا تشنج قولوا لهم انه قبل أن تنشر صحيفة ‘الأهرام’ المصرية ‘والرسمية’ نبأ عزل الرئيس محمد مرسي انقلابا نشرت صحيفة ‘عكاظ’ السعودية سيناريو وزير الدفاع المصري للإطاحة برئيسه وقائده الأعلى.
    وعندما يقرأ بعد الانقلاب ان العاهل السعودي أول من هنأ وأول من بحث مع وزير الدفاع المصري الأوضاع في القاهرة وأول من أمر بمنح مليارات خمسة من الدولارات لمصر المنقلبة، فإن دوائر الحيرة تتسع أكثر وأكثر غير أن الدهشة الأكبر تأتيك من انقلاب واشنطن على تقاليدها الديمقراطية والدستورية العريقة، والقدرة على تبين ما إذا كان الذي حدث في مصر انقلابا عسكريا أم لا لكي يتهرب مما يفرضه القانون الأمريكي الذي ‘يحظر تقديم أي مساعدات لحكومة دولة يطاح فيها برئيس حكومة منتخب بطريقة صحيحة من خلال انقلاب أو مرسوم عسكري’.
    والمشكلة هنا، إذا قامت أمريكا بقطع المعونة ولم يستجب الجيش المصري اعتمادا على دعم إخوانهم من السعودية والكويت والإمارات، فما هو الحل؟ ان يرسل خليفة المسلمين المؤمنين أوباما قواته لمساندة المرابطين المؤمنين في ثغور رابعة العدوية وتمثال نهضة مصر؟

    ‘الأهرام’: الاخوان مستعدون
    لكل شيء كي لا يهزم مشروعهم

    وقد فوجئت بأن زميلنا في ‘الأهرام’ محمد أبو الفضل يشد على يدي بقوة لأنني اكتشفت حكاية ثغور الإسلام والمرابطين فيها في رابعة وتمثال نهضة مصر، وأراد مشكورا تصحيح معلوماتي، بانها إمارة، وليست ثغورا، وشرح لي الأمر وقال:
    ‘جماعة الإخوان المسلمين على استعداد لإقامة إمارة خيالية على مساحة كيلو متر مربع فقط انتظاراً لأمل ‘لن يأتي أبداً’ يمكن فيه زيادتها وتضم مساحات مجاورة يتم احتلالها والسيطرة عليها بحكم الأمر الواقع.
    هذه الفكرة ليست من قبيل أحلام اليقظة لكنها عقيدة كامنة في عدد كبير من أدبيات الجماعة وفروعها المختلفة والتي ثبت فشلها في غزة حيث راهنت حماس على تمددها في الضفة الغربية وإسرائيل وعندما فشلت في تحقيق حلمها تاجرت بمعاناة شعبها من الحصار ومرارته دون أن تقدم حلولا عملية للخروج من النفق بل تسببت خطوة حماس لفصل قطاع غزة عن الضفة بضياع اللحمة الوطنية الفلسطينية، انظر الى اعتصام أعضاء ومؤيدي جماعة الإخوان عند ميدان رابعة العدوية وسوف تكتشف انهم على استعداد للبقاء في هذه البقعة فترات طويلة، فتحت ستار مساندة عودة الرئيس المعزول جرى إنشاء مستشفى ميداني متطور يفوق عشرات المرات ما كنا نراه من خيم على شكل مستشفيات متنقلة في ميدان التحرير وغرف سرية لإدارة الأزمة تشعرك بأنك في إحدى غرف عمليات القيادة العامة للقوات المسلحة وأجهزة بث فضائي ‘مسروقة من التليفزيون’ لا توجد في كثير من المحطات العالمية، ناهيك عن الاستعدادات الكبيرة لتوفير الأمن الداخلي والملبس والمأكل والمشرب للمعتصمين وحتى دورات المياه وخلافه وكلها تشير إلى الرغبة في البقاء الرمزي لأجل غير مسمى حتى لا تموت الفكرة ويختفي المشروع الوهمي’.

    ثورة أم انقلاب

    ولا تزال المناقشات مستمرة حول اعتبار ما حدث ثورة شعبية ساندها الجيش، أم انقلاب عسكري؟
    الشيخ يوسف القرضاوي الذي ضاع حلمه ان يكون مرشدا عاماً للمسلمين السنة، وأن يعتبره أهل السنة إمامهم، كما أعلن بنفسه منذ سنوات، بأنه رفض عرضاً أن يكون مرشداً عاماً للإخوان المسلمين ولكنه لم يقبل وفضل أن يكون مرشدا عاماً للأمة وإماماً لها، وهو ما أشرنا إليه في حينه بنص كلامه، اصدر فتوى قال فيها:
    ‘ان المصريين عاشوا ثلاثين سنة، ان لم نقل ستين سنة محرومين من انتخاب رئيس لهم، يسلمون له حكمهم باختيارهم، حتى هيأ الله لهم لأول مرة رئيساً اختاروه بأنفسهم وبمحض إرادتهم وهو الرئيس محمد مرسي وقد أعطوه مواثيقهم وعهودهم على السمع والطاعة في العسر واليسر، وفيما أحبوا وكرهوا، وسلمت له كل الفئات من مدنيين وعسكريين وحكام ومحكومين ومنهم الفريق أول عبدالفتاح السيسي الذي كان وزير الدفاع والانتاج الحربي في وزارة هشام قنديل، وقد اقسم وبايع أمام أعيننا على السمع والطاعة، حتى رأيناه تغير فجأة ونقل نفسه من مجرد وزير الى صاحب سلطة عليا، علل بها ان يعزل رئيسه الشرعي ونقض بيعته له، وانضم الى طرف من المواطنين ضد الطرف الآخر بزعم انه مع الطرف الأكثر عدداً’.
    والملاحظ هنا استخدامه تعبيرات يريد بها اضفاء القداسة على مرسي، مثل أن الله هيأ لهم رئيساً، والمشكلة أن الله لو أراد مرسي فعلا لكان مؤيدوه وصلوا الى تسعين في المائة على الأقل، أما أن يهيىء له واحدا وخمسين في المائة ويهيء لخصمه شفيق يا راجل تسعة وأربعون في المائة، وأن يمتنع نصف من لهم حق التصويت عن الإدلاء بأصواتهم، فانه يتصادم مع القدرة الإلهية، إذا أراد شيئاً يقول له، كن فيكون، هذه اختيارات البشر، لا الله، الذي يختار أنبياءه ورسله فقط، كما أن القرضاوي ادعى أن الشعب والسيسي اقسموا على الطاعة والمبايعة، وهو ما لم يحدث أبداً، وقسم الوزراء أمام أي رئيس في مصر يذاع علنا وليس فيه لفظ عن السمع والطاعة، والبيعة؟
    ويوم الخميس كتب صديقنا والشاعر الكبير والموهوب عبدالرحمن الابنودي في بابه بجريدة ‘التحرير’، مربعات الابنودي يقول:
    يا شلة المرضى
    يا أساتذة التهويش
    لا وقعنا في الفوضى
    ولا كرهنا الجيش.

    ‘الوطن’:
    في مصر اليوم فتنة أخرى

    وحتى نعرف الفرق بين الأمانة والموضوعية وغيرها، فإننا سنذهب الى ‘الوطن’ في نفس اليوم الخميس، لأن الكاتب والمتحدث الإعلامي السابق للتنظيم الدولي للإخوان كمال الهلباوي دعاني أن اقرأ له في ‘الوطن’ قولا يختلف عن قول القرضاوي، فاعجبني جدا، كلامه لأنه من نوع: ‘في مصر اليوم فتنة أخرى يدافع عنها الشباب الإسلامي أو يقع فيها وهي فتنة ما يسمى بالدفاع عن الشرعية والتضحية في سبيلها، نعم كانت هناك شرعية للدكتور مرسي وهي شرعية الصناديق ووقف الى جانبها معظم الشعب وفرحوا بها لأنها انقذت مصر من عودة النظام القديم أي الدولة العميقة وممارساتها العجيبة المعيبة ولكن الصناديق فقط جانب من جوانب الشرعية في النظام الديمقراطي يكملها في الجانب الآخر شرعية العقد الاجتماعي بين الحاكم والمحكوم وبهذا تكتمل الشرعية وتصبح حقيقية أما الإخلال بأي منهما فهو إخلال بتلك الشرعية.
    وقد انتخب الشعب مرسي ليقوم بواجباته ومسئولياته كحاكم عادل نزيه وأن يفي بوعوده الكثيرة، ولكنه أخل به ولم يف بتلك العهود والوعود، ويتعجب الإنسان العاقل لماذا يقبل الإسلاميون حماية الجيش لثورة 25 يناير 2011 ويتعاونون مع المجلس العسكري الحاكم في الفترة الانتقالية ولا يحترمون حماية الجيش لثورة 30 يونيو 2013 ويرفضون التعاون معه بل ويهاجمونه ويعتبرون ما قام به انقلاباً على الشرعية الصندوقية الانتخابية ولا يريدون سوء أداء الرئيس وأخطائه القاتلة والإجراءات التي أشار إليها في خطابه قبل ثلاثة أيام فقط من 30 يونيو بقيادة ‘تمرد’ تلك الحركة الشعبية الواسعة الانتشار التي كان يراها الإخوان والإسلاميون مجرد ‘زوبعة في فنجان’ علينا أن نراجع أنفسنا قبل أن نتهم الآخرين أو نقع في حبال الفتنة’.

    ‘الجمهورية’: الفوائد
    التي حققها مرسي لمصر

    أما زميلنا بـ’الجمهورية’ محمد فتح الله، فقد ربت على كتف القرضاوي وجامله يوم الخميس ايضاً، بالحديث عن الفوائد التي حققها مرسي لمصر، وعدد بعضها له قائلاً:
    ‘أول انجازاته تلاحم كل فئات الشعب والوقوف بجانب جيشه العظيم وقائده الوطني المخلص والملهم الفريق أول عبدالفتاح السيسي.
    وهذا التلاحم بمثابة امتداد للعلاقة التاريخية بين الجيش المصري والشعب وهي علاقة حب واحترام لم تتغير فزاد الود وزادت الثقة بينهما، ولعل عودة لشرطة لحضن الشعب من ثاني انجازات د. مرسي فالثقة عادت بين الطرفين في أجمل صورة بعد أن نشاهد رجل الأمن محمولا على الأعناق وداخل ميدان التحرير.
    مما دفع وزير الداخلية بإزالة الحواجز الأسمنتية من أمام لشوارع الجانبية في محيط وزارة الداخلية، أما الانجازات الخامس فهو نجاحه في عودة الابتسامة للشعب المصري بعد غياب طويل لمدة عام وخروجه من حالة الاكتئاب الى حالة من الرضا والتفاؤل.
    ولا ننسى فضل د. مرسي في عودة مصر إلى حضن الأمة العربية بعد أن خرجت مصر من رحم الوطن العربي في عهده ما عدا دولة واحدة، ومن ثمار عزل مرسي تجلي الوحدة الوطنية في أروع صورها بين المسلم والمسيحي وهما جناحا الأمة وهو ما يذكرنا بأحداث 25 يناير المجيدة فتحقق الانجاز السابع، والانجاز الثامن هو أن د. مرسي أعطى درسا خصوصيا لرئيس الجمهورية الجديد حتى يكون في أحسن صورة أمام شعبه، وذلك بعد أن كشف مرسي عن كل عيوب منصب رئيس الجمهورية ولا يسعنا إلا أن نتقدم بخالص الشكر والتقدير للرئيس السابق مرسي على جهوده في عودة روح ثورة 25 يناير مرة أخرى بعد أن ضاعت وسرقت بفعل فاعل فاختفت لمدة عام’.

    ثورة الشباب وقفز العواجيز
    على كراسي السلطة

    وإلى المعارك السريعة والخاطفة وعندنا اليوم اثنتان منها، الأولى لزميلنا وصديقنا الإخواني خفيف الظل محمد حلمي الذي يعاني من فترة من صدمة الإطاحة بأصحابه من الحكم، أراد خوض معركة يمسك فيها العصى من الوسط بأن قال امس – في بروازه اليومي – صباحك عسل – بجريدة ‘المصريون’:'من غير المعقول ولا المقبول بأي حال أن نقوم بثورة الثلاثين من يونيو المجيدة ثم يقفز العواجيز على كراسي السلطة، أين محمود بدر؟ أين فضيلة الشيخ عبدالله نصر الشهير بميزو؟ أين السيد الاستاذ الدكتور توفيق عكاشة؟ أين قارئة بيان اعتصام المثقفين الفنانة الجميلة سهير المرشدي، ولو أني اتحفظ على المرشدي بالذات، حتى لا يعود هتاف، يسقط يسقط حكم المرشدي’.


    ---------------



    تمصير الإخوانعبد الحليم قنديل
    July 14, 2013


    ليس لدى قيادة الإخوان أي تفسير مقنع للمحنة التي أوصلوا إليها جماعة كبرى يزيد عمرها على خمسة وثمانين سنة، ثم انتهت إلى محنة ‘العزلة الشعبية’ بامتياز، والفشل المذهل في السياسة، وتعليق الإخفاق على شماعات من نوع هجمة الإعلام أو ‘الدولة العميقة’ في مصر، فهي قيادة لا تعرف مصر على الإطلاق، وتصورت أنها قد تنجح في حكم بلد تجهل تاريخه وقواه الحية.
    وبالطبع، فلسنا مع اضطهاد شخوص قيادة الإخوان، ولا التعسف في معاملتهم أمنيا، فالحرية لا تتجزأ، ولا بد في كل الأحوال من ضمان تحقيقات منصفة ومحاكمات عادلة في جرائم الحق العام، التي ارتكبت والتي جرت التغطية عليها لتزوير حقيقة ما جرى، أو دمغه بصفة ‘الانقلاب العسكري’ على شرعية موهومة كانت لمحمد مرسي المعزول بأمر أعظم وأضخم ثورة شعبية في التاريخ الإنساني بإطلاق عصوره، وقد نصحناهم مرارا فلم يلتفتوا، نصحنا مرسي بالتنــــحي بعد فقــــدان شرعيته كرئيس منتخب مع إصدار إعلانه المنكود في 21 تشرين الثاني/نوفمبر 2012، ونصحناه باللجوء إلى انتخابات رئاسية مبكرة حفظا لماء وجهـــه، لكن الرجل الذي ظلمته قيادته الإخوانية كان قليل الحيلة، واعتــصم مع قيادته بالإنكار والكبر، وتصور أن مصر هي ‘حارة حرنكش’، أو أنها قد ‘تأخونت’ وانتهت، ولم يدرك أبدا أن نفخة ريح الشعب المصري كافية لخلعه، وأن الجيش المصري لا يمكن أن ينفصل أبدا عن حس الشعب المصري، وأن مصر هي مقبرة الغزاة.
    وما من إمكانية بعد المحنة لقيام تنظيم إخواني جديد إلا بشروط صارمة، أهمها ـ في ما نظن ـ أن يتصالح الإخوان مع مصريتهم، فالمصرية ليست مجرد سكن ولا جنسية، والوطنية المصرية ليست مجرد علم ونشيد، الوطنية المصرية عقيدة جامعة، وثوابتها مشتقة من جغرافيا عبقرية وتاريخ ضارب بجذوره إلى آلاف السنين، وقد غيرت مصر لغاتها وأديانها مرات، وعرفت عقيدة التوحيد قبل نزول أديان السماء، وظلت قادرة على امتصاص الأفكار، ومزجها بروحها العفوية المتفتحة، واكتساب التعريب بحاسة الأمن، قبل فتح عمرو بن العاص، أي أنها تعربت بعقائدها الأمنية قبل أن يتعرب لسانها مع اكتساب العقيدة الإسلامية، وهو ما يفسر طبيعة دور مصر الحاسم المركزي في صد غزوات التتار والمغول والصليبيين، فلم تكن مصر أبدا دارا لخلافة، بل كانت مصر في ذاتها هي الخلافة، وثلاثية الأمن والدين والعدل هي التي تحكم دورها، وتجعلها قادرة دوما على بث إشعاعها وبسط حمايتها ولعب دور المغناطيس الجذاب، وقد تتعرض مصر لدورات ضعف تطول احيانا، لكنها تعـــود فتنهض كقوة كاسحة، فمصر تبدو هادئة كصفحة النيل، لكنها في لحظة تتحول إلى بلد داهس كأقدام الفيل، وقد استهانت قيادة الإخوان بقوة مصر الكامنة، وتصوروا أن بوسعهم ‘ أخونة’ مصر، وبلغ الامر بمرشد سابق للإخوان أن قال ‘طظ في مصر’، كان مرشد ‘طظ في مصر’ ـ مهدى عاكف ـ مدرس ألعاب، وكان مرشد ‘أخونة مصر’ ـ محمد بديع ـ طبيبا بيطريا، لم يعرف أحدهما عن التاريخ المصري شيئا، وليس بوسعه أخذ الدروس والعظات، والاثنان من أبناء ‘غيتو’ إخواني تصور أن بوسعه غزو مصر. وبغرور تملكهم مع تفشى النفوذ الإخواني عبر أربعين سنة مضت من الانحطاط التاريخي.
    ولم يدركوا أن لحظة الفوات العقلي والوجداني للمصريين لن تستمر طويلا، وأن إفاقة المصريين من غيبوبة الأربعين سنة بدأت متدرجة عقب الموجة الأولى للثورة الجارية في 25 يناير 2011، وأن صدمة الحكم الإخواني العابر سوف تكمل عملية الإفاقة من الغيبوبة. هكذا صحت مصر على وقع خطر ‘الأخونة’، التي لم تجد زادا تسترشد به سوى اختيارات الانحطاط الموروثة عن زمن مبارك، وإعادة انتاج المأساة نفسها، وبكفاءة متدنية وشبه منعدمة، وبروح تكويش واستحواذ على مفاتيح المال والسلطة، وبتصور عظيم البؤس، تخيل أنه يمكن ابتلاع مصر في بطن جماعة، وكان الفشل حتميا، ثم كان العزل وجوبيا، ولم يقتصر على عزل رئيس فاشل، بل تطور إلى عـــزل شعبي كاسح لجماعة وصلت إلى أرذل العمر، ووصلت قيادتها إلى الضعف والعجز العقلي والوجداني، ومن دون أن تدرك أن ‘أخونة مصر’ مستحيلة، وأنه لا أمل للجماعة في البقاء بغير ” وتطليق أوهام الأخونة إلى الأبد.
    نعم، الإخوان في محنة غير مسبوقة في طبيعتها، وكل تضحيات أجيالهم تذهب هدرا، ولا فرصة للخروج من المحنة بالعناد والكبر والإنكار، أو طلب معونة أمريكا وإسرائيل، على نحو ما فعلت قيادة الإخوان، فكل ذلك مما يرديهم أكثر في المحنة والخطيئة، ويزيد في عزلتهم عن المصريين الذين ينفرون الآن من مجرد ذكر كلمة ‘ إخواني’، قيادة الاخوان لا تريد لشبابها أن يلتفتوا إلى العلة الحقيقية في ما جرى ويجري، ولا أن يعرفوا مصدر الخطر الذي دمر شعبية كانت للإخوان، فمصدر الخطر هو القيادة الأعظم بؤسا في تاريخ الجماعة، التي تريد أن تذبح شباب الإخوان على مذبح مطامعها وامتيازاتها، فلشباب الإخوان أن يسألوا أنفسهم قبل غيرهم، وأن يفكروا لأنفسهم قبل أن يفكر لهم أحد، ولو تساءلوا لعرفوا أصل العلة في الفشل، لو تساءلوا عن اسم الرجل الأقوى في قيادة الإخوان لوجدوا أنه خيرت الشاطر، ولو تساءلوا عن مؤهلاته لعرفوا أنه ليس فقيها ولا مفكرا ولا سياسيا ولا كاتبا ولا خطيبا مفوها، وانه رجل بيزنس ولو تأملوا في هذه الحقيقة المعروفة مليا لعرفوا كيف تنظر لهم قيادة الإخوان، التي تدفعهم للموت طلبا للاستشهاد الزائف، ومن دون أن يستشهد رجال القيادة، لا هم ولا الأبناء والبنات ولا الحواريون، فالقيادة في واد آخر مشغولة، ومراكز القوة في الجماعة هي نفسها مراكز البزنس وهؤلاء ـ من جماعة البزنس ـ ينفقون الفتات، ويتعاملون كمقاولى أنفار مع شباب الإخوان، ويدفعونهم إلى الموت حفظا لمصالح وامتيازات ومليارات هي من عروض الدنيا لا من مقاصد الدين، وهنا بيت الداء بامتياز في محنة شباب الإخوان، وما من دواء للداء بغير خلع السمع وطاعة النفوس لقيادة الفلوس .

    ‘ كاتب مصري


    ----------------

    عيون وآذان (الثورة ليست انقلاباً)

    جهاد الخازن


    الأربعاء and#1633;and#1632; يوليو and#1634;and#1632;and#1633;and#1635;لم يكن إنقلاباً عسكرياً.

    مصر شهدت ثورة شعبية أطاحت بالنظام الذي جاءت به ثورة شعبية قبل سنتين.

    أستعين بمصدر محايد وثقة هو الموسوعة البريطانية فهي تعرِّف الانقلاب العسكري بالشكل التالي (وأترجم حرفياً):

    الإنقلاب العسكري قلب مجموعة صغيرة بالعنف الحكومة القائمة. الشرط الوحيد للإنقلاب هو السيطرة على القوات المسلحة والشرطة والعناصر العسكرية الأخرى، كلها أو بعضها. بعكس الثورة التي يقوم بها عادة أعداد كبيرة من الناس يعملون لتغيير أساسي إجتماعي وإقتصادي وسياسي، الانقلاب هو تغيير في السلطة من فوق يؤدي الى تغيير كبار المسؤولين في مواقع الحكم.

    التعريف السابق ينقض مزاعم الانقلاب من أساسها، فإسقاط حكومة الإخوان المسلمين خلا من العنف، بل أن من أهم أسبابه منع العنف وإنحدار البلاد نحو حرب أهلية مدمرة. العنف جاء بعد قلب النظام وقد سقط قتلى وجرحى كثيرون في مواجهات بين أبناء الشعب ما أرى أنه كان إرهاصاً لحرب أهلية قادمة لولا تدخل القوات المسلحة.

    التعريف يقول أيضاً إن الشرط الوحيد السيطرة على القوات العسكرية، إلا أن هذا لم يحدث في مصر الأسبوع الماضي، فلا أحد غيَّر شيئاً في هيكلة القوات المسلحة أو نقلها من يد الى يد.

    الموسوعة البريطانية تقول أيضاً إن الثورة يقوم بها أعداد كبيرة من الناس، وهذا تماماً ما حصل في مصر فقد تظاهر ملايين المصريين لإسقاط حكم الجماعة بعد فشله على كل صعيد، وكان هدف ملايين المتظاهرين تحقيق تغيير أساسي إجتماعي وإقتصادي وسياسي.

    ما سبق هو النظرية وأكمل بالواقع، ففي كل إنقلاب عسكري في كل بلد، وعـنـدنا تجـــارب كثـــيرة في البلدان العربية الشهود عليها أحياء، كان الانقلابيون يطيحون النظام ليجلسوا مكانه.

    القوات المسلحة المصرية إستجابت لرغبة غالبية من المصريين وأطاحت حكم الإخوان، إلا أنها لم تشكل مجلساً لقيادة الثورة، ولم يشغل كولونيلات المناصب العليا في الحكم، وإنما سلمت القوات المسلحة قيادة البلد الى المجلس الدستوري الأعلى، وهو كما يدل إسمه أعلى سلطة قضائية في البلد.

    كانت ثورة شعبية أسبابها واضحة كشمس الظهيرة، وعندي نقطتان إضافيتان:

    - الفريق أول الركن عبدالفتاح السيسي ليس من «الفلول»، وإنما هو وزير الدفاع بقرار من الرئيس محمد مرسي، وقد تدخلت قيادة الجيش لإنقاذ البلد، ولم تعيّن الفريق الأول قائداً للثورة.

    - شرعية إنتخاب محمد مرسي رئيساً رواية كثر الحديث عنها إلا أنها ليست ثابتة إطلاقاً فقد طرحت شكوك حولها من ساعة إعلان فوزه. الرواية الثانية تقول إنه في ذلك المؤتمر الصحافي الطويل يوم الأحد في 24/6/2012 سربت مصادر المجلس العسكري أن الفريق أحمد شفيق فاز بالرئاسة، ثم اختار أعضاء المجلس السلامة وأعلنوا فوز مرسي ليتجنبوا تظاهرات يومية وأعمال عنف وشغب من الإخوان المسلمين وقاعدتهم الشعبية العريضة، فكل مرشح آخر، بمن فيهم أحمد شفيق، كان سيعجز عن تنظيم تظاهرات مضادة من حجم ما عند الجماعة.

    أزعم أن الكلام عن إنقلاب عسكري سرّبته الادارة الاميركية وعصابة الشر والحرب، ولوبي اسرائيل والجماعات الليكودية الأخرى، لتهديد الحكم الانتقالي بوقف المساعدات السنوية وهي 1.5 بليون دولار إذا لم يواصل سياسة الإخوان المسلمين ويحافظ على معاهدة السلام مع اسرائيل.

    أميركا وإسرائيل تحتاجان الى تعاون مصر، إلا أن مصر لا تحتاج الى أحد خارج محيطها العربي، والترحيب الأخوي الكبير الذي أبدته دول الخليج، بما فيها قطر، بالعهد الجديد يعني قدرة مصر على التصرف بحرية وبمعزل عن الإبتزاز السياسي والمالي الغربي
                  

07-16-2013, 05:59 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)

    1a-na-75173.jpg Hosting at Sudaneseonline.com



    البشري يتهم الجيش بالانقلاب.. ونائب المرشد يطالب الجماعة بالاستقالة وخوض انتخابات الرئاسة بعد عشر سنواتحسنين كروم
    July 15, 2013


    القاهرة – ‘القدس العربي’أبرز ما في صحف مصر امس الاثنين كان الكلمة التي ألقاها الفريق اول عبدالفتاح السيسي في اجتماع بنادي الجلاء حضره قادة الأسلحة وكبار الضباط، وأشارت الصحف الى وصول وليم بيرنز لإجراء محادثات يقف فيها مباشرة على الوضع السياسي، ونفي المتحدث باسم الجيش ما يروجه الإخوان بأن هناك محادثات مع الجيش.
    وألقت طائرة هليكوبتر رسائل أخرى على المعتصمين في رابعة العدوية طلبت منهم العودة إلى منازلهم وعدم تصديق ما يقال عن ملاحقتهم، وواصل الإخوان استعداداتهم للخروج في مظاهرات وقطع الطرق، كما واصل المعارضون استعداداتهم للخروج في مليونيات وبدء محاكمة شعبية لمرسي، واستمرار المشاورات للانتهاء من إعلان التشكيل الوزاري النهائي، وإلقاء القبض على المزيد من عناصر الجماعات الإسلامية والإخوان وبحوزتهم أسلحة، وإصدار النيابة العامة قرارات بتجميد مؤقت لأموال عدد من القيادات الإخوانية ومن الجماعة الإسلامية وحزب الوسط، واستمرار الاهتمام بالمسلسلات التليفزيونية، وعمليات الجيش في سيناء، وغلق ما تبقى من أنفاق التهريب إلى غزة، واستمرار الإرهابيين في عملياتهم ضد الجيش والشرطة.
    وإلى بعض مما عندنا:

    رائحة محمد حسنين هيكل بخطاب السيسي

    ونبدأ بالكلمة التي ألقاها الفريق اول عبدالفتاح السيسي في اجتماع بنادي الجلاء حضره قادة الأسلحة وكبار الضباط وكانت مكتوبة، وجزء صغير آخر مرتجل، والجزء المكتوب شممت فيه رائحة استاذنا الكبير محمد حسنين هيكل، وقد استبعد السيسي بخطابه مجيء نائب وزير الخارجية الأمريكية، ليثبت له مقدماً أن لا تراجع مليمتر واحد عما تم اتخاذه من إجراءات، وأيضاً حتى يطمئن العالم الخارجي والعربي على استقرار أوضاع مصر، وأن الجيش غير راغب في الحكم، وأن مصر ستظل كما كانت عربية، ومدنية وديمقراطية وهو ما وضح من قوله: ‘نطمئن أمتنا العربية بأن مصر حاضرة، ونقول للقوى الكبرى نحن في صف الحرية والعدالة والتقدم، وننادي شعوب آسيا وأفريقيا بأن مصر لا تتراجع عن مسؤوليتها نحو مجتمع الأمم والثقافات’.
    وأكد السيسي انحياز الجيش للشعب وشرعيته، ودوره الوطني، ونذكر أيضا بأنه أيام مبارك كان كلما حدثت مشاكل أو قلق سياسي، كان يجتمع مع قادة الجيش ويتحدث إليهم، أو يكلف وزير الدفاع والقائد العام المشير محمد حسين طنطاوي بذلك لشرح الأوضاع السياسية.

    البشري: انه انقلاب عسكري مكتمل الاركان

    وإلى السؤال الذي لا يزال يثير التساؤلات، هل خلع مرسي والإطاحة بحكم الإخوان يعتبر ثورة أم انقلابا عسكريا؟ صديقنا والمؤرخ والفقيه القانوني والمفكر والنائب الأول الأسبق لرئيس مجلس الدولة، والذي إذا اتجه إلى أي مكان تسبقه النزاهة والأمانة لتعلن عن مقدمه، اعتبر ما حدث انقلاباً، وقال البشري في مقال له يوم الأربعاء بجريدة ‘الشروق’: ‘إن متابعة الأحداث منذ 3 يوليو الجاري يكشف أننا أمام حركة قامت بها قيادات القوات المسلحة وأعلنها القائد العام ووزير الدفاع بعد اجتماع سياسي مع بعض الوجوه السياسية والدينية التي اصطفاها لتقف معه، وتؤيده وأعلن بذلك تعطيل الدستور المستفتى عليه من الشعب المصري والحائز على 63.6and#8242; من أصوات الناخبين في حركة استفتاء حر ونزيه كما عين رئيساً مؤقتاً للجمهورية بما يفيد عزل الرئيس الدستوري المنتخب في انتخابات باشرها المجلس الأعلى للقوات المسلحة وكانت حرة ونزيهة، وأعطى قائد الانقلاب الرئيس المؤقت الذي عينه أعطاه سلطة إصدار إعلانات دستورية وكل ذلك لمدة غير محدودة ولوزارة لم تتشكل بعد ثم تقرر اعتقال رئيس الجمهورية الذي عزلته الحركة الانقلابية وصرنا بلداً بغير دستور ولا نظام حكم معروف.
    والسؤال الذي يثور ما هو الانقلاب العسكري إذا لم يكن ذلك انقلاباً عسكرياً؟ إذا قيل إن الأمر كان يتعلق بالإطاحة بحكم الإخوان المسلمين فإن انتخابات مجلس النواب طبقاً للدستور الجديد القائم كانت على الأبواب بل كان تحدد لها أن تجرى وتتم فعلا ويتشكل المجلس مع بداية شهر يونيو لولا أن رفعت المعارضة دعاوى إبطال قرار الدعوة للانتخابات ووافقتها المحكمة لأسباب شكلية وتبدو قانونية، ولولا مسائل تفصيلية تتعلق بقانون الانتخابات وحتى هذه العوائق كانت على شفا الانتهاء، وصار القانون وإجراء الانتخابات على الأبواب، ولا يقال ان الإخوان كانوا سيسيطرون على أجهزة الدولة لضمان نتيجة الانتخابات، لأن وقائع الانقلاب الذي جرى الآن تثبت أن الدولة بأجهزة الإدارة والأمن والقمع لم تكن تحت سيطرة الإخوان مهما حاولوا، قد يقال ان حركة قيادة القوات المسلحة جاءت نتيجة الحراك الشعبي الذي جرى في 30 يونيو إنه حراك يشبه حراك الجماهير أثناء ثورة 25 يناير 2011 وهذا قيس فاسد وغير صحيح لأن حراك 25 يناير كان حراكاً سياسياً واحداً مجمعاً عليه من جموع الشعب المتحركة في مطلب واحد يتمثل في إقصاء حسني وجماعته من الحكم وإقامة نظام ديمقراطي مع إطلاق الحريات وبهذه الوحدة في مطالب الجموع الشعبية حق القوات المسلحة أن تتحرك استجابة لإجماع شعبي غير منازع ولا متفرق، أما الآن فإن حراك 30 يونيو 2013 حراك شعبي منقسم بين الجماهير’.

    اعادة مصر الى ما قبل
    ثورة 23 يوليو سنة 1952

    ويضيف البشري شارحا موقف القيادة العسكرية: ‘وأنا أتصور ان القوات المسلحة ذاتها برجالها وناسها بريئة من هذا الصنيع لأنهم نزلوا إلى الشوارع بأمر القيادة وسيطروا على مرافق البلاد لا للقيام بانقلاب عسكري ولكن لتأمين منشآت الدولة وجماعة المصريين في حراكهم المرتقب في 30 يونيو وحتى لا يندس بينهم مخربون ثم استغلت القيادة هذا النزول لترتب عليه آثاراً سياسية أخرى تتعلق بهدم ما يشيد المصريون من نظام ديمقراطي دستوري، ولم يدرك قائدوا الانقلاب انهم بتعطيلهم الدستور وعزلهم رئيس الجمهورية قد اسقطوا الوزارة التي يكتسب القائد العام شرعية أوامره التنظيمية من وجودها بحسبانه وزيرا بها، وعلى الناس أن يدركوا أن سعيهم الآن لا يتعلق بإعادة حكم الإخوان ولكنه يتعلق بالدفاع عن الدستور والنظام الديمقراطي وأن يصطفوا اصطفافهم السياسي لا بين إخوان مسلمين ومعارضيهم ولكن بين مدافعين عن الديمقراطية وبين مؤيدين لحكم الاستبداد’.
    وهذه المشكلة تعيدنا إلى الأوضاع السياسية ما قبل ثورة 23 يوليو سنة 1952، حين انسدت كل أبواب التغيير السياسي الديمقراطي الهادىءء رغم وجود الأحزاب السياسية، ومن بينها حزب يحوز الأغلبية هو الوفد، وأحزاب أخرى تدور في فلك القصر الملكي، ودستور لا بأس به هو دستور 1923، ولكن ماذا كان يحدث؟ كان الملك يعتدي على اختيار الشعب لحزب الوفد في الانتخابات الديمقراطية ويقيل حكومته، ثم تجرى انتخابات مزورة أو يقاطعها الوفد وتشكل الحكومة أحزاب الأقليات العميلة للقصر الملكي، ووصل الأمر الى حد إلغاء دستور 23 وضع آخر بدلا منه عام 1930 بواسطة اسماعيل صدقي باشا بطلب من الملك فؤاد، والد الملك فاروق، ثم ألغي وعاد للدستور الأول، ولم يكن ممكنا بواسطة القانون ولا الدستور تغيير هذه الأوضاع إلا بالإطاحة بالملك، وإحداث تعديلات في الدستور تنزع منه كل سلطة تمكنه من التدخل، وكان المفروض أن يقوم بالإطاحة به حزب الأغلبية الشعبية، الوفد، لكنه لم يفعلها بحجة انها ضد الدستور، وبالتالي أصبح الأمر يدعو إلى تدخل قوة أخرى تقوم بالمهمة، وهنا حدث تدخل تنظيم الضباط الأحرار، وأنا هنا لن أناقش ما تلا ذلك من أحداث وإنما أناقش فكرة تدخل قوة لفتح منافذ التغيير السلمي التي يغلقها نظام ما ووقف عبثه بالقانون والدستور’.

    اول رئيس يؤدي اليمين أمام ثلاث جهات

    والواقع أمامنا يكشف أننا اصبحنا أمام فقد شرعيته من اللحظة الأولى التي تولى فيها محمد مرسي الرئاسة في الثلاثين من يونيو من العام الماضي، فلأول مرة نشاهد الرئيس المرشح – محمد مرسي – يقف أمام مرشد الإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع، الذي قال له علنا وأمام الكاميرات، انه يحلهم من بيعته له، أي لم يعد في رقبة المرشح للرئاسة بيعة لبديع، وهو ما لم يحدث في الدنيا. ان يكتشف الناخبون المصريون ان لرئيسهم القادم بيعة لآخر، أي خضوع له، وبعد أن انتخبوه اثبت انه لم يخلع بيعته للمرشد، لأن كل السياسات والقرارات كان مكتب الارشاد يمليها عليه، أي انه غش الناخبين، وانه ليس الرئيس الفعلي لهم.
    وثانياً، اننا لم نر في الدنيا كلها، رئيس جمهورية منتخب يؤدي القسم، أمام ثلاث جهات، الأولى أمام الجماهير في ميدان التحرير، ويطالبها بمحاسبته وعزله ان أخطأ، والثانية امام المحكمة الدستورية العليا، وهي الجهة الوحيدة التي كان عليه أن يقسم أمامها، وتعهد باحترام القانون والدستور، ثم عقد اجتماعا في جامعة القاهرة تصدرته قيادات الإخوان وأدى القسم وكان أول اعماله خرق ما اقسم عليه امام المحكمة الدستورية العليا، اعاد مجلس الشعب الذي أمرت بحله لعدم دستوريته، ومن ساعتها فقد شرعيته، لأنه تجاوز القسم، والأهم، انه ما دام قد أراد ان يستمد شرعيته من ميدان التحرير بعد أن حصل على شرعية دستورية في الانتخابات، فان الميادين خرجت تطالب بإسقاطه وبأعداد فاقت أعداد من خرجوا في ثورة يناير، وبأكثر بكثير من الذين أعطوه أصواتهم، فإذا رفض الاستجابة لمطالبها وإذا كانت الجماهير قد بدأت عدم الاعتراف بسلطته وجماعته باحتلال مقار الدولة، وانفتحت الأبواب امام بوادر ثورة شعبية وحرب أهلية، وجيش يرفض التدخل ضد الشعب – مكررا نفس ما فعله مع مبارك – وشرطة استفادة مما حدث.
    ثالثا: انه فقد شرعيته في مناسبة أخرى عندما أمر بأن تتولى جماعته – الإخوان المسلمين – حماية قصر الاتحادية بدلا من حرسه الجمهوري في ديسمبر من العام الماضي، وحين يستدعي رئيس جمهورية، ميليشيا لحماية القصر بدلا من أجهزة الدولة فهذا معناه انه لا يعترف بوجود الدولة التي يترأسها، أو انه يشك في الحرس الجمهوري والأمن الداخلي، والجيش والمخابرات، وهو ما يستدعي مساءلته عن السبب.
    رابعااً: انه فقد شرعيته ايضا عندما هاجم القضاء علنا في اكثر من مناسبة، وحرض عليه وسكت عن محاصرة المحكمة الدستورية العليا، وأقال النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود الذي وصفه طارق نفسه بأنه أفضل نائب عام وحكم ببطلان قرار الرئيس وأتى بنائب عام ينفذ سياسة الإخوان، ورفض كل المطالب بتغييره، فكيف يمكن التصرف معه؟
    خامساً: وفقد شرعيته عندما وافق للرئيس السوداني عمر البشر على إعطاء السودان جزءاً من بلاده هو مثلث حلايب وشلاتين، وصرح بذلك موسى محمد أحمد مستشار البشير ثلاث مرات، ولم يخرج هو لينفي بنفسه هذا الاتهام.
    سادساً: وفقد شرعيته عندما أحضر مناصريه ليشاركوه في لقاءاته ويتركهم يطلقون التهديدات ضد معارضيه، ثم عين محافظاً منهم في الأقصر، وساوى بين خاطفي الجنود المصريين والإرهابيين، عندما طالب الجيش بأن يحافظ على حياة الخاطفين والمخطوفين.
    سابعاً: ان طارق البشري نفسه وفي مقال شهير له اسقط شرعية مرسي وهو يتهمه علنا بأنه خلق دولة موازية للدولة المصرية بمشروع اقليم قناة السويس، والقوانين المنفذة له التي فصلته عن أجهزة الدولة ورقابتها، أي انه رئيس فصل مساحة من وطنه وحولها إلى مكان خارج سلطة الدولة، وهو وحده المتحكم فيه وفي علاقاته مع المستثمرين الأجانب، فإذا كان قد حكم بعد شرعيته فكيف يعتبرها قائمة الآن، ولماذا يلوم الجيش لو نفذ حكمه على مرسي؟

    محمد حبيب: خسر الإخوان
    الكثير وخسر الوطن أكثر

    ثم أنتقل الى صديقنا والاستاذ بجامعة أسيوط، والنائب الأول السابق للمرشد العام، وهو الدكتور محمد حبيب، وقوله يوم الأحد في ‘المصري اليوم’: ‘خسر الإخوان الكثير، وخسر الوطن أكثر خلال عام واحد، هو مدة حكمهم، أصابهم الغرور والشعور بالزهور، وظنوا أنها دامت لهم ولن تفلت من بين أيديهم، لكن النهاية كانت أقرب إليهم من شراك نعالهم، عليهم ان يدركوا انهم هم الذين أضاعوا ما كان بأيديهم بسبب فشلهم وعجزهم وسوء إدارتهم الأمور، خرج عشرات الملايين من شعب مصر في مشهد مهيب ومذهل يوم 30 يونيو غضباً ورفضاً واحتجاجاً بهتافات تشق عنان السماء، ارحل، ارحل، واستجابت القوت المسلحة وكان الرحيل، عليهم أن يراجعوا أخطاءهم ويعيدوا حساباتهم وأن يعتذروا عما ارتكبوه من أخطاء في حق أنفسهم ودعوتهم وجماعتهم ووطنهم ليس عيباً أن يخطئوا فكل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون، لكن العيب ألا تكون هناك وقفة محاسبة واعتراف بالخطأ وسعي حقيقي لتصويب المسار يجب ان تستقيل قيادة الجماعة، فهي التي ورطت الجماعة في كل ما حدث، وسوف تجرى انتخابات نيابة قريباً، وسوف تستعد الجماعة لخوضها، لكن ارجو ان تستفيد من التجربة، فلا تنافس إلا على خمسة وعشرين في المائة من المقاعد، ضماناً لايجاد شراكة وطنية حقيقية يكونون جزءاً منها لا على رأسها، نريد أن نبني مجتمعاً متماسكاً ومتكاتفاً، خالياً من الأحقاد والكراهية والبغضاء لا إقصاء فيه لأحد، ربما يقول بعض الإخوان لابد من المنافسة على كل المقاعد حتى لا يتصور الخصوم ان الجماعة قد تأثرت أو ضعفت أو تراجعت شعبيتها، وسوف يزايد البعض الآخر في هذا الاتجاه حماسه أو رعونة أو حمقاً ، عدم إدراك وسوف تكون هناك انتخابات رئاسية، واعتقد ان الجماعة أدركت انه من الأفضل والأنسب تأجيل التفكير في هذا الأمر لعشر سنوت قادمة، عندما تكون الظروف الداخلية والخارجية أكثر ملاءمة، وفي تلك الفترة تكون الجماعة قد أعدت نفسها وهيأت أفرادها لتحمل هذه النوعية من المسؤولية’.

    لا يهم من يمثل الأغلبية
    أو الأقلية لأن كلنا مصريون

    وإلى المعارك والردود المتنوعة لتي يضرب أصحابها في كل اتجاه لا يلوون على شيء، نبدأها من ‘أخبار اليوم’ يوم السبت مع زميلنا وصديقنا الإخواني وعضو مجلس نقابة الصحافيين، وقوله: ‘البلد مقسومة قسمين ولا يهم من يمثل الأغلبية أو الأقلية لأن كلنا مصريون وسفك الدماء حرام علينا جميعاً، وما جرى قبل أيام أمام الحرس الجمهوري مأساة بكل المقاييس وأراهن ان قتلى آخرين سيسقطون قبل نشر هذا المقال، ومين عارف يمكن تعلن الأحكام العرفية، والبلد متجهة إلى خيارين كلاهما مر، حرب أهلية أو حكم عسكري صريح، وفي الحالتين ثورتنا المصرية العظيمة التي انطلقت في 25 يناير تصبح في خبر كان، ومن يطالبون بعودة الرئيس مرسي يفعلون ذلك من منطلق التمسك بالشرعية والديمقراطية واحترام نتائج الانتخابات التي جرت والتي فاز بها مرسي بواحد وخمسين في المائة من الأصوات لأول مرة في تاريخ مصر وهي اشرف من الخمس تسعات التي عرفناها دوما عند انتخاب كل من حكم بلادنا، والمعركة ليست بين الإخوان وغيرهم، بل بين التيار الإسلامي كله، ويقف حالياً في خندق واحد ضد خصومهم وتلك قسمة سيئة جدا، لم أكن أتمنى أبداً أن تحدث لبلادي’.

    اتخاذ اجراءات قمع ضد
    الإخوان خطيئة يجب التحذير منها

    وفي نفس عدد ‘أخبار اليوم’ كان لصديقنا والمحامي وعضو المكتب السياسي لحزبنا العربي الديمقراطي الناصري الذي تلاشى وهو احمد عبدالحفيظ رأي آخر ومتميز عبر عنه بالقول: ‘الاندفاع باتجاه اتخاذ اجراءات قمع ضد الإخوان على أي مستوى، خطيئة يجب التحذير منها ومن خطرها على مستقبل التحول باتجاه الليبرالية السياسية، الخروج الشعبي المهيب اسقط عن الجماعة غطاءها الديني وأودى برصيدها الشعبي إلى مدى غير معلوم، وأدخلها في أزمة وجودية حقيقية، مهمتنا أن نساعدها وأنصارها على استكشاف سبل العلاج الصحيحة، وعليها مغادرة الشوارع والميادين لتعود لنفسها تتدارس الأسباب الحقيقية لأزمتها، وتردع نفسها عن الاستمرار في معاداة المجتمع انتقاما من خروج الملايين ضدها في يوم التمرد المشهود بزعم معاداته للإسلام ومحاربته لجماعة المسلمين، وإذا أرادت الجماعة أن تقارب وضعها الحالي بوضع المسلمين في صدر الإسلام، فعليها أن تدرك انها أقرب إلى وضع رماه أحد الذين أخطأوا التقدير وخالفوا أمر الرسول صلى الله عليه وسلم، فتسببوا في إضاعة النصر وهزيمة المسلمين، إذا جاز مثل هذا الخطأ من الرعيل الأول من الصحابة الإجلاء عليهم رضوان الله، وما زال الرسول صلى الله عليه وسلم قائماً فيهم، فهو جائز على من دونهم من أجيال المسلمين اللاحقة، وليفعلوا ما فعله جمال عبدالناصر في أعقاب هزيمة يونيو 1967، حين اعترف بأخطاء نظامه، وأجرى إصلاحات وتغييرات جذرية في قياداته وأوضاعه، وبنيان قواتنا المسلحة، فكانت معركة إعادة البناء التي أثمرت حرب أكتوبر المجيدة بقيادة الرئيس السادات، الذي قاد معاركها ثم أضاعت أخطاؤه نتائجها’.
    ما شاء الله، ما شاء الله عضو مكتب سياسي لحزبنا الذي تلاشى ويقول جمال عبدالناصر هكذا غير مسبوقة بخالد الذكر؟

    ‘الأهرام العربي’: حكم
    من يموت في سبيل مرسي

    وإلى معركة أخرى في مجلة ‘الأهرام العربي’ خاضها الاستاذ بجامعة الأزهر، الدكتور عبدالله النجار في حديث نشرته له وأجراه معه زميلنا وليد سالم سأله فيه عن حكم من يموت في سبيل محمد مرسي، هل هو شهيد أم لا، فقال: من قتل أمره الى الله، ولكنه ليس شهيداً، انه مات في فتنة، فقد قتلته فتنته التي صنعها وهو ليس شهيدا لأن الشهيد هو الذي يموت في حومة الميدان دفاعا عن مقومات الدين والنفس والعرض والمال، أما الموت في سبيل الكرسي والمنصب فهو فتنة حدثت في عهد الصحابة ايام الفتنة الكبرى، ونحن هنا لا نستطيع ان نذم الصحابة أو نماثلهم لأنهم خيار من خيار، ونحن هنا نقول ان من قتل، أمرهم الى الله عز وجل وقتلته الفتنة’.

    ‘روزاليوسف’ ورفض التصالح مع الإخوان

    أما آخر زبون عندنا اليوم فسيكون زميلنا وصديقنا والكاتب الساخر عاصم حنفي بمجلة ‘روزاليوسف’ وقوله عن رفض التصالح مع الإخوان والإهاربيين: ‘ما دام بعض المتشددين في صفوفنا يصر على عدم بيع أراضي سيناء لغير المصريين وتلاعب الإخوان في بطاقات الهوية المصرية بما يسمح لأهالي غزة بشراء ما يشاءون من أراض مصرية الإخوان حصلوا على هبرة كبيرة مقابل ذلك كله، هبرة من إسرائيل أو أمريكا، لأنهم اتفقوا على الهدف، على إجلاء الفلسطينيين من غزة وتوطينهم في سيناء والإخوان يقبضون، كل عام وأنتم بخير وقد تخلصنا تماماً من حكم الإخوان الخائن والعميل، حكم الإخوان لم يحب مصر أبداً، وقد أحس المصريون بذلك، فبادلوا الإخوان الكراهية’

    --------------

    حميد المنصوري

    عن الكاتب
    أرشيف الكاتب

    «الإخوان» في مصر... وفك الأغلال
    تاريخ النشر: الثلاثاء 16 يوليو 2013

    كلنا مسلمون، كما قالها ذات يوم الملك عبدالعزيز مؤسس المملكة العربية السعودية عندما التقى حسن البنا، حيث طلب البنا إنشاء مكتب لجماعة الإخوان المسلمين في السعودية، فكان جواب الملك عبد العزيز مباشراً وصريحاً (كلنا أخوان مسلمون.. ولكن دون مكتب). أجل إنه صراع على السلطة بأفكار وعقائد واهمة على أنها تحمل النهضة والعزة للوطن العربي، فالبعد التاريخي للصراع على السلطة في الوطن العربي بعد تأسيس الأمم المتحدة وسلسلة استقلال الدول العربية مر بصراع بين جماعات اشتراكية قومية ذات صبغة عسكرية وشيوعية أقل قوة من الجماعة الإسلامية داخل القطر الواحد، وفي غالب الدول كانت صور من الصراع بين الدول الاشتراكية المدعية التقدمية والدول الملكية، سقطت العقائد الأخرى وبقيت «الإخوان» كعقيدة لا تستطيع الليبرالية العربية مواجهتها بسبب الفقر المنتشر في الدول العربية، وظنوا أنهم هم الأصح والأصلح، وتناسوا تطور المجتمع العربي، وتطور أهدافهِ في الديموقراطية والمشاركة السياسية وتحقيق النهضة والتقدم.





    لم يكن الرئيس المخلوع محمد مرسي كأبي الهول الذي يحمل القوة والحكمة المتمثلة في جسم أسد ورأس بشري، فبعد عام كان مرسي فيها مخيباً لآمال وطموح نسبة كبيرة جداً من المواطنين العاديين أو غير المتعصبين لليبراليين أو الإسلاميين، ويرجع ذلك إلى أن مرسي لا يستطيع الخروج من حظيرة مكتب الإرشاد العام لجماعة «الإخوان». ومثل هذا الانتماء العقائدي يجعلنا أمام «الإخوان» الذين يحملون أغلالاً تتجاوز مصر إلى الوطن العربي.

    أولى أغلالهم توهم الديموقراطية، الإمساك بمقاليد السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، حاول مرسي و«الإخوان» محاكاة الخميني في الإمساك، وخلق أغلالا على أجهزة الدولة المصرية، وذلك لمن توهم أن مرسي وجماعتهِ تمتلك كل الإرادة والحرية النابعة من إرادة الشعب، فبعد انقضاء سنة واحدة أصبح مرسي من رئيس ديموقراطي إلى ديكتاتور مستبد محاولًا، جعل أجهزة الدولة بيد «الإخوان»، لكي تبقى في يدهم دائماً وليحققوا مبدأ أن شرائح المجتمع التي لا تناصرهم هم جهلاء، فليس هناك إتلاف ومشاركة لهؤلاء الجهلاء. كما أن أهدافاً مهمةً كخلق نمو اقتصادي والمشاركة السياسية، وتعزيز الدور المصري اصطدم بواقع ضعف العقول في تحقيق تلك الأهداف بانشغالهم بالسيطرة على أجهزة الدولة وطرح أفكار بسيطة عن العدالة في خطاباتهم، وغرورهم على المستوى الإقليمي، والتباهي دولياً بأنهم أهل الشرعية والديموقراطية، وليس غريباً أن يدخل الجيش المصري مستغلاً التظاهرات الضخمة ضد مرسي وجماعتهِ من أجل إجهاض مشروع جماعة (الإخوان) في تحويل مصر إلى نظام ثيوقراطي، وهو مشروع سيخلق صراعات متعددة في الوطن العربي، وسيكون جداراً مانعاً للتطور والحداثة.

    ولهم أغلال ترفض الواقع العربي والدولي، المرشد العام للجماعة الدكتور محمد بديع، كان قد أعلن، (يبدو أن حلم الشيخ حسن البنا في إحياء الخلافة الإسلامية قد اقترب)، هذا القول صريح في أن الإخوان تبيت الصراع مع دول عربية عديدة وأنها ترفض الواقع السياسي للدول العربية والواقع الدولي. ومن المعروف أن كمال أتاتورك ألغى الخلافة الإسلامية سنة 1924، عقب انهيار الإمبراطورية العثمانية، وفي سنة 1926 عقدت الدول العربية مؤتمراً في القاهرة من أجل إحياء فكرة الخلافة، وقد ساندها في إحياء هذه الدعوة الملك فؤاد، باعتباره كان يطمح إلى نيل هذه الزعامة الدينية، ولكن المجتمعين انقسموا وتفرقوا. الحقيقة تقول إن العالم تغير وأصبح دولاً متعددة ومختلفة وأصبح أكثر قانوناً وتنظيماً وسعياً لخلق الأمن والسلام، فيما أصبح هناك العالم العربي الذي يمثل دولًا متلاصقة جغرافياً لغتها العربية والتي لها منظمة (الجامعة العربية) مقرها القاهرة وكما هناك منظمة إسلامية تعكس هوية الدول الإسلامية (المؤتمر الإسلامي). مما لا شك فيه أن «الإخوان» في مصر مثلهم مثل المركزية الشيعية في إيران، تريد أن يكون لها نفوذ وسيطرة عابرة للقومية أو عابرة لسيادة وأمن الدول العربية، مثال ذلك ما حدث في الكويت من دعوة «الإخوان» فيها إلى السيطرة على البلاد عبر توغل «الإخوان» في أجهزة الدولة الكويتية كالقضاء وفي المؤسسة العسكرية، هذا يقود إلى حقيقة، لو أن توغل «الإخوان» في أجهزة دولة ما سيكون لمركز «الإخوان» في مصر سيطرة وسلطة على الدول الأخرى مثل ما يحدث اليوم بين إيران وسيطرتها على العراق. وإذا كان الشيعة في الدول الخليجية يرسلون أموالهم وزكاتهم إلى عمائم إيران، فإنهم كمن يرسل الولاء والطاعة كل عام، و«الإخوان» أيضاً في الدول الخليجية والعربية يبايعون أميرهم في مصر وهم كمن يبيع ولاءهُ بصكوك مكتوبة بعقائد ترفض واقع الدول والسيادة. والدليل على أن «الإخوان» في ترابط وفي شبكة واحدة، أنظرْ مناصرة التيارات الإسلامية في الدول العربية للرئيس المخلوع وجماعتهِ، حتى بلغ الأمر التشجيع على العنف والقتل في مصر، لأن سقوط «أخوان» مصر، هو سقوط لمشروع «الإخوان» في الوطن العربي.

    أما الأغلال الثقافية: فتبدو العلة في الثقافة العربية التي تتكون من الدين والتاريخ وتجاربهِ واختلاف درجات التمدن والتلاقي الثقافي مع الآخرين مع اختلاف العرق أيضاً، فالثقافة العربية تبدو في إحدى صورها متعصبة وعاطفية، وتبحث عن أسطورة البطل المخلص أكثر من البحث عن المعرفة والتقدم وقبول هذا العالم باختلاف أديانهِ ومجتمعاتهِ وأعراقهِ وصراعاتهِ وتعاونهِ وتنافسهِ، لذلك يكون للخطابات أو شعراء الأديان والمذاهب آذاناً صاغية في قلوب شرائح مجتمعية كبيرة في الوطن العربي لطالما لعبت الخطابات العروبية الاشتراكية في آذان الكثيرين من العرب.

    مازال أثر سقوط «الإخوان» في مصر لم يتبلور إقليمياً ودولياً، لكن هذا السقوط سيقلل من حدة حالات الصراع على السلطة في بعض الدول، وسيمنع فكرة قدرة «الإخوان» على الإمساك بدولة ما وبأجهزتها كاملة، وربما سقطت فكرة الإسلاميين الحداثيين في الوطن العربي وقدرتهم على الحكم.

    فقد كانت الولايات المتحدة الأميركية تراهن على نجاح هذا النموذج، حيث أظهرت في بداية «الربيع العربي» استعداداً للرهان على حكم الإسلاميين في بعض الأقطار العربية، واليوم بعد التجربة الفاشلة لحكم «الإخوان» في مصر، أصبحت متقبلة لوجهة النظر الخليجية الغالبة الرافضة لأفكار «الإخوان» المسلمين وصعودهم إلى الحكم


    --------------


    خريطة جديدة للشرق الأوسط ..

    بقلم: الفاضل عباس محمد علي
    الإثنين, 15 تموز/يوليو 2013 13:04



    عطست أرض الكنانة .. فتداعي لها سائر الشرق الأوسط بالسهر والحمّي!... بيد أن شريحة مكتنزة من هذا الفضاء الاستراتيجي ... (تتألف من أهم دوله النفطية المؤثرة ... ذات الوزن الاقتصادي والسياسي والاجتماعي الهائل) ... نزلت عليها العطسة المصرية برداً وسلاماً؛ فلقد كانت العلاقات متوترة مع نظام المرشد الذى نصر "إخوانه" ظالمين أو مظلومين...وما كاد يتسنّم السلطة فى المحروسة..حتى حرّك وفعّل ذيوله لتأجيج الفتن وإرباك الأوضاع وإيجاد الشروخ بتلك الدول الآمنة المطمئنة...طمعاً فى قيام إمارات أسلاموية عميلة...متكئة علي موارد نفطية هائلة...وبنيات تحتية متقدمة شيدتها شعوب تلك الدول خلال العقود الأربعة الأخيرة...لتمويل عمليات التمكين الإخوانية الكونية.
    ولكن ربك رب الخير قدّر ولطف...فبينما كان تنظيم الإخوان المسلمين الدولي، بزعامة الإخوان المصريين، يسعي للسيطرة علي الشرق الأوسط كله، بتحالف خفي مع الإمبراطورية الشيعية التى تمتد من إيران إلي حزب الله بأرض الشام، (مع كاتاليست آخر إسمه قطر).... كان الشعب المصري له بالمرصاد...ذلك الشعب المنحدر من صلب أحمد عرابي ومحمود سامي البارودي ومصطفي كامل وسعد زغلول وطه حسن ونجيب محفوظ ومحمد نجيب وجمال عبد الناصر...والذى أنجب وائل غنيم...ومحمود بدر...رغم ليل حالك طويل انتهي بسنة محمد مرسي الأكثر ظلمة.
    وهكذا، فقد انجلي عن هذه المنطقة شر الإخوان المسلمين، ولله الحمد ...ولكن ما ورد من أنباء ووثائق مسرّبة من اجتماع التنظيم الدولي للإخوان بإسطنبول فى الأيام القليلة الماضية...والتصريحات المتواترة من البيت الأبيض وبعض الدوائر المتعاطفة مع الإخوان بالكنقرس الأمريكي...تدق ناقوس الخطر...وتذكّر بأن المعركة ما زالت محتدمة مع هذا التنظيم الأخطبوطي ذى السبع أرواح...وتشير إلي أن الخريطة التى رسمتها الإمبريالية الأمريكية للمنطقة، والتي تضع الكيان الصهيوني فى مكان القلب منها، وتوسل لذلك بتدجين وترويض الإخوان المسلمين، لا تقبل التغيير بسلاسة ويسر، وليس فيها مكان لحركة الشعوب العفوية ذات الشعارات التقدمية...المشرئبة نحو الديمقراطية والعدالة الإجتماعية والشفافية... وكل ما من شأنه أن يقلب موازين القوي رأساً علي عقب، وأن يفضح الممارسات الإسرائيلية الظالمة فى حق الشعب الفلسطيني...المباركة من ذات الدوائر الأمريكية التى قدمت العضد للإخوان المسلمين المصريين ... والتى تتباكي علي المصير الذى حاق بهم علي يد الشعب المصري.
    وما رشح من أخبار إسطنبول يشير كذلك إلي أن الإخوان المسلمين لن يستسلموا لما حدث فى مصر، وسيضغطون علي ألف زرّ و زرّ...في سبيل التآمر علي التجربة المصرية...... ولهم إرث وافر من التآمر علي الديمقراطيات ... فلنأخذ بلاد السودان نموذجاً:
    • فى عام 1986، وبعد تصرّم سنة الحكومة الانتقالية التى أعقبت انتفاضة أبريل 1985، جرت انتخابات نيابية حرة ونزيهة لا بأس بها... جاءت بحزب الأمة (الصادق المهدي) فى المقدمة (مائة واثنين مقعداً)، تلاه الحزب الإتحادي الديمقراطي (محمد عثمان الميرغني)، الذى أحرز (خمساً وستين مقعداً)، وجاء الإخوان المسلمون (حسن الترابي) فى المرتبة الثالثة، حيث نالوا (واحداً وخمسين مقعدا) بالجمعية التأسيسية التي انبثقت منها كافة حكومات ما يسمي بفترة الديمقراطية الثالثة – 1986/1989 - ، وكلها برئاسة الصادق المهدي، متحالفاً مع الإتحادي الديمقراطي تارة ومع الإخوان المسلمين (الجبهة القومية الإسلامية) تارة أخري.
    • ورغم الوضع المريح الذي تمتع به الإخوان فى البرلمان وفى الحكومة بين الفينة والأخري، وفى مضمار الإعلام والمجتمع المدني وحركة الشارع، ورغم شوكتهم الإقتصادية عبر المصارف والمؤسسات الإسلامية التابعة لهم، مثل بنك فيصل الإسلامي،.... ما فتئوا يتآمرون علي الديمقراطية منذ أول يوم لها بعد انتفاضة أبريل...حتي تمكنوا من القضاء عليها كليةً بانقلابهم العسكري فى 30 يونيو 1989...بقيادة العقيد عمر حسن البشير الذى رقي نفسه لرتبة مشير، وظل يحكم السودان إلي يومنا هذا.

    فما هي الدروس المستفادة من التجربة السودانية؟

    - من الواضح جداً أن الإخوان لا يؤمنون بالديمقراطية، وأنهم فقط يصانعون ويموهون ويداهنون...من باب التقية...حتي ينفردوا بالأمر، ليفرضوا إيديولجيتهم ومنهجهم....وهذا ما حدث فى السودان: فبمجرد استيلائهم علي السلطة، علي سبيل المثال، تصدوا لمشكلة البلاد الأولي...وهي حرب الجنوب....فارضين رؤيتهم الآحادية الجهادية التى تعاملت مع الجنوبيين كنصاري تمت ملاحقتهم من غابة لغابة، ومن جبل لجبل، لفترة خمس عشرة سنة...ولكنهم فى آخر الأمر تخلصوا من المشكلة بطريقة بسيطة للغاية: الرضوخ الكامل لشروط الخصم...والتنازل عن كل الجنوب...الذي تم فصله تماماً قبل عامين، وخرجوا من المستنقع كالسبيبة من العجين.
    - الإخوان عبارة عن عصابة متشابكة إقتصادياً وتنظيمياً مع الجهاز الدولي للإخوان المسلمين، وعندما حكموا السودان لم يتبعوا النموذج التنموي والتحديثي والحضاري والإنساني الذى جسدته الدول العربية الخليجية المنتجة للنفط، مثل الإمارات والسعودية، التى وزعت الثروة بالقسطاس بين أهلها، وشيدت البنية المؤسسية العصرية المتينة، وفاض خيرها علي الشعوب العربية والإسلامية الصديقة،...ولكن الإخوان المسلمين السودانيين ركزوا علي مسألة التمكين وإحلال كوادرهم فى المراكز القيادية بجهاز الدولة ومؤسساتها بديلاً عن باقي المهنيين والفنيين والإداريين السودانيين الذين تم تشريدهم،....كما ركزوا علي نهب ثروات البلاد، رغم شح موارد هذه الدولة ورغم الحروب والمجاعات التى شهدتها ولا زالت تشهدها معظم أطراف السودان، وقاموا بتدمير البنيات الراسخة منذ أيام الاستعمار ، كمشروع الجزيرة والسكة حديد والنقل النهري والجوي...والتعليم والصحة...إلخ.
    - أول ما يقوم به الإخوان فى السلطة هو تغيير قواعد اللعبة بحيث يستمرون فى الحكم إلي يوم القيامة، وبحيث يتم القضاء على مجمل الحركة السياسية والإجتماعية التى لا تتفق معهم مائة بالمائة، من خلال دستور آحادي لا يشركون فى صياغته باقي الشعب وقواه السياسية.

    وفي الحقيقة، ليس هنالك نموذج إخواني واحد فى العصر الحديث يمكن الاستدلال به لصالح هذه الجماعة؛ فلقد أناخت حركة طالبان علي أفغانستان عام 1996 – حتى الغزو الأمريكي فى أكتوبر 2001– وهو الغزو الاستعماري الوحيد فى تاريخ العالم الذى تعاطفت معه الأسرة الولية؛ إذ حكمت طالبان أفغانستان بالحديد والنار وأغلقت مدارس البنات وهدمت الآثار المبنية منذ آلاف السنين، والتى لم يتعرض لها المسلمون الأوائل الذين نشروا الأسلام فى تلك الأصقاع، وفتكت بالمعارضين...وفى هذه الأثناء، راجت تجارة المخدرات، المصدر الأول لواردات الدولة، ونشطت المنظمات الإرهابية الدولية ، ومن هنا انطلقت حركة التفجيرات والاغتيالات الي اجتاحت العالم كله علي يد تنظيم "القاعدة".
    والنموذج الإخواني الأكثر حداثة هو تنظيم القاعدة بالصحراء الإفريقية الكبري الذي اجتاح شمال مالي فى وقت مبكر من هذا العام، وعاث فيها فساداً، حتى أخرجه الفرنسيون.
    وثمة نموذج آخر يتوجب ذكره بهذه المناسبة، وهو تنظيم "بوكو حرام" أحد أبناء "القاعدة" الموجود فى نيجيريا الآن، بكامل عدته وعتاده، والذى يمارس أبشع أنواع الإرهاب والترويع والتقتيل فى حق الأقليات غير المسلمة بذلك البلد متعدد الإثنيات.

    وعموماً، لا يحتاج النموذج المصري الأخير لإعادة التذكير به،... وما هي إلا بضع أيام من الثورة الشعبية الحقيقية حتى ذهب نظام الإخوان إلي مزبلة التاريخ. ومن الواضح جداً أن حبائل الإخوان المسلمين لم تنطل علي الحركة الوطنية المصرية....وهي حتى الآن من التماسك ووحدة الرؤية ووضوح الهدف بمكان، ولذلك فلقد طاش صواب الإخوان، وهرعوا إلي إسطنبول ليتباحثوا ويتشاوروا حول هذه المصيبة الكبري التى حاقت بهم....ويقيني أن التقرير الذى سربوه من ذلك الاجتماع ما هو إلا فزاعة أخري...كأنهم يريدون أن يلقوا فى روع خصومهم أنهم مستنصرون ومؤازرون من قبل جهات دولية يؤبه لها...وأنهم يستطيعون أن يحركوا خيوطاً كثيرة فى شتي بقاع الدنيا، بما فى ذلك الكنقرس الأمريكي...تماماً كحزب الليكود الإسرائيلي....وهذه حرب نفسية لن تقدم ولن تؤخر فى صراعهم الوجودي مع الشارع المصري...فهم ربما يستمرون فى السودان لبعض الوقت لأنهم يمسكون بخيوط اللعبة كلها: الجيش والأمن والنقابات ومعظم الاتحادات الطلابية...ولأنهم وضعوا المعارضة تحت إبطهم عن طريق الرشاوي والأعطيات.....أما فى أرض الكنانة، فإن الإخوان المسلمين قد لفظوا أنفاسهم الأخيرة يوم 30 يونيو...وأصبحوا عظاماً نخرة بين عشية وضحاها....وكلما يوغل النائب العام فى التحقيق مع رموزهم...كلما سينكشف أمرهم أكثر وأكثر...وهم يدركون ذلك تماماً...ومن هنا "العياط" والبهدلة وإسهال الكلام الذى يعانون منه.
    والخريطة الجديدة للشرق الأوسط التى توشك أن تنبلج من الثورة المصرية هي التوازن الجديد لميزان القوى؛ فلقد أطل الجيش المصري العملاق بوجه جديد مرعب ومربك لجميع الأعداء المحليين والإقليميين والدوليين، رغم أنه لن يمتشق حسام صلاح الدين الأيوبي أو يدخل فى أي عداء مع هذا أو ذاك....إذ يكفي أنه اصبح جيشاً ذا مصداقية وتجاوب وتناغم مع الشعب، وعاكساً لطموحاته، وذا مرجعية أخلاقية فى عنان السماء....وبقدرما هب لنصرة شعبه فى اللحظة المناسبة، فإنه يستطيع أن يعتمد علي نصرة ذلك الشعب له فى كل معاركه القادمة...الصامتة وغير الصامته.
    كما أطلت من هذه الثورة مصرٌ جديدة، لها بريق الخمسينات والستينات، مع كثير من الحكمة والتجارب، بعد التخلص من أكبر عقبة في نصف القرن المنصرم، وهي الإخوان المسلمين الذين ما انفكوا يجرون بلادهم، وسائر بلاد المسلمين، القهقري...نحو القرون الوسطي، بعيداً عن تحديات العصر، وهي السعي للتقدم الاقتصادي والتحول الاجتماعي، عبر النموذج التنموي التحديثي...تحت ظلال الديمقراطية والشفافية وحقوق الإنسان، حتى تأخذ هذه الأوطان مكانها تحت الشمس مثل الدول التى حققت النمو الاقتصادي وأسعدت شعوبها فى وقت قياسي.
    وتوازن القوي الجديد بالشرق الأوسط ترمز له هذه المحبة المتدفقة التى أطلت عبر شاشات التلفزيون فى الأيام الأخيرة بين الشعب المصري الموجود بميدان التحرير.. وبين الدول والشعوب التى كانت تعاني من مؤامرات الإخوان المسلمين...وأصبح واضحاً أن ثمة حلف جديد يضم هذه الدول مع مصر الجديدة ليس بعيد المنال...وسيكون العمق الاسترتيجي لذلك الحلف هو السودان... بعد أن يتخلص من نظام الإخوان المسلمين الجالس علي أنفاسه حاليا.
    والسلام.ً



    ----------------

    لماذا ثار المصريون على مشروع الإخوان؟

    Posted By ahmed On July 16, 2013 @ 12:35 am In آراء | No Comments

    يسري حسين

    إزاحة محمد مرسي من السلطة وإقصاء حكومة إخوانية تربعت على عرش مصر، كان ضرورياً لتجنب الفوضى وإنقاذ الدولة والعبور بها خارج المأزق الذي انزلقت إليه بسرعة شديدة، وبقوة دفع تراكمت لأكثر من ثمانين عاماً منذ تكوين جماعة الإخوان المسلمين في الإسماعيلية في عام 1928.

    وحقق المشروع الإخواني الذي ظل يعاند سلطات وأنظمة على مدى هذه الساعة الزمنية الطويلة، لكنه عندما صعد إلى السلطة نتيجة أوهام بشأن مشروعه، فرض قبضة حديدية للاستحواذ على دولة عاشت على مدى تكوينها معتمدة على التوافق، على الأقل في قلب الشارع المصري والأحياء المختلفة والمدن.

    لم يعرف عن المصريين الانزلاق في حروب أهلية أو صراعات، نتيجة تفسيرات دينية أو لانحياز إلى مذاهب أو اتجاهات عقائدية، لأن النيل الذي يجري في البلاد وينشر قيم الحياة والزراعة والنماء، ظل دائماً مصدر التوافق حول مياهه ونظام الري الذي اقتضى لوجود دولة مركزية ورعاية مصالح المواطنين.

    سقط الإخوان بإرادتهم وأفكارهم خلال وجودهم في الحكم، إلى قلب فكرة سوداء هدفها تحويل المجتمع بسرعة نحو تبني نظام «الأخونة» والاعتراف به وإقصاء من يرفض التعامل معه.

    ولأن الطبقة الإخوانية التي حكمت هي إفراز لمبادئ وأفكار سيد قطب، فقد وظفت التشدد لقيادة الدولة لأن مضمون الفكر القطبي المتطرف يعتمد على رؤية تفيد بأن المجتمع المصري جاهلي ولابد من إعادة تهيئته للإسلام مرة أخرى.

    خلال عام واحد فقط انفجرت القنابل الداخلية في قلب الجسد المصري، الذي عاند بقوة وشراسة في الانحناء لمشروع الأخونة غير أن قيادة محمد بديع المرشد العام دفعت بقوة نحو تجريد المجتمع من إنجازات مدنية تحققت منذ ثورة 1919. وكان الضغط على علاقة متينة بين طوائف الشعب تعززت خلال أحقاب مواجهة الاستعمار ومرحلة تأميم القناة وبناء السد العالي.

    اتضح مشروع الإخوان في هذا التصادم العنيف بين أركان دولة مدنية كانت تتطلع إلى حرية وديمقراطية وتعليم وثقافة، بينما جاء مشروع السلطة الإخوانية ليضع متفجرات ويحرك صراعات بين مدنيين ودينيين، وإن كانت هذه المعادلة غير موجودة على صفحات التاريخ المصري.

    إنك عندما تذهب إلى منطقة في مصر القديمة تجد جامع عمر بن العاص بجوار الكنيسة المعلقة، مع وجود معبد يهودي في المساحة نفسها.

    هذه المنطقة تؤكد أن مصر على مدى تاريخها الطويل حاضنة للأديان، لأن شعبها مؤمن بعقيدة التوحيد مع سماحة تقبل الآخر ولا ترفضه ولا تحبذ تصفيته كما سمعنا خلال الإعلام الإخواني في عهد محمد مرسي، الذي كشف عن حجم المأساة التي انزلقت إليها مصر.

    ردة الفعل على إسقاط مرسي تكشف أن المشروع لم يكن يستهدف مصر بمفردها، وإنما كانت أرض النيل بداية تمدد هذا النفوذ لإقامة حلقات قوية تترجم ملامح خطة التنظيم الدولي والعالمي للإخوان الذي لديه رؤيته في إقامة امبراطورية عريضة تبلع القوميات المختلفة وتدمجها في كيان واحد.

    والغريب وجود عدة دول غربية ترحب بهذا المشروع، وكأن المطلوب هو القضاء على وحدة العالم العربي بهذا الثراء الذي يملكه وتحويل المواطنين إلى طوائف متناحرة وأصحاب مذاهب ورؤى تتصادم مع بعضها البعض.

    هذه الحالة من الخلاف الحاد والصراع والهجوم على الأفكار المدنية بقسوة، تعاملنا معها خلال عام من حكم مرسي، مما كان يطرح الفزع وتحفيز الطبقات المتعلمة والمثقفة للهجرة خارج البلاد في ظل عدوان مستمر تبثه فضائيات تدعي أنها غنية، وهي في الحقيقة مدافع ثقيلة لهدم بناء الدولة من أجل تمرير أفكار محمد بديع، التي تعد طبعة متطرفة في قراءة كتاب سيد قطب «معالم على الطريق».

    أفكار قطب استوردها من المجتمع الهندي والصراع بين الهندوس والمسلمين، وطبقها على مصر وخرج بنتيجة مفزعة بأن المجتمع المصري جاهلي. وكأنه لم ينظر إلى الأزهر وإلى مساجد منطقة القلعة، وإلى تراث طويل طبع البلاد بهويتها الثقافية والدينية ومنحها هذا القلب المتسامح الذي يقبل الجميع ويتحاور معه ويعيش بيننا.

    نشأ جيلنا في ظلال الدولة المدنية داخل الجامعات وفي قلب منطقة المسارح ودور السينما ونوادي الثقافة والفنون. وعندما كنت استمع إلى الإعلام الإخواني تتملكني حالة من الفزع لهجوم على طه حسين، ووصفه بألفاظ غير لائقة واتهام نجيب محفوظ وأدبه بالإباحية، وإطلاق شتائم قاسية بحق الموسيقيين والرسامين ومحاولة تطهير البلاد منهم.

    وعندما جاء وزير ثقافة يعادي الفكر والأدب والفنون، كان همه القضاء على مشروع النهضة المصري وإفشال البلاد وإخراجها من التطلع إلى مشوار الحضارة وإسقاطها في محيط الظلام. كان وجود هذا الوزير على قمة وزارة الثقافة يعني النية في تجهيز الجنود للاعتداء على مؤسسات التنوير والتعليم التي تربط البلاد بالأمل والحياة. كانت أنياب المشروع الإخواني واضحة، وهدفها تدمير ما تراكم منذ ثورة 1919، التي فتحت أبواب التعليم والثقافة والتعرف على الفنون ومنحت المصريين فرصة للانطلاق في هذه الميادين.

    أسس الخديوي إسماعيل دار الأوبرا المصرية علامة على مشروع ربط البلاد بأوروبا حيث العلم والحضارة. وقد استمرت هذه المحاولات على يد طه حسين ولطفي السيد وسلامة موسى وآخرين، بجانب محمد حسين هيكل وعباس محمود العقاد وتوفيق الحكيم لبناء نهضة التعليم والثقافة وتشجيع تذوق الفنون.

    جاء الإخوان ببرنامج مختلف مدمر، هدفه تفكيك هذه المؤسسات كلها. وعندما وضعوا على قمة وزارة الثقافة هذا الوزير الشرس في العداء للفكر والفنون، اتضحت ملامح خطة التفكيك والتدمير على أسس إخوانية لا علاقة لها بالمشروع الوطني وحلم المدنية المصرية التي خرجت مع ثورة 1919 التي قادتها الطبقة الوسطى المتعلمة.

    وقد خرج المصريون في 30 يونيو إلى الشوارع بالملايين، لرفض مشروع سيد قطب الذي صاغه وهو في أقبية السجون والمعتقلات ولم ير سوى أشباح وأوهام وخرافات، بعكس زميله الكفيف طه حسين الذي حارب الظلام بالعلم ودعانا إلى الدخول إلى العصر بالثقافة وجعل الوجدان الوطني ينضج بالاستماع إلى الموسيقى ورؤية الفنون التشكيلية.

    مشروع سيد قطب كان النقيض للآخر الذي طرحه طه حسين وقدمه للمجتمع المصري. الأول يغلق الأبواب وينشر الظلام والتناحر والصراع، وهذا ما حدث بالفعل خلال العام الإخواني الذي عاشته مصر تحت حكم محمد مرسي.

    أما المشروع الثاني الذي حمله طه حسين وقدمه للمصريين ولا يزال مطروحاً حتى الآن، فهو بناء الجامعات وتشييد المكتبات حتى تعمل آلة الوطن بكفاءة وتجعل التعليم من حقوق المواطن كالماء والهواء.

    ثار المصريون على الإخوان وتعاطف معهم الجيش، لأنه مؤسسة لهذا الوطن، وليس طبقة دخيلة عليه تحركه جنرالات كما هو الحال في أنظمة فاشلة. الجيش المصري استجاب للشعب لمساعدته على الخروج من قبضة الإخوان، لأنها تعني الموت أو الفوضى بلغة توني بلير رئيس وزارء بريطانيا الأسبق.

    وما حدث قد يكون نقطة تحول مصيرية في تدمير نظريات سيد قطب الانقلابية والشريرة، والعودة إلى مشروع طه حسين وحق التعليم المصري كالهواء والماء تماماً.


    -----------------

    جماعة ‘الاخوان’ تهدد الفريق السيسي بالقصاص وتتهمه بالخيانة والانحياز الى المعارضة ضد مرسي

    اعتبرت ان حركة تمرد 'صنيعة للمخابرات'
    July 15, 2013


    القاهرة ‘القدس العربي’: وجه الدكتور محمود غزلان، عضو مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين، المتحدث باسم الجماعة، رسالة إلى الفريق أول عبد الفتاح السيسي، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحرب،ي تعليقًا على خطابة، الأحد، أمام ضباط وجنود القوات المسلحة، قائلًا: ‘أيها الفريق لقد تحولت من قائد يحبه الناس إلى قاتل يمقتونه وينتظرون قصاص الله منه’.
    وتابع: ‘أيها الفريق وقفت بين مجموعة من جنودك تحاول أن تستقوي بهم، وتجمع شتات نفسك الممزقة بعد كل ما اقترفت يداك، لتهاجم السيد الرئيس الشرعي محمد مرسي، ولا أعتقد أن هذا من المروءة في شيء’.
    وأضاف ‘غزلان’، في بيان له، مساء الإثنين، موجهًا خطابه لـ’السيسي’: ‘الرئيس مرسي هو الذي اختارك من بين مئات من القادة العسكريين لتكون وزيرًا للدفاع، وقائدًا عاما للقوات المسلحة، وأعلى رتبتك العسكرية، ووضع فيك ثقته، وحلفت اليمين على الولاء للنظام واحترام الدستور والقانون، فانقلبت على ذلك كله، وخنت الأمانة، وعزلت الرئيس، واعتقلته وأخفيته، ثم رحت تهاجمه في وسط مجموعة من جنودك، وتنسب إليه من المواقف والتصرفات في غيابه ما هو منه بريء’.
    وتساءل: ‘هل لديك يا فريق من الشجاعة ما تسمح له بأن يرد عليك على الملأ ليعلم الناس أين هي الحقيقة؟، يقينا أنك لن تفعل، لخوفك منه وهو الرجل المدني الأعزل وأنت الرجل العسكري الذي يمتلك القوة المادية والأسلحة، لأنه صاحب الحق فهو الرئيس المنتخب شعبيا وأنت مجرد من الحق ومغتصب للسلطة ومنقلب على إرادة الشعب ودائما الحق أقوى من الباطل ولو كان ميزان القوة المادية ليس لصالح الحق’.
    واعتبر أن ‘الدليل على باطله تكراره أنه انقلب استجابة للإرادة الشعبية حوالى 20 مرة في ثلاث صفحات، مضيفًا أن ‘هذا معناه أنك فاقد للشرعية، وتتمسح فيها لعل الناس ينخدعون بقولك فرحت تكررها مرات عديدة على طريقة (اللي على راسه بطحة) كما تقول العامة’.
    وأضاف: ‘ما يدل على شعورك العميق بفقدان الشرعية تسترك بشيخ الأزهر وبابا الكنيسة لتجميل انقلابك المنكر، وكلاهما ليس من رجال السياسة، وماكان لهما أن ينغمسا فيها، كما أن هذا المسلك إنما يمثل لعبة شديد الخطورة، لأنه من الممكن أن يؤدي لفتنة طائفية نبذل قصارى جهدنا للقضاء عليها، وهذا أيضا يمثل تهديدا للأمن القومي’.
    وواصل: ‘سيادة الفريق، لقد كشفت عن وجهك الحقيقي حينما أمرت بقتل المواطنين المدنيين السلميين المعتصمين أمام دار الحرس الجمهوري مطالبين بالإفراج عن رئيسهم المنتخب والمختطف، لقد تبين مدى وحشيتك ودمويتك وأنت تأمر بقتل إخوانك في الوطن وهم يؤدون صلاة الفجر’.
    وأردف: ‘أيها الفريق لقد تحولت من قائد يحبه الناس إلى قاتل يمقتونه، وينتظرون قصاص الله منه، وأحسبه يكون قريبا، بإذن الله’.
    وأضاف: ‘تسعون للهيمنة على السلطة السياسية في الدولة ولو من وراء ستار، وقد تجلت هذه الرغبة في وثيقة السلمي التي أعددتموها له ودفعتموه لتقديمها بما تحمله من مواد فوق دستورية تتيح للجيش أن يكون حاميا ورقيبا على الشرعية الدستورية بحيث يحق له أن يقوم بانقلاب على السلطة الشرعية إن شاء ومتى شاء، ويتم ذلك بسلطة الدستور، ولما تصدى الشعب لهذه الوثيقة، وأسقطها ظلت الفكرة راسخة في أذهانكم معشر القادة الانقلابيين حتى نفذتموها في 3 /7 /2013م، وأصبحت أنت الحاكم الفعلي للبلاد بستار يتمثل في عدلي منصور ومن حوله’.
    وأشار إلى أنه ‘بالنسبة لحركة تمرد فهي صنيعة المخابرات، وقد بدأت حقيقتها تظهر في الفضائيات، كما أن زعمها أنها جمعت 22 مليون توقيع هو كذبة كبرى لم يقم عليها دليل واحد إلا الزعم الكاذب، أما مظاهرات 30 /6 فقد قابلتها مظاهرات أضخم بكثير استمرت حتى الآن أكثر من أسبوعين، وما زلتم تتعامون عنها وتمارسون إرهابًا حقيقيًا وعدوانًا وقتلا ضدها، في الوقت الذي كنتم تشجعون فيه مظاهرات 30 /6 وتحمونها، وتحرضونها بطرق غير مباشرة على حرق مقار الإخوان وحزب الحرية والعدالة، ومحاصرة المساجد، وقتل المصلين داخلها والاعتداء على الرجال والنساء ومنازل المؤيدين للشرعية والرئيس المنتخب’.
    وتابع معلقًا على كلمة ‘السيسي’، قائلًا: ‘ذكرت أنك نصحت الرئاسة في مواقف كثيرة، وذكرت أن القيادة العامة للقوات المسلحة أبدت رغبتها في أن تقوم الرئاسة نفسها بإجراء استفتاء يحدد به الشعب مطالبه، وذكرت أنك أمهلت الرئاسة أسبوعا، وبعد يومين أعددت خريطة للمستقبل تشرف على إجرائها، فقل لي: ماذا تكون السياسة إن لم تكن هذه كلها استغراق في السياسة؟ وهل هذا من اختصاص الجيش؟’.
    وقال: ‘ثم لماذا لم تنصح الجبهة الأخرى وقد كان بغيها وعدوانها ورغبتها في الإفشال وإسقاط النظام بعد إعاقته عن الإصلاح واضحا، فإسقاط المؤسسات الدستورية المنشأة كان هدفا (مجلس الشعب الجمعية التأسيسية الأولى ثم الانسحاب من الجمعية التأسيسية الثانية ومحاولة إعاقة الاستفتاء على الدستور وأعمال العنف في أرجاء الجمهورية ورفض دعوات الحوار التي دعا إليها الرئيس، وكذلك رفض المصالحة التي دعا إليها الرئيس والإصرار على رحيله، فمن هو الظالم المتعنت ومن هو المظلوم’.


    --------------
                  

07-18-2013, 05:46 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)





    .ضبط صواريخ غراد متجهة من السويس الى القاهرة.. وتحذير من تحول الإسلاميين إلى العنفحسنين كروم
    July 17, 2013


    القاهرة – ‘القدس العربي’أشارت الصحف المصرية الصادرة أمس الى سقوط سبعة قتلى ومئات الجرحى في المواجهات التي دارت في منطقة رمسيس بالقاهرة بين الإخوان المسلمين وأعوانهم من جانب، وبين الشرطة والأهالي من جانب آخر، وإلى الاشتباكات العنيفة بين الإخوان والأهالي في الجيزة، أي ان المعارك دارت بعيدا عن تمركز الجماعة وأنصارها، في رابعة العدوية ونهضة مصر، وبالتالي خنق المرور في القاهرة من غربها إلى شرقها وما يتفرع عنها من الأرض، وكذلك بالسيطرة على كوبرى أكتوبر في نفس الموقع، وبلغت بهم الجرأة، لبناء حائط فوق الكوبري، مثلما حاولوه في شارع صلاح سالم وطريق النصر، وعندما حضرت الشرطة لإزالة الحواجز وفتح الطرق صرخوا وهم يحملون لافتات بالانكليزية وصور مرسي.
    وأعلن عن التشكيل الوزاري، واستمر قطاع كبير من الشعب يهتم ببرامج التليفزيون والمسلسلات، والاستعدادات للاحتفال بذكرى العاشر من رمضان، وهو اليوم الذي عبر فيه الجيش المصري قناة السويس في السادس من اكتوبر سنة 1973، وكان عدد كبير من ضباطه وجنوده صائمين، وتم الإعلان عن نتيجة الثانوية العامة وكانت نسبة النجاح سبعة وسبعين وستة من عشرة في المائة.
    وإلى بعض مما عندنا:

    اشتباكات في الجيزة وجسر اكتوبر وسيناء

    ونبدأ باشتباكات الأهالي مع مناصري الاخوان خارج رابعة العدوية ونهضة مصر وبالتحديد حوالي جسر اكتوبر لأن هذه المنطقة وما يتفرع عنها، سواء من شوارع الجمهورية ومنطقة الفجالة وكلوت بك، تجارية وبها أعداد كبيرة من المحلات والباعة الجائلين وحركة سيارات الميكروباص، وأسرع عدد منهم للاختباء داخل مسجد الفتح وإغلاقه عليهم، واستمروا هكذا طوال اليوم، إلى أن قام الأهالي بإخراجهم منه باحترام شديد دون إلحاق أي أذى بهم، وفي رمسيس اعتدوا على المحلات التجارية والأهالي الذين اشتبكوا معهم، وأخرجوا ضابط جيش من سيارته وقتلوه، وقالوا انه دهس بالسيارة متظاهرين، والله أعلم، وامتدت الاشتباكات إلى عدد من المدن، وحدث تطور آخر، وهو أن أهالي مناطق رابعة العدوية وتلك القريبة منها مثل العباسية، وجسر السويس، والمرج ومصر الجديدة أي في شرق القاهرة، هددوا بالزحف على رابعة لإخراجهم منها بالقوة، كما هدد أهالي مناطق الجيزة بفعل نفس الشيء مع المتجمهرين في تمثال نهضة مصر، واستمرت العمليات الإرهابية في سيناء ضد الجيش والشرطة، وضبطت قوات الجيش أحد عشر صاروخ غراد، كانت قادمة من السويس إلى القاهرة، وهذا معناه انها سوف تستخدم لضرب قواعد عسكرية في القاهرة، كما بدأت التحقيقات في عمليات استيراد ملابس للصاعقة والجيش، ووضع رتب عسكرية عليها وادخالهم وحدات عسكرية، وقيادتها والاتجاه بها الى مقر وزارة الدفاع واحتلالها، والنزول بالمدرعات والدبابات للشوارع لفرض الأمر الواقع، وهو ما حذرنا منه منذ شهور.
    وكانت الصحف قد نشرت صورة لصفوت وهو في رابعة وداخل فانلته ما يشبه المدفع الرشاش، وظهر فجأة وزير الأوقاف السابق والاستاذ بجامعة الأزهر، الدكتور الشيخ طلعت عفيفي وخطب في المرابطين بتمثال نهضة مصر، وقال ان ما حدث تطبيق لقول الله، ولو دفع الناس بعضهم لبعض وأخذ يشيد بمرسي، والمهم انه عندما كان في منصبه صرح أكثر من مرة بأنه ليس من الإخوان، والآن انكشف وهو في نفس الوقت نائب رئيس الجمعية الشرعية للعاملين بالكتاب والسنة، ورئيسها الدكتور الشيخ محمد المختار المهدي، والذي كان في مقاله كل ثلاثاء بجريدة ‘عقيدتي’ الدينية يقوم بانزال آيات القرآن الكريم على الأحداث الجارية للدعاية للإخوان، الشيخ المختار حدثنا يوم الثلاثاء عن كليات الحقوق.

    ‘الوفد’ تسخر من مطالب
    امريكا الافراج عن مرسي

    والى المعارك والردود المتنوعة التي يضرب أصحابها في كل اتجاه وتكاد تنحصر كلها في الأوضاع الراهنة، وبدأها من يوم الاثنين في ‘الوفد’ زميلنا مصطفى عبيد بالسخرية من أمريكا ومرسي قائلاً: ‘أمريكا تطالب بالإفراج عن الرئيس المعزول وابنها البار وتابعها الملتزم وجلها الوفي الطائع إلى الأبد، الراضي بما قسم له مكتب الإرشاد الآن وبكل ثقة انكشف المستور ورفع الستار عن السريين تحت الأوراق، والاستقواء بالعم سام ضرورة والضرورات تبيح المحظورات، لا يمكن للولايات المتحدة التي تستحل قتل خصومها في حجرة نومهم ليلاً دون محاكمة أن تتحدث عن حقوق السجين مرسي، ليس من حقها أن تأمر فتطاع تطالب فيلبى طلبها تقول كلمتها فيصمت القانون، تدوس على إرادة الشعب المصري تحت أي مبرر وبأي زعم، تبدل الحال وتغير الرجال، ومن يقودون اليوم غير الأمس، لا مبارك ولا طنطاوي ولا مرسي وانهم فتية آمنوا بالوطن وزادهم الشعب حباً ووطنية، مرسي متهم تجب محاكمته ولا يجوز الإفراج عنه إلا بحكم القضاء المصري مثله مثل سلفه الذي سجن لأنه لم يوقف قتل المتظاهرين، وما تطلبه أمريكا لا يزيدنا إلا يقينا أننا نسير على الدرب الصحيح ما أخطأ الشعب المصري رميته سقط العملاء السريون’.

    ليس من حق احد أن يدعي
    إسقاط مرسي وعزله

    ونتحول إلى ‘المصريون’ وزميلنا بـ’الجمهورية’ بسيوني الحلواني وهو من التيار الديني، ومهاجمته للإخوان قائلاً: ‘لا فضل لأحد في خلع الرئيس المعزول ‘محمد مرسي’ وتخليص المصريين من فشله سوى جماعة الإخوان المسلمين، فالجماعة صاحبة الفضل الأول والأكبر على الشعب المصري في تخليصه من هذا الكابوس المزعج وهي وحدها ممثلة في مرشدها والعديد من قياداتها المستفزين والهائجين وتستحق أن نوجه لها خالص الشكر والتقدير ولقياداتها ندين بالجميل فهم بأخطائهم وتجاوزاتهم المتكررة الذين دفعوا الشعب إلى الخروج للميادين والشوارع ليقول للمعزول ‘ارحل’ فالوطن المنهك بالمشكلات والأزمات لا يتحمل أكثر من سنة من الفشل والأزمات الطاحنة.
    لذلك ليس من حق أية جبهة أو حركة أو حزب أن يدعي الفضل في إسقاط محمد مرسي وعزله وليس من حق أي فصيل سياسي أن يعتقد أنه صاحب فضل على المصريين في تخليصهم من مرسي، وليس من حق أحد أن يتحدث باسم هذا الشعب ويتحكم من جديد في رقابه ويفرض وصايته عليه هذه الحقيقة يجب أن يعيها الجميع، حزب النور، وحركة تمرد، وجبهة الإنقاذ وائتلاف جبهة 30 يونية، فلا وصاية لأي من هؤلاء جميعاً على الشعب المصري الذي رفض وصاية جماعة الإخوان المسلمين وتخلص منها في ثورة شعبية تاريخية أذهلت العالم وبالتأكيد لن يقبل هذا الشعب الأبي وصاية جديدة من أحد’وبعد أن قال بسيوني ذلك، كان طبيعياً أن يقول في نفس اليوم زميلنا بالأخبار علاء عبدالوهاب عن الإخوان.

    ‘الأخبار’: عن أي سلمية يتحدثون؟!

    وبعد أن قال بسيوني ذلك، كان طبيعياً أن يقول في نفس اليوم زميلنا بـ’الأخبار’ علاء عبدالوهاب عن الإخوان : ‘حتى من يملك عيناً واحدة ونصف عقل يدرك بسهولة شديدة أن إدعاء الإخوان ومماحاكاتهم اللفظية في تنويعات لا تقنع طفلاً بأن السلمية سبيلهم بينما الواقع يفضح حقيقة ما يضمرون وعلى الأرض دماء تسيل وقتل باسم الشريعة وتعذيب وتمثيل بالجثث، سلمية عن أي سلمية يتحدثون؟ يكفي رداً على هذا الادعاء استدعاء مشهد البلتاجي يربط بين ايقاف إراقة دماء جنود مصر في سيناء وعودة مرسي للعرش!
    فتاوى التكفير وعمليات القنص وإلقاء الأطفال الابرياء من أعلى البنايات، هل هي الإمارات الدالة على مفهوم السلمية وتطبيقاته الأصيلة لدى الجماعة’. صحيح عن أي سلمية يتكلمون؟

    ‘الاهرام’ تدعو لمصالحة وطنية

    والغريب في الأمر، أن أصحابنا في حزب النور السلفي يهربون من التوقف أمام هذه الجرائم، وأراد الناطق باسمهم صاحبنا نادر بكار الاتجاه وجهة أخرى بأن صاح في ‘أهرام’ الاثنين مطالبا الوزارة الجديدة: ‘انتهاج سياسة المصارحة للكشف عن حجم التحديات الاقتصادية والأمنية التي تواجهها الحكومة بأرقام دقيقة والتيقظ لمحاولات جرنا إلى معارك وهمية تتشتت فيها الجهود وتثبط الهمم، ومواجهة الاحتجاجات الفئوية إن ظهرت وذلك أمر متوقع، بحزم أمضى من ذي قبل وتحويل دفة الاهتمام إلى توظيف طاقة ملايين الشباب العاطل واستيعابها في المشاريع الصغيرة والمتوسطة، كل هذه مؤشرات أولية على الاستفادة من أخطاء الماضي أو سقوط في براثنها وملف المصالحة الوطنية تحد آخر يستلزم تعاملاً بحزم مع طوفان الكراهية الذي يكاد يغرق الوطن عن بكرة أبيه، وتعامل بحكمة يحتوي شباب التيار الإسلامي ويعيد دمجهم في الحياة السياسية والاجتماعية.
    المصالحة تتطلب خارطة طريق هي الأخرى أبرز ملامحها إيقاف الملاحقات الأمنية غير المبررة والإفراج عن كل من لم توجه ضده تهم محددة وميثاق إعلامي يجابه ثقافة الكراهية والتحريض ودعوات الإقصاء وحتى لا تتكرر الأخطاء أيضاً فإن الحزم مطلوب منذ البداية لرسم الفارق الدقيق بين تفهمنا لما تمثله مصر من ثقل إقليمي وعالمي يجعل دولاً كثيرة، تمد يد العون لإقالة عثرتنا بما يعود بالنفع، والاستقرار وبين أن تصير مصر دون ان ندري ميدانا يتبارى عليه لاعبوا الخليج. أو ساحة لاقتسام النفوذ بين واشنطن ومنافسيها، ولا أدري أفات وقت التنبيه أم ما زال متاحاً لنصيحة الحكومة المقبلة تبني فلسفة الحكومة الرشيقة لإدارة الجهاز الحكومي البيروقراطي شديد الترهل’.

    ‘الأهرام’: مشكلة حزب النور
    رغبته أن يرث تركة الإخوان

    المهم انه في نفس عدد ‘الأهرام’ كان زميلنا إبراهيم الدسوقي في حالة غضب ضد حزب النور. فقال عن انتهازيته السياسية: ‘ولعل أقطاب النور يفطنون إلى أن انقلابهم على الإخوان بفضحهم خططهم لأخونة الدولة حدث بسبب تراجع الجماعة عن وعودها بأن تتقاسم معه المواقع القيادية المؤثرة في حركة المجتمع وتوجهاته فاختلافهما كان على الحصص والعطايا وليس المصالح العليا للبلاد، لأن الحزب ظل يؤيد خدعة مشروع النهضة الوهمي حتى الرمق الأخير، ورفض رفضاً تاماً خلع مرسي من الرئاسة ويكاد يصعب العثور على تصريح يعتد به من النور يدعو لرحيل مرسي من السلطة، وكذلك فيما قدمه من مبادرات للخروج من الأزمة الحادة السابقة على طوفان الثلاثين من يونيو الجارف، فضلا عن أنه لم ينتقد دعوات التحريض الإخوانية على سفك الدماء والاقتتال الداخلي قبل ثورة 30 يونيو وبعدها، وجزء من مشكلة وأزمة النور حالياً رغبته في أن يرث تركة الإخوان سياسياً واجتماعياً ظناً بأنه الأولى والأحق بها وأنه يستحق بجدارة الجلوس في المقعد الأمامي ويرتكن الى ان قاعدته الشعبية أوسع وأعرض من قاعدة أبناء وأحفاد حسن البنا يترافق مع ذلك إحساسه بهلع يصل لحد المرض من تهميش الإسلاميين تمهيداً لإقصائهم، هكذا يفكرون، وربما معاناتهم مرة أخرى الملاحقات الأمنية كما كان حالهم في عهد الرئيس الاسبق حسني مبارك، وهم يتغافلون عن أن التيار الإسلامي من المكونات الأساسية في التركيبة والشخصية المصرية ومن المستحيل تنحيته جانباً أو تحجيمه نظراً لتأثيره على قطاعات كبيرة من المصريين’.

    ‘الوطن’: على خصوم الحركة الإسلامية
    ألا يضعوها أمام طريق مسدود

    طبعاً، طبعاً، ثم نصل إلى صديقنا والكاتب وعضــو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، وأفضل وأنقـــى عناصرها وأكثرهم استقامة فيم وقفه، الدكتور ناجح إبراهيم وقوله في نفس اليوم – الاثنين – في ‘الوطن’:
    1- على خصوم الحركة الإسلامية ألا يضعوها أمام طريق مسدود، بحيث لا يكون أمامها سوى الخيارات السيئة والسلبية للجميع، وعليهم أن يفتحوا أمامها السبل الايجابية التي تحفظ كبرياءها وكرامتها، وتضعها في المكانة السياسية اللائقة، بها وبتاريخها وكفاحها وألا تغمطها حقها وألا تظهر الشماتة فيها أو تحول ايجابياتها الى سلبيات في غمرة الشعور بانتصارها عليهم، وليحذر الجميع إقصاء الحركة الإسلامة لأن ذلك كله يتنافى مع كل قواعد الإسلام والديمقراطية والمواطنة ويضر الوطن كله بلا استثناء ضرراً بالغاً.
    2- وليحذر الجميع تعميم الأحكام أو المسؤولية ‘ألا تذر وازرة وزر أخرى’.
    3- اعتقد ان الذين يطلقون النار على الجيش والشرطة في سيناء ليسوا من الإخوان، بل أكاد أزعم انهم كانوا يكفرون الإخوان ود. مرسي، ولكن أعمالهم الآن ستحسب على الإخوان وستضرهم.
    4- وعليهم أن يستدركوا الخطأ الاستراتيجي الذي وقع فيه د. مرسي وقادة الإخوان من قبل بربط أنفسهم بدعاة متشددين أو بجماعات تحمل أفكاراً تكفيرية أو جهادية فما كان ينبغي للرئيس أن يربط نفسه والدولة المصرية كلها بأصحاب الخطاب المتشدد أو التكفيري.
    5- على الحركة الإسلامية أن تدرك ان القضايا العادلة يحولها العنف الى قضايا خاسرة لا يتعاطف الناس معها، ولنا تاريخ طويل في ضياع قضايانا بالعادلة بالحماسة الزائدة أو التصرفات الطائشة أو المغامرة بالعنف.
    أما الوسائل السلمية المتدرجة والمحسوبة التي لا يترك زمامها للخطباء والمهيجين، ولكن يقودها الحكماء الذين لا يستفز عقولهم ضياع منصب ولا يستخف عقولهم زوال سلطان ويحسون اختيار أقل المفسدين إن لم يكن هناك سبيل لدرئهما معاً.
    6- لا أريد للإخوان والحركة الإسلامية الطيبة أن تدفع فاتورة بعض التفجيرات التي يمكن ان يقوم بها التكفيريون هنا وهناك، لأن الفاتورة حينها ستكون باهظة وظالمة أيضاً’.

    فكرة الإقصاء لم يطالب
    بها أحد من المعارضين

    وناجح هنا يتجنب تصريحات عاصم عبدالماجد عضو مجلس شورى الجماعة، الدموية وقوله، أرى رؤوساً أينعت وقد حان وقت قطافها، وعمله لحساب الإخوان ومعه طارق الزمر، الذي خطب في إمارة رابعة العدوية صارخاً ومطالباً بسحق المعارضن، وغيرهم وغيرهم، وكأن الآخرين سيصيبهم الرعب من هذه التهديدات أو الأعمال، وأنا أفهم أسباب تجنبه هذه الإشارة الصريحة، وممارسة النقد الذاتي على بعض من قيادات جماعته.
    والحقيقة أن فكرة الإقصاء لم يطالب بها أحد من المعارضين، قادة أو أحزاباً، وأخشي أن يكون مفهوم عدم الإقصاء هو منع أي ملاحقة قانونية لأي مسؤول استغل نفوذه أو سرق أو خالـــف القـــوانين أو قتــــل، واعتدى، أو تجسس لحساب دولة أخرى، فهذه الملاحقات القانونية هي عدل السماء والأرض، أما الإقصاء وهو حرمان فرد أو جماعة من حقها السياسي العلني في إطار الدستور والقانون فهو مرفوض ولم يطالب به أحد كما قلنا.

    مصالحة وطنية حقيقية
    لا تستثني أحداً

    وآخر زبون عندنا في قضية المصالحة سيكون زميلنا وصديقنا بـ’الأهرام’، فتحي محمود – ناصري – وقوله يوم الثلاثاء: ‘لن تتمكن مصر من عبور أزمتها الحالية والانطلاق نحو المستقبل إلا بمصالحة وطنية حقيقية لا تستثني أحداً، وتقوم على أسس محددة تضمن استقرار الأوضاع، والالتزام بالمصالح العليا للبلاد، أن سياسة الإقصاء التي تمسك بها نظام الإخوان خلال السنة التي حكم فيها مصر، كانت سبباً رئيسياً في سقوطه، ولا يجب تكرار هذه السياسة من جانب أي قوى سياسية، لأن مصر أكبر من أن يحكمها فصيل سياسي وحده أياً ما يكون، والمصالحة الوطنية لا تعني التغاضي عن أي جريمة ارتكبها أي أشخاص أو حزب أو جماعة’.

    ‘الوفد’: غرائب ما يدور
    في رابعة العدوية

    وإلى رابعة العدوية، وما يدور فيها لدرجة أن زميلنا في ‘الوفد’ عصام العبيدي شبهها يوم الثلاثاء بإمارة، وقال عنها: ‘ما يتوارد إلينا من اعتصام الإخوان في رابعة العدوية ونهضة مصر هو شيء يحتاج لأطباء نفسيين للوقوف على الحالة لرواد الاعتصام، فهؤلاء تعرضوا لأسوأ عملية غسيل مخ في التاريخ، أخبروني كيف يقف أحد على منصة الاعتصام ويخاطب الجمع الغفير بأنه رأى سيدنا جبريل يصلي بجواره بالميدان، بينما وقف ثان يؤكد انه رأى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وكان الرئيس مرسي يصلي خلفه، وعلى كتفيه عدد من الحمامات، وفجأة تنبه الرسول وهو يؤم الصلاة، لوجود مرسي فخاطبه قائلا: ‘تقدم يا مرسي لإمامة الصلاة، ولم تترك المرأة الملعب خاليا لأحلام الرجال، فخرجت واحدة منهن على المنصة لتقول انها مسيحية وجاءت للاعتصام بعد ان استيقظ ضميرها وكشفت للمعتصمين ان بعض القساوسة يتلون قراءات معينة على زجاجات مياه، وهذه المياه من يشرب منها يتحول إلى شيطان رجيم، أي ان معظم معارضي مرسي الذين نزل منهم للشارع اثنان وثلاثون مليون شخص شربوا من هذه المياه المسحورة’.

    ‘اليوم السابعand#8242;: تصريحات
    محمد البلتاجي تثير الاستغراب

    ومن بين الذين وقفوا على منصة إمارة رابعة كان واحد قال عنه في نفس اليوم زميلنا وصديقنا ورئيس التحرير التنفيذي لـ’اليوم السابعand#8242; أكرم القصاص وهو يعلق على الإرهاب في سيناء: ‘تصريحات محمد البلتاجي التي اعلنها على منصة رابعة، وقال فيها ان العنف يتوقف حال عودة رجلهم وهي تصريحات تكشف عن العلاقة بين الإرهابي والجماعة ويثير الأسئلة، لماذا تفكر جماعة في السلطة وتحت أيديها كل الأدوات والأجهزة في بناء ميليشيات أو دعم جماعات إرهابية، الإخوان من تنظيم دولي، وهذا التنظيم من يحرك الجماعات ويرسم الخطط، وعلى الجماعة التنفيذ، ولعل هذا هو ما يكشف العلاقة بين تصريحات البلتاجي والعمليات والتنظيم الدولي، وإذا طبقنا نظرية المؤامرة، يمكن ان نربط بين التنظيم الدولي للإخوان وما يجرى في العراق وافغانستان’.

    ‘الوطن’: معتصمو رابعة
    ضحايا أكثر منهم طرفا مذنباً

    ومن بين الذين اهتموا بما يحدث في إمارة رابعة زميلنا وصديقنا عماد الدين أديب وتحذيره من الموجودين بقوله عنهم في نفس اليوم – الثلاثاء – في ‘الوطن’: ‘يجب ان نتعامل مع معتصمي رابعة العدوية على انهم ضحايا أكثر منهم طرفا مذنباً، غرست في عقولهم فكرة على مر السنين وتم تكثيفها في الآونة الأخيرة، ويؤمن هؤلاء حسب تصريحاتهم بأن المجتمع الدولي كله يقف مع الاعتصام ومع عودة الدكتور مرسي لمقعد الرئاسة وان قطعتين من الاسطول الأمريكي تقفان قبالة الساحل المصري تمهيدا للتدخل السريع لنجدة الإخوان، هذا العالم الافتراضي الذي صنعه الإخوان لأنفسهم هو أساس الأزمة التي تحياها الجماعة الآن، ودون التعامل الجدي مع هذا المنطق المخالف تماما لحقائق الأمور، فان الأزمة سوف تستفحل والصراع قد ينقلب أكثر دموية، انها حالة نفسية عقلية جماعية يدبرها قادة الجماعة من على منصة رابعة العدوية بهدف استخدام هذه الحشود كورقة ضغط سياسي وابتزاز نفسي ضد الداخل المصري، هل هذه الحالة النفسية قابلة للحوار راغبة في التسوية جادة في الوصول الى حلول حقيقية؟ ان مثل هذا المنطق الذي يسيطر على عقول هؤلاء الضحايا سوف يحول هؤلاء الضحايا الى قنبلة بشرية موقوتة قابلة للانفجار في أقرب وقت’.

    ‘الأخبار’: البطالة وراء الاعتصامات

    لكن كان لزميلنا بـ’الأخبار’ خفيف الظل عبدالقادر محمد علي في المعتصمين في رابعة والنهضة قال عنهم في نفس اليوم – الثلاثاء – في بروازه المتميز – صباح النعناع: ‘لولا البطالة المنتشرة في الصعيد وبعض محافظات الدلتا لم استطاع الإخوان حشد الآلاف من المواطنين البسطاء في إشارة لرابعة وميدان نهضة مصر هؤلاء يعرضون حياتهم لأشد المخاطر بسبب لقمة العيش، تركوا أسرهم وركبوا أتوبيسات الحرية والعدالة الى القاهرة للعمل باليومية لدى البلتاجي وصفوت حجازي، بعضهم فقد حياته في غزوة الحرس الجمهوري، والبعض الآخر قتله الإخوان لإلصاق التهمة بالجيش، وآخرون ينتظرون مصيرهم الذي يحدده قادة جماعة فشلت في الاستيلاء على مصر فاستولت على عقول وإرادة الغلابة’.

    مطلوبون للعدالة
    في ميدان رابعة العدوية

    وفي نفس العدد أراد زميله عاطف زيدان المساهمة بقدر ولو يسير في حكاية إمارة رابعة وأسرارها، فقال: ‘صدرت أوامر من النيابة العامة بضبط وإحضار عدد من قيادات الإخوان، والجماعة الإسلامية لاتهامهم بالتحريض على العنف وقتل المتظاهرين، ولم يجد المطلوبون للتحقيق، ملاذاً آمنا للإفلات من العدالة أفضل من ميدان رابعة العدوية فمعتصمو السمع والطاعة بآلالاف بينهم نساء وأطفال وشيوخ، ناهيك عن مفتولي العضلات من الحراس والبودي جاردز مما يجعل إمكانية القبض عليهم صعبة ان لم تكن مستحيلة، لذا يحرص هؤلاء من أمثال صفوت حجازي على إبقاء ميدان رابعة زاخرا بالمعتصمين، لا للمطالبة بعودة الرئيس المعزول فقط، وإنما للبقاء في مأمن بعيدا عن أيدي رجال الشرطة’

    ----------------

    المؤتمر بجناحيه الوطني والشعبي هما آخر من يتحدث عن الشرعية
    Updated On Jul 16th, 2013

    سليمان حامد


    عندما يتظاهر أكثر من 25 مليون مصرياً وتفيض بهم ساحات مدن وصعيد قصر وميادينها على سعتها، بعد أن جمعوا أكثر من 22 مليون توقيعاً، فهذه قمة الشرعية. وهو رقم يساوي أضعاف أضعاف ما حصل عليه مرسي عندما انتخب رئيساً للجمهورية.

    كلمة الشعب هي القول الفصل وهي الشرعية الحقيقية التي تجسدت في مقدرة شعب مصر البطل على شل الحياة تماماً في كافة انحاء البلاد. هناك سؤال يفرض نفسه بإلحاح وهو موجه لدعاة المطالبة بالشرعية: هل انتظر الشعب المصري الحاكم الفاسد حسني مبارك ليستكمل دورته الشرعية في الرئاسة ويواصل معاناته وفقره وجوعه حتى يكمل سيادته دورته؟ عندما يحول الحاكم يحاة شعبه إلى جحيم لا يطاق، وينفذ صبره من كثرة ماعانه، عندها لن يطلب الأذن من أحد وتصبح الشرعية خارج إطار حساباته، فالجوع كافر حتى بتشريعات السماء وإلا لما رفعت الحدود في عام الرمادة. هذا ما جعل شعب مصر يثور في 25 يناير ويطيح بنظام مبارك ويلقي به في مزبلة التاريخ.
    أما إذا قارنا عدد الذين تظاهروا ضد نظام مرسي فقد كانوا ثلاثة أضعاف أولئك الذين خرجوا ضد نظام حسني مبارك، وفقاً لما أبرزته الصحف المصرية والقنوات العالمية لأن مرسي الذي مثل أقبح رمز للإسلام السياسي في مصر بقيادة الأخوان المسلمين، فعل في أقل من عام ما لا يقل عن ما فعله مبارك طوال سنوات حكمه. أصدر التشريعات والقوانين التي تجعل منه حاكماً مطلق الصلاحيات، وتجعل من مصر ضيعة خالصة للأخوان المسلمين، ومن الشعب المصري الذي صنع المعجزات بكل تراثه وإرثه الحضاري يعيش على هامش الحياة. أوغل في الفساد بكل ما يمكن الأخوان المسلمين وتيار الإسلام السياسي، رغم أنهم يمثلون أقلية لا تذكر بالنسبة لشعب مصر.

    هذه هي الطبيعة الطبقية للإسلام السياسي في اي بلد يمسك فيها بزمام السلطة. إذ سرعان ما يغيرون كل شعاراتهم المخادعة الماكرة ويشرعون في (التمكين) بالسطو على كل مفاصل السلطة والثروة. فمنهم من قال أنهم خالدون فيها أبدا، أو باقون فيها إلى يوم يبعثون.

    وأبرز مثال على ذلك هو نظام الحكم الشمولي للإسلام السياسي في السودان بقيادة المؤتمر الوطني حيث قال قادته إنهم لن يسلموه إلا إلي سيدنا عيسى.

    وعندما يحاصرهم الشعب ويشعرون بأن نهايتهم آنية لا ريب فيها يغرون بكل الأساليب بعض الأحزاب للمشاركة في الحكم ويجزلون لهم العطاء. إلا أن دورهم لا يتعدى طوق النجاة والديكور.

    يؤكد ذلك ما حدث في دار المؤتمر الوطني أثناء التوقيع على مشاركة لاحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، حين تحدث أحد وزرائه قائلاً بأنهم سيغيرون الأوضاع وسيكون الاقتصاد أفضل حالاً وسيعيدون للجزيرة سيرتها الأولى، وأنهم سيطلقون الحريات، ألقمه نافع على نافع حجراً. إذ رد عليه في ذات اللحظة قبل أن يجف مداد مراسيم المشاركة في الحكم، إنك ستستمر ببرنامجنا وليس فيه أي تغيير ولن نسمح لأحد بالمزايدة علينا. ولهذا فإن حزبي المؤتمر الوطني والشعبي هما آخر من يتحدث عن الشرعية.

    إذا كان ما قاله إبراهيم السنوسي ومن شايعه من المتظاهرين من جماعة الإسلام السياسي من الفريق أول السيسي بأنه قاتل وخائن وسفاح العصر –رغم أنه لم يقم بإنقلاب- بل رضخ لرغبة الأغلبية الساحقة من الشعب المصري- فهل تنطبق هذه التهم على من قام بانقلاب فعلي في 30 يونيو 1989م، وانتزع السطلة قسراً بقوة السلاح من نظام ديمقراطي جاء عبر انتخابات ديمقراطية وفعلوا كل ماحاق بالبلاد من دمار اقتصادي وسياسي وخدمي.

    هل نسى قادة المؤتمر الشعبي أنهم شركاء في كل ما حدث في البلاد من خراب ومآسي حتى المفاصلة التي أقصتهم عن الحكم.

    إن مشاركة حزب المؤتمر الشعبي في مثل هذه التظاهرة المهزلة والتي سيكون لها تداعيات خطيرة على مستقبل العلاقات السودانية المصرية هو نوع من (التتييس السياسي) تحت ستار الدفاع عن الإسلام. إنه في حقيقته دفاع ليس عن الإسلام بل عن نظام طبقي فاسد، حُمِّل فيه المؤتمر الشعبي وجه القباحة، بينما قيادات السلطة وحزبها الحاكم ساروا في مؤخرة الموكب. وهذا خداع بائن. ألم ينفي وزير الخارجية السوداني خبر المذكرة الذي قيل أن البشير أرسلها إلى مرسي بعد الإطاحة به.

    يا هؤلاء، في الصراع السياسي الطبقي يستحيل أن تجري مع الغزلان وفي ذات الوقت مع الكلاب التي تطاردها.

    لا نملك إلا أن نبعث بالتجلة للشعب المصي البطل الذي –لا يعلم الكثيرون- أنه بهذه الثورة غير وجه التاريخ لا في مصر وحدها بل سيمتد أثرها إلى كل المنطقة.
                  

07-18-2013, 06:59 AM

د.ماجدة ميرغني


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)

    Quote: لا نملك إلا أن نبعث بالتجلة للشعب المصي البطل الذي –لا يعلم الكثيرون- أنه بهذه الثورة غير وجه التاريخ لا في مصر وحدها بل سيمتد أثرها إلى كل المنطقة.


    الاخ الكيك
    شكر ليك على هذا الجهد والمثابرة بمتابعة وتحليل ما حدث في مصر
    وشكراً للاخوان في مصر في كشف مقاصدهم بتلك السرعة..
    والتحية للشعب المصري الذي سوف تغيير ثورته مستقبل المنطقة والى الابد
    تقديري واحترامي
                  

07-18-2013, 07:00 AM

د.ماجدة ميرغني


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)

    Quote: لا نملك إلا أن نبعث بالتجلة للشعب المصي البطل الذي –لا يعلم الكثيرون- أنه بهذه الثورة غير وجه التاريخ لا في مصر وحدها بل سيمتد أثرها إلى كل المنطقة.


    الاخ الكيك
    شكر ليك على هذا الجهد والمثابرة بمتابعة وتحليل ما حدث في مصر
    وشكراً للاخوان في مصر في كشف مقاصدهم بتلك السرعة..
    والتحية للشعب المصري الذي سوف تغيير ثورته مستقبل المنطقة والى الابد
    تقديري واحترامي
                  

07-18-2013, 10:38 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: د.ماجدة ميرغني)

    شكرا لك
    الاخت ماجدة
    واتمنى ان تتواصلى معنا هنا فى هذا البوست التوثيقى وبوستات اخرى نوثق فيها لاهم الاحداث المهمة
    تحياتى لك
                  

07-21-2013, 07:28 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)



    أنباء عن تعرض السيسي لمحاولة اغتيال.. ومفتي الاخوان يبرئ الجيش من مذبحة الحرس الجمهوريحسام عبد البصير
    July 19, 2013


    القاهرة ‘القدس العربي’ فيما كانت مصر تستعد للاحتفال بذكرى انتصارات العاشر من رمضان المجيدة كان الاسلاميون يعيدون ترتيب صفوفهم على امل ان يعيدوا رئيسهم المختطف لسدة عرشه بينما كانت صحف مصر تستعد لصب مزيد من الزيت على النار أملاً في الرواج بعد ان تسلل إليها الكساد، غير ان تلك الصحف التي شهدت العديد من المعارك فتحت خزانة الأسرار للساعات الاخيرة قبيل عزل الرئيس المنتخب والمفاوضات التي جرت هنا وهناك، ومن ابرز التقارير ما نشر عن تعرض وزير الدفاع لمحاولة اعتداء، إذ لم يستبعد اللواء ثروت جودة وكيل جهاز المخابرات سابقًا محاولات إغتيال الفريق أول عبد الفتاح السيسي ومن الوارد أن يكون قد حدث، مشدداً على أن جماعة الإخوان لا تؤمن بالمواطنة، مؤكدا ان أجهزة المعلومات الموجودة في مصر من أقوى الأجهزة الموجودة في العالم، وهناك تأمينات ضخمة على الفريق السيسي، وأوضح قائلا ‘أنه يتوقع أن تتكرر هذه المحاولات أكثر من مرة الفترة المقبلة’، مشيرًا إلى أن جماعة الإخوان تراهن على سيناء التي تحاول من خلالها القيام بأعمال عنف وشغب، ولكن أجهزة المعلومات المصرية لديها المعلومات الكافية لوقف أي عملية قبل تنفيذها، وجنباً إلى جنب مع اخبار وزير الدفاع حرصت صحف الجمعة عبر العديد من الكتاب السخرية من الرئيس المعزول الذي قامت السلطات بسحب حوازات السفر الدبلوماسية الخاصة به وبافراد عائلته. وحفلت الصحف بالتقارير التي تهاجم معتصمي الاخوان في حي رابعة العدوية متهمة اياهم بانهم يتسببون في كثير من المتاعب للاهالي. واشارت اكثر من صحيفة الى اقتراب فض اعتصام الاسلاميين بالقوة، فيما مثلت الاحتفالات بذكرى انتصارات العاشر من رمضان هذا العام حضوراً خاصاً فثوار التحرير يعتبرونها فرصة للقضاء على ما تبقى من حكم الاسلاميين مناسبة لتحية القوات المسلحة، فيما اعتبرها الاسلاميون يوم استعادة الشرعية وإعادة حكم الاخوان فأي الفريقين ستصدق نبوءته هذا ما سوف تكشف عنه الساعات المقبلة ولنتوجه للمعارك الصحافية التي باتت اشد سخونة من المعارك التي على الارض والتي تسال فيها الدماء بين الاسلاميين وخصومهم:

    ‘الاهرام’: مصر سقطت في سنة اولى ديمقراطية

    السؤال الذي يردده الكثير من المهتمين بالشأن المصري، هل سقطت مصر في اولى خطواتها الديمقراطية وهو ما يقر به فاروق جويدة في صحيفة ‘الاهرام’، الذي يجمل اسباب التعثر فذلك المسار عبر العام الاول من مسيرة الثورة للاسباب التالية: ‘اول اخطاء تجربتنا مع الديمقراطية ان التيارات الإسلامية اعتبرت ان ثورة يناير كانت ثورة إسلامية، ولم تكن ثورة مصرية فخلعت عنها ثوب الوطنية لترتدي ثوبا دينيا، ولهذا تم بناء كل شيء على هذه المقدمة الخاطئة.. لم يحاول التيار الإسلامي ان يوازن مواقفه وهو يعيد تشكيل الدولة المصرية بين اهدافه واطماعه وحقوق بقية المصريين كان الخطأ الثاني ان البعض منا تصور ان الديمقراطية هي فقط صندوق الانتخابات والحشود المليونية وان على الشعب ان يخضع للحكم الجديد الذي استخدم الدين الى ابعد مدى، وراهن على حشوده الضخمة وان الشرعية تعني اصوات الناخبين.. وعن الخطأ الثالث يقول جويدة: كان الخطأ الثالث من نصيب الوجه الآخر من النخبة وهو ما اطلقوا عليه النخبة المدنية، رغم ان مصر لم تعرف هذه التقسيمات وكان هناك تداخل عميق بين مكونات الإنسان المصري في تدينه وانفتاحه على الآخر، وكانت لدينا نماذج دينية قام فكرها على اسس ليبرالية، وكانت لدينا نماذج ليبرالية لم تتخل عن مقوماتها الدينية ونرى ذلك واضحا عند كتابنا الكبار في إسلاميات العقاد وكتب السيرة عند طه حسين ورؤى لطفي السيد وهيكل باشا وعبدالرازق ومحمد عبده، حتى ان سيد قطب نفسه بدأ حياته ناقدا وشاعرا وهو اول من قدم عميد الرواية العربية نجيب محفوظ’.

    سيناريو الجزائر مرشح للتكرار

    ونبقى مع ‘الاهراء’ ومقتطفات من حوار مع امير الجماعة الاسلامية السابق كرم زهدي وحول سؤال عما قام به الجيش من اقصاء للرئيس المنتخب، وهل يعد انقلاباً كما تعتقد بعض التيارات والجماعات الإسلامية قال: ‘ليس انقلابا بالتأكيد لأن العسكريين لم يحكموا ولن يحكموا ولكنهم يقفون لحماية المجتمع والتدخل في الوقت المناسب، وبعيدا عن المسميات التي تسود الموقف السياسي في هذه الأيام فانضمام الفريق السيسي والقوات المسلحة الى صفوف الشعب هو انضمام نصر كما يروق للبعض أن يسميه وحول أحداث الحرس الجمهوري وهل تعد مفتعلة لتوريط الجيش في دوامة العنف، قال كرم يؤسفني، كما يؤسف كل مصري وعربي ومسلم، أن يتنازع الناس على أمر من أمور الدنيا تسيل من أجله الدماء وتتناثر الأبدان ويفقد الحميم حميمه ثم يصل الى منتهاه، فلا يدري القاتل في ما قتل ولا المقتول في ما قتل جاء الزمان يحمل على جنباته شبابا يلقي به من القمم الشاهقة ثم يجهز عليه من بعد الهاوية ويصرخ والداه وتضيع صرخاتهم بغير مجيب وكأني برسول الله صلى الله عليه وسلم ينادي من الزمن البعيد بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم ألا أنها ستكون فتن القاعد فيها خير من الواقف والواقف فيها خير من الماشي فبادروا بالأعمال وحول امكانية تكرار سيناريو العنف في الجزائر على الأرض المصرية اجاب زهدي: نعم اعتقد أن تتحول مصر الى نفس سيناريو الجزائر، خاصة إذا رفض الإخوان أو تأخروا في التفاوض والحوار مع الدولة، والمخرج الوحيد من هذا المأزق هو الاستجابة للحوار والتساهل في الوصول الى حل’.

    التحولات في حياة
    البشري تثير الدهشة

    والى الكاتب الشاعر احمد عبد المعطي حجازي الذي يتساءل عن اسباب تلك التحولات التي تصل لحد التناقض في حياة المستشار والمفكر طارق البشري: ‘حين نختلف مع المستشار طارق البشري لا نختلف مع القانوني الضليع، ولا ننكر عليه علمه وفقهه، ولكننا نختلف مع السياسي صاحب المواقف المتغيرة التي لا ندري إن كان يحتكم فيها لفقهه ويمتثل لعلمه، أم أنه على العكس يضع فقهه وعلمه في خدمة تحولاته السياسية التي يعتبرها الآن حقاً أدار له ظهره في مراحل سابقة، ثم رجع إليه الآن، والرجوع إلى الحق فضيلة. لقد انتقل المستشار البشري من مواقفه السابقة التي كان ينحاز فيها للديمقراطية والعدالة الاجتماعية، ويتحدث عن الفكر العلمي الاشتراكي والطبقات الكادحة، ويستشهد بسلامة موسى ولينين، ويعارض في المقابل جماعة الإخوان، ويتهمها بتسخير الدين للسياسة، والانحياز للقصر الملكى وللأقليات الحزبية والحكومات الرجعية التي استخدمت الإخوان وشجعتهم وأمدتهم بالأموال، وسمحت لهم بإنشاء التنظيمات العسكرية وشبه العسكرية، هذا الموقف الذي اتخذه طارق البشري ووضحه، وأكده بفيض من المعلومات والوثائق في كتابه ‘الحركة السياسية في مصر’ الصادر في سبعينيات القرن الماضي، تراجع عنه في العقود الأخيرة، وفيما أصدره خلالها من مؤلفات وفتاوى قانونية أعلن فيها انحيازه الكامل لفكر الإخوان الذي يتناقض مع روح العصر ومبادئه ومطالبه، لأنه يجعل الدين أساساً للدولة ومصدراً وحيداً للتشريع ومرجعاً للنشاط الثقافي، كما نرى في ما كتبه المستشار البشري عن الجامعة الدينية والجامعة الوطنية، وعن الشريعة والقانون الوضعي، وعن الإسلام والعلمانية، وكما فعل في الفتوى التي أصدرها وهو يرأس الجمعية العمومية لمجلس الدولة حول دور الأزهر في الرقابة على المصنفات الفنية، وأعطى فيها الأزهر الحق في مراقبة الإنتاج الثقافي المصري ومصادرة ما يرى فيه خروجاً على قيم الإسلام’.

    حكاية منصور والبرادعي
    وبينهما السرجاني

    وإلى مزيد من المعارك الصحافية وهذه المرة يقودها خالد السرجاني في ‘المصري اليوم’ ضد احمد منصور بسبب حربه ضد محمد البرادعي: كتب مذيع قناة ‘الجزيرة’ الإخواني أحمد منصور الثلاثاء الماضي في عموده اليومي في جريدة ‘الشروق’ مقالا تحت عنوان: ‘سر التمسك بالبرادعي’، يريد فيه أن يوحي بأن الغرب، أي الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، نصحا المعزول محمد مرسي أكثر من مرة بأن يعين الدكتور محمد البرادعي رئيسا للوزراء. والمقال كتب بأسلوب يريد أن يوحي لقارئه بأن البرادعي رجل الغرب وأمريكا، وبالتالي لا بد من إعطائه دورا في هذه المرحلة، وأنا أشفق على الكاتب من جهله لأنه لو قرأ مذكرات أي من المسؤولين الرسميين الأمريكيين، مثل كوندوليزا رايس أو دونالد رامسفيلد أو جورج دبليو بوش أو ديك تشينى أو جون بولتون، لعرف موقف الولايات المتحدة من البرادعي لأنه لم يمكنها من الاعتداء على العراق بغطاء دولي مستمد من الأمم المتحدة. ولو كانت الولايات المتحدة حريصة على البرادعي لمكنته من أن يكون رئيسا للجمهورية بدلا من محمد مرسي الذي أتت به إلى المنصب بضغوط على المجلس العسكري، وتفاصيل ذلك ذكرت في أكثر من مصدر موثوق فيه وإذا صح ما نسبه منصور إلى خيرت الشاطر من أن المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين طلبوا من مرسي تعيين الدكتور محمد البرادعي رئيسا للوزراء، فإن ذلك ليس له سوى تفسير واحد فقط وهو أنهم أرادوا أن يعطوا قبلة الحياة للرئيس المعزول بعد أن أدركوا انهيار شعبيته’.

    سر سعادة اشتون بعد غضبها

    ونتحول نحو صحيفة ‘الوطن’، حيث يسرد عماد الدين سبب التحول في نظرة كاثرين أشتون، ممثلة الاتحاد الأوروبي نحو قرار عزل مرسي الذي تحفظت عليه في السابق، حيث خرجت من مصر وهي مطمئنة وراضية عن نتائج زيارتها الأولى لمصر عقب ثورة 30 يونيو والتغييرات الكبرى في شكل وهيكل نظام الحكم في البلاد ويجمل اديب أسباب الرضا والاطمئنان تعود إلى عدة أسباب أهمها يمكن إجماله على النحو التالي: إن الجيش لم يتول السلطة بشكل مباشر أو غير مباشر وتشكيل حكومة تكنوقراط تعبر عن اتجاهات مقبولة من المجتمع الدولي وحصول الدكتور محمد البرادعي على منصب نائب رئيس الجمهورية للعلاقات الدولية وهو أمر يبعث الثقة وتأكيده ولأول مرة رسمياً قبول ودعوة مصر دول الاتحاد الأوروبي لمراقبة الانتخابات البرلمانية المقبلة وذلك يعتبر تحولا جذريا في الموقف الرسمي المصري خلال هذا القرن والقرن السابق والسماح للمسؤولة الاوروبية بمقابلة ممثلين عن تيار جماعة الإخوان بيسر وسهولة وتأكيد المسؤولين المصريين عدم اعتراضهم بل رغبتهم في إشراك جماعة الإخوان وتيار الإسلام السياسي في مسؤولية الحكم وإدارة شؤون البلاد وعدم وجود منهج للإقصاء كما ان نص الإعلان الدستوري الأخير على وجود سقف زمني ملزم للفترة الانتقالية حتى لا تطول أو تتمدد بشكل يؤثر على مصداقية التجربة ووجود دعم إقليمي قوي لمصر، يتمثل في شكل الدعم السياسي العلني والدعم المالي البالغ 12 مليار دولار مما يرد على مخاوف أشتون التي أعلنتها في مصر خلال الشهر الماضي في ظل حكم الرئيس السابق والتي أعربت فيها عن الخوف من انهيار اقتصادي للبلاد فضلاً عن تأكيدات المؤسسة العسكرية لمصادر غربية نقلت إلى السيدة أشتون بأن الجيش غير راغب في السلطة السياسية للبلاد’.

    عودة شبح جمال مبارك

    هذا ما جعل محمود خليل يدق ناقوس الخبر من اجله في جريدة ‘الوطن’: ‘قرار القضاء الإداري وقف نظر دعوى حرمان أعضاء الحزب الوطني ‘المنحل’ من ممارسة العمل السياسي، ومن المطروح الآن أن تقوم اللجنة المسؤولة عن تعديل الدستور المصري المعطل بصفة مؤقتة، بإلغاء مادة العزل السياسي، ومعنى ذلك ببساطة أن البعض يريد لنا العودة إلى الوراء، إلى ما قبل ثورة 25 يناير، لنمنح الفرصة من جديد لأشخاص كلنا نعرف الدور الذى لعبوه في إفساد الاقتصاد المصري، من خلال عمليات السلب والنهب الممنهج لثروات بلادنا، واحتكار السلع والخدمات بصورة تؤدي إلى التحكم في أسعارها لتتراكم الثروات في جيوب المحتكرين، وليذهب المواطن بعد ذلك إلى جحيم السحق والعوز، يريد هؤلاء أن يمنحوا الفرصة لأقطاب الحزب الوطني للترشح في أي انتخابات تشريعية قادمة، رغم ما سبق وارتكبوه من جرائم تزوير لإرادة وأصوات الناخبين المصريين.
    إن هذه التعديلات تعني ببساطة منح خائب الرجاء ‘جمال مبارك’ حق الترشح في الانتخابات الرئاسية القادمة، خصوصاً وأنه بريء أمام القانون من جرائم قتل المتظاهرين في 25 يناير، ومن المتـــوقع أن ينال البراءة أيضاً في باقي التهم الموجهة إليه، والمتعلــــقة بالفساد والكسب غــــير المشروع، وإذا أضفنا إلى ذلك أن رجاله سوف ينالون فرصة العمل السياسي، فلك أن تتوقع أن يكون جمال مبارك هو الرئيـــس القادم لجمــــهورية مصر العربية، تخيل معي كيف سيحكم علينا التاريخ، وكيف ستنظر إلينا الأجيال المقبلة، وهي ترانا قد قمنا بثورة، كان من ضمن أسبابها رفض التوريث، لنأتي بالوريث حاكماً للبلاد، بعد ثلاث سنوات من قيامها؟ أي مهزلة تلك؟ هل كان يظن البعض أننا تخلصنا من الإخوان ومرسي لنعيد الاعتبار لنجل المخلوع مبارك وفلول نظامه؟

    ‘الوطن’: اهل رابعة العدوية
    في انتظار الفرج او الشهادة

    بمعزل عن معظم الصحف والفضائيات يصر انصار الرئيس المعزول على الاعتصام للنهاية وهو ما أثار حفيظة ياسر عبد العزيز في ‘الوطن’: هناك مصريون يحتشدون في رابعة العدوية وميادين أخرى، وهناك مصريون يناضلون في النقاش العام وعلى ‘الإنترنت’ دفاعاً عن مرسي و’شرعيته المفترضة سيمكن طبعاً الحديث عن أموال تُدفع لمعتصمين في رابعة وغيرها من الميادين للبقاء كما سيمكن أن نشير إلى أن بعض المعتصمين يجد في الاعتصام ملجأً وطعاماً يعز عليه تأمينه في وسطه الطبيعي، كما سيمكن أيضاً أن نتحدث عن بعض من يتم احتجازهم بطريقة أو بأخرى للبقاء رغماً عن إرادتهم هناك أيضاً هؤلاء الذين يعتقدون مخلصين أنهم ‘معتصمون من أجل الإسلام’ ويعترف ياسر: ‘بالطبع هناك من يمضي مخلصاً في تأييده لمرسي خارج القطاعات التي سبقت الإشارة إليها. فثمة متعلمون، من أبناء الطبقة الوسطى، ومن سكان الأحياء الراقية في المدن، وأصحاب الوظائف الجيدة، وغير المنتمين لجماعة ‘الإخوان’، الذين ما زالوا قادرين على الجهر بتأييد الرئيس المعزول، ويتساءل لماذا يبقى هؤلاء على ولائهم للرئيس، وعلى تجاهلهم للإرادة الشعبية بعزله؟ يجيب علم النفس الاجتماعي عن هذا السؤال، فيقول: إن ثمة نظريتين يمكن أن توضحا أسباب استمرار هذا الولاء: النظرية الأولى تسمى بـ’التعرض الإعلامي القسري’؛ أي أن هؤلاء الأشخاص قرروا، أو قُرر لهم، أن يتعرضوا لرسائل إعلامية محدودة ومحددة ومن مصدر واحد تقريباً، وبالتالي فقد باتوا عاجزين عن التفكير.
    النظرية الثانية وتسمى بـ’الالتزام والثبات’؛ أي أن هؤلاء الأشخاص سبق أن اتخذوا مواقف اجتماعية وسياسية لمناصرة مرسي وجماعته لأسباب مختلفة، وهو الأمر الذي ربما لاقى استهجاناً وعدم تفهم من أوساطهم. الآن وقد ظهر لهم أنهم مخطئون، وربما يصبحون محلاً للشماتة فلم يعد بوسعهم سوى إظهار ‘الالتزام بما سبق أن اختاروه والثبات عليه’.

    مفتي الاخوان يبرئ الجيش
    من قتل الاسلاميين

    أشاد الدكتور عبدالرحمن البر عضو مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين بدور القوات المسلحة في ثورة الخامس والعشرين من يناير في الإنحياز لإرادة الشعب، واكد ان الجيش كان صاحب الدور الاكبر في إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية بكل نزاهة، وأكد البر في كلمة ألقاها من أعلى منصة رابعة العدوية بمناسبة يوم العاشر من رمضان أن الجيش لم يطلق الرصاص على أبناء وطنه بل هو عمل خبيث من الشرطة والبلطجية، مشيرا إلى أن يوم العاشر من رمضان كان معركة شرف تربى فيه المسلمون على حب الشهادة والنصر وترك الشهوات فوحدت الأمة شعباً وجيشاً ولهذا كان النصر. وأوضح البر أن الانقلاب لا يعبر عن رجال القوات المسلحة الشرفاء بل هو عمل بعض القادة الذين أرادوا تفريق أبناء الوطن ومهما حاول الانقلابيون في إيقاع الفُرقة بين الشعب والجيش فلن يفلحوا’.

    نقابة الصحافيين صمتت
    على تكميم الافواه

    يشعر الاسلاميون بحالة من القهر تعرضوا لها على يد الجيش عقب اقصاء مرسي وما تبعه من إجراءات من بينها اغلاق الفضائيات الدينية وهو ما دفع عادل الانصاري في صحيفة ‘الحرية والعدالة’ للتساؤل عن اسباب صمت نقابة الصحافيين على الملاحقة التي يتعرض لها الاعلام الاسلامي: ‘حتى هذه اللحظة لم تستنكر ولم تعبأ نقابة الصحافيين بأي من الانتهاكات المتزايدة والمتكاثرة على حرية النشر والعمل الصحافي والإعلامي التي تتعرض لخروقات بشعة غير مسبوقة منذ اللحظـــــات الأولى للانقلاب على الشرعية لم نسمع عن بيان أو تصريح أو إدانة من نقابة الصحافيين أو نقيبها عن إغلاق 15 محطة فضائية في غمضة عين ودون سابق إنذار وبعيدا عن أي إجراء قانوني حتى وإن كان شكليا لم نسمع إدانة عن الهجمة البوليسية الشرسة التي تعرض لها زملاؤنا الصحافيون والمعدون والمقدمون في هذه القنوات عندما تم التعامل معهم بمهانة غير مسبوقة وتم اعتقالهم تعسفيا واحتجازهم في أماكن مجهولة قبل أن يتم إخلاء سبيلهم لم نسمع من نقابة الصحافيين إدانة أو تصريحا ولم يخرج منها بيان يؤكد على الحرص على حرية إصدار الصحف وتضمن حرية التعبير فيها، وربما فعلت العكس مع جريدة ‘الحرية والعدالة’ عندما فوجئنا بتعليمات الرقيب تأتينا من رأس النقابة التي قبلت أن تتحول من النقابة إلى الرقابة لم نسمع من نقابة الصحافيين تصريحا أو إدانة لما حدث للزميل الشهيد أحمد عاصم مصور جريدة ‘الحرية والعدالة’، الذي ارتقى شهيدا برصاصات غادرة أصابت يده التي تصور وكاميرته التي يلتقط بها الحدث ويوثق بها الجريمة، لم نسمع كلمة واحدة أو بيانا من نقابة الصحافيين تتكلم فيه عن منع الإعلاميين من تغطية الأحداث وإلقاء القبض عليهم أثناء أداء مهام عملهم في عودة سافرة ومتسارعة لحقبة الستينات وليس لحقبة مبارك’.

    ‘الحرية والعدالة’:
    ستعود رئيساً بإذن الله

    ما زال الكثير من المنتمين للتيار الاسلامي قانعين بان الرئيس المعزول عائد لعرشه لا محالة ومن هؤلاء سعيد الغريب في جريدة ‘الحرية والعدالة’ الناطقة بلسان الاخوان المسلمين: ‘إنتصروا للدولة الفاسدة كي تعود إلى الحياة من جديد ليعم الفساد ثانية ربوع البلاد وعموم العباد، فسرعان ما تم إلغاء منظومة الخبز الجديدة ليعود أصحاب المخابز إلى سابق فسادهم، وإلغاء مشروع قناة السويس الذي كان سيدر على مصر 100 مليار سنويا، مقابل وعد بثلاثة مليارت مشبوهة من دبي إحدى ممولي الإنقلاب إلى جانب إلغاء مشروع تصنيع الآي باد، والسيارة كاملة الصنع بأيد وصناعة مصرية أبى الانقلابيون أن تنعم مصر بحرية الإعلام فعادوا بنا إلى عصور الظلام بغلق القنوات وتكميم الأفواه الحرة وإطلاق العنان فقط للمأجورين في الإعلام المصري – الذي أشرف بمقاطعتي الكاملة له مطبوعا ومسموعا ومرئيا منذ الإنقلاب المشؤوم- كي يواصلون ليل نهار حجب الحقيقة عن الشعب، حقيقة الملايين من أحرار الشعب المصري في ميادين كل المحافظات تنادي بعودة الرئيس الشرعي إلى الحكم، كما يهللون دون حياء ولا استحياء للإنقلاب العسكري على الشرعية، وبموت كامل للضمير الإنساني يحجبون الحقيقة ويلفقون بالصور والكلمات بما يقلب الحقائق في مذبحة الحرس الجمهوري للمعتصمين السلميين في أثناء صلاة الفجر’.

    ‘الحرية والعدالة : انقلاب على الشرعية

    هذا ما خلصت له دراسة اعدها المفكر القبطي رفيق حبيب، ونشرت مقتطفات منها جريدة ‘الحرية والعدالة’: وأكدت الدراسة أن هدف مجزرة الحرس الجمهوري كان بث حالة من الرعب والخوف في نفوس أنصار الشرعية، بالاضافة الى ردعهم عن الاعتصام في ذلك المكان، حتى لا ينجحوا في فك أسر الرئيس من الحبس، مشيراً الى هدف آخر وهو تشويه صورة الاخوان وتصويرهم على انهم جماعات ارهابية مسلحة حتى ينفض الناس من حولهم، بالاضافة الى اجراء عملية اقصاء دموي للاخوان لابعادهم عن الحياة السياسية وعدم العودة اليها الا بعد سنوات طوال.
    واوضح د. رفيق أن ربط المتحدث العسكري بين التظاهر السلمي وما يحدث في سيناء كشف مخطط الانقلاب الذي يهدف لاستعادة شعارات الحرب على الارهاب، التي تحظى بدعم أمريكي، وقال ان قادة الانقلاب يستخدمون سياسة الصدمة والرعب بجانب العنف المنهجي ضد أنصار الشرعية، من خلال توجيه ضربات مؤلمة ومتتابعة، لردع أي محاولة احتجاج، لافتا الى أن الاخوان والمؤيدين يتبعون سياسة امتصاص الصدمات، مما يدفع الانقلابيين إلى إما التراجع او اتخاذ اجراءات أكثر تهوراً.
    وأشار د. رفيق الى ان وجود الرئيس تحت الاقامة الجبرية يرجع إلى سببين أولهما للضغط عليه لفض الاعتصام، والثاني قد يكون هناك طرف يتم الحوار والتفاوض معه ومساومته، كاشفاً أن قادة المعارضة لديهم تخوف حقيقي من وجود رئيس له شرعية يمشي وسط أنصاره حيث لا يمكنهم الغاء تلك الصفة عنه، واذا كانوا هم يمتلكون السلاح فان المؤيدين يمتلكون الشرعية ولا بد للشرعية أن تنتصر. واضاف أن جماعة الاخون المسلمين لانها الأكثر تنظيما مستهدفه في المقام الأول من الانقلاب العسكري لكسر ارادتها، وتعقب القوى الاسلامية الاكثر شعبية، حتى يسهل بعد ذلك السيطرة على المجتمع واخضاعه. وأكد د. رفيق أن بقاء الدبابات في الشارع أمام المعتصمين السلميين يفشل الانقلاب، مشيرا الى أن ضعف الانقلاب في سلاحه وان قوة الشرعية في سلميتها ‘.

    ‘التحرير’: استهداف الجيش للاخوان

    ونتحول نحو صحيفة ‘الشروق’ التي يصر عبرها وائل قنديل الوقوف في وجه التيار الجارف المناوئ للرئيس والاسلاميين: ‘سحب سوداء كثيفة تجمعت في سماء مصر خلال الساعات الماضية تشير كلها إلى أن المصريين اليوم على موعد مع جمعة خطيرة، تختلف عن غيرها من جمع اتخذت عناوين وأماكن عديدة على امتداد الشهور الماضية.
    إن نظرة سريعة على نوعية الأخبار والتسريبات الرائجة قبيل هذه الجمعة تنبئ بأن هناك سيناريوهات رعب جاهزة لهذا اليوم، فحين تطالع أخبارا من نوعية ضبط صواريخ كانت في طريقها إلى القاهرة قادمة من السويس مع إقحام اسم كتائب عز الدين القسام في القصة، والتأكيد على أن الصواريخ كانت ذاهبة للإخوان المسلمين لمساعدتهم ضد الشعب المصرى.. إذن باختصار هناك ثنائية جديدة يتم ترسيخها وتكريسها في الوعي الجمعي تقوم على أن الإخوان والرافضين للانقلاب على التجربة الديمقراطية شيء، والشعب المصري شيء آخر.. وكأنهم قرروا استبدال ‘مناهضة الإخوان’ بـ’معاداة إسرائيل’ برفع الصهاينة من قائمة أعداء الشعب ووضع الإخوان مكانهم، وحين يتزامن ذلك مع إغراق ساحات الكلام والثرثرة الورقية والفضائية ببيانات وتحذيرات صادرة عما يسمى ‘رابطة سكان رابعة’ ومثيلاتها في مناطق أخرى تنذر المعتصمين بالجلاء عن أماكنهم في غضون ساعات وإلا فالتحرك ضدهم قادم، فإننا نكون أمام سيناريو يمهد لكارثة إنسانية قد تقع وتقضي على ما تبقى من أمل في رأب الصدوع ومعالجة الشروخ العميقة التى تضرب البنية المجتمعية بعنف.
    وأكد قنديل على ان هناك إلحاحا شديدا على تصوير الإسلاميين والمعتصمين منذ أكثر من عشرين يوما دفاعا عن شرعية اختطفت وديمقراطية أجهضت على أنهم مجموعة من المارقين والأعداء لمصر بينما يتعامل آخرون إعلاميا وسياسيا مع المصريين المعتصمين في الميادين بالطريقة ذاتها التي جرى استخدامها إبان مأساة اللاجئين السودانيين الجنوبيين في ميدان مصطفى محمود بمنطقة المهندسين قبل سنوات.

    ‘الاخبار’: في ذكرى العاشر
    من رمضان لا تحولوا النصر لهزيمة

    ولأن مصر كانت على موعد امس مع ذكرى النصر المجيد وتحرير الارض لذا فليس من الحكمة ان نحول المناسبة لصراع بين الفرقاء من الاخوان وخصومهم وهو ما يحرص التنديد به خالد جبر في صحيفة ‘الاخبار’: انتهت دولة الأخوان في مصر .. انتهت حكومة الأخوان .. انتهى رئيس الأخوان .. انتهي زمن الاخوان .. ولم يتبق الا الذين حرموا من موائد الجمبري والاستاكوزا في الرئاسة وحرموا من كشوف البركة من السفارات .. وحرموا من الهبش والهبر من الفضائيات .. وحرموا من احتلال صفحات الرأي في الصحف ولو كان للاخوان خير في مصر ، لما خرجت كل هذه الملايين تنادي برحيل جماعة العنف والتمكين عن المشهد .. تماما مثلما خرجت الملايين من قبل تنادي برحيل زمرة الفساد والتوريث عن السلطة ‘.

    -------------

    اعترافات رجال «القاعدة» المقبوض عليهم فى سيناء:

    قيادات إخوانية تمول العمليات الإرهابية بعد عزل «مرسى»


    «الصاعقة» تضبط مع المتهمين خرائط وأوراقاً تتضمن مخططات إرهابية واغتيالات لرجال الجيش وعلى رأسهم «السيسى»
    كتب : محمد مقلد

    الخميس 18-07-2013 10:27


    وجّهت القوات المسلحة ضربة موجعة لتنظيم جهادى تابع لـ«القاعدة» ويقوده الدكتور رمزى موافى، ويطلق عليه «جيش مصر الحر»، ويُعتبر المتهم الرئيسى فى أحداث العنف والإرهاب المسلح فى سيناء؛ حيث نجحت قوات الصاعقة التابعة للجيش الثانى الميدانى فى إلقاء القبض على إبراهيم سنجاب، الذراع اليمنى لموافى، ونائبه خليل أبوالمر وكلاهما غير مصريين، وبحوزتهما خرائط وكشكول وجهاز «لاب توب» وهاتفا «ثريا»، تكشف مخططاتهم للقيام بأعمال إرهابية، والتخطيط لاغتيال بعض القيادات العسكرية ومن بينهم الفريق أول عبدالفتاح السيسى.

    واعترف المتهمان، خلال التحقيقات الأولية، التى أُجريت معهما أنهما تابعان لتنظيم «جيش مصر الحر» الذى أسسه الدكتور رمزى موافى فى سيناء، وأن قيادات تابعة لجماعة الإخوان والجماعة الإسلامية هى التى تحركهم، ودفعت لموافى مبالغ مالية كبيرة، للقيام بأعمال إرهابية عقب إسقاط المعزول محمد مرسى، وكلفت قيادياً من السلفية الجهادية بدور همزة الوصل بينهما.

    وكشفت مصادر أمنية أن المتهميْن كانا فى طريقهما للدكتور رمزى موافى (المعروف إعلامياً بطبيب بن لادن والذى تمكّن من الهرب من سجن وادى النطرون مع محمد مرسى وقيادات من جماعة الإخوان أثناء ثورة يناير) داخل جبل الحلال، يستقلان سيارة دفع رباعى دون لوحات معدنية، عن طريق أحد المدقات داخل الجبل، وتصادف وجود مجموعة من رجال الصاعقة التابعين لقيادة الجيش الثانى كانت تقوم بتمشيط الجبل لضبط العناصر الإرهابية، وبمجرد رؤيتهما قوات الجيش حاول المتهمان الهرب داخل الجبل، إلا أن القوات نجحت فى محاصرتهما وإلقاء القبض عليهما.

    وأضافت المصادر أن القوات عثرت معهما على جهاز «لاب توب» وخرائط لبعض المواقع العسكرية والمنشآت المهمة، وكراسة تحتوى على بعض العبارات الغريبة، وهاتفى محمول نوع «ثريا» الذى يعمل عبر الأقمار الصناعية، وأوراق تؤكد انتماءهما لتنظيم «جيش مصر الحر» بقيادة موافى.

    وأفادت المصادر أنه بعد إحالة المتهمين للأجهزة الاستخباراتية للتحقيق، تبين أن إبراهيم سنجاب يمنى الجنسية يطلق عليه «أبوسفيان»، وهو المسئول عن تسليح جيش مصر الحر، وكان المسئول عن التسليح فى تنظيم القاعدة بدولة اليمن، قبل أن يغادرها لسيناء أوائل 2012 بناء على طلب من الدكتور موافى عقب هروبه من السجن، لتشكيل تنظيم يعلنان من خلاله الإمارة الإسلامية بسيناء.

    المتهمان إبراهيم سنجاب مسئول تسليح التنظيم باليمن.. وخليل أبوالمر المسئول الأول عن تدريب كتائب القسام ويتبعان «الجيش الحر» الذى أسسه «طبيب بن لادن» أما خليل أبوالمر فيطلق عليه «الشيخ الشامى» فلسطينى الجنسية، وكان المسئول الأول عن تدريب كتائب القسام الذراع العسكرية لحركة حماس، ودخل البلاد عبر الأنفاق خلال مارس 2011 مع مجموعة من العناصر الفلسطينية المسلحة، وانضم ومن معه لتنظيم موافى، وأصبح مسئولاً عن التدريب العسكرى للشباب داخل جبل الحلال فى التنظيم.

    وأكدت المصادر أن جهات التحقيق واجهت المتهميْن، بالمعلومات التى أوردها جهاز المخابرات المصرى مؤخراً وقدمها للفريق أول عبدالفتاح السيسى، والتى تؤكد أن تنظيم «رمزى موافى» هو المسئول عن أعمال الإرهاب فى سيناء، ورصد معلومات تؤكد أن التنظيم يخطط لاغتيال عدد من قيادات الجيش وعلى رأسهم الفريق السيسى، كما واجهتهما بالمضبوطات، التى تم العثور عليها معهما.

    وأوضحت المصادر أن المتهميْن مازالا قيد التحقيقات، لمعرفة تفاصيل العمليات الإرهابية التى كان يخطط لها موافى، سواء فى سيناء أو غيرها، ومواجهتهما بالمعلومات التى تؤكد مخطط التنظيم لاغتيال عدد من قيادات الجيش.

    وكشفت مصادر جهادية سيناوية لـ«الوطن» أن قوات الأمن بسيناء ألقت القبض حتى الآن على 11 عضواً من تنظيم الدكتور «رمزى موافى» خلال الأسبوع الأخير، من بينهم القياديان بالتنظيم، سنجاب وأبوالمر، وأنهم جميعاً يخضعون للتحقيق على أعلى مستوى، للتوصل إلى مكان اختباء موافى وإلقاء القبض عليه، علماً بأنه شوهد خلال الفترة الأخيرة فى مدينة العريش، ورغم مرضه كان ضمن الحضور فى مؤتمر «أنصار الشريعة» الذى عقد بميدان الرفاعى.

    وأوضح مصدر أمنى أن أكمنة الجيش بطول الطريق الدولى (العريش- رفح) تشهد حالة لم يسبق لها مثيل من الاستنفار الأمنى، وفُرضت إجراءات أمنية مشددة لقوات الجيش بكمائن مدخل العريش والخروبة وأبوطويلة والماسورة، وتنفذ إجراءات التفتيش الذاتى بتلك الكمائن بشكل صارم، بجانب استمرار وصول التعزيزات العسكرية لسيناء، استعداداً لشن حملة تطهير مكبرة لجماعات الإرهاب.

    «نعيم»: «موافى» يعمل لصالح «الظواهرى» وهرب مع «مرسى» من وادى النطرون.. و«الشاطر» يغدق عليه الأموال وأوضحت المصادر أن موافى نجح فى جلب أكثر من 2000 مسلح من عدة دول عربية أهمها اليمن وفلسطين وسوريا، و1500 آخرين من داخل مصر، اتخذوا من جبل الحلال، وإحدى المناطق النائية بجنوب العريش مأوى لهم، لإقامة إمارة إسلامية فى سيناء.

    من جانبه قال نبيل نعيم، زعيم تنظيم الجهاد السابق، إن رمزى موافى يعمل لصالح أيمن الظواهرى، وبعض القيادات الإخوانية داخل مصر على رأسهم خيرت الشاطر، الذى يغدق عليه الأموال، وإن علاقته قوية بالمعزول محمد مرسى، الذى هرب معه من وادى النطرون.

    وأوضح نعيم أن موافى يُعتبر الأبرز فى صناعة المتفجرات من المواد الكيماوية داخل تنظيم القاعدة، حتى لقّبوه بـ«الكيماوى»، وأنه ليس طبيب بن لادن كما يردد البعض ولكنه كان مسئول صناعة المتفجرات والأسلحة بالتنظيم، وهو خريج كلية طب الأسنان، فلقّبه البعض بطبيب بن لادن، لافتاً إلى أنه تم استبعاده من تنظيم القاعدة فى منتصف التسعينات، لضبطه أكثر من مرة وبحوزته كراسة تتضمن تركيبات كيماوية لصناعة الأسلحة، حتى تم إلقاء القبض عليه فى أواخر التسعينات وصدر عليه حكم عسكرى بالسجن المؤبد، لضلوعه فى تأسيس تنظيم إرهابى، ونقل معلومات مهمة عن الدولة لمقر التنظيم الرئيسى خارج مصر، وبعد هروبه من السجن أعاده أيمن الظواهرى مرة أخرى للتنظيم وزرعه داخل سيناء

    ------------

    -
    نظيم الدولى للإخوان "يترنح"..

    صُدِمَ بخلع مرسى فى 30 يونيو.. وتأييد دول الخليج للشعب المصرى شدد الخناق عليه..

    وأردوغان يخشى مصير "المعزول" من ميدان "تقسيم"..

    و"تمرد" تونس تسير على درب شقيقتها بمصر
    الأحد، 21 يوليو 2013 - 06:24



    كتب محمد جمعة ورأفت إبراهيم


    بعد فشل الإخوان المسلمين فى إدارة عام من الحكم فى مصر انتهى بعزل رئيسهم الدكتور محمد مرسى، بات التنيظم الدولى للإخوان مهددا بنفس المصير الذى سيحطم حلمه فى إقامة دولة الخلافة الإسلامية فى الدول التى يتواجد بها أنصاره.

    ودخل التنيظم الدولى للإخوان فى مأزق كبير بعد زيارة العاهل الأردنى الملك عبد الله الثانى كأول رئيس عربى وأجنبى يزور مصر للتأكيد على دعمه للحكومة والشعب، إضافة إلى إعلان دول الخليج التى بادرت بدعم التغير الذى حصل فى مصر والإطاحة بمرسى، حيث بادرت كل من السعودية والإمارات والكويت وقطر بدعم مصر بالعديد من المليارات على شكل ودائع ومنح ومشتقات نفطية وسندات بما يقارب الـ 9 مليارات دولار، وهو ما يخرج مصر من أزمتها المالية، خاصة وأن العديد من الدول والشركات الكبرى، قد أعلنت رغبتها بالاستثمار داخل مصر بعد خلع مرسى من الحكم بشتى المجالات السياحية والصناعية والتجارية فى إشارة واضحة لمدى تقبل العالم للتغيرات التى حدثت فى مصر.

    فى الوقت ذاته، أصر التنيظم الدولى للإخوان بعد تلقيه صدمة كبيرة من موقف الجيش المصرى الذى احترم إرادة شعبه على اعتبار ما حدث انقلابا عسكريا وروج لهذا المصطلح عالميا سعيا لإعادة الحكم الإخوانى فى مصر وحفظا لماء وجه التنظيم، حيث سارع بوضع خطة تحرك خلال الفترة القادمة، منها العمل على دعم إخوان مصر وإعادة المعزول للحكم، وتنظيم فعاليات مركزية والتحشيد فى وسائل الإعلام، وتأكيد إدانة عزل مرسى، كما أشارت تقارير إعلامية إلى استئجار الإخوان مساحات إعلانية فى مجلات وجرائد عالمية للترويج لمصطلح "الانقلاب" لتشويه ثورة 30 يونيو المجيدة.

    وتلبية لأوامر التنظيم الدولى، فإن حزب السعادة التركى عقد مؤتمر اسطنبول بشكل عاجل لدعم الرئيس المعزول محمد مرسى ضم قيادات التنظيم الدولى للإخوان، وأكد الحزب أن ما حدث فى مصر من عزل للرئيس محمد مرسى سيؤثر على جميع الدول الإسلامية والعربية لأن مصر تعتبر أهم دولة فيها، حيث تعد قائدة للوطن العربى، فضلاً عن أنها تعتبر أهم دولة فى مجموعة الدول الثمانى الإسلامية النامية التى شكلها رئيس الوزراء التركى الأسبق نجم الدين أربكان.

    وقال الحزب إنه سيقوم بتنظيم مظاهرات حاشدة بمشاركة الآلاف من أعضائه فى أكبر تجمع فى مدينة إسطنبول من أجل دعم الرئيس المعزول مرسى، وللمطالبة بعودته مرة أخرى إلى الحكم.

    ونشرت "صحيفة مونيتور الأمريكية" تحت عنوان "من التحرير إلى تقسيم.. التنظيم الدولى للإخوان ينهار" تقريرا أشارت فيه إلى أن الحكومة التركية باتت فى مأزق كبير بعد سقوط نظام الإخوانى المعزول محمد مرسى، لافتة إلى أن ميدانى التحرير وتقسيم نجحا فى توجيه لطمة للتنظيم الدولى للجماعة، خاصة بعد نجاح المتظاهرين المصريين فى التحرير فى إسقاط النظام وهو ما يربك حسابات أنقرة التى تصارع طوال الأسابيع الماضية لإنهاء الاحتجاجات الحاشدة التى اندلعت فى ميدان تقسيم للمطالبة برحيل رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان، مشيرة إلى أن سقوط مرسى سيزيد من شجاعة وحماسة الشباب التركى الذى أثنى على الشباب المصرى وقرر السير على دربه.

    ونقلت الصحيفة عن صحيفة "ميلليت" التركية تقريرا أشارت فيه إلى أن سقوط الجماعة فى مصر أحدث انقلابا فى تركيا التى سعت إلى إبراز الإسلاميين على أنهم الضحية، مؤكدة أن من يأتى عن طريق الانتخابات يجب أن يذهب عن طريقها أيضا، فى إشارة إلى احترام شرعية الرئيس وهو ما يخدم المعنى الذى تسعى حكومة أردوغان لإيصاله إلى العالم الخارجى إلا أن الأتراك استوعبوا الدرس المصرى وأكدوا أنهم لن ينسحبوا إلا بعد تحقيق مطالبهم.
    ورأى المحللون أن سقوط إخوان تركيا سيقضى على حلم الإخوان فى الخلافة الإسلامية لأن سقوط نظامين إسلاميين مثل مصر وتركيا سيكون سقوطا مدويا للإسلام السياسى فى المنطقة، وأضافوا أن الأتراك كسروا حاجز الخوف وأرسلوا رسالة مهمة إلى دول العالم مفادها أنهم لم يعودوا يريدون حكم الإخوان المتمثل فى حزب البناء والتنمية المتمثل فى أردوغان القائد المتغطرس.

    وفى الجزائر طالب عبد الرزاق مقرى رئيس حركة مجتمع السلم، أكبر حزب إسلامى محسوب على جماعة الإخوان المسلمين بالجزائر، حكومة بلاده، بطرد السفير المصرى عز الدين فهمى من البلاد.

    ولم تكن الأردن بعيدة عن المشهد، حيث رأى قادة الإخوان المسلمين فى الأردن أنهم فى قلب الصراع السياسى فى مصر، حسبما أظهرت التصريحات الأخيرة التى أدلى بها المراقب العام لحركة الإخوان فى الأردن همام سعيد الذى أكد فيها على مناصرة الرئيس المصرى السابق محمد مرسى ودعم الشرعية.

    وقال المحلل السياسى والكاتب الأردنى عريب الرنتاوى لسكاى نيوز عربية إن "فروع الإخوان يعيشون فى حالة من الإنكار، بعد الصدمة والفجيعة التى تعرضوا لها حين أقصيت الحركة الأم فى مصر عن سدة الحكم، واعتبروا أن ما حصل هو معركتهم الخاصة".

    وأشار إلى أن القيادات الإسلامية قامت بعدة اجتماعات، بتصوير الأحداث بأنها انقلاب على الشرعية والشريعة وبالتالى استجاب الإخوان بالأردن للنداء وتثبيت الرواية الصادرة عن ساحة رابعة العدوية، ونظموا المظاهرات والاعتصامات بالأردن أمام السفارة المصرية فى عمان، للمطالبة بإعادة مرسى إلى الحكم.
    وأضاف الرنتاوى أن "هذا ليس وقت تصفية حسابات بل هو وقت بناء توافقات عقلانية للتعامل بحكمة مع الأحداث"، وأكد على أن "المكابرة ولى الحقائق لا يفيد بل يجب عليهم مراجعة أين أخطأوا وأين أصابوا، لأنهم بمأزق كبير عليهم الخروج منه بأسرع وقت ممكن".

    أما إخوان تونس يخشون أن يلقوا مصير نظرائهم فى مصر، هذا ما أشارت إليه مجلة "تايم" الأمريكية، لافتة فى تقرير لها إلى أن الحزب الإسلامى الحاكم فى تونس لديه مخاوف من اندلاع ثورة فى البلاد، موضحة أن هناك اختلافا بين البلدين؛ فى إدارة الحكم إلى أن هناك تخوفات تسود حزب النهضة الحاكم من قوة التحالف الإسلامى العلمانى فى وطنهم، بسبب ما شهدته القاهرة من تطورات تتمثل فى خلع نظام إسلامى آخر هو نظام حكم الإخوان المسلمين؛ موضحة أن التحالف التونسى هش وقد لا يحمى الإخوان فى تونس من أن يلاقوا المصير ذاته.

    وتوقعت المجلة أن حركة "تمرد" التونسية والتى أنشأت على غرار المصرية وأعلنت أنها تقوم بجمع توقيعات هى أيضا أهم العوامل التى بسببها يكون نهاية حكم الإخوان فى تونس


    ----------------

    عبور

    مع الرئيسand#8238; and#8236;3and#8238; and#8236;منand#8238; and#8236;3

    20/07/2013 09:22:38 م




    بقلم : جمال الغىطانى






    محاور أساسية دار حولها الحوار بين الأدباء والرئيس المؤقت،and#8238; and#8236;الأول وضع بؤرة رابعة العدوية وبدء تحولها إلي قاعدة فيها قيادة للعمليات وغرف تخطيط وزنازين وأدوات تعذيب،and#8238; and#8236;وشخصيات مطلوبة أمنيا،and#8238; and#8236;لا تكف عن اطلاق التهديدات وترويع المواطنين وخلق جو من الرعبand#8238;. and#8236;ليس في مدينة نصر فقط ولكن القاهرة كلها وربما عواصم الأقاليم،and#8238; and#8236;الرئيس المستشار عدلي منصور يجيد الاصغاء،and#8238; and#8236;لكنه مقتضب في اجاباته،and#8238; and#8236;ويبدو أن ذلك بتأثير حذر القاضيand#8238;. and#8236;تحدث عن ضرورة التأني في معالجة الظاهرة مع مراقبة الوضع جيدا والتصدي لمحاولات العنف في إطار القانونand#8238;. and#8236;هنا تدخلت مطالبا بالعودة إلي أصل الأوضاع،and#8238; and#8236;انطلاقا من ثورةand#8238; and#8236;30and#8238; and#8236;يونيو الشعبية،and#8238; and#8236;النقية،and#8238; and#8236;نلاحظ أن هدفها الرئيسي رفض أي محاولة لإقامة نظام يتاجر بالدينand#8238;. and#8236;حسم المصريون أمرهم واسقطوا جماعة الإخوان أو أي حزب آخر يحاول التجارة بالدين،and#8238; and#8236;أو ادخال الدين في السياسة،and#8238; and#8236;وبالتالي يجب في وضع الدستور المتكامل تأكيد تأسيس الدولة الحديثة،and#8238; and#8236;وقيامها علي مباديء المساواة والانتصار لحقوق الإنسان والمواطنة،and#8238; and#8236;أيضا عدم السماح بقيام أحزاب علي أساس ديني،and#8238; and#8236;هنا تساءلت من يضمن عدم اقدام أي رئيس مقبل علي خطوات مثل التي اتخذها مرسي؟ أي ضم السلطات إلي بعضها وتدمير مؤسسات الدولة،and#8238; and#8236;خاصة القضاء والأمن والإعلام والخارجية،and#8238; and#8236;لقد قطعت الجماعة شوطاًand#8238; and#8236;في هذا الاتجاه ليس بالهين،and#8238; and#8236;ولولاand#8238; and#8236;30and#8238; and#8236;يونيو لانهارت الدولة وتفكك المجتمع،and#8238; and#8236;من الضامن؟ من وجهة نظري أقول بضرورة اسناد ذلك إلي الجيش،and#8238; and#8236;غير أن معظم الزملاء اعترضوا مفكرين بالنموذج التركي،and#8238; and#8236;وقال الرئيس إن الضامن هو الشعب،and#8238; and#8236;ولم اسمع الخطوات العملية التي تترجم إرادة الشعب إلي اجراءاتand#8238;.and#8236;
    جري حوار مطول حول التصالح،and#8238; and#8236;الرئيس بدا حريصا عليه،and#8238; and#8236;الرأي الغالب من الأدباء كان يقولand#8238;: and#8236;التصالح مع من؟ مع القتلة،and#8238; and#8236;مع الحاضين علي الدم،and#8238; and#8236;مع المحرضين علي الجيش؟ مع المتواصلين المنسقين مع التيارات الإرهابية العاملة في سيناء،and#8238; and#8236;إلي درجة أن أحدهم ربط بين عودة مرسي وايقاف العمليات العسكرية في سيناء،and#8238; and#8236;يبدو الحديث عن المصالحة مقللا من هيبة الدولة وتراجعا أمام عصابات الإرهاب والعنف،and#8238; and#8236;يجب ظهور مبادرات قوية من الجماعات التي تهدد وتتسبب في الترويع،and#8238; and#8236;أما من أراقوا الدماء فلابد من تطبيق القانون عليهم،and#8238; and#8236;في مواجهة هذه الحجج والأسباب تمسك الرئيس المؤقت بمبدأ المصالحة،and#8238; and#8236;ودعا إلي الصبر في مواجهة العنف والذي يثبت للعالم أن هذه المظاهرات ليست سلميةand#8238;.and#8236;
    طالبنا بإعادة النظر في جميع التعيينات التي تمت خلال حكم الإخوان،and#8238; and#8236;تساءل الرئيسand#8238;: and#8236;مثل ماذا؟ وضربت مثلا بوكلاء النيابة الستمائةand#8238;. and#8236;وبعض سفراء الخارجية،and#8238; and#8236;خاصة في الترشيحات الأخيرة قبلand#8238; and#8236;30and#8238; and#8236;يونيو،and#8238; and#8236;ورؤساء مجالس إدارة الصحف القومية خاصة بعض رؤساء التحرير المتأخونين،and#8238; and#8236;والمعينين بواسطة أحمد فهمي وفتحي شهاب،and#8238; and#8236;قال الرئيس المؤقت إنه سيدرس آلية التغيير في مختلف هذه المواقع خاصة الصحافة أما بالنسبة لوكلاء النيابة فقد تم ايقاف الترشيحات بشكل عام خرجنا متفائلينand#8238;. and#8236;المصدر شخصية الرئيس المؤقت المحترمة لاتزانه وتكوينه الثقافي وارتفاع لغة خطابه،and#8238; and#8236;بعد يومين قرأت تصريحا منسوبا إليه في بعض المواقع الالكترونية يقول إنه لن تحدث تغييرات في قيادات الصحف الحالية،and#8238; and#8236;ولأول مرة أرصد ظاهرة العناد التي كانت من سماتand#8238; and#8236;غاربة نتمني ألا تعود،and#8238; and#8236;الرد ببساطةand#8238;: and#8236;كيف تستمر الصحف معبرة عن ثورة أسطورية بقيادات عاجزة،and#8238; and#8236;وقد رأيت بعيني أحدهم يهب واقفا عندما طلب فتحي شهابand#8238; »and#8236;يطول الحديث عنهand#8238;«and#8236;،and#8238; and#8236;ولا يجرؤ علي الجلوس طوال المكالمة،and#8238; and#8236;كيف يمكن لمثل هذا الشخص الذي دفع من ميزانية المؤسسة المتصدعة ماليا نصف مليون جنيه إلي رئيس مجلس الشوري،and#8238; and#8236;بالطبع ضاعت علي المؤسسة مع حل المجلس الإخواني،and#8238; and#8236;الأمر لا يحتاج إلي تغيير صامت بل تحويل أصحاب مثل هذه الحالات إلي النيابة العامة،and#8238; and#8236;أرجو اعتبار ذلك استكمالا لما لم أقله في حضرة الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور والذي أصغي إلينا برحابة صدر
                  

07-22-2013, 05:55 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)

    20072013094338.jpg Hosting at Sudaneseonline.com




    انتحار الإخوان

    عبد الحليم قنديل
    July 21, 2013


    قيادة الإخوان البائسة تنفذ عملية انتحار جماعي على طريقة ‘شمشون’ في أساطير التوراة، تلقي بشباب الجماعة إلى التهلكة، وتدفعهم إلى مغامرات وحماقات قطع الطرق، وتسفك دمهم في مواجهات غير متكافئة مع سلطات الأمن والأهالي الغاضبين، وتتصور أن بوسعها خنق البلد، وهدم المعبد على رؤوس من فيه، وشل حركة المرور، وفتح الطريق لعودة مرسي إلى قصر الرئاسة، مع أنها تعلم ـ يقينا ـ أن ذلك بالضبط هو أمل إبليس في الجنة .


    فقد طويت صفحة مرسي إلى الأبد، وربما تكون صفحة الجماعة ذاتها قد طويت، وإلى أن يهيئ الله للجماعة قيادة صالحة تخلع القيادة الحالية، التي تغسل بدم شبابها ذنوب القيادة، وتضلل شباب الجماعة بعد أن أخفقت في تضليل الشعب، وتلهيهم بخرافات ما أنزل الله بها من سلطان، من عينة أن سيدنا جبريل ملاك الوحي ـ عليه السلام ـ ظهر في اعتصام رابعة العدوية، أو أن شيخا رأى في المنام سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) يصلي وراء محمد مرسي، أو أن كل شاب إخواني يسقط قتيلا صار من الشهداء، وأن على أهله وضع صورة مرسي مع القتيل في كفنه، حتى تخفف عنه عذاب القبر، ولاحظ التناقض المرئي في الخرافات نفسها، فكيف يكون المرء شهيدا، ثم يخاف من العذاب؟ فالقصة كلها خالية من دين الإسلام الذي نعرفه، وهم يخرجون من ملة الإسلام، ويؤلفون لهم دينا خاصا بهم، ليس محمد بن عبد الله هو رسوله الكريم، ولا الله الذي نصلي له هو إلههم، بل ضلالهم هو الذي يعبدون، ومرشدهم هو الوثن الذي يقدسون، وشيوخهم أقرب بضلالاتهم إلى فصائل أبي جهل وأبي لهب وامرأته حمالة الحطب، ونجواهم ليست لله، بل إلى أمريكا التي ترعاهم، ولغتهم هي اللغة الانكليزية التي يفهمها ساكن البيت الأبيض، ولذلك غيروا لافتاتهم في رابعة العدوية، وحولوا لافتات المنصة إلى اللغة الإنكليزية رأسا، وأزالوا لافتات الشريعة، ربما لأنهم يعرفون في قرارة أنفسهم حقيقة ما يفعلون، فهم أبعد الناس عن معنى الشريعة، وأقرب الناس إلى دهس شريعة الإسلام وتقديس شريعة الأمريكان، فلا هم لهم ولا أمل إلا مناشدة الأمريكان والأوروبيين والإسرائيليين بالتدخل في مصر، وقد فعلوها صراحة وعلى لسان قادتهم الكبار المختبئين في اعتصام رابعة، وباللغتين العربية والإنكليزية، وقالها أحدهم بصراحة:


    كم شهيدا تريدون حتى يتدخل المجتمع الدولي لإعادة مرسي؟ وحين استبطأوا الجواب، دفعوا بالمزيد من شبابهم إلى المحارق والمجازر، وحتى يزيد عدد الأكفان إلى الحد الذي يتصورونه مطلوبا، وكلما زادوا في سفك الدم، انصرف عنهم الناس، وانفض عنهم الشعب الذي أسقط حكمهم بعشرات ملايينه، وهو ما يدفعهم أكثر إلى الكفر بالناس بعد الكفر بالله، وإلى ما يتصورونه انتقاما على طريقة شمشون، فيدفعون جماعات الإرهاب إلى العمل بأقصى همة في شرق سيناء، وإلى تدبير الاعتداءات الدموية على الناس العاديين بعد قوات الشرطة والجيش، فلم يعودوا يتنصلون من العنف على الطريقة التي تظاهروا بها في بادئ الأمر،

    بل صاروا يتباهون بالإرهاب، ويقول أحدهم: سنوقف الإرهاب في سيناء لو عاد مرسي، وهكذا ثبتت التهمة، وصاروا كالمريب الذي يقول ‘خذوني’، ولن يفلتهم أحد لا من عقاب ولا من حساب، فقد ضبطوا متلبسين بارتكاب جرائم الخيانة العظمى، وبالاعتراف الصريح الذي هو سيد الأدلة .
    وحين تكتمل الصورة، وتطوى الصحف، وتجف الأقلام، ويكتب التاريخ سيرته، فسوف يقال ان هذه القيادة البائسة هي التي أبادت جماعة الإخوان في طبعتها الثانية، كانت الطبعة الأولى بقلم حسن البنا، وكانت طبعة دينية اجتماعية، وبتنظيم عسكري سري نشأ بداخلها، ودخلت في صدام مميت مع ثورة جمال عبد الناصر بعد سنتين على قيامها، ولم تصمد الجماعة ـ التي كانت تضم وقتها نصف مليون عضو ـ في المواجهة كثيرا، فقد مزج عبد الناصر بين المواجهة الأمنية والمواجهة التاريخية، وقدم مشروعا فكريا سياسيا وطنيا اجتماعيا سحب البساط من تحت أقدام الجماعة، ولم يبق منها سوى عصبة إرهابية صغيرة جرى دوسها أواسط الستينيات من القرن العشرين، وبعدها بعشر سنوات، كانت طبعة ثانية من الجماعة تنشأ بعد الفناء السياسي للطبعة الأولى، وفي سياق الانقلاب على ثورة وتجربة واختيارات عبد الناصر، وبدعم مباشر من سلطة السادات، التي سلحت جماعات طلابية دينية بالجنازير والمطاوي والسكاكين، ودفعتهم إلى الصدام العنيف لضرب المعارضين الناصريين واليساريين بالذات، وكان ذلك هو المورد الأول الذي أمد جماعة الإخوان ببداية جديدة وطبعة جديدة، كانت سياسة السادات قد خانت انجازات السلاح في حرب أكتوبر 1973، وكان ‘انفتاح السداح مداح’ ـ بتعبير أحمد بهاء الدين ـ يؤتي أكله في تفكيك التعبئة الوطنية والتنمية المستقلة، وكانت عودة الإخوان رديفا للنفوذ الأمريكي المتزايد في مصر وقتها، وكان السادات يغطى خياناته باصطناع ‘زبيبة صلاة’ تتوسط جبهته، وبترديد عبارة ‘الرئيس المؤمن’ و’أنا رئيس مسلم لدولة مسلمة’،

    وكان زحف فوائض المال الخليجي يعطي مددا مضافا لنشر أفكار يمينية متخلفة، وكانت مصر توضع في القيد الاستعماري من جديد، وبمعاهدة السلام التي انتهت إلى نزع سيادة السلاح في سيناء، وبالمعونة الأمريكية الضامنة، التي أدت إلى نزع سيادة قرار السياسة والاقتصاد في القاهرة، وجعل السفارة الأمريكية في وضع دار المندوب السامي البريطاني القديم، وهو ما انتهى إلى استعباد مصر، وتجريف التربة الوطنية، وتجريف الزراعة والصناعة والثقافة والسياسة، وتحلل المعنى الوطني لجهاز الدولة، ثم تحلل المجتمع نفسه، الذي انتهى إلى هجرتين، هجرة بالجغرافيا بحثا عن الرزق، وهجرة في التاريخ بظاهرة العودة الدينية المعممة، وتحول المجتمع إلى غبار بشري تسوده مشاعر البؤس واليأس، وقد خاطبت التيارات الدينية بؤس المجتمع كجمعية خيرية، ثم خاطبت يأس المجتمع كجمعية دينية، وهو مناخ بدا مثاليا لتضخم وتغول الطبعة الثانية لجماعة الإخوان، التي احتفظت بقشرة دينية موروثة عن الطبعة الأولى، برز على سطحها أفراد من خط سيد قطب التكفيري، لكن الجوهر كان مختلفا، فالصاعدون الجدد في جماعة الإخوان كانوا مزيجا من المهنيين ورجال البيزنس التجاري، وقد بنى هؤلاء امبراطوريتهم وقواعد نفوذهم في سيرة مختلفة،

    سيطروا على تنظيمات الطبقة الوسطى من اتحادات الطلاب إلى النقابات المهنية، ثم مدوا النفوذ إلى طبقات أدنى بتحويل الإخوان إلى جماعة حماية اجتماعية، تجتذب الشباب البائس بفرص عمل وزواج مريح في مجتمع نزل بغالبه إلى ما تحت خطوط الفقر والبطالة والعنوسة والمرض، وهو ما يفسر ما بدا من نجاحات انتخابية متلاحقة للإخوان، لكن الدودة ظلت تنخر في أصل الشجرة، فجماعة البيزنس الحاكمة للإخوان لا تعرف لها دينا غير فلوسها، وتعاملت مع فرصة السلطة المتاحة كأنها إعارة إلى بلد خليجي واسع الثراء، وغلبتها شهواتها ومطامعها في الاستيلاء السريع على مفاتيح المال والسلطة، وحولت قضية التمكين الدينــــية إلى تمكين دنيوي يستخف بكل دين، وسقطت في وحل الخيانة للأوطان والأديان، وهو ما عجل بسقوطها وفشلها المدوي، وانتهى بها إلى عزلة شعبية تكاد تقتلع جذورها، وهو ما لا تعيه القيادة البائسة التي نحرت جماعة الإخوان في طبعتها الثانية، ثم تدفع شبابها إلى انتحار جماعي على مذبح الفشل .
    ‘ كاتب مصري



    ---------------

    المرشد العام يبيح للمتظاهرين الإفطار في رمضان.. واخواني يشبه مرسي بأبي ذر الغفاريحسنين كروم
    July 21, 2013


    القاهرة ‘القدس العربي’ما زالت عجلة الأحداث تدور بسرعتها، فالإخوان والسلفيون واصلوا مظاهراتهم في جمعة ما أسموه كسر الانقلاب وخرج المناصرون من رابعة العدوية وتمثال نهضة مصر في اتجاهات مختلفة، مجموعة الى مدينة الانتاج الإعلامي للاحتجاج على غلق القنوات الدينية التي كانت تدعو للعنف والفتنة الطائفية وقناة مصر خمسة وعشرين التابعة للإخوان وجريدة ‘الحرية والعدالة’، ولا بد من البحث عن حل لإعادة هذه القنوات والجريدة، بعد الاتفاق على ميثاق إعلامي يلتزم به الجميع دون أي استثناء، كما حدثت اشتباكات عنيفة بين الإخوان وجماهير حي الجمالية، بعد أن هتفوا داخل الجامع الأزهر بسقوط الجيش بعد صلاة الجمعة، وهاجمهم الأهالي عند خروجهم وطاردوهم في الشوارع والحواري الجانبية، وانفجار قنبلة أمام قسم شرطة أبو صوير في الإسماعيلية واتلاف ثلاث سيارات وعدم وقوع ضحايا وإطلاق قذائف على منزل بالعريش ومقتل ثلاثة من أسرة واحدة، واستمرار الجيش والشرطة في ملاحقة الإرهابيين، وقتل واعتقال عدد منهم في إطار خطة تطهير سيناء منهم، وحضور الفريق أول عبدالفتاح السيسي وقادة الجيش صلاة الجمعة في مسجد الكلية الحربية، ونفي المتحدث العسكري ما يشارع عن ترشيح السيسي نفسه لرئاسة الجمهورية، ومحاولات الإخوان للتجمع مرة أخرى أمام دار الحرس الجمهوري، وظهور الداعية المتطرف محمد عبدالمقصود في رابعة ودعاؤه على الجيش وطلبه من جنوده عدم إطاعة قادتهم.
    وتواصل الدعاء ضد الجيش في صلاة التراويح في رابعة وتمثال نهضة مصر، وهي غير مقبولة لأنها ضد من جاء ذكرهم في القرآن الكريم بأنهم خير أجناد الأرض، كما واصل المحتفلون بنصر رمضان ودعم الجيش صلاة المغرب والعشاء، والتراويح في التحرير، مع الأدعية لمصر والجيش وضد الإخوان، وأدلى رئيس الوزراء الدكتور حازم الببلاوي بحديث مختصر للتليفزيون المصري، أكد على استعادة الأمن والاستقرار للبدء في تنشيط الاقتصاد وانه لم يتم إقصاء أحد، وكان وزير التموين الإخواني باسم عودة قد اعترف يوم السبت في حديث مع ‘الشروق’ أجراه معه زميلنا محمد خيال بأنه تم عرض الوزارة عليه ورفض إذ قال بالنص: ‘الببلاوي لم يتصل بي، ولكن من قام بالاتصال بي كان مكتب وزير الدفاع حيث حاول الوصول لي من خلال الاتصال بمكتبي، ولكني في ظل هذا الظرف التاريخي رفضت، لأن الإنسان مبدأ، والرجل موقف، وأنا لا يمكن أن أقبل ان أتعامل مع مجموعة انقلبت على الشرعية واغتصبت البلد’.
    وحدث اشتباك في أحد المساجد في سمنود بعد أن قام خطيب الجمعة الإخواني بالدعاء على الجيش. ونقل المحتجزين من قادة الإخوان وصديقنا حازم أبو اسماعيل والذين يتم التحقيق معهم بمعرفة النيابة في اتهامات موجهة إليهم من سجن طرة إلى سجن العقرب شديد الحراسة، وشهدت المنصورة حادثاً مروعاً، بمقتل ثلاث نساء في مظاهرة قادها الإخوان بعد اشتباكات مع المعارضين وهو ما استنكرته جميع القوى ورئيس الوزراء، وطالبوا بفتح تحقيق لتحديد المسؤول، وفي نفس الوقت تعرض الإخوان الى هجمات عنيفة للدفع بالنساء والفتيات والأطفال في مقدمة المسيرات والمظاهرات رغم علمهم بحدوث اشتباكات، كما يوزعون أكفانا على الأطفال يطوفون بها تحت شعار، مشروع شهيد، والهدف واضح وهو مزيد من الدم من أنصارهم لزيادة التفافهم حول القيادة وعدم محاسبتها عن أخطائها، واستمرار تضليلهم بأن ذلك سيؤدي الى عودة مرسي الى منصبه واستئناف تحقيق المشروع الإسلامي.
    وإلى بعض مما عندنا:

    متظاهرو الاخوان يسيطرون
    على شوارع مسجد رابعة

    يلاحظ كيف تطور الأمر في تحويل الاعتصام أمام مسجد رابعة العدوية، إلى استيلاء على الشوارع التي أمامه والمتقاطعة معه خاصة شارعي النصر والطيران، ثم الشوارع الجانبية، والانطلاق منها إلى دار الحرس الجمهوري ومحاولة الاستيلاء على أول منشأة عسكرية لتحرير مرسي من داخلها وهم يعلمون تماماً انه غير موجود فيها، لسبب بسيط انه لا يمكن التحفظ عليه في مكان على بعد أمتار من اعتصامهم ومحاط بعمارات سكنية، إنما الهدف هو تجربة الاستيلاء على منشأة عسكرية واختبار رد فعل القوات، فإذا تركتهم يقتحمونها ولم تنفذ الأوامر بالتصدي لهم بحجة انها لا تريد الاشتباك مع مدنيين، فسوف يؤدي هذا إلى تكرارها في قواعد عسكرية وإشاعة روح تمرد في الجيش بحجة عدم ضرب المدنيين، وهي فرصة لارتداء عناصرهم ملابس الضباط ودخول الوحدات، وقيادتها والنزول بها للشوارع.
    ولما فشلت الخطة أمام دار الحرس الجمهوري بدأت عملية توسع الإمارة في احتلال شوارع رئيسية وعرقلة المرور فيها، وهو ما حدث في محاولة إغلاق شارع صلاح سالم، وبالنسبة للمظاهرة الثانية أمام جامعة القاهرة، فتبدأ منها عمليات تستهدف مجلس الوزراء في شارع قصر العيني، وعلى بعد خطوات من ميدان التحرير ووزارة الداخلية، إلا أنها فشلت، وسبقتها عملية تأسيس ثالثة في رمسيس قاعدتها مسجد الفتح بسبب تصدي الأهالي والشرطة لها، مثلما أفشلوا توسع نهضة مصر إلى المناطق المجاورة لها بين السرايات والجيزة، ثم بدأ تحرك أهالي حي مدينة نصر ضد الإمارة، والمطالبة برحيلها وإلا فسيقومون بأنفسهم بطردهم منها بعد أن حولوا حياتهم إلى جحيم، ولم تعد لمساكنهم وحياتهم حرمة، ولو حدثت لاشتباكات فسوف يتعين على الدولة أن تتدخل هنا.
    وقد أدركوا خطورة تحرك أهالي مدينة نصر، فبدأت المنصة تطالب المعتصمين بعدم مضايقة السكان بالألعاب النارية، أو أثناء دخولهم الى مساكنهم وخروجهم منها، لكن أصبح عليهم الآن التراجع وإخلاء شارعي الطيران والنصر المؤديان إلى مسجد رابعة والوقوف على الأرصفة فقط وإلا فسيحدث التدخل ضدهم من الأهالي والأمن.

    ‘المساء’ تشبه مشروع الاخوان
    بما يحدث في سورية

    ومن خطة الإمارة إلى ردود الأفعال عليها، ونبدأ من يوم الخميس مع زميلنا وصديقنا بـ’المساء’ ورئيس تحريرها الأسبق محمد فودة وقوله: إلى متى ستظل بعض قيادات الإخوان محتمية بمسجد رابعة العدوية وسط مجموعة من الموالين ظناً منهم انهم سيظلون في مأمن إلى ما شاء الله، هل تظن هذه القيادات ومن يوالونهم انهم سوف يقهرون إرادة شعب صمم على التخلص من حكمهم وانهم سيقودون حرب شوارع وحرباً أهلية على غرار ما يحدث في سورية أو غيرها، إذا كان هذا فكرهم وتخطيطهم فلا شك انهم واهمون وإذا كانت لديهم الامكانيات المالية للصرف على هذا الخليط العجيب من البشر الذين يرابطون في ساحة المسجد فان الشعب لن يسمح لهم بذلك، وعليهم أن يدركوا يقيناً أن مصيرهم محتوم وأنهم لا محالة واقعون في يد العدالة’.

    مطالبة رئيس الوزراء الجديد
    بحل مشكلة التظاهر

    وهذا ما دعا زميلنا وصديقنا إبراهيم عيسى رئيس تحرير جريدة ‘التحرير’ لأن يطالب رئيس الوزراء الجديد الدكتور حازم الببلاوي بإنهاء وضع هذه الإمارة قائلاً: ‘تحرك سريع وعاجل ونافذ وقاطع، هو ما تنتظره جماهير مصر من الببلاوي لإنهاء مسألة رابعة، أما التحجج بالوقت والتمحك بالغرب أو التذرع بالمصالحة المزعومة أو انتظار تدخل الجيش، أو عودة الرشد إلى المرشد والجماعة، فهذا كله سيجعل الشعب يتصرف وحده ضد الإخوان بالارتجال والعشوائية والعدوانية والكراهية التي لا يمكن تصور مدها ولا تحمل عواقبها، يا دكتور ببلاوي الأيدي المترددة لا تعالج الأوضاع المتردية’.
    ‘التحرير’: يعاقبون المجتمع
    كله على ضياع فرصتهم

    ونظل في ‘التحرير’ لأن لزميلنا وائل عبدالفتاح آراء أخرى من نوع: ‘جموع هائمة تدافع عن خرافتها الكبرى، يعاقبون المجتمع كله على ضياع فرصتهم واختفاء رئيسهم في استراحة رئاسية، نصف مسجون ونصف حر هؤلاء الذين حولوا قاعة مناسبات في مسجد رابعة الى غرفة عمليات سلاحهم فيها كاميرا يحدثون منها الغرب والقادة في قاعة المناسبات يقودون حديقة مفتوحة لسلالات المهووسين بأحلام الجماعات التي ورثت صرتها من تنظيم الحشاشين في العصر العباسي، حشاشون دون حشيش ولا صور مصنوعة للجنة على الأرض، هؤلاء الذين يحجون الى الاعتصام، بكاء على عمر ضاع في تنظيم، انكشف ضعفه وهوانه، انها الجريمة – المأساة لا تشبه حتى ما فعله النازي في جمهوره ولا الفاشي في المفتونين به، انها جريمة اكبر وأكثر مأساوية’.

    ‘الأخبار’: اباحة
    الافطار للمتظاهرين

    والى المرشد الذي قال عنه في نفس اليوم – الخميس – زميلنا بـ’الأخبار’ خفيف الظل عبدالقادر محمد علي في بروازه المتميز، صباح النعناع: ‘الإخوان يواصلون العبث بالدين وتوظيفه لتحقيق مصالح الجماعة حتى أصبح في مصر إسلامان، الإسلام النقي الجميل الذي يتبعه عامة المصريين، وإسلام الإخوان الذين يحلل تخريب الوطن وقتل المسلم وجهاد النكاح، ومن أطرف بدع الإخوان توصية الدكتور محمد بديع لعناصر الجماعة بعدم صوم رمضان للحفاظ على قوتهم في معركة عودة مرسي يا عم بديع ارحمنا وكفاية لعب بعقول البسطاء’.

    ‘الأخبار’: هل كان الرئيس مرسي
    يصلح لمهمة الرئاسة؟

    وما زال الإخواني التائب زميلنا بـ’الأخبار’ عصام السباعي مذهولا مما يحدث من الجمعة وأفانينها وألاعيبها التي قال عنها في نفس العدد: ‘كم أتمنى لو رضي الإخوان بالفترة التي دخلوا فيها القصر ورأوا فيها نعيم الكرسي، وذاقوا مرارة الافتراق عنه، وحاولوا ان يصلحوا وفشلوا، وادعو العاقل فيهم إلى التدبر، ويكتفي بسؤال نفسه، وهل كان الرئيس المعزول د. محمد مرسي يصلح لهذه المهمة، وكنت أتمنى لو فهموا انه صورة طبق الأصل ما نقله سيدنا ابو ذر رضي الله عنه لنا عن رسولنا الكريم، قال: ‘قلت يا رسول الله ألا تستعملني، قال، فضرب بيده على منكبي ثم قال: يا ابا ذر انك ضعيف وأنها أمانة وأنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها’، هل يجوز ان تكون الشرعية هي سيدة الموقف حتى لو كان ذلك على حساب مصلحة الوطن التي هي مصلحة ذات أولوية للأمة؟ هل يمكن ان نصبر على من تنقصه مهارات القيادة ويحيط في فريق عمله، سواء من حيث الكفاءة أو المصداقية؟
    ويبقى السؤال الأهم، ومن الذي يحلل إراقة نقطة دم واحدة من أجل كرسي’.

    زوجة خيرت الشاطر: رياح
    رطبة رحمة من الله للمعتصمين

    وكان لزوجة خيرت الشاطر السيدة الفاضلة عزة أحمد محمد توفيق رأي آخر جاء في حديث معها نشرته صحيفة ‘الرحمة’ الاسبوعية والمملوكة للشيخ الداعية محمد حسان، وأجراه معها زميلنا محمد عبدالظاهر، قالت فيه: ‘اعتصام رابعة هو أفضل شيء في الأيام التي نمر بها فهناك أشخاص تركوا قناع الدنيا من اجل قضية مؤمنين بها، ومن أكثر المواقف التي تذكرت في اعتصام رابعة موقفان، الأول عندما سمعت رجلا يغلق هاتفه حتى لا يتأثر بضغط زوجته أو صوت أولاده، والموقف الأخير عندما ذهبت يوم الجمعة بعد صلاة العصر الى رابعة ولم أجد موضع قدم ولا شجرة لكي استظل اسفلها، ووقفت جانباً وأحسست برياح رطبة في هذا التوقيت، فأدركت انها رحمة الله تنزل على المعتصمين’.

    المتظاهرون يتحملون
    كل شيء لتحقيق الحرية

    كما نشرت الجريدة تحقيقاً من الاعتصام لزميلنا سيد الإمام جاء فيه: ‘وجدنا كثيرا من الأسر يأتي إلى الميدان بالحلل والأكل الشعبي ليفطروا مع ذويهم ثم يغادرون الميدان يقول مجدي سويلم مدير مدرسة المستقبل الإعدادية بمحافظة الإسماعيلية: أنا في اعتصام ميدان رابعة العدوية منذ اليوم الأول وأغادر الاعتصام على فترات بحسب مواعيد عملي في المدرسة وانه لا ينتمي لأي حزب أو جماعة سياسية، ولكن هدفنا تطبيق الديمقراطية بشكلها الصحيح والمتعارف عليها في كل دولا لعالم، ولا يوجد تأثير سلبي حتى الآن على ممارسة حياتي سواء في العمل أو في البيت حيث ان كل أفراد الأسرة تستوعب ما أقوم به ويتمنون أن يكونوا بجواري، بينما تحكي الحاجة سمية الجيار انها تعيش بمفردها بعد أن توفي زوجها. وكانت تتابع كل المظاهرات في وسائل الإعلام ولا تحب النزول إلى الشارع خاصة انها أرملة وكبيرة في السن ولكن غلق القنوات الدينية دفعها للنزول الى ميدان رابعة العدوية لتشارك المتظاهرين واليوم الذي لا تنزل فيه الى الميدان، وتكتفي بمشاهدة وسائل الإعلام الخاصة والحكومية تشعر بالحزن ولا ترتاح إلا بعد ان تنزل مرة أخرى الى الميدان’.

    الحاجة آمنة تهاجم
    السيسي وشيخ الازهر

    وظاهرة الاستعانة بالذات بالنساء والفتيات في الخطابة أمام الرجال اصبحت ملفتة ولم تكن موجودة في تمثال نهضة مصر، بسبب كثرة عدد السلفيين عن الإخوان فيها، المهم انهم أحضروا يوم الخميس من الصعيد امرأة عجوز قدموها على منصة رابعة على ان اسمها الحاجة آمنة مخلوف خالة العمدة، وهي سيدة فصيحة اللسان، وأخذت تدعو على الفريق السيسي، وتقول، ربنا ييتم أولادك يا سيسي في رمضان، والصعيد سوف يسحب أولاده من الجيش ومن المباحث، فهتف الحاضرون، الصعايدة أهم، الصعايدة أهم، ثم قالت الحاجة آمنة عن المتظاهرين في التحرير، دول شعب خموردية ولميس بتلم لهم فلوس علشان ياخدوا برشام وخمرة، فصاح الموجودون، فرحاً وانبساطاً، فعادت لتقول للسيسي، حرام عليك يا سيسي لما تقعد مع القسيس، وهي تقصد البابا تاوضروس، فصاح الموجودون وهللوا، ثم هاجمت شيخ الأزهر، قائلة، ومع اللي بيقولوا عليه الطيب، وهي تقصد الدكتور أحمد الطيب.

    زوبع يهاجم هيكل والسيسي

    وكان القيادي الإخواني حمزة زوبع قد صعد على المنطقة وقدم فقرة مسرحية، ليعطي لآلاف المساكين معلومات غير حقيقية، فسألهم، انتم عارفين، فصاحوا استنكارا، لا، لا، فقال هيكل كان بيلعب مع عبدالناصر، ولعب مع السادات ومع مبارك، وراح قابل مرسي قال له روح يابني العب بعيد، فانبسط الحاضرون وضحك بعضهم فاكمل زوبع، راح للسيسي، وقال له، خد البرشامة دي، وخلــيك زي عبدالناصر، واقتل لك كام واحد، ثم صرخ، عارفين هيكل فين؟ اخد شنته ورحل، وصاح، هيجوا ناس ويخبطوا بالحلل ووراء عساكر، هتعملوا إيه؟ فصاحوا، يبقوا ييجوا، فقال لهم، متوقع انهم يسمونها موقعة الحمار، فردوا عليه، السيسي، فسألهم، انتم قلتوا إيه؟ فقالوا، السيسي، فرد، وأنا باقول الحمار.
    وقال، الرئيس عدلي منصور، فصاح الحاضرون، طرطور فقال خلاص، الرئيس عدلي منصور طرطور.

    عاصم عبدالماجد
    يهاجم الاعلام المصري

    ثم صعد على المنصة عاصم عبدالماجد عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية وصرخ ان الإعلام المصري العميل نسي أن يهنىء القائد الأعلى للقوات المسلحة بذكرى انتصار العاشر من رمضان، اللي هو محمد مرسي، وأنا أهنىء المسلمين والمسيحيين الذين ارسلوا يهنئون بهذه المناسبة وارسلوا إلينا يقولون لو دعوتمونا الى رابعة سنأتي إليكم، وأنا أدعوهم، فهتف الموجودون، إيد واحدة. ولما أحس انها واسعة شوية، قال، هناك في الكنيسة متطرفون يؤيدون الانقلاب، وأخذ يدعو على السيسي وجنوده، وقال له انه لن يقدر على هزيمة جنود السماء.
    المهم، انه من وقت لآخر يقترب مقدم الفقرات من عاصم ويغمزه في ظهره لينهي كلمته لأن مدتها انتهت، ثم أذاع الميكروفون أغنية، الله أكبر فوق كيد المعتدي، وهي من أغاني عهد خالد الذكر، أي يقدمون في شهر رمضان بسرقة حق الملكية الفكرية دون دفع أي تعويضات.

    الشيخ ياسر برهامي: الانقسام
    وتدمير البلد وانهيار الجيش لمصلحة من؟

    هذا، ولا تزال المعارك قائمة بين الإخوان، ومعهم جماعات سلفية موالية لهم مثل الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح التي يترأسها الشيخ علي السالوس، ومجلس شورى العلماء الذي يضم عددا كبيرا من الدعاة وأن البعض فضل الابتعاد عن المعركة لسبب أو لآخر وبين حزب النور وجمعية الدعوة السلفية التي خرج منها الحزب، وانضم عدد من أقطابها إلى الإخوان مما هدد الجمعية بالانقسام، بسبب المواقف التي اتخذتها هي والحزب، وقد قام أحد نواب رئيس الجمعية الشيخ ياسر برهامي بشن هجوم عنيف على مهاجميهم وكشف نفاقهم بقوله في مقال نشرته يوم الجمعة صحيفة ‘الفتح’ لسان حال الجمعية جاء فيه: ‘حصل توافق على موقف سياسي كان أقبح منه بلا شك ما أعلنه د. مرسي بأن الموقف المصري يتطابق مع الموقف الروسي من الأزمة السورية، ياللعجب! يا شيوخ السلفية المتهمين لحزب النور والدعوة بالنفاق لماذا لم تنطقوا بكلمة على ما سبق وقتها؟! لماذا الكيل بمكيالين؟ إلى الله المشتكى، يوم أن أفتى دكتوركم بأنه يجوز للمجند الأمريكي أن يقاتل مع الجيش الأمريكي ضد دولة أفغانستان المسلمة لم ينعقد اتحاد علماء المسلمين لسيبين حرمة موالاة الكفار ولم تنطلق الألسنة مكفرة ومضللة وحاكمة بالنفاق مع أن القتال والنصرة أعظم صور الموالاة ظهوراً ودولة أفغانستان كانت تطبق الحدود وتعلن مرجعية الإسلام.


    نوصي أنفسنا وإياكم بتقوى الله. نحن فقط تعاملنا مع واقع حقيقي فرض نفسه ليس في قدرتنا أن نشارك فيه ولم نشأ أن نطيع غيرنا في أن نصطدم بالحائط أو نلقي أنفسنا في هاوية مهلكة تؤدي الى خسارة الدين والدنيا، خسارة الدعوة والمنزلة في قلوب الناس، وخسارة المنصب الذي لا يسمن ولا يغني من جوع في الوقت نفسه خسارة الدماء التي تراق والأموال التي تدمر والبلد الذي ينهار والجيش الذي يراد انقسامه ويراهن على انشقاقه لإعادة الرئيس، بعد كم من الأرواح تزهق! وعلى أية أشلاء وطن يعود الرئيس؟!
    وإذا لم يعد في المنطقة غير جيش واحد هو ‘جيش إسرائيل’ فمن الذي سيأمر فيطاع ‘د. مرسي’ أم الأيدي والأصابع من الخارج؟! الى الله المشتكى، إن الخطاب الكارثي المستعمل باسم الإسلام – المبني على العنف الدموي في سيناء وغيرها – والتكفير للمخالف ‘إسلامي وغيره ‘يقتضي وقفة صادقة مع النفس لهذا الاتجاه بأسره.

    وأنا أنصح ‘مكتب الإرشاد’: أن يستخيروا الله في تقديم الاستقالة لمجلس الشورى التابع لهم استنقاذا للجماعة التي نريد أن تظل عاملة وبقوة في الشارع المصري مقبولة من الجماهير وقبل ذلك حفاظا على ما بقي من العمل الإسلامي ومصلحة الإسلام والمسلمين، ومصلحة هذا الوطن وهذه الأمة في مشارقها ومغاربها، وأنصح كذلك إخواني في مجلس إدارة الدعوة السلفية بعد ان قدموا كشف حساب عن المرحلة السابقة لمجلس الشورى العام للدعوة ان يضعوا استقالاتهم بين يدي إخوانهم ليقرروا ما شاءوا’


    ---------------
                  

07-23-2013, 07:11 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)

    amr-selim-1456-sudan2sudan.jpg Hosting at Sudaneseonline.com



    تسجيل مكالمات لمرسي على موبايل السيسي..

    والمتحدث العسكري ينفي ويتهم ناشر الخبر بخدمة الإخوانحسنين كروم
    July 22, 2013




    القاهرة – ‘القدس العربي’


    أهم ما في صحف مصر أمس كانت حول العمليات الإرهابية في سيناء التي أدت الى استشهاد أربعة من جنود الجيش والشرطة، وإعلان النيابة ان تقرير الطب الشرعي في مقتل الفتيات الثلاث في المنصورة جاء بمقذوفات من الخلف، وطلب النيابة من أي مواطن لديه معلومات عن الحادث ان يأتي إليها، كما قام الإخوان بتجمع امام بعض السفارات للطلب من دولها التدخل لإعادة مرسي، ومصرع سبعة عشر جندياً من الجيش بعد اصطدام سيارتهم بسيارة نقل في وادي النطرون وتهليل الإخوان واعتباره نصرا ضد الجيش، وقرار مجلس الوزراء بإلغاء النص الذي يجيز الحبس في تهمة إهانة رئيس الجمهورية، واستبداله بالغرامة، والاستياء من الألفاظ البذيئة التي كثر استخدامها في المسلسلات والبرامج التليفزيونية.
    وإلى بعض مما عندنا:

    ‘الاهرام’: النائب العام أمر
    بحبس مرسي خمسة عشر يوماً

    كانت القنبلة الاهم التي فجرها زميلنا عبدالناصر سلامة رئيس تحرير ‘الأهرام’ الذي كتب الموضوع الوحيد في الصفحة الأولى بعناوينه المثيرة، مثل النائب العام يأمر بحبس مرسي خمسة عشرة يوما باللون الأحمر، تبعته عناوين احتلت نصف صفحة، والنصف الباقي ما كتبه سلامة وإعلانات، وألقى فيه بالكثير، من الأسرار مثل ان النائب العام هشام بركات أمر بحبس الرئيس السابق محمد مرسي خمسة عشر يوماً على ذمة التحقيق في عدة اتهامات يـأتي في مقدمتها التخابر والتحريض على العنف وإشاعة الفوضى.

    مرسي اتصل بالبيت الابيض وتركيا وحماس

    ياتي ذلك بعد أن استمع يوم السبت الى أربعة تسجيلات لمكالمات هاتفية أجراها مرسي، مع الرئاسة الأمريكية والمرشد العام ونجله أحمد الموجود في تركيا وحركة حماس، وأن التسجيل كان بإذن النيابة وجاءت قبل ساعات من إعلان الفريق أول عبدالفتاح السيسي في الساعة التاسعة مساء يوم الأربعاء 3 يوليو، وقال عبدالناصر ان مرسي طلب من السيسي هاتفا لإجراء اتصالات فأعطاه هاتفه وتركه، فاتصل مرسي بالرئاسة في أمريكا، ولم يوضح سلامة من رد عليه، لكن مرسي طلب من أمريكا تدخلاً عسكرياً، وطلب من المرشد إصدار توجيهات بإشاعة الفوضى ومن حماس دعم العنف في سيناء.
    واستمرت المكالمات نصف ساعة، ثم دخل عليه السيسي الغرفة وأخبره أن الاتصالات مسجلة بأمر النيابة ومحورها التخابر والدعوة للعنف، ثم قال سلامة انه علم بأن اللقاء الذي تم بين السفيرة الأمريكية آن باترسون وخيرت الشاطر النائب الأول للمرشد العام في مكتبه بحي مدينة نصر اتفقت معه على توجه مرسي بعد رفع التحفظ عليه بضغط أمريكي الى اعتصام رابعة العدوية لإدارة البلاد من هناك، مع استمرار المظاهرات في المحافظات واستخدام العنف ليكون مبرراً للتدخل الخارجي، وتم رصد لقاء في الإسكندرية بين القنصل الأمريكي وجهاد الحداد – وهو ابن عصام الحداد – مساعد مرسي للشؤون الخارجية والتعاون الدولي، والاتفاق على إشاعة الفوضى في البلاد.
    وقال ايضاً ان تهمة التخابر متورط فيها مجموعة مؤسسة الرئاسة، وتورط عناصر سلفية في المخطط، وأن هناك ضغوطاً أمريكية لعدم إذاعة هذه التسجيلات والمعلومات التي تكشف عن تورط الإدارة الأمريكية مع جماعات إرهابية.

    ‘الأخبار’: المؤسسة العسكرية
    تؤكد عدم صحة هذه المعلومات

    ولكن جاء النفي سريعاً، من النائب العام، ومن المتحدث العسكري، العقيد أحمد محمد علي، الذي قال – نقلا عن زملائنا بـ’الأخبار’ خديجة عفيفي وخالد ميري وعمرو جلال ان الفريق أول عبدالفتاح السيسي لم يجر مكالمات هاتفية مع الرئيس المعزول خلال الثماني وأربعين ساعة الأخيرة قبل عزله، وتؤكد المؤسسة العسكرية عدم صحة هذه المعلومات شكلا وموضوعا وعدم استنادها لحقائق مؤكدة، وأن نشرها بهذه الطريقة وفي هذا التوقيت يهدف لإثارة البلبلة وتهييج الرأي العام ولتحقيق أغراض مشبوهة لخدمة تيارات سياسية معينة، والمؤسسة العسكرية لن تتوانى عن إعلان مثل هذه المعلومات لجموع المصريين حال وقوعها.
    هذا رد المتحدث العسكري وفيه اتهام لعبدالناصر سلامة بنشر هذا الخبر لحساب الإخوان المسلمين، رغم انني لا أرى فيه أي خدمة لهم، إنما هو ضدهم، وتم التأكيد على أن قاضي التحقيق المعين من وزير العدل – لا النائب العام يحقق مع مرسي في الاتهامات الموجهة إليه بالتخابر والتعاون مع جهة أجنبية في قضية الهروب من سجن وادي النطرون.

    مرسي طلب من أمريكا التدخل ضد الجيش

    لكن حدث مساء الأحد أن زميلنا وصديقنا في ‘الأهرام’ أحمد موسى ومقدم برنامج – الشعب يريد – بقناة التحرير، اكد ان مرسي طلب الرئيس أوباما، لكن مكتبه هو الذي رد عليه، وطلب من أمريكا التدخل ضد الجيش، كما اتصل بحماس وبتركيا، وأن التحقيقات سوف تجري معه بعد ثلاثة أيام في قضية التخابر، وأنه يستند في معلوماته إلى مصادر مطلعة جدا جداً ويعرفها.
    وأنا لا أريد أن أدلي برأيي وإنما بملاحظات قد تساعد على فك هذه الألغاز، أولها، ان اتهام مرسي بالتخابر مع أمريكا تم توجيهه إليه علنا منذ ثلاثة أشهر، أي وهو في السلطة ومن وكلاء سابقين بجهاز المخابرات العامة، وبالتحديد من الفريق حسام خير الله الوكيل الأول، واللواء ثروت جودة وكيل الجهاز وحدد كل منهما وقائع محددة، كرروها في أحاديث صحافية، وتحديدا في مجلتي ‘المصور’ و’روزاليوسف’ واشرنا اليها في حينه، وفي مقابلات تليفزيونية ومع ذلك التزم مرسي الصمت، والملاحظة الثانية، أن تخابر عدد من قيادات الإخوان مع أجهزة مخابرات أجنبية تم تداوله، ولكن المشكلة هي في آثار اعلانها على علاقات مصر بعدد من الدول خاصة أمريكا وبريطانيا، ومن المعروف انه تتم تسوية بعض هذه العمليات سراً، للحفاظ على المصالح، أو التهديد بإعلانها للحصول على مكاسب.
    والملاحظة الثالثة ان عبدالناصر سلامة لا يمكن أن يتجرأ على ذلك دون إشارة ما، خاصة انه من قبل شن هجوما عنيفاً ضد مرسي وقطر والإخوان لحساب الجيش والمخابرات، ومرات كان يدافع عن مرسي، ولا يعقل ان يتورط الآن وفي هذه الظروف في عمل عدائي.
    أما بالنسبة لأحمد موسى فأنا اعرف عمق مصادره، وعلى كل فالايام القادمة ستحمل الكثير.

    ‘صوت الأمة’: كيف ورط
    مدير المخابرات العامة مرسي

    كما حدثت يوم الأحد مفاجأة أخرى مختلفة من زميلنا ومستشار التحرير لجريدة ‘صوت الأمة’ محمد سعد خطاب الذي القى بقنبلة حول رئيس جهاز المخابرات العامة السابق اللواء محمد رأت شحاتة، نصها: ‘بعد ساعات من الانذار الأخير من القوات المسلحة للرئيس المعزول وقبل يومين من خلعه ذهب ثلاث شخصيات مهمة الى قصر الرئاسة لإقناع الرجل العنيد بالاستجابة لمطالب الثورة الشعبية والنزول عن غرور الجماعة وتجنيب مصر إراقة الدماء والرضوخ لمطالب الدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة وتغيير الحكومة الفاشلة ثم غادر الثلاثة بوعد من محمد مرسي في التفكير في الأمر وما ان غادر الثلاثة محيط قصر الاتحادية حتى بادر أحدهم بالاتصال بمرسي لثوان معدودة قال له فيها ‘إياك أن تتنازل’، كان هذا الرجل هو رأفت شحاتة مدير المخابرات العامة الذي ورط مرسي في مزيد من العناد وأودى به الى الغرق في مستنقع إنكار ما يحدث على الأرض والوصول به الى نهايته غير المشرفة قيد الاحتجاز، وكان الشخصيتان الأخريان هما الفريق أول عبدالفتاح السيسي واللواء محمد إبراهيم، لذا كان الرد سريعاً على هذا التصرف بإقالة شحاتة في مشهد درامي جرت وقائعه بعد ساعات من عزل مرسي، حيث استقرت مدرعة أمام مبنى المخابرات العامة وترجل منها اللواء فريد التهامي رئيس الرقابة الإدارية السابق الذي دخل مكتب شحاتة عنوة وأجرى اتصالا مع القيادة العامة للقوات المسلحة التي أمرت شحاتة بأن يغادر مكتبه ويتجه الى مقر القيادة في نفس المدرعة حيث فهم الرجل انها اللحظات الأخيرة له في الجهاز، وفهم ايضا ان التهامي هو خليفته الذي حضر لتسليم منصبه الجديد وتعكس تفاصيل هذا المشهد الى أي حد وجدت الثورة نفسها منذ اللحظة الأولى امام اختراقات نوعية من تنظيم الإخوان في أكثر أجهزة الدولة حساسية’.

    ‘أخبار اليوم’: لماذا يصور الاعلام
    ثوار رابعة العدوية مجرمين؟

    وإلى امارة رابعة العدوية التي أعلن الإخوان قيامها، وقال عنها وهو في غاية التأثر زميلنا الطيب بـ’أخبار اليوم’ عصام حشيش يوم السبت: ‘ألا تشعر معي بالدهشة من الصورة الذهنية التي يسوقها الإعلام للشباب والأسر المصرية المعتصمة بمنطقة رابعة العدوية.
    فالإعلام لا يصورهم كثوار مناضلين يدافعون عن موقف يؤمنون بسلامته ويحتجون رفضاً للاعتداء عليه، وإنما يقدمهم للمجتمع وكأنهم مجرمون ومجانين ويتجاهل في تجن واضح عرض مطالبهم، ويتناول بتهكم الروائح الكريهة المنبعثة من الميدان ولا يتناول الصمود والإصرار والتضحيات من أجل مبدأ يؤمنون به، ويعيشون من أجله لأكثر من عشرين يوماً حتى الآن تحت وهج الشمس المحرقة في نهار رمضان انتظاراً للفرج، فما هذه القسوة، ولماذا؟ أشعر بحزن بالغ لأن المجتمع للأسف ابتلع طعم الإعلام بسهولة دون أن يرفع أحدهم صوته ليقول لا تظلموا هؤلاء الماكثين في رابعة مرتين، الأولى عندما أصم المجتمع أذنيه عن الاستماع لآهاتهم وأوجاعهم تماماً، مثل بريء يتم جلده وغير مسموح له بأن يتأوه’.

    ‘التحرير’: ما يحدث
    في رابعة العدوية لا يمكن ان يطاق

    ثم أجهش عصام في البكاء حزناً على المظالم التي يتعرض لها سكان الإمارة، دون أن ينزل دمعتين واحدة من كل عين، على سكان الحي المساكين الذين فوجئوا بما يفعله المعتصمون، وقال عنه في نفس اليوم في ‘التحرير’، الفنان التشكيلي محسن شعلان: ‘صمت مصر على غربان في هيئة بشر يبولون متجاورين يتوضأون واقفين على بولهم، يخزنون البهائم لذبائح التي تخلف دماؤها المزيد من رائحة العفن والعطن، ينصبون خياماً يمارسون فيها التعذيب والقتل والتآمر والدجل والشعوذة والتخريف والنكاح، والنوم متلاصقين متلامسين بالجرب والطفح الجلدي والعقلي الذي ينضح لهم وهماً بأنهم إخوان مجاهدون لاستعادة شرعية الملوخية التي سلبت منهم، كأنه كان لزاما علينا أن نخوض الكرب الى منتهاه ومنتهانا، أو كأنه يحز في نفوسهم ان إرادة الله قد شاءت لنا النجاة من بين الدروشة السياسية فننادي بمصالحة مع اناس كشفوا لنا عن أنيابهم تجاه مصر التي تآمروا عليها ودعوا جيوش العالم لغزوها’.

    ‘الشروق’: ميدان بلا مخدرات
    وفتيات كريمات يقمن بنظافة الشوارع

    لكن القيادي الإخواني ونائب محافظ الإسكندرية السابق الدكتور حسن البرنس وهو صاحب كثير من المواقف والتصرفات الطريفة التي تتسم بالسذاجة عندما كان في منصبه كان يركب دراجة هوائية، ويسير بها على الكورنيش للنزهة وهو يبتسم بعد أن يجهز المصورين ليلتقوا له صوراً، وعندما تعرضت المدينة لأمطار غزيرة اندفعت نحو الأنفاق التي تربط بين دفتي الكورنيش نزل الى احداها في كليوباترة، ومعه أربعة قوالب طوب أحمر، ليضعها ويمنع اندفاع المياه للنفق وكان متجهاً للكاميرا وهو يبتسم، البرنس زار رابعة وكتب على حسابه في ‘الفيس بوك’ مشاهداته، ونقلها إلينا يوم الأحد زميلنا في ‘الشروق’ عصام عامر ومما قاله: ‘قمت فجر الجمعة بجولة لمدة ساعتين في شوارع ميدان رابعة العدوية، فرأيت الناس تنام داخل الخيام وعلى أسفلت الطريق وفي مداخل الشوارع تقف لجان الحراسة الشعبية فلا تسمع عن حادث سرقة ولا تحرشات، ميدان بلا مخدرات ولا كلام بذيء وبكل أمان فتيات كريمات يقمن بنظافة الشوارع.
    شاهدت رجلاً يذبح عجلاً تبرع به لمائتي رجل لأهل قريته الذين جاءوا منها ويهدي باقي اللحم للخيم المجاورة حتى يفطروا به عند الغروب، وآلاف يفتحون المصاحف وغيرهم يسبح للرحمن، ومجموعات تلتف حول شيخ يعطيهم دروساً في القرآن وأطفال صغار يلعبون بجوار خيام أسرهم وغالبية الناس تظهر عليهم قلة متاع الدنيا وعدد صغير يمتلك سيارات وضعها أمام الخيمة وجدت ايضا شبابا عاكفا على الانترنت وفيس بوك يتابع أخبار العالم ويرسل فيديوهات للأصدقاء يوثق فيها المسيرات، وتصوروا ان الصائمين في نهار شهر يوليو يسيرون مسافة أربعة عشر كيلو مترا ثم يعودون دون إصابة بضربة شمس لأي منهم، ولله آيات الرحمة والنصر نراها في عيون العجائز في الميدان، تعالى بسرعة وخد لفة في الميدان قبل زوال الانقلاب’.

    ‘اليوم السابعand#8242;: رجل منقب ركب القطار للتسول

    طبعاً رغم انه كان عليه أن ينادي ايضاً، تعالى واركب الحنطور واتحنطر، ولكن بدلا من ركوب الحنطور، ركب أحدهم القطار متجهاً إلى بلدته الإسكندرية أي انه كان قادماً منها إلى رابعة مع البرنس ليأخذ لفة، ولكن الشرطة قبضت عليه، ففي نفس اليوم – الأحد – نشرت ‘اليوم السابعand#8242; في صفحتها الثالثة خبراً لزملائنا رضا حبيش ومحمود نصر ومحمد شرقاوي جاء فيه: ‘ألقت شرطة السكة الحديد أمس – السبت – القبض على شاب ينتمي لجماعة الإخوان مرتدياً النقاب بمحطة مصر برمسيس قبل استقلاله أحد القطارات للتوجه إلى الإسكندرية حيث كان قادماً من ميدان رابعة العدوية، وقال اللواء نبيل عبدالفتاح رئيس شرطة السكة الحديد لـ’اليوم السابعand#8242; ان رجال المباحث ارتابوا في احدى المنتقبات، وبإيقافها تبين انها ليست سيدة وإنما رجل ويدعى، محمد – أ. 24 عاماً، وكان ضمن المتواجدين في ميدان رابعة وزعم انه كان يريد ركوب القطار للتسول’.

    ‘الجمهورية’: ‘الأمريكان مالهمش آمان’

    وإلى الإخوان ومعاركهم ونبدأها من يوم السبت مع زميلنا السيد البابلي رئيس تحرير ‘الجمهورية’ – قومية وقوله عنهم: ‘كان الزعيم الخالد جمال عبدالناصر واضحاً في علاقاته مع الأمريكان، فقد أدرك مبكراً أن ‘الأمريكان مالهمش آمان’.
    إخوان مرسي راهنوا على أن خدماتهم للأمريكان وعلاقاتهم الطيبة مع إسرائيل سوف تدفع واشنطن إلى الضغط على مصر لإدانة عزل مرسي واعتبار هذه الخطوة انقلاباً، وفي اعتقادهم الخاطىء فإنهم ظنوا أيضاً أن إدانة واشنطن لعزل مرسي سوف تعني إدانة دولية وسيتم الضغط بذلك على مصر لإعادته من جديد وقام الإخوان في سبيل ذلك بالتصعيد الداخلي لإرسال رسالة مؤداها أن الشارع المصري منقسم وأن هناك حربا أهلية ستدور رحاها إذا لم يعد مرسي وسار الإخوان في ذلك على نفس سلسلة الأخطاء السياسية المتكررة منذ قدر لهم حكم مصر، فلا العالم انتفض من أجلهم ولا أمريكا تحركت لإنقاذهم، ولا تركيا تملك من النفوذ ما تحرك به أوروبا’.

    الجيش انقلب على انتخابات
    هو أول من شهد بنزاهتها

    أما باسم عودة وزير التموين الإخواني السابق، فقد نشرت له ‘الشروق’ في نفس اليوم حديثاً أجراه معه زميلنا محمد خيال قال فيه عما حدث: ‘واضح بدرجة كبيرة أن الفريق أول عبدالفتاح السيسي متأثر بما حدث في عام 54 وبشخصية جمال عبدالناصر، ولكني أقول له أن البلد تغير ومصر 2013 ليست مصر 1954 وبالتالي الشعب لن يستسلم والملايين ستظل في الميادين ولا يمكن أن نسمح أن نرجع مرة أخرى، لا يوجد أمامنا سوى الضغط السلمي بكافة الوسائل مهما استشهد منا ومهما تم الاعتداء علينا ومهما تم تشويهنا في الإعلام، عودة الدستور لأنه هو الذي يحكم بين جميع الأطراف فضلا عن ذلك فالإعلان الدستوري الذي صدر مؤخرا اعترض عليه الجميع ممن شاركوا القوات المسلحة وعندما يرجع العمل بالدستور نتحدث وقتها فالقوات المسلحة انقلبت على انتخابات هي أول من شهدت بنزاهتها وعدالتها وجميع الانتخابات تمت وقت ان كانوا يقودون المرحلة الانتقالية، ويؤمنون اللجان، وللأسف ما حدث من انقلاب كان عملاً مخططاً ومنظماً وأنا أعرف القوات المسلحة جيداً وتعاملت مع الفريق أول عبدالفتاح السيسي لمدة 6 أشهر فالقوات المسلحة ‘مش بتاعة أحداث فجائية ولكن تقوم بالدراسة والتخطيط ولترتيب والتدريب والتنفيذ’.

    الانقلابات ستصبح الرياضة
    الوطنية الأولى للشعب المصري

    ومن ‘الشروق’ الى ‘أخبار اليوم’ في ذات اليوم – السبت – ورئيس تحرير الإخواني زميلنا سليمان قناوي: وقوله عما حدث لهم: ‘في مصر نحن نعيش عجب العجاب بشكل يمكن أن تصبح معه الرياضة الوطنية الأولى للشعب المصري هي تغيير الرؤساء بالضبط كما لو كنا في مــــباراة لكرة الـقــدم الكابتن ‘أو الرئيسand#8242; في الشوط الأول يتم تغييره ويخـــــرج من الملعب في الشوط الثاني او كلعبة الكراسي الموسيقية فكلما غضب جزء من الشعب على رئيـــس ينزل الى ميدان التحرير ليغيره، اليوم عندنا مخلوع ومعزول ومؤقت وقد يصبح لدينا في الغد معزول ثان وثالث حتى ثالث عشر طالما سيطر هذا العبث على المشهد السياسي المصري، سوف يتوقف التاريخ محتاراً امام ما حدث في محاولة علمية لتوصيفه هل هو ثورة انقلابية أم شعبية خشنة تم فيها حـــرق مقار وقـــتل مواطنين؟! لأنصاف يدعونا الى التفكير في ان ما حدث في 30 يونيو فقد بدأ كثورة وانتهى الى انقلاب’.

    ‘المصريون’: يا سيسي أمرك، أمرك
    يا سيسي تقدر تحط الحديد في إيدي

    وبمناسبة الإخوان، فكنت قد نسيت، وما أنساني إلا الشيطان، بالإضافة الى الشيخوخة، الإشارة الى خفيف ظل آخر هو زميلنا وصديقنا محمد حلمي الذي امسك عوده يوم الخميس وأخذ يغني في بروازه – صباحك عسل- بجريدة ‘المصريون’ قائلا بصوته الأجش وهو يداعب السيسي: ‘من قلب عاشق للوطن، إلى سيادة الفريق السيسي لقد رسخ الإعلام الخاص لرذيلة سب الحاكم بأقذر وأحط أنواع السباب، لذا أناشدك ألا تسمح لأي إعلامي يمس طرف الحاكم من الان فصاعدا، وسوف أطير من السعادة لو أجبرتهم على ترديد أغنية، يا سيسي أمرك أمرك يا سيسي، ماقدرش أخالفك لأني عارفك تقدر تحط الحديد في إيدي، أمرك، أمرك يا سيسي، وصباحك عسل يا فندم’.
    لا، لا، هذا اقتراح نرفضه نيابة عن السيسي، ونقترح عليه ان يجبر من يريد الغناء ان يغني، أغنية، يا محير أمني معاك.

    علو الأصوات المنادية بالتصعيد واختفاء التهدئة

    ثم نظل في ‘المصريون’ حتى يوم السبت لنقرأ لزميلنا محمود سلطان رئيس التحرير التنفيذي سخريته من الإخوان ومحاولاتهم اليائسة للعودة للسلطة بقوله:
    ‘الجماعة فشلت في ‘سنة أولى’ حكم، هذه حقيقة لن تغيرها التفاصيل الأخرى قد يتحدث أنصارها عن المؤامرات وعن ‘الانقلاب’، وعن الفلول والأقباط وأطفال الشوارع وهي في مجملها قد تكون ‘مشجباً’، لتعليق الفشل عليه، ومع افتراض وجودها وأنا لا أنكر أن جانباً منها قد يكون صحيحاً – فإن ذلك لا يعني منح ‘الفاشل’ جائزة على فشله.
    صخب الميادين في رابعة وفي النهشة يخفي ‘سؤال الفشل’ لأنه ربما يفسر سبب علو كعب الأصوات المنادية بالتصعيد واختفاء الأصوات التي تميل إلى التهدئة لأن الاعتراف بالفشل يقتضي محاسبة ‘الفاشلين’ وهم معروفون بالاسم يتحصنون في الحشود المقيمة في رابعة منذ اسبوعين تقريباً، قادة الجماعة تحشد اليوم في الميادين ‘فداء للشرعية’ فيما لم يسأل أحد: ومن أضاع هذه الشرعية بعد ان كانت بين يديه؟!
    في تقديري أن الوقت قد حان لشباب الحركة ليتولى القبض على زمام الأمور وأن يحيل كل قادة ‘الفشل’ الى التقاعد، إذ لا يمكن بحال أن يكافأ ‘أمراء النكسة’ بتركهم يعتلون منصة ‘رابعة العدوية’ ورقاب الناس، ليمارسوا عليهم دور ‘القادة المنتصرين’.

    فهمي هويدي ينتقد الرئيس
    المؤقت عدلي منصور

    وإلى المعارك والردود التي يضرب أصحابها في كل اتجاه لا يلوون على شيء، فمثلا خاض زميلنا والكاتب الإسلامي الكبير فهمي هويدي معركة يوم السبت ضد الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور، قائلاً عنه في مقاله اليومي المتميز: ‘أفهم أن يتداول بعض اللاعبين في الساحة السياسية المصرية هذه الأيام مصطلح الشرعية الشعبية وأن ينطلق منه شباب الميادين لكي يسوغوا لأنفسهم ما يعن لهم من أهداف، لكن الذي لم أفهمه ان يتردد المصطلح على لسان من كان في موقع رئيس المحكمة الدستورية المستشار عدلي منصور الذي صار رئيساً مؤقتاً للجمهورية إذ اتكأ عليه في خطابه الأول الذي وجهه يوم الخميس الماضي 18-7 معتبراً ان الشعب حين مارس الشرعية المذكورة فإنه أعطى العالم درساً في الأمل، كان لدى استعداد لتفويت العبارة الأخيرة التي ذكرتني بما قاله الدكتور محمد بديع مرشد الإخوان ذات مرة عن ‘استاذية العالم’، أما الذي تعذر على تمريره وابتلاعه فهو استخدام الرئيس المؤقت لمصطلح الشرعية الشعبية وهو تعبير إذا نطق به رجل قانون في مثل خبرته ومقامه فذلك يعني انه تنكر لثقافته واستقال من وظيفته وترك منصة القضاء مؤثرا تمضية وقته على كرسي في أقرب مقهى!، مصطلح الشرعية الشعبية باب يضفي الشرعية على الحشود التي يستخدمها البعض لتسويغ التغيير وهو أمر خطر لا ريب وسلاح ذو حدين، وهذه الخطورة تتضاعف حين تتعدد الحشود معبرة عن معسكرات متعارضة الأمر الذي يمهد الطريق الى الفتنة الكبرى المتمثلة في الحرب الأهلية’.

    -------------

    الليبراليون المصريون راغبون بحظر الاحزاب الدينية ومنع استخدام المساجد للدعاية السياسيةابراهيم درويش
    July 22, 2013


    لندن ـ ‘القدس العربي’ تعيش مصر منذ الاطاحة بمحمد مرسي حالة من التشوش السياسي ويتركز حول من يدير مصر، الجيش ام الحكومة الانتقالية اوالرئيس المؤقت عدلي منصور.
    ويلخص حالة التشوش هذه التقرير الذي نشرته صحيفة ‘الاهرام’ شبه الحكومية ونفته الحكومة لاحقا من ان الرئيس المعزول مرسي ستوجه النيابة اليه تهمة التجسس لقلب نظام الحكم بالتعاون مع جهة اجنبية. ولا يعرف ان كان الخبر من عمل محرر متحمس لما يحدث في مصر لم يستشر مسؤوليه من تحولات سياسية، بالون اختبار او خطأ.
    وفي التقرير حديث عن تعاون بين مرسي والسفيرة الامريكية في القاهرة آن باترسون من اجل ادارة شؤون مصر من احد مساجد القاهرة. واشار تقرير الصحيفة الى مكالمات تمت في الساعات الاخيرة من حكم الاخوان مع مسؤولين امريكيين. ونفت النيابة العامة تقرير ‘الاهرام’ لكنها قالت ان تحقيقا يجري مع مرسي حول اتهامات غير معلنة، فيما قال الجيش على موقعه ان المؤامرة التي تحدثت عنها الاهرام عارية عن الصحة.

    لا دين في السياسة

    هذا الجو يؤشر الى معركة اخرى ستشهدها الاسابيع القادمة وستكون حامية تحاول فيها القوى الليبرالية التي تعاونت مع الجيش الاستفادة من الظرف الجديد بعد عزل الرئيس محمد مرسي في الثالثة من الشهر الحالي، والعمل للحد من سيطرة وجود القوى الاسلامية في السياسة المصرية ان لم يكن منعها بشكل مطلق. وتعد القوى الجديدة التي تحكم مصر مسودة عمل من اجل منع الاحزاب الاسلامية ومنع الحملات الانتخابية من المساجد. وتشعر هذه القوى التي تندفع وسط حالة من الاحياء في المشاعر الوطنية بالقوة بعد الاطاحة بأول رئيس مصري منتخب منذ عقود، حيث شهدت عملية الاطاحة ملاحقة عدد من قادة الاخوان والناشطين الاسلاميين واعتقالهم ومنع اخرين من السفر، والحجز على اموالهم واغلاق مؤسسات اعلامية تابعة للاحزاب الدينية. وعليه تطمح هذه الجماعات الليبرالية وقد اخرجت الاسلاميين من معادلة الحكم الى شطب الدين من السياسة المصرية، حسبما اوردت صحيفة ‘اندبندنت’ البريطانية.
    وتقول الصحيفة ان المطالب باخراج الدين من الفضاء السياسي يهدد بتقويض التحالف الهش بين الليبراليين والمحافظين المتشددين الذين ساهموا في الاطاحة بالرئيس مرسي، وسيؤدي الى حالة من الغضب بين مؤيدي الاخوان المسلمين الذين يشعرون بالتهميش بعد تدخل الجيش وعزل مرسي. ونقلت ما قاله احد مؤسسي حزب الدستور المصري احمد الهواري ‘لدينا مشكلة كبيرة مع اي حزب سياسي يقوم بشكل رئيسي على الدين’، واضاف ان فكرة وجود هذه الاحزاب يجب بهذه الصفة عدم تقبلها.
    وجاء الحديث عن اقصاء الاسلاميين عن الساحة السياسية بعد ان التقت لجنة تعديل الدستور المكونة من عشرة اعضاء يوم السبت. وامام اللجنة المكونة من خبراء قانونيين وقضاة بارزين شهرا من اجل تقديم التعديلات المقترحة. وتضيف الصحيفة ان بعض القوى الثورية التي دعمت الاطاحة بمرسي تأمل بالاستجابة لمطالبها لتهميش الاسلام السياسي ومن خلال الدستور المعدل.
    وفي الوقت الذي يندفع فيه الثوريون بمطالبهم من مفهوم معارضة الجمع بين الدين والسياسة الا ان هناك سببا براغماتيا يتعلق بقدرة الجماعات الليبرالية على التحشيد، ففي الوقت الذي نجح فيه الاسلاميون خلال العامين الماضيين من بناء قوة لهم في الشارع المصري وفازوا في كل الانتخابات والاستفتاءات فقد فشل الليبراليون في بناء قاعدة انتخابية لهم. ويرجع الليبراليون سبب فشلهم الى ان قدرة الاسلاميين على استخدام الدين في التحشيد.
    ونقلت عن شادي الغزالي حرب، الذي تقول انه احد الشخصيات البارزة التي تقف وراء ثورة يناير 2011 ‘اصبح هذا هو الشكل منذ ثورة يناير 2011and#8242;، مضيفا ان هذا يعتبر مصدر قلق ‘لنا جميعا ممن ليست لهم روابط بالاسلام السياسي’. وقال حرب ان الشعب المصري بطبيعته شعب متدين ‘وعليه فاللعب على هذه المشاعر ليس مناسبا ويجب ان لا يعتبر تعبيرا عن لعبة عادلة بيننا وبين الاسلاميين’.

    نفس الوضع

    ولا يعرف بالضبط الطريقة التي ستتم فيها الاستجابة لمطالب الليبراليين حول دور الاسلام السياسي، لكن حرب يقول ان القوانين المتعلقة بمنع استخدام المساجد للدعاية يمكن فرضها من خلال التعاون بين قوات الامن والحكومة.
    وفي الوقت الذي اتهم فيه الليبراليون الاخوان العام الماضي بالسيطرة على صياغة مواد الدستور الذي عرض للاستفتاء فالنظام الجديد يتعرض لنفس الاتهام حيث نقلت الصحيفة عن خبير دستوري، زياد علي قوله ‘المشكلة ان لدينا جماعة واحدة تقوم بتبني الدستور ضد جماعة اخرى’، مضيفا ان هذا لن يؤدي لتحقيق اي شيء ايجابي. ويأمل الليبراليون الذين تحدثت اليهم الصحيفة ان تؤدي التشريعات الجديدة لحظر الاخوان المسلمين وحزبهم، فيما رفض وليد الحداد، احد مسؤولي حزب الحرية والعدالة الجناح السياسي للاخوان المسلمين التعليق قائلا ان النظام الجديد وصل على ظهر الدبابات.

    ورطة الليبراليين

    وتعليقا على وضع الليبراليين وعلاقتهم مع العسكر في مصر كتب جاكسون ديهل مقالا في ‘واشنطن بوست’ تحدث فيه عن دهشته من تحالف الليبراليين المصريين مع الجيش للاطاحة بمرسي، واشار تحديدا الى اسراء عبدالفتاح التي انشأت عام 2008 فيسبوك لدعم التظاهرات ضد حكم حسني مبارك. ومع ان التظاهرات لم تؤد الى نتيجة لكن موقعها جذب اليه الالاف من الاصدقاء، حيث اعتقلت، وتحولت الى رمز لحركة من الشباب الداعين للتغيير في مصر. بعد ثلاثة اعوام تحقق حلمهم وفتح الباب امام ما كانوا يتطلعون لتحقيقه وهو بناء نظام ديمقراطي.
    واصبحت اسراء موضع احتفاء وتكريم من مؤسسات دولية ومصريةـ فقد حصلت على جائزة الاكاديمية المصرية للديمقراطية، وحصلت على تمويل من الوقفية الوطنية الامريكية للديمقراطية ورشح اسمها لجائزة نوبل. وعندما شاهدها عام 2011 في القاهرة كانت تحضر لمراقبة الانتخابات البرلمانية، لكنه فوجىء هذا الشهر من تصريحها الذي نقلته عنها ‘نيورك تايمزand#8242; والتي بررت فيها التدخل العسكري، عندما قالت ان الجيش اضطر للتدخل عندما حاول الارهاب السيطرة على مصر، وقامت الدول الاجنبية تحاول بالتدخل في الشؤون الداخلية لمصر.
    ويتساءل الكاتب عما حدث للليبراليي مصر الشباب؟ مشيرا الى ان حركة الشباب المصرية كانت واعدة في عالم يسيطر عليه الرجل القوي مبارك، حيث استبدلت الحركة رجلا قويا باخر اسمه عبدالفتاح السيسي الذي يحملون صوره الى جانب عبدالناصر والسادات. ويعتقد ان هذا الوضع مثير للذهول لانه لم يحدث في تاريخ حركة ديمقراطية ولم يتخيل ان يقوم دعاة الديمقراطية في بولندا او التشيلي مثلا بدعم من اضطهدوهم.

    كان بامكانهم الانتظار

    والكاتب هنا يحاول ايجاد العذر لليبراليي مصر الذين قال انهم كانوا بين خيارين احلاهما مرـ مرسي او جنرال من عهد مبارك فاختاروا دعم مرسي بعد ان حصلوا منه على وعود من ناحية حكومة ممثلة، ودستور مجمع عليه بين الاسلاميين والعلمانيين. وقد قدم مرسي بعضا من الوعود لكن حكومته اصبح اكثر عزلة عن الجماهير.
    ويرى الكاتب ان مشكلة الليبراليين ظلت في ضعفها حيث لم يكن لها وجود تنظيمي على الارض، كما اختياراتها لم تكن موفقة، وبالتحديد يشير الى اختيارها محمد البرادعي كمرشح لانتخابات الرئاسة، والذي يقول انه كان ‘خيارا كارثيا’ لان البرادعي رجل ‘متغطرس، عديم الفائدة، ويجد الراحة في صالونات فيينا اكثر من الاحياء الفقيرة في القاهرة’. وعندما قرر الانسحاب من الانتخابات الرئاسية وجدت الحركة نفسها امام خيار اما مرسي او شفيق. ويقول الكاتب ان الليبراليين كان بامكانهم الانتظار خاصة ان الانتخابات البرلمانية كانت مقررة في الشهر وان اسهم الاخوان المسلمين كانت في تراجع لكنهم قرروا تبني الطريق الاسهل وقرروا تغيير مواقعهم. ويشير الى تقرير ‘وول ستريت جورنال’ عن تعاون التيار الليبرالي مع العسكر.
    مسألة سمعة

    وعلقت مجلة ‘ايكونوميست’ في واحد من تقاريرها على المعركة من اجل اعادة الهدوء حيث قالت فيه ان الاخوان المسلمين مصرون على احراج الحكومة الجديدة وقالت انه حتى في الايام البهيجة، فالصبر في مصر خلال ايام الصيف التي تغلي يكون مطلوبا، ولكنه في هذا العام ومصر تشهد اضطرابات سياسية ايام الصيام فمصر بحاجة اليه اكثر من اي وقت مضى. فبعد مضي اسبوعين على اطاحة الجيش بالرئيس محمد مرسي بناء على طلب من الشارع، لا يزال اتباعه يرفضون وباصرار التعاون مع عدلي منصور، القاضي الذي عين ليحل محل مرسي كرئيس انتقالي للدولة. ففي الوقت الذي يواصل فيه الاخوان الاحتجاج على عزل مرسي ويطالبون باعادته للرئاسة، قرر الجيش ومن معهم من المرشحين المدنيين وضع البلاد مرة اخرى على طريق الحياة المدينة بدونهم اي الاخوان.
    وفي 16 تموز (يوليو) اقسمت الحكومة التي شكلها حازم الببلاوي القسم وتضم 33 وزيرا ولا تضم اي اسلامي، ومعظمهم من التكنوقراط، احمد جلال، رجل عمل سابقا في البنك الدولي حيث اعطيت له حقيبة المالية، نبيل فهمي، السفير السابق لمصر في واشنطن منحت له الخارجية. وظل محمد ابراهيم، وربما كايماءة للاخوان المسلمين في منصب وزارة الخارجية، اما عبدالفتاح السيسي الذي قاد الانقلاب فقد حصل على منصب نائب الوزراء اضافة لمنصبه كوزير للدفاع.
    وقالت ان قطاع الخدمة المدنية الذي كان يكره التعاون مع مرسي يجب ان يكون معينا هذه المرة، كما ان الشرطة التي رفضت العمل تحت مرسي عادت الى حراسة الشوارع. وقد شجب الاخوان الحكومة مباشرة باعتبارها غير شرعية، واكثر من هذا ضررا فقد شجب حزب النور الحكومة وهو الذي دعم في البداية الانقلاب واعطى القوى المعادية لمرسي غطاء باعتبارها تمثل قطاعات متعددة. خاصة ان الحزب يمثل كتلة انتخابية اسلامية واسعة بعد الاخوان. وقال حزب النور ان الوزراء معظمهم مرتبطون باحزاب لا مصداقية لها، في الوقت الذي كان يجب ان يكونوا محايدين.
    حتى المسلسلات مسيسة

    ووصفت صحيفة ‘لوس انجليس تايمزand#8242; الجو السياسي في مصر الذي يدور على خلفية رمضان واجوائه حيث يهرب ملايين المصريين من الانقسامات السياسية والخلافات الدينية ومن عنف الشوارع والتحرشات الجنسية في المواصلات العامة الى ما تقدمه القنوات المصرية من مسلسلات رمضانية. وتقول الصحيفة ان رمضان يعني لملايين المصريين شيئا واحدا وهو المسلسلات الرمضانية التي ينتظرها المصريون وتغطي حياتهم الرمضانية كل ليلة (30 حلقة). ويقدم المنتجون المصريون والسوريون (الذين تراجع انتاجهم بسبب الحرب) في كل عام اكثر من 50 مسلسلا والتي يمثل فيه اهم الفنانين والفنانات العرب. وتصل قيمة انتاجها مجموعة حوالي 100مليون دولار امريكي وعادة ما تحمل بالاعلانات التجارية. وتقول الصحيفة ان المصريين الذين يعيشون اوضاعا مضطربة منذ الثالث من الشهر الحالي وجدوا في المسلسلات الرمضانية فرجة للتحول عن القنوات الاخبارية والنقاشات السياسية


    --------------




    هل أمر الإخوان بقتل 16 جنديا مصريا للتخلص من طنطاوياخبار
    مدخل — 23 July 2013




    القاهرة –

    عادت إلى الواجهة مجددا الاتهامات الموجهة إلى الإخوان بالوقوف وراء جريمة رفح التي راح ضحيتها 16 جنديا وضابطا مصريا في رمضان الماضي وفي ساعة الإفطار.

    وقالت مصادر قضائية لـ”العرب” إن النيابة العمومية تستعد لفتح ملف جريمة رفح بشكل دقيق ومفصل بالتوازي مع فتح ملفات أخرى ضد الرئيس المعزول محمد مرسي وبقية القيادات الإخوانية سواء ما تعلق بالتخابر، أو الهروب من السجون، أو استعمال النفوذ والتلاعب بالمال العام.

    وكشفت المصادر أن النيابة بدأت بجمع الأدلة وإزاحة الغموض عن القضية وأدوار الرئيس المعزول فيها وكذلك أدوار حماس ومكتب الإرشاد خاصة أن الجريمة تزامنت مع رغبة الإخوان في إزاحة المشير طنطاوي من قيادة المؤسسة العسكرية.

    وفي سياق متصل، قال الإعلامي أحمد موسى، مقدم برنامج “الشعب يريد” على قناة “التحرير” إن مرسي سلم أسعد الشيخة، نائب رئيس الديوان في عهده، يوم 2 أغسطس من العام الماضي، خرائط تتعلق بأسرار مصر العسكرية ليتولى الشيخة الذهاب بها إلى مقر مكتب الإرشاد في المقطم، وبعد ذلك بثلاثة أيام حدث الاعتداء على الجنود المصريين في رفح 5 أغسطس الماضي.

    ولم يستبعد الخبراء أن تقود هذه المعطيات إلى فك الغموض الذي يلف بالقضية طيلة عام من حكم مرسي.

    من جهة أخرى، كشفت مصادر أمنية أن رمزي موافي، القيادي في “القاعدة”، والذي كان مع الرئيس مرسي في سجن وادي النطرون هو المسؤول الأول عن مقتل 16 جنديا في رفح في رمضان الماضي.

    وأكد خبراء في الحركات المتشددة لموقع “ديبكا” الاستخباراتي، أن موافي طبيب بن لادن السابق، يقود بنفسه المجموعات المتطرفة التي تحارب الجيش والشرطة، وأن بينهم عناصر من جماعة الإخوان وحركة حماس وسلفيين ومقاتلين أجانب من اليمن والسودان.

    ووفقا للمعلومات فإن موافي التقى الرئيس المعزول في سجن وادي النطرون إبان ثورة 25 يناير وهربا سويا من السجن، ونجح في تكوين شبكة تضم ما بين 7 و9 آلاف متشدد حصلوا على تمويل من الإخوان.

    وقال الموقع المتخصص في متابعة عمليات التسلح في المنطقة إنه بعد عزل مرسي تلقى موافي تعليمات بالتحرك في سيناء، وتنفيذ عمليات تم الإعداد لها مسبقا بالتنسيق مع قيادات من حماس والقيادي الإخواني المصري محمود عزت الذي فر إلى غزة.

    وكان تقرير لمجلة الأهرام العربية التي تتبع مؤسسة الأهرام، شبه الرسمية، قد كشف منذ أشهر أن منفذي عملية رفح ثلاثة من القيادات المؤثرة في حركة حماس بوجهيها السياسي والعسكري، وأحدهم اسمه أيمن نوفل الذي هرب من سجن النطرون صحبة مرسي.

    وعزا التقرير إقدام حماس على مجزرة رفح التي تهدد بدق الإسفين بين قطاع غزة ومصر إلى رغبة الحركة في الانتقام من الجيش المصري الذي هدم عددا كبيرا من الأنفاق في ظل قيادة المشير حسين طنطاوي قائد القوات المسلحة السابق.

    لكن محللين سياسيين أكدوا أن عملية رفح تم ترتيبها بين قيادات في التنظيم الخاص للإخوان وقيادات من كتائب القسام بهدف إظهار المؤسسة العسكرية المصرية في موقع ضعف وعجز ما يزيد من الضغوط على القيادة العسكرية وخاصة المشير طنطاوي الذي كان وزيرا للدفاع وقائدا عاما للقوات المسلحة وهو ما مكن مرسي من الإطاحة به.

    وكشف المراقبون أن ملفات كثيرة يمكن أن تورط الرئيس المعزول محمد مرسي وتكشف سوء إدارته للأزمات، فضلا عن خضوعه لإملاءات مكتب الإرشاد وخاصة للشخص النافذ والقوي خيرت الشاطر الذي كان يحكم من وراء الستار وفق ما يؤكد مقربون من مرسي.

    وأشار هؤلاء إلى أن أخطاء مرسي لا يمكن أن تغطيها محاولات التباكي على شرعيته، أو المؤتمر الصحفي الذي عقدته أسرته أمس وحاولت فيه تبرئته.

    وقالت أسرة الرئيس المعزول الإثنين إنها ستتخذ إجراء قانونيا ضد الجيش وتتهمه بخطفه دون “أساس قانوني أو دستوري”، مثلما جاء على لسان ابنه أسامة.

    وقال إن الأسرة ستتخذ على الفور إجراء قانونيا داخل مصر وعلى المستوى الدولي ضد الفريق أول عبد الفتاح السيسي القائد العام للجيش ووزير الدفاع الذي “قام بدور رئيسي في إزاحة والدي عن السلطة”.

    وقال أسامة إن الأسرة لم تتصل بوالده منذ الإطاحة به وليس لديها معلومات بشأن حالته الصحية.

    واعتبر مراقبون أن تلويح أسرة الرئيس المعزول باللجوء إلى اللقضاء الدولي يعكس طبيعة التنظيم الإخواني الذي يدخل الخارج في الخلافات الداخلية ويسعى للاستقواء به لتحقيق مكاسب ظرفية دون مراعاة التأثيرات السلبية على المدى الطويل على استقلال القرار الوطني.

    وأضاف هؤلاء أن التنظيم الإخواني ذا الطبيعة الدولية العابرة لا يجد ضيرا في ذلك، وهو ما يفسر تورط حماس والقاعدة وحزب الله اللبناني في ملفات مصرية داخلية، بعكس القوى الوطنية وخاصة المؤسسة العسكرية التي ترى في ذلك خطا أحمر.

    يشار إلى ان الرئيس المعزول من المنتظر أن يعرض على أنظار القضاء خلال الايام القادمة وستكون اولى التهم الموجهة إليه هي التخابر مع الخارج ضد أمن مصر


    العرب

    ----------------

    لماذا سقط مرسى؟

    عمار علي حسن


    الأحد 21-07-2013 22:16




    قبل 30 يونيو بأيام جمعتنى مناظرة على قناة «أزهرى» مع المهندس خالد سعيد، المتحدث الرسمى باسم الجبهة السلفية، كان دورى فيها هو ذكر أسباب «التمرد» ضد مرسى، بينما كان هو فى الموقع المعاكس ليشرح أسباب «التجرد» له. ويومها قلت له إن الذين سيهزون الشوارع والميادين فى شتى أنحاء مصر بعد أيام، ويدقون الهواء بقبضات أياديهم صارخين: «الشعب يريد إسقاط الإخوان» لديهم ما يبرر غضبهم العارم، ######طهم العميق، وحنقهم الدفين، بعد أن تراكمت الأسباب التى تقود الناس إلى رفض حكم الإخوان ورئاسة محمد مرسى.

    ونظرت فى ورقة أمامى كنت قد دوّنت فيها عناوين أولية حول ما أريد أن أسرده من حجج لأبرهن على وجهة نظرى، التى لم تذهب عنى أبداً منذ أن كتبت مقالى «الإخوان وغزوة أحد» و«الإخوان والثور الأبيض» فى وقت مبكر من عام 2011، حين وجدتهم يذهبون بنهم نحو سرقة الثورة، وخيانة الثوار، والقفز على سلطة لم يستعدوا لها أبداً، لا ذهنياً ولا نفسياً، ولا على مستوى الإمكانيات والكفاءات والمعرفة بشئون إدارة الدولة، فتوقعت هزيمتهم فى نهاية اللعبة، أو خاتمة المطاف.

    ويومها ذكرت عشرة أسباب على النحو التالى:

    1- الخروج على خط الثورة ومطالب الثوار، حيث التنكيل بالشباب، وخطف الدستور فى ليلة لا تنسى، والانفراد بوضع قواعد المنافسة السياسية بما يمنع تداول السلطة، وغياب العدل الاجتماعى، وتضييق الحريات العامة، وتهديد الوحدة الوطنية والعيش المشترك، وإهانة المواطنين، واستعلاء الجماعة الحاكمة، رغم تخلفها ورجعيتها، عليهم، علاوة على تقليص الديمقراطية فى مجرد «صندوق انتخاب» وهو مجرد إجراء من إجراءاتها العديدة إلى جانب قيمها وأنساقها التى غابت تماماً عن الذهنية الإخوانية المثقلة بعبء الاستبداد على مستوى الخطاب والممارسة والتاريخ والبنية الداخلية للجماعة. كما حصرت الجماعة الشرعية فى عملية «شكلية» تتمثل فى حصد الأصوات، وتصرفت على أنها قد حازت صكاً على بياض من المصريين تفعل بهم ما تشاء، ونسيت أن الشرعية مشروطة باحترام الدستور والقانون وتنفيذ الوعود وتقديم الإنجازات.

    2- غياب أى مشروع للتنمية، وتراجع الاقتصاد بطريقة مخيفة، حيث زيادة معدلات التضخم والبطالة وارتفاع الأسعار بمستوى غير مسبوق، فى مقابل ارتفاع نسبة من وقعوا تحت خط الفقر، وتدنى قدرة الدولة على تقديم الخدمات للمواطنين، بينما استمر الإخوان فى معالجة هذا الأمر بالطريقة التى ألفوها طيلة حياتهم، وهى تقديم الصدقات السياسية، وهى مسألة كان الناس يقبلونها منهم حين كانوا فى المعارضة، لكنها لم تكن مرضية على الإطلاق من سلطة تقدمت إلى الكراسى الكبرى تزفها وعود مفرطة زائفة.

    3- استمرار غياب الأمن، حيث لم ينجح مرسى فى تحقيق مطالب الناس بتحديد «وظيفة أمنية» للشرطة مختلفة عن تلك التى كانت متبعة أيام مبارك، حيث انحرفت من حماية المجتمع إلى قهره لحساب السلطة. كما لم يستجب مرسى لكل مطالب تطهير أجهزة الأمن بل سعى وضغط عليها لتكون فى خدمته وجماعته على حساب المصلحة العامة، وهو ما ترفضه أغلبية رجال الشرطة إلى الآن


    4 - التسبب فى إحداث انقسام خطير للمجتمع للمرة الأولى فى تاريخ البلاد بهذا القدر الجارح، وعودة جماعة الإخوان إلى ممارسة العنف بشتى ألوانه الرمزية واللفظية والمادية، علاوة على إكراه السلطة وتجبرها، الذى قاد إلى استشهاد العشرات خلال سنة من حكم مرسى، وإصابة المئات، وحبس وتعذيب الآلاف.

    5 - افتقاد مرسى وجماعته إلى أدنى درجة من الكفاءة فى إدارة الدولة، بينما يغيب مبدأ «الاستحقاق والجدارة» فى تعيين الذين يتولون الوظائف القيادية العامة وهم إما إخوان (عاملون منتسبون متعاطفون) أو متأخونون أو منسحقون يأتمرون بأمر الجماعة، وهذا نوع من الفساد الإدارى، يدمر مقدرات الدولة. فالإخوان لم يجربوا فى تسيير أمور دولة من قبل، ولم يعترفوا بغياب هذه الإمكانية عنهم، بل كابروا وتصدروا المشهد الرسمى، ورفضوا فتح أى باب أو نافذة لتعاون أصحاب الكفاءات الحقيقية معهم، وتصرفوا وكأن الدولة أحد مشاريعهم الخاصة.

    6 - ترك مرسى الفرصة كاملة لمكتب الإرشاد للتحكم فى زمام أمور الدولة، رغم أنه بلا أى حيثية قانونية أو مشروعية، وطاعته هو شخصياً، بل انصياعه التام، لإرادة التنظيم الدولى للإخوان، وإظهار ولائه للجماعة على حساب الوطن، إلى درجة أن كثيرين من المصريين اقتنعوا بأن مرسى لم يكن سوى مندوب الجماعة فى الرئاسة، أو وفق التعبير الإخوانى: «الأخ مرسى مسئول شعبة الرئاسة».

    7 - خداع الشعب والكذب المتوالى والفاضح عليه، بل ومحاولة استحماره، إذ وجد الناس بمرور الأيام أن كل ما وعد به مرسى أثناء حملة انتخابات الرئاسة كان محض تلاعب بمشاعر ومصالح الناس، واتسعت الفجوة بين القول والفعل، ففقدت السلطة مصداقيتها ومشروعيتها الأخلاقية، ولا تلوح فى الأفق أى بادرة أمل فى إمكانية مراجعة الإخوان لأنفسهم أو تغيير نظرتهم وسياستهم.

    8 - تعريض الأمن القومى للخطر، وهو الذى ظهر فى معالجة أزمة «سد النهضة»، واتخاذ خطوات حيال سوريا من دون ترتيب مع الجيش، بما يفتح الباب أمام تورطه فى حرب خارجية لحساب مصالح جماعة الإخوان وارتباطاتها وتحالفاتها، وكذلك فتح الباب أمام إمكانية وضع المعلومات الاستخباراتية التى تهم الدولة المصرية أمام أعين التنظيم الدولى للإخوان، بما يمكّنه من استغلالها لصالحه على حساب أمن البلاد. كما انفتح مرسى على أعضاء من الإخوان غير مصريين، على رأسهم حركة حماس، للتدخل فى الشأن المصرى، وإيذاء شعب يحكمه، وأقسم على رعاية مصالحه.

    9 - عدم الانشغال بمصالح مصر، وتقديم مصالح تنظيم الإخوان عليها، وهى مسألة بانت فى معالجة أزمة «الخلية الإخوانية» فى الإمارات، وفى اتفاق الهدنة بين حماس وإسرائيل، وفى التعامل مع ملف حلايب وشلاتين، وأخيراً فى خطابه الأخير الذى هدد فيه بالدم، غير عابئ بأرواح المواطنين، سواء كانوا معارضين أو مؤيدين له.

    10 - الإضرار بصورة مصر فى الخارج، إذ بدت وكأنها «دولة راعية للإرهاب» أو باتت على شفا هذا التصنيف الخطر، وقد اتضح هذا بجلاء من خلال تحالف الإخوان سراً مع الجماعات التكفيرية والإرهابية فى شبه جزيرة سيناء وغيرها. كما بان ضعف تقدير الرؤساء وكبار المسئولين لمرسى فى زياراته الخارجية المتتابعة، والتى لم تحقق أى فائدة تذكر للبلاد، بينما لم يزر أحد من الرؤساء مصر فى ظل حكم مرسى إلا أمير قطر السابق، الذى كان مقصده الحقيقى هو دخول قطاع غزة من الأراضى المصرية.
                  

07-25-2013, 07:07 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)

    20130703_1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com




    السيسي يدعو إلى تظاهرات دعم غداً و «تمرد» ترحب و «الإخوان» تحرض على احتجاجات مضادة
    الجيش المصري يطلب تفويضاً شعبياً لإطلاق يده ضد الإرهاب


    طلب الجيش المصري امس من الشعب الخروج بتظاهرات حاشدة غدا الجمعة تمنحه تفويضا لمحاربة العنف والإرهاب، مؤكدا في الوقت نفسه على لسان قائد القوات المسلحة نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي الالتزام بخارطة طريق المستقبل السياسية لإصلاح الدستور وإجراء انتخابات جديدة في غضون ستة أشهر.

    وأعلنت حملة “تمرد” الشبابية التي قادت تظاهرات عزل الرئيس محمد مرسي تأييدها الدعوة للتظاهر دعما للقوات المسلحة. بينما اعتبر تحالف بقيادة جماعة “الإخوان المسلمين” دعوة السيسي بمثابة “إعلان حرب أهلية”، وحرض على تظاهرات حاشدة مضادة عقب صلاة الجمعة غدا في القاهرة. في وقت قتل شرطي وجرح 28 بانفجار عبوة ناسفة في المنصورة بمحافظة الدقهلية.

    وقال السيسي في كلمة بالعامية خلال مراسم تخريج الدفعة 64 من طلبة الكلية البحرية و41 من كلية الدفاع الجوي في الاسكندرية “نحن في مفترق طرق، وأقول للمصريين كل ما أمرتم به فعلنا، ولكن بصراحة أطلب منهم طلب، يوم الجمعة لا بد من نزول كل الشرفاء الأمناء ليعطوني تفويضا وأمرا لمواجهة العنف والإرهاب..اريد أن ينزل كل المصريين ليظهروا للعالم إرادتهم وقرارهم كما فعلوا في 30 يونيو و3 يوليو (يوم عزل مرسي)، وتفويض الجيش باتخاذ القرار اللازم لمواجهة هذا العنف وهذا الإرهاب”.




    واكد السيسي انه حاول أن يقدم النصح والمشورة الى مرسي، الذي أشار إليه في كلمته بـ”الرئيس السابق”، غير انه لم يقبل النصح. وقال “لم اخدع الرئيس السابق وهذا الجيش يؤمر فقط بإرادة وأوامر المصريين”، وأضاف “أرى أن هناك من يريد دفع البلاد وان يأخذها إلى نفق خطير، لكن لن ننتظر قيام مشكلة كبيرة”.

    وتحدث قائد القوات المسلحة مطولا في تفاصيل العلاقة بين قيادة الجيش ومرسي ومستشاريه، وقال إنه قدم ثلاث مرات تقديرات استراتيجية للموقف وتطوراته وتوصيات بما هو مطلوب القيام به لتجاوز الأزمات، وهذا كلام موثق، لكن بلا جدوى. وأضاف “انه منذ 28 يناير 2011 كان لديه حوار بحكم الوظيفة مع مختلف القوى السياسية والدينية والمجتمعية وكان يقول للتيار الديني انتبه إلى فكرة الدولة وفكرة الوطن، ويجب أن تنتبه الى أن قيادة الدولة امر في منتهى الحساسية وتحتاج ان يكون من يتولاها رئيسا لكل المصريين”.

    وروى السيسي ما جرى بينه وبين اثنين من قادة الإخوان قبيل الإطاحة بمرسي، وقال “جلست الى اثنين من قياداتهم وقيل لمدة ساعة إنه لو حصلت مشكلة كبيرة (الاطاحة بالرئيس) سيكون هناك عنف كبير لان هناك جماعات مسلحة وذلك بغرض اخافتي، وقلت لهم هذا الأمر الذي تفكرون فيه سيخرب الدنيا، وانه لأمر خطير جدا أن تفكروا في التعامل بعنف مع الشعب المصري أو أي كان”.

    ونبه السيسي الى المزاعم عن حدوث انقسام داخل الجيش والمساعي لاشاعة الفوضى باستخدام السلاح في الاونة الاخيرة، وقال “أرى سلاحا وأزياء عسكرية تهرب من دول كثيرة ثم يقال إن جزءا من الجيش انقسم يعني مؤامرة، وسيقال في الفترة قادمة جزء من الجيش يقاتل الجيش”، وقال “هذا كلام خطير جدا، الجيش على قلب رجل واحد ولن ينقسم أبدا، ولا ينفع معه مثل هذا الكلام عن جهاد وخلط أوراق”.

    وشدد السيسي على أن خارطة الطريق لن يتم التراجع عنها لحظة، واكد الاستعداد لتنظيم انتخابات حرة ونزيهة باشراف دولي، وقال “نحن مستعدون لانتخابات يشرف عليها أهل الارض كلهم، الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والمنظمة الفرنكفونية، نريد انتخابات يشهد لها العالم اجمع، والحكومة المؤقتة ستمضي قدما في خططها لإجراء انتخابات جديدة سريعا”. وأضاف “ان الشرعية يمنحها الشعب بالصندوق لكن يستطيع سحبها ورفضها ولا بد من احترام هذا”، وتابع قائلا “ليس معنى ذلك اني اريد عنفا أو إرهابا..مصر ام الدنيا وستبقى، ويوم الجمعة موعدنا مع المصريين”.

    وأكد النادي العام لضباط الشرطة استنكاره للأعمال الإرهابية وتصاعد وتيرة العنف التي تستهدف شعب مصر وجهازه الأمني بدءا من سيناء وحتى تفجير مديرية أمن الدقهلية. ودعا الشعب الى تلبية دعوة القوات المسلحة في النزول بكافة ميادين مصر غدا للتفويض بالبدء الفعلي في مكافحة كافة صور الإرهاب والعنف.

    ووضعت وزارة الداخلية خطة أمنية شاملة لتأمين الظاهرات غدا والتصدي بقوة وحزم لأي محاولة للاعتداء على المتظاهرين أو الحيلولة دون قيامهم بممارسة حقهم في التعبير السلمي عن الرأي. وأكدت مصادر أمنية أن الخطة تشمل تكثيف التواجد الأمني بمحيط ميدان التحرير، وقصر الاتحادية لتأمين المتظاهرين والحيلولة دون أي محاولات للاعتداء عليهم، فضلا عن تكثيف التواجد الأمني بمحيط المنشآت الهامة والحيوية بالتنسيق مع القوات المسلحة لتأمينها على مدار الساعة.

    واعلنت حملة “تمرد” الشبابية عن تأييدها دعوة السيسي، وقال المتحدث باسم الحملة محمود بدر في تصريح على صفحتها الرسمية على “فيسبوك” “إن تمرد ستشارك في تظاهرات مليونية غدا الجمعة في ميدان التحرير والاتحادية وكل ميادين المحافظات للمطالبة بمحاكمة مرسي على كل الجرائم التي ارتكبها ضد الشعب، ولدعم القوات المسلحة في مواجهة موجات الإرهاب التي ترعاها جماعة الإخوان سواء على الحدود في سيناء أو في الداخل”.

    وقرر الاتحاد العام لنقابات عمال مصر دعوة نقاباته العامة ولجانها النقابية والاتحادات المحلية في شتى محافظات مصر لوقفة جماهيرية غدا لتفويض السيسي. وأعلن حزب “الجبهة الديمقراطية” تأييده لدعوة السيسي، وووجه رسالة لاعضائه في المحافظات بضرورة النزول الى كل ميادين الثورة غدا.

    وأعلنت القبائل البدوية بالعين السخنة وجبال عتاقة بالسويس الاستجابة لدعوة السيسي لنزول الشعب غدا الجمعة. وأكدت قبائل “العامرين والعليقات والترابين وعرب الدبور والحويطات والمعاذة” أنها ستكون في جميع ميادين السويس غدا لتفويض الجيش والشرطة لمحاربة الإرهاب.

    وفي المقابل، اعتبر تحالف تقوده جماعة “الاخوان” دعوة السيسي بمثابة اعلان حرب اهلية، وقال في بيان “إن تهديدات السيسي تنذر بارتكاب المذابح الواسعة تحت غطاء شعبي مزيف، وهذا لن يرهب الشعب ولن يزيده الا إصرارا”، داعيا إلى انطلاق تظاهرات من العديد من المساجد عقب صلاة الجمعة غدا لاسقاط ما وصفه بـ”الانقلاب”.

    ورفض حزب النور السلفي دعوة السيسي الى التظاهر غدا لإعطائه تفويضا بمكافحة العنف والإرهاب، وقال في بيان “الدولة ليست في حاجة إلى تفويض بأداء مهمتها في ذلك طالما كانت تقوم بذلك في حدود القانون، ومن هنا فإن الحزب يعلن رفضه التام للمطالبة بتفويض خاص وعبر حشود شعبية في هذا الشأن”، معتبرا “أن خرق الأفراد للقانون مهما كان يمكن أن تعالجه الدولة وأما خرق أجهزة الدولة للقانون فيهدد بزوال الدولة”.

    وحذر حزب مصر القوية الذي يقوده المرشح الرئاسي السابق عبد المنعم أبو الفتوح من أن دعوة الجيش للخروج الى الشوارع غدا الجمعة تنذر بتفجر العنف، وحث الجيش على التراجع من أجل الهدوء. ورفض حزب الوسط ايضا، دعوة السيسي للشعب للنزول إلى الشوارع، محمِّلاً إياه مسؤولية الدماء التي يمكن أن تُراق بسبب هذه الدعوة التي اعتبرها غير عاقلة تضع البلاد على مشارف حرب أهلية.

    ورفضت القوات المسلحة وصف “الاخوان” وبعض الشخصيات العامة، دعوة السيسي بانها تهدف للعنف، وقال الناطق الرسمي العقيد أركان حرب أحمد محمد علي عبر صفحته على موقع “فيسبوك” “ان القوات المسلّحة تؤكد أن دعوة السيسي، ليست إلا مبادرة لمواجهة العنف والإرهاب لما يشمله من تهديد ومخاطر على أمن المجتمع والإضرار بالأمن القومي، كما أن دعوته تتزامن وتتسق وتتكامل مع جهود الدولة المصرية للمصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية لتحقيق خارطة المستقبل التي ارتضاها الشعب العظيم كأحد مكتسبات ثورة 30 يونيو”.

    وكانت دعوة السيسي جاءت بعد مقتل مجند في الشرطة وإصابة نحو 28 آخرين بجروح بتفجير وقع فجر امس أمام قسم للشرطة بمدينة المنصورة في محافظة الدقهلية في دلتا النيل شمال القاهرة وصفه متحدث باسم الحكومة بأنه حادث إرهابي. فيما أعلن خالد الخطيب رئيس الإدارة المركزية للرعاية الحرجة والعاجلة بوزارة الصحة المصرية ان حصيلة الاشتباكات وأعمال العنف منذ الاثنين بلغت 14 قتيلا و123 جريحا بينهم 33 شخصا أصيبوا في اشتباكات امس بمحافظتي دمياط والمنوفية.

    لجنة تعديل الدستور تعلن عن تلقيها 390 مقترحاً من 21 جهة

    انطلاق مؤتمر المصالحة بمقاطعة «الأحزاب الإسلامية»

    القاهرة (الاتحاد) - افتتح الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور امس أولى جلسات مؤتمر المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية. وحضر الجلسة التي عقدت في مقر رئاسة الجمهورية، كل من نائب الرئيس للعلاقات الدولية محمد البرادعي، ورئيس الوزراء حازم الببلاوي، ووزير العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية أمين المهدي، ورؤساء أحزاب “الوفد” السيد البدوي ، و”الإصلاح والتنمية” محمد أنور عصمت السادات، و”المصري الديمقراطي الاجتماعي” محمد أبو الغار، و”المصريين الأحرار” أحمد سعيد، و”الكرامة” محمد سامي، و”التحالف الشعبي الاشتراكي” عبد الغفار شكر، ومستشارو الرئيس للشؤون الاستراتيجية مصطفى حجازي، وشؤون المرأة سكينة فؤاد، والإعلام أحمد المسلماني. كما حضر الجلسة ممثلون عن اتحاد النقابات المهنية، ونقباء المحامين، والمهن الاجتماعية، والفلاحين، والمرشدين السياحيين، إضافة إلى مساعدَي وزير الداخلية لقطاع حقوق الإنسان وأكاديمية الشرطة، وعدد من الإعلاميين والحقوقيين وممثلين عن قوى وائتلافات بينهم “تمرد” و”جبهة 30 يونيو” و”جبهة الإنقاذ الوطني”.

    وقاطع مؤتمر المصالحة الوطنية، جماعة الإخوان المسلمين وابرز الأحزاب الإسلامية وهي حزب النور وحزب مصر القوية والجبهة السلفية، والتي برَّرت رفضها المشاركة بأن الدعوة جاءت ممن وصفته بـ”جهة انقلابية”. وقال جلال مرة أمين عام حزب “النور” إنه لا مانع من مشاركة الحزب في جلسات المصالحة الوطنية، لكنه شدد على أنه يجب تنقية الأجواء قبل تلك الجلسات لضمان نجاحها، وأضاف “هناك أمور لا بد من تنفيذها للتمهيد لإجراء مصالحة وطنية حقيقية وهي ميثاق شرف إعلامي، يمنع الخطاب التحريضي، ويعيد القنوات الإسلامية المغلقة”. وأضاف “لا بد من مراجعة سلوك الأجهزة الأمنية تجاه التظاهرات حيث يلاحظ أنها تحمي مظاهرات المؤيدين للنظام الحالي بينما تتقاعس عن حماية التظاهرات المطالبة بعودة الرئيس المعزول محمد مرسي وهذا لا يمكن أن يقود إلى المصالحة”.

    من جهة ثانية، أعلن علي عوض صالح مستشار الرئيس المصري المؤقت للشؤون الدستورية ومقرر لجنة تعديل دستور 2012 المعطل “أن اللجنة تلقت حتى الآن مقترحات بالتعديل من 21 جهة أبرزها المجلس القومي للمرأة وحزب التجمع ونقابة أطباء القاهرة ووثيقة الطفل واتحاد الصناعات المصرية وحزب السادات ومجلس الدفاع عن الإعلام و الصحافة”.

    وأوضح أن 335 مقترحا وصلت إلى اللجنة عن طريق البريد الالكتروني و55 مقترحا من المواطنين. وذكر أن جميع المقترحات محل عناية من قبل اللجنة وسوف تقوم بدراسة جميع المقترحات بعناية، وسوف تعرض كل مقترح على المادة الخاصة بها، موضحا أن عمل اللجنة لن يعرض إلا في نهاية العمل والذي سوف يستغرق شهرا حتى لا يؤدي ذلك إلى إحداث بلبلة. وأضاف أن العمل داخل اللجنة يتم بصورة رائعة لكي يتم تقديم دستور في النهاية يصلح لسنوات طويلة ويرضي معظم الناس ويكون ترجمة حقيقية عن آمال وتطلعات المواطنين. وأشار إلى أنه لم يصل بعد إلى صياغات محددة والأعضاء يبدون آراءهم فقط والصياغة في المواد ستكون في الأسبوع الأخير من عمل اللجنة.



    ---------------------

    دعوات للتعقل وعدم جر المواطنين للاقتتال..

    ومطالبة الحكومة باتخاذ إجراءات لوقف العنفحسنين كروم
    July 24, 2013


    القاهرة -’القدس العربي’ كثيرة تلك هي الأخبار والموضوعات التي احتوتها الصحف المصرية الصادرة امس لأن وقع الأحداث يتم بسرعة مع استمرار حالة التوتر، بسبب تزايد حالات الخوف على حياة الأفراد الذين يشاركون في عمليات التظاهر، فقد تم قتل أحد الشباب في الميدان، وتحذيرات من قائد الجيش الثالث اللواء أسامة عسكر للفلسطينيين والسوريين في مدينة السويس من مواصلة مشاركة الإخوان والإرهابيين في أعمالهم، وبدء اعمال جلسات المصالحة الوطنية التي سيفتتحها الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور بحضور كل من شيخ الأزهر والبابا تاوضروس الثاني بطريرك الكرازة المرقسية والمستشار أمين المهدي وزير المصالحة الوطنية، وكان مرشحا من قبل لوزارة العدل، وأكد حزب النور السلفي انه سيشارك فيها بشرط أن تكون تحت رئاسة شيخ الأزهر، ووضع ميثاق إعلامي حتى يمكن إعادة بث القنوات الدينية المغلقة، كما ان الدعوة وجهت لجماعة الإخوان المسلمين ودعا محمود بدر المتحدث باسم حركة تمرد شباب الإخوان والجماعات الإسلامية الى المصالحة وإقامة صلاة مشتركة في الجامع الأزهر، وبدأت لجنة تعديل الدستور أعمالها، واستمرت مكاتب تنسيق القبول للمرحلة الأولى بالجامعات في تلقي رغبات الناجحين في الثانوية العامة وتسريب شريط فيديو عن اجتماع عقده مرسي مع المرشد العام محمد بديع، وعدد من أعضاء مكتب الارشاد ومجلس شورى الجماعة وهو يتحدث بسعادة عن الرضا الأمريكي على الإخوان، وانه لا يتخذ أي قرار إلا بعد الرجوع إلى مكتب الارشاد.
    ونشرت الصحف عن الاحتفالات بثورة يوليو ورفع صور خالد الذكر، وبجانبها صور للفريق أول عبدالفتاح السيسي، وكنت قد توقعت ان يحتفل الإخوان في إمارتي رابعة العدوية وتمثال نهضة مصر بالمناسبة السعيدة ويرفعون صور خالد الذكر ويذيعون بالذات، أغنية أم كلثوم، يا جمال يا مثال الوطنية، أجمل أعيادنا الوطنية في نجاتك يوم المنشية، ردوا علي، ترللم، ترللم، ولكنهم لم يفعلوا رغم انهم يسرقون الملكية الفكرية للأغاني ايام عبدالناصر – آسف جدا، قصدي خالد الذكر وينسبونها لأنفسهم، وفوجئت في ‘أهرام’ امس بزميلنا الرسام جمال عمران، وقد أظهر صورة مصر هي أمي، في شكل شديد الجمال وتمسك في يد بندقية وفي الأخرى غصن زيتون ويتدلى من رقبتها الجميلة عقد فيه هلال وصليب وفي وسطها النحيل حزام مكتوب عليه 23 يوليو 1952.
    واستمرار الاهتمام كذلك بالمسلسلات والبرامج التليفزيونية. وإلى بعض مما عندنا:

    ‘الوطن’: يحاولون
    إفساد ‘ثورة 30 يونيو’

    ونبدأ بالمعارك والردود المتنوعة التي يضرب أصحابها في كل اتجاه لا يلوون على شيء، فقد اندفع صائماً زميلنا محمود الكردوسي أحد نائبي رئيس تحرير ‘الوطن’ قائلاً: ‘أنجز المصريون وجيشهم وشرطتهم في 30 يونيو ‘ثورة’ حقيقية متكاملة وعلى سنة الله ورسوله أكثر من عشرين مليوناً ملأوا شوارع مصر وميادينها، لا فضل لاحدهم على آخر إلا بـ’كراهية الإخوان’ كل المصريين في 30 يونيو كانوا سواسية لا أحد ولا شيء يحركهم سوى إصرارهم على أن يستعيدوا بلدهم من كل الذين خدعوهم باسم الدين وباسم الديمقراطية، لا وائل غنيم ولا اسماء محفوظ ولا إسراء عبدالفتاح ولا بلال فضل ولا أحمد ماهر ولا أحمد دومة ولا مصطفى النجار ولا عبدالمنعم أبو الفتوح ولا معتز عبدالفتاح ولا حمزاوي ولا أسواني ولا غيرهم ممن أسميهم – دون أن يطرف لي جفن – ‘مرتزقة 25 يناير’، هؤلاء جرفهم طوفان ’30 يونيو’ كما يجرف النهر حشائشه الطفيلية، خرجوا من هذا المشهد المهيب المتماسك واختبأ كل منهم وراء ساتر على أن يهدأ الغبار، وبينما تخوض مصر – شعباً وجيشاً وشرطة – حرباً طاحنة ضد الإخوان وحلفائهم أطل ‘مرتزقة 25 يناير’ برؤوسهم من جديد وبدأوا يضربون في كل اتجاه، وبكل ما في أعماقهم من سوء تقدير – وكعادتهم – استداروا إلى الجيش وبدأوا ينهشونه كما ينهشه الإخوان وحلفاؤهم من التكفيريين والمغرر بهم وأصدر بعضهم بياناً إقصائياً مشبوهاً يطالب الجيش بالعودة إلى ثكناته فضلا عن المطالبة بانتخابات برلمانية ورئاسية قبل الدستور، هكذا يحاول مرتزقة 25 يناير إفساد ‘ثورة 30 يونيو’.

    ‘المصري اليوم’
    تنصح الاخوان بالتروي

    وننتقل إلى ‘المصري اليوم’ في ذات اليوم – الأحد – ومعركة أخرى لصديقنا والاستاذ بجامعة أسيوط، والنائب الأول السابق للمرشد العام للإخوان المسلمين الدكتور محمد حبيب، وقوله: ‘لأنه كان مشهداً فريداً ورائعاً وعظيماً فقد وجب علينا ألا نمل من استدعائه بل الوقوف أمامه بكل التقدير والإجلال والاحترام، انه مشهد خروج عشرات الملايين من الشعب المصري في 30 يونيو غضباً واحتجاجاً ورفضاً لحكم الدكتور مرسي والإخوان، الذي استمر لمدة عام واحد فقط، كنا نتمنى من أعمق أعماق قلوبنا لهذا الحكم أن ينجح لكنه للأسف خيب أملنا وأمل الجميع، لقد كان المجتمع كله في حالة احتقان وغليان.
    كان على وشك الانفجار حيث أدت ممارسات مرسي والإخوان إلى حنق ######ط كل الشرائح والفئات، لذا أوصى الإخوان بأن يثوبوا إلى رشدهم، وألا يستمعوا لمن يدفعون بهم الى مزيد من الفشل والتردي، إذ تحت دعوى الدفاع عن الشرعية قبلوا للأسف – بوعي أو دون وعي – أن ينقادوا لعناصر من خارج جماعتهم، أرجو أن ينهوا اعتصامهم وأن يبتعدوا عن أي أعمال عنف من شأنها أن تزيد من كراهية الناس لهم، أيضا نصيحة للإخوان إن الحفاظ على مؤسسات الدولة مع ما فيها من خلل وقصور واجب وطني وقومي وحضاري، ولنعلم جميعاً أن محاولة النيل من الجيش المصري معنوياً أو مادياً كناطح صخرة لن يجني سوى الفشل والهلاك فضلا عن انه خيانة وطنية، إن تاريخ الجيش يؤكد انه كتلة صلبة متماسكة غير قابلة للتشرخ أو التصدع تحت أي ظرف، وذلك لطبيعة تركيبته وتكوينه، العضوي والعقدي والثقافي والوطني والتاريخي والذي أتيح لهم شرف الالتحاق بالقوات المسلحة يعرفون ذلك جيدا’.
    ‘الجمهورية’: المصريون
    ليسوا مؤمنين وكافرين

    وبعد محمد حبيب، تقدم محمد آخر ليأخذ نصيبه من المعارك في اليوم نفسه هو زميلنا بـ’الجمهورية’ خفيف الظل ومدير عام التحرير محمد أبو كريشة وقوله عن معرفة بمن يتحدث عنهم: ‘هناك فريق منا حريص على بث الخوف والرعب في نفوسنا وهؤلاء يتصورون ويظنون وظنهم دائماً إثم أن الله تعالى ينصرهم بالرعب كما نصر رسوله ‘صلى الله عليه وسلم’، هؤلاء يتصورون أنهم مؤمنون وأن الآخرين كفار وأنهم خلفاء الرسول – صلى الله عليه وسلم – لذلك ينصرهم الله بالرعب مسيرة شهر ويرون أن بث الرعب في الناس سلاحهم الشرعي للحصول على السلطة أو استعادتها، فتراهم عابسين متجهمين، غلاظاً شداداً، وعلى وجوههم غبرة ترهقها قترة، وذلك كله عدتهم في مواجهة من يعارضهم ولذلك خلط الناس جهلا أو عمدا بينهم وبين الإسلام، فصار الإسلام لدى الكثيرين يعني الجهامة والجهالة والغلظة والعبوس والوجوه التي عليها غبرة وترهقها قترة، والواحد منهم حريص على ان يجعلك غير آمن وأن يصدر إليك الخوف منه فكانت إساءتهم للإسلام أضعاف إساءة الأعداء له، وقد قال أحدهم يوماً مبرراً الغلظة والبذاءة والجهامة والعنف إن الله أمرنا بذلك في قوله تعالى: ‘يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين وأغلظ عليهم’، يعني بسلامته هو النبي واحنا جميعاً الكفار والمنافقون وهذه هي المصيبة الكبرى التي ابتلينا بها، وأعني بها مصيبة استدعاء الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة وتفصيلها على مقاس مواقفنا وآرائنا وطرقنا ومناهجنا وسلوكنا في الحياة، وهذه المصيبة هي التي ابتدعها المنافقون على عهد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وسار عليها أحفادهم، أتباع مسيلمة الكذاب إلى الآن وإلى الغد، غض هؤلاء الطرف تماماً عن أن ترويع الناس حتى بالقول محرم شرعاً’.

    جمال سلطان: الجيش
    المصري خط احمر

    طبعاً، طبعاً، فهذا مما لا شك فيه ولا ريب، ولذلك سارع زميلنا جمال سلطان رئيس تحرير ‘المصريون’ – وهو من التيار الديني، لقول كلمة الحق في اليوم التالي – الاثنين – قائلا عما يفعله الإخوان وحلفاؤهم: ‘أتكلم الآن لأنهم يدفعون بالتيار الإسلامي الى محرقة خطيرة دفعاً لثمن أخطاء وانحرافات لم يكن شريكاً فيها، أتكلم الآن، لأن حالة الجنون جعلت الإخوان يدفعون ويروجون لانشقاق الجيش المصري وانقسامه وهو الجيش العربي الوحيد الموجود الآن في المنطقة في مقابل الجيش الإسرائيلي، ومن يلعب هذه اللعبة هو صهيوني أو متصهين، ومن يروج لهذا الخطاب او يسانده أو يتمناه هو خائن لدين الله وخائن للعروبة وخائن لوطنه، والأكاذيب التي يروجها الإخوان الآن، والمنشورات المزورة والمجهلة والكاذبة التي يبثونها عبر الانترنت لن ينساها التاريخ ابداً، وستسجل في سجلات العار لأي تيار سياسي أو قوة سياسية، وستكون دليلا على رغبتهم المحمومة في تدمير البلاد على رؤوس من فيها إذا تصادمت مع مصالحهم، أو منعتهم من تحقيق أهدافهم، وهو دليل صارخ على انهم لم يكونوا أمناء على مصر ووحدتها ومؤسساتها وأمنها القومي، لا وهم في السلطة ولا وهم في المعارضة، يتحدثون الآن عن الدماء البريئة التي سالت امام الحرس الجمهوري وفي المنصورة وفي رمسيس، ولكنهم دافعوا خلال العام الذي حكموا فيه عن إهدار نفس الدماء البريئة في بورسعيد والقاهرة وطنطا وغيرها، وبأوامر مباشرة منهم، ووصف مرسي رجال داخليته الذين تورطوا في هذا الدم بأنهم رجال يؤدون واجبهم بكفاءة، واجتمع بهم ليشد على أيديهم ويبارك سلوكهم، وندد الإخوان بمظاهرات بورسعيد، وطالبوا بالحسم ولم يبكوا على الدماء، ربما لأنها دماء لا تحمل البصمة المقدسة.
    وسالت الدماء البريئة أيام المجلس العسكري في محمد محمود وقتل أكثر من ثلاثين شابا، ودافع الإخوان ببسالة عن تلك المذبحة، وأبدوا شماتة لا تليق في القتلى لأنهم من التيار المدني المنافس، ونحن ندين كل هذه الجرائم التي ارتكبوا حكم مرسي، أو ارتكبها حكم العسكريين ونطالب بالتحقيق الجاد فيها ومحاكمة كل من تورط فيها أياً كان موقعه وصفته’.

    ‘التحرير’: الدفع بالنساء
    والفتيات بمقدمة المظاهرات

    وإلى الكارثة الأخرى وهي الدفع بالنساء والفتيات والأطفال في مقدمة المظاهرات التي تعرف مقدماً أنه ستحدث فيها اشتباكات عنيفة، أما أن تتظاهر نساؤهم وفتياتهم في الميادين فهذا مقبول ومعقول، ولي ابنة شقيقة تتظاهر معهم في إمارة رابعة وتعود لمنزلها، وابنة شقيقة أخرى تتظاهر ضدهم في الاتحادية وتعود، وبناتي وزوجتي يتظاهرون في التحرير ويعدن وكثيرات من الأبناء، أما ان يدفع قادة الجماعة في مسجد رابعة العدوية بالنساء والبنات في مقدمة مظاهرات ومسيرات وباتجاه وزارة الدفاع للتحرش بالجيش وإلى مناطق يعلمن ان اشتباكات ستحدث فيها، فهذا عمل غريب، ولا بد لأعضاء الجماعة محاسبتهم عليه، ومحاسبة الحكومة كل من اعتدى على هؤلاء المسكينات اللاتي قال عنهن يوم الاثنين، زميلنا وصديقنا إبراهيم عيسى رئيس تحرير جريدة ‘التحرير’: ‘ما يفعله الإخوان بالزج بنسائهم في ساحة المظاهرات، والمواجهات له ثلاثة أسباب: الأول: انهم يعتقدون انهم في حرب وغزو، وطبقاً لمفهومهم عن الإسلام فالمرأة يمكن لها أن تشارك في الغزو والضرب والحرب، وهذا يعني طبعاً انهم يرون الشعب المصري كافراً والشارع المصري ساحة للغزو والجهاد ويرون الحكومة عدواً.
    الثاني: انهم يبحثون عن الكثرة والعدد حيث يفتقرون الى الاعداد، فمعظم المشاركين معهم من جمهور السلفيين والجماعات الإسلامية.
    الثالث: انهم يفعلون ما كانت تفعله الجاهلية حين تهاجم القبائل ومعها حريمها ومالها حتى يتحفز الرجل للدفاع عن نفسه وقبيلته وإلا سيخسر كل شيء’.
    والحقيقة ان عيسى أخطأ هنا، لأن النساء كن يخرجن لا للقتال، وانما للتواجد خلف السرايا والجيوش، أما لدق الدفوف والغناء لإثارة الحماسة، أو اعداد ما يلزم من طعام، والوحيدة التي اعرفها وقاتلت، هي عبلة ابنة عم عنترة، وقد تكون هناك غيرها لا أعرفهن.

    غداً ستعود النساء حين
    يكسب الرجال معركة التفاوض

    اما زميلنا وصديقنا بـ’المصري اليوم’ محمد أمين فكان رأيه في هذه الظاهرة في نفس اليوم هو: ‘لا يمكن تبرير ما يجري من نساء الإخوان، السيناريو الحمساوي يقضي بأن تقوم النساء بجر الجنود، ثم تحدث اشتباكات يتم نقلها على الهواء مباشرة، الفضائيات جاهزة، واليوتيوب جاهز لنقل وقائع المعركة، لأ، يا نساء الإخوان، جيش مصر غير جيش الاحتلال، لا تطبقن نموذج حماس في معركة خاسرة، غداً ستعود النساء حين يكسب الرجال معركة التفاوض، تحريك النساء والأطفال له معنى واحد هو اتخاذهن دروعاً بشرية، يبدو أن فكرة الاختباء بالنقاب فشلت الآن يختبئون في النساء، النساء تتجاوز الأسلاك الشائكة، تشتم السيسي وتسبه، نساء من أجل مرسي فضيلات ومؤدبات، يسهرن حتى الصباح في الميدان، مناضلات بالروح والدم، حين كانت المرأة تثور قالت الإخوانيات، مين وداهم هناك’؟!

    ‘الأخبار’: عقرب الساعة
    لن يعود للوراء

    وما أن سمع زميلنا بـ’الأخبار’ خفيف الظل عبدالقادر محمد عي اسم البلتاجي حتى ضحك بصوت عال سمعته صادرا من بروازه المتميز – صباح النعناع – وفيه: ‘مصر الصابرة عاشت عاماً أسود من قرن الخروب فبعد أن حكمها محمد علي باشا الكبير مؤسس الدولة الحديثة وجمال عبدالناصر زعيم العرب وأبو أفريقيا وقاهر الاستعمار الغربي ثم أنور السادات صاحب قرار أشهر حرب في التاريخ المعاصر ثم حسني مبارك أحد أبطال حرب أكتوبر – بصرف النظر عن سنوات حكمه الأخيرة – بعد كل هذا المجد ابتلانا الله بشيء اسمه مرسي تولى الحكم عاماً واحداً أعاد فيه مصر إلى الوراء عشرين سنة كبيسة ومن المضحك ان البلتاجي والعريان وصفوت حجازي يحلمون بعودة مرسي للحكم’.

    كحك مرسي وبيتي فور الشرعية

    وأيضاً بمجرد ان سمع زميل أحمد جلال اسم صفوت حجازي حتى صاح في نفس عدد الأحد مستعرضاً مهارات صفوت في صناعة كحك العيد، بقوله: ‘الشيف صفوت حجازي أعلن من منصة رابعة العدوية انه سيتم تركيب أفران داخل الاعتصام وذلط لزوم تصنيع وتسوية كحك العيد، الشيف حجازي كان يطمئن عدداً من الأخوات اللاتي غلبتهن الحيرة هل سيتم تصنيع الكحك في رابعة أم سيتم شراؤه جاهزا لكن الشيف حجازي قطع الشك باليقين خاصة انه من الواضح انه يفهم في كل شيء حتى الكحك إلا الإسلام وسماحته وأنصح الشيف صفوت حجازي الذي سيشرف بنفسه على صناعة وطهي الكحك ان يلق عليه اسماء تتناسب مع قيمة الاعتصام مثل كحك مرسي وبيتي فور الشرعية وبسكوت الجماعة’.

    عصام السباعي: اعتصام
    رابعة العدوية استعراض للقوة

    ايضاً في نفس العدد واصل زميلنا الإخواني التائب عصام السباعي، هجومه على إمارة رابعة وما فيها بقوله: ‘أرى مشاهد رابعة على أنها استعراض للقوة ليس من أجل عودة مرسي للرئاسة ولكن من أجل حماية الجماعة التي في أصل كل الكلام ولم يكن الرئيس المعزول سوى واجهة لم يخطر على باله يوماً ان يترشح للرئاسة أو يكون رئيساً ولكن قيل له ترشح فترشح وشكل مكتبك من هؤلاء فشكل وافعل كذا ففعل وكان الفشل الذريع سواء في مواجهة المعوقات والكارهين أو تحقيق الأهداف وفي مقدمتها الاستقرار والمصالحة، يتم حالياً عملية بيع مرسي في ميدان رابعة ولن يكون الثمن بخساً وربما يكون مرفوضاً سيتم التضحية في غير عيد الأضحية بالدكتور مرسي من أجل تأمين الجماعة وبعض قياداتها وعلى رأسها المرشد!
    أخاف من أجل تأمن هذه الصفــــقة لأنها ستـــــترك من ورائها مواطنين بسطاء تم استخدامهم باسم الشرعية وتم شحنهم ضد الدولة، ولا استطيع توقع رد عليهم إذا تمت عمليــــة بيع مرســــي بهذا الشكل؟’

    ---------------

    .الإخوان المسلمون: الغاية تبرر الوسيل


    ةد. فايز رشيد
    July 24, 2013


    لو لم يقل ميكافيلي جملته المشهورة التي تحولت إلى مبدأ حياتي، لخطّ الإخوان المسلمون هذه الجملة، فهم منذ بدايات تشكيلهم في عام 1928 حتى هذه اللحظة، يتصرفون ويمارسون وفقاً لهذا المبدأ. نقول ذلك من جملة تجارب لهم في الحكم في بعض الدول، ومن ممارساتهم بعد خلعهم عن الحكم في مصر. إن ما يجري في سيناء من عمليات عسكرية ضد الجيش والشرطة المصرية في سيناء على أيدي التنظيمات السلفية الحليفة للإخوان في مصر، ارتفعت حدته بعد قيام الجيش وبناء على تظاهرات غالبية المصريين المطلقة في القاهرة والمدن الأخرى، بتنحيه مرسي من منصبه، ووضع ‘خطة مستقبل’ تضمن لكافة ألوان الطيف السياسي المصري (بما في ذلك الإخوان المسلمون) المشاركة في العملية الديموقراطية، التي تتجلى في الانتخابات التشريعية والرئاسية القادمة ولجنة اعداد الدستور. برغم تجربة الإخوان السوداء خلال عام من حكمهم لمصر، وبرغم المآسي والزلازل التي سببوها لأكبر بلد عربي، لم يضع لا الجيش ولا القوى الأخرى، فيتو على الإخوان المسلمين. الهجمات في سيناء تتزامن مع إشاعات يقوم الإخوان بترويجها مثل: وجود انشقاق في الجيش المصري، إضافة إلى التحريض المستمر ضده، والدعوة إلى تفكيكه وغير ذلك من الوسائل (وكأنه جيش إسرائيل) مع علمهم: أنه لولا هذا الجيش لكان من الصعب على الإخوان تسلم منصب الرئاسة في مصر، بعد فوز مرسي بنسبة 50.8and#8242; في الانتخابات. لولا هذا الجيش لدخلت مصر حرباً أهلية لا تُبقي ولا تذر. لم يفز مرسي بأصوات الإخوان المسلمين في مصر، وإنما أيضاً بتصويت القوى الوطنية والقومية الناصرية والديموقراطية واليسارية له، وقد أرادت كل هذه القوى قطع الطريق على مرشح الفلول، وهي صدّقت ووثقت بما أعلنه الإخوان عن حرصهم على مشاركة كافة القوى في الحكم: مجلس رئاسي، عدم السيطرة على مجلس الشعب وكل المؤسسات التشريعية والتنفيذية الأخرى.


    بعد إرسال مندوبهم إلى قصر الاتحادية، تنكر الإخوان لوعودهم كافة، وحاولوا السيطرة على كل المناصب في مصر، وعملوا على أخونة الدولة، وأرادوا فرض نهجهم الاجتماعي على الجوانب الاجتماعية الحياتية على الشعب المصري. ليس ذلك فقط وإنما حَلّلوا كل الموانع السابقة التي تمثلت في: استمرار عقد الاتفاقيات مع الولايات المتحدة، وإبقاء معاهدة كمب ديفيد مع إسرائيل، وإجراء الحوارات الكثيرة مع الدول الغربية، وقطع العلاقات نهائياً مع سورية. عملوا على تكميم الأفواه في الداخل وقمع الحريات، والتهديدات المستمرة بالسجن والمحاكمة للمعارضة. تلك هي التهديدات التي أطلقها مرسي بحق المعارضة. التجارب الأخرى للإخوان في دول أخرى، تساوقت مع الخطوات التي اتخذها الإخوان في مصر.حماس تنكرت للدعم السوري لها من سورية وإيران وحزب الله. امتلكت استعداداً لعقد هدنة طويلة الأمد مع إسرائيل. حركة النهضة في تونس لم توافق على أن يتضمن الدستور التونسي فقرة: تجرّم التطبيع مع إسرائيل، ولا مانع لدى راشد الغنوشي من إلقاء محاضرة في معهد صهيوني في الولايات المتحدة. أردوغان وحزبه وبعد إقامة علاقات ممتازة مع سورية، أصبحا المقر الرئيسي لكل الحركات السلفية التكفيرية وتسلل مسلحيها إلى سورية. اتفاق الإخوان في العراق مع الحكومة التي أقامها بول برايمر بعد غزو هذا البلد. في ليبيا جاءت كل الممارسات للاتجاهات الإسلامية متوائمة مع سياسات الإخوان في دول ما يسمى بالربيع العربي، والتي تسلموا فيها الحكم. هذه هي الملامح المشتركة لسياسات الإخوان في البلدان التي تسلموا فيها السلطة خلال الفترة الماضية، الأمر الذي يؤكد:


    أولاً: عدم الثبات الاستراتيجي للإخوان على ما يعتنقونه من أيديولوجيا إسلامية، فلا مانع من قلب اتجاه الشعارات السابقة، والممارسة بما يتناقض تماماً معها. فشعارات مثل: ‘إزالة إسرائيل من الوجود’، و’إلغاء اتفاقية كمب ديفيد’ و’محاربة التطبيعand#8242; هي شعارات مطاطة قابلة للتغيير، خدمت الإخوان أيام وجودهم في المعارضة، أما في حالة تسلمهم للحكم، فتصبح هذه الشعارات ‘غير صالحة’ للمرحلة الجديدة. كما يمكن عقد هدنة مع الكيان الصهيوني، وملاحقة كل من يريد الاستمرار في المقاومة من التنظيمات والفصائل الوطنية الأخرى، وغير ذلك من الممارسات: الموقف من سورية بعد تسلمهم للحكم، والتنكر للماضي بكل أبعاده ومعطياته السياسية. في العادة فإن الأحزاب الأيديولوجية تمتلك استراتيجية ثابتة لا تتغير أو تتبدل. تمارس هذه الأحزاب تكتيكاً سياسياً لكن من أحد شروطه الرئيسية أن يكون هذا متوائما مع الاستراتيجية الثابتة المحددة للحزب، وإن كانت عكس ذلك فهي ستعتبر خيانةً للاستراتيجية. الإخوان يدّعون امتلاك هذه الاستراتيجية لكنهم في الحكم يمارسون عكسها.
    ثانياً: محاولة إعطاء التبرير الديني للمسلكيات السياسية والاقتصادية الجديدة، من خلال الفتاوى الدينية. لقد سبق لشيخ الأزهر الأسبق أن قام بتحليل توقيع معاهدة كمب ديفيد للسادات. ندرك أنه لم يكن إخوانياً. الشيخ اعتمد على الآية الكريمة ‘وإن جنحوا للسلم، فاجنح لها’. لقد نسي او تناسى الآيات الكريمة التي تحث على قتال الأعداء وهي كثيرة. ما نراه اليوم من فتاوي كثيرة للإخوان تتماهى مع الفتوى السابقة، الفتوى ‘بالجهاد في سورية حالياً أولى من الجهاد في فلسطين’. الديون التي تحاول السلطات أخذها في العهود السياسية السابقة في دول ما يسمى بالربيع العربي، هي حرام قطعاً أما الديون لسلطات الإخوان المسلمين فهي ليست ربا وأنما ‘مرابحة’، بغض النظر أن الدين مأخوذ من نفس الدول والمؤسسات الاقتصادية. الفتوى بجواز التحالف مع السادات (الذي وقع اتفاقية كمب ديفيد مع إسرائيل) بهدف الانقضاض على كل التيارات والأحزاب الوطنية الأخرى. وغير ذلك من الفتاوى. بالتالي: بماذا يختلف الإخوان المسلمون عن فقهاء السلطة الذين تعتمد عليهم حكومات دول عربية وإسلامية كثيرة لتبرير موبقاتها بحق الشعوب والأقطار.


    ثالثاً: عدم التفريق بين التناقضات. أي بين التناقض الرئيسي والآخر الثانوني. التناقض الرئيسي التناحري هو بين مشروعين، وهو في العادة يُمارس ضد الأعداء، ويعتمد على الوسائل العنفية، باعتبارها العامل الحاسم في حل هذا التناقض، أما التناقضات مع القوى والأحزاب الأخرى في نفس البلد وبين أبناء الشعب الواحد مهما اختلفت البرامج بين الحزب (إخواني او غيره) وغيره من القوى المحلية، فيظل في الإطار السلمي، وأدواته الوسائلية: الديموقراطية والحوارية ولا يجوز لهذا التناقض أن يجري فيه استخدام العنف والدموية. الإخوان لا مانع لديهم من استعمال العنف ضد الجيش المصري (كما يحدث الآن من عمليات ضد الجيش المصري والشرطة في سيناء) والجهات التي تقوم بها هي أطراف قريبة من الإخوان المسلمين. الجيش كشف النقاب عن أسلحة، وقنابل وغيرها كانت في طريقها إلى ميدان رابعة العدوية. مثل آخر هو الهجوم بالمولوتوف على دارالحرس الجمهوري، استعمال الأسلحة البيضاء في الهجوم على المعارضة بالقرب من جامعة القاهرة.


    رابعاً: جواز الدعوة للتدخل العسكري الأجنبي من أجل إحداث التغيير في البلد. نقول ذلك وفي الذهن: الدعوات الكثيرة من قبل الأخوان للولايات المتحدة ودول الناتو من أجل التغيير في ليبيا، وأيضاً من أجل إحداث التغيير في سوريا. الدعوة للتدخل في العراق، إن هذا لا يجوز مطلقاً ففي ظل التدخل الأجنبي الذي هو في جوهره: احتلال الأرض واغتصاب لإرادة الشعب، فمن واجب كل القوى الوطنية في هذا البلد إلغاء تناقضاتها والدفاع عن حرية هذا البلد الذي هو وطن الجميع.
    يبقى القول: أن ما سبق ليس براغماتية فهذه تجلب الدمار أيضا، لكن ما يمارسه الإخوان المسلمون هو: وفقاً لمبدأ: الغاية تبرر الوسيلة، وهذا مبدأ انتهازي.

    ‘ كاتب من فلسطين
                  

07-27-2013, 09:10 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)



    ممدوح الولي

    عبد الناصر سلامة


    الملايين في الشوارع لتفويض السيسي أنصار الرئيس المعزول يتظاهرون وسط اشتباكات متعددة
    تشكيلات من الجيش والشرطة وطائرات لحماية المتظاهرين
    مسيرات ضخمة تملأ الميادين لتأكيد حرمة الدم المصري
















    في يوم جديد من أيام الثورة المصرية المجيدة‏,‏ خرج المصريون أمس بالملايين إلي ميادين وشوارع الجمهورية استجابة لدعوة الفريق أول عبدالفتاح السيسي‏,‏ النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء‏,‏ القائد العام للقوات المسلحة‏,‏ وزير الدفاع والإنتاج الحربي‏.‏


    وأعلنت حشود المتظاهرين في القري والمدن والمحافظات تفويضها القوات المسلحة والشرطة لمواجهة العنف والإرهاب.

    ونظمت القوي الثورية والشبابية والحزبية مسيرات ضخمة هتفت لا للعنف والإرهاب, وطالبت بدعم الاستقرار وحماية الأمن القومي, وتأكيد حرمة الدم المصري. وقد التأمت تلك المسيرات مساء أمس في حفلات إفطار جماعي بالعديد من ميادين القاهرة والمحافظات. ونجحت القوات المسلحة والشرطة في نشر عناصرها علي عدة محاور حيوية في العاصمة, وعززت وجودها من خلال نقاط تفتيش علي مداخل القاهرة ومخارجها لتأمين المظاهرات. كما عززت وجودها عند مداخل الميادين, وقام الضباط والأفراد بتفتيش السيارات والاطلاع علي هويات بعض الركاب, والتأكد من خلو السيارات من أي أسلحة نارية أو بيضاء أو مولوتوف. ونشرت الشرطة تشكيلات من الأمن المركزي والمجموعات القتالية بالقرب من ميدان التحرير, ومحيط قصر الاتحادية, وكذلك محيط مدينة الإنتاج الإعلامي في السادس من أكتوبر.

    وفي الوقت الذي هتف فيه متظاهرو التحرير بشدة تأييدا للقوات المسلحة والشرطة, وتفويضا للفريق أول السيسي, طالبوا أيضا بطرد السفيرة الأمريكية بالقاهرة آن باترسون, ومحاكمة الرئيس المعزول.

    وتفقد اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية ميدان التحرير في ساعة مبكرة من صباح أمس, كما حلقت الطائرات الحربية فوق الميدان, مما ألهب حماس المتظاهرين, ورددوا هتافات الشعب والجيش إيد واحدة. وفي الاتحادية, دشن المتظاهرون منصة ضمت8 مكبرات صوت ورفعوا صورة للفريق أول السيسي, ولافتة شعب مصر يفوض ويوكل السيسي لمكافحة الإرهاب.

    وشهدت الإسكندرية عشرات المسيرات المؤيدة لتفويض القوات المسلحة لمواجهة الإرهاب, وردد المشاركون الهتافات المطالبة بمحاكمة الرئيس المعزول, وأعضاء مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان بتهمة قتل المتظاهرين.

    وفي المقابل, تظاهر عشرات الآلاف من أنصار جماعة الإخوان بميداني رابعة العدوية بمدينة نصر, والنهضة بالجيزة, وعدة ميادين بالمحافظات للمطالبة بعودة الرئيس المعزول.

    وقد وصلت إلي ميداني رابعة والنهضة عدة مسيرات تردد هتافات مناهضة لعزل الرئيس, وذلك في إطار مليونية الفرقان التي دعت إليها جماعة الإخوان.

    وشهدت عدة محافظات اشتباكات عنيفة بين مؤيدي الرئيس المعزول والأهالي, سقط خلالها خمسة قتلي بالإسكندرية وحدها, بينهم4 برصاص حي, وأصيب128 آخرون في ميدان القائد إبراهيم, لتتحول منطقة محطة مصر إلي ساحة لحرب الشوارع, بين انصار الجماعة ومتظاهري الحركات السياسية والثورية.. فيما كانت دمياط أيضا علي موعد مع الاشتباكات, التي أسفرت عن إصابة العديد, وكذلك منطقة شبرا.. وقد أصيب16 شخصا إثر قيام مجهولين بإطلاق الخرطوش علي مسيرة متجهة من منطقة المرج إلي ميدان التحرير. وفي السويس ألقت اللجان الشعبية القبض علي عدد من البلطجية حاولوا الاعتداء علي المتظاهرين.


    -----------------------


    ممدوح الولي

    عبد الناصر سلامة


    الجارديان‏:‏ الإخوان جردوا خصومهم من حقوقهم




    لندن‏-‏ وكالات الأنباء‏:‏











    اتهمت صحيفة الجارديان البريطانية جماعة الإخوان المسلمين في مصر بالفشل في إدراك حقيقة أن الفوز بانتخابات لا يخول الفائز حق الاستئثار بكافة سلطات الدولة وإقصاء الأقليات‏.‏وقالت إن الإخوان وصلوا للحكم عبر وسائل ديمقراطية‏,


    عندما انتخبهم قطاع عريض من المجتمع المصري, ولكنهم فور جلوسهم علي كرسي الحكم ضربوا بمبدأ الفصل بين السلطات, عرض الحائط, وجردوا خصومهم من حقوقهم. وأضافت الجارديان أن طابع الربيع العربي في مصر بدت فيه الصدوع, وتساءلت هل هذه نهاية العملية التي ابتدأت قبل عامين أم تراها نهاية توقعاتنا الساذجة؟

    وقالت الصحيفة إنه من السذاجة التصور بأن يكون طريق التغيير ممهدا ومستقيما أو أن يحدث تحول إلي الديمقراطية بعد عصور طويلة من الاستبداد علي نحو أوتوماتيكي كما يتصور بعض السذج.ورأت أن الأزمة المصرية, أكثر من الاضطراب المسلح في ليبيا واستمرار دوران الحرب الأهلية في سوريا والتوترات السياسية في تونس, تظهر مدي الصعوبة بما يتجاوز التوقعات التي تكتنف عملية التغيير في العالم العربي.ورأت الجارديان أن تجربة مصر- الرائدة إقليميا- تثبت أن العمليات الانتقالية أطول مدي وأكثر عنفا مما تصورت أوروبا. وقالت إن الدماء والألم في الطريق إلي الديمقراطية أمر ليس بالجديد مشيرة إلي أن تاريخ أوروبا مليء بالعقبات والتوقفات والبدايات والتراجيديات, ومؤكدة أن التعثر أمر متوقع الحدوث عندما لا يكون القادة الجدد علي مستوي آمال شعوبهم.


    ----------------------



    حبس مرسي بتهم التخابروالقتل، و 5 قتلى و 72 جريحاً باشتباكات بين أنصاره ومعارضيه في الإسكندرية

    حشود ضخمة بميادين مصر تفوض السيسي مواجهة الإرهاب


    تاريخ النشر: السبت 27 يوليو 2013

    وكالات

    احتشد مئات الآلاف من المصريين في القاهرة والعديد من المدن الأخرى تلبية لدعوة وزير الدفاع وقائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح السيسي الذي طلب تفويضا لمواجهة “الإرهاب” بعد ساعات من قرار قضائي بحبس الرئيس المعزول محمد مرسي احتياطيا بتهمة التخابر القتل والخطف.

    وقتل خمسة أشخاص وأصيب 72 آخرون بجروح في اشتباكات بين مؤيدين لمرسي ومعارضيه بالاسكندرية شمال مصر، بحسب ما نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية مساء أمس عن مصدر امني رفيع المستوى بوزارة الداخلية. وأوضح المصدر أن “من بين المتوفين الخمسة ثلاثة مجهولين مصابين بطلق ناري ، مشيرا إلى أنه جاري حاليا التعرف على هوياتهم”. وكانت مصادر طبية قالت في وقت سابق أن ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب 50 آخرون في هذه الاشتباكات.

    ونزلت حشود ضخمة إلى ميدان التحرير في قلب القاهرة وفي محيط قصر الاتحادية الرئاسي في ضاحية مصر الجديدة (شرق العاصمة) للتعبير عن تأييدها للجيش الذي يخوض مواجهة مع جماعة الإخوان المسلمين بدأت منذ تظاهرات شعبية ضخمة في 30 يونيو تطالب برحيل مرسي وتوجت بعزله في الثالث من يوليو الجاري. وامتلأ ميدان التحرير عن آخره بالمتظاهرين الذين انتشروا كذلك في الشوارع المحيطة به في وسط المدينة، كما احتشد عشرات الآلاف في الشوارع المحيطة بقصر الاتحادية. ورفعت بكثافة في ميدان التحرير وفي محيط قصر الاتحادية وفي محافظات أخرى عدة صور الفريق أول عبد الفتاح السيسي مكتوبا عليها عبارات مختلفة منها “رمز الوطنية المصرية” و”الشعب كله معاك يا قلب الأسد” و”خليفة عبد الناصر”.

    وردد المتظاهرون شعارات “انزل يا سيسي .. طهر يا سيسي”. وظهرت في بعض التجمعات صورة للسيسي تحمل في الخلفية صورة للرئيس الراحل جمال عبد الناصر (1954-1970) في إيحاء بأن السيسي يواصل ما بداه عبد الناصر الذي دخل في صراع سياسي وأمني مرير مع الإخوان، خصوصا في ستينيات القرن الماضي. كما ظهرت بين المتظاهرين بعض صور للرئيس الراحل انور السادات (1970-1981) الذي اغتاله متطرفون إسلاميون. وشهدت مدينة الإسكندرية اشتباكات بين أنصار جماعة الإخوان المسلمين والمتظاهرين المعارضين لها أوقعت ثلاثة قتلى و50 مصابا، بحسب وزارة الصحة المصرية. ووقعت الاشتباكات في ميدان محطة الرمل بقلب الإسكندرية، حيث تجمع المتظاهرون الاسلاميون منذ الصباح، بينما احتشد عشرات الآلاف المعارضين لهم في ميدان سيدي جابر (شرق المدينة). كما حدثت بعد الظهر مناوشات واشتباك بين مجموعتين من انصار الاسلاميين ومعارضيهم في حي شبرا شمال شرق القاهرة خلف نحو عشرة مصابين من دون تسجيل حالات خطرة، بحسب شهود.

    وتكرر الأمر في دمياط. ونظم المؤيديون للجيش إفطارا جماعيا في ميدان التحرير والاتحادية وسط أجواء احتفالية، فيما كانت مروحيات عسكرية تحلق ملقية بأعلام مصر وبزجاجات المياه قبيل الإفطار. وشهدت مدن أخرى عدة تظاهرات مؤيدة للجيش، من بينها خصوصا الإسكندرية والمنوفية والمنصورة والسويس وبورسعيد ودمياط والمحلة واسيوط.

    وكانت السلطات كثفت الإجراءات الأمنية في القاهرة وبقية المحافظات، بعد أن أوقعت أعمال العنف الناجمة عن حالة الاضطراب السياسي في البلاد اكثر من 200 قتيل في خلال شهر.

    من جانب آخر ، تقرر حبس الرئيس المصري السابق محمد مرسي لمدة 15 يوماً احتياطياً على ذمة التحقيقات التي تجرى معه بعد اتهامه بالتخابر مع حركة حماس للقيام بأعمال عدائية في البلاد، والهجوم على المنشآت الشرطية، والضباط والجنود واقتحام السجون المصرية. وأصدر قاضي التحقيق المنتدب من محكمة استئناف القاهرة، المستشار حسن سمير، القرار بعد أن قام باستجواب مرسي ومواجهته بالأدلة وتوجيه الاتهامات له في الجرائم التي ارتكبها وآخرون. وتضمنت لائحة الاتهامات المسندة إلى مرسي: “السعي والتخابر مع حركة حماس للقيام بأعمال عدائية في البلاد، والهجوم على المنشآت الشرطية، والضباط والجنود واقتحام السجون المصرية وتخريب مبانيها ووضع النيران عمداً في سجن وادي النطرون”. بالإضافة إلى “تمكين السجناء من الهرب وهروبه شخصياً من السجن وإتلاف الدفاتر والسجلات الخاصة بالسجون واقتحام أقسام الشرطة وتخريب المباني العامة والأملاك، وقتل بعض السجناء والضباط والجنود عمداً مع سبق الإصرار، واختطاف بعض الضباط والجنود”. وكلف قاضي التحقيق النيابة العامة بسؤال بعض الشهود إعمالا للسلطة المخولة له بنص قانون الإجراءات الجنائية. وأوضح سمير أنه ينبغي على وسائل الإعلام الالتزام بقرار حظر النشر الصادر في تلك القضية، عدا ما يصدر عنه شخصياً من بيانات بشأنها حفاظاً على سرية التحقيقات وسلامة الأمن القومي للبلاد.

    من جانبها رفضت جماعة الإخوان المسلمين بمصر الاتهامات الموجهة لمرسي ووصفتها بأنها اتهامات “تبعث على السخرية”، بحسب ما نقلت وكالة “رويترز”. وقال المتحدث باسم جماعة الإخوان جهاد الحداد: “لا نأخذ الأمر بجدية على الإطلاق وسنواصل احتجاجاتنا في الشوارع. في الحقيقة نحن نعتقد أن المزيد من الناس سيدركون ما يمثله هذا النظام فعلاً...عودة دولة مبارك القديمة بقوة غاشمة”. وعلق الدكتور عصام العريان، القيادي في جماعة الإخوان المسلمين، إن “الإعلان عن إصدار قرار بحبس رئيس شرعي له حصانته وand#65275; يجوز محاكمته إand#65275; بإجراءات دستورية مقررة في توقيت مريب ودون حضور محاميه وفي غياب أبسط مفاهيم (دولة القانون) يوضح طبيعة النظام الفاشي العسكري المتخبط الذي يبحث عن مخرج من المأزق الحالي وكان هو المتسبب فيه”. وقال العريان على صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “الرد السلمي سيكون في الميادين بالمليونيات الحاشدة السلمية. قوتنا في سلميتنا، وحدتنا كشعب ضد الفاشية واand#65275;ستبداد والظلم والفساد سر انتصارنا على الانقلابيين. إنها إنذار لكل من شارك في (ثورة يناير) بالمصير الذي ينتظره من «رجال مبارك» الذين عادوا للانتقام من الشعب”.

    وقال الدكتور أحمد عارف، المتحدث الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين إن قرار قاضي التحقيقات بحبس مرسي تم بإيعاز من القوات المسلحة، بعد الضغوط التي تعرضوا لها للإفراج عنه لأنه ليس عليه جريمة فلماذا يتم اعتقاله، على حد قوله. ونقلت “بوابة الأهرام” عن عارف قوله إن قرار الحبس رسالة للمجتمع الدولي بأن مرسي يحاكم قضائياً، وأنه غير معتقل. وتساءل عارف هل تواجد محامٍ مع الدكتور مرسي لحضور التحقيقات؟ وهل تم إعطاء الدكتور مرسي فرصة للدفاع عن نفسه؟ وأين يوجد أصلاً الدكتور مرسي؟ وهل الدكتور مرسي انتقل إلى قاضي التحقيقات أم العكس؟.

    ودانت حركة حماس الجمعة قرار القضاء المصري بحبس الرئيس المخلوع متهمة السلطات المصرية الحالية “بالتنصل من القضايا القومية” وعلى رأسها قضية فلسطين. وقال سامي ابو زهري المتحدث باسم حماس في غزة ان “حماس تدين هذا الموقف لانه ينبني على اعتبار ان حماس حركة معادية” ، معتبرا انه “تطور خطير يؤكد ان السلطة القائمة في مصر باتت تتنصل من القضايا القومية بل وتتقاطع مع اطراف اخرى للاساءة اليها وفي مقدمتها قضية فلسطين”.


    جريدة الاتحاد
    السبت 18 رمضان 1434هـ - 27 يوليو 2013م


    ---------------

    أوول أفريكا»: الأحداث الأخيرة في مصر ضربة قاسية ومؤشر لهزيمة الإخوان المسلمين ومشروعهم في المنطقة بأكملها.


    «أوول أفريكا»: الأحداث الأخيرة في مصر ضربة قاسية ومؤشر لهزيمة الإخوان المسلمين ومشروعهم في المنطقة بأكملها.






    07-27-2013 07:49 AM
    أسماء عبد الفتاح حسين

    قال موقع أوول أفريكا الأثيوبي إن الأحداث الجسام الأخيرة التي تشهدها الحياة السياسية في مصر جعلت عناصر الحركة الإسلامية في السودان في خطر مما جعلهم يدلون بأقوال غير متوازنة تضر العلاقة القديمة بين شعوب وادي النيل.

    وأضاف الموقع ينبغي أن نعترف ونقر بأن ما حدث ويحدث في الساحة السياسية في مصر هو شأن مصري في المقام الأول، وعلاوة على ذلك، نحن نعترف بأننا، كما يعترف السوداني، أننا نعيش وسط مشاكل معقدة استعصت لنا حلا، ومع ذلك، فإننا بحاجة إلى الاعتراف بأن ما يجري في مصر له صدى وتأثير كبير على السودان، نظرا للعلاقة القوية بين المخلوع والنظام الإسلامي على يد البشير في السودان، وما فعله الإخوان في مصر لم يترك لهم أي تعاطف بل ترك الكثير من الشماتة.

    وأشار الموقع إلى أن ثورة 25يناير 2011 تعتبر انتصارا غير مسبوق لتغيير النظام الديكتاتوري الشمولي، وأكد الموقع أن محللين سياسيين قالوا إن ما يحدث في مصر هذه الأيام لم يعد شأنا مصريا خالصا، في تلك الثورة الثانية لمصر بعد الثلاثين من يونيو 2013 ، ضد الرئيس مرسي الذي أقيل من منصبه، بل تعتبر تلك الثورة ثورة للمنطقة أسرها، وتعتبر الأحداث أخيرة بمصر هي أقوى مؤشر لهزيمة الإخوان المسلمين ومشروعهم في المنطقة بأكملها.

    فقد سارع الإسلاميون في جميع أنحاء المنطقة والعالم كلة بكافة توجهاتهم المختلفة بدعم الإخوان المسلمين في مصر حيث رأى الإسلاميون في جميع أنحاء العالم أن ما حدث لمرسي فأل شؤم بالنسبة لهم، وبداية تحولات كبيرة في المنطقة ضد ما يسمونه المشروع الإسلامي.

    وتابع الموقع كلمة ل ربيع عبد العاطى وهو واحد من عناصر حزب المؤتمر الوطني الحاكم (NCP) في الخرطوم الذي قال على معارضي محمد مرسي، "إن المعارضين لمرسي هم أولئك الذين يحملون الطغيان في عروقهم، وأنهم يرغبون في دفع هذه الأمة الناشئة مرة أخرى بعد أن جرت نحو التقدم

    ---------------

    'اتحاد سفهاء المسلمين'!


    'اتحاد سفهاء المسلمين'!






    07-27-2013 10:21 AM
    حوّل القرضاوي اتحاده الأخواني إلى أشهر دكاكين الافتاء غرابة. اختر ما تريد من فتواى دعوات للخروج على الحاكم أو تحريم الخروج على الحاكم بحسب مصلحة الأخوان.




    بقلم: سعيد الكتبي

    ابتلي المسلمون في السنتين الأخيرتين تحديداً بحماقات جماعات إسلامية عدة، في مقدمتها الإخوان المسلمون. وهي جماعات لم تعد تستطيع أن تداري سوءاتها وأن تستتر وراء أقنعة الوداعة التي كانت تتزين بها، والتي اتضح أنها كانت وسيلة للوصول إلى الحكم، حتى إذا تمّ لها ذلك، كشفت عن وجهها القبيح، وظلاميتها التي لن تصل بالمسلمين إلا إلى الفوضى والخراب.

    وأكثر ما يحز في النفس أن هذه الحماقات لم تقتصر على أفراد بعينهم، بل جاءت ممنهجة محكمة التخطيط، وما يزيد الطين بلة أن جمعيات وهيئات واتحادات نشأت في دول عديدة مسلمة وغير مسلمة كواجهة للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، وعرّفت عن نفسها بأنها دينية أو فقهية أو شرعية. ثم ادعت طوال السنوات الماضية أنها مؤسسات مستنيرة تدعو إلى الحوار والتعايش، راحت في هذه الأيام تعطي الشرعية لهذه الحماقات وتسوغها، بل تدعي أن القيام بها واجب شرعي يأثم من يتخلى عنها. وهذا ما يؤكد أن هذه المؤسسات والمنابر أنشئت في الأساس لتؤدي أدوار كهذه في الوقت المناسب، وأنها جميعاً من صنيع التنظيم الدولي للإخوان المسلمين البالغ التعقيد في هيكلته.

    "اتحاد علماء المسلمين" هو إحدى تلك المؤسسات، وهو يضم خليطاً عجيباً غريباً من الأعضاء لا يمكن أن يجد المرء ضوابط تجمعهم، سواء من حيث التحصيل العلمي، أو الانتماء المذهبي، أو التوزع الجغرافي، أو المكانة والقدر. ويمكن القول إن هذه المؤسسة يسيرها شخص واحد هو يوسف القرضاوي المعروف بانتمائه إلى الإخوان المسلمين وولائه لهم، وإن زعم أنه ترك التنظيم منذ فترة من الزمن.

    يوسف القرضاوي النجم التلفزيوني اللامع، والذي يستطيع أن يجيب عن كل سؤال على الهواء مباشرة، لم يتأخر ساعة عن الالتحاق بميدان التحرير عقب سقوط مبارك ليستفيد وتنظيمه من إنجازات ثورة يناير، وهو الذي طلب من مذيعة الجزيرة أن ترفع يديها لتشاركه الدعاء بالهلاك على القذافي مباشرة لأنه لم يعد يمثل إرادة الشعب، وهو الذي أفتى بالثورة على بشار الأسد وطالب الجيش بالخروج عليه في إبريل 2011 بعد مرور أقل من شهر على اندلاع الاحتجاجات في سوريا مؤكداً أن خروج الناس في الشوارع يعني أنه فقد شرعيته. ولكن يوسف القرضاوي هذا كان له رأي آخر عند خروج الملايين في 30 يونيو في مصر، فالرئيس الذي ثار الناس عليه هنا هو ابن الإخوان المسلمين، والثورة على "أولاد الإخوان" حرام شرعاً في نظر القرضاوي، والإرادة الشعبية التي تحدث عنها في ليبيا وسوريا وفي مصر يوم سقوط مبارك لم يعد لها قيمة الآن في نظر الشيخ الذي بات الناس جميعاً يمجون كلامه، حتى إن ابنه اضطر إلى أن يوجه له رسالة عبر وسائل الإعلام يدعوه فيها إلى الوقوف وقفة حق والاستجابة لإرادة الملايين في ساحة التحرير.

    أمس، أراد اتحاد علماء المسلمين أن يكمل دور مؤسسه الذي أطل علينا من "منبر من لا منبر له" مفتياً بحرمة الخروج على الحاكم (شريطة أن يكون الحاكم من الإخوان)، فأصدر الاتحاد بياناً عجيباً أكد فيه "حرمة الاستجابة لأي نداء يؤدي إلى حرب أهلية، أو لتغطية العنف ضد طرف ما، أو لإثارة الفتنة" في إشارة إلى دعوة الفريق عبدالفتاح السيسي المصريين للنزول إلى الشارع من أجل الحفاظ على إنجازات 30 ثورة يونيو. وهو عكس الدعوة التي صدرت من فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر أمس حين دعا المصريين إلى الخروج حفاظاً على بلادهم من الفوضى والتدمير.

    لم يكتف التنظيم الدولي للإخوان المسلمين بالتخطيط لإسقاط المؤسسات السياسية بالدول، بل راح يخطط ويعمل جاهداً لإلغاء كل من لا يوافقه ويتابعه على غلوائه من مؤسسات دينية عريقة كالأزهر الشريف والمؤسسات الرسمية الأخرى لينتج بدلاً عنها واجهات مزيفة للدين تضم أخلاطاً عجيبة من الانتهازيين السياسيين، فلم نعد نرى إلا من يفتي بالقتل ويحث على الفوضى، متبعاً في ذلك الأهواء والمصالح الشخصية الفئوية دون مراعاة حق عامة الناس الذين ينبغي حقن دائهم وصونها عملاً بمحكم التنزيل الذي حرّم قتل النفس البشرية.

    هذا ما وصل إليه الإسلام في أيامنا هذه، دكاكين للإفتاء، تفتي بحسب الأهواء والمصالح الشخصية، تتلون في فتاويها كما تتلون الحية الرقطاء، غير آبهة بما يترتب على فتاويها من مصائب ومحن. وهذا ما يجعلنا نتساءل: من يعطي لهذا الدكاكين الحق في الإفتاء وتأليب الناس؟ ولماذا طفت هذه المؤسسات المشبوهة على السطح الآن؟. وهي تفعل هذا بكل وقاحة في الوقت الذي تنأى المؤسسات الرسمية الإسلامية بنفسها عن الدخول في أتون الفتنة.

    أظن أنه آن الأوان لحل هذه المؤسسات وعدم الترخيص لها، إذا وجدت في دول عربية أو اسلامية، وتفعيل دور مؤسسات الإفتاء الرسمية التي تعمل في النور وليس في الظلام، والتي تضم نخب علماء الدين المؤهلين للفتوى وليس أولئك المتسلقين على حياض الدين دون علم شرعي أو منهج فقهي واضح، طمعاً في دنياً يصيبونها أو شهرة تحقق لهم مآربهم الشخصية. وأنه حان الوقت لأن تأخذ الغيرة علمائنا الراسخون في علمهم على ديننا الحنيف، ويثوبون إلى رشدهم، فيجنبون أنفسهم الدخول في أوحال السياسة، ولاسيما أن الحابل اختلط في النابل في أيامنا هذه، وأن أمتنا تمر في مرحلة من أصعب المراحل وأدقها، بعد أن خرجت جرذان الفتن من أوكارها، وكشفت عن نياتها الخبيثة غير مبالية بما ستؤول إليه حال البلاد والعباد.



    سعيد الكتبي

    كاتب من الإمارات
    ميدل ايست أونلاين


    ----------------------


    الشعب يحرر الوطن‏..‏ والجيش يحمي الشعب





    د. ليلي تكلا








    لم أشك أبدا أن مصر سوف تتخلص يوما من ذلك الاستعمار الجديد الذي داهمها وفتك بالدولة ومقوماتها وقيمها وتراثها‏..‏ لكني كنت لا أتوقع أن جيلنا سوف يري ذلك اليوم‏.‏


    فالتاريخ يثبت أن الحكم الديني لأي دين وفي أي مكان ــ يقبع علي الأنفاس عقودا وقرونا. ولكن مصر تحدت هذه القاعدة وأعادت كتابة التاريخ.

    خرج شعب مصر يوم30 يونيو ليس من أجل المشاكل الإقتصادية أو المطالب الفئوية, ثار من أجل كرامته وحريته واستقلاله, من أجل استعادة القرار الوطني والهوية المصرية لذلك استحق ذلك اليوم أن يكون عيد يسمي' عيد التحرير' أو' يوم الاستقلال'.

    يوم حررت فيه مصر نفسها من الانصياع لتعليمات ومنظمات غير مصرية لا يهمها مصلحة الوطن.

    ومن استعمار جديد قبل أن تتمكن قبضته الحديدية من التحكم في كل مفاصل الدولة.

    استقلت من التبعية لقوي' كبري' أعطت لنفسها حق قيادة العالم حسب مصالحها مع أن أحدا لم يعطها صكا بذلك التفويض.

    حررت نفسها من تدخل دول أجنبية كانت علي اختلاف أشكالها ولغاتها تغزو مصر, تحاول أن تصنع لها القرار وتغتصب أرضها.. كانت مفاجأة ضربت مخططاتهم فارتبكوا ورفعت هي هامتها عاليا.

    تحررت مصر من كل ذلك بجدارة وإيمان. أصبحت قدوة ومثلا للشعوب في كل مكان. صنعت المعجزة بنفسها ولنفسها في تعبير سلمي متحضر ودون تعليمات أو تدريبات خارجية. دليل جديد أن شعبها ثري بالإمكانات البشرية والمادية والأخلاقية التي إذا أحسن استثمارها وإدارتها تمكنت مصر من تحقيق أهدافها.

    المهمة لم تنته بعد, إنها بدأت. الطريق طويل مما يقتضي تناول أمرين: أحدهما الأسباب التي أدت إلي الانهيار والثورة حتي لا نكرر الأخطاء ونعرف جميعا الأسباب, والثاني تحديد بعض الخطوات والمسئوليات التي علينا أن نحملها معا ونتحملها معا من أجل الترميم وإعادة بناء الدولة الوطنية الحرة التي إستقلت.

    الأخطاء والخطايا كثيرة جدا لا يتسع المقام لسردها من أهمها: سقوط سيادة القانون وهيبة الدولة, مع تجاهل تام لأسس الحكم والإدارة الرشيدة وهدف الدستور ومبادئ العلاقات الخارجية. إنهيار الأمن والاقتصاد وانتشار الجريمة وتدهور الخدمات. فرض الطاعة ورفض التعددية وعدم إعمال العقل, إلي جانب تفصيل القوانين' وسلق' دستور يعبر عن رغبات الحزب ويعطي لرئيسهم سلطات هائلة ومحصنة. احتلال المواقع الصحفية والهجوم علي الإعلاميين الشرفاء وتخويف المواطنين برفع الدعاوي. إقالة النائب العام لتعيين' نائب خاص' يقال له مع من يحقق ومن يتهم.سقطت صورة مصر ومكانتهابعد أن كانت القدوة أصبح يضرب بها المثل بما' لا يجوز أن تصل إليه الدول'. بدأت الدول تستهين بنا فتتعدي علي الاراضي في سيناء والقناة وتهدر الأمن القومي والاجتماعي والمائي.

    لم يكن صاحب القرار فسقطت الشرعية ولم يكن رئيسا لكل المصريين ولم يعمل علي استتباب الأمن بل إثارة الفتن وسحق شرطة مصر العريقة من أجل كتائب لا تعرف سوي العنف.

    تفشي عدم الصدق وهو التعبير المهذب' للكذب' الذي يعتبر في بعض البلاد خيانة عظمي, واختطفوا إنجازات غيرهم..

    من الأخطاء إنكار الواقع بصورة صادمة واستمرار السير في طريق خطر دون الرغبة في رؤية الهاوية التي تقود إليه. كأن يقول رئيس الدولة إن' الاستثمار مزدهر والسياحة في أحسن أيامها' أو يعلن أن هناك من يريدون إعطاء صورة' خاطئة' أن مصر تواجه مشاكل أمنية'!! وغير ذلك كثير..

    تدهورت مكانة المرأة لتنحصر في نظرة بدنية متخلفة, وتم اغتيال براءة الطفولة وانتهاك حقوقها. أصبحت الإتهامات التي تصل حد التكفير تكال دون حساب. وأختزل التدين إلي طقوس وتصريحات مع تجاهل ما به من قيم ومبادئ وتعاليم نبيلة.

    ارتكاب جنح وجنايات خطيرة مثل التخابر مع جهات أجنبية, واستداعاؤها داخل البلاد لفتح السجون وحرق مراكز الشرطة والمنشآت والاستعانة بتنظيمات تقوم علي العنف والتعصب والسماح لها بعبور الحدود وتملك الأراضي واغتصاب حقوق الشعب المصري وهذه وحدها تكفي لإسقاط وإدانة وعقاب أي نظام.

    ومن أسوأ خطاياهم أنهم بدلا من أن يشجعوا المواطنين والشباب علي التدين السليم والتمسك بمبادئ الأديان حدث العكس. سلوكهم وتجاوزاتهم شجعت موجة الإلحاد الذي انتشر بصورة غير مسبوقة فخسرنا التمسك بالإيمان الذي نحتاجه ليحمي الإنسان ويرشده. وأدعو إلي تسجيل هذه الفترة التي كانت أسوأ سنة مرت بها مصر حتي تكون عبرة.

    هذا عن الأخطاء والخطايا فما هي المحاذير والمسئوليات التي تفرضها المرحلة القادمة. يمكن إيجازها في خمس نقاط أساسية:

    أولا وقبل كل شيء علينا الحذر من اختطاف الثورة أو إختراقها فأي نظام' ثيوقراطي' لا يري سوي نفسه, يمارس الإنفراد بالرأي أو فرض الرأي يقوم علي أربعة أسس: عدم الإعتراف بالدولة الوطن, تلقي الأوامر من منظمات أو قوي خارجية لا يهمها مصلحة المواطن, التمكين السريع لاحتكار المناصب, توهم أن الله إختارهم وعليهم الإحتفاظ بالسلطة دون تداول. هذه المبادئ تضرب أسس الحكم العادل والإدارة الرشيدة في مقتل ولا تصلح لأي بناء أو ترميم. علينا التنبيه والتنبه ألا يتسلل مرة أخري بأي صورة أو تحت أي مسمي وإلا إنطبق علينا المثل الصعيدي القائل خرج من حفرة ليقع في بئر. حفظ الله مصر. والحديث مستمر.


    ---------------------------

    وبايعناه إلي ماشاء الله‏!‏





    د. وحيد عبدالمجيد







    يتطابق فهم بعض الأمريكيين للديمقراطية مع نظرة سلطتي مبارك و الإخوان التي تختصرها أغنية‏(‏ اخترناه وبايعناه‏00‏ومعاه لما شاء الله‏)!‏و هذا خطأ جسيم يغفل أهم قواعد الديمقراطية‏.


    و منها مثلا أن صندوق الانتخاب ليس إلا جزءا صغيرا منها0 كما يتجاهل حقيقة أن أدوار مؤسسات الدولة تختلف من بلد إلي آخر بما فيها المؤسسة العسكرية التي يمكن أن تسهم في حماية الديمقراطية في بعض الحالات.

    ولا ينبغي أن تؤدي عقدة الذنب الناتجة عن دعم السياسة الأمريكية انقلابات قام بها بعض أسوأ جيوش العالم في أمريكا اللاتينية وغيرها إلي رفض أي دور تقوم به جيوش غير انقلابية لإنقاذ الديمقراطية.

    فمن العبث أن يكون فهم- أو بالأحري سوء فهم بعض الأمريكيين للديمقراطية مؤديا إلي تفضيل العصف بها أو بشعوب بأكملها أو فتح الباب لحروب أهلية علي تدخل الجيش من أجل حماية القيم التي لا يمكن أن توجد ديمقراطية في غيابها.

    وليت خطأ بعض الأمريكيين في فهم ما يحدث الآن في مصر يكون الأخير حتي لا تظل الولايات المتحدة عائقا أمام التحول الديمقراطي في العالم0 فليست هذه هي المرة الأولي التي يرتكبون فيها الخطأ نفسه. فقد وقعوا في خطأ مشابه قبل نحو ثلاث سنوات عندما تدخل الجيش في هندوراس لحماية الديمقراطية بناء علي قرار من المحكمة العليا.

    كانت فترة رئاسة مانويل زالايا الثانية قد اقتربت من الانتهاء. فأراد التحايل علي الدستور الذي لا يسمح له بالترشح لفترة ثالثة عبر تنظيم استفتاء عام لتعديل هذا الدستور. ولكن المحكمة العليا الحارسة للدستور رفضت تنظيم هذا الاستفتاء. فلما ضرب زالايا عرض الحائط بأصول الديمقراطية, أمرت المحكمة العليا الجيش بمنع إجراء الاستفتاء.

    وما أن تدخل الجيش واضطر إلي عزل زالايا وتعيين رئيس البرلمان مكانه حتي موعد الانتخابات, حتي جن جنون مخربي الديمقراطية في أمريكا ووقفوا مع رئيس مستبد انتهك الدستور جهارا نهارا لأنهم يعانون مرض الفوبيا العسكرية.

    فليت هؤلاء المرضي يجدون علاجا مناسبا حتي لا تظل الدولة التي ترفع شعارات الديمقراطية هي العائق الرئيسي أمام ممارسة هذه الديمقراطية في الواقع, ولكي لا يغنون لأي طاغية( بايعناه00 لماشاءالله


    ---------------------


    ممدوح الولي

    عبد الناصر سلامة


    مرسي وهدم الكعبة





    محمد إبراهيم الدسوقي







    إن ما فعله الفريق أول عبد الفتاح السيسي‏,‏ في مصر يفوق جرما ما لو كان قد حمل معولا وهدم به الكعبة حجرا حجرا‏',‏ هكذا تحدث محمد بديع مرشد جماعة الإخوان‏.


    في رسالته الأسبوعية بدون أن يرمش له جفن أو يستحي من وضع المعزول في كفة لجانب الكعبة المشرفة أقدس بقاع الأرض. تمهل قليلا يادكتور بديع, فقد كنت انتظر منك أن تحدثنا عن تحريضك علي العنف والقتل لكل من يقول: لا لعودة مرسي, وأن تنعش ذاكرتك بالحديث الشريف' لهدم الكعبة حجرا حجرا أهون علي الله من قتل المسلم', وأن تتذكر أن تظاهرات جماعتك ابعد ما تكون عن السلمية, وتخلف وراءها عشرات المصابين والقتلي.

    كنت أحسبك ستكلمنا عن عقاب الشعب المصري وترويعه, بعد أن تجرأ وخلع مرسي الذي انحدر حالنا في عهده غير السعيد لأسفل بسرعة الصاروخ, وكذلك عن عمليات غسيل المخ لأنصاركم بأن المصريين غير المنتمين للجماعة من الكفار والملحدين المارقين الجائز قتالهم والتنكيل بهم, وأنكم من يعرف الإسلام الحق ولا احد غيركم.

    كنت أظنك ستخبرنا عن محاولاتكم الشريرة تحطيم وتقزيم القوات المسلحة, وبث سموم الفتنة داخلها, وتحفيز الناس علي مواجهتها, وطعنها في ظهرها بتحريك الإرهابيين في سيناء الذين لا يكفون عن مهاجمة جنود مصر ومعهم عناصر الشرطة يوميا, وأن تطلعنا علي جهودكم الدءوبة لتوفير الملاذ الآمن للخارجين علي القانون والقتلة غير عابئين بتهديدهم للأمن القومي.

    كنت أتوقع أن تعطينا تقييمك لغربان رابعة العدوية الذين يستقوون بالخارج كل طلعة صباح, ويحثون أمريكا علي غزو مصر, لإطلاق سراح مرسي ورفاقه, واستباحتهم الطرق والحدائق والمدارس, وحرصهم الشديد علي التزود بالأسلحة والمتفجرات, وما يحدث من تعذيب غير آدمي تحت سمعكم وبصركم لمن يقع تحت أيديكم من الجبهة المناوئة, أو عن نيتكم مراجعة الذات وبيان ما وقعتم فيه من مصائب وأخطاء أغرقتنا في بحر الظلمات, والرأفة بالبلد وناسه. لكنك آثرت تجاهل الحقائق والأدلة لأن ما يعنيكم هو إما أن نحكم مصر أو نحرقها

    ----------------

                  

07-27-2013, 07:56 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)

    تقرير خاص-كيف خسر الإخوان المسلمون مصر؟
    Fri Jul 26, 2013 2:59pm GMTا


    رويترز
    القاهرة (رويترز) - عندما نزل المصريون إلى الشوارع بالملايين للمطالبة بسقوط الرئيس حسني مبارك عام 2011 لم يخطر ببال أحد أنهم سيعاودون التظاهر بعد عامين للاطاحة بالرجل الذي اختاروه خلفا له.

    فقد قلب سقوط الرئيس محمد مرسي وجماعة الاخوان المسلمين التي انضوى تحت لوائها الوضع السياسي في الشرق الاوسط رأسا على عقب للمرة الثانية بعد انتفاضات الربيع العربي التي أطاحت بعدد من حكام المنطقة.

    وسلطت الاضواء على بعض الأسباب الرئيسية قبل شهر من تدخل الجيش لعزل مرسي عندما إلتقى اثنان من القيادات السياسية في عشاء خاص بمنزل السياسي الليبرالي أيمن نور بحي الزمالك الراقي في القاهرة. واعتبر البعض هذا اللقاء محاولة أخيرة لتجنب الصدام.

    جمع هذا اللقاء بين عمرو موسى (76 عاما) وزير الخارجية السابق أحد رموز الاتجاه الليبرالي وخيرت الشاطر (63 عاما) نائب المرشد العام للاخوان وهو من أبرز مهندسي سياسة الاخوان ومموليهم.

    واقترح موسى أن يذعن مرسي لمطالب المعارضة بما في ذلك تغيير الحكومة لتحاشي الصدام.

    وقال موسى لرويترز إن الشاطر "سلم بما قلته عن سوء إدارة الشؤون المصرية في ظل حكومتهم وأن هناك مشكلة. كان يتحدث بحرص وينصت باهتمام."

    ورد الشاطر المحتجز بأمر من النيابة الان ولا يمكنه عرض روايته للاحداث بأن مشاكل الحكومة ترجع إلى "عدم تعاون الدولة العميقة" متمثلة في المؤسسات ذات المصالح المتجذرة في الجيش وأجهزة الأمن والقضاء وأجهزة الدولة.

    وقال موسى "الرسالة التي خرجت بها بعد ساعة أنه سيتباحث معي وسيتفق مع بعض آرائي ويختلف مع الباقي لكنهم ليسوا في وضع يسمح لهم بالتغيير."

    وروى نور رواية مماثلة وقال إن الشاطر لم يتزحزح عن موقفه لكنه أضاف أن هذه المحادثات كان من الممكن أن تصبح بداية لعملية مصالحة سياسية لو لم تصل إلى وسائل الاعلام.

    وقال نور إن الشاطر "شخص عادي ومظهره لا ينصفه. فمظهره يعطي الانطباع بالغموض والقسوة لكنه مهذب ولطيف."

    وانفض لقاء ثلاثتهم على العشاء أمام حوض السباحة في شرفة شقة نور ذات الطابقين بالدور الثامن عندما علم به الصحفيون. وغادر موسى الاجتماع مقتنعا أن الاخوان يثقون بأنفسهم أكثر من اللازم وغير أكفاء في الحكم ومعلوماتهم ضعيفة عما يحدث في الشارع وصفوف الجيش.

    ومع ذلك كان الكثير من المراقبين المصريين والأجانب يتوقعون أن تهيمن الحركة الاسلامية التي تتمتع بقدر كبير من التنظيم والتي قواها قمع السلطات لها على مر السنين على مصر والمنطقة لفترة طويلة بعد أن ظلت خاضعة لحكام خرجوا من عباءة الجيش وحظوا بدعمه على مدى 60 عاما.

    وبدلا من ذلك صدر القرار بعزل مرسي ليصبح رهن الاحتجاز منذ الثالث من يوليو تموز الجاري عقب احتجاجات ضخمة مناهضة لحكومته وذلك بعد عام واحد من توليه الرئاسة كأول رئيس منتخب في انتخابات حرة للبلاد.

    والدرس المستفاد من سقوط مرسي له وجاهته فالفوز في الانتخابات ليس كافيا لحكم مصر. إذ يحتاج حكام مصر بعد مبارك إلى قبول المؤسسة الامنية لهم والمواطنين بصفة عامة.

    وقد يخرج الاسلاميون في مصر بدرس شديد المرارة مفاده أن "الدولة العميقة" لن تسمح لهم باستخدام السلطة الحقيقية حتى إذا حصلوا على تفويض ديمقراطي من الشعب.

    ويسعى هذا التقرير المبني على لقاءات مع عدد من قيادات الجماعة والساسة الليبراليين والنشطاء الشبان وضباط الجيش والدبلوماسيين لفحص أربع نقاط تحول أساسية على طريق الثورة في مصر أولها قرار الاخوان خوض الانتخابات الرئاسية وثانيها الطريقة التي اتبعها مرسي لاقرار الدستور والثالثة إخفاقات المعارضة الليبرالية والاخيرة قرار القوات المسلحة التدخل.

    ولم يمكن الاتصال بمرسي وعدد من قيادات الاخوان الذين تم احتجازهم بقرارات من النيابة العامة منذ عزل الرئيس المنتخب.

    وتبدو الاحتمالات ضعيفة أن تمر الفترة الانتقالية الثانية التي تشهدها مصر بسلاسة أكثر منها في الفترة الأولى في ضوء مقاومة الاخوان للتخلي عن السلطة.

    وهذه المرة يقول الجيش إنه لا يريد أن يتولى الحكم بنفسه مباشرة مثلما كان الحال في الفترة الأولى التي أعقبت سقوط مبارك.

    لكن لا تساور الشكوك أحد أن الرجل الذي يتولى القيادة الان هو الفريق أول عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع الذي عين أيضا نائبا أول لرئيس الوزراء.

    في الفترة التي أعقبت الاطاحة بمبارك لم يكن لدى جماعة الإخوان أي نية لحكم البلاد. فقد طمأنت المصريين الليبراليين والجيش باعلانها على الملأ أنها لا تسعى لشغل مقعد الرئاسة أو الفوز بأغلبية برلمانية.

    وقال الباحث الامريكي ناثان براون المتخصص في شؤون مصر بمعهد كارنيجي للسلام الدولي "قابلت الشاطر ثلاث مرات في عامي 2011 و2012 وفي كل مرة كان من الواضح أن الشهية السياسية كانت تتنامى لكن في المرة الاولى أكد بشدة أن الاخوان لن يسعوا للحصول على السلطة السياسية على الفور.

    وأضاف "كان في غاية الوضوح فيما يتعلق بالاسباب: فالعالم غير مهيأ لذلك ومصر غير مهيأة وكانت العبارة التي ظل يكررها أن أعباء مصر أكبر من أي طرف سياسي. واتضح أن هذه الاراء سديدة للغاية لكنه هجرها."

    وبدأت الأحداث تكتسب وتيرتها الخاصة. وسيطر الاخوان على البرلمان بالتحالف مع أحزاب اسلامية صغيرة ومستقلين لكنهم سرعان ما اكتشفوا أن هذا ليس كافيا لاقرار التشريعات أو تطبيقها. فقد كان المجلس العسكري الحاكم آنذاك يحتفظ بمفاتيح السلطة.

    ومع نمو مشاعر الاحباط بدأ بعض أعضاء الاخوان خاصة من الشباب يطالبون الجماعة بتغيير موقفها والسعي للفوز بالرئاسة وما ستجلبه من سلطات تنفيذية.

    وقال جهاد الحداد (31 عاما) أحد القيادات الشبابية الاسلامية "كان مكتب الارشاد لجماعة الاخوان بالكامل يعارض الترشح للرئاسة." واستخدم جهاد و16 ناشطا غيره موقعي التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر لتغيير آرائهم.

    وأضاف في مقابلة في منتصف الليل بموقع اعتصام مؤيدي مرسي عند مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر في القاهرة أن مجموعة النشطاء مارست ضغوطا شديدة ووضعت قائمة بأعضاء مجلس شورى الجماعة وحددت المجموعة التي ستضغط عليها لتغيير رأيها.

    وجادل المعارضون بأن السعي وراء السلطة التنفيذية سابق لاوانه وسيثير الشبهات والعداء تجاه جماعة الاخوان التي اتبعت منذ فترة طويلة استراتيجية قوامها الصبر والتدرج.

    وبلغ السيل الزبى في اجتماع طويل مغلق لمجلس شورى الجماعة بمقرها المكون من أربعة أدوار في حي المقطم المطل من جبل المقطم على القاهرة.

    وقال عصام حشيش (63 عاما) أستاذ الهندسة الجامعي وعضو مجلس الشورى "ظللنا نتناقش ثلاثة أيام وكل فريق يسوق مبرراته لرأيه سواء بالرفض أو القبول. وعندما تم التصويت كان القرار بفارق ثلاثة أو أربعة أصوات."

    كان هذا التصويت من أصعب الاقتراعات في تاريخ الجماعة وتم على ثلاث جولات. فقد وافق 56 عضوا من بين 108 أعضاء بالموافقة على تقديم مرشح للاخوان لخوض انتخابات الرئاسة واعترض 52 عضوا.

    وبعد ذلك كان التأييد للشاطر كمرشح الاخوان للرئاسة طاغيا.

    وكان الاسلاميون بحثوا من قبل تقديم مرشح من خارج الجماعة وفاتحوا القاضيين أحمد مكي وحسام الغرياني في هذا الموضوع. وامتنع الرجلان.

    وقال مطلعون على بواطن الأمور إن شخصية الشاطر وطموحه عاملان رئيسيان. فالشاطر رجل الاعمال الذي تمتد امبراطوريته في عالم الاثاث ومراكز التسوق هو السياسي المهيمن في الجماعة ويصفه زملاؤه ودبلوماسيون أجانب بأنه مفاوض صلب وعملي اعتاد أن يحقق مآربه.

    لكن ترشيحه لم يدم طويلا. فقد رفضت لجنة الانتخابات التي يرأسها قاض عين في منصبه في عهد مبارك ترشيح الشاطر على أساس أنه أدين بجريمة عام 2007 رغم أن الاتهامات كانت لها فيما يبدو دوافع سياسية.

    وهكذا وجد مرسي نفسه يرتدي عباءة مرشح الاخوان وهو الذي كان أستاذا للهندسة بإحدى جامعات الاقاليم وتلقى قسطا من التعليم في الولايات المتحدة لكنه كان يتمتع بقدرات سياسية وخطابية أقل من الشاطر.

    وقال حشيش "عندما أخذنا قرار ترشيح مرسي بعد خروج خيرت الشاطر عاد (مرسي) إلى بيته باكيا. فقد تم تحميله مسؤولية لم يسع إليها. وكان معروفا أن أيا كان من سيتولى المسؤولية آنذك لن يجد الطريق مفروشا بالورود. لكننا كنا نعلم أيضا أنه لم يكن هناك أحد يمكنه في تلك الفترة أن يتولى ذلك مثلنا."

    وفاز مرسي بفارق ضئيل في انتخابات الرئاسة في الجولة الثانية من التصويت وبنسبة 51.73 في المئة من أصوات الاسلاميين والمعارضين للمرشح الاخر أحمد شفيق قائد القوات الجوية السابق الذي كان آخر رئيس وزراء في عهد مبارك.

    ويدين مرسي بنسبة من الاصوات التي فاز بها لدعم المرشحين الليبراليين واليساريين الذين ألقوا بثقلهم وراءه في انتخابات الإعادة. فقد كان مؤيدوهم يكرهون شفيق كما أنهم حصلوا على سلسلة من التأكيدات أن مرسي سيشكل حكومة تضم كل الاطياف ويشركهم والمجتمع المدني في وضع دستور جديد.

    وأطلق على الناخبين الذين حولوا ولاءهم من المرشحين الليبراليين في الجولة الاولى إلى مرسي في انتخابات الاعادة وصف "عاصري الليمون" في إشارة إلى ما درج عليه المصريون في وصف الطعام غير المحبب للنفس عندما يضطر المرء لتناوله بعصر الليمون عليه.

    وتحرك مرسي بسرعة لتغيير قيادات القوات المسلحة بعد تنصيبه في 30 يونيو حزيران من العام الماضي.

    وفي غضون ستة أسابيع استدعى المشير حسين طنطاوي (76 عاما) الذي شغل منصب وزير الدفاع في حكومات مبارك على مدى نحو 20 عاما ورأس المجلس العسكري عقب سقوط مبارك ليطلب منه التقاعد هو ورئيس أركان القوات المسلحة الفريق سامي عنان. وعين مرسي الفريق أول عبد الفتاح السيسي قائدا عاما للقوات المسلحة.

    وفي واحد من أكبر أخطائه اعتقد مرسي أنه بسط سلطته على رجال الجيش. وفي واقع الأمر كان كبار الضباط راغبين في إحالة الاثنين للتقاعد لفتح سلم الترقيات.

    وقال ضابط برتبة عقيد إن الاخوان "أساؤوا قراءة ما حدث. فقد سمحنا نحن بحدوثه."

    وأضاف أن القوات المسلحة كانت تنظر بارتياب شديد لرئيس الدولة الذي كانت تعتقد انه يرى مصر ولاية في "خلافة اسلامية".

    اعتقد مرسي أن القوات المسلحة لن تتحرك ضده لاسيما إذا حافظت جماعة الاخوان على المصالح الاقتصادية للجيش عند وضع الدستور الجديد.

    وقال دبلوماسي غربي رفيع "اعتقد أن السيسي رجله. لم يفهم ديناميات السلطة."

    وعندما سعى مرسي والاخوان لوضع الدستور الجديد اصطدموا بالاحزاب الليبرالية ومنظمات المجتمع المدني التي أغضبها الطابع الاسلامي للدستور وغموض الصياغة فيما يتعلق بحرية التعبير وغياب الضمانات الصريحة لحقوق النساء والمسيحيين والمنظمات غير الحكومية.

    وبعد أسابيع من النقاش ساهم الخوف من أن يحل القضاء الذي تولى كثير من رجاله مناصبهم في عهد مبارك الجمعية التأسيسية في دفع مرسي لاصدار اعلان دستوري يحصن الجمعية من الطعن عليها أمام القضاء ويحصن قراراته هو نفسه من القضاء.

    كان مبعث هذه الخطوة ارتياب عميق لدى الاخوان أن القضاء يسعى للقضاء على كل مكاسبهم الانتخابية. وعندما قرر مرسي طرح الدستور انسحبت المعارضة.

    وقال السياسي أيمن نور "الحقيقة أن الاعلان الدستوري (الذي حصن قرارات مرسي من القضاء) كان خطأ كبيرا."

    واضاف أنه كان من الممكن حتى ذلك الحين اعادة بناء الثقة بين مرسي والقوى السياسية "لكن لم يبذل جهد كاف من الجانبين لاعادة بناء هذه الثقة."

    وكان الاعلان الدستوري نقطة تحول. لم يستشر فيه الوزراء وحذر كثير من مساعدي مرسي أنه سيضعه في مسار تصادم مع المجتمع المدني. واستقال خمسة من كبار مستشاري مرسي. لكن مرسي أبدى نفس التصميم والثقة بالنفس اللذين كانا سمة قراراته الرئيسية.

    وقال جهاد الحداد عضو الاخوان "من الأمور التي نعرفها عن الرئيس عناده الشديد."

    واطلق الاعلان الدستوري الشرارة لمظاهرات عارمة استمرت أسابيع خارج قصر الاتحادية الرئاسي حيث ظل القصر يتعرض لهجمات بزجاجات المولوتوف والحجارة.

    ومن جراء مشاعر الاحباط لفشل الشرطة والحرس الجمهوري في حماية قصر الرئاسة دفعت جماعة الاخوان بمجموعة من المدربين على أعمال أمنية إلى القصر حيث خاضوا معارك حامية مع المتظاهرين المعارضين لمرسي في السادس من ديسمبر كانون الاول.

    وانحسرت الاحتجاجات في نهاية الامر لكن هذا المشهد الوحيد لقوة منظمة من الاخوان في الشوارع رغم عدم حمل أفرادها أسلحة نارية أثار انزعاج المعارضة الليبرالية والجيش.

    وتفجرت موجة جديدة من الاحتجاجات في 25 يناير كانون الثاني الذكرى السنوية الثانية للانتفاضة التي أطاحت بمبارك والتهبت المشاعر في مدن قناة السويس الرئيسية الثلاث بسبب أحكام قضائية أعقبت سقوط قتلى في مباراة لكرة القدم. وخرجت الامور عن سيطرة الحكومة وفرض مرسي حظر تجول في بورسعيد مركز الاضطرابات لكن أوامره لم تنفذ.

    وقال مكي الذي أصبح وزيرا للعدل "الناس كانوا يلعبون كرة القدم ليلا مع جنود الجيش الذين كان يفترض أن يفرضوا حظر التجول. وحين أقرر فرض حظر تجول وأرى أنه لا المواطنون ولا جيشي الذي يفترض ان يفرض حظر التجول يستمعون لي يجب علي أن أدرك أنني لست حقا رئيسا."

    وفي 29 يناير كانون الثاني أصدر الجيش أول تحذير إذ قال إن الاضطراب السياسي يدفع مصر إلى شفا الانهيار وإن القوات المسلحة ستبقى المؤسسة الراسخة المتماسكة التي ترتكز عليها الدولة. وفي الواقع كان هذا نذيرا بتدخل القوات المسلحة.

    وباستثناء أيمن نور قاطعت المعارضة الليبرالية أي اتصالات مع مرسي وحزب الحرية والعدالة الجناح السياسي لجماعة الاخوان بعد صدور الدستور.

    لكن الاتحاد الاوروبي وبدعم من الولايات المتحدة بدأ مساعي دبلوماسية لمحاولة التوفيق بين الجانبين في حكومة للوحدة الوطنية. وكان الهدف اجراء انتخابات برلمانية جديدة وابرام اتفاق قرض مع صندوق النقد الدولي يفتح الباب أمام فيض من المساعدات والاستثمارات الخارجية.

    وعلى مدى شهور ظل الدبلوماسي الاوروبي برناردينو ليون يتنقل بين زعماء جبهة الانقاذ المعارضة المكونة من ستة أحزاب ورئاسة الجمهورية والجناح السياسي للاخوان وظل في الوقت نفسه على اتصال بالجيش. وبحلول ابريل نيسان كان ليون قد صاغ مسودة اتفاق تقتضي من مرسي وخصومه تقديم تنازلات.

    ولم يعلن مرسي قط تأييده صراحة للمبادرة الاوروبية التي قدمت له في رسالة بالبريد الالكتروني في 11 ابريل نيسان رغم أنه لم يرفضها أيضا. لكن تطورات الاحداث سرعان من جعلت ابرام الاتفاق مستحيلا.

    واشار عصام الحداد مستشار مرسي للسياسة الخارجية الذي كان أحد مفاوضي الاخوان مع ليون إلى أن زعماء جبهة الانقاذ منقسمون بما يتعذر معه التوصل لاتفاق. وسلم خالد داود المتحدث باسم الجبهة بأنها تضم بعض الشخصيات التي لديها شعور متضخم بالذات لكنه أضاف أن القيادات تتوحد عند الضرورة.

    وعندما عادت كاثرين اشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي إلى القاهرة مع ليون يومي 18 و19 يونيو حزيران كان الوضع قد تدهور.

    وقال عضو في فريق العمل مع ليون لرويترز "وجدنا الرئيس مرسي بعيدا عن الواقع. كانت رسالة الزيارة ابلاغه أن الوقت ينفد أمامك يا سيادة الرئيس. الوقت ينفد أمام البلد."

    كانت جماعة الاخوان قد ورثت عن الحكومة المؤقتة التي عينها المجلس العسكري اقتصادا متداعيا. وفي 17 شهرا بين سقوط مبارك وتنصيب مرسي تراجعت احتياطيات النقد الاجنبي من 36 مليار دولار إلى 15.5 مليار أي أنها تكفي بالكاد لتغطية واردات ثلاثة اشهر.

    كما أصبحت القاهرة تدين بمبلغ ثمانية مليارات دولار لشركات الطاقة الدولية مما دفع منتجي الغاز إلى تقليل الشحنات الموجهة لمصر وتجميد الاستثمارات وتراجع الانتاج المحلي من الغاز.

    وأفزعت صور الاحتجاجات العنيفة وعدم الاستقرار السياسي السياح والمستثمرين. وكان المجلس العسكري قد عرقل محاولة أولى عقب الثورة للاتفاق على قرض من صندوق النقد الدولي حيث أراد أن يتجنب تراكم الديون على مصر أو تعريض السيادة الوطنية للخطر.

    وقال بعض العالمين ببواطن الأمور في الحكومات المؤقتة الأولى إن القادة العسكريين كانوا يخشون أيضا أن يتسببوا في احتجاجات عنيفة إذا قبلوا مطالب الصندوق بخفض الدعم الحكومي لاسعار المواد الغذائية والوقود.

    وقال مسؤول كبير سابق بوزارة المالية إن الاعلان الدستوري الذي أصدره مرسي قضى فعليا على أي احتمالات باقية لابرام اتفاق القرض مع صندوق النقد. وأضاف "ما حدث في موضوع الدستور أظهر أن الشعب منقسم." وتراجع الصندوق بفعل شبح عدم الاستقرار.

    وقد جفت منابع الدعم المالي من المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة بسبب عدائهما لجماعة الاخوان وأصبح مرسي معتمدا على قطر التي قدمت قروضا ومنحا وودائع قيمتها نحو ثمانية مليارات دولار بينما حصلت مصر في عهد مرسي من تركيا وليبيا المتعاطفتين مع الاخوان على مبالغ أقل.

    وظل عبء نظام الدعم غير الفعال لاسعار الخبز والوقود يتزايد على موازنة الدولة ليصبح مساويا تقريبا للعجز في الموازنة بالكامل.

    وشهدت البلاد أزمات نقص السولار والبنزين وامتدت طوابير السيارات أمام محطات البنزين بل وحدثت مشاجرات بسبب التسابق على ملء خزانات السيارات.

    وازداد انقطاع التيار الكهربائي سوءا في الفترة التي سبقت احتجاجات 30 يونيو حزيران الضخمة. ومع تراجع قيمة الجنيه المصري ارتفع التضخم إلى 9.75 في المئة.

    and#8237;and#8237;and#8237; and#8236;and#8236;and#8236;وشعر الاخوان المسلمون بالضغوط المتزايدة فاتهموا مخربين موالين للنظام السابق باستغلال الوضع والتلاعب في امدادات الوقود والكهرباء. وحمل كثير من المصريين الحكومة المسؤولية عن الازمات.

    وقال باسم عودة (43 عاما) وزير التموين في حكومة مرسي في الشهور الستة الأخيرة وأحد النجوم الصاعدين في جماعة الاخوان "أكبر شكل من أشكال التعويق كان فشل وزارة الداخلية في القيام بمهامها. تخيل دولة بلا أمن."

    وفي مقابلة مع رويترز في موقع اعتصام مؤيدي مرسي اتهم عودة الوزارة بتوجيه عصابات اجرامية عرقلت توزيع الوقود في الأيام التي سبقت مظاهرات 30 يونيو حزيران.

    وغذتand#8237;and#8237;and#8237; and#8236;and#8236;and#8236;المشاكل الاقتصادية الدعم الشعبي لحركة تمرد الشبابية التي دعت المواطنين للتوقيع على استمارة تطالب برحيل مرسي وباجراء انتخابات رئاسية مبكرة. بدأت هذه الحركة في الأول من مايو ايار على أيدي ثلاثة نشطاء في العشرينات لا يملكون سوى هواتفهم المحمولة وأجهزة لابتوب وانتشرت كالنار في الهشيم.

    وحكى خالد داود المتحدث باسم جبهة الانقاذ الوطني أنه حضر مؤتمرا صحفيا عقدته حركة تمرد يوم 12 مايو ايار في مكتب شديد التواضع "لم تكن تستطيع حتى أن تتنفس فيه". ثم أطلقت الحركة مفاجأتها المدوية في تلك الغرفة عندما أعلنت أنها جمعت في غضون أيام مليوني توقيع.

    وقال إنه عندما حضر الاجتماع التالي لجبهة الانقاذ قال لقادتها إن عليهم تأييد حركة تمرد.

    وبحلول 30 يونيو حزيران أعلن قادة الحركة أنهم جمعوا 22 مليون توقيع تحمل عناوين أصحابها وأرقام بطاقات الهوية.and#8237;and#8237;and#8237;and#8236;and#8236;and#8236; وما من سبيل للتأكد من مصدر مستقل من صحة هذه البيانات لكن كان من الواضح أن الحركة مست وترا حساسا لدى الشعب.

    وقال محمود بدر (28 عاما) وهو صحفي شاب ساهم في تأسيس الحركة لرويترز إن تمرد نجحت فيما فشل فيه الاخرون بفضل الحملات البسيطة واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي.

    إلا أن مسؤولي الاخوان مقتنعون أن تمرد حصلت على تمويل من دول خليجية ومن رجال أعمال مصريين كبار يعيشون في الخارج ومن الجيش. والواقع يبدو أكثر عفوية من ذلك رغم أن بعض الوجوه غير المألوفة التي يشتبه أن لها صلات بأجهزة الأمن بدأت تظهر في مكاتب تمرد في الايام الأخيرة.

    وقال رجل الاعمال الملياردير نجيب ساويرس الذي غادر مصر عقب انتخاب مرسي لرويترز إنه ألقى بثقله وراء هذه الحملة الشبابية.

    وقال في مكالمة هاتفية من يخته قبالة ساحل جزيرة ميكونوس اليونانية "حزب المصريين الاحرار الذي أسسته استخدم كل فروعه في مختلف أنحاء مصر لجمع توقيعات لتمرد. وكذلك قناة التلفزيون التي أملكها وصحيفة المصري اليوم كانا يدعمان حركة تمرد اعلاميا... من الانصاف القول أنني شجعت كل المؤسسات التابعة لي لدعم الحركة. لكن لم يكن هناك تمويل لانه لم تكن هناك حاجة له."

    وهناك خلاف حول التوقيت الذي قرر الجيش فيه عزل مرسي. فقد قال ضباط كبار إن الفريق اول السيسي ظل يأمل حتى اليوم الاخير من إنذاره للرئيس كي يقبل اقتسام السلطة في أن يوافق مرسي على الدعوة لاستفتاء على استمراره في الحكم. وكان هذا الاستفتاء سيسمح بغطاء دستوري لرحيله.

    وقال ضابط في الجيش برتبة عقيد إن القوات المسلحة تدخلت لانقاذ البلاد من حرب أهلية. وأضاف "هذا لا علاقة له برغبة الجيش في السلطة بل برغبة الناس في تدخل الجيش. فهم يثقون بنا لاننا نقف دائما مع الشعب المصري لا مع شخص أو نظام."

    ويواجه الجيش الان المشكلة نفسها التي فشل في حلها خلال حكم المجلس العسكري عامي 2011 و2012 وهي كيفية إدارة عجلة الانتاج في مصر دون تحمل مسؤولية الاصلاحات المؤلمة وما يتبعها من استياء شعبي.

    ففي عهد المجلس العسكري شهدت البلاد ركودا اقتصاديا وانتهاكات صارخة لحقوق الانسان ولم تحدث اصلاحات تذكر. وبدا الارتياح على القادة العسكريين وهم يسلمون الكأس المسمومة للرئيس مرسي عقب انتخابه رغم أنهم لم يأتمنوا الاخوان على كل مفاتيح السلطة.

    وقال الضابط إن الوضع مختلف هذه المرة. فالجيش لن يتولى الحكم بنفسه وستكون هناك فترة انتقالية قصيرة قبل تشكيل حكومة مدنية منتخبة. ومع ذلك ورغم تدفق 12 مليار دولار من السعودية والامارات والكويت فإن الاوضاع تبدو أسوأ مما كانت عليه في فترة حكم المجلس العسكري.

    فجماعة الاخوان المسلمين مصرة على منع حكومة الكفاءات الجديدة من النجاح فيما فشلت فيه حكومتها. والجيش يتأرجح بين رغبته في ضم الاخوان إلى عملية المصالحة الوطنية وبين شن حملة على قادة الجماعة المتهمين بالتحريض على العنف وخيانة البلاد.

    وقد ألقت السلطات القبض على بعض قادة الجماعة. أما قادتها الذين مازالوا بعيدا عن أيدي السلطات فقد بدأوا مسيرة طويلة من المقاومة غير العنيفة.

    لكن جماعات متشددة من الاسلاميين قد تلجأ للكفاح المسلح والاغتيالات. ومن المظاهر الاولى لذلك ما تشهده شبه جزيرة سيناء من أعمال عنف.

    وربما يعود اخرون إلى استراتيجية الدعوة الاسلامية على مستوى القاعدة الشعبية بدلا من محاولة التغيير من القمة.

    وقال الحداد إن نتيجة القمع لن تكون إلا تقوية الاخوان. وأضاف "هذه منظمة تأسست منذ 85 عاما في ظل نظم قمعية."

    وتابع "هذه مواجهة. فإما أن نرغم العسكر على العودة لثكناتهم ونلقنهم درس ألا يطلوا برأسهم من جديد على المشهد السياسي وإما أن نموت في هذه المحاولة."

    من إدموند بلير وبول تيلور وتوم بيري

    (إعداد منير البويطي للنشرة العربية - تحرير أمل أبو السعود)

    ©Thomson Reuters 2013 All rights reserved


    -------------------------

    رفعت السعيد يوجه رسالة لمرشد الاخوان : امسح دموعك وفكر

    July 27, 2013

    رفعت السعيد(المصرى اليوم)

    رسالة إلى الذى كان مرشداً

    رفعت السعيد

    امسح دموعك وفكر، واحسب ما خسرته. عام من حكمك الملىء بالغباوات والاستعلاء، فقدت فيه ما بناه الأسبقون لكم فى ثمانين عاماً. خسرتم غالبية الشعب. فضحتم رجالكم الكامنون فاستوزرتموهم وحشرتموهم بالآلاف فى مواقع لا يستحقونها، فانفضحوا، أوقعتم حلفاءكم فى ورطة تركيا – السودان – حماس. وأمريكا صديقتكم تركتكم عرايا. استعنتم بأكثر السلفيين شراً ووحشية فوصموكم بالعار وذبح الأطفال وإلقائهم من أعلى العمارات. وانتهى بك الأمر بزى امرأة تتسلل مرتعشاً، وجماعتك تتهاوى على يديك ويد من حسبته شاطراً ومخادعاً، ومن تفرعنوا وطغوا واستعلوا، فسقطوا وأسقطوك، وجنيت على كل مسار التأسلم فى مصر والعالم ولعقود طويلة، وأحسبك بحاجه إلى مراجعة الدرس الذى تلقيته فى سنة أولى جماعة، والذى قام على أقانيم ثلاثة هى:

    ·علموك «لعبة المصالح المشتركة مع الطاغوت» ولم يعلموك كيف فشلت عشرات المرات وأطحت بالجماعة من محنة إلى أخرى. ولم يعلموك أن تكرار الخداع ينكشف فيخدعك من تخادعه، فكيف تخيلت أن تلعب ذات اللعبة مع السيسى، وقد رأك وأنت تلعبها مع المشير والفريق، وببلاهة لعبت معه نفس اللعبة،

    فلعبها معك وبإرادة شعبية كاسحة. وحتى «إخوتك» فى التأسلم خدعتهم مرات فى الانتخابات وفى إعداد الدستور وفى الاستئثار بكعكة السلطة كاملة لجماعتك وغالبتهم، فغلبتهم فى مجلس الشورى. خادعتهم فكشفوك وخدعوك وتسللوا فى الوقت المناسب من سفينتك الغارقة. أرأيت أن الكذب حبله قصير؟

    ·لقنوك كلمات البنا «هذا المنهاج (البرنامج) كله من الإسلام وكل نقص منه نقص من الإسلام ذاته» فصاح الناس أنكم تصادرون الإسلام لصالحكم. فجاء إخوانك فى التأسلم بحيلة جديدة هى أكثر رحابة بالنسبة لهم، فتعلقوا بفتاوى فقهاء الزمن القديم، وهى كأى رأى قد يخطئ أو يصيب، واختاروا الأكثر تشدداً وبعداً عن الواقع وتناقضاً مع مصالح الناس والوطن، وبقيت وحدك حتى يأتى يوم ينكشف فيه الغطاء عن مسار التأسلم الآخر.

    ·واستمتعت لتحريض مرشدك الأول على العنف وأن السيف فى يد المسلم كالمشرط فى يد الجراح، ليستأصل به من يخالفكم، واستهنت بمبدأ احترام الرأى الآخر وتحالفت فى عنفك مع أكثر الأشرار المتأسلمين شراً، فوصمتم أنفسكم بعار الزمان وسبه الأبد. ولتأذن لى أن أحكى لك حكاية. فقد كان فى أحد السجون ضابط متوحش يضربنا باستمتاع وجبروت، وانقلب الزمان وزارنى يطالب مساندة لابنه فى علاج على نفقة الدولة، وساعدته ثم سألته لماذا كانت هذه الوحشية؟ فأجاب فى تمسكن «ماعرفش» لكن عندما تضرب تبدأ بضربات هادئة ثم يتلبسك العنف وكأن شيطاناً يحركك، فتتحول إلى وحش ويتحول العنف بذاته إلى متعة. ورجالك وأنصارك هكذا. تلقنهم كلمة فيبدأون ثم يتوحشون، وأنت تعرف بتجربتك التاريخية أن كل أعضاء الجماعة يتجبرون ويستعلون وينتفشون، فإذا يقعون فيتحولون إلى نفوس منهارة ويتهاوون جميعاً، أكرر جميعاً باعترافات الجميع على الجميع. ويذهب العنف ويعلق فى عنق جماعتك دماء أبرياء، أطفال ذبحهم أتباعك فى استمتاع متوحش، وألقوا بهم من الدور السادس وهم يرددون صيحة متأسلمة.

    والآن تنهار جماعتك أمام عينيك، ليس ككل مرة، وإنما هذه المرة تنهار تحت وطأة كراهية شعبية جارفة وعار يلحق بكم، فالعنف المتوحش هذه المرة فاق كل عنف، ربما لأنكم كنتم حكاماً وارتكبتم ما سوف تحاكمون عليه، فقاتلتم وبغباء معركة أخيرة زادت من عبئ مسؤوليتكم أمام التاريخ، وانهار الحكم المتأسلم المتجبر فى عام واحد، فأطاح بمستقبلكم وبمستقبل حلفائكم فى تركيا والسودان وحماس، وبمستقبل أى محاولة مقبلة لعشرات من السنين. فكراهية الحاكم لكم قد تزول بزواله أما كراهية الشعب فتبقى. ويا أيها المرشد عد بجماعتك إلى حالة دعوية بعيده تماماً عن التأسلم وعن السياسة، وتقربوا لله والناس لعل الغفران يأتيكم، وإن كنت أشك فى ذلك طالما أنكم تشربون من بئر التأسلم المسموم.

    .
                  

07-28-2013, 07:53 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)

    17qpt777.jpg Hosting at Sudaneseonline.com



    الاسلاميون يتوقعون عسكرة مصر ويتوقعون فرجا قريبا من السماء.

    . ومخاوف من نهاية مأساويه لمرسيحسام عبد البصير
    July 26, 2013


    القاهرة ‘القدس العربي’

    بلا منازع يمثل وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي للصحف رجل الساعة والمخلص، فقد مضت الصحف تهطل على الرجل الثناء وتمنحه صفاتا شبه اسطورية وفتح المزاد بين الكتاب كل منهم يسعى لأن يثبت الولاء لوزير الدفاع ويقدم له قرابين الطاعة، وبعضهم وصفه بالمنقذ، وآخر بالمخلص، وثالث بحفيد عبد الناصر، ورابع بعاشق مصر وترابها، فيما نال الرجل المجهول الاقامة والذي كان حتى ثلاثة اسابيع مضت رئيساً للبلاد المزيد من الهجوم، وانتقى كتاب ما شاءوا من القواميس عن اوصاف الانتقاد والتخلف وعدم الوطنية والانتهازية ليلصقوها بالرجل. وفي صحف الامس تواصلت الهجمة الشرسة ضد كل ماهو اسلامي، حيث بات انصار الرئيس ورموز التيارات الاسلامية هدفاً مشروعاً لغالبية الصحف للحد الذي جعل بعض الكتاب المنتمين للتيار الاسلامي او المتعاطفين مع الرئيس مصدراً للهجوم المباشر من قبل خصومهم لحد تخوينهم ورميهم بالجنون والتخلف.
    من جانبها وكأنها قابضة على الجمر سعت صحف الاسلاميين لبث التفاؤل في صفوف انصار الاخوان، لكن تلك المحاولات واجهت حرباً ضروساً امام الصحف المستقلة التي باتت تمثل مع الفضائيات رأس الحربة في الهجوم الذي يشن ضد الظهير الاسلامي. ومن اللافت ان صحفاً قومية كانت قد داهنت الرئيس المعزول خلال فترة ولايته القصيرة غيرت جلدها بسرعة البرق، وراحت تمجد وتطبل لكل من يرتدي اللون الكاكي والبيادة التي شاع عنها مصطلح جديد اطلقه احد الساخرين بمناسبة الثناء المفرط والذي ينطلق من كل حدب وصوب على وزير الدفاع هذا المصطلح هو ‘نكاح البيادة’، وفيما تنبأت بعض الصحف بقرب فض اعتصامات الاسلاميين في ميادين رابعة العدوية والنهضة وبعض المدن الاخرى بالقوة راح الاسلاميون يتحدثون عن فرج وشيك مصدره قادم من السماء:

    ‘المصري اليوم’: استجيبوا
    للبطل قبل فوات الاوان!

    شهدت صحف الجمعة حالة من الحشد الجماهيري تلبية لنداء وزير الدفاع للجماهير بأن تنزل للشوارع لتمنح الجيش تفويضاً في إدارة شؤون البلاد وعلى رأس الداعين محمد سلماوي في ‘المصري اليوم’ قائلا: ‘نادينا عليه يوم 30 يونيو أن أنقذ البلاد من خطر الظلم والاستبداد، فلبى النداء، واليوم قد نادى هو علينا أن فوضوني ضد خطر العنف والإرهاب، وسنلبي النداء ستنزل الملايين من المصريين مرة أخرى إلى جميع الشوارع والميادين، لتؤكد تقديرها لمن لبى نداءها، ومن حقق لها إرادتها بعزل الرئيس ونظامه الفاشل المستبد، ولمن فتح بذلك الطريق أمام المستقبل المشرق الذي تتطلع إليه الجماهير، عبر توافق دستوري وانتخابات برلمانية ورئاسية جديدة ترسي دعائم الدولة الحديثة التي تليق بمكانة مصر التي جرى إهدارها، وبتاريخها وحضارتها العريقة التي علمت العالم التقدم والارتقاء. إن ما طالبت به جماهير 30 يونيو لم يكتمل بعد، فقد أزيح حكم الإخوان الفاشل المستبد، لكن قادتهم ما زالوا يعانون من حالة إنكار مرضية تدفعهم إلى ارتكاب الحماقات التي يهدد تصاعدها الأمن القومي للبلاد، وإن وقف هذا الخطر ومحاصرته هو الكفيل بتحقيق مطالب عشرات الملايين الذين خرجوا يوم 30 يونيو، بل أقول إنه دون التصدي للعنف والإرهاب الذي يطل الآن برأسه من بؤرة رابعة العدوية يذهب يوم 30 يونيو هباء، وينتكس كما انتكس 25 يناير بانقضاض الإخوان على السلطة إذن فالتفويض المطلوب، وإن جاء كمطلب من الفريق عبدالفتاح السيسي فإنه في الحقيقة لا يخصه شخصياً ولا يخص القوات المسلحة، وإنما هو مطلب جماهيري لا تكتمل ملحمة 30 يونيو المجيدة بدونه، فالعنف والإرهاب كفيل بإفساد الفرح الذي حققته الجماهير في ذلك اليوم، واقتلاعه هو الطريق لاكتمال ذلك الفرح’.

    اغنية للسيسي بعنوان فوضناك
    على وزن اخترناك لمبارك

    عثرت دعوة السيسي للجماهير بالنزول للميادين على ظهير غنائي إذ قام مطرب شاب بتقديم اغنيه للرجل وقام بنشرها كما تشير عدة صحف على موقع يوتيوب، مساء الأربعاء، تُطالب الفريق أول عبد الفتاح السيسي، نائب رئيس الوزراء، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، بـ’القضاء على الإرهاب’، وذلك بعدما دعا ‘السيسي’ الشعب للنزول في الميادين لمنح الجيش والشرطة تفويضًا بمواجهة العنف والإرهاب تقول كلمات الأغنية: ‘فوضناك فوضناك.. قتلوا في شعبي وشرطة وجيشي.. من المنصورة لحد عريشي.. واللي يعيشوا عليه حاجة واحدة تجارة بدين الله.. وعشان كده بقى فوضناك.. فوضناك فوضناك.. تقضي يا سيسي على الإرهاب.. فوضناك فوضناك.. والجمعة الجاية وراك.. فوضناك فوضناك’.
    وتضيف الكلمات: ‘دمروا سينا وقولوا علينا.. انقلاب عسكري بادينا.. إحنا الشعب المصري.. فوضناك فوضناك’.

    ‘الإخوان’: تصريحات السيسي
    ‘دعوة لحرب أهلية’

    ومن جانبها وصفت جماعة الإخوان المسلمين خطاب الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، في احتفال تخريج دفعة من الكليات العسكرية، بأنه ‘خطير’، معتبرة أن دعوته لتظاهر المصريين الجمعة المقبل لـ’تفويض الجيش ضد العنف والإرهاب المحتمل’ هي ‘دعوة لحرب أهلية’، مشددة على أن ‘السيسي’ خان وخادع الرئيس المعزول محمد مرسي وقالت ‘الإخوان’، في بيان لها إن الخطاب يؤكد أن ‘السيسي’ هو الحاكم الفعلي للبلاد، لأنه ‘هو الذي يطلب النزول إلى الشارع، وهو عمل سياسي، ويطلب تفويضا له وللشرطة، وبأي صفة يتحكم في الشرطة إلا إذا كان الحاكم الفعلي للدولة، وهذا ما يؤكد أن ما فعلوه إنما هو انقلاب عسكري كامل’. وأكدت ‘الإخوان’ في بيانها أن ‘السيسي’ مُصرّ على ما سمته بـ’خيانة القسم والانقلاب على الشرعية وإهدار الدستور واحتقار الديمقراطية’.

    ‘المصري اليوم’: دعوة السيسي
    اشد جرما من هدم الكعبة

    الكلام لمرشد الاخوان محمد بديع في ‘المصري اليوم’ والذي اعتبر أن دعوة الفريق أول عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع، القائد العام للقوات المسلحة، الشعب المصرى للخروج اليوم، لإعطاء الجيش والشرطة التفويض الشعبي لمواجهة الإرهاب جريمة، وقال: ‘أقسم بالله غير حانث أن ما فعله (السيسي) في مصر يفوق جرمًا ما لو كان قد حمل معولا وهدم به الكعبة المشرفة حجرا حجرا’ وتساءل ‘بديعand#8242;، في رسالته الأسبوعية تحت عنوان ‘رسالة إلى الشعب المصري الحر’: ‘هل لو فعل السيسي هذا يا حماة الحرمين الشريفين هل كنتم ستؤيدونه فيما فعل؟! أعدوا جوابًا على هذا السؤال عندما تعرضون على من لا تخفى عليه منكم خافية؟’ وتابع مرشد الإخوان هجومه على السيسي، الذي وصفه بـ’قائد الانقلاب’، قائلا: ‘لقد جعل الصورة أمامه وخلفه تكذيبا بالفوتوشوب، فقد رسم صورة حقيقية له أنه الحاكم الفعلي للبلاد، وأن الجميع حوله كومبارس، لذا يتحمل هو الوزر ولا يعفيهم هذا من نصيبهم أبدا’.
    وأضاف ‘بديعand#8242; أن ‘الفريق أول السيسي لا يعرف الشعب المصري ولم يفهمه، فهو لا تخيفه تهديدات السيسي، كما حدث من قبل، والشعب المصري سوف يرد على الفريق السيسي كما رد على من ظلموه من قبل، فهل سمعت يا سيادة الفريق أول عبدالفتاح السيسي، هذه الآية الكريمة (وإن يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِن قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُم)، ووعيتها، هل تعرف معناها فأمكن منهم؟’ وقال: ‘أذكرك يا سيادة الفريق أول السيسي، بمن جلسوا قبلك وسكنوا نفس المساكن وتبوأوا نفس المناصب وفعلوا نفس الجرائم وماذا كانت نهايتهم؟ وكيف كان أخذ الله لهم أخذ عزيز مقتدر، والواقع ينتظره السيسي ونحن معه من المنتظرين، إلا أن يتوب ويرجعand#8242;.

    لماذا انفرد بدعوة الشعب واقصى الرئيس؟!

    السؤال وجيه للغاية اذ انه من المفترض ان يقوم رئيس الجمهورية او رئيس الحكومة بتلك الدعوة للجماهير، فلماذا انفرد بالقرار وزير الدفاع، هذا ما يطرحه حسن نافعه في ‘المصري اليوم’: يمكن القول إن دعوة الشعب للخروج إلى الشوارع والميادين تستهدف تحقيق أمرين، أحدهما سياسي: بالتأكيد على أن خارطة الطريق الجديدة تحظى بدعم الأغلبية، وأن المعارضين لها ليسوا في الواقع سوى أقلية، والآخر أمني: بردع أي محاولة للتحريض على استخدام العنف، من خلال تفويض شعبي يتيح للسلطات القائمة القدرة على مقاومته والتصدي له بكل الوسائل المتاحة.
    لكن لماذا كان توجيه الدعوة من السيسي وليس من رئيس الدولة أمراً ضرورياً؟ لعدة أسباب، أهمها: أن الرئيس الحالي للدولة رئيس مؤقت وليس منتخباً، وبالتالي فإن وضعه الفعلي لا يسمح له بالتصرف باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة، حتى ولو كان وضعه القانوني يتيح له ذلك كما تسعى الجماعة جاهدة إلى ترسيخ فكرة أن الشعب يواجه جيشاً قام بانقلاب عسكري، وبالتالي فإن توجيه الدعوة إلى الشعب مباشرة من القائد العام للجيش، المتهم شخصياً بتدبير هذا الانقلاب، يحمل معنى مهماً جداً، وهو أن الجيش في حالة تلاحم تام مع الشعب، في هذه اللحظة تحديداً، وأن الثقة كاملة بينهما، فالدعوة الموجهة للشعب بالخروج إلى الشوارع تنطوي، في الوقت نفسه، على مخاطرة كبرى في حال عدم التجاوب معها، خصوصاً حين تكون موجهة من شخص متهم بتدبير انقلاب عسكري. ولو لم يكن الفريق السيسي على ثقة تامة بأنه يعبر، في هذه اللحظة، عن إرادة الشعب لما أقدم على توجيه هذه الدعوة أثق أن الشعب المصري يدرك مغزى دعوة الفريق السيسي للخروج إلى الميادين، ولذلك سيتجاوب معها بحماس منقطع النظير، كما أثق في الوقت نفسه أن هذا الشعب العظيم لن يقبل عن الديمقراطية الكاملة بديلاً، وسيقاوم أي محاولة للعودة بمصر إلى عصور الاستبداد، أياً كانت العباءة التي سيتدثر بها هذا الاستبداد’.

    ‘الشروق’: هل هي دعوة للانتحار الجماعي؟

    وإلى جريدة ‘الشروق’، التي يسبح خلالها كاتبان هما فهمي هويدي ووائل قنديل ضد التيار ويتعرض الكاتبان لهجوم واسع بسبب معارضتهما لكثير من مواقف الجيش، وقد وصل الامر لحد امر النائب العسكري بقرار لحجب مقالة وائل قنديل قبل الاخيرة عن النشر، لكن الكاتب لم يعبأ للقرار وواصل تغريده خارج السرب فكتب في ‘الشروق’: ‘إنها أول دعوة رسمية للانتحار الجماعي والقفز في أتون حريق قومي شامل، أن يدعو قائد الجيش الشعب للخروج الكبير لتفويضه بمواجهة ما يسميه ‘العنف والإرهاب’ ويلفت النظر هنا استخدام وصف ‘الشرفاء الأمناء’ لمن سوف يلبون دعوة الفريق للانتحار، ما يعني أنه يعلن رسميا تقسيم المواطنين إلى نوعين، الأول شريف وأمين ومعيار الشرف والأمانة هنا يتحدد حسب المسافة من القائد العسكري، فمن يمنحه التفويض لمواجهة المعارضين له هو الشريف الأمين، ومن لا يفعل فهو من النوع الثاني، غير الشريف وغير الأمين، عدو الوطن، المنبوذ لقد أعادت دعوة الفريق إلى الأذهان ذكريات مؤلمة شهدتها مصر خلال عام 2011، حين لجأ المجلس العسكري الحاكم لأول مرة لاستخدام مصطلح ‘المواطنون الشرفاء’ والذي جرى إشهاره في وجه القوى الثورية في مناسبات عديدة سالت فيها دماء وفقئت عيون وتعمقت جراح، بدءا من موقعة العباسية الأولى، مرورا بماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء واستاد بورسعيد ولعلك تذكر دعوة التلفزيون الرسمي المتعسكر في أحداث ماسبيرو، المصريين الشرفاء للنزول لحماية جيشهم من المتظاهرين الأقباط الأوغاد، بالطريقة ذاتها التي حرض بها المشير طنطاوى الشعب على الشعب في مجزرة بورسعيد، ‘حين قال هو الشعب ساكت عليهم ليه’ لتكتشف أن أحدث دعوة ليست غريبة عن سياق عام يقوم على اختطاف قطاعات من الشعب بعبارات تدغدغ غرائز الخوف والجوع ثم اطلاقها على بقية الشعب، وصناعة حالة من العداء بينهما غير أن المفارقة المدهشة هنا أن من كانوا ضحايا لهجمات ‘المواطنين الشرفاء’ مدعوون الآن لكي يلعبوا دور الشرفاء في مواجهة من كانوا يحمون الميدان معهم في منعطفات ثورية خطيرة، أهمها على الإطلاق موقعة الجمل، بل أن منهم من يتقمص شخصية ‘الشبيح الليبرالي’ ويهتف ‘فوضناك’ بالطريقة ذاتها التي قالوا بها للمخلوع ‘اخترناك’ إن مصر كلها تواجه اليوم أعنف اختبار للأخلاق والإنسانية والقيم الثورية التي تجلت في يناير 2011 وما تلاه’.

    ‘اليوم السابعand#8242;: مصر
    على الطريق السوري بعد قليل!

    انقسام المصريين إلى فصيلين واحد مع الجيش وآخر مع الرئيس المعزول وتزايد دعاوى التخوين التي توجه لرموز القوات المسلحة كلها امور تدفع بتحول مصر نحو محاكاة المشهد السوري وهو ما يشير اليه عضو البرلمان المنحل مصطفى النجار في ‘اليوم السابعand#8242;: ‘قميص الشرعية المرفوع في وجوهنا لا معنى له، سقطت هذه الشرعية منذ نقض العهد بين الحاكم والمحكوم، سقطت هذه الشرعية تحت أقدام ملايين المصريين الذين نزلوا يطلبون التغيير، أما الحديث عن انقلاب عسكري فهو مغالطة مكشوفة، هل كان المطلوب من الجيش ترك البلاد تدخل في حرب أهلية حتى لا يسمى انقلابا؟ هل كان مطلوبا من الجيش أن يفقد السيطرة على فرض الأمن وتتحول مصر إلى صومال أو عراق جديدة؟
    ن أخطر ما يحدث الآن هو تجاوز مراحل الماضي وما حدث فيه والبدء من مشاهد إراقة الدماء والبناء عليها مع إغفال كل ما مضى مما سيقودنا إلى المشهد السوري بعد قليل إن شحن الشباب ضد جيش بلدهم أمر شديد الخطورة، إن تخوين قيادات الجيش المستمر ليلا ونهارا على منصة رابعة جريمة في حق الوطن لا يعرف هؤلاء العابثون مدى خطورتها وكارثيتها إلى شباب الإخوان وأفراد الجماعة، عودوا إلى رحاب الوطن فهو أوسع من ضيق الجماعة وأسوارها التي عزلتكم عن أبناء وطنكم، لا تبادروا بالهجوم والتخوين فكاتب هذه الكلمات يشفق عليكم ويعرف إلى أين ستمضي بكم هذه القيادات ومصر تحتاج إلى جهد كل مخلص تعلموا فضيلة الشك وتخيلوا للحظة واحدة أنكم على خطأ وتصوروا ما هي التداعيات التي ستمضون إليها ويمضي إليها الوطن إذا كنتم على خطأ لن نسمح بإراقة دمائكم ولا دم أي مصري ولن نرضى بعودة عصور الظلام والقمع وانتهاك الكرامة الإنسانية’.

    شكراً ياعم ‘غوجل’ لأنك
    صنعت خبراء في الثورات

    وإلى شيء من التفاؤل إذ يرى أكرم القصاص أن سيناريو الحرب الاهلية الذي يتخوف منه زميله في نفس الصحيفة مصطفى النجار مستبعد لأن الشعب يندد به ويرفضه، يقول القصاص في ‘اليوم السابعand#8242;: ‘مظاهرات 30 يونيو غيرت نظريات الحشد والميادين، أسقطت أسطورة أن الإخوان والإسلاميين هم من يملأون الميادين، كما أسقطت أسطورة الثوريين المحترفين من نشطاء وخبراء ووكلاء، هم من يدفعون الناس للنزول أو التراجع. تراجعت صورة المحترفين، ليظهر المواطن العادي واحدا من ملايين تخرج وتتساند على بعضها، بعد أن اكتشفت بسرعة زيف النخبة السياسية التقليدية، بل زيف الثوريين من محترفي الكلام المجعلص والنظريات المستوردة. والحقيقة أننا لدينا عدد من المنظرين، كل ما قدموه منذ 25 يناير وما بعدها هو الحيرة، حيروا الشعب وقسموه، لثوار وكنبة ومصطبة، ولم يشيروا على الشعب ‘توههوه وفشحطوه’، بعضهم حصل على مهنة الوكيل الحصرى للثورة، لمجرد أن موبايلاتهم مفتوحة، وحصلوا على أولوية الصحيان بدري، والبقاء لأطول فترة في الفضائيات، ولم يكن لأي منهم أي خبرة بثورات سمعوا عنها أو قرأوا عنها، ولكن عندما يتكلم الواحد منهم يقول ‘الثورات ليست كذلك’، طيب إزاي ياعم الثوري؟ ‘ينجضع ويتفشحط’ وتنتابه حالة من الانهماك الخبراتي الحازمي، ويحكي ويلف ويدور عن رومانيا وبلغاريا. يردد ما قرأه أو سمعه أو التقطه من ‘فيس بوك’ أو ‘تويتر’. وطبعا سوف يقرأ مصفقوه ويصفقون عن إمكاناته وخبراته وتوقعاته، فيزداد ‘افشنحاطاً وازبهلالاً’ بقدراته الثورية، ونشكر غوغل الذي صنع خبراء ثورات أكثر من الثورات، لم يقدم أيهم نصيحة عن الثورة كيف تبني أو تناور، والنتيجة أنهم لبسوا الناس في الحيط. أما مناسبة اصطحاب هؤلاء المنظرين من خبراء الثورات، فهو ما يجري اليوم في مصر حيث الشعب العادي يخرج للمظاهرات، ويعلن عن رأيه ضد العنف والحرب الأهلية، ليسوا ضد التظاهر السلمي، لكنهم ضد قطع الطرقات والمزايدة بالصلوات.. المصري يعرف أن ما يجري في رابعة والنهضة يتجاوز التظاهر والاعتصام إلى السلاح والتعذيب والتخطيط، وهو ليس بعيداً عن هجمات سيناء، وتفجيرات المنصورة، وقناصة المنيل والجيزة’.

    ‘المصريون’: شيطنة السيسي

    ومن المدهش ان نرى صحفاً باطقة بلسان الاسلاميين تنهش بقوة هذه الايام في جسد الاخوان وللمفارقه فانها تدافع عمن ازاح الرجل من منصبه اذ يدافع ايهاب العزازي في جريدة ‘المصريون’ عن وزير الدفاع ويتهم الاخوان بالوقوف وراء حملة تشويهه: ‘ماذا فعل السيسي غير تنفيذ بعض مواد دستورهم المعيب الذي سلق في لجنة توهمت أنها قادرة على صناعة دستور خاص بها؟! فإحدى مواد الدستور تدور حول تدخل الجيش لحماية البلاد في حالات الفوضى وهو ما حدث عندما تزايدت دعوات الغضب ضد الإخوان ونزل ملايين المصريين ضدهم وتعالت الأصوات تنادي بتغيير الرئيس والدخول في استفتاء عليه، وما فعلته القوات المسلحة هو واجبها الدستوري والأخلاقي في حماية الدولة المصرية من الفوضى والانهيار، وطلب وزير الدفاع من الرئيس والمعارضة الحوار ولكنهم عاندوا واستكبروا، وطالبوا الرئيس بعمل استفتاء شعبي عليه ورفض وعاند، وطالبوه بتغييرات إصلاحية سياسية مثل تغيير الحكومة وتعديل الدستور وتغيير النائب العام ولكنه رفض والجيش استمر في مفاوضات فاشلة مع الرئاسة وفي نفس الوقت تزايد الغضب الشعبي ونزل ملايين المصريين ضد الرئيس تنادي بعزله، وخوفًا من الفوضى انحاز الجيش للشعب الذي خرج كالأمواج الهادرة في كل ربوع مصر وأبهرت الجميع بسلميتها وانتصرت الإرادة الشعبية وتغير الرئيس وسلم الجيش السلطة لرئيس المحكمة الدستورية وعاد الجيش لقواعده سالمًا فهو فقط تجاوب مع المطالب الشعبية الرافضة للحكم الإخواني تطبيقًا لمفهوم العسكرية المصرية والحفاظ على الأمن القومي والدولة المصرية’.

    لو بقي مرسي في الحكم
    او عاد اليه كانت الحياة ستتوقف

    وإلى شهادة احد الاسلاميين وهو جمال سلطان رئيس تحرير صحيفة ‘المصريون’ عن شكل الحياة لو بقي مرسي او عاد إلى منصبه: ‘كانت الحياة ستشل في مصر أمام الرئيس مرسي ويستحيل أن يتحرك خطوة واحدة لإنقاذ البلد أو قيادته إلا إذا لجأ إلى إجراءات قمعية ودموية وعنيفة ضد خصومه، وكان أنصاره يحرضونه دائما: اضرب بيد من حديد يا مرسي، وهي نفس العبارة التي يرددها أنصار السيسي الآن مع الأسف، وإذا صحت هذه الرؤية، وهي صحيحة قطعًا، فإن الأولى أن نبحث جميعًا عن مخرج آخر بعيدًا عن افتراض عودة الدكتور مرسي، لأن عودته في النهاية لن تحل شيئًا ولن تنقذ وطنًا، وربما تعقد الأمور أكثر وتجعل الصراع السياسي أكثر فوضوية ودموية وعنفًا في الشوارع والمؤسسات، ومن ثم، فأنا أثمن تحرك بعض عقلاء الأمة ، مثل مجلس شورى العلماء ودعوته إلى البحث عن مخرج عاقل وحكيم وسريع من هذه الأزمة، وكذلك فعل الرمز الإسلامي الكبير الشيخ عبود الزمر في دعوته أمس، والتي اتسمت بالعقلانية والهدوء النادر في مثل هذه العواصف، وبدون أدنى شك، فإن الحل سيكون في ضمانات خارطة المستقبل وموقع الإخوان وحلفائهم فيها وليس في محاولة إعادة أوضاع سابقة، ولو كانت إعادة الأوضاع السابقة حلًا وإنقاذًا لبصم عليها الجميع، ولكنها كانت جزءًا من الأزمة بل جوهرها ومفجرها، فلا يعقل أن يكون شرط الحوار أو الاتفاق الجديد هو عودتها، لا المصلحة الوطنية المجردة تفرض ذلك، ولا المنطق السياسي نفسه يبرر ذلك، اللهم إلا العناد’.

    ‘الأهرام’: الدم الحرام
    وراء انتفاضة الجيش

    ونمضي مع قراءة قرار وزير الدفاع الذي دعى الناس للنزول وهو ما يعتبره عبد الناصر سلامة رئيس تحرير صحيفة ‘الاهرام’ دليلا على مخاوف تعتري القيادة العامة للجيش بمخططات تسعى للنيل من استقرار البلاد: ‘الدعوة التي أطلقها الفريق أول عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع لنزول المواطنين إلى الشارع اليوم لا تعني أبدا المواجهة وحمل السلاح ضد أي فصيل في المجتمع مهما تكن الأسباب، وإنما هي مجرد نزول لتسجيل موقف واضح، وهو أن الشعب مع الجيش، أو أن الشعب يؤيد الجيش، فيما يتخذه من إجراءات من شأنها حماية المجتمع واستقراره ولأن جماعة الإخوان هي الأخرى قد دعت أنصارها للاحتشاد في اليوم نفسه، فقد وجب التنبيه إلي حرمة الدم المصري، بمعني أننا أمام حالة تعبير عن الرأي يراقبها العالم بشغف واضح، ويترقبها الداخل بقلق كبير، وهو الأمر الذي يضع الشعب ــ كل الشعب- أمام مسؤولية عظيمة من المهم أن يسجل خلالها أنه على مستوى هذه المسؤولية فالدم المصري حرام، وما أصبح شائعا الآن من قتل هنا وشروع في قتل هناك، كان يقتضي، بكل تأكيد، إجراءات استثنائية لمواجهته، وما تواتر عن مخططات للفوضى كان يجب الكشف عنها، وما يثار من تكهنات الآن بشأن مواجهات شعبية هو في حقيقة الأمر عدم فهم للشخصية المصرية، التي تسعى في نهاية الأمر إلى صناعة مستقبل أفضل وليس العكس، ومزيد من الاستقرار والأمن وليس العكسand#8242;.

    ‘الاهرام’: الاعلام الكاذب
    خطر يهدد مصر

    ونبقى مع ‘الاهرام’ وإنذار من خطورة تفشي ظاهرة الكذب في اروقة الاعلام المرئي والمكتوب يحذر منها عبد الرحمن سعد: ‘تواجه مصر حالة غير مسبوقة في تاريخها المعاصر من ‘التضليل الإعلامي’، الذي يستهدف التلاعب بإرادة المصريين، وبلبلة تفكيرهم، والسيطرة على وعيهم، وتوجيه سلوكهم، وإفساد مشاعرهم، وتخريب عمرانهم، وهدم مجتمعهم تتمثل آلة هذا الضليل في قصف مدفعي إعلامي متواصل؛ وَقوده: خلخلة الثوابت، ونشر الأكاذيب، وترويج الشائعات، وبث الريب، وإثارة الفتن، وتشويه الشرفاء، والتحريض على سفك الدماء أما جنود هذه الحرب ‘المجنــــونة’ فهم كتائب من الإعلاميين الذين باعوا أنفسهم للشيطان، وأعطوا ضمائهم إجــــازة مفتــــوحة، سعيًا وراء أموال زائلة، أو نُصرةً لأفكار فاسدة، أو تحقيقًا لشهرة زائفة إنه تضليل غير مرئي.. يتسلل كالنمل لكن لسعه تحت الجلد، فيعيد تشكـــيل الرأي العام، ويجدد صوغ الفرد وفق أضاليه وتوجهاته، مع أو ضد: معتقدات، أو أشخاص.. مشروعات أو أحلام، فيحيي ويميت ما يشاء منها، بحسب تأثيره اللحظي والتراكمي، دون حسيب أو رقيب وقد نجح شيطان التضليل الإعلامي – نسبيًا- في تنفيذ مبتغاه، من خلط الأوراق، وساعده على ذلك: وجود بيئة تنكر وجوده، وأشخاص يستخفون بخطورته، وغياب الحماية الكافية لوعي الناس من شر جنوده، وهمز أباليسه، وحملة عرشه والواقع أن معارك اليوم معارك إعلامية بامتياز، أدواتها: الكلمة والصورة والصوت.. وجيوش من الصحافيين والإعلاميين، خلف مكاتبهم، والشاشات السوداء.
    الإعلام اليوم يحتل مكانة متقدمة في إدارة المعركة من قبل أعدائنا على ساحتنا ضد أصحاب الحق.. وبدلا من أن يؤدي إعلامنا الوطني دوره الشجاع في المواجهة مع الباطل، يُستخدم لنقض الحق’.

    ‘التحرير’: المصريون سيلقنون
    الفئة الباغية درساً لن ينسى

    هذه النبوءة لابراهيم عيسى رئيس تحرير صحيفة ‘التحرير’: سيعطي الشعب المصري هذه العصابة درسًا في معنى أن تكون مصريًّا.. هِي لله.. انتصارا لجيش مصر المرابط في الثغور ضد أعداء الوطن، نحميه ونحمي جنوده وتفتيت قدرته وتقسيم قواته هِي لله.. قصاصًا لدماء الشهداء الذين أزهقت أرواحَهم أسلحةُ الإرهاب الغادر.
    هِي لله.. انتصارا لجيش مصر المرابط في الثغور ضد أعداء الوطن، نحميه.. قصاصًا لدماء الشهداء الذين أزهقت أرواحَهم أسلحةُ الإرهاب.. هي لله..ثم هي لمصر.

    ‘الحرية والعدالة’: يشوهون ‘الجزيرة’
    لأنها صوت المستضعفين في الارض

    وإلى شهادة عن قناة ‘الجزيرة’ والحملة العاتية التي تتعرض لها وهو ما يحزن لأجله محمد عبد القدوس في جريدة ‘الحرية والعدالة’: أتساءل عن تلك الحملة الضارية التي تتعرض لها قناة الجزيرة حاليا والمضايقات التي لا تنتهي، ويكفي أن تعلم أن مكاتبها في القاهرة مغلقة، والأمن وضع يداه على المعدات والأجهزة الخاصة بها وقيمتها بالملايين، وهناك قضية جنائية في الطريق تتهمها بالإضرار بالأمن المصري، بالإضافة إلى دعوات لمقاطعتها وإغلاقها نهائيا وفضائية الجزيرة لها مكانة خاصة عند كل من شارك في ثورة 25 يناير، وهي الوحيدة التي وقفت إلى جانب الثوار، بينما غيرها يهلل للطغيان، ولا ننسى دموع الذين بكوا بعد خطاب مبارك، وأتذكر جيدا أن تلك القناة المجاهدة كانت تعرض علينا أثناء الاعتصام الشهير بميدان التحرير ميدان ثورة يناير، وكنا نشاهد برامجها المؤيدة للثورة، وحب الجزيرة كان محل إجماع من الجميع، وبعد الإطاحة بحكم المخلوع وجهت لها اتهامات بأنها تحابي التيار الإسلامى وتعرض وجهة نظر في مختلف الأحداث، وكنت أراها تتميز بالموضوعية وتحاول تقديم الصورة كاملة، وتلك جريمة عند التيار العلماني؛ لأنهم يرفضون الصمت على الإسلاميين، فكيف تأتي الجزيرة لتكون صوت من لا صوت له’.

    شقيق الرئيس المعزول:
    اخي علمني الصبر

    ونختتم الجولة بشهادة مؤثرة لشقيق الرئيس مرسي الفلاح المقيم بإحدى قرى الشرقية والتي اهتمت بها عدة صحف منها ‘الشروق’ و’المصري اليوم’ و’اليوم السابعand#8242;: ‘رغم ان الجيش المصري عزل شقيقه لا يضمر سيد مرسي اي ضغينه للقوات المسلحة. وقال سيد وهو جالس في بيته البسيط الذي علقت على احد جدرانه صورة للرئيس الاسلامي المعزول محمد مرسي بجوار اية قرآنية موضوعة في اطار ‘ثقتي في الجيش بلا حدود’. واضاف ‘انا صابر وهو ايضا’ مشيرا الى شقيقه الاكبر الرئيس المعزول. وتابع قوله ‘علمني انه عندما يضايقني احد.. لا تعاديه.. لا ترد بغضب’.
    وتعكس الاراء في قرية العدوة التي تقيم بها اسرة مرسي في محافظة الشرقية مشاعر كثير من المصريين تجاه الجيش وهي انه رغم كون قادته غير معصومين من الخطأ الا انه كمؤسسة قادر على تحقيق قدر من الاستقرار والامن في بلد اتعبته الفوضى السياسية وتشير حقول الارز والذرة والطرق الترابية في العدوه الى عالم مختلف تماما عن القاهرة، حيث الشوارع مزدحمة ومليئة بالتلوث، رغم ان القرية التي نشأ بها مرسي واخوته في دلتا النيل لا تبعد عن العاصمة سوى اقل من مسيرة ساعتين بالسيارة ودرس مرسي وهو ابن لفلاح في القاهره وفي لوس أنجليس قبل ان يترقى في صفوف جماعة الاخوان المسلمين التي دفعته ليصبح اول رئيس منتخب بشكل حر في مصر العام الماضي الى ان عزله الجيش في الثالث من يوليو تموز الحالي.
    ولا يزال اثنان من اشقائه هما سعيد وسيد يعيشان في العدوة. وفي حين سافر سعيد للقاهرة للانضمام الى الاف المعتصمين الاسلاميين المطالبين بعوده مرسي لمنصبه بقي سيد في هذه القرية الهادئة. ويفرق سيد الذي يقص شعره ويطلق لحية قصيرة على غرار الرئيس المعزول بين قادة الجيش الذين يلومهم على الاطاحه باخيه والجيش نفسه الذي لا يزال مصدر فخر هائل، وقال بينما كان جالسا على وسادة على حصيرة من البلاستيك ‘الجيش هو اهم حاجة في هذا البلد. الجيش خط احمر بالنسبة للمصريين. اذا ارتكب احد في الجيش اخطاء فهذه مشكلة. لكننا بشر وكلنا نخطئ’


    ------------------

    د رضوان السيد


    مصر وتركيا وإيران: أفعال أم ردود أفعال؟
    تاريخ النشر: الأحد 28 يوليو 2013

    اختلفت ردود الفعل على الحدث المصري اختلافاً كبيراً بين إيران وتركيا، فبينما صبرت إيران مُبْدية بعض الأسى والأسف على ما حصل لمرسي و«الإخوان»، سارعت وسائل إعلامها في سوريا ولبنان إلى دعم الثورة الثانية، واتهام «الإخوان» بالتعاون مع أميركا وإسرائيل! والمفارقة أن هذا التردد الإيراني المخلوط بالرضا، قابله سخط شديد من جانب الأتراك على «الانقلاب» وعلى إسقاط الشرعية الدستورية! ولا تزال التصريحات التركية تتوالى في دعم الرئيس السابق، وفي تجفيف العلاقات مع مصر الثورية، مثل إيقاف تصدير السلع التركية إلى الخليج عبر مصر، ودعوة دول الاتحاد الأوروبي لإنكار الخروج على الشرعية، ودعوة الأمانة العامة لمجلس التعاون الإسلامي للإنكار أيضاً. وقد بلغ من خبث الإيرانيين أن أرسلوا وزير خارجيتهم صالحي إلى أنقرة لينصحوا تركيا بعدة نصائح ملغومة منها التهدئة مع العسكر بمصر، والتهدئة مع نظام الأسد، والانصراف عن الاتفاق مع الأكراد!





    فما هو السبب الحقيقي لذلك الثوران الأردوجاني؟ وهل الإيرانيون وحلفاؤهم بالشام راضون حقاً عن انهدام حكم «الإخوان»؟

    ما كان «الإخوان» المصريون شديدي الانبساط من أردوجان، فقد اعتبروا صيغته غير ممكنة لمصر، أي صيغة الجمع بين العلمانية والإسلام. و«الإخوان» يعتبرون دولتهم دولة مدنية، لكن نموذجهم المعاصر هو دولة الولي الفقيه بإيران. وعندما يجادلون في ذلك، يقولون إنه لابد من تطبيق الشريعة لكي تكون الدولة إسلامية، فهم ليسوا مع الفقيه وولايته لأنهم سنة، لكنهم مع الفقه نفسه أو مع أصله الذي هو الشريعة.

    وقد اقتنع أردوجان بعد لأي بأنّ العسكر والغرب لن يسمحا بدولة دينية في تركيا، وبأن الدولة الدينية غير ممكنة، فهي تقسم الناس بالداخل، وتقدم فئات على فئات فتفجر المجتمع، وتضع البلاد كلها في عين العاصفة. وما تقبل الغرب غير دولة دينية واحدة هي الكيان الإسرائيلي، وسيظل يعمل على التخلص من النظام الإيراني الذي لم يجلب له ولنفسه غير المتاعب والانسدادات! ولذا ففي المرة الوحيدة التي زار فيها أردوجان مصر، صدم «الإخوان» بنصحهم بالتسليم بالدولة العلمانية التي يحكمها حزب إسلامي، مثل تركيا! وقال لهم: لا تفعلوا ما فعله أربكان، فجنى على نفسه وعلى الدولة، وأخّر سقوط حكم العسكر عدة سنوات!

    وعندما ذهب أردوجان إلى تونس فاجأه الغنوشي بالموافقة على أطروحته. ولذا فقد أغدق العطايا على تونس الغنوشية أكثر مما فعل لمصر الإخوانية. فقد كان الرجل خارجاً من تجربة مخجلة في ليبيا، ظل خلالها مع القذافي إلى ما قبل سقوطه بثلاثة أسابيع. ولذا أراد التعويض في مصر. وبالفعل فما كان قليلاً ما أعطى وبذل عدة اتفاقيات تجارية كلها لصالح مصر، وأقرضها ملياري دولار. وتحدث إلى الأوروبيين والأميركيين وصندوق النقد الدولي بشأن مساعدة مصر وإقراضها. وإذا لم يكن الغربيون يصغون إلى آراء أردوجان في الديمقراطية، فإنهم هم والأميركيون يستمعون جيداً إلى آرائه الاقتصادية، بعد النجاح الكبير الذي حققته التجربة التنموية في عهده، والتي بمقتضاها صار الاقتصاد التركي رقم 17 بين اقتصادات العالم.

    لكن مصر «الإخوان» كانت أكثر وداً مع طهران، والتي سارعت إلى عرض 15 مليار دولار على مصر شريطة قطع علاقاتها مع إسرائيل! وما انتهت فصول التقارب بين الطرفين خلال شهور بسيطة قبل انتخاب مرسي وبعده.

    وتمضي إيران أكثر من ذلك عندما تذهب إلى أن «حماس» تخلت عن المقاومة وعقدت اتفاقيات مع إسرائيل بتوسط المخابرات المصرية. والواقع أن الشراكة ما تأخرت بين الأطراف الثلاثة إلى هذا الحد بحيث تفسد بتغير علائق «حماس» بالأسد، بل تعود على الأرجح إلى ما بعد حرب عام 2006، وحرب عام 2008 -2009. وقد تبين أن لـ«حماس» و«حزب الله» تنظيماً بداخل مصر وقتها، كما تبين أن «الإخوان» استعانوا بـ«حماس» و«حزب الله» يومي 26 و27 يناير - 2011 لإخراجهم من السجون، وتخريب تسعين مركز شرطة.

    بادر مرسي بعد انتخابه بعشرة أيام لاقتراح لجنة رباعية لحل النزاع السوري مكوّنةً من مصر وتركيا وإيران والسعودية. وما حضرت السعودية غير اجتماع واحد، وأخبرت مرسي أن مصر حرة في سياساتها وتتمنى لها النجاح، لكنها ترى أنه لا يجوز إدخال إيران طرفاً بينما هي تقف بكل قواها لجانب النظام السوري؛ بينما تحاول دول الجامعة العربية عزل النظام وإسقاطه! وجاء عشرات المسؤولين الإيرانيين إلى مصر، وذهب مرسي ثم ذهب مستشاروه إلى طهران، وتحدثوا عن اتفاقيات تجارية وسياحية. وظلّ مرسي وموظفوه صامتين عما يجري في سوريا لسنتين وثلاثة أشهر، كما ظلت العلاقات الدبلوماسية مع النظام السوري قائمة. وفي التصريحات العلنية ظلت مصر تقول إنها مع الحل السياسي للأزمة السورية، وإنها لا تقبل التدخل الأجنبي، وقالت مراراً للإيرانيين وللروس إنها تقبل وجهة نظرهم في الحل! رغم أن الثورة السورية ازدادت تلويناتها الإسلامية، كما أن «الإخوان المسلمين» السوريين مشاركون فيها، وأكثر الدول العربية مشت ضد النظام القاتل، فكيف بمصر أم الثورات؟ يقال إن الحرص على العلاقة مع طهران هو الذي وضع مصر في هذا الموضع، والحساسية المتنامية تجاه السعودية ودورها. وهذه السياسة تجاه الأزمة السورية، وإن لم تفد أي طرف إفادة كبيرة، فقد أساءت إلى مصر في عيون العرب والعالم، وأظهرت «الإخوان» بمظهر من لا يأبه لمصالح العرب والمسلمين!

    وهناك أبعاد أخرى لمثلث مصر -تركيا -إيران. فتركيا ما كان عندها بمصر غير حليف واحد هو «الإخوان المسلمون». بينما كانت إيران ولا تزال تملك حلفاء عديدين، وبين سائر الأطياف، وبخاصة اليساريين والعروبيين وبعض الشبان الذين لا يزالون معجبين بـ«نصرالله» وقتاله لإسرائيل. فعندما سقطت بلدة القصير بيد «حزب الله» بعد مذابح، ما وجد «نصرالله» من يهنئه من «الإخوان»، بينما سارع قوميون ويساريون بمصر (محمد حسنين هيكل!) إلى التهنئة والتبريك، أما بالنسبة لـ«الإخوان» فكانت القصير المسوغ لقطع العلاقات بالنظام السوري والدعوة لمقاتلته!

    وهناك البعد الآخر، والذي وضع مصر الإخوانية على الهامش فعلا في هذه العلاقة الثلاثية. فمنذ أواخر 2012 ازدادت العلاقات التركية الإيرانية تردياً. فقد اتسع الافتراق بين موفقي البلدين من الأزمة السورية. وانزعجت إيران من تنامي العلاقات بين تركيا والأكراد، ثم اتجاه تركيا للاتفاق مع أكراد أوجلان دونما عودة للتشاور مع طهران. وحلت تركيا وقطر محل إيران في رعاية «حماس» ودعمها. وعندما وقعت الواقعة بمصر أخيراً جاء وزير الخارجية الإيراني إلى أنقرة واجتمع بأوغلو ثلاث ساعات. وقال الإيراني إنه أراد المراجعة مع الأصدقاء الأتراك، وكان من رأْيه عدم الحماس في دعم «الإخوان» بمصر لأنهم تخاذلوا كثيراً أمام أميركا وإسرائيل، وضغطوا على «حماس» لتترك الكفاح ضد إسرائيل. وما وافقه أوغلو على ذلك. وكان هناك خلاف كبير بشأن تدخل إيران في سوريا ومشاركتها نظام الأسد في قتل الشعب السوري. وما اتفقوا أيضاً على الموقف من الأكراد، وكان رأى الإيرانيين أنه لا أمل في حل المشكلة الكردية بهذه الطريقة، لأنها ستؤدي إلى وضع يشبه وضع أكراد شمال العراق. وقد أتى صالحي إلى أنقرة في وقت ضعف أردوجان وجراحاته المتكاثرة. فالذين يتظاهرون ضده في ميدان تقسيم والميادين الأخرى أكثرهم من العلويين الأتراك. والذين يقال إن النظام السوري له علاقة بهم. وقد طالت الأزمة السورية، وما استفادت تركيا منها شيئاً غير ازدياد أعداد اللاجئين. ويتعرض اتفاقها مع الأكراد لمشكلات كبيرة يقال إن لإيران ضلعاً فيها. وبينما يعتبر «الربيع العربي» كله مشكلة ضخمة لطهران، فإن تركيا التي أيدته تبدو بمظهر الأكثر خيبة منه. فبعد انتكاسة ليبيا، أتى طول الأزمة السورية، وأتت الآن انتكاسة مصر، والتي يخشى أردوجان أن تتكرر بتركيا نفسها. إيران الدولة الدينية هي الخاسر، لكنها تكابر وتتذاكى. وتركيا النامية والديمقراطية هي الرابحة في «الربيع العربي»، لكن أردوجان مجروح لأن أبناءه عاقون، ولأنه لا يتصور عودة للعسكر من أي نوع



    ------------------

    عيون وآذان (تجربة إرهاب التسعينات)جهاد الخازن
    الأحد and#1634;and#1640; يوليو and#1634;and#1632;and#1633;and#1635;الإخوان المسلمون يتحملون المسؤولية عن كل قتيل وجريح في تظاهرات يوم الجمعة، فالتظاهرات الشعبية ضدهم حسمت الموضوع بعد أن ثار عليهم الشعب المصري والسبب فشلهم على كل صعيد في حكم مصر. وهكذا فالأحداث التي انتهت بإطاحة محمد مرسي في الثالث من هذا الشهر ثورة شعبية ومفخرة مصرية وعربية وليست انقلاباً.

    أرجو أن لا ندخل تجربة تسعينات القرن الماضي في مصر.

    الإخوان المسلمون فشلوا في الحكم وسقطوا، فعادوا إلى الشارع لممارسة العنف وهو الأداة السياسية الوحيدة التي يتقنون ممارستها. وأرى أن العنف سيفشل ويرتد على أصحابه، كما حدث قبل عقدين.

    قلت العنف ولم أقل الإرهاب، مع وجود هذا في سيناء حيث تمارسه جماعات خرجت من تحت عباءة الإخوان المسلمين أو تلتقي فكرياً معهم، والنتيجة أن الإرهابيين يقتلون رجال شرطة، أي أن إرهابيين يدعون أنهم من أهل السنّة والجماعة يقتلون رجال شرطة سنيّين. الكاسب الوحيد من الإرهاب في سيناء هو إسرائيل فلماذا تحارب والمسلمون يقتل بعضهم بعضاً؟

    الإخوان المسلمون ليسوا في مصر وحدها، وإنما هم فكر له أنصار في كل بلد عربي، وأزعم أن الإخوان المسلمين العرب جميعاً سيدفعون ثمن أخطاء الجماعة في حكم مصر وجرائم أنصارها خارجه. وأكتفي بإلقاء عصابة من الإخوان ولدين من على سطح بناية، فقد رأيت الفيديو وقرأت في صحف غربية مقابلات مع أولاد كانوا على السطح نجوا من الموت على أيدي الإرهابيين.

    كنت في أيام السلم الأهلي أترك مكتب «الحياة» في غاردن سيتي وأتجه نحو فندق سميراميس، ثم أعبر ميدان التحرير باتجاه مقر جامعة الدول العربية. كان ميدان التحرير قلب القاهرة النابض، وكنت أسعد برؤية الناس فيه وممارسة رياضة المغامرة بروحي في عبور شارع بين السيارات.

    اليوم ميدان التحرير يشهد حوادث عنف جنسي ضد النساء، حتى أن جماعات حقوق الإنسان أصبحت تصدر إحصاءات شهرية عنها، وقرأت عن 19 حادث تحرش أو اغتصاب في كانون الثاني (يناير) ولم تهبط الحوادث عن تسعة أو عشرة في أي شهر لاحق. هذا يحدث في أم الدنيا؟

    أحاول أن أتجنب أي إهانة أو إساءة وأنا أقارن بين القيادة المصرية اليوم وفي سنة محمد مرسي، واكتفي بالقول إن عدلي منصور، رئيس المحكمة الدستورية العليا الذي أصبح الرئيس الانتقالي، أكثر قدرة على إدارة شؤون البلد من سلفه، وأن حازم الببلاوي يتمتع بقدرة مماثلة، وأحترم محمد كامل عمرو الذي استقال من وزارة الخارجية مع وزراء آخرين، إلا أنني أرحب كثيراً بنبيل فهمي وزيراً للخارجية، فتاريخه الشخصي والوطني من أعلى مستوى، ويكفيني منه أنه ابن إسماعيل فهمي، ذلك الوزير الوطني الكبير، رحمه الله.

    حكومة الببلاوي قادرة على إصلاح ما خرب حكم الإخوان والعون العربي على الطريق، إلا أن الجماعة تفضل استمرار الخراب، ولو كان ذلك يعني حرمان المواطن المصري من أبسط متطلبات حياته اليومية، فنجاح الحكم الانتقالي يزيد من تسليط الضوء على فشل الإخوان، وقد أعماهم جمع غنائم المعركة عن رؤية خصومهم يرصون صفوفهم من جديد ويسقطونهم من علٍ.

    إذا كان محمد مرسي أول رئيس مدني وصل إلى الحكم عبر انتخابات ديموقراطية، فالرئيس القادم سيكون أيضاً مدنياً وعبر انتخابات ديموقراطية، وفي ظل دستور أفضل وتحت حكم القانون الذي حاولت الجماعة أخونته، ثم شكت من قضاة «فلول»، متجاوزة أن القضاء المصري دخل في مناوشات مع حسني مبارك قبل أن يخوض معارك مع الإخوان.

    أخيراً، لا إدانة أوضح للإخوان المسلمين في مصر مما صدر عن مرشدهم محمد بديع الذي بلغت به الوقاحة والجهل أن يقول إن عزل محمد مرسي جرم يفوق هدم الكعبة حجراً حجراً. رئيس فاشل يُقارَن بالكعبة المشرفة؟ كلام محمد بديع يُظهر أن الجماعة للإخوان فقط وضد مصر وشعبها.

    لو كانت قيادة الإخوان المسلمين قادرة على التفكير السليم لما هزمت نفسها في الحكم قبل أن يهزمها خصومها. ويبدو أن التفكير السليم لا يزال صعباً على الإخوان، فهم يمارسون التخريب على طريقة «عليّ وعلى أعدائي يا رب»، وينسون أن ضحية مثل هذه السياسة الخرقاء هو الشعب المصري الذي يزعمون أنهم منه وله


    --------------
    خالد الدخيل

    سقط «الإخوان» ومعهم سقطت ليبرالية الباشا
    خالد الدخيل *
    الأحد and#1634;and#1640; يوليو and#1634;and#1632;and#1633;and#1635;من الواضح الآن أن مصر تعيش حالاً حادة من الانقسام السياسي والشعبي لم تعرفها من قبل.

    وهي لم تعرفها، ليس بسبب حدتها وخطورتها بل لأن الطرفين الرئيسيين لحال الانقسام هذه هما جماعة «الإخوان المسلمين» والمؤسسة العسكرية. وهي لم تعرفها أيضاً لأن هناك، وللمرة الأولى، طرفاً ثالثاً منخرطاً مباشرةً في حال الانقسام، وهذا الطرف هو الشعب.

    من ناحية، ليس في هذا الأمر من جديد، لكن من ناحية أخرى، ينطوي الانقسام على أمور لم تعهدها مصر في تاريخها الحديث، الأمر الأبرز الذي لا يُعد جديداً في الموضوع هو أن المواجهة بين الجماعة والجيش ليست جديدة تماماً، بل تبدو وكأنها استعادة لما حدث بعد نجاح الانقلاب العسكري للضباط الأحرار عام 1952. حينها حاولت قيادة الانقلاب أن تكسب الجماعة إلى جانبها، وهو ما لم يتحقق، لأن كلاً منهما كان يعمل على احتواء الآخر تحت جناحه.

    وانتهى الأمر بينهما بصدام وصل ذروته في ما عرف آنئذ بحادثة المنشية في مدينة الإسكندرية عام 1954.

    واُتهمت جماعة «الإخوان» حينها بأنها تقف وراء محاولة اغتيال جمال عبدالناصر، زعيم الضباط الأحرار الذي كان لتوه تولى الرئاسة بعد إزاحة محمد نجيب، ثم استمر الصدام بين الطرفين، ليصل إلى ذروة أخرى، انتهت بإعدام عدد من قيادات الإخوان عام 1966، من أبرزهم سيد قطب، بعد ذلك خرجت الجماعة عملياً من حلبة الصراع، وذلك لتضافر عوامل عدة، من أبرزها شعبية جمال عبدالناصر التي اكتسحت الشارع المصري بخاصة بعد العدوان الثلاثي.

    السبب الآخر كان هيمنة الميول القومية واليسارية على المزاج الشعبي لتلك المرحلة ليس فقط في مصر، بل في العالم العربي. ولا تقل أهمية عن ذلك طبعاً السياسات القمعية للأجهزة الأمنية التي كانت وظيفتها إسكات أي صوت مخالف لصوت السلطة.

    عاد «الإخوان» إلى العمل السياسي في عهد الرئيس أنور السادات ثم حسني مبارك، لكنهم ظلوا ملاحقين من السلطة التي لم تأتمنهم لأسباب تتعلق أحياناً بالجماعة ومواقفها، وأحياناً أخرى بالطبيعة الاستبدادية للسلطة نفسها.

    وفي هذا الإطار، كانت قياداتهم السياسية عرضة للاعتقال دائماً بخاصة في النصف الثاني من عهد حسني مبارك.

    عندما بدأت ثورة 25 كانون الثاني (يناير) كان المشهد السياسي في مصر مختلفاً إلى حد كبير. كان النظام السياسي فقد شرعيته بعد أن فقد شعبيته، أو هكذا يبدو من حدث الثورة نفسه، لكن هذا لم يشمل الجيش أو المؤسسة العسكرية التي يبدو أنها، على رغم ما حصل للنظام السياسي، استطاعت الاحتفاظ بالكثير من شعبيتها، ولا شك أن الذي حقق لها ذلك هو ابتعادها عن قيادة النظام مع بداية الثورة وتمايزها عنه، وهو الأمر الذي أرغم الرئيس حسني مبارك على التنحي.

    العنصر الثاني في المشهد مباشرة كانت جماعة «الإخوان»، كان يبدو لكل مراقب أن هذه الجماعة هي الفصيل السياسي الأقوى، والأكثر تنظيماً، والأكثر شعبيةً من بين القوى السياسية المعارضة للنظام. وأكدت ذلك نتيجة الانتخابات البرلمانية ثم الرئاسية في المرحلة الانتقالية الأولى بعد الثورة.

    من الطبيعي في هذه الحال أن المواجهة الرئيسة المتوقعة في الصراع الذي فجرته الثورة سيكون بين الجيش من ناحية وبين «الإخوان» من ناحية أخرى، لكن هذا ما لم يدركه «الإخوان» أو ربما لم يعطوه حقه من الأهمية والخطورة، ربما توهم «الإخوان» أن قوتهم السياسية في مقابل خصومهم من القوى المدنية، ستسمح لهم بالهيمنة على الدولة، وأخيراً، بتحييد الجيش واحتوائه وهذا طبعاً ما لم يحدث على العكس، نفذ الجيش عملية انقلاب أخرى، أزاح بها «الإخوان» عن الحكم، والحقيقة أن هذا الانقلاب الأخير ليس انقلاباً كلاسيكياً كما حصل عام 1952، فهو يختلف من حيث أنه لم يكن سرياً، ولم ينفرد فيه الجيش بقرار الانقلاب، ولم يستلم الجيش فيه السلطة مباشرة بعد إزاحة «الإخوان».

    استطاع الجيش بفعل سياسات «الإخوان» أن يستقطب القوى المدنية والدينية إلى جانبه، وأن يعزل «الإخوان» على هذا المستوى، لكن هذه القوى بخاصة المدنية منها لا تتمتع بقاعدة شعبية معتبرة.

    كما استطاع الجيش أن يكسب ما صار يعرف بـ«شباب الثورة» الذين يملكون وحدهم، إلى جانب «الإخوان»، القدرة على تحريك الشارع.

    على الجانب الآخر، لم يتمكن الجيش من عزل «الإخوان» شعبياً. ومن هنا حال الانقسام الشعبي الحاد الذي فجّره الانقلاب العسكري ونشاهده هذه الأيام. واللافت في كل ذلك حقاً، أنه لا «الإخوان»، ولا المؤسسة العسكرية يمثلان الثورة، ولا يمثل أي منهما الحكم الذي يتطلع إليه الشعب من الثورة.

    من هذه الزاوية، يبدو موقف ما يعرف بـ«شباب الثورة» ملتبس في شكل صارخ، إذ يرفض هؤلاء الشباب حكم «الإخوان»، انطلاقاً من مبادئ وقيم ديموقراطية وليبرالية أو هكذا يبدو، مثلهم في ذلك مثل القوى المدنية التقليدية، والممثلة بـ«الجبهة الوطنية للإنقاذ». ولهم كامل الحق في ذلك، لكنهم من الناحية الأخرى يوفرون الغطاء مع بقية القوى المدنية للجيش، لينفذ انقلاباً عسكرياً على «الإخوان»، باعتباره الطريقة الوحيدة للتخلص من حكم «الإخوان» ثم يستخدمون هذا الغطاء، لنفي صفة الانقلاب عما حدث، للتغطية على ضعفهم السياسي وربما الفكري أيضاً.

    يكشف هذا الموقف الملتبس أمرين خطرين. الأول أن إيمان القوى المدنية بقيم الحرية ومبادئ الديموقراطية التي كانت المصدر الأول والأهم لإلهام الثورة أو هكذا يبدو هو إيمان ضعيف، ورقيق قابل للاختراق والتهاوي عند أول منعطف. وأكثر من عبّر عن هذا الضعف الباذخ هو الشاعر المصري أحمد عبدالمعطي حجازي في نقده الحاد (في جريدة المصري اليوم) للمستشار طارق البشري الذي وصف حركة الجيش بأنها انقلاب مناوئ للديموقراطية.

    في مداخلته فصل حجازي، كما يفعل كل معارضي «الإخوان» الديموقراطية وقيمها عن الأدوات والآليات التي تقتضيها هذه الديموقراطية بحكم طبيعتها، وحفاظاً على قيمها.

    كان من الواضح أن «الإخوان» فشلوا في تجربة الحكم، وكان من حق الشعب أن يطالب بالتغيير. لكن لم يكن من حق الجيش، ولم يكن من الديموقراطية أبداً أن تتولى قوة عسكرية، تابعة للسلطة التنفيذية المدنية، عملية التغيير.

    هذا انتهاك صارخ للتراتبية المؤسساتية لدولة وليدة في طور التكوين، وتدخل عسكري آخر في شأن مدني، وهو ما يضعف الصفة المدنية المرتبطة بالقيم والآليات الديموقراطية للدولة التي كانت الثورة تطالب بها.

    بعبارة أخرى، ثار الناس على الطابع الديني الذي يقال إن الإخوان كانوا يحاولون فرضه على الدولة، ليتم الاستعاضة عنه بالطابع العسكري لهذه الدولة. وكلاهما مناقض لمبادئ الدولة المدنية، وللقيم الديموقراطية. ثانياً كان هناك أكثر من سبيل ديموقراطي لتغيير حكم «الإخوان» بدل اللجوء إلى انقلاب عسكري، وإن بمواصفات مختلفة عن الانقلاب الكلاسيكي. كانت هناك خيارات دستورية لإزاحة الرئيس أو لتحجيم قدرته على المناورة دستورياً.

    هناك مثلاً خيار تقديم انتخابات مجلس الشعب التي كانت ستقرر من هو الأكثر شعبية، وبالتالي من سيستولي على معظم من في هذا المجلس إذا خسر الإخوان في هذه الانتخابات، وهو ما كان يبدو مرجحاً قبل الانقلاب، سيكون بإمكان خصومهم تشكيل الحكومة وفقاً لدستور 2012، تتمتع بصلاحيات أكثر من صلاحيات رئيس الجمهورية. ولو حصل ذلك سيكون الرئيس مرسي أمام رقابة مثلثة: حكومة منتخبة ليست من جماعته، وقضاء مستقل ليس متعاطفاً معه، ومؤسسة عسكرية قوية ومستقلة، وغير متعاطفة مع «الإخوان» أيضاً.

    لكن المأزق، وهذا هو الأمر الثاني، أن القوى المدنية تعاني من ضعف سياسي خطر على خلفية ضعف ثقافي وفكري يشبه كثيراً ضعف طبقة «الباشوات» في العصر الملكي أمام السفارة البريطانية والقصر معاً. كانت طبقة الباشوات هذه تدعي بأنها ليبرالية وديموقراطية، لكنها كانت تقبل بتدخلات القصر، والسفارة البريطانية في العملية السياسية، وتزوير الانتخابات، وأحياناً فرض حكومات بالقوة، ومن دون انتخابات أصلاً. ولذلك عرف ذلك العصر بأنه عصر ليبرالية الباشوات. موقف القوى المدنية حالياً الذي يدعي الليبرالية والديموقراطية، وفي الوقت نفسه يقبل بالانقلاب العسكري كآلية لإزاحة خصمهم السياسي، لا يختلف كثيراً عن موقف باشوات العصر الملكي من مسألة الليبرالية والديموقراطية. تغير المشهد. لم يعد هناك قصراً، ولا سفارة أجنبية. لكن هناك الإخوان، والجيش.

    تتم شيطنة «الإخوان»، وتمجيد دور الجيش ودوره الوطني، لكن لا شيء على الديموقراطية، وقيم الحرية التي قامت من أجلها الثورة، تبدو مصر حقاً مرتبكة، ومنقسمة في شكل خطر، مرتبكة بين مصر الأيديولوجيا، وليس مصر المجتمع والتاريخ، وبين المعنى الحقيقي للثورة، وأهدافها الحقيقية. والمصريون معلقون بين أيديولوجيا اسمها مصر، وتوق إنساني اسمه الثورة. وبين الاثنين سموات وأراضين، من الأزمنة والأمكنة تحتاج عملية ردمها إلى ثورة شعبية أخرى، أيهما الذي يستخدم الآخر في هذه اللعبة السياسية المؤدلجة حتى العظم: ألجيش؟ أم القوى المدنية؟ لن نعرف الإجابة على هذا السؤال قريباً كما يبدو.

    الأكيد أن «الإخوان» سقطوا من الحكم بالضربة القاضية من العسكر، لكنهم لم يخرجوا من اللعبة. هل تعلموا الدرس؟ والأكيد أيضاً أن ليبرالية الباشوات سقطت بسرعة من اللعبة، وباتت مكشوفة، وسيكون من الصعب أن تستعيد نفسها مرة أخرى.

    هنا تكمن خطورة ما قام به الجيش، والغطاء المدني الذي قُدّم لقائد الجيش عبدالقتاح السيسي، والأكيد الثالث أن جيش 23 يوليو لا يزال الرقم الأصعب في اللعبة السياسية في مصر.





    * كاتب وأكاديمي سعودي


    الثورة المصرية وشرعية السلطة آخر تحديث:الأحد ,28/07/2013




    عدنان السيد


    ثمّة أخطار متراكمة في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، أسهمت في تأجيج الشارع المصري ضده وضد جماعة الإخوان المسلمين، في طليعتها:



    - محاولة محمد مرسي الاستئثار بالسلطة ومؤسساتها وكأن مصر صارت تحت حكم الحزب الواحد المسيطر .



    - فشل السياسة الاقتصادية المعتمدة بدليل تراكم الدين العام، وزيادته بأكثر من عشرين مليار دولار أمريكي!



    - تفاقم الفقر الاجتماعي مع وجود نحو أربعين في المئة من الشعب تحت خط الفقر . حيث توسعت مساحة الفقر خلال سنة من حكم الرئيس محمد مرسي!



    - بروز إشكالات أمنية في سيناء، مع تزايد الاعتداءات على الجيش المصري والشرطة المصرية، ما أجّج الشارع المصري الذي لا يقبل انتهاك السيادة المصرية وإدخال البلاد في حالة فوضى أمنية أو فوضى مسلحة .



    - انفتاح غير مبرّر على “إسرائيل” مع تعيين سفير مصري جديد في تل أبيب، وبروز أكثر من إشارة رسمية للتعامل مع الكيان الصهيوني . ربما يكون الدافع إلى ذلك هو إرضاء السياسة الأمريكية في مصر والشرق الأوسط، في إطار السعي لتثبيت أركان النظام السياسي الذي يقوده الإخوان المسلمون .



    لذلك، كان يوم الثلاثين من يونيو/ حزيران الماضي يوم تحرك نحو ثلاثين مليون مواطن من الشعب المصري لإسقاط حكم الرئيس، وقد حصل ذلك بالفعل مع وقوف القوات المسلحة المصرية إلى جانب الشرعية الشعبية .



    هناك من يتذرّع بالشرعية الشعبية، والقول إن الرئيس المصري المعزول انتُخب شعبياً، وتالياً هو الرئيس الشرعي لمصر . بيد أن هذه الحجة تحتاج إلى تفنيد وتفسير .



    إن المصريين الذين وُضعوا بين خيارين: إما اختيار مرشح الإخوان المسلمين محمد مرسي أو اختيار مرشح من رموز النظام السابق هو الفريق أحمد شفيق، وجدوا أنفسهم مدفوعين لخيارين أحلاهما مرّ!



    إلى ذلك، ثمة احتجاجات وطعون قانونية بآليات وضع الدستور المصري وتشكيل اللجنة التحضيرية له، وبطريقة إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية معاً . وفي مطلق الأحوال، تبقى الكلمة الفصل للشعب المصري فهو مصدر الشرعية وهو الذي يسحبها من أي رئيس أو أية سلطة .



    وتبقى ملاحظة أن قوام الدولة في مصر هو أقرب إلى الدولة المدنية منه إلى الدولة الدينية المقفلة . ذلك لأن ما أرساه القادة التاريخيون من محمد علي باشا إلى أحمد عرابي إلى سعد زغلول إلى جمال عبد الناصر يُفضي إلى هذه النتيجة
                  

07-29-2013, 09:45 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)




    مبادرات الإسلاميين لحل الأزمة..

    ناصري سابق يحذر من قتل مرسي في السجن والادعاء بأنه انتحر

    حسنين كروم
    July 28, 2013


    القاهرة – ‘القدس العربي’


    هذه أيام حزينة من تاريخنا تلك المرحلة، بسقوط هذا العدد من القتلى في القاهرة والإسكندرية، وهو حسب بيانات وزارة الصحة وصل الى الثمانين، في يومي الجمعة والسبت، وأشارت إليه الصحف الصادرة يومي السبت والأحد، وكان العدد الأكبر منهم من الإخوان المسلمين وأنصارهم، وتم تبادل الاتهامات بينهم وبين الشرطة، وبالتالي لن يتم التوصل بشكل دقيق عن المسؤول إلا بعد مدة تطول أو تقصر، هل اتجهت قوات الأمن الى اعتصام إمارة رابعة العدوية وهاجمت المعتصمين وقتلتهم؟ أم اتجهت مجموعة من المعتصمين لمهاجمة أو احتلال مكان آخر بعيدا عن مكان الاعتصام؟
    المهم ان وزير الداخلية عقد مؤتمراً صحافيا اتهم فيه الإخوان بإطلاق رصاص حي، وان هناك عمليات تعذيب تتم في رابعة والنهضة وسقوط ستة من التعذيب فيها، أي في النهضة وطالب الموجودين بالانصراف بهدوء، وأنه سيتم فض الاعتصامات بعد قرار من النيابة، واستمرت الدهشة من رسالة مرشد الإخوان الدكتور محمد بديع الذي اعتبر قرار عزل مرسي أشد جرماً من هدم الكعبة، ونجاح قوات الأمن من إخراج الإخوان المحتجزين داخل مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية، والقبض على عدد منهم خارجه بتهمة إطلاق النار على المتظاهرين وضبط أسلحة في أكثر من مكان في طول البلاد وعرضها وتوصل الشرطة إلى معرفة أصحاب الجثث الثلاثة التي وجدت في مقلب زبالة وتم تعذيب أصحابها وقتلهم من جانب المعتصمين وتم القبض على احد الذين شاركوا في تعذيبهم وقتلهم وهو أحمد كامل محمود من بولاق الدكرور، واعترف بما حدث وقال انهم كانوا يسرقون الموتوسيكلات وتم توقيع الحد عليهم.
    أما عن خروج يوم الجمعة تلبية لطلب السيسي لمنح تفويض للجيش والشرطة، فقد نزلت الجماهير الى الميادين من بعد صلاة الجمعة وعند الإفطار وصلت الأعداد الى عشرات الملايين وتناولوا الإفطار فيها، وقد تركني ابنائي وأحفادي ونزلوا ومعهم إفطارهم، وتركوني وحيدا، بسبب وعكة صحية، كما يشارك أخ لي باستمرار في اعتصام إمارة رابعة العدوية، ولكنه مثل حجازي رفض الانضمام الى السرية التي خرجت من رابعة لتحتل كوبري اكتوبر، وكان المشهد تاريخيا بكل المقاييس، ذلك ان الاعداد التي نزلت كانت اكثر من تلك التي نزلت في الثلاثين من يونيو، والثالث من يوليو، بينما أعلن في نفس اليوم عن قرار قاضي التحقيق المنتدب للتحقيق مع محمد مرسي بسجنه خمسة عشر يوما على ذمة التحقيقات معه في قضية سجن وادي النطرون، كما وافق هذا اليوم ثلاث مناسبات دينية ووطنية، الأولى ذكرى معركة بدر. وخروج الملك فاروق من مصر يوم 26 يوليو، وذكرى إعلان عبدالناصر آسف جداً، قصدي خالد الذكر، تأميم شركة قناة السويس، ودقت الكنائس أجراسها مع بدء آذان المغرب.
    كما سقط عدد من أبنائنا ضباط وجنود جيش وشرطة شهداء في هجمات من الإرهابيين في سيناء، كما اهتمت الصحف بالمبادرة التي تقدم بها عدد من الكتاب والمثقفين وأبرزهم صديقنا المستشار طارق البشري والدكتور محمد سليم العوا وزميلنا الكاتب الكبير فهمي هويدي ومعهم عدد من العلماء المنتمين للهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح ورئيس مجمع اللغة العربية الشيخ حسن الشافعي، وكنت أتوقع ان يبعد البشري والعوا وهويدي انفسهم، عن حسن الشافعي والهيئة الشرعية، بسبب مواقفهما في التحريض من مدة على العنف، وأما الخطوة الاخرى فهي مبادرة من رئيس الوزراء السابق هشام قنديل، الذي كان استمرار مرسي والإخوان التمسك به من اسباب الصدام، والغريب ان تطالب المبادرات بإعادة مرسي، وإلغاء كل ما تم، وهم يعلمون تماماً استحالة ذلك.

    ‘الشروق’: عملية
    إحراق ثورة 25 يناير

    وإلى ردود الأفعال على صعود نجم السيسي، وسجن مرسي، إذ سمعت يوم السبت نحيباً بصوت مرتفع جداً، ولما اقتربت من عمود مرور الكرام في ‘الشروق’ وجدت صاحبه زميلنا وأحد مديري تحريرها، والناصري السابق وائل قنديل والذي سبق ووجه تهمة الإبادة للجيش، مثلما فعل هتلر مع اليهود، مستخدماً تعبير الهولوكوست يبكي دون دمعة تنزل من أي عين، ويقول: ‘من تغييب العدل إلى تغيب العقل، تمضي عملية إحراق ثورة 25 يناير، لا بل إحراق الربيع العربي كله، فما يجري في تونس على وقع اغتيال المعارض محمد البراهمي، من دفع الأمور إلى مواجهات عنيفة يأتي في سياق متزامن مع محاولة دق المسمار الأخير في نعش ثورة يناير المصرية، ولو دققت جيدا ستكتشف أن الأثر الباقي من يناير كان ذلك الرئيس الذي جاء بالانتخاب الحر لأول مرة في تاريخ المصريين، ومن ثم كان لا بد من إخفائه من الوجود سياسياً، حيث لا يستبعد أن نصحو قريباً على خبر عاجل من نوعية تلك التي تأتي في أيام الجمع والعطلات الرسمية يقول، انتحار الرئيس المعزول في زنزانته، وشيء من هذا ليس مستحيلاً بالنظر إلى أننا نعيش حالة من هستيريا العسكرة، لقد دخل الأداء السياسي للنظام الانقلابي مرحلة اللا معقول جعلته يصدر أمراً بحبس الرئيس المخطوف يوم الجمعة لمجرد أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون طالب بالإفراج الفوري عن الرئيس المصري عصر الخميس، فكان لا بد من تهمة سريعة التجهيز تبرر احتجازه وهي التخابر مع المقاومة الفلسطينية وهي التهمة التي لا وجود لها في العالم إلا في الكيان الصهيوني وفقاً للدكتور عزمي بشارة’.

    سجال حول اتهام
    مرسي بالتخابر الخارجي

    وفي حقيقة الأمر، فالكلام مليء بالمغالطات، الفادحة، أولاً أن تصريح بان كي مون، هو الثالث، وليس الأول، ولا علاقة له بقرار الحبس الصادر عن قاضي التحقيق المنتدب في القضية، وثانياً، أن توقيت إعلانه جاء ليكون متوافقاً مع الخروج الهائل لغالبية المصريين، ومع مناسبات أخرى، هي ذكرى غزوة بدر، أو الفرقان، وذكرى خروج الملك السابق فاروق من مصر في السادس والعشرين من يوليو سنة 1952، وذكرى إعلان عبدالناصر، تأميم شركة قناة السويس عام 1956، والثالث، ان هذه الاتهامات معلنة ومرسي في الحكم من جانب محكمة استئناف جنح الإسماعيلية، برئاسة المستشار خالد محجوب في حكم قضائي، بل ان زميلنا عبدالناصر سلامة رئيس تحرير ‘الأهرام’ نشر يوم الاثنين، الخبر مضافا إليه ما هو أقدح من اتهامات بالتخابر لحساب أمريكا، وان الذي حقق هو النائب العام، الذي نفى، كما نفى المتحدث العسكري، وعاد سلامة في اليوم التالي – الثلاثاء – ليؤكد صحة معلوماته ثم اعتذر عن الخطأ فيها، بعد التحقيق معه والإفراج عنه بكفالة خمسة آلاف جنيه ثم قام ‘الأهرام’ يوم السبت بنشر خبر حبس مرسي بقرار من المستشار حسن سمير قاضي التحقيق المنتدب من محكمة استئناف القاهرة على يسار الصفحة الأولى، وفي نهاية الخبر، قالت ‘الأهرام’، لا تعليق.
    ورابعاً وأخيراً، ان الاتهام الخاص بحماس بالتخابر، ليس إمدادها بمعلومات عن الأمن القومي المصري، لأن صلات حماس بمصر وقتها كانت مع المخابرات العامة، إنما التخابر هنا، يعني الاتصال لطلب مساعدات لإخراج الإخوان من السجون، وهو اتهام باستدعاء قوى خارجية للقيام بعمل مسلح، وهو نفس ما يخص حزب الله في لبنان أيضاً، وبالتالي تحويل المسألة وكأنها موقف ضد أشقائنا في فلسطين وحماس في غزة، تصور خاطىء، بالإضافة إلى اننا نعيد ما نبهنا إليه من أشهر عديدة، بأننا نتمنى ألا تكون حماس قد تورطت مع الإخوان في أي عمل داخلي لأن أحداً لن يقبله ولن يسكت عليه، لأنه يحمل إهانة وطنية للمصريين، ولجيشهم أيضاً نعيد التأكيد أن أحدا لا يجب أن يزايد على موقف المصريين وكل الشعوب العربية بالنسبة لقضية فلسطين، ومساندتهم لها التي بدأت حتى وهذه الشعوب مستعمرة من فرنسا وبريطانيا، وقبل ظهور خالد الذكر أو البقين أو ياسر عرفات وفتح وحماس، ومحاولة البعض حصر القضية في حماس والإخوان مدعاة للسخرية، ثم إذا كانت حماس لا تريد مهاجمة إسرائيل، احتراما لاتفاقها معها برعاية الإخوان وأمريكا، فلماذا لا تهاجم المستوطنات في الضفة الغربية بواسطة عناصرها هناك التي اكتفت برفع صور مرسي على المسجد الأقصى؟

    ‘الأخبار’: ما الذي جرى للمصريين..
    مناقشاتنا شتائم وبذاءات؟!

    والى زميلنا بـ’الأخبار’ وإمام الساخرين أحمد رجب وأشير إلى قوله في نفس اليوم – السبت – في بروازه المتألق نص كلمة: ‘احترفنا الكلام من 25 يناير، ونحن نتكلم ولا أحد ينصت لأحد، مناقشاتنا شتائم وبذاءات وألفاظ غليظة، ما الذي جرى للمصريين؟ ولماذا اختفت الضحكة التي كانت لا تغيب، أين النكتة المصرية؟ هل تغير المصريون بين يوم وليلة؟ ابداً، مناخ الحياة هو الذي تغير، مطلوب أن يتوتر الجميع ان يخاف الجميع أن يضلوا الطريق إلى الغد، أن يبدو المستقبل أمامهم غامضاً يلفه السواد، وبين يوم وليلة تغير كل شيء، فقد ظهر البطل الشعبي’.
    وفي نفس العدد ظهر السيسي في رسم لزميلنا الرسام الموهوب مصطفى حسين وفكرة أحمد رجب بدون ملامح وجهه التي كانت عبارة عن وجوه المصريين، وهو ما اعترض عليه في نفس اليوم زميلنا في ‘الوطن’ – هيثم دبور – بقوله في بابه – ازززز – ‘زيادة تأليفة السيسي لا تقل بشاعة عن جعل مرسي خليفة للمسلمين، التطرف في تأييد شخص يجعلنا غير قادرين على مناقشته أو محاسبته أو سؤاله – واللي يقولك احنا ورا السيسي حتى لو غمز لنا بعينه، كدابين لأن الراجل لابس نضارة شمس طول الوقت’.

    خائف على السيسي
    من غرور المنتصر

    وفي نفس العدد قال زميلنا محمد فتحي: ‘خائف على السيسي من غرور المنتصر، وخائف منه إذا قرر أن يكون الجيش أقوى من أي رئيس قادم يحركه كالماريونيت، ومن تطبيل المنافقين والتعامل معه بمنطق أنت اللي فيهم والباقي سلطة، وخائف منه لو قرر أن يكون ربكم الأعلى لأن الكل سيقول آمين، ومن لن يقول سيصبح في معسكر الخونة أو الإخوان. خائف على السيسي من مستشاري السوء والمتحدثين باسمه في كل مكان ففيهم بالتأكيد شرفاء، لكن منهم من نعرفهم في مهنتنا بالامنجيه ولاعقي أحذية السلطة، وأكلة كل الموائد، وخائف منه لو استراح لهم للدرجة التي تجعله يعتمد عليهم وحدهم ليعيد دولة مبارك دون أن يدري، خائف على السيسي من هؤلاء المتاجرين بالدماء والذين ينعتونه بالخائن.
    ففي ظل هذا الاستقطاب يحزنني ويؤلمني ان يقال هذا على الرجل الأول في جيش مصر، ويبدو ان الأمر سيستمر لسنوات وسنوات في العقل الجمعي لهؤلاء الذين يناصرون الإخوان أو يتعاملون مع الأمر بوصفه انقلاباً رغم ان السيسي – فعلاً – كان رهن إشارة شعب ولو أراد الانقلاب لاستيقظ من نومه وقرر هو وقادة أفرع الجيش ضرب كرسي في الكلوب دون الاستعانة بالشعب، خائف على السيسي من الدعم اللا محدود من أغلبية الشعب المصري الذي يراه بطلا وبدأ يقارنه بـ’عبدالناصر’ وبدأ الاعجاب به يتعدى درجات الاعجاب العادية المسموح بها لدرجة التأليه’.

    ‘الأهرام’ تنتقد
    تصريحات المرشد

    ونظل مع مرسي والسيسي ففي ‘أهرام’ السبت قال زميلنا إبراهيم الدسوقي، معلقاً على ما قاله مرشد الإخوان: ‘إن ما فعله الفريق أول عبدالفتاح السيسي في مصر يفوق جرماً ما لو كان قد حمل معولا وهدم به الكعبة حجراً حجراً، هكذا تحدث محمد بديع مرشد جماعة الإخوان في رسالته الاسبوعية بدون أن يرمش له جفن أو يستحي من وضع المعزول في كفة لجانب الكعبة المشرفة أقدم بقاع الأرض، تمهل قليلا يا دكتور بديع فقد كنت انتظر منك ان تحدثنا عن تحريضك على العنف والقتل لكل من يقول لا لعودة مرسي وأن ينعش ذاكرتك بالحديث الشريف لهدم الكعبة حجراً حجراً أهون على الله من قتل المسلم وأن تتذكر أن تظاهرات جماعتك أبعد ما تكون عن السلمية وتخلف وراءها عشرات المصابين والقتلى، كنت أحسبك ستكلمنا عن عقاب الشعب المصري وترويعه بعد أن تجرأ وخلع مرسي الذي انحدر حالنا في عهده غير السعيد لأسفل بسرعة الصاروخ وكذلك عن عمليات غسيل المخ لأنصاركم بأن المصريين غير المنتمين للجماعة من الكفار والملحدين المارقين الجائز قتالهم والتنكيل بهم وأنكم من يعرف الإسلام الحق ولا أحد غيركم’.

    ‘المصريون’: اخطاء الاخوان
    القاتلة خلال عام

    وأخيراً، إلى زميلنا جمال سلطان رئيس تحرير ‘المصريون’، ذات الاتجاه الإسلامي، وقوله يوم السبت أيضاً: ‘الذين يحاولون إختزال الأزمة الآن في الفريق السيسي يدركون أنهم يزورون المشهد ويضللون الجميع عن سبل الحل فعنوان الأزمة كان هو الرئيس مرسي والإخوان وليس الفريق السيسي فلا السيسي كان سبباً في انقسام الوطن طوال عام مضى ولا السيسي كان سببا في الحرب الضروس بين الإخوان والقضاة ولا السيسي كان طرفاً في عداوة ترسخت بين شيخ الأزهر والإخوان وبين الكنيسة والإخوان وبين العديد من مؤسسات الدولة والإعلام والمثقفين والإخوان وبين حزب النور والإخوان وبين حزب مصر القوية والإخوان وبين جبهة الانقاذ والإخوان وبين التيارات الشبابية والإخوان الأزمة صناعة إخوانية بامتياز وهذا لا ينفي أن نختلف بعد هذه النقطة حول تقييم تدخل الجيش في محاولة لإنهاء هذا الانقسام وتفكيك الأزمة وهل هي خطوة مناسبة أم لا؟ لكن هذا لا ينسينا مفردات الأزمة الصريحة والواضحة مثل التزوير الذي يتم الآن من قبل الإخوان لإلهاء الناس عن أصل الأزمة وجوهرها وأسبابها والمتسببين فيها الذين أوصلوا البلاد إلى هذه الحالة المؤسفة خلال عام واحد فقط من إدارتهم للسلطة’.

    ‘الجمهورية’ تنتقد المثقفين
    والسياسيين الذين يخفون انتهازيتهم

    وإلى المعارك والردود، ويبدأها اليوم زميلنا بـ’الجمهورية’ ومدير عام تحريرها خفيف الظل محمد أبو كريشة يوم الأربعاء، حيث كان في دهشة من تلك النوعية من المثقفين والسياسيين الذين يخفون انتهازيتهم وراء سياسة إمساك العصا من الوسط، وعدم اتخاذ موقف واضح فقال عنهم وهو ينظر إليهم بشيء من القرف: ‘كثيرون في بلدي، وبينهم علماء وسياسيون كبار ما زالوا يرقصون على السلم، فان كان لأحد الفريقين المتصارعين نصر، قالوا، أنا معكم، وان كانت عليه الدائرة، قالوا، قد أخذنا حذرنا، أي رقصنا على السلم ولم نحسم، وفي الحالتين يجمع هؤلاء أكبر قدر من المغانم، كده فائزون وكده فائزون، وهذا الفريق من العلماء الكبار والساسة والإعلاميين أيضا، يصدر في الأحداث وبعدها بيانات مايصة، وامساك العصا من المنتصف لا يصلح إلا للرقص، فالذي لا يمسك العصا من المنتصف لا يتوكأ عليها ولا يهش بها على غنمه ولا يضرب بها، وليس له فيها أي مآرب سوى مأرب الرقص والرقص لا يليق بعلماء وساسة وإعلاميين كبار سينتظر الناس إشارة منهم ليحددوا مواقعهم ويحسموا أمرهم والحرب الآن بين شرعية شخص وشرعية شعب.
    وقد كانت لحسني مبارك شرعية حاكم وبالصندوق والانتخابات التعددية، اختلفنا على نزاهتها أو اتفقنا لكن شرعية الشعب اسقطت شرعية الشخص أو الحاكم ورحل مبارك ولم يقاتل من أجل شرعيته، لكن محمد مرسي يقاتل من أجل شرعيته ويواجه شرعية الشعب والجيش الذي انحاز للشعب ضد مبارك هو نفسه الجيش الذي انحاز للشعب ضد مرسي، أشمعنى بقى، هنا حلو، وهنا مر، كل هذا ومازال الوطن ينزف لأن العلماء والساسة والإعلاميين الكبار مصممون على الميوعة وإمساك العصا من المنتصف والرقص وسط البلد، يا ولد’.

    ‘المصريون’: ما حرموه
    على الاخوان احلوه لانفسهم!

    لكن صديقنا وابننا والكاتب المهندس يحيى حسن عمر لم يعجبه كلام أبو كريشة، ولذلك قال في اليوم التالي – الخميس – في ‘المصريون’: ‘نقموا على الرئيس المنتخب ان اختار خمسة من الوزراء الإخوان في الوزارة التي شكلت بعد شهر من بداية حكمه، رغم انه ينتمي لحزب الحرية والعدالة الذي يدين له بالفضل في ترشحه ودعمه، كما انه حزب الأغلبية في آخر انتخابات برلمانية، ومع هذا لم يكن لهم في الوزارة التي شكلت بعد شهر إلا خمسة وزراء، ومع ذلك أطلقت المعارضة على هذا، أخونة الدولة، فإذا بهم في أول وزارة في العهد الجديد وبدون أغلبية انتخابية تحصل جبهة الانقاذ التي يسميها خصومها جبهة الخراب، وأنا معهم، تحصل على خمسة مقاعد وزارية، زياد أحمد بهاء الدين وأحمد البرعي وكمال أبو عيطة ومنير فخري عبدالنور وحسام عيسى، هذا بالإضافة الى البرادعي نائبا للرئيس، وأطلقوا مصطلح اقتصاد الشحاتة على القروض – الودائع – التي قدمتها الدول الصديقة لإنقاذ الاقتصاد وبداية محاولات الإصلاح، وتقدر بعشرة مليارات دولار خلال عهد الرئيس مرسي، بينما حصل العهد الجديد على ستة مليارات دولار، من القروض والودائع، خلال اسبوع واحد تمثل ستين في المائة من اجمالي قروض عهد الرئيس مرسي واطلقت حملة إعلانية ظهرت بشكل مخز في دول الخليج لمساعدة مصر’.

    ‘الأخبار’: الإخوان ليسوا وحدهم في الميادين

    هذا وكنت قد نسيت، وما أنساني إلا الشيطان، بالإضافة إلى الشيخوخة الإشارة لما كتبه في يوم سابق – الأربعاء – زميلنا في ‘الأخبار’ مؤمن خليفة وهو: ‘الإخوان ليسوا وحدهم في الميادين ولولا شباب السلفيين والأحزاب الإسلامية ما اكتمل هذا الحشد بأي شكل، فشباب السلفيين والأحزاب الإسلامية هم القوة الأكبر في اعتصامات الإخوان لأنهم فهموا بالخطأ ان زوال حكم الإخوان هو ضياع حلم المشروع الإسلامي وكأن الإخوان كانوا يمضون فعلا لتحقيق هذا المشروع وهذا قول غير حقيقي، الإخوان انتهازيون مستعدون أن يستخدموا شباب السلفيين وسوف تكشف الأيام القادمة الكثير من أسرار الاتفاقيات بين الأمريكان والإخوان’


    --------------

    .عملية تحرير مصر


    عبد الحليم قنديل
    July 28, 2013


    ربما لا يصح لأحد أن يخلط الأوراق، أو أن يتصور أن بوسعه خداع الناس في لحظة خطر عاصف، فالمهمة الآن هي تحرير البلد، إن شئنا أن يعيش أهله أحرارا.
    وحين يخرج ملايين المصريين مجددا إلى الشوارع، فهم يخرجون لتثبيت أقدام الثورة، ولتجديد نداء 30 حزيران/يونيو 2013، وهو اليوم الحاسم والمحوري في حياة ثورة بدأت في 25 كانون الثاني/يناير 2011، وشهدت مسيرتها تعثرات وإعاقات مستمرة حتى هذه اللحظة، فلم يكن مجلس طنطاوي وعنان أمينا على الثورة، بل كان مجرد طبعة عليلة من حكم جماعة مبارك ذاتها، وكان حكمه امتدادا للثورة المضادة بالمبنى والمعنى، كان استطرادا لحكم الثورة المضادة والانقلاب على الثورة الأم في 23 يوليو 1952، وكذلك فعل حكم الإخوان، الذي كان تجديدا لحكم الثورة المضادة بالمعنى دون المبنى، فقد تغير الشخوص، وبقيت الاختيارات كما كانت، وأعادت صنع المأساة المصرية ذاتها، مأساة بلد ضاع استقلاله الوطني، وتحول إلى مستعمرة للأمريكيين، وإلى مجتمع الطبقة الأغنى في المنطقة، ومجتمع الشعب الأفقر في المنطقة، فقد ظلت مصر أسيرة ـ كما كانت ـ لاختيارات الولاء للأمريكيين وحفظ أمن إسرائيل ورعاية مصالح رأسمالية المحاسيب، وهذا هو السبب الجوهري لتجدد الثورة في 30 يونيو 2013، التي كانت أعظم وأكبر تجمع ثوري في التاريخ الإنساني بإطلاق عصوره، واجتاحت حكم الإخوان في ضربة كبرى، لم تكن مفاجئة، بل سبقتها هبات مليونية الطابع في أواخر تشرين الثاني/ نوفمبر 2012،



    وفي الذكرى الثانية لموجة الثورة الأولى في 25 يناير 2013، كانت الأزمة تحتدم، ودعوى الشرعية الإجرائية تسقط بسرعة، فقد ولي محمد مرسي الإخواني رئاسة مصر في انتخابات عامة أجراها مجلس طنطاوي وعنان، وبعد عقد صفقات في الظلام بين الطرفين، كان أظهرها في تعديلات المادة (8) من قانون الأحكام العسكرية، التي منحت طنطاوي وعنان وشركاءهما حصانة ضد المحاكمات أمام القضاء الطبيعي، وبالذات في جرائم المال والدم، ثم كان ما كان من إعلان فوز مرسي بالرئاسة، وما بدا من استبدال سلس لمراكز طنطاوي وعنان في قيادة الجيش، وهو ما كان موضع ارتياح ظاهر لدى القوى الثورية، لكن هذه القوى ذاتها لم تواصل ارتياحها لرئاسة مرسي الكئيبة، وبالذات عندما أصدر مرسي إعلانه الدستوري المنكود في 21 نوفمبر 2012، عند هذه اللحظة تحول الخلاف إلى شقاق وفقدان ثقة بمرسي، وفقد مرسي ما تبقى من شرعيته الإجرائية، فقد هدم مرسي شرعية انتخابه بنفسه، أو هدمها له مكتب الإرشاد الذي كتب له نص الإعلان المنكود، وكانت تلك نهاية قصة مرسي كرئيس منتخب، ولم يفده إعلانه العبثي اللاحق بإلغاء الإعلان، فقد استبقى آثاره الباطلة في الدستور ومجلس الشورى، وصارت القصة كلها بطلانا في بطلان، فالسلطة المنتخبة مقيدة بطبيعتها، السلطة المنتخبة مقيدة بشروط انتخابها، وقد جرى انتخاب مرسي رئيسا للسلطة التنفيذية، وليس حاكما بأمره، ولا بأمر مكتب الإرشاد، وقد فسخ مرسي بإعلانه المنكود ـ ثم باستبقاء آثاره ـ نصوص العقد الضمني بينه وبين الناخبين، ومنذ هذه اللحظة، تحول وجود مرسي في الرئاسة إلى سلطة اغتصاب، وهذا ما قلناه من وقتها بالضبط، فقد قلنا ـ وقتها ـ ان مرسي فقد شرعيته الإجرائية تماما، وأقدم على أول جريمة خيانة عظمى بخيانة الدستور، وقلنا ان الشرعية ـ بعد انقلاب مرسي ـ عادت للأصل أي للناس، وأن الشرعية الكاملة توافرت لمبدأ الخروج السلمي عليه، وحتى يتحقق هدف عزله وخلعه لمن استطاع إلى ذلك سبيلا.


    وفي أول أيام العام الجاري، قلنا ان 2013 هو عام النار في مصر، وقلنا ان الاحتقان الاجتماعي والسياسي سيواصل مسيرته، وان يوم خلع مرسي صار أقرب من طرف الإصبع، وهو ما تحقق في عاصفة بشرية جبارة اجتاحت مصر بدءا من الخامسة مساء الثلاثين من يونيو، وصدر فيها أمر الشعب، القائد الأعلى لقواته المسلحة، ولم يكن للقيادة العامة للجيش، ولا للفريق أول عبد الفتاح السيسي، لم يكن لأحد إلا أن ينفذ، ويخلع سلطة الاغتصاب والفشل والخيانات، وأن يفتح الطريق لفترة انتقالية قصيرة، يكتب فيها الدستور، ويستفتى عليه الشعب، ثم تجري انتخابات البرلمان فالرئاسة، فيما لا تحظى الرئاسة المؤقتة وحكومتها سوى باعتبار بروتوكولي عابر، فهي ليست سلطة منتخبة ولا هي سلطة ثورية، وعناصرها ـ في الأغلب ـ من جماعة النظام الذي ثار عليه الشعب.
    وهنا لابد من التوقف تجنبا لخلط الأوراق، فوصف ماجرى بالانقلاب العسكري مجرد كلام فارغ، فعقب الموجة الثورية الأولى في 25 يناير 2011، وخلع مبارك في 11 شباط/فبراير 2011، آلت السلطة كاملة ومباشرة إلى المجلس العسكري، أي إلى قيادة الجيش وقتها، ولم يتحدث الإخوان وقتها عن انقلاب عسكري، ولا تحدث الأمريكان، والسبب ظاهر، وهو أن الإخوان وقتها كانوا مشغولين بالتمكين للجماعة على حساب الثورة، وبعقد الصفقات مع مجلس طنطاوي وعنان، وبكسب عطف الأمريكان، وبتطمين إسرائيل على المودة وحسن الجوار، ولم يكن يعنيهم أن تذهب مصر إلى الجحيم، مادام قادة الإخوان يرفلون في النعيم، وطبقوا ـ مع حكمهم البرلماني فالرئاسي ـ مبدأ ‘طظ في مصر’،


    ثم طبقوا مبدأ ‘طظ في الثورة’، ووصلت بهم الصفاقة إلى حد الإدعاء بالتطابق بين الإخوان والثورة، مع أنهم ـ أي قادة الإخوان لا شبابهم ـ آخر من التحقوا بالثورة، وأول من خانوا الثورة، ثم خانوا البلد كله، وخذلوا الملايين التي أعطتهم أصواتها بفشلهم المذهل، ثم بتصالح مليارديرات الإخوان مع مليارديرات جماعة مبارك، وتحويل فرصة الرئاسة إلى ‘أوكازيون’ لحجز مقدرات مصر كلها في جيب قادة الجماعة، ولم يبالوا بفقدان مرسي لشرعيته الإجرائية، ولا بفقدان حكم الإخوان لشرعية الرضا العام، وتصوروا أن بوسعهم حكم مصر بالتخويف واغتيال قادة الثورة في ميادين الغضب، ومن دون أن يدركوا أن الأرض تميد من تحت أقدامهم، وأن الشعب الذي كسر حواجز الخوف بخلع مبارك في 18 يوما،

    هو الشعب نفسه القادر على خلع حكم الإخوان في هبة ريح، وقبل أسابيع وشهور طويلة سبقت عزل مرسي فعليا، نصحنا مرسي وجماعته بالاختيار الوحيد الذي كان صحيحا، وهو أن يقدم على الاستقالة، ويدعو لانتخابات رئاسية مبكرة، أو أن يجري استفتاء طبقا لنص المادة 150 من دستوره، ويسأل فيه الناس عن رأيهم في إجراء انتخابات مبكرة، ووقتها رفض مرسي، ورفض الإخوان في عناد وصلف وكبر وعجرفة، فهم يعرفــــون النتيجة سلفا، ويعرفون أن جماعة الإخوان نزلت على اللحم، ولم يعد يناصرها سوى أفرادها، والموزعون الآن في تجمعات محدودة أكبرها عند إشارة رابعة العدوية، وفقـــــدت الجماعة شعبيتها التي كونتها في أربعين سنة مضت، فقدت شعبية الأربعين سنة في سنة واحدة من الرئاسة، وكانت تلك التجربة دراما هائلة في حياة الشعب المصري، أعادت بناء وعيه الثوري من قلب محنة حكم الإخوان، وأعادت وصل ما انقطع مع زمن ثورة عبد الناصر في 23 يوليو 1952، الذي انقلب عليه السادات ـ بعد حرب 1973 ـ ثم مبارك، وهو ما يفسر ظاهرة الشعبية الفياضة للفريق أول عبد الفتاح السيسي، التي تبدو ـ في كثير من ايحاءاتها ـ كأنها استدعاء لعبد الناصر جديد.
    نعم، لقد بدأت ، بخروج الملايين في فيضان بشري كاسح، وبحركة الناس الأحرار هذه المرة، وليس بحركة الضباط الأحرار.

    ‘ كاتب مصري
                  

07-30-2013, 10:34 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)

    [

    ____.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    B]


    استمرار الاشتباكات وسقوط القتلى..

    هويدي يشبه مذبحة كوبري أكتوبر بمذبحة محمد علي باشا

    حسنين كروم
    July 29, 2013


    القاهرة ‘القدس العربي’واصلت الصحف المصرية الصادرة امس، الاهتمام بأخبار الاشتباكات بين الإخوان المسلمين في أكثر من مدينة وبين معارضيهم وسقوط المزيد من القتلى والجرحى، وقرارات جديدة من النيابة بضبط قيادات وأفراد من الإخوان، وتم إخراج الذين كانوا محاصرين منهم داخل مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية، والقبض على عدد منهم بتهمة احتجاز وتعذيب عدد من المعارضين داخل المسجد بعد اختطافهم وادخالهم إليه، وهو ما قاموا به أيام حكم مرسي على يد الشيخ أحمد المحلاوي إمام وخطيب المسجد وأدى الى محاصرته حتى افرج عن الشابين المخطوفين، واعترف بنفسه في حديثين صحافيين بأنه حقق معهما في غرفته بالمسجد.
    وواصل الإخوان في رابعة العدوية محاولاتهم لتوسيع حدودهم، فاختاروا مواقع متقدمة وأقاموا أسواراً ومتاريس، تشكل حوائط صد لأي هجوم من الشرطة، ومتاريس وأكياس رمل.
    كما ترددت أنباء عن تخزين أسلحة في رابعة. وانطلقت مسيرة منها جنوبا باتجاه مبنى للمخابرات الحربية في شارع الطيران، ثم عادت دون حدوث صدامت، وأما في تمثال نهضة مصر، فتم اكتشاف جثث أخرى مات أصحابها من التعذيب فيها، كما أعلنت حديقة الحيوان ان الأطباء البيطريين بدأوا في الكشف على الحيوانات بسبب ما تعانيه من اضطراب لعدم نومها ليلا بسبب الأضواء الكاشفة التي يسلطها المعتصمون على الحديقة خوفا من مجيء هجوم عليهم من داخلها، وحدثت اشتباكات بالرصاص والمولوتوف بين الإخوان ومعارضيهم في عزبة ابو حشيش بالقاهرة، وفي حلوان، وسلمت المخابرات العامة والحربية تقاريرهما الى النيابة في حادثة مذبحة الحرس الجمهوري مؤكدة أن الإخوان هم الذين بدأوا بإطلاق النار، وتم إلقاء القبض على صديقينا المهندس أبو العلا ماضي رئيس حزب الوسط، وعصام سلطان المحامي ونائب رئيس الحزب في منطقة المقطم بعد خروجهما من رابعة. وقالت الصحف انه ضبط ثلاثون ألف يورو ودولار وثمانون ألف جنيه معهما، كما نشرت جريدة ‘الشروق’ المستقلة إعلانا بانها تعتذر عن عدم نشر مقال زميلينا، وائل قنديل احد مديري التحرير ومقدم البرامج بقناة الجزيرة احمد منصور بناء على رأي المستشار القانوني للجريدة، وكان وائل يكتب عموداً يومياً بعنوان – مرور الكرام – ومنصور، عموده هو بلا حدود، ولا نعرف ان كان المنع ليوم الاثنين فقط، أم لا، كما قام رئيس الجمهورية المؤقت المستشار عدلي منصور بتفويض رئيس الوزراء الدكتور حازم الببلاوي بعض اختصاصاته في حالة الطوارىء، وإعلان محمود بدر منسق حركة تمرد، رفض الحركة أي عودة للطوارىء أو أي ملاحقات أمنية خارج القانون للإخوان المسلمين.
    كما تواصلت عمليات الجيش والشرطة في سيناء ضد الإرهابيين بقتل عشرة منهم والقبض على عشرين، من بينهم أعضاء في حركة حماس – كما نشر – وهو ما نتمنى ألا يكون صحيحاً، كما استشهد عدد من جنودنا – الى جنة الخلد – وجرح عدد آخر – بالشفاء العاجل إن شاء الله.
    وإلى قليل من كثير عندنا:

    ‘الاخبار’: عقلاء الإخوان سيمنعون
    متطرفيهم من شد الحبل مع الجيش

    ونبدأ بموضوع الساعة، وهو وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي، حيث سارع زميلنا الطيب بجريدة ‘الأخبار’، والميال للإخوان، عصام حشيش، بتأييد السيسي بقوله في ‘أخبار اليوم’ يوم السبت: ‘الفريق أول عبدالفتاح السيسي يحب لعب الشطرنج والنقلة الأخيرة يطلب تفويضا لمواجهة الإرهاب كانت بمثابة كش ملك للإرهاب بكل أشكاله وأظنه درس جيداً التحركات المحتملة لخصوم الوطن ووضع سيناريوهات عديدة لمواجهتهم وهي خطوة أراها مهمة جداً حتى تتحرك مسيرة الوطن وتمضي للأمام فليس ممكنا ولا معقولا أن نبقى عالقين محرومين من الأمن والاستقرار وليس مقبولا أن يستمر نزيف الدم ونزيف الاقتصاد ونزيف الأخلاق دون ردع، لذلك أتصور أن عقلاء الإخوان المسلمين سيمنعون متطرفيهم من ممارسة لعبة شد الحبل مع الجيش المصري، وسيفكرون في الرجوع للمربع الأول كفصيل سياسي له مواقفه لإصلاح الأراضي المحروقة والاستعداد لجولة الانتخابات النيابية وإعلان ذلك بقوة ووضوح لاستعادة ثقة المجتمعand#8242;.

    ‘اليوم السابعand#8242; تحذر من تجاوز
    السيسي للتفويض بمقاومة الإرهاب

    وفي ‘اليوم السابعand#8242; بنفس اليوم – السبت حذر زميلنا وائل السمري وهو من خصوم الإخوان من تجاوز السيسي للتفويض بمقاومة الإرهاب، بقوله: ‘صحيح أن الفريق أو عبدالفتاح السيسي أصبح أكثر الشخصيات المصرية شهرة في الأيام القليلة الماضية، وصحيح أيضاً انه اصبح حلاً للعديد من المشاكل التي عانى منها الشعب وصحيح انه صار منقذاً ومخلصاً عند الكثيرين، لكن هذا لا يعني أن حشود امس وقعت للفريق السيسي على بياض، أو انها وضعت ثقتها في شخص، بينما الصحيح هو أن الشعب والسيسي وكل رجاله بمهمة محددة، وأنه وضع ثقته في مؤسسة يحبها لها تاريخ كبير مجيد، وأن يثبت للجميع أن تدخل الجيش في الحياة السياسية لم يكن من أجل مطامع شخصية أو أغراض ضيقة، لكنه كان من أجل هذه البلد الذي كان مختطفاً وأعدناه’.

    ‘الشروق’: خطاب السيسي
    يؤلب شعباً على بعضه

    ونظل في يوم السبت ولكن في ‘الشروق’، حيث المسكين استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، والمستشار السياسي السابق لمحمد مرسي، الدكتور سيف الدين عبدالفتاح، وقوله: ‘البدعة السياسية التي استند إليها الفريق أول عبدالفتاح السيسي في كل خطاباته التي تحدث فيها عن مهلة الاسبوع ومهلة الثماني والأربعين ساعة والانقلاب العسكري في الثالث من يوليو، هذا يعد أخطر ما في المشهد لأنه فتح الباب واسعاً لتدخل الجيش في مساحات السياسة يحكم ويتحكم إلا أن الخطاب الأخير الذي اصدره السيسي من الإسكندرية حمل لنا دعوة سماها دعوة الاحتشاد مطالباً بالتفويض في مواجهة ما سماه بالإرهاب وما أدراك ما الإرهاب؟ كلمة غير محددة غائمة وغامضة يرتكب تحت تصديرها أفدح الأخطار وأكبر الخطايا هكذا فعلت الولايات المتحدة الأمريكية، وهكذا صدر هؤلاء في خطابهم عن انقلاب عسكري دموي ولد في حقيقة الأمر فاشية عسكرية صارت تتعامل مع الأمور بغطاء من بدعة الإرادة الشعبية، وإذا كان شأن المستبد أن يضرب شعبه ويستعبده فإن شأن الخطاب الأخير هو أن يؤلب شعباً على بعضه ويدعو فئات الشعب الى الاقتتال والاحتراب الأهلي ثم يطلب بعد ذلك تفويضاً لا باعتباره مؤسسة، ولكن باعتباره شخصاً يمثل حكم العسكر، ولعمري كيف يدعو السيسي الى ذلك وكيف يدعو الرئيس المؤقت الى مصالحة وطنية من القاهرة، بل أكثر من ذلك يعتبر طراطير العملية السياسية هذه المصالحة ليست إلا عرائس تتحرك على مسرح يعد العسكر المتحكمون في خيوطها وتحريكها.
    أقول له لا تفويض في دماء فاعلم انه ‘من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً’.

    الرئيس ومستشاروه اخطأوا في تركيا

    يا سبحان الله، طراطير، وعرائس، ما تسيب الكلام ده لشخص غيرك يا سيف؟ وجميعكم تذكرون تصريحه عندما كان مستشاراً سياسيا لمرسي، وموجودا معه في تركيا لحضور مؤتمر حزب العدالة وناقش مرسي مع أردوغان الأوضاع في سوريا، فأطلق سيف تصريحه الناري، بأنه يتم الآن بحث آلية تنفيذ إرسال قوات عربية للتدخل في سورية، ومشاركة مصر في العملية، أي انه والرئيس اتخذا وهما في تركيا قراراً بإرسال الجيش المصري للقتال في سورية باعتباره مرتزقا مثل غيره، ودون الحصول – كما ينص الدستور – على موافقة مجلس النواب وهو غير موجود، والمجلس الأعلى للقوات المسلحة ومجلس الدفاع الوطني، مرسي اتخذ قرار إرسال الجيش للقتال في سورية وكأنه عبارة عن جماعة يتم شحنها، وعندما بدأ يحس ان الأوضاع لا تسير في صالح الجماعة، سارع بالاستقالة، ثم يأتي الآن ويتحدث عن الإخوان ومرسي، فلماذا تركه إذاً وهل لو وافق الجيش على طلبه بالقتال في سورية يكون جيشاً منضبطاً غير انقلابي؟ أما الأعجب، فهو انه واحد من الموقعين على وثيقة البحث عن حل.

    ‘المصري اليوم’: كان عاما من الفشل
    وسوء الإدارة والتخبط والارتباك

    هذا وقد فوجئت بصديقنا والنائب الأول السابق لمرشد الإخوان الدكتور محمد حبيب يقول لي، دع سيف وأي خنجر أو سنجة لي، فانتابتني سعادة خففت من وطأة الصيام فطفق يقول يوم الأحد في ‘المصري اليوم’: ‘هبط حكم مصر على الإخوان فجأة وكانت لهجتهم وممارساتهم مع المجتمع استعلائية بعيدة عن أخلاق الإسلام وقيمه وآدابه أرادوا ان يحوزوا كل شيء ، لم يعد أحد يتعاطف معهم أو يتمنى عودتهم، كانت مقومات الدولة الحديثة غائبة عن حسهم ووعيهم، الداخلية التي كانت تمثل أداة لقمعهم أيام مبارك أصبحت أداتهم لقمع معارضيهم، أصابني الذهول والدهشة عندما رأيت وسمعت بعضهم في القنوات الفضائية يدافع عنها باستماتة رغم حدوث القتل والقمع والتعذيب وانتهاكات حقوق الإنسان، حتى الدكتور مرسي نفسه كرر أكثر من مرة انه لن يسمح بالحديث عن تطهير الداخلية، ظلوا يحكمون عاما كاملا، لكنه كان عاما من الفشل وسوء الإدارة والتخبط والارتباك، لا نستطيع أن نتجاهل الموقف المخزي من قضية فلسطين، ولا ما حدث بالنسبة لمثلث حلايب وشلاتين ولا ما جرى بشأن سد النهضة الاثيوبي ولا محاولة بيع مصر من خلال تنمية محور قناة السويس ولا غض الطرف عما حدث من إرهاب دموي في سيناء أو في قلب القاهرة وبعض محافظات مصر، وكما انحاز الجيش الى الشعب في ثورة 25 يناير، انحاز لتلك الملايين بعد ان أمهل الرجل مرتين للخروج من المأزق، لكن الأخير تصرف بكبر وغرور وسوء تقدير، وعدم إدراك لحقيقة ما يحدث، وفي 3 يوليو اتخذ الجيش مع قيادات دينية وسياسية وشبابية ورموز وطنية قراره بعزل الدكتور مرسي، ووضع خارطة طريق، وإزاء ذلك لم يتصرف الإخوان ومن معهم بحكمة ورشد.

    لو استقال مرسي لجنب البلاد ما وصلت اليه

    كان المفترض من بداية خروج الملايين ان يستجيب مرسي وأن يستقيل ليجنب البلاد الانقسام الحاد والاحتراب الأهلي والعنف المجتمعي الذي تسبب فيه، لكننا، كنا ومازلنا أمام طفل تصور في لحظة أن السلطة عبارة عن لعبة امتلكها وعندما تم انتزاعها منه بدأ يملأ الدنيا صراخاً وعويلا، داخلياً وخارجياً لا يريد أن يهدأ حتى تعود اللعبة إليه، ولا بأس بأن يدفع في ذلك أي ثمن حتى ولو أدى الى تعريض مصر وأمنها القومي للخطر، فكان خطاب السيسي الحاسم في 24 يوليو بدعوة الجماهير للنزول الى الميادين يوم الجمعة 26 يوليو تفويضاً شعبياً، ودعماً سياسياً لجيش مصر لمواجهة أي عنف أو إرهاب، محتمل حدوثه من أي طرف مع وجوب التعامل مع من يثبت ارتكابه اعمال عنف، أو التحريض عليه وفقاً للقانون، ان المخاوف التي يرددها البعض ان هذه مقدمة لكي يطل الحكم العسكري برأسه مردود عليها، فالملايين التي خرجت في 30 يونيو و3 يوليو و26 يوليو قادرة على الخروج مرة رابعة، لكن تصوب مسار الثورة من جديد فثقتنا في الشعب المصري وفي عشقه للحرية تفــوق التصور وتتعدى حدود الخيال’.

    ‘صوت الأمة’: السيسي لديه معلومات دقيقة
    عن مخططات عنف أو إ رهاب أو تخريب

    ثم تقدم، مشكوراً مأجورا على حسن صنيعه، القيادي الإخواني والكاتب صاحب الضمير الحي والأمانة والموضوعية، كمال الهلباوي ليقول في نفس اليوم – الأحد – في ‘صوت الأمة’ وجزاه الله خيرا عن العرب جميعاً، مسلمين سنة وشيعة ومسيحيين، خير الجزاء: ‘الفريق أول السيسي متهم من بعضهم بأنه قاد انقلابا على الشرعية، وانه خائن وعميل، وقيل في حقه ما قيل، ظلماً وعدواناً فأراد أن يشرح في خطابه للشعب العلاقة مع الرئيس المعزول والنصائح العديدة التي أبداها للرئيس بشأن الأمن القومي، أنا هنا لا أدافع عن الفريق السيسي، ولكن تفزعني تلك الاتهامات بلا دليل، والإشاعات وخصوصا من جانب الإسلاميين الذين يجب أن يقدروا الكلمة حق قدرها – ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد – اعتقد ان الفريق السيسي لديه معلومات دقيقة عن مخططات عنف أو إ رهاب أو تخريب، وهو يدرك من خلال تلك المعلومات أن الوطن يتعرض لأخطار أو مؤامرات داخلية أو خارجية، فسارع في ضوء الوضع الأمني المتردي، والتربص القائم والانقسام، والقراءة الخاطئة لثورة 30 يونيو، واعتبار دعمها من قبل القوات المسلحة وحمايتها، انقلابا على الشرعية رغم ان تلك القوات نفسها هي التي حمت ثورة 25 يناير، وأعجبني كذلك في الخطاب ما قاله: ‘احنا ناس بنخاف ربنا واللي بيخاف ربنا لا يخشى شيئاً على الإطلاق’، وقوله أيضاً: ‘كنا مخلصين وشرفاء، ونخشى الله ومن يخشى الله لا يغلبه أحد’ قيم عظيمة أشار اليها الفريق أول السيسي، أرجو ان يتعلمها و يعمقها الشعب تتمثل في الخوف من الله وخشيته وحده مع محبته وعدم الخوف ممن هم دونه على الإطلاق، وتتمثل تلك القيم كذلك في الإخلاص والشرف، وأنا أشعر بالسعادة بأن الجيش المصري على قلب رجل واحد، وهذا من فضل الله تعالى، ثم من حظ مصر، حتى لا نرى ما يسمى بالجيش المصري الحر مثل سورية، وكأن بقية الجيش عبيد وعملاء وخونة أو من أصل يهودي’.

    فهمي هويدي: مذبحة الكوبري
    جرائم تحسب على السلطة

    وإلى ردود الأفعال على المذبحة التي حدثت فوق أكتوبر، حيث اتجهت إليه مجموعة سرايا انطلقت من رابعة العدوية، لاحتلال أجزاء منه وتوسيع نطاق الإمارة بعد إشارة من رشاش الدم صفوت حجازي الذي رفض السير في مقدمة المسكين الذين دفعوا بهم، وقال عنها زميلنا والكاتب الإسلامي الكبير، فهمي هويدي يوم الأحد في مقاله اليومي المتميز في ‘الشروق’:'لا نعرف في تاريخ مصر مذبحة قتل فيها ذلك العدد من المصريين بأيدي مصريين في ليلة واحدة، فعلها محمد علي باشا والي مصر قبل أكثر من مائتي عام حين دعا أمراء المماليك وقتلهم جميعاً فيما عرف بمذبحة القلعة 1811، ورغم انهم لم يكونوا مصريين، إلا أن المذبحة دخلت التاريخ وظلت صفحة سوداء في سجل الباشا.
    أما مذبحة رابعة العدوية التي وقعت ليلة امس – السبت – وتجاوز عدد القتلى فيها مائة شخص، وتلك التي سبقتها أمام مقر الحرس الجمهوري التي قتل فيها أكثر من خمسين شخصاً، إضافة الى حوادث القتل التي وقعت في المحافظات الأخرى، انها جرائم تحسب على السلطة، أياً كانت الحجج والرائع فان القتل الذي تم بأمر من السلطة سواء في القاهرة أو خارج حدودها، لا يمكن تبريره لا قانونياً ولا وطنياً ولا أخلاقيا، ولا يحسبن أحد من رجال السلطة مهما علا مقامه، ان ما جري يمكن قبوله حتى إذا تم في ظل تفويض شعبي مهما كانت قيمته، ذلط اننا لا نفهم وا نتصور اننا بصدد تفويض بالقتل يحصد أرواح عشرات المتظاهرين أو المعتصمين السلميين ويغرق الوطن في بحر من الدماء، وإذا كان لمثلي أن يتمنى في اللحظة الراهنة، فلست أتمنى أكثر من أن يوقف القتل ويعود العقل الى مكانه هادياً ومرشداً، لكن أخو ما أخافه في ظل الافتتان بالتفويض المزعوم والاغترار بالقوة ان تتسع بحيرة الدم وأن يهيمن الجنون بحيث ينضم الوطن في النهاية إلى قائمة الضحايا، صلوا من أجل مصر في محنتها’.

    ‘الوفد’: مذبحة محمد علي
    كانت مطلبا شعبيا

    وقال في نفس اليوم الأحد عن مذبحة القلعة زميلنا وصديقنا في ‘الوفد’ ورئيس تحريرها الاسبق عباس الطرابيلي: ‘لا أدري لماذا تعود إلى ذاكرتي حكاية مذبحة القلعة الشهيرة، ولكن لا جادل ان هذه المذبحة كانت مطلباً شعبياً قبل ان تصبح من أهم مطالب محمد علي باشا، كان الرجل يريد ان يبدأ مشواره العظيم لبناء نهضة حقيقية فيم صر، ولكنه رأى ومعه كل الشعب ان يديه مكبلتان، بل مغلولتان الى عنقه بسبب وجود المماليك، ليس فقط كقوة تناطحه السلطة ولكن كعنصر أساسي يمنع تحرك الرجل لينفذ مشروعه التنموي العظيم وكان معه في ضرورة التخلص من المماليك كل قوى الشعب بداية من زعماء البلد وشيوخ الأزهر حتى أصغر تاجر أو مواطن، واختلفت الآراء حول هذه المذبحة، القلة من المؤرخين هاجموها وأدانوها، ولكن الأكثرية أيدتها، ورأتها البداية الصحيحة لبدء تنفيذ خطة بناء مصر الحديثة وقد كان.
    ومصر تحتاج الآن للعمل بنظافة حتى تبدأ إعادة بناء الوطن دون أي عوائق داخلية أو خارجية، والآن اصبح الإخوان يمثلون العقبة الأكبر في طريق إعادة البناء، وهذا هو ما دفع الشعب للخروج لإسقاطهم يوم 30 يونيو ثم استجابة الشعب لما اقترحه الفريق السيسي ليحصل على تفويض شعبي بتنظيف البلاد حتى نبدأ بناء مصر من جديد. والشعب يسأل، ماذا سيفعل الفريق السيسي بعد أن حصل على هذا التفويض الشعبي الإجابة سوف تظهر بعد أيام معدودات، فما الذي تخبئه الأيام للإخوان ولمصر’؟

    النور والإخوان: كان انقلابا عسكريا ناعماً

    وإلى المعركة المشتعلة بين جمعية الدعوة السلفية وذراعها السياسي حزب النور، وبين الإخوان المسلمين وباقي الجماعات السلفية التي تعمل أدوات لها، وأنا لا أتهم، وإنما اتحدث عن واقع على الأرض، ومنهم مجموعات في جمعية الدعوة وحزب النور ايضا، وقد هاجم الدكتور أحمد فريد نائب رئيـــــس جمعية الدعوة السلفية الإخوان بقوله عنهم في مقاله له بجريدة ‘الفتح’، لسان حالها، قال فيه يوم الجمعــة قبل الماضية: ‘أتساءل: هل قامت فعلا ثورة 25 يناير، الذي يظهر اليوم انه كان انقلابا عسكريا ناعماً كما أن 30 يونيو كذلك كان انقلابا عسكريا ناعماً نتيجة لضغط شعبي صادق في 25 يناير وضغط شعبي مصطنع من الجيش والشرطة والنصارى والفلول والبلطجية في 30 يونيو، والذي يعضد هذا التوصيف أن الشرطة اليوم هي شرطة مبــــارك والإعلام إعلام مبارك والقضاء قضاء مبارك وإن شئت قلت الجيش جيــــش مبارك، والمخــــابرات مخابـــرات مبارك وقد سعت هذه الأجهـــــزة عــــامين ونصـــف العام تقريبا على ارجاع نظام مبارك مرة ثانية، وإن لم يكن في شخص مبارك أو أحد أبنائه وتمالأت هذه الأجهزة وأحدثوا موجــة عالية لم يكن للإخوان المسلمين والسلفيين وسائر الفصائل الإسلاميـــة طاقة بها، لأن مواجهة هذه الأجهزة مجتمعة مع طوائف من النصارى والعلمانيين والمخدوعين بالإعلام الكاذب من المسلمين يعرض البلاد والعبد لمخاطر كثيرة قد تصل الى حرب أهلية بالأسلحة، ولعل هذه الرؤية هي التي دعت الدعوة السلفية للانسحاب من المشهد، ومحاولة تقليل الخسائر بقدر الاستطاعة والتوفيق بين الطائفتين، ومن غابت عنه هذه الرؤية، اتهم الدعوة وقادتها بالخيانة والخذلان مع ان المسألة اجتهادية محضة وأصل المظاهرات قد يكون ايضا من المسائل الاجتهادية، ولم تكن موجودة في زمن السلف فضلا عن أن تكون في زمن النبي – صلى الله عليه وسلم – وكان ينبغي على المنتمين لفصائل الإسلامية أن يحترموا اجتهاد الدعوة وأن يحسنوا الظن صناع القرار فيها.
    فليس العلاج في خروج النساء والأطفال والرجال العزل الى الشوارع والميادين حتى يكونوا لقمة سائغة لأجهزة مبارك القمعية ولبطش البلطجية في محاولة إرجاع مرسي الى رئاسة مفرغة لأن كل الأجهزة تخالفه وهي بالفعل ضده ولو كان يستطيع لغير هذه الأجهزة في فترة حكمه سنة كاملة’.

    ابتعاد الدعوة السلفية والنور
    عن دخول المواجهة بجانب الإخوان

    أي أن ابتعاد الدعوة السلفية والنور عن دخول المواجهة بجانب الإخوان وباقي فصائل السلفيين والإرهابيين في الجماعة الإسلامية، وحزبها البناء والتنمية، كان لتأكدهم من عدم القدرة على مواجهة الخصوم، ولذلك فضلوا الابتعاد، أما لو كانوا على ثقة من قوتهم لما ترددوا في القتال، ولفعلوا نفس ما فعله أصحابهم في السلفية الجهادية من إلقاء الأطفال من أسطح العمارات في الإسكندرية خاصة ان أحمد فريد هو الذي اسس جماعة مهمتها جمع أسماء الشيعة في مر وتعقبهم وكانت تطالب المواطنين بإمدادها بأسمائهم وعناوينهم، أي انهم في النهاية أناس لا يمكن الثقة فيهم.

    ‘صوت الأمة’: حزب النور
    يمارس ابتزازه القديم

    ولذلك قال عنهم زميلنا كاتب ‘صوت الأمة’ الساخر والمتميز في عباراته محمد الرفاعي والذي يثير في ذكريات حواري حي بولاق أبو العلا التي ولدت فيها ونشأت وكبرت الى ان اصبحت رجلا قال وأشجاني بما قال يوم الأحد قبل الماضي: ‘مازال حزب النور وخلفه جماعة، هاتي الفانوس يا ولية، وتعالي نبوس على الزراعية، يمارس في القاعات المغلقة نفس اللعبة القذرة، ثم يخرج على الناس وقد غسل يديه من دماء القتلى، ويستعيذ بالله من الشيطان والدولة المدنية الكافرة ويمارس ابتزازه القديم، لعله يرفع عمائمه المقلوظة وما يستجد من ميادين.
    ويخضب لحيته الطويلة ولا عامود النور بالحناء في قصر الاتحادية الذي مازالت تفوح منه رائحة المحشي والكفتة التي كان يطفحها الراحل الى سجن طرة بإذنه تعالى، مازال حزب النور السلفي الحامل لارث مشايخ الإخوان، بس للأسف ما عرفش يلطش منهم السواك، مصراً على أن يقف في طريق الثورة كالعمل الردي، حتى إذا حانت اللحظة المناسبة أخدها مقلب حرامية وغطاها وقعد يصوت عليها، الغريب والعجيب أن حكومة الحاج حازم الببلاوي وقفت امام عمائم السلفية تغني على طريقة الريس متقال، المصالحة بتاع المصالحة.
    يا فراولة، وكنت فين وأنا فين، جتلي منين، والعمة دي كانت غايبة عني فين، رغم انها اعلنت اكثر من مرة ان الحكومة الجديدة ستكون حكومة تكنوقراط حتى تستطيع مواجهة المصيبة السودة التي حدفتها على دماغنا جماعة العياط القتلة، لكن يبدو ان الحاج ببلاوي خاف ان يقرأ مشايخ السلفية عليه وعلى حكومته عدية ياسين، وآخر فضائح عملية الابتزاز ترشيح ايناس عبد الدايم وزير للثقافة، فجأة اعترض مشايخ السلفية لأنها بتعزف فلوت، والفلوت يثير غرائز الإخوان المؤمنات، وبالتالي حامله ونافخه في النار، بالإضافة إلى ان اسمها ايناس والمؤانسة مكروهة شرعاً’

    ------------------


    يبدو الان ان طموح الاخوان المسلمين لم يكن في صالحهمصحف عبرية
    July 29, 2013


    لا يزال هناك من يوهم نفسه بان الانقلاب برعاية الجيش هو الذي أطاح بحكم الاخوان المسلمين قبل ثلاثة اسابيع، الانقلاب كان مجرد مرحلة اخرى في الثورة المصرية، كان اصلاحا يعيد مصر الى مسار يصعد باتجاه الديمقراطية، فقد أوضح بيان وكالة الانباء الرسمية المصرية يوم الجمعة، أن محمد مرسي، الرئيس الاول الذي تولى الحكم بعد انتخابات ديمقراطية ومنذ الانقلاب يحتجز في منشأة عسكرية وسيقدم الى المحاكمة لمشاركته في اعمال عنف ضد الشرطة في ثورة 25 كانون الثاني/يناير قبل سنتين ونصف السنة، وان القوى التي تحكم الان في مصر مصممة على اعادة العجلة الى الوراء الى عصر مبارك.
    الادعاءات وكأن مرسي ومسؤولين آخرين في حركة الاخوان المسلمين تحرروا من السجن في القاهرة على ايدي اعضاء حماس ومعهم هاجموا محطات شرطة وقتلوا أفرادا من الشرطة هي محاولة فظة لاعادة كتابة تاريخ الثورة كما عرفناه حتى الان.
    في تلك الايام من نهاية يناير 2011، تركت الشرطة الشوارع، نزع افرادها بزاتهم وتركت السجون لمصيرها والاف السجناء، الجنائيين والسياسيين تجولوا في الشوارع، فيما كان المجرمون يسلبون وينهبون محطات الشرطة والمحلات التجارية. والادعاء وكأن هذه الافعال نفذها فلسطينيون من حماس وقادة الاخوان المسلمين، تتعارض وحقيقة انه في تلك الايام، حافظ قادة الاخوان بالذات على سياسة البقاء في الظل، خشية ان يعمل الجيش والموالون لمبارك ضدهم بيد من حديد.
    والان يتبين أن الجنرالات ورجال القانون الذين تبقوا من حكومة مبارك مصممون ليس فقط على منع الاخوان المسلمين من العودة الى الحكم في المستقبل المنظور للعيان، بل ويعتزمون ايضا وصم ذكرى الثورة الشعبية ونسبها لقوى معادية لمصر. الجيش المصري منذ الانقلاب قبل ثلاثة اسابيع يعزو لحماس، وللفلسطينيين بشكل عام، دورا في ضعضعة الحكم في مصر، دعم القوى الجهادية العاملة في سيناء، خلق نقص في الوقود (الذي اختفى الان بشكل عجيب) وبالطبع التعاون مع الاخوان المسلمين ضد مؤسسات الحكم. ونقل مرسي أمس من منشأة احتجز فيها الى سجن طرة، حيث يحتجز مبارك هو الاخر، الا أنه ليس ضمن عناية اطباء المستشفى العسكري الفاخر شرق المدينة.
    جملة الاتهامات ضد مرسي وزملائه تنشر على خلفية صدام عنيف آخر لقوات الامن بالمتظاهرين من مؤيدي الاخوان المسلمين، المظاهرات التي انتهت مرة اخرى بعشرات الجثث في غرف الموتى في القاهرة ومئات الجرحى الخطيرين. وكان صدام شديد للغاية صباح أمس في مظاهرة قرب مسجد رابعة العدوية في الشمال الشرقي من القاهرة، حين انقض رجال امن يلبسون البزات السوداء والخوذات على المتظاهرين واطلقوا النار الحية عليهم. من الصعب الامتناع عن الاستنتاج بانه يدور الحديث عن هجوم مخطط مسبقا. صحافيون غربيون في القاهرة دعوا في ساعة قصيرة قبل ذلك الى الطيران في سماء المدينة، وفي اليوم السابق خرج الى الشوارع ملايين المواطنين المصريين في مسيرات دعم جرت بناء على طلب قائد الجيش، الجنرال عبدالفتاح السياسي، الذي طلب من الشعب المصري دعم الحكم في حربه ضد الارهاب.
    يوجد الاخوان المسلمون في وضع صعب للغاية منذ عشرات السنين، حين تطلق قوات الامن باسناد من الجيش النار الان على مؤيديهم حتى في وضح النهار، وزعماؤهم يعتقلون ويقدمون الى المحاكمة بتهم كفيلة بان تجر عقوبات سجن لعشرات السنين، بل حتى الحكم بالاعدام. وتشهد التطورات الاخيرة ليس فقط على تصميم الجيش ومراكز القوى القديمة في مصر على الحفاظ على الحكم، بل ايضا على فشل الحركة التي عرفت في الماضي بحذرها الشديد وبحكمتها السياسية.
    رد الفعل المضاد الشديد ضد الحزب الاسلامي الكبير والمركزي في العالم العربي لا ينحصر فقط بمصر وحدها. في الدولتين الاخريين في شمال افريقيا ايضا، اللتين اجتازتا ثورة في الحكم في ما وصف في حينه بـ’الربيع العربي’ تتصدى الاحزاب المتماثلة مع الاخوان المسلمين بتحديات عسيرة. تونس ـ الدولة الاولى التي اجتازت الثورة والاولى التي فازت فيها الحركة الاسلامية، حزب النهضة، في الانتخابات ـ مشلولة الان بسبب اضراب منظمة العمال المركزية الذين يحتجون على اغتيال رجل المعارضة البارز، محمد البراهمي يوم الجمعة، المنتقد البارز للنهضة، وهو يخرج من بيته. وحسب محققي الشرطة، فقد اغتيل البراهمي بذات السلاح الذي استخدم في اغتيال سياسي آخر قبل بضعة اشهر، والمشبوهون المركزيون هم المتطرفون السلفيون. وحتى لو لم يكن حزب السلطة يرتبط بشكل مباشر بالاغتيال، فان فشله المستمر في ادارة الدولة، صياغة دستور جديد والوساطة بين المحافل الاسلامية، التي تزداد شهيتها باستمرار وبين المؤسسة القديمة، التي بقيت علمانية في معظمها ـ وبالطبع، الاقتصاد الذي لا يزال يعرج ـ تضع قيد الشك قدرتها على تقديم حكومة مستقرة على مدى الزمن.
    في ليبيا ايضا يتعاظم الغضب على الحزب الاسلامي المركزي، حزب العدالة والتنمية، الثاني في حجمه في البرلمان، على خلفية سلسلة طويلة من تصفيات رجال الامن والناشطين السياسيين. في ليبيا ايضا لا توجد الان أدلة واضحة تشير الى دور الاسلاميين في التصفيات، ولكن واضح أن لجهات شديدة القوة مصلحة في توجيه الغضب العام ضدهم، وفي طرابلس وفي بنغازي اعتدي على مقرات الحزب واضرمت فيها النار.
    اذا كان يبدو قبل سنة ونصف السنة ان الحركة الشعبية الاوسع والاكثر تأطيرا في العالم العربي تصبح ايضا القوة السياسية السائدة، فيبدو الان أن طموح الاخوان المسلمين كان في طالحهم. فليس فقط في شمال افريقيا الاخوان في تراجع، بل وفي سورية ايضا ـ حيث كان الاخوان المسلمون الجهة الاهم بين حركات الثوار ـ تتعاظم الان باستمرار قوة الفصائل الاسلامية المتطرفة اكثر، كجبهة النصرة واحرار السلام. وبالتوازي، فان الدول الغربية تؤخر ارساليات السلاح للثوار خشية تعزيز التيارات الاسلامية. في تركيا لا يوجد الان تخوف على استقرار حكم الرئيس رجب طيب اردوغان، ولكن الاضطرابات والمظاهرات المستمرة هناك على الدوام، تأتي هي ايضا على خلفية الغضب المتعاظم من اسلوب الحكم المطلق المركزي لحزب ‘العدالة والتنمية’، ذي الايديولوجية المشابهة لايديولوجيا الاخوان.
    ودول اسلامية متزمتة ايضا كالسعودية لا تبدي تفهما للاخوان المسلمين وتعطي اسنادا هادئا للانقلاب المصري (وادارة اوباما هي الاخرى التي لا تزال ترفض وصف الاحداث كانقلاب كي لا تضطر الى وقف الدعم العسكري عن الجنرالات). وفي الاسابيع القريبة القادمة، في مصر، في تونس وفي ليبيا ستتبين القوة الحقيقية للاسلام السياسي، ففي الانتخابات نجح الاخوان المسلمون في جر الملايين الى صناديق الاقتراع، مستغلين عدم التنظيم والانشقاق في المعسكري الديمقراطي. الى معارك الشارع، امام قوات الشرطة والجيش المصممة والمزودة جيدا، لم ينجحوا بعد في جلب الملايين.

    انشل بابر
    هآرتس 29/7/2013


    ----------------

    مع الصور من دون الصور (1)
    حازم صاغيّة
    حيث يتساوى قديمنا وحديثنا الثلاثاء and#1635;and#1632; يوليو and#1634;and#1632;and#1633;and#1635;الفهم العربيّ لـ«الإرهاب» السبت and#1634;and#1639; يوليو and#1634;and#1632;and#1633;and#1635;الحركات الجهادية ضد نفسها الثلاثاء and#1634;and#1635; يوليو and#1634;and#1632;and#1633;and#1635;العنصرية وذاك اليأس البعيد السبت and#1634;and#1632; يوليو and#1634;and#1632;and#1633;and#1635;مراجعة إخوانيّة؟ الثلاثاء and#1633;and#1638; يوليو and#1634;and#1632;and#1633;and#1635;فتّش عن الانقلاب السبت and#1633;and#1635; يوليو and#1634;and#1632;and#1633;and#1635;أميركا مرض مصر؟ الثلاثاء and#1641; يوليو and#1634;and#1632;and#1633;and#1635;مصر: الانقلاب واحتمالات ما بعده! السبت and#1638; يوليو and#1634;and#1632;and#1633;and#1635;مصر: الإنذار الكبير الثلاثاء and#1634; يوليو and#1634;and#1632;and#1633;and#1635;«هيبة الدولة» في لبنان السبت and#1634;and#1641; يونيو and#1634;and#1632;and#1633;and#1635;حيث يتساوى قديمنا وحديثناحازم صاغيّة
    الثلاثاء and#1635;and#1632; يوليو and#1634;and#1632;and#1633;and#1635;أن يطالب «الإخوان المسلمون» المصريّون مرّة بعد مرّة بالتدخّل الدوليّ حمايةً لشرعيّة حكمهم، فهذا تذكير بقصور مرتكزاتهم الداخليّة عن إنجاز رغبتهم في تغيير وضع قائم. يعزّز هذا التصوّر أنّ المناشدة «الإخوانيّة» بالتدخّل تترافق مع قيام أعرض توافق بين الإسلاميّين، جامعاً إلى «الإخوان» كلاً من السلفيّين وحزب الوسط وعبدالمنعم أبو الفتوح ومحمّد سليم العوّا... والحال أنّ هذا التجميع، بعدما كان الإسلاميّون مفتّتين، كان من الأيادي البيضاء للانقلاب الأخير!

    لكنّ ضعف المرتكزات هنا يبقى أقلّ مشهديّة (فضائحيّة!) من وقوف الحداثيّين، خصوم الإسلاميّين، وراء الجيش ومشاركتهم النشطة في تفويض الفريق عبدالفتّاح السيسي. فإذا استلزم الأمر في 1964 دوراً كدور الاتّحاد السوفياتيّ لحمل الشيوعيّين المصريّين على حلّ أنفسهم والاندماج في «الاتّحاد الاشتراكيّ العربيّ» بزعامة جمال عبدالناصر، فإنّ مبايعة الجيش اليوم، من اليساريّين ومن الليبراليّين سواء بسواء، لم تعد تستدعي أيّ جهد دوليّ خارق.

    فإذا كان شيوعيّون عراقيّون وسوريّون قد انضووا كالحملان الوديعة في جبهات صدّام حسين وحافظ الأسد، فإنّ ليبراليّين مطعّمين بلون من الاشتراكيّة الديموقراطيّة، كالعراقيّين كامل الجادرجي ومحمّد حديد عملا وزيرين في حكومات العسكريّين الانقلابيّين بكر صدقي (1936) وعبدالكريم قاسم (1958). ولا يُنسى أنّ بعض الشيوعيّين سبق أن رأوا وجه «الزعيم» قاسم مرسوماً على صفحة القمر.

    كذلك ففي التاريخ السوريّ الحديث، شكّل رمز كأكرم الحوراني نموذجاً صارخاً على الحيرة الدائمة بين العمل البرلمانيّ والانقلاب العسكريّ. وهي حيرة لم تنقطع منذ انقلاب حسني الزعيم في 1949 حتّى وصول البعث إلى السلطة في 1963. وقد جاءت مؤخّراً مواقف الكثيرين من المثقّفين الحداثيّين السوريّين، ممّن فضّلوا الحكم العسكريّ الأسديّ على الثورة الشعبيّة، تشي، هي الأخرى، بالعواطف نفسها، وفي بعض الحالات بالحيرة الحورانيّة نفسها.

    وإذا جاز تسجيل ألف انتقاد على الحرب الأميركيّة في العراق، العام 2003، فإنّ ما لا يجوز إغفاله عجز العراقيّين، ما بين 1968 و2003، عن إطاحة صدّام حسين. فحين تولّى العراقيّون شؤون تدبّر العراق، كانت الحصيلة، ولا تزال، كارثيّة. ويصحّ الأمر نفسه، ولو على نحو مصغّر في الليبيّين الذين حسم التدخّل الخارجيّ أمر ثورتهم، ولا يزال تسييرهم لمجتمعهم أسير القبائل والمناطق والميليشيات المتناحرة. أمّا السوريّون الذين بدأوا إطاحة الأسد بأنفسهم في 2011، فمن الواضح أنّهم، من دون تدخّل خارجيّ، سيكونون عاجزين عن إكمال هذه الإطاحة. وأمّا المصريّون والتوانسة الذين نجحوا في إكمال مهمّة الإطاحة ذاتيّاً، فيتخبّطون اليوم على نحو عميق جدّاً في تدبّر ما بعد الإطاحة.

    وأغلب الظنّ أنّ هذه الوقائع تنمّ، على عمومها وتفاوتها واختلاف مصادرها ومواطنها، عن ضعف تكوينيّ لا يولّد مرتكزات تغيير محلّية صلبة وكافية بذاتها. وهذا، في مطلق الأحوال، إنّما يتعدّى السياسة أهميّةً و... خطورةً. فالجيوش والخارج وتوهّم خلاص آتٍ من الغيب هي، حتّى إشعار آخر، القوى الفاعلة في واقعنا الذي لا يزال يجهد كي يغدو واقعاً. يتساوى في هذا التعويل إسلاميّ القدامة وليبراليّ الحداثة ويساريّها


    ---------------


    «الإخوان» والخيط المقطوع

    غسان شربل

    الإثنين and#1634;and#1641; يوليو and#1634;and#1632;and#1633;and#1635;


    فاقت التطورات المصرية التوقعات. ولعلها فاجأت «الإخوان» وخصومهم معاً. وفاجأت الحكومات وأجهزة الاستخبارات والصحافيين وكل المتابعين. لم يتوقع أحد تدافع الأحداث بمثل هذه السرعة. فقد كانت مصر في عهد رئيس منتخب اعترف العالم بشرعيته وفتح له أبواب مراكز القرار في العواصم الكبرى. ثم أن الرئيس جاء من جماعة ولدت قبل ثمانية عقود ولا يمكن إنكار جذورها في المجتمع.

    في أيار ( مايو) الماضي كان الفريق أحمد شفيق قاطعاً في إجاباته. قال إن محمد مرسي لن يكمل ولايته. وإن حكم «الإخوان» سيسقط سريعاً إما بانتخابات وإما بثورة شعبية لأنه مناقض لروح مصر. قال أيضاً إن أركان عهد مرسي سيحاكمون وتحدث عن الدور الذي لعبه «من جاؤوا عبر الأنفاق» في تحرير مرسي من سجنه كما وجه إليهم اتهامات أخرى بينها الضلوع في عمليات قتل إبان الثورة. كان شفيق يتحدث في منفاه الموقت في أبو ظبي. نشرت ما قاله لكنني اعتبرته كلام رجل مجروح خصوصاً أنه كان منافس مرسي في انتخابات الرئاسة.

    لم يكن في استطاعة المعارضة المصرية إقناع ملايين المواطنين بالتدفق إلى الميادين والشوارع لو لم يساهم مرسي ومعه «الإخوان» في قطع الخيط الذي يفترض أن يبقى بين الرئيس والمواطن العادي الذي لا ينتمي إلى جماعته. لقد تجاهل مرسي المواطن غير الإخواني. لم يلتقط ولم يستمع ولم يبادر. سلوكه في ملفات الاقتصاد والأمن والقضاء عجل في قطع الخيط الذي يحمي الحاكم من أن يعود مندوباً لحزبه أو جماعته ويخسر بذلك صفة الرئيس الذي تتجاوز شرعيته الشرعية التي يمنحه إياها المرشد.

    في المقابل يتعين على السلطة الجديدة أن تتذكر أن أنصار «الإخوان» هم جزء من الشعب. وأن عليها التحدث إليهم ومحاولة تبديد مخاوفهم وفتح أبواب المشاركة أمامهم على رغم مناخات المواجهة الحالية.

    أخطر ما يمكن أن يرتكبه حاكم هو الاعتقاد أن نتائج صناديق الاقتراع تتيح له الرقص وحيداً مع حزبه وجماعته. وأن يصنف أي منتقد كعدو وأي معارض كخائن. الديموقراطية تفترض الاستماع والتحاور والإصغاء بعمق والتصحيح. ساهم سلوك مرسي في إطلاق المخاوف من التفرد و «الأخونة» وتغيير روح مصر والتلاعب بهويتها. اعتبر الرئيس أن شهادة حسن السلوك تأتي من «مكتب الإرشاد» وليس من شعور المواطنين أن الرئيس يمثلهم ويحاول تحسين ظروف حياتهم.

    يمكن القول إن الجماعة ارتكبت سلسلة من الأخطاء. الأول خوض انتخابات الرئاسة من دون التبصر بأعباء إدارة بلد كمصر. الخطأ الثاني المساهمة في قطع الخيط سريعاً مع المواطن غير الإخواني ومن دون تحقيق أي إنجارات تجعل الرئيس عنواناً لمحاولة حل الأزمات بدلاً من أن يتحول وجوده في الحكم مصدراً للأزمات. وتواجه اليوم احتمال ارتكاب خطأ فادح بتفضيل المواجهة الدامية المفتوحة على التسليم بالخسارة مهما كانت قسوتها.

    ما كان في استطاعة الفريق أول عبد الفتاح السيسي أن يفعل ما فعل لولا انقطاع الخيط بين «الإخوان» وغالبية المصريين. لهذا يجدر بالجماعة التفكير في مسؤوليتها عن سقوط مرسي. ويجدر بها أيضاً التفكير في الخروج من الأزمة من دون وقوع مصر في بحر من الدماء. وقصة الخيط المقطوع لا تعني «الإخوان» في مصر وحدها بل تعنيهم في أكثر من مكان.

    خسر «الإخوان» موقعهم السابق بسبب الخيط المقطوع مع المواطن الذي لا ينتمي إلى معسكرهم. هذه الخسارة عرضتهم لشبه ثورة وشبه انقلاب. حاصر مرسي نفسه قبل أن يحاصره الجيش. لن تستطيع الجماعة الخروج من أزمتها الحالية إلا إذا قرأت ما حدث على هذا الأساس. المزيد من الجثث والدم قد يضعف مصر والسلطة الجديدة لكنه لن يعيد الجماعة إلى حيث كانت.

    في المقابل على السلطة الجديدة أن تتعلم من تجربة «الإخوان». وأن قسوة الظروف لا تعفي من محاولة التحدث إلى جمهور «الإخوان» حتى ولو رفض الاستماع في المرحلة الأولى. وأن أي حزم تفرضه المرحلة لا بد أن يقترن بالتوجه الثابت نحو انتخابات نزيهة تعيد إنتاج مؤسسات جامعة في ظل دستور يتسع لكل المصريين.


    -------------------



    زلزال سقوط تجربة الأخوان المسلمين فى مصر وتوابعه المحلية والإقليمية والدولية ..

    بقلم: صلاح جلال
    الإثنين, 29 تموز/يوليو 2013 06:11

    بسم الله الرحمن الرحيم

    لقد تمكن الشعب المصري فى 28يناير 2011 من الثورة المباغتة على نظام الرئيس السابق محمد حسنى مبارك ، فقد خرج الشعب فى حشود و موجات بشرية فاجئت العالم والنظام القائم ، مما شل حركتة فى واقع أشبة بالعصيان المدنى الشامل ، مما اضطر قيادة القوات المسلحة الضغط على النظام والرئيس لإجبارة التخلى عن الحكم لمجلس عسكرى إنتقالى ، باشر مهامة فى حكم البلاد منذ لحظة إذاعة بيان التنازل نيابة عن الرئيس حسنى مبارك منذ هذا التاريخ بدأت الفترة الإنتقالية ، فقد قام المجلس العسكرى بالتشاور مع القوى السياسية بتشكيل حكومة إنتقالية وقام المجلس بوضع إعلان دستور مؤقت انتقالى تم بموجبة إجراء انتخابات برلمانية لغرفتى المجلس النواب والشورى ، فقد جاءت نتيجة الإنتخابات بفوز كاسح للتيار الإسلامى ممثلاً فى حركة الأخوان المسلمين وحزبها الحرية والعدالة الذى شكلته بعد الثورة ، والحركة الإسلامية السلفية ممثلة فى حزب النور فقد تجاوز وزنهم النيابى 80% مع أقليات من الشباب والليبراليين والوفد والمستقلين ، كما أشرف المجلس العسكرى الإنتقالى على إجراء أول إنتخابات رئاسية تعددية فى تاريخ مصر السياسي ، فقد أفرزت هذه الإنتخابات التى خاضها ثلاثة عشر مرشحاً من كافة الأطياف من الإسلاميين للقوميين والتيارات الوطنية ، عن عدم تأهل أى من المرشحين على نيل النسبة الكافية للفوز من الجولة الأولى ، مما أدى إلى إعادة الإنتخابات بين أعلى إثنين ، فقد كان ترتيب مرشح حركة الأخوان المسلمين د.محمد مرسى الأول ، وجاء فى المرتبة الثانية الفريق م احمد شفيق الذى كان رئيس آخر وزارة عينها الرئيس مبارك قبل خلعة من السلطة فدمغة الإعلام منذ تقديم أوراق ترشحه بأنة مرشح معظم انصاره من أعضاء الحزب الوطنى المنحل و أطلقوا علية لفظ مرشح الفلول، فى إنتخابات الإعادة تمكن حزب الحرية والعدالة من نسج تحالفات متعددة مع شباب الثورة وقواعد مرشحى الرئاسة السابقين و اقنعهم بضرورة التوحد فى مواجهة مرشح الفلول حتى لا تنجح الثورة المضادة وتعيد إنتاج نظام مبارك المباد فقد اشترى الشارع المصرى العام هذا الموقف رقم تردده فى منح الأخوان المسلمين مقعد الرئاسة ،إلا أن الشعب قد وجد نفسه فى معادلة صفرية (الفلول أو الأخوان) فاختارت تحالفات الثورة مساندة مرشح الأخوان المسلمين الذى تمكن من الفوز على الفريق أحمد شفيق بحوالى 800 ألف صوت فقط بواقع 51% بموجبها تم إعلان مرشح حزب الحرية والعدالة الدكتور محمد مرسى رئيساً للجمهورية .
    رقم هذا الفوز الذى تمكن فية مرشح الأخوان المسلمين عبور خط السباق الأخير بفارق ضئيل عن منافسة وبمساندة تحالف واسع من الطيف السياسي المصرى ، إلا أن القيادة السياسية لحركة الأخوان المسلمين لم تقرأ النتيجة بطريقة صحيحة وتعمل على إرضاء حلفائها ، فقد إنتهت إلى تحالف محدود مع التيار السلفى وشكلت أول وزارة كانت متهمة بأنها من الموالين لحركة الأخوان وبعض التكنوقراط ، فقد كان أداء الوزارة ضعيفاً مما زاد سخط الشارع المصرى عليها ، وفى نفس الوقت دخل الرئيس فى صدامات مع الإعلاميين و من ثم مع الهيئة القضائية والمحكمة الدستورية التى قضت بحل البرلمان لعدم دستورية قانون انتخابه ، وتوترت علاقتهم مع حليفهم الوحيد التيار السلفى ، فبدأت حالة فرز سياسي واضحة وبوتيرة سريعة لا تخطئها عين أى مراقب ، مقابل إصرار من قيادة الأخوان المسلمين بأن الأمور ستسير بقليل من الصبر والضغط على ما أطلقوا عليه إسم عناصر الدولة العميقة . فى ظل تدهور الأوضاع المعيشية للمواطنين وتجفيف السياحة وتدهور الخدمات وتعدد الإضرابات والمظاهرات وبروز إعلام دينى متشدد زاد من مخاوف وشكوك المسيحيين والليبراليين و الفنانين والمثقفين على وحدة النسيج التاريخى الإجتماعى المصرى ، هذا المناخ السياسي المتردى دفع إلى تشكل كتلة سياسية ضخمة لم توحد بينها سوي الأزمة و مأذق الدولة المصرية العميقة .
    فتشكلت جبهة الإنقاذ ككرة جليد ضخة ومتدحرجة ومتزايدة فى الحجم من القوى السياسية المعارضة وشباب الثورة ، و النظام السياسي الأخواني غير قادر على إنتاج مبادرة تكسر الجمود وتفتح باب الحوار بين الفرقاء الذين كانت مطالبهم تنحصر فى إقالة وزارة هشام قنديل وتشكيل حكومة كفاءات وطنية تقوم بإجراء انتخابات برلمانية و رئاسية مبكرة كحل للأزمة التى يعيشها النظام ، فقد فشلت قيادة الأخوان السياسية فى استيعاب الواقع الذى يتشكل أمامهم ، وقد كانت القوات المسلحة تراقب الموقف وتضغط على الرئاسة لإيجاد مخرج للانسداد السياسي و الإنقسام المجتمعى الواضح ، فقد تعاملت قيادة الأخوان المسلمين بمنطق لا أسمع ولا أرى ، حتى وجدت نفسها فى مأزق وكل أبواب الطوارئى قد أغلقت ، فظهرت حركة شبابية بإسم تمرد ووضعت ثقاب على برميل البارود الجاهز للإشتعال ، فقد جمعت فى فترة وجيزة حوالى 22 مليون توكيل موقع تطالب بإنتخابات رئاسية مبكرة تنذر الحكومة بالعصيان المدنى بتاريخ 30يونيو2013 .
    تعاملت قيادة الأخوان المسلمين مع الأحداث المتطورة بلامبالاة تحسد عليها كشفت عن ضمور واضح فى الخبرة السياسية و إدارة الأزمات وتصرف رجل الدولة الحكيم الذى لا يخلوا جرابه من حيلة ومخرج من كل أزمة ، فقد تحصنوا بحركة سموها تجرد لمقابلة وتحدى جماهير بجماهير كحل للموقف السياسى المأزوم ، و انصرفوا للمراشقات الإعلامية والخطب الجوفاء حتى وافاهم طوفان شعبى عارم فى 30\يونيو، فتدخلت القوات المسلحة وخلقت واقع سياسي جديد عزلت بموجبة رئيس الجمهورية .مما ترتب علية آثار على الصعيد الدولى و الإقليمى والمحلى ، فقد اختلف المحللين وقيادات بعض الدول فى تكييف ما حدث فى مصر ، منهم من يرى انها ثورة شعبية حقيقية فرضت على الجيش الإنحياز لإرادتها بحكم الملايين التى خرجت وطالبت بإنهاء حكم الأخوان المسلمين ، وفريق آخر تخندق فى فكر المؤامرة و أعتبر ما تم هو إنقلاب عسكرى أطاح بنظام ديمقراطى منتخب ، سيستمر هذا الجدل الفكرى لتكييف حالة التغيير الذى حدث لمصر لبعض الوقت ، ولكن السياسة عليها بالنتائج الواقعية على الارض وهى تقول أن هناك نظام سياسي تم عزلة و وضع نظام بديل إنتقالى مكانه ، و أن الحالة المصرية اتفقنا أو إختلفنا حول تكييفها فكرياً لن تعود لما كانت علية قبل 3يوليو2013 ، هذه هى الخلاصة الواقعية على الأرض الآن ، ولم أعرف علم من العلوم أكثر واقعية وبراجماتية من علم السياسة ، علية سأحلل آثار ما حدث من زلزال على الأرض .


    على الصعيد المحلى المصرى
    1))

    حركة الأخوان المسلمين التى تأسست فى مدينة الإسماعيلية عام 1928 برئاسة الإمام الشهيد حسن البنا ، تعتبر أكبر تنظيم سياسي إسلامى عالمى منظم ، وتعتبر بلا منازع أكبر كتلة سياسية شعبية متماسكة فى مصر ،حيث تقدر عضويتها بما يفوق 2 مليون عضو على مستويات العضوية الثلاثة لدى الحركة ، عضو متعاطف وعضو منتسب وعضو عامل يقدر اعضاء الحركة العاملين بحوالى 300 ألف عضو ، الحركة منذ نشأتها الأولى كان يتهمها خصومها من اليسار المصرى بأنها صنيعة أجنبية لمواجهة المد اليسارى والشيوعى فى العالم الإسلامى ويستشهدون على أن أول تبرع مالى تلقتة الحركة عام 1928 كان من هيئة قناة السويس، وهى هيئة أوربية عندما كانت القناة تحت التأميم ،بدأت الجماعة العمل السياسي منذ ايام الملك فاروق فقد أصدرت عدد من البيانات مؤيدة ومعارضة لعدد من الوزارات التى شكلها الملك فى ذلك التاريخ و استمر حضور الجماعة فى العمل السياسي مداً وجزراً عبر كل الحقب السياسية فى مصر .
    انتخب الشعب المصرى الأخوان خصوصاً و التيار الإسلامى عموماً بعد ثورة 25 يناير بأغلبية ، تقديراً لدورهم السياسى فى مواجهة الأنظمة المصرية ومعاناتهم الطويلة مما كان يعتقده كثير من المصريين أنه تعسف وظلم واجهته الجماعة ، ثانيا كانت الجماعة هى الوحيدة الأكثر تنظيم وتمويل بعد الثورة ثالثا مشاركة الجماعة فى أحداث الثورة والتغيير ، إذن ماذا حدث؟ لماذا إنقلب الرأى العام المصرى خلال عام واحد من حكم الجماعة ضدهم؟ أعتقد الأسباب إجمالاً كالتالى :-
    1. اتضح بما لايدع مجالاً للشك عدم قدرة الجماعة على إدارة الدولة والضعف البائن فى خبرتهم ومعرفتهم بذلك ، وقد إتضح هذا فى عدد القرارات التى إتخذتها الجماعة ووضعتها فى صراع مع القانون والدستور .
    2. إستعجال الجماعة للتمكين فى أجهزة الدولة عجل الصراع بينها و أطراف الدولة العميقة المختلفة من قضاة وإعلام ومثقفين .
    3. الفشل فى إدارة الملف الإقتصادى و إحساس رجل الشارع العادى بتدهور حياته اليومية من سيئ إلى أسوأ .
    4. إنفلات الخطاب الدينى وتوسعة فى تكفير المجتمع و الإساءة المستمرة للقيم المصرية السائدة أشعر كيان الدولة العميقة بالخطر ، لذلك استنفر كل قدراتة للحماية والمواجهة
    5. حدثت لقيادة الجماعة حالة من حالات تضخم الذات والتعامل من برج عالى مع بقية المنافسين فى الساحة السياسية مما استثار استعدادهم للمواجهة ورفضهم للتعاون السياسي معهم ، ولم ينجوا من هذا الإستعلاء حتى حليف الجماعة التقليدى حزب النور تجمع التيار السلفى.
    6. أظهرت الجماعة عناد كبير فى التعامل مع الحلول السياسية الوسطى ، التى كان من الممكن أن تردم الشقة المتسعة بينها وبقية المجتمع السياسي المصرى.
    7. كما إتضح بعد 3يوليوا أن الجماعة كانت على خلاف عميق مع القوات المسلحة و المخابرات العامة ، هذه الأجهزة كانت تحصل على معلومات من بعض تصرفات الجماعة تهدد الأمن القومى المصرى على حسب رؤيتهم الفنية لمفهوم الأمن القومى .
    1. انغماس الجماعة فى ملفات إقليمية ساخنة مما وضعها فى تقاطعات و اتفاقات مع محاور ومصالح دولية ألغت بظلالها على الوضع السياسي الداخلى فى مصر.
    فى صياغ هذة المعطيات يمكن لنا إستيعاب لماذا حدث كل هذا فى مصر
    2
    سقوط جماعة بهذا الحجم كانت تنتظر الفرصة لتنفيذ مشروعها السياسى على مدى84 عام ، هذا المشروع بارتباطاته الإقليمية والدولية بلاشك زلزال مدوى لة آثار ضخمة وتداعيات كبيرة محتملة لابد من تكييفها والاستعداد للتعاطى معها

    الأخوان المسلمين والتعاطى مع الأزمة
    لا يتوقع أحد استسلام الأخوان المسلمين وحزبها السياسي على ضياع سلطتهم دون أن يخوضوا معركة كبيرة من أجل إثبات الذات ، هذة الأزمة التى بدأت أزمة خلاف سياسي وتحدى إرادات متباينة وتطورت ملامحها إلى أزمة وجود للجماعة .
    لقد بدأت حركة الأخوان المسلمين بداية صحيحة لمواجهة الموقف بالتعبئة الداخلية والإستنفار السياسي لأنصارها من خلال المظاهرات و الإعتصامات و محاولة تحريك أدوات العصيان المدنى ، ماهى الخيارات المتاحة أمام الجماعة وميزات ومخاطر كل خيار؟

    خيار المواجهة والعنف
    حركة الأخوان المسلمين منذ نشأتها الأولى إرتبطت بممارسة العنف السياسيى فى فترات تاريخية متعددة ولها تجارب فى العنف تعلم نتائجها جيداً منذ تكوين النظام الخاص للجماعة الذى أَنشأ كجهاز عسكرى لمواجهة اليهود و الإستعمار الإنجليزى ، وقد وتم استخدامه فى الصراع السياسي الداخلى مع فرقاء الساحة المصرية ، ففى عام 1945 أتهمت الجماعة بإغتيال أحمد ماهر رئيس وزراء مصر ، وكذلك اتهمت الجماعة بإغتيال النقراشى باشا رئيس وزراء حكومة الوفد أيام الملك فاروق افى العام 1948 الذى قام بحل جماعة الأخوان المسلمين و ألغى القبض على القاتل عبدالحميدأحمد حسن عضوا الجماعة وتمت محاكمته ، فى عام 1948 قامت الجماعة بعملية إغتيال القاضى أحمد الخازندار بواسطة محمود زينهم وحسن حافظ سكرتير الإمام حسن البنا وقد تمت محاكمتهم وصدرت أحكام ضدهم ، فى عام 1949 إرتد العنف السياسي على حركة الأخوان المسلمين فقد تم إغتيال الإمام حسن البنا أمام دار الجماعة ، وقد تكشفت عملية إغتياله بعد ثورة 23 يوليوا حيث تم تقديم عدد من أفراد الحكومة فى عهد الملك للمحاكمة صدرت أحكام ضدهم و أتهمت الوزرة السعدية بتدبير حادثة الإغتيال ، وكذلك من أحداث العنف إتهام الرئيس جمال عبدالناصر للجماعة بمحاولة إغتيالة فى المنشية بالإسكندرية وقد تعرضت الجماعة لعنف مضاد غير مسبوق فى تاريخ مصر الحديث حيث تم إعدام القيادى الفقية القانونى الكبير د.عبدالقادر عودة وستة آخرين ومئات المعتقلين من الجماعة فقد اعترفت الجماعة مؤخراً بتدبيرها لمحاولة إغتيال عبدالناصر فى المنشية من خلال الإعتراف الموثق الذى قدمة عضو الجماعة خليفة عطوة ، كما أتهمت ثورة يوليوا جماعة الأخوان بتدبير حريق القاهرة حيث أعدم الأديب والمفكر الإسلامى سيد قطب وسبعة آخرين بعد محاكمتهم أمام القضاء العسكرى وتعرض المئات من أنصار الجماعة للتعذيب والقهر داخل السجون ، مما ووضع النواة لأولى للفكر التكفيرى للمجتمع ، ففى عام 1977 قامت جماعة التكفير بإغتيال الدكتور أحمد الذهبى استاذ الشريعة ووزير الأوقاف ، فقد تمت محاكمة تنظيم التكفير والهجرة بهذة الحادثة بقيادة شكرى مصطفى وهو من تلاميذ سيد قطب وكان من بين المعتقلين والمعذبين فى السجون وهو مؤلف كتاب الخلافة الذى يعتبر المرجع الفقهى الأساسى لكل الجماعات التكفيرية ، بهذا السرد يمكننا أن نقول أن جماعة الأخوان المسلمين لها تجربة طويلة ومريرة مع العنف السياسي فقد بذل الإمام حسن البنا ومن بعدة المرشد حسن الهضيبى والمرشد عمر التلمسانى مجهودات فكرية وتنظيمية كبيرة لإزالة آثار ممارسة العنف التى إرتبطت بالجماعة
    فقد صدر منشور لا أخوان ولا مسلمين للإمام حسن البنا بعد حادثة إغتيال الخازندار،و كتاب (دعاة لاقضاة ) لمحاربة العنف ، علية أعتقد أن قيادة حركة الأخوان المسلمين الحالية واعية لمخاطر العنف السياسي من صياغ تجربتها الذاتية ، وخاصة أن شهود أحداث العنف التى قادتها الجماعة ما زالوا أحياء مثل المرشد السابق للجماعة مهدى عاكف وهو معتقل الآن بسجن ليمان طرة ، أعتقد أن مظاهر العنف التى تلوح بها الحماعة الآن هى ناتج مباشر لردة الفعل الطبيعية لموت حلم كبير ، وكذلك من أجل الحفاظ على تماسك الجماعة الداخلى وتحسين وضعها التفاوضى لتخرج بأخف الأضرار ، و لكنى أستبعد تماماً أنزلاق الجماعة فى بنيتها الأساسية للعنف فى مواجهة هذا التيار الواسع من المجتمع المصرى الذى تمت تعبئته ضدها ، بلاشك هناك قوى دولية تتمنى أن ترى مصر دولة فاشلة ومنزلقة فى حرب أهلية ، حتى يتم التخلص من آخر جيش عربى قوى بعد إختفاء الجيشين العراقى والسورى وكذلك الأطراف من الجهاديين بقيادة الظواهرى التى تعتقد ان انهيار الدولة مناخ مناسب لحركتها خاصة انها تجد موقع جيد لمواجهة اسرائيل والتأثير على العالم من خلال السيطرة على أمن البحر الأحمر وقناة السويس وهم يحاولون الآن فى سيناء ، أوربا و الولايات المتحدة ليس لها مصلحة الآن فى عدم الإستقرار فى مصر لأنه يقضى على آمالهم فى التعافى من الأزمة الإقتصادية التى مازالت تداعياتها تتوالى فى بلدانهم .
    لذلك أستبعد تماما إنزلاق مصر لحرب أهلية خاصة أن جيشها واعى ومتماسك و أجهزتها الأمنية قادرة على فرض الأمن إذا عجزت السياسة عن تحقيقة .

    الخيار السياسي للأخوان المسلمين
    حركة الأخوان المسلمين وقياداتها قوى براجماتية ذات مقدرة على المساومة السياسية رغم تعقد تكتيكاتها التفاوضية للتتناسب مع تركيبتها الداخلية ، فقد تفاوضت مع الملك فاروق والرئيس عبدالناصر وأنور السادات ومع نظام مبارك حتى آخر لحظة قبل سقوطة ، أقول أن الأخوان لها مقدرة على التفاوض فى أحلك الظروف و أصعبها ، فالجماعة بدأت منذ الإنقلاب بالتعبئة من أجل عودة الشرعية ممثلة فى مرسى والشورى ووزارة قنديل ،وهى متأكدة من إستحالة حدوث ذلك ولكنها النقطة التى تبدأ منها المساومة وعدم الاستسلام السهل الذى لايقبلة شباب الجماعة ، فالخطاب الحالى والمظاهرات ومافيها من تضحيات وعنف كلها ستنتهى فى المساومة على الخروج الآمن وعدم الملاحقة والعودة للمسار الديمقراطى ، فقد بدأت ملامح المشروع التفاوضى للجماعة تتضح من خلال تصريحات طارق الزمر حليف الجماعة السلفى ، ومبادرة دكتور هشام قنديل رئيس الوزراء السابق و أخيراً تبلور مبادرة الخمسة نقاط التى طرحها المستشار البشرى عضو مكتب الإرشاد فى الجماعة والدكتور محمد سليم العوا المرشح الرئاسي السابق وهو مفكر إسلامى محترم ومحل تقدير وثقة طيف واسع من المصريين ، فقد جاءت مبادرته بمدخل معقول وموضوعى للتفاوض متجاوزاً عودة مرسي و أى من المؤسسات المعزولة حيث إحتوت المبادرة الآتى :-

    • استنادا للمادتين 141، 142 من الدستور (الذي عطله الجيش في 3 يوليو الجاري)،
    1- يفوض رئيس الجمهورية (محمد مرسي) سلطاته إلى وزارة وطنية مؤقتة
    2-تدعو الوزارة المؤقتة -فورا ودون تأخير- إلى انتخابات مجلس النواب
    3-وفقا لنتائج انتخابات مجلس النواب وطبقا للدستور، تشكل “الوزارة الدائمة” التي تتولى السلطة التنفيذية في الدولة.
    4-يتحدد بعد ذلك إجراءات عقد انتخابات رئاسية مبكرة، وفقا لأحكام الدستور
    5- تحدد أيضا الإجراءات اللازمة لتعديل الدستور والمصالحة الوطنية على أساس من الديمقراطية والتراضي

    بناء على هذه المبادرة والمبادرة التى يقودها شيخ الأزهر والتيار السلفى سنشهد فى الأيام القادمة تحرك كل الأطراف السياسية لعملية حوار واسعة قد لاتخلوا من المخاشنة والمناورات بالمظاهرات وكروت الضغط المختلفة لتحقيق أكبر المكاسب من كل الأطراف ، الطريق التفاوضى بدأ ولكنه غير سهل وغير معبد بالورود ، و أعتقد أنة سيشمل أطراف فى نظام مبارك فى مراحلة النهائية حتى يصل لمصالحة شاملة تضمن الإستقرار والمصالحة فى إطار القانون والدستور ، وعموما يمكننى القول أن مصر الشقيقة مازالت فى سنوات الديمقراطية الأولى التى سوف تتطور وتترسخ مع الممارسة والسنين والتراكم الواعى للتجارب .


    ماهى الآثار الدولية للزلزال
    بعد أحداث سبتمبر التى ضربت فيها القاعدة قلب العالم الغربى فى الولايات المتحدة الأمريكية أصبحت الحركات الإسلامية محل دراسات وبحوث متعمقة من أعلى مراكز القرار فى الدول الغربية ، فقد تبنى الرئيس بوش الإبن استراتيجية الحرب الشاملة على الإرهاب وسياسة كل من ليس معنا فهو ضدنا ، وخرجت البوارج الأمريكية والجيوش والمخابرات تبحث عن العدو الخفى الإرهاب فى كل مكان فسقطت العراق قبلها، ثم سقطت حكومة طالبان و استبيحت الأجواء والسيادة الباكستانية لملاحقة القاعدة وتكبدت الولايات المتحدة خسائر ضخمة مادية وبشرية إرتفعت روح المعاداة للأمريكان فى كل أنحاء الدنيا ، تابع الرأى العام الأمريكى كل هذة التداعيات وقد كان واضحاً من الإنتخابات الأمريكية قبل السابقة أن الناخب الأمريكى يريد أنهاء سياسة الزراع العسكرية الطويلة، ويرغب فى استراتيجية تحقق ذات النتائج بأقل الخسائر الممكنة والمواجهة المباشرة ، وهذا هو أساس التفويض الذى منحة الشعب الأمريكى للرئيس أوباما فى فترة رئاسته الأولى فقد حقق أوباما انتصاراً استراتيجياً رد الكرامة و الإحساس بالثقة للمواطن الأمريكى بقتلة لأسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة المتهم بالتفجيرات الأمريكية ، وبدأت إدارة أوباما فى رسم سياسة جديدة لمواجهة الإرهاب تقوم على الإحتواء والشراكات الذكية فقد تسربت وثيقة من الإدارة الأمريكية اشارت إليها صحيفة النيويورك تايم عن طريق مراسلها مارك لاندر، فقد قام فيها التفكير الأمريكى على الآتى :-
    1 - ضرورة مواجهة تنظيم القاعدة والقضاء عليه.
    2- ضرورة إحتواء الهلال الشيعى الذى يهدد المصالح الامريكية فى الشرق الأوسط بقيادة إيران بهلال سنى قوى متماسك.
    3- لتحقيق هزيمة القاعدة لابد من إحتواء تيارات الإسلام المعتدل ورفع التحفظ عليهم من الوصول للحكم فى بلدانهم .
    4- الوصول لتفاهمات مع تيارات الإعتدال الإسلامى فى الشرق الأوسط لتأمين المصالح الأمريكية فى المنطقة.
    5- أن منطقة الشرق الأوسط وصلت لمرحلة من الغليان كان لا يمكن معه الإستمرار فى دعم الأنظمة القائمة فيه خاصة فى مصر .
    6- كما أشارت الإدارة الأمريكية إلى تنامى شرائح الشباب فى هذه المجتمعات مع الفقر والعطالة فهذه تركيبة كارثية للإنفجار العشوائى وتغذية الإرهاب .
    وبعد دراسات ومشاورات وإتصالات قامت بها دول فى المنطقة. توصلت إدارة أوباما لقناعة أن حركة الأخوان المسلمين حليف ذا مصداقية يمكن الإعتماد عليه وله سند شعبى كافى لخلق الإستقرار فى المنطقة
    فقد أشارت المصادر أن البيت الأبيض بقيادة أوباما وسامنتا باور وممثلين لأجهزة مختلفة توصلوا لهذه القناعات و بدأت التوجيهات فى أخذ حيز التنفيذ ، فقد أشار مستشار الرئيس بوش السابق روبرت مالى أن الإسلاميين على رأسهم الأخوان المسلمين كانوا جاهزين لقبول الصفقة الأمريكية وكانوا يرونها مرضية لهم فإنهم سيلتزمون بالآتى :-
    1- أنهم لن يهددوا المصالح الغربية فى المنطقة ،ويضمنون الأمن الإقليمى .
    2- يضمنون الحفاظ على السلام مع اسرائيل وعدم المواجهة ، والتعاون فى مكافحة الإرهاب .
    3- يضمنون أمن البحر الأحمر وقناة السويس وتدفق الطاقة للغرب وعدم شن أى حروب تجارية.
    4- القضية الفلسطينية يمكن أن تنتظر الظرف المناسب لتسوية سياسية مع إسرائيل.
    5- مقابل ذلك ترفع الولايات المتحدة الفيتو على عدم وصول الأخوان المسلمين للحكم فى دول الشرق الأوسط .
    6- تضمن الولايات المتحدة للحكومات الإسلامية التأييد السياسي الدولى و الدعم الإقتصادى .
    يقول الخبير الإقتصادى ناثان براون (أن العلاقة بين الأخوان المسلمين والولايات المتحدة مرت بعد الثورة المصرية بمرحلتين 2011-2012 فى هذه الفترة طور الأمريكان و الأخوان علاقات عمل متطورة وتفاهماً مشتركاً وصفه البيت الأبيض بالجيد جداً من خلال قنوات عمل مفتوحة بواسطة وسطاء إقليميين فى بدايتها ثم مباشرةً بعد ذلك ، واستقرا على أن واشنطن تقبل بهم فى السلطة فى المقابل أنهم يتصرفوا بشكل مسئول وعاقل فى الملفات الحساسة ويؤكد ناثان أن العلاقة فى الآونة الأخيرة اتسمت بالغلق من جانب واشنطن بعد أن أدركت أن التنظيم متعثر فى إدارة الدولة المصرية ، لذلك سقوط الأخوان فى مصر من خلال ما حدث فى 3يوليوا بلا شك خلق زلزال وتداعيات على مستوى الإستراتيجيات والتوازنات العالمية التى قامت عليها وسيتضح المزيد من التفاصيل مع مرور الأيام ، وحتما ستظهر تكتيكات جديدة لملأ الفراغات فى الإسترتيجيات المطاح بها .


    ماهى الآثار الإقليمية لأحداث مصر
    لقد إنكشفت محاور إقليمية كانت متبنية لإستراتيجية وصول الأخوان للحكم فى الشرق الأوسط ، ففى مقدمة الخاسرين تقف تركيا بقيادة أردوغان وبقيادة حزب الإصلاح والتنمية الأخوانى ، فقد سعت تركيا بعد وصول الأخوان للسلطة فى مصر لتحقيق التالى
    1- أن تسوق نفسها كقوة إقليمية قائدة فى الشرق الأوسط الكبير والعالم الإسلامى ككل .
    2- من خلال هذة القيادة يمكنها من تحسين شروط التفاوض للإنضمام لأوربا .
    3- بناء سوق إقتصادى شرق أوسطى كبير تحت قيادتها .
    4- إحتواء إيران كمنافس لها فى المنطقة وإضعاف مراكز نفوذها فى العراق وسوريا .
    لذلك تعتبر تركيا من الخاسرين فى المعادلة الجديدة التى أزاحت الأخوان عن الحكم فى مصر ، فقد كان مركز الزلزال القاهرة فأهتزت له أنقرة ، لذلك مفهوم لماذا الغضب التركى الراهن ، بجانب علاقتهم التنظيمية بالحركة الإسلامية الأخوانية من خلال التنظيم الدولى للجماعة.
    الخاسر الثانى دولة قطر، فهى دولة صغيرة فى الخليج العربى لا تملك من عناصر قوة الدول سوى الثروة ، فهى ليست عمق حضارى فى الشرق الأوسط ، ولا وزن سكانى كبير ولا قوة عسكرية ضاربة فى المنطقة ، فهى ظاهرة دولية تستحق الدراسة و إعادة النظر ، كل ما تمتلكه قاعدة أمريكية وثروة ضخمة ومحطة تلفزيونية ، هذه ليست مؤهلات كافية لقيادة إقليمية ، عموماً تبنت دولة قطر ثورات الربيع العربى فى كل من مصر وليبيا وسوريا ، و الأرجح أنها جزء من الصفقة الدولية مع حركة الأخوان المسلمين ، بعد زلزال مصر ستعود دولة قطر لحجمها الطبيعي كدولة صغيرة محترمة فى الخليج العربى تعمل على رفاهية سكانها وتطوير ثرواتها النفطية والغازية و تترك خلفها الإحساس الزائف بأنها قوة عظمى إقليمية تعمل على إعادة ترتيب المنطقة .
    بعد الزلزال المصرى برز محور إقليمى مهم بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات وشبة إجماع خليجى يدعم التغيير فى مصر ويظهر موقف إقليمى رافض للإستراتيجية الدولية الداعمة للتغيير فى مصلحة الإخوان فى الشرق الأوسط ، هذة قراءة أولية لجرد الزلزال المصرى وتوابعه المحلية و الإقليمية والدولية ، أقدمه كمساهمة لإضاءة الموقف الراهن فى مصر والشرق الأوسط الكبير.
    إن سقوط الأخوان المسلمين فى مصر سوف يلغى بظلال على مجمل تيار الإسلام السياسى فى المنطقة ، فسقوط أخوان مصر لا يقل عن سقوط الإتحاد السوفيتى ودولة النموذج الشيوعى مع الفارق فى الحجم و التأثير والتداعيات
    فسقوط أخوان مصر سيكون أكبر تحدى أمام خطاب التنظيم الدولى للأخوان المسلمين مما يقتضى مراجعات أساسية سوف تأخذ وقت ليس بالقصير . والسياسة لا تعرف الفراغ سيملأ الساحة السياسية الشرق أوسطية قوى وتحالفات أخرى إقليمية والدولية تجعل من عودة الأخوان المسلمين فى مصر وبقية العالم الإسلامى مشروع غاية فى الصعوبة من الناحية العملية ، وغالباً ما تستمر هذه الحركات كقوى ضغط إقليمية قد تدخل فى مشاركات محدودة من هنا وهناك ولكن أعتقد انها سوف تأخذ وقت طويل لاستعادة القيادة التى فقدتها فى فترة قياسية تاريخياً لم يتصورها حتى كتاب أفلام الخيال العلمى.


    بقلم \صلاح جلال
    28\07\2013



    ------------
                  

07-31-2013, 06:40 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)



    الشروق’ تنشر تفاصيل ضرب محرريها في رابعة والنهضة..

    وضرب الشيخ جبريل لدعائه على الجيشحسنين كروم
    July 30, 2013


    القاهرة ‘القدس العربي’

    حفلت الصحف المصرية الصادرة امس بالكثير من الأخبار والموضوعات التي لم يعد أحد يحس بخطورتها ومأساويتها من كثرة ما اعتدنا عليها، فقد استشهد لنا ثلاثة جنود في سيناء على ايدي الإرهابيين، وواصلت قوات الجيش والشرطة عملياتها لاستئصالهم، وقيام الجيش بفتح طريق النصر أمام مرور السيارات بعد أن أغلقه محتجو رابعة العدوية وتقدموا منها حتى نصب الجندي المجهول وأقاموا تحصينات بعد أن خلعوا أحجار الأرصفة ورخام النصب التذكاري، وحذرتهم الشرطة من محاولة احتلال مركز المؤتمرات القريب من رابعة.
    واكتشاف مقتل أحد عشر من التعذيب في رابعة ونهضة مصر، واستمرار التحقيقات في مذبحة كوبري اكتوبر التي راح ضحيتها مناصرو مرسي، ومطالبات بإرسال شكاوى للمنظمات الدولية لحماية الطفولة للدفع بالأطفال الى مقدمة المظاهرات، كما خرجت مسيرة من رابعة الى مديرية أمن الجيزة على بعد مائتي متر، وتظاهروا أمامها مدة ثم عادوا إلى رابعة دون حدوث أي اشتباكات.
    ووقعت معارك في أكثر من مدينة، بين مناصري الاخوان والأهالي ومحادثات مفوضة العلاقات الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاترين اشتون ومقابلاتها مع مسؤولين وسياسيين، وإصرار الإخوان على إعادة محمد مرسي قبل بحث أي حل، ورفض الآخرون لذلك، وكذلك رفض أي خروج آمن لكل المتهمين في أعمال العنف والدعوة إليه من قيادات الإخوان والجماعة الإسلامية، وتم حبس صديقنا المحامي عصام سلطان خمسة وأربعين يوما على ذمة التحقيقات في ثلاث قضايا وحبس صديقنا أبو العلا ماضي رئيس حزب الوسط خمسة عشر يوما، وتصريحات زميلنا وصديقنا أحمد المسلماني المتحدث باسم رئاسة الجمهورية بأن من يحكمنا هو البيت المصري وليس البيت الابيض، وإعلان وزارة الداخلية إعادة أربعة من الضباط الملتحين الى العمل بعد أن حلقوا لحاهم، ومقتل خمسة عشر في منطقة الموسكي بالقاهرة في معركة بين أصحاب محلات وباعة جائلين، واستمرت التحقيقات في أحداث مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية، حيث احتجز الإخوان المسلمون فيه عددا من المتظاهرين وقاموا بتعذيبهم داخله مما أدى الى محاصرتهم له داخل المسجد وحدوث معركة أدت الى تحطيم عدد من محتوياته وإلقاء القبض على اكثر من خمسين منهم، كما تظاهر المصلون يوم الجمعة في مسجد سيدي بشر بعد ان قام الخطيب بمهاجمة الجيش وحاصروا المسجد، وانزلوا الخطيب وطالبوا وزارة الأوقاف بتغييره لأنه حوله إلى مكان تجمع للإخوان، وزادت درجة التوتر في الإسكندرية الى درجة ان عدداً من اصحاب الميكروباصات علقوا يافطات مكتوب فيها، ممنوع ركوب الإخوان، وقالوا انهم يتسببون في معارك بين الركاب مما يعطلهم عن العمل، كما تعرض الشيخ محمد جبريل قارىء مسجد عمرو بن العاص، الى أزمة عندما كان يخطب الجمعة في مسجد نادي الصيد بحي المهندسين، وفوجىء المصلون بأنه يدعو على الجيش فثاروا ضده، وكادوا يضربونه حتى نجح الأمن من إخراجه، ثم امتدت الخلافات والمناقشات العنيفة بين الأعضاء في النادي وكان قد سبق ذلك معارك كثيرة في المساجد، بسبب انتماء الخطباء للإخوان او السلفيين واستخدامهم لها لمهاجمة الجيش والدعاء على السيسي، وكان أغربها قيام خطيب مسجد ناصر في الفيوم، باستخدام الخطبة للدعاية للجماعة فانزله المصلون وطردوه.
    وإلى بعض مما عندنا:

    مرسي والسيسي

    ونبدأ بالخلافات الناشبة بسبب المقارنة بين الرئيس السابق محمد مرسي والفريق أول عبدالفتاح السيسي، وقد بدأها يوم الأحد زميلنا كاتب ‘صوت الأمة’ الساخر المتميز، محمد الرفاعي بهجوم ضد مرسي ومن يؤيدون بالقول عنهم: ‘بدت الغربان السوداء، تصرخ فينا مثل قطار السكة الحديد، العياط العياط، يا نخلي ليلتكم شياط، بدأت الولية الألمانية ميريكيل تتأرجح كالأوزة وتتمايل كالمرجيحة القديمة الخربة، وتطالب بالإفراج عن مرسي العياط ولا اللي ماتت لها عزيزة، تبعها الحاج أوباما أبو ودان، واللي ما طمرش فيه العيش والملح اللي طفحه معانا يصرخ على طريقة جده المرحوم كونتاكنتي لايق عليك الخال، ياللي العياط خالط، ثم وقف تركي بجم أردوغان أفندم وهات يا ولولة ولا النسوان المزنوقة قدام محكمة زنانيري يطالب هو الآخر بالإفراج عن مرسي العياط، تقولشي العياط ده دكر بط كانوا مربيينه عشان الكريسماس والمصريين الأندال شرقوه منهم أو كأن المصريين معلقينه كالدبيحة في ميدان التحرير، وكل عيل معدي يتفه بجنيه لحد ما الراجل اتخنق والصليب الأحمر والأسود كمان مش عارفين يوصلوا لحد عنده من كثرة المريدين والاتباع الذين قطعوا تذاكر التف على خلقته ومستنيين دورهم، هذه الأصوات ولا صوت الشارد لا تطالب بالإفراج عن العياط من أجل سواد عيونه أو حتى عشان تعمله عملية زي الواد سطوحي بتاع انتهى الدرس يا غبي، أو لأن العياط كان متجوز المقدسة ميركل وسرق العفش وهرب أو كان مشارك الاسطى أردوغان على جاموسة عشر وما دفعش الفلوس اللي عليه وخايف الحكومة المصرية تهربه الصومال أو أثيوبيا وآهه يشيل معاهم طوب ورمل هناك لكن لأن هؤلاء الأوغاد الذين يرتدون أقنعة الديمقراطية في الصباح وتنبت لهم اسنان دراكولا في المساء يريدون الإفراج عن مرسي العياط حتى يعود إلى أتباعه في رابعة العدوية والتي تحولت إلى دولة رابعة العدوية، سيقف هؤلاء مع دولة المشايخ في رابعة ويدخل الوطن في حالة فوضى عارمة ربما تستدعي تدخل الخارج’.

    ‘الوطن’: تناقض تصريحات العوا مع السيسي

    أما زميلتنا الجميلة في ‘الوطن’ نشوى الحوفي، وكلمة الجميلة لا تفسد صيام عجوز مثلي، فانها قالت في نفس اليوم – الأحد: ‘حينما نسمع الفريق السيسي يقول انه ارسل مع محمد سليم العوا رسالة ضمن رسائل عديدة لمرسي قبل أحداث 30 يونيو للم شمل المصريين وإجراء إصلاحات فورية، ولكنه لم يستمع لأحد، ثم تسمع العوا يكذب تلك التصريحات ثم تسمع البلتاجي يؤكدها ومن قبله هشام قنديل، لا تفكر في ايجاد اجابة لسؤالك الملح علينا جميعاً، لماذا يدمنون الكذب ويتنفسونه كالهواء؟ بل تساءل، كيف سيتولى العوا الدفاع عن قيادات الجماعة في الفترة المقبلة؟ وهل سيطلبم منهم نفس الأتعاب والنسب التي حصل عليها في قضايا وتصالحات رموز نظام مبارك؟
    حينما تسمع من يتشدق بالكلام ويتفلحط في أسباب دعوة السيسي للشعب بالنزول وطلب التفويض، ولماذا لم يلقها علينا رئيس الدولة بدلا عنه، وماهية أبعاد التفويض ومداه، وغيرها من الأمور، فلا تلق بالا لما يقول ودعه وشأنه فهو كبني إسرائيل يسأل في تفاصيل تؤكد رغبته في عدم الفعل’.

    ‘اليوم السابعand#8242;: السيسي
    بطل لاتباعه و’بدران’ للاخوان

    ونترك نشوى في ‘الوطن’ لنتجه في نفس اليوم الى ‘اليوم السابعand#8242; لنكون مع زميلنا عبدالفتاح عبدالمنعم وقوله: ‘الفريق أول عبدالفتاح السيسي الرجل الذي بدأ يدخل موسوعة جينيس العالمية في حب المصريين وأصبح اسمه للأغلبية من المصريين مرادفاً لأبطال السير الشعبية، نعم السيسي أصبح بطلاً قومياً لكل المصريين باستثناء جماعة الإخوان ومناصريهم الذين يعتبرونه ‘بدران’ الذي خان أدهم الشرقاوي هكذا تروج جماعة الإخوان والأحزاب الموالية لها هذه الصورة ويساعدهم في ذلك الإعلام الأمريكي والصهيوني وكلاهما يستخدمان للإساءة للسيسي ويروجون لأكاذيب الإخوان وبالرغم من ذلك لم تستطع بعض وسائل الإعلام الأمريكية أن تخفي حقيقة ان السيسي أصبح بطلا قومياً للشعب المصري كله بكل طبقاته ومستوياته رغم أنف الأمريكان والصهاينة، والدليل النداء السيسي الذي طلب من الشعب المصري الخروج يوم الجمعة الماضي في ‘مليونية تفويض الجيش والشرطة لمواجهة الإرهاب والعنف’.

    هويدي يتعجب من رفع
    صورة السيسي وعبد ناصر والسادات

    لكن زميلنا والكاتب الإسلامي الكبير فهمي هويدي تعجب يوم الاثنين في ‘الشروق’ من رفع صور السيسي مع خالد الذكر والسادات بأن قال: ‘قد أفهم المدائح التي يكيلها الإعلاميون للفريق أول عبدالفتاح السيسي، لكن الذي لم استطع أن استوعبه هو لماذا يلجأ البعض الى الحديث عن تأثر شخصيته بالرئيسين عبدالناصر والسادات، لأن مبلغ علمي ان الاثنين لا يجتمعان في شخص واحد باعتبار ان مشروع السادات يمثل انقلابا على مشروع عبدالناصر، لا أظن انهم أرادوا أن يذموا الفريق السيسي، وليس لدي اعتراض على مديحه، وفي الأجواء الراهنة، فانني ما عدت استنكر انتشار النفاق في أوساط السياسيين والإعلاميين، ولكنني فقط أدعوهم الى اتقان العملية’.
    وغداً إن شاء الله سنشير إلى أبرز ما نشر عن السيسي وخالد الذكر.

    ضرب صحافيي صحيفة ‘الشروق’

    وإلى الحكايات والروايات، المنقولة عن شهادات حية عما يحدث في رابعة وتمثال نهضة مصر وما حدث داخل مسجد القائد إبراهيم، فقد نشرت جريدة ‘الشروق’ اليومية المستقلة، يوم الأحد في صفحتها الأولى تحقيقاً نصه: ‘تعرض الزميلان المصوران بالجريدة، جيهان نصر وصبري خالد لاعتداء من قبل أنصار جماعة الإخوان المسلمين خلال تغطيتهما للأحداث في اعتصام النهضة ورابعة العدوية امس، تقول جيهان التي توجهت الى مقر اعتصام ميدان نهضة مصر لتغطية الأحداث أوقفتني احدى السيدات على بوابة الدخول للاعتصام وعندما علمت انني من جريدة ‘الشروق’ أمطرتني بسيل من السباب والشتائم في الجريدة والإعلام، وتضيف بعدها حاولت ان أشرح لها أنني أؤدي عملي فقط فجاء الرد عن طريق أحد الرجال الذي قال لي: ‘أنت شخص غير محترم علشان بتشتغلي في الإعلام’ تشرح جيهان كيف حاول هذا الشخص جذبها الى الداخل قائلاً: ‘تعالي هدخلك الخيمة وهوريكي الإعلام يبقى إزاي’ وبحسب رواية الزميلة فإن حوالي 50 من السيدات والرجال تجمعوا حولها ثم دفعوها على الأرض اكثر من مرة وضربوها وهم يقولون: ‘غوري بقى من هنا’. ولم ينقذ جيهان من أيديهم سوى أحد المارة الذي جاء من بعيد ليخرجها من الاعتصام وهو يقول: ‘إزاي تمدوا إيديكم على ست، فجاء الرد بحسب الزميلة: ‘احنا هنربيها هنا’ وخرجت الزميلة من هذه الموقعة بكدمات متفرقة في جسدها.
    أما الزميل صبري خالد فتوجه الى مقر اعتصام رابعة العدوية عبر شارع يوسف عباس وبعدها الى مقر المستشفى الميداني وروى قائلاً: ‘توجهت إلى المستشفى الميداني في رابعة العدوية حاولت أن أصور الغرفة التي خصصتها المستشفى كمشرحة للقتلى وكنت أقف في طابور به عدد من الزملاء المصورين المصريين والأجانب للدخول الى الغرفة بالدور ومعنا المتحدث الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين جهاد الحداد فجأة جاء شخص يضربني من خلفي وهو يقول: أنت من مؤسسة قاتلة’، ويضيف صبري: ‘هذا الشخص ضربني بالقلم على وجهي وبعدها بدأ اكثر من 5 أشخاص يضربونني بالأرجل وبالأيدي من ضمنهم الحداد حتى طردوني من داخل المستشفى الميداني’.
    ونشرت الجريدة مع التحقيق صورة لزميلتنا جيهان، وما أجملها وهي بالحجاب.

    ما حدث عند مسجد القائد
    إبراهيم في الإسكندرية

    وفي نفس اليوم – الأحد – قال زميلنا في التحرير خالد كساب في شهادة ثانية. ‘أما بخصوص ما حدث عند مسجد القائد إبراهيم في الإسكندرية فقد وصلت إلينا تفاصيله في البداية على أساس أن بعض المتظاهرين من ‘الشعب’ يحاصرون راغبي حرق البلد من بداخل مسجد القائد إبراهيم، وظلت المعلومة مغلوطة الى ان وقع أحد المتحدثين الى ‘جزيرتهم’ بلسانه وذكر أن من يحيطون بالمسجد يطالبون بالإفراج عن رفاقهم الذين يحتجزهم الإخوان ويعذبونهم بداخل المسجد، حتى ان المذيع اتحرج وما بقاش عارف يكدب ويقول إيه، فمنذ ثوان كان يتحدث عن بلطجية الثوار الذين يحاصرون الإخوان الغلابة بداخل المسجد، بينما الحقيقة هي ان بلطجية الإخوان هم الذين يحتجزون الثوار بداخل المسجد، مش بش كده، لأ، وكمان بيعذبوهم ويستجوبوهم هذا بينما، في الوقت نفسه – يقف بجانبهم أحد من يتدحثون الى فضائية مولولاً ومطالباً القوات بإخراجهم من حصارهم اللا إنساني بداخل المسجد، وهو ما يصل بنا في النهاية الى الحقيقة’.

    ‘الأخبار’: جدول حسنات المعتصمين

    ويوم الأحد نقدم خفيف ظل آخر لمداعبتهم هو زميلنا بـ’الأخبار’ عبدالقادر محمد علي بقوله: ‘قيادات الإخوان والمتطرفون المتعاطفون معهم، أقنعوا المسلمين البسطاء الذين جلبوهم من المحافظات باليومية بجدول حسنات يحدد الأجر والثواب حسب دورهم في الدفاع عن مبادىء الجماعة، ووفقاً للجدول فان تخريب المنشآت وقطع الطرق وحرق السيارات بألف حسنة وخلع أظافر المسلم وتعذيبه وقتله بألفي حسنة واغتيال زميله المسلم في الجهاد برصاصة في ظهره لإلصاق التهمة بالجيش أو الشرطة بثلاثة آلاف حسنة، أما الفائز الأكبر فهو المجاهد الذي ينال الشهادة في احدى الغزوات التي تنطلق من ميدان النهضة وإشارة رابعة دفاعاً عن المرشد والبلتاجي والعريان وعاصم عبدالماجد، وصفوت حجازي’!

    ‘الوطن’: شرعية الحكم تآكلت خلال عام

    وإلى المعارك والردود، المتنوعة التي يضرب أصحابها في كل اتجاه لا يلوون على شيء وبدأها يوم السبت زميلنا في ‘الوطن’ محمد البرغوثي بقوله عنهم: ‘على مدى عام كامل من حكم مرسي كانت الكراهية لحكمه ولشخصه ولجماعته تتصاعد بسرعة مذهلة، كان الإخوان على الجانب الآخر يلهثون لإنهاء مشروع التمكين قبل أن يفيق الشعب ويمسك بهم متلبسين بتقويض وتدمير كل مقومات الدولة، وعندما بدأت حملة تمرد تجمع توقيعات المواطنين على إنهاء حكم مرسي، وأصبح واضحاً أن الشرعية السياسية والأخلاقية لهذا الحكم الإخواني البغيض قد تآكلت تماما، لم يفعل الإخوان شيئاً غير انهم تشبثوا بالصندوق وليس غيره كوسيلة وحيدة للتغيير، وهم واثقون من انهم خلال أق من عام آخر في الحكم سينتهون من تجريف القضاء والاتيان بمجرمين من جماعتهم يجلسون على منصات القضاء ويحكمون فينا بما انزل التنظيم الدولي لهذه الجماعة طالما رأت انه في صالح الجماعة، وبعد الإطاحة بالرئيس الإخواني بدأ التنظيم الدولي في تنفيذ تهديده لا بد من تحويل مصر الى خرابة ولهذا جاء قرار القوات المسلحة المصرية بطلب التفويض مرة أخرى من الشعب للتصدي لهذا المخطط الإجرامي، وأمس خرج الملايين لتفويض الجيش، لتبدأ مرحلة فارقة في تاريخ مصر، مرحلة لن تكون سهلة، لكن المؤكد انها ستنتهي بتخليص العالم الإسلامي كله من هذا التنظيم الإجرامي الذي وضع كل قوته في خدمة المشروع الاستعماري الأمريكي في المنطقة’.

    إسعاد يونس شامتة بالمعتصمين

    وإلى الإخوان وحلفائهم المعتصمين في إمارة رابعة العدوية، ويخرجون منها ثم العودة إليها للراحة قبل الخروج من جديد.
    وقد داعبتهم الفنانة الجميلة وخفيفة الظل إسعاد يونس يوم الجمعة، في فقرة واحدة من بين ثلاثة عشرة فقرة اشتمل عليها مقالها في ‘المصري اليوم’، وهي: ‘إذا كنتم خايفين على الاعتصام لا ينقض، لا ما تخافوش، خليكوا معتصمين إنشالله عشر سنين، كل المطلوب أن تنقلوا هذا الاعتصام الى حتة خلا شوية، لكن والله مانتوا مروحين، خليكوا يا حبايبي، أحد قيادتكوا صرح بأن العملية بتكلفكوا مليون ونص في اليوم طبيخ، ولسه حاتبحبحوا أيدكوا لما قياداتكوا الذكية تلبس الطرح وتقعد تقرص في العجين وتنقرش الكحك، فخليكوا، ما دام التمويل جاي من بره وحاتستعملوه، لا ضرر ولا ضرار، هو من جيب أبونا؟’.

    ‘أخبار اليوم’: شخصية فرجينيا اليهودية!

    وفي نفس اليوم خاض زميلنا بـ’أخبار اليوم’ صابر شوكت معركة مزدوجة ضد الإخوان وعناصر الحزب الوطني بقوله: ‘شخصية فرجينيا اليهودية التي صورها الراحل يوسف شاهين في فيلم ‘صلاح الدين الايوبي’، جميلة الجميلات التي قامت بدور الجهاز الإعلامي في تلك الفترة التاريخية لصب الزيت على النيران وتمكنت بذلك من استدعاء جيوش أوروبا باسم الصليب للقضاء على الدول العربية والإسلامية، تلك الشخصية الجهنمية منتشرة بيننا هذه الأيام بصور عديدة، وتسعى لنفس الهدف المروع مستترين بعدة أقنعة منها الدينية ومنها الثورية، يقودهم فريقان يحاربان بعضهما على أرض مصر وهما فريق دراويش الإخوان بالقناع الديني في مواجهة فريق ‘خدامين’ للحزب الوطني والنظام السابق بالقناع الثوري وكلا الفريقين غير قانعين بأن عجلة الزمان قد دارت للأمام وشعب مصر خرج من القمقم ورفض العبودية والتضليل والفساد من كلا الفريقين وأعلن للفريقين بثورة شعبية عارمة أذهلت العالم في 30 يونيو، انهم قد تم لفظهما الى غير رجعة، وصار مكانهما الطبيعي مذبلة التاريخ بما ارتكبت أيديهم من جرائم في حق شعب مصر الصابر’.

    ‘الاهرام’: من الذي دفع بالأمهات
    والأطفال لمقدمة صفوف المظاهرات؟

    وإلى المعارك السريعة والخاطفة ومنها معركة يوم الخميس خاضها في ‘الأهرام’ زميلنا والشاعر الكبير فاروق جويدة بقوله في عموده اليومي – هوامش حرة -
    ‘من الذي دفع بالأمهات والأطفال الى مقدمة صفوف المظاهرات والحشود، وهل بين هؤلاء زوجة أحد رموز الإخوان أو ابنته، وكيف يجمعون فقراء مصر من كل القرى ويستغلون فقرهم مقابل مائة جنيه لكي يعودوا إلى قراهم جثثا هامدة، وهل من الدين ان نغرر بعقول هؤلاء الناس ونأتي بهم في شاحنات مكدسة ونلقي بهم في حشود القاهرة وهم لا يعرفون شوارعها ولا زحامها، سوف يقول البعض انها تجاوزات الشرطة، وهل الشرطة هي التي حملت هؤلاء الناس من القرى والنجوعand#8242;.

    ‘جمهورية’: مصر بين الام ومرات الاب!

    ثم نتحول الى ‘جمهورية’ الخميس أيضا وزميلنا وصديقنا بمجلة ‘اكتوبر’ ورئيس تحريرها السابق محسن حسنين، الذي خاض عشر معارك اخترنا منها اثنتين هما:
    - كل المصريين بيعتبروا مصر أمهم، لكن عمايل الإخوان السودا في مصر والمصريين بتؤكد انهم بيعتبروها مرات أبوهم.
    - بعد الدكتور البلطاجي، والدكتور حا،، جازي، ظهر لنا الدكتور زغ لول الذي كنا نحسبه عفيف اللسان، لكن شتائمه التي فاقت الكل، أكدت لنا ان تخصصه في العلوم فقط لا يكفي لأن يكون عالما شاملا، فهو محتاج الى جانب العلم شوية أدب’. وهو يقصد الدكتور زغلول النجار الذي كشف نفسه في الفترة الأخيرة، وادعائه التسامح والبعد عن توجيه اتهامات معاداة الإسلام لمن يختلف معهم.

    .
    ----------------
                  

08-01-2013, 06:00 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)

    sudansudanfsudansudansudan.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    .

    احالة المرشد والشاطر وبيومي الى محكمة الجنايات بتهمة قتل المتظاهرين تغلق باب التسويات

    مصر: تفويض الشرطة بمواجهة 'الارهاب'.. والاخوان تعتبره 'اعلان حرب'
    'النور' السلفي يؤيد فض الاعتصام 'في اطار القانون'..

    وواشنطن تطالب باحترام حق التجمع السلمي
    July 31, 2013


    القاهرة ـ لندن ـ ‘القدس العربي’:

    اكد مصدر أمني رفيع المستوى بوزارة الداخلية المصرية أن البيان الذي أصدره مجلس الوزراء الأربعاء حول اعتصامي رابعة العدوية والنهضة فوض وزارة الداخلية باتخاذ اللازم قانونا نحو الاعتصامين، باعتبارها الجهة الوحيدة المنوط بها تنفيذ القانون وحفظ الأمن والسلم في الشارع المصري.


    وأوضح المصدر الأمني أن وزارة الداخلية ستدرس الإجراءات المناسبة للتعامل مع الاعتصامين وذلك في ضوء المعلومات الواردة إلى الأجهزة الأمنية حول وجود أسلحة نارية وبيضاء وكذلك عناصر خارجية بمقر الاعتصامين والتأكد من صدق تلك المعلومات من عدمه.
    وأشار المصدر الأمني إلى أن التعامل مع اعتصامي رابعة العدوية والنهضة سيكون وفقا للقانون وقواعد التدرج ابتداء من التحذير ثم استخدام قنابل الغاز وحتى الدفاع الشرعي عن النفس.
    واعتبرت جماعة ‘الاخوان’ قرار الحكومة بفض الاعتصامين ‘اعلانا للحرب’، حسب تصريحات للدكتور احمد عارف المتحدث الرسمي باسم الجماعة.


    وكانت الدكتورة درية شرف الدين وزيرة الإعلام قد أعلنت في بيان تلته لمجلس الوزراء الأربعاء أن المجلس في ضوء مواجهة الأوضاع التي وصفتها بالخطيرة بميداني رابعة العدوية ونهضة مصر وما تبعها من أعمال إرهابية وقطع للطرق، وهو ما يمثل تهديدا للأمن القومي المصري وترويعا غير مقبول للمواطنين فإن مجلس الوزراء قرر خلال اجتماعه امس البدء في اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لمواجهة هذه المخاطر ووضع نهاية لها، مع تكليف وزير الداخلية باتخاذ كل ما يلزم في هذا الشأن في إطار أحكام الدستور والقانون.
    وأكدت أن قرار مجلس الوزراء جاء استنادا إلى التفويض الشعبي الذي وصفته بـ’الهائل’ من الشعب للدولة في التعامل مع الإرهاب والعنف اللذين يهددان بتحلل الدولة وانهيار الوطن، وحفاظا على الأمن القومي والمصالح العليا للبلاد وعلى السلم الاجتماعي وأمان المواطنين.
    من جهته ايد حزب النور قرار الحكومة بفض الاعتصام بشرط ان يتم في اطار احترام القانون وعدم الاعتداء على حقوق الإنسان أو الحريات. وأكد يونس مخيون رئيس الحزب في تصريحات لـ’بوابة الاهرام’ امس أنه من حق أي فئة من الشعب المصري أن تعبر تعبيرا سلميا عن مطالبها ورؤيتها، شريطة عدم الخروج عن القانون والدستور.
    وأكد رئيس الحزب في تصريحات امس أنه من حق أي فئة من الشعب المصري أن تعبر تعبيرا سلميا عن مطالبها ورؤيتها، شريطة عدم الخروج عن القانون والدستور.


    من جهتها حثت وزارة الخارجية الامريكية الحكومة المصرية المؤقتة الجمعة على احترام الحق في التجمع السلمي بعدما قالت الحكومة ان اعتصام مؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسي يهدد الامن القومي ولم يعد مقبولا.
    وقالت نائبة المتحدثة باسم الوزارة ماري هارف للصحافيين ‘واصلنا حث الحكومة المؤقتة على احترام حق التجمع السلمي’. واضافت ‘من الواضح ان ذلك يشمل الاعتصامات.’
    على صعيد اخر وافق النائب العام المستشار هشام بركات على إحالة محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، ونائبيه خيرت الشاطر ومحمد رشاد بيومي،ومصطفى عبدالعظيم فهمي البشلاوي، ومحمد عبدالعظيم فهمي البشلاوي، وعاطف عبدالجليل علي السمري، إلى محكمة جنايات القاهرة.
    وجاء قرار الإحالة لاتهامهم بارتكاب أحداث القتل والشروع في القتل والتحريض عليه أمام مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان بضاحية المقطم، والتي راح ضحيتها 8 أشخاص وأصيب فيها 91 آخرون.
    واعتبر مراقبون ان القرار اغلق باب المفاوضات والتسويات مع جماعة الاخوان حيث ان قادتها اصبحوا الان اما مطلوبين او تحت ولاية محكمة الجنايات.
    وكشفت النيابة العامة في تحقيقاتها التي باشرتها نيابة جنوب القاهرة الكلية، عن توافر الأدلة على ارتكاب المتهمين الثلاثة (مصطفى ومحمد البشلاوي وعاطف السمري) لجرائم القتل والشروع في قتل بعض المواطنين من المتظاهرين السلميين أمام مقر مكتب الإرشاد بالمقطم، وحيازة مفرقعات وأسلحة نارية آلية وبنادق خرطوش وذخائر، بقصد استعمالها في أنشطة تخل بالأمن العام والمساس بالسلام الاجتماعي.
    كما أثبتت التحقيقات اشتراك المتهمين محمد بديع (هارب) وخيرت الشاطر ورشاد بيومي (محبوسان) في ارتكاب تلك الجرائم، عن طريق الاتفاق معهم على التواجد داخل مكتب الإرشاد، وإطلاق النار على من يتظاهر أمام المبنى مقابل مبالغ مالية، وساعدوهم على ارتكاب تلك الجرائم بأن أمدوهم بالأسلحة والذخائر والمفرقعات.
    وأنكر المتهمون من قيادات جماعة الإخوان ما هو منسوب إليهم من اتهامات تتعلق بالتحريض على ارتكاب جرائم القتل والشروع فيه بغرض الإرهاب ضد المتظاهرين، وقالوا إنها اتهامات ملفقة لدواع وأسباب سياسية على حد وصفهم.
    .

    ----------------




    تقارير: اشتون ابلغت مرسي ان الاخوان لن يعودوا للسلطة..

    والسيسي اعجب بهاالبلتاجي اعتبر زيارتها فاشلة واتهمها بالانحياز..

    والحرب الاعلامية تتصاعد بين الجيش وانصار مرسي
    July 31, 2013


    لندن ‘القدس العربي’ ـ اعداد ابراهيم درويش:

    تحول الاعلام في مصر منذ الشهر الماضي الى وسيلة يستخدمها طرفا النزاع لتشكيل الرأي العام. فمع ان حكومة مرسي التي عزلت بداية الشهر الماضي لم تكن قادرة على السيطرة على الاعلام الخاص الا ان مؤيديها الذين اصبحوا الان في المعارضة باتوا يستخدمون اعلام التواصل الاجتماعي للمطالبة باعادة الرئيس المعزول.
    وفي الوقت نفسه تعتمد الحكومة المدعومة من الجيش على الاعلام الحكومي والخاص لتشكيل مواقف الرأي العام في وقت تستمر حالة الانسداد السياسي وذلك بعد زيارة مفوضة الشؤون الخارجية لمصر ولقائها مع الرئيس المعزول في زيارة لم تكشف عن تفاصيلها، ولكنها كانت كافية لتطمين مؤيديه انه بحالة جيدة. وتنظر صحيفة ‘لوس انجليس تايمزand#8242; الى ان حالة الاضطراب التي هزت مصر ادت الى حرب صور.
    وفي الوقت الذي نظر الاعلام للفريق عبدالفتاح السيسي، قائد القوات المسلحة على انه منقذ الامة، ينظر اليه اعداؤه من مؤيدي مرسي كقاتل.
    ومع ان الصور تعبرعن حالة كاريكاتيرية الا انها تلخص انقساما يثير الخوف.
    ويقول التقريران الحقيقة غير واضحة لان المصريين غاضبون فهم لا يثقون بدرجة كبيرة بالاعلام الحكومي، ويعتقدون ان الاعلام الاجنبي خاصة قناة الجزيرة التي داهمت قوات الامن مكاتبها في القاهرة متعاطفة مع الاخوان المسلمون.
    وقد ولد هذا الوضع مناخا لنظريات المؤامرة، وحقائق محرفة، وصور امهات يندبن ابناءهن القتلى وموسيقى وطنية تعزف على خلفية افلام ممنتجة لاستعراضات عسكرية وجنود.
    وتقول الصحيفة انه لا الاخوان المسلمون ولا الجيش حاولوا التقرب للاعلام، وعادة من هو في السلطة يتحكم ويستفزه.
    وفي الوقت الذي حاول الاخوان وهم في السلطة اسكات الاصوات الاعلامية والناقدين لهم لم يجدوا الان الا اعلام التواصل الاعلامي لكسر الة العلاقات العامة التي يعتمد عليها الجيش والتي تضم الاعلام الخاص الذي يحاول اثارة اعجاب القادة العسكريين ونيل رضاهم.
    وكان الجيش قد دعا يوم السبت مراسلي الاعلام الاجنبي للركوب في مروحية كي يشاهدوا حجم التظاهرات المؤيدة للجيش في ميدان التحرير وذلك الجمعة الماضية. وفي الوقت نفسه يعتمد الاخوان المسلمون على الانترنت والقنوات الاجنبية لايصال رسالتهم.
    ويبدو ان ما يدفع المعسكرين هو حرب الصور، فمؤيدو مرسي يصورون السيسي بالرجل الوالغة رجليه في دم القتلى ، اما مؤيدو الجنرال فعادة ما يحاولون في اعلام التواصل الاجتماعي تصويراعدائهم بانهم عملاء للغرب واسرائيل، لانهم سمحوا كما يزعم هذا المعسكر لمراسلي التلفزة الاسرائيلية تغطية اعتصامات رابعة العدوية.
    وفي حرب الصور وصناعة المواقف يقول صحافي في احدى صحف القاهرة ان محرري الصفحات الاخبارية طلبوا منه عدم اعداد تقارير عن قيام قوات الامن باطلاق النار على المتظاهرين الاسلاميين، في نهاية الاسبوع الماضي والذي ادى الى مقتل اكثر من 80 شخصا.
    وفي قنوات التلفزة خاصة المملوكة من رجال الاعمال تبدو معركة صناعة المواقف اكثر وضوحا. فنجوم البرامج الحوارية الذين انتقدوا فترة السبعة شهرا التي حكم فيها العسكر حولوا مدافعهم الان للاخوان المسلمين الذين وصفوا بالعصابة والكذابين والارهابيين المتطرفين.

    مدخل هادىء

    ولعل ما يلخص المواقف الاعلامية هي الطريقة التي تم فيها تقديم لقاء اشتون مع مرسي، اما روبرت فيسك فقال ان اشتون لم تقل لنا اي شيء عن الحديث الذي دار بينها وبين المدعو ‘الرئيس مرسي’ او السيد مرسي او ‘السيد’. وبعيدا عن لهجة المقارنة بين ‘المفوضين الساميين’ الاوروبيين لمصر والبوسنة التي لم تنجح فيها الدبلوماسية الاوروبية بوقف مذابح الصرب للمسلمين، فان نجاح اشتون ومقابلتها الرئيس المعزول مرسي نابع من الطريقة التي ادارت فيها المحادثات مع الجنرالات حيث اعتمدت مدخلا هادئا ابتعد عن القاء المحاضرات. ويقول فيسك في مقاله الذي نشرته (اندبندنت) ان اشتون بدت هادئة ومتواضعة على خلاف مرسي الذي استخدم كلمة ‘الشرعية’ في خطابه قبل الانقلاب اكثر من 15 مرة.
    ويضيف ان الفريق السيسي ربما اعجب باشتون، فالشعب المصري شعب ذكي لا يحب ان يلقن محاضرات كما يفعل الامريكيون.
    ويقول فيسك ان ما يتضح من اللقاء ان مرسي لم يسحب مطالبته بالرئاسة.
    ومع مرور الوقت فالاسئلة تطرح حول وضع الاخوان المسلمين الذين لن يعودوا للسلطة، ليس بعد انتخابات جديدة قد يفوزون فيها، هل هذا ما نقلته ليدي اشتون لمرسي؟ يتساءل الكاتب، وهذا مرتبط في النهاية بالمعتصمين في مدينة نصر والجيزة.
    ويقول فيسك ان الجيش لا يزال يتمتع بشعبية، خاصة ان معظم المصريين لا يريدون العودة الى الفوضى والقتل والانهيار الاقتصادي التي ميزت حكم مرسي، ويعيد فيسك بالتذكير بخطاب مرسي الاخير، حيث قال ان احد اصدقائه الذين يثق بهم قال ان مرسي في اخر خطاب له بدا مثل مبارك. وهو ما يؤمن عليه الكاتب مضيفا ان الفريق السيسي بدا مثل عبدالناصر، اما اشتون فقد بدت مثل الام الكبيرة.
    المصريون نضجوا
    و ظهرت اشتون بمظهر الشخص النشيط اكثر من اي مسؤول امريكي. وهذا ليس مرتبطا بالحكمة السياسية او ان اوباما تخلى عن مرسي او في طريقه لعمل هذا بل لان الولايات المتحدة لم تعد مؤثرة في المنطقة.
    واشار في نهاية المقال ‘سنرى كيف سينجح السيد كيري في ‘عمليته السلمية’ الاخيرة مع الفلسطينيين والاسرائيليين الى جانب مارتن انديك الذي لم يفشل ابدا في تخييب امال المنطقة. وبالعودة الى مصر، يقول ان ثورة 2011 التي كانت سلمية مقارنة بما يحدث في سورية، اظهرت نضج المصريين بعد عقود من الديكتاتورية، ولكن الاخوان المسلمين هم الذين لم ينضجوا بعد.
    فمع انهم جاءوا للثورة متأخرين الا انهم امسكوا بكلمة ‘ الشرعية’ وكذا الجيش الان، ويتساءل ان كانت اشتون قد ذكرت نفس الكلمة لمرسي.

    حل سياسي
    وفي نفس السياق اشارت الصحيفة الى لقاءات اشتون مع عدد من المسؤولين المصريين وقادة الحركات الشبابية ومن ضمنهم حركة شباب 6 ابريل حيث نقلت عن امل شرف التي كانت ممن قابلوا اشتون قولها ان الاخوان المسلمين هم جماعة ‘ارهابية’ وان ‘الجيش يقوم بعمل ما يستطيع لوقف العنف’، مضيفة ان ‘ لا احد يقبل اعتصاما مسلحا في البلاد’.
    ونقلت عن احمد العناني من الحزب الدستوري الذي تحدث عن وضع الانقسام في المجتمع المصري قائلا ‘ما يجري في المجتمع هو نوع من الاستقطاب، حيث يعتقد الناس ان اي شخص من الاخوان المسلمين او ملتح هو ارهابي، ولهذا يجب ان يكون الحل سياسيا وليس امنيا’.
    وفي افتتاحيتها علقت صحيفة ‘اندبندنت’ ان مجرد عودة اشتون لمصر مرة ثانية والسماح لها بزيارة مرسي، وهو ما لم يسمح به لاي مسؤول من قبل يعتبر اعترافا باهمية الدبلوماسية الاوروبية ونجاح شخصي لاشتون.
    وقالت الصحيفة انه يبدو ان كلام الاتحاد الاوروبي واشتون لن يقبل من الطرفين حيث وصلت حالة الاستقطاب درجة عالية.
    وترى ان نجاح اشتون بزيارة مرسي، وقبولها من النظام المصري الجديد، يعني قدرة اوروبا على لعب دور مهم في السياسة الدولية، وما فعلته لا يعبرعن سياسة خارجية اوروبية واحدة لان الحديث عن هذا يعتبر طموحا اكثر من اللازم.
    والى هذا ذهبت ‘ديلي تلغراف’ في تقريرها الذي قالت فيه ان الجنرالات سمحوا لاشتون بزيارة الرئيس المعزول، مشيرة الى ان ‘الزيارة اعتبرت كدليل على قدرة تأثير السياسة الخارجية المشتركة، لكن محمد البلتاجي، السكرتير العام لحزب الحرب والعدالة، الذراع السياسية للاخوان المسلمين قال للصحيفة ان الزيارة كانت ‘فاشلة’ لان اشتون وقفت مع طرف ضد طرف اخر’.
    نجاح اوروبي
    وفي تحليل كتبه ‘التايمزand#8242; ان اشتون انتقدت في الماضي على انها دبلوماسية متواضعة كي تمثل اوروبا على المسرح العالمي.
    وبعد اربعة اعوام من اختيارها المثير للجدل من بين مسؤولي حزب العمال فانها بدأت كما تقول بتحويل ضعفها لقوة. ولعل طريقتها الهادئة في التعامل مع الشؤون الدولية هي التي اهلتها للقيام بدبلوماسية مكوكية بين الاطراف المتنازعة في مصر. ومع انه لم ترشح اية معلومات عن لقائها مع الرئيس المعزول محمد مرسي، ولكن زيارتها تعطي تطمينات لانصاره بانه في حالة صحية جيدة ويعتقل في وضع مقبول. وكان شرط حديثها مع حكام مصر الجدد هو مقابلة الرئيس مرسي، وجاء نفوذها من الدعم المالي الكبير الذي يقدمه الاتحاد الاوروبي لمصر، والذي يمكن ان يوقف في اي وقت’.

    انسداد في الافق

    وعلق باتريك كينغزلي مراسل صحيفة ‘الغارديان’ في القاهرة على زيارة اشتون ان بها وبدونها مصر تعيش حالة من الانسداد السياسي المرشحة للاستمرار، فالاخوان المسلمون سيرفضون دعوة الجيش لانهاء اعتصامهم، فيما يرى الجيش انهاء الاعتصامات كما في رابعة العدوية شرطا للتفاوض، ولكن الاخوان المسلمين يرون في الاعتصامات الحماية الوحيدة لهم من قمع واعتقالات جديدة’.
    وقالت صحيفة ‘التايمزand#8242; ان الحكومة الانتقالية قد طلبت من الاخوان تفكيك ما وصفتها بنقطة انتاج الارهاب، وحذرت انها قد تقوم باخلائها بالقوة، وكان الاخوان المسلمون قد اعلنوا عن مليونية يوم الثلاثاء لكنهم نظموا سلسلة من التظاهرات التي مرت بسلام، وشارك فيها الالاف ومنهم امهات قتلى يوم السبت، حيث حملن النعوش التي ترمز الى جثث ابنائهن وكتب عليها لن تحققوا ما تريدون الا على اجسادنا.
    وقالت هدى تحرير، مدرسة من منطقة الدلتا ‘نعرف الى اين نسير ولكن دماءنا ليست اغلى من دماء الذين سقطوا يوم السبت’

    ---------------

    توقعات بترشيح عبد الفتاح السيسي نفسه لانتخابات رئاسة الجمهورية.

    . وهجمات ضد البرادعي

    حسنين كروم
    July 31, 2013


    القاهرة – ‘القدس العربي’


    سيطرت محادثات مفوضة الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي كاترين اشتون مع الرئيس السابق محمد مرسي ومع قيادات من الإخوان، ونائب رئيس الجمهورية الدكتور محمد البرادعي، والقيادات السياسية، على اهتمامات الصحف الصادرة امس، وأكدت كاترين على ان مرسي يلقى معاملة كريمة، وأنها طلبت منه نسيان عودته لمنصبه مرة ثانية، وهاجمها الإخوان وكانت قد اجتمعت بممثلين لهم ولبعض المؤلفة قلوبهم من حزب الوسط.
    كما اجتمعت بممثلين عن حملة تمرد، وأكد لها المنسق العام محمود بدر انه لا تراجع عما حدث، ولا خروج آمن لمن ارتكبوا جرائم.
    كما أكد الدكتور محمد البرادعي ذلك ايضاً، وان كنت ألاحظ أنه بدأ يتعرض لحملة تتهمه بمغازلة الغرب وأمريكا على حساب الثورة.
    واقترح محمود بدر تشكيل لجنة تضم ممثلين عن جامعة الدول العربية وقضاة وممثلين عن منظمات المجتمع ومن جهات خارجية للقيام بعمليات تفتيش عن الأسلحة في اعتصامات رابعة العدوية ونهضة مصر وميدان التحرير والاتحادية،
    هذا وقد استمعت مساء الثلاثاء في فضائية إلى خطيب على منصة إمارة رابعة وهو يصرخ، الإخوان لا يتعرضون للحرب، إنما القرآن والإسلام، والله، والرسل تتم محاربته، ثم هتف، هالله، هالله، فهتفوا وراءه، هالله، هالله، ثم سألهم، هو النبي خلف إيه؟ الإسلام خلف إيه؟
    وأجاب، رجاله، هالله، هالله، فهتفوا وراءه، هالله، هالله، ثم سألهم: أنتم تعبتوا فردوا، لأ، فعاد لسؤالهم، قاعدين، فقالوا، ايوه، فصرخ، هالله، هالله، وأخذ يدعو على المعارضين.
    وخرجت مسيرة نسائية بالأكفان من تمثال نهضة مصر متجهة لسفارتي الامارات والسعودية احتجاجا على موقفهما المؤيد للانقلاب.
    وإلى بعض مما عندنا:

    لماذا يحب المصريون عبدالناصر؟

    وبدأت المقارنات بين خالد الذكر وبين السيسي تحتل مكانة متزايدة، بين المواطنين العاديين أولاً، وكشفت عن حنين متأصل في نفوس وقلوب الغالبية نحو عبدالناصر وأنه لا يزال رغم مرور ثلاثة وأربعين سنة على وفاته وحملات التشويه التي تعرض لها، يعتبر النموذج للزعيم المصري والعربي أيضاً، ويخطىء من يعتقد ان هذا الحنين هو لنظامه بتفاصيله التي كان عليها، ولكن للأهداف التي سعى إلى تحقيقها، ونجح في بعضها وفشل في أخرى، وهي أهداف كان عليها إجماع مصري ومن الشعوب العربية، ويتفق عليها الرجعي والتقدمي والاشتراكي والرأسمالي إلا من خرجوا والعياذ بالله عن الخط الوطني لشعوبهم، والقومي للشعوب العربية، وهي استغلال الإرادة الوطنية وبناء اقتصاد قوي وعدالة اجتماعية، ووحدة وطنية في الداخل تعلو على اختلاف الأديان والمذاهب الدينية، ووحدة عربية أساسها القومية العربية، هذه كانت الأهداف الوطنية لكل شعب والقومية لأمتنا العربية، وبعد وفاته، لم يقم النظام الذي خلفه في مصر، سواء في عهدي السادات ومبارك على مواصلة تحقيق الأهداف العامة في الداخل وفي لعالم العربي ولذلك لم يكن لأي منهما نفس التقدير في مصر، والصورة في العالم العربي كانت أسوأ، وفقدت مصر مكانتها في افريقيا التي كانت قائدة لها.

    ‘الوطن’ تتوقع ترشح السيسي
    لانتخابات رئاسة الجمهورية

    والى يوم الاثنين مع زميلنا في ‘الوطن’ محمد فتحي وقوله: ‘بدون لف ودوران وبدون تنظير وبعبارات ليس فيها أي قدر من المواربة عندي ثقة تامة في أن عبدالفتاح السيسي سيخلع الكتافات وينزل لحلبة السياسة ويرشح نفسه في الانتخابات القادمة وإن لم يكن يريد فسيتحول الأمر إلى ‘مطلب’ لأغلبية المصريين خلال الفترة القادمة أو يصبح المخرج الوحيد للسيسي من ورطة كبيرة ستصبح عائقاً في المستقبل هو أن يكون رئيساً لمصر، السيسي الآن أقوى رجل في مصر وقد توارت خلفه كل الأسماء والوجوه التي كانت تعد نفسها لانتخابات قادمة، هناك كذلك حالة من حالات الاستدعاء الشعبي لنموذج ‘عبدالناصر’ الذي أصبح الناس يشبهون السيسي به بأريحية كاملة وتذيع القنوات الفضائية – بتناغم وتوافق مدهش – أغاني تمجده أو تمجد عبدالناصر في محاولة جادة لترسيخ صورة ذهنية جيدة للسيسي عند الناس يعتبرونه بعدها ‘ناصر 2013and#8242;، هذا هو السيسي ‘عبدالناصر الجديد’ الرجل القوي الصارم والعسكري الذي يتحدى أمريكا ويعوض السيسي كاريزمته التي لا تقارن بعبدالناصر بخطاب ‘جدعنة’ من النوع ‘الناعم’ الذي يعجب المصريين عبر ‘كلام حلو’ و’شعارات’ و’تنقطع أيدنا قبل ما تتمد ع المصريين’ و’مصر أم الدنيا وهتبقى قد الدنيا’ وغيرها من عبارات تلقى صدى في وجود خصم غبي يدير الأزمة بأساليب قديمة يحاول من خلالها الاستقواء بالغرب على وطنه وهو ما سيضعهم بعد فترة في خانة ‘الخونة’ ليصبح الأمر أسهل مع السيسي ‘الرئيسand#8242; حين يتعامل معهم وسيحدث ذلك إن آجلا أو عاجلا’.

    ‘الشروق’: السيسي شعبية آفاقها
    مفتوحة ومعارضة معاركها ضاربة

    ومنه إلى ‘الشروق’ وزميلنا وصديقنا عبدالله السناوي وقوله في نفس اليوم – الاثنين ‘تصدت شخصية ‘السيسي’ المشهد السياسي بتعقيداته وظلاله واقتربت على نحو مثير من الحالة التي كان عليها ‘عبدالناصر’ في صلته بأنصاره ومعارضيه شعبية آفاقها مفتوحة ومعارضة معاركها ضاربة، لم تتوقف المعارضات في حالة ‘السيسي’ على جماعات الإسلام السياسي فهناك شخصيات حقوقية ومدنة طرحت هواجسها من أن تكون الشعبية الطاغية التي حازها مقدمة صناعة ‘ديكتاتور جديد’ والهواجس المعلنة تنطوي على تعريض مبطن بنظام الحكم في الستينيات وكالعادة الهواجس في ناحية والرأي العام في ناحية أخرى! قوة حضور ‘السيسي’ تبدت في الاستجابة الاستثنائية لدعوته النزول الى الميادين وتجلت في ظلال القوة تساؤلات مستقبل وعما إذا كنا بصدد ‘ناصر جديد’ هو نفسه قال قبل يونيو لشخصية إعلامية حاولت أن تقارب صورته في الذهنية العامة مع صورة الزعيم الراحل’ ‘أنا فين، وعبدالناصر فين’ لكن لا بد أن المقاربة بالطبائع الإنسانية استولت عليه، فهو ‘ناصري’ و’عبدالناصر’ مثله الأعلى منذ بواكير حياة، وعند نهايات حكم ‘المجلس العسكري’، للخص انتقاداته لمستويات الأداء في جملة واحدة قالها لي برن أس: ‘نعتقد إلى قيادة فكرية ملهمة ‘وربما كانت في مخيلته قيادة ‘جمال عبدالناصر’ وما صاحبها من إلهام فكري وسياسي، ولا يعني ذلك انه يفكر في الترشح للرئاسة أو ان يجلس على مقعد ‘عبدالناصر’ وبحسب المعلومات المؤكدة فإنه يمانع في طلب الرئاسة ويرى في التقدم إليها إخلالا بالدور الذي لعبه والشعبية التي حازها، فيما بعد ‘التفويض تتبدى معضلة ‘عبدالفتاح السيسي’ في سعيه لإنهاء أية احتمالات لتوسيع دوائر العنف والإرهاب دون أن تتلطخ يد المؤسسة العسكرية بالدماء وهذه يصعب تخطيها بسهولة مع جماعة تطلب الصدام ومعضلة الأخيرة أنها تحاول ارتداء قبعتين في وقت واحد: ‘الإرهابي’ و’الضحية’ وهذه بدورها تقوض أية فرص جدية لها في حسابات المستقبل’.
    ‘المصريون’: السيسي لا يشبه عبدالناصر

    لكن زميلنا علي القماش رفض أي مقارنة بين الاثنين، وقال في اليوم ذاته في ‘المصريون’: ‘أعداد كبيرة من المثقفين من الاتجاهات الفكرية والسياسية والحزبية كافة ومن بينهم صحافيون أعلنوا بوضوح وصفهم لما حدث بالانقلاب وأن ما حدث هو إهدار لثورة يناير وأهدافها وأهمها الديمقراطية وأنهم لا يفوضون العسكر ولا يعني هذا بحال تأييدهم لحكم الإخوان، أما عن المغالطة الثانية فتأتي برفع صور السيسي بجانب صور عبدالناصر مع ترويج تصريحات بوجود تشابه بينهما وهو أمر به على الأقل – كل الظلم للزعيم عبدالناصر فبداية عبدالناصر لم يكن قائداً عسكرياً عاش حياته بمعزل عن المدنيين أو كما يقولون في الرمال الصفراء بل كانت طبيعة الأحداث في عصره جعلت منه أقرب للزعيم المدني قبل التحاقه بالكلية الحربية تتلمذ سياسياً في جماعة مصر الفتاة وتأثر بها وقبل وأثناء خدمته العسكرية تعرف عن قرب على الأطياف السياسية المختلفة وفكرها ورجالها ومن يقرأ مذكرات المحامي الودي ابراهيم طلعت يعرف مدى معرفة وعلاقة عبدالناصر بالوفديين خاصة جريدة ‘المصري’ وأصحابها أسرة أبو الفتح كما انه تعرف على الإخوان وفكرهم والتقى بأقطابهم ومعروف انه عايش اليساريين بدرجاتهم كافة من الاشتراكيين حتى الشيوعيين وكان محباً للثقافة والإطلاع والصحافة والفن ولعل هذا كله سهل له ‘بلورة’ أفكار عديدة، سواء اتفق البعض معها أو اختلف عليها، بينما السيسي لم يتح له خوض مثل هذه التجارب، وفي زمن عبدالناصر عندما قرر تشكيل أول وزارة استعان بعدد من الإخوان ومنهم الباقوري وعبدالعزيز كامل ونورا لدين طراف بينما ما جرى مؤخرا ليس لفظ وتشويه كل إخواني وعلق الباب تماما امام كل ما هو إسلام سياسي، وقد نختلف كثيرا على سياسة وإدارة مرسي ورجاله وأنهم بلا خبرة لإدارة دولة وثبت أن خبرتهم لا تتعدى إدارة التنظيم وهو تنظيم في أدبياته لا يعترف بالشورى وبالتالي لا يستمع للآخر أو يستفيد من خبراته ولديه كثير من الاستعلاء والجمود، وأنه إذا كان من الخطر خلط الدين بالسياسة فإنه من الخطر أيضاً ربط السياسة بالعسكر’.

    جلسات المصالحة ‘بتخاصمني
    حبة وتصالحني حبة’

    وإلى المعارك السريعة والخاطفة وبدأها يوم الأحد زميلنا في ‘المسا’ يسري حسان، بقوله في بابه المسحراتي وهو يدق على طبلته لإيقاظ النائمين كنا خلاص ولبسنا العمة. ننزل تحت نسيب القمة، بعد النور، بعد المدنية، قال عايزين يحكمنا أئمة، كانوا أئمة بس مصالح، خدعوا كل الناس بكلامهم، خلوا الناس بصحيح يتربوا’.
    وفي اليوم التالي – الاثنين – خاض زميلنا وصديقنا الإخواني خفيف الظل محمد حلمي في بروازه بجريدة ‘المصريون’ – صباحك عسل – معركة أخرى قال: في أولى جلسات المصالحة الوطنية – الأربعاء الماضي – التي ضمت أحزاب ورموز التيارات الليبرالية والعلمانية واليسارية وشوية من تمرد على جبهة 30 يونيو على مجموعة نساء، لفت انتباهي ان كل المجتمعين لا توجد بينهم أي خصومة الأمر الذي أضحكني بشدة لما شاب المشهد من هزل واضح، وبجملة الهزل تصورت ان اولى جلسات المصالحة كانت تحت شعار بتخاصمني حبة وتصالحني حبة’.

    ‘روزاليوسف’: اولاد
    المسؤولين وشغل الثلاث ورقات

    ويبدو أن أغنية حلمي أعجبت زميلنا وصديقنا بمجلة ‘روزاليوسف’ خفيف الظل عاصم حنفي، فصاح: ‘الله أكبر، وقد قررت الدولة سحب الجوازات الدبلوماسية من ابناء قيادات الإخوان، مرسي والشاطر والكتاتني والعريان وغيرهم، بما يعني ان الدولة كانت منحتهم الجوازت الحمراء لزوم السفر واللعب والرحرحة في بلاد الخواجات دن حسيب أو رقيب، وأقول لك، أنه ليس هناك أخطر من الشبع بعد جوع، وهؤلاء الانجال من العينة الأسوأ التي مرت بمصر، عيال غير مسؤولة لم تترب على الحاجة وإنما نشأت وترعرعت في ظل البلطجة وشغل الثلاث ورقات’.

    ‘الاسبوعand#8242;: امريكا التي تلعب بمصر

    ثم نتحول إلى ‘الاسبوعand#8242; لنكون مع زميلتنا الجميلة والرقيقة سناء السعيد، وهو وصف لا يفسد الصيام طبعاً، خاصة ان معركتها كانت ضد أمريكا، قالت: ‘لم يكن الإمام الخوميني ظالماً لأمريكا عندما نعتها بالشيطان الأكبر، فهي عن حق شيطان وقد ازداد سعارها يوما بعد يوم في الهيمنة على دول المنطقة، تواطؤها لم يقتصر على مصر وحدها، وانما امتد ليشمل دولا عربية وإسلامية؟
    لماذا لم تعارض أمريكا دعم الجيش المصري لثورة الخامس والعشرين من يناير 2011 التي أطاحت بالرئيس مبارك بينما تعارض دعم الجيش لثورة الثلاثين مليون مصري خرجوا يطالبون برحيل مرسي بعد عام حافل بالفشل الذريع والتخبط والارتباك’.

    ‘التحرير’: يعني المعونة
    ال########ة تطلع كام

    وما ان سمع صديقنا والشاعر الكبير عبدالرحمن الابنودي اسم أمريكا حتى قال في نفس اليوم في بابه اليومي بجريدة ‘التحرير’ – مربعات – مخاطباً أوباما:
    يعني المعونة ال########ة تطلع كام
    علشان تبيعنا وتشترينا يا أخ؟
    ممكن نجوع بمزاجنا عشرين عام
    ولا نقع بمزاج أبو في الفخ.

    ‘الأهرام’: الاتجار بالدم

    وإلى ‘أهرام’ الاثنين ايضا، وزميلنا وصديقنا والكاتب الكبير الدكتور وحيد عبدالمجيد ######ريته من تجار الدم من الإخوان قائلا: ‘لن يفلح استمرار السعي الى سفك دماء المصريين للاتجار بها عبر افتعال اشتباكات دموية في تغيير حقيقة ان ملايين الملايين من المصريين عبروا الجمعة الماضية عن إرادتهم التي ستظل حرة مهما مكر الماكرون فلم يبق لدى من يقاومون هذه الإرادة ويحاولون النيل منها إلا الاتجار بالدم بعد ان فقدوا القدرة على الاتجار بالدين، ولكن الشعب المصمم على ان تبقى إرادته حرة لن تنطلي عليه التجارة الجديدة، حتى إذا انخدع بها بعض السياسيين’.

    ‘الأخبار’: الوحدة الوطنية
    بين مسلمي مصر وأقباطها

    ونغادر ‘الأهرام’ الى ‘الأخبار’ بسبب قربها منها، لنجد خفيف الظل زميلنا عبدالقادر محمد علي يخوض معركة في بابه المتميز صباح النعناع: ‘الوحدة الوطنية بين مسلمي مصر وأقباطها حقيقة مؤكدة لا تقبل المزايدة، وحدة دم ومصير ووطن لا ينال منها تطرف الإخوان ووقاحة وجدي غنيم وسفالة عاصم عبدالماجد وجهل عبدالرحمن البر مفتي الإخوان، الأقباط صاموا رمضان مع المسلمين وتناولوا معا نفس طعام الإفطار في ميدان التحرير على صوت آذان المغرب وأجراس الكنائس يوم 26 يوليو بزوال الغمة وتأكيدا على أن الهلال والصليب يتعانقان الى الأبد في حب مصر، ياللروعة’.
    صحيح، والله، ياللروعة، ولكنه شعب مصر هي أمي وشمسها في سماري رغم اني أبيض البشرة.

    الجهاد يكون في سبيل الله فقط

    ونظل في ‘الأخبار’ وذات الصفحة لنكون مع زميلنا احمد جلال وقوله وهو غاضب: ‘لا اعرف من المجنون الذي يطلق على قتلى أنصار المعزول محمد مرسي، اسم شهداء، فالشهادة لها شروط ولا تكون لكل من هب ودب، والشهيد هو من يموت لإعلاء كلمة الحق، وليس من يموت من أجل كرسي مرسي، والجهاد يكون في سبيل الله وليس في سبيل الإخوان لكننا نعيش زمنا أغبر، أصبح فيه قطاع الطرق شهداء والبلطجية مجاهدين، والإرهابيون دعاة، ونشاهد زعماء أونطة مثل عاصم عبدالماجد والبلطجي محمد البلتاجي وعصام العريان، كفاية اسمه، ورابعهم الداعية صفوت حجازي’.

    ‘الأخبار’: بيد عقلاء الاخوان
    وقف سفك دماء المصريين

    وإلى الإخوان المسلمين ومعاركهم، والهجوم الذي شنه عليهم يوم الأحد زميلنا بـ’الأخبار’ عصام السباعي الإخواني الذي تاب توبة نصوحة، بعد ان خبرهم، قال عنهم:
    ماذا يمنع التقي الورع الزاهد د. محمد بديع مرشد الإخوان من اتخاذ القرار الوحيد لوقف سفك دماء المصريين ويأمر أتباعه بالعودة الى البيوت لوقف نزيف الدم المسال بسبب صراع ###### على الكرسي؟!
    ماذا يمنع عقلاء وأماثل الإخوان من وقف المسلسل الدموي الذي تورط فيه قادتهم من أجل عودة الرئيس المعزول مرسي وهل هم مقتنعون ان مصلحة البلاد والعباد تقتضي زهق كل هذه الأرواح من أجل الكرسي؟!
    ماذا يمنع شباب الإخوان أن يكونوا رجالا وليس ‘إمعات’ إن أحسن مرشدهم ورجاله الذين يحكمون أحسنوا وإن أساءوا فجروا واستباحوا الدماء سواء من بينهم أو بين غيرهم من أجل الكرسي؟.
    ماذا يمنع عقلاء الإخوان عن إعلانها صريحة بسقوط ‘بيعة المرشد’ فلا سمع ولا طاعة في معصية الصراع وإهدار الدماء من أجل كرسي وشرعية يمكن استعادتها في عملية توافق حقيقية وليس أرواحاً لا يمكن استعادتها؟!
    ملحوظة: الأسئلة لعقلاء الإخوان فقط!’

    ‘الأهرام’: سقوط الاخوان لا يعني سقوط الاسلام

    وتبعه في الهجوم على الإخوان في اليوم التالي – في ‘الأهرام’ زميلنا عطية أبو زيد بقوله عنهم: ‘كلهم يؤمن بأن سقوط مرسي يعني نهاية الدين الإسلامي في مصر، كيف؟ لا أدري، والرسول صلى الله عليه وسلم قد مات، ومن بعده الصحابة المبشرون بالجنة ومع ذلك لم يسقط الإسلام أو يختف من خريطة العالم، وأول، الفكر المتطرف والشامت، وأنا أعنيها، بعد سقوط قتيل التحرير، يومها قامت ميليشياتهم الالكترونية، وعلى طريقتهم بعمل حفل تأبين الشاب الذي قتلوه، وعلى أحدى صفحاتهم جاءت التعليقات كلها تنم عن فكر في غاية التطرف والشماتة تغييب كامل للعقل وكل أنواع المعرفة، فقاموس تعليقاتهم جاء عامراً بكل أنواع الكراهية والتطرف، في 388 داهية، وأيوه كده رجالة ورب الكعبة، اللي يتمسك يُقتل وده دفاع عن النفس، وأحسن، عقبال الباقي، والله يحجمه هو واللي مسلطه، و###### من كلاب النار وفي ستين داهية، هذه هي تعليقات الإخوان وأفكارهم التي اصبحت ظاهرة للجميع الآن، فهل هذا الفصيل يصلح للدخول في المصالحة الوطنية’.

    ‘الشروق’: لماذا لا يرى الاخوان
    رأي تبدل غالبية المصريين فيهم؟

    ويبدو ان هذا الكلام اعجب جدا، جدا، زميلنا عماد الدين حسين رئيس التحرير التنفيذي لـ’الشروق’، لذلك قال في اليوم نفسه – الاثنين: ‘الشعب هو الذي تحرك ضد الإخوان يومي 30 يونيو و26 يوليو وبعدها تحرك الجيش ومن لا يرى هذه الصورة فهو منفصل عن الواقع مع كل الاحترام للصناديق والشرعية فالواقع الموجود على الأرض يقول ان هناك الإخوان المعتصمين وبعض أنصارهم والمتعاطفين معهم ثم بقية الشعب بأكمله، كل مصر تقريباً صارت ضد الإخوان ومن لا يصدق عليه أن ينزل الشارع ويسأل البسطاء آراؤهم أشد تطرفاً، مما يعتقد كثيـــــرون، وللأسف لا يرى الإخوان هذه الصورة، لم يعد في إمكان كثير من الإخوان السير في الشوارع والمجاهرة بأنهم إخوان بالطبــــع هذا أمر مؤســـف ومزعج لكنه ذو دلالة خطـــيرة، مرة أخرى هناك كثيرون تآمروا على الإخوان وهذا من طبائع العمل السياسي، لكن اكبر متــــآمر على الإخوان كان هم الإخوان أنفسهم’.

    الغزالي: أرجوكم احقنوا دماء أتباعكم

    كما اعجب زميله عماد الآخر، وهو عماد الغزالي وقوله في نفس العدد: ‘وكانت ‘جمعة الفرقان’ كما أطلقوا عليها هي المناسبة المحددة لإطلاق كذبتهم الكبرى بأن الشعب يؤيدهم وأن ملايينهم التي خرجت في ذلك اليوم أضعاف من خرجوا في 30 يونيو وهي رسالة كان ينتظرها أوباما على أحر من الجمر كي يضغط على الحكومة المصرية لإعادة مرسي والإخوان من جديد إلى السلطة وأظن أن أنقرة كانت في الانتظار ايضاً، خيب الله مسعاهم وأفشل السيسي مخططهم وجاءت جمعة التفويض 26 يوليو متممة لجمعة إسقاط مرسي والإخوان بل فاقت أعداد المتظاهرين فيها أعداد من خرجوا في 30 يونيو قال ألاعب في المرتين كلمته أعلن رفضه للمشروع السياسي للإخوان أعلن ثورته ضد جماعة تهدد كيانه واستقلاله ووسطيته وفهمه للدين وللحياة جماعة فاشية منغلقة تتناقض أولوياتها وأجندتها وفهمها لمعنى الوطن والمواطنة مع ما استقر عليه وعيه الذي تشكل عبر آلاف السنين، أرجوكم احقنوا دماء أتباعكم وافهموا: الشعب المصري لا يريدكم، الناس تكرهكم ولا جدوى من كل ما تفعلوه سوى مزيد من الرفض والكراهية’.


    ---------------


    يوسف القرضاوي.. «علامة» الفتنة
    الداعية المثير للجدل يعود للواجهة من خلال حملات على مواقع التواصل الاجتماعي تطالب بإسقاط الجنسية المصرية عنه وشطب اسمه من هيئة كبار العلماء.
    العرب [نُشر في 01/08/2013، العدد: 9281، ص(19)]

    دعا القرضاوي القوى الإقليمية لدعم مرسي وأنصاره

    القاهرة- ضم مغردون مصريون صوتهم إلى شيخ الأزهر أحمد الطيب في إدانة يوسف القرضاوي بسبب تصريحاته وبياناته «الطالعة النازلة خدمة للإخوان وإثارة للفتنة».
    ونشط على مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاقات تطالب بإسقاط الجنسية المصرية عن القرضاوي وبشطب اسمه من هيئة كبار العلماء.

    يذكر أن القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يشغل عضوية هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف برئاسة شيخ الأزهر وتعتبر أعلى هيئة إسلامية في مصر وتضم كبار العلماء بالأزهر.

    ويقول مغردون «يجب إسقاط الجنسية المصرية عنه أو تقديمه للمحاكمة لأنه من دعاة الفتنة»، واصفين إياه بـ»مفتى أميركا وحلف الناتو» ويفسرون «القرضاوي أفتى بالجهاد في سوريا وأفتى بالجهاد ضد الجيش المصري ولم نسمعه يوما يطالب بالجهاد ضد إسرائيل أو أميركا»، «إنه شيخ ملعون».

    وقال مغرد إن «تصريحاته تحريضية مقيتة تسيء إلى الأزهر»، مؤكدا أن «هذه التصريحات تصدر عن أشخاص لهم انتماءات سياسية بسبب سيطرة المصالح الحزبية الضيقة ونبرة السب والقذف وصوت التحريض المقيت».

    ودعا مغردون القرضاوي إلى مراجعة أفكاره، وكل ما يقوله، والانحياز للصف المصري»، مؤكدين أنه سبب «إزهاق الأرواح وإراقة دماء بريئة، سيحاسب عليهما أمام الله تعالى».

    من جانب آخر قال مغردون إن «آراء القرضاوي لا تبرر شطبه من عضوية هيئة كبار العلماء»

    وكان القرضاوي هاجم شيخ الأزهر، وموقفه من عزل الرئيس المصري محمد مرسي.

    ودعا القرضاوي جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومنظمة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ موقف حاسم مما يحدث في مصر الآن، وأن تدعم أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين، إضافة إلى دعوته المسلمين في العالم ليكونوا شهداء في مصر.

    واعتبر مغردون نقلا عن علماء الأزهر أن آراء القرضاوي «خارجة ليس عن حد الشرع فقط بل عن حد العقل أيضا».

    وتساءل مغردون «كيف يجرأ هذا أن يدعو المسلمين من كل مكان إلى أن يأتوا إلى مصر للجهاد من أجل خلاف داخلي سياسي، في حين أن القضايا التي يستنفر لها المسلمون كالقدس وغيرها لم يدع الشيخ القرضاوي لمثل هذا».

    وأكدوا «أن هذه ليست المرة الأولى التي يفتي فيها الشيخ القرضاوي بفتاوى «مسيسة وفتاوى عجيبة وغريبة».

    وطالب مغردون القرضاوي بأن يدع عنه الحكمة جانبا.. سيضيع الوطن والأمم بشعارات، خائن يريد أن يسلب مصر أمجادها وينكس أعلامها..».

    ويقول مغرد إن القرضاوي استباح دماء المصريين تحت شعار الجهاد، ويقولون إن «دعوة القرضاوي للجهاد بمصر من أجل إشعال نار الفتنة لا لإخمادها، ساكبا الزيت على النار.. في الوقت الذي نحتاج فيه إلى المصالحة الوطنية».

    لكن فتاوى الجهاد ليست بجديدة على «العلامة» القرضاوي – كما يحب أن يطلق عليه إخوانه من أعضاء الجماعة – والقرضاوي «علامة» فعلا لكنه علامة النفاق والفتنة، فـ»هو الذي غاب عن مصر عقودا طويلة يعد ظاهرة غريبة جعل من مرسي وإخوانه مقدسين ما جعل ابنه عبدالرحمن يوسف يخرج عن صمته قائلا «عفوا أبي الحبيب، مرسي لا شرعية له».

    لكن، «السبع سبع ولو قلت مخالبه وال###### ###### ولو كان ابن سلطان خذوا العمامة حتى لا يكون عار على الأزهر الشريف

                  

08-02-2013, 00:46 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)





    لماذا فشلت تجربة الإخوان


    فاروق جويدة

    تمنيت مع الكثيرين غيري لو ان تجربة الإخوان المسلمين في حكم مصر قد نجحت ويومها كنا علي قناعة كاملة بأن من حق الإخوان أن يأخذوا فرصتهم في إدارة شئون الكنانة‏..‏ كان البعض يري أن المسئولية كبيرة وأن قدرات الإخوان اقل بكثير من ان تتحمل هذا العبء الثقيل وكانت صورة الإخوان التي حفظناها انهم يمثلون الإسلام السياسي الوسطي المترفع عن العنف والدم والإرهاب وان نجاحهم يمكن ان يمهد الطريق لترشيد تيارات اخري كانت دائما تفضل السيف علي الكلمة والعنف علي الحوار‏


    ومازلت اعتقد ان هناك اسماء كثيرة لا تنتمي للإسلام السياسي وقفت مع الإخوان في تجربتهم الوليدة وخاصة في الأيام الأولي وان تكشفت بعد ذلك جوانب كثيرة غامضة في موقف الإخوان سحبت من رصيدهم التاريخي في الشارع المصري وجعلت اقلاما كثيرة تتحفظ في تأييدها أو ثقتها في هذه التجربة الجديدة.. في تقديري ان الإخوان فرطوا في جوانب اساسية من ثوابت المجتمع المصري بثقافته وتاريخه وطبيعة الحياة لدي المصريين وقد كشفت التجربة عن جوانب كثيرة وراء الاختلاف معهم في الفكر والمواقف والقناعات:

    < كانت قضية الوطن والإنتماء من ابرز القضايا الخلافية مع الإخوان فنحن شعب يعتز كثيرا بدينه وثوابته فنحن متدينون بالفطرة ولا يوجد بيت مصري إلا وفيه نسخة او اكثر من القرأن الكريم ولوحات قرآنية تزين جدرانه والدين عنصر ثابت ومتأصل في تكوين الشخصية المصرية فكرا وسلوكا.. وهذا التدين لم يتعارض يوما مع الانتماء والولاء للوطن وهنا كان الصدام بين ثوابت الشخصية المصرية في تجسيدها وقناعاتها لمعني الوطنية مع طرح جديد من الإخوان ان الأصل في الثوابت ليس الأوطان ولكنه الأديان.. حرص الإخوان من البداية علي تغيير هذا الانتماء وكان هذا التوجه أاول جوانب الخلاف بين الإخوان وثوابت الشخصية المصرية ان انتزاع الوطن من الشخصية المصرية قضية صعبة بل مستحيلة لأن الدين والوطن كانا عماد الشخصية المصرية.

    < حين وصل الإخوان الي السلطة كان ينبغي ان تبتعد مواكب السياسة عن مواكب الدين لأن العبث السياسي يتنافي تماما مع قدسية الدين ولكن الإخوان طمعا في المزيد من الهيمنة والسيطرة علي الشارع المصري استخدموا الدين مع السياسة في جمع الحشود وكان هذا ايضا من اهم واخطر اسباب الإنقسام في الشارع المصري فتداخلت السياسة مع الدين في المساجد ودور العبادة وتحولت المنابر الي منصات سياسية ابعد ما تكون عن سماحة الدين وكان ينبغي ان تبقي مواكب الدعوة بعيدا عن المعترك السياسي الذي لوث كل شيء وامام قدسية الدين حاول الإخوان إعطاء الوجه السياسي للحكم صبغة دينية في إقامة الشعائر والخطب السياسية التي تغلفها نفحات دينية وربما كان هذا الطرح مجديا ومفيدا مع الطبقات الأمية من المجتمع إلا انه كان من اسباب القطيعة مع تجمعات اخري تريد من يحدثها بالعقل والمنطق وشيء من الحكمة.

    < اهتم الإخوان كثيرا بلعبة السلطة والكراسي والرغبة في السيطرة علي مؤسسات الدولة وقد تسرعوا في ذلك كثيرا امام مؤسسات ترسخت في حياة المصريين وافتقد الإخوان الكثير من الحرص والدراسة امام رغبة محمومة دون وعي بخطورة المناطق التي اقتربوا منها تحت دعاوي الإصلاح والتطهير.. دخلوا في صراعات مبكرة مع مؤسسات عتيقة كان منها القضاء والشرطة والإعلام والحكم المحلي والبنوك والمؤسسات السيادية, وفي الوقت الذي حاولوا فيه السيطرة علي هذه المؤسسات لم تكن لديهم الخبرات والكفاءات القادرة علي التغيير في هذه المواقع.. وكانت النتيجة ان الإخوان كشفوا عن نياتهم مبكرا مما جعل هذه المؤسسات تتوحد لتواجه هذا العدوان الصارخ الذي يهدد وجودها وتماسكها..

    < في الوقت الذي بدأت فيه معركة الإخوان مع هذه المؤسسات كان هناك شعب ينتظر ثمار الثورة ولا ينتظر حصاد المعارك أو نتائجها وبدأت خيوط التواصل والثقة والأمل تتقطع بين الشعب والسلطة الجديدة الواعدة.. وهنا ايضا استطاعت مؤسسات الدولة ان تشارك من بعيد في هذه المعركة فكان دور الإعلام في تضخيم الأزمات وكشف النيات المغرضة وكان دور القضاء في تحريك الشارع وكان دور الشرطة التي تعرضت لعمليات تشويه ضارية من الإخوان امام غياب المسئولية حول احراق اقسام الشرطة واقتحام السجون ودعاوي تطهير الشرطة وهذه الأسباب جميعها تركت ظلالا كثيفة في العلاقة بين الإخوان وجهاز الشرطة وباقي مؤسسات الدولة.

    < لم يعترف الإخوان في يوم من الأيام بنقص خبراتهم أو عجز قدراتهم أو عدم وجود الكفاءات لديهم وبدلا من ان يقتربوا من الناس ويتفاعلوا مع فئات المجتمع اصابتهم حالة من الغرور والتعالي وكانت سببا في نفور كفاءات كثيرة منهم وعدم رغبتهم في التعاون معهم.. كان الغرور وسيلة خاطئة لإخفاء العجز وإثبات الذات وربما كان هذا هو السبب الرئيسي في فشل جميع محاولات المصالحة الوطنية التي عرضتها مؤسسة الرئاسة وكانت سببا في حالة القطيعة مع القوي السياسية علي إختلاف توجهاتها.. وقد زادت حالة الغرور والتعالي حتي وصلت الي شعور بالاستخفاف بالمعارضة تحت إحساس مبالغ فيه انها لن تصنع شيئا..

    لقد بالغت جماعة الإخوان في إحساسها بالثقة والإستغناء عن طوائف المجتمع المختلفة حتي وصلت بمؤسسات الدولة الي حالة من العجز الكامل.

    < بالغت جماعة الإخوان في اهمية الدور الأمريكي في حكم مصر واعتمدت علي ذلك تماما امام قناعة كاملة ان حشود الإخوان في الشارع المصري تستطيع في أاي لحظة إجهاض أي محاولة للتغيير او المقاومة.. بالغ الإخوان في ثقتهم بأمريكا وبالغت امريكا في اعتمادها علي الإخوان ونسي الاإثنان معا ان هناك شعبا تغير في كل شيء في درجة وعيه ورفضه ولم تعد لديه حسابات مع اي شيء.. كان المصريون قد وصلوا الي درجة من القناعة انهم قادرون علي تغيير اي شئ ولهذا حين جاء الطوفان البشري يوم30 يونيه كان مفاجأة للجميع بما في ذلك البيت الأبيض.

    < كانت للإخوان المسلمين علاقات واتصالات كثيرة سابقة مع عدد من الدول العربية وخاصة دول الخليج وكثيرا ما احتضنت هذه الدول رموز الإخوان الهاربين من مصر وكانت هذه الدول تنتظر من الإخوان وفاء بوفاء ولكن يبدو انهم لم يكونوا علي مستوي النبل في العلاقة مع هذه الدول ولهذا كان موقف دول الخليج من رفضها للحكم الإخواني في مصر من البداية.. ربما كان هناك تعاطف إنساني بين النظام السابق وقيادات هذه الدول في بداية الثورة ولكن الأمر تغير تماما مع وصول الإخوان للسلطة فلم يعد تعاطفا مع رئيس رحل ولكنه كان رفضا لنظام سطا علي الحكم في ارض الكنانة.. ولا نستطيع ان نتجاهل موقف هذه الدول ورفضها دعم الاقتصاد المصري وهو ما تغير تماما بعد سقوط الإخوان.

    < أخطأ الإخوان حين جلسوا علي كراسي السلطة في حالة انتشاء غريبة متجاهلين ان هناك نظاما رحل وبقيت فلوله وكان من الغباء الشديد إهمال ملفات خطيرة مثل ملف الأموال الهاربة أو كثير من المواقع الحساسة التي لم يتغير فيها شيء او الاكتفاء بحل الحزب الوطني مع بقاء قواعده ونسي الإخوان ان هذه الفلول كان بينها وبينهم تاريخ طويل من المعاملات والصفقات وانهم يفهمون بعضهم جيدا ابتداء بجهاز امن الدولة وانتهاء برجال الأعمال الذين كانت تربطهم علاقات خاصة بين الوطني والمحظورة.. كان الإخوان من السذاجة بأنهم تصوروا ان بعض الصفقات مع رموز النظام السابق يمكن ان يغلق ملفات الماضي ويفتح معهم صفحات جديدة رغم انهم انتزعوا حكم مصر انتزاعا في عملية اقرب للمؤامرة.

    < لا اجد مبررا لهذا العداء القديم بين الإخوان وجيش مصر وقد حاولوا اختراق الجيش بمجرد وصولهم للسلطة ولكنهم فشلوا في ذلك امام مؤسسة عريقة لها ثوابتها ومكانتها في ضمير المصريين.. لقد خلط الإخوان بين خصومتهم مع الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وبعضها عداء شخصي وتاريخي وموقفهم من جيش مصر.. كانت الخصومة مع عبد الناصر خصومة سياسية بعد ثورة يوليو حين حاول الإخوان السيطرة علي الثورة ولم يكن للجيش علاقة بهذا الصراع غير ان عبد الناصر ينتسب اليه.. وبقيت لدي الإخوان رغبة دائمة في الانتقام ولعل ما يحدث في سيناء اآن يؤكد هذا الموقف الغريب الذي يتعارض مع ابسط واجبات الوطنية.. كان من العار ان يقف احد قيادات الإخوان في الأسبوع الماضي ويعلن انهم قادرون علي وقف الأعمال الإرهابية في سيناء خلال دقائق إذا وافق الجيش علي عودة الرئيس المعزول. ان موقف الإخوان من سيناء إدانة تاريخية.

    كنا دائما نؤكد ان الخلافات السياسية والفكرية بين ابناء المجتمع الواحد ينبغي ألا تتحول الي خصومة وتتعارض مع مصالح الوطن وثوابته ومقومات وجوده وقد أخطأ الإخوان حين تصوروا ان فكر الجماعة يجب ان يكون ملزما لكل المصريين وان يشمل الوطن كله ولهذا لم يفرق الإخوان بين ولائهم للجماعة كدعوة دينية ومسئوليتهم عن حماية المجتمع كسلطة حاكمة ودولة مسئولة

    < نسي الإخوان وهم يعقدون صفقات سياسية مع رموز دينية اتسمت بالتشدد الفكري والديني ان في مصر تراث حضاريا عتيق يصعب انتهاك ثوابته.. أن هناك فكرا متحررا وثقافة عميقة وفنا وإبداعا جميلا.. وهناك شخصية مصرية لها مكوناتها الحضارية ومن الصعب ان تقبل زلزالا يغير ثوابتها حتي ولو رفع راية الدين.. ان الدين في كل بيت والفن في كل وجدان والثقافة تملأ كل عقل وكان ينبغي علي الإخوان وتوابعهم ان يتعاملوا مع الشخصية المصرية بشئ من الحكمة والفهم والتحضر.. ولكن الإخوان صدموا الإنسان المصري البسيط.. صدموه في حياته حين وجد نفسه يواجه ظروفا اقتصادية وإنسانية أسوأ مما كان فيه.. وصدموه في فكره وهو الذي اعتاد وسطية الدين ليجد نفسه ضحية من ضحايا التشدد والعنف والفوضي وصدموه في اسلوب حياته حين رفضوه شكلا في مظهره ورفضوه موضوعا في الإستخفاف بدرجة وعيه وتدينه.. وفي شهور قليلة اصبح الإخوان في وادي واغلبية الشعب المصري في واد آخر, فقد بدا ان المسافة بعيدة جدا بين حلم الشارع المصري في وطن اكثر حرية وعدالة وتقدما ووطن آخر أراده الإخوان اكثر تشددا وتطرفا واستبدادا فكانت المواجهة وكان السقوط.

    وعلي الجميع ان يستوعب الدرس لأن الشعب هو الذي جاء بالإخوان وهو ايضا الذي اطاح بهم والعاقل من اتعظ

                  

08-02-2013, 05:46 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)



    أراء حرة

    رؤيتي


    رسالة مصر لآشتونand#8238;..and#8236;and#8238; and#8236;عودة المعزول من رابع المستحيلات


    01/08/2013 10:10:06 م
    أنور محمد

    كان الإخوان يعتقدون ان كاثرين آشتون المفوضة العليا للاتحاد الأوروبي ستأخذ بيد الرئيس المعزول من مقر اقامته الجبرية لتصل به إلي قصر الرئاسةand#8238;.. and#8236;وهذا هو سر إعلان صفوت حجازي المطلوب للعدالة في ميدان رابعة قبل ان تصل آشتون إلي القاهرة ان اليوم الجمعة جمعة الفرقان والسبت سيحدث شيء جلل ويوم الأحد سيكون الرئيس المعزول مرسي بينناand#8238;.. and#8236;وتصور الإخوان أن آشتون تحمل أجندة أوروبية أو صفقة معهم لعودة مرسي إلي الحكم أو الخروج الآمن له وقيادات الإخوانand#8238;.and#8236;
    واستمعت آشتون للرئيس المستشار عدلي منصور ونائبه الدكتور محمد البرادعي والفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع والقوي والتيارات السياسية والإسلامية وشباب حركة تمردand#8238;.. and#8236;أكدت مصر لآشتون ان عقارب الساعة لن تعود إلي الوراء بعد ثورة and#8238;and#1632;and#1635; and#8236;يونيو وتفويض الشعب للجيش والشرطة بمواجهة الإرهاب في and#8238;and#1638;and#1634; and#8236;يوليو الحالي وأكد الفريق السيسي لآشتون ان عودة الرئيس المعزول للحكم من رابع المستحيلات وقال د.البرادعي لها إن الرئيس المعزول فشل ولا يمكنه ان يشارك في العملية السياسية في المرحلة المقبلة أما الإخوان فمرحبا بهم للمشاركة في العملية السلميةand#8238;.and#8236;
    السيدة آشتون تعلم تماما ان المصريين شعب من الأحرار ولن يتمكن أحد من فرض أجندة ضد رغبات هذا الشعب العظيم وإنها لم تأت إلي القاهرة لتوفير الخروج الآمن للرئيس المعزول وقيادات الإخوان فقد أكدت آشتون خلال لقائها بالرئيس المعزول له ان مسألة عودته للحكم أصبحت مستحيلة خاصة بعد ما حدث في and#8238;and#1632;and#1635; and#8236;يونيو من ثورة شعبية وليست انقلابا عسكريا وان ما تستطيع ان تفعله هي محاولتها اقناع المؤسسة العسكرية تسليمه إلي جهات التحقيق والقضاء فقد كان المعزول قد طرح علي آشتون مبادرته باخلاء ميداني رابعة والنهضة من مؤيديه مقابل إطلاق سراحه واشتكي المعزول مرسي لها من وضعه تحت الإقامة الجبرية واستخدام العنف ضد مؤيديه وأنصاره وان الاتهامات الموجهة إليه سياسية لمعاقبته علي عدم قبول طلب التنحي من جانب قيادات الجيش التي لم تدن له بالولاءand#8238;.and#8236;
    الغريب ان المعزول قابل آشتون ورفض مقابلة الوفد الحقوقي المصري لانه كان يعتقد نتيجة لأكاذيب الاعلام الإخواني من ان الاتحاد الأوروبي سيعيده إلي الحكم وان آشتون جاءت لتأخذه إلي قصر الاتحاديةand#8238;.and#8236;
    الإخوان كانوا قد حاولوا عقد صفقة مع آشتون حيث طرحوا عليها ثلاث مبادرات للدكتور سليم العوا مساعد الرئيس المعزول ومحاميه الخاص ومبادرة التحالف الوطني لدعم الشرعية التي تقدم بها د.هشام قنديل رئيس الوزراء الإخواني السابق ود.محمد محسوب وزيره للشئون البرلمانية السابق ومحمد علي بشر وعمر دراج الإخوانيين وتضمنت العودة إلي ما قبل and#8238;and#1632;and#1635; and#8236;يونيو حيث انهم لا يعترفون بثورة الشعب ويعتبرون ما حدث انقلابا عسكريا وان ما يحكم مصر حكومة انقلابية واقترحوا انتخابات برلمانية فيand#8238; and#8236;غضون and#8238;and#1638; and#8236;أشهر وتعيين حكومة مؤقتة وقد رفضت القوي السياسية والشعب المصري هذه المبادرات واعتبروها محاولة اخوانية للخروج الآمن للمعزول وقيادات الإخوان وهذا التحول الجذري الذي طرحه التحالف الوطني لدعم الشرعية في لقائهم مع آشتون فقد اعترفوا جميعا بالسلطة الحاكمة الجديدة وطالبوها بأن يرسل النظام الجديد لهم رسائل طمأنة بعدم مواجهتهم وانصار المعزول ووقف العنف بل طلب التحالف من آشتون اتخاذ مخرج دستوري للأزمة ولم يتحدثوا عن عودة المعزول للحكم بينما يؤكد زعماء الإخوان المجرمين في رابعة علي تمسكهم لوقف العنف بعودة الرئيس المعزول إلي الحكمand#8238;.and#8236;
    الشعب المصري بذكائه الفطري المعهود رفض هذه المبادرات الإخوانية لانه يعلم انها مرونة إخوانية مزيفة أمام آشتون لنقلها إلي الاتحاد الأوروبيand#8238;.. and#8236;وكانت رسالة آشتون خلال اجتماعاتها مع التيارات السياسية والإسلامية واضحة بان الشعب المصري العظيم يحتاج إلي التقدم للأمام بسلام وان الاتحاد الأوروبي يحرص علي الانتقال السلمي وعدم التدخل في الشأن المصري الداخلي وضرورة حل الأزمة بالحوار بجلوس كافة الأطراف علي مائدة المفاوضاتand#8238;.and#8236;
    الإخوان أصيبوا بالإحباط واليأس بعد زيارة آشتونand#8238;.and#8236;





    --------------------------------------------------------------------------------

    أراء حرة

    رحيق الحياة


    الهيستيريا التركيةand#8238; !and#8236;


    01/08/2013 09:57:15 م


    عاطـف النمـر


    استكمالا لما تناولته الاسبوع الماضي بعنوانand#8238; " and#8236;الرعب التركي من عزل مرسيand#8238; ! " and#8236;،and#8238; and#8236;أود أن أؤكد ان سفير تركيا بالقاهرة الذي تم استدعاؤه مرتين لوزارة الخارجية المصرية للاعتراض علي التصريحات السلبية للمسئولين الأتراك تجاه ثورةand#8238; and#8236;30and#8238; and#8236;يونيو الشعبية واصرارهم علي انها انقلاب عسكريand#8238; and#8236;،and#8238; and#8236;بماand#8238; and#8236;يفتقد للكياسة والأعراف الدبلوماسية والقوانين الدولية،and#8238; and#8236;وبماand#8238; and#8236;يعد تدخلا سافرا في الشأن المصري الداخليand#8238; .and#8236;
    جميع تصريحات سفير تركيا الصحفية لم تستنكر مواقف وتصريحات القيادات التركية تجاه الوضع الجديد في مصرand#8238; and#8236;،and#8238; and#8236;أو تنفي ماand#8238; and#8236;يقومون به من تحريض سافر ضد مصر وجيشها وقيادتها الانتقالية الجديدةand#8238; and#8236;،and#8238; and#8236;أوand#8238; and#8236;ينفي ما تم ضبطه من اسلحة وملابس عسكرية مهربة من تركيا لجماعات في مصرand#8238; and#8236;،and#8238; and#8236;تصريحات السفير التركي تحاشت كل ذلك وعرجت بنا علي ما هو هامشي بشأن نفي ما قيل عن وقف التأشيراتand#8238; and#8236;،and#8238; and#8236;أو تعليق الاتفاقيات بين البلدين من الجانب التركيand#8238; and#8236;،and#8238; and#8236;وربما تغاضي عن عمد عما نشرته صحيفةand#8238; "and#8236;الصباحand#8238; " and#8236;التركية الثلاثاء الماضي عن قطع العلاقات مع مصرالذي نفاه وزير الخارجية التركيand#8238; and#8236;أحمد داود أوغلوand#8238;. and#8236;
    الكاتب عبد القادر سلفيand#8238; and#8236;وثيق الصلة بحزب رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان،and#8238; and#8236;يكشف عنand#8238; and#8236;غير قصدand#8238; and#8236;في صحيفةand#8238; " and#8236;يني شفقand#8238; " and#8236;سر الهيستيريا التي اصابت القيادة التركية بعد عزل مرسي بقولهand#8238; " and#8236;لو أطيح بنظام الأسد لما تجرأ الآخرون علي الانقلاب علي مرسيand#8238;" and#8236;،and#8238; and#8236;العبارة تترجم الشعور التركي بالفشل الذريع في مؤامرة اسقاط نظام الأسدand#8238; and#8236;،and#8238; and#8236;والفشل في القضاء علي الجيش النظامي السوري برغم الدعم الكامل والتام من تركيا والولايات المتحدة وغيرهما من الدول الاوروبية للاخوان في سوريا وماand#8238; and#8236;يسمي بالجيش الحر المكون من مرتزقة ومليشيات تدعي للجهاد في سبيل اللهand#8238; and#8236;،and#8238; and#8236;تماسك النظام والجيش السوري حتي الآنand#8238; and#8236;،and#8238; and#8236;سقوط الاخوان في مصر بعزل مرسيand#8238; and#8236;،and#8238; and#8236;الثورة الشعبية في تركيا التيand#8238; and#8236;يجابهها اردوغان بالقوة المفرطة الغاشمة في ظل صمت الدول المتشدقة بالديموقراطية وحقوق الإنسانand#8238; and#8236;،and#8238; and#8236;بداية التمرد ضد الاخوانand#8238; and#8236;في تونسand#8238; and#8236;،and#8238; and#8236;والاخوان في ليبياand#8238; and#8236;،and#8238; and#8236;كلها معادلات جديدة علي الأرض تشكل ضربات متوالية ضد مخطط الولايات المتحدة لشرق اوسط جديدand#8238; and#8236;،and#8238; and#8236;واعادة ترتيب ميزان القوي الاقليمية الذي كانت تركيا قاب قوسين أو ادني منه في ظل مؤامرة تحطيم الدولة السوريةand#8238; and#8236;،and#8238; and#8236;وانتهاء مقدرات الجيش العراقيand#8238; and#8236;،and#8238; and#8236;وإضعاف مصر في ظل نظام اخواني قائم علي عقد الصفقات التي تفرط في مقدرات الوطن مقابل انand#8238; and#8236;يحكمand#8238; and#8236;،and#8238; and#8236;لكن الملايين التي نزلت للميادين فيand#8238; and#8236;30and#8238; and#8236;يونيو واستجاب لها الجيش لحمايتها حطمت الحلم التركيand#8238; and#8236;،and#8238; and#8236;وأسبطلت مفعول مؤامرة تقسيم المقسم وتجزئة المجزأand#8238;! and#8236;
    الهيستيريا التي أصابت القادة الاتراك تترجم الصدمات الكهربائية التي لمand#8238; and#8236;يتحملها أوand#8238; and#8236;يستوعبها رئيس الحكومة أردوغانand#8238; and#8236;،and#8238; and#8236;ووزير الخارجية أحمد داود أوغلو،and#8238; and#8236;ووزير الدفاع عصمتand#8238; and#8236;يلماز الذين تناوبواand#8238; and#8236;الهجوم علي الفريق أول عبد الفتاح السيسيand#8238; and#8236;الذي وصفته صحيفةand#8238; "and#8236;ينيand#8238; and#8236;شفقand#8238;" and#8236;بـ"بينوشيه مصرand#8238;"and#8236;،and#8238; and#8236;فيand#8238; and#8236;إشارة إلي زعيم الانقلاب التشيليand#8238; and#8236;الشهير بينوشيهand#8238; and#8236;،and#8238; and#8236;ومن ضمن حلقات التطاولand#8238; and#8236;يقول أردوغان فيand#8238; and#8236;افطار رمضاني إنand#8238; "and#8236;الديمقراطية والإرادة الشعبية تُقتلان فيand#8238; and#8236;مصر،and#8238; and#8236;واليوم تقتل الأمةand#8238; "and#8236;،and#8238; and#8236;موجها سهامه إلي وسائل الإعلام الغربية التي فضحت عنف الشرطة التركية المفرط مع المتظاهرين في أحداثand#8238; "and#8236;تقسيمand#8238;" and#8236;علي الهواءand#8238; ! and#8236;
    هلand#8238; and#8236;يصمت اردوغان وكافة القادة الأتراك بعد ان سمع من كاترين آشتون ممثلة الاتحاد الأوروبيand#8238; and#8236;بحضور اعضاء التنظيم الدوليand#8238; and#8236;للإخوان أن عودة محمد مرسي للحكم مرة اخري أمر مستحيلand#8238; and#8236;،and#8238; and#8236;لمand#8238; and#8236;يكن اردوغان في حاجة لأن تؤكد له آشتون انها تيقنت أن ما حدث في مصر هو ثورة شعبية ضد مرسي واخوانه ومكتب ارشادهand#8238; and#8236;،and#8238; and#8236;الأمر الذي جعلها تصرح بأن مرسيand#8238; and#8236;ظهر أمامها فاقدا للمنطق فيand#8238; and#8236;الحوار والاتصال بالواقعand#8238; and#8236;،and#8238; and#8236;اردوغان وكافة قادة تركياand#8238; and#8236;يعرفون ان ما جري في مصر ثورة شعبية حماها الجيشand#8238; and#8236;،and#8238; and#8236;احبطت احلامهم الاقليميةand#8238; and#8236;،and#8238; and#8236;،and#8238; and#8236;واربكت كل ما وضعوه من سيناريوهات مستقبليةand#8238; and#8236;،and#8238; and#8236;ويتحسبون الأن من تكرارها لديهمand#8238; !and#8236;


    ----------------


    «أشتون» سألت «مرسى»: ماذا تريد؟ فأجاب: أفرجوا عن «الشاطر»
    مصطفى بكرىالأربعاء 31-07-2013 22:02


    وقت متأخر من مساء الاثنين كانت كاترين أشتون ومعها فقط سكرتيرها الخاص قد وصلا إلى مكان مجهول بالقرب من القاهرة بعد أن جرى نقلهما بطائرة هليكوبتر عسكرية ثم سيارة مضت بهما إلى فيلا خاصة فى إحدى المناطق العسكرية المهمة لزيارة الرئيس المعزول محمد مرسى.

    كانت كاترين أشتون قد طرحت الأمر على القائد العام للقوات المسلحة خلال لقائها به، ولم يتردد الفريق أول عبدالفتاح السيسى فى التعليق على هذا الطلب بأنه لا يرفض الأمر من حيث المبدأ إلا أن القرار مرهون بموافقة المستشار حسن سمير، قاضى التحقيق، الذى أصدر مؤخراً قراراً بحبس محمد مرسى على ذمة الحكم الصادر فى قضية اقتحام سجن وادى النطرون وبمجرد موافقة قاضى التحقيقات، تم اصطحاب «كاترين أشتون» وسكرتيرها الخاص إلى مطار ألماظة العسكرى، ومن هناك توجهت الطائرة إلى المكان المجهول.

    كان فى صحبة أشتون عدد من ضباط الجيش والحرس الجمهورى الذين اصطحبوا ممثلة السياسات الخارجية بالاتحاد الأوروبى وقد تسلموا منها ومن مساعدها التليفونات المحمولة وأجهزة الآى باد واقتصر الأمر فقط على الأدوات الكتابية لتسجيل الملاحظات الخاصة.

    عندما وصلت «أشتون» إلى المقر المحتجز فيه الرئيس المعزول مع بعض مستشاريه المقربين، ومن بينهم رئيس الديوان، رفاعة الطهطاوى، كان محمد مرسى فى انتظارها لقد تم إبلاغه فى وقت سابق بأن أشتون تعتزم زيارته، طالب بأن يسمح للدكتور سليم العوا بأن يرافقها، إلا أن أشتون رفضت أن يصحبها أى من المقربين من محمد مرسى باعتبار أنها معنية بفهم الحقائق وجهاً لوجه مع الرئيس المعزول ودون تأثير من أحد.

    لم يكن هذا هو اللقاء الأول بين مرسى وأشتون، لقد سبق أن التقته كثيراً فى القصر الرئاسى وكانت شاهد إثبات فى وقت سابق على الحوارات التى جرت بحضورها لإنهاء الأزمة المتفاقمة خلال شهرى أبريل ومايو الماضيين، حيث توصلت مع قادة الأحزاب السياسية وجبهة الإنقاذ إلى حل يقضى بإنهاء الأزمة شريطة تغيير الحكومة وإقالة النائب العام.

    يومها اتفق المشاركون من المعارضين على اختيار د.كمال الجنزورى رئيساً للوزراء بديلاً عن هشام قنديل، إلا أن أشتون فوجئت برفض محمد مرسى لهذا الاقتراح وإصراره على استمرار هشام قنديل فى منصبه مما أفشل مهمة أشتون وأصابها بحالة من الإحباط الشديد، وأدركت يومها أن مرسى لا يستطيع اتخاذ أى قرار إلا بالرجوع لمكتب الإرشاد.

    «أشتون» جمدت مبلغاً مالياً كبيراً كانت تنوى تسليمه لمقربين من الإخوان

    استمرت الجلسة بين كاترين أشتون والرئيس المعزول محمد مرسى نحو ساعتين من الوقت حضرها ضباط من الحرس الجمهورى والجيش، كما حضرها إلى جانب أشتون سكرتيرها الخاص، علاوة على الرئيس المعزول وبعض مستشاريه، وهذه هى تفاصيل المحضر نقلاً عن مصادر عليمة ومقربة من الأحداث.

    بدأ الحوار بسؤال كاترين أشتون للرئيس المعزول عن أحواله الصحية؟

    قال: كما ترين المعاملة جيدة يتم توفير كل ما نطلبه ولكن هذا ليس هو المهم، المهم هو عودتى إلى موقعى كرئيس للجمهورية وقائد أعلى للقوات المسلحة انت كما تعرفين أن ما جرى ضدى هو مناقض للشرعية الدستورية فأنا رئيس منتخب أديت القسم أمام الجميع واستمررت فى حكم البلد أكثر من عام والشعب انحاز إلى منذ البداية ووقف إلى جوارى لأننى جئت وحكمت فى أعقاب ثورة شعبية عظيمة كان لنا دورنا المعروف فيها كما أننى أمثل هذه الثورة وأنا الأمين على أهدافها وقد سعيت فى الفترة الماضية إلى تحقيق هذه الأهداف ولكن قادة الجيش قاموا بانقلاب عسكرى استولوا بمقتضاه على السلطة.

    أشتون: ولكن الأمر اختلف، بالتأكيد ما جرى هو أيضاً كان استجابة لملايين المصريين الذين خرجوا إلى الشوارع رافضين حكم جماعة الإخوان المسلمين وقد اكتسب النظام الجديد شرعية لأنه طرح خارطة طريق للمستقبل، ونحن نعمل على الإسراع بتنفيذ هذه الخارطة حتى تعود الأوضاع فى البلاد إلى طبيعتها وثق يا سيدى أننا حريصون على الشرعية ولكن حريصون أيضاً على احترام إرادة الشعب المصرى وأنت لم تعد رئيساً الآن.

    مرسى: كيف ذلك وأنا رئيس منتخب بالأغلبية كما أن البرلمان المصرى سواء مجلس الشعب الذى أصدرت المحكمة الدستورية حكماً بحله لأسباب سياسية أو مجلس الشورى فإن التيار الإسلامى حصل فيهما على مقاعد تتعدى نسبة الـ70and#1642; وأنا رئيس أمثل الجميع ولكن عندما يكون التيار الإسلامى حاصلاً على أكثر من 70and#1642; من مقاعد مجلسى الشعب والشورى وعندما أكون قد حصلت على الأغلبية الصحيحة فى انتخابات الرئاسة فأنا الرئيس الشرعى وسأظل الرئيس الشرعى.

    أشتون: ولكن الواقع تغير هناك ثورة جديدة قامت ضد حكمك.

    مرسى: هذه ليست ثورة، هذه مظاهرات محدودة العدد، الجيش هو الذى حركها من خلف الستار كما أن أعدادهم لا تتوازى ولا تتناسب مع أعداد أخرى خرجت إلى الشارع ولا تزال تعلن تمسكها بالشرعية الدستورية وبرئيس الجمهورية.

    أنا أطلب منك بصفتك مفوضة السياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبى أن تتدخلى لإنهاء هذا الوضع المغلوط وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح.

    أشتون: لا بد أن تدرك أن هناك ثورة اندلعت ضدك وقد حسم الأمر ولا أحد يستطيع أن يعود بالأوضاع إلى الخلف، مصر أمام واقع جديد الآن، وعليك أن تساعدنا فى البحث عن حلول تضمن تحقيق المصالحة والتوصل إلى حل بشأن وضعك القانونى.

    مرسى: أنا ليس لدى أى حلول إلا عودتى مرة أخرى إلى السلطة باعتبارى الرئيس الشرعى للبلاد.

    أشتون: ولكن هذا كلام غير منطقى لقد شاهدت مظاهرات تضم عشرات الملايين يوم الجمعة الماضى كانت تفوض الفريق السيسى وتطالبه باتخاذ إجراءات ضد أعمال العنف التى تشهدها البلاد.

    مرسى: هذه مظاهرات مصطنعة هناك الملايين فى رابعة العدوية وغيرها يطالبون بعودة الشرعية.

    أشتون: وأنا جئت إليك اليوم لأتوصل معك إلى حل، وقد قابلت الفريق السيسى ورئيس الدولة ومسئولين سياسيين وحزبيين وجميعهم حريصون على أن يكون هناك حل ينهى التوتر الذى تشهده البلاد، فهل لديك اقتراحات محددة؟

    مرسى: أرجو تمكينى من الاتصال بفضيلة المرشد الدكتور محمد بديع لأخذ رأيه فى بعض الأمور.

    هنا أبدت «أشتون» دهشتها من عدم قدرة محمد مرسى على اتخاذ قرار أو تبنى مبادرة دون العودة إلى المرشد العام للجماعة وهو أمر يؤكد صحة ما كان يتردد من أن مكتب الإرشاد كان هو الحاكم الفعلى لمؤسسة الرئاسة.

    اتهم الغرب بعدم المصداقية عندما قالت «أشتون» له إن نظامك سقط ولن يعود!!

    وقالت أشتون: كنت أظن أنك ستطرح على رؤيتك وأنت تعرف أن مسألة السماح باتصالك بالمرشد هى مسألة لست أنا صاحبة القرار فيها، كما أنه لا يوجد معنا وبرفقتنا أى تليفونات محمولة.

    مرسى: هكذا هم يمنعوننى من الاتصال بالمرشد والمقربين منى، أليس ذلك يمثل مصادرة لحقى؟

    أشتون: هذه قضية تحكمها اللوائح الداخلية وأنصح بأن تتوجه إلى الأجهزة القضائية باعتبار أنك تخضع لها فى الوقت الراهن.

    مرسى: أنا محبوس على ذمة قضايا ملفقة وغير صحيحة وهذه خصومة سياسية ويجب التدخل لدى السلطات المعنية فوراً.

    أشتون: لن نستطيع التدخل فى شئون القضاء المصرى، قضاؤكم مستقل ونحن نعرف حدود الدور الذى نتحرك فى إطاره.

    مرسى: هذا قضاء نظام مبارك ونظام العسكر وأنا أرفضه.

    أشتون: أريد أن أسألك ماذا تحتاج منى؟!

    مرسى: أطلبى منهم أن يفرجوا عن خيرت الشاطر.

    أشتون: أسألك ماذا تريد أنت؟

    مرسى: لقد قلت لك الإفراج عن خيرت الشاطر، أرجو منك بذل الجهود لدى الجهات المعنية للإفراج عن هذا الرجل الذى سجن بدون تهمة.

    أشتون: أظن أنه محبوس أيضاً على ذمة القضاء المصرى، ولن أستطيع أن أتجاوز قرارات القضاء وطلبى سيرفض بكل تأكيد.

    مرسى: كنت أظن أن زيارتك سوف تحقق نتائج حقيقية ولكن حتى الآن هى تدور فى إطار كلام المجاملات.

    أشتون: نحن لا نستطيع أن نمارس ضغوطا على الحكومة أو القضاء، نحن نبذل جهوداً لضمان إدماج الإخوان المسلمين فى العملية السياسية والديمقراطية فى البلاد، ونراقب مدى التزام الحكومة المصرية بتطبيق القانون والالتزام بخارطة الطريق المعلن عنها.

    مرسى: ولكن أرجو أن يظل الغرب صادقاً فى تعهداته بالحفاظ على الشرعية الدستورية والديمقراطية، مصر بلد كبير، والتفريط فيه وفى الحكم الشرعى سيؤكد على عدم المصداقية والتخلى عن المبادئ التى يفخر بها الغرب.

    أشتون: نحن حريصون بالتأكيد على الديمقراطية وحقوق الإنسان، ولكننا فى نفس الوقت لا يمكن أن نقف أمام إرادة شعب خرج ليعلن رفضه للنظام الذى كنت تترأسه، أنت تعرف أننا بذلنا جهوداً كبيرة خلال توليكم الحكم لإيجاد حل مرضٍ لجميع الأطراف، وقد رفضت اقتراحات عديدة كنت أنا شخصياً قد تقدمت بها، وحصلت على موافقة جبهة الإنقاذ عليها، ومن بينها تغيير الحكومة وإقالة النائب العام ولكن للأسف رفضتم كل هذه الاقتراحات.

    مرسى: كان الجانب الآخر يهدف إلى ضرب الشرعية والقفز على النظام، لقد حذرت من الدولة العميقة وأجهزتها المختلفة وقلت إنها هى التى ستقود الانقلاب ضد النظام الشرعى وقد حدث، إذن يجب على الغرب أن يتدخل ويستخدم كل ما لديه من إمكانات لإعادة الشرعية إلى الحكم ومحاكمة المسئولين أمام المحكمة الجنائية الدولية.

    أشتون: يبدو أنك مصمم على وجهة نظرك رغم أنك تعرف أن ما حدث لم يكن انقلاباً وإنما استجابة لإرادة الشعب المصرى وأن الجماهير عبرت عن رأيها وقد شاهدنا ذلك ولولا تدخل الجيش لدخلت البلاد إلى فوضى كانت ستؤدى حتماً إلى حرب أهلية وأنت تعرف أن أمن مصر واستقرارها يهمنا جميعاً ونحرص عليه.

    أشتون: كيف تتابع أخبار ما يجرى؟

    مرسى: أنا أقرأ الصحف وأشاهد التليفزيون الحكومى فقط، لكننى أطلب زيارات ومقابلات مع البعض من المقربين ولكن حتى الآن لا توجد استجابة.

    عندما طلبت رأيه فى بعض المقترحات قال دعونى أتصل بمرشد الجماعة أولاً

    أشتون: ولكننى عندما طلبت اللقاء تمت الاستجابة إلىّ على الفور.

    مرسى: أنا أطلب بعض الشخصيات والأسرة.

    أشتون: هذا قرار القضاء، لقد جئت للاطمئنان على حسن معاملتك، والحقيقة أنك قلت لى إنك تُعامل باحترام وتوفر لك الإمكانات التى تطلبها.

    مرسى: هذا أمر مفروغ منه، لكن المهم أن يتم الإفراج عنى وعن المحبوسين الآخرين من زملائنا.

    أشتون: سأواصل الاتصالات بجميع الجهات المعنية لمعرفة الأمور بجميع تفاصيلها ولكن كل ما أريده منك أنت وجماعتك هو أن تبحثوا عن حلول سياسية بعيداً عن العنف، وحتى تسهلوا علينا مهمتنا وأنا أبلغت من التقيتهم من المقربين إليك بضرورة أن تكون هناك حلول سياسية وأن يتوقف الاحتكام إلى العنف كسبيل حتى نستطيع أن نتجاوز تلك المرحلة.

    مرسى: لكننى أطلب حلاً سريعاً أرفض الإقامة الجبرية، وأطالبكم مجدداً ببذل كل الجهود لإنهاء هذا الوضع، لا حديث قبل الإفراج عنى وعن زملائى.

    أشتون: سأنقل ما سمعته منك إلى رئيس الدولة وإلى الفريق السيسى وإلى وزير الخارجية لكن عليك أن تعرف أننا لا نتدخل فى شئون مصر، دورنا هو دور وساطى وليس أكثر، نطرح الاقتراحات ومن حق الحكومة المصرية أن تقبل أو ترفض، ولكننا لا نستطيع أن نلزمها بأى حلول.

    مرسى: إذن يبدو أن الحال سيبقى على ما هو عليه، أنا أحملكم المسئولية لأن الأوضاع فى مصر لن تهدأ وكذلك الحال فى سيناء، كما أننى أتخوف من استشراء العنف.

    أشتون: لقد سعدت بلقائك وأشكرك.

    غادرت أشتون محبس محمد مرسى وعادت إلى فندقها فى وقت متأخر من صباح اليوم التالى الثلاثاء وفى ذات الصباح عقدت اجتماعاً غير معلن مع سفراء دول الاتحاد الأوروبى فى القاهرة.

    وقامت أشتون باطلاع السفراء الأوروبيين على مضمون لقائها مع الرئيس المعزول وحددت الموقف على الوجه التالى:

    إن الموقف الأوروبى يتحدد بالاعتراف بالشرعية الجديدة التى أعقبت ثورة 30 يونيو وأن حكم الإخوان والرئيس مرسى قد انتهى ولا مجال للتفاوض حول عودة الرئيس السابق، لأن ذلك يعنى أننا نقف ضد إرادة المصريين.

    إننى أطلب منكم الاعتدال فى تصريحاتكم السياسية إزاء الأوضاع الراهنة فى مصر وأن تتعاملوا مع الأمور بتوازن ودقة لأن غير ذلك يمكن أن يؤدى إلى خسارة مصر، ثم وجهت كلامها تحديداً إلى السفير الألمانى وطالبته بضبط النفس.

    إن أمريكا لها سياستها وإن أوروبا لها مصالحها وإنه إذا كانت الإدارة الأمريكية مستعدة أن تدفع الأمور مع مصر إلى حد الصدام فـإن أوروبا ليست مستعدة أن تخسر مصر أو تتجاوز حقائق الواقع على الأرض ومن بينها أن مصر قد تغيرت وأننا أمام نظام جاء بإرادة شعبية وليس بانقلاب عسكرى وأن تقييمنا للأوضاع فى مصر مرتبط بمدى التزام الحكومة المصرية بخارطة الطريق التى أعلنتها وكل دورنا هو فى مراقبة التنفيذ وضمان إجراء انتخابات ديمقراطية نزيهة.

    إننى أبلغكم أننى كنت قد جئت وهناك تحويل لمبلغ مالى من الاتحاد الأوروبى لتقديمه كدعم لبعض المنظمات والجهات التى تقوم برعاية المعتقلين والمضارين من جماعة الإخوان وغيرهم ولكننى قررت تجميد هذا المبلغ بعد اطلاعى على الصور كاملة ومعرفتى بأن من يقومون بعمليات العنف هم جماعة الإخوان وبعض التيارات المرتبطة بهم، كما أنهم يرفضون أى حلول سياسية ما لم يتم إعادة محمد مرسى للحكم مرة أخرى، وهذا أمر من المستحيلات.

    بعد هذا الاجتماع، كان المؤتمر الصحفى مع د.محمد البرادعى والذى رفضت فيه أشتون أن تفصح عما جرى فى اللقاء الذى تدرك تماماً أن تفاصيله الكاملة وصلت إلى المؤسسة العسكرية وإلى رئاسة الدولة على الفور.

                  

08-03-2013, 12:00 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)

    مصر للجميع‏..‏ ولا عزل لأحد الدكتور حازم الببلاوي رئيس مجلس الوزراء يتحدث إلي عبد الناصر سلامة في أول حوار صحفي:لا وجـود لسـياسة اقتصـادية إذا كـان الوضـع الأمني مخـتلا ..أمريكا تريد استقرار مصر وليست مغرمة بالإخوان أو غيرهم..نتطلع لإعداد دستور مقبول من الشعب وإجراء انتخابات نزيهة


    الدكتور حازم الببلاوي رئيس مجلس الوزراء تاريخ طويل من الأداء المشرف في مصر والعالم‏,‏ بالتأكيد لن يتسع المجال لسرد سيرته الذاتية كأحد علماء العصر المشهود لهم في العلوم الاقتصادية‏,‏ والقانون العام‏.‏


    كما لن يتسع المجال للحديث عن الجوائز والأوسمة التي حصل عليها, سواء من مصر أو خارجها, بدءا من جامعة باريس, والحكومة الفرنسية, والحكومة البلجيكية, والكويت, ولبنان, وأستاذيته بجامعات القاهرة والإسكندرية وعين شمس, والجامعة الأمريكية, والسوربون, وكاليفورنيا, وخبراته بالأمم المتحدة و الأسكوا وصندوق النقد العربي, والبنك المصري لتنمية الصادرات, وغيره من البنوك العربية.

    ثم تأتي مؤلفاته كرصيد آخر في التنمية الزراعية والتجارية الدولية, والاقتصاد السياسي, والاقتصاد الدولي المعاصر, والاقتصاد العربي في عصر العولمة, والديمقراطية الليبرالية, ودور الدولة في الاقتصاد والتعاون الاقتصادي العربي, وغيرها.

    ذهبت للقاء الدكتور الببلاوي في منزله وعلي مدي نحو ساعة ونصف الساعة دار حوار شامل حول الهموم المصرية, الاقتصادية, والسياسية, والأمنية, والاجتماعية, وعن الماضي, والحاضر, والمستقبل.

    لم يتردد الرجل في الإجابة علي أي سؤال بأسلوب الواثق, وحكمة الخبير, فهو لا يحمل ضغينة لشخص أو فصيل, ويشخص الفترة السابقة من حكم الإخوان كمواطن ومراقب ومسئول, ولم لا, وهو الذي اختير وزيرا في حكومة الدكتور عصام شرف بعد ثورة25 يناير, وهو في الوقت نفسه يضع محددات وملامح المرحلة المقبلة ببصيرة واعية وشفافة, ولم لا, وهو رئيس وزراء هذه المرحلة الانتقالية.

    إلا أن ما يمكن تأكيده, هو أن التركة ثقيلة, والإرث عظيم, والهموم أعظم, وهو ما بدا واضحا في الإجابات التي تدلل علي أن الرجل قد قبل بحمل ذلك العبء وهو يعلم أبعاده وتبعاته.





    وإلي نص الحوار:

    الأهرام: يري البعض أن قبول تحمل المسئولية في مثل هذا الوقت في مصر نوع من المجازفة.. فكيف قبلتم تحمل المسئولية في هذه المرحلة الدقيقة؟

    الببلاوي: عندما عرضت علي رئاسة الوزارة اعتذرت في البداية, فأنا معروف بأنني اقتصادي, والمشكلة من الدرجة الأولي أمنية, فقلت ليتكم تختارون شخصا قادرا علي علاج المشكلة الأمنية, وأكدت أنه لا مانع عندي من أن أكون ضمن القطاع الاقتصادي.

    وقد ظهر أن المسألة ليست سهلة, وأصبح ضروريا أن تعبر الدولة هذه الفترة, ولابد من أن يتحمل أحد المسئولية, ولذلك قبلت.

    أعلم أن المسألة صعبة جدا, وأنها تتطلب وجود حكومة تتمتع بأكبر قدر من المصداقية, لأن هذه الفترة تتطلب قرارات صعبة, ولا تتحمل أن تأتي حكومات محل جدل كبير.

    ولذلك أصررت علي أن يكون كل العاملين معي من الكفاءات, بغض النظر عن التوجهات السياسية, وأنه لابد من اجتماع معياري الكفاءة والمصداقية في المسئول.

    ليس شرطا أن أي حكومة تعجب كل الناس, وإنما هناك محاولة لأن تتمتع بتعدد في الاتجاهات حتي لا تأخذ اتجاها واحدا, وتتسم بالتنوع والحرص علي أن يكون عدد النساء بها معقولا.

    حرصنا علي تحقيق أكبر قدر من التوازن دون النظر إلي الانتماءات السياسية, وليس معني ذلك أن الموجودين بلا توجهات, وإنما هم ليسوا أصحاب دور سياسي.













    الأهرام: إلي أي مدي ترون أنكم وفقتم في هذا الاختيار, خصوصا أن التشكيل الوزاري كان حتي اللحظات الأخيرة يخلو من وزيري العدل والنقل؟

    الببلاوي: كانت هناك رغبة في أن يتم حلف اليمين بسرعة, لإعطاء إحساس بأن الأمور تستقر, وأن المؤسسات تستكمل, ولم تكن هناك مشكلة.

    الأهرام: هناك سؤال يطرح نفسه, أو بالأحري يطرحه البعض في هذا التوقيت.. إنهم يتحدثون عن تنازل رئيس الجمهورية عن بعض الاختصاصات للحكومة.. فهل هذا أمر طبيعي؟ أم أنه توريط للحكومة كما يصفه البعض؟

    الببلاوي: الحقيقة أن الذي تناولته بعض الصحف في هذا المجال انتزع من الإطار العام.. انتزع علي أن رئيس الجمهورية يفوض الببلاوي في قانون الطوارئ, وهذا في الحقيقة إجراء روتيني.

    أغلب القوانين المصرية تم وضعه في بداية الخمسينيات, حيث لم يكن هناك رئيس للوزراء, وكان رئيس الجمهورية تقريبا هو رئيس الوزارة وسلطانه كبيرا, وكانت الاختصاصات كلها في يد رئيس الجمهورية.

    وشيئا فشيئا بدأ يستقر لدي الناس أن هناك رئيس وزارة له اختصاصات, ولكن البلد كان يعطي رئيس الجمهورية كل الاختصاصات.

    وجرت العادة منذ عشرات السنين أن أول عمل يعمله رئيس الجمهورية أن يفوض رئيس الوزارة في كثير من اختصاصاته.

    وأنا كرئيس وزارة وقعت في بداية عملي أكثر من عشرين تفويضا, لأن كثيرا من الوزارات لها اختصاصات, ورئيس الوزراء لابد أن يعتمد قرارات الوزير مع أنها في صميم إدارته, فوقعت التفويضات, ورئيس الجمهورية عنده اختصاصات واسعة, وكثير منها روتيني, وطبيعي أن يفوض فيها رئيس الوزراء.

    القرارات التي نشر أنها تفويض في قانون الطوارئ كانت تتضمن تفويضات في24 مجالا.. مجال التصرف في أموال الدولة بغير مقابل.. مجال قانون المعاشات.. قانون الوظائف العامة.. مجال نقل بند من بنود الميزانية العامة.. التأشير علي تعديلات الميزانية.. عشرات التفويضات, واحد منها تفويضي في الاختصاصات الواردة في قانون الطوارئ, علما بأن في هذا القانون نصا يقضي بأن إعلان الطوارئ اختصاص لرئيس الجمهورية لا يملك فيه التفويض.









    وإعلان حالة الطوارئ عليه ضمانات وقيود, وله مدد, ولابد من موافقة السلطات التشريعية, ولكنه اختصاص أصيل لرئيس الجمهورية.

    لقد اختلط عند الناس قانون الطوارئ وحالة الطوارئ.. قانون الطوارئ موجود ويستخدم عند إعلان حالة الطوارئ.. هناك بلاد عندها قوانين تسري في حالة الحرب.. موجودة فوق الرف.. في داخل الثلاجة.. تستحضر عندما تستدعي الحاجة ذلك, وهذا ما أدي إلي نوع من الخلط.. كأن شيئا غريبا قد حدث مع أن هذا العمل عادي وروتيني.

    الأهرام: من المطروح بقوة الآن أيضا أنك سبق أن استقلت وأنت نائب لرئيس الوزراء في حكومة الدكتور عصام شرف, وقلت إن الضمير لم يسمح بتحمل مسئولية قتل28 شخصا في أحداث ماسبيرو وقتها.. فما الموقف في الأحداث الحالية؟ وماذا لو سقط قتلي خلال أي أحداث في الفترة المقبلة؟

    الببلاوي: الحقيقة أن الأمرين مختلفان.. في حالة ماسبيرو تم ما حدث بدون معرفة وزير الداخلية, وبدون معرفة رئيس الوزارة.

    وأنا قلت يومها إننا مسئولون عن توفير الأمن للناس, فإذا لم يتوافر فعلينا أن نعلن للناس أن الأمن اختل بدون خطأ من ناحيتنا, فنقدم استقالاتنا, فإذا أصروا علي بقائنا نبقي.

    وانطلاقا من إحساسنا بالمسئولية وشعورنا تجاه الناس نقول لهم نحن متأسفون, والسبب الأساسي أن هذا الذي تم حدث بدون علم وزير الداخلية في ذلك الوقت, ودون علم رئيس الوزراء.

    وعندما قدمت استقالتي حينئذ حاول المشير ورئيس الأركان في ذلك الوقت الضغط علي لأسحبها, فرفضت, وقلت لهم أنا رجل دارس قانون, وأعرف أن الوظيفة لا تنتهي بتقديم الاستقالة, وإنما تنتهي بقبول الاستقالة, ومن حق الجهة الإدارية ألا تقبلها, فقالوا رفضناها, فقلت مادام الأمر كذلك نبقي, فأنا رجل منضبط وعبرت عن أسفي للشعب, وأن ما حدث تم بخطأ وقع علي الدولة وعلي الحكومة في ذلك الوقت.

    وقد أصر المجلس العسكري ــ الذي كان يتمتع بالسيادة في ذلك الوقت ـ علي بقائي فبقيت, وكنت وزير مالية في ظروف اقتصادية صعبة.. وكالات الأنباء قالت وزير المالية يستقيل لأن الأوضاع المالية سيئة وميئوس منها.. وأنا قلت إن الاستقالة كانت بسبب أوضاع سياسية, وليس لأن الأمور المالية فيها صعوبة.

    الأهرام: في ذلك الوقت كانت هناك صعوبة فعلا في المالية.. أليس كذلك؟

    الببلاوي: لم تكن هناك صعوبة لدرجة أن وزير المالية يستقيل, ويزيل الثقة في البلد وفي مستقبلها.. عندما قبلت المنصب في ذلك الوقت كنت أعرف حجم الصعوبة, ولم يكن مقبولا أن أستقيل, لأن الوضع صعب, أو لأنه ازداد صعوبة, وأصبح خطرا, فأنا بهذا أقدم عكس المطلوب مني.

    الأهرام: كان متوقعا في بداية عمل الحكومة أن تلعب دورا كبيرا في المصالحة.. وعندما جاء قرار تفويض الداخلية لفض الاعتصام بهذه الطريقة توارت خلفه هذه النظرة التي كنا نتوقعها.. فكيف ترون ذلك؟

    الببلاوي: المصالحة ليست حدثا إن لم تفعله اليوم لن تفعله أبدا.. المصالحة معناها أن تقول إن المستقبل للجميع, وأن تطمئن الناس علي حياتهم, ووظائفهم ونشاطهم, وأنه لن يضار أحد لمجرد أنه كان له اتجاه أو آخر.

    المصالحة معناها أن تؤكد أن القانون سيطبق علي الجميع, وأن تقول أنا مستعد للتعامل مع الجميع.

    وعندما اخترت الوزراء قلت: المعيار عندي هو الكفاءة والمصداقية.. اخترت أناسا عملوا في وزارات مع الرئيس السابق مرسي لأنهم أصحاب كفاءة ويتمتعون بمصداقية, ولا ينبغي أن نحاسبهم علي أنهم اشتغلوا في حكومة لها توجه سياسي لم يعد قائما.

    والمصالحة ليس لها موعد يفتح ويقفل.. والمصالحة اتجاه.. والاتجاه الأساسي أنه لن يعزل فريق فالكل صاحب بلد بالدرجة نفسها.. والقانون سيطبق علي الجميع.. ولابد أن ندرك أن مصر بها تيارات متعددة, وهذا ينبغي الاعتراف به, لأن عدم الاعتراف به إضرار بمصلحة البلد, فكلما كان في البلد حيوية يشعر المواطنون بأنهم منتمون لاتجاه يخدم البلد.

    وفي المصالحة ينبغي النظر للمستقبل لأعرف أي نوع من المصالحة أريد.. فالمستقبل نبنيه جميعا, وتشارك فيه قوانين لا تعزل أناسا وتعاقب أناسا.

    أما موضوع الداخلية فقد ذكرت لك أنني عندما عرضت علي الوزارة قلت لهم لا وجود لسياسة اقتصادية إذا كان الأمن مختلا, والناس خائفين.. الناس يريدون أمرين: أن تحترم حقوقهم ولا تتعدي عليهم وأن تحترم حرياتهم.. ففي استخدامك لحرياتك لا تقلق الآخرين, ولا تخيفهم, ولا تروعهم, ولا تهدد ممتلكاتهم.

    الحقيقة الموجودة علي الأرض أن هناك أناسا غير مطمئنين علي حياتهم, ويتعرضون لقطع الطرق.. وأن هناك أناس كثيرين معهم سلاح.

    والدولة في سبيل حماية الحقوق والحريات لابد أن تكون حاسمة في عودة الأمن والاستقرار والشعور بالأمان لدي الناس.. هناك أصحاب محال غير قادرين علي فتح محالهم, أو خائفون من فتحها.. فهل هذا استقرار؟.

    فلا تقل لي أنت تتدخل في إجراءات داخلية أو إجراءات أمن, فهذا من صميم الوضع أو الإطار الاقتصادي.. لا توجد دولة تقبل ألا تعرف ما يحصل فيها.. أناس يمنعون من الدخول في أماكن معينة.. وهناك أماكن معروف أن فيها أسلحة ليست للدفاع, وإنما يقال إن بعضها أسلحة ثقيلة.. مدافع آلية, وآر بي جي.

    الأهرام: هل هي موجودة في مواقع الاعتصام أم في أماكن أخري, وأين هي؟

    الببلاوي: ليس ضروريا أن تكون موجودة في موقع الاعتصام في رابعة.. ربما تكون موجودة في النهضة, وهذا أمر لا يمكن أن تقبله أي دولة فعندما تقرر الدولة أن تواجه ذلك, فلا يجوز القول إنه خروج علي المصالحة, فمن أجل المصالحة لابد أن يطمئن الناس.

    الأهرام: هناك من يتحدث عن المزيد من الاعتقالات التي تحدث ويربطها بالطوارئ.. فكيف ترون ذلك؟

    الببلاوي: هناك بلاغات تحقق فيها النيابة العامة, فإذا رأت أن هناك من الدلائل ما يؤكد صحتها, وأن هناك خطرا.. تأمر بالحبس الاحتياطي, وهذا ليس اعتقالا.. الاعتقال يتم بدون أمر قضائي, أو أمر من النيابة العامة بناء علي شبهات, فإذا كنت جاري وتهددني في بيتي, وأنا قدمت بلاغا للنيابة فمن الممكن أن تقول إن البلاغ كيدي ولا تسأل فيه أو تقول لا توجد دلائل علي أنه صحيح, أو تراه صحيحا.

    فما يتم بناء علي قرارات من سلطات الاتهام سواء النيابة أو قاضي التحقيق أو المحكمة لا يعتبر اعتقالا, وأنا شخصيا أرفض أن تتم اعتقالات بالمعني الذي ذكرته لك.

    الأهرام: كيف كان موقفكم أو رد فعلكم من الحكم بحبس رئيس الوزراء السابق لعدم تنفيذ حكم قضائي؟

    الببلاوي: الحكم أصدره قاض ولا يجوز أن أتدخل في هذا الأمر كحكومة, وهناك وسائل للطعن علي الحكم إذا أنا تدخلت فهذا خطر علي استقلال القضاء, ولو تدخلت أرتكب جرما أكبر لأني أعطيت لنفسي الحق في أن أحكم هل القاضي كان علي حق أم علي غير حق, وهكذا يضيع استقلال القضاء, والناس لن يطمئنوا.

    قضية الدكتور هشام قنديل قضية ليس لها شأن بالدولة, وهي قضية قانونية قضائية صدر فيها حكم كما يحدث مع آلاف الناس.

    الأهرام: ما رؤية رئيس مجلس الوزراء للخروج من الحالة الراهنة الأمنية والسياسية وما رؤيتكم لتحقيق المصالحة؟

    الببلاوي: إذا كانت هناك دولة تريد أن تحمي الحريات فأول حرية يتمتع بها المواطن أن يشعر بالأمان في بيته.. في الطريق.. لا يكون معرضا لإصابات في ممتلكاته, ويشعر أيضا أن الدولة التي تحميه قادرة علي الحماية.

    فالدولة لابد أن تحمي الشرطة وكل مؤسساتها, وإذا كان المواطن يشعر بأن المنوط بهم حماية الناس غير قادرين علي حماية أنفسهم فكيف يطمئن.. هناك مواجهات مع الأمن خطيرة لا توجد دولة تقبلها, وليس معني ذلك أن تجور علي الناس أو تعتقل المسالمين, فإذا وجدت أي اعتصام له قواعد.. أو أي مظاهرة لها ضوابط فلا بأس, وإنما إذا خرجت عن هذه الضوابط مثلا وبدأت تقطع الطريق, أو ترمي زيتا في الطرق لتعطيل السيارات, وتذهب لمحطات السكك الحديدية وتمنع قطارات فهذا ليس حق التظاهر, وإنما تهديد لحركة المرور وأمن الناس, كما يهدد الحياة الاقتصادية.

    فلابد أن تكون الدولة حاسمة في هذا الأمر, وينبغي أن تعطي الناس مجالا للانسحاب.. وإذا لم تنجح الدولة في إظهار هيبتها وإعادة الأمن إلي الطريق العام وإشعار الناس بأن حياتهم وطرقهم غير معرضة للخطر فستكون مهددة بالسقوط, وإذا سقطت الدولة ضاعت حريات الأفراد.

    والخروج من الحالة الراهنة يتطلب تعاونا من الجميع.. والمؤسف أن بعض المناقشات أصبح غير مجد.. يقولون إعادة النظر.. العودة للوراء.. هذا إضاعة للوقت, والأولي أن نتكلم عن المجتمع الجديد الذي يبني.. هل لنا مكان فيه أم لا.. أتمتع فيه بحقوقي كاملة أم لا.. ما نوع القوانين التي ستصدر حتي يتمتع الجميع بحقوق متساوية.

    هناك خطوات اتخذت, ونزلت جموع غفيرة من الناس بشكل لا تستطيع أن تتجاهله.. ينبغي أن نتكلم في التصالح للمستقبل, أما الحديث عن الماضي فأؤكد أنه لن يضار أحد بسبب جرم لم يرتكبه, ولن يحرم أحد من فرصة في المستقبل لمجرد انتمائه لفصيل دون آخر.

    لابد أن تتاح للجميع المشاركة في الحياة السياسية الجديدة, والعمل علي إعادة الأمن والاستقرار في الشارع ليس مناقضا للمصالحة, فأنا أعتبره شرطا للمصالحة.

    الأهرام: باعتباركم شخصيا لست محسوبا علي تيارات معينة وكنت في حكومة الدكتور عصام شرف وعلي علاقة طيبة مع كل الفصائل.. هل يمكن أن تقوم بدور من هذا القبيل؟

    الببلاوي: أنا كحكومة وكشخص أري أن صعوبة المصالحة ترجع إلي حالة تربص وعدم ثقة, فالمشكلة مشكلة انعدام ثقة بالدرجة الأولي, وأنا من المؤمنين إيمانا عميقا بحقوق الإنسان, وبحرية الإنسان في الحياة, حريتي في تربية أولادي, حريتي في العقيدة وفي كيفية ممارستها, مع احترام الآخرين, فالحرية مشروطة بعدم إيذاء الآخرين.

    ولو أنني سمعت مقترحات بناءة من أي حزب فسأدافع عنها كشخص, وإنما لو هناك مقترحات تشعر فيها بمناورات لكسب الوقت فهي مرفوضة.

    المصالحة الحقيقية هي رهان علي مستقبل نبنيه كلنا معا بما يحقق قواعد, الحرية والعدالة.. وإذا كنت مختلفا معي, ولديك تصور لنظام يحقق مزيدا من الحرية أو مزيدا من العدالة في المستقبل فأنا أول واحد يقبله.

    الأهرام: بالنسبة للمقترحات التي تطلبها.. هناك قطاع عريض في الشارع يري أهمية المصالحة بداية من25 يناير.. أي منذ تخلي الرئيس الأسبق مبارك عن السلطة وحتي الآن.. ما رأيكم؟

    الببلاوي: هذا معناه أن المصالحة إذا لم تنجح في بلورة قضايا واضحة يمكن الالتفاف حولها.. وهل المصالحة مثلا تعني ألا نحاكم من تلوثت أياديهم بالسرقات أو القتل في النظام السابق علي25 يناير.. فهذه ليست مصالحة.

    وما رأيك في قضايا المال, وما رأيك فيمن ضيع علي البلد مليارات من الجنيهات.. هل أتصالح فيها؟ هل هذا الشعب الذي لايجد قوته ويعرف من سرق أموال البلد سيقول: عفا الله عما سلف؟ هل الناس تقبل هذا؟!

    والمصالحة لابد أن تنتهي بأن يكون الكل مستريحا, لوكنت تريد أن تريح الشعب, ولو أنت تنازلت وبينت ما عندك من المروءة وقلت والله كلنا خطاؤون وسأصلح خطئي, وأريد أن أبني علي أرض نظيفة ونبني مستقبلا شريفا.. أهلا وسهلا.

    الأهرام: إلي أي مدي يمكن الحديث عن تدخل الجيش في العملية السياسية؟ وما طبيعة العلاقة بين الجيش والحكومة؟!

    الببلاوي: أنا شكلت الوزارة بدعوة من رئيس الجمهورية, وقضيت فترة لأشكل الوزارة, لم أر ولم أسمع شيئا من الفريق أول السيسي إلا يوم حلف اليمين, لم يتصل بي ولم أجر اتصالا مع أحد, في اجتماعات مجلس الوزراء يشارك الفريق أول السيسي مثله مثل أي وزير, وأكاد أقول إنه أقل الناس كلاما.

    الأهرام: ما أهم العقبات التي تقف عائقا أمام الحكومة في تحقيق أهدافها.

    الببلاوي: هناك عقبات هيكلية ستأخذ وقتا, وهناك عقبات لابد أن تزال, أهم شيء عودة الأمن, بدون عودة الأمن يصعب أن تعمل أي شيء, ولابد أيضا من عودة الأمن, وعودة الشعور بالأمن والأمان والاستقرار.

    العقبة الثانية أن لديك بيروقراطية قديمة وعتيقة ومعقدة, ولا تستطيع أن تعمل بها, لأنها متغلغلة.. البيروقراطية بطبيعتها عندنا في مصر, بها مشكلات قديمة ومتجذرة.

    الأهرام: كيف ترون الوضع الاقتصادي في مصر الآن؟

    الببلاوي: صعبا.. وأعتقد أن الناس لابد أن يكونوا مستعدين لقبول أنه سيستمر فترة, والمطمئن أن هناك إمكانات كبيرة, وهناك موقف عربي مساند لمصر سياسيا واقتصاديا بقوة أكثر مما كان يتمناه المصريون بشرط أن تعود الأمور لطبيعتها.

    أعتقد أن مصر مع كل المشكلات تشبه الجسم القوي الذي يمر بفترة إصابة ولابد من أن يتم علاجه, ويسير علي نظام صارم من العلاج حتي يستعيد حيويته وينطلق, أنا بصدد مثل هذا الوضع.

    الأهرام: هل أنت متفائل بالمستقبل المصري برغم تلك المشكلات والتحديات؟

    الببلاوي: متفائل وأحمل الهم, في الوقت نفسه لأني أري التفاؤل في آخر الشارع, والشارع الذي نسير فيه مليء بالمزالق, ويجب أن ننتبه ونكون حريصين, نريد إعادة الثقة للناس والقدرة علي الإنجاز, ولا نريد لكل حاجة في منتصف السكة أن تفشل ونعيد من الأول.

    الأهرام: هل تري أن فترة الحكومة الانتقالية كافية لتحقيق أهدافها؟

    الببلاوي: لا.. وليس مطلوبا منها أن تضع هدفا.. أنا برأيي أن الحكومة الانتقالية هي حكومة وقتية وقصيرة, وبالرغم من ذلك فهي بالغة الخطورة, لأنها هي التي تضع الأسس للمستقبل الذي سوف يستمر لعقود, صحيح أنها ستبقي8 أشهر أو أقل, وإنما لو وضعت أسسا سليمة, فهذا سيساعد خلال السنوات المقبلة.

    الأهرام: ما أولويات الحكومة في الفترة القليلة المقبلة؟

    الببلاوي: استرجاع الأمن والشعور بالأمان في الشارع, وضبط الحالة الاقتصادية, وخلق حالة من التفاؤل, ثم إعطاء جرعة من النجاحات الصغيرة, ليس لأنها تحل المشكلات, وإنما لأنها تعطي المصريين الشعور بالقدرة علي الإنجاز حتي لو أشياء صغيرة.

    فالذي يشعر بأنه أنجز أشياء صغيرة يتأهل لتحمل المشاق, ولإنجاز أكبر, وأرجو إذا تم نوع من الاستقرار السياسي والأمني أن يتفاءل الناس بالمستقبل, ونعد دستورا ديمقراطيا يلتف حوله الناس, بحيث يكون مقبولا علي المستوي العالمي, ولابد أن نعرف أننا لو اجتمعنا علي شيء ضد المقبول عالميا سوف نضر أنفسنا.. العالم صاحب تجربة, ونحن جزء منه ولابد أن نتعامل معه, ونكون منفتحين.

    ينبغي أن ندخل في العالم بقلب مفتوح, وندرك أنه لا تستطيع دولة أن تعيش في عزلة عما هو موجود في العالم, والدور الحقيقي الناجح ينبغي أن يكون مع العالم وبمساعدته وبالتعاون معه وبمقاومة الضغوط التي تحصل منه, أي أنك جزء من اللعبة لا تقدر أن تحملها وحدك.

    الأهرام: هل الدعم الاقتصادي والسياسي الخليجي الذي أشرتم إليه يمكن أن يحد من المشكلات.. مثل السولار والبنزين والتموين؟

    الببلاوي: المقدمات تبشر بالخير.. تخفف من فترة التضحيات.. بدلا من تكلفة بشرية عالية توجد ظروف أحسن نوعا ما.

    الأهرام: متي يشعر المواطن بوجود حكومة قوية؟

    الببلاوي: يشعر عندما يحدث استقرار ويشعر بأن هناك أملا, ويشعر بأن هناك بعض الإنجاز الذي يبشر بأن هذه مقدمة لإنجازات أخري.

    الأهرام: هل من الممكن أن تطمئن المواطن في مسألة الضرائب أو الرواتب؟

    الببلاوي: البعض يعتقد أن الإصلاح يكون عن طريق أمور فيها موارد مالية فقط, هناك إصلاحات أخري مهمة جدا, واحدة منها وافقنا عليها في اجتماع مجلس الوزراء الأخير.. وهناك قانون لمنع تضارب المصالح ومكافحة الفساد بشفافية كاملة ومسئولية, وعلي المسئولين أن يكشفوا عن مواردهم المالية وعن رواتبهم, ولا يجوز أن يكون هناك وجود لتضارب المصالح.

    هذا قانون يعيد إلي حد كبير ثقة الناس في الموظف العام.. القانون القادم الذي سوف ندرسه هو قانون الجمعيات الأهلية.. وهو نشاط مهم جدا والقانون الذي يحكمه لا يحقق الغرض منه.. لا توجد رقابة كافية, وصدور هذا القانون أهم من زيادة الرواتب, لأنه سيطلق النشاط المدني, ومعظم الإنجازات في العالم لا تتم عن طريق الحكومة وحدها ولا عن طريق القطاع الاقتصادي, فالقطاع المدني يعلم الإنسان الآداب والأخلاق واحترام قيم المروءة واحترام الغير ورعاية الفقير ورعاية الطفل ورعاية المرأة.

    أرجو أيضا أن نصل لشيء معقول من حرية المعلومات.. أن يكتب المرء معلومة صحيحة ويتحمل مسئوليتها. إن الدولة ليست فقط توزع أجورا ورواتب أو تجمع رسوما وضرائب.. الدولة تخلق الإطار القانوني الذي يجعلك في نشاطك اليومي تعمل في حرية وأمان.

    الأهرام: تنتظر أن يحدث كل ذلك في الفترة الانتقالية؟

    الببلاوي: أي حكومة تعمل في إطار زمني وفي إطار موارد إنما هذه تطلعات وهناك قضايا عاجلة وأشياء عاجلة, ونحاول أن ننفذها, وليس معني كلامي أن مصر سوف تتحول بعد6 أشهر إلي سويسرا, فهذا صعب.

    الأهرام: معظم قطاعات الشعب عابت علي الحكومات السابقة في حكم النظام السابق أنها لم تنجز شيئا.. ما أهم إخفاقاتهم في رأيكم؟

    الببلاوي: أول إخفاق أعتقد أنه خطير لأنه بدا كما لو كان لا يفي بوعوده ومن الممكن جدا ألا يستطيع أحد الوفاء بوعده, ويقابل الناس بصراحة ليلتمس لديهم العذر, ولكن هذا لم يحدث, فأول شيء هو عدم الوفاء وعدم القدرة علي المصارحة والاعتراف بأنه لم ينجح في الوفاء.. كان سيصبح في محل شجاعة كبيرة لو قال: اكتشفت أني لم استطع لظروف معينة الوفاء بالوعود.

    الأمر الثاني أنني أعتقد أنه سواء عمل ذلك أو أعطي الانطباع به فقد بدا كما لو كان يريد إقصاء أناس ويأتي بأنصاره لتولي مفاتيح البلد.

    الأهرام: هل كانت هذه المسألة تمثل ظاهرة؟

    الببلاوي: إحساسي بها أنها ليست ظاهرة, وإنما هذا إحساس في كثير من الوزارات التي دخلت فيها أعداد كبيرة من المراكز الأساسية دون أن نعرف لماذا دخلوا ودون أن توجد وراءهم سمعة كافية عن كفاءتهم.. وأتصور أن الحديث عن الأخونة فيه مبالغات, ولكن هذه المبالغات لها مظاهر تبررها.

    الأهرام: هل يمكن أن نشهد في الفترة المقبلة ــ بسهولة ــ عودة الاستثمارات والسياحة؟

    الببلاوي: كل هذا رهن بنجاح الدولة في تحقيق الأمن والأمان في الشارع وينظر إلي مصر علي أنها دولة قادرة علي ضمان هذه الأمور, والعودة إلي مكانها.. رجل المرور يعود احترامه.. الشرطة أحافظ عليها لأنها تحميني.. القضاء سليم.. المعلومات التي تقال تكون سليمة.. المصارحة والمكاشفة شيء ضروري.. عدم الإقصاء, فنحن نتكلم عن فكرة المصالحة لكن هناك انطباعا بأن حكومة مرسي كانت تمارس بعض الإقصاء, لكنه تمكين لبعض كوادرها.

    إن الأزمات التي لم تجد حلا في حكم مرسي أفقدته كثيرا من شعبيته, وأعتقد أن الذين خرجوا في30 يونيو ليسوا فلولا.. منهم كثيرون كانوا متفرجين نزلوا لأنهم فعلا أحسوا بالأزمة وتوقعوا أن الأمور ستكون أسوأ.

    الأهرام: البعض يقول إن الإخوان لم يكونوا علي مستوي إدارة دولة.. هل توافقون علي هذا الطرح؟

    الببلاوي: هذا صحيح.. أنا أعتقد أن الإخوان لهم تجربة تاريخية هائلة ونجحوا فيها, لكنها كانت في مناخ مختلف.. إنهم محل اضطهاد وتمارس عليهم ضغوط من كل الجهات, فكانت المشكلة أمامهم كيف تنجو بحياتك في كل هذه الظروف المناوئة, وكيف تحتفظ الجماعة بتماسكها في التعامل مع حكومات تكرهها في بعض الأحيان, وتعمل معها صفقات وقتية لتحمي مصالح أكثر وتعمل صفقات مع أنواع متعددة من الأعداء.. قد يكون الإنجليز أحيانا.. قد يكون الملك فاروق أحيانا.. قد يكون الوفد أحيانا.. قد تكون ثورة جمال عبد الناصر أحيانا.. وبالتالي أصبح عندهم تقريبا ما يشبه غريزة القدرة علي العيش في ظروف مناوئة, أما أن يحكموا فهذا يتطلب خبرات مختلفة, وقدرات ليست لديهم.

    الأهرام: أين هم في المرحلة المقبلة؟

    الببلاوي: أولا هم تعلموا.. واجبهم أن يشكروا الثورة التي أتت بهم, والثورة التي أخرجتهم, لأنه لولا الثورة الأولي ما كانوا تعلموا.

    الأهرام: أقصد هل سيكون لهم مكان في الحياة السياسية؟

    الببلاوي: هذا قرارهم.. إذا قرروا المضي بالأسلوب السابق.. إذا اكتشفوا أن المطلوب ليس البقاء وإنما القدرة علي التعامل مع الآخرين, وكسب ودهم والبناء معهم.

    الأهرام: هل وجدت فرقا بين الإخوان وبين التيارات الأخري والسلفيين؟

    الببلاوي: لا أستطيع القول إني أعرف السلفيين جيدا.. السلفيون وحزب النور وغيرهم أناس يتكلمون بإخلاص شديد, وعندهم رغبة وعندهم كل النيات الطيبة, لكن الحكم الدقيق يكون بالتجربة.

    الأهرام: هل تخشي جوا توتر العلاقات بين مصر والولايات المتحدة؟

    الببلاوي: لا مفر من التعامل مع العالم الخارجي.. الولايات المتحدة دولة كبيرة, لها مصالح وتتعامل مع مصر باعتبارها دولة مهمة.. وتريد التعامل مع مصر في أوضاع مستقرة.

    لا يوجد قلق علي علاقاتنا مع الولايات المتحدة.. القلق هو علي استقرارنا.. إن الولايات المتحدة ستكون من أوائل الدول التي تتعامل معنا.. ولا أعتقد أن أمريكا كانت مغرمة أو تريد الإخوان أن يأتوا, ولا أعتقد أنها الآن مغرمة بأن خرجوا, وإنما مظهر من مظاهر استقرار البلد أننا حكومة لها شعبية ولها التفاف شعبي وبناء عليه هذه دولة توحي بالاستقرار.. كل المطلوب الآن أن تستقر الأمور.

    الأهرام: هل ترون أنها شبه مغرمة بالإخوان.. ولماذا؟

    الببلاوي: أنا كتبت في هذا الأمر.. وهذا رأيي ولا أعلم إذاكان صحيحا أم لا, فلا داعي لأن أكرره.

    وأنا أعتقد أن إسرائيل لها مصلحة في وجود الإخوان لفترة, لأن إسرائيل أخذت معظم ما تريده من المنطقة العربية.. عندها دولة مستقرة من الناحية السياسية, وليس عليها خطر من الناحية العسكرية.. في غاية القوة اقتصاديا, ومزدهرة علميا.

    وعندما تدخل مرسي في اتفاق بين إسرائيل وحماس لم يفعل ذلك دفاعا عن حماس.. تدخل وسيطا, وأتذكر أن مبارك لم يفعل هذا.

    الأهرام: هل يوجد تغير في موقفنا من القضية الفلسطينية؟

    الببلاوي: كيف يحدث تغيير في القضية الفلسطينية.. حماس ليست هي القضية الفلسطينية.. حماس وجه سياسي موجود ومنهم من يعارض ومنهم من يؤيد القضية الفلسطينية.. القضية أكبر من الاثنين فتح وحماس.. الشعب العربي يعرف أن هناك قضية للشعب الفلسطيني أيا كانت الحكومة الموجودة, وأن للفلسطينيين حقوقا مشروعة يجب الحصول عليها, ويجب إرضاؤهم حتي تستقر المنطقة كلها.

    الأهرام: الموقف المصري من الأزمة السورية أعتقد أنه مر بتغيير في الوضع الحالي.. أليس كذلك؟

    الببلاوي: مرسي كان قد اندفع قويا بأكثر مما يستطيع أن يفعله.. اندفع كلاما ولم يذكر أنه كان غير قادر علي أن يرسل أسلحة أو جنودا.. مجرد ظاهرة صوتية, وسحب السفير قبل أن يبلغ وزارة الخارجية لأنه وسط أنصاره وأخذته الجلالة وقال أنا أجدع واحد.

    الأهرام: متي يمكن أن يقول د. حازم الببلاوي الحمد لله أنا حققت أهدافي المرجوة مني؟

    الببلاوي: هذا أمل كبير لو مرت المرحلة الانتقالية والبلد في سلم وأمان.. لكن الكل يدافع عن آرائه واتجاهاته.. في السلم نسعي لوضع دستور جيد مقبول من غالبية الشعب المصري, ونعمل انتخابات نزيهة.

    الأهرام: ومتي تقول السلام عليكم.. هذه طريقة لا تعجبني في العمل؟

    الببلاوي: عندما أجد أن كل الطرق مسدودة أمامي, وإني أعمل بلا طائل.. إذا حصل تدخل معرقل لا يتفق مع ما أعتقد أنه مناسب.. لو أتت أشياء لا تعجبك فلا تقل لا يهمني والمركب تغرق, والبلد لا تستحمل.

    الأهرام: نحن سعداء بهذا اللقاء, ونريدك أن توجه كلمة إلي الشعب المصري؟

    الببلاوي: الكلمة الأولي أن هذا بلدهم ولا أحد أقدر علي حمايته منهم, وهذا الوقت أبعد ما يكون عن الانقسام وكراهية الآخر, فما يربطنا أكبر بكثير مما يفرقنا, فالناس بقدر الإمكان تتنازل عن بعض كبريائها لحماية وحدة هذا البلد.

    وحرام هذا الانقسام, ولو توحدنا وخلصت النيات يجب أن نعرف أن الذي أمامنا ليس سهلا ويحتاج إلي قدر من التحمل والتضحيات, والأمم لا تبني بالأمنيات والرغبات وإنما تبني بالعمل.

    ليس هناك خيارات كثيرة أمامنا, ولابد أن ندرك أنه مع كل هذا فان فرص التفاؤل كبيرة وأن مصر دولة عظيمة تستحق منا كل جهد وتضحية.


    ---------------------


    الولي

    عبد الناصر سلامة


    الداعية السلفى محمد الأباصيرى للأهرام:تجربة الإخوان أضرت بالدعوة




    حوار-عبود ماهر:











    المراجعات الفكرية ومبادرات نبذ العنف لم تكن صادقة وفكر الجماعات لم يتحرر من العنف والعمل السرى, لم يتوقف الداعية السلفي الشاب‏,‏ محمد الأباصيري‏,‏ عن توجيه الانتقادات الحادة لجماعة الإخوان المسلمين طوال عام كامل من حكمهم‏,‏ وقبل نحو أربعة أشهر من ثورة‏30‏ يونيو أعلن في العديد من خطبه ودروسه الدينية وأحاديثه الإعلامية أن حكم الأخوان إلي زوال‏,‏ وأن التجربة السياسية للتيارات والجماعات الدينية أضرت بالدعوة الإسلامية‏.‏


    ويؤكد في حواره لـ الأهرام أن محاولات جماعة الإخوان والموالين لها لتحويل مصر إلي سوريا لن تنجح, وان من يقاتل الشعب يخسر.

    ويري أن عودة فكر الإخوان إلي الحياة السياسية زرع لقنابل موقوتة, وأن المراجعات الفقهية ومبادرات نبذ العنف التي أطلقتها الجماعات الإسلامية أثناء وجود قادتها في السجون المصرية لم تكن صادقة.

    وإلي نص الحوار:

    ما هي رؤيتك للمشهد الحالي؟

    قد يبدو ضبابيا للكثيرين وقد يراه آخرون سيئا, ولكن الحقيقة علي خلاف ذلك فنحن في نهاية نفق مظلم نري النور من آخره, فقد كنا في ظل حكم الإخوان المسلمين داخل نفق مظلم لا مخرج منه ولا نهاية لظلامه, حتي سقط ذلك الحكم بعد الثلاثين من يونيو ليفجر المصريون وجيشهم الوطني الشريف باب ذلك النفق وستخرج منه مصر إن شاء الله بخير وعلي خير لا يضيرها شيء, فما نحن فيه سحابة صيف توشك أن تنقشع, ليس إلا زوبعة في فنجان وستعود مصر لتكون أحسن مما كانت بكثير إن شاء الله. ولكن لابد من الحذر الشديد فالعالم كله الآن تقريبا يكيد لمصر ويحيك لها الشر ويريد لجيشها الدمار فقد دمر الجيش المصري وقائده كل مخططات الغرب وأمريكا علي مر السنين الطويلة, ومخططات برنارد لويس لتقسيم الشرق الأوسط, فعلينا أن ننتبه وبشدة ولابد من تنقية الصف من الداخل فما زال هناك الكثير من الطابور الخامس داخل المشهد السياسي بل ويتصدر كثير منهم المشهد السياسي, بل ومنهم من هو في قلب الحكومة نفسها.

    وما دور الدعاة وعلماء الدين في تجاوز تلك الأزمة؟

    علي العلماء الدور الأكبر في هذه الفترة التي نعيش فيها, بل يستطيع العلماء وخاصة علماء الأزهر إن قاموا بدورهم وتحملوا مسئوليتهم يمكنهم أن يخرجونا من هذه الأزمة عن طريق التوعية الدينية وإرشاد الناس إلي حقيقة دينهم وكشف حقيقة المتاجرين بالدين والمستغلين له وما وجد هؤلاء لأنفسهم وجودا إلا بعد أن تخلي علماء الأزهر عن دورهم, فلابد من قيام علماء الأزهر في الفترة الحالية بواجبهم في التوعية والإرشاد والتثقيف.

    بماذا تفسر حجم المعارضة الشعبية الجارفة للإخوان المسلمين والتيارات الإسلامية الموالية لها؟

    أظن أن أعظم أسباب كراهية المصريين للإخوان المسلمين هو أن المصريين اكتشفوا حقيقة الإخوان المسلمين وأتباعهم, وانه لما ذهب عنهم الخوف الذي كانوا يعيشونه في ظل النظم السابقة انكشفت حقيقتهم فنفر الناس منهم, وكذلك استعلاء ما يسمي بـ التيارات الإسلامية وتكبرهم علي الشعب المصري والذي قد يقبل أي شيء إلا الاستعلاء والتكبر, بالإضافة إلي الاستحواذ والتملك لكل شيء, وما اعتبره الناس خديعة باسم الدين. ومن أعظم الأخطاء التي وقعت فيها جماعة الإخوان والتيارات الإسلامية هو أنه كانت الجماعة المنبوذة منذ نشأتها تحرص علي إنشاء دولة سرية موازية للدولة العلنية التي يعيشون فيها, وهذه الدولة السرية برئاسة مرشدها, والذي له وحده حق السمع والطاعة وكل الحقوق الشرعية والقانونية للأمير أو الرئيس, وظلوا علي ذلك في مصر منذ نشأتهم في العهد الملكي بمرحلتيه والجمهوري برؤسائه الثلاثة, فلما وصلوا إلي الحكم كان العقل يقضي أن يعمدوا إلي الدولة السرية فيجرونها إلي العلانية, ولكنهم وعلي العكس من ذلك حاولوا أن يجروا الدولة العلنية إلي الدولة السرية فسقطوا, وكذلك إصرارهم علي أخونة أجهزة الدولة فانقلب السحر علي الساحر ولفظهم المصريون إلي الأبد.

    وما رؤيتك للمشروع الإسلامي ؟ وهل انتهي بعزل مرسي؟

    ليس هناك ما يقال له المشروع الإسلامي وهذا المصطلح خرافة اخترعتها جماعة الإخوان والجماعات الدينية من أجل استغلال عواطف الناس ودغدغة مشاعرهم للوصول إلي السلطة, فالنبي صلي الله عليه وسلم جاء بالوحي وبالدين الإسلامي وليس بالمشروع الإسلامي فالإسلام ليس مشروعا يعرض للنجاح والخسارة, الإسلام دين الله وهو فوق كل هذه المهاترات, وينبغي علينا أن نحذف هذه الكلمة من قواميسنا لأنها تمثل أكبر إساءة للإسلام. أما الدعوة الإسلامية فهي لم تكن مرهونة بالإخوان حتي تذهب بذهابهم. بل ربما تكون هناك صحوة في الدعوة الإسلامية بعد رحيل الإخوان لأن واجب الدعاة والعلماء في الفترة القادمة هو ترميم ما أفسده الإخوان المسلمون والجماعات التابعة لهم ونحن في الحقيقة نحتاج أكثر من عشرين عاما من أجل تحسين صورة الإسلام التي شوهتها التيارات الدينية.

    هل محاولات الإخوان الحالية من أجل العودة للحكم مرة أخري أم هناك أهداف أخري ؟

    الإخوان المسلمون يعلمون علم اليقين أن عودتهم إلي الحكم مستحيلة, ويحاولون أن يهدموا المعبد علي رؤوس الجميع علي طريقة شمشون, فيريدون أن يصوروا الأمر للغرب علي أساس أنه يشابه إن لم يكن يماثل الوضع في سوريا ولكن هذا لن يكون أبدا ومصر لن تكون سوريا أبدا, وهذا ليس حلما أو شعارا ولكن واقع له أسبابه الموضوعية التي تمنع من تحققه بلا ريب, فمهما حاولوا تصوير الوضع علي أنه مثل سوريا فإنه يغيب عنهم أن طرفا مهما في المعادلة المصرية لا يمكن إغفاله أبدا وهو الجماهير المحتشدة في الشوارع والميادين الداعمة للجيش معنويا وماديا, والتي تحب جيشها الوطني المخلص وتسانده وتفتديه, فالشعب المصري في حقيقة حالة لا يقف خلف جيشه بل يقف أمامه. وسيساند الشعب جيشه ويضحي فداء لوطنه وبلده في مواجهة حفنة من الإرهابيين لا يعظمون حرمة لدم ولا لوطن ولا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة, ومن يقاتل الشعب يخسر, ولهذا أقول أن مصر لن تكون سوريا, وستكون عاقبة كل من يريد بمصر سوءا إلي البوار والخراب.

    وما هي نصيحتك لشباب جماعة الإخوان المسلمين الموجودين في رابعة العدوية وميدان النهضة ؟

    أية نصيحة توجه لشباب الإخوان المسلمين هي نفخ في رماد أو مناداة للأموات, فهؤلاء ليسوا سوي ترس في آلة ولا يقبل أي توجيه سوي من قادته ورؤسائه وعليه فتوجيه أية رسالة إليهم لن تصل إليهم ولن تجد أثرا ولن تبلغ مداها ولهذا إن كان من نصيحة فإلي القادة منهم لا إلي الأتباع المغرر بهم والمخدوعين, فعلي القادة أن يتقوا الله في الدماء التي تتعلق برقابهم وسيسألهم الله عنها فهم من يقتلونهم بإخراجهم إياهم وإلقائهم في التهلكة والتاريخ لن يرحمهم, فكل قتيل يقع إنما إثمه علي من أخرجه.

    وما رأيك في مبادرات المصالحة الوطنية لإنهاء الأزمة ووقف العنف؟ وهل يمكن القبول بحلول وسط في ظل هذه الأزمة؟؟

    لا يمكن أبدا لعاقل يعرف شيئا عن فكر الإخوان واستراتيجياتهم أن يقبل بأي حل يسمح بعودة الإخوان المسلمين إلي الساحة دون حدوث تغيير فعلي وتصحيح هذه الأفكار, ولابد من مراجعات حقيقية لا تكون علي غرار المسلسل الهزلي للمراجعات الفكرية للجماعة الإسلامية أو جماعة الجهاد, ولكن لابد من مراجعات صادقة غير كاذبة, وإلا كان الأمر عبثا, وعدنا من حيث بدأنا مرة أخري, ولقامت تلك التشكيلات الإخوانية بتجميع نفسها وترتيب أوراقها وإعداد الخلايا النائمة من جديد, ثم يتحول الأمر إلي مأساة حقيقية لا يمكن حلها. فالحلول الوسط في هذه الحالة هي أسوأ الحلول, وأنا ناشدت قادة القوات المسلحة في عهد النظام السابق ألا ينتظروا القرار السياسي وأن يقوموا بتطهير سيناء حتي لا يحدث ما لا يحمد عقباه, والآن أناشدهم أن يقوموا بواجبهم الشرعي والوطني وأن يتحملوا مسئوليتهم تجاه كل ما يهدد كيان الدولة في سيناء أو القاهرة من البؤر الإرهابية في رابعة العدوية أو ميدان النهضة أو غيرهما وإلا فلن يتوقف العنف أبدا فالإخوان المسلمون هم منشأ العنف وأساسه ولن ينتهي العنف أبدا إلا بردعهم.

    ما تقييمك لأداء حزب النور قبل وبعد ثورة30 يونيو؟

    لقد كان حزب النور و الدعوة السلفية في الإسكندرية سببا كبيرا من أسباب وصول الإخوان للحكم فلولا دعمهم لم يكن لتصل تلك الجماعة إلي الحكم أبدا ولكنه اكتشف الحزب ومن وراءه الدعوة مبكرا وقبل الآخرين وفي بدايات حكم الإخوان أن الجماعة لا تقبل الشريك وأنها تريد منهم إما الطاعة العمياء وإما الطرد والإبعاد فهي لا تنوي تحقيق شراكة حقيقة في السلطة وإن كانت تلوح بهذا كنوع من الدعاية الانتخابية واستطاع الحزب أن يقف من خلال التنظيم السلفي المنتشر في ربوع مصر كلها علي مدي تراجع شعبية الجماعة في الشارع وكيف أن الناس تربط بين حزب النور الداعم للإخوان وبين الأحوال السيئة الناجمة عن حكم الجماعة ومن هنا بدأ الحزب في التفكير بسرعة في كيف التخلص من التبعية واستغل تراجع شعبية الإخوان في اكتساب أرضية جديدة تكسبه جولة من جولات المعركة فكانت البداية في مبادرة عرضها للحوار مع جبهة الإنقاذ وبدأ يبدي علي استحياء بعض المعارضة لقرارات الجماعة الحاكمة ويحاول أن يبدو للرأي العام مستقلا عن الجماعة فهو إن كان داعما فإنما يدعم المشروع الإسلامي, لا الجماعة وها هو يعارضها إن أخطأت وبالفعل وجد الحزب صدي مغامرته من الجانبين ففي حين رحبت القوي المدنية المعارضة بحزب النور بينها وامتدحه كثير من قادة المعارضة وأثني علي موقفه الإعلاميون كان رد الجماعة قاسيا وعنيفا فقامت مؤسسة الرئاسة بطرد أحد أعضاء الحزب السلفي أو الدعوة السلفية خالد علم الدين واتهامه بتهمة أخلاقية ليصب في ظاهر الأمر في خانة الرئاسة والجماعة والتي لا تقبل فاسدا بينها وان كان واحدا, وهنا قبل الحزب التحدي وأعلن الحرب علي رءوس الأشهاد فلم يعد بد من المواجهة وحان الوقت ليكون أصدقاء الأمس هم أعداء اليوم. ثم جاءت30 يونيو لتقضي علي كل آمال الحزب السلفي في الوصول إلي حكم مصر, و هنا أراد الحزب أن يحصل علي مكاسب أو بعبارة أدق أن يقفز فوق السلطة من جديد ولكنه اكتشف بعد مرور القليل من الوقت أن الأمر اختلف وأن ما كان ممكنا قبل ذلك لم يعد ممكنا الآن وأن وصولهم إلي السلطة لم يعد ممكنا بل صار مستحيلا, فوقعوا في حيص بيص وصاروا كمن يرقص علي السلم مرة يمدحون الثورة ومرة يسمونها انقلابا عسكريا, أحيانا يمدحون الإخوان وأخري يلعنونهم, ولكنهم في نهاية أمرهم بدأت كفتهم تميل نحو زملائهم القدامي, وتكاد قيادات الحزب الآن فضلا عن قيادات الدعوة أن تنضم إلي المعتصمين في رابعة العدوية لأنهم اكتشفوا ألا وجود لهم سوي في ظل نظام الإخوان فهم يسعون الآن في الخفاء وعلي استحياء ويتمنون عودة نظام الإخوان, وهو ما لن يكون أبدا
                  

08-03-2013, 12:16 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)

    مستشار بـ«الجمهوري الأمريكي»: «الإخوان» حصلوا على تمويل خارجي للوصول إلى السلطة (حوار)

    الكاتب: فادي فرنسيس

    أكد «موريس بون اميجو» المستشار الإعلامى للحزب الجمهوري، والرئيس السابق لحملة ميت رومنى الانتخابية، بأن مصر تمر هذه الأيام بمرحلة تاريخية ومصيرية، واصفاً الفريق الأول «عبدالفتاح السيسى» بالرجل الذى أعاد لمصر «الزعيم» مرة أخرى، وأضاف أن مستقبل العلاقات المصرية الأمريكية فى أيدى المصريين الذين يملكون قرارهم بأنفسهم، فهم أجبروا إدارة أوباما بتقبل الوضع الراهن والتخلى عن دعم مرسى، مؤكداً أن شعبية أوباما تراجعت وأنه إذا أعيدت الانتخابات سيفوز «رومنى»، وشدد «بون اميجو» على ضرورة أن يتعامل الجيش بحزم وقوة مع الإرهاب حتى تتمكن مصر من البناء مرة أخرى.. وإلى نص الحوار:

    and#9632; كيف ترى المشهد فى مصر عقب ثورة 30 يونيو؟

    - فى البداية أؤكد أن مصر الآن تمر بمرحلة تاريخية وحاسمة، فالشعب استطاع بقوته أن يسقط محمد مرسى، والجيش وقف بقوة مع مطالب الشعب المشروعة، فما حدث فى مصر ليس انقلاباً عسكرياً كما قالت إدارة أوباما فى بداية الأمر، بل على العكس يعد من أكبر الثورات الشعبية فى التاريخ، ومصر أسقطت رئيساً لم يف بوعوده ولم يحقق مطالب الثورة التى جاءت من أجل الحرية، وخرج الشعب بقوته مرة أخرى ليفوض الفريق السيسى بمواجهة الإرهاب الذى يهدد أمن مصر، فالشعب بهذه الطريقة يحافظ على ثورته العظيمة ويتمسك بمطالبها.

    والفريق «السيسى» أعاد لمصر رمز الزعيم الذى فقدته منذ عقود، وأعلن موقفه صراحة بالوقوف مع الشعب المصرى، فهو قائد عظيم واكتسب شعبية كبيرة فى وقت قصير، ورسالته للشعب مهمة للغاية، خاصة وأن العنف يزداد يوم بعد الآخر لذلك لابد من مواجهة الإرهاب بحزم وقوة، ورسالته جاءت تحقيقاً لمبادئ الديمقراطية لأن الشرعية والإرادة للشعب، والحشود التى خرجت فى الـ26 من يوليو بعثت برسالة للعالم أجمع تؤكد أن ما حدث فى مصر أكبر ثورة شعبية فى التاريخ، خاصةً وأن الشعب أراد أن يحمى ثورته مبكراً من الإرهاب، واستيقظ ليعلن مطلبه فى كل ميادين مصر.

    and#9632; دعا «هاجل» قائد «البنتاجون» الأمريكى الفريق السيسى خلال الأيام الماضية لضبط النفس.. هل ترى أن ضبط النفس يعتبر حلاً لمواجة الإرهاب؟

    - الطرق السلمية تكون هامة فى بعض الأحيان، لكن فى كثير من الأحيان يكون الوضع خطيراً للغاية مثلما يحدث فى مصر هذه الأيام بتواجد جماعات إرهابية ترتكب أعمال عنف، لذلك لابد من التعامل بحزم فى هذه الحالة للقضاء على الإرهاب، كما أن هناك عدداً من أنصار مرسى يحاولون أن يُحدثوا الفوضى فى المجتمع.

    فالوضع فى سيناء خطير للغاية لذلك لابد من التعامل بحزم مع الإرهابيين،خاصة وأن مصر مقبلة على مرحلة هامة من تاريخها، بكتابة الدستور وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية، لذلك لابد من التعامل بقوة مع كل من يهدد أمن مصر حتى تتمكن من تحقيق جميع مطالب ثورتها.

    and#9632; كيف تقيم تعامل إدارة أوباما مع الموقف فى مصر؟

    - إدارة أوباما أثبتت فشلها فى تقييم الموقف المصرى، فهو لم يقدر قوة الشعب المصرى ولم يستوعب الأمر بأن الشعب خرج ليطالب بحريته، كما تعجبت من مواقفه تجاه الثورة المصرية من البداية، فماذا فعل محمد مرسى للديمقراطية التى جاء بها حتى يلقى كل هذا الدعم منه، وأرى أن أوباما تفاجأ بالأعداد المهولة التى خرجت وتراجع عن دعمه لمرسى بعد ضغط من الكونجرس، وإذا أعيدت الانتخابات مرة أخرى الآن بين أوباما ورومنى سيخسر أوباما بالطبع، وأى مرشح آخر من الحزب الجمهورى سيستطيع أن يفوز بالانتخابات بعد تراجع شعبية أوباما، فإدارته أثبتت فشلها وظهر أوباما بصورة «راع للإرهاب» وهو ما تجلى واضحاً فى ميدان التحرير عندما رفع المتظاهرون لافتات على صور لأوباما بلحية أسامة بن لادن، وشعبية أوباما تراجعت ووصلت إلى 28% فقط، لكن بعض وسائل الإعلام الأمريكية تحاول التسويق لشعبيته مثلما تفعل قناة الجزيرة مع جماعة الإخوان.

    and#9632; هل حصل الإخوان على تمويل أمريكى للوصول إلى الحكم فى مصر؟

    - نعم، وأنا علمت هذا الكلام من مصادر سيادية لا أستطيع أن أفصح عنها، لكن كل ما يمكننى قوله هو أن الإخوان تلقوا تمويلاً أمريكياً منذ عصر جورج بوش ومبارك من أجل دعمهم للوصول إلى الحكم حتى يتمكنوا من الحد من خطورة الجماعات الجهادية لكن هذا ما فشل فيه الإخوان، وكلامى هذا لا يقلل من عظمة ثورة الـ25 من يناير التى قام بها الشعب المصرى، لكن الإخوان بعد ذلك تسلقوا السطة ولاقوا دعماً أمريكياً، وإدارة أوباما دعمتهم لمصالحها معهم، وهذا الأمر غير واضح للإعلام.

    and#9632; ما رأى الحزب الجمهورى فيما يحدث فى مصر الآن، خاصة بعد مطالبة «ماكين» بوقف المعونة عن مصر؟

    - أعضاء الحزب الجمهورى ليسوا على نفس الخط فالبعض يرى أن ما حدث انقلاباً لكن الأغلبية بالحزب الجمهورى تؤكد بأن ما حدث فى مصر ثورة شعبية وأنا من أنصار هذا التيار، و«ماكين» بالطبع أخطأ فى هذه التصريحات، فهو لم يقدر عاقبة كلامه، لذلك لا تعطوا لتصريحاته حجماً كبيراً لأنه فى الكثير من الأحيان لا يُقدر ما يقوله. وفى رأيى من الضرورى أن تذهب المعونات المالية للجيش المصرى وهو كذلك رأى عدد كبير من أعضاء الحزب الجمهورى، أما بالنسبة لصفقات الأسلحة فمن الغباء أن يتم توقفها خاصة وأنه تم الاتفاق عليها منذ عهد الرئيس السابق جورج بوش.

    and#9632; كيف ترى مستقبل العلاقات المصرية الأمريكية خاصة بعد التوترات الأخيرة التى شهدتها؟



































    - مستقبل العلاقات المصرية الأمريكية أمر فى أيدى المصريين فهم من سيحدد شكل العلاقات فى المستقبل، فثورة الــ30 من يونيو أثبتت أن الشعب المصرى الآن فى موقف قوة، وموقفه أجبر إدارة أوباما بالتعامل مع الواقع، كما أن أوباما لا يمثل فقط وجهة النظر الأمريكية فالكونجرس أجبر أوباما بالتعامل مع الوضع الحالى، وأرى أن الرئيس القادم لمصر سيحدد بشكل كبير هذه العلاقات خاصة وأنه لابد أن يكون صاحب خبرة كبيرة فى التعامل مع العلاقات الخارجية ولابد أن يعلم بأنه الآن أصبح فى موقف قوة فمصر لن تسمح بأى تدخل خارجى فى شؤونها بعد ذلك.

    كما أرى أيضا أن العلاقة بين مصر وإسرائيل والحفاظ على السلام فى المنطقة سيحدد شكل العلاقات وسيكون الرابط لها فى المستقبل.

    and#9632; تشهد الآن العلاقات المصرية الروسية تطوراً كبيراً خاصة بعد رغبة الأخيرة فى مساندة مصر بعد ثورتها العظيمة ودعمها بالسلاح فى حال قطع المعونة العسكرية الأمريكية.. كيف ترى هذا الأمر؟

    - روسيا تسعى لمصالحها فقط وتحاول أن تعيد علاقتها القوية بمصر لأنها تعلم بأن مصر فى موقف القوة الآن بشعبها وبمكانتها فى المنطقة فبذلك تستعيد قوتها فى العالم بمساندة مصر، لذلك أرى بلدكم لديها الحرية فى علاقتها الخارجية، وكما قلت لك من قبل مصير العلاقات المصرية الأمريكية موضوع فى أيدى المصريين، ولابد أن أشير إلى جزئية هامة بخصوص السياسات الأمريكية فهى ليست متمثلة فقط فى أوباما إنما الكونجرس له أيضا قرار يؤثر على الرئيس وهو ما أجبره على تغيير موقفه.

    and#9632; ما رأيك فى المطالبات الدولية بالإفراج عن مرسى؟

    - أولاً الإفراج عن مرسى هو شأن داخلى للمصريين، لكن إذا كانت هناك اتهامات حقيقية لابد من محاكمته عليها، والمجتمع الدولى والرأى العام لابد ألا يضغط فى هذا الأمر، خاصة وأن مصر الآن لن تقبل أى تدخل خارجى فى شؤونها.

    and#9632; ما مخرج مصر من أزمتها فى الوقت الحالى؟

    - المخرج الحقيقى هو القضاء على العنف بكل أشكاله ومواجهته بحزم وقوة حتى تتمكن مصر من إعادة البناء مرة أخرى، ولابد من النظر إلى التحديات الاقتصادية التى تواجه مصر.

    and#9632; هل ترى أن قرض صندوق النقد مناسباً لمصر فى هذه الظروف؟

    - هذا القرض ليس فى مصلحة مصر الآن لأنها تعانى من مشاكل اقتصادية، لذلك أرى أنه من الضرورى أن تسعى مصر للاستثمار بقوة حتى تتمكن من العبور من أزمتها الاقتصادية.

    and#9632; هل تؤيد وضع «الجماعة» على قوائم «جماعات الإرهاب» بالأمم المتحدة؟

    - بعض الأفراد من قادة الجماعة يستخدمون عبارات تحريضية تدعو للدماء لذلك لابد من وضع هؤلاء القادة على قوائم الإرهابيين، وتنظيم الإخوان بصفة عامة تنظيم متطرف.

    and#9632; كيف ترى مستقبل تيار الإسلام السياسى فى مصر؟ وهل ترى ضرورة حل الأحزاب الدينية؟

    - مستقبل التيار الإسلامى فى مصر غامض، وحل الأحزاب الدينية متربط بكتابة الدستور القادم فإذا نص الدستور على حل جميع الأحزاب الدينية سيتم على الفور حلها، لكن أرى أن الإقصاء الكامل ليس حلاً، فعلى جميع الدول الديمقراطية أن تستوعب الأقليات وتراعى حقها فى المشاركة.




    تاريخ النشر:
    Fri, 02/
                  

08-03-2013, 11:08 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)


    مرسي صامد في محبسه السري وخصومه مستمرون في تغييبه كاملا.. وتلميع غير مسبوق لصورة السيسي في الاعلام


    حسام عبد البصير


    August 2, 2013





    القاهرة ‘القدس العربي’بينما يودع المصريون الايام الخيرة من الشهر الكريم تحرص صحفهم على المضي قدماً في تأجيج الخلافات بينهم والعمل على نشر فتنة المضطجع فيها خير من الجالس، والجالس خير من القائم، والقائم خير من الماشي، والماشي خير من الساعي كما ورد في الحديث النبوي الصحيح في صحف الجمعة الاخير من شهر رمضان او اليتيمة، كما يسميها المصريون. ستجد كاتباً يطلب صراحة بتصفية الاخوان جسدياً لأنهم على حد رأيه كائنات ظلامية بينما يحرص كاتب آخر على ان يكون اكثر رحمة من سابقه إذ وافق بعد قتل تلك الكائنات ان تدفن في قبور جماعيه من قبيل ‘لم الشمل’ بين ذوات الارحام ورفقاء الدرب المشترك.. لكن هاهو كاتب ثالث يجمع بين التحضر والكراهية للاخوان والأسلاميين بشكل عام إذ عبر عن قبوله بجمعهم جميعاً في جيوب في قلب الصحراء وعدم السماح لهم بالتسلل للحضر.. وبالتأكيد لن تجد في صحف الجمعة او اي من ايام الاسبوع هذه الأيام اي آثار للرحمة التي ينعت بها شهر الصوم فلغة التخوين والدعوة للقتل ومعيار الجودة بين الكتاب بات مرهوناً بمن هو اكثر قدرة على الكتابة بلون الدم والمحصل لأكبر قدر من ألفاظ السباب والتخوين والحوار الهابط الذي دفع كثيرا من الكتاب الجادين والحياديين لأن يحذروا من هذا التدني في لغة الصحافة والذي ينذر بان تتحول في النهاية لسلعة خطر تداولها بين المستهلكين اكثر من كونها وسيلة لتعليم الناس ونشر الوعي وعرض الحقائق بينهم، وفيما امتلأت صحف الامس بلغة التحريض قدم رسام الكاريكاتير عمرو سليم في جريدة ‘الشروق’ لوحة شديدة السخرية استوحاها من كثرة المسؤولين الاجانب الراغبين في لقاء الرئيس المعزول، حيث اقترح احد اصحاب الشركات السياحية ضم زيارة الرئيس للبرامج السياحية بهدف تنشيط تلك الصناعة التي تعاني موتاً سريرياً:

    ‘الأهرام’: في النهاية..
    ما تريده امريكا سوف يكون

    البداية مع ‘الأهرام’ تلك الصحيفة التي يعيش كبار مسؤوليها وعلى رأسها رئيسا مجلس الادارة ورئيس التحرير ظروفاً عصيبة بسبب رميهم بشبهة الانتماء للاخوان، وهي التهمة التي باتت تجلب لصاحبها مزيدا من المتاعب، ولعل ذلك ما دعا عبد الناصر سلامة رئيس تحرير الجريدة لأن يختار منطقة اكثر امانا للوقوف عندها لعله ينأى من التهمة التي ينعته بها البعض: ‘حتى صباح يوم الثلاثين من يونيو، بل حتى مساء الثالث من يوليو، كان الإخوان المسلمون، وحزبهم الحرية والعدالة، يراهنون على أن الولايات المتحدة الأمريكية ما زالت تدعمهم، وبما أن ذلك مؤكد فإن القوات المسلحة سوف تدافع عن الوجود الإخواني بالأمر المباشر من واشنطن والحقيقة أن قطاعات عريضة في المجتمع المصري، من الأكثر تثقيفا، تنظر دائما إلى المسرح السياسي من هذه الزاوية، ولا تشكك أبدا في أن ما تريده أمريكا هو الذي سوف يكون، دون وضع تطلعات الشعوب في الحسابات، على اعتبار أن الشعوب في عالمنا النامي قد استمرأت الفشل تلو الآخر، على امتداد نصف قرن من الزمان دون أن تثور لها ثائرة، وأن ضغوط واشنطن في النهاية هي التي كانت تحسم الأمور وللأسف.. كان القادة العرب بصفة عامة على قناعة تامة بنظرية ‘التأليه الأمريكي’ هذه، على الرغم من سوابق أمريكية عديدة في هذا الشأن، باعت فيها حلفاءها من القادة مع أول مواجهة شعبية، وضربت بتاريخ طويل من العلاقات عرض الحائط، ففي حوارات عديدة مع قادة الإخوان كنت أرى أنهم على يقين من أن 30 يونيو سوف يمر كغيره. ويرى سلامة انه لا مفر من عقد هدنة بين الفرقاء: لا أرى مناصا للخروج منها سوى مصالحة حقيقية تبدأ من 25 يناير2011 وحتى تاريخ اليوم (الثاني من أغسطس2013)، بمعنى أننا لا نستثني أحدا، ولنبدأ صفحة جديدة من العمل الوطني بعيدا عن المهاترات السياسية، وبمنأى عن العصبيات الحزبية، وتصفية الحسابات’.

    صابرين يتهم الاخوان
    بانهم ‘تتار هذا الزمان’

    وعلى العكس من عبد الناصر سلامة الداعي للمصالحة، هذا زميله في ‘الاهرام’ محمد صابرين يرى ان رموز الاخوان ومن لا ينفع معهم صلح ولا تأهيل لانهم باختصار شديد تتار هذا الزمان: الذين احتكروا الحديث باسم الدين يصدرون الفتوى والقرار والتنفيذ في لمحة بصر لقتل، أو تعذيب المخالفين في الرأي لا الدين ـ ومن العجيب أن الأمة المصرية المعروفة بتدينها، بل هي أول من عرف التوحيد على هذه الأرض تصبح منقسمة بين ليلة وضحاها وفجأة مصر المحروسة، بل مصر المتسامحة والمرحبة بالآخرين تتحول إلى ما نراه بأعيننا الآن، ولا يملك القلب القدرة على أن يصدق عينيه بأن هؤلاء الذين يرفعون رايات الحديث باسم الدين يقتلون الناس بالرصاص والخرطوش وبكل وسائل القتل. والعجيب أنهم يكبرون ويهللون الله أكبر، والله منهم براء.. ونحن جميعا منهم براء فهم ليسوا منا بل هم تتار هذا الزمان! فما أصعب القتل والترويع الذي اختطف الأمان من نفوس الناس، وما أقسى أن ينتشر البغض والحنق في نفوس الناس ضد كل رموز الإلتزام بالدين. فقد بات المخلصون العابدون بحق، وبلا ادعاء محط سخط الناس، بل وضيقهم. ففي أزمة الفتن لا وقت ولا مجال للتساؤل لدى السائرين بأقصى السرعة في الطريق إلى دنيا السلطة ولو على جثث الناس ولو بدماء الاتباع.. السائرون إلى جهنم بدون حتى مجرد سؤال هل قادتنا على حق، وهل ما نفعله يرضي الله’؟!

    ‘المصري اليوم:’ لماذا لا يفضون اعتصامات
    ‘التحرير’ و’الاتحادية’ ايضاً؟!

    تساؤل مشروع من كاتب مشهود له شأن المئات غيره سليمان جودة في ‘المصري اليوم’ يدعو لتحرير الميادين كافة من المعتصمين: ‘بيان الحكومة، الذي صدر أمس الأول، حول فض الاعتصام في رابعة، وفي النهضة، كان ينقصه أن يقال بشكل واضح للجميع إن العملية سوف تنطبق أيضاً على التحرير وعلى الاتحادية، وعلى كل تجمع في أي ميدان أو شارع، وإنه قد آن الأوان لإنهاء هذا العبث الممتد في ميادين البلد وشوارعه، وإنه لا تمييز في عمليات الفض بين مؤيد للمعزول أو معارض له ولجماعته الفاشلة والعاجزة، وأظن أن هذا الجزء الناقص في البيان يجب أن يضاف اليوم وبسرعة، حتى لا يذهب الإخوان ليتاجروا كعادتهم بالأمر لدى إعلام الغرب دون حياء وما نتمناه على الدكتور حازم الببلاوي، وعلى الفريق أول السيسي، ومن قبلهما الرئيس المؤقت عدلي منصور، والدكتور البرادعي، أن يخاطبوا وهم يتعاملون مع هذا الملف الإعلام الغربي، طول الوقت، لأنه من الواضح أن الكذب الصريح لم يكن أسلوباً للإخوان وهم في الحكم فقط، وإنما هو أسلوب حياة لهم، حتى في أثناء وجودهم خارج الحكم وكأنهم، والحال هكذا، يعجزون عن أن يعيشوا دون أن يكذبوا على مدار الليل والنهار إن جماعة الإخوان الكذابة، كانت – مثلاً – هي المخطئة تماماً، في أحداث طريق النصر، لأن أتباعها هم الذين قطعوا الطريق على الناس، وهم الذين تجاوزوا ‘رابعة’، إلى غيرها، بما يتناقض تناقضاً كلياً، مع أصول ومبادئ أي اعتصام تعرفه دول الغرب، التي راحت، هي نفسها تدين ما حدث، لا لشيء إلا لأن الإخوان الكذابين قد صوروا للعالم أنهم هم الضحية’.

    ‘المصري اليوم’: مدد يا سيدي مرسي

    حتى بعد ان عزل الرجل من منصبه وتحول من رئيس منتخب إلى اسير متهم بالتخابر يصر حمدي رزق احد ألد خصوم الأخوان ورئيسهم على ملاحقته في جريدة ‘المصري اليوم’ ساخراً من أصرار قادة العالم على زيارة الرئيس المخلوع: ‘وأنا مالي عاوز أزور مرسي، إشمعنى أشتون، وأنا كمان، هي التذكرة رايح جاي بكام يا عمو، العبارة في الزيارة، والكرامة في اللقاء، مرسي بقى شيخ وله كرامات، والبوسة من إيديه رطل، كل من يمر على القاهرة طالب الزيارة، البركة، مرسي رجل بركة، وأنا نفسي أزورك يا مرسي وأقول مداااااد، مدد يا مرسي على طول المدد.. بطلوا.. ده، وأسمعوا.. ده، ياما لسه تشوفوا ياما، المعزول أصبح مزاراً، مزار سيدي مرسي المعزول، مزار سياحي، الحجز بالطوابير في واشنطن وبون وباريس وأديس أبابا، تزور الأهرامات وأبا الهول ومرسي العياط، بروغرام كامل، يومين وليلة، والزيارة بطائرة عسكرية، إثارة وغموض، الطيران إلى المعزول في قلب المجهول، وقرب قرب احجز كرسي. يقال إن مرسي يتجلى في اليوم والليلة مرة واحدة، ليلا أو نهارا، إنت وحظك، بابه مقفول، عليه حراس، لا يفتح للمصريين، يفضل الوفود الأجنبية، المصريون وحشين، مرسي من بين المصريين طلب سليم العوا صاحب المبادرة، ستر وغطا، منا وعلينا، من الأهل والعشيرة.. من حقي، ومن حقوق الإنسان، مصري طمعان يشوف رئيسه المعزول، إشمعنى ألفا عمر كوناري، مبعوث الاتحاد الأفريقي، هل لأنه ألفا وأنا تلميذ، المصري أولى من الأفريقي والأمريكي والأشتوني (نسبة للسيدة أشتون)، أشتاتا أشتوت، الرئاسة المؤقتة عاملة زي القرع تمد لبره، ممنوع على المصريين، أرفع طلبي للسيد الرئيس عدلي منصور، عاوز أشوف مرسي، أشوفه.. فكرة تحويل مقر إقامة مرسي لمزار سياحي فكرة نميسة مهداة إلى الوزير زعزوع، بروغرام سياحي مصري خيال، مقصد سياحي لا ينضب شتاء أو صيفا’.

    ‘المصري اليوم’
    تتعزل بالسيسي

    الكلام هذه المرة ليس عن سجين الضمير وهو اللفظ الذي بات يطلق على الرئيس مرسي في الصحف الغربية لكنه عن وزير الدفاع الذي لا زال يتلقى المزيد من الثناء كما نرى محمد عبد الله في ‘المصري اليوم’: عزل محمد مرسى في 3 يوليو الماضي كان القرار المصري الوحيد الذي تم اتخاذه بإرادة مصرية خالصة، ودون الحصول على ضوء أخضر من الولايات المتحدة ربما منذ عام 1974، إرادة أعلنت عنها مظاهرات الشعب في 30 يونيو، وجسَّدها قرار القيادة العامة للقوات المسلحة الذي أعلنه الفريق أول عبدالفتاح السيسي، فحتى ما جرى في 25 يناير، ثم 11 فبراير 2011، وانحياز الجيش لإرادة الشعب في الضغط على مبارك ليتخلى عن منصب رئيس الجمهورية، احتاج إلى حوار مع أمريكا، وتسليم السلطة للمعزول مرسي تم بضغوط من أمريكا، لكن شاءت إرادة الله أن يولد من صلب هذا الشعب قائد، يغير التاريخ بغير أن ينتظر موافقة أمريكا، بل يربك حسابات أمريكا ويحبط مخططاتها الاستعمارية في المنطقة’.

    ‘الشروق’: ليبرالية
    ذات انياب تدعو لقتل الآخر

    ونتوقف مؤقتاً عن المعارك الدامية ضد الاسلاميين لنتحول نحو صوت شبه وحيد يدافع عنهم.. وائل قنديل في جريدة ‘الشروق’، والذي هاله كثرة دعاوى التحريض والقتل بين الليبراليين تجاه خصومهم: ‘إننا نعيش نوعا من الليبرالية المتوحشة لا يستشعر أصحابها وخزا لضمائرهم وهم يوفرون الغطاء السياسي والأخلاقي لقرار حكومة الانقلاب بمحو اعتصامي رابعة العدوية ونهضة مصر من الوجود، بل يذهب بعضهم إلى أبعد من ذلك حين يتهم الأجهزة الأمنية بالتراخي لأنها تصمت على هؤلاء المعتصمين بأطفالهم وبناتهم ومسابحهم وتهجداتهم ودعائهم على القتلة وعلى من صفق وابتهج للقتل من مصاصي الدماء المختبئين خلف تهويماتهم الفكرية الفاسدة.
    إن أحد الليبراليين العواجيز، المفصول مبكرا جدا من كلية الشرطة في نهاية الستينيات لأسباب هو يعلمها، لم يخجل من نفسه وهو يطالب بالأحكام العرفية وحظر التجول والسحل لمن يعترض ومن الليبراليين من يقبل على نفسه أن يمارس الكذب والتضليل وهو يبرر القتل الجماعي لمصريين، مسقطا من حساباته كل ما سبق وبشر به بأن القيم والمبادئ لا تتجزأ، وأن امتهان كرامة وحق إنسان واحد في الحياة، يعني امتهانا للإنسانية وقتلا للكرامة، ليحدثك بالمنطق التجاري ال########، مرددا عبارات منحوتة من قاموس الطغيان والتوحش مثل ‘لا مانع من التضحية بمجموعة كي ينعم المجموع بطيب العيش’ أو أن يثغو آخر بأنه لا بأس من إراقة دماء ثمنا لتطهير مصر من أعدائها المصريين ورفع رايات علمانيتها ومنهم من يعتبر مصريين سلميين معتصمين دفاعا عن قيم ديمقراطية، طالما أثرى الليبراليون الدمويون من الطنين بها، يعتبرهم أقل منه درجات في المواطنة والإنسانية ومن عجب أن من هؤلاء الليبراليين السمان من أعلن وفاة الإنسانية حين أقدمت آلة مبارك الأمنية على سحق اعتصام لاجئي جنوب السودان في ميدان مصطفى محمود عام 2005and#8242;.

    ‘الشروق’: اخلاء الميادين
    بالقوة لن يحل المشكلة

    على الرغم من دعوة الكثيرين من الكتاب لفض اعتصامات الاسلاميين بالقوة في رابعة العدوية والنهضة إلا ان رئيس تحرير جريدة ‘الشروق’ جمال الدين حسين لا يرى ان هذه الخطوة هي الحل الامثل: ‘في غياب أي حل سياسي لن يكون أمام الحكومة سوى الحل الأمني، قد يؤيده غالبية الشعب الذي نزل في 30 يونيو و26 يوليو، لكنه لن يحل المشكلة من جذورها، بل قد يؤدي ــ إذا ترافق مع سقوط ضحايا من المعتصمين ــ إلى إشعال الأزمة أكثر وزيادة التدخل الدولي في الشؤون المصرية، وأغلب الظن أن جماعة الإخوان باتت تستعذب فكرة اعتبارها ضحية ومظلومة، واغلب الظن ان مذبحتي الحرس الجمهوري ومنصة طريق النصر لربما كانت عزلتها الشعبية قد تفاقمت ليس لدى الجماعة ما تخسره الآن، وبالتالي فهي مستعدة للذهاب إلى آخر مدى حتى لو كانت النتيجة هي خراب الوطن.
    مرة أخرى لا أحد يجادل في خطورة اعتصامي رابعة والنهضة على الأمن القومي للبلاد، لكن علينا أن نفكر دائما في الخطوة التالية لاتخاذ أي قرار تقديري المتواضع أن الحل الأمني مهم جدا لكنه ليس الحل الوحيد، مطلوب صيغة ما تشرك الإخوان في العملية السياسية حتى نقنع الأعضاء العاديين بأنه لا يوجد استئصال أو إقصاء لهم، يتم ذلك بالترافق مع تطبيق القانون بحزم على كل قيادات الإخوان الذين ارتكبوا جرائم، أو حاولوا شق صف القوات المسلحة أو اللجوء إلى التدخل الأجنبي. من يتابع تطور جماعة الإخوان يعرف أنها تقوى وتشتد أثناء المحن، والعمل السياسي الطبيعي يضعفها ويفكك مفهوم السمع والطاعة المهيمن عليها من المهم أن تكون هناك نظرة سياسية عاقلة وحاسمة وواضحة مع التعامل الأمني. لنفض اعتصام النهضة ورابعة في أي وقت لكن شرط أن يكون لدينا خطة واضحة للحظة ما بعد الفض. السياسة هي البديل الطبيعي للحل الامني، خصوصا أن الحكومة الراهنة لديها تفويض شعبي غير مسبوق خرج في 26 يوليو الماضي ليقول ‘لا للإرهاب والعنف’.

    ‘الوطن’: يا سيسي
    ولا يهمك امريكا واوربا

    ونتحول إلى مزيد من الثناء على وزير الدفاع وهذه المرة في جريدة ‘الوطن’ على لسان الشاعر احمد فؤاد نجم الذي يرى في الاخوان جماعة تمثل خطراً على المصريين لذا لا بد من التعامل معها: ‘سيادة الفريق أول عبدالفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة المصرية ووزير الدفاع والإنتاج الحربي بحكومة مصر المحروسة، وقبل هذا وذاك ‘حبيب المصريين’، وناهيك عن كونك ابن طنطا، ‘واشيللاه يا شيخ العرب’، وأفضل أعد من هنا لحد هناك وصدقني برضه ما اجيبش آخرك، إيه يا عمنا في إيه لسة مستخبى في علم الغيب؟ الناس بتسأل هو الجيش خايف من الإخوان؟ وطبعاً الإجابة عن هذا السؤال الغبي معروفة.. هي أمريكا والاتحاد الأوروبي ضاغطين علينا حتى لا نستخدم القانون في مواجهة هذه العصابة الخائنة التي تخطت الحدود والخطوط الحمراء وأقامت دولة داخل الدولة؟ يا سيدي طظ في أمريكا وأوروبا، إذا كان الأمر يتعلق بأمن مصر المحروسة وكرامة المصريين، ونحن على أتم استعداد لكافة الاحتمالات لقد بلغ السيل الزبى كما يقولون في الأمثال وبدأ بعض المواطنين يفكرون في الهجرة من مصر هرباً من الموت المعلب الذي يقدمه الإخوان المجرمون يومياً في رابعة العدوية وميدان النهضة وفي أي مكان يوجدون فيه! فإذا كنتم كما يقول البعض تنتظرون حتى ينكشف هذا التنظيم الشيطاني أمام العالم فقد انكشف المستور، والذي لم يفهم حتى الآن هو غبي ولا يعنينا أمره، ولعلك تذكر يا سيادة الفريق تصريح رئيس وزراء بريطانيا الذي قال فيه ‘إذا تعرض أمن بريطانيا للخطر فلتذهب حقوق الإنسان إلى الجحيم’.

    ‘الوطن’: كارثة ستحصل
    اذا فض الاعتصام بالقوة

    لكن عماد الدين اديب في نفس الصحيفة ‘الوطن’ لا يرى ان الامر بهذه السهولة، كما يراه احمد فؤاد نجم بل يتوقع كارثة حال فض الاعتصام بالقوة: الحكومة قررت والشعب أيّد، والإخوان يرفضون فض الاعتصام، والوضع وصل إلى حالة حافة الهاوية ووصل إلى السقف الأعلى في عملية التصعيد إن لم تحدث معجزة في هذه الأيام المباركة التي نتحرى فيها ليلة القدر في هذا الشهر العظيم فنحن أمام صدام مكلف للغاية وأزمة الإخوان أنهم لم يتركوا مجالاً للحوار، أو التفاوض، أو الأخذ أو الرد أزمة الإخوان أن قياداتهم، التي أدركت أنها ذاهبة إلى النيابة ثم إلى المحاكمة لا محالة، قد قررت استخدام الآلاف المؤلفة من الأنصار المتعاطفين كدروع بشرية وكأدوات ضغط في لعبة صراع سياسي.. رحم الله سيدنا الحسن بن علي رضى الله عنه حينما رفض الولاية والإمارة من أجل حقن دماء المسلمين ومنع الفتنة بين أبناء الأمة الواحدة.. هذه لحظة فارقة في التاريخ المصري المعاصر سوف يقف فيها كل طرف بشكل واضح أمام موقفه الأخلاقي.. البعض يعتقد مخطئاً أن لعبة السياسة هي عمل بلا أخلاق، بينما كل فعل ابن آدم سوف يعرض يوم الحساب العظيم، وأخطر وأعظم ما يمكن أن يسأل فيه أي منا في السياسة أو مجتمع المال أو الإعلام هو حرمة الدماء.. إنها لحظة للضمير’.

    ‘التحرير’: هل تعود
    الحكمة لقادة الإخوان؟

    ومع مزيد من الهجوم على الاخوان الذين باتوا هدفاً مشروعاً لمعظم الصحف للحد الذي جعل من بعض الكتاب يحذر من الحديث عن خروج آمن لرموز الجماعة اذ يشير جلال عارف في صحيفة ‘التحرير’ الى ان طلباً كهذا لن يكون من الممكن القبول به: ‘مع سقوط النظام الفاشي في 30 يونيو بإرادة شعبية عارمة تصور ‘الإخوان’ أن الدم يمكن أن يعيدهم للحكم، وأشعلوا الموقف في سيناء، وساروا في طريق العنف في كل أنحاء مصر، في تصور مريض بأن هذا قادر على استدعاء التدخل الأجنبي من ناحية، وقادر أيضا على زرع الخوف في نفوس المصريين في 26 يوليو كان رد شعب مصر حاسمًا، خرجت عشرات الملايين لتقول، قبل كل شيء، إنها نزعت الخوف من قلوبها وإنها قررت مواجهة الإرهاب حتى النهاية، وكانت الرسالة واضحة لكل من يرى ويسمع: ‘لا عودة لما قبل 30 يونيو بأي حال من الأحوال، ولا فائدة من استدعاء الدم.. أو استدعاء التدخل الأجنبي في مواجهة شعب قرر أن يستعيد ثورته، وأن يكون القرار في يده وليس في يد أحد آخر’ والآن.. ونحن في لحظات حاسمة نرجو أن تعبرها مصر بسلام من أجل خير الجميع، فإن السؤال الجوهري هو: هل يعود العقل لقادة الإخوان قبل فوات الأوان.. أم أنهم يصرون على أن يكون طريق الانتحار الذي سلكوه طريقًا بلا رجعة’؟!

    بين عودة مبارك
    وعودة مرسي

    بكل بساطة هذا ما يراه احمد عبد التواب احد الذين هاجموا الرئيس المعزول ومن حوله في صحيفة ‘التحرير’: ‘أول ما ينتهكه المعتصمون في إشارة رابعة وغيرها هو قانون التظاهر الذي وضعه الإخوان بأنفسهم في مجلس الشعب المنحل، وأصرّوا عليه برغم المعارضة الشديدة، وقد خرق المعتصمون كل مواد هذا القانون الذي هو حجة سياسية قوية ضدهم، برغم اختلاف الآراء إذا كان صدر رسمياً أم أنه كان في انتظار توقيع الرئيس وهناك حجة أخرى قوية تلزم دعاة الالتزام بالشرعية أن يتوقفوا عن المناداة بعودة مرسي، لأن الأحق بالعودة، وفق دعوتهم، هو حسني مبارك، الذي آُطيح به قبل مرسي وبذات الآلية! وإذا قالوا إن انتخابات مبارك كانت مزوَّرة، فيجب أن يُقال لهم إن انتخابات مرسي كانت أكثر تزويراً، بدءاً من العبث في قوائم الناخبين ودسّ أسماء إضافية يقول البعض إنها وصلت إلى الملايين، إلى تعويق الناخبين المتوقع أن يصوِّتوا للمنافسين، إلى الإبداع غير المسبوق في عالم التزوير بطباعة بطاقات إضافية في المطابع الأميرية، ثم النجاح في السيطرة على المنادين بإجراء تحقيق جاد في الموضوع واعتباره وكأنه نزلة برد خفيفة!! إضافة إلى اعترافهم بأنفسهم أنهم أنفقوا على حملة الرئاسة مئات الملايين، في خرق واضح للقانون الذى حدد سقوف الحملات الانتخابية وإذا كان من الجائز المفاضلة بين تزوير وتزوير، فإن تزوير مبارك كان أهون لأنه لم يكن قاصراً على رجاله ونظامه، فقد كان يهتم بتعميم الفائدة ليُلجِم كثيرين عن التشهير والتصدي للنتائج، حتى أن الإخوان أنفسهم كانوا يزوِّرون لصالحهم في عزّ سطوة مبارك’.

    ‘المصريون’: حملات فرعنة
    السيسي ليست في صالح الثورة

    بات الثناء على وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي هو العملة الرائجة للكثير من الصحف منذ ان اتخذ قراره بعزل الرئيس المنتخب قبل شهر تقريباً وهو ما خلق حالة من التنافس بين الكتاب في مزاد الأطراء على قائد الجيوش وهو ما يعتبره فراج اسماعيل في جريدة ‘المصريون’ نوعا من التأليه للسيسي على النحو الذي لن ينفعه: ‘حملات فرعنة السيسي وتأليهه وتعظيمه تضيف بعدًا جديدًا مخيفًا إلى حملات جمع التوكيلات له في مرحلة سابقة والتي بدأنا الآن نهتدي لحل ألغازها بالتوازي مع حل لغز الطرف الثالث أو اللهو الخفي.. كبار بعضهم رؤساء تحرير صحف حكومية كانوا متهمين بالأخونة حتى قبل دقيقة واحدة من بيان الانقلاب، تحولوا 180 درجة إلى الاتجاه الآخر. أحدهم كتب مباشرة عقب دعوة السيسي للاحتشاد أنه جندي من جنوده. والغريب أن عددًا من الكتاب الليبراليين اتّهموا هذا الصحافي في عهد مرسي بمنع مقالاتهم الذين ينافقون السيسي اليوم مستعدون لنفاق أي حاكم عندما تكون في يده السلطة وأوامر الاعتقالات، ولو أظهر مرسي قوة وحزمًا في التعامل مع الشتامين وليس المنتقدين. كثيرون من الصحافيين والإعلاميين الذين بنوا بطولاتهم على سبه وهجائه كاتب كبير لم يعتبر السيسي مجرد وزير دفاع وقائد للجيش بل ‘رجل لهذا الزمان’ وغيره رأوا فيه جمال عبد الناصر، وآخرون رأوا أنور السادات، ولم أفهم كيف تجتمع فيه شخصيتان متناقضتان ومختلفتان سياسيًا ونفسيًا إلا إذا كان ذلك من وحي المنافقين الذين يهرفون بما لا يفهمون أتأسف أن يقال عنّا إننا شعب يعشق جلاديه، يطربه الحاكم المستبد ولا يعجبه الحاكم الرؤوف العادل، ولهذا لا يستمر معنا إلا المستبدون والجلادون أفهم أن ما يجري الآن هو دفع للسيسي نحو رئاسة الجمهورية’.

    ‘اليوم السابعand#8242;: متى
    تراجع الجماعة نفسها؟

    كثير من الكتاب يرى انه لا مجال امام الاخوان سوى ان يقبلوا بنقد المجتمع لهم وان يدققوا النظر في أخطائهم، من هؤلاء مصطفى الفقي في جريدة ‘اليوم السابعand#8242;: لو أنني كنت ‘المرشد العام’ لجماعة الإخوان المسلمين أو أحد القيادات الفاعلة في مكتب الإرشاد لدعوت إلى مراجعةٍ شاملة لفكر الجماعة ودورها وفعلها منذ نشأتها عام 1928 مع تركيز خاص على تجربتها الميدانية منذ ثورة 2011 على أن يكون ذلك بكل تجرد وموضوعية بعيدًا عن الأوهام والأحلام والهواجس حتى تتحوَّل الجماعة إلى حزب سياسي عصري يخرج من عباءة الماضي وينبذ العنف ويقبل قواعد اللعبة الديمقراطية في أعماقه بدءًا من أن ‘الأمة هي مصدر السلطات’ مع قبول كامل لمبدأ تداول السلطة ودوران النخبة والكف عن استخدام الإسلام الحنيف في السياسة واعتباره مخزونًا روحيًا وحضاريًا لهم ولغيرهم دون احتكارٍ للنصوص المقدسة مع الاعتراف الكامل بالآخر والتوقف عن ترويع الغير أو اللجوء لممارساتٍ تتسم بالعنف مهما كانت الظروف مع مراجعةٍ دقيقة وتفصيلية لأخطاء عامٍ في الحكم أدت إلى المشهد الحالي’.

    ثورة 25 يناير أطلقت التيار
    الإسلامي من محبسه

    يصر نفر غير قليل من الكتاب على ضروروة استئصال الاخوان ومن عاونهم من الخريطة السياسية في المستقبل وهو ما يرفضه عبد المنعم فوزي في ‘اليوم السابعand#8242;: ‘هل التيار الإسلامي تسرع في احتلال موقع القيادة والريادة ولم يقرأ جيدا الواقع المحيط به من الداخل والخارج؟ هل صلوا صلاة استخارة قبل الاستعجال والانغماس في السياسة؟ وهل فقدوا رصيدهم الضخم من العمل والجهد بين الناس؟ أسئلة خطرت ببالي وأنا استمع إلى الدعاوى التي تطالب بإقصاء الإخوان المسلمين من اللعبة السياسية، بعد أن كنا نلومهم على أخونة الدولة. بصراحة إننا نسير على نفس نهج النظام السابق من فكرة عدم قبول الآخر وعايزين نعيش في نفس الساقية وندور ونلف في حلقة جهنمية شيطانية وننسى أو نتناسى أن أهم إنجازات ثورة 25 يناير أنها أطلقت التيار الإسلامي من محبسه. مطالبتنا بالحرية كانت وما زالت تعني تعددية الفكر والمنهج وقبول السلفي لليبرالي، والاشتراكي مع الرأسمالي والناصري مع الإخواني، ويصبح مجتمعنا بلدا طبيعيا ديمقراطيا حديثا!
    صحيح إن التــــيار الإسلامي وفي مقدمتــــه الإخوان المسلــــمون، أخطأ واعتقد أنه المنتصر وأنه يمكنه منفردا أن يحكم البلاد والعباد وأن الآخـــرين تابعون له وليس مشاركين معه في الحكم شوف يا صاحبي لما أقولك السياسة مثل ملعب كرة القدم كاشف للقدرات والإمكانيات لأن المواجهة مباشرة بين ما تقوله وما تقدمه للناس، وفى نهاية اليوم الناس بتسأل وتتساءل ماذا قدمتم لنا؟ النتيجة أن تجربة التيار الإسلامي في السلطة فشلت، لأن الخبرات مفقودة والرؤى مشوشة’.

    ‘الحرية والعدالة’: يعاملوننا
    مثل قبائل الهوتو والتتسي!

    ونصل لنهاية الرحلة مع صحيفة “الحرية والعدالة” – لسان حال الاخوان المسلمين – اذ يحذر محمد سعيد عرفة من مجزرة تعد للاخوان كتلك التي وقعت لبعض القبائل الأفريقية في رواندي: “اليوم نرى من يروجون لنفس هذا المشهد الدموي في مصر وإتباع نفس الحلول الراوندية بالقتل والإقصاء من جانب تحالف “هوتو” الانقلاب العسكري مع جبهة الانقاذ، لـ”توتسي” الاخوان ، الذين فازوا في انتخابات شرعية، ولكن هذا الامر لم يعجب تحالف “الهوتو” داخل جبهة الانقاذ وبعض قادة الجيش، فانقلبوا على الشرعية ولم يكتفوا بهذا بل بدأوا في اعتقال وقتل أنصار الشرعية في سلسلة مجازر حصدت قرابة 500 ضحية مصري حتى الأن وهي مجازر لم يرتكبها للاسف حتى الاحتلال البريطانى لمصر الذي استمر يحتل مصر ما يقرب من 70 عاما وكانت اكبر مذبحتين له هما (مذبحة دنشواي) التي أعدم فيها أربعة مصريين عام 1906 ومذبحة (كوبري عباس) التي قتل فيها ثلاثة طلاب وأصيب المئات، بينما قتل مصريون يحكمون البلاد الان بقوة الانقلاب قرابة 500 مصري مثلهم في خلال شهر واحد.. نصفهم في مذبحتي الحرس الجمهوري ومجزرة المنصة ومثلما بدأ (الهوتو) مجازرهم ضد (التوتسي) بالسيطرة على الاعلام وضخ كمية هائلة من الأكاذيب لتشويه صورة خصومهم قبل الاجهاز عليهم بالسواطير والرصاص، يفعل “هوتو” الانقلاب نفس الجريمة تراهم يكذبون ويقولون: صاروخا غراد أخفاهما معتصمو رابعة العدوية (ليضربوا بهما الشرطة والجيش طبعا) أعضاء من تنظيم (القاعدة) انضموا لاعتصام ميدان النهضة. سيارة محملة بالزجاجات لتصنيع قنابل المولوتوف تدخل رابعة.. أسلحة رشاشة بيد بعض المعتصمين غرف تعذيب وقتل داخل إعتصام رابعة.. أهالي رابعة يطالبون النائب العام بفض الاعتصام.. وهذه عينة من أكاذيب “إعلام رواندا” الذي مهد الطريق لقتل المعتصمين الرافضين للانقلاب العسكري أمام الرأي العام ولم يكلف نفسه نقل الحقائق من هناك، واكبه للاسف تحريض أغبى من بعض من كنا نعتبرهم يوما سياسيين وعقلاء”.

    -------------------

    ماذا ينتظر حزب النور؟





    د. وحيد عبدالمجيد

    لم يبق ثمة عذر لقادة حزب النور والدعوة السلفية بعد أن أكد الشعب يوم‏26‏ يوليو إرادته الحرة التي عبر عنها في كل أنحاء مصر يومي‏30‏ يونيو‏.‏


    فقد سدت جموع المصريين عين الشمس التي لم تمنعهم شدة حرارتها من الوقوف تحتها وهم صائمون في أجواء تشتد الحاجة فيها إلي قطرة ماء. صام مسيحيون صيام رمضان مع مواطنيهم المسلمين من مختلف الفئات.

    لم يجد هؤلاء الشبان الواعون الرائعون في تعبير الشعب عن إرادته أي نوع من الفتنة التي يخشاها قادة حزب النور والدعوة السلفية, بل علي العكس رأوا فيه درءا لفتنة يحاول بعض قادة الإخوان وأتباعهم صنعها بأية وسيلة ويلجأون للاتجار بالدم بعد أن انكشفوا وفقدوا ورقة استغلال الدين وثبت أنهم أكثر من يسيئون إليه بل يخرجون عليه جهارا نهارا عندما يزعمون نزول سيدنا جبريل إلي اعتصام ساحة رابعة العدوية في تناقض تام مع العقيدة الإسلامية التي تجزم بأن محمدا عليه الصلاة والسلام هو آخر الأنبياء. وكان مثيرا للاستغراب أن ينزعج بعض قادة حزب النور من الأثر الإيجابي الذي أحدثه تعليق أدلي به المسلم الحق نادر بكار في قناة الحياة علي مشهد جموع الشعب التي أبهرت العالم مرة أخري. فالشجاعة التي انطوي عليها ذلك التعليق هي الطريق إلي وأد الفتنة التي يسعي بعض قادة الإخوان إليها, وليس الخضوع لابتزازهم والخوف من الاتهامات الباطلة التي يتعرض لها حزب النور وجمعية الدعوة السلفية0 وبدون التهوين عن هذا النوع من الابتزاز والأذي الذي يصيب من يتعرضون له, فالمنتظر من قادة القوي السلفية الرئيسية الذين عرفوا حقيقة المهيمنين علي الإخوان أن يعملوا علي أساس أن درء المفسدة مقدم علي جلب المصلحة.

    وفي إمكانهم بالفعل أن يقوموا بدور رئيسي سيجازيهم الله عليه خيرا وسيحفظه لهم الشعب, إذا حسموا موقفهم المتردد والمذبذب علي نحو يؤكد لبعض قادة جماعة الإخوان الذين يتوسلون الفتنة أنه لا جدوي من محاولاتهم, ويشجع اخرين في هذه الجماعة علي أخذ زمام المبادرة وتصحيح الأوضاع فيها والمشاركة في العملية السياسية الجديدة وفق ضمانات كافية. هذا هو ما ينتظره المصريون من قادة حزب النور والدعوة السلفية.


    -----------------

    السيسي‏:‏ المصريون لن ينسوا لأمريكا أنها أدارت ظهرها لهم نلتزم بخريطة الطريق‏..‏ وندعو واشنطن باستخدام نفوذها لدي الإخوان




    واشنطن ـ أ‏.‏ ش‏.‏ أ ـ رويترز‏:‏











    انتقد القائد العام للقوات المسلحة المصرية الفريق أول عبدالفتاح السيسي أمس‏,‏ الرد الأمريكي علي الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي بشدة‏.


    متهما إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بعدم احترام الإرادة الشعبية المصرية, وبتقديم دعم غير كاف وسط التهديدات بوقوع حرب أهلية.

    وقال السيسي في مقابلة نادرة أجرتها معه صحيفة واشنطن بوست الأمريكية ونشرتها علي موقعها الإلكتروني: لقد تركتم المصريين. وأدرتم ظهركم لهم, ولن ينسوا لكم ذلك, متسائلا: أتريدون الآن مواصلة إدارة ظهركم للمصريين؟

    وأعرب السيسي أيضا عن الإحباط الشديد من أن الولايات المتحدة لم تكن أكثر حماسا لتبني أسباب إطاحته بمرسي. وأشارت الصحيفة إلي أن السيسي, ككثير من المصريين الموالين للجيش, بدا غاضبا من عدم تأييد الولايات المتحدة بشكل كامل لما وصفه بـ شعب حر ثار ضد حكم سياسي غير عادل. وقال وزير الدفاع المصري, إن نظيره الأمريكي تشاك هاجل يتصل به يوميا تقريبا لكن أوباما لم يتصل منذ الإطاحة بمرسي. وأضاف أن الولايات المتحدة تمتلك الكثير من النفوذ والتأثير علي جماعة الإخوان المسلمين, موضحا أنه علي الإدارة الأمريكية أن تستخدم هذا النفوذ في حل النزاع. مشددا علي أن الانتخابات ستمضي قدما كما هو مقرر, ورحب بمشاركة المراقبين الدوليين.

    وبسؤاله عما إذا كان يعتزم الترشح لمنصب الرئيس كما سبق وفعل قادة عسكريون, أشار السيسي إلي أنه لن يقوم بذلك قائلا إنني لست طامعا في سلطة, لكن بعد إلحاح في السؤال لم يصل السيسي إلي حد استبعاد الإمكانية. واختتم السيسي قائلا: إن الإنجاز الأهم في حياتي هو التغلب علي هذا الظرف لضمان عيشنا بسلام والاستمرار في خارطة الطريق والتمكن من إجراء الانتخابات القادمة بدون أن تسيل قطرة واحدة من الدماء المصرية, وأضاف أنه عندما يحبك الشعب, يكون هذا أهم شيء بالنسبة لي. وعلي جانب أخر, قالت وزارة الدفاع الأمريكية( البنتاجون), إن السيسي أبلغ الولايات المتحدة أمس, أن القيادة المصرية الجديدة تعمل من أجل تحقيق مصالحة سياسية.

    وأوضحت أن السيسي أدلي بهده التصريحات خلال مكالمة هاتفية مع وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل. وعبر هاجل خلال المكالمة عن قلقه من العنف في مصر بعد الإطاحة بالرئيس مرسي.

    وقال جورج ليتل المتحدث باسم البنتاجون, إن هاجل حث السيسي علي دعم عملية سياسية لا تقصي أحدا موضحا, أن الفريق أول السيسي أكد لوزير الدفاع هاجل أن السلطات المصرية تعمل باتجاه عملية مصالحة سياسية وأن القيادة المصرية ملتزمة بخارطة الطريق التي ستقود إلي إجراء انتخابات ووضع دستور في مصر


    ---------------------

    رؤية استراتيجية لحل الأزمة الراهنة





    السيد يسين







    السؤال الرئيسي الذي ينبغي أن نطرحه هو هل يواجه المجتمع المصري الآن أزمة تحتاج إلي حلول إبداعية رشيدة؟




    الإجابة هي نعم علي سبيل القطع. ولكن قبل أي حديث عن مبادرات تطرحها مجموعات من أنصار جماعة الإخوان المسلمين وتقوم علي أساس فرض مستحيل التطبيق وهو عودة الرئيس المعزول د. محمد مرسي لتسلم مهام منصبه وتفويض سلطاته لرئيس وزراء متفق عليه, علينا أن نشخص أسباب الأزمة تشخيصا يحيط بأسبابها العميقة ولا يقف عند أسبابها الظاهرة.

    ولكنني قبل أن أشرع في هذا التشخيص لا أستطيع أن أخفي دهشتي الشديدة من المبادرة التي طرحها عدد من المثقفين والناشطين السياسيين وكلهم بلا استثناء شخصيات مرموقة ومحترمة, والتي تريد بكل خفة وبساطة- إعادة عقارب الساعة إلي الوراء, وتلغي الدلالات الكبري لموجتين ثوريتين لا سابقة لهما في التاريخ المصري الحديث وربما في التاريخ العالمي.

    الموجة الثورية في30 يونيو والتي كانت استجابة شعبية فاقت كل التصورات لحملة تمرد التي وقع علي استماراتها ملايين المصريين, وضمت كل الأطياف السياسية والطبقات الاجتماعية للشعب المصري لإسقاط حكم جماعة الإخوان المسلمين, والموجة الثورية الثانية في26 يوليو2013 استجابة لنداء الفريق أول السيسي لإعطائه تفويضا للقضاء علي العنف والإرهاب.

    والواقع أن حكم الإخوان المسلمين تحول في فترة قصيرة من حكم ديموقراطي أقام شرعيته علي أساس نتائج صندوق الانتخابات البرلمانية والرئاسية إلي حكم استبدادي صريح. فقد تتالت القرارات الجمهورية المعيبة التي نقضتها في غالبيتها العظمي المحكمة الدستورية العليا ومحاكم القضاء الإداري, وكانت قمتها بلا شك الإعلان الدستوري الذي أعلنه الدكتور مرسي وأعطي لنفسه فيه سلطات مطلقة. لن نتحدث عن محاولات أخونة الدولة وأسلمة المجتمع, لأنها تحتاج إلي توثيق دقيق لمحاولات الجماعة الزج بكوادرها في كل مفاصل الدولة العميقة, ليس علي أساس الكفاءة ولكن علي أساس الولاء.

    ولم يكتف حكم الإخوان بالإستحواذ الكامل علي السلطة, والإقصاء الشامل لكل الأحزاب السياسية المعارضة عن دائرة صنع القرار, ولكن رئيس الجمهورية المعزول دخل في صراعات عنيفة مع مؤسسات الدولة الرئيسية. دخل في خلاف جوهري مع القوات المسلحة حول اعتبارات الأمن القومي, ودخل في صراع عقيم مع المؤسسة القضائية بالعزل غير الشرعي للنائب العام والتعيين الباطل لنائب عام جديد يأخذ تعليماته علي غير ما ينص القانون- من رئيس الجمهورية مباشرة, وهو التعيين الذي أبطلته محكمة النقض لمخالفته لقانون السلطة القضائية. ودخل الحكم الإخواني في معركة عنيفة ضد الإعلام, سواء بمحاصرة الحشود السلفية الحازمية لمدينة الإنتاج الإعلامي لترويع الإعلاميين وإرهابهم, أو في التهديد بغلق قنوات تليفزيونية تنتقد نظام الحكم الإخواني بعنف ولكن عن حق.

    وكانت المعركة الخاسرة الأخيرة- قبل السقوط النهائي- مع المثقفين والفنانين بتعيين وزير إخواني من خارج دائرة القادة الثقافيين المعترف بهم, والذي بدأ عصره التخريبي غير الميمون بإقالة كل قيادات وزارة الثقافة تمهيدا لأخونة الوزارة.

    ومن هنا لا أدري كيف تجاهل أصحاب المبادرة أن الانتفاضة الثورية في30 يونيو كانت في حقيقتها حكما شعبيا لا راد له يقضي بإسقاط حكم الإخوان, وإعلانا جهيرا بالفشل السياسي لهذا الحكم الذي خلط خلطا معيبا بين الدين والسياسة, وعجز قادته عن إدارة الدولة لأنها كانت أكبر بكثير من قدراتهم المتواضعة, وفشلت وزاراته في مواجهة المشكلات الجماهيرية.

    كيف بعد ذلك يدعو أصحاب المبادرة لعودة الدكتور محمد مرسي مرة أخري إلي منصبه كرئيس للجمهورية وإن كان منزوع الصلاحيات؟ وكيف يظنون أن المسألة بكل بساطة تتمثل في إجراء الانتخابات البرلمانية والتبكير بانتخابات رئاسية؟

    ألا يعد هذا التوجه استهانة كاملة بالإرادة الشعبية التي أعلنت رفضها لجماعة الإخوان المسلمين, سواء في سياساتها أو في عقيدتها المتطرفة التي سعت من خلالها إيهام المواطنين أنها وحدها تمثل الإسلام؟

    وألا تعد هذه المبادرة إهدارا للدعم الوطني الذي قدمته القوات المسلحة للشعب حين تبنت مطالبه وقامت بعزل رئيس الجمهورية المستبد الذي وجهت له قبل ذلك انذارات متعددة بضرورة أن يقوم بلم الشمل السياسي, ووضع خارطة طريق واضحة تمام الوضوح وقصيرة زمنيا, لوضع دستور وإجراء انتخابات رئاسية؟

    لم يشأ أصحاب المبادرة وكلهم مثقفون مرموقون محسوبون علي تيار الإسلام السياسي أن يعترفوا صراحة بالسقوط التاريخي لدعاة المشروع الإسلامي الغامض الملامح, والذي يستند إلي مجموعة من الأوهام. وليس أدل علي ذلك من أن ملامحه البارزة كما صرح بذلك الدكتور بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين بعد حصول حزب الحرية والعدالة علي الأكثرية في انتخابات مجلسي الشعب والشوري- أنه يبدو أن حلم الشيخ حسن البنا في إقامة الخلافة الإسلامية قارب علي التحقق!أي خلافة إسلامية؟ وكيف يمكن إقامتها في ظل الظروف الدولية والإقليمية والمحلية السائدة؟ وكيف تقبل جماعة الإخوان المسلمين ببساطة تحول مصر إلي مجرد ولاية من ولايات الخلافة, والتي لن تكون القاهرة عاصمتها ولكن القدس؟

    وكيف يفكر قادة الجماعة حين يصرحون بأن خطتهم هي الوصول في النهاية إلي أستاذية العالم! ما هذا الإدعاء الفارغ من قبل جماعة دينية مفلسة فكريا, لا تمتلك أي مشروع متكامل كما ظهر من تخبطها الشديد حين هيمنت علي الحكم في مصر؟ ومن هنا لابد لنا لو أردنا حل الأزمة- من تشخيصها تشخيصا دقيقا.

    وبداية يمكن القول إن الخلط المعيب بين الدين والسياسة كان هو مصدر الخلل الجسيم في البنية الفكرية لجماعة الإخوان المسلمين. ونستطيع بناء علي نظرة مقارنة- التأكيد أن الدول الأوروبية المعاصرة لم تتقدم إلا بعد أن فصلت فصلا قاطعا بين الدين والسياسة. وهذا الفصل لا يعني علي وجه الإطلاق الفصل بين الدين والمجتمع, لأنه بإجماع العلماء الاجتماعيين من بين الأنساق القيمية الأساسية في كل المجتمعات, سواء منها التي تنطوي تحت لواء اليهودية أو المسيحية أو الإسلام.

    والدليل علي ارتباط التقدم بهذا الفصل الضروري من الدين الذي له وسائله الخاصة, والسياسة لها آلياتها المتميزة أن كل المحاولات المعاصرة لإقامة دول دينية علي أساس تطبيق ما يطلقون عليه الإسلام- حسب تأويلاتهم- فشلت فشلا ذريعا. وهكذا يمكن القول إنه إن لم نتخذ من الإجراءات السياسية والدستورية القانونية ما يلزم للفصل بين الدين والسياسة لن يتاح لبلادنا أن تتقدم.

    غير أن هناك مشكلة أخري لا تقل جسامة وهي أن سوءات الديمقراطية النيابية التقليدية ظهرت في التطبيق وخصوصا في تشبث جماعة الإخوان المسلمين بالصندوق فقط دون قيم الديمقراطية الأساسية, مع أن الصندوق مجرد آلية لا يمكن بالاستناد إليها فقط ممارسة الاستبداد السياسي استنادا إلي أكثرية مزعومة أو أغلبية افتراضية.

    ومن هنا يمكن القول إننا نحتاج إلي إبداع سياسي لكي نرتاد بخيال خلاق عالم ديمقراطية المشاركة الكفيلة بتصحيح العيوب الأساسية في بنية الديمقراطية النيابية التقليدية!
                  

08-04-2013, 07:37 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)

    . رضوان السيد


    الإصلاح وإخراج الدين من الصراع السياسي
    تاريخ النشر: الأحد 04 أغسطس 2013

    سمَّى الرئيس السابق محمد مرسي المشروع الذي ترشّح على أساسه للرئاسة قبل عامٍ ونيِّف "النهضة والإصلاح"، واحتجّ لذلك بآيةٍ من القرآن الكريم: "إنّ أُريدُ إلاّ الإصلاح". ويقوم المشروع في ظاهره على علائق "التكامُل بين الدين والدولة". وهي العلائق التي حكمت مسار حركة "الإخوان المسلمين" منذ مقولة حسن البنّا في الأربعينيات من القرن الماضي، والتي تذكر أنّ الإسلام دينٌ ودنيا، مصحفٌ وسيف! والمقولةُ جديدةٌ في تاريخ إسلام أهل السُنة، وفي تاريخ التجربة السياسية الإسلامية القديمة والحديثة. إذ إنها تعتبر الدين الركن الأول للدولة، التي ترمُز لها بالسيف. وقد تبلور ذلك في فكر "الإخوان" فيما بعد وسادَ من خلال أطروحة الحاكمية التي تعتبر السلطة السياسية في الإسلام شأناً دينياً أو إلهياً، لأنها تعتبر هدفَها تطبيقَ الشريعة، لكي تعودَ الشرعيةُ إلى عالم الدولة الذي فارقته بسقوط خلافة بني عثمان عام 1924!





    لقد رأيتُ في دراساتٍ لي صدر بعضُها قبل عقود، وصدر البعضُ الآخرُ بعد قيام الثورات العربية، أنّ هذا جديد تماماً على تفكير وممارسة السياسيَّين لدى المسلمين منذ العصور الوسطى المبكّرة. كان هناك بالطبع تداخُلٌ بين الممارستين الفقهية والسياسية، تجلّى في مثل مقولة الماوردي (450هـ) أنّ الإمامة هي نيابة عن النبوة في حراسة الدين وسياسة الدنيا. إنما لنلاحظ الفرق بين الحراسة والسياسة. فالحراسةُ رعاية وصَون، بينما السياسة صناعة وإنشاء، كما هو شأنُ الدولة ومهامّها في إدارة الشأن العام. وقد كان التحدي لدى المسلمين في القرون الثلاثة الأولى لقيام التجربة السياسية الإسلامية هو العكس مما درج الإسلاميون على اعتباره، أي استقلال الدين عن الدولة أو عن الشأن السياسي. إذ إنّ السلطات في عالم الإسلام بعد الراشدين، حاولت دائماً الاستنصار بالدين واستتباعه لتثبيت سطوتها وسيطرتها، ولكي تستخدمَ الدين في الصراع السياسي ضدَ المعارضين، وتصويرهم دائماً بأنهم خارجون على الدين عندما يختلفون مع السلطات القائمة على أيّ أمرٍ من الأُمور. وقد تجلَّى ذلك بوضوح في ذهاب الخليفة العباسي المأمون للقول بخلق القرآن، ومحاولة فرض هذه المقولة على العلماء والفقهاء باعتبارها جزءًا من الاعتقاد الذي من حقّ الدولة الحسمُ فيه أيضاً صحةً أو بطلاناً كما هو شأنها في المسائل السياسية! وقد وقف الفقهاء والمحدّثون في وجه الخليفة، الذي اضطهدهم ولاحقهم وسجن أو قتل بعضهم، وبرز من بينهم الإمام أحمد بن حنبل (241هـ) الذي ظلَّ يدخل إلى السجون ويُضرب ويخرج ويُمنع من التدريس فيما بين 218 و233هـ. وكانت وجهةُ نظر أحمد التي صارت هي وجهةُ نظر أهل السنة جميعاً هي أنّ الشأن الدينيَّ مستقلٌّ عن الشأن السياسي، وأنه ليس من حقّ السلطة السياسية فرض أمرٍ في الاعتقاد الديني، كما أنه ليس من حقّ العلماء والفقهاء فرض أمر باسم الدين في الشأن السياسي. وقد مثَّل إطلاق سراح أحمد بن حنبل عام 233هـ انتصاراً لمقولة استقلال الدين عن الشأن السياسي، واستقلال أو انفصال إدارة الشأن العام عن الشأن الديني. ويريد بعض المفكرين اعتبار تلك "القسمة" ليس انفصالاً، بل هي تقسيم للعمل بين مجالين ديني وعامّ أو سياسي. فالدين يتناول الاعتقادات والعبادات والأخلاق، ونحن نعلم أنّ الفقهاء تولَّوا إضافةً لذلك التشريع الفقهي، أو الاجتهاد للنظام القضائي-


    بينما تولَّى أولو الأمر سائر أجزاء المجال الشاسع لإدارة الشأن العام في الإدارة الداخلية، والتولية والعزل، وقسمة الفيء (الشأن المالي)، وقضايا الحرب والسلم والعلائق مع الأُمَم والدور الأُخرى. وهذا التمييز أو الانفصال بين المجالين لمصلحة كلٍ منهما، ظلّت فيه تداخُلات بين الشأنين، مثل الرمزية أو المرجعية العامة، ومثل من يمتلك سلطة التشريع، ومثل مَنْ يملك حقَّ استيفاء الزكاة، ومثل من يتولى محاكمة المعارضين السياسيين، ومثل من يتولى إدارة الأوقاف: النظام السياسي أم النظام القضائي... الخ. بيد أنّ الطبيعة المدنية للنظام السياسي عادت فبرزت بشكلٍ أوضح في الجدال بين السُنة والشيعة في القرنين الرابع الخامس للهجرة، أي الحادي عشر والثاني عشر للميلاد. فقد قالت الشيعة بأنّ الإمامة شأنٌ دينيٌّ، وأنّ الله سبحانه ورسوله جعلا السلطة السياسية في الأئمة الإثني عشر من سلالة علي بن أبي طالب رضي الله عنه. وعلى ذلك ردَّ كلّ المتكلمين والفقهاء السنة في القرنين السالفَي الذكر عندما ذهبوا إلى أنّ الإمامة ليست ركناً من الدين، وليست شأناً تعبدياً، بل هي شأن مصلحي وتدبيري واجتهادي، وتعتمد على الاختيار من الأمة والاصطلاح عليها من جانب جماعة المسلمين!

    وما أُثير نقاشٌ حول طبيعة الدولة والسلطة السياسية بعد ذلك، وبخاصةٍ أنّ الإثني عشرية قالوا بغيبة الإمام، كما أنّ الإمامة الإسماعيلية الفاطمية سقطت في القاهرة في القرن السادس الهجري. إنما في مطلع القرن العشرين تجادل فرح أنطون مع الشيخ محمد عبده (1905) مفتي مصر بشأن مدنية السلطة. فقد اعتبر فرح أنطون أنّ هناك خلطاً بين الدين والسلطة السياسية في عالم الإسلام، وأنّ الفصل ضروريٌّ كما حصل في أوروبا من أجل التقدم. وردَّ عليه محمد عبده بأنّ السلطة مدنية في الفكر والتاريخ في التجربة الإسلامية، ولا داعي لاصطناع إشكالية ثم محاولة حلّها، لأنّ الواقع يختلف اختلافاً شاسعاً بين عالمي الحضارة الإسلامية، وما كان عليه الأمر في أوروبا العصور الوسطى بين البابا والإمبراطور! وعندما اعتبر بعض الشيوخ إلغاء الخلافة عام 1924 مصيبةً على الإسلام، ردَّ عليهم الشيخ علي عبد الرازق (1925) تلميذ محمد عبده بأنّ السلطة في الإسلام مدنية، وأنّ النظام السياسي ليس وحياً إلهياً، بل هو عمل سياسي من جانب جماعة المسلمين، وما كان تاريخ الخلافة في أكثر عصورها تاريخاً مجيداً ولا داعي للعودة إليها!

    اعتبر الإحيائيون المسلمون المتحولون إلى حزبياتٍ دينيةٍ سياسية الشأن العامَّ إذن شأناً دينياً. وتصارعوا طويلاً مع الدولة الوطنية الناشئة في حقبة ما بين الحربين، وبعد الحرب الثانية. وقد كان الجمهور العربي مع الدولة الوطنية، دولة الاستقلال. ورغم التحشيد الديني الشديد ما استطاع الشيخ حسن البنا الفوز بمقعدٍ نيابيٍّ في الأربعينيات. ثم استولى العسكريون العرب على السلطة في دولٍ عربيةٍ رئيسية، بدعوى تحقيق ما لم تستطع "السلطات البورجوازية" تحقيقه في حقبتها القصيرة لجهات التحرير والتوحيد والتنمية والعدل الاجتماعي. بيد أنّ فشل العسكريين في تحقيق البرامج، وهزيمة العام 1967، حوًَّلهم إلى ديكتاتوريات تعتمد القمع بالداخل، ومساومة الجهات الدولية والتصافُق معها من أجل البقاء في السلطة. وهنا جاءت فرصة الأحزاب الدينية التي استولت على أمزجة المهمَّشين، والشباب الثائرين على القمع والملاحقة. وعندما أثير في وجهها ملفّ مدنية الدولة أو دينيتها من جديد، غيَّرت الموضوع وذهبت إلى أنّ الصراع صراع بين الإسلام والعلمانية. وما واجَهَها أحدٌ من المثقفين المتحشدين من حول الأنظمة القائمة بأنّ المشكلة ليست في الدين أو معه، بل هي مع سوء إدارة الشأن العام. فالحلُّ للمشكلة يكون بالعودة إلى الناس لإقامة سلطاتٍ مدنيةٍ ديمقراطية. والتصدي سياسياً لكلّ المشكلات الداخلية والعربية العامة التي أهملتها سلطات الطغيان والفساد. أمّا اعتبار مشكلتنا مشكلةً دينيةً لا حلَّ لها إلاّ بالحاكمية وتطبيق الشريعة؛ فإنه يعني أنّ الدين الآن ناقصٌ، وأنه لا يكتمل إلاّ بوصول الإسلاميين للسلطة، وهذا أمرٌ غريبٌ يجعلُ من الإخوان والجهاديين انشقاقاً في قلب الإسلام. فالله سبحانه وتعالى يقول لنا: "اليوم أكملتُ لكم دينكم وأتممتُ عليكم نعمتي، ورضيتُ لكم الإسلامَ دينا" وهم يقولون لنا إنّ المجتمعات أو السلطات غافلةٌ أو كافرةٌ، وهم يريدون الوصول إلى السلطة لإعادة الشرعية والمشروعية بإعادة الشريعة إلى الدولة!

    إنّ حكم الإصلاح، أو إصلاح إدارة الشأن العام الذي قامت من أجله الثورات العربية، لا يقوم إلاّ بإخراج الدين من بطن الدولة، ومن قلب الصراع السياسي. والتفرغ بالفعل للمشكلات السياسية والتنموية والعربية العامة، بدلاً من الالتهاء الخادع باستكمال تطبيق الدين من أجل استكمال أو استعادة الشرعية! وليكن فشل حكم الإخوان عبرةً لكلّ معتبر. فإدارة الشأن العام ما شهدت فساداً وفوضى مثلما شهدتْهُ في عهدهم القصير. وقد ظلموا الإسلام حينما استظلُّوا بمظلّته للوصول إلى السلطة، وكلّفوه بما لا يُطاق عندما وضعوه في موضع المسؤولية عن فشلهم هم. إنّ شعار الشرعية والشريعة أو الشرعية بالشريعة، هو شعارٌ ظالمٌ لمجتمعاتنا، وظالمٌ لديننا، وظالمٌ لمستقبل أمتنا شباباً وشِبباً.



    ---------------



    نشر خطة اقتحام رابعة والنهضة:
    السماح بالخروج ومنع الدخول وقنابل غاز ومياه وانزال كوماندوز

    حسنين كروم
    August 1, 2013


    القاهرة ‘القدس العربي’

    أبرز ما في صحف مصر امس كان تكليف مجلس الوزراء وزير الداخلية فض الاعتصام في رابعة العدوية وتمثال نهضة مصر، تنفيذا للتفويض الشعبي بالقضاء على الإرهاب، بينما تفاصيل خطة الداخلية نشرتها بعض الصحف كتوقعات، ورأى ان هناك تسريبات أمنية لإثارة ذعر المعتصمين ودفعتهم للفرار من الآن، والخطة هي، السماح للخروج، ومنع الدخول ومحاصرة الإمارتين، واستخدام قنابل الغاز المسيلة للدموع، ومدافع المياه بكثافة، وانزال قوات كوماندوز بواسطة الهليكوبتر وسطهم للقبض على المطلوبين وشل الذين يمتلكون أسلحة، لكن لم يتم تحديد موعد لبدء العملية، لترك وقت معقول أمام من يريد الهرب بحجة قضاء العيد مع أهله وعمل كحك العيد وتوزيع زكاة الفطر التي حددها المفتي الدكتور شوقي علاء بستة جنيهات قيمة اثنين كيلو وأربعين غراما من القمح، عملا بفتوى الإمام أبو حنيفة بتفضيل النقود على السلع.
    وأحالت النيابة كل من مرشد الإخوان محمد بديع ونائبه الأول خيرت الشاطر والدكتور رشاد بيومي إلى محكمة الجنايات، واتهامهم بالتحريض على قتل ثمانية مواطنين أمام مقر الجماعة في المقطم، كما أصدرت محكمة جنح مستأنف الدقي حكماً بحبس رئيس الوزراء السابق الدكتور هشام قنديل سنة مع الشغل لرفضه تنفيذ حكم قضائي بإعادة شركة طنطا للكتان الى ملكية الدولة. وإلقاء القبض على الإخواني ريد شوقي مبروك، في الإسماعيلية لارتدائه الكفن وإطلاق الخرطوش على الناس، كما ذكرت ‘اليوم السابعand#8242;.
    واستماع النيابة لأقوال كل من اللواء أسامة الصغير مدير أمن القاهرة واللواء اشرف عبدالله قائد الأمن المركزي في ما يعرف بمذبحة الكوبري، وأكدا ان الشرطة لم تستخدم الرصاص أبداً، وواصل الإخوان مسيراتهم في بعض المدن للمطالبة بإعادة الرئيس السابق الدكتور محمد مرسي.
    كما اتهم زميلنا والكاتب الإسلامي الكبير فهمي هويدي في مقاله امس بـ’الشروق’ تعرض الجريدة الى حملات ترهيب، وقال ان الجريدة تلقت اكثر من رسالة تهديد إذا استمرت في سياستها الراهنة واقترن التهديد بوعيد يعرف المشتغلون بالمهنة وخبراء الإدارة ان أساليب السلطة في تنفيذه متعددة وتتراوح بين الضغوط المالية والإدارية والضريبية، وبين تلفيق التهم، كما استمر الاهتمام بزيارة مفوضة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كاترين اشتون ومقابلتها لمرسي، والوفد الافريقي، وزيارة وفد أمريكي قادم، وإجازة العيد التي ستبدأ من الخميس القادم وحتى الأحد، واعتقد انه سيتم خلالها فض الاعتصام في رابعة والنهضة لإخراج المعتصمين للاستمتاع بقضاء اجازته بين أهاليهم.
    وإلى شيء من أشياء كثيرة عندنا:

    خطة الداخلية لاخلاء رابعة ونهضة مصر

    كشفت مصادر أمنية خاصة لـ’الوفد’ جوانب من خطة الداخلية لفض اعتصامي رابعة والنهضة، والتي تمثلت في عدة مراحل تبدأ بتوجيه الانذارات عبر القنوات الفضائية، ومكبرات الصوت، لسرعة فض الاعتصام خلال ساعات محددة، كما تتضمن الخطة عملية تطويق أمني تبدأ من نهايات شوارع الاعتصام مثل الطيران والنصر، يتم من خلالها منع دخول أي إمدادات من طعام أو شراب للمعتصمين، مع إصدار تحذيرات متكررة للمعتصمين بفض الاعتصام، دون اللجوء للقوة، وكذلك منع الأفراد من الدخول وغلق كافة الطرق المؤدية الى هناك، مع التنسيق مع وحدات البحث المختلفة وأجهزة المرور، وعناصر من القوات المسلحة بمنع توافد المعتصمين من المحافظات الى الاعتصامين، وكذلك زرع كمائن أمنية متحركة، لرصد أي تحركات أو إمدادات خاصة بتواجد أي أسلحة مخبأة أو تحركات تحرض على الشغب والعنف.
    كما تتضمن الخطة صدور انذارات كل 6 ساعات الى المعتصمين، قبل تفعيل باقى الخطة، والتي تتضمن استخدام مدافع المياه، بكثافة، واستخدام القنابل المسيلة للدموع فى حالة اللجوء للعنف، مع القبض على كافة العناصر التي تهاجم القوات، والسماح لباقي المعتصمين بالخروج حسب رغبتهم، مع تفادي اللجوء للعنف ضد السيدات والأطفال، كما تتضمن الخطة في مراحل أولية قبل بدايتها عزل اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، عن محيط مدينة نصر بالكامل، وعدم السماح بتجول اي قناة فضائية خاصة ببث الأحداث، والسيطرة على وحدات البث المستولى عليها من التليفزيون المصري، قبل 30 يونيو، والتي تستخدم لبث الاعتصام في رابعة، وتبث من خلالها قنوات مختلفة، وتشير الخطة إلى احتمالات حدوث مواجهات مع المعتصمين، تستغرق عدة ساعات، لا يستخدم خلالها سوى القنابل المسيلة للدموع، وأسلحة الرصاص المطاطي، لتجنب وقوع أي ضحايا، وكذلك استعدادات الوحدات الخاصة بمكافحة الارهاب للقبض على مثيري الشغب، مع انتشار وحدات من الأمن المركزي للتمركز في المواقع التي يتم فضها، بالاشتراك مع عناصر القوات المسلحة بتلك المواقع، والقبض على أي شخص يحاول مهاجمة المواقع الشرطية، كما كشفت المصادر الأمنية أن الأجهزة الأمنية ستقوم بفض اعتصام ميدان النهضة أولا، ثم ميدان رابعة العدوية، وربما يتم فض الاعتصامين في وقت واحد، يتم تحديده بساعة الصفر المقررة، وذلك في وقت غير أوقات الذروة للمعتصمين، تجنبًا لوقوع أي أحداث دامية خلال عمليات الفض، كما تقرر الاستعانة بوحدات من الكلاب البوليسية الخاصة بالبحث عن المفرقعات خلال الخطة الموضوعة، وغالبًا ما ستكون في بداية عمليات الفض’.

    ‘عقيدتي’: مذبحة الكوبري البشعة
    عرت الكثير ممن أيدوا الانقلاب

    وإلى ردود الأفعال على المذبحة التي حدثت عند كوبري أكتوبر، وقد واصل الدكتور الشيخ محمد المختار المهدي عضو مجمع البحوث الإسلامية والأستاذ بجامعة الأزهر والرئيس العام للجمعية الشرعية للعاملين بتعاون الكتاب والسنة في كل مقالاته بجريدة ‘عقيدتي’ على دعم سياسات الإخوان قبل الإطاحة بهم، ثم واصل هروبه بعد ما حدث لهم، ليكتب عن كليات الحقوق وغيرها من موضوعات على طريقة أنج عمرو فقد هلك سعيد، لكن زميلنا في ‘عقيدتي’ أحمد شعبان كان له موقف أكثر صلابة وانسجاما، رغم أي اتفاق أو اختلاف معه، قال يوم الثلاثاء:
    ‘هذه المجزرة البشعة عرت الكثير ممن أيدوا الانقلاب على الشرعية وأحرجتهم وجعلتهم يدافعون عنه حتى ولو على حساب الشهداء من أبناء هذا الوطن، أبناء ثورة 25 يناير التي ينكرونها الآن، ولا يعترفون إلا بمظاهرات 30 يونيو وعلى رأسهم شيخ الأزهر الذي أيد الانقلاب، ومنحه صيغة شرعية، تحية وتقدير لكل شهيد سقط في هذه المذبحة مدافعاً عن الشرعية’.

    ‘الشعب’: على جثثنا أيها القيصر!

    وإلى ‘الشعب’، لسان حال حزب العمل الجديد، المتحالف مع الإخوان ويرأس الحزب وتحرير الجريدة زميلنا وصديقنا مجدي أحمد حسين، حيث واصلت حملاتها الشعواء ضد السيسي والثورة التي أطاحت بمرسي والإخوان، ونشرت عمود – مرور الكرام، لزميلنا في ‘الشروق’ وأحد مديري تحريرها، وائل قنديل والذي أعلنت الجريدة يوم الاثنين أنها لم تنشره هو وعمود – بلا حدود – الذي يكتبه أحمد منصور، وبينما عاد منصور لاستئناف عموده يوم الثلاثاء – فان وائل لم يستأنفه، وقالت الجريدة في أسباب منعها العمودين يوم الاثنين بأنها بناء على رأي المستشار القانوني للجريدة، المهم أن وائل اختار عنوانا للعمود هو – على جثثنا أيها القيصر – ولم يكن مفهوماً هل هو شعر أم نثر، أم مرثية أو أغنية، لأن فيه جملاً على وزن ما جاء في أغنية المطرب اللبناني، محمد سلمان، التي يقول فيها، لبيك علم العروبة كلنا نبغي الفدا، لبيك واصنع من جماجمنا عزك، لأن وائل قال:
    ‘اشرب نخب سلطتك من جماجم شعبك’.
    ثم سأل السيسي: هل أعجبك المذاق؟ رغم أن الجماجم لم يكن فيها سائل يمكن شربه، وكان عليه أن يقول مثلا، اشرب دماء شعبك، ثم يسأله ان كان مذاقها اعجبه، وان كان السيسي لم يشرب لأنه صائم، اللهم إلا إذا كان قد فعلها بعد مدفع الإفطار، بقوله، اللهم اني لك صمت، وعلى دم شعبي أفطرت، ابتلت العروق، إلا انه صحح الموقف قبل نهاية المقال، بقوله:
    ‘اشرب أيها القيصر وقل لي:
    هل اعجبك طعم دم شعبك؟’.
    وعلى السيسي أن يكون صريحاً ويجيب، كما ان وائل قال متأثراً بأغنية محمد سلمان: اصنع من جلودنا وعظامنا خشبة لمسرحك.

    شاعر سعودي: يا بائع مصر وعزتها

    أي اننا لم نقرأ شعرا ولا نثراً صريحاً، بينما قرأنا قصائد واضحة في الصفحة السادسة عشرة المخصصة للشعر، ففي قصيدة للشاعر السعودي الدكتور عبدالرحمن العشماوي، بعنوان – شهداء النصب – قال في بعض أبياتها:
    قاتل مصر ومجرمها
    يا عابد وجه الدولار
    يا بائع مصر وعزتها
    أبشر بضياع وخسار
    مجزرة في شهر صيام
    مجزرة أشعل جذوتها
    في مصر ذيول الكفار.


    شاعر مغربي يقرأ للسيسي الفنجان:
    أمامك يا سيسي انتحار!

    أما الشاعر المغربي حسن بن عزيز بوشو فنشرت له الشعب قصيدة عنوانها – إلى خائن الأمانة والأمة متأثراً بقصيدة نزار قباني – قارئة الفنجان وغناء عبدالحليم حافظ عليهما رحمة ربك.
    ومما جاء فيها: جلست والخوف بعينيها تتأمل فنجاني المقلوب، قالت يا ولدي لا تحزن، فالحب عليك هو المكتوب يا ولدي، قد مات شهيدا من مات فداء للمحبوب.
    لكن عشماوي قلب فنجان السيسي وقال له:
    أمامك أيها السيسي انتحار
    وإلا فاعتذار أو فرار
    وبأن صنيعك المشؤوم عار
    فتب لله يا سيسي فربي
    سيرأف أن اتى منك اعتذار.
    ترللم، ترللم، رغم أن صوته لابد أن يكون أجشاً وخشنا ولا يمكن أن يكون في حلاوة وطلاوة صوت العندليب الأسمر.

    قصيدة ‘انتقاضة رابعة’

    أما ثالث قصيدة فكان عنوانها – انتقاضة رابعة كتبها من مصر عاصم أحمد محمد عوض، ومن أبياتها:
    سبح بأسماء النظم الفاني
    من عسكر وطوائف الشيطان
    وافق هوى الصلبان، حارب دعوتي
    واسبح مع التيار نحو هواني.

    ‘الشروق’: مواكب الشهداء
    والشهيدات تملأ جنبات مصر

    ونترك ‘الشعب’ الى ‘الشروق’ في نفس اليوم – الثلاثاء – وزميلنا ومقدم البرامج بقناة الجزيرة أحمد منصور، حيث جلس تحت عموده – بلا حدود – وأخذ يبكي وينتحب بصوت عال دون دمعة واحدة من أي عين من عينيه الاثنين، قال:
    وما من لوعة تؤلم النفس مثل لوعة الفراق لا سيما إذا كانت لولد بار أو والد حنون أو أم رؤوم أو زوج عطوف، أو أخ معطاء خدوم، وما يزيد اللوعة أن يكون الفراق قتلا، وما يحول اللوعة الى صدع في الكبد، ونيران في القلب أن تكون ممن وكل إليه حماية الناس وتوفير الأمن لهم، منذ أربعة أسابيع ومواكب الشهداء والشهيدات تملأ جنبات مصر، حضرها وباديتها، مدنها وقراها، نجوعها وكفورها، هؤلاء الشهداء الذين يقتلون كل يوم في المسيرات والتظاهرات وحتى الجنازات التي تملأ جنبات مصر منذ وقوع الانقلاب العسكري في الثلاثين من يونيو الماضي’.
    ‘التحرير’: لماذا يضحي الاخوان بمناصريهم؟

    وإلى الجميلة أنيسة عصام حسونة وقوله في ‘التحرير’ يوم الثلاثاء وكأنها ترد على منصور: ‘من يستطيع أن يقول اليوم، أياً كان انتماؤه الفكري أو انحيازه السياسي ان قلبه غير مثقل بالهم والألم حزنا على الأرواح المصري التي ما انفكت تتساقط من بسطاء الناس في مختلف أنحاء الجمهورية مسوقة الى هذا المصير المحتوم بدعاوى مغرضة تحريضية شريرة، تدعو لكراهية ابناء هذا الوطن لبعضهم البعض لأغراض دنيوية، ليست فقط زائلة، ولكنها ايضا نفعية بامتياز تسعى لخدمة أجندات سياسية شخصية تتعلق في جوهرها بالسلطة والنفوذ رغم محاولات بائسة للتمسح في الدين كذباً لإثارة مشاعر المواطنين المصريين المخدوعين لسلامة نيتهم في خطاب ديني زائف يريد التضحية بهم على مذبح أغراض جماعة الإخوان وحلفائها من الجماعات الجهادية والإرهابية الراغبة في السيطرة على جموع هذا الشعب’.
    إييه، إييه، وهكذا ذكرتني أنيسة، بارك الله فيها – بأخي الذي يتواجد في إمارة رابعة ويجاهد داخلها لا خارجها حتى لا يواجه مصير من خرجوا امام الحرس الجمهوري وعلى كوبري أكتوبر مثله في ذلك مثل صفوت حجازي الذي حرض على احتلال الكوبري وجلس داخل المسجد منتظرا النتائج.

    ‘الأهرام’: عبدالناصر والسيسي..
    المصريون يبحثون عن الزعيم

    وبالنسبة لعملية المقارنات بين خالد الذكر والسيسي، فقال عنها يوم الثلاثاء زميلنا في ‘الأهرام’ عزت عبدالمنعم: ‘المصريون يريدون وجهاً لم يغطه النفاق لا يتلاعب بالألفاظ أو العبارات من أجل أن يخدعهم ويدغدغ مشاعرهم الناس يتساءلون الآن، أين هذا الرجل الذي يستعيد صورة الزعيم التي افتقدها المصريون بعد غياب عبدالناصر والسادات؟ هل بات قدوم الزعيم قريباً أم سيواصل المصريون بحثهم من جديد عنه لتصنيع في غيابه معالم الطريق؟ وهل لو قدر لهذا الزعيم أن يظهر مع ثورة 25 يناير ألم يكن الحال قد تغير وعبرنا سنوات الضياع والتيه مع المرحلة الانتقالية أو مرحلة الأهل والعشيرة؟ هل آن الآوان أن يظهر الزعيم أم سيظل المصريون يبحثون عنه ويتخبطون في خطواتهم ويسلمون آذانهم لمجموعات حملة المباخر وأصحاب الحناجر والمتاجرين بكل شيء وأي شيء في سبيل غاياتهم والرافعين لشعارات النخب والفكر والمتلونين والمتمسحين بالدين’.

    ‘المصريون’: المشترك بين
    مرسي والسيسي وعبدالحكيم عامر

    لكن صاحنا السلفي هشام النجار رفض ذلك وهاجمه في نفس اليوم في ‘المصريون’ بقوله: ‘المشترك هنا في الاختبار لرجل في الحالتين من أهل الثقة عندما قام ناصر بترقية عبدالحكيم عامر الى رتبة لواء متجاوزاً كل أعضاء مجلس قيادة الثورة وعندما ظل مرسي أن الفريق السيسي قريب من الإخوان فوثق به فأسند إليه المهمة، كانت ترقية عامر وتوليه مسؤولية الجيش بداية الهزيمة حيث أصبح الرجل مسؤولا عن أكبر هزيمة يتعرض لها الجيش المصري في تاريخه ومن اختاره شريكاً في المسؤولية. مرسي الذي افتقد البعد العسكري وظن أن مدنياً خالصاً سيتمكن بسهولة من إحكام سيطرته على دولة معسكره حكمها العسكر لعقود طويلة وكان غير مطلع على ما يدور بالمطبخ العسكري معتمداً على من وثق به وعينه وسيتحمل وزر نكسته لأنه من اختاره’.

    ‘روزليوسف’ تحذر السيسي من النفاق

    ونظل في يوم الثلاثاء، ولكن بعد أن نتجه إلى جريدة ‘روزليوسف’ القومية وقول زميلنا أيمن عبدالمجيد محذراً السيسي من النفاق والعياذ بالله: ‘صناعة النفاق ينبغي ألا تكون رائجة في مصر بعد ثلاث موجات ثورية، بدأت 25 يناير للإطاحة بمشروع التوريث والفساد سعياً لتحقيق حرية وحياة كريمة ‘العيش، والعدالة الاجتماعية’ فزمرة حملة المباخر من الإعلاميين والساسة والحزبيين في عهد الرئيس المخلوع مبارك هم من زينوا للرئيس الأسبق سوء الخاتمة بدعمهم وترويجهم لمشروع توريث نجله جمال حكم مصر رغم انهم يعلمون شبه استحالتهم فقي ذلك الوقت ومبارك الذي كان له في قلوب المصريين احترام وتقدير وأنا ممن احترم تاريخه غير أن حملة المباخر واستجابته لهم وتفشي الفساد وتزايد آلام المصريين ثم عبارته المدمرة ‘خليهم يتسلوا’ وسط تصفيق المنافقين جعل كل ود وكل احترام يتآكل، الرئيس المعزول محمد مرسي لم يمهله المنافقون فرصة للتضخم بل سارعوا من خطواتهم لصناعة الإله والجميع يذكر هؤلاء الحالمين فهذا رأي له رؤيا يؤم الرسول – صلى الله عليه وسلم – في الصلاة وآخر يرى الرسول يقول أسقوا بل الرئيس محمد مرسي وغيرها من أضغاث النفاق ما أوحى للرجل بأنه مؤيد من السماء وتمترس في خندق الرفض لاي تنازلات سياسية قائلا: ‘من ولاني سيتولاني’ متناسياً أن الرسول الذي يوحي إليه من السماء كان يستشير أهلا لعلم في أمور إدارة شئون الحكم، وأخشى على مصر وعلى القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبدالفتاح السيسي صاحب النفوذ الأكبر في تسيير أمور الوطن الآن من حملة المباخر والمنافقين ولم لا وحملة صناعة الفرعون، قد بدأت.
    أعتقد أن الفريق السيسي نموذج لرجل ذكي يعلم أين يضع خطواته ويملك من خبرة رجل المخابرات ما يجعله يدرك صالح الوطن عليك أيها الفريق الذي لبى ملايين من الشعب ندائك ونزل الجمعة الماضية، أن تقدم لهم انجازاً ملجأ المصالحة الوطنية حلولاً سياسية قبل الأمنية’.

    هجوم ضد العوا لقوله ان حديث
    ‘خير أجناد الأرض’ ضعيف

    وأخيراً، إلى المعارك والردود، ومنها سخرية الطبيب والكاتب خالد منتصر من الاقتراحات التي قدمها صديقنا والفقيه القانوني والمفكر الإسلامي الدكتور محمد سليم العوا بسبب كلام له عن الجيش فقال عنه يوم الاثنين في ‘الوطن’: ‘د. سليم العوا الذي أعلن في نقابة الأطباء أمس الأول أن الحديث ‘خير أجناد الأرض’ حديث ضعيف وأنا لا أشكك في قدرة الرجل الفقهية والعلمية، والسؤال: لماذا الآن؟ هل لأن الجيش هو الذي ساعد على كشف الإخوان وكبح جماح خيانتهم وعمالتهم وتوحشهم وصار هو حجر العثرة الأخطر ضد تمكين الإخوان؟ دلوقتي حبكت يا دكتور عوا، عندما خدم المجلس العسكري رغباتكم كان النداء: ‘أؤمر يا مشير أنت الأمير’! وخرج بديع والعوا ومرسي والبلتاجي وصفوت يقولون ان الجيش المصري خير أجناد الأرض ساعتها كان هذا الحديث قوياً ومتوتراً وسنده متيناً ومتنه صادقا، ليست المشكلة ان الحديث ضعيف بل المشكلة أن بعض النفوس ضعيفة، وأهديكم في الختام هذه القصة الشهيرة التي استحضرها كثيرا هذه الأيام ذهب رجل إلى أحد الدعاة الحواة متسائلا عن كيفية تطهير حائط تبول عليه ######، رد عليه الشيخ قائلا: يجب ان يهدم ويبنى سبع مرات! فقال الرجل، وماذا إذا كان هذا الحائط هو الذي يفصل بيتي عن بيتك؟ فرد الشيخ بسرعة: قليل من الماء يطهره! لو عاش هذا الشيخ بيننا الآن لقال: ‘قليل من الخجل يطهره’.

    بعض طارحي ومخترعي المبادرات كانوا
    شركاء في الجرائم الدستورية والتشريعية

    أما زميلنا وصديقنا ورئيس التحرير التنفيذي لجريدة ‘اليوم السابعand#8242; أكرم القصاص، فقد اختار في نفس اليوم السخرية من اصحاب مبادرات حل الأزمة وإعادة مرسي ولو مؤقتاً فقال: ‘فوراً تتذكر المقولة الخالدة للدكتور محمد مرسي عن القرداتي يشتغل إيه بعد القرد ما يموت كلما رأينا ماسورة المبادرات التي ضربت من بعض السادة أصدقاء الجماعة ومستشاريها وأقاربها وكيف تحرك عدد المبادرات لدى عدد من كبار المطيباتية في محاولة لإنقاذ الإرهاب، المثير للهرش ان عددا من كبار طارحي ومخترعي المبادرات كانوا شركاء في الجرائم الدستورية والتشريعية والإعلاناتية وبعضهم كان مستشارا للدكتور مرسي ومكتب الإرشاد طوال عام حكمت فيه الجماعة بكل احتكار وفشل، رأينا مبادرات طرحتها أسماء مثل المستشار طارق البشري أو الدكتور سليم العوا ومعهم عدد من المدعين والمناورين.
    المثير للاندهاش ان هذه المبادرات لم تظهر ابدا أيام كان يمكن لها أن تفيد ناهيك عن انها تأتي متزامنة مع تحركات لجماعة الإخوان وقياداتها تستدعي التدخل الأجنبي ونرى في مصر ربما للمرة الأولى دعوات علنية لتقسيم البلد واستدعاء الجيوش الأجنبية وهو أمر لم نره من قبل إلا في العراق عندما تحالف عملاء المخابرات مع بوش واستدعوه لتدمير العراق وانتهى حكم مستبد لتبدأ العراق حكم الإرهاب’.

    إشادة بقناة ‘الجزيرة’ لمساندتها الثورة ضد مبارك

    أما آخر المعارك فستكون من نصيب زميلنا جمال سلطان رئيس تحرير ‘المصريون’، وكانت يوم الأربعاء دفاعاً عن قناة ‘الجزيرة’، ودفاعا عنها، قال:
    ‘استبد الغضب والجنون بإعلام مبارك وذيوله من عمق تأثير الجزيرة والمصداقية العالية التي حصلت عليها بين الثوار وبين الشعب المصري الذي ثبت مؤشرات تليفزيوناته على إشارة بثها وراح يتنقل عبر الإشارات كلما تلاعبوا بإشارة، وظهرت وجوه إعلامية شهيرة وهي تشتم قناة الجزيرة، وتصفها بالمتآمرة على مصر، والمحرضة على الفتنة والمشوهة للحقائق، حتى انتصرت الثورة وانتصرت رسالة قناة الجزيرة معها، وتحول مذيعوها ومراسلوها الى جزء لا يتجزأ من ملامح الثورة المصرية وشركاء في النصر.
    وبعد حوالي عامين ونصف، وفي مطلع يوليو 2013 وبعد قرار عزل الرئيس السابق محمد مرسي دشنت في مصر حملة واسعة لغلق قنوات تليفزيونية مؤيدة للتيار الإسلامي مع حملة غير مسبوقة من التشهير بالمؤيدين للرئيس المعزول والمدافعين عن شرعيته، وشاركت أكثر من عشرين قناة فضائية خاصة في تلك الحملة العنيفة مع قنوات التليفزيون الرسمي والصحف القومية التي حولت بوصلتها مائة وثمانين درجة من الولاء للإخوان الى الولاء للسلطة الجديدة، قناة واحدة فقط هي التي خرجت من القطيع واهتمت بنقل الوجه الآخر للأحداث وتابعت فعاليات ملايين المؤيدين للرئيس المعزول واعتصاماتهم في رابعة العدوية وميدان النهضة وميادين مصرية عديدة بالمحافظات، تلك هي قناة الجزيرة، فكان ان خرجت نفس الوجوه والأسماء التي سبقت الإشارة إليها في ثورة يناير 2011 لتهاجم قناة الجزيرة من جديد، وتصفها بالتآمر على مصر وتهديد أمنها والتحريض على الفتنة، وتقريباً تحمل الحملة الجديدة نسخة طبق الأصل من خطاب أنصار مبارك، ان الحملة العاتية على قناة الجزيرة الآن تمثل إهانة لمصر وإعلامها ورسالة بالغة السوء عن انهيار أخلاقيات المهنة وأن الثورة لم تصل بعد إلى الإعلام، ثقافة وقيماً، لقد وصم الإعلام المصري بالعار عندما تحرش صحافيون مصريون بمدير مكتب قناة الجزيرة وهو يغطي مؤتمراً صحافياً مشتركاً للجيش والشرطة وأجبروه على مغادرة المكان’.
    وجمال يشير إلى زميلنا عبدالفـــــتاح فايد، وكان مشـــهد خروجــــه من قاعة المؤتمر لا يمكن قبــوله تحت أي سبب خاصة طرح بعض الزميلات ضده، فكيف يتفق الجمال والرقة مع هذا القدر من العنف والصراخ؟

    .
                  

08-05-2013, 08:17 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)






    الداخلية تكثف إنذاراتها بترك ‘رابعة’ و’النهضة’.. وفشل محاولة احتلال مدينة الانتاج الإعلاميحسنين كروم
    August 4, 2013


    القاهرة – ‘القدس العربي’ أبرز ما نشرته الصحف المصرية الصادرة يومي السبت والأحد، كان الحديث الذي أدلى به السيسي لصحيفة ‘واشنطن بوست’، وهاجم فيه الإدارة الأمريكية صراحة، كما نشرت ‘الأهرام’ حديثا آخر مع رئيس الوزراء والقى صديقنا العزيز اللواء هاني عبداللطيف المتحدث باسم وزارة الداخلية بياناً آخر طالب المعتصمين في رابعة والنهضة بتركهما دون أي ملاحقة أو أذى، وواصل المتحدثون على المنصتين إبداعاتهم فأعلن الشيخ أحمد عامر، انه منذ اليوم لا بد من حرق الإعلام المصرية، ورفع علم لا إله إلا الله، أي علم القاعدة، فصاح الموجودون مهللين، الله أكبر، الله أكبر، وفي نهضة مصر قام أحد الخطباء ونقل خبرا خطيرا، وهو أن احدى المعتصمات، وضعت مولودا، فأسماه أبوه، معتصم، فصاحوا، الله أكبر، الله أكبر، وأصدرت منظمة العفو الدولية بيانا عن حدوث عمليات تعذيب داخل المنطقتين، كما استنكرت اليونيسيف الزج بالأطفال ووضعهم في مقدمة المظاهرات،
    هذا وقام الإخوان بمحاولة اقتحام مدينة الانتاج الإعلامي واحتلالها، فتصدت لهم الشرطة وألقت القبض على أكثر من ثلاثين بعد ان حطموا البوابة ودمروا عددا من السيارات من بينها سيارة شرطة على طريق الواحات، كما فشلت محاولتهم إنشاء بؤرة أمام مسجد مصطفى محمود.
    وفي الألف مسكن، ونفي الدكتور محمد البرادعي كلما نشر على لسانه في ‘الواشنطن بوست’ بأنه دعا للإفراج عن مرسي في إطار صفقة، وهو يتعرض من مدة الى حملات عنيفة، معظمها ممن كانوا ينتمون الى نظام مبارك، بالإضافة الى ان بعض خصوم مبارك اصبحوا يعربون عن قلقهم منه رغم تفهمهم لمواقفه واستقامتها، كما نشرت الصحف عن لقاء تم بين الفريق السيسي وعدد من المشايخ السلفيين على رأسهم الشيخ محمد حسان.
    ومحادثات ومقابلات يجريها مساعد وزير الخارجية الأمريكية وليام بيرنز لايجاد حل للأزمة.
    وإلى شيء من أشياء كثيرة عندنا:

    السيسي يهاجم تعاطي
    اميركا مع الاخوان

    ونبدأ بحديث السيسي لصحيفة ‘واشنطن بوست’ الامريكية وهاجم تعاطي الادارة الامريكية مع الاخوان، إذ قال بالنص – نقلا عن ‘جمهورية’ امس – التي نقلت بدورها عن وكالة أنباء الشرق الأوسط: ‘لقد تركتم المصريين وأدرتم ظهركم للمصريين، ولن ينسوا لكم ذلك، أتريدون مواصلة إدارة ظهركم للمصريين، الولايات المتحدة تمتلك الكثير من النفوذ والتأثير على جماعة الإخوان المسلمين، وأود بالفعل من الإدارة الأمريكية ان تستخدم هذا النفوذ في حل النزاع، واجهت مشاكل مع مرسي من اليوم الذي تولى فيه مقاليد الحكم ولم يكن مرسي رئيساً لكل المصريين بل كان رئيساً يمثل اتباعه وأنصاره، والفكرة التي تجمع الإخوان المسلمين ليست الوطنية ولا القومية وهذا لا يعد إحساسا بالبلاد’.
    وقوله ان المصريين لن ينسوا لأمريكا إدارة ظهرها لهم في ثورتهم، تعني ان العلاقات لن تكون كما كانت خاصة في ظل التعبئة الشعبية المطالبة باستعادة الاستقلال عن السيطرة الأمريكية، كما يتهم السيسي بوضوح الإخوان بعلاقتهم مع أمريكا، عندما يطالبها بالضغط عليهم لأنها تملك الكثير من النفوذ والتأثير عليهم، أي تملك أن تأمرهم، وعزز السيسي الاتهام للإخوان بالتبعية لأمريكا باتهام آخر لهم وهو انهم لا يؤمنون بشيء اسمه الوطنية، أي الولاء للوطن، ولا الايمان والانتماء للعروبة، المرادفة للقومية، حسب قوله.

    رئيس الوزراء: الدولة حاسمة بعودة
    الأمن والاستقرار في رابعة والنهضة

    وإلى رئيس الوزراء الدكتور حازم الببلاوي الذي أجراه معه زميلنا عبدالناصر سلامة رئيس تحرير ‘لأهرام’، ونشره على صفحتين يوم السبت – وكان الأهم، منذ تولي مسؤولياته، وأبرز ما فيه قوله: ‘الناس يريدون أمرين: أن تحترم حقوقهم ولا تتعدى عليهم وأن تحترم حرياتهم، ففي استخدامك لحرياتك لا تقلق الآخرين ولا تخيفهم ولا تروعهم ولا تهدد ممتلكاتهم، الحقيقة الموجودة على الأرض أن هناك أناساً غير مطمئنين على حياتهم ويتعرضون لقطع الطرق، وأن هناك أناسا كثيرين معهم سلاح، والدولة في سبيل حماية الحقوق والحريات لا بد أن تكون حاسمة في عودة الأمن والاستقرار والشعور بالأمان لدى الناس، هناك أصحاب محال غير قادرين على فتح محالهم أو خائفون من فتحها، فهل هذا استقرار؟ فلا تقل لي أنت تتدخل في إجراءات داخلية أو إجراءات أمن فهذا من صميم الوضع أو الإطار الاقتصادي، لا توجد دولة تقبل ألا تعرف ما يحصل فيها’.

    الببلاوي: اسلحة ثقيلة
    بمواقع الاعتصام

    ويضيف رئيس الوزراء، هناك أناس يمنعون من الدخول في أماكن معينة، وهناك أماكن معروف أن فيها أسلحة ليست للدفاع وإنما يقال إن بعضها أسلحة ثقيلة مدافع آلية، وآر بي جي، ليس ضرورياً أن تكون موجودة في موقع الاعتصام في رابعة ربما تكون موجودة في النهضة وهذا أمر لا يمكن أن تقبله أي دولة فعندما تقرر الدولة أن تواجه ذلك فلا يجوز القول انه خروج على المصالحة فمن أجل المصالحة لابد أن يطمئن الناس.
    إذا كانت هناك دولة تريد أن تحمي الحريات فأول حرية يتمتع بها المواطن أن يشعر بالأمان في بيته، في الطريق، لا يكون معرضاً لإصابات في ممتلكاته ويشعر أيضاً أن الدولة التي تحميه قادرة على الحماية، فالدولة لا بد أن تحمي الشرطة وكل مؤسساتها وإذا كان المواطن يشعر بأن المنوط بهم حماية الناس غير قادرين على حماية أنفسهم فكيف يطمئن، هناك مواجهات مع الأمن خطيرة لا توجد دولة تقبلها وليس معنى ذلك أن تجور على الناس أو تعتقل المسالمين، فإذا وجدت أي اعتصام له قواعد، أو أي مظاهرة لها ضوابط فلا بأس وإنما إذا خرجت عن هذه الضوابط مثلاً وبدأت تقطع الطريق أو ترمي زيتاً في الطرق لتعطيل السيارات وتذهب لمحطات السكك الحديدية وتمنع قطارات فهذا ليس حق التظاهر وإنما تهديد لحركة المرور وأمن الناس، كما يهدد الحياة الاقتصادية، فلا بد أن تكون الدولة حاسمة في هذا الأمر’.

    الببلاوي: الإخوان لهم تجربة
    تاريخية هائلة ونجحوا فيها

    وقال الببلاوي أيضاً عن الإخوان وأمريكا ومرسي: ‘أنا أعتقد أن الإخوان لهم تجربة تاريخية هائلة ونجحوا فيها لكنها كانت في مناخ مختلف، إنهم محل اضطهاد وتمارس عليهم ضغوط من كل الجهات، فكانت المشكلة أمامهم كيف تنجو بحياتك في كل هذه الظروف المناوئة وكيف تحتفظ الجماعة، بتماسكها في التعامل مع حكومات تكرهها في بعض الأحيان وتعمل معها صفقات وقتية لتحمي مصالح أكثر، وتعمل صفقات مع أنواع متعددة من الأعداء، قد يكون الانكليز أحياناً، قد يكون الملك فاروق أحياناً، قد يكون الوفد أحياناً، قد تكون ثورة جمال عبدالناصر أحياناً، وبالتالي اصبح عندهم تقريباً ما يشبه غريزة القدرة على العيش في ظروف مناوئة، أما أن يحكموا هذا يتطلب خبرات مختلفة وقدرات ليست لديهم، هم تعلموا، واجبهم أن يشكروا الثورة التي أتت بهم والثورة التي أخرجتهم، لأنه لولا الثورة الأولى، ما كانوا تعلموا، لا استطيع القول أني أعرف السلفيين جيداً، السلفيون وحزب النور وغيرهم أناس يتكلمون بإخلاص شديد وعندهم رغبة وعندهم كل النيات الطيبة لكن الحكم الدقيق يكون بالتجربة، لا يوجد قلق على علاقاتنا مع الولايات المتحدة، القلق هو على استقرارنا، إن الولايات المتحدة ستكون من أوائل الدول التي تتعامل معنا ولا أعتقد ان أمريكا كانت مغرمة أو تريد الإخوان أن يأتوا، ولا أعتقد أنها الآن مغرمة بأن خرجوا، وإنما مظهر من مظاهر استقرار البلد اننا حكومة لها شعبية ولها التفاف شعبي وبناء عليه هذه دولة توحي بالاستقرار، كل المطلوب الآن أن تستقر الأمور، وأنا أعتقد أن إسرائيل لها مصلحة في وجود الإخوان لفترة، لأن إسرائيل أخذت معظم ما تريده من المنطقة العربية، عندها دولة مستقرة من الناحية السياسية وليس عليها حظر من الناحية العسكرية، في غاية القوة اقتصادياً، ومزدهرة علمياً، وعندما تدخل مرسي في اتفاق بين إسرائيل وحماس لم يفعل ذلك دفاعاً عن حماس تدخل وسيطاً وأتذكر أن مبارك لم يفعل هذا’.
    وقال الببلاوي أيضاً عن مرسي والأزمة السورية: ‘مرسي كان قد اندفع قوياً بأكثر مما يستطيع أن يفعله، اندفع كلاماً، ولم يذكر انه كان غير قادر على ان يرسل أسلحة أو جنوداً مجرد ظاهرة صوتية، وسحب السفير قبل ان يبلغ وزارة الخارجية لأنه وسط أنصاره وأخذته الجلالة وقال أنا أجدع واحد’.

    ‘الشعب الجديد’: عودة
    الرئيس مرسي لممارسة مهامه

    وهكذا سيعرض الببلاوي نفسه للعزل بقرار من مرسي، لأنه نسي أن مرسي لا يزال رئيساً، بل ويمارس مهامه فعلا وهو ما لم يكن يعلمه وهو يدلي بالحديث لعبدالناصر سلامة ويورط نفسه، وأما نحن قد علمناه من صحيفة ‘الشعب الجديد’، لسان حال حزب العمل الجديد الذي يرأسه ويرأس تحرير الصحيفة زميلنا وصديقنا مجدي أحمد حسين إذ كان المانشيت الرئيسي في صفحتها الأولى في عدد الجمعة هو – عودة الرئيس مرسي – لممارسة مهامه ويلتقي قادة العالم، وقالت بالنص: ‘شهدت الثماني وأربعون ساعة الماضية تطوراً مهماً تمثل في عودة الرئيس محمد مرسي لممارسة مهامه الفعلية رغم الحصار العسكري حوله ومنعه من الاتصال بأعضاء حكومته حيث التقى مرسي كلا من كاترين أشتون مسؤولة الاتحاد الأوروبي لمدة ساعتين ووفد الاتحاد الافريقي واتصل هاتفياً بداوود أوغلو وزير خارجية تركيا وبحث معه الموقف الأوروبي وهو ما أدى الى قيام أوغلو بالاتصال بألمانيا وفرنسا اللذين أصبح موقفهما أكثر صرامة ضد الانقلاب كما سيلتقي السيد الرئيس وزير الخارجية الألماني جيدو فيستر فيله وكذا عضوين جمهوريين بارزين بمجلس الشيوخ لبحث مسألة ووضع حد للانقلاب العسكري وعودة الشرعية وكان قادة الانقلاب قد اضطروا للموافقة على لقاء مرسي المسؤولين الدوليين للخروج من المأزق الذي وضعوا فيه البلاد، بعدما ظهر انه هو الذي يمتلك أوراق الحل ورفض قادة التحالف من أجل الشرعية وضد الانقلاب التفاوض مع الانقلابيين باعتبار أن هناك رئيساً شرعياً’.

    ‘الأخبار’ تشرح
    مسيرة حياة مرسي

    هذا على الرغم من أن زميلنا بـ’الأخبار’ محيي عبدالرحمن، كان قد أمسك بالربابة يوم الخميس، وأخذ على طريق رواة قصة أبو زيد الهلالي، يحكي قصة مرسي للمعتصمين قائلاً: ‘كان محمد مرسي من أسرة فقيرة تعيش في مدينة اسمها، الزقازيق بمحافظة الشرقية، استفادت من مشروع الإصلاح الزراعي الذي فرضه الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، عرف مرسي بين جيرانه بالتقوى والصلاح والحرص على صلاة الجماعة، تعلم مرسي في المدارس والجامعات الحكومية المجانية أحد اهم انجازات ثورة 23 يوليو عام 1952 وتخرج من كلية الهندسة وعمل مدرساً بها، وما حدث لمرسي يذكرنا بثعلبه الذي طلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ان يدعو الله له وان يرزقه مالاً، فقال له صلى الله عليه وسلم، ويحك ثعلبة، قليل تؤدي شكره خير من كثير تحمل وزره، لكنه ألح في طلب الدعاء حتى استجاب له النبي بعد أن تعهد بالتصدق والإكثار من العطاء لغير القادرين، تحقق لثعلبة ما تمناه، لكنه انشغل بالرزق الوفير ولم يعد حريصاً على صلاة الجماعة كما رفض دفع الزكاة، واصفاً إياها بأنها أخت الجزية، يا ويح مرسي، هلك كما هلك ثعلبة’.
    لكن للأمانة لم نسمع مرسي في مئات الخطب التي كان يلقيها في المساجد انه أفتى، بعدم دفع الزكاة لأنها بنت خالة الجزية، إنما كان كما قال عنه في نفس اليوم – الخميس – زميلنا السيد البابلي رئيس تحرير ‘الجمهورية’: ‘مسكين الرئيس المعزول الدكتور محمد مرسي فالرجل لم يكن مستعداً لأن يكون رئيساً، وهو رجل طيب متدين، ‘هو الحاج محمد مرسي’ ولكنه لا يستطيع أن يكون رئيساً مقنعاً قادراً على قيادة دولة في حجم مصر، وقد أتوا به من الدار للنار وطلبوا منه أن يكون رئيساً والتزم بقرار الجماعة ونفذ الأمر وفاز في الانتخابات الرئاسية لأن الناس كانت تبحث عن التغيير وكانت ايضا تريد أن تجرب ولو مرة ماذا في جعبة الإخوان من حلول ‘سحرية’ وجلس مرسي على الكرسي ولكنه لم يكن حاكماً، كان منفذاً لآراء وسياسات وتوجيهات غيره، وظلموه بذلك فلا مستشارين كانوا معه قادرين على التوجيه والقيادة ولا خبراء كانوا مدركين لفن السياسة، ولا حلول كانت للمشاكل ولا مشروع للنهضة أو غيرها كان مطروحاً للبدء، ولأن الرجل لا يحكم ولا يملك ان يحكم فقد أصبح مثاراً للسخرية والانتقادات وناله ما ناله من الاستهزاء في كل وسائل الإعلام حتى يمكن القول بأنه لا يوجد رئيس في التاريخ نال هذا الكم من الانتقادات’.

    ‘أخبار اليوم’: اخطاء مرسي في الحكم

    وأما آخر من طلب الهجوم على مرسي، فكان زميلنا بـ’أخبار اليوم’ أحمد عطية صالح، وقال عنه: ‘أقسم بالله العظيم أربع مرات أن يحترم الدستور والقانون، وأن يرعى مصالح الشعب ويحافظ على سلامة أراضيه، مرة أمام الجماهير المحتشدة في ميدان التحرير وأخرى أمام المحكمة الدستورية العليا، وثالثة في جامعة القاهرة، ورابعة أمام المجس العسكري، ورغم ذلك حنث د. محمد مرسي في قسمه ولم يحافظ على عهده! كان أول من اعتدى على الدستور كان بإصداره إعلاناً دستوري لتحصين قرارته ثم سكت عن محاصرة أهله وعشيرته للمحكمة الدستورية، بل وضرب بالقانون عرض الحائط وداس عليه بالأقدام فأخرج عن الِلارهابيين دون سند قانوني وسعى للتحرش بالقضاة ومحاصرة المحاكم وعزل النائب العام، أما سلامة أراضي الوطن، فقد عرضها للخطر والضياع فقد كان غطاء سياسياً للإرهابيين والجهاديين من تنظيم القاعدة وتركهم يتوافدون على سيناء ويستقرون بها، وعندما خرج الشعب تأييدا لقواته المسلحة العظيمة سارع د، محمد مرسي للاتصال بالأمريكان لسرعة التدخل الأجنبي لإعادته للحكم من جديد في مكالمة تليفونية مسجلة له!! ولا حول ولا قوة إلا بالله’.

    ‘الجمهورية’: ‘ورجعنا
    لزمن الثورة الجميل’

    وهكذا، يا بخت السيسي، بهذا الكلام من فكرية وهو يهمه جداً، أكثر من قول زميلنا بـ’الجمهورية’ محمد فتح الله يوم الخميس عنه: ‘ورجعنا لزمن الثورة الجميل، نخرج طواعية ونهتف لزعيمنا من حناجرنا ونحبه من قلوبنا، ونحترمه ونقدره بعقولنا، عاد الزعيم الخالد جمال عبدالناصر من تأني بنسخته الجديدة الفريق أول عبدالفتاح السيسي.
    زمن الانتماء والتضحية بدون مقابل، زمن التجاوب والتنفيذ لكل ما يطلبه الزعيم بدون رشوة مادية ولا حتى زجاجة زيت ولا كيس سكر وبا باكو شاي تموين، بفضل السيسي حطمنا الأرقام القياسية في عدد المتظاهرين على مستوى العالم ووصلنا في جمعة التفويض الى اثنين وثلاثون مليون متظاهر وهو ما يذكرنا بيوم الحشد الثوري لمنع جمال عبدالناصر من التنحي عقب هزيمة 67، أصبحنا نبحث عن الأغاني الوطنية الخالد وتردد أشعار صلاح جاهين ونستمتع بصوت العندليب عبدالحليم حافظ وهو يشدو: ‘يا جمال يا حبيب الملايين’، و’صورة’، ونسهر مع شادية و’يا حبيبتي يا مصر’، وننام على صوت كوكب الشرق أم كلثوم ‘أن الشعب، أنا الشعب’، بوطنية السيسي اصبحنا نعشق تراب مصر الغالية رغم أزماتنا وكوارثنا التي نعاني منها’.
    إييه، إييه، وهكذا ذكرنا فتح الله، فتح الله له أبواب الرزق، بالذي كان ياما كان من أغاني في عهد خالد الذكر وسالف العصر والأوان.

    ‘الوفد’ للسيسي: أرجوك
    لا تخلع بزتك العسكرية

    ومن مرسي إلى الفريق أول عبدالفتاح السيسي، وما يكتب عنه، وقوله زميلتنا الجميلة بـ’الوفد’ فكرية أحمد عنه يوم الأربعاء: ‘أطللت علينا كالقمر ونحن في سراديب الظلام نتخبط ونتشكك أطللت علينا كالشمس لتطهر جرحاً تعمق على مدى عام بعد ثورة اعتنقناها وعشناها وترجمناها من الحلم للحقيقة بدماء أبنائنا جرح كاد أن يتقيح ويتورم ويتفشى فينا كالسرطان ليتلف نسيج هذا المجتمع الواحد، ويفككه بين مسلم ومسيحي وبين مسلم مؤمن موعود بصكوك الغفران ومسلم كافر، أرجوك لا تخلع بزتك العسكرية وتستبدلها بأخرى مدنية لا تجعل مستشاري الدنيا كلها بكلم ن فيهم من مقولين ومفتيهم يزينون لك التخلي عن تلك البزة ويغرونك بمبارحة مكانك تحت أي علة أو أخرى لتنخرط في السياسة أو تترشح للرئاسة لقد أحببناك كما أنت التففنا حولك كما أنت ونبتغيك دوما كما أنت حاميا للحما، رجل المواقف الصعبة، بطل المهمات المستحيلة عيناً للصقر ترى في الظلام، نسراً ينقض في لحظة غفلتنا على أعداء الوطن من الداخل والخارج ليدمرهم، قلباً حديداًَ لا يخاف ولا يستسلم، إرادة لا تلين ولا تغريها سلطة أو كرسي السياسة عزيزنا السيسي ليست غاية أبطال الحروب ولا حلم من عاشوا في ساحة الفرسان، لا تترجل عن حصانك ولا تتخلى عن سلاحك.
    ولا اعتقد ان الشعب يرغب في أن يراك بصورة أخرى لأنه لا يريد أن يضيعك أو يغير صورتك أو يرى الأرض تميد من تحتك بعد أن ثبت أنت خطاه على الطريق، عزيزنا السيسي مصر تحتاج الآن الى السير قدماً نحو حكم ديمقراطي مدني نحتاج الى نظم لا يتم تلوينه بدين أو عسكر فقد خضنا التجربتين وجرحنا في الحالتين ننادي بسقوط هذه وبرحيل تلك ولا نريد لمصر أن تعود للوراء أو تستعيد انتاج نظام رفضناه أو حكم خرجنا في الشوارع لننادي برحيله الجيش للجبهة وللثكنات والسياسة للساسة، هذه رسالتي إليك ورسالة الملايين من شعب، هؤلاء الذين التفوا حولك ورفعوا صورك وهتفوا باسمك، هتفوا بظمأ شعب تاق الى بطل من سنين، بطل يحمل تفاصيل تلك البطولة النبيلة التي تعطي ولا تنتظر المن أو الجزاء’.

    ‘المصريون’: هكذا فقد مغول
    مصر الجدد عقولهم بمذبحة الكوبري

    وإلى بعض ردود الأفعال على مذبحة كوبري أكتوبر، وقال عنها صاحبنا السلفي صلاح الطنبولي يوم الأربعاء في ‘المصريون’: ‘لهذا الحد فقد مغول مصر الجدد عقولهم في خضم إرادة فرض رؤيتهم التي أوقعت البلاد والعباد في فتنة لا ندري ما الله فاعل بنا فيها – نسأل الله العافية – فهانت عليهم الدماء وتلذذوا بسيلانها ولم يراعوا للموتى حرمة وأظهروا الشماتة بخسة ووضاعة فاقت التصور، وفي الحديث الصحيح ‘لا تظهر الشماتة لأخيك فيرحمه الله ويبتليك’ رواه الترمذي وصدق رسول الله – صلى الله عليه وسلم ‘إن بين يدي الساعة لهرجا، قالت: قلت: يا رسول الله ما الهرج؟ قال: القتل، يقتل بعضكم بعضا حتى يقتل الرجل جاره وابن عمه وذا قرابته فقال: بعض القوم: يا رسول الله ومعنا عقولنا ذلك اليوم؟ فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لا تنزع عقول اكثر ذلك الزمان ويخلف له هباء من الناس لا عقول لهم’.
    أيها العسكريون اعلموا أن مصر وشعبها ليست كتيبة عسكرية في موقعة قتال يؤمر فيها الجندي فلا يملك إلا أن يطيع وإلا! إننا مدنيون مسلمون لنا أفكارنا وعقائدنا وعقولنا نساس بالعدل والإحسان لا بالقمع والإذعان ليس المصريون قطيعاً من الغنم لا يملك إلا أن يسيروا خلف راعيهم، ألا يملك الحكام الجدد وهم في سدة الحكم وغرور القوة حلولا تنزع فتيل الشقاق والفرقة ويصل الى كلمة سواء تجمع ولا تفرق تؤلف ولا تباعد إلا بوسعهم أن يستجيبوا لأحد المبادرات المعروضة من عقلاء الأمة أم لابد من الإذعان لبيادتهم؟’.

    ‘اللواء الإسلامي’: المتظاهرون
    سلميون لا يحملون سوى مصاحف

    أما زميلنا في ‘اللواء الإسلامي’ محمد الإمامي – إخواني – فقال عنها: ‘التفويض لمواجهة تظاهرت واعتصامات المؤيدين لأول رئيس مدني منتحب في مصر وهو الرئيس محمد مرسي والرافضون للانقلاب عليه وعلى الشرعية تحت زعيم الإرهاب هو زعم باطل فهؤلاء يتظاهرون ويعتصمون منذ شهر وهم أناس سلميون لا يحملون سوى مصاحف وصور للرئيس مرسي ولافتات تندد بالانقلاب على رئيس الجمهورية وسلاحهم هو إيمانهم بقضيتهم ودفاعهم عن شرعية ثم الانقلاب عليها، وهم في سبيل ذلك تعلو أصواتهم برفض هذا الانقلاب وتطالب بعودة الشرعية التي خرج من أجلها الملايين من المواطنين في الانتخابات والاستفتاءات خلال العامين الماضيين، لتبقى الاعتداءات من قبل الجيش والشرطة على المتظاهرين والمعتصمين السلميين باستخدام الخرطوش والرصاص الحي أمر خارج القانون، ولا يبرره حتى تفويض البشرية جمعاء ولذلك فإن مجزرة النصب التذكاري تبقى جريمة منكرة وهي تمثل لا شك وصمة عار في تاريخ مصر، فهل يعقل أن يقتل المصريون في وطنهم بهذه الطريقة على أيدي الجيش والشرطة، إن لغة القوة واستخدام الرصاص في مواجهة تظاهرات واعتصامات الرافضين للانقلاب على الشرعية في ميدان رابعة العدوية بالقاهرة وميدان النهضة بالجيزة لن تزيد الأمر إلا اشتعالا، أدل على ذلك من تزايد الاعداد في الميادين وفي المحافظات كافة’


    ------------------







    أيها «الإسلاميون» أي نموذج ستطرحون: السودان.. باكستان.. أفغانستان.. إيران.. الصومال.. أم ماذا؟ (3-1)
    الشريعة الإسلامية... لماذا فشلوا في تطبيقها؟!


    تاريخ النشر: الأحد 04 أغسطس 2013
    تطبيق الشريعة ظل مجرد شعار بلا مضمون يطرحه «الإخوان المسلمون» من أجل مكاسب سياسية

    كتب حسن عبدالله:

    بعد أن أصبحت شعارات تطبيق الشريعة الإسلامية في قلب عاصفة «الربيع العربي»، وبعد أن جعلت جماعات «الإسلام السياسي» - منذ نشأتها في مطلع القرن العشرين - شعار تطبيق الشريعة الإسلامية وإقامة الدولة الإسلامية الكبرى (الخلافة)، «حصان طروادة» الذي تتخفى خلفه لهدم الأنظمة القائمة والقفز على السلطة في معظم بلدان المسلمين، كان لابد أن نتوقف لنكشف أي شريعة سيطبقون: شريعة النميري في السودان أم الملا عمر في أفغانستان، أم ضياء الحق في باكستان، أم حركة الشباب الإسلامية في الصومال، أم قوانين السادات ود. صوفي أبوطالب في مصر، أم ماذا؟

    وما العوائق التي تمنع تطبيق الشريعة الإسلامية الآن: هل هي النخبة المثقفة كما تزعم جماعات «الإسلام السياسي» أم أن هناك عوائق أخرى عملية وواقعية «اجتهد» الإسلاميون لإخفائها حتى يصلوا إلى أهدافهم، بدلاً من أن «يجتهدوا» في استنباط الأحكام الفقهية التي تحقق مصالح المسلمين في هذا العصر؟ وهل الشريعة الإسلامية مطبقة في عالمنا الإسلامي.. وما هي الشريعة الإسلامية أصلا: هل هي الحدود أم العقيدة أم المعاملات أم ماذا؟ وماذا عن تجربة الكويت التي أنشأت «لجنة دائمة».. هي المؤسسة الرسمية الوحيدة في العالم الإسلامي التي تعمل منذ نحو 22 عاماً على تقنين واستكمال تطبيق الشريعة الإسلامية وماذا أنجزت؟

    وثمة تساؤلات وإشكاليات نثيرها في هذا الملف الشامل حول تجارب تطبيق الشريعة في العالم الإسلامي، وسر فشلها مع متخصصين وعلماء ثم نختم بحوار مطول مع رئيس اللجنة الكويتية د. خالد المذكور.

    تجربة مريرة

    في الثامن من سبتمبر عام 1983 فاجأ الرئيس السوداني الراحل جعفر نميري المسلمين والعالم بإصداره قرارا بتطبيق الشريعة الإسلامية فوراً في السودان، وفي الأيام التالية لهذا القرار، قُطعت أيادٍ، وجُلد البعض، ورُجم البعض الآخر، وطارت رقاب آخرين بزعم أنهم مرتدون عن الإسلام، واعترض الغرب على ما سماه شريعة تشويه الأعضاء البشرية والدموية التي صبغت وجه السودان، وصّدم المسلمون بشدة وانتظر البعض في العالم الإسلامي أن تنتهي المظالم الفادحة، وأن ينخفض معدل الجريمة في السودان، وأن ينطلق ركب العدالة والتنمية في هذا البلد الذي يعاني، والذي أكثر من 90 في المئة من أهله تحت خط الفقر، وتتعدد فيه الإثنيات والقوميات، لكن شيئاً من ذلك لم يتحقق.

    بل أصبحت «التجربة السودانية» عنواناً على الفشل الذريع في تطبيق الشريعة الإسلامية، و«فزاعة» لأي نظام تسول له نفسه التفكير في السير على هذا الدرب، وكان دافعاً مهماً للبحث عن صيغ جديدة - بخلاف تلك الموجودة في الكتب الصفراء - لتطبيق الشريعة الإسلامية، تستوعب الواقع المعاصر، وتراعي عاملي الزمان والمكان والمتغيرات التي حدثت في حياة المسلمين، وتستوفي الشروط التي أجمع عليها فقهاء وعلماء هذا العصر وأهمها توافر العدالة الاجتماعية، والأمن والأمان في ربوع أي وطن.

    تأييد جارف

    وعلى الرغم من مرارة تجربة السودان وما تلاها من تجارب سنستعرضها بعد قليل، فإن توق المسلمين في أنحاء العالم إلى تطبيق الشريعة الإسلامية ظل على عنفوانه، بل وازداد التأييد لتطبيق الشريعة، أكثر مما كان انطلاقا من أن الفشل يعود على «التطبيق» وليس على الشريعة نفسها. وأكد هذا بحث ميداني أجرته مؤسسة «بي. إي. دبليو»، وهي مؤسسة أبحاث ودراسات أميركية مقرها واشنطن، ونشرت نتائجه الشهر الماضي، أجرت خلاله المؤسسة مقابلات مع أكثر من 38 ألف مسلم من ذوي الجنسيات والثقافات واللغات المختلفة في مناطق جغرافية متنوعة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (حيث يعيش 20 في المئة من مسلمي العالم) وشرق ووسط وجنوب أوروبا 2 في المئة وجنوب وجنوب شرق آسيا 62 في المئة وآسيا الوسطى 9 في المئة ومنطقة جنوب الصحراء 30 في المئة. وكان سؤال البحث المحوري: «باعتبارك مسلماً.. هل تؤيد تطبيق الشريعة في بلدك؟».

    وجاءت الإجابات عبارة عن تأييد ساحق لجعل أحكام الشريعة جزءاً من القوانين المعمول بها حتى في الدول التي عانت من تطبيق الشريعة مثل باكستان 84 في المئة وأفغانستان 99 في المئة، ووصل التأييد لعودة الشريعة الإسلامية في بنجلاديش إلى 84 في المئة، وماليزيا 86 في المئة، وإندونيسيا 72 في المئة، والعراق 91 في المئة، وفلسطين 89 في المئة، والمغرب 83 في المئة، ومصر 74 في المئة، والأردن 71 في المئة، وجاء مسلمو لبنان في ذيل القائمة بـ29 في المئة فقط.

    بداية التغييب

    لم تغب الشريعة الإسلامية عن واقع وحياة المسلمين في كل المجالات منذ أن جاء بها رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه وحتى الآن. وكانت ومازالت تشكل واقعهم بداية من قوانين الأحوال الشخصية المستمدة كلها من الشريعة، ومروراً بمجال المعاملات التي معظمها من الأمور المستحدثة التي لم يرد فيها نص أو رأي فقهي، وانتهاء بالحدود أو القوانين الجزائية التي لم تعرف طريقها للتنفيذ كثيراً طوال تاريخنا نزولًا على المنهج الإسلامي الذي يدرأ الحدود بالشبهات، وحيث إن حياتنا كلها أصبحت «شبهات» فلا مجال الآن لتطبيق هذه العقوبات في العالم الإسلامي. إلا أن البعض يرجع محاولات إبعاد المسلمين عن الشريعة الإسلامية إلى زمن بعيد، حيث حاول «هولاكو» عام 656هـ .

    كما يذكر ابن كثير والمقريزي - فرض كتاب قانون سماه «الياسق» على الخلافة الإسلامية في بغداد، وهو قانون ظالم كانوا يتحاكمون إليه في بلادهم. وفشل هولاكو في فرض قانونه، ولم تمض فترة حتى استبعد التتار «الياسق»، ودخلوا في الإسلام وعادوا إلى التحاكم إلى الشريعة الإسلامية.

    والمحاولة الثانية لاستبعاد الشريعة الإسلامية كانت في القرن الثامن الميلادي عشر وبالتحديد في سنة 1798/1799 عندما اجتاحت جيوش نابليون بونابرت مصر، فجمع علماء الشريعة وعرض عليهم قانونه الفرنسي الذي يريد أن يطبقه بدلاً من الشريعة، وعندما راح العلماء يدرسون قانون نابليون، ظهرت لهم مفاجأة مازالت تدير رؤوس الكثيرين من جماعات الإسلام السياسي، وهي أن الأحكام والمبادئ القانونية مأخوذة من الفقه الإسلامي ومستمدة من الأحكام الشرعية، ثم أصدروا كتاباً سموه: «تطبيق قانون نابليون على مذهب الإمام مالك».

    «درسنا القوانين الفرنسية القديمة والحديثة ووجدناها مأخوذة في معظمها من الفقه المالكي «… هكذا يقول المفكر الإسلامي والفقيه الدستوري د. أحمد كمال أبو المجد ويضيف: الكثير بل إن الغالبية العظمى من القوانين الفرنسية لا تتعارض مع أحكام الإسلام لأن مصدرها إسلامي، وهو فقه الإمام مالك، وكل ماله علاقة بالحريات - باستثناء القوانين المتطرفة - ومعظم المعاملات مستمدة من الفقه الإسلامي لكنهم عزلوها من مرجعيتها الإسلامية ونسبوها إلى أنفسهم.

    نفس الكلام يؤكده رئيس لجنة استكمال الشريعة الإسلامية في الكويت د. خالد المذكور الذي يضيف: نحن درسناها في اللجنة واكتشفنا أن القوانين الفرنسية معظمها مأخوذة من الفقه الإسلامي والشريعة الإسلامية بشكل عام.

    ثم كانت المحاولة الثالثة لإقصاء الشريعة الإسلامية حسبما ذكرت المراجع التاريخية المختلفة مع بداية عهد خلفاء محمد علي في مصر حيث استبدلوا علوم الشرائع بعلوم الصنائع، وازداد النفوذ الأوروبي، وتزايد الوهن الإسلامي والذاتي. ويقول المستشار طارق البشري: «صرنا منذ أربعينيات القرن التاسع عشر نأخذ بالقوانين الغربية»، ويضيف: حقيقة فإن جذور الإشكالية القانونية في بلاد العالم الإسلامي بدأت مع الركود الفكري والتشريعي الذي حدث في أقطار المسلمين في خواتيم القرن الثامن عشر وفواتح القرن الذي يليه، والذي كان بوصفه ظاهرة ثقافية – أثراً ونتيجة للركود السياسي والاجتماعي الذي أصاب أمتنا على مدى القرنين الماضيين أو القرون الثلاثة السابقة منذ نهايات حكم «سليمان القانوني».

    ويؤكد طارق البشري أن مشكلتنا على مدى القرنين الماضيين تتمثل في التناقض الذي حدث بين عناصر ثلاثة هي: الأول متطلبات النهوض والتجدد، والثاني ما نحتاجه من علوم الغرب وفنونه وصنائعه ونماذج نظمه مما هو لازم للنهوض والتحصن. والثالث هو ما يفرضه علينا الغرب بموجب تفوقه وسعيه للهيمنة وفرض السيادة.

    ويرجع المستشار البشري عملية إقصاء الشريعة الإسلامية إلى تغلغل التشريعات الغربية في النظام القانوني السائد في الدولة العثمانية ومصر، حيث وصل إلى أن الأمر قد آل إلى أن أصبح النظام القانوني والقضائي في البلد الواحد ذي السيادة التشريعية والقضائية إلى ثلاثة نظم تشريعية وقضائية لكل منها مرجعية مختلفة، وهي: القضاء الشرعي، والمحاكم المختلطة (1949 – 1875) والقضاء الأهلي ذو المرجعية الغربية ، وقد أدى تنوع مرجعيات هذه الأنظمة إلى قيام «تعدد مختلف» فيما بينهما وليس «تعدد مؤتلف» ، أي أنها تضاربت فيما بينها، وانتقصت من قدر بعضها، ولم تؤد إلى الثراء الذي قام عليه اختلاف المذاهب الإسلامية ذو المرجعية الواحدة، وهي مرجعية الشريعة الإسلامية.وحتى مرحلة الاستقلال التشريعي التي قادها الفقيه الدستوري د.عبدالرزاق السنهوري -يضيف البشري- أفرزت نصاً وضعياً مستقلاً لم يتبع قانوناً أجنبياً معيناً ولا مدرسة أجنبية معينة، إنما اعتمد على علم القانون المقارن طبقاً لأحدث التشريعات المعمول بها في الغرب، ولم تكن صلته بالشريعة الإسلامية وفقهها إلا بمقدار الاستفادة من حلول فقهية وتطبيقية لعدد من المعاملات والعلاقات والأحكام مع الصياغات الفنية المناسبة، وما يتفق مع أعراف الناس وعاداتهم المتبعة.

    بداية التقنين

    والحقيقة أن تطبيق الشريعة الإسلامية وتقنينها ظل مجرد شعار بلا مضمون تطرحه جماعات الإسلام السياسي وعلى رأسها «الإخوان المسلمون» وتستثير به حماس الجماهير حتى تجني من ورائه مكاسب سياسية أو تفقد التيارات المدنية مشروعية تواصلها مع الشارع السياسي.

    لكن الرئيس المصري محمد أنور السادات 1970- 1981، فاجأ الجميع عندما أعلن أنه «رئيس مسلم لدولة مسلمة، وجعل لقبه «الرئيس المؤمن»، ولكي يمرر تعديلاً دستورياً يسمح له بالجلوس على كرسي الرئاسة مدى الحياة، بعد أن كان قد تعهد بالرحيل بعد دورتين رئاسيتين، أضاف إلى التعديلات وللمرة الأولى في تاريخ الدساتير نصا يقول: «الشريعة الإسلامية مصدر أساسي والإسلام الدين الرسمي للدولة»، وسعى السادات فيما بعد إلى تقنين الشريعة الإسلامية بالفعل، وكلف رئيس مجلس الشعب المصري الراحل د.صوفي أبو طالب بمهمة إعداد مدونة قانونية مستمدة بالكامل من الشريعة، وبدأ العمل الفعلي للتقنين في عام 1978، و استعان د.صوفي أبوطالب بصفوة من العلماء المتخصصين من الأزهر والقضاة وأساتذة كلية الحقوق والفقهاء الدستوريين وبعض الخبراء من المسلمين والمسيحيين، وتم تقسيم العمل إلى لجان يرأس كل لجنة أحد أعضاء مجلس الشعب إلى جانب هؤلاء الخبراء وارتكزت خطة العمل على عدم التقيد بالراجح في مذهب معين، بل الأخذ بالرأي المناسب من أي مذهب من المذاهب الفقهية.

    وبدأ التقنين على أبواب الفقه وتقسيماته، وما لم يكن له حكم في كتب الفقه لجأ الخبراء إلى مقاصد الشريعة في استنباط الأحكام، وفي حالة تعدد الآراء الفقهية للمسألة الواحدة، اختارت اللجنة حكماً منها مع ذكر الآراء الأخرى ومصادرها على هامش الصفحة ليرجع إليها من يشاء.

    ومع حلول عام 1982 تم الانتهاء من جميع أعمال التقنين وطباعتها وعرضت على مجلس الشعب المصري، وحظيت بالموافقة عليها بالإجماع من أعضاء المجلس المسلمين والمسيحيين، وهو ما سجلته مضابط المجلس حتى الآن.

    وانتجت لجان مجلس الشعب خمسة مشروعات قوانين طبقا لأحكام الشريعة الإسلامية وهي: مشروع قانون المعاملات المدنية (1136 مادة)، مشروع قانون إجراءات التقاضي والإثبات (71 مادة)، مشروع قانون العقوبات (630 مادة)، مشروع قانون التجارة (776 مادة)، مشروع قانون التجارة البحرية (443 مادة). وكان من المفترض أن يبدأ المجلس مناقشة هذه المشروعات بقوانين مادة مادة، لكن فجأة توقف كل شيء، ودفنت هذه التجربة في أدراج مجلس الشعب ولم تخرج منه حتى الآن.

    وقد التقيت د.صوفي أبو طالب - رحمه الله بعد خروجه من رئاسة مجلس الشعب وعودته إلى التدريس بجامعة القاهرة، وعبر الرجل بمرارة شديدة عن حزنه على إهدار هذه التجربة الثرية التي تعتبر الأولى من نوعها في مجال تقنين الشريعة الإسلامية في العصر الحديث، وقال لي إنه سأل رئيس مجلس الشعب وقتها د.رفعت المحجوب عن مشروعات القوانين الإسلامية هذه فأجابه بأن الظروف السياسية والوضع العام لا يسمحان بذلك، وهذا معناه أن القيادة السياسية لا ترغب في تنفيذ المشروع، وأرجع د.صوفي أبو طالب ذلك التوقف إلى أمرين الأول الثورة الإيرانية عام 1979 وتهديدات إيران بتصدير الثورة وتخوف البعض من أن تطبيق الشريعة قد يجعل من مصر إمارة إسلامية. والثاني: تطبيق الشريعة في السودان حيث أخذ الرئيس السوداني جعفر النميري بالمبادئ والأحكام المتطرفة في محاولة لتقنين الشريعة وتطبيقها مما خلق أجواء من الخوف والحذر من مفهوم تطبيق الشريعة.

    وجزم د.صوفي أبو طالب بأن الرئيس الراحل أنور السادات كان جاداً في مسألة تطبيق الشريعة وأنه لو قدرت له الحياة عاما أو عامين لرأينا تقنين الشريعة مطبقا على أرض الواقع.

    ويقول رئيس لجنة الشريعة الكويتية د.خالد المذكور «لقد استفدنا كثيرا من التجربة المصرية هذه لما كانت تتمتع به من ثراء وتنوع» ويكمل: عند بداية عمل اللجنة طلبنا مشروعات القوانين الإسلامية من مجلس الشعب المصري لكنه رفض بدعوى أنها سرية، فقدمها لنا حازم صلاح أبو إسماعيل (القيادي الإسلامي السلفي المسجون احتياطيا الآن والمرشح الرئاسي المصري السابق) الذي شارك والده (صلاح أبو إسماعيل) الذي كان عضوا في مجلس الشعب وقتها في صياغة هذه القوانين، ونظرا لأهميتها فقد ضمناها الكثير من التعديلات التي قدمناها لمجلس الأمة الكويتي فيما يخص مشروعات القوانين المستمدة من الشريعة الإسلامية.

    تصور خاطئ

    «بل هي من أفضل تجارب تقنين الشريعة الإسلامية حتى الآن»، يقول المفكر الإسلامي د.محمد عمارة ويشرح: لقد أثبتت تلك التجربة الناضجة إمكانية تقنين الشريعة وتحويلها إلى مدونات حديثة بعيدا عن الهواجس التي تنتاب البعض. فلا يستطيع أحد اليوم القول إن لدينا تدرجا في الشريعة، فالشريعة اكتملت، لكن عندي باب الفقه مفتوح ليتعايش مع الواقع، وبالتالي لدينا تدرج في الفكر وحتى الشريعة التي اكتملت فهي أسس ومبادئ ونظريات أكثر منها تفاصيل تشريع، وهي تترك كل هذه التفاصيل للفقه لأننا سنحتاج من العقول أن تجتهد للوصول لحل هذه المستجدات، فالشريعة اكتملت، والتدرج لا يعني بأي حال من الأحوال أن الشريعة تحتاج إلى تجديد لكنها تحتاج للتطبيق.

    ويستدرك د.محمد عمارة فيقول إن من يتصور أنه سيطبق الشريعة فوراً خاطئ فلكي أطبق الشريعة يجب أن أكون أعددت القاضي الذي سيحكم بالشريعة، والمحامي الذي سيترافع بها، والمواطن الذي سيقبلها، والأخطر من ذلك أن المناهج في الحركات الإسلامية تعلن برنامجاً جيداً لكنه بينه وبين الواقع فجوة، لأن المواطن غير مهيأ لاستقباله، ولابد أن يكون لدينا «أولويات».

    بعض الأفراد يعيش في الأحكام والنظريات، وهؤلاء لابد أن يراجعوا أنفسهم، فالواقع هو الذي يحكم على الأحكام، اليوم حينما نفكر في توفير الغذاء أو نريد تصنيعا في البلاد هل سيكون ذلك «إخوانيا» أم غير «إخواني»؟ أقصد أن الانشغال بالواقع هو الذي يجعلنا نوحد فكرنا وصفنا ويضعنا أمام التحديات الحقيقية، وقد أعجبني ابن القيم حيث يقول «إننا نبحث للواقع عن الحكم في الأحكام ولا نفرض الأحكام على الواقع»، وما أريد قوله إن فكرنا الإسلامي به مناهج ومقولات تحتاج أن ننزلها على الواقع الذي نعيش فيه، وإلا فنحن بحاجة إلى اجتهادات دائمة ومتواصلة. د.محمد عمارة ألف كتابا عن تجربة التقنين المصرية للشريعة الإسلامية رصد فيه أهم إيجابياتها ودعا إلى السير على نهجها.

    عودة إلى السودان

    تظل تجربة تطبيق الشريعة الإسلامية في السودان أو «قوانين سبتمبر» كما سماها معارضو الرئيس الراحل جعفر نميري وعلى رأسهم رئيس حزب الأمة الصادق المهدي عبئا على الشريعة ذاتها، وهاجساً يؤرق كل من يسعى إلى تطبيق الشريعة الإسلامية.

    النميري استخدم الشريعة الإسلامية لتصفية خصومه. وعلى الرغم من الفقر والجهل والمرض التي تسيطر على مقدرات شعبه ويرزح تحت نيرها، لم يعمل على النهوض ببلاده وإنما بدأ بتطبيق الحدود، وقطع أيادي امتدت لأملاك غيرها لتأكل، واختار أحكاما متطرفة لكي يثبت أنه حريص على التمسك بالإسلام، مثل رأي الإمام مالك الذي يحرم شرب الخمر على الإطلاق في حين أن رأي أبي حنيفة يسمح بشرب الخمر لغير المسلمين طالما أن دينهم يسمح بذلك ومعلوم أن أبناء الجنوب يشربون الخمر، وكان ذلك سببا لإشعال التمرد ضده وتدخل مجلس الكنائس العالمي وانتهى الأمر بالانقلاب عليه.



    -------------



    أيها الإسلاميون أي نموذج ستطرحون: السودان .. باكستان .. أفغانستان .. إيران..الصومال ..أم ماذا؟ 2 - 3
    شعارات الإسلام السياسي الفارغة أفشلت تطبيق الشريعة


    تاريخ النشر: الإثنين 05 أغسطس 2013
    حسن عبدالله- الكويت

    بعد أن تحدثنا في الحلقة السابقة عن بدايات دخول القوانين الغربية الحديثة إلى المجتمعات الإسلامية، ومحاولات أسلمة هذه القوانين أو صياغة وتقنين مشروعات قوانين مستمدة من الشريعة الإسلامية في المدونات والدساتير الخاصة بالبلاد الإسلامية، نكمل الحديث عن تجربة السودان التي تحولت إلى «فزاعة» أو شبح يهدد كل من يسعى لتطبيق الشريعة.

    رائد تجربة تطبيق الشريعة الإسلامية في السودان ومنظرها هو الدكتور حسن الترابي الذي يحمل فكر «الإخوان المسلمين»، ويسير وفق منهجهم. كان الترابي المستشار القانوني الخاص لنميري ثم تولى وزارة العدل، وأصبح يشرف بنفسه على تطبيق «قوانين سبتمبر» أو الشريعة الإسلامية، وفي يوم البيان نفسه الذي أعلن تطبيق الشريعة، أعفى الرئيس جعفر نميري الترابي من كل مناصبه، وعينه في وزارة الخارجية السودانية، حتى لا تنسب تلك الخطوة إلى الترابي بوصفه زعيماً إسلامياً، لكن الترابي قاد بحماس جارف «الإخوان المسلمين» وبقية الحركات الإسلامية إلى مناصرة قوانين النميري الجديدة بأشكال الدعم كافة، على صعيد الطلاب أو المنابر العامة في المساجد والمنشآت العامة، وشارك أفراد من الإخوان في تطبيق التشريعات الجديدة عبر الجهاز القضائي، لأن القضاة آنذاك لم يكونوا مؤهلين بقدر كافٍ، وقامت القيادات الحركية الإسلامية بزعامة الترابي بالمشاركة في لجنة مراجعة القوانين السارية في البلاد، وإعادة النظر فيها حتى تتناسب مع تعاليم الإسلام، وهي اللجنة التي شكلها رئيس الوزراء وقتها الرشيد الطاهر بكر، بالإضافة إلى لجنة فنية ترأسها الترابي بنفسه بصفته نائباً عاماً للبلاد، وقامت بإعداد الدراسات حول تنظيم المعاملات بين الأفراد والمؤسسات، وما يتناولها من الحقوق والواجبات وقواعد الإثبات في جميع فروع القوانين.

    سياسة أم شريعة؟

    ونظم الترابي مظاهرة مليونية في الذكرى الأولى لإعلان تطبيق الشريعة، ما أعطى التجربة قوة شعبية هائلة. «محاولة تفسير ما أقدم عليه نميري، وكأنه مناورة سياسية ضرب من المجازفة»، هكذا يقول المستشار طارق البشري ويكمل: «أعتقد أن حدثاً بهذه الضخامة والجرأة كتطبيق الشريعة لا يقدم عليه إلا من كان يؤمن به، المشكلة أن الجانب السياسي طغى على الجوانب الأخرى في عملية التطبيق».

    شكل الرئيس السوداني الراحل جعفر نميري لجنة لمعالجة الجانب القانوني في الشريعة، وعملت اللجنة على إرساء منهج أصيل مستمد من التراث الفقهي للأمة. وسارت اللجنة في مهمتها على نهج التدرج والميل لتيسير الأحكام، والأخذ من الأحكام بما يوافق المشهور عند الناس وعدم التقيد بمذهب. لكنه - أي نميري - وقع في أخطاء - أو قل خطايا - نتيجة سعيه لتوظيف الشريعة الإسلامية لحماية حكمه. فقد أدخل النميري قانون أمن الدولة ضمن قانون العقوبات الجنائية، وهو قانون يحجر على الحريات السياسية، ما دفع معارضيه إلى اتهام القوانين الإسلامية بأنها صيغت لحماية الحكم العسكري، ولجأ نميري كذلك إلى تكوين محاكم طوارئ من قانون من خارج النظام القضائي، ما أعطى صفة الاستثنائية لهذه الأوضاع، ومنها التشهير بالمحكومين- وفقاً لما وصفوه بالقوانين الإسلامية في وسائل الإعلام - ما جعلها مثار انتقاد كبير.. ولأن هذه القوانين الإسلامية صدرت دون مشورة واسعة ومراجعة من القانونيين والسياسيين، فقد جاء إعلانها مفاجئاً للناس، كما جاءت غير محكمة في صياغتها القانونية.

    «والأهم أن نميري والترابي بدآ تطبيق الشريعة الإسلامية بالعقوبات والحدود، فكان لا بد أن تفشل»، يقول رئيس لجنة الشريعة الكويتية الدكتور خالد المذكور ويضيف: «يمكنني أن أصف تجربة السودان بأنها تجربة خائبة جداً». وإلا فكيف تطبق الحدود على شعب جائع متقاتل! المعيار الدائم والشرط الأساسي لتطبيق الشريعة هو: «الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف»، فلا حديث عن تطبيق الشريعة إلا بعد أن تمتلئ البطون الجائعة وينتشر الأمن والأمان. كل شروط تطبيق الشريعة مفقودة في السودان، وبالتالي فإخفاقها كان محققاً.

    انتفاضة شعبية

    لم تمر سنتان على بيان النميري لتطبيق الشريعة الإسلامية إلا وانتفض الشعب السوداني كله ضده وسقط نظام الرئيس جعفر نميري عام 1985، وسلم قائد الجيش عبدالرحمن سوار الذهب السلطة إلى زعيم حزب الأمة ورئيس الوزراء الصادق المهدي، الذي أوقف العمل بقوانين سبتمبر - حسب وصفه - معلناً التزامه بالنهج الإسلامي، وشكل الصادق المهدي لجنة من عدد من الشخصيات الإسلامية كالدكتور محمد سليم العوا وغيره - وهي الشخصيات نفسها التي استشيرت في طور من أطوار الإعداد لإعلان تطبيق الشريعة - وخلصت اللجنة بعد مراجعات دقيقة بأن المآخذ التي أخذت على هذه القوانين لا تقتضي إلغاؤها، بل تصحيحها وتعديلها.

    ثم جاءت حكومة «الإنقاذ» عام 1989 لتؤكد التزامها بتطبيق الشريعة الإسلامية عام 1991، لكنها أوقفت العمل بالكثير من قوانين نميري واستبدلتها بتشريعات أخرى.

    تجربة باكستان

    وعلى المنهج نفسه في التطبيق المفاجئ للشريعة الإسلامية، سار رئيس باكستان الراحل الجنرال ضياء الحق الذي قام بانقلاب عسكري عام 1977 ضد ذو الفقار علي بوتو، وأعلن أن مهمته الأساسية هي تطبيق الشريعة الإسلامية. وارتبط الرجل بالإسلاميين وبالجماعات الإسلامية التي ظلت تطالبه بالوفاء بوعده، وبعد 11 عاماً ألقى ضياء الحق خطاباً مؤثراً كان يبكي فيه ويمسح دموعه وهو يقول: «إنني أخاف الله وأخشاه وأعلم أنه سيسألني غداً: لماذا لم تحكم بالشريعة الإسلامية».

    وبالفعل صدرت قوانين عدة مستمدة من الشريعة، فأقام الحدود، وألغى الربا من المصارف، ووضع خريطة طريق للتطبيق الكامل للشريعة الإسلامية، ولم يمر سوى شهرين وتحديداً في 17 أغسطس 1988 وأثناء جولة سرية بطائرة مروحية بصحبة كبار ضباط جيشه، وأيضاً السفير الأميركي في باكستان، انفجرت قنبلة وضعت تحت مقعد ضياء الحق لتودي بحياته وحياة كل من معه.

    وتوجهت أصابع الاتهام إلى أطراف عدة منها الروس والهنود والأفغان والمعارضون في باكستان وإيران، حيث كانوا جميعاً يسعون للتخلص من الجنرال ضياء الحق الذي ساعد الأفغان ضد الروس ووقف ضد الهند وحجّم النفوذ الإيراني في باكستان. وكان بطل التجربة الباكستانية فقيهاً مصرياً هو الدكتور حسين حسان الذي أعير لإنشاء الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد عام 1979 عقب إعلان باكستان تطبيق الشريعة الإسلامية، وتولى رئاستها لمدة 14 عاماً. وكان الجنرال ضياء الحق قد كلف الدكتور حسين حسان بإعداد مشروع لتطبيق الشريعة، وتم إعداد إعلان دستوري ومشروع قانوني متكامل لتطبيق الشريعة وتنقية القوانين مما يخالف أحكام الشريعة، وتم إقرار المشروع وأرسل ضياء الحق خطاباً للدكتور حسين حسان يشكره فيه على هذا المشروع ويبلغه بالإعلان عن بدء تطبيق الشريعة، إلا أنه بعد وفاته – ضياء الحق - قامت الحكومة التي جاءت بعده بتعطيل الإعلان الدستوري، ووقف العمل بتطبيق الشريعة عن طريق المحاكم والقضاء. والدكتور حسين حسان، هو أحد الذين أسهموا في عصر السادات في إعداد القانون المدني وفق أحكام الشريعة الإسلامية، وأعد مذكرته التفسيرية، وأسهم في جهود تطبيق الشريعة بالكويت، وأعد مشروع قانون الأحوال الشخصية بليبيا على الراجح من مذهب الإمام مالك، وخلال عمله مستشاراً قانونياً لرئيس كازاخستان، أسهم في إعداد القوانين المكملة للدستور، حيث استوحى مبادئه من روح الإسلام ومقاصد الشريعة وأخلاق المجتمع الكازاخي، وإنْ لم ينص على مصدره وهو الشريعة، وللدكتور حسين حسان مساهمات مهمة فيما يخص تجربة البنوك الإسلامية في دولة الإمارات.

    تجربة إيران

    فيما يخص تجربة إيران، ثمة من لا يعتبرها جزءاً من تجارب تطبيق الشريعة الإسلامية بالمعنى العام، لأنها تجربة مذهبية، فحسب كلام المفكر الكويتي الدكتور إسماعيل الشطي، فإن مادة الإسلام التي وضعت في دستور إيران الإسلامية جاء معظمها لخدمة تركيز السلطة بيد القائد، فلقد استخدمت فكرة أمير المؤمنين السُنية أو فكرة نائب الإمام أو الولي الفقيه الشيعية لتكرس النظام الديكتاتوري باسم الإسلام، فكلتا الفكرتين تنصبان شخصاً آمراً تجتمع بيده كل السلطات والصلاحيات، ويمتد منصبه إلى مدى حياته كلها، وتجعل من هذا التكريس شأناً فقهياً غير قابل للجدال لأنه – كما يزعمون – من عند الله. كما استخدمت فكرة أهل الحل والعقد المعينين لتهميش فكرة التمثيل الشعبي بالنظام الديمقراطي، واعتبرت أن تفعيل مبدأ الشورى القرآني هو بتشكيل مجلس الحل والعقد من المعينين (مجمع تشخيص مصلحة النظام)، ووضعت هذا المجلس رقيباً على ممثلي الشعب المنتخبين المسمى مجلس الشورى يضيف الدكتور إسماعيل الشطي، كما أن مشروع الأسلمة وتطبيق الشريعة أخذ منحى طائفياً في الدستور الإيراني بإلزام الدولة بعقيدة الطائفة الشيعية الاثنى عشرية ومذهبها الجعفري، ولذا تحول إلى مشروع تشيع بدلاً من أسلمة، وانحاز إلى الطائفة بدلاً من الأمة.

    ويضيف رئيس لجنة الشريعة الكويتية الدكتور خالد المذكور «إنهم لم ينجزوا الكثير فيما يخص تطبيق الشريعة الإسلامية، لقد اطلعت على تجربتهم واكتشفت أنهم يهتمون بالمظاهر الإسلامية مثل الحجاب والأفلام المحتشمة، لكنهم لم ينتهوا من إعداد معظم القوانين الإسلامية، وإن كانوا قد حرصوا على ألا تتعارض قوانينهم مع الشريعة الإسلامية، حسب المذهب الجعفري». كما أنهم لم يعملوا على تهيئة الأجواء لتطبيق الشريعة عبر توفير الحياة الكريمة للمواطن الإيراني الذي يعاني كل المشكلات التي يعانيها الإنسان في الدولة الإسلامية الفقيرة على الرغم من كون إيران دولة نفطية وغنية.

    «طالبان» وما بعدها

    أسست جماعة «طالبان» دولتها في أفغانستان عام 1996 بعد الاستيلاء على مناطق عديدة من البلاد ومبايعة الملا محمد عمر أميراً للمؤمنين، وبعد خمسة أشهر من هذه المبايعة سقطت العاصمة كابول بيد جماعة «طالبان» وشكل بعدها أمير المؤمنين الملا محمد عمر لجنة لإدارة البلاد (بمثابة مجلس وزراء) بقيادة نائبه الأول محمد رباني، واستمرت هذه الدولة خمس سنوات ونيف في ظل حروب داخلية بينها وخصومها ومنافسيها من التيارات الأفغانية الأخرى، إلى أن جاءت الولايات المتحدة الأميركية بقوات «الناتو» وأسقطت دولتهم.

    وخلال السنوات الخمس لدولة «طالبان»، لم يصدر عنها دستور أو نظام أساسي أو وثائق منشورة تقدم لنا الفكر الذي تأسست عليه الدولة، لذا اعتمدت كل الدراسات على ممارسات حكومة «طالبان» والتصريحات الشحيحة التي صدرت من الملا محمد عمر زعيم حركة «طالبان»، ثم بعد ذلك الدستور الذي أصدروه عام 2006 بعد زوال حكمهم. ومن هنا جاء التضارب حول تقييم تجربة «طالبان»، فحسب ما نشرته الحركة عن أهدافها من تطبيق الإسلام عام 1996:

    - إقامة الحكومة الإسلامية على نهج الخلافة الراشدة.

    أن يكون قانون الدولة مستمداً من الشريعة الإسلامية.

    - اختيار العلماء والملتزمين بالإسلام للمناصب المهمة في الحكومة

    - قلع جذور العصبيات القومية والقبلية.

    - حفظ أهل الذمة والمستأمنين.

    - التركيز على الحجاب الشرعي للمرأة وإلزامها به في جميع المجالات.

    - تعيين هيئات للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في جميع أنحاء الدولة.

    - التحاكم في جميع القضايا السياسية والدولية إلى الكتاب والسنة.

    - استقلال المحاكم الشرعية وفوقيتها على جميع الإدارات الحكومية.

    عوامل الفشل

    غير أن ثمة عوامل أدت إلى إخفاق تجربة «طالبان» في أفغانستان، منها أن النظام «الطالباني» شغل نفسه ببعض المسائل الشكلية التي تتعلق بنمط المعيشة العصرية، ما زاد من تعتيم صورته المنفرة، فمثلاً حظر استيراد الآلات الموسيقية وهوائيات التقاط محطات التلفزة الفضائية، في الوقت الذي كان قادة الحركة يتابعون أخبار العالم عبر أطباق الاستقبال، وكذلك منع استيراد كاميرات التصوير والتجهيزات السينمائية وشرائط الفيديو وآلات التسجيل، وحظر استيراد الألعاب المسلية كافة وطاولات البلياردو والأسهم النارية وطلاء الأظافر ومجسمات عرض الأزياء، وحظر أيضاً استيراد ربطات العنق والدبابيس المزينة لها وبطاقات المعايدة، وكل أنواع البطاقات التي تتضمن صور الأشخاص. والأهم من ذلك يقول الدكتور إسماعيل الشطي – إن دولة «طالبان»، لم تستطع أن تقدم نظاماً بديلاً للاقتصاد الرأسمالي، حيث كان اقتصادها داخلياً منغلقاً يعيش على الواردات القادمة من باكستان دون أن يخلق صادرات حقيقية، وكان لغياب بنك مركزي يشرف على إصدار النقد الأفغاني أن غرق السوق المحلي بأوراق نقدية أفغانية مطبوعة في الأقاليم التي هي خارج سيطرة «طالبان»، ولقد أسهمت روسيا في ذلك سعياً لإضعاف «طالبان»، ولقد أدركت «طالبان» في سنواتها الأخيرة أن الاقتصاد ليس كالقتال، فهو نظام دولي يشكل شبكة تغطي كل دول العالم وذات طبيعة مفصلية ومتشابكة بشكل معقد مع الاقتصادات المحلية.

    ثلاثة تيارات

    ويقول المفكر الإسلامي والفقيه الدستوري الدكتور أحمد كمال أبو المجد «مبدئياً لا بد من الوعي بأن الشريعة الإسلامية تمثل هوية للمسلمين لا يمكن التنازل عنها»: كما أن الفرنسي أو الانجليزي أو الأميركي يعتز بقانونه، فلا بد أن يعتز المسلم بشريعته، ومن الخطأ العلمي الفادح محاولة الفصل بين أي حكم تشريعي وبين أصوله الحضارية والفكرية.

    ولذلك يمكنني أن أحصر الخلاف الدائر حول تطبيق الشريعة في ثلاثة تيارات: الأول يبدأ من النصوص الشرعية وينتهي إليها ويطالب أصحابه في إصرار شديد بضرورة إعلان الالتزام المطلق بتلك النصوص، ففي كلماتها وحروفها وخواطرها مع ما في ذلك من إهدار صريح للقاعدة التي تقضي بأن العبرة في ممارسة التشريع وفي تطبيق النصوص الملزمة «إنما هي المقاصد والمعاني وليس بالألفاظ والمباني. ويرى أصحاب هذا الموقف أن التردد في تطبيق الشريعة الإسلامية تردد في الإيمان واهتزاز في العقيدة ومخالفة لأمر الله تبارك وتعالى».

    والتيار الثاني من تيارات تطبيق الشريعة يرى أن الدين في جوهره دعوة للعقيدة الخالصة وللأخلاق الفاضلة ولإقامة التنظيمات العادلة التي صحبتها توجيهات عامة لتنظيم المجتمع عن طريق التشريع، ضربت لها الأمثلة في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ومارسها المسلمون ممارسات متعددة ومختلفة فيما بينهم خلال عصور التاريخ الإسلامي المتعاقبة، وهم لا يرون في هذه الممارسات إلا أنها اجتهادات بشرية مشكورة ومحمودة، وأنها تستحق لذلك أن تستأنس بها الأجيال اللاحقة دون أن تقف بالضرورة عندها، أو تلزم نفسها بها إلزاماً حرفياً جامداً بنصوصها، وذلك كله بشرط ألا يخالف الاجتهاد نصاً قطعي الدلالة قطعي الثبوت.

    أما التيار الثالث فنحن من جانبنا - يقول الدكتور أبو المجد - نرى أن في كل من الموقفين السابقين جانباً من الحقيقة يستحق أن نأخذ به وندعو إليه، وأن الجميع بينهما جمع بين الحسنيين، يتحقق به معنى «الطاعة لله» تحقيقاً مبصراً حين يكتمل معنى «الطاعة» بمعنى الاستبصار بمواقع المصلحة، وعناصر الاستجابة الواعية لما يطرأ على مجتمعات الناس والشعوب من تغير لا يتوقف، وهو تغير يدخل في عموم سنة الله. وهذه الاستجابة تتمثل في تحقيق التوافق والانسجام بين «شريعة الإسلام» المتمثلة في النصوص القرآنية والنبوية وفي سيرة النبي.. ونعمة قبول الإسلام المتمثلة في استخدام العقول وقدح زناد الاجتهاد، وهما نعمتان متكاملتان «وفي كل خير». يضيف الدكتور أحمد كمال أبو المجد: ومعنى ذلك كله أن المسلم لا يكون مسلماً إلا إذا اختار الالتزام بشريعة الإسلام وأيقن أن ما ثبت عن الله تعالى أو عن نبيه هو المصلحة بعينها، والرحمة كلها، والعدل كله، وإلا إذا أدرك الفارق الجوهري بين أحكام البشر وحكم الله، والمسلم مع ذلك كله يعرف أن النصوص لم تتناول بالتفصيل كل شيء، وأن الله تعالى بين حكمه في أشياء وسكت – رحمة بنا – عن أشياء. وهذا المنهج في التشريع تفوض لنا بالاجتهاد – ودعوة إلى استعمال العقول، واستجلاء وجوه المصالح، والمفاضلة بين الحلول والبدائل. وممارسة هذا الاجتهاد ليست كما يتوهم البعض عدواناً على النصوص، بل هي التزام بها، وبالأصول والمبادئ الكلية التي تحكم تشريع الإسلام.

    بين الشريعة والفقة

    ويؤكد الدكتور أبو المجد أن الشريعة غير الفقه، كما أن الدين غير التدين، فالشريعة هي مجموع أحكام الله تعالى الثابتة عنه وعن نبيه عليه الصلاة والسلام التي تنظم أفعال الناس، ومصدرها كتاب الله سبحانه وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام. أما الفقه فهو عمل الرجال في الشريعة استخلاصاً لأحكامها وتفسيراً لنصوصها. وإذا كانت الشريعة حاكمة كما يقال بحق – فإن الفقه محكوم بكل ما يحكم عمل الرجال وسلوكهم في الجماعة. والطاعة الواجبة على المسلم إنما هي طاعة الشريعة.. وليست طاعة الفقه ورجاله.

    إن من حق بعض الناس – يقول الدكتور أبو المجد – إن يعجزوا عن رؤية الدنيا وهي تدور وتتغير، ولكن ليس من حقهم أن ينكروا هذه الرؤية على من أمكنه الله منها، وليس من لم يرجحه على من رأى. والذين يرفضون أن ينظروا إلى أبعد من مواقع أقدامهم، أو يتخيلوا أن المسلمين يستطيعون أن يقيموا مجتمعهم على صورة نماذج المجتمعات الإنسانية التي قامت منذ مئات السنين، وأن يستغنوا بذلك عن الاجتهاد من جديد، أولئك يحرثون في البحر، ولن تتوقف الحياة لتناقش أوهامهم.

    وبعد.. فالحصيلة النهائية لإخفاق الغالبية العظمى من تجارب تطبيق الشريعة الإسلامية في العالم الإسلامي، تتلخص في أنه لا يمكن أن يقيم نظام «غير إسلامي» - كما هي الحال في سودان النميري – الإسلام بأي صورة من الصور، وأن الانفصال عن الواقع والعزلة والاكتفاء بما في بطون الكتب من أحكام دون أي اجتهاد – كما هي حال تجربة «طالبان» الأفغانية و«طالبان» الصومالية أو حركة شباب المجاهدين – ستؤدي في النهاية إلى الاصطدام بالواقع وتحميل الإسلام عبء التجربة الفاشلة والإسلام منها براء. كما أن تقنين الشريعة وتطبيقها يحتاجان إلى إرادة قوية تدفع باتجاه الاستفادة من تراث الإسلام التشريعي الهائل.إن أمتنا تحتاج إلى إسلام «غير إسلامي»، أي متحرر من شعارات جماعات الإسلام السياسي التي كبلته لأكثر من قرن، وقدمت صورة مغلوطة للشريعة تتمثل في «المظاهر» دون اجتهاد وعمل حقيقي في فهم الواقع، والبحث عن حلول له تنطلق من حقيقة عبر عنها ابن القيم وهي «حيثما وجدت المصلحة فثم شرع الله». وقد أثبتت تجربة لجنة استكمال تطبيق الشريعة في الكويت - وهي المؤسسة الرسمية الدائمة الوحيدة في العالم- والتي لم تقدم سوى 11 مشروعاً بقانون مستمدة من الشريعة، أو مجرد تعديلات على القوانين القائمة، أن الأمر أكبر وأصعب من مجرد ترديد الشعارات الفارغة أو التعامل بالعواطف المشبوهة. وسنتوقف في الحلقة الثالثة والأخيرة من هذا الملف في حوار مع رئيس اللجنة الدكتور خالد المذكور كي يتحدث عن تجربته تقنين الشريعة في الكويت.


    جريدة الاتحاد
    الاثنين 27 رمضان 1434هـ - 05 أغسطس 2013م




    -------------------


                  

08-06-2013, 10:25 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)


    sudansudansudansudansudansudan10.jpg Hosting at Sudaneseonline.com




    تضييق الخناق على المعتصمين..

    وتسريب أخبار بأن الاعتصام سيتم فضه بعد العيدحسنين كروم
    August 5, 2013


    القاهرة – ‘القدس العربي’


    أبرز ما في صحف مصر امس هو المحاولات الدولية والعربية والمحلية لايجاد مخرج من الأزمة الحالية، فقد تواصلت اجتماعات مساعد وزير الخارجية الأمريكية وليام بيرنز مع المسؤولين، بدءا من رئيس الجمهورية المؤقت المستشار عدلي منصور ونائبه للعلاقات الدولية الدكتور محمد البرادعي، ورئيس الوزراء الدكتور حازم الببلاوي، ومع سياسيين وقادة حزبيين، واجتماع وزير خارجية دولة الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد مع المسؤولين، وأنباء عن محادثات سيجريها وزير خارجية قطر للتوسط وهي بادرة ستكون في منتهى الأهمية من جانب قطر لإنهاء التوتر في علاقاتها مع مصر، كما تواصلت العمليات الارهابية في سيناء ضد قوات الجيش والشرطة.
    ورفضت سلطات مطار القاهرة الدولي دخول الناشطة اليمنية توكل كرمان لتنضم إلى المعتصمين في إمارة رابعة العدوية، وكان عليها أن تطلب الاجتماع بالأحزاب من كل الاتجاهات ومنظمات حقوق الإنسان والمرأة لتعرف ما هو الموقف، ايضا تم إلقاء القبض على اثنين من مشايخ جمعية تحفيظ القرآن في اطفيح بمحافظة الجيزة، هما الشيخ محمد إبراهيم فايد إمام وخطيب مسجد وأحمد يوسف الشوربجي مدرس بالأزهر، في القليوبية وهم يصطحبون اكثر من مائة وخمسين طفلا، في عدة سيارات ميكروباص لشراء ملابس جديدة لهم من أحد المحلات وقبضت الشرطة عليهما وعلى واحد وسبعين طفلا، اعترفوا بأن الشيخين أخذوهم لشراء ملابس جديدة للعيد ثم ارسالهم الى رابعة العدوية، وتم نشر صورهم، كما اعلن استاذ الجامعة الإخواني الدكتور صلاح الدين سلطان من على منصة رابعة، ان الاعتصام فرض بينما الاعتكاف في المساجد في العشر الأواخر من رمضان سنة. وخطب الدكتور احمد تاج الدين الاستاذ بكلية الطب بجامعة اسيوط في المعتصمين في ساحة عمر مكرم بالمدينة، وأكد لهم أن الهجرة الى رابعة العدوية تشبه هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة الى المدينة، وواصل الإخوان وحلفاؤهم الدعاء على الجيش والسيسي ومعارضيهم في ليلة القدر، ومن الخبار الطريفة ازعاج الفيل المسكين في حديقة الحيوان بسبب الألعاب النارية من اعتصام تمثال نهضة مصر، فأحرقت شجرة نادرة، تم اطفاؤها بسرعة وهاج الفيل وكاد يقتل حارسه،
    وأعلن الداعية الشيخ محمد حسان انه سيبدأ بوساطة بعد اجتماع السيسي مع علماء اعضاء جمعيات دينية، مؤكدا لهم انه لن يتم فض الاعتصام بالقوة، وتجنب حسان ذكر ان السيسي أكد أنه لا تراجع عن خارطة المستقبل التي تم إعلانها، كما تواصلت العمليات الإرهابية في سيناء ضد الجيش والشرطة وتسريب أخبار بأن الاعتصام سيتم فضه بعد العيد.
    وبدء عمليات تضييق الخناق على المعتصمين وتحقيقات النيابة مع اكثرمن ثلاثين من الإخوان الذين هاجموا مدينة الانتاج الإعلامي وحطموا بوابتها وحاولوا اقتحامها، كما امر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب بحفظ المطالب من أعضاء مجمع البحوث الإسلامية بإسقاط عضوية الشيخ القرضاوي من هيئة كبار العلماء، بسبب مهاجمته الأزهر، وأصدرت النيابة العامة أمرا بحبس السفير السابق بوزارة الخارجية ورئيس ديوان رئاسة الجمهورية محمد رفاعة الطهطاوي خمسة عشر يوما على ذمة قضية تعذيب المحتجزين في أحداث قصر الاتحادية في شهر ديسمبر الماضي. ومعه ايضا نائبه وابن شقيقه الرئيس السابق، اسعد الشيخة لنفس السبب. وإلى بعض مما عندنا في العشر الأواخر من الشهر الكريم.

    صحافيون من أجل مرسي

    ونبدأ بالمعارك الدائرة حول الرئيس السابق محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين من جانب بعض مؤيديهم من زملائنا، مثل زميلنا وصديقنا بـ’الأخبار’ أسامة عجاج أحد مديري تحريرها الذي تحول عندما كان الإخوان في أوج قوتهم إلى جانبهم، ويحس الآن بورطة في كيفية التراجع التدريجي، قال يوم الأحد: ‘تغيرت مصر كثيراً، من كان يتصور أن عشرات الآلاف يمكنهم أن يستمروا في اعتصام مفتوح حوالي شهر كامل في اكبر ميادين القاهرة الكبرى رابعة العدوية والنهضة في ظل حر يوليو وفي شهر الصيام من كان يتوقع أن تخرج المسيرات بصفة مستمرة في مدن مصر ومحافظاتها بشكل شبه يومي وفي أثناء النهار، حيث تصل درجة الحرارة الى اكثر من أربعين في مدن الصعيد، أظن أن هذا هو المشهد الذي لم يتوقعه أصحاب القرار بعد الثلاثين من يونيو، فقد جرت العادة منذ بداية ظهور جماعة الإخوان المسلمين في عشرينيات القرن الماضي وطرحها مشروعاً مختلفاً مع النظم السياسية القائمة، رغم اختلافها من ملكية فاروق الى زمن عبدالناصر الى ليبرالية السادات الى عهد مبارك، والذي خلا من الملامح، انها دائماً رد فعل لقرارات السلطة، في زمن فاروق حاول إجهاض المشروع بالقبض على مؤسس الجماعة الشيخ حسن البنا واغتياله، بعد ذلك واعتقال بقية القادة وذهب الملك وجاءت محنة 1954 في الصراع بين الجماعة وجمال عبدالناصر فكانت النتيجة اعتقال الآلاف وإعدام عبدالقادر عودة وسجن المرشد المستشار حسن الهضيبي وكل القيادات واستمر الوضع كما هو حتى جاءت المحنة الثانية في 1965 لنكتشف أن التنظيم وفقاً لمفهوم السلطة ما زال حياً وموجوداً ويتآمر وفقاً لما قالته السلطة الناصرية فتبدأ مرحلة جديدة من الإعدامات وفي المقدمة سيد قطب ويتم الزج بالعشرات من جديد في السجن’.

    هويدي: هل نقتل
    المعارضين في مصر؟

    وننتقل الى ‘الشروق’ في نفس اليوم – الأحد – وزميلنا والكاتب الإسلامي الكبير فهمي هودي وقوله: ‘هل نقتل المعارضين في مصر أم لا؟ هذا السؤال مثار في بعض وسائل الإعلام هذه الأيام، بحيث أصبح محلاً للاجتهاد وتختلف فيه وجهات النظر، صحيح أن المسألة لا تصاغ بهذه الصراحة في أغلب الأحوال لأن الأغلبية لا تتحدث عن القتل بصورة مباشرة إلا أنهم يغلفون الدعوة بعبارة أخرى مثل فض الاعتصام بالقوة، أي بالسلاح وهو ما حدث مع المعتصمين أمام مقر الحرس الجمهوري الذي قتل منهم أكثر من خمسين شخصاً عند الفجر أو مع المعتصمين عند النصب التذكاري في مدينة نصر الذين قتل منهم اكثر من مائة وعشرين شخصاً في حين أصيب في المذبحتين نحو ثلاثة آلاف شخص على الأقل، لكن ذلك لم يمنع آخرين من الجهر بضرورة التخلص من المعارضين ‘الإخوان المسلمون بالدرجة الأولى’، يخطىء من يظن أن الإخوان وحدهم المستهدفون في كل ذلك، وإن كانوا هم الذريعة التي يجري الاحتجاج بها لتوسيع حملة القمع والاقتلاع لأنني أزعم أن الهدف النهائي هو مكتسبات ثورة 25 يناير ومنظومة القيم التي دافعت عنها خاصة ما يتعلق منها بالحرية والكرامة الإنسانية.

    الاخوان اخطأوا
    هنا واصابوا هناك

    وإلى بعض الذين يرفعون شعار رفض العودة الى الوراء هذه الأيام يتحدثون عن عدم عودة الرئيس محمد مرسي الى منصبه ليس غيرة على مبادىء ثورة 25 يناير ولكن لإفساح الطريق لفلول نظام مبارك وسياساته وجميعهم لا يزالون قيد الحياة يكتمون ابتهاجهم وينتظرون’.
    وفي الحقيقة، فأنا لم اقرأ حكاية المطالبة بقتل الإخوان أو الإسلاميين، اللهم إلا إذا كان هويدي يعتبر الدعوة الى حل الجماعة بحكم قضائي إذا ثبت بطلان قرار إعلانها ونظراً لما يقال عن اكتشاف أسلحة داخل مقرها في المقطم ووجود قناصة قتلوا ثمانية من المتظاهرين أمام المقر.
    إذا اعتبر ذلك دعوة للقتل، فهذا أمر غير مفهوم من كاتب كبير مثله، وكذلك قوله عن إطلاق النار على المعتصمين أمام الحرس الجمهوري، بينما لم يكن هناك اعتصام إنما محاولة اقتحام المقر بالقوة، والبدء بإطلاق النار والخرطوش على القوات، وهو ما رآه الجمع علنا، والاقتحام كانت الدعوة علنية له في منصة رابعة من محمد البلتاجي وصفوت حجازي، للإفراج عن الرئيس السابق، وهم يعلمون انه غير موجود، لكن الخطة كانت تجربة اقتحام منشأة عسكرية فان مرت بسلام تبدأ عملية اقتحام غيرها لتفكيك الجيش، وكل من عمل بالعمل السياسي السري والعلني لا تجوز عليه حجج الإخوان وتبريراتهم في اقتحام منشآت عسكرية أو أمنية.
    أما الذي لم أفهمه من هويدي فهو صمته عن طلب الكثير من الإخوان بالتدخل الدولي الذي وصل للتكبير عندما زفوا البشرى للمعتصمين في رابعة بأن مدمرتين أمريكيتين اقتربتا من السواحل المصرية.

    الاخوان وحدوا
    بين كل الاضداد مرة واحدة

    وان كان زميلنا عماد الدين حسين رئيس التحرير التنفيذي أراد أن يثبت لعمرو ولي انه ليس من مجموعة صحافيين من أجل مرسي لذلك، قال في نفس العدد في عموده – علامة تعجب: ‘كلما ابتعد الإخوان عن المشهد وأصروا على الحد الأقصى من مطالبهم المتمثلة في عودة محمد مرسي للحكم وعودة الدستور ومجلس الشورى، ساهموا في تمكين بقايا دولة حسني مبارك من العودة مرة أخرى، محمد مرسي والإخوان ارتكبوا خطأ فادحاً بإصدار الإعلان الدستوري في نوفمبر الماضي ووحدوا بين كل الاضداد جمعوا البرادعي وأبو الفتوح وصباحي وموسى والقضاة في سلة واحدة مع أحمد شفيق وتوفيق عكاشة وأحمد الزند وسائر أنصار حسني مبارك وبقايا نظامه، الذي يفعله الإخوان الآن هو تكرار لخطأ الإعلان الدستوري ولكن بصورة أسوأ هذه المرة’.

    ‘المصريون’: قتل المسلم
    لأخيه المسلم ليس من الإسلام في شيء

    وإلى المعارك العنيفة المتواصلة بسبب الإخوان المسلمين، وبدأها يوم الأربعاء، في ‘المصريون’ عصام الدين راضي بقوله عنهم: ‘على القاعدة العريضة من الإخوان المسلمين الذين يملأون ميدان النهضة وإشارة رابعة العدوية ويتحملون حرارة الشمس ومشقة ساعات الصيام الطويلة أن يعلموا أن الحديث الذي يقرأ عليهم من على المنصة لا يتجاوز حناجر شيوخ الفتنة ويجب عليهم أن يرفضه كل صاحب عقل فخطابات المنصة هي حديث فتنة تحض على قتال المسلم لأخيه المسلم وهذا ليس من الإسلام في شيء كما أن مهاجمة مقرات الجيش والشرطة أمر لا يقره الدين والدفاع عن الشرعية هم مجرد عساكر يتم الزج بهم في مقدمة صفوف الحرب التي يدعون إليها هم مجرد حرافيش يتم استخدامهم للهتاف باسم فتوة الحارة مقابل وجبة باردة في ميدان النهضة أو إشارة رابعة العدوية أو أي مكان آخر، فليرد علينا أحد ماذا قدم البلتاجي للإسلام؟
    وماذا قدم المرشد نفسه؟ وماذا قدم مرسي للوطن حتى يتم الدفاع عنه؟ كان أولى بكم أن تكونوا أول من يحاكمه لأنه خان الأمانة وبدد مستقبل وماضي وحاضر الجماعة بسبب أخطائه التي ارتكبها عن عمد وجهل، عودوا الى منازلكم يرحمكم الله’.

    ‘روزاليوسف’ تنتقد
    الزج بالاطفال في مقدمة المظاهرات

    طبعاً، فالعودة الى المنازل خاصة قبل العيد، فيها فوائد كثيرة، وتمنع ارتكاب المزيد من الذنوب والآثام التي قال عنها في نفس اليوم – الأربعاء – بجريدة ‘روزاليوسف’ المستشار محمد الدمرداش العقالي الذي كان إخوانيا وابتعد عنهم، قال: ‘الجماعة بعد أن فرغت من مقارفة انتهاكاتها لحقوق الأطفال من غير المنتمين لها والتي تنوعت من ضرب وتعذيب وصولا للقتل بدم بارد بإلقاء الأطفال من أسطح البنايات استدارت لتفرغ طاقتها المتقدة شراً في انتهاك أطفالها أنفسهم رغم أن الشريعة الإسلامية الغراء وكلت لهؤلاء الأطفال حماية خاصة ورعاية فائقة وقت الصراعات بكل أشكالها ولم تسمح ان تطالهم يد القتل أو الترهيب أو الاستغلال كدروع بشرية، ويكفي ان تطالع حديث الحبيب المصطفى، صلى الله عليه وسلم – حينما بلغه عند احتدام القتال في احدى الغزوات ان السيف يأخذ في طريقه أطفالا صغارا فنزل ساحة المعركة وهو يصيح في جند الإسلام: ‘ما بال أقوام جاوز بهم القتل حتى قتلوا الذرية ألا لا تقتلوا الذرية، ألا لا تقتلوا الذرية’، كما ثبت قوله حين داخلته الخشية من زهق مرشد في سيف خالد بن الوليد عندما أرسله في سرية لحي من أحياء العرب: ‘أدرك خالداً وقل له لا تقتل عسيفاً ولا ذرية’، وبناء على ذلك اكدت تعاليم الإسلام ان الصغير إذا ما ظهر في الميدان فلا يصح قتله كما لا يصح أو يجوز شرعاً استخدامه كدرع بشرية أو حتى التلويح بذلك، هذا حال الرسول العدنان فما بال حال الإخوان وقد وضعوا السيف على رقاب الصغار، سواء في ذلك من أيدهم وناصرهم أو من خرج عنهم ولم يكن من نسل عشيرتهم، ولله الأمر من قبل ومن بعد في إخوان رابعستان’.

    ‘أخبار اليوم’: المطلوب
    تفهم اكثر للموجودين في رابعة

    لا، لا، المطلوب تفهم اكثر للموجودين في رابعة وهو ما طالب به يوم السبت في ‘أخبار اليوم’ زميلنا وصديقنا الإخواني وعضو مجلس نقابة الصحافيين محمد عبدالقدوس، بقوله: ‘لا بد من التماس العذر لهم فالرئيس الشرعي للبلاد تم طرده من منصبه ثم انهم يدافعون عن أنفسهم، فالدولة بعدما حدث لا تبدي أي نوايا حسنة تجاههم، أقصد أمرين تحديداً التوقف عن سياسة الانتقام ونراها في تلك الاعتقالات العشوائية والقبض على قادة الجماعة دون أي سند من القانون والتحفظ على أموالهم وهذا أمر استثنائي وشاذ لكنه اصبح ‘عادياً’ عندنا والمطلوب أن تكون هناك مصالحة حقيقية وجادة بوقف كل تلك الممارسات اللا أخلاقية والإفراج عن جميع المقبوض عليهم ما لم يكونوا متهمين باتهامات محددة وجادة وليست ‘فشنك’ أو أي كلام! والأمر الثاني التوقف عن العمل من أجل عودة النظام القديم فالشعب المصري لن يقبل أبداً بعودة العهد البائد’.

    لماذا يتشفى
    المصريون ببعضهم؟

    واضطرتنا الظروف الى البقاء داخل مؤسسة ‘الأخبار’ للاستماع إلى آراء عدد من زملائنا في مجلة ‘آخر ساعة’ التي تصدر عنها، ونبدأ برئيس تحريرها الإخواني زميلنا إبراهيم قاعود، وقوله: ‘ما لا أفهمه ردود الفعل الغريبة من سياسيين وإعلاميين وحتى من رجل الشارع تجاه من سقطوا ضحية أحداث العنف من شماتة وتشف وهي حالة غريبة على بلدنا وشعبنا أمام لحظات صعبة كان ينبغي الوقوف امامها في صمت ورهبة فهناك أرواح تزهق من مصريين ليسوا من الدرجة الثانية او اقل من مستوى البشر فمنهم الشباب والنساء والأطفال وكبار السن، لم نكن نريد للخلافات والصراعات ان تنسينا إنسانيتنا، نكره من نشاء لا نصل للدرجة التي يتكلم البعض هنا وهناك على طريقة فليذهبوا للجحيم وعلى الجانب الآخر لم استسغ لهجة لتكفير لكل المخالفين والمعارضين واتساعها بينٍٍٍٍٍٍٍٍ أبناء الشعب’.

    لماذا لا يعمل اصحاب الضمائر
    على وقف إراقة المزيد من الدماء؟

    أما زميله عبدالرازق حسين فلم يعجبه كلامه لذلك قال: ‘الذين يدفعون شبابهم للانتحار في الشوارع مرضى بالغيبوبة السياسية عجلة الزمن لن تعود للوراء وخريطة الطريق كما اكد ابن مصر البار الفريق السيسي لن يتأخر تنفيذها لحظة واحدة، الشعب طلب ذلك يوم 30 يونيو وأكد أوامره الجمعة الماضية، لماذا لا يعمل اصحاب الضمائر والأصوات العاقلة على وقف إراقة المزيد من الدماء والمناورات السياسية لقادة حزب الحرية والعدالة ومصر القوية والنور وغيرها من قادة الأحزاب المرتبطة بالإخوان لن تحقق لهم خطوة واحدة للأمام بالعكس ربما تزيد ما يحدث على الأرض اشتعالا، الواقع تجاوز ما يطرحون من أفكار ومحلول ومشروعات أصبحت تنتمي للماضي’.

    سفينة الوطن بها متسع للجميع

    وطبعاً، أيدت ذلك زميلته الجميلة هادية الشربيني بقولها: ‘الشعب المصري الذي أعلن رفضه الحاسم بأن يعيش رهينة للعنف والإرهاب يأمل في نفس الوقت ان تتم إدارة المعركة مع الإرهاب بأقل الخسائر الممكنة ودون إراقة المزيد من الدماء ومن ثم لدينا أمل أن يتغلب صوت العقل والحكمة في صفوف جماعة الإخوان المسلمين فسفينة الوطن بها متسع للجميع ولكن على أساس الالتزام بالمصلحة العليا للوطن لأن مصر من الآن فصاعدا لن تقبل في صفوفها من يرفع راية العنف والإرهاب والتدمير لأن الشعب قال كلمته ولا صوت يعلو فوق صوت الشعوب’.

    وفدي يستعدي الجيش
    على الاخوان

    وتتواصل المعارك فيوم الأحد شن صاحبنا الوفدي كامل عبدالفتاح، هجوماً عنيفاً على الإخوان وطالب بالانتهاء من أمرهم بقوله والشرر يتطاير من عينيه: ‘لكي نكون أكثر احتراما وتقديرا واتساقاً مع ما حدث من اندفاع ثوري كاسح في 30 يونيو الماضي لاقتلاع نظام الإخوان المسلمين السرطاني يجب ان نعي أمراً مهماً وهو أن مشاركة أي تيار سياسي مصري في الحياة السياسية حق طبيعي ومطلوب بما في ذلك حزب الحرية والعدالة أما استمرار الحز في الاختباء خلف ستارة دينية سوداء لجماعة الإخوان المسلمين فهذا ما يجب رفضه وإعلان الحرب عليه حتى يتم حل كل التنظيمات ذات المرجعية الدينية وتحقيق فص تام بين الدين والسلطة وكفانا عفناً وتخلفاً ومتاجرة باسم الدين وانشغالا عن عالم يتقدم كل ثانية للأمام في حين يدفعنا المتأسلمون للخلف قرونا للوراء كل يوم’.

    ‘المشهد’: صناعة كل هذه
    الكراهية في عام واحد؟!

    وآخر المهاجمين اليوم للإخوان سيكون زميلنا مجدي شندي رئيس تحرير ‘المشهد’ الاسبوعية المستقلة التي تصدر كل يوم أحد، قال: ‘لم يتركوا باكية تبكي عليهم، هذا هو حال جماعة الإخوان المسلمين، يتساءل المرء أحيانا عن كيفية صناعة كل هذه الكراهية في عام واحد؟ هل هي السلطة؟ أم القيادة الخطأ؟ بالطبع لن تجد إخوانياً يعترف أبداً بخطايا الجماعة سيخبرك بقناعة وتصديق كاملين أن أعداء الحرية وأعداء الدين تحالفوا عليها فعوقوا خطاها وشوهوا أعمالها وأن إعلاماً فاسداً وقضاء فاسداً ونخبة فاسدة اجتمعت على خلع الجماعة من السلطة وتحاول خلعها من المجتمع، المتخلفون عقلياً وحدهم من يمكن أن يصدقوا ذلك، الناس لا يختلفون مع الإخوان بسبب تدينهم هذه أكذوبة كبرى تحاول الجماعة ترويجها فقد كان أعضاؤها محبوبون بين جنبات المساجد، يخطبون ويؤمون الصلوات ويدعون الى الله ب’الحكمة والموعظة الحسنة’، فما حضر ‘شيطان السياسة’ وقع الشقاق وظهر التنظيم نفعياً كأي حزب آخر يبيع ويشتري ، يتآمر ويعقد الصفقات، يتواطأ أحياناً على الدم وعلى الفساد، لم يكن الخطر في ذلك وحده بل في عمل الجميع بالسياسة فالدعاة الكبار الذين كانوا يحظون بإجلال واحترام فقدوا الكثير من وقارهم وهيبتهم وسط جموع الناس حتى بدأوا يدافعون عن الجماعة كجماعة، فداعية مثل الشيخ أحمد المحلاوي ‘على سبيل المثال لا الحصر’ كان محل إجماع من القوى السياسية على مدى عقود كيف تغيرت الأمور فجأة وأصبح ‘الداعية’ خصماً يحاصر داخل ‘القائد إبراهيم’ ويخرج في وسط حراسة الشرطة ويجري ‘تحت سمعه وبصره’ استجواب وتعذيب لخصوم سياسيين تم اختطافهم الى داخل المسجد’.



    -----------------

    صحف العالم تتفق على وصف الإخوان بـ"طفل الغرب المدلل" ويمثلون دور الضحية لاستعطاف العالم والجيش المصري منح الشعب قبلة الحياة بعد إزاحتهم من السلطة
    السبت, 03 أغسطس 2013 10:58

    كتبت فاطمة السكرى ودعاء سيد

    تحدثت شبكة يورونيوز الإخبارية عبر موقعها الإلكتروني، بنسختها الصادرة باللغة الإيطالية، عن استمرار الصراعات من قبل مؤيدى الرئيس المخلوع الذين يحتلون ميدان رابعة على الرغم من تحذيرات الحكومة المتكررة باستخدام القوة في حالة استمرار عمليات العنف والشغب.

    وأعرب أحد المتظاهرين، أنه لا يرغب أي شخص في تكرار مجزرة بشرية مرة أخرى ضد الجماعات الإسلامية.
    ومن جانبه، صرح وزير الداخلية بأنه لا يتحمل مسئولية الوضع الراهن، وأكد أن قادة الجماعات الإسلامية عاجزين عن تفسير المشهد السياسي الحالي، حيث كانوا يتحدون معًا للمشاركة للوقوف في وجهه الانقلاب العسكرى، وهم الآن يتصارعون مع بعضهم البعض، ولم يتمكنوا من معرفة كيفية توجيه مؤيديهم إلى الطريق الأمثل لتحقيق مطالبهم أو وضع نهاية لفض الاعتصام بميدان رابعة العدوية وميدان النهضة، حيث خرجت الأمور من أيديهم ولم يتمكنوا من فعل أي شيء.

    وقالت الشبكة الإخبارية، إن الولايات المتحدة تستنكر احتجاز الرئيس مرسي في أكبر دولة عربية، معتبرة أنها جريمة تسبب قلقًا وتوترًا على الشأن الداخلى والدولى، وترى الدول الأوروبية أن استخدام القوة لفض الاعتصام بالميدان شيء غير مقبول، وبعد زيارة المفوضة الدبلوماسية العليا للاتحاد الأوروبي كاترين أشتون في أول زيارة لها لمصر بعد أحداث الثورة وبعد فشلها في وضع حلول جذرية للوضع المصري الراهن فأنه قد حان دور وزير الخارجية الألمانى جويدو فيسترفليه للقاء مع القادة المصريين .

    وأضافت اليورونيوز، أنه قد وصل للقاهرة المبعوث الأوروبي برناردينو ليون حاملا نفس الرسالة، وهى البحث عن حوار وطني بين القوى السياسية، وأوضحت في نفس السياق اتحاد المجتمع الدولي لنصرة وإنقاذ جماعة الإخوان واستنفارهم من هجوم قوى المعارضة ضدهم أو إلحاق أي أذى بأي متظاهر من مؤيدي الرئيس المعزول، ما يؤكد أن الأحداث الجارية تثبت أن الإخوان هي الطفل المدلل لدى الدول الغربية.
    كما تحدثت وكالة الأنباء الايطالية MISNA عبر موقعها الإلكتروني، أنه قد احتشد الجمعة آلاف من مؤيدي الرئيس المخلوع، بعد أداء صلاة الجمعة وقد احتشدوا بميدان رابعة وميدان النهضة، مطالبين بسقوط السيسي والإفراج عن مرسي وعودته للحكم مرة أخرى، وقد أقيمت اليوم 33 مسيرة مؤيدة للرئيس على الرغم من تحذيرات وزارة الداخلية المتكررة بفض الاحتجاجات والاعتصامات، مما دفع وزارة الداخلية لإعلان عن استعدادها لاتخاذ جميع التدابير القانونية اللازمة للتعامل مع المخربين والمخالفين للقانون .
    وأشارت ميسنا الايطالية إلى أن الشرطة قد قامت بتفريق الحشود بالغاز المسيل للدموع والتي كانت قد تجمعت أمام مدينة الإنتاج الإعلامي، وقد أشارت أيضا وسائل الإعلام إلى تصعيد جديد للعنف من جانب الجماعات الإسلامية، وخاصة بعد احتمال تدخل قوات الأمن ودعوتها لإخلاء مناطق الاعتصام .
    وأفادت ميسنا، أن تدخلات الدبلوماسيين الغربيين لم تفلح في وقف الاحتجاجات، حيث طالب كلا من وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيرة من دوله الإمارات العربية السلطات المصرية ببذل كافه جهودها لعودة الحياة الطبيعية في الشارع المصري، مؤكدين أنها " أولوية قصوى".
    وختامًا، أكدت الوكالة الإخبارية، أنه ينبغي على القادة السياسيين بمصر التخلي تماما عن استخدام أعمال العنف ضد المتظاهرين، وينبغي أن تتوقف الحركات الإسلامية عن الظهور في دور الضحية أمام الرأي العام العالمي، بعدما فشلت حكومتهم في تحقيق الديمقراطية على أسس احترام حقوق الإنسان وسيادة القانون .
    وفي السياق ذاته أفادت صحيفة THE NEW YORK TIMES الأمريكية أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قدم دعمًا غير متوقع للقادة العسكريين في مصر أمس "الخميس" خلال تصريحاته من باكستان بأن الجيش المصري استعاد الديمقراطية عندما أسقط الرئيس محمد مرسي وأنه استجاب لرغبة الملايين.
    ورأت الصحيفة أن تصريحاته جاءت تأكيدا لما يقوله وزير الدفاع المصري، اللواء عبد الفتاح السيسي، الذي قال إنه حذر مرارا وتكرارا من قيام مرسي بتغيير المسار وأنه كان ينفذ إرادة الشعب حين قام بعزله، وشددت على أن تعليقات كيري تمثل أقوى تأييد حتى الآن من قبل الولايات المتحدة للتدخل العسكري، والذي رفضته إدارة أوباما بتسميته "انقلاب".
    وأضافت الصحيفة أن باستخدام هذا المصطلح " الانقلاب" يتطلب من الولايات المتحدة تعليق 1.5 مليار دولار حزمة مساعداتها السنوية لمصر، وهي خطوة يؤكد المسئولون الأميركيون أن من شأنها أن تزيد من زعزعة الاستقرار في مصر. بدلا من ذلك، وجدت الإدارة وسيلة لتجنب هذه المسألة تماما، والبت في الأسبوع الماضي أنه لم يكن مطلوب قانون لتحديد ما إذا كان الجيش دبر انقلابا أم لا.
    من جانبها ألمحت صحيفة THE DAILY BEAST الأمريكية إلى أنه عندما طلب الجنرال "عبد الفتاح السيسي" نزول المصريين للشوارع لإعطائه تفويضًا للقضاء على الإرهاب، نزل الملايين لتأييد دعوته، الأمر الذي اتهم مؤيدو الرئيس المعزول بأن الجيش يتبع نظرية المؤامرة، مشيرين إلى أن الجيش كان مساعدًا على الاحتجاجات التي أدت للإطاحة بمرسي، ولكن أكد معارضي مرسي أن الجيش قدم لهم الدعم المعنوي فقط و لم يتدخل في شيء.
    وفي هذا الصدد، قالت الصحيفة إن التحول من الجيش سواء من العامة او الخاصة بدأ مبكرًا هذا العام، وفي الوقت الذي يزداد فيه الغضب الشعبي ضد مرسي والإخوان، ووسط دعوات المحتجين للجنرالات بإبعادهم من السلطة.
    ويقول النشطاء إن الإدراك بأن الجيش يمكن أن يساعدهم في التخلص من الاخوان نقطة تحول هامة في معركتهم ضد رئيس اعتبروه يسير نحو الاستبدادية وعازم على التمسك بالسلطة بأي ثمن.

    ونقلت الصحيفة عن أحد السياسيين الليبراليين ذوي الصلات الجيدة- الذي طلب عدم ذكر اسمه - أن المعارضة أكدت خلال اجتماع في وقت سابق هذا العام، أن لمرسي 'عصابة' تشكل خطرًا على الأمن القومي لهذا البلد، وأنها لا يمكن أن تترك لهم هدم البلد وجعلها جزءًا من مشروعهم السخيف



    ---------------


    تحقيقات وملفات البرادعى لصحيفة عربية: المزاج العام فى مصر سحق الإخوان.. لكن هذا ليس حلا.. حتى يبدأ الحوار معهم يجب أن يعلنوا نبذ العنف.. نرحب بالوفود الأجنبية التى تقدم مساعى حميدة.. الأسبوع الحالى حاسم فى حل الأزمة
    الثلاثاء، 6 أغسطس 2013 - 03:38

    كتب رأفت إبراهيم

    قال الدكتور محمد البرادعى نائب رئيس الجمهورية للشئون الخارجية إنه يعرف أن المزاج العام فى مصر هو سحق الإخوان المسلمين، مشيرا إلى أن هذا ليس حلا، مضيفا "فإذا كنت فى موقع مسئولية، فيجب أن تقود ولا تقاد، فـالإخوان جزء وفصيل من الشعب المصرى، ويجب أن نضمن لهم حقهم فى الحرية والعيش والكرامة والإنسانية"، لافتا إلى أنه حتى من الناحية البراجماتية، فإن القمع ليس حلا، لأن معنى ذلك أن هذا الفصيل سينزل تحت الأرض، وسيبدأ فى عمليات عنف لن تخرج منها الدولة.

    وتوقع البرادعى فى حواره مع صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية أن يكون الأسبوع الحالى حاسما فى حل الأزمة السياسية فى مصر مع الإخوان مشيرا إلى أنه يجرى العمل فى اتجاه أن يكون هناك إعلان لوقف العنف من جانب الجماعة، وكذلك تخفيض عدد الموجودين فى الميادين، وبعبارة أخرى تخفيض "درجة الحرارة".

    وأشار إلى أنه قبل المسئولية بعد عزل مرسى، لأنه لم يكن يستطيع أن يقف على الرصيف بعد نزول 20 مليونا إلى الشوارع، ومطالبات جبهة الإنقاذ وتمرد، مضيفا أنه يعرف أنها مهمة انتحارية يضع فيها خبرته ومصداقيته على المحك، مؤكدا على أنه لو لم يتدخل الجيش فى وقت مناسب بعد 30 يونيو لكان الأمر انتهى إلى حرب أهلية.

    وفيما يلى نص الحوار..

    and#9668;هناك أشكال من انسداد الحوار بين أطراف الأزمة وغضب من الإخوان المسلمين، لكن من خلال تصريحاتك الأخيرة، أنت من أنصار مد اليد للطرف الآخر، وتحديدا الإخوان.. كيف يمكن أن يحدث هذا، وهل هذا واقعى بعد 30 يونيو؟

    - هناك طبعا استقطاب، وانسداد فى العمل السياسى.. هناك عنف موجود اليوم فى الشارع، ولا بد أن نجد حلا لهذا، وهذا الوضع لا يمكن أن يكون مستداما، فهذا ليس تظاهرا سلميا، لكنه تظاهر مصحوب بعنف، ولا يمكن لأى دولة أن تسمح بأن تكون هناك مجموعات، أيا كانت مطالبها مشروعة أوغير مشروعة، تستخدم العنف فى عملية ابتزاز وترويع للمواطنين.

    ولنأخذ مثلا الكلام عن منظمة العفو الدولية، عندما تقول إن هناك 10 أو11 شخصا ماتوا أوعذبوا فى إطار تجمعات الإخوان.. إذن هناك مشكلة خطيرة لا يمكن أن تستمر مدة طويلة، الوقت ليس فى صالح استمرار هذا الوضع، على الجانب الآخر لا بد أن نبذل كل وسيلة ممكنة ونتخيلها للتوصل إلى حل سلمى لهذه العملية، لأنه فى النهاية هذه أرواح ولا بد أن نحمى هذه الأرواح، ولا بد أن نحافظ على كل روح، ولا نستخدم العنف إلا إذا لم يكن لدينا خيار آخر إطلاقا، وحتى عندما نستخدم العنف يجب أن يكون منضبطا، وبكل الأساليب، لنتجنب بأقصى قدر ممكن الضحايا أوالمصابين.

    اليوم هناك مساع من كل الأطراف فى المجتمع الدولى وفى الداخل المصرى وفى العالم العربى، للتوصل إلى صيغة يمكن منها أن تفك هذا الاحتقان، تركيزى فى الوقت الحالى على نبذ العنف أو وقفه، ونعمل على أساس أن يكون هناك إعلان لوقف العنف من جانب جماعة الإخوان المسلمين، وكذلك تخفيض عدد الموجودين فى الميادين، أى بعبارة أخرى تخفيض "درجة الحرارة".

    إذا وصلنا إلى وضع تكون هناك اعتصامات سلمية فيه فى مكان محدود لا تروع المواطنين ولا تستعمل العنف ولا تخرج فى مظاهرات قطع الشوارع كما نرى، فى هذه الحالة ننتقل إلى الجزء الآخر وهو البحث معهم (أى الإخوان) فى كيفية المشاركة فى الحياة السياسية، ونحن نود أن يشاركوا فى الحياة السياسية، لأنهم جزء من المجتمع المصرى، وكذلك السلفيون، وكل مصرى لا بد أن يكون له دور فى دولة ديمقراطية، فى دولة مفتوحة قائمة على التعددية بصرف النظر جنس الإنسان وعقيدته وأصوله العرقية، نود أن نرى الإخوان المسلمين يشاركون فى كتابة الدستور الذى بدأت العمل فيه لجنة المتخصصين، وفى خلال شهرين أو ثلاثة ستنتهى من الدستور لجنة الخمسين ثم يطرح على الاستفتاء.

    نود أن يستمر حزبهم إذا كان يرغب فى العمل السياسى مثل السلفيين وكل الأطراف، لكن هذا يجب أن يكون فى إطار دستور، وهذا هو الخطأ الجوهرى الذى حدث بعد ثورة 25 يناير، وهو أننا لم نتفق على دستور توافقى يحدد القيم التى نعمل فى إطارها ونعيش من خلالها ونعمل فى ظلها.

    فى العمل السياسى لا نود أن تكون هناك أحزاب على أساس دينى، لأن معنى ذلك أن حزبا معينا سيتكلم فى السياسة باسم الدين أو الله، وهذا طبعا شىء يتناقض تماما مع طبيعة السياسة، التى فيها أخذ وعطاء، وطبعا نعرف أنه عندما يتحدث أحد باسم الدين فإن هذا هو فهمه للدين، وليس بالضرورة أن يكون معنى ذلك أن هذا هو الدين المقدس، إنما فهمه للمقدس، هذا ضرورى حتى تسير الدولة إلى الأمام ونمنع تكرار ما حدث من الاستقطاب الحالى، وهو استقطاب فى واقع الأمر صناعى، لأن مصر لم تكن فيها أبدا مشكلة بالنسبة إلى الشريعة الإسلامية أو الدين الإسلامى، فمنذ عام 1980 والدستور يقول إن مبادئ الشريعة هى المصدر الرئيس للتشريع، ولم تكن هناك مشكلة، والمحكمة الدستورية العليا فسرت هذا بأنها أحكام قطعية الدلالة قطعية الثبوت، وفتحت الباب للاجتهاد، الحقيقة نحن خلقنا هذه المشكلة بعد الثورة، وخلقتها جماعة الإخوان المسلمين، وخلقها السلفيون، كما لو كانت مصر تنقسم إلى مسلمين وكفار، بما أدى إلى هذا الاستقطاب بناء على توصيف خاطئ لمشكلة غير موجودة، وبالتالى نريد أن نعود مرة أخرى بدستور يحدد بصراحة ووضوح القيم والمبادئ، ومنها أن حرية العقيدة وحرية التعبير وكل الحريات مضمونة ومكفولة لكل مصرى، وأن العمل السياسى يجب أن ينفصل عن العمل الدعوى.

    فإذا كانت هناك جماعة دعوية أو خيرية مثل جماعة الإخوان المسلمين، فلا يجب أن تكون هناك هذه العلاقة الملتبسة الغامضة غير الواضحة مع حزب الحرية والعدالة، الحزب حزب سياسى ويجب أن يكون مفصولا تماما عن جماعة الإخوان المسلمين، وهذه بعض المبادئ التى ستناقش وتوضع فى الدستور حتى لا يحصل تكرار لحالة الاحتقان التى وصلنا إليها اليوم.

    and#9668;لكن المزاج العام فى الشارع غير ذلك؟
    - أعرف أن المزاج العام هوسحق «الإخوان المسلمين».

    and#9668;لذلك هناك تساؤلات بين اتجاهات سياسية وقطاعات فى المجتمع تريد حزما وحسما أكبر حول الاتجاه الذى تحدثت عنه؟

    - إذا كنت فى موقع مسئولية يجب أن تقود ولا تقاد، من الأسهل أن أقول نسحق «الإخوان المسلمين» ولكن هل هذا حل، «الإخوان» جزء وفصيل من الشعب المصرى، يجب أن أضمن له حقه فى الحرية والعيش والكرامة والإنسانية، حتى من الناحية البراغماتية هذا ليس حلا، فحتى تقمع أو تسحق أو تقصى فصيلا، معناه أن هذا الفصيل سينزل تحت الأرض وسيبدأ فى عمليات عنف لن تخرج منها الدولة، رأينا التجربة الجزائرية.. هناك حلول قصيرة لكنها ليست حلولا، مثل مسكنات يستفحل بعدها المرض، ليس هذا حلا، أتفهم غضب الشعب المصرى وأفهم أن الإعلام للأسف أسهم إلى حد كبير فى خلق حالة الغضب هذه وشيطنة الآخر، إنما أقول لا يمكن أن نشيطن فصيلا من الشعب لا هنا ولا فى أى بلد، الحل أننا محكوم علينا أن نعيش معا وأن نجد وسيلة وصيغة لنعيش معا فى سلام اجتماعى، ولن يتحقق لك السلام الاجتماعى فى أى وقت فى عملية تقوم على إقصاء الآخر.

    and#9668;أطراف سياسية أخرى ترى أن تيار الإخوان أو حتى تيار الإسلام السياسى كله خسر خسارة شديدة فلماذا أمنحه حبل نجاة؟

    - أنا لا أعطيه حبل نجاة، أنا أعطيه حقه كمواطن، ولا أتعامل فقط معه كفصيل سياسى، بل أتعامل معه كجزء من المجتمع المصرى وأقول له حقوقه، هناك حقوق كونية، ولا بد أن أعطيه حقه فى أن يكون جزءا ويشارك فى كل الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ما دام يلتزم بالقواعد التى اتفق عليها المجتمع، والتى نأمل أن تكون بالتوافق، الدستور الجديد ما زلت آمل فى مشاركة السلفيين ومشاركة الإخوان فيه، وأن يكون هذه المرة بالتوافق حتى نستظل جميعا بهذه القيم، سواء كنا من اليمين أو من اليسار أو من الوسط، وإنما نعرف أن هناك قواعد تحكمنا ونعمل فى إطارها، لو وصلنا إلى هذا التوافق لوصلنا إلى الصورة الأكبر، وهى أننا يجب أن نجد صيغة نعيش بها معا، ولا توجد وسيلة أخرى لنعيش معا وإلا سنرى تكرارا لما يحدث فى سوريا والعراق، إذا بدأنا ننقسم على أساس ما يطلق عليه دينى وهو ليس خلافا دينيا حقيقيا، أو على أساس عرقى لغوى، وفى النهاية سندمر أنفسنا.

    ليست هناك بدائل أمامنا، وأنا أعرف غضب الشعب المصرى، وأعرف أن الإخوان قد يكونون يودون أن يجعلوا من أنفسهم ضحية، إنما الحل لا هذا ولا ذاك، الحل أن نحكم عقولنا وضمائرنا ونحكم إنسانيتنا حتى نصل إلى حل تعود به مصر أخرى دولة متصالحة مع نفسها.

    and#9668;فى تفسير ما حدث فى 30 يونيو، أرجع البعض ذلك إلى سوء الإدارة خلال فترة العام السابق، وهناك آراء ترجعه إلى القلق على هوية الدولة، أو ما يطلق عليه البعض الأخونة..

    - هوية الدولة إحدى المشاكل الوهمية.. مصر لها سبعة آلاف عام ولا أحد يصحو صباحا ويقول أنا هويتى ماذا؟

    and#9668;أقصد ما كان يقال عن أخونة الدولة؟

    - هذه ليست هوية وإنما محاولة مجموعة فرض فهمها للدين على باقى الشعب، أى محاولة فرض رؤيتهم لما يعتقدون أنه الدين الإسلامى على باقى أفراد الشعب، وباقى أفراد الشعب بما فى ذلك الأزهر الشريف كان على خلاف معهم، فى الدين الإسلامى الاختلاف رحمة، لا يستطيع أحد أن يفرض فهمه للدين ويقول هذا هو الدين وليس هناك تفسير آخر، أنا أعتقد أن السبب الرئيس هو فشلهم فى الأداء، طبعا الأخونة هى بمفهوم عملية الإقصاء، فمن ليس معنا ليس منا وضدنا، وهذا ضد الديمقراطية التى أتت بهم، لقد جاءوا بالديمقراطية ليكونوا فصيلا فى مجتمع متكامل، وقد حاولوا إقصاء أغلبية الشعب المصرى، وهذا أنا أسميه طغيان الأقلية.

    والمجلس العسكرى خلال فترة حكمه لمدة سنة وضعنا على طريق خاطئ، لأنه كان يجب أن نبدأ بالدستور، كذلك السنة التى أعقبت الانتخابات الرئاسية كانت سنة فاشلة تماما من الناحية الاقتصادية والاجتماعية، والمجتمع بدأ يدخل حالة استقطاب، الناس وصلوا إلى حد أنهم رأوا أن تغيير النظام هو أمر حتمى، وتغيير رئيس الجمهورية هو أمر حتمى، والانتخابات المبكرة هى أمر حتمى، أيا كان العدد الذى نزل الشارع 15 مليونا أو20 مليونا، فقد نزلوا وهم نفسيا لم يكن فى ذهنهم العودة إلى منازلهم قبل أن يرحل الرئيس مرسى، ولذلك تدخل الجيش فى هذا الوقت، أو طلب تدخل الجيش فى محاولة لإنقاذ البلد من حرب أهلية.

    أنا كنت أرى ذلك قادما من قبلها من أوائل يونيو، وكنت أرى أن الشعب المصرى فى وضع نفسى يقضى بأنه لا بد من تغيير، وللأسف الدكتور مرسى لم يفهم هذه الرسالة وجماعته لم تفهم هذه الرسالة.. وهناك مبعوثون أجانب، مثل المبعوثة الأوروبية كاثرين آشتون، ذكروا أنه فى أى دولة ديمقراطية لو حصل هذا (30 يونيو) فلا بد أن يقدم الرئيس استقالته، هم لديهم وسائل أخرى مثل سحب الثقة فى أميركا، نحن لم تكن لدينا أى من هذه الأدوات سوى أن الناس ينزلون إلى الشارع، وإذا لم يكن الجيش قد تدخل فى وقت مناسب كان الأمر سينتهى إلى حرب أهلية.

    and#9668; ما الذى أثار جدلا ومواقف خاصة خارجيا؟

    - كنا فى خيار بين شقى الرحى فى مصر، إما أن يدخل الجيش الذى بدأ يعطى رسائل بأنه لم يسمح بانهيار الدولة ومنح مهلتين أسبوعا و48 ساعة، ويضع حدا لهذا الاستقطاب، أو ننتهى بحرب شوارع، الجيش تدخل نعم، لكن هل بمفهوم انقلاب عسكرى؟ لا يمكن أن تصف هذا بأنه انقلاب عسكرى ومعك ووراء ظهرك 20 مليونا يقولون لك يجب أن يستقيل الرئيس مرسى، ولذلك حتى فكرة الانقلاب العسكرى انتهت فى الاتحاد الأوروبى وأميركا، الجميع يقول إن هذا ليس انقلابا وإنما الجيش تدخل للإنقاذ وتصحيح مسار الديمقراطية ومسار الثورة، وهذا شىء لم يكن مرغوبا فيه بما فى ذلك من الجيش نفسه، الفريق عبد الفتاح السيسى يقول حتى اليوم يا ليت الرئيس مرسى كان نجح، وأنا أقول ليته كان نجح، وليته استمع إلى رأى الشعب، وكانت هناك محاولات على مدى شهور لكى يستمع، إنما الرئيس فشل، وأقول فشل لسياسات الإقصاء وعدم الخبرة فى إدارة شئون البلاد.

    and#9668;لوتحدثنا عن المرحلة الانتقالية وخريطة الطريق الموضوعة لـ9 أشهر.. هل ترى فى ظل الوضع الحالى أنها قابلة للتطبيق أم أنها ستأخذ وقتا أطول؟

    - أنا أعتقد أننا قد نفك الاحتقان الحالى لو الإخوان تفهموا أنه لا رجوع إلى الوراء، مثلما حدث بعد سقوط نظام مبارك، فالحزب الوطنى فهم أن هناك ثورة ورغبة فى التغيير، نريد أن يفهم الإخوان مثل الحزب الوطنى أن هناك رغبة فى التغيير، وكما أطلب من قواعد الحزب الوطنى أن تشارك فى العملية السياسية الجديدة نطلب من قواعد الإخوان المسلمين أن تشارك فى العملية السياسية الجديدة، إذا سار الأمر كهذا أعتقد أن المرحلة الانتقالية ستنتهى خلال 9 أشهر أو سنة حتى أكون صادقا، وهناك الآن لجنة خبراء تعمل على الدستور، وستنتهى من عملها خلال 30 يوما، ثم هناك لجنة من 50 شخصية محدد لها 3 أو4 أشهر على أقصى تقدير، ثم يطرح الدستور للاستفتاء، وأعتقد أنه سيكون دستورا فيه تعديلات شاملة وجوهرية حتى يكون ديمقراطيا يضمن الحقوق والحريات لكل فرد فى المجتمع المصرى، الطفل، والمرأة، والقبطى، وتداول السلطة.. لو عملنا هذا يكون أكبر إنجاز فى تاريخ مصر المعاصرة، لأنه منذ عام 1952 لم يكن فى مصر دستور حقيقى يمكن أن نطلق عليه أنه دستور ديمقراطى بالمعنى الصحيح.. وبعد ذلك ستكون انتخابات برلمانية وانتخابات رئاسية، وسيكون هناك برلمان منتخب ورئيس منتخب.

    and#9668;كانت هنالك تصريحات أخيرة لأحد قيادات الإخوان فى "نيويورك تايمز" يقول فيها إنهم ينتظرون مبادرة حسن نية..

    - ليس هناك حوار بمعنى حوار على المستوى الرسمى، هناك طبعا كثير من المتطوعين وكثير من الوسطاء، إنما فعلا حتى يبدأ هذا الحوار لا بد أن يعلنوا نبذ العنف، يعلنوا أنهم انتهوا من عمليات الترويع وقطع الطرق، لا تستطيع أن تبدأ الحديث معهم وهناك عملية ابتزاز، بمعنى إذا لم تتكلم معى سأقطع طريقا.

    هناك الأطراف الموجودة.. وموجود معنا فى مصر حاليا برناردينوليون ممثل الاتحاد الأوروبى، وويليام بيرنز نائب وزير الخارجية الأميركى، وهناك الشيخ عبد الله بن زايد وزير الخارجية الإماراتى، وخالد بن عطية وزير خارجية قطر، ليسوا لأنهم الذين سيحلون المشكلة وإنما يبذلون مساعيا حميدة مع كل الأطراف، حتى نتوصل إلى وقف العنف وبعد ذلك يكون هناك حوار بشأن كيف يشارك الإخوان وغيرهم فى كتابة الدستور، وبشأن المشاركة فى الحياة السياسية.

    and#9668;على صعيد الشارع يبدوأن هناك حساسية شديدة من الوفود الأجنبية للوساطة فى شأن محلى..

    - طبعا هو شأن محلى إنما نحن جزء من العالم، والعالم قلق، بالنسبة لنا مصر دولة كبيرة وتأثيرها كبير، كل هؤلاء لم يأتوا للتدخل فى الشأن المصرى، إنما هناك بعضهم له صلات بـ"الإخوان" ومن المفيد أن يقدموا النصيحة إلى الجماعة بالنسبة إلى الأمم المتحدة أنا على اتصال دائم بسكرتير عام الأمم المتحدة، وليس معنى ذلك أنهم يتدخلون فى شئوننا، لكن كل من يستطيع أن يقدم مساعى حميدة ويقدم مشورة فى كيفية حل هذه المشكلة نرحب به، ولا بد أن تكون لدينا ثقة فى أنفسنا، فنحن دائما فى العالم العربى نتحدث عن مسألة التدخل الأجنبى، وليس هذا هو الذى سيحل مشاكلنا، لكن لا بد أن نحلها بأنفسنا، وليس عن طريق الأجنبى، ولكن أى شخص يستطيع أن يقدم مشورة أونصيحة إلى الأطراف مرحب به.

    and#9668;الفريق السيسى انتقد موقف الرئيس باراك أوباما والإدارة الأميركية، وفى الوقت نفسه طالبهم بممارسة ضغوط على الإخوان.. هل تتوقع ذلك، وهل لديهم مثل هذا النفوذ؟

    - لا بد أن نفهم فى العالم العربى أن كل الدول تبحث عن مصالحها، ويجب أن تفعل ذلك، بما فيها مصر والولايات المتحدة والسعودية، الولايات المتحدة كانت لها علاقة بـالإخوان نتيجة أنه كان هناك رئيس من الإخوان لمدة سنة، وأنا تصورى أنهم رأوا فى ذلك فرصة بالنسبة لهم أن يتعاملوا مع الإسلام السياسى، والإخوان هم رأس الإسلام السياسى فى كل المنطقة، وأن يتوصل الأميركان إلى صيغة للعيش المشترك مع الإسلام السياسى كان بالنسبة إليهم فرصة عظيمة، ولأنه أيضا خرجت من عباءة جماعة الإخوان المسلمين القاعدة، والجهاد وكل هذه الجماعات.. إلخ، واليوم تفهم الأميركيون الأمر، تقبلوا أنه حصل تغيير فى مصر، الإخوان ليسوا موجودين، إنما إذا كان الأمريكان لا تزال لهم صلات بـالإخوان، ويستطيعون أن يسدوا إليهم النصح بأنه حان الوقت لأن يقبلوا الوضع الحالى، ويدخلوا فى العملية السياسية الموجودة، فأهلا وسهلا، لكن لا أرى أن هناك توترا فى العلاقة حاليا.

    and#9668;يدور الحديث حول وجود حمائم يريدون تسوية سياسية، وصقور داخل الحكم يريدون الحسم، والراغبون فى استمرار الجهد السياسى أقلية..

    - فى أى دولة ستجد وجهات نظر مختلفة، وكما ذكرت أن الشعب صبره ينفد، ويرى عمليات عنف، وأن الدولة غير متمكنة من السيطرة على الطرق وغيره، وكذلك هناك من هم فى الجيش والشرطة الذين يرفضون الإخلال بهيبة الدولة، وهناك آراء مختلفة، ونحن لا نختلف على الهدف أن هذه العملية لا بد أن تنتهى وأنها لا يمكن أن تستمر (الاعتصامات)، وأن الخلاف فى وجهات النظر، وأنا فى رأيى أنه لا تزال هناك فسحة من الوقت، وأن هناك وسائل يجب أن نستخدمها وأن نلجأ إليها بما فى ذلك المساعى الحميدة التى يقوم بها كل من يأتى إلينا من الداخل والخارج، وذلك قبل القول بأنه يجب فض هذه الظواهر بالقوة.. لا بد أن يكون هناك إبراء ذمة، بمعنى أننا أبرأنا ذمتنا بأننا فعلنا كل شىء لحفظ الأرواح، لكنى ما زلت أرى أن القوة لن تحل المشكلة على المدى الطويل، ولا بد أن يكون هناك نوع من التصالح.

    and#9668;يصفك كثيرون بأنك الأب الروحى لـ25 يناير، إلا أنك تعرضت لسهام كثيرة وانتقادات وحملات ما زالت مستمرة، فى المرحلة الانتقالية الأولى توقع فريق من أنصارك أن تخوض الانتخابات الرئاسية السابقة لكنك رفضت ولك أسبابك، ثم قررت أن تأخذ المسئولية فى هذه المرة وقد تكون تكلفتها السياسية عالية وليست سهلة..

    - فى السابق رفضت لأن هذه الثورة لم تقم لكى نعمل نصف ديمقراطية، وقد قلت منذ اليوم الأول إنه لكى تبنى دولة لا بد أن تتفق على القواعد ثم تبنى المنزل، رفضت أن أخوض سباق الرئاسة فى 2012 وأنا لا أعرف صلاحيات وظيفتى، وحتى لا يوجد دستور، وقد رأينا كيف انتهينا، والإعلانات الدستورية التى أعلنها مرسى، وإلغاء المحكمة الدستورية، هذه المرة قبلت الاضطلاع بالمسئولية لأن العشرين مليونا الذين خرجوا فى 30 يونيو طلبوا منى القيام بدورى، جبهة الإنقاذ وآخرون طلبوا ذلك، وقبلت لأن البلاد كانت فعلا فى وضع ستنهار فيه، أنا قبلت مهمة انتحارية، لم أدخل لكى أكون رئيس الجمهورية أونائب رئيس الجمهورية، ووضعت كل خبرتى ومصداقيتى على المحك، لم تكن تستطيع أن تترك البلد فى الوضع الذى كان فيه، منذ سنتين كان هناك أناس يمكن أن يترشحوا، لكن اليوم فى حالة الاستقطاب الموجودة، الـ20 والـ30 مليونا الذين خرجوا، جبهة الإنقاذ، وتمرد، وجبهة 30 يونيو، كلفونى، ولم أكن أستطيع أو أملك أن أجلس على السور غير مشارك، المسئولية كبيرة وكل يوم مطلوب منا أن نصدر قرارات ليست سهلة.

    and#9668;ماذا لو رفض الإخوان المشاركة.. وهل هناك بصيص أمل فى الوصول إلى حل معهم؟

    - آمل، كما فهم نظام حسنى مبارك أنه لا رجعة للوراء آمل أن يفهم الإخوان أيضا أنه لا رجعة إلى الوراء، وأعتقد أن قيادات الإخوان المعتدلين قد فهموا أنه لا عودة إلى الوراء، وأن عودة مرسى غير مطروحة، وفى محاورتهم مع الناس لا يتحدثون عن عودة مرسى، وإنما يتحدثون عن الدستور وعن البرلمان، آمل أن يكون هناك واقع جديد نشأ بعد 30 يونيو، ونحن لا نعمل على إقصائهم كما كانوا يفعلون بإقصاء غالبية الشعب المصرى، ونقول لهم نحن نمد أيدينا إليكم لكى تشاركوا على أساس واقع جديد، لتأسيس بيت جديد حتى بأسلوب عقلانى وواقعى مثل باقى الديمقراطيات فى العالم، حتى ننطلق معا، وأنتم لكم رأيكم وآيديولوجيتكم، ونحن لنا رأينا وآيديولوجيتنا.

    يجب أن نعيش فى إطار لا نخرج فيه عن القواعد الأساسية، لا أستطيع أن أعود وأقول كما حدث كمثال إن وجود سيدة فى وزارة الثقافة حرام، ولذلك يخرج الدستور وينص على حرية العقيدة والمساواة لإنهاء هذه المسائل، وبذلك نكون قد وضعنا الأرضية المضبوطة ثم ننطلق للعمل، وآمل أن نصل لهذا، أما إذا وصلنا إلى طريق مسدود فى رأيى فستدخل مصر فى طريق لا نود أن ندخل فيه إطلاقا.

    and#9668;إحدى مشاكل الفترة الانتقالية الأولى انقسامات القوى السياسية، وكانت جماعة الإخوان هى القوة السياسية الوحيدة المنظمة وباقى القوى ليست كذلك.. كيف نضمن أنه بعد عام بعد الوصول إلى الانتخابات لا نصل إلى نفس النتائج الماضية؟

    - أعتقد أن ما حدث فى السابق لن يتكرر لسببين، أولهما أن الإخوان فقدوا الكثير من مصداقيتهم فى الشارع المصرى نتيجة سوء الأداء، والثانى أن القوى المدنية بدأت تفهم أن قوتها فى وحدتها، لأن هذه الدكاكين الصغيرة لن تصمد لأيد أن تعمل معا ويكون لها هدف واحد وتتواصل مع الشعب حقيقية، الظروف التى أدت إلى حصول الإخوان والسلفيين على مكاسب سياسية أكبر من قوتهم الحقيقية كانت ظروفا استثنائية، فى وقت فقد فيه الناس الثقة فى نظام حسنى مبارك والبيروقراطية المصرية، بينما كانت هذه الجماعة تقدم لهم مساعدات اجتماعية فى بعض الأحياء الفقيرة، وتطلق شعارات الإسلام هو الحل، وأن هؤلاء أهل الله، وكانت هناك ظروف مختلفة، ولكن أعتقد أن الوضع تغير الآن، ومع ذلك يجب أن ينافسوا وإذا أخذوا أقلية أو أغلبية يكون هذا فى إطار دستور يضمن فى الوقت نفسه أنه لا طغيان لأغلبية ولا أقلية، وكل واحد يحصل على حقوقه فى سياق قضاء مستقل يضمن حقوق الأقليات، بمعنى أن الدستور يحدد أنه لا تستطيع أن تطغى السلطة التنفيذية على القضائية كما فعل الرئيس مرسى، الدستور هو الأساس وإذا نجحت فى عمل الأساس فلا أعتقد أن البيت سوف ينهار.. قد تحدث خلافات لكن سيظل المنزل قائما.

    and#9668;كيف ترى العلاقة بين الرئاسة والحكومة المدنية والقوات المسلحة، أقصد مسألة من له سلطات وبيده القرارات؟

    - هناك توافق.. مثلا بالنسبة للوزارة أنا على توافق مع الوزراء لأن نصفهم أصدقائى، وسبق أن عملت معهم، والرئيس - عدلى منصور - رئيس المحكمة الدستورية العليا – هو قاض وعنده فكره المستقل ويفهم معنى العدالة، ونعمل معا كل يوم، وعندنا مجلس الدفاع الوطنى، والفريق أول عبد الفتاح السيسى لم أعرفه من قبل، لكنه يعمل ويفهم دوره العسكرى والقوات المسلحة، وبالتالى يمكننى القول بأن هناك توافقا، ويحدث اختلاف فى الرؤية أحيانا مثل أى اختلاف فى أى أسرة ونجلس معا ونصل إلى توافق.

    and#9668;هل ترى أن الفترة الانتقالية المحددة بتسعة أشهر توجد فيها فرصة لإعادة الإنعاش الاقتصادى ولوبشكل نسبى؟

    - هذا أساسى، اليوم نحن نتحدث عن هذا، ولذلك نريد أن نوقف العنف الموجود، ونوقف بؤر الاحتقان ونبدأ فى الحديث عن الاقتصاد، هناك معونات كثيرة وقروض كثيرة جدا قادمة لنا بالذات من دول الخليج، نريد أن تهدأ الأمور حتى تبدأ الاستثمارات الخاصة المباشرة فى التدفق، فى ذهننا، ودائما أقول للحكومة هذا الكلام، لا بد أن يشعر الناس بأن هناك تغييرا، ولا بد أن يشعروا بأن هناك أملا، ولوكان تغييرا صغيرا إلى الأمام، اليوم كنا نتحدث مثلا عن قروض متناهية الصغر لـ600 ألف مصرى، وإحدى دول الخليج مستعدة لأن تقدم مليار دولار لنبدأ هذا المشروع خلال هذا العام، هذا شىء عظيم، لأن مشكلتنا فى النهاية هى الفقر، نصف الشعب المصرى يعيش تحت خط الفقر المدقع، وثلث الشعب المصرى لا يقرأ ولا يكتب، وكل الذى نراه من غضب وانقسامات فى رأيى لا صلة له بالدين، وإنما هوغضب يرتدى عباءة الدين، وفى دول أخرى يرتدى عباءة اللغة، وفى دول غيرها يرتدى عباءة اللون والجنس.

    and#9668;كان لصندوق النقد الدولى تعليق قال فيه إنه لن يتفاوض إلا مع حكومة منتخبة..

    - أعتقد أنه حين تهدأ الأمور سنتفاوض مع صندوق النقد الدولى، والمجتمع الدولى كله يرغب فى أن يتفاوض معنا وكذلك صندوق النقد، وأعتقد أنه سيكون أكثر مرونة وفهما، اليوم لا نريد من صندوق النقد 4 مليارات، ولكن شهادة ثقة فى الاقتصاد المصرى، وأنا أرى إلى أى حد كبير يمكن أن ينطلق الاقتصاد المصرى، الأموال ستتدفق، والسياحة ستعود، لكن بشرط حل المشكلة الأمنية، وأن يشعر الناس بالاستقرار، هنا يمكن أن ينطلق الاقتصاد بسرعة كبيرة جدا، الناس أصابهم الملل بعد عامين ونصف العام (من الإطاحة بنظام مبارك)، ولم يروا شيئا إلا غياب الأمن وغياب الاقتصاد، ولا بد أن أعطيه الأمل وأعطيه الحلم.

    and#9668;هناك قلق شديد فى العالم العربى على مصر، فماذا تقول للعرب عن الوضع المصرى مستقبلا، هل هناك أمل فى العودة إلى الاستقرار؟

    - مصر دولة كبيرة، وبالطبع هناك أمل، كلما قصرنا مدة الفترة الانتقالية، وكلما وصلنا إلى صيغة للتعايش المشترك، وهذا الأمر ليس بالنسبة لمصر فقط، ولكن أيضا هى رسالة للعالم العربى، العالم العربى كله متفجر، أنظر لسوريا وانظر للعراق وانظر للصومال ولليمن، اليوم العالم العربى فى أسوأ حالاته حقيقة.. فى أسوأ حالاته من الناحية الأمنية، العالم العربى يحتاج لصيغة يتعامل من خلالها مع القرن الحادى والعشرين، ويتعامل مع نفسه، ويتعامل مع بعضه كأمة عربية، مصر كانت دائما مثالا، نحن نقول للعرب إن شاء الله سيكون هناك أمل قريب، توجد مصاعب وما زلنا ندخل طريق الديمقراطية، والديمقراطية فكرة جديدة على العالم العربى، وليس لنا حل إلا السير فى طريق الديمقراطية.. مثل الطفل يحبو ثم يمشى.. نحن ما زلنا فى سنة أولى حضانة فى مراحل الديمقراطية، هناك عثرات فى الطريق، إنما إن شاء الله سنمضى إلى الأمام، لكنى أطلب من كل العرب أن يساعدونا، كما نطلب من كل العالم أن يساعدنا اقتصاديا وبكل مشورة وبكل نصح، مصر منفتحة على العالم كله، وليس لديها ما يطلق عليه الخوف من التدخل الأجنبى ما دامت لديها ثقة فى نفسها.. وهى جزء من عالم كبير وأسرة إنسانية واحدة، وطبعا أسرتها الصغيرة هى الأمة العربية، والدول العربية، والحقيقة جزء كبير منهم ساعدنا بعد 30 يونيو مساعدة كبيرة، ومستمر فى المساعدة، أقول ساعدونا واصبروا علينا.

    and#9668;هل تفكر فى الترشح للرئاسة، نعرف أنك قلت إنك لا تطمح لذلك، لكن ماذا لو تعرضت لضغوط ومطالب بالترشح؟

    - هذا الأمر غير مطروق، وآمل ألا تكون على ضغوط، وآمل أن أقاوم الضغوط، لأننى حقيقة أرى أن هناك جيلا جديدا يجب أن نعطيه الفرصة.. فرصة بفكر جديد، ونستمر نحن، أعنى أن يكون هناك مزيج من خبرة الكبار وعزم الشباب، وإذا وضعنا المرحلة الانتقالية على الطريق السليم سأكون أكثر الأشخاص سعادة حتى أتمكن من السفر لرؤية أحفادى فى لندن الذين لم أزرهم منذ ستة أشهر.

    and#9668;هل تفكر فى جولات خارجية؟

    - اليوم الناس كلهم يأتون إلينا، لكن بالطبع هناك قمة الأمم المتحدة فى سبتمبر، والتى ستعطينى فرصة للتواصل مع كثير من الرؤساء هناك، لكى أشرح لهم الوضع فى مصر، وكذلك الموضوع الاقتصادى، وكذا مشكلة مياه النيل، لا بد أن ننظر إليها ونبحث لها عن حل فى إطار من التعاون المشترك مع الدول الأفريقية، ولا يمكن إطلاقا أن يكون هناك صدام، وكذلك ما يتعلق بالشأن العربى مثل القضية السورية، حيث كان عندى الأخضر الإبراهيمى (المبعوث العربى الأممى المشترك بشأن سوريا) وكذا المشاكل فى العراق واليمن والصومال، العالم العربى فى حالة تشرذم اليوم، والجامعة العربية غير موجودة، ولا بد أن أعود وأعيد هذا كله، لأن هذا هو المجال الحيوى لى وللعرب، لا يمكن أن نرى الاتحاد الأوروبى بالشكل الذى هو عليه باختلاف الثقافات والأجناس، وغيره، بينما (كعربى)، بكل ما أملكه من مقومات مشتركة، أصبحت عدو نفسى، العالم العربى بالنسبة لى أسبقية، اليوم فى السودان مشاكل، وفى سوريا مشاكل، وكذلك ليبيا وفلسطين، المجال الحيوى (لمصر) كله ملغم، فالأمة العربية هى الأسبقية ثم أفريقيا، ثم أعود مرة أخرى لأمارس دورى الذى يجب أن أمارسه فى العالم كقاطرة دفع.

    and#9668;هل ترى الربيع العربى جاء بالسلب أم بالإيجاب على العالم العربى؟

    - نحن ننتقل من مرحلة عقود من الاستبداد لمرحلة تغيير كامل فى اتجاه الديمقراطية، من الممكن أنه كان لدينا تفاؤل أكثر من اللازم عندما توقعنا أن كل هذا سيحدث فى فترة وجيزة، فى ستة أشهر وفعلا، فى أول مرة التقيت فيها بالمشير حسين طنطاوى (الرئيس السابق للمجلس العسكرى الذى أدار المرحلة الانتقالية بعد تخلى مبارك عن السلطة) قال لى العملية ستنتهى خلال ستة أشهر، أنا قلت له لا، لن يحدث فى ستة أشهر، لكننى لم أكن أتوقع أن المشاكل ستكون بهذا الحجم الذى نراه اليوم، لا بأس، عقبات فى الطريق لكن لا عودة إلى الوراء، إذا أردنا أن نكون جزءا من العالم فلا بد أن نكون جزءا من القيم العالمية، التى تقوم أساسا على الديمقراطية التى تعنى أن الإنسان يكون حرا ويتمتع بحد أدنى من الحياة الحرة والكريمة، ولا يمكن الرجوع عن هذا.

    and#9668;لو رجعنا لمسألة الدستور والخطأ الذى ذكرت أنه حدث بإجراء الانتخابات قبله.. وجهة النظر المضادة تقول إنه جرى استفتاء، والناس صوتوا فيه..

    - بعد نحو50 سنة من الحكم الاستبدادى كان تنظيم الإخوان منظما فى ذلك الوقت، وفى المقابل لم تكن الأحزاب المدنية منظمة، وكانت لا تزال فى مرحلة النمو، والإخوان وجدوا أن فرصتهم أن يندفعوا إلى الانتخابات.. كما أن الاستفتاء على الدستور استُغل فيه الدين حين كان يقال إن التصويت على نعم يعنى التصويت على الشريعة الإسلامية، وتحول التصويت على الاستفتاء إلى مسألة دينية، أنت تصوت على الشريعة أم مع الكفار، تم استغلال الدين والتجارة بالدين، والحقيقة أن الدين أسمى وأقدس من أن يتاجر به، ونحن منذ دستور سنة 1923، والدستور المصرى يقول مصر دولة دينها الرسمى الإسلام، ومن سنة 1980 قال الدستور إن مبادئ الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيس للتشريع، هذا ليس محل خلاف، هويتنا إسلامية ونعيش كمسلمين ومسيحيين منذ آلاف السنين فى وئام وتوافق، القيم فى الإسلام لا تختلف عن أى قيم مدنية أخرى، بل بالعكس، يوجد فيه كل هذا الكلام الذين نتحدث عنه، لكن التفسير الذى يقوم به البعض وهو أخذ قشور الإسلام وإغفال جوهر الإسلام، هو الذى أدى بنا إلى الوضع الذى نحن فيه اليوم، الاستقطاب الموجود يوحى بأن مصر انقلبت إلى مسلمين وكفار، هذه المشاكل (فى الحقيقة) غير موجودة إطلاقا.. لذلك نعود مرة أخرى، فى رأيى، فى الدستور وفى الأزهر الذى يكون منارة للإسلام المستنير، ويجب أن نتواصل مع بعضنا بعضا، ولو تواصلنا سنفهم أنا و«الإخوان» والسلف أننا كلنا مصريون وكلنا سنعيش معا وكلنا سيكون لدينا نفس الآمال ونفس المشاكل، مشاكل مصطنعة وليس حلها عن طريق العنف. العنف يفتح جروحا جديدة ولا يضمد أى جروح.

    and#9668;الناس يسألون متى تنتهى الاعتصامات وأعمال العنف.. بعد العيد أم قبل العيد؟

    - آمل أن يكون ذلك قبل العيد، توجد جهود مكثفة لإنهاء الاعتصام أو على الأقل تحجيم الاعتصام، وأن يكون اعتصاما سليما ولا يخرج إلى ما هو خارج الإطار السلمى مثل قطع الطرق وترويع الناس، إذا استمر فليستمر كاعتصام سلمى فى ميادين محددة ولا يعطل حياة الناس، فنحن بلد ديمقراطى، وسنستمر فى الحوار حتى تنتهى كل هذه الاعتصامات سواء اعتصامات الإخوان المسلمين أو الاعتصامات لأغراض فئوية وغيرها، إنما الاعتصام بهذا الشكل الموجود باستعمال العنف وبالرغبة فى العودة إلى ما قبل 30 يونيو فهذا غير مقبول، وأعتقد أن هذا الأسبوع سيكون أسبوعا حاسما حتى نهاية العيد.

    and#9668;بالنسبة لموضوع سيناء.. متى يعود إليها الاستقرار؟

    -فى سيناء توجد جماعات تكفيرية وإرهابية كثيرة، من الممكن أن يكون العدد 10 آلاف أو12 ألفا على ما أسمع.. أعداد كبيرة ويسكنون مع الناس. حل مشكلة سيناء مرتبط بحل المشاكل هناك، هناك علاقة بين البعض فى جماعة الإخوان المسلمين، كما سمعت، والوضع فى سيناء، لا نود أن يكون هناك حل أمنى قمعى قوى إلا إذا اضطررنا إليه، إنما نأمل فى إطار المصالحة، وإطار التوصل إلى توافق مع جماعة الإخوان، أن تهدأ كذلك الأمور فى سيناء، وأن تبدأ فيها عملية سياسية أمنية، حل مشكلة سيناء ليس صعبا على ما أفهم من القوات المسلحة.

    © 2009 جميع حقوق النشر محفوظة لليوم السابع و يحظر نشر أو توزيع أو طبع أى مادة دون إذن مسبق من الجريدة
                  

08-06-2013, 05:59 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)

    نهاية الإخوان المسلمين سياسياً
    الثلاثاء 28 رمضان 1434هـ - 6 أغسطس 2013م

    عقل العقل
    حركة الإخوان المسلمين عملت طوال 80 عاماً على توظيف الدين للسياسة ولم تنجح الحركة بالسياسة، ولكنها أضرت بالدين كثيراً، وقد انخدعت الشعوب العربية بظاهر خطاب هذه الحركة التي تشبه الجماعات السرية في العالم من حيث طقوس أداء قسم الانتماء إلى هذه الجماعة، أما عمل الجماعة في العلن فإنها استثمرت الجو الديني الإسلامي في الدول العربية ولعبت على هذا الوتر، أولاً في جذب الأعضاء لها، ومن ثم تمرير خطابها السياسي للجمهور العريض، وثانياً لقد استخدمت الجماعة الدين في إقصاء التيارات الإسلامية الأخرى في المشهد السياسي، فهي تعتبر نفسها ممثلة الله في أرضه، ومن اختلف معها فهو كافر، أو ضد الدين، أو ليبرالي، أو مرتبط بالقوى الصهيونية كما تدعي ذلك. لقد قسمت الحركة الشعوب العربية والإسلامية إلى طوائف متناحرة باسم الدين، وهذا باعتقادي قمة الخطورة على مستقبل العالم العربي.
    قد يكون الربيع العربي له إيجابيات بدأنا نشهدها ويأتي في مقدمها انكشاف حركات الإسلام السياسي الحقيقية التي تتمثل في أن هذه الحركات تسعى إلى الحكم، أما الإسلام فهو آخر ما تفكر فيه، إنه أداتها الفتاكة لخداع الشعوب، وكلنا شاهد أن هذه الجماعة، سواء في مصر أو تونس، لا تؤمن بالتعددية والعملية السياسية كما هي في الدول الديموقراطية. لقد كان هم حركة الإخوان المسلمين في مصر هو السيطرة على مفاصل السلطة هناك من قضاء وإعلام وتعليم، ومن يعمل ذلك لا يخطط ولا ينوي التخلي عن الحكم في المستقبل، ففي فترة حكمهم دخلوا في صراع مع جميع التيارات السياسية، ومن ثم مع الشعب المصري نفسه، وما نسمعه من الإعلام المساند لهم يوضح الحقيقة بشكل صارخ، فهم يرددون الآن أن أتباع النظام السابق هم من خرج إلى الشوارع وأزاحهم من السلطة.
    ولكن السؤال هل كل الشعب المصري وبملايينه التي رفضت حكم الإخوان هم من الفلول كما يطلقون عليهم؟ إن فترة العام التي حكموا فيها مصر كشفت للشعوب العربية زيف ادعاءاتهم السياسية التي يغلفونها بالشعارات الدينية.
    على الحركة إذا كانت بالفعل تريد أن يكون لها حضور في المشهد السياسي في بعض الدول العربية أن تلغي أولاً مكتب الإرشاد الخاص بها، وأن تعمل كأي حركة سياسية يكون ولاؤها وانتماؤها إلى الشعب في دولها، وأن تحل تنظيمها العالمي الذي تعمل من خلاله لنشر أيديولوجيتها ومشروعها العالمي الذي يتعدى حدود دولها الإقليمية، إذا كان في الحركة حكماء فعليهم البدء في مشروع مراجعة علنية وحقيقية حتى يكون لهم مكان في دولهم، أما لعب دور الضحية فلن ينقذ ما بقي لهم من أمل في المجال السياسي في عالمنا العربي، فمن أتى بهم إلى الحكم رفضهم وبشكل واضح وصريح وعليهم الإفاقة من حلمهم، فالمراجعة ومواجهة الذات والاعتراف بفشل مشروعهم هو الكفيل بإنقاذهم إذا كان لا يزال هناك فرصة، وقد تقود المراجعة إلى إعادة تأهيلهم، وهذا ما حدث في تركيا في تجربة أربيكان ومن ثم خروج مشروع سياسي أكثر واقعية بعد أعوام من خلال حزب التنمية والعدالة الحاكم في تركيا الآن.
    على رغم اعتقادي أن التجربة التركية لا يمكن مقارنتها بالأحزاب الإسلامية في عالمنا العربي، فتركيا الحديثة صنعها كمال أتاتورك وأسس دولة علمانية استفادت منها جميع القوى السياسية هناك، ووصل الإسلاميون هناك للحكم نتيجة لما أسسه أتاتورك.
    في عالمنا العربي لم نشهد هذه التجربة، فالتيارات التي حكمت دولنا لم تؤسس دولة علمانية واضحة وصريحة، فهي تجارب قومية واشتراكية ليس لها علاقة بالشعوب العربية، حتى أنه يمكن القول إن الدول التي كان بها ملكيات كما في مصر والعراق وفي سورية ما قبل وصول البعث هناك، في تلك الدول كان هناك بداية تأسيس للدولة العلمانية ذات الصبغة التعددية من حيث الأحزاب والإعلام والاقتصاد.


    *نقلاً عن "الحياة" اللندنية
    ----------------------------


    ممدوح الولي

    عبد الناصر سلامة


    القرضاوي راسبوتين مصر

    د. عمرو عبد السميع


    في أعقاب أحداث يناير‏2011,‏ وفيما سمي بجمعة النصر بعد تخلي الرئيس حسني مبارك عن صلاحيات منصبه‏,‏ جاء الإخوان وبعض جواسيس قطر‏..‏ ممن غصت بهم الساحة‏..‏ بالشيخ يوسف القرضاوي ليؤم الصلاة في ميدان التحرير.


    وانهالوا علي يديه وكتفيه وعمامته تقبيلا, وانزعجت من المشهد إذ بدا لي إطلاقا لفكرة الدولة الدينية التي يخرجون فيها بذلك الرجل( المشبوه في مواقفه وسلوكياته) من حيز رجل الدين الي موقع المرجعية السياسية المعتمدة للدولة الجديدة.. وقد يسمح المجال ـ هنا ـ لأن أطرح ملحوظة حول الأساطير التي قام البعض بتسويقها وترويجها عن أحداث يناير.2011 إذ قالوا إن الإخوان التحقوا بالثورة يوم28 يناير, وهذا قول مغلوط علي الجملة. لأن خطة الإخوان القائمة علي تأجير شقق في محيط ميدان التحرير لعناصرهم المقاتلة, واستدعاء احتياطييهم من حماس والقسام, وتجهيز الخرائط والخطط لاقتحام السجون والأقسام وغير ذلك, هي أمور تم التجهيز لها في شهور ومن ثم فقد كانت أحداث يناير إخوانية منذ اللحظة الأولي, واستخدموا فيها تحريضهم للشباب, واستغلوا روح الغضب الاجتماعي عند كتلة الناس الكبيرة, ومن ثم مضوا من دون أن ندرك الي تأسيس دولتهم الجديدة من أول لحظة, وربما كان مشهد تعميد القرضاوي في ميدان التحرير راسبوتينا جديدا لتلك الدولة هو احد المشاهد الدالة في ذلك السياق.. ولكنني حين أبديت انزعاجي وجدت من يهاجمونني كالعادة لأنني أتغلب علي عدائي للاخوان بعد.. حفلت الصحف والمواقع الالكترونية بالهجوم ضدي, كما فعلوا حين قدمت عشرات الحلقات من برنامجي التليفزيوني حالة حوار علي امتداد ست سنوات ووقتها كان الاساتذة الذين يتبارون الان في تبني المواقف العنترية ضد الاخوان يدينون مواقفي التي اتخدتها في عز التحالف بين الاخوان وأمن الدولة والحزب الوطني( عام2005) أيام صفقة الثمانية وثمانين كرسيا).. ما حصل أيام هجومي علي الاخوان حدث في استنكاري لمشهد راسبوتينية القرضاوي في ميدان التحرير.. اليوم يطل علينا الرجل مستدعيا حلف الناتو للهجوم علي بلدنا ومناديا جحافل التطرف والارهاب لتجاهد في مصر والحمد لله ان هداني الي الحق مرة واثنين وثلاثا.
                  

08-07-2013, 01:20 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)




    النيابة المصرية تحقق في قائمة اغتيالات تصدرها السيسي وشملت سياسيين واعلاميين


    مكين وغراهام يطالبان باطلاق قيادات 'الاخوان' ويهددان بقطع المعونة


    August 6, 2013





    القاهرة ـ لندن ـ ‘القدس العربي’: وسط اجواء من التوتر والغضب مما اعتبره كثيرون تدخلا فجا في الشؤون المصرية، دعا عضوا مجلس الشيوخ الأمريكى جون ماكين وليندسي غراهام الحكومة المصرية إلى الإفراج عن ‘السجناء السياسيين’، في اشارة الى قيادات جماعة الاخوان، وإجراء حوار وطني يشمل الجماعة التي طالباها بوقف ‘العنف’.
    وفي تهديد مبطن بقطع المساعدات شدد غراهام على أن واشنطن ‘لن تتمكن من دعم مصر الا لو أحرزت تقدما على طريق الديمقراطية’، مضيفا أنه ‘سيتم الإفراج عن صفقة الطائرات أف 16 بعد ذلك’.
    وعقد عضوا الكونغرس لقاءات مكثفة مع عدد من المسؤولين المصريين، والتقيا بنائب رئيس الجمهورية للعلاقات الخارجية محمد البرادعي ورئيس مجلس الوزراء حازم الببلاوي ووزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي.
    وقالت مصادر متطابقة ان الفريق اول عبد الفتاح السيسي ابلغ السناتورين الامريكيين ‘انه لا يوجد في مصر معتقلون سياسيون، وان اي شخص ارتكب جريمة عليه المثول امام المحكمة’ في رفض بدا حاسما لطلب الافراج عن قيادات الاخوان. وقال ماكين إن ‘قطع المساعدات العسكرية عن مصر سيبعث بإشارة خاطئة في وقت خاطئ’. واضاف ان ‘مصر قلب وروح العالم العربي ولا تزال تمثل نموذجا مثاليا للديمقراطية التي تنشدها المنطقة’.
    وأضاف أنه ‘على كل الأطراف التخلي عن العنف وإجراء حوار والانتهاء من صياغة الدستور وإجراء الانتخابات البرلمانية تليها الرئاسية وتشكيل حكومة تحترم حقوق الانسان’.وقال ‘هناك عنف في الميادين يجب وضع نهاية له. ‘
    وأعرب غراهام عن أمله في أن ‘تؤدي المرحلة الانتقالية (في مصر) إلى الديمقراطية’. وأضاف أنه حتى في الولايات المتحدة هناك رغبة في استكمال الديمقراطية ‘نحن طورنا الديمقراطية في أمريكا على مدى سنوات وسنوات’، مشيرا على سبيل المثال إلى أن التطور في حقوق الأمريكيين من أصل أفريقي استغرق عقودا.
    وحث غراهام على ضرورة الإفراج عن ‘السجناء السياسيين’، وقال إنه ‘لا يمكن الحوار مع شخص قابع في السجن ومن ارتكب جرائم سيخضع للعدالة’.
    وأعرب عن أسفه لوقوع نحو 400 حالة وفاة في الأونة الأخيرة خلال أعمال عنف شهدتها البلاد.
    وردا على سؤال بشأن تعريف أمريكا لمفهوم الانقلاب العسكري، قال غراهام ‘ما حدث حدث وهذا تاريخ’، بينما قال ماكين ‘لست قاموسا للمفردات السياسية’.
    من جهة اخرى بدأت النيابة المصرية تحقيقات في قائمة اغتيالات لـ83 شخصية عامة وسياسية وإعلامية وفنية وصور لبعض المنشآت الهامة والحيوية في البلاد.
    وأفادت تحقيقات النيابة التي جرت بمعرفة أحمد أبو المجد مدير نيابة أول أكتوبر أن قائمة الاغتيالات يقع على رأسها الفريق عبد الفتاح السيسي ورئيس الجمهورية المؤقت المستشار عدلي منصور ورئيس الوزراء الدكتور حازم الببلاوي والدكتور محمد البرادعي نائب رئيس الجمهورية، والبابا تواضروس بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، فضلا عن أنها تتضمن عددا ضخما من الإعلاميين منهم لميس الحديدي وعمرو أديب وخيري رمضان وخالد صلاح وإبراهيم عيسى.
    وأضافت التحقيقات أن قائمة الاغتيالات تضمنت أيضا شخصيات سياسية وقضائية ورجال أعمال ومنهم المستشار حاتم بجاتو والمستشار أحمد الزند والمهندس نجيب ساويرس.
    وبفض المضبوطات من المظروف تبين أنها تحتوي أيضا على صور لمنشآت عسكرية وحكومية بالإضافة إلى صور أسلحة ومتفجرات علاوة على صور ترصد ميدان التحرير وقصر الاتحادية والتجمعات التى توجد بها وذلك من خلال لقطات من ‘غوغل إيرث’


    ---------------


    حضور قطري واماراتي كبير في القاهرة وغياب تام للسعودية.. إبطال ثلاث قنابل قبل انفجارها بمعهد ناصر الطبي

    حسنين كروم


    August 6, 2013


    القاهرة ‘القدس العربي’

    أبرز ما في صحف مصر امس كان عن التضارب الشديد في المعلومات عن المحادثات التي يجريها مبعوثون أمريكان وأوروبيون وعرب، وخاصة مقابلة وزير خارجية قطر خالد العطية، والإمارات عبدالله بن زايد لخيرت الشاطر في سجن العقرب، وكذلك محادثات مساعد وزير الخارجية الأمريكية ويليام بيرنز، والتوصل لاتفاقات – ونفي بعض المسؤولين الحكوميين وتأكيد آخرين للأنباء مما أحدث بلبلة حول ما يقال عن صفقة، وتهديدات قوى سياسية بأن أحدا، لا الجيش ولا الحكومة ولا البرادعي، يملك مثل هذه السلطة، لكن في رأيي، فان الأهم، هو زيارة وزيري الخارجية القطري والإماراتي رغم تناقض موقفي بلديها من الإخوان، ذلك ان سقوط الإخوان أعاد العلاقات بينهما الى حالتها الطبيعية وفتح الطريق لاستعادة العلاقات الطبيعية بين قطر ومصر، وهو تحول طيب، ولا يمكن لأي منصف ان ينكر مساعدات قطر لنا حتى أيام نظام مبارك، وحتى مساعداتها وقروضها أيام الإخوان كانت مفيدة لبلادنا، ولدينا الألوف من أبنائنا يعملون هناك.
    وبالتالي فمجيء وزير خارجيتهم ليس للوساطة أساسا انما لفتح صفحة جديدة لابد من التجاوب معها، أما وزير خارجية الإمارات، فتقديري انه جاء لرؤية الإخوان منكسرين، وإخفاء الشماتة وراء عبارات دبلوماسية، اما الملفت فهو غياب أي مبعوث سعودي، ومن الواضح انهم وراء تصفية الأجواء بين دول الخليج وبين قطر ومصر، وفي الطريق مبعوثان امريكيان آخران، ومظاهرة للإخوان أمام دار القضاء العالي واشتباكات بينهم وبين الأهالي في طنطا ودمياط، ومطاردتهم في الشوارع ولجوئهم للمساجد، وإبلاغ مواطن الشرطة انه شاهد سيارة تتوقف امام مستشفى معهد ناصر في شبرا، وألقى احدهم لفافة سوداء، وحضر على الفور خبراء مفرقعات واكتشفوا وجود ثلاث قنابل شديدة الانفجار وأبطلوا مفعولها قبل ان تنفجر. ونشرت ‘الجمهورية’ امس خبرا قالت فيه ان أحد أعضاء الجماعة الإسلامية واسمه اسماعيل أحمد اخبرها انه شاهد مناما، وهو اجتماع محمد مرسي معهم في شقة في حي رابعة العدوية وطلب دعمهم له فقالوا عليك ان تكون اكثر حزما وتستعمل سيفك وتنتقم.
    وأصدر النائب العام قرارا بإحالة صديقنا حازم صلاح ابو اسماعيل الى محكمة الجنايات في قضية التزوير المتهم فيها بتقديم أوراق ترشيحه لانتخابات الرئاسة عندما أكد أن والدته لا تتمتع بأي جنسية أخرى غير المصرية، ثم ابلغت الخارجية الأمريكية السلطات المصرية ان والدته – عليها رحمة الله – حصلت على الجنسية الأمريكية.
    وتواصلت العمليات الارهابية في سيناء واستشهد جندي – الى جنة الخلد – كما بدأ المشرفون على اعتصامات رابعة العدوية في اعداد أفران لعمل كعك العيد والسماح لباعة الملابس واللعب بالدخول وعمل برامج فنية، حتى يقضي المعتصمون عيدا سعيدا، قبل فض اعتصامهم. والى التفاصيل:

    ‘المصري اليوم’ تطالب الداعية حسان بالكشف
    عن التبرعات للاستغناء عن المعونة الامريكية

    وإلى الداعية محمد حسان، الذي قال عنه زميلنا وصديقنا حمدي رزق يوم الاثنين في ‘المصري اليوم’: ‘مبادرة النقاط التسع التي طرحها الشيخ محمد حسان للخروج الآمن لمرسي وملئه لا تستقيم على قدمين ولا تناقش أساساً، ولا محل لها من الاعراب، لسبب وحيد أن من طرحها ليس أهلاً للثقة، وان كنت ناسي يا شيخ حسان افكرك بمبادرة الاستغناء عن المعونة الأمريكية، بلاش والنبي الشويتين بتوع مصر الإسلامية، لست جد الأمة ولن تكون كل شيء انكشف وبان، فين فلوس المعونة يا شيخ حسان، فين الستين مليون جنيه! لا أقبل على الإمام الأكبر ولا على الجامع الأزهر ان يرد اسم فضيلته في بلاغ وليتحرك المشايخ جمعة وشاكر والشريف الى محامي نيابات شرق، يسألون عن البلاغ الذي قدمه رمضان عبدالحميد المنسق العام لجبهة الإنقاذ الوطني يتهمهم جميعاً بالنصب والاحتيال على الشعب المصري يجمع نحو ستين مليون جنيه تبرعات للاستغناء عن المعونة الأمريكية، أو يحرك محامي شرق البلاغ وليسأل كل منهم السؤال، فين فلوس المعونة يا مشايخ؟ معلوم الإمام الأكبر ليس له في طور المعونة ولا في طحين حسان، حسان هو السبب’.
    وحمدي يشير الى المشروع الذي تبناه الشيخ حسان أيام حكم المجلس العسكري بالاستغناء عن المعونة الأمريكية وجمعها من الشعب المصري رداً على أزمة منظمات المجتمع المدني، كما أن حمدي يقصد المفتي السابق الدكتور الشيخ علي جمعة، والدكتور عبدالله شاكر رئيس جمعية أنصار السنة ومحمود الشريف نقيب الأشراف.

    ‘التحرير’ تهاجم الداعية زغلول النجار

    أما ثاني هجوم فكان في ‘التحرير’ في ذات اليوم – الاثنين – شنه الدكتور كمال مغيث ضد الداعية الدكتور زغلول النجار، بسبب عباراته غير اللائقة التي تفوه بها في قناة فضائية، قال مغيث: ‘يقول، ان المعتصمين في رابعة العدوية وميدان النهضة هم قادة الأمة ومتظاهرو رابعة اكثر افراد الأمة ثقافة إسلامية وأوعاهم بأمور دينهم ومن يوجدون بالتحرير، رعاع وحثالة الشعب وزبالته وليست لهم قضية وتم شراؤهم بالمال ليقفوا في ميدان التحرير، وهناك وثائق تثبت كل ذلك وتؤكده.
    هذا هو الدكتور العجوز ، وهذه هي بضاعته من الإسلام، وادعاء بالإسلام لا يتجاوز أطراف اللسان، مثله مثل كثيرين غيره، ظهروا بجلاء في تلك الظروف السياسية الأخيرة، فإذا هم دعاة فتنة وسافكو دماء ترخص في سبيل خصومتهم السياسية المهج والأنفس، سواء كانت أنفس الخصوم أو أنفس الأنصار ممن غشوهم، وادخلوا عليهم انهم المدافعون عن الحق والشرع والإسلام، وهم مجرد أصحاب مصالح في السلطة والثروة والنفوذ بلا قلوب أو ضمائر’.
    ‘إييه – إييه، وهكذا ذكرني مغيث، أغاثه الله في العشر الأواخر، بقصة اكتشاف الدكتور زغلول النجار على يد زميلنا وصديقنا العزيز إبراهيم نافع رئيس تحرير ‘الأهرام’ الأسبق، وتقديمه للقراء كل اسبوع في مقال على صفحة كاملة وما تبع ذلك من انتشاره في اجهزة الإعلام أيام حكم مبارك، وسيطرة امن الدولة، خاصة وانني ممن يحفظون الأسرار، وكل عام وأنتم بخير.

    ‘الأخبار’ تنتقد قول المرشد
    حرية الشعب المصري أثمن من حياته

    ومن معارك المشايخ إلى معارك الإخوان، حيث كثر مهاجموهم، وأهمهم وأخطرهم من الذين كانوا معهم، ومنهم زميلنا بـ’الأخبار’ عصام السباعي، الذي قال يوم الأحد: ‘ما يزعجني أن المرشد العام للإخوان وهو رجل لا أحمل له وداً، ودعوت قبل عام أهل عشيرته الى سحب الثقة منه وقد لبس لباس الخاشعين القائمين الراكعين وتحسر على الانقلاب على المشروع الاستقلالي التحرري النهضوي الذي تبناه الرئيس المعزول محمد مرسي وهذه تبطل الصيام وتدخله النار، وقال فيما قال في رسالته الاسبوعية ان الشعب المصري يرى أن حريته أثمن من حياته وأنه يتعرض للشهادة في سبيل الله بصدور عارية! وما أعظم الفرق بين هذا المرشد والمرشد الأول حسن البنا الثاني لا يعرف انه مسؤول عن كل نقطة دم تراق بجمود عقله وقصر نظره وأعيد ما قاله البنا للإخوان في يوم حل الجماعة عام 1948 حيث تهجم على المقاومة وقال لهم: نحن أحرص على مصلحة هذا الوطن وحرمته فتحملوا المحنة ومصائبها وأسلموا أكتافكم للسعديين ليقتلوا ويشردوا كيف شاءوا حرصاً على مستقبل وطنكم ووحدته واستقلاله!
    ويبقى الرهان في تجاوز الفتنة على العقلاء من كل جانب وخاصة من داخل الجماعة وقد حان وقت ظهور رجال الإخوان الحقيقيين، الحكماء، العقلاء، الكاظمين الغيظ حتى أعلى درجات الإحسان، وهو ما لا يتوافر حتى الآن’.
    والسعديون الذين يقصدهم هم قادة وأعضاء حزب الهيئة السعدية الذي انشق عن الوفد عام 1937 بزعامة أحمد ماهر ومحمود فهمي النقراشي وإبراهيم عبدالهادي، والإخوان هم الذين اغتالوا في ديسمبر 1948 رئيسه ورئيس الوزراء وقتها النقراشي.

    نائب المرشد السابق يطالب الاخوان
    بالتعقل وعدم الاعتماد على الغرب

    وفي نفس اليوم وجه صديقنا والنائب الأول السابق للمرشد العام للإخوان والأستاذ بجامعة اسيوط الدكتور محمد حبيب رسالة للإخوان في ‘المصري اليوم’ قال لهم فيها ومذكرا بالذي كان منهم: ‘أيها الإخوان، هذه لحظة دقيقة وفارقة في تاريخ الجماعة والوطن لحظة لا تنفع فيها مجاملة أو مزايدة أو دغدغة للعواطف، أرجو أن تقرأوا هذه الكلمات جيدا وتتأملوا ما جاء بها، لا أحد ينسى لقاءكم مع عمر سليمان بالرغم من الاتفاق مع رفاق الثورة انه لا حوار إلا بعد الرحيل.
    ولا أحد ينسى صفقتكم مع المجلس العسكري عقب الثورة مباشرة، وأظن أن التعديلات الدستورية وجمعة الوقيعة خير شاهد ودليل، ولا أحد ينسى صمتكم المطبق اثناء مذابح ماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء واستاد بورسعيد ومحمد محمود ’2and#8242; للأسف لم تكن الدماء التي سالت تمثل عندكم شيئاًَ، تصورتم ان الناس ينسون وأنه من السهل خداعهم والضحك عليهم واستغفالهم، لكن الناس أوعى وأذكى مما كنتم تظنون، لقد خلعتم رداء الصدق والصراحة والوضوح، وفقد الناس الثقة بكم ونزع اله المهابة منكم.
    لقد خرج عشرات الملايين من شعب مصر في 30 يونيو و3 يوليو رفضاً وسحباً للثقة منكم، ولولا خروج هذه الملايين ما كانت خطوة القيادة العامة للقوات المسلحة تعزل الدكتور مرسي، كان من المفترض ان تنصاعوا لرغبة الملايين مصدر السلطة وصاحبة الشرعية لكنكم آثرتم أن تقفوا في وجهها، وبدأ التهديد والوعيد والصدام وكانت الدماء امام دار الحرس الجمهوري وعند المنصة، عجيب امركم انتم لا تريدون الخروج على قيادتكم السبب في فشلكم وهو امر عادي في الجماعات المدنية فلماذا تريدون خروج الضباط والجنود على قيادتهم التي استجابت للشعب وهو الأمر المستحيل في التشكيلات العسكرية؟
    احذروا، أنتم بذلك تدعون الى تمزيق أهم مؤسسات الدولة وهذا من اعمال الخيانة الوطنية، أنتم تثيرون إشفاقي وحزني وألمي، أنكم بدلا من محاولة استعادة ثقة الجماهير إذا بكم تعتمدون على الغرب الذي لا يهمه سوى مصالحه ومصالح العدو الصهيوني’.

    ‘وطني’ تشبه الإخوان بأخوة
    سيدنا يوسف عليه السلام

    ولأننا كما تعلمون من دعاة الوحدة الوطنية، فقد رحبنا بما قالته زميلتنا الجميلة نادية برسوم بجريدة ‘وطني’ القبطية في عددها يوم الأحد من تشبيه الإخوان بأخوة سيدنا يوسف عليه السلام وخيانتهم له بقولها: ‘يذكرني ما فعله الإخوان بمصر بما فعله أخوة يوسف الصديق به فهم أرادوا به شراً عندما باعوه عبداً، وتوالت عليه المصائب والضيقات والظلم والافتراء إلا انه في النهاية، اصبح الرجل الثاني في مصر ووكيلا على مخازنها وأنقذ مصر من المجاعة بل كان سبب بركة للبلاد المحيطة وأنقذهم من المجاعة، وكان لسان حال يوسف يقول لإخوته: ‘أردتم بي شراً والله أراد بي خيراً، والإخوان أرادوا بمصر شراً والله أراد بها خيراً، أراد الإخوان المسلمون ان يمزقوا مصر أرضاً وشعباً وأن يركلوها الي عصر الجاهلية، إلا أن شعب مصر الذي باركه الله انتفض لهويته وصرخ صرخة واحدة مدوية قائلا: ياااااارب فأنقذه وحول شر الإخوان إلى خير فعوض الفرقة ظهر الالتحام سواء بين ابناء مصر مسيحيين ومسلمين دون حاجة الى افتعال أو تجميل، ودقت أجراس الكاتدرائية والكنائس مع آذان المغرب ليأكل المصريون معاً بمفهوم شعبي يفهمونه وهو العيش والملح، لعل المشهد يكتمل ويفهم من غرر بهم من شعب مصر في رابعة والنهضة – ممن لم تتلطخ أيديهم بالدماء – ويفعلون كما فعل أخوة يوسف الذين عاشوا معه مستجيبين لدعوة المصالحة مستظلين معاً بأرض مصر ومرتوين بنيلها وبأنين مستقبلها’.
    والغريب في الأمر ان الإخوان شبهوا خيرت الشاطر، النائب الأول للمرشد بسيدنا يوسف، عندما ترشح في البداية لرئاسة الجمهورية وبأنه الذي على يديه ستشهد مصر سبع سنوات من الرخاء، ولكن المشكلة ستكون في اليافطة المعلقة في مطار القاهرة، تقول :ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين’ فهل سيتم نزعها وتعليق أخرى تقول – اخرجوا من مصر’؟

    طباخ في رابعة يهرب
    ويروي الوضع هناك

    وإلى الاعتصام في إمارة رابعة، وكيفية فضه، وهو أمر متروك تقديره للشرطة بعد ان اتخذت الوزارة ومجلس الدفاع الوطني قرارا بفضه هو واعتصام تمثال نهضة مصر، ونشرت ‘الوفد’ يوم الأحد، حديثا مع محمد فتحي عبدالستار الجمال الذي عمل طباخا في رابعة وهرب وهو من مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية وأجراه معه زميلنا محمود الشاذلي وقال: ‘أي شخص يقوم بزيارة ميدان رابعة يقوم أنصار ومؤيدو الرئيس المعزول بالترحيب به قائلين ‘أقعد أنت هتعيش أحسن عيشة وهنديك فلوس وكل اللي أنت محتاجه وأي شيء تطلبه منا سيكون بين يديك وبعدها قاموا بتسليمي عمل طباخ مقابل أجر مادي بواقع مائة جنيه يومياً الوجبة عموما تتكون من ‘أرز+ قطعة لحمة أو ربع فرخة + نوع من أنواع الفواكه’ وتتوزع على المعتصمين والقائمون يتكلفون بشراء مستلزمات الأكل وأنا أقوم بإعداده لهم، الشخصيات المهمة من الإخوان المسلمين لا يستطيع أحد أن يصل إليهم فهم يقيمون داخل مسجد رابعة العدوية وتحوطهم عناصر من أنصار المعزول لحمايتهم من أي سوء أو خطر قادم، لم يصادف أن رأيت عمليات تعذيب، ولكني رأيت اشخاصا يقعون امام عيني قتلى لمحاولة هروبهم من مكان الاعتصام، رأيت أسلحة بيضاء كثيرة مع المعتصمين كبيرة الحجم، كما رأيت دخول عدد كبير من زجاجات المياه الغازية التي يقوم أنصار الرئيس المعزول بعد فراغها من المياه الغازية بملئها بالبنزين ووضع شريط من القماش بها لتصبح زجاجة مولوتوف لاستعمالها فيما بعد، كما رأيت اشخاصا على أعلى العمارات ومداخلها المتواجدة في محيط الاعتصام يرتدون أقنعة وحاملين أسلحة نارية لإرهاب أي فرد يحاول الهرب من ميدان رابعة العدوية، وأجبروني على العمل وقال:عندما تأتي الأموال سنعطيك’، ورغم ذلك لم يعطوني شيئاًَ، نجحت في الهروب منهم بعد قيامهم ببناء ستائر رملية أمام المنازل تحسباً من محاولات فض الاعتصام وعقب صلاة الفجر قمت بالهروب لأنهم يغفلون في هذا الوقت من بعد صلاة الفجر وحتى شروق الشمس. لا لم اتلق منهم أي اتصالات هاتفية رغم ان الإخوان ينتشرون بكثرة في مدينة بلبيس ولم يتعرض لي أحد منهم’.

    ‘الشروق’: حتى لا تواجه
    مصر حرب مدن!

    وعدم فض الاعتصام حتى الآن تثير غضب وتساؤلات الكثيرين، ومنهم زميلنا محمد علي خير، والذي قال يوم الاثنين في ‘الشروق’: ‘صانع القرار السياسي الآن عليه أن يعرف أن ضمان استمرار تأييد الشعوب للسلطة ‘أي سلطة’ غاية لا تدرك وأن الشعوب دائماً في عجلة من أمرها وتبحث عن السرعة في الانجاز وصبرها قليل لذا يجب ان تكون هناك نتائج ملموسة على الارض تجاه ما يجري، ما سبق يدفعنا الى الحديث عن ضرورة فض اعتصامي رابعة والنهضة فإما هناك دولة قوية لها هيبتها الآن، وأما أن مصر دولة مفككة ويجب أن يعرف الرأي العام ان مصر تواجه حرب مدن بدت في قطع الطرقات ونشر الخوف والفزع بين المواطنين وشل الحركة في القاهرة الكبرى كبداية من خلال الاعتصامات الميدانية ثم سينتقل الحال الى عواصم محافظات أخرى بالجمهورية’.


    ‘الوفد’ تقترح فض الاعتصام
    دون اراقة نقطة دم

    وتشاء الصدف السعيدة ان يقدم في نفس اليوم زميلنا بـ’الوفد’ علاء عريبي اقتراحاً يكشف مدى جدية هذه الحكومة في فض الاعتصام بدون نقطة دم واحدة، بل وبدون تكاليف ثمن الغاز والمياه النظيفة، قال: ‘السلاح المصري لفض الاعتصام هو مياه الصرف فهذه الوسيلة في ظني ستكون الأولى من نوعها في العالم حيث تقوم سيارات الشرطة برش مياه الصرف بدلا من مياه الشرب على المعتصمين على ان تقوم عدة سيارات بتحميل مياه الصرف من اقرب محطة صرف وتقوم بضخها فوق رؤوس المتظاهرين ولا تتوقف السيارات عن الضخ قبل ان تعوم المنطقة والمنصة والخيام والعيادة الطبية في مياه الصرف، المتوقع مع الرائحة الطيبة ان يفر المعتصمون الى الشوارع الجانبية لكي ينظفوا ملابسهم، ونعتقد ان مياه الصرف سيكون تأثيرها أسرع وأفضل وأنجز من قنابل الدخان المسيلة للدموع كما انها ستشغل من يحملون أسلحة نارية في تنظيف أنفسهم من المياه ورائحتها وهنا تتدخل القوات بسرعة لإلقاء القبض عليهم قبل ان ينتهوا من تنظيف أنفسهم’.

    ------------------


    ممدوح الولي

    عبد الناصر سلامة


    لا للخروج الآمن‏!‏





    أحمد موسي







    لن يقبل الشعب الذي خرج بالملايين في‏30‏ يونيو و‏26‏ يوليو‏,‏ أن يتحكم فيه الإرهاب والمجرمون ممن روعوا وهددوا المجتمع وحرضوا علي مؤسسات الدولة‏,‏


    حتي يفرضوا شروطهم وإملاءاتهم بقوة السلاح وقطع الطرقات وترويع الآمنين, واستغلال علاقاتهم وعمالتهم مع الأمريكان والأوروبيين في الضغط علي الشعب وتركيع ملايين المصريين, ليفرج عن القتلة والمحرضين.

    لن تكون هناك مصالحة أو عفو ولا حتي خروج آمن لكل من مارس الإرهاب والعنف وحرض عليه وشارك فيه, وهؤلاء لا يتجاوز عددهم مائة شخصا من الإخوان والمتحالفين معهم من الجماعات الإرهابية والذين يتصدرون المشهد في رابعة العدوية والنهضة وسيناء, فهؤلاء شركاء في الجرائم التي استشهد فيها المئات من رجال القوات المسلحة والشرطة والمدنيين, ممن استهدفتهم رصاصات الإرهاب الأسود عدة محافظات, نتيجة للتحريض السافر والهديد اليومي من قادة الإرهاب.

    لم تغلق الدولة أبوابها أمام أي مبادرات داخلية وعربية ودولية, بهدف حقن دماء المصريين جميعا, دون العودة للوراء قيد أنملة وتنفيذ خريطة الطريق التي ارتضاها الشعب ومحاكمة القتلة والمتآمرين من قيادات الإخوان وأعوانهم وكل من شارك في جريمة جنائية أو تخابر وتبديد أموال الدولة, ومن قدم الأموال والمساعدة والمشاركة لتنفيذ هذه الجرائم, سيكون موضع مساءلة قضائية, وفي حالة فشل كل المساعي الدائرة من القوي المؤثرة والمتحكمة في القرار الإخواني وأعني أمريكا, سيكون القرار النهائي بفض اعتصامي رابعة والنهضة بحضور وسائل الإعلام كافة والمنظمات الدولية, ليشهد العالم علي طريقة الشرطة في الدخول بشكل سلمي للاعتصامين وفضهما وفقا للقواعد المنظمة, وفي حالة استخدام الإخوان الأسلحة سيتم التعامل معها, ويترقب الرأي العام أي طريق يختاره دعاة العنف والإرهاب!


    --------------------

    ممدوح الولي

    عبد الناصر سلامة


    مصالحة شاملة في الأفق والرئاسة تتحدث عن ضغوط خارجية
    استمرار الجهود الدولية‏..‏ والمساعي المحلية تفجر خلافات في الأوساط السياسية




    كتب ـ سحر زهران و أماني ماجد وجمال أبوالدهب‏:‏







    عدلى منصور خلال استقباله الدكتور انور قرقاش وزير الدولة الاماراتية ووليام بيرينز وبرناردينو ليون




    كثفت الوفود الأجنبية والعربية المشاركة في جهود حل الأزمة السياسية في مصر‏,‏ اتصالاتها أمس‏,‏ وسط تأكيد من رئاسة الجمهورية وجميع المسئولين‏,‏ علي الإلتزام بخريطة الطريق وتحقيق المصالحة الوطنية دون إقصاء لأي قوي سياسية‏.‏


    واستقبل الرئيس عدلي منصور أمس كلا من الدكتور أنور محمد قرقاش وزير الدولة للشئون الخارجية الإماراتية, ووليام بيرنز نائب وزير الخارجية الأمريكية, وبرناردينو ليون ممثل الاتحاد الأوروبي لمنطقة جنوب المتوسط.

    وخلال اجتماعه أمس مع بيرنز, وبرناردنيو ليون, وكذلك مع عضوي الكونجرس الأمريكي جون ماكين وليندسي جرام, أكد الدكتور محمد البرادعي نائب رئيس الجمهورية, أن أولويات مصر الآن هي تأمين المواطنين, والحفاظ علي حياتهم وممتلكاتهم, وحفظ الأمن والنظام والقانون, مع مراعاة نبذ العنف وحقن الدماء, والمضي قدما في إتمام المصالحة السياسية الشاملة, وتنفيذ خريطة الطريق, لوضع آفاق مستقبل مصر, بينما أكد أحمد المسلماني المستشار الإعلامي لرئيس الجمهورية, أن الضغوط الأجنبية تجاوزت الأعراف الدولية, وقال: إن مصر قادرة علي حماية الثورة والدولة.

    ومن جانبه, أوضح الدكتور مصطفي حجازي مستشار رئيس الجمهورية للشئون الاستراتيجية, أن التعامل مع الرئيس المعزول محمد مرسي وقيادات الإخوان سيكون بالقانون وحده, وليس بالسياسة التي لن توجد إلا في إطار إقامة حياة سياسية مصرية جديدة. وقال ـ في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط ـ إنه ليس لدينا رأي مسبق فيما نتمناه بشأن أحد.

    وفي الوقت نفسه, استقبل الدكتور حازم الببلاوي رئيس مجلس الوزراء عضوي مجلس الشيوخ الأمريكي ماكين وجراهام. كما التقي الفريق أول عبدالفتاح السيسي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي, عضوي مجلس الشيوخ.

    وقد تلقي الفريق أول السيسي اتصالا هاتفيا من نظيره الأمريكي تشاك هاجل, أكد خلاله السيسي الالتزام بخريطة طريق سياسية شاملة لكل المصريين, والتزامه بالحل السلمي في التعامل مع الاحتجاجات الحالية.

    وقد استبعدت وزارة الخارجية الأمريكية, أن يلتقي بيرنز الرئيس المعزول محمد مرسي في الوقت الحالي.

    وشهد حزب الوفد اجتماعا بين قيادات أحزاب الوفد والنور والمصري الديمقراطي والكرامة والمؤتمر والإصلاح والتنمية لبحث الأزمة, ورفضت الأحزاب المدنية خلال الاجتماع, طرح حزب النور بأن تكون مبادرة الدكتور محمد سليم العوا أرضية للحل, وشددت علي تمسكها بخريطة الطريق, وتسبب الاجتماع في أزمة عنيفة داخل جبهة الإنقاذ, التي أعلن أمينها العام الدكتور أحمد سعيد أن الأحزاب المشاركة في هذا الاجتماع لا تمثل إلا نفسها, بينما أوضح عمرو علي أمين الإعلام بحزب الجبهة الديمقراطية, أنه لم يتم إبلاغ جبهة الإنقاذ بهذا الاجتماع, وقال: إننا لن نسمح بأن تكون الإنقاذ بابا خلفيا لعودة جماعة الإخوان أو التحايل علي إرادة الشعب, في حين أكد المهندس جلال مرة أمين عام حزب النور, أنه تم التوافق خلال الاجتماع, علي أن يتحمل كل طرف مسئوليته في حقن دماء المصريين, والتوافق الوطني بين الجميع من أجل مصلحة مصر
                  

08-08-2013, 09:03 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)



    تخريب مصر عمداً
    الخميس 30 رمضان 1434هـ - 8 أغسطس 2013م

    جهاد الخازن
    الإخوان المسلمون يعملون لتدمير مصر. هم مثل ذلك العاشق الذي تتزوج فتاته شاباً آخر فيقتلها وشعاره: إذا لم تكن لي فلن تكون لغيري.

    أنصار الإخوان لا يعملون ليعيلوا أسرهم فعملهم الاعتصامات والتظاهرات وهذه هدفها واحد: منع الحكم الانتقالي الجديد من إصلاح ما خرب الإخوان في سنة لهم في الحكم. كان الاقتصاد المصري نشطاً في العقد الأول من هذا القرن، يتقدم سنة بعد سنة بحسب أرقام صندوق النقد الدولي لا رأيي أنا. وكان هناك فساد، فجاء الإخوان وحاربوا الاقتصاد وأبقوا على الفساد وزادوه، فكانت سنتهم كارثية على مصر.

    هذا في الداخل، أما على الصعيد الخارجي، فقد أحجمت الدول العربية القادرة عن مساعدة مصر بسبب سوء علاقتها مع الجماعة عبر عقود، وتآمر الإخوان المصريون والمحليون في دول الخليج على هذا البلد أو ذاك. (التأييد القطري للإخوان أساسه خلاف شخصي مع الرئيس حسني مبارك، وهذا الموقف سيتغير، أو يعدل، والشيخ تميم بن حمد في الحكم).

    وهكذا فالإخوان المسلمون لم يحققوا أي هدف وعدوا الشعب المصري به في الداخل، وبنوا علاقة طيبة واحدة مع العدو إسرائيل، ومع ولية أمرها الولايات المتحدة، وسقط محمد مرسي فأخذوا يتحدثون عن الشرعية والانتخابات الرئاسية الحرة. في الأخبار أن وزير الدفاع الأميركي تشك هاغل يتصل بوزير الدفاع المصري عبدالفتاح السيسي يوماً بعد يوم لحماية الإخوان المسلمين بطلب من إسرائيل.

    كانت الانتخابات ديموقراطية إلا أن نتيجتها زُورت، وحتى إذا قبلت مزاعم الجماعة منعاً للجدل، فان ما حصل في الأيام الأخيرة من حزيران (يونيو) الماضي كان ثورة شعبية هائلة، أو الثورة المصرية الثانية في سنتين، ومع ذلك فالإخوان يتحدثون عن الشرعية ولا يرون ملايين المصريين الذين تظاهروا ضد الرئيس وطالبوا برحيله، وكانت أعدادهم تفوق الذين تظاهروا ضد حسني مبارك.

    ثمانون سنة والإخوان يحلمون بالحكم وجاءهم فجأة على ظهر شباب الثورة سنة 2011 فصدق فيهم المثل الشعبي الشامي «مشتهية وعزموا عليّ.» وأصبح همهم السيطرة على أجهزة الحكم كأنهم حزب شيوعي، وبعد انتخابات البرلمان انتزعوا الرئاسة بعد أن كانوا قالوا إنهم لن يرشحوا أحداً منهم وكذبوا، واتبعوا ذلك بمحاولة السيطرة على القضاء. السيطرة على السلطتين التشريعية والتنفيذية ثم القضاء ليست ديموقراطية وإنما ديكتاتورية وأخونة مكشوفة، حكم حزب واحد ورأي واحد واجتهاد واحد واستثناء لكل معارضة، مع أن تعريف الديموقراطية أنها جامعة تضم جميع أطياف الشعب. هل كنا بحاجة إلى تصريحات محمد بديع لنعرف أن الإخوان للإخوان وليسوا لمصر؟ إطاحة محمد مرسي أسوأ من هدم الكعبة المشرفة حجراً حجراً؟ رئيس فاشل أهم من قبلة المسلمين. هذا الكلام إهانة لكل مسلم حر من رجل أصبح رئيس الرئيس المصري يمشي أمامه في كل مجلس من دون أن ينتخبه المصريون. وبما أن المرشد ونائبيه أحيلوا إلى محكمة الجنايات فأنني أطالب لهم بمحاكمة عادلة.

    اليوم يخاطب الإخوان غرائز أنصارهم لا عقولهم، فالحكم الجديد قادر على انتشال مصر من كبوتها لأن رجاله ليسوا دعاة، وإنما كل منهم خبير في الموقع الذي يشغله. وقيادات الإخوان تحرض أنصارها على مهاجمة قوات الأمن، وحتى قواعد الجيش، ولعلهم يعتقدون أنهم إذا قتلوا فستكون لهم الجنة.

    أسجل معلومات أهل مصر شهود عليها، ثم أرجو لمصر ولأهلها الخلاص، فلا مصلحة لي في مصر غير حب أهلها والغيرة عليهم. وأطلب من الحكم الانتقالي، ومن القوات المسلحة بقيادة الفريق الأول السيسي، الضرب بيد من حديد، ولكن ضمن نطاق القانون حتماً، لمنع المخربين من تحقيق هدفهم الوحيد وهو تخريب مصر، فهم لا يتقنون شيئاً آخر، ونحن نرى الإرهابيين الذين خرجوا من تحت عباءتهم وما يرتكبون في سيناء. أقول ربنا يكون بعون شعب مصر، وبعون أمة لا مستقبل لها إلا معهم.



    *نقلا عن "الحياة" اللندنية


    --------------------

    لماذا تدافع أمريكا عن الإخوان المسلمين؟
    الخميس 30 رمضان 1434هـ - 8 أغسطس 2013م

    محمد الحربي
    جاء بيان الرئاسة المصرية أمس، الذي أكد فشل الجهود التي يقوم بها المبعوثون الدوليون الذين يحاولون منذ أسبوع تسوية الأزمة في مصر، وتحميله لجماعة الإخوان المسلمين مسؤولية هذا الفشل، وإخفاق هذه الجهود، وأن مرحلة الجهود الدبلوماسية انتهت، وتحميله للإخوان المسلمين المسؤولية بالكامل عن ما قد يترتب على هذا الإخفاق من أحداث وتطورات لاحقة فيما يتعلق بخرق القانون وتعريض السلم المجتمعي للخطر.


    ونشرت كبريات الصحف الأمريكية، «نيويورك تايمز» و«واشنطن بوست»، افتتاحية تهاجم فيها الفريق عبدالفتاح السيسي، وتدافع عن جماعة الإخوان المسلمين المعتصمين في ميدان رابعة، وتحث السلطات الأمريكية لاتخاذ موقف أكثر وضوحا من العملية السياسية في مصر.
    وقالت: «السيسي لا يستمع إلى احتجاجات الإدارة الأمريكية، ويبدو أن نفوذ أمريكا لم يعد له تأثير كبير، وأكدت الصحيفة على أن الإدارة الأمريكية ستواجه اختبارات شديدة الفترة القادمة».


    أما صحيفة «نيويورك تايمز» فقد اعتبرت أن أسلوب القمع حيال الإخوان يجعل البلاد تنزلق إلى الفوضى، وانتقدت أسلوب حكام مصر العسكريين في أسلوب إدارتهم للبلاد التي تجعل مصر أسوأ كثيرا.


    هذا الإعلام المسيس والموجه، يكشف بوضوح سقوط تمثال الحرية في أمريكا، وانهيار أسطورة الإعلام الحر المنفصل عن الدولة وغير الموجه، لقد انكشفت سوأة الإعلام الأمريكي بعد أحداث 11 سبتمبر، ولكنها الآن تعرت تماما، فمنذ متى كانت تيارات الإسلام السياسي حبيبة لأمريكا وقريبة منها بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.


    لقد شهدت فترة التسعينيات من القرن الماضي وما عقبها حتى قبل سنوات قليلة، حربا شعواء من أمريكا ضد كل ما هو إسلامي مسلح أو يمارس العمل السياسي المهيأ لممارسة العنف.


    فما الذي حدث بعد أن تولى الإخوان المسلمون حكم مصر؟، وما الذي غير نظرة الأمريكان لهم؟، خاصة أن الإخوان لم يغيروا في سلوكياتهم أو في معتقداتهم أو في مخططاتهم تجاه السلطة والنفوذ، والجواب بسيط ربما يكون بداهة: «أن الإدارة الأمريكية ستواجه اختبارات شديدة الفترة القادمة ولا تريد أن تواجهها وتستميت في سبيل ذلك».


    صحيح، أن في السياسة لا عدو دائما ولا صديق دائما، ولكن التغير المفاجئ والجذري في المواقف لا بد له من أن يفتح بوابة الأسئلة على مصراعيها، فهل هي الصفقة فعلا؟ وهل هي المليارات الثمانية التي دفعتها أمريكا لمرسي ليبيعهم أجزاء من سيناء كما تتحدث بعض وسائل الإعلام المصري؟ أم هل هو ضمان أمن إسرائيل والمصالح الأمريكية مقابل التمكين من الحكم؟


    عجيب جدا هذا الدفاع الأمريكي المستميت عن بقاء الإخوان المسلمين ومحاولات إعادة مرسي للحكم، إلا أن كل علامات التعجب والاستفهام ستزول عندما نعلم أن الإخوان المسلمين كانوا هم اللاعب الرئيس لتنفيذ مخطط الشرق الأوسط الكبير وبدء مشروع الفوضى الخلاقة الذي تبنته كونداليزا رايس، ووجدتهم الإدارة الأمريكية الرهان الأكثر منطقية بالنسبة لها والأكثر حاجة لتحقيق حلم تاريخي بات قاب قوسين أو أدنى.


    وكان صعود الإخوان لحكم مصر بمثابة الضمانة الكاملة لتحكم أمريكا في المنطقة من خلال حزب الإخوان في مصر أو النهضة في تونس أو حماس في غزة أو العدالة والتنمية في تركيا أو إخوان الأردن وسوريا وليبيا والسودان والخليج العربي.


    باختصار شديد، كانت مجرد صفقة، أفشلها الشعب المصري العظيم بخروجه المذهل يوم 30/6 رافضا الخنوع والخضوع لهيمنة الإخوان المسلمين وحليفهم الأمريكي، رافضين لسياساتهم.


    وقرر الفريق السيسي والجيش دعم ثورة الشعب، وعزل الرئيس مرسي، وانهار الحلم الأمريكي في المضي قدما في مشروع الشرق الأوسط الكبير، وإضعاف أقوى الجيوش العربية، وإنهاك الدولة المصرية، وتفتيت الدول العربية إلى دويلات صغيرة عاجزة عن حماية نفسها.


    هذا المشروع الضخم، الذي عملت عليه الإدارة الأمريكية لسنوات طويلة، وانتظره العدو الصهيوني بشغف، وكاد أن يتحقق على أيدي الإخوان المسلمين، ينهار بكل بساطة، وأسئلة دافع الضرائب الأمريكي عن مصير المليارات التي دفعتها إدارة أوباما للإخوان المسلمين لا ترحم، وكل هذه المعطيات مجتمعة، لن أقول تكشف، بل تفضح وتعري الستار الإسلامي الجهادي الذي تدثر الإخوان بعباءته أكثر من 80 عاما، وتفضح وتعري الستار الديموقراطي الذي تتشدق به أمريكا وتهتك ستره متى تعارض مع مصالحها طيلة تاريخها!!.


    المصريون الشرفاء حسموا أمرهم يوم 30/6، وقالوا كلمتهم، وعقارب الساعة لن تعود إلى الوراء، ومرسي لن يعود إلى الحكم، والاستمرار في الاعتصام قطع للطريق «الذي وصفه مرسي بالجريمة»، وفض اعتصامي رابعة العدوية وميدان نهضة مصر، بات ضرورة حتمية لإنهاء هذا الوضع المتأزم في مصر والجيش المصري العظيم وكل منسوبي قطاعات وزارة الداخلية المصرية أحرص منا جميعا على أن تفض الاعتصام دون أن يراق دم بريء، ودون أن تتهاون مع المجرمين الذين تلطخت أيديهم بدماء المصريين ومن تورطوا في التحريض على قتلهم.


    مصر غسلت عار انتخاب الإخوان لحكمها، والآن تتطهر من المجرمين الخونة، وتفتح الباب واسعا لاستقبال أبنائها من العائدين إلى أحضانها من ميدان رابعة أو النهضة أو أي مكان كانوا فيه لا يقفون إلى جانب إخوتهم المصريين الحقيقيين.

    *نقلا عن "عكاظ" السعودية


    --------------------

    من ينتصر لحسن البنا؟





    د. وحيد عبدالمجيد







    لم تكن جماعة الإخوان المسلمين كيانا موحدا تماما علي مدي تاريخها‏,‏ وخاصة منذ أواخر ثلاثينات القرن الماضي‏.‏ وهي ليست كذلك اليوم‏,‏ رغم سطوة قيادتها‏,‏ التي تمثل تحالفا من أتباع منهج النظام الخاص‏- أو التنظيم السري الذي ندم حسن البنا في أخر أيامه لأنه أقامه‏-‏ وبقايا تنظيم سيد قطب المشهور‏.‏


    فقد خضعت الجماعة لهذه القيادة, التي أبعدت كل من حاول أن يضع حدا لسطوتها واستغلت مبدأ السمع والطاعة أسوأ استغلال, وفرضت هيمنتها الكاملة تدريجيا. ويعرف من درسوا تاريخ هذه الجماعة, وخاصة من أضافوا إلي دراستهم احتكاكا مباشرا بها, أن هذه الهيمنة اكتملت عشية ثورة25 يناير.

    ولذلك وجد المصريون من جماعة الإخوان أسوأ ما فيها علي الإطلاق منذ أن قررت قيادتها التي هيمنت عليها التنصل من التعهد بعدم تقديم مرشح في أول انتخابات رئاسية, ثم استغلت فوز محمد مرسي بالرئاسة لإخضاع مصر كلها لهذه الهيمنة. ومازالت هذه هي طريقتها بعد أن ثار الشعب عليها وأسقط الرئيس المنتمي إليها, في الوقت الذي يظل من لا ترضيهم هذه الطريقة داخل الجماعة صامتين أو مترددين لا يريدون التحرك بشجاعة لأخذ زمام المبادرة وإبعاد من ينطبق عليهم ما وصف به حسن البنا أمثالهم ليسوا إخوانا.. وليسوا مسلمين وما كان يشغله حين قال: لو استقبلت من أمري ما استدبرت لعدت بالاخوان الي أيام المأثورات. ولو عاد من نعرف أنهم غير راضين عن منهج النظام الخاص وتنظيم1965 وأتباعهم إلي التاريخ, لوجدوا أن المسئولية تفرض عليهم التحرك لمواجهة ذيول من تصدي لهم حسن البنا عام1948 ولكن القدر لم يمهله لتصحيح خطئه الذي أدي إلي تمكينهم. وهم أيضا بقايا من واجههم المرشد الثاني حسن الهضيبي عندما قرر حل النظام الخاص الذي انقلب عليه وحاول اغتياله, ثم حين تبرأ من توجهات تنظيم سيد قطب في كتابه الذين أخفوه بعد ذلك( دعاة لا قضاة).

    فمتي يتحركون لانقاذ جماعتهم والانتصار لحسن البنا وحسن الهضيبي وعمر التلمساني قبل أن يكتب أتباع منهج النظام الخاص وتنظيم سيد قطب الصفحة الأخيرة في قصتها

    ------------------


    أزمة مع أمريكا بسبب تصريحات ماكين وغراهام.. تغييرات على الأرض ضد الإخوان رغم محاولات البحث عن حل


    حسنين كروم


    August 7, 2013


    القاهرة – ‘القدس العربي’


    كان الخبر والموضوع الأبرز في الصحف المصرية الصادرة امس هو ردود الأفعال على تصريحات السيناتور الجمهوري جون ماكين والديمقراطي ليندس غراهام في مؤتمر صحافي عقداه في مقر السفارة الأمريكية، وحالة الغضب من عبارة ماكين بأن ما حدث هو انقلاب عسكري، والتلويح بقطع المعونة، والإفراج عن المعتقلين، السياسيين، لكن باقي تصريحاتهما تندرج في إطار المقبول من مسؤولين أجانب لبلادهم مصالح ما، والحقيقة انني لا اعرف سبباً للادعاء بوجود معتقلين سياسيين، لأن هناك قرارات من النيابة العامة، والحبس على ذمة قضايا وستتم إحالات الى القضاء، بمن فيهم الرئيس السابق، وان كان التهافت الأمريكي وبعض الدول الأوروبية على المطالبة بالإفراج عن مرسي وباقي المحتجزين بقرارات من النيابة يخفي قلق هذه الدول، لأن أمريكا وهذه الدول لم تظهر مثل هذا الاهتمام بالنسبة لمبارك وكانوا يعتبرونه وهو كان يعتبر نفسه الحليف الاستراتيجي لهم، وإسرائيل تعتبره كنزها الاستراتيجي بل وارسل ابنه جمال في زيارة سرية لمبنى المخابرات الأمريكية، وبعض رجال نظامه، خاصة من رجال الأعمال كانوا على علاقات مريبة جدا، جدا، بأمريكا، وإسرائيل ومع ذلك لم يبكوا عليهم، على كل الشهور القادمة ستكشف.
    وأصدرت وزارة الخارجية الأمريكية بيانا أعلنت فيه ان ما قاله ماكين وليندساي لا يعبر عن رأي الإدارة، وكان الوزير جون كيري قد صرح بأن ما حدث في مصر ليس انقلابا، وتثير الوفود الأمريكية والأوروبية غضباً متزايدا واعتبارها تدخلا في شؤون مصر، وقد تزيد من الأزمة مع أمريكا وان كنت أرى ان السماح بمجيء الوفود والتباحث معها وتوضيح الموقف لها عمل سياسي مطلوب، والذي يوضح الأزمة مع أمريكا هو رد الفصل العنيف من الرئاسة على تصريحات ماكين من الهجوم العنيف الذي شنه زميلنا وصديقنا احمد المسلماني المستشار الإعلامي للرئيس المؤقت ان ما قاله تدخل سافر ومرفوض.
    لكن الأهم من هذا وذاك، ان الاجراءات على الأرض تتم في مسارها، ذلك انه سيتم تصفية رابعة وتمثال نهضة مصر، بطريقة مرضية للمصريين وللعالم كما تم نقل كل من أحمد عبدالعاطي مدير مكتب مرسي وأيمن هدهد مستشاره للأمن الى سجن طرة بقرار من النائب العام في قضية مشاركتهما في أحداث قصر الاتحادية الدامية، وكان قد سبقهما بنفس الاتهام رئيس الديوان والسفير السابق بوزارة الخارجية محمد رفاعة الطهطاوي ونائبه اسعد شيخة ابن شقيقة الرئيس السابق، واستمرار العمليات الإرهابية في سيناء واستشهاد ثلاثة من جنودنا – الى جنة الخلد – وغضب من أعمال الفتنة الطائفية في المنيا ضد اشقائنا الأقباط، واتهام الإخوان والجماعة الإسلامية، بإشعالها، واستمرار مظاهرات للإخوان في عدد من المدن واشتباك الأهالي معهم، ونتيجة المرحلة الثانية من القبول بالجامعات، واستعدادات كل الوزارات لعيد الفطر المبارك وساحات صلاة العيد أعاده الله علينا جميعا، مسلمين عرب سنة وشيعة ومسيحيين بالخير واليمن والبركات، وإعلان المعتصمين في رابعة وتمثال نهضة مصر عن قضائه بالطبل والمزامير والألعاب، وكحك العيد، في المنطقتين والمشكلة الحقيقية، ستكون في الآلاف الذين سيأتون الى حديقة الحيوانات وهل ستحدث اشتباكات بينهم وبين المعتصمين ام ستمر الأيام بسلام.
    وإلى شيء من أشياء كثيرة عندنا


    ‘روزاليوسف’ تنتقد
    تردد الحكومة بفض الاعتصامات

    ونبدأ بالمعارك والردود، المتنوعة التي يضرب أصحابها في كل اتجاه، لا يلوون على شيء، ونبدأها مع زميلنا وصدقنا بمجلة و’روزاليوسف’ عاصم حنفي، الذي هاجم الحكومة الحالية لترددها في تصفية رابعة ونهضة مصر بقوله: ‘ولأننا نفتقد المسؤول القادر على مكاشفة الجماهير في إطار الشفافية والمصارحة، فعلينا إذن أن نضرب الودع، أو نفتح الكوتشينة داخل صفوف القيادة بخصوص التعامل مع بؤرة رابعة، ويقولون ان البرادعي يهدد بالاستقالة في حالة فض الاعتصام بالقوة وشيخ الأزهر يهدد بالاعتكاف، وقيادات جبهة الإنقاذ تخشى من صعود نجم السيسي الذي يهدد طموحاتهم المشروعة في حكم البلاد، في حين أن بؤرة رابعة تستغل التخبط والارتباط لصالحها تماماً، وتكتسب المزيد من التعاطف المحي والعالمي’.

    ‘أخبار اليوم’ جميع المبادرات
    انتهت الى لا شيء

    وفي نفس اليوم – السبت – شن زميلنا في ‘أخبار اليوم’ أحمد هاشم هجوماً على أصحاب بعض المبادرات لحل الأزمة قائلا: ‘اسقط نجاح دعوة السيسي الأقنعة عن بعض الوجوه التي كنا نظن أنهم مصريون مثلنا فإذا بهم يكشفون عن وجههم القبيح، وانتمائهم لجماعة المتأسلمين مثل العوا وطفل الملابس القطنية قنديل والذي لا يصلح مديراً لمحطة ري فإذا بهم يأتون به رئيساً للوزراء فوجدناهم ومعهم البشري ذو الميول الإخوانية والدكتور المنعم وسيف الدين عبدالفتاح يطلقون مبادرات وهمية لضمان الخروج الآمن لقيادات جماعة المجرمين ويطالبون بعودة الدستور العنصري ورئيسهم بحجة شرعية الصندوق وتناسى هؤلاء أن اكثر من ثلاثين مليون مصري خرجوا للشوارع للمطالبة بإقالة المعزول ولم تعد له شرعية’.
    وفي الحقيقة، فان اسهال المبادرات هذا انتهى إلى لا شيء، لأن اصحابها ينطلقون من محاولة إلغاء ما تم في الثلاثين من يونيو وفي الثالث من يوليو وفي السادس والعشرين منه، وإعادة الأوضاع إلى ما يشبه ما كانت عليه، قبل الإطاحة بحكم الإخوان وعزل مرسي، لكن اعجب مبادرة هي لك التي طرحها استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور حسن نافعة بأن أدخل تعديلات على المبادرة الأولى للعوا والبشري وفهمي هويدي وسيف عبدالفتاح، بأن يتم اختيار رئيس وزراء توافقي.

    ‘الأخبار’: ماذا
    يعني الخروج الآمن؟

    أما خفيف الظل زميلنا بـ’الأخبار’ عبدالقادر محمد علي فقد اندهش يوم الأحد وقال: ‘ماذا يعني الخروج الآمن الذي يدعو إليه سليم العوا وأبو الفتوح والسيدة آشتون وبعض متعاطفي الإخوان؟ معناه أن محمد بديع والبلتاجي والعريان وعاصم عبدالماجد وصفوت حجازي وأسامة ياسين وكل قيادات الجماعة الذين يختبئون خلف النساء والأطفال في رابعة والنهضة يعودون بعد انتهاء الاعتصام الى بيوتهم معززين مكرمين محمولين على اكتاف مؤيديهم وسط هتافات النصر، لا يحاسبون على التحريض والعنف وقتل رجال الشرطة وتعذيب المواطنين في الاعتصام، ولا على قتل الابرياء الذين جلبوهم من المحافظات بالأجر، لإلصاق التهمة بالجيش والشرطة، كنت أود أن أقول رأيي بصراحة في مسألة الخروج الآمن ولكنني لن أفعل حتى لا أفسد صيامي ‘.

    ‘الجمهورية’: اين الخطوط
    الحمر لدى الجماعة؟

    لا، لا، لا هو رضي ولا نحن نرضى له ان يفسد صيامه بإشارة أو لفظ، وقد أيده في اليوم التالي الاثنين زميله بـ’الجمهورية’ صلاح الحفناوي بالهجوم على الإخوان قائلا: ‘نواجه جماعة لا تعرف الخطوط الحمراء، جماعة استباحت الدين وتاجرت به وزعمت أنها تحتكر لمشيئة الإلهية فتكفر من تشاء وتدخل الجنة وتمنح الشهادة لمن تشاء، وليس كثيراً عليها أن تضحي بمئات الأطفال والنساء ليتحقق الهدف ويوصم الجيش والشرطة وينقلب العالم علينا، دعونا نسترجع ونتأمل دلالات ذلك المشهد المقزز لعشرات الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الخامسة والعاشرة، والذين وفقاً لتأكيدات عدد كبير من النشطاء تم أسرهم من بعض دور الأيتام، وإجبارهم على ارتداء أكفان لا يعرفون ما تعنيه مكتوب عليها عبارة مشروع شهيد، وليس أدل على ذلك من الإصرار على ان تتصدر النساء كل مظاهراتهم وفي ظهورهن فوهات القنص’.

    ‘الشروق’
    تهاجم البرادعي

    ومن المبادرات والإخوان إلى الهجمات التي يتعرض لها، الدكتور محمد البرادعي، وقال دفاعاً عنه يوم الاثنين زميلنا في ‘الشروق’ ورئيس تحريرها السابق عمرو خفاجي: ‘الهجوم الذي يتعرض له السيد نائب رئيس الجمهورية للشؤون الخارجية مفهوم في إطار حالة الغليان والغضب التي تشهدها البلاد في ظل حالة الاستقطاب الحادة خاصة أنه يكاد يكون من القلة النادرة الحريصة على ممارسة السياسة وسيادة القانون واحترام حقوق الإنسان.
    أما غير المفهوم في هذا الهجوم فهو هجوم جماعة الإخوان المسلمين عليه، على الرجل الذي يدافع عن وجودهم وحقهم في الاستمرار في ممارسة العمل السياسي ‘مثلهم مثل غيرهم’ وهو الرجل الذي تصدى بداية ضد فض اعتصامهم بالقوة والرجل الذي سمح لشخصيات دولية ومسؤولين دوليين بزيارة رئيسهم المعزول للاطمئنان عليه بل إن وجوده في حد ذاته هو حد أمان لهذه الجماعة حتى إن البعض وصفوه بالخائن وآخرين اعتبروه من خلايا الإخوان النائمة، البرادعي كان رافضا لإقصاء أعضاء الحزب الوطني من الحياة السياسية وتقريبا كان الصوت الوحيد الذي أعلن ضرورة مشاركتهم في جميع الفاعليات السياسية بعد الثورة على خلاف ما كان يراه الجميع، وهو اليوم يقف نفس موقفه وفي الحالتين كان الرجل واضحاً لم يدافع عن قيادات الوطني المتورطة في جرائم تستوجب المحاكمة والعقاب بما في ذلك الرئيس السابق مبارك وهو اليوم يعلن بوضوح أيضا انه لن يسمح لأحد أجرم بأن يفلت من العقاب وفي الموقفين كان البرادعي رافضاً لأي محاكمات استثنائية فالواضح أن الرجل لديه معيار واحد يرجع إليه في جميع تصريحاته وقراراته السياسية’.

    ‘المصريون’ تدافع عن
    مواقف البرادعي والسيسي

    وكل ما ذكره عمرو عن مواقف البرادعي صحيح مائة في المائة، وقد وافقه عليه في ذات اليوم في ‘المصريون’، صاحبنا حسام فتحي بقوله عن البرادعي والسيسي: ‘أعداء مصر يعرفون أكثر من اصدقائها خطورة أن يلتف المصريون جميعاً حول ‘قائد’ واحد يذكرهم بعبدالناصر أو فيدل كاسترو في كوبا وهو ما لا يريدون، لذلك تتم محاولات دؤوبة لتشويه صورة كل من يملك أي ‘كاريزما للزعامة والقيادة بحيث يكرهه المصريون أو على الأقل تنقسم آراؤهم فيه وحوله، جرى ذلك مع الدكتور البرادعي الذي لعب دوراً تاريخياً في تجميع الشباب حوله وقال ‘لا’ لمبارك متحدياً كل الظروف قبل 25 يناير ثم ما إن اختطف ‘الإخوان’ الثورة حتى بدأت حرب منظمة ضد كل رموزها وأولهم الدكتور محمد البرادعي، وعندما لمع نجم الفريق أول عبدالفتاح السيسي ونجح الرجل في إنقاذ مصر مما كان يدبر لها على يد الإخوان وازدادت شعبيته التي تجلت في استجابة المصريين لدعوته بالنزول للشارع في 26 يوليو أسرع الكثيرون لمحاولة قطع الطريق على أي مستقبل سياسي للرجل وزعموا انه يخطط لخلع ‘الأوفرول’ العسكري وخوض الانتخابات على مقعد رئيس الجمهورية وهو ما نفاه تماماً، شخصياً لا أود أبداً أن يأتي رئيس غير مدني وقطعاً لا أرضى بحكم عسكري آخر وإن كانت ‘وطنيتي’ كمصري تتمنى وصول رئيس حازم وحاسم وقاطع وغير متردد أو ضعيف يستطيع أن يحكم قبضة القانون على البلد الذي ‘فلت عياره’.

    ‘الشعب’: كل ما أفكر
    وأقول يا سيسي يا أفاك

    وننتقل الى ‘الشعب’ يوم الثلاثاء وحملتها على السيسي لدرجة انها نشرت قصيدتين عنه، الأولى للشاعر الإخواني وحيد الدهشان عنوانها – مقاطع عن السياسي – من أبياتها:
    كل ما أفكر وأقول يا سيسي يا أفاك
    حيرت قلبي وشعري وايديه معاك
    والأمر مش بسيط، لا فيه حكاية وراك
    ما دمت عميت عينيك بحكاية التفويض
    فوضنا فيك أمرنا للواحد القهار
    فاضرب بناتنا وشبابنا يا إنسان رخيص بالنار
    شعري هيلعن ابوك ولا يوم هاقول مخدوع
    وهو هنا يسير على منوال أغنية أم كلثوم، حيرت قلبي معاك، وأنا بداري وأخبي، ترللم، لكن، المدهش ان تصدر الشعب وفيها هذه الشتائم وهي في عدديها كل اسبوع، الجمعة والثلاثاء من أولها إلى آخرها، هجمات تصل الى درجة الشتائم للسيسي ومع ذلك يتحدثون عن انقلاب عسكري وقمع الجيش؟!
    ‘المصري اليوم’ تنتقد
    مشاركة النساء بالاعتصامات

    وعلى طريقة قصيدة بقصيدة والدهشان هو الأظلم، فقد نشرت ‘المصري اليوم’، في نفس اليوم في باب البريد قصيدة للقارىء عبدالناصر الكومي، عنوانها – اعتصام رابعة – من أبياتها:
    هذي النساء أسيرة لبعولة
    أما انفصالك أو بقاءك خاضعة
    ابقى في الحرائر في الظروف الفاجعة
    لا تستطيع تطهرا من حيضها
    ليست صغيرتها بيسر راضعة
    أفذاك إسلام؟ أتلك مروءة
    من يقترف ذنباً ويدلي رأيه
    ان كان خيرا فالجماعة رادعة
    قدم الشباب مسلسل برقابكم
    فاصرف شبابك فالقيامة واقعة
    ماذا فعلتم في البلاد لتطلبوا
    كرسي الرئاسة فالفضائح ذائفة
    يا رب فاحفظ مصرنا منهم، فقد
    جعلوا المدائن جمرة متصارعة

    ‘اليوم السابعand#8242; تطالب بمعاملة معتصمي
    رابعة مثل معتصمي ميدان التحرير

    وإلى معركة أخرى، تعرض لها الدكتور الشيخ محمود شعبان الشهير بعبارة، هاتولي راجل، وصاحب دعوات التكفير قبل الإطاحة بالإخوان، إذ تعرض لحالة من الرعب في ميدان التحرير عندما تعرف عليه الشباب وهو في سيارته، فانزلوه منها وأصابه رعب قال عنه يوم الثلاثاء زميلنا في ‘اليوم السابعand#8242; عبدالفتاح عبدالمنعم: ‘إذا كنا لا نقبل أن يقوم المعتصمين من الإخوان في ميداني النهضة ورابعة العدوية بعمليات خطف وتعذيب وإهانة وشتائم لأي مصري معارض لهم في سياستهم فإننا أيضا لا نقبل البلطجية التي تحدث في ميدان التحرير ضد أنصار الرئيس مرسي لو مر أحدهم بالمصادفة بالقرب من ميدان التحرير ولا نبل أن يتم ضربهم أو إهانتهم أو توجيه أي شتائم لهم أو السخرية منهم أو أي شيء كما حدث الأحد مع الشيخ محمود شعبان الذي نختلف معه في افكاره وطرق عرضها، ولكن لا نقبل أن يتم التعامل معه كمجرم حرب أو بلطجي طالما لا يحمل في يديه سلاحاً أبيض أو ناري ولم يتعرض لأي مواطن في ميدان التحرير، أطالب من الآن وبالتزامن مع فض ميادين الإخوان النهضة ورابعة يتم فض ميدان التحرير من كل المتظاهرين مع وجود ضمان بعدم احتلاله من أي فصيل سياسي عقب إخلائه وهو ليس مطلباً بل قرار مهم يجب ان يتخذ لأنه يهم الأمن القومي، فوجود مجموعات في ميدان التحرير تتحدث باسم الشعب الذي لم يفوض أحد سوى الجيش والفريق أول عبدالفتاح السيسي وكل من يدعي ان هناك تفويضاً من الشعب له سواء في التحرير أو في رابعة كاذبون ويجب إجلاؤهم من هذه الميادين فورا حفاظا على الأمن القومي المصري حفظ الله مصر وجيشها العظيم’.

    قصة قبض معتصمي التحرير
    على محمود شعبان

    ونفس الاحتجاج على ما حدث للشيخ محمود شعبان احتج به في نفس اليوم زميلنا في ‘الوطن’ محمد فتحي بقوله: ‘آلمتني الفيديوهات التي عرضت لـ’قبض’ معتصمين في التحرير على ‘محمود شعبان’ الشهير بـ’هاتولي راجل’ والذي كان يقول عن متظاهري وثوار التحرير والمعارضين لمرسي اكثر وألعن وأقبح مما قاله مالك في الخمر كان التقرير الأكثر ‘مهنية’ و’احتراما’ هو التقرير المصور لزملائنا في بوابة ‘الوطن’ الالكترونية، لكن الفيديوهات الأخرى كشفت عن قبح جديد يجعلنا نفكر في الايام الصعبة التي نمر بها، وعلى ما يبدو سيصدق فيها وصف محمد سعد في فيلم ‘تتح’ ربنا يعدي الستين سبعين سنة الجايين دول على خير، تعرض محمود شعبان – الذي لا أحبه بالمناسبة ولا أحب ما يمثله، للإهانة والإذلال ‘وزفة’ حقيقية من المعتصمين في التحرير و’شتائم’ وسباب وتشبيهات قذرة لا تختلف كثيرا عن تشبيهاته وقال احد من ‘قبضوا’ عليه انهم ‘فتشوا’ سيارته فوجدوا فيها أموال تبرعات تصله لدعم ‘المجاهدين’ في سورية، وكان الرجل ذليلا كسيرا وسط هذه ‘الكثرة’ التي سمحت له مشكورة بتأدية الصلاة وقام بعضهم مشكورا بحمايته وتحذير الناس، بدون إهانة، بدون إهانة’. وبمناسبة الشيخ محمود شعبان ومطالبته من قبل بقتل معارضي الإخوان، وخلعه الحذاء في احد البرامج ليضرب الضيف الآخر فان أبرع من يقلده، هو الفنان الكوميدي عزب شو في برنامجه الرمضاني، الوش التاني.

    معارك الظرفاء حول البلطجية والمسلسلات

    وإلى الظرفاء ومعاركهم، ونبدأ مع زميلنا وكاتب ‘صوت الأمة’ الساخر محمد الرفاعي وقوله عن نوعية معينة من الناس: ‘أصحاب الجلود التخينة ولا جلد الفيل الهندي أو كاوتش العربيات النقل لا يريدون ان يصدقوا ولو من باب استخدام العقل الذي هو زينة لمرة واحدة أن الزمن لا يعود للوراء وأن العمائم التي كانوا يقلوظونها على نافوخهم خطفها الغراب وطار والدقون التي كانت مجرد ميكروباص لقصر الاتحادية، اصبحت عربية ترحيلات الى لمان طرة، لم يتصور اصحاب الوجوه الكالحة المليئة بالغل والبلطجة ولا وجوه الكفار في مسلسلات التليفزيون في الآنسة حنفي وأن العياط الذي كان يصرخ في أهله وعشيرته، وها أنا أفعل، يصرخ الآن في زنقته المنيلة أنا عتريس، أنا جدع وعندما زارته لجنة حقوقية قعد يتطوح ويهتف الشرعية الشرعية تقولش الشرعية دي حتة لحمة والعيال خطفتها منه ولا حلة ملوخية دلقتها زينات صدقي على دماغ العظمة؟! لم يتصور واحد فيهم أن ملكهم سوف يذهب في غمضة عين ويسقطون من قمة السلطة، الى اسفلت الزنازين وبالتالي، كانت الصدمة مروعة ولا صدمة الولية اللي رزعها جوزها بوابور الجاز المولع، صدمة دفعت بهم الى حالة من الجنون والهلاوس على طريقة الراجل بتاع أنا مش قصير قزعة، أنا طويل وأهبل، فخرج اصحاب الدقون والعمائم الذين يقبضون بالدولار والدينار والدرهم شاهرين الأسلحة في وجه الدنيا كلها مطالبيهم بعودة العياط أمال لو كان فالح شوية كانوا عملوا فينا إيه، الحاج هشام قنديل بتاع لبن السرسوب واغسلي صدرك يا زنوبة، يطلع العيل لهلوبة والبس قطن يا حاجة آشتون، تبعد عنك العفاريت وولاد الحرام معاه مبادرة في جيب السيالة عشان العياط يردع ونقف نغنيله، كفارة يا عم الحاج والحاج سليم العوا اللي ما عتعرفش لغاية دلوقت هو مع مين بالضبط. برضه عايز يرجع الزعيم الأباصيري مرسي ابن الزناتي وعموماً مرسي هايرجع، بس التذكرة اللي معاه، يادوب توصله عند أخوه اللي راقد في طرة رقدة دكر البط وأهه يتزغطوا مع بعض’.

    ‘المصريون’ تسخر من وزير القوى العاملة

    وثاني الظرفاء هو زميلنا وصديقنا الإخواني محمد حلمي، الذي هاجم يوم الثلاثاء في بروازه اليومي بجريدة ‘المصريون’، صباحك عسل، صديقنا العزيز، ووزير القوى العاملة كمال أبو عيطة بقوله: ‘منظر لا يفارق مخيلتي منذ تعيين كمال أبو عيطة وزيرا للقوى العاملة، بما ان ابو عيطة مدمن مظاهرات ولا يجيد سواها، فانني اتخيل على الدوام انه لا يدخل مكتبه إلا محمولا على كتف الساعي’.
    هذا ومن المعروف ان ابو عيطة – ناصري – كان يقود المظاهرات وهو طالب ضد نظامي السادات ومبارك وهو أبرع من يلقي بالهتافات بشكل تلقائي وكان مشهورا باسم مؤذن الثورة، ولا ينافسه في براعة تأليف الهتافات بشكل فوري إلا كمال آخر، هو كمال خليل قائد الاشتراكيين الثوريين، وهو شقيق صديقنا العزيز وعضو المكتب السياسي لحزب التجمع اليساري، محمد خليل.

    ‘الأخبار’: ما كان على الحكومة
    الاستجابة لاشتون

    هذا وكنت قد نسيت وما أنساني إلا الشيطان، بالإضافة الى الشيخوخة الإشارة الى قول زميلنا بـ’الأخبار’ أحمد جلال يوم الأحد: ‘اعتقد ان المسؤولين خانهم التوفيق عندما استجابوا لطلب اشتون مفوضة الاتحاد الأوروبي، والفاكوناري مبعوث الاتحاد الافريقي بلقاء المعزول محمد مرسي، فمهما كانت الضغوط ما كان ينبغي الاستجابة للاتحاد الأوروبي أو الاتحاد الافريقي أو حتى الاتحاد السكندري في أمور تخص مصلحة الوطن وتمس كرامته، ولم يكن يعنينا في كثير أو قليل رأي اشتون أو كوناري في مكان احتجاز مرسي أو كيف يعيش خاصة وأن هذه الزيارات قد تعطي شرعية لشخص فقد شرعيته ومحبوس – كده وكده – على ذمة قضايا يتم التحقيق فيها الآن، مرسي لا يستحق كل هذا الاهتمام، فهو رئيس فاشل، إلا إذا كانت زيارته للفرجة عليه مثل أبو الهول’.


    ----------------
                  

08-10-2013, 07:58 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)


    انتقاد السيسي بسبب لقائه مشايخ السلفيين ومخاوف من حصاره دولياً.. دعاوى لمنع زيارة الوفود الاجنبية لمرسي


    حسام عبد البصير


    August 8, 2013





    القاهرة ‘القدس العربي’ في العيد أيضاً كتب على المصريين ان يتذوقوا الفرحة بلون الدم، حيث رصدت صحف الخميس المزيد من الحوادث التي اسفرت عن مقتل العشرات واصابة المئات في عدد من المحافظات على رأسها سيناء التي يقوم خلالها الجيش بحرب لتطهيرها من الارهاب، وقد انتقلت هجمات الإرهابيين في سيناء إلى منعطف خطير، كما تشير صحيفة ‘المصري اليوم’ وذلك بعد تصاعد أعمال العنف إلى مرحلة الاغتيالات السياسية، إذ أطلق عدد من المسلحين النار على عبدالحميد سلمى، النائب السابق بمجلس الشورى، 58 عاما، أثناء خروجه من مسجد الإبراهيمي بمدينة العريش، بعد أداء صلاة الفجر. ومن عناوين الموضوعات التي تناولتها ‘المصري اليوم’: قرار نهائي فض الاعتصام بعد العيد.. ‘نيران الإرهاب’ في سيناء تصل محطة ‘الاغتيالات السياسية’.. ‘التحرير’ يؤذن لـ’عيد بلا إخوان’ و’أنصار المعزول’ يُكبرون لـ’ماكين’.
    اما ‘الاهرام’ فعنونت ‘الرئاسة تعلن قواعد اختيار لجنة الخمسين لتعديل الدستور: مرشحين للأزهر و3 للكنيسة و4 للنقابات ومثلها للشباب..2 لكل من الأحزاب الإسلامية والعمال والفلاحين.. و10 يرشحهم مجلس الوزراء، فيما اهتمت ‘الشروق’ بتداعيات الوفود الاجنبية التي تطلب لقاء الرئيس المعزول ورموز من الاخوان داخل السجون. وحذرت صحيفة ‘التحرير’ من آثار التدخل الاجنبي في الشأن الداخلي على السيادة الوطنية، وحذت حذوها عدة صحف. وسعت ‘الوطن’ لرصد ما يجري من تحولات في الموقف الامريكي، واهتمت على نحو خاص بالاعمال العسكرية التي يقوم بها الجيش المصري في سيناء ضد العناصر المسلحة هناك. وصعدت جريدة ‘الحرية والعدالة’ من هجومها على وزير الدفاع والحكومة الجديدة. وشهدت الصحف المزيد من المعارك الصحافية، غير ان الحدث الأبرز كان ظهور اول انتاج من كعك العيد من انتاج نساء الاسلاميين المعتصمين في رابعة العدوية وحفرت عليه اسماء الرئيس المخلوع وعدد من رموز الاخوان:

    ‘الاهرام: ‘كيف نجح
    الاخوان في تدويل قضيتهم

    البداية مع صحيفة ‘الاهرام’، التي يطرح خلالها مكرم محمد احمد الاسباب التي دفعت لتدويل قضية الاخوان وصراعم مع نظام الحكم: ‘يتحدث بعض اعضاء جماعة الاخوان المسلمين عن رغبة الجماعة في تدويل ما يسمونه الازمة المصرية، وتصعيد دور الوساطة الامريكية والاوروبية الذي تسهم فيه بعض الاطراف العربية، من حدود الوساطة الخيرة التي تقبلها مصر طواعية حفاظا على الدم المصري الى حدود التدخل الخارجي الملزم الذي يستخدم ادوات الامم المتحدة ومجلس الامن لفرض التسوية على الطرفين، وإلزامهما بتنفيذ قرارات المجتمع الدولي والامتثال لأحكام ميثاق الامم المتحدة، بما في ذلك البند السابع الذي ينظم فرض العقوبات على الطرف المخالف ومع الاسف اسهمت ادارة الحكم الانتقالي في الترويج لهذه الخطط المرفوضة، عندما احجمت منذ البداية عن اعلان شروطها الاساسية لقبول اية وساطة خيرة وبينها التزام الدولة بتطبيق احكام القانون وتنفيذه على الجميع، ووضع سقف واضح، ومحدد لا يستطيع اي من الوسطاء تجاوزه، يتمثل في احترام الارادة الشعبية التي عبرت عن نفسها بوضوح قاطع في اسقاط حكم الجماعة والرئيس المعزول، وزاد من وطأة التدخل فتح الابواب على مصاريعها لزيارات بعض الوسطاء الي عدد من قيادات الجماعة المتحفظ عليهم وبينهم الرئيس المعزول، وبعض الموجودين في السجون المصرية رهن التحقيق بقرارات مشروعة صدرت عن النيابة العامة في قضايا معلنة ومحددة، الامر الذي اعتبرته دوائر وطنية كثيرة تدخلا في الشأن المصري لا مسوغ له يمس السيادة الوطنية، لان كل هذه الزيارات هي في جوهرها مهام سياسية، تخرج عن مهام جماعات الحقوقيين التي تريد الاطمئنان على حسن تطبيق معايير العدالة وبرغم ان غالبية المصريين لا يمانعون في قبول وساطة خيرة’.

    اضطهاد الاسلاميين يشوه
    سمعة القضاء والمحاماة

    المتأمل لما تشهده ساحة محراب العدالة، سواء فريق القضاه او المحامين لا يحتاج لمجهود كي يكتشف صمت كلا المرفقين على الاضطهاد الذي يتعرض له الأسلاميون وهو ما دفع منتصر الزيات للفت الانظار في جريدة ‘المصري اليوم’ نحو خطورة الأمر: ‘استغربت موقف نقابة المحامين وهي تصمت صمتا مريبا إزاء تغول السلطة الحالية على خصومها السياسيين من التيار الإسلامى الذين تم اتخاذ إجراءات معيبة ضدهم فور إعلان الفريق عبدالفتاح السيسي خارطة الطريق في الثالث من يوليو، وكانت نقابة المحامين دوما ظهير السجين السياسي في محنته تقف معه تدافع عنه وتناصره طيلة فترة اعتقاله، غير أن موقفها يزداد ريبة إزاء صمتها على اعتقال وحبس ثلة من رموزها الوطنيين، مثل الأساتذة عبدالمنعم عبدالمقصود وعصام سلطان وحازم أبو اسماعيل ومحمد العمدة، وإذا كان الموقف من الثلاثة الأواخر نتيجة مباشرة لمواقفهم السياسية المناوئة للسلطة الحالية، فإن عبدالمقصود لم يعرف عنه يوما التورط في مواقف سياسية غير كونه المحامي الأبرز لجماعة الإخوان المسلمين، لم يعرف عن الرجل أنه معني بدور سياسي أو تنظيمي لهذه الحركة العتيقة، غير أنه مدافع صلد عن كل من يتم القبض عليه أو اعتقاله من الإخوان، وهو ما يمكن تفهمه بالنسبة لجماعة كبيرة يتم التربص بها والنيل منها بصورة دائمة والذي يعرف ‘عبدالمقصود’ يعرف أدبه الجم وأخلاقه الكريمة واحترامه للجميع حتى من يعارضونه الرأي الذين لا يملكون إلا حبه وتقديره، واللافت أن اعتقال الرجل جرى أثناء وبسبب أدائه لواجبه المهني، حينما ذهب لحضور التحقيقات مع موكليه الدكتور سعد الكتاتني والدكتور أشرف البيومي بسجن طرة، فإذا بهم يخبرونه بأنه بمراجعة كشوف المطلوبين أمنيا تبين وجود اسمه، وهكذا سيق إلى زنزانته بجوار موكليه!! هل رأينا في الدنيا مثالا لما جرى؟! وإذا كان النعي على رجال السلطة العامة الذين دبجوا تقريرا أمنيا يتهم ‘عبدالمقصود’ باشتراكه في تشكيل عصابي مهمته سرقة المساكن بمنطقة بين السرايات المجاورة لمكان اعتصام ‘النهضة’!! فإن النعي على موقف أعضاء النيابة العامة في مسايرة هذا التقرير المفضوح والترخيص بضبطه وحبسه’.

    الاخوان لا يهمهم قتل الآلاف
    مقابل حصد التعاطف

    إلى أي مدى يقبل الاخوان بسقوط الآلاف من المصريين في النزاع الدائر حالياً مقابل حصد بعض التعاطف هذا ما يراه عبد اللطيف المناوي في ‘المصري اليوم’: ‘لم أتوقع، منذ اللحظة الأولى، لما سمى ‘جهود وساطة مع الإخوان’ أن تنجح، وذلك لسبب بسيط هو أن نجاح هذه الجهود سوف يعني خسارة الجماعة فرصة لعب دور الضحية والاستفادة منه، لقد خسرت الجماعة السلطة واعترافها وتسليمها بهذه الحقيقة يتماشى مع منطق الأشياء وعقلانية التفكير، لكن لديها يتحول الأمر إلى استغلال ما تسميه ‘محنة’ لتحقيق مكسب تنظيمي مهم هو تماسك الجماعة. وهو سلوك يتماشى مع أسلوب الجماعة في كل مراحلها، حتى في مرحلة القوة فإن اللجوء إلى إيجاد صيغة تسمح لها بأن تكون الضحية كان أسلوبا يميزها، لذلك استغلت مثلا الخطاب المناهض لها والمعارضة لوجودها، اعتمدت الجماعة هذا الخطاب وذلك الاتجاه من أجل الحفاظ على السلطة في ذلك الوقت، وتماسك التنظيم اليوم إن انكشاف الجماعة واقتلاع الشعب لها من موقع السلطة هو بمفهومها محنة أخرى يجري تسويقها لأعضاء الجماعة بالأساس، من يراقب مواقف ‘مفاوضيها’- إن صح التعبير- وتصريحات قياداتها، فسوف يلحظ أنها تدفع الأمور دفعا للوصول إلى الصدام، وهي هنا تتجاهل الحقائق الجديدة على الأرض، وتصر لدفع الأمور دفعا لتصطدم، وتحاول بشتى الطرق كسب ضحايا جدد، هؤلاء الضحايا الذين تتسبب في مقتلهم بالدفع للصدام تستغلهم وهي تأمل في أن يتسبب الاهتمام الدولي، وربما الاستياء مما يجري في مصر من أعمال عنف، في إنقاذها، وأن يؤدي ارتفاع حصيلة القتلى إلى كسب تعاطف من لم يحسم أمره ويحدد موقفه في مصر’.

    كعك رابعة في انتظار مرسي

    وإلى الكتاب الساخرين ونختار منهم العدود اللدود لكل ما هو أخواني حمدي رزق في ‘المصري اليوم’ ساخراً من قيام نسوة معتصمات بعمل كعك العيد في حي رابعة حيث يعتصم انصار الرئيس المعزول محمد مرسي: ‘بعد العيد ميتفتلش الكعك (الكحك)، الستات في اعتصام رابعة العدوية يفتلن الكعك من ليلة الوقفة، حسنا.. كل عيد وأنتم طيبون، كل واشكر.. وغنى مع أيتام ملجأ ‘وجدى العربى’ أغنية ‘الشكر’، تؤديها على منصة رابعة جوقة ‘مشروع شهيد’ ومطلعها ‘يا مشبعنا يا مغذينا يا مكبرنا يا مقوينا، البركة في حجازي’ عمل خيراً، صفوت أفندي حجازي أضاف إلى تاريخ الكعك الناعم اسماً ملهماً ‘كعك رابعة’ نسبة إلى اعتصام رابعة العدوية، حيث كانت الأخوات يخبزن الكعك ليلا في الخلاء، وكانت روائح الخميرة والفانيليا والبيكينج بودر تعبق الأجواء، تتسرب نفاذة إلى قاطني مدينة ‘التوفيق’ المحاصرين في قعور بيوتهم حذر الكعك في مجلس شورى الجماعة ثار خلاف، هل يسمونه ‘كعك رابعة’، تخليدًا لاعتصام رابعة أول، وترفيعا لاسم الجامع الذى آمنهم من خوف، صار في المخيلة الإخوانية أقرب لشُعَب أبي طالب، نفر من المتحمسين استخاروا في تسميته ‘كعك مرسي’ تخليدا لذكرى ‘المعزول’، على أن يوزع الكعك مع صوره في إشارات المرور.. رحمة ونور، ولكن بمراجعة تاريخ الكعك في مصر المحروسة ثبت أن الكعك ارتهن بأسماء أخوات لا إخوة، ‘كعك مرسي’ سيكون فريدًا ونادرة من نوادر الكعك المصرية، استنكف الحضور كلية تسميته بـ’كعك الشرعية’ لأن الكعك بالملبن، والشرعية بالصناديق ‘كعك رابعة’ يقينا سينافس ‘كعك حافظة’ في أمهات الكتب، ومراجع الكعك، وقواميس المعمول (الكعك في الشام)، و’حافظة’ من أشهر من صنعن كعك العيد في العصر الفاطمي، وكانت تنقش على كعكها عبارات كالعلامة التجارية مثل ‘تسلم ايديكي يا حافظة’ أو ‘بالشكر تدوم النعمة’، ولم يكن يأكل منه إلا المحظوظون من ضيوف الخليفة على الدرب ‘كعك رابعة’ تنقش عليه عبارات ولكن سياسية، الإخوان سيّسوا الكعك مثلا ‘مرسي رئيسي’، لكنهم يحملون في يد الكعك وفي اليد الأخرى السلاح’.

    ‘اليوم السابعand#8242;:
    الاعتصامات لم تعد سلمية

    وإذا كان حمدي رزق الحاقد على جماهير رابعة لأنهم لم يهدوه طبق كعك من اعداد الاخوات المناضلات إلا أن كرم جبر في ‘اليوم السابعand#8242; يؤكد ان السلاح هو الاكثر انتشاراً هناك: اعتصامات الإخوان ليست لها علاقة من قريب أو بعيد بـ’السلمية’ التي يتحدثون عنها، إلا إذا كانت من صنف جديد يستخدم العنف والقسوة والشراسة، سلمية عدوانية تعذّب المعارضين حتى الموت وتلقى بجثثهم في صناديق القمامة، وتحوّل الأطفال من ‘مشروع مستقبل’ إلى ‘مشروع شهيد’، وتغلق رابعة والنهضة كمناطق معزولة ومكدسة بالأسلحة والمولوتوف والخرطوش، وغير ذلك من الأفعال والأقوال التي تحدث على أرض الواقع وجعلت الكلمة تفقد معناها، فأصبحت ‘سلمية’ كاذبة ومضللة ومدججة بالسلاح وأيديها مخضبة بالدماء، وتقف بجوار أخواتها ‘الشرعية’ و’الأغلبية’ و’الصندوق’ و’الإرادة الشعبية’ و’دولة القانون’ وغيرها من العبارات التي يتعاطاها الإخوان ليل نهار ويسيئون استخدامها ويهدرون قيمتها ومعناها، السلمية في الدول التي اخترعتها وتعرف معناها، هى المظلة القانونية التي تحمى المتظاهرين السلميين الذين يعبرون عن آرائهم دون عنف أو حرق أو تخريب، ولا يعطلون مصالح الناس أو يقطعون الطرق أو يحولون الميادين العامة إلى معسكرات شعبية، أما عند الإخوان فالسلمية هى التظاهر العشوائى المنظم، الذى يسبب الارتباك لأجهزة الدولة ويرهقها في تتبع حشود المتظاهرين هنا وهناك، ويصيب الشوارع والميادين والكبارى الحيوية بالشلل التام وما يحدث في رابعة العدوية اعتداء سافر على السلمية ودولة القانون، بعد أن تحول الميدان إلى مخبأ لمجموعة من العناصر الإخوانية المطلوبة أمام جهات التحقيق، ويظهرون جهارا نهارا على قناة الجزيرة لتحريض المتظاهرين على العنف وقطع الطرق والاعتداء على الجيش’.

    الوفود الاجنبية تطفئ
    الحرائق التي يشعلها المصريون

    ونبقى مع المتعاطفين مع التيار الاسلامي والكاتب فهمي هويدي الذي يتعرض لحرب شرسة من قبل السواد الاعظم من اعلام العسكر والدولة القديمة بسبب مواقفه المتعاطفة مع الاسلاميين إذ كتب معبراً عن دهشته من اصرار عموم الصحف الفضائيات الاسلامية في نشر الفتنة وتأليب الرأي العام ضد الاسلاميين بغير تقدير للمصالح الوطنية والقومية: ‘من المفارقات أنه في حين تتواصل عملية التحريض وتدق طبول حرب الاستئصال والاقتلاع من جانب وسائل الإعلام المصرية، فان الدول المحيطة المهتمة بالشأن المصرى دأبت على إرسال مبعوثيها إلى القاهرة للبحث عن حل سلمي لأزمتها السياسية المعقدة، إن شئت فقل إن إعلامنا المهيج ينطلق من الشعبوية التي تغذي مشاعر الكراهية والانتقام، في حين أن المبعوثين الدوليين يعتمدون منطلقات أكثر شعورا بالمسؤولية والجدية. وهو ما يسوغ لنا أن نقول إن الإعلاميين المصريين ومعهم عدد غير قليل من المثقفين الليبراليين أصبحوا لا يترددون في إشعال الحريق وتوسيع نطاقه. في الوقت الذى يسعى فيه أولئك المبعوثون إلى إطفاء الحريق وإعادة الهدوء والاستقرار إلى مصر يقودنا ذلك إلى نتيجة محزنة خلاصتها أن هواة السياسة ومدعي الليبرالية في مصر لا يدركون عاقبة الذي يدعون إليه، في حين أن العالم المحيط يعي جيدا أن مصر أكبر من أن تترك لعبث الهواة ونزق الأدعياء ومرارات الكارهين. وأخشى أن تكون تلك الخلاصة تصديقا لما كان يروجه السياسيون والمستشرقون في القرن التاسع عشر حين كانت أطماعهم وأعينهم تتجه إلى الشرق من أن مصر أكبر من أن تترك لأهلها’.

    ‘اليوم السابعand#8242;: من العار ان
    تتحول السجون لمزارات سياحية

    غير ان الوفود الاجنبية التي يعتبرها فهمي هويدي جاءت لأطفاء الحرائق يعتبرها عادل السنهوري في صحيفة ‘اليوم السابعand#8242; جاءت لأشعال النار والفتن بين المصريين: ‘يجب أن تكون هناك وقفة لمن سمح بهذا العبث السياسي في استدعاء أشتون وماكين وغراهام للعربدة السياسية وتحويل سجون مصر وميادينها إلى مزارات سياحية لمجرمي الإخوان. وعلى من سمح بذلك داخل مؤسسة الرئاسة وخارجها أن يعترف بخطئه في حق هذا الوطن وإنجازه الثوري في 30 يونيو وإبهاره للعالم بفعل الإعجاز الذي قام به في هذا اليوم العظيم وما بعده. فاستدعاء تلك الرموز البغيضة اتضح، وباعتراف الرئاسة، الآن أنه كان فخا سياسيا للثورة المصرية ومحاولة فجة للالتفاف عليها واحتوائها لمآرب أخرى لتحقيق مصالح واشنطن والعواصم الغربية الموالية لها لإنقاذ جماعة الإخوان الإرهابية التي ترتبط بها بمصالح سياسية وتجارية، والإبقاء عليها في المشهد السياسى المصري رغما عن الشعب وثورته الآن وبعد اعتراف الرئاسة بما كان متوقعا من فشل الوساطات والزيارات السياحية المكوكية لكل من هب ودب من الوفود الأجنبية خصيصا، فقد دقت ساعة الدولة في استعادة زمام الأمور مرة أخرى والتذكر أنها تحكم باسم الثورة وأن جهود ومحاولات الوصاية على إرادة الشعب قد توقفت الآن. ولم يعد أمام الإدارة المصرية الحاكمة الآن سوى طريق واحد هو استعادة هيبة الدولة في الداخل بأيادى قوية صلبة غير مرتعشة لأن الأيدى المرتعشة والمرتجفة لا تبنى مستقبلا ولا حاضرا فقد ثبت وبالدليل القاطع أن جماعة الإخوان لا تسعى سوى للفوضى والتخريب والدمار ولا بد الأن أن تثبت لها الدولة أن ‘للديمقراطية أنياب’ أيضا’.

    ‘الشروق:’ معتصمو رابعة
    يضربون اروع الامثلة على الصمود

    بالكاد وبعد جهد ليس بالقليل بوسك ان تعثر على من يحيي صمود معتصمي رابعة المناصرين للرئيس مرسي ومن هؤلاء الكتاب القلائل يبرز وائل قنديل في جريدة ‘الشروق’: وإذا كان الاعتصام محاصرا أمنيا وإعلاميا ودعائيا من خلال منظومة متكاملة من الأكاذيب، فإن الانقلاب يبقى تحت الحصار الأخلاقي والإنساني، على نحو جعل أصحابه في حالة تشنج، دفعتهم للاستنجاد بالوساطات الدولية والإقليمية لتقيلهم من عثرتهم السياسية وتخرجهم من مأزق حضاري، رويدا رويدا بات يؤرق الضمير العالمي مع تساقط كل هذه الأعداد من الضحايا، وتبين الملامح العسكرية التامة لعملية 30 يونيو الخاطفة بعد زوال طبقة المساحيق الشعبوية الكثيفة التي وضعها مخرج الانقلاب وماكييره على وجه ذلك اليوم وتتجلى علامات التوتر في هذا الاستجداء الرسمي المتكرر لدخول الطرف الأمريكي على الخط، من خلال دبلوماسية الحوارات الصحفية مع وسائل الإعلام الأمريكية، لكي تنجز واشنطن تفاهمات أو صفقة بين الحكم العسكري من جانب وبين من وضعوهم في السجون بتهم القتل والتجسس من جانب آخر.. وتلك واحدة من المفارقات المثيرة في التاريخ: أن تطلب سلطة المساعدة في التفاوض مع معارضة متهمة من جانب هذه السلطة بالخيانة الوطنية والتحريض على القتل، وهنا قمة التناقض الأخلاقي والخلل المنطقي غير أن إعلام الانقلاب يواصل ألعابه الظريفة على الجماهير بمحاولة التعبير عن امتعاض زائف من كثرة ما يسميه ‘المبادرات’ والتدخلات الخارجية في القضية المصرية، متغافلا بأن هذه الزيارات لم تكن لتتم لو أن حكام مصر لم يطلبوها وتذكر جيدا أن مثل هذه الأجواء هى البيئة المناسبة لنشاط هذا النوع من الحناجر المبرمجة على تقديم اسكتشات فكاهية عن السيادة الوطنية والكرامة القومية، وهي الفقرات التي تتكرر دائما مع اهتزاز الأنظمة التي يلعبون في أحواشها، وتردد العبارات ذاتها من نوعية الأساطيل والقطع البحرية الأمريكية تتحرش بنا في المياه الإقليمية، إلى آخر هذه المحفوظات ‘الأمن ــ قومية’ المعلبة’.

    هل ركب ماكين الجمل
    مع السيسي في الهرم؟

    وإلى مزيد من الكتاب الساخرين حيث يشن محمد فتحي هجوماً شديداً في جريدة ‘الوطن’ على جون ماكين ومن معه بسبب زيارته للقاهره بغرض حل الازمة بين الاخوان ونظام الحكم وهو ما اعتبره فتحي تدخلاً في شؤون مصر: ‘قال لك إيه.. قال لك آه.. قال لك جون ماكين السيناتور الأمريكي هو وتابعه غراهام جاءا إلى مصر لمعرفة ما يجري، وليس للتحقيق على حد وصف ماكين.. قال لك إيه.. قال لك آه.. قال لك: من سمح لجون ماكين بأن يأتي ويقابل هذا وذاك، ويذهب للسيسي والرئاسة وللإخوان وربما ركبوه الجمل في الهرم قبل أن يركبنا الهرم في الجمل ويحذر – بروح خالته- من حمامات دم في مصر خلال الفترة المقبلة، وكأنه يحذرنا وكأنه يهددنا.. يأتي إلينا ويستقبله مسؤولو الندامة وكأنه مفتش على المدرسة، وكأنهم مدرسو حضانة وليسوا مسؤولين، وكأنه سيعطينا من جيب أمه معونة نقسم آناء الليل وأطراف النهار أنها (ولا تفرق معانا)، ونحلف ع المية تجمد أننا لا نأخذ توجيهاتنا من أمريكا، ثم تكون تصرفاتنا أن نستقبل سيناتور من هنا، على مبعوث من هناك، على تصريح أهبل، على بالونات لحل الموضوع دبلوماسياً، على تسريبات عن عودة مرسي للاستقالة وتفويض رئيس الوزراء، على أي هبل في الجبل يا ابن عمي، وكل ذلك لأن المسؤولين الذين ظنناهم محترمين ومحترفين اتضح أنهم كي جي ون سياسة.. يخافون من جلدهم.. يخشون من الهوا الطاير على أمريكا.. لا يريدون (البهدلة) على آخر أيامهم، لكن من قال إن بهدلة أمريكا أقل وطأة من بهدلة الشعب المصري.. طظ في أمريكا وطظ في كل مسؤول يخاف من أمريكا وزعل أمريكا ومعونة أمريكا وقرصة ودن أمريكا’.

    ‘الوطن’: من حقهم ان
    يزوروا الهرم وليس مرسي

    ونمضي مع ردود افعال زيارة الوفود الاجنبية للرئيس المعزول وهو ما يعتبره علاء عبد المنعم في جريدة ‘الوطن’ منافيا لمبدأ السيادة الوطنية: إن هذه الزيارات أصابت الشعب الذي ثار في 30 يونيو و3 يوليو وفوّض الدولة والقائد العام للقوات المسلحة لمحاربة العنف والإرهاب بنزوله بالملايين يوم 26 يوليو في نهار رمضان القائظ وأثناء الصيام بالإحباط الشديد، خاصة أن الفصيل المتمرد على الشعب والوطن، وأعني به الإخوان المسلمين ومن يناصرونهم، لم يمتنع عن أعمال العنف وقطع الطرق واستمرار العمليات الإرهابية في سيناء بصورة يومية وقتل ضباطنا وجنودنا بلا مهادنة ولا رحمة، وكذلك الاستمرار في تحريض القوات المسلحة على الانشقاق ودعوات متتالية لتشكيل جيش مصر الحر لمحاربة الجيش المصري وسب وتخوين قادته.. كل هذا مستمر مع اعتصامي ‘رابعة العدوية’ و’النهضة’ المسلحين. والغريب أننا نسمع من الحكومة ومسؤوليها أن الوفود تأتى للتفاوض ونسأل جميعاً: تتفاوضون مع من؟ وعلى ماذا؟ إن التفاوض هو خروج عن صلاحية الحكومة.. لقد خرج الشعب في 26 يوليو ليس للتفويض في إجراء مفاوضات، لكنه خرج للتفويض والأمر بالقضاء على العنف والإرهاب: العنف في اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، والإرهاب في سيناء وجميع مناطق القطر المصري إن جميع أعضاء الحكومة لم يكونوا من الثوار ولم ينتخبهم أحد، لكنهم أتوا بالإرادة الشعبية في 30 يونيو و3 يوليو و26 يوليو، ولم تكن هذه الإرادة إلا لتخليص البلاد من حكم الإخوان والقضاء على الإرهاب’.

    ‘المصري اليوم’: ماكين هدد بقطع
    العلاقات حال فض الاعتصامات بالقوة

    حصلت ‘المصرى اليوم’ على تفاصيل الاجتماعين اللذين عقدهما عضوا الكونغرس الأمريكى، جون ماكين، وليندسي غراهام، مع قوى سياسية ودينية بالقاهرة، أمس الأول، إذ حثا خلاله على سرعة الإفراج عن الرئيس المعزول وقيادات الإخوان، فيما كشف مصدر عن بحث السيناتور ماكين مع أنصار الرئيس المعزول آليات التصعيد في الشارع قال إيهاب رمزي، نائب رئيس حزب المؤتمر، إن اجتماع القوى السياسية مع عضوي الكونغرس الأمريكي، أمس الأول، جاء بناء على دعوة وجهت لها من السفارة الأمريكية، في محاولة لعمل حوار بين القوى السياسية والإخوان، واستطرد: ‘(ماكين) شدد على أن فض اعتصام أنصار مرسي في (رابعة العدوية) أو (النهضة) بالقوة سيؤدي إلى قطع العلاقات بين أمريكا ومصر، وقطع المعونة، فقلنا له إن قطع المعونة لا يهمنا، فهناك دول كثيرة تريد أن تعطينا معونات، أما قطع العلاقات فهو أمر خاص بكم، ونحن لا نسعى إليه’، وكشف مصدر مقرب من الإدارة الأمريكية عن أن اجتماع السيناتور الأمريكي، جون ماكين، مع عدد من القيادات الإسلامية، بينهم الدكتور هشام قنديل، رئيس الوزراء السابق، وأحمد فهمي، القيادي بجماعة الإخوان، رئيس مجلس الشورى المنحل، بحث آليات تعطيل الخارطة الانتقالية للبلاد عن طريق الاعتصامات وتصعيد سقف المطالب، وعدم التنازل عنها بسهولة في سياق متصل قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، ومسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كاثرين أشتون، في بيان مشترك، أمس، ‘الوضع في مصر لا يزال هشاً.. ويهدد بمزيد من العنف والاستقطاب ويعوق التقدم الاقتصادي’.

    سما المصري تطلب
    زيارة ابو اسماعيل

    هل تذكرون الراقصة سما المصري التي ارقت مضاجع الاخوان للحد الذي جعلها مهددة بدخول السجن بسبب سخريتها من لرئيس المعزول وعدد من رموز الاخوان بعد ان قدمت بعض الاغنيات الراقصة التي سخرت خلالها من برنامج النهضة الذي اعلن عنه الرئيس المعزول عند تدشين حملته الانتخابية واطلقت عليه’ اسم الفنكوش’ وهي كلمة اطلقها عادل امام للاعلان عن بعض السلع في احد افلامه. سما المصري قالت في تصريحات لـ’لمصري اليوم’ إنها قدمت طلباً رسمياً إلى مكتب النائب العام تطلب فيه السماح لها بزيارة القيادي السلفي حازم صلاح أب وإسماعيل في محبسه، وقالت سما لـ’المصري اليوم’: ‘ذهبت بنفسي وقدمت الطلب بعد سؤالي لأحد المقربين من أبوإسماعيل عن موقفه من طلب زيارتي له فأكد لي أنه سيرحب لأنه يهوى (الشو الإعلامي) وعندما سألوني عن سبب الزيارة قلت لهم إنه سبب شخصي’ وأضافت سما: ‘لو رفض أبو إسماعيل زيارتي لن أشغل بالي بذلك، وطلبي ليس معناه تحولاً في مبادئي الرافضة لأفكار التيارات الإسلامية وحالياً أجهز لأكثر من أغنية أنتقد فيها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان، والدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، رئيس حزب مصر القوية وكليب آخر أنتقد فيه الدكتور محمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية للعلاقات الدولية’.

    ‘المصريون’: ما الذي دار في كواليس
    لقاء السيسي بمشايخ السلفية؟

    حالة من الغضب انتابت العديد من المنتمين للقوى الوطنية على إثر لقاء وزير الدفاع بعدد من مشايخ السلفيين، وقد سعت صحيفة ‘المصريون’ للكشف عما جرى في اللقاء: قال الشيخ محمد حسان، الداعية الإسلامي وعضو مجلس شورى العلماء، إنه يتحرك مع بعض المشايخ من أعضاء المجلس، وأعضاء التحالف الوطني لدعم الشرعية، لحل الأزمة السياسية التي تشهدها مصر في الوقت الحالي. وأضاف، في خطبة بمسجد الحصري بمدينة 6 أكتوبر، مساء الخميس، إنه تقابل وعدد من مؤيدي الرئيس المعزول ومنهم الشيخ د.عبد الله شاكر، والشيخ د. جمال المراكبي، ود. عبد الرحمن البر، وأيمن عبد الغني، ود. صفوت عبد الغني، ود. صلاح سلطان، للوصول إلى حل لإنهاء الأزمة السياسية الحالية وكشف أنه ذهب مع د. محمد مختار المهدي، والشيخ د.عبد الله شاكر، والشيخ د. جمال المراكبي، وعدد آخر من المشايخ، إلى لقاء الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع والإنتاج الحربى، والمجلس العسكري، وطلب منه ضرورة الإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين من بعد 30 يونيه وإسقاط جميع القضايا وتابع حسان: ‘أكدنا للسيسي أن الدماء عندنا كلها لها حرمة عظيمة، ووعدنا (السيسي) بعدم فض الاعتصامات بالقوة، وعدم إنهائها. كما طالبناه بإعلان نتيجة اللقاء في وسائل الإعلام، وهو ما ظهر في مؤتمر وزارة الداخلية اليوم’.
    وقال: ‘في المقابل طالبنا السيسي بتهيئة الأجواء في وسائل الإعلام من أجل المصالحة الوطنية، وطلب منا قيادات المجلس العسكري تهدئة الخطاب على منصتي رابعة العدوية والنهضة، وأن تظل الاعتصامات سلمية في أماكنها’.

    ‘الحرية والعدالة’: السماء
    تفضح اكاذيب خصوم الاسلاميين

    ونتحول نحو معارك الاسلاميين ضد خصومهم ونختار من بينها تلك التي قادها قطب العربي في جريدة ‘الحرية والعدالة’: ‘لقد صنع الانقلابيون كذبة كبرى صدقوها وسوقوها إعلاميا وهي الادعاء بنزول 33 مليون متظاهر غاضب ضد الرئيس مرسي يوم 30 يونيو ومثلها يوم 26 يوليو لتفويض السيسي، وصدق أنصار الانقلاب هذه الفرية التي أُعدت بمهارة سينمائية، لكن المعتصمين لم يلغوا عقولهم ولم يكذبوا أعينهم حتى يصدقوا تلك الفرية الكبرى، ومن هنا وصفتهم الداخلية بالمخطوفين ذهنيا الكذبة الثانية الكبرى التي لم يقبلها المعتصمون فاستحقوا بها ذلك الوصف الأمني أيضا هي رفضهم للانقلاب العسكري، لقد سعى الانقلابيون الى ترسيخ قواعد حكمهم الانقلابي سريعا خلال 48 ساعة كما يحدث في كل الانقلابات العسكرية في العالم، لكنهم فوجئوا بجحافل المصريين تنهمر الى الشوارع بملايين حقيقية، لم يصدقها المخطوفون ذهنيا بحق من قادة ومدبري الانقلاب وإعلامه، وراحوا يفرضون عليها حالة من التعتيم الكامل حتى لا يراها الشعب، بل راحوا يقدمون الكثير من تلك الحشود الهادرة باعتبارها معارضة للرئيس، وقد شاهدنا إحدى قنوات الانقلاب تشيد بمظاهرة مليونية في شارع رمسيس باعتبارها لداعمي الانقلاب؛ بينما كانت صور مرسي تعلوها قبل أن ينتبه المذيع ويغير مجرى الحديث مع ضيفه كذبة أخرى أراد الانقلابيون تمريرها وهي أن الاعتصامات في رابعة والنهضة والميادين الأخرى تضم بضعة آلاف فقط يتنقلون هنا وهناك للإيهام بكثرة الحشد، وتبع هذه الكذبة العديد من الأكاذيب الجانبية مثل انتشار الجرب بين المعتصمين وانتشار ظاهرة جهاد النكاح وتوزيع الأموال على المعتصمين واحتجاز هوياتهم الشخصية لمنع خروجهم واستغلال النساء والأطفال كدروع بشرية.. إلخ، وآخرها الادعاء بتجنيد أطفال من دور الرعاية الاجتماعية وهو ما ثبت كذبه حيث تبين أن هؤلاء الأطفال أيتام وكانوا في طريقهم للحصول على ملابس العيد من بعض الجهات الخيرية، ولم يكونوا في طريهم إلى رابعة العدوية’.


    -------------------
    إخوان مصر.. ومشكلة العودة إلى صندوق الاقتراع
    لا شرعية من أي نوع كان للإخوان، لا في مصر ولا في غير مصر. لا يمكن بناء شرعية على هدم مؤسسات الدولة.
    العرب خيرالله خيرالله [نُشر في 08/08/2013، العدد: 9286، ص(8)]
    تقوم كلّ الحملة التي يشنها الإخوان المسلمون على الشعب المصري من أجل الاحتفاظ بالسلطة إلى ما لا نهاية على كلمة واحدة هي «الشرعية». يركّز الإخوان المسلمون في مصر على «الشرعية» في محاولة لإعادة الدكتور محمّد مرسي إلى الرئاسة. قد تكون «الشرعية» مبررا كافيا للمطالبة بإعادة عقارب الساعة إلى الخلف.. في حال كانت هناك «شرعية» حقيقية مستندة إلى انتخابات جرت في ظروف طبيعية.
    ولكن في حال مصر، لا وجود لمثل هذه «الشرعية» التي تسمح للإخوان بالعودة إلى السلطة عن طريق واجهة في موقع رئيس الجمهورية، فما بني على باطل لا يمكن وصفه إلّا بأنّه باطل.

    لا يستطيع أحد تزوير التاريخ، خصوصا عندما يتعلّق الأمر بأحداث لم يمرّ عليها الزمن. لا يمكن الكلام عن «شرعية» من أي نوع كان عندما يكون هناك ملايين المصريين يعتبرون أنفسهم تعرّضوا لخداع الإخوان المسلمين. تبيّن مع مرور الوقت أن هؤلاء يستطيعون الهدم ولا علاقة لهم بالبناء.. وأن كلّ ما سعوا إليه يتمثّل في الاستيلاء على السلطة والاحتفاظ بها إلى ما لا نهاية عن طريق صناديق الاقتراع. لدى الإخوان في كلّ مكان، شبق لا مثيل له إلى السلطة ولا شيء آخر غير السلطة.

    هناك بكلّ بساطة مشكلة بين الإخوان وصندوق الاقتراع، أو على الأصحّ مع العودة إلى صندوق الاقتراع. لا لشيء سوى لأنّ صندوق الاقتراع يعني قبل أيّ شيء آخر التداول السلمي للسلطة. إنه ليس مجرّد وسيلة تستخدم للوصول إلى السلطة والبقاء فيها كما يشتهي الإخوان.

    بكلام أوضح، لا وجود لانتخابات من أجل الانتخابات. الانتخابات تتويج لمسيرة ديمقراطية تقوم أوّل ما تقوم على الاعتراف بالآخر وبحقه بممارسة نشاطه السياسي بكلّ حرّية. هذا من جهة. أمّا من جهة أخرى، تعني الديمقراطية أوّل ما تعني احترام مؤسسات الدولة واستمراريتها.

    ما حصل في مصر أنّ أوّل ما فعله الإخوان هو المسّ بهذه المؤسسات. حاولوا بكلّ وقاحة تحويل الدولة المصرية إلى دولة للإخوان. هذا ما لم يسمح به المصريون. هذا ما لم تسمح به المؤسسة العسكرية التي كانت شريكا في «ثورة الخامس والعشرين من يناير» التي خطفها الإخوان.

    كشف الإخوان لعبتهم باكرا. انقلبوا على المؤسسة العسكرية التي لعبت دورا محوريا في حمل الرئيس حسني مبارك على التنحي عن السلطة. استخفّ الإخوان بالمؤسسة العسكرية، مثلما استخفوا بالشعب المصري. اعتقدوا أن اللعبة هي لعبة تذاكٍ. وقعوا في فخ لعبة التذاكي. هذا كلّ ما في الأمر. تبيّن أن الشعب المصري ليس بالغباء الذي يعتقدون، وأن المؤسسة العسكرية تمتلك ما يكفي من الوعي لإدراك أنّ ليس في استطاعتها أن تنتهي أسيرة تنظيم متخلّف يعتقد أنّه يكفي تجهيل الشعب المصري من أجل الإمساك به، وجعله أداة طيعة في يد تنظيم ديني لا يستطيع التعاطي الجدّي مع أي مشكلة مصرية.

    لا شرعية من أي نوع كان للإخوان، لا في مصر ولا في غير مصر. لا يمكن بناء شرعية على هدم مؤسسات الدولة بدءا بالقوات المسلحة وصولا إلى القضاء مرورا بوزارة الداخلية والمحافظات. بلغت الوقاحة بالإخوان، في أواخر عهد محمد مرسي، حدّا لا يستطيع عاقل تصوّره. عيّن شخص مسؤول بشكل مباشر عن ضرب السياحة واستهداف السيّاح محافظا لأسوان. لم يكن ذلك تصرّفا معزولا عن سياسة عامة تصبّ في تغيير طبيعة المجتمع المصري بهدف تدجين المصريين والسيطرة عليهم.

    إنّ نجاح تجربة إسقاط الإخوان في مصر لا يمكن إلا أن تكون لها انعكاسات إيجابية على المنطقة كلّها. ولذلك، لا يمكن إلا توجيه الشكر لكلّ عربي سعى إلى دعم الثورة الحقيقية، «ثورة الثلاثين من يونيو» التي أطاحت بحكم الإخوان غير المأسوف عليه. للمرّة الأولى في التاريخ الحديث يقدم العرب الواعون على عمل إيجابي يصبّ في خدمة الأجيال الصاعدة. ما قامت به دولة الإمارات، التي سارعت المملكة العربية السعودية والكويت إلى اللحاق بها، لا يمكن الاستهانة به. فسقوط مصر كان يعني سقوط المنطقة كلّها.

    الأهمّ من ذلك كلّه، أن تحرّك العرب الواعين، وبينهم الملك عبدالله الثاني الذي أصرّ على زيارة القاهرة ولقاء الرئيس المؤقت عدلي منصور وكبار المسؤولين المصريين، أجبر الإدارة الأميركية على إعادة النظر في موقفها بعدما سايرت الإخوان المسلمين طويلا إرضاء لإيران وإسرائيل في الوقت ذاته. نعم، إيران وإسرائيل في الوقت ذاته.

    تبدو ورقة «الشرعية» التي يسعى الإخوان إلى استخدامها من النوع الذي مرّ عليه الزمن. أيّ شرعية لنظام متواطئ كلّ التواطؤ مع «الإمارة الطالبانية» التي أقامتها «حماس» في قطاع غزة؟ أيّ شرعية لنظام لا يجد مثالا أعلى يحتذي به سوى تجربة «حماس» في غزة، وهي تجربة بائسة لم تجلب على الفلسطينيين سوى الويلات وساهمت في زرع فوضى السلاح في سيناء بما بات يهدد الأمن المصري كلّه؟

    من يريد شرعية حقيقية وليس «شرعية» مستمدة من عملية خطف موصوفة لـ»ثورة الخامس والعشرين من يناير» ولطعن في الظهر للمؤسسة العسكرية ثم لطموحات الشعب المصري وتطلعاته، لا يبتزّ دول الخليج العربي عن طريق إقامة علاقات مع إيران ولا يضع غزة مثلا أعلى له.

    هناك شرعية و»شرعية». ما حصل في مصر كان سحبا لـ»شرعية» مزيّفة ونهاية للعبة سمجة. لا بدّ من أن تكون للحدث المصري انعكاساته الإقليمية، خصوصا داخل غزّة حيث تتظاهر «حماس» وهي فرع من فروع الإخوان بأنّ لا علاقة لها بما يجري في القاهرة وأنها بعيدة كلّ البعد عن الانتشار الإرهابي في سيناء ومناطق مصرية أخرى.

    كان لا بدّ من إنقاذ مصر. كان إنقاذ مصر أكثر من ضرورة، خصوصا أن لا شرعية لمن لا أساس لشرعيته. فما بني على باطل، حتى لو كان عملية انتخابية في ظروف أكثر من مريبة، لا يستطيع استخدام هذه الورقة لإقامة نظام ديكتاتوري. هذا النظام الديكتاتوري، الذي لم يعمّر أكثر من سنة، جعل المصريين يترحمون على حسني مبارك.. وحتى على جمال عبدالناصر، بطل هزيمة 1967، الذي لم تكن لديه سوى حسنة وحيدة تتمثل في مقاومته للإخوان



    -------------------

    الإخوان يختلقون «مسألة مصرية»!





    الكاتب: سعد الدين ابراهيم

    خلال القرن الأخير من حياة الإمبراطورية العثمانية، تعددت المحاولات الأوروبية للتدخل فى شؤونها، والسباق على وراثة أجزاء منها، خاصة بواسطة بريطانيا وفرنسا وروسيا والحركة الصهيونية، كما شاع استخدام مصطلح «المسألة الشرقية» لوصف الحركات المُتمردة على الإمبراطورية العثمانية.

    وقد اتصل بى الناشط السكندرى حسام ناصف منذ أيام وهو غاضب، لكثرة الوفود الأجنبية التى زارت مصر مؤخراً، بداية بكاترين آشتون، مفوضة الاتحاد الأوروبى، مروراً بجون كيرى، وزير خارجية الولايات المتحدة، ووليام بيرنز، وكيل الخارجية الأمريكية، وعضوى مجلس الشيوخ الأمريكى جون ماكين (عن الحزب الديمقراطى) ولينزى جراهام (عن الحزب الجمهورى) للوساطة بين الإخوان المسلمين والحكومة المصرية!

    وحقيقة الأمر أن الإخوان المسلمين يستخدمون اعتصام شبابهم فى ميدان رابعة العدوية للضغط على كل مصرـ حكومة وجيشاً وشعباًـ لرد الاعتبار للرئيس المعزول د. محمد مرسى ولأركان نظامه، وكأن إرادة الشعب المصرى لا تعنيهم من قريب أو بعيد!

    وبعد استدعاء الإخوان وسطاء أوروبيين وأمريكيين، فقد أضافوا للمشهد وسطاء آسيويين (أتراكاً وماليزيين)، ثم وسطاء عرباً (الإمارات وقطر). ويتعجب الناشط السكندرى مما إذا كانت مدينته الجميلة ستشهد قريباً ظهور بوارج وأساطيل من هذه الدول على شواطئها، كما كان يحدث فى القرن التاسع عشر، كوسيلة لمُمارسة الضغط على من يهمهم الأمر فى مصر المحروسة.

    وحقيقة الأمر أنه لم تكن لدىّ إجابات قاطعة على تساؤلات الناشط السكندرى. ولكنى استحضرت مشهدين عربيين آخرين، هما لبنان فى القرن الماضى (العشرين)، والعِراق فى أوائل هذا القرن. ففى كل منهما كان الصِراع الداخلى يحتدم فيستدعى أو يستنجد أحد الأطراف المُتصارعة بقوة خارجية لإنقاذه من هزيمة مستحقة، أو استعادة مكانة مفقودة. وكثيراً ما كانت القوة الخارجية مُستعدة لتلبية هذه النداءات، لا حُباً فى نجدة هذه الأطراف المحلية بقدر استغلال الفُرصة لتأسيس موقع أو موطئ قدم.

    ولعلنا نتذكر أن ذلك ما حدث فى مصر عام 1881، حينما احتلت بريطانيا مصر، بدعوى حماية الأقليات بعد مُشاجرة بين أحد الرعايا الأجانب (مالطى) وأحد المصريين، وظل هذا الاحتلال أكثر من سبعين عاماً. ويتكرر الشىء نفسه فى لبنان، البلد ذى الست عشرة أقلية مُتنافسة، ولكل منها حليف أجنبى تستدعيه وقت الحاجة.

    لقد تحدثنا فى مقال سابق عن الإخوان كجماعة ظلت محظورة لعدة عقود، فلما اكتسبت الشرعية بعد ثورة 25 يناير، اختطفت تلك الثورة من الشباب الذين قاموا بها ثم اختطفت السُلطة، ثم بدأ مُخططها لاختطاف الوطن كله، وتقليصه إلى إمارة فى كيان مزعوم يحلمون بإحيائه، وهو دولة الخلافة الراشدة التى تمتد من إندونيسيا إلى نيجيريا، تمهيداً للسيطرة الكونية، أو بتعبير حسن البنا مؤسس الجماعة «أستاذية العالم»!

    وهم لا يُدركون أو يتجاهلون أن بلاد المسلمين هذه تضم ستين بلداً، بعضها أكبر من مصر سُكاناً، مثل إندونيسيا ونيجيريا، وبعضها أكبر منها مساحة، مثل السودان والسعودية. وعشرون منها على الأقل أكثر من مصر تقدماً وثراء وديمقراطية. وأنها جميعاً دول مستقلة ذات سيادة، وأعضاء فى الأمم المتحدة ومنظمتى المؤتمر الإسلامى والوحدة الأفريقية والجامعة العربية، ولا يُعقل أن تتنازل عن سيادتها لجماعة الإخوان المسلمين. وهى لم تتنازل عن سيادتها لكيانات موجودة بالفعل، مثل الدولة العثمانية (تركيا) أو الدولة الصفوية (إيران). كما لم تستجب ـ باستثناء أفغانستان ـ لدعوة أسامة بن لادن.

    وحتى ذلك البلد التعيس الذى استجاب لهم مازال فى صِراعات أهلية مُسلحة تجاوزت العشرين عاماً، وراح ضحيتها ما يزيد على مليون شخص، ما بين قتيل وجريح. وهو نفس ما حدث فى الجزائر فى حربها الأهلية بين جبهة الإنقاذ والجيش الجزائرى طوال عقد التسعينيات.

    لقد كانت الخِلافة الراشدة، التى يحلم الإخوان بإحيائها، نتاج ظرف تاريخى لن يتكرر، وهو عصر النبوة وأربعة من صحابته فى القرن السابع الميلادى (أبوبكر، وعُمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلى بن أبى طالب). ولم تتجاوز حقبتهم معاً أربعين عاماً، كما أن ثلاثة منهم (عُمر وعثمان وعلى) ماتوا قتلاً على يد مسلمين آخرين لأسباب دنيوية، هى المال والسُلطة. ولذلك لم تنجح المُحاولات المُتتالية لإحياء دولة الخِلافة طوال الأربعة عشر قرناً التالية.

    ومع ذلك لا تتوقف مُحاولات الطامعين فى السُلطة والثروة فى تسويق حلم الخِلافة كدولة حق وعدل ورخاء للشباب المثالى المخدوع، وآخرهم أولئك الذين تمترسوا واعتصموا فى ميدانى رابعة العدوية ونهضة مصر (أمام جامعة القاهرة). إنه خداع فى خداع وأوهام فى أوهام.

    وقد اكتشف ذلك العديد من كبرائهم، مثل الدكتور كمال الهلباوى، والمحامى النابه ثروت الخرباوى. وقد سجّل الأخير شهادته للتاريخ فى رائعته، وهو كتاب «سر المعبد»، الذى طُبع عشر مرات حتى كتابة هذا المقال (8/8/2013).

    كما اكتشف نفس الخدعة آلاف من شباب الإخوان، فتمردوا على كبار الكهنة، وانفصلوا عن الجماعة، وأسّسوا جناحاً شبابياً أطلقوا عليه اسم «إخوان بلا عُنف».. فتحية للعُقلاء من شيوخ الإخوان.. وتحية للغيورين من شبابهم.

    وعلى الله قصد السبيل


    --------------------


    وزير الإعلام الأسبق محمد فائقand#8238;:and#8236;التيار الإسلامي لا يستطيع أن يوقف تقدم الدولة


    الشعب المصري لن يحكمه ديكتاتور ولن يقبل بالحكم العسكري


    08/08/2013 10:37:08 م







    اجرت الحوارand#8238;:and#8236; and#8238; and#8236;مىرفت شعىب








    الشعب المصري لن يحكمه ديكتاتور ولن يقبل بالحكم العسكري

    الإخوان خسروا شعبيتهمand#8238; and#8236;في الشارع بالعنف ضد الشعب

    أكبر أخطاء مرسي أنه هدم حكم القانون وأعطي لنفسه حصانة جعلته ديكتاتورا

    له نبرة هادئة واثقةand#8238;.. and#8236;يتحدث ببطء وروية شارحا أفكاره ورؤيته الثاقبة للأحداثand#8238;.. and#8236;انه وزير الاعلام الاسبق محمد فائق ونائب رئيس المجلس القومي لحقوق الانسانand#8238; and#8236;الذي تولي وزارة الاعلام منand#8238; and#8236;1967and#8238; and#8236;اليand#8238; and#8236;1972and#8238; and#8236;وشغل منصب امين عام المنظمة العربية لحقوق الانسان وكان مديرا لمكتب الرئيس عبد الناصر للشئون الافريقية وعين وزيرا للشئون الخارجية واهم انجازاته في مجال الاعلام انه ادخل البرنامج الموسيقيand#8238; and#8236;للاذاعة وانشأ الاذاعة التعليمية والمركز الصحفي بالتلفزيون وكان اول من انشأ وظيفة المتحدث الرسمي والمراسلين للاذاعة في الخارج وله عددand#8238; and#8236;منand#8238; and#8236;المؤلفات والابحاث القيمةand#8238;.and#8236;


    and#8238;and#8236;نبدأ من المشهد السياسي الحالي كيف تراه وكيف تقيمه؟

    and#8238;and#8236;اكثر ما يزعجني في اللحظة الحالية هو العنف المستخدم حاليا الذي نتمني أن ننتهي منه قريبا ولكن الأهم هو استيعاب الاخوان المسلمين كحزب سياسي ليصبح جزءا من المنظومة المستقبليةand#8238;.and#8236;

    and#8236;وكيف يتحقق هذا ؟

    and#8238;and#8236;لابد أولا أن يتخلوا عن العنف تماما وثانيا لابد من الفصل بين الجماعة كجمعية دينية والحزب السياسي وهو ما يجب ان ينص عليه في الدستور القادم لكي نضع مستقبل العمل السياسي لأن قضية الحرية قضية اساسية بمعني حق التعبير والمظاهرات والاعتصاماتand#8238;..and#8236;ولكن عندما يتواجد حزب يستخدم القوة فيسقط ضحايا اثناء المظاهرة ويقوم بالاعتصام بالقوة وبالسلاح هذاand#8238; and#8236;غير موجود ولا مقبول في أي دولة في العالم أن يقوم الناس ببناء جدران بالشوارع والميادين فلابد من وضع قواعد ولكن بشرطand#8238; -and#8236;وهذا هو التحدي الحقيقيand#8238;- and#8236;فهذا التيار الاسلامي لم يأتنا من المريخ ولكنه موجود وطريقة التعامل بيننا وبين بعض أي بين التيار الاسلامي والتيارات الاخري لم تكن سليمةand#8238; ..and#8236;فإما تعتمد علي الإقصاء أو محاولة الوصول للسلطة بأي طريقة وبأي ثمن فالمعادلةand#8238; and#8236;غير متوازنة والذي ينظم هذه العمليةand#8238; and#8236;هو احترام الديموقراطية احتراما حقيقيا لأن الديموقراطية ليست الصندوق فقط الذي يختار من الذي يحكم ؟ لكن الأهم كيف يكون الحكم ؟ وهذا الفهم للديموقراطية هو ما يسمي بالعقد الاجتماعي وأظن أن الجميع متفق علي أننا يجب ان نكون دولة مدنية حديثة بالسعي نحو التقدم وليس العودة الي الخلف وهو ما يجب ان يحدث إذا أردنا لمصر أن تأخذ دورها وتسير للأمام فليس لدينا إلا هذا الخيار وهنا لابد أن نتخلص من استخدام العنف ونصل لهذه المعادلة وبالطبع لو استطعنا أن نصل سلميا وبدون دماء لكان هذا انجازا كبيراand#8238;.and#8236;

    and#8238;and#8236;ولكن الطرف الآخر رغم انهم الأقلية يفرضون علينا سلوكياتهم العنيفة ويبادرون بالفعل ويقتصر دور الشرطة حتي الآن علي رد الفعل ولو استمرت هذه الحلقة المفرغة ستسفك مزيد من الدماء ؟

    and#8238;and#8236;لاشك أنه لا توجد دولة في العالم تقبل الممارسات الموجودة حاليا من اعتصامات وارباك مقصود للمرور ولكن لابد أن نجرب جميع الوسائل السلمية التي تحتاج الي نفس طويل بغض النظر عن احتياجنا لسرعة انهاء الموقف حتي تستمر الحياةand#8238; and#8236;،and#8238; and#8236;ولكن لابد أن يظل الباب مفتوحا لفترة طويلة وانا متأكد من ان مصلحتهم ان يعودوا لحياتهم الطبيعية لأن العنف سيجعلهم يخسرون الشارع واستخدام العنف خارج نطاق القانون حتي وهم في السلطة مثل ما حدث في الاتحادية لأنه يخصم من شعبيتهم لذلك اتمني ان يعدلوا عن هذا السلوك لأن ما يطالبون به من عودة الرئيس السابق محمد مرسي فكرة مستحيلة ولابد أن يفهموا انه الواقع لأنه مختلف عن الشعارات التي يرفعونها ومن هنا لابد أن يصلوا الي الواقع في وقت ماand#8238;.and#8236;

    رفض الواقع


    and#8238;and#8236;لكنهم يرفضون الاعتراف بعزل الرئيس السابق وأنه لن يعود ؟

    and#8238;هذا التفكير خارج أي حسابات لأن من ينظر الي المشهد كاملا لابد أن يفهم أن المشهد القادم لن يكون مرسي جزءا منهand#8238; .and#8236;

    and#8238;and#8236;إذن ما الهدف من الاعتصامات التي امتدت لمدة شهر واحتلال اماكن حيوية ليصيبوا المدينة بالشلل ومضايقة السكان والممارسات العدوانية الأخري؟

    and#8238;and#8236;في رأيي أن هذا قصور لأنهم يخسرون كل يوم عندما يزيد سخط الناس وحتي نوعية المتواجدين في الاعتصامات الاخوانية نجد فيها عناصر مستفيدة من الوضع وليسوا من المدافعين عن مبدأ أو المؤيدين لرئيس معزول ولا شك ان عددهم كبير لكن هذا التيار لا يستطيع ان يوقف تقدم الدولة أو جذبنا الي الخلفand#8238;..and#8236;لأن مصر بها مخزون حضاري هو الذي قاوم هذا المد وهو الذي جعل الفنانين يقيمون عروض الباليه والعروض الفنية علي مسرح في الشارع اعتراضا علي وزير الثقافة الاخوانيand#8238;.. and#8236;وهذا ابداع وحائط صد يحافظ علي هوية مصر التي تكونت منذ آلاف السنين وبالذات منذ دولة محمد علي الحديثة حتي الآن لأن مصر التي مر عليها هذا بما فيها من أزماتand#8238; and#8236;،and#8238; and#8236;وطريقة دخول الاسلام وتفاعل الشعب المصري معهand#8238; and#8236;،and#8238; and#8236;فالشعب المصري متدين بطبعه لهذا فإن فضائية الجزيرة لها فضل كبير في انها اوضحت طبيعة الاخوانand#8238;.and#8236;

    and#8236;ما هي انطباعاتك عن زيارتك للرئيس السابق مرسي مع الناشط الحقوقي ناصر أمين ؟

    and#8236;تقابلنا مع السفير رفاعة الطهطاوي لأن الرئيس السابق رفض الحديث الينا وشرحنا للسفير ان يبلغand#8238; and#8236;الرئيس السابق أننا جئنا من أجله وليس لتنفيذ اجندة معينة لأنه في محبسه منand#8238; and#8236;حقه علينا أن نذهب لنطمئن عليه وعلي طلباته من الناحية الانسانيةand#8238;..and#8236;لكنه لا يطمئن إلا لأعضاء جماعة الاخوان المسلمينand#8238; and#8236;،and#8238; and#8236;ونحن نريد أن نقضي علي فكرة التحزب لأننا جميعا مواطنون مصريون ونهتم بما يفيدنا وليس من المعقول أن يقبل منظمات حقوق الانسان في الخارج ويرفض منظمات حقوق الانسان في الداخلand#8238;.and#8236;

    and#8238;وهل اطمأننتم علي توفير وسائل الراحة للرئيس السابق وحسن معاملته في مكان احتجازه ؟

    and#8236;بالطبعand#8238; and#8236;،اطمأننا من خلال السفير الطهطاوي وأعلنا رأينا أن من حقه أن يقيم في مكان محدد ومعلن لأن الوضع الحالي استثنائي نتيجة الوضع الأمني ومن حقه أن يتصل بأهله ومحاميه ودافعنا عن حقه في توفير هذه الحقوقand#8238;.and#8236;

    الضغوط العالمية

    and#8236;منظمات حقوق الانسان العالميةand#8238;.. and#8236;هل تحاول الضغط علي مصر من خلال مسألة عزل الرئيس السابق ؟

    and#8238;and#8236;هناك ضغوط عديدة علي مصر ليست عن طريق جمعيات حقوق الانسان فقط ولكن الاعلام الغربي مثلا يمارس ضغوطا شديدةand#8238; ..and#8236;لكننا نفعل ما نؤمن بأنه الصواب فنلتزم بالقانون لأننا نريد أن ننشيء دولة،and#8238; and#8236;وأكبر خطأ وقع فيه مرسي انه هدم حكم القانون ولم يحافظ عليه بل بالعكس لو حافظ علي حكم القانون ما جري له هذا اطلاقا لأنه أولا اصدر اعلانا دستوريا ليس من حقهand#8238; and#8236;،and#8238; and#8236;وأعطي لنفسه حصانة تجعل منه ديكتاتوراand#8238;. and#8236;ودخل في صراع مع السلطة التشريعية بدون مبرر إلا بهدف الاستحواذ علي السلطات كلهاand#8238; and#8236;،ثم صنع دستورا كنا نأمل أن يكون دستورا توافقيا وهذا هو العقد الاجتماعي فلو كان عندي دستور جيد فسوف يمكنني ان اغير الرئيس كل اربع سنوات إذا لم يحسن القيام بمسئولياته تجاه الشعب ولكن دستورand#8238; and#8236;2012and#8238; and#8236;كان مليئا بالمطباتand#8238; and#8236;وهي سذاجة وخروج علي القانون لهذا فإن مرسي لم يفقد الشرعية فيand#8238; and#8236;30and#8238; and#8236;يونيو بعد سنة من حكمه لكنه فقدها قبل ذلكand#8238;.and#8236;

    and#8238;and#8236;إذن متي فقد الشرعية من وجهة نظرك ؟

    and#8238; and#8236;بدأت شرعيته تتآكل من خلال بعض التصرفات في الاسابيع القليلة قبل عزله ولهذا خرج الناس كلها ضده فيand#8238; and#8236;30and#8238; and#8236;يونيو ما عدا فصيل واحد وهم جماعته ومؤيدوه وعددهم قليل في مقابل باقي الشعب الذين توحدوا مع مؤسسات الدولة وهي الجيش والشرطة والأزهر والكنيسة والقضاء وهي في رأيي نقطة تحول في تاريخنا لابد ان نستفيد منها في انطلاقنا للأمامand#8238; ..and#8236;التوحد الموجود اليوم بين مؤسسات الدولة وغالبية الشعب ونتمني ان هذا الفصيل الشارد ينضم إليناand#8238; .and#8236;

    and#8238;وكيف يمكن إعادة الفصيل الشارد الي باقي الشعب ؟

    and#8238;and#8236;نحتاج الي عمل سياسي حتي لانهمشهم ولكن لابد من قانون يحدد ما هو الحزب بنفس شروط الاخطار التي لن نتراجع عنها ولكن لابد من توصيف ما هو الحزب وعدم السماح بالاحزاب الدينية،and#8238; and#8236;فكيف يقال إن حزبا هو الذراع السياسية لجماعة دينية ؟وهذا يخالف فكرة الحزب لأن هناك فرقا بين الدعوة وبين العمل السياسي مثل المنظمات الحقوقية لا تعمل بالسياسة ولا تنحاز الي تيارات سياسية وكذلك الاحزاب لا يجوز ان تدخل في الدين وكأنها تقسم الناسand#8238; and#8236;وتستخدم الشعارات الدينية في الانتخابات وهذا لابد أن ينص عليه في الدستورand#8238;.and#8236;

    الدستور


    and#8238;and#8236;بمناسبة الدستور ماهي اهم القواعد التي يجب ان يحتوي عليها الدستور القادم وهل تؤيد الغاء دستورand#8238; and#8236;2012and#8238; and#8236;أم تعديله؟

    and#8238;and#8236;أولا لابد من وجود اهداف واضحة للدستور،ولا شك أننا نحتاج الي دستور جديد لكن هذا لا يمنع أن نأخذ رأي الجميع فيه حتي يكون دستورا توافقيا لذلك نحن نرجوهم أن يكونوا معنا في لجنة كتابة الدستور بشرط ألا يحاولوا فرض ارائهم علينا فنحن لا نريد أن نستبعدهم ولكن لابد ان يكون لديهم استعداد للمشاركة والدعوة لا يجب أن تكون شكلية كما يفعل الرئيس مرسي ونرجو أن يكون الحوار جديا فإذا قلنا إن من الخطأ ان نستبعدهم فأيضا من الخطأ عليهم أن يستبعدوا انفسهم فقبلand#8238; and#8236;25and#8238; and#8236;يناير كانت لهم جماعتهم المحظورة اليوم بعد أن أصبح حزبا شرعيا ونرجو ان يحافظ علي هذه الشرعيةand#8238;.and#8236;

    and#8238;and#8236;لكنهم ما زالوا يعملون بنفس عقلية التنظيم السري ؟

    and#8238; and#8236;الاعتصامات والمظاهرات يجب ان تكون سلمية فإذا تحولت الي متاريس تغلق الشوارع واغلاق الطرق فلا توصف بالسلمية والمفروض علي الدولة أن تمنعه ولكن لابد ان نتعامل معها في اطار حقوق الانسان مع تقليل الخسائر الي أقل حد ممكنand#8238; and#8236;and#8238;.

    and#8236;نعود الي الدستور الجديد كيف تري أهدافه ؟

    and#8238;and#8236;لابد من وجود أهداف محددة هل نريد دستورا حديثا ويضع مفاهيم يتوافق عليها المجتمع،and#8238; and#8236;أما مبادئ الشريعة فلم تكن موضع خلاف ابدا ولكنهم وضعوا في أحكام الشريعة أمورا ملتبسة لتكون محل خلاف أو محل استخدام خاطئ وهذا لا يجوزand#8238; and#8236;،and#8238; and#8236;كما نهدف للقضاء علي الاسباب التي قامت من أجلها الثورة مثل العدالة الاجتماعية والفقر والمهمشين والتمييز والمرأة وهي قضايا اهملها الدستور الملغي واهمل فكرة تصور كيف يعيش هذا المجتمع مع بعضه دون أن يهمش أحدا ولا ينتقص من حقوق أحد أبداand#8238;.. and#8236;وبقدر الابداع الذي حدث في ثورةand#8238; and#8236;25and#8238; and#8236;يناير نرجو أيضا أن يكون الدستور مبدعاand#8238;.. and#8236;ولدينا العقول التي تستطيع أن تخرج دستورا مميزا فأساتذة القانون الدستوري المصري هم الذين صنعوا دساتير معظم الدول العربيةand#8238;.. and#8236;والأهم أن الشعب خاصة الشبابand#8238; and#8236;يعرفون ماذا يريدون ويعرفون مشكلاتنا ونحن عرفنا كيف نتجنب هذه المشكلات وكيف نستطيع ان نعيش جنبا الي جنب دون أي تمييز او اي إقصاء أو أي تهميش ؟ وكيف نقضي علي الفقر حتي لا يعيش بعض الناس خارج المجتمع ؟ ولابد أن يكون الدستور مختصرا ويضم المواد الاساسية فقطand#8238; and#8236;ولا يليق أن توضع مواد بالدستور من أجل اشخاص فهذا خلل شديد وهل قيمة مصر تسمح أن يكون بها دستور بهذا الشكل ؟

    لا للاقصاء

    and#8236;انت من المعارضين لفكرة إقصاء الاخوان فماذا عن تحريض قياداتهم علي العنف ضد باقي الشعب ؟

    and#8238;and#8236;من يرتكب جريمة يحاسب هو شخصيا عليها لكن لا نضع هذه الجريمة علي كل التنظيمand#8238; and#8236;فمن حرض ومن قتل ومن ألقي بالجثث بعد تعذيبها فهذهand#8238; and#8236;جرائم لابد من محاكمة مرتكبيهاand#8238; .and#8236;

    and#8236;استخدام النساء والاطفال حاملي الاكفان كدروع بشريةand#8238; and#8236;،كيف تقيم هذا السلوك ؟

    and#8238;هذا السلوكand#8238; and#8236;غير الانساني فضحهم امام العالم لأنه ضد حقوق الانسان وحقوق الطفل وضد اسوب تربية هؤلاء الاطفال فماذا يتعلم طفل يخرج في مظاهرة وهو يحمل كفنه انهم يتعلمون ثقافة الموت ليصبح ارهابياand#8238; and#8236;،and#8238; and#8236;والسياسة ليست أن تأخذ برأيي أو تموت انت او اموت أنا لأني مستعد للموت من أجل رأيكand#8238; ..and#8236;لأن الرأي فيه أخذ وعطاء وحلول وسط لكن من يتعود من البداية علي السمع والطاعة ويقابلها عدم تقديم تنازلات للآخرand#8238; ..and#8236;هذا الفكر بعيد تماما عن السياسة واذا اراد مسلم الاستشهاد فليكن من اجل وطنه واثناء قتاله مع الاعداء انما القتل من اجل الوصول الي الحكم فهو منطق لا يقبله عقلand#8238;.and#8236;

    and#8236;أكثر ما يفزع في العنف انه اصبح عشوائيا ويصيب الابرياء دون ذنب؟

    and#8238;and#8236;فعلا وللاسف الشديد ولكني اتمني أن يخرجوا من مسلسل القتل والعنف لأنه بالتأكيد بينهم اناس عقلاء ولكن بعضهم احيانا يذهبون الي مدي بعيد وهذه هي الصدمة التي أخذتها فقد كنت أتصور أنهم اكثر اعتدالا وأكثر فهما للعالم ولكن بالممارسة اتضح انهم قد يصلون الي درجة من التطرف حتي يرضوا جميع الفصائل الدينية الاخري ولكنهم دفعوا الثمنand#8238; and#8236;غالياand#8238; and#8236;،لأن أكثر همهم هو الصندوق وصحيح أن باقي الاحزاب الاسلامية ستساعدهم في الصندوق ولكن فصيله وحده لن يوصله للرئاسة فمن جاء بهم الي الرئاسة ليس فصيلهم فقط ولكن ناسا آخرين واليوم انفضوا عنهمand#8238;.and#8236;

    الانتخابات البرلمانية


    and#8238;هل تتوقع حصول الاخوان علي نصيب من مقاعد البرلمان؟

    and#8236;لدينا الآن فرصة جيدة فالانتخابات البرلمانية اقتربت ومن مصلحتهم أن يكون لهم مكان في البرلمان حسب حجمهم الطبيعي وليس أقل منه حتي تصدر التشريعات معبرة عن الشعبand#8238; and#8236;،and#8238; and#8236;فأنا أخشي جدا إقصاء هذا الفريق إنما يجب استخدام السياسة وتطبيق القانون والالتزام به فلا نسمح بالفوضيand#8238;.. and#8236;هناك فرق بين الحرية والفوضيand#8238;.and#8236;

    and#8238;and#8236;هل يتفهم الاخوان نشاط جمعيات حقوق الانسان؟

    and#8238;هؤلاء الناس لديهم تصور ضد جمعيات حقوق الانسان رغم انها ليست ضد الاخوان ولكنها تدافع عن حكم القانون والشفافية والرقابة والمحاسبة الدائمة والحرص علي عدم افلات المذنب من العقابand#8238; and#8236;،وبعض الناس ينادون بتأجيل الحديث عن حقوق الانسان الآنand#8238; ..and#8236;ولكني أؤكد أن حقوق الانسان ضرورية في هذا الوقت علي وجه التحديد واذا كانت الظروف تسمح الآن بإنهاء الاعتصاماتand#8238; and#8236;غير القانونية فلابد من مراعاة حقوق الانسان لأبعد الحدود واتمني ان تدعي منظمات حقوق الانسان أثناء فض الاعتصام اذا سمحت الظروف الأمنية لتكون شاهدة علي الاحداثand#8238;.and#8236;

    and#8238;and#8236;لكن المعضلة أنه لابد من فض الاعتصام الذي أصاب القاهرة بالشلل ولكن المعتصمين يستخدمون العنف ويستقوون بالخارج ؟

    and#8236;هذا هو التحدي،and#8238; and#8236;لاننا نحتاج الي اعلام جيد وسعة الصدر في العمل السياسي وادراك أنهم ليسوا اعداء فهم مصريونand#8238; .. and#8236;قد يكون منهم من يلجأ لاستخدام العنف أو يروجون لأفكار متطرفة لكنهم فصيل لابد من الحفاظ عليهand#8238;.and#8236;

    and#8238;كوزير اعلام سابقand#8238;.. and#8236;كيف تري تغطية الاعلام الغربي للاحداث الحالية في مصر ؟

    and#8238; and#8236;العالم اصبح يعيش برؤية واسعة عن بعضهم البعض لكن المهم كيف نستفيد من هذه الامكانية واعتقد ان ما ينقصنا هو التطوير لمخاطبة الخارج ومن الطبيعي أن من ينشيء قناة فلابد أن لديه وجهة نظر يتبناها ولكن الغريب هو موقف قناة الجزيرة من الاخوان وتلاحمها معهم،and#8238; and#8236;وللأسف في كل البلاد العربية القناة الوحيدة الجاهزة لمخاطبة الخارج هي الجزيرة انترناشونال التي يمكن مشاهدتها من اي دولة في العالم مثلand#8238;: and#8236;السي ان ان وبي بي سيand#8238; and#8236;ولديها مراسلون في كل مكان ولكن انشاء محطة مثلها يحتاج الي تمويل ضخم،and#8238; and#8236;ولابد ان تكون لدينا قناة موجهة للخارج لأن الأخبار هي التي تجذب العالم وتخلق الرأي العام العالمي ومن يستطيع أن يذيع الخبر للمرة الاولي يستطيع ان يضع معه خلفياته واتمني ان تكون لدينا محطة مماثلة تبث ولو لبعض ساعات من اليوم لتخاطب الرأي العام العالمي بلغته وتشرح الحقائق بدون تشويهand#8238;.and#8236;

    قوة الاعلان


    and#8238;and#8236;ولكن الاخوان يشترون ايضا مساحات اعلانية في الصحف العالمية لينشروا فيها الاستغاثات لاعادة مرسي مع مزجها بحقائق مغلوطة ليؤثروا في الرأي العام العالمي ؟

    and#8238;and#8236;انهم لا يشترون فقط مساحات اعلانية ولكن يتفقون مع شركات علاقات عامة أجنبية ولديهم وجود اعلامي في كل دول العالم وينفقون ببذخ من تمويل ضخم ولا اعلم حجم العلاقة بينهم وبين الجزيرة ليستطيعوا الاستيلاء علي المحطة بهذا الشكل وفي المقابل نحن كدولة لها فكرها لابد ان نكون قادرين علي مخاطبة العالمand#8238;.and#8236;

    and#8238;and#8236;لوحظ ان الاخوان يقومون دائما بضربات في المحافظات في الواحدة بعد منتصف الليل حتي ينقل علي الهواء الي امريكا في المساء بتوقيتهم ليظهروا في صورة الضحايا؟

    and#8238; and#8236;ما يقلقني هو اهتمامهم الكبير بالخارج لانهم اعطوا تنازلات كبيرة للخارج فتصوروا انه في المقابل سوف يحميهم الغرب ولكن لم يجدوا منهم الحماية المناسبة مع حجم التنازلات التي قدموها سواء فيما يتعلق باسرائيل او اتفاقية السلامand#8238; ..and#8236;لقد رأيت بعض الاخوان يخطبون باللغتين الانجليزية والفرنسية بطريقة ركيكة حتي اللافتات مكتوبة بالانجليزية لأنها موجهة للخارجand#8238; and#8236;،and#8238; and#8236;ولكنand#8238; and#8236;غاب عنهم ارضاء الشعب المصري واستمر في ارضاء الخارج هذه المعادلةand#8238; and#8236;غريبة وغير مفهومةand#8238;.and#8236;

    and#8238;and#8236;وما ملاحظاتك علي اداء الاعلام الداخلي بالنسبة للاحداث الحالية؟

    and#8238;and#8236;التعدد في الفضائيات ظاهرة جيدة بلا شك ولكن التجاوز الشديد كان من المحطات الدينية لأنها دخلت في صميم السياسة وهي قائمة علي الدعوة الدينية ولكنها خرجت عن الطابع المميز لها وأنا اتمني عودة المحطات الدينية ولكن تلتزم بالقانون والاهداف التي قامت من أجلها ومن يخطيء يحاسب فإذا قامت بالتهديد أو التحريض علي العنف فهي جريمة واتمني أن نحافظ علي الاعلام لانه قام بدور مهم جدا بغض النظر عن بعض الاخطاء والتجاوزاتand#8238;.and#8236;

    and#8238;and#8236;وكيف يمكن مكافحة هذه التجاوزات؟

    and#8236;يمكن القضاء علي تجاوزات الاعلام عن طريق ميثاق الشرف الذي يتم اعداده الآن بمعرفة الاعلاميين انفسهم ويلتزمون به وستكون نقلة جيدة وفي تصوري أن الدكتورة درية شرف الدين يمكن ان تقوم بدور فعال فلديها افكارand#8238; and#8236;للمستقبل جيدة جدا وعملت معنا في مجلس حقوق الانسان واتوقع أن تعمل علي حل مشكلات الاعلام وبالمناسبة هناك اربعة وزراء في الحكومة الحالية كانوا اعضاء في مجلس حقوق الانسان وهمand#8238;: and#8236;الدكتورعادل عبد الحميد وزير العدل والمستشار محمد أمين المهدي وزير العدالة الانتقالية ومنير فخري عبد النور وزير الصناعة والتجارة والدكتورة درية شرف الدين وزيرة الاعلام وجميعهم كان لهم دور رئيسي في مجلس حقوق الانسانand#8238;.and#8236;

    and#8238;مع كل تشكيل وزاري نسمع عن فكرة الغاء وزارة الاعلام واستبدالها بمجلس قومي للاعلامand#8238; and#8236;،and#8238; and#8236;ما رأيك في هذه الفكرة ؟

    and#8238; and#8236;صحيح أن الدول المتقدمة لا توجد بها وزارات للاعلام ولكن هذا لا يعني ان الغي وزارة الاعلام فمشكلات ماسبيرو في ظل وجود آلاف الموظفين وخسائر مالية ضخمة في هذا الظرف الحاليand#8238; and#8236;تحتاج الي وزارة للاعلام الي ان يتم تشكيل مجلس بديل للوزارة علي أن يكون به جزء منتخب يمثل الشعب واعلاميون مستقلون ويكون هدفه دعم الاعلام وليس تقييده لأن أهم ما في الديموقراطية هي احترام الفرد وهذا ما افتقدناه في فترة حكم الرئيس مرسي الذي حوصرت في عهده المحكمة الدستورية واراد ان يعزلand#8238; and#8236;3and#8238; and#8236;آلاف قاض ويستبدلهم باتباعه من الاخوان بالعكس لقد تصور انه يستطيع الجمع بين حكم الشارع وبين الشرعية فلما خرج الشارع عن طوعه اصبح تمسكه فقط بشرعية الصندوقand#8238; .and#8236;

    and#8238;and#8236;مشروع تقسيم الشرق الاوسط كيف تري امكانية تنفيذه ؟

    and#8238;and#8236;بل هو مشروع تفتيته لا تقسيمه بمعني تشجيع الاقليات الشيعية والسنية والكردية حتي لا يتعاملوا معنا كمنظومة عربية وبلا شك يوجد مخطط للتقسيم لصالح اسرائيل بغض النظر عما يحدث من حماس وهو كارثي بالنسبة لعلاقتهم للاخوان ولكن ارجو ألا يؤثر علي علاقتنا بفلسطين،and#8238; and#8236;وايضا لابد ان ندرك ان مصر بالعرب قوة فلابد أن نكشف هذه المخططات وفي الوقت نفسه نسعي الي وحدة العرب ولا يلزم أن تكون وحدة دستورية ولكن اقتصادية مثل الاتحاد الاوربي ونعمل علي ان نكون كيانا كبيرا لأنه لا يوجد مكان في العالم للكيانات الصغيرة حتي الافارقة انشأوا الاتحاد الافريقي ولديهم من الآليات لو فعلت ستحدث فرقا كبيرا خاصة في قضية التنمية فنحن بحاجة الي تطوير الجامعة العربية لنصبح امام العالم كيانا كبيرا وهذا يحتاج الي تحرير الارادة العربية حتي لا تعمل دول بأجندات خارج مصالح الوطن العربيand#8238;.and#8236;

    and#8236;سبق ان تحدثت عن الحزام السني من المغرب الي تركياand#8238; ..and#8236;كيف يمكن أن نوقفه ؟

    and#8238;and#8236;ثورةand#8238; and#8236;30and#8238; and#8236;يونيو اوقفت هذا المخطط لأن مصر لن تكون في هذا الحزام فلم نكن في مصر نفرق بين سني وشيعي حتي حدث حادث قتل أربعة اشخاص هذا لم يكن ليحدث في مصر من قبل لانها دائما دولة مفتوحة للاسلام الذي يجب ان يوحدنا لا أن يفرقنا نريد الاسلام بمعناه الواسع والحق والعدل وفي رأيي لا توجد في العالم دولة متدينة مثل مصر ونحن من ايام الفراعنة اول من اكتشف التوحيد لكن ما يحدث هو ابتذال للدين وتصغير لشأن الدين وتفتيتهand#8238;.and#8236;

    and#8238;and#8236;ماذاand#8238; and#8236;غيرت الثورة في المصريين؟

    and#8238; and#8236;اعظم ما في الثورة المصرية لانها كسرت حاجز الخوف ولن يقبل ديكتاتورا آخر وان حدث فلن يصبر عليه الشعب وما حدث للرئيس مرسي يمكن ان يتكرر اذا خرج الحاكم عن القانونand#8238;.. and#8236;فالشباب اطلقوا الشرارة فيand#8238; and#8236;25and#8238; and#8236;يناير ثمand#8238; and#8236;30and#8238; and#8236;يونيو ثمand#8238; and#8236;26and#8238; and#8236;يوليو لن يقبلوا،and#8238; and#8236;نحن مازلنا في مرحلة ثورية من نوع جديد وهذا ما جعل العالم لا يفهم ماذا يحدث في مصر فهو تلاحم شديد لكن الناس نزلوا لرغبتهم الشديدة في التغيير ورفضهم لما حدث في عهد مرسي جعل كل فرد من الملايين الذين نزلوا تصور أنه صانع هذه الثورة وبالتالي لن يقبل أي مساس بالحريات فالديموقراطية لم تعش إلا في البلاد التي ناضلت من أجلها فلا يمكن ان تبني الديموقراطية الا اذا استطاعت الدولة ان تستوعب كل عناصر الشعب ولكن هذه العناصر يجب أن يكون لديها استعداد ان تكون جزءا من المجتمع وليست كلهand#8238;.and#8236;

    and#8238;الشعب المصري مازال يبحث عن زعيمand#8238;.. and#8236;من وقت عبد الناصر لم يتكرر زعيم له كاريزما تجذب الناس؟

    and#8236;اذا توافرت قيادة جيدة فالشعب المصري سيخرج ابداعات من عنده وليس من اللازم ان يكون مجرد شخص ولكن قيادة يمكن ان تكون شخصا او جماعة وانا اري ان العمل الجماعي يمكن ان يكون هو الجديد أي حكم رشيد بدون زعامات كبيرة لانه الابقي ولكن اذا توافرت الزعامة فاهلا بها الحكم الجيد هو حكم القانون والشفافية ورقابة ومحاسبة ومشاركة الجميع دون تمييز واحترام حقوق الانسان اذا نفذت هذه العناصر ستكون لدينا قيادة جيدة مصر لديها امكانات بشرية كبيرة جداand#8238;.and#8236;

    and#8238;and#8236;علي مدار العامين ونصف الماضيين ألم يلفت نظرك من يصلح قائدا لمصر؟

    and#8238;and#8236;بالطبع هناك من يصلح ولكن لن اذكر اسماء ولكن سمات القيادة تظهر بالممارسة وحتي عبد الناصر لم تتجل زعامته الا بعد قرارات تأميم قناة السويس والاصلاح الزراعي وغيرهما أما الفريق أول عبد الفتاح السيسي فرجل عسكري ويتمني ان يبقي عسكريا وهو حتي في الموقف الاخير الذي اتخذه استجابة للشعب وهو موقف نبيل لكنه لم يحدد لنفسه اي دور سياسي لكن الجيش في مصر مثل البناء الراسخ الذي نعتمد عليه وولاءه للشعب لا للحاكم منذ ايام محمد علي هذه المؤسسة فيand#8238; and#8236;غياب الممارسة الديمقراطية الصحيحة نحن نتمني أن يكون لها دور عظيم لتكون جزءا من الحياة المدنية ولكن الي ان تترسخ الديمقراطية بشكل حقيقي سيظل قوة لا يمكن اهمالهاand#8238;. and#8236;الشعب المصري لن يقبل حكما عسكريا بالاضافة الي ان قادة الجيش لا يريدون ان يحكمون لقد جربوا تجربة مريرة مع المجلس العسكري ولا اعتقد انهم يحبوا ان يكرروها وواضح فيما سمي بخريطة المستقبل أن الجيش لا يريد اي دور سياسيand#8238;.and#8236;

    and#8238;ما رأيك في مبادرات الخروج الآمن؟

    and#8238;and#8236;لا أحب تسمية الخروج الآمن ولكن توجد مبادرات سياسيةand#8238; and#8236;غير جادة ومن الممكن خروج من لم يحرض او يرتكب العنف،and#8238; and#8236;ولكن لابد محاسبة من ارتكب جرائم ويمكن عمل بعض التسويات من اجل الوصول الي حالة من السلم ومن الهدوء لننظر الي المستقبل وهناك بلاد عديدة لجأت لهذا الاسلوب المسمي بالعدالة الانتقالية التي عين لها وزيرا فهي نقلة جيدة ولكن المهم ان نتفق علي فكرة العدالة الانتقالية ان هناك مراحل معينة تهييء الدولة مثلما حدث في اوربا الشرقية عند الانتقال من حالة الي حالة فتقوم بمحاسبةand#8238; and#8236;غير انتقامية ولكن من اجل معرفة الحقيقة ففي جنوب افريقيا سموها الحقيقة والمصالحة بمعني معرفة الحقيقة اولا قبل المصالحة والمهم تسوية الحالة مع الدولة علي اسس سليمة والمهم ان اعرف الي اين سأذهب فهو تصالح علي اساس سليم وبدون انتقام ولكن من اجل وحدة المجتمعand#8238;.and#8236;

    and#8238;وهل سيقبل الاخوان بالمصالحة ؟

    and#8238;لابد ان نقبل هذه المفاهيم ونبذل جهدا ولا نطلق احكاما مطلقة بالعكس نحن نفتح الباب ونفعل مثل باقي الدول مع الاستفادة بحضارتنا وموروثنا الحضاري الذي يستدعي في كل مناسبة مثل ما حدث فيand#8238; and#8236;and#1637;and#1634;and#8238; and#8236;يناير وand#1632;and#1635;and#8238; and#8236;يونيو وهو الذي يحفظنا في الاحداث الجسام
                  

08-10-2013, 03:41 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)

    مكين ليس إخوانيا ومصر ليست سوريا
    السبت 2 شوال 1434هـ - 10 أغسطس 2013م

    عبد الرحمن الراشد
    بخلاف ما يقال عنه هذه الأيام في الإعلام العربي، السيناتور الجمهوري جون مكين هو من أكثر السياسيين الأميركيين ممن يستحقون الاحترام، له مواقف مشرفة عديدة تميزه عن غيره في قضايا مثل سوريا، والأراضي الفلسطينية المحتلة، وغيرها. كان الصوت شبه الوحيد الذي دق جرس الإنذار محذرا منذ عامين، في بدايات الثورة السورية من خطر تجاهلها، وحارب في أروقة واشنطن يحاول إقناع الرئيس والكونغرس بضرورة الوقوف عسكريا ضد نظام الأسد، وليس فقط تقديم الدعم للاجئين. وكل ما تحدث وحذر منه وقع اليوم.

    لكن عندما ذهب مكين إلى مصر أغضب الأكثرية؛ اتهموه بالتدخل والانحياز لجماعة الإخوان المسلمين، وهناك من ذهب إلى حد القول إنه رأس حربة مشروع أميركي لفرض الإخوان على الشعب المصري. لا شك أن مكين صب الزيت، لا الماء، على النار في وقت المشاعر فيه ملتهبة والخلاف في ذروته بين الأطراف السياسية. فالإخوان كانوا يفاوضون على التهدئة من خلال قيادات دينية وسياسية محلية ثم غيروا موقفهم وأصبحوا أكثر تشددا بعد وصول الوسطاء الأميركيين. اعتبروا زيارة مكين رسالة دعم لقضيتهم! في حين يقول السيناتور إن زيارته، والفريق السياسي والدبلوماسي، ليست للضغط بل تعبر عن اهتمام بلاده بمصر، وتشجيع الفرقاء على حل يخرج مصر من أزمتها.

    أظن أن خطأ مكين أنه يخلط بين سوريا ومصر، فلا الفريق السيسي هو الرئيس السوري الأسد، ولا الجيش المصري يمثل أقلية، ولا الإخوان المسلمون في مصر هم المعارضة، ولا وجه للمقارنة أبدا بين مصر وسوريا، رغم تشابه المكان والزمان.

    ماكينة الإخوان الدعائية في الخارج، بما لها من ارتباطات وأصوات منتشرة تدعي أنها الإسلام وتمثل المسلمين، لعبت على ثلاثة أوتار؛ الأول، القول إن عزل الرئيس مرسي إسقاط لشرعية منتخبة. والثاني، أن ثورة الشارع في الثلاثين من يونيو (حزيران) مجرد انقلاب عسكري. والأخير اللعب على وتر الإرهاب زاعمين أن وجود جماعة إسلامية في الحكم يمنع الإرهاب! والحقيقة قد تلتبس الحالة المصرية على من هو خارج القاهرة، لأن الثلاثة أسباب جميعها صحيحة جزئيا، إنما الصورة كاملة مختلفة. صحيح أنه بالصندوق الانتخابي وصل مرسي لكن جماعته حاولت الاستيلاء على الدولة، والسير بمصر نحو النموذج الإيراني، وهو نظام فاشي متطرف وخطر على العالم. ثانيا، لم يتدخل العسكر إلا بعد أن بلغ الشد والجذب مرحلة خطيرة على البلاد. أما الزعم الثالث بأن تولي الإخوان رئاسة مصر أو تونس وغيرهما يسد الطريق على الجماعات المتطرفة التي تعتمد العنف للوصول إلى الحكم، ففيه تسطيح للأمور، فالجماعات الإسلامية المتطرفة لا تعترف بالجماعات المعتدلة. فهي تكفر وتقاتل كل من في الحكم، وسبق لها أن استهدفت جماعات إسلامية معتدلة، وتلام الآن على تدهور أوضاع الأمن في تونس، فالجماعات الجهادية انتقدت حزب النهضة وهي وراء إسقاط حكومة وبرلمان النهضة الإسلامية، قتلت اثنين من قيادات المعارضة مما تسبب في تهييج الشارع ضد النهضة.

    أنا، مثل كثيرين، مقتنع بشق واحد في رؤية مكين؛ ضرورة إشراك الإخوان في الحكم. وهذا ما يقوله تقريبا كل من في المعسكر الثاني، محمد البرادعي وحمدين صباحي وحتى الجيش. الخلاف مع الإخوان فقط على إدارتهم للدولة، عليهم أن يقبلوا بديمقراطية كاملة وليست انتقائية. وأن يقبلوا بدستور يمنح الحقوق للجميع، ويحمي الحريات، وأن يحترموا فصل السلطات الثلاث. هذه المسائل حاول الرئيس المعزول ورفاقه القفز فوقها مما دفع القوى المختلفة من اليمين واليسار للاتحاد ضدهم.

    نقلاً عن صحيفة "الشرق الأوسط


    ------------------

    الثورة المصرية إلي أين؟
    السبت 2 شوال 1434هـ - 10 أغسطس 2013م

    عبدالغفار شكر
    يثير المشهد السياسي الراهن القلق علي مصير الثورة‏.‏ فهناك من ناحية التأخر في فض اعتصامي رابعة العدوية وميدان النهضة رغم الخروج الجماهيري الهائل للشعب المصري يوم‏26‏ يوليو لتفويض الدولة لمواجهة العنف والإرهاب‏.

    وما يشعر به المواطنون حاليا من الإحباط والغضب بسبب تأخر حسم الاعتصامات وما يخرج منها من مسيرات تهدف إلي تعطيل الحياة في القاهرة وإشاعة حالة من الارتباك في الشوارع والمواصلات والمرافق العامة.

    وهناك من ناحية أخري تزايد الوفود الأجنبية إلي مصر وما تقوم به من اتصالات تتجاوز مهمتها التقليدية وهي التعرف علي حقيقة ما يجري في البلاد وهل هو إنقلاب عسكري أم ثورة شعبية, ولم تتوقف حركة هذه الوفود علي إستقصاء حقيقة ما يحدث في مصر بل امتدت إلي اللقاء مع قيادات من جماعة الإخوان المسلمين فيما يشبه الوساطة التي يمكن أن تؤدي إلي تدويل القضية والتدخل الاجنبي. وهناك من ناحية ثالثة جانب من المشهد السياسي يزيد من غضب المصريين وهو الجانب الخاص باحتمالات عقد صفقة مع الإخوان يتم بمقتضاها الإفراج عن القيادات المتهمة بارتكاب جرائم يصل بعضها إلي التخابر مع دول أجنبية والقتل والتحريض عليه, وإعادة النظر في خريطة الطريق. ويؤثر هذا كله في الموقف الشعبي وموقف القوي السياسية وموقف شباب الثورة, لأنهم يرون في هذه الجوانب الثلاثة للمشهد السياسي الراهن خطرا علي الثورة المصرية. ولا يتوقف الأمر عن حد الغضب الشعبي للتأخر في حسم الوضع, بل هناك احتمالات متزايدة لحدوث انقسام في صفوف قوي الثورة وانقلاب الرأي العام من مساندة القيادة الجديدة إلي التنديد بها لتأخرها في الإستجابة للمطالب الشعبية بسرعة إنهاء كل مظاهر العنف والإرهاب, وكلما طالت هذه الفترة كلما حدث تآكل في وحدة الصف الشعبي. ومما يزيد إحتمالات الخطر علي مستقبل العملية السياسية الجارية حاليا غموض الموقف في سيناء, حيث يتساقط يوميا ضحايا جدد للإرهاب بإستشهاد أفراد من الشرطة والقوات المسلحة, وإصابة زملاء لهم في هجمات إرهابية علي كمائن الشرطة ومنشآتها دون أن تتوفر معلومات كافية عن العمليات العسكرية ضد الجماعات الإرهابية التكفيرية ومدي ما يلحق بها من خسائر.

    في ظل هذا الوضع تلتزم الحكومة الصمت ولا تتواصل مع الشعب بالقدر الكافي, ولا تقدم له المعلومات الكافية عن تحركات الوفود الأجنبية, ومتي يمكن لأجهزة الدولة أن تحسم أمرها وتقوم بواجبها الذي توافق الجميع أنه يجب أن يعطي الأولوية لملف الأمن وملف الإقتصاد وملف العدالة الإجتماعية. وقد سمعت في لقاء رؤساء الأحزاب مع الدكتور حازم الببلاوي رئيس الوزراء تأكيدا منه شخصيا أنه ما لم نحقق تقدما في ملف الأمن فإنه لن يحدث أي تطور في الموقف الإقتصادي. ومع ذلك فإننا لم نلمس عمليا حتي الآن إجراءات واضحة لإستعادة الأمن ومواجهة أعمال العنف كما أن الحكومة تأخرت في إتخاذ إجراءات في مجال العدالة الإجتماعية مثل الحد الأدني للأجور وتوفير فرص عمل للشباب المتعطل وإصدار قانون الحريات النقابية.

    من هذا العرض للمشهد السياسي الراهن والمخاطر التي يمكن أن تترتب عليه فإن السؤال المطروح بقوة الآن هو إلي أين تسير الثورة المصرية: وكيف يمكن حمايتها من المخاطر التي تواجهها. لقد قام الشعب بثورة25 يناير في مفاجأة كبري للعالم كله, وقدم من أجل استمرار هذه الثورة تضحيات كبيرة, ونجح علي مدار أكثر من عامين في المحافظة علي قوة الدفع الثورية. وكان الحشد الجماهيري أساس قدرته علي ضمان استمرار الثورة واستعادتها أكثر من مرة, وأبدع شبابه صيغة عبقرية لإنهاء هذه السلطة ديمقراطيا بطلب إجراء إنتخابات رئاسية مبكرة من خلال التحرك الشعبي لحركة تمرد, بعد أن ثبت عمليا أن رئيس الجمهورية تخلي عن وعوده الإنتخابية وفضل مصلحة جماعة علي مصلحة الشعب المصري. وكانت الموجة الثانية من الثورة في30 يونيو دليلا قويا علي إصدار الشعب المصري علي استعادة الثورة بخروج عشرات من الملايين مطالبين بانتخابات رئاسية مبكرة, بل إن هذه الملايين تجاوزت بحركتها هذا المطلب إلي ضرورة تصحيح المسار بإعادة صياغة العملية السياسية الديمقراطية في مصر تم ترجمتها في خريطة طريق المستقبل التي رتبت الأولويات بشكل صحيح حيث البدء بتعديل الدستور ثم إجراء إنتخابات مجلس النواب حيث يتم تشكيل الحكومة بواسطة الأغلبية البرلمانية و تجري بعدها إنتخابات رئاسة الجمهورية وبذلك تستأنف الثورة المصرية مسيرتها بشكل يعبر عن الإرادة الشعبية.

    ويتأكد الآن من جديد أن الشعب المصري الذي نجح في استعادة الثورة أكثر من مرة حريص علي ألا تضيع منه مرة أخري, ولذلك فإن السلطات المصرية مطالبة بأن تكون حاسمة في موقفها من الوفود الأجنبية بأن تكون مهمتها فقط التعرف علي حقيقة ما جري في مصر و تعرض علينا موقفها. وأن يتأكد للجميع أن الشعب المصري يتمسسك بخريطة الطريق بنفس ترتيب المهام المطروحة في المدي الزمني المحدد وهو تسعة أشهر. كما أنه لا تراجع عن محاكمة كل من ارتكب جريمة في حق الشعب المصري وأن القضاء هو وحده الجهة المختصة بالفصل في أمر هؤلاء من خلال محاكمات عادلة. وحرصا علي توفير المناخ الديمقراطي للمرحلة القادمة فإنه لا إقصاء لأي تيار سياسي بل من حق الجميع بمن فيهم تيار الإسلام السياسي أن يشارك في العملية السياسية وفي الانتخابات بشرط الفصل الكامل بين الدعوة الدينية وبين العمل السياسي.

    هذه هي الأسس التي ينبغي أن تحكم صياغة مستقبل البلاد في إطار ديمقراطي سليم يقوم علي أسس واضحة تحترم حق كل المصريين في التمتع بحقوقهم كاملة في ظل قواعد وأسس واضحة ومحددة.

    نقلاً عن صحيفة "الأهرام"


    -----------------------

    تمصير الإسلام السياسي هو الحل





    د. عبد العليم محمد







    ما إن ظهرت خريطة الطريق عقب الموجة الثانية لثورة الخامس والعشرين من يناير عام‏2011‏ في الثلاثين من يونيو عام‏.2013‏


    حتي ظهر بند المصالحة الوطنية كأحد أهم بنودها الذي يحظي ولايزال بالنقاش والجدل ومع احترامي لكل القائلين بالمصالحة الوطنية من الساسة والمسئولين فإن خطاب المصالحة حتي الآن لم يستوعب بعد بالكامل الرسالة التي حملتها الموجة الثانية للثورة التي تلخصت ودون لبس في رفض حكم جماعة الإخوان المسلمين ورفض إقحام الدين في السياسة باعتبار أن كلا من الدين والسياسة له مجاله الخاص وطبيعته الخاصة, وخلط الأمرين معا يفسد كليهما, ويفضي إلي الانقسام والطائفية ويلحق الضرر بمبدأ المواطنة والمساواة وهما أساس أي ديمقراطية ناشئة أو عريقة.

    في تقديري أن العلاج الممكن- إن لم يكن الوحيد- للمصالحة الوطنية في الظروف الحالية والمستقبلية لا يتأتي إلا عبر ما يمكن أن نسميه تمصير حركة الإخوان المسلمين والإسلام السياسي عموما, وبالتأكيد فإن التمصير الذي نقصده هو عملية ثقافية فكرية سياسية تتوزع أعباؤها بين الدولة والمجتمع وحركة الإخوان المسلمين وجماعات الإسلام السياسي تهدف إلي إدماج الإخوان المسلمين وتيارات الإسلام السياسي في إطار الوطنية المصرية وقيمها ومرجعياتها عبر تطورها التاريخي.

    لقد ناصب الإسلام السياسي وفي مقدمته حركة الإخوان المسلمين الدولة الوطنية بمؤسساتها الحديثة العداء, لأنها لا تحكم بالإسلام والشريعة, ولأن الإسلام السياسي يتبني نهج الأممية الإسلامية والخلافة ولا يعترف بالحدود الوطنية للدول الحديثة.

    وتفسر هذه النظرة سر التوجس من الدولة الوطنية لدي دوائر الإسلام السياسي وتوجس الدولة الوطنية من صعود هذا التيار وقاد هذا التوجس المتبادل إلي استحكام العداء بينهما وتبني العنف من كليهما إزاء الطرف الآخر.

    بصعود الإخوان والإسلام السياسي إلي الحكم بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير, وجد هذا العداء والتوجس المحبوس والمكتوم الطريق إلي حيز الواقع, حيث ناصب الإخوان المسلمين مؤسسات الدولة الوطنية المصرية العداء سواء تمثل ذلك في العداء للجيش أو مؤسسة القضاء أو الإعلام أو الأجهزة الأمنية, كان هم الإخوان في المقام الأول إما تفكيك وإضعاف هذه المؤسسات- وذلك في أضعف الأحوال- أو تطويع هذه المؤسسات لسياساتهم وأهدافهم تلك السياسات والأهداف التي تتجاوز المصلحة الوطنية وحدود الدولة لتصب في إطار إقليمي أوسع وفضاء يفترض أنه إسلامي.

    ابتعدت حركة الإخوان المسلمين عبر تاريخها عن المجري العام للحركة الوطنية المصرية ونضالاتها ضد الملك والقصر والاحتلال تحت شعار الجلاء والدستور ولم تنظر بعين الارتياح للنضال الوطني المصري لتأسيس الحالة الوطنية المصرية وترسيخ مبادئ الوطنية المصرية الحديثة, وانتهجت في تربية وإعداد أعضائها وقادتها منهجا مغايرا للوطنية المصرية يعتمد علي فهم وتصور حركة الإخوان للإسلام باعتبار الإسلام مناقضا للوطنية والدولة الوطنية وليس إطارا جامعا للحالة الوطنية, في اعتصام رابعة العدوية غير السلمي ظهر موقفان بارزان أحدهما قبل الثلاثين من يونيو والثاني بعد هذا التاريخ أما الأول فقد عبر عنه أحد قياديي الإخوان محمد البلتاجي حيث قال ما معناه مخاطبا خصومه لقد تركناكم60 عاما تحكمون فجئتم بنكسة1967, أما الموقف الثاني فقد عبر عنه أحمد عامر حيث طالب هذا الأخير جمهور المعتصمين باستبدال علم مصر بعلم آخر ويعبر كلا الموقفين عن الموقف العدائي للإخوان من الوطنية المصرية, فالموقف الأول يتبني صيغة خطابية تتمحور حول نحن وهم نحن الإسلاميين ومؤيديهم في مواجهة هم أي أعضاء المعسكر الآخر أي خصوم الإخوان من اليساريين والليبراليين والعلمانيين, وهي صيغة تعني أن ثمة فريقين متعارضين أو إن شئت شعبيين كلاهما في مواجهة الآخر, والأهم من ذلك أن الإسلاميين وهذا ما عناه صاحب هذا الموقف لم يكونوا معنيين بالهزيمة ولم يتأثروا بها لأن من وقعت الهزيمة علي يديه لم يكن منهم, وكأن الهزيمة لم تكن لمصر كلها بمختلف فئاتها وطبقاتها, إن هذه الصيغة أي نحن وهم تطرح عادة في مواجهة الغرباء والأجانب أو الغرب عموما وقد يكون لها ما يبررها أما استخدامها في حالة الحديث عن مصر وبين فريقين من المصريين مختلفان سياسيا, فأمر يجد تفسيره في القطيعة النفسية والفكرية التي يحرص الإخوان علي تأكيدها والتي تميزهم في مواجهة الآخرين.

    أما الموقف الثاني فيعبر عن احتقار كافة الرموز الوطنية ومن بينها العلم المصري, الذي ارتبط بالدولة الوطنية الحديثة وخاض المصريون حروبهم في مواجهة عدوهم تحت هذه الراية وبالطبع من يريد تجاهل العلم يريد أيضا ولا يعترف بالنشيد الوطني أو رموز الوطنية المصرية من أحمد عرابي ومصطفي كامل مرورا بمحمد فريد وسعد زغلول ومصطفي النحاس وعبدالناصر, كما يرفض أيضا القيم التي ضحي من أجلها هؤلاء قيم التضحية وحب الوطن والإخلاص له تلك القيم التي تؤسس مرجعية الوطنية المصرية.

    وبناء علي ذلك فإن تمصير الإخوان يعني بداية اعتراف الإخوان بالوطنية المصرية بحدودها الرمزية والجغرافية والسياسية والقيم التي تأسست عليها وبدء صفحة جديدة تعيد دمج تاريخ الإسلام السياسي وحركة الإخوان ضمن أفق الوطنية المصرية الحديثة وما يتضمنه ذلك من ضرورة الاتفاق حول معالم الدولة الوطنية المصرية الحديثة وتميز الوطنية المصرية والدولة الوطنية والمصلحة الوطنية عن ماعداها من الدعوات الأممية الدينية وغير الدينية التي تتجاوز حدود الدول والأوطان وذلك لا يعني إنهاء أشكال وأساليب التضامن الدولي المعترف به والمتبادل بين الدول إسلامية أو غير إسلامية في حالة الكوارث والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان أو ارتكاب جرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية.

    ومن الطبيعي أن ذلك لا يتأتي عبر الاعتراف به شكلا أو علي الورق والوثائق ولكن ينبغي أن يترجم هذا الاعتراف في تبني واعتماد نظم جديدة في الثقافة والتربية العقائدية والتنظيمية عبر بلورة اجتهادات وإضافات وإضاءات جديدة تصب في تعزيز الثقافة الوطنية وتحقيق التجانس والتلاحم بين مكوناتها الدينية والوطنية وجسر الهوة التي تفصل بينهما.

    ويضاف إلي ذلك ضرورة أن يتوافق تعامل الإخوان والإسلام السياسي مع الدين بطريقة تقترب إن لم تكن تتلاءم مع نمط التدين لدي الغالبية من المصرين.

    وكما يتحمل الإخوان المسلمون الجزء الأكبر من مسئولية تمصير توجهاتهم وأهدافهم فإن الدولة والمجتمع بدورهما لهم نصيب من هذه العملية, عبر إرساء قواعد الديمقراطية والانتقال الحقيقي لدولة القانون والمواطنة وإدارة الحوار والمصالحة علي قواعد سياسية ومجتمعية مقبولة وحاسمة ومجردة
                  

08-11-2013, 09:01 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)


    . رضوان السيد


    انشقاقات الإسلام السني وإفادة إيران والغرب

    تاريخ النشر: الأحد 11 أغسطس 2013


    أخرجت الثورات العربية (2010- 2013) المنطقة العربية من الجمود والإخضاع بمفاعيل التوافق والتقاسم بين إيران وتركيا وإسرائيل برعاية الولايات المتحدة. لكن الاضطراب الشديد الذي يصل إلى حدود الفوضى المدمرة انتشر في الأجواء مجدداً، بفعل عاملَين اثنين: محاولات الانشقاقيين العرب والمسلمين الاستيلاء على نتائج الثورات أو تخريبها، واختراق إيران وتركيا والولايات المتحدة وروسيا لفصائل الإسلام السياسي والجهاديين والإفادة من ذلك في الاحتفاظ بالنفوذ، أو تخريب البلدان وقتل الناس، إن لم يكن الاحتفاظ بالنفوذ ممكناً!


    أصر أقطاب الدراسات الإسلامية على اعتبار وجوه القلق والاضطراب التي انتشرت في المجتمعات الإسلامية في النصف الأول من القرن العشرين صحوةً أو يقظة، تميزت بأمرين: أولهما الإقبال على تديُّن شديد ذي طابع شعائري ورمزي، وتَوق لأسلمة الحياة الفردية والاجتماعية والسياسية. والأمر الثاني رفض الأجنبي، بالمعنى العسكري والأمني والاستعماري بالطبع، وبالمعنى الثقافي والحضاري. وما سيطرت هذه النزعة بشقّيها في عقودها الأُولى، بل تكونت إلى جانبها ثم في مواجهتها ميول ومشروعات للتجديد والإصلاح، كانت وراء الحركات التي كافحت الاستعمار، وسعت لإقامة الدولة أو الكيانات الوطنية الطامحة للاستقلال والتقدم. وقد حققت الدولة الوطنية في عقودها الأولى نجاحات معتبرة، وامتلكت طموحات قصّرت دونها، ولذلك حسمت نُخَبُها العسكرية والثقافية الأمر لصالحها في مطلع الخمسينيات، فأقصت فريقين: البورجوازيات الكبرى التي تعاملت مع المستعمرين من موقع الدونية، والإسلاميين الصاعدين تخوفاً من تشددهم واستخدامهم للدين في الصراع على السلطة. وكان هؤلاء الإحيائيون أو الصحويون آنذاك فئات قليلة لا تحظى بشعبية بارزة، والجمهور مشدود إلى الأفكار القومية والتحررية، وإلى الضباط الذين أرادوا بمثاليتهم تحقيق كل الآمال! لكن الصدامات والاشتباكات بين عسكر الدولة الوطنية والإسلاميين، والذي اتخذ أحياناً طابعاً دموياً، وافتراقات الحرب الباردة، والتحولات بداخل الفكر الإسلامي من استهداف التقدم إلى التركيز على الهوية وحفظها، كُلُّ ذلك جعل الإسلاميين يتحولون إلى تنظيمات سرية صلبة، تطورت لديها عقائد صلبة أيضاً ما عرفها أهل السنة من قبل، مثل القول بفقد الشرعية بسقوط الخلافة وبالقوانين المدنية، وبوجود نظام إسلامي كامل ينبغي تطبيقه تحت اسم تطبيق الشريعة. ويكون ذلك بالوصول للسلطة بشتى الوسائل، وإيكال مهمة إقامة دولة الدين هذه إلى النظام السياسي الذي يقوده الإسلاميون. ومضت فئة منهم بعيداً فقالت باستخدام العنف من أجل تطبيق الشريعة وإقامة الدولة الإسلامية، وهؤلاء هم الجهاديون الذين انفجروا بالداخل العربي والإسلامي، ثم في وجه العالم، منذ السبعينيات وحتى اليوم.

    لقد كان لهذه التحولات والتحويلات نتائج على وحدة أهل السنة ووحدة الإسلام. ففي التقليد الإسلامي أن الدين في الجماعة والمجتمع، بينما يقول الإسلاميون الحزبيون إن الدين مركوز في تنظيمهم، وأنه لا عودة للشرعية والشريعة إلا بإقامة الدولة التي تطبق الشريعة بيد النظام السياسي. وهذا انشقاق كبير وبارز بداخل إسلام أهل السنة، جلبه هذا التسييس المفْرط للدين. وقد ازداد الأمر تفاقماً عندما انضمّت إلى الأصوليين الحزبيين، فئات من السلفيين استفاقوا فجأةً إلى صحة نظرية «الإخوان» الجدد للحاكمية الإلهية! وهكذا فقد عانى أهل السنة في النصف الثاني من القرن العشرين من انشقاقين كبيرين: انشقاق «الإخوان المسلمين»، و«انشقاق الجهاديين». وكلا الطرفين أراد الحلول (باسم الله) محل الأنظمة القائمة.

    وقد عجز علماء أهل السنة- الذين تحدثوا كثيراً عن ترشيد الصحوة أو إعادتها للاعتدال- عن التأثير في هذا التحول والتحويل الاعتقادي. ويرجع ذلك لأنهم تعاملوا معه باعتباره خَطَلا وتطرفاً بسبب الظروف وليس تغيراً اعتقادياً صعب المِراس، وما عرف مثله المسلمون منذ عقود وعقود. وزاد من شراسته وفصاميته لدى أصوليي «الإخوان» ومتشددي الجهاديين: الطغيان الذي ساد في الأنظمة الجمهورية الخالدة على وجه الخصوص بعد أن فقدت الدولة الوطنية مشروعها ومشروعيتها منذ السبعينيات. وهكذا اتخذ الاضطراب المحلي والإقليمي والدولي سِمة التصفيات المتبادلة بين العسكريين المتحولين إلى طائفيين وجماعة أقليات، وعُمّال عند النظام الدولي والمدى الإقليمي، وبين الإسلاميين الذين سيطرت عليهم نزعات شعبوية وقرمطية أو فوضوية، فانطلقوا أولا لإرهاب الداخل المسلم، ثم اصطدموا بالعالم وما يزالون. بينما كمن تيارهم المدني وانكفأ عن الصراع، وراح يبني التنظيم من أجل الاستيلاء على السلطة. وبالفعل فإن المتدينين غير المتطرفين اغتروا ورأوا في «الإخوان» حركةً سياسيةً متلائمةً مع الشريعة، وغير عنيفة، لذا سارع كثيرون من أبناء الفئات الوسطى والمدينية إلى الانضواء فيها، كما أنّ عدداً من كبار القانونيين المصريين والعراقيين اعتقدوا بإمكان تحويل الشريعة إلى قانون قابل للتطبيق أو واجب التطبيق، وهي ليست كذلك على الإطلاق!

    خاض الانشقاقيون إذن معركتين في الوقت نفسه: حرباً ضد الحكومات والشعوب العربية والإسلامية، وضد الولايات المتحدة والعالم، باسم الإسلام، وخاض الحزبيون منهم نضالا مريراً وطويلا للاستيلاء على المجتمع والدولة سِلْماً. ومن الطبيعي والأمر كذلك أن يقاتلهم المتصارعون على تقاسم الديار العربية، مثل الولايات المتحدة وإيران وإسرائيل وتركيا وروسيا. فقد غاب العرب طويلا، وما عاد أحد يحسب لهم حساباً، ثم انفجروا بهذه الطريقة الهائلة. لقد كانت سنوات العقدين الماضيين من أسوأ ما مر على أمتنا في تاريخها: الأميركيون يريدون الهيمنة بالقوة والدبلوماسية، والإسرائيليون لا يعرفون غير الهيمنة بالعسكر، والإيرانيون ينشئون التنظيمات الطائفية المسلحة للاستيلاء على ديارنا تارةً باسم فلسطين وطوراً باسم نُصرة التشيع. وقد قال لنا «نصرالله» أخيراً إنه مضطر لمقاتلة التكفيريين، أي أولئك الذين يسمون أنفسهم جهاديين، والذين تبين أنهم كل السوريين!

    وهكذا يتطلع العربي فيجد نفسه مقتولا من عربي آخر إنما باسم الإسلام. وهذا العربي القاتل يمكن أن يكون من «جبهة النصرة» أو «حزب الله» أو «حماس» أو «الجهاد» أو «القاعدة»! والعالم مرعوب من الإرهاب السني لأنه غير منضبط وليس هناك من يمكن التحدث إليه فيه. بيد أن الرعب الأكبر ذاك الذي تمارسه إيران لأنه لا يقتل الناس فقط؛ بل يشتت الأوطان والمجتمعات. وهذا هو اعتقادنا نحن العرب، لكنه ليس اعتقاد ولا عمل الدوليين الذين ينافقون إيران وينافقون الأسد خوفاً من الجهاديين!

    الجهاديون والقاعديون وأشباههم مرض في جسم الإسلام السني، شاركت في زرعه ظروف وعهود واستخبارات. و«حزب الله» والتنظيمات الشيعية المسلحة الأخرى مرض في جسم الإسلام الشيعي زرعته ولاية الفقيه. والغرب يستفيد من هذا تارةً ومن ذاك تارة أخرى، وكلا الطرفين السني والشيعي يقتل نفسه وبني قومه. وكلا الطرفين انشقاق عنيف لا يرعى حرمةً ولا ذمّة! ويكون علينا لكي يبقى ديننا وتبقى دولنا ومجتمعاتنا أن نناضل بالفكر والعمل ضد الانشقاقين، وآثارهما الدموية المفزعة



    -------------------


    ممدوح الولي

    عبد الناصر سلامة


    الصندوق الأسود للجماعة

    محمد صابرين


    حان الوقت لفتح الصندوق الأسود لجماعة الإخوان المسلمين‏,‏ وبقية الجماعات الراديكالية حتي نعرف تلك الصفقات المريبة‏,‏ التي ربطتها بالغرب وخاصة بريطانيا والولايات المتحدة‏,‏


    وللأسف فقد أزيح الراحل عمر سليمان دون أن يتم فتح الصندوق, إلا أن الغرب ذاته يفتح من حين لآخر بعض الأوراق من صندوق مليء بالأسرار, ومؤخرا أزاح الكاتب البريطاني مارك كيرتس بعض الغموض في كتابه أمور سرية: المؤامرة البريطانية مع الإسلام الراديكالي, ومن الأمور المدهشة هي خلاصة الكتاب لأحد فصوله الإسلام مقابل القومية, التي يحاول فيها تفسير عداء الغرب للأنظمة الوطنية مثل عبدالناصر ومصدق في إيران, وسوكارنو في إندونيسيا.

    ويذهب كيرتس إلي أن الأمر المؤكد أن تعاون واشنطن ولندن مع هذه العناصر( الراديكالية الإسلامية), توضح نموذجا مألوفا: لقد كانتا مستعدتين للتعاون مع الرجعية, وغالبا العناصر المتطرفة, والذين كان لديهم القليل من الأمور المشتركة والذي ليس أكثر من عدو, وهذا العدو هو حكومة قومية علمانية مستقلة وبها بعض التأثيرات الشيوعية, ولقد رأت واشنطن ولندن في الضباط وحلفائهم في دار الإسلام ـ الذين حاولوا التآمر علي سوكارنو بإندونيسيا ـ كقوي بالوكالة مثل الإخوان المسلمين في مصر, وآيات الله الإيرانيين والقوات المرتزقة التي جندتها بريطانيا والولايات المتحدة, هذه القوي بالوكالة يتم استخدامها لقدراتها علي الأذي, ويتم التخلي عنها ببساطة بمجرد أن تتجاوز الفائدة منها, إن تقويض العدو المشترك كان هدفا قصير الأجل, ولكن في لحظة ما كان لابد من تحقيقه بكل الوسائل, وذلك بغض النظر عن الآثار بعيدة المدي المترتبة عليه.

    هذه باختصار المهمة القذرة التي استخدم فيها الغرب هذه القوي ضد الحكومات الوطنية, التي تجرأت علي أن تأتي المحرمات الغربية, ألا وهي استقلال القرار الوطني, والعمل علي الاستفادة من الثروات الوطنية بعيدا عن الاستغلال الغربي, أو بوضوح النهب الاستعماري, ومن هنا, يمكننا أن نلحظ دوما أن الغرب استخدم هذه القوي المتطرفة ـ برغم أنه لا يكن لها احتراما أو ودا ـ لتحقيق أهداف قذرة, وسرعان ما يتخلص منها, إلا أن العجيب أن قادة هذه الجماعات ظلت وفية لعلاقاتها المشبوهة مع بريطانيا والولايات المتحدة, بل مثلما نري ونسمع الآن, أن واشنطن ساهمت بالتمويل ـ وغيره ـ في وصول الإخوان الي حكم مصر, وفي الأغلب في بلدان أخري بالربيع العربي, والسؤال هنا.. لماذا؟, والإجابة هنا من قبل السفير البريطاني في الأردن تشارلز جونستون الي وزير خارجيته بشأن الانحياز الي جماعة الإخوان المسلمين الأردنية في ذروة الصراع مع عبدالناصر, ويقول السفير في معرض تبريره لتأييد الحكومة الجديدة في عمان, إنني أقترح أن مصالحنا سيتم خدمتها بصورة أفضل من قبل نظام استبدادي يحافظ علي الاستقرار والارتباط مع الغرب أفضل من ديمقراطية غير مقيدة تسرع باتجاه الشيوعية والفوضي, وهناك شيء يمكن أن يقال بالنسبة لنظام استبدادي نظيف ـ والموجود حاليا في الأردن ـ والذي يمكن مقارنته بالانتخابات البرلمانية للكولونيل ناصر, ويعقب كيرتس علي ذلك, بأن هذه الرؤية هي خلاصة تفضيلات بريطانيا لأنظمة قمعية يتم دعمها من قبل قوي اليمين الإسلامي أكثر من حكومات ديمقراطية أو شعبية, وهو ملمح دائم للسياسة البريطانية في المنطقة, في الماضي والحاضر, الأمر الذي يساعد في شرح اللجوء الدائم الي التآمر مع القوي الإسلامية.

    {{ وعندما يصل في آخر طبعة من كتابه والتي أفرد فيها لثورات الربيع العربي, فإن كيرتس يقول بوضوح إن علاقات بريطانيا بالإخوان المسلمين تعكس السياسة الأمريكية, وأن المخططين البريطانيين لم يكن لديهم إلا القدر الضئيل من الاهتمام بالأجندة السياسية الداخلية لجماعة الإخوان, ويشير بوضوح الي تجاهل هؤلاء الكثير من الأمور لعل أخطرها هو ما أورده بوضوح علي لسان السير ريتشارد ديرلاف الرئيس السابق لـ ام أي6( هيئة المخابرات البريطانية), في تشاتوم هاوس ـ أحد مراكز الأبحاث البريطانية ـ إنني ليس لدي أوهام علي الإطلاق بشأن ما هي جماعة الإخوان المسلمين, أو ما الذي يمكنها أن تكون, انها يمكنها أن تكون منظمة اجتماعية أو منظمة سياسية, إلا أنها في القلب منها ـ من وجهة نظري هي منظمة إرهابية, وبالمثل ـ مثلما يقول كيرتس ـ فإن صانعي السياسة الأمريكيين من غير المحتمل أن يبتعدوا عن إعادة ارتباطهم علي الأرض بالإخوان, علي الرغم من أن وثائق ويكليكس تقول إن السلطات الأمريكية تضعهم ضمن قائمة63 منظمة إرهابية, هل هناك أوهام لدينا الآن بشأن جماعة الإخوان وارتباطاتها الغربية, علي الأرجح لا توجد أوهام, بل أسرار كثيرة في الصندوق الأسود لجماعة سوف يأتي اليوم الذي تعلن فيه, هم يظنونه بعيدا ونراه قريبا.

    -------------------



    لماذا يفشل الأخوان المسلمون والاسلام السياسى عامة ؟!




    لماذا يفشل الأخوان المسلمون والاسلام السياسى عامة ؟!


    تاج السر حسين

    08-10-2013 09:48 AM


    ببساطة شديدة وقولا واحدا، لأنهم يحملون فى روؤسهم فكر استبدادى ويقومون بافعال سياسية ويتصرفون مع شعوبهم بطريقة لا يرضاها (الله) لخلقه الذين يحبهم جميعا مسلمين وغير مسلمين.
    وبرصد لنماذج من أنظمتهم وتجاربهم فى الحكم، نتساءل هل كانت صدفه أو بسبب سوء اداء شخصيات وقيادات – كما يدعى البعض - أن يفشل الأخوان المسلمون والاسلام السياسى عامة خلال 24 سنه من حكمهم للسودان وبعد تمكينهم لجماعتهم وقضاءهم على المعارضه الجاده وهيمنتهم على كل شئ فيه، وخلال سنه أو سنتين من حكم مصر وتونس اذا اخذنا تلك التجارب كمثال لحكمهم فى العصر الحديث .. الا يوجد من بين قادتهم مفكرين وخبراء وعلماء فى كآفة المجالات ورجال دين يحفظون القرءان ومئات الأحاديث وتفاسير السابقين وكتبهم، وكان العوام من الناس ينظرون الى اؤلئك المفكرين والقادة بعين التقدير والأحترام قبل ان يمارسوا الحكم ؟ فلماذا فشلوا ؟ .. وهل كانت صدفة أن نفشل مشاريع الدوله الدينيه الأسلاميه منذ بداياتها قبل أكثر من 1200 سنه بصوره عامه وحتى اليوم، وحتى فى بلد مثل تركيا التى قال رئيسها فى مصر أنه (مسلم) فى بلد علمانى وفى اول تجربه معارضه سلميه قويه على حكمه واجه المتظاهرون بالقمع والسحل والعنف والقوه المفرطه فى وقت كان يدعم فيه (السوريين) متطرفين وغير متطرفين ضد رئيسهم بدعوى انه ونظامه يقومون يقتلهم وقمعهم؟
    لماذا يعجز كآفة (المسلمون) والمتاسلمون عن الحديث على اى فتره مشرقه حقق فيها الحكم (الأسلامى) نجاحا واضحا فى الحريات والعداله والمساواة والأزدهار الأقتصادى اذا استثنيا فترة الرسول (ص) التى لا يمكن تقويهما لأنه نبى ورسول أكثر منه حاكم، وغير فترة خلقائه الأثنين التى يعود السبب فى نجاحهما فيها لقرب فترتهما من فترة الرسول حتى لو اتخذ كل منهما موقفا مخالفا للآخر خلال فترة حكمه، وكل من حاول أن يتحدث عن حاكم أو امير عادل عبر المسافات والعديد من السنوات واتجه مباشرة (لعمر بن عبد العزيز) الذى حكم لمدة سنتين ونصف فقط وكان الدليل على عدله كما يردد معظم المسلمين فى (زهو) وأفتخار دون أن يدرون بأن ذلك الدليل يسئ للأسلام ولا يشرفه، وهو الذى يقولون فيه: " أن (الجاريه) كانت تباع فى عصره بوزنها ذهبا" .. فاذا سلمنا بعدله وزهد وورعه، لكن هل يا ترى تلك الجاريه كانت راضيه عن نظام لا زال يعاملها كجاريه، أى لم تكن حره حرية كامله حتى لو كانت محتاجه ومضطرة للقبول بذلك الوضع، كما قبل (العبيد) فى امريكا (مضطرين) فى بداية فترة تحريرهم من الرق والأستعباد بواسطة (ابراهام لنكولن) حينما صعبت عليهم حياة الحريه لعدم تعودهم عليها وكان صعب على المجتمع نفسه تقبلهم كاحرار بينه؟
    وهل كان صدفة أن يأتى نظام الأخوان فى السودان ومنذ بداية اغتصابه للسلطه وحتى اليوم، بكآفة المجرمين والأرهابيين والمتطرفين الأسلاميين وغير الأسلاميين وفى مقدمتهم مؤسس تنظيم القاعده (أسامه بن لادن) ، وهل تلك الأسماء رموز (للأسلام) يعتز بها مسلم، ولم يكتفوا فقط بأخوانهم المسلمين والمتأسلمين مثل الشيخ عمر عبد الرحمن ووجدى غنيم وعبود الزمر وعصام عبد الماجد، بل جاءوا معهم بالفنزويلى (كارلوس) الذى باعوه (لفرنسا) بثمن بخس .. وهل كانت صدفة أن يصدر الرئيس المصرى المخلوع (محمد مرسى) بعد وصوله للسلطه عن طريق (انتخابات) خدعت فيها القوى المدنيه، عفوا عن أكثر من 200 مجرما محكومين بالأعدام وسنوات السجن الطويله المشدده، ومن بينهم قتلة الرئيس انور السادات والمفكر فرج فوده ومن حاولوا قتل الأديب نجيب محفوظ ومن قتلوا الآلاف من افراد الشرطه المصريه اضافة الى محكومين آخرين فى قضايا نصب وأحتيال ومخدرات وغسيل اموال، ثم بعد أن ثار عليه الشعب وعزله وأسقطه فى ثوره قوامها 30 مليون مصرى بسبب تجاوزات عديده لا حصر لها، نرى اعلام القاعده فى ميدان رابعه العدويه الذى يعتصم فيه المؤيدون (للأخوان المسلمين) و(للأسلام السياسى) فى غباء وسذاجه وعدم وعى وللرئيس (المخلوع) محمد مرسى، الذى لم يكن رفاقه مقتنعبن به (كرئيس) مؤهل لحكم دوله، لذلك قدموا قبله نائب المرشد (خيرت الشاطر) والآن يستخدمون (محمد مرسى) كقميص عثمان ويتحدثون عن (شرعيته) الى نزعتها عنه الثورة الشعبيه المبهره الجديره بالتقدير والأحترام وأن تسجل ضمن أعظم الثورات فى التاريخ الأنسانى الحديث، لا أن يساء اليها وللشعب المصرى بادعاء عاجز يردده (الفاشلون) وألأستبداديون فى جماعة (الأخوان) بما يقولونه عن أنها انقلاب عسكرى قاده (السيسى) .. ومن اتى (بالسيسى) قائدا عاما للجيش اليس هو (محمد مرسى) نفسه؟ الم يتعهد (محمد مرسى) فى بداية أيامه وامام العالم كله، بأنه اذا خرج مليون مصرى فى مظاهرات يهتفون ضده ويطالبون برحيله بأنه سوف يرحل دون قيد أو شرط؟ فهل اؤلئك الثلاثين مليون مصرى كلهم (فلول) وعلمانيين وليبراليين، الا يوجد بينهم مليون واحد من الذين خرجوا بارادتهم كراهية فى نظام (الأخوان) وفى طريقة حكمهم وفى تقويضهم للقانون ؟ الا يعد نكوث (محمد مرسى) عن وعده نفاقا وآية المنافق اذا تحدث كذب واذا عاهد غدر؟
    ولا داع هنا أن اعيد وأكرر ما فعله متعديا على قرارات وأحكام القضاء واعادة مجلس الشعب المحلول وتحصين اعلاناته الدستوريه وعدم جواز الطعن عليها امام القضاء وكثير من التصرفات التى جعلت منه فرعونا و(الها) يفعل ما يريد وكأنه يعيش فى عصور الظلام وفى القرون الوسطى.
    لا يدل كل ذلك لمن كان له عقل يفكر به، عن وجود مشكلة حقيقيه فى (المنهج) الذى يحكم به (الأخوان المسلمون) يتعارض مع مفهوم الحريه والعداله والدوله المدنيه الديمقراطيه الحديثه، لذلك يواجه (المتاسلمون) بمشاكل فى كل بلد يحكمونه، اذا كان ذلك عن طريق انقلاب أو عن طريق الديمقراطيه .. ولذلك تخرج عليهم الشعوب ولا يبقون على الكراسى الا عن طريق العنف والقمع والقتل والتعذيب والأضطهاد والتشريد كما حدث فى السودان بعد ما انقلب عليهم الضباط الأحرار فى ابريل 1990 أى بعد سنه واحده من حكمهم وكاد انقلابهم أن ينجح، أو عن طريق الكذب وأختلاق المؤامرات والتضليل والأقصاء ومحاولات التمكين ، رغم انهم جاءوا عن طريق (الديمقراطيه) كما حدث فى مصر ولم يكن مستبعدا أن تتبع ذلك (التمكين) تكميم للأفواه وتشريد للقضاة والأعلاميين وقد بدأوا فعلا فى ذلك السبيل ، اضافة الى ارتكاب المذابح والمجازر والتصفيات الجسديه واراقة دماء بلا حدود اذا فشلت كل تلك المخططات الأكاذيب والمؤامرات المختلقه وسمع العالم كله عن نيتهم فى ذلك العمل خلال اللقاء الجماهيرى الذى عقده الرئيس بمشاركه ضخمه من الجماعات الأرهابيه المتطرفه قبل عزله بأيام معدودات، لكن الشعب المصرى لم يمهلهم لأكثر من سنه فى السلطه وقبل أن يتمكنوا واخزاهم الله وهزمهم رحمة بشعب مصر وبشعوب المنطقة كلها، لكن الأخوان لا يعترفون بالحقيقه ويكابرون ويكذبون ويجعلون من انفسهم ضحايا ومظلومين وأن الجيش انقلب عليهم لا الشعب كله، لأن اعترافهم بأن من عزلهم هو الشعب يفقدهم حق المطالبه بالعوده (للشرعيه) كما يدعون.
    ومن اجل التنوير والتثقفيف الذى بزلنا نفسنا له ومن أجل مصلحة من لا يعرفون حقيقة هذا الفكر ومنهجه خاصة بين الشباب الذين كثر عدد الملحدين والمرتددين وسطهم لأنهم لم يجدوا خطابا دينيا يناسب ثقافتهم وعصرهم الذى يعتمد على العلم وعلى المنطق لا على التبعيه واطاعة الأوامر فى الدين أو غيره اذا كانت غير مقنعه.
    وعلى هؤلاء الشباب أن يميزوا بين (الأسلام) وبين (شريعة القرن السابع)، مثلما اصبحوا يميزون الآن بكل سهوله بين (المسلمين) وبين (المـتأسلمين) أو جماعة الأسلام السياسى والا يظنوا بأنها (الأسلام) كما يدعى بعض الجهلاء وأعداء التطور.
    فالأسلام دين يساوى (أصله) بين الناس جميعا ولم يميز بينهم وأعطى الفرصه للمسيحى وحتى للكافر على نحو مطلق أن يتمتع بكآفة حقوقه الأنسانيه والمدنيه والسياسيه والأجتماعيه وأن يصبح رئيسا للدوله حتى اذا لم يكن له دين، وقالت الايه بوضوح: (إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون( وحتى لا يكابر مكابر ويدعى بأن (اليهود والنصارى والصابئين) مقصود بهم معتنقى تلك الأديان قبل أن يصبحوا مسلمين نقول لهم أن هذا القرءان نزل على قوم يعرفون لغتهم جيدا وكانوا يتمتعون بالبلاغة (الفطريه)، وقولهم مردود عليهم (فالذين آمنوا) مقصود بها (المسلمين) ثم ذكر بهم من لم يسلم ولم يصل درجة الأئمان .. وهنالك آية أخرى تؤكد ان اؤلئك الناس حسابهم عند ربهم يوم القيامه وليس من حق احد أن يتنقصهم حقوقهم فى الدنيا وهى التى تقول: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ).
    وفى حق الأختيار الحر فى الدين وفى غير الدين بالضروره قالت الآيه: (فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ) وجاء فى آية أخرى (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) .. وجاء فى آية أخرى (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ)، فهل هناك حرية و(ليبراليه) أكثر من هذه فى الأسلام (الأصلى) الذى اراده الله للناس جميعا فى بداية الرساله الأسلاميه لكى يطبقونه حينما يستعدون له ويصبحون مهئين لذلك بفضل الله والتطور، وهل نجد حرية ومساواة بين الناس جميعاعلى ذلك المستوى فى شريعة القرن السابع التى كانت شريعه (موقوته) مناسبه لقوم بعينهم، لهم ثقافتهم واعرافهم وكانوا اجلافا وغلاظ طباع خارجين لتوهم من جاهليه ومن ثقافة القهر التى تعمل بمبدأ من غلب سلب وأستعبد وأسترق ونكح الجوارى بلا حساب أو عدد، لكن رغم كل ذلك كانت بينهم شخصيه متفرده و(غريبة) بينهم ، لذلك كان يردد فى حزن من وقت لآخر (وآ شوقاه .. وآشوقاه لأخوانى الذين لما يأتوا بعد) .. وكانت على طباعه تختلف كثيرا عن طباعهم وكانه جاء اليهم من (المستقبل) .. كانت تلك الشخصيه هى شخصية الرسول (ص) بلحمه ودمه، لذلك فأن تلك الأحكام والحصانات التى لو اعطيت لأى انسان آخر غير الرسول المعصوم بفضل من ربه، لمارس من خلالها ديكتاتورية واستبداد وظلم، لا يمكن أن تتحمله الشعوب وتصبر عليه، وهذا ما يفعله (المتاسلمون) الآن حيث يريدون أن يحكموا الناس بتلك الأحكام والقوانين والحصانات التى منحت للرسول (ص)، وهم لا يملكون ذرة مما اعطاه له الله ولا يأتيهم الوحى مصححا اخطائهم، بل معهم وبينهم منافقين و(شياطين) انس، يقال عنهم علماء وفقهاء يزينون لهم الباطل يقولون لهم لقد رايناكم ايها الحكام القتله والمجرمين وأنتم تؤمون الرسول (ص) فى الصلاه !!
    رغم ذلك كله ولكى ندلل على عدم صلاحية تلك (الشريعه) لهذا العصر وثقافته بعد أن لبت حاجات اؤلئك الناس (تماما) ، علينا أن ننظر ونتـأمل بند واحد من بنود دستور المدينه أو صحيفة المدينه، الذى يقول ((وَل لايَقْتُلُ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنًا فِي كَافِرٍ .. وَلا يَنْصُرُ كَافِرًا عَلَى مُؤْمِنٍ .. وَإِنّ ذِمّةَ اللّهِ وَاحِدَةٌ يُجِير عَلَيْهِمْ أَدْنَاهُمْ .. وَإِنّ الْمُؤْمِنِينَ بَعْضُهُمْ مَوَالِي بَعْضٍ دُونَ النّاسِ)).
    تلك الصحيفه وذلك الدستور نحترمه وتقدره كونه صدر من الرسول (ص) وفى زمنه ويعد ذلك الدستور متقدما على ما كان من قبله من احكام ودساتير واعراف تنظم حياة الناس ، لكن هل يعقل أن نقبل به فى عصرنا الحالى عصر حقوق الأنسان وقد كان (الصحابه) يراجعون رسولهم ويحتجون عليه، طالما كان الأمر ، امر (دنيا) لا أمر (دين)، وقد حدث ذلك كثيرا وكانوا يسالونه قبل ابداء ارائهم، هل هذا الأمر أم دين أم دنيا يا رسول الله، وكانوا يفعلون نفس الشئ مع خلفائه الأثنين ومن جاءوا بعدهم ، ولذلك وفى هذا العصر لن يرضى انسان عاقل (حر) بديلا عن دولة (المواطنه)، المدنيه الديمقراطيه الحديثه، التى لا تميز بين مواطنيها الا بالوطنيه والعلم والكفاءة والخبره والتى كنا توافقنا عليها فى السودان لما انفصل الجنوب ولو عمل بمفهومها (مرسى) لما فشل ولما خلعه شعب مصر.
    وكما هو واضح استخدم (السلفيون) ذلك البند الذى اوردته من دستور (المدينه) فى اصرارهم على الماده 219 فى الدستور الذى ابطلته ثورة 30 يونيو المصريه، التى تجعل القصاص من مسلم قتل مسيحيا غير جائز واستخدم البند ذاته الرئيس المصرى (مرسى) قبل خلعه، وهو ليس برسول فعفا عن متطرف وارهابى اسلامى حكم القضاء المصرى عليه بالأعدام، قتل مسيحيا فى احدى محافظات مصر، مع أن الأسلام (الأصلى) لا شريعة القرن السابع تقول فى القرءان: (مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِى and#1649;لأرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ and#1649;لنَّاسَ جَمِيعاً) .. والناس جميعا تعنى مسلمين وغير مسلمين .. وكل انسان فيه (نفس) وفيه (روح) ولم تقل الايه من قتل (مسلما) فقط كأنما قتل الناس جميعا، وما لا يعلمه المصريون ولا يهتمون له كثيرا خاصة (المتأسلمين) ان ما حدث لهم اليوم فى مصر من ذلة واهانه واصبحوا يحتلون الميادين بعد أن احتلوا قصر الحكم، ربما كان سببه الأساسى الظلم الذى وقع فى حق شهداء الشيعه الأربعه الذين قتلوا بطريقة إنسان رخيصه اذا اتبعها انسان فى قتل ######ه فى اى دوله غربيه محترمه لعوقب اشد عقوبه لأنها طريقة وحشية وغير انسانيه وتسئ للأسلام ولمعتنق اى دين على وجه الأرض.
    وبالعودة لذلك القرار الذى أتخذه مرسى بالعفو عن قاتل (المسيحى)، هل يتطابق مع معنى ألايه (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون) وقلنا من قبل حكم الله المطلوب فى جميع الشرائع والصالح لكل مكان وزمان هو (العدل) .. لأن الله قال فى آية أخرى (وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِand#1754;) ام يتطابق فقط مع احكام شريعة القرن السابع المستنبطه من ألايات التى كان حكمها صالحا لأؤلئك الناس والتى تقول: (فاذا أنسلخ ألشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم) .. ويتطابق مع معنى الآيه فى معاملة غير المسلمين التى تقول: (قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ) .. وعما قالت به المذاهب الأربعه التى ترفض القصاص من مسلم، فى كافر اذا كاون شهود حادثة القتل غير مسلمين؟
    لذلك يجب ان يعلم البسطاء والمغرر به وأنصاف المتعلمين فى جميع المجالات بأن ذلك (المنهج) لا علاقة له (بالأسلام) الصحيح (الأصلى)، وأنما له علاقة بشريعه (القرن السابع) التى لا تصلح لأنسانية هذا القرن ولذلك يفشل الأخوان المسلمون وغيرهم من تيارات (أسلامويه) فى الحكم، لأنهم اما أن يكونوا صادقين فيطبقوا ما دعت له تلك (الشريعه) بتفاصيلها ودون زيادة أو نقصان، فينتجوا انظمة مشابهة لنظام (افغانستان) خلال فترة حكم جماعة (طالبان) ولنظام (الصومال) خلال فترة حكم جماعة (المحاكم الشرعيه) فيمنعون الفتيات من التعليم ومن الذهاب للمدارس والجامعات ومن ممارسة العمل لأن (الشريعه) تمنع المرأة من الخروج الا لضرورة قصوى وتعتبر صوتها عوره بل كلها عورة وفى الشريعه يكره ذهاب المرأة الجميله لأداء صلاتها فى المسجد فى جماعه وتفضل صلاتها فى بيتها مثلما يمنع سفرها لوحدها دون محرم لأداء الحج حتى لو كانت عجوز لا يرغبها الرجال، بل أن بعض أحكام الشريعه المتشدده تقول، للمرأة ثلاث خرجات فقط، من بطن امها لبيت ابيها ومن بيت ابيها لبيت زوجها ومن بيت زوجها للقبر ومن عجب بعض النساء وفى جهل يؤيدن مثل هذا الفكر، وهذا ما سميته قمة اذلال الشخص واهانته لنفسه، فأمر طبيعى أن يهينك أنسان أو يذلك خاصة اذا كان اقوى منك وكنت مكرها، لكن اسوا انواع الذل والأهانه أن يقبل الأنسان لنفسه بتلك الأهانه والدونيه وذلك الذل والا يشعر بالنقص وهو يقبل قدمى من يهينه ويذله اذا كان بامكانه ان يعيش حرا وكريما، وهذا هو ما تفعله بعض (النسوه) الجاهلات بالضبط بتقبلهن لذلك الفكر (الذكورى) الذى يجعل منهن مواطنات درجه ثانيه بلا حقوق الا ما يريده لهن الرجال المؤمنين بذلك الفكر والمستفيدين منه.
    وهناك نوع ثانى يتحدثون عن تلك (الشريعه) وعن فرضها على المجتمعات، لكنهم غير صادقين ومراوغين ومداهنين يتعاملون مع تلك (الشريعه) مثل المزارع الذى يجمع الثمار التى تناسبه وتحقق له ربحا، ويترك باقى الثمار فى شجرها أو على الأرض اذا كانت لا تحقق تلك المنفعه وهى التى سماها عمر البشير الشريعه (المدغمسه)، وهم لا يعلمون أن الله لم يعد الكاذبين نصره.
    ومن امثلة ذلك المنهج الذى يتبعه (الأخوان) فى العصر الحيدث انهم يسمحون للمرأة أن تعمل وأن تشارك فى العمل السياسى والأجتماعى – على مضض – ومضطرين لذلك الأمر، بناء على (ميكافليتهم) وما يحقق مصلحتهم السياسيه لأن عدد النساء ربما يزيد عن عدد الرجال فى عالم اليوم وحتى لا يفقدوا اصواتهن اذا الزموهن باحكام متشدده، رغم ان الأخوان وفى ذكاء (الشياطين) يجعلون تمثيلهن محدود لا بالحجم المناسب لعددهن فى المجتمع وتوضع لهن حدود لا يمكن تجاوزها ولا تسمح لهن بالوصول الى رئاسة الدوله (مثلا) حتى لو كانت تلك المرأة فى قوة مارجريت تاتشر، وتغلف تلك التعليمات التى تحجم دور المرأة بفتاوى تقول ذلك حكم الله و(شرعه) الذى يجب أن تلتزم به المرأة (المسلمه)، ولذلك فأن اغلب الظن يذهب الى أن قتلة رئيسة الباكستان الراحله (بنازير بوتو) كانوا من الجماعات الأسلاميه المتطرفه فى ذلك البلد الذى يعشعش فيه فكر (المهووسين) الظلامى المتطرف، مع انها وصلت للسطه عن طريق انتخابات ديمقراطيه.
    أما اكبر انفصام فى فكر (الأخوان) الذين يدعون الأعتدال والوسطيه لكى يصبحوا مقبولين عند الديمقراطيين والليبراليين وعند المجتمع الدولى وفى ذات الوقت يدخلهم فى خلافات واشكالات تصل حد تكفيرهم من رفاقهم السلفيين والسلفيين الجهاديين والجماعات الجهاديه والوهابيه، لا لأنهم سمحوا (للبارات) التى تبيع الخمر أن تعمل بصورة طبيعيه حتى سقوط وخلع مرسى واكتفائهم بزيادة ضرائبها .. ولا لأنهم جددوا تراخيص (كباريهات) شارع الهرم لمدة ثلاث سنوات، فى وقت كان يجدد لها سنة بسنة فى عهد (مبارك) .. ولا بسبب الخطاب الغرامى الحميمى الذى ارسله (مرسى) لصديقه العزيز (بيريز) الذى بدأه ب ((بسم الله الرحمن الرحيم)) ولحظتها تذكرت الحديث الذى يتحدث عن الذى يقرأ القرآن والقرآن يلعنه.
    ثم اضاف:
    محمد مرسي رئيس الجمهورية
    ((صاحب الفخامة السيد)) شيمون بيريز رئيس ((دولة)) إسرائيل .. عزيزي وصديقي العظيم..
    لما لي من شديد الرغبة في أن أطور ((علاقات المحبة)) التي تربط لحسن الحظ ((بلدينا)) ...
    أرجو من ((فخامتكم)) أن تتفضلوا فتحوطوه بتأييدكم، وتولوه رعايتكم، وتتلقوا منه بالقبول وتمام الثقة، ما يبلغه إليكم من جانبي، ولا سيما إن كان لي الشرف بأن أعرب لفخامتكم عما أتمناه ((لشخصكم من السعادة، ولبلادكم من الرغد)).

    ((صديقكم الوفي))
    محمد مرسي
    تلك مقتطفات من خطاب (مرسى) ، الذى صلى اماما من خلفه الرسول (ص) ، كما ادعى أحد المنافقين .. والغريب فى الأمر أن (الأسلاميين) لا يشعرون بالحرج من هذا الخطاب ولا زالوا يتحدثون عن ان مرسى وجماعته بأنهم سوف يحاربون أسرائيل فى يوم من الأيام على الرغم من انه (بلع) كلامه وتراجع من شتيمته لليهود عام 2010 حينما كان معارضا لمبارك والتى وصفهم فيها: (بأنهم أحفاد قرده وخنازير)) وطالب بطردهم وجميع حلفائهم يقصد (الأمريكان) من الدول العربيه!
    الشاهد فى الأمر أن الأنفصام الفكرى أو (الشيزوفرينيا) الفكريه التى اعنيها تتمثل فى انهم حينما يخاطبون (الغرب) يتحدثون عن المدنيه والدوله الحديثه وعن (الديمقراطيه) التى تكفرها تلك الجماعات وتدعو على من يعمل بها بالموت والهلاك وسوء الخاتمه صباح مساء، لكنهم حينما يخاطبون الشعب الجاهل والأمى والبسيط ورفاقهم فى التيارات الأسلاميه فى الداخل، خاصة فى زمن (الأنتخابات) تجدهم يتحدثون عن دولة الخلافه وعن (الشريعه)، وعن وسيلة الحكم التى تناقض (الديمقراطيه) وهى (الشورى) خداعا للجماهير ودغدغة لمشاعرهم وهذا هو المعنى الذى بسببه قال كارل ماركس: (الدين افيون الشعب)، أى انه يستخدم لتخدير الشعوب وتضليلها.
    ولهذا دعونا نبين الفرق بين الديمقراطيه كما هى تمارس فى العصر الحديث وبين الشورى فى النظام (الأسلامى) اذا كان هنالك ما يسمى بنظام (حكم) اسلامى لا (دعوى اسلاميه)، لكى يختار كل انسان اى المنهجين اصلح له ولهذا العصر وايهما اقرب لمرضاة الله الذى خلق الناس احرارا وقال فى حقهم: (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) وقال (ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين).
    وتعريف الديمقراطيه ببساطة شديدة هو: (حكم الشعب بواسطة الشعب لمصلحة الشعب) .. للذك ما فأن انحياز الجيش المصرى لشعبه هو فعل ديمقراطى لأنه (لمصلحة الشعب)، وفى النظام الديمقراطى لابد أن تكون حرا وأن تسمح بالحريه لغيرك أى ان تكون مؤمنا (بالحريه لك ولسواك) .. ولقد عرف الشهيد المفكر التقى الزاهد فى الدنيا العارف بالله محمود محمد طه، الأنسان الحر فقال: ((هو الذى يفكر كما يريد ويقول بما يفكر ويعمل بما يقول، ثم لا تكون عاقبة فكره وقوله وفعله الا خيرا بالأحياء والأشياء)).
    يعنى لكى تكون حرا فيجب أن تفكر كما تشاء .. وأن تفصح عما تفكر فيه اى الا تتعرض لقمع واضطهاد يمنعك من أن تبوح بما تفكر فيه والا تكتم فكرك من تلقاء نفسك .. ثم أن تعمل بما تقول به، لكى لا تكون منافقا، والمنافق هو من يفعل خلاف ما يقول .. وأخيرا ان تكون نتيجه فكرك وقولك وعملك خير بالأحياء والأشياء!
    فهل يفعل الأخوان المسلمون اليوم ما يقولونه بالسنتهم وهم يدعون ائهم يؤمنون (بالديمقراطيه) ويتباكون على (شرعية) نزعها عنهم (الشعب) فى وقت يتحدثون فيه بلسان آخر عن الشورى؟
    وهل قول سيد قطب الذى يعمل به غالبية (الأخوان) اليوم وجعلهم أقرب (للوهابيه) له علاقة (بالديمقراطيه) ؟
    قال سيد قطب فى كتابه "معالم في الطريق" ص (158) ما نصه:
    "والمسألة في حقيقتها مسألة كفر وإيمان، مسألة شرك وتوحيد، مسألة جاهلية وإسلام، وهذا ما ينبغي أن يكون واضحاً، إن الناس ليسوا مسلمين كما يدعون، وهم يحيون حياة الجاهلية، وإذا كان فيهم من يريد أن يخدع نفسه، أو يخدع الآخرين، فيعتقد أن الإسلام ممكن أن يستقيم مع هذه الجاهلية، فله ذلك، ولكن انخداعه أو خداعه لا يغير من حقيقة الواقع شيئاً، ليس هذا إسلاماً وليس هؤلاء مسلمين" .
    ولذلك دعا (جماعته) للعمل على الوصول للسلطه لتطبيق شرع الله، بكل (الصور)!
    يعنى عن طريق الديمقراطيه اذا امكن ذلك ولا توجد مشكله فى تزوير الأنتخابات .. وعن طريق انقلاب عسكرى كما فعل (اخوان) السودان .. أو عن طريق الأغتيالات والتصفيات الجسديه وأشعال الحرائق ، كما ظلوا يفعلوا فى مصر منذ تأسيس تنظيمهم.
    قهل لذلك الفكر أى علاقه (بالديمقراطيه) التى من أهم الياتها ووسائلها تاسيس دولة (مؤسسات) مستقله عن بعضها البعض هى:
    1- السلطه التنفيذيه، وتعنى رئيس الدوله حسب نوعية النظام والوزراء برئيسهم وباقى أجهزة الدوله التنفيذيه، 2- السلطه التشريعيه، وتتكون من مجلس النواب ومجلس الشورى – اذا وجد - والمجالس الولائيه والمحليه ودورها فى تشريع القوانين واللوائح .. 3- السلطه القضائيه التى يجب أن تكون مستقله استقلالا ومن حق القضاء يشاركوا بالرأى السياسى والثقافى والتنويرى فيما يدور فى وطنهم لكنهم لا يعملون بالسياسه، اى الا ينتمى القضاة لحزب ولا يعلنوا انحيازهم لكيان سياسى أو أن يترشح قاض لمنصب سياسى قبل أن يستقيل من وظيفته .. والجهاز القضائى هو (الحكم) بين كأفة السلطات بما فيها رئيس الدوله ويلجأ له الجميع لحسم الخلافات القانونيه وتفسير القوانين ودستوريتها، وهنالك سلطه رابعه اضيفت لتلك السلطات أصبحت الآن اكثر قوة تأثيرا على مجريات الأمور ، من بينها ما هو رسمى وما هو حر ومستقل وهو الأعلام باقسامه المعروفه مسموع ومشاهد ومقرى ودخل فى المشهد الآن وأحدث اثرا مقدرا اعلام جديد هو الصحافة الألكترونيه ومواقع التواصل الأجتماعى.
    وفى النظام الديمقراطى يسمح بتأسيس النقابات والأتحادات ومنظمات المجتمع المدنى المختلفه ولا من أن تتأسس احزاب بتوجهات فكريه مختلفه (لا دينيه) محافظين ووسط ويمين ويسار .. الخ تشارك فى الأنتخابات على قدر المساواة ولا تعطى ميزه للحزب الحاكم فى عملية اجراء الأنتخابات تجعله يحقق مكاسب غير مشروعه تؤثر فى العمليه الأنتخابيه ولذلك يفضل فى العالم الثالث أن تشكل حكومه تكنقراط محائده لأدارة العمليه الأنتخابيه، وفى النظام الديمقراطى وداخل البرلمان تحديدا ، تستجيب الأقليه لخيارات (الأغلبيه) دون المساس بالدستور والحقوق الأساسيه وتحترم الأغلبيه رأى الأقليه ويعمل الفريقان من اجل تحقيق مصالح الوطن وما يحافظ على النظام الديمقراطى ويؤديان القسم على ذلك، والأغلبيه لا تهمل رأى الأقليه فى القضايا الوطنيه المطروحه ولا فى مشاركتها فى اللجان اذا كان من بين رموزها من هو أكثر جدارة من ممثلى الأغلبيه.
    وبصورة مطلقه فى النظام اليمقراطى هنالك صوت واحد للنائب الواحد.
    أما الشورى فاستنادا على فهم الآيه القرآنيه : (وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ and#1750; فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ) ، ومن يرى بأن تلك الوسيله هى (حكم الله) الذى لا حكم غيره، فعليه الا يتحدث عن (الديمقراطيه) حتى لا يصبح من زمرة (الفاسقين) والمنافقين .. وتلك الايه خاطبت النبى (ص) فى المقام الأول، وطلبت منه أن يشاور قومه فى امور (الدنيا) و(الدوله) لأن امور الدين يأتيه بها (وحى) وبعد أن يشاورهم ويستمع اليهم من حقه ان بأخذ برأى اشار له به نفر منهم أو بعضهم كما فعل فى موضوع اسرى (بدر) حيث مالت نفسه الى رأى ايده (أبو بكر الصديق) وخالفه (عمر بن الخطاب)، وبمفهوم تلك الايه كان من حقه أن يعمل برأى ثالث (فاذا عزمت فتوكل).
    وفى الشريعه آلية عمل (الشورى) أن يؤسس مجلس من عدد محدود من المسلمين (فقط) أى ليس بينهم مسيحى أو امرأة، يسمى مجلس (اهل الحل والعقد) لا (برلمان) كما فى الدوله الحديثه، لا مكان فيه لحديث عن أغلبية ميكانيكيه كما هو فى الديمقراطيه، وأنما يشاور (الحاكم) ذلك (المجلس) ومن حقه أن يعمل بمشورتهم تلك ومن حقه أن ينفرد باتخاذ القرار، فاذا جاز هذا الأمر لنبى معصوم، فهل يجوز لبشر ولأنسان عادى ؟؟ وهل الذين يهتفون الآن فى ميدان رابعة العدويه جميعهم ينادون بعودة مرسى ونظام (الأخوان المسلمين) يفهمون أنهم يعملون لعودة نظام طغاة ديكتاتورى مستيد يمارس القمع لأنه يرى نفسه موكل من الله ومطبق لشرعه ومن يعارضهم فأنه يعارض الله لا يعارض انسانا مثلهم .. وهل يعلمون انهم يعملون ضد أن يكونوا احرارا وأن يحكموا بالديمقراطيه ودولة المواطنه التى لا تميز بين مسلم وغير مسلم أو بين رجل وأمراة، وأى النظامين اقرب للعدل؟
    لا أظنهم يعلمون شيئا من ذلك لأن الأعلام بما فيه (الليبرالى) لا زالت تسيطر عليه أفكار (القرن السابع) فى الجانب الدينى ولا زال يمارس عليه الأرهاب الدينى ولا زال (الأزهر) هو المهيمن على الخطاب الدينى فى المنطقه، والغرض من ذلك أن تبقى الشعوب على تخلفها يسوق لها الجهل والظلام ولكى تبقى تلك الأحكام وتلك الأفكار حاكمه، حتى فى ظل الأنظمه (الديمقراطيه).
    لكن رغم ذلك كله فذلك (الفكر) بدأت هزيمته على نحو واضح بما خدث للأخوان المسلمين فى مصر ، من (الله) وحده الذى يعلم بأن المروجين له كاذبون ومخادعون ومنافقون يتاجرون بدينه ويقدمونه للناس على غير الصوره التى يريدها خالقهم، وأنما من اجل تحقيق مصالحهم ومن اجل ان يملأ فقهاء السلاطين أمثال (القرضاوى) كروشهم وجيوبهم، صحيح ان الله يرضى لخلقه أن يكونوا مسلمين لكنه لا يرضى أن يميز بينهم مثلما لا يميز الأنسان بين ابنه الدكتور وأبنه العامل، ولا يمكن أن يجعل (الأله) و(العدل) من اسمائه جزء من خلقه يعانون من الظلم والبطش والتهميش .. فهو (يرضى) عن (المسلم) .. ويريد (غير المسلم) .. وكما قال العارفون لا يدخل فى هذا الوجود انسان أو حيوان أو فعل أو فكر غصبا عن (ارادة) الله.
    تاج السر حسين

                  

08-11-2013, 09:01 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)


    . رضوان السيد


    انشقاقات الإسلام السني وإفادة إيران والغرب

    تاريخ النشر: الأحد 11 أغسطس 2013


    أخرجت الثورات العربية (2010- 2013) المنطقة العربية من الجمود والإخضاع بمفاعيل التوافق والتقاسم بين إيران وتركيا وإسرائيل برعاية الولايات المتحدة. لكن الاضطراب الشديد الذي يصل إلى حدود الفوضى المدمرة انتشر في الأجواء مجدداً، بفعل عاملَين اثنين: محاولات الانشقاقيين العرب والمسلمين الاستيلاء على نتائج الثورات أو تخريبها، واختراق إيران وتركيا والولايات المتحدة وروسيا لفصائل الإسلام السياسي والجهاديين والإفادة من ذلك في الاحتفاظ بالنفوذ، أو تخريب البلدان وقتل الناس، إن لم يكن الاحتفاظ بالنفوذ ممكناً!


    أصر أقطاب الدراسات الإسلامية على اعتبار وجوه القلق والاضطراب التي انتشرت في المجتمعات الإسلامية في النصف الأول من القرن العشرين صحوةً أو يقظة، تميزت بأمرين: أولهما الإقبال على تديُّن شديد ذي طابع شعائري ورمزي، وتَوق لأسلمة الحياة الفردية والاجتماعية والسياسية. والأمر الثاني رفض الأجنبي، بالمعنى العسكري والأمني والاستعماري بالطبع، وبالمعنى الثقافي والحضاري. وما سيطرت هذه النزعة بشقّيها في عقودها الأُولى، بل تكونت إلى جانبها ثم في مواجهتها ميول ومشروعات للتجديد والإصلاح، كانت وراء الحركات التي كافحت الاستعمار، وسعت لإقامة الدولة أو الكيانات الوطنية الطامحة للاستقلال والتقدم. وقد حققت الدولة الوطنية في عقودها الأولى نجاحات معتبرة، وامتلكت طموحات قصّرت دونها، ولذلك حسمت نُخَبُها العسكرية والثقافية الأمر لصالحها في مطلع الخمسينيات، فأقصت فريقين: البورجوازيات الكبرى التي تعاملت مع المستعمرين من موقع الدونية، والإسلاميين الصاعدين تخوفاً من تشددهم واستخدامهم للدين في الصراع على السلطة. وكان هؤلاء الإحيائيون أو الصحويون آنذاك فئات قليلة لا تحظى بشعبية بارزة، والجمهور مشدود إلى الأفكار القومية والتحررية، وإلى الضباط الذين أرادوا بمثاليتهم تحقيق كل الآمال! لكن الصدامات والاشتباكات بين عسكر الدولة الوطنية والإسلاميين، والذي اتخذ أحياناً طابعاً دموياً، وافتراقات الحرب الباردة، والتحولات بداخل الفكر الإسلامي من استهداف التقدم إلى التركيز على الهوية وحفظها، كُلُّ ذلك جعل الإسلاميين يتحولون إلى تنظيمات سرية صلبة، تطورت لديها عقائد صلبة أيضاً ما عرفها أهل السنة من قبل، مثل القول بفقد الشرعية بسقوط الخلافة وبالقوانين المدنية، وبوجود نظام إسلامي كامل ينبغي تطبيقه تحت اسم تطبيق الشريعة. ويكون ذلك بالوصول للسلطة بشتى الوسائل، وإيكال مهمة إقامة دولة الدين هذه إلى النظام السياسي الذي يقوده الإسلاميون. ومضت فئة منهم بعيداً فقالت باستخدام العنف من أجل تطبيق الشريعة وإقامة الدولة الإسلامية، وهؤلاء هم الجهاديون الذين انفجروا بالداخل العربي والإسلامي، ثم في وجه العالم، منذ السبعينيات وحتى اليوم.

    لقد كان لهذه التحولات والتحويلات نتائج على وحدة أهل السنة ووحدة الإسلام. ففي التقليد الإسلامي أن الدين في الجماعة والمجتمع، بينما يقول الإسلاميون الحزبيون إن الدين مركوز في تنظيمهم، وأنه لا عودة للشرعية والشريعة إلا بإقامة الدولة التي تطبق الشريعة بيد النظام السياسي. وهذا انشقاق كبير وبارز بداخل إسلام أهل السنة، جلبه هذا التسييس المفْرط للدين. وقد ازداد الأمر تفاقماً عندما انضمّت إلى الأصوليين الحزبيين، فئات من السلفيين استفاقوا فجأةً إلى صحة نظرية «الإخوان» الجدد للحاكمية الإلهية! وهكذا فقد عانى أهل السنة في النصف الثاني من القرن العشرين من انشقاقين كبيرين: انشقاق «الإخوان المسلمين»، و«انشقاق الجهاديين». وكلا الطرفين أراد الحلول (باسم الله) محل الأنظمة القائمة.

    وقد عجز علماء أهل السنة- الذين تحدثوا كثيراً عن ترشيد الصحوة أو إعادتها للاعتدال- عن التأثير في هذا التحول والتحويل الاعتقادي. ويرجع ذلك لأنهم تعاملوا معه باعتباره خَطَلا وتطرفاً بسبب الظروف وليس تغيراً اعتقادياً صعب المِراس، وما عرف مثله المسلمون منذ عقود وعقود. وزاد من شراسته وفصاميته لدى أصوليي «الإخوان» ومتشددي الجهاديين: الطغيان الذي ساد في الأنظمة الجمهورية الخالدة على وجه الخصوص بعد أن فقدت الدولة الوطنية مشروعها ومشروعيتها منذ السبعينيات. وهكذا اتخذ الاضطراب المحلي والإقليمي والدولي سِمة التصفيات المتبادلة بين العسكريين المتحولين إلى طائفيين وجماعة أقليات، وعُمّال عند النظام الدولي والمدى الإقليمي، وبين الإسلاميين الذين سيطرت عليهم نزعات شعبوية وقرمطية أو فوضوية، فانطلقوا أولا لإرهاب الداخل المسلم، ثم اصطدموا بالعالم وما يزالون. بينما كمن تيارهم المدني وانكفأ عن الصراع، وراح يبني التنظيم من أجل الاستيلاء على السلطة. وبالفعل فإن المتدينين غير المتطرفين اغتروا ورأوا في «الإخوان» حركةً سياسيةً متلائمةً مع الشريعة، وغير عنيفة، لذا سارع كثيرون من أبناء الفئات الوسطى والمدينية إلى الانضواء فيها، كما أنّ عدداً من كبار القانونيين المصريين والعراقيين اعتقدوا بإمكان تحويل الشريعة إلى قانون قابل للتطبيق أو واجب التطبيق، وهي ليست كذلك على الإطلاق!

    خاض الانشقاقيون إذن معركتين في الوقت نفسه: حرباً ضد الحكومات والشعوب العربية والإسلامية، وضد الولايات المتحدة والعالم، باسم الإسلام، وخاض الحزبيون منهم نضالا مريراً وطويلا للاستيلاء على المجتمع والدولة سِلْماً. ومن الطبيعي والأمر كذلك أن يقاتلهم المتصارعون على تقاسم الديار العربية، مثل الولايات المتحدة وإيران وإسرائيل وتركيا وروسيا. فقد غاب العرب طويلا، وما عاد أحد يحسب لهم حساباً، ثم انفجروا بهذه الطريقة الهائلة. لقد كانت سنوات العقدين الماضيين من أسوأ ما مر على أمتنا في تاريخها: الأميركيون يريدون الهيمنة بالقوة والدبلوماسية، والإسرائيليون لا يعرفون غير الهيمنة بالعسكر، والإيرانيون ينشئون التنظيمات الطائفية المسلحة للاستيلاء على ديارنا تارةً باسم فلسطين وطوراً باسم نُصرة التشيع. وقد قال لنا «نصرالله» أخيراً إنه مضطر لمقاتلة التكفيريين، أي أولئك الذين يسمون أنفسهم جهاديين، والذين تبين أنهم كل السوريين!

    وهكذا يتطلع العربي فيجد نفسه مقتولا من عربي آخر إنما باسم الإسلام. وهذا العربي القاتل يمكن أن يكون من «جبهة النصرة» أو «حزب الله» أو «حماس» أو «الجهاد» أو «القاعدة»! والعالم مرعوب من الإرهاب السني لأنه غير منضبط وليس هناك من يمكن التحدث إليه فيه. بيد أن الرعب الأكبر ذاك الذي تمارسه إيران لأنه لا يقتل الناس فقط؛ بل يشتت الأوطان والمجتمعات. وهذا هو اعتقادنا نحن العرب، لكنه ليس اعتقاد ولا عمل الدوليين الذين ينافقون إيران وينافقون الأسد خوفاً من الجهاديين!

    الجهاديون والقاعديون وأشباههم مرض في جسم الإسلام السني، شاركت في زرعه ظروف وعهود واستخبارات. و«حزب الله» والتنظيمات الشيعية المسلحة الأخرى مرض في جسم الإسلام الشيعي زرعته ولاية الفقيه. والغرب يستفيد من هذا تارةً ومن ذاك تارة أخرى، وكلا الطرفين السني والشيعي يقتل نفسه وبني قومه. وكلا الطرفين انشقاق عنيف لا يرعى حرمةً ولا ذمّة! ويكون علينا لكي يبقى ديننا وتبقى دولنا ومجتمعاتنا أن نناضل بالفكر والعمل ضد الانشقاقين، وآثارهما الدموية المفزعة



    -------------------


    ممدوح الولي

    عبد الناصر سلامة


    الصندوق الأسود للجماعة

    محمد صابرين


    حان الوقت لفتح الصندوق الأسود لجماعة الإخوان المسلمين‏,‏ وبقية الجماعات الراديكالية حتي نعرف تلك الصفقات المريبة‏,‏ التي ربطتها بالغرب وخاصة بريطانيا والولايات المتحدة‏,‏


    وللأسف فقد أزيح الراحل عمر سليمان دون أن يتم فتح الصندوق, إلا أن الغرب ذاته يفتح من حين لآخر بعض الأوراق من صندوق مليء بالأسرار, ومؤخرا أزاح الكاتب البريطاني مارك كيرتس بعض الغموض في كتابه أمور سرية: المؤامرة البريطانية مع الإسلام الراديكالي, ومن الأمور المدهشة هي خلاصة الكتاب لأحد فصوله الإسلام مقابل القومية, التي يحاول فيها تفسير عداء الغرب للأنظمة الوطنية مثل عبدالناصر ومصدق في إيران, وسوكارنو في إندونيسيا.

    ويذهب كيرتس إلي أن الأمر المؤكد أن تعاون واشنطن ولندن مع هذه العناصر( الراديكالية الإسلامية), توضح نموذجا مألوفا: لقد كانتا مستعدتين للتعاون مع الرجعية, وغالبا العناصر المتطرفة, والذين كان لديهم القليل من الأمور المشتركة والذي ليس أكثر من عدو, وهذا العدو هو حكومة قومية علمانية مستقلة وبها بعض التأثيرات الشيوعية, ولقد رأت واشنطن ولندن في الضباط وحلفائهم في دار الإسلام ـ الذين حاولوا التآمر علي سوكارنو بإندونيسيا ـ كقوي بالوكالة مثل الإخوان المسلمين في مصر, وآيات الله الإيرانيين والقوات المرتزقة التي جندتها بريطانيا والولايات المتحدة, هذه القوي بالوكالة يتم استخدامها لقدراتها علي الأذي, ويتم التخلي عنها ببساطة بمجرد أن تتجاوز الفائدة منها, إن تقويض العدو المشترك كان هدفا قصير الأجل, ولكن في لحظة ما كان لابد من تحقيقه بكل الوسائل, وذلك بغض النظر عن الآثار بعيدة المدي المترتبة عليه.

    هذه باختصار المهمة القذرة التي استخدم فيها الغرب هذه القوي ضد الحكومات الوطنية, التي تجرأت علي أن تأتي المحرمات الغربية, ألا وهي استقلال القرار الوطني, والعمل علي الاستفادة من الثروات الوطنية بعيدا عن الاستغلال الغربي, أو بوضوح النهب الاستعماري, ومن هنا, يمكننا أن نلحظ دوما أن الغرب استخدم هذه القوي المتطرفة ـ برغم أنه لا يكن لها احتراما أو ودا ـ لتحقيق أهداف قذرة, وسرعان ما يتخلص منها, إلا أن العجيب أن قادة هذه الجماعات ظلت وفية لعلاقاتها المشبوهة مع بريطانيا والولايات المتحدة, بل مثلما نري ونسمع الآن, أن واشنطن ساهمت بالتمويل ـ وغيره ـ في وصول الإخوان الي حكم مصر, وفي الأغلب في بلدان أخري بالربيع العربي, والسؤال هنا.. لماذا؟, والإجابة هنا من قبل السفير البريطاني في الأردن تشارلز جونستون الي وزير خارجيته بشأن الانحياز الي جماعة الإخوان المسلمين الأردنية في ذروة الصراع مع عبدالناصر, ويقول السفير في معرض تبريره لتأييد الحكومة الجديدة في عمان, إنني أقترح أن مصالحنا سيتم خدمتها بصورة أفضل من قبل نظام استبدادي يحافظ علي الاستقرار والارتباط مع الغرب أفضل من ديمقراطية غير مقيدة تسرع باتجاه الشيوعية والفوضي, وهناك شيء يمكن أن يقال بالنسبة لنظام استبدادي نظيف ـ والموجود حاليا في الأردن ـ والذي يمكن مقارنته بالانتخابات البرلمانية للكولونيل ناصر, ويعقب كيرتس علي ذلك, بأن هذه الرؤية هي خلاصة تفضيلات بريطانيا لأنظمة قمعية يتم دعمها من قبل قوي اليمين الإسلامي أكثر من حكومات ديمقراطية أو شعبية, وهو ملمح دائم للسياسة البريطانية في المنطقة, في الماضي والحاضر, الأمر الذي يساعد في شرح اللجوء الدائم الي التآمر مع القوي الإسلامية.

    {{ وعندما يصل في آخر طبعة من كتابه والتي أفرد فيها لثورات الربيع العربي, فإن كيرتس يقول بوضوح إن علاقات بريطانيا بالإخوان المسلمين تعكس السياسة الأمريكية, وأن المخططين البريطانيين لم يكن لديهم إلا القدر الضئيل من الاهتمام بالأجندة السياسية الداخلية لجماعة الإخوان, ويشير بوضوح الي تجاهل هؤلاء الكثير من الأمور لعل أخطرها هو ما أورده بوضوح علي لسان السير ريتشارد ديرلاف الرئيس السابق لـ ام أي6( هيئة المخابرات البريطانية), في تشاتوم هاوس ـ أحد مراكز الأبحاث البريطانية ـ إنني ليس لدي أوهام علي الإطلاق بشأن ما هي جماعة الإخوان المسلمين, أو ما الذي يمكنها أن تكون, انها يمكنها أن تكون منظمة اجتماعية أو منظمة سياسية, إلا أنها في القلب منها ـ من وجهة نظري هي منظمة إرهابية, وبالمثل ـ مثلما يقول كيرتس ـ فإن صانعي السياسة الأمريكيين من غير المحتمل أن يبتعدوا عن إعادة ارتباطهم علي الأرض بالإخوان, علي الرغم من أن وثائق ويكليكس تقول إن السلطات الأمريكية تضعهم ضمن قائمة63 منظمة إرهابية, هل هناك أوهام لدينا الآن بشأن جماعة الإخوان وارتباطاتها الغربية, علي الأرجح لا توجد أوهام, بل أسرار كثيرة في الصندوق الأسود لجماعة سوف يأتي اليوم الذي تعلن فيه, هم يظنونه بعيدا ونراه قريبا.

    -------------------



    لماذا يفشل الأخوان المسلمون والاسلام السياسى عامة ؟!




    لماذا يفشل الأخوان المسلمون والاسلام السياسى عامة ؟!


    تاج السر حسين

    08-10-2013 09:48 AM


    ببساطة شديدة وقولا واحدا، لأنهم يحملون فى روؤسهم فكر استبدادى ويقومون بافعال سياسية ويتصرفون مع شعوبهم بطريقة لا يرضاها (الله) لخلقه الذين يحبهم جميعا مسلمين وغير مسلمين.
    وبرصد لنماذج من أنظمتهم وتجاربهم فى الحكم، نتساءل هل كانت صدفه أو بسبب سوء اداء شخصيات وقيادات – كما يدعى البعض - أن يفشل الأخوان المسلمون والاسلام السياسى عامة خلال 24 سنه من حكمهم للسودان وبعد تمكينهم لجماعتهم وقضاءهم على المعارضه الجاده وهيمنتهم على كل شئ فيه، وخلال سنه أو سنتين من حكم مصر وتونس اذا اخذنا تلك التجارب كمثال لحكمهم فى العصر الحديث .. الا يوجد من بين قادتهم مفكرين وخبراء وعلماء فى كآفة المجالات ورجال دين يحفظون القرءان ومئات الأحاديث وتفاسير السابقين وكتبهم، وكان العوام من الناس ينظرون الى اؤلئك المفكرين والقادة بعين التقدير والأحترام قبل ان يمارسوا الحكم ؟ فلماذا فشلوا ؟ .. وهل كانت صدفة أن نفشل مشاريع الدوله الدينيه الأسلاميه منذ بداياتها قبل أكثر من 1200 سنه بصوره عامه وحتى اليوم، وحتى فى بلد مثل تركيا التى قال رئيسها فى مصر أنه (مسلم) فى بلد علمانى وفى اول تجربه معارضه سلميه قويه على حكمه واجه المتظاهرون بالقمع والسحل والعنف والقوه المفرطه فى وقت كان يدعم فيه (السوريين) متطرفين وغير متطرفين ضد رئيسهم بدعوى انه ونظامه يقومون يقتلهم وقمعهم؟
    لماذا يعجز كآفة (المسلمون) والمتاسلمون عن الحديث على اى فتره مشرقه حقق فيها الحكم (الأسلامى) نجاحا واضحا فى الحريات والعداله والمساواة والأزدهار الأقتصادى اذا استثنيا فترة الرسول (ص) التى لا يمكن تقويهما لأنه نبى ورسول أكثر منه حاكم، وغير فترة خلقائه الأثنين التى يعود السبب فى نجاحهما فيها لقرب فترتهما من فترة الرسول حتى لو اتخذ كل منهما موقفا مخالفا للآخر خلال فترة حكمه، وكل من حاول أن يتحدث عن حاكم أو امير عادل عبر المسافات والعديد من السنوات واتجه مباشرة (لعمر بن عبد العزيز) الذى حكم لمدة سنتين ونصف فقط وكان الدليل على عدله كما يردد معظم المسلمين فى (زهو) وأفتخار دون أن يدرون بأن ذلك الدليل يسئ للأسلام ولا يشرفه، وهو الذى يقولون فيه: " أن (الجاريه) كانت تباع فى عصره بوزنها ذهبا" .. فاذا سلمنا بعدله وزهد وورعه، لكن هل يا ترى تلك الجاريه كانت راضيه عن نظام لا زال يعاملها كجاريه، أى لم تكن حره حرية كامله حتى لو كانت محتاجه ومضطرة للقبول بذلك الوضع، كما قبل (العبيد) فى امريكا (مضطرين) فى بداية فترة تحريرهم من الرق والأستعباد بواسطة (ابراهام لنكولن) حينما صعبت عليهم حياة الحريه لعدم تعودهم عليها وكان صعب على المجتمع نفسه تقبلهم كاحرار بينه؟
    وهل كان صدفة أن يأتى نظام الأخوان فى السودان ومنذ بداية اغتصابه للسلطه وحتى اليوم، بكآفة المجرمين والأرهابيين والمتطرفين الأسلاميين وغير الأسلاميين وفى مقدمتهم مؤسس تنظيم القاعده (أسامه بن لادن) ، وهل تلك الأسماء رموز (للأسلام) يعتز بها مسلم، ولم يكتفوا فقط بأخوانهم المسلمين والمتأسلمين مثل الشيخ عمر عبد الرحمن ووجدى غنيم وعبود الزمر وعصام عبد الماجد، بل جاءوا معهم بالفنزويلى (كارلوس) الذى باعوه (لفرنسا) بثمن بخس .. وهل كانت صدفة أن يصدر الرئيس المصرى المخلوع (محمد مرسى) بعد وصوله للسلطه عن طريق (انتخابات) خدعت فيها القوى المدنيه، عفوا عن أكثر من 200 مجرما محكومين بالأعدام وسنوات السجن الطويله المشدده، ومن بينهم قتلة الرئيس انور السادات والمفكر فرج فوده ومن حاولوا قتل الأديب نجيب محفوظ ومن قتلوا الآلاف من افراد الشرطه المصريه اضافة الى محكومين آخرين فى قضايا نصب وأحتيال ومخدرات وغسيل اموال، ثم بعد أن ثار عليه الشعب وعزله وأسقطه فى ثوره قوامها 30 مليون مصرى بسبب تجاوزات عديده لا حصر لها، نرى اعلام القاعده فى ميدان رابعه العدويه الذى يعتصم فيه المؤيدون (للأخوان المسلمين) و(للأسلام السياسى) فى غباء وسذاجه وعدم وعى وللرئيس (المخلوع) محمد مرسى، الذى لم يكن رفاقه مقتنعبن به (كرئيس) مؤهل لحكم دوله، لذلك قدموا قبله نائب المرشد (خيرت الشاطر) والآن يستخدمون (محمد مرسى) كقميص عثمان ويتحدثون عن (شرعيته) الى نزعتها عنه الثورة الشعبيه المبهره الجديره بالتقدير والأحترام وأن تسجل ضمن أعظم الثورات فى التاريخ الأنسانى الحديث، لا أن يساء اليها وللشعب المصرى بادعاء عاجز يردده (الفاشلون) وألأستبداديون فى جماعة (الأخوان) بما يقولونه عن أنها انقلاب عسكرى قاده (السيسى) .. ومن اتى (بالسيسى) قائدا عاما للجيش اليس هو (محمد مرسى) نفسه؟ الم يتعهد (محمد مرسى) فى بداية أيامه وامام العالم كله، بأنه اذا خرج مليون مصرى فى مظاهرات يهتفون ضده ويطالبون برحيله بأنه سوف يرحل دون قيد أو شرط؟ فهل اؤلئك الثلاثين مليون مصرى كلهم (فلول) وعلمانيين وليبراليين، الا يوجد بينهم مليون واحد من الذين خرجوا بارادتهم كراهية فى نظام (الأخوان) وفى طريقة حكمهم وفى تقويضهم للقانون ؟ الا يعد نكوث (محمد مرسى) عن وعده نفاقا وآية المنافق اذا تحدث كذب واذا عاهد غدر؟
    ولا داع هنا أن اعيد وأكرر ما فعله متعديا على قرارات وأحكام القضاء واعادة مجلس الشعب المحلول وتحصين اعلاناته الدستوريه وعدم جواز الطعن عليها امام القضاء وكثير من التصرفات التى جعلت منه فرعونا و(الها) يفعل ما يريد وكأنه يعيش فى عصور الظلام وفى القرون الوسطى.
    لا يدل كل ذلك لمن كان له عقل يفكر به، عن وجود مشكلة حقيقيه فى (المنهج) الذى يحكم به (الأخوان المسلمون) يتعارض مع مفهوم الحريه والعداله والدوله المدنيه الديمقراطيه الحديثه، لذلك يواجه (المتاسلمون) بمشاكل فى كل بلد يحكمونه، اذا كان ذلك عن طريق انقلاب أو عن طريق الديمقراطيه .. ولذلك تخرج عليهم الشعوب ولا يبقون على الكراسى الا عن طريق العنف والقمع والقتل والتعذيب والأضطهاد والتشريد كما حدث فى السودان بعد ما انقلب عليهم الضباط الأحرار فى ابريل 1990 أى بعد سنه واحده من حكمهم وكاد انقلابهم أن ينجح، أو عن طريق الكذب وأختلاق المؤامرات والتضليل والأقصاء ومحاولات التمكين ، رغم انهم جاءوا عن طريق (الديمقراطيه) كما حدث فى مصر ولم يكن مستبعدا أن تتبع ذلك (التمكين) تكميم للأفواه وتشريد للقضاة والأعلاميين وقد بدأوا فعلا فى ذلك السبيل ، اضافة الى ارتكاب المذابح والمجازر والتصفيات الجسديه واراقة دماء بلا حدود اذا فشلت كل تلك المخططات الأكاذيب والمؤامرات المختلقه وسمع العالم كله عن نيتهم فى ذلك العمل خلال اللقاء الجماهيرى الذى عقده الرئيس بمشاركه ضخمه من الجماعات الأرهابيه المتطرفه قبل عزله بأيام معدودات، لكن الشعب المصرى لم يمهلهم لأكثر من سنه فى السلطه وقبل أن يتمكنوا واخزاهم الله وهزمهم رحمة بشعب مصر وبشعوب المنطقة كلها، لكن الأخوان لا يعترفون بالحقيقه ويكابرون ويكذبون ويجعلون من انفسهم ضحايا ومظلومين وأن الجيش انقلب عليهم لا الشعب كله، لأن اعترافهم بأن من عزلهم هو الشعب يفقدهم حق المطالبه بالعوده (للشرعيه) كما يدعون.
    ومن اجل التنوير والتثقفيف الذى بزلنا نفسنا له ومن أجل مصلحة من لا يعرفون حقيقة هذا الفكر ومنهجه خاصة بين الشباب الذين كثر عدد الملحدين والمرتددين وسطهم لأنهم لم يجدوا خطابا دينيا يناسب ثقافتهم وعصرهم الذى يعتمد على العلم وعلى المنطق لا على التبعيه واطاعة الأوامر فى الدين أو غيره اذا كانت غير مقنعه.
    وعلى هؤلاء الشباب أن يميزوا بين (الأسلام) وبين (شريعة القرن السابع)، مثلما اصبحوا يميزون الآن بكل سهوله بين (المسلمين) وبين (المـتأسلمين) أو جماعة الأسلام السياسى والا يظنوا بأنها (الأسلام) كما يدعى بعض الجهلاء وأعداء التطور.
    فالأسلام دين يساوى (أصله) بين الناس جميعا ولم يميز بينهم وأعطى الفرصه للمسيحى وحتى للكافر على نحو مطلق أن يتمتع بكآفة حقوقه الأنسانيه والمدنيه والسياسيه والأجتماعيه وأن يصبح رئيسا للدوله حتى اذا لم يكن له دين، وقالت الايه بوضوح: (إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون( وحتى لا يكابر مكابر ويدعى بأن (اليهود والنصارى والصابئين) مقصود بهم معتنقى تلك الأديان قبل أن يصبحوا مسلمين نقول لهم أن هذا القرءان نزل على قوم يعرفون لغتهم جيدا وكانوا يتمتعون بالبلاغة (الفطريه)، وقولهم مردود عليهم (فالذين آمنوا) مقصود بها (المسلمين) ثم ذكر بهم من لم يسلم ولم يصل درجة الأئمان .. وهنالك آية أخرى تؤكد ان اؤلئك الناس حسابهم عند ربهم يوم القيامه وليس من حق احد أن يتنقصهم حقوقهم فى الدنيا وهى التى تقول: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ).
    وفى حق الأختيار الحر فى الدين وفى غير الدين بالضروره قالت الآيه: (فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ) وجاء فى آية أخرى (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) .. وجاء فى آية أخرى (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ)، فهل هناك حرية و(ليبراليه) أكثر من هذه فى الأسلام (الأصلى) الذى اراده الله للناس جميعا فى بداية الرساله الأسلاميه لكى يطبقونه حينما يستعدون له ويصبحون مهئين لذلك بفضل الله والتطور، وهل نجد حرية ومساواة بين الناس جميعاعلى ذلك المستوى فى شريعة القرن السابع التى كانت شريعه (موقوته) مناسبه لقوم بعينهم، لهم ثقافتهم واعرافهم وكانوا اجلافا وغلاظ طباع خارجين لتوهم من جاهليه ومن ثقافة القهر التى تعمل بمبدأ من غلب سلب وأستعبد وأسترق ونكح الجوارى بلا حساب أو عدد، لكن رغم كل ذلك كانت بينهم شخصيه متفرده و(غريبة) بينهم ، لذلك كان يردد فى حزن من وقت لآخر (وآ شوقاه .. وآشوقاه لأخوانى الذين لما يأتوا بعد) .. وكانت على طباعه تختلف كثيرا عن طباعهم وكانه جاء اليهم من (المستقبل) .. كانت تلك الشخصيه هى شخصية الرسول (ص) بلحمه ودمه، لذلك فأن تلك الأحكام والحصانات التى لو اعطيت لأى انسان آخر غير الرسول المعصوم بفضل من ربه، لمارس من خلالها ديكتاتورية واستبداد وظلم، لا يمكن أن تتحمله الشعوب وتصبر عليه، وهذا ما يفعله (المتاسلمون) الآن حيث يريدون أن يحكموا الناس بتلك الأحكام والقوانين والحصانات التى منحت للرسول (ص)، وهم لا يملكون ذرة مما اعطاه له الله ولا يأتيهم الوحى مصححا اخطائهم، بل معهم وبينهم منافقين و(شياطين) انس، يقال عنهم علماء وفقهاء يزينون لهم الباطل يقولون لهم لقد رايناكم ايها الحكام القتله والمجرمين وأنتم تؤمون الرسول (ص) فى الصلاه !!
    رغم ذلك كله ولكى ندلل على عدم صلاحية تلك (الشريعه) لهذا العصر وثقافته بعد أن لبت حاجات اؤلئك الناس (تماما) ، علينا أن ننظر ونتـأمل بند واحد من بنود دستور المدينه أو صحيفة المدينه، الذى يقول ((وَل لايَقْتُلُ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنًا فِي كَافِرٍ .. وَلا يَنْصُرُ كَافِرًا عَلَى مُؤْمِنٍ .. وَإِنّ ذِمّةَ اللّهِ وَاحِدَةٌ يُجِير عَلَيْهِمْ أَدْنَاهُمْ .. وَإِنّ الْمُؤْمِنِينَ بَعْضُهُمْ مَوَالِي بَعْضٍ دُونَ النّاسِ)).
    تلك الصحيفه وذلك الدستور نحترمه وتقدره كونه صدر من الرسول (ص) وفى زمنه ويعد ذلك الدستور متقدما على ما كان من قبله من احكام ودساتير واعراف تنظم حياة الناس ، لكن هل يعقل أن نقبل به فى عصرنا الحالى عصر حقوق الأنسان وقد كان (الصحابه) يراجعون رسولهم ويحتجون عليه، طالما كان الأمر ، امر (دنيا) لا أمر (دين)، وقد حدث ذلك كثيرا وكانوا يسالونه قبل ابداء ارائهم، هل هذا الأمر أم دين أم دنيا يا رسول الله، وكانوا يفعلون نفس الشئ مع خلفائه الأثنين ومن جاءوا بعدهم ، ولذلك وفى هذا العصر لن يرضى انسان عاقل (حر) بديلا عن دولة (المواطنه)، المدنيه الديمقراطيه الحديثه، التى لا تميز بين مواطنيها الا بالوطنيه والعلم والكفاءة والخبره والتى كنا توافقنا عليها فى السودان لما انفصل الجنوب ولو عمل بمفهومها (مرسى) لما فشل ولما خلعه شعب مصر.
    وكما هو واضح استخدم (السلفيون) ذلك البند الذى اوردته من دستور (المدينه) فى اصرارهم على الماده 219 فى الدستور الذى ابطلته ثورة 30 يونيو المصريه، التى تجعل القصاص من مسلم قتل مسيحيا غير جائز واستخدم البند ذاته الرئيس المصرى (مرسى) قبل خلعه، وهو ليس برسول فعفا عن متطرف وارهابى اسلامى حكم القضاء المصرى عليه بالأعدام، قتل مسيحيا فى احدى محافظات مصر، مع أن الأسلام (الأصلى) لا شريعة القرن السابع تقول فى القرءان: (مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِى and#1649;لأرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ and#1649;لنَّاسَ جَمِيعاً) .. والناس جميعا تعنى مسلمين وغير مسلمين .. وكل انسان فيه (نفس) وفيه (روح) ولم تقل الايه من قتل (مسلما) فقط كأنما قتل الناس جميعا، وما لا يعلمه المصريون ولا يهتمون له كثيرا خاصة (المتأسلمين) ان ما حدث لهم اليوم فى مصر من ذلة واهانه واصبحوا يحتلون الميادين بعد أن احتلوا قصر الحكم، ربما كان سببه الأساسى الظلم الذى وقع فى حق شهداء الشيعه الأربعه الذين قتلوا بطريقة إنسان رخيصه اذا اتبعها انسان فى قتل ######ه فى اى دوله غربيه محترمه لعوقب اشد عقوبه لأنها طريقة وحشية وغير انسانيه وتسئ للأسلام ولمعتنق اى دين على وجه الأرض.
    وبالعودة لذلك القرار الذى أتخذه مرسى بالعفو عن قاتل (المسيحى)، هل يتطابق مع معنى ألايه (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون) وقلنا من قبل حكم الله المطلوب فى جميع الشرائع والصالح لكل مكان وزمان هو (العدل) .. لأن الله قال فى آية أخرى (وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِand#1754;) ام يتطابق فقط مع احكام شريعة القرن السابع المستنبطه من ألايات التى كان حكمها صالحا لأؤلئك الناس والتى تقول: (فاذا أنسلخ ألشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم) .. ويتطابق مع معنى الآيه فى معاملة غير المسلمين التى تقول: (قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ) .. وعما قالت به المذاهب الأربعه التى ترفض القصاص من مسلم، فى كافر اذا كاون شهود حادثة القتل غير مسلمين؟
    لذلك يجب ان يعلم البسطاء والمغرر به وأنصاف المتعلمين فى جميع المجالات بأن ذلك (المنهج) لا علاقة له (بالأسلام) الصحيح (الأصلى)، وأنما له علاقة بشريعه (القرن السابع) التى لا تصلح لأنسانية هذا القرن ولذلك يفشل الأخوان المسلمون وغيرهم من تيارات (أسلامويه) فى الحكم، لأنهم اما أن يكونوا صادقين فيطبقوا ما دعت له تلك (الشريعه) بتفاصيلها ودون زيادة أو نقصان، فينتجوا انظمة مشابهة لنظام (افغانستان) خلال فترة حكم جماعة (طالبان) ولنظام (الصومال) خلال فترة حكم جماعة (المحاكم الشرعيه) فيمنعون الفتيات من التعليم ومن الذهاب للمدارس والجامعات ومن ممارسة العمل لأن (الشريعه) تمنع المرأة من الخروج الا لضرورة قصوى وتعتبر صوتها عوره بل كلها عورة وفى الشريعه يكره ذهاب المرأة الجميله لأداء صلاتها فى المسجد فى جماعه وتفضل صلاتها فى بيتها مثلما يمنع سفرها لوحدها دون محرم لأداء الحج حتى لو كانت عجوز لا يرغبها الرجال، بل أن بعض أحكام الشريعه المتشدده تقول، للمرأة ثلاث خرجات فقط، من بطن امها لبيت ابيها ومن بيت ابيها لبيت زوجها ومن بيت زوجها للقبر ومن عجب بعض النساء وفى جهل يؤيدن مثل هذا الفكر، وهذا ما سميته قمة اذلال الشخص واهانته لنفسه، فأمر طبيعى أن يهينك أنسان أو يذلك خاصة اذا كان اقوى منك وكنت مكرها، لكن اسوا انواع الذل والأهانه أن يقبل الأنسان لنفسه بتلك الأهانه والدونيه وذلك الذل والا يشعر بالنقص وهو يقبل قدمى من يهينه ويذله اذا كان بامكانه ان يعيش حرا وكريما، وهذا هو ما تفعله بعض (النسوه) الجاهلات بالضبط بتقبلهن لذلك الفكر (الذكورى) الذى يجعل منهن مواطنات درجه ثانيه بلا حقوق الا ما يريده لهن الرجال المؤمنين بذلك الفكر والمستفيدين منه.
    وهناك نوع ثانى يتحدثون عن تلك (الشريعه) وعن فرضها على المجتمعات، لكنهم غير صادقين ومراوغين ومداهنين يتعاملون مع تلك (الشريعه) مثل المزارع الذى يجمع الثمار التى تناسبه وتحقق له ربحا، ويترك باقى الثمار فى شجرها أو على الأرض اذا كانت لا تحقق تلك المنفعه وهى التى سماها عمر البشير الشريعه (المدغمسه)، وهم لا يعلمون أن الله لم يعد الكاذبين نصره.
    ومن امثلة ذلك المنهج الذى يتبعه (الأخوان) فى العصر الحيدث انهم يسمحون للمرأة أن تعمل وأن تشارك فى العمل السياسى والأجتماعى – على مضض – ومضطرين لذلك الأمر، بناء على (ميكافليتهم) وما يحقق مصلحتهم السياسيه لأن عدد النساء ربما يزيد عن عدد الرجال فى عالم اليوم وحتى لا يفقدوا اصواتهن اذا الزموهن باحكام متشدده، رغم ان الأخوان وفى ذكاء (الشياطين) يجعلون تمثيلهن محدود لا بالحجم المناسب لعددهن فى المجتمع وتوضع لهن حدود لا يمكن تجاوزها ولا تسمح لهن بالوصول الى رئاسة الدوله (مثلا) حتى لو كانت تلك المرأة فى قوة مارجريت تاتشر، وتغلف تلك التعليمات التى تحجم دور المرأة بفتاوى تقول ذلك حكم الله و(شرعه) الذى يجب أن تلتزم به المرأة (المسلمه)، ولذلك فأن اغلب الظن يذهب الى أن قتلة رئيسة الباكستان الراحله (بنازير بوتو) كانوا من الجماعات الأسلاميه المتطرفه فى ذلك البلد الذى يعشعش فيه فكر (المهووسين) الظلامى المتطرف، مع انها وصلت للسطه عن طريق انتخابات ديمقراطيه.
    أما اكبر انفصام فى فكر (الأخوان) الذين يدعون الأعتدال والوسطيه لكى يصبحوا مقبولين عند الديمقراطيين والليبراليين وعند المجتمع الدولى وفى ذات الوقت يدخلهم فى خلافات واشكالات تصل حد تكفيرهم من رفاقهم السلفيين والسلفيين الجهاديين والجماعات الجهاديه والوهابيه، لا لأنهم سمحوا (للبارات) التى تبيع الخمر أن تعمل بصورة طبيعيه حتى سقوط وخلع مرسى واكتفائهم بزيادة ضرائبها .. ولا لأنهم جددوا تراخيص (كباريهات) شارع الهرم لمدة ثلاث سنوات، فى وقت كان يجدد لها سنة بسنة فى عهد (مبارك) .. ولا بسبب الخطاب الغرامى الحميمى الذى ارسله (مرسى) لصديقه العزيز (بيريز) الذى بدأه ب ((بسم الله الرحمن الرحيم)) ولحظتها تذكرت الحديث الذى يتحدث عن الذى يقرأ القرآن والقرآن يلعنه.
    ثم اضاف:
    محمد مرسي رئيس الجمهورية
    ((صاحب الفخامة السيد)) شيمون بيريز رئيس ((دولة)) إسرائيل .. عزيزي وصديقي العظيم..
    لما لي من شديد الرغبة في أن أطور ((علاقات المحبة)) التي تربط لحسن الحظ ((بلدينا)) ...
    أرجو من ((فخامتكم)) أن تتفضلوا فتحوطوه بتأييدكم، وتولوه رعايتكم، وتتلقوا منه بالقبول وتمام الثقة، ما يبلغه إليكم من جانبي، ولا سيما إن كان لي الشرف بأن أعرب لفخامتكم عما أتمناه ((لشخصكم من السعادة، ولبلادكم من الرغد)).

    ((صديقكم الوفي))
    محمد مرسي
    تلك مقتطفات من خطاب (مرسى) ، الذى صلى اماما من خلفه الرسول (ص) ، كما ادعى أحد المنافقين .. والغريب فى الأمر أن (الأسلاميين) لا يشعرون بالحرج من هذا الخطاب ولا زالوا يتحدثون عن ان مرسى وجماعته بأنهم سوف يحاربون أسرائيل فى يوم من الأيام على الرغم من انه (بلع) كلامه وتراجع من شتيمته لليهود عام 2010 حينما كان معارضا لمبارك والتى وصفهم فيها: (بأنهم أحفاد قرده وخنازير)) وطالب بطردهم وجميع حلفائهم يقصد (الأمريكان) من الدول العربيه!
    الشاهد فى الأمر أن الأنفصام الفكرى أو (الشيزوفرينيا) الفكريه التى اعنيها تتمثل فى انهم حينما يخاطبون (الغرب) يتحدثون عن المدنيه والدوله الحديثه وعن (الديمقراطيه) التى تكفرها تلك الجماعات وتدعو على من يعمل بها بالموت والهلاك وسوء الخاتمه صباح مساء، لكنهم حينما يخاطبون الشعب الجاهل والأمى والبسيط ورفاقهم فى التيارات الأسلاميه فى الداخل، خاصة فى زمن (الأنتخابات) تجدهم يتحدثون عن دولة الخلافه وعن (الشريعه)، وعن وسيلة الحكم التى تناقض (الديمقراطيه) وهى (الشورى) خداعا للجماهير ودغدغة لمشاعرهم وهذا هو المعنى الذى بسببه قال كارل ماركس: (الدين افيون الشعب)، أى انه يستخدم لتخدير الشعوب وتضليلها.
    ولهذا دعونا نبين الفرق بين الديمقراطيه كما هى تمارس فى العصر الحديث وبين الشورى فى النظام (الأسلامى) اذا كان هنالك ما يسمى بنظام (حكم) اسلامى لا (دعوى اسلاميه)، لكى يختار كل انسان اى المنهجين اصلح له ولهذا العصر وايهما اقرب لمرضاة الله الذى خلق الناس احرارا وقال فى حقهم: (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) وقال (ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين).
    وتعريف الديمقراطيه ببساطة شديدة هو: (حكم الشعب بواسطة الشعب لمصلحة الشعب) .. للذك ما فأن انحياز الجيش المصرى لشعبه هو فعل ديمقراطى لأنه (لمصلحة الشعب)، وفى النظام الديمقراطى لابد أن تكون حرا وأن تسمح بالحريه لغيرك أى ان تكون مؤمنا (بالحريه لك ولسواك) .. ولقد عرف الشهيد المفكر التقى الزاهد فى الدنيا العارف بالله محمود محمد طه، الأنسان الحر فقال: ((هو الذى يفكر كما يريد ويقول بما يفكر ويعمل بما يقول، ثم لا تكون عاقبة فكره وقوله وفعله الا خيرا بالأحياء والأشياء)).
    يعنى لكى تكون حرا فيجب أن تفكر كما تشاء .. وأن تفصح عما تفكر فيه اى الا تتعرض لقمع واضطهاد يمنعك من أن تبوح بما تفكر فيه والا تكتم فكرك من تلقاء نفسك .. ثم أن تعمل بما تقول به، لكى لا تكون منافقا، والمنافق هو من يفعل خلاف ما يقول .. وأخيرا ان تكون نتيجه فكرك وقولك وعملك خير بالأحياء والأشياء!
    فهل يفعل الأخوان المسلمون اليوم ما يقولونه بالسنتهم وهم يدعون ائهم يؤمنون (بالديمقراطيه) ويتباكون على (شرعية) نزعها عنهم (الشعب) فى وقت يتحدثون فيه بلسان آخر عن الشورى؟
    وهل قول سيد قطب الذى يعمل به غالبية (الأخوان) اليوم وجعلهم أقرب (للوهابيه) له علاقة (بالديمقراطيه) ؟
    قال سيد قطب فى كتابه "معالم في الطريق" ص (158) ما نصه:
    "والمسألة في حقيقتها مسألة كفر وإيمان، مسألة شرك وتوحيد، مسألة جاهلية وإسلام، وهذا ما ينبغي أن يكون واضحاً، إن الناس ليسوا مسلمين كما يدعون، وهم يحيون حياة الجاهلية، وإذا كان فيهم من يريد أن يخدع نفسه، أو يخدع الآخرين، فيعتقد أن الإسلام ممكن أن يستقيم مع هذه الجاهلية، فله ذلك، ولكن انخداعه أو خداعه لا يغير من حقيقة الواقع شيئاً، ليس هذا إسلاماً وليس هؤلاء مسلمين" .
    ولذلك دعا (جماعته) للعمل على الوصول للسلطه لتطبيق شرع الله، بكل (الصور)!
    يعنى عن طريق الديمقراطيه اذا امكن ذلك ولا توجد مشكله فى تزوير الأنتخابات .. وعن طريق انقلاب عسكرى كما فعل (اخوان) السودان .. أو عن طريق الأغتيالات والتصفيات الجسديه وأشعال الحرائق ، كما ظلوا يفعلوا فى مصر منذ تأسيس تنظيمهم.
    قهل لذلك الفكر أى علاقه (بالديمقراطيه) التى من أهم الياتها ووسائلها تاسيس دولة (مؤسسات) مستقله عن بعضها البعض هى:
    1- السلطه التنفيذيه، وتعنى رئيس الدوله حسب نوعية النظام والوزراء برئيسهم وباقى أجهزة الدوله التنفيذيه، 2- السلطه التشريعيه، وتتكون من مجلس النواب ومجلس الشورى – اذا وجد - والمجالس الولائيه والمحليه ودورها فى تشريع القوانين واللوائح .. 3- السلطه القضائيه التى يجب أن تكون مستقله استقلالا ومن حق القضاء يشاركوا بالرأى السياسى والثقافى والتنويرى فيما يدور فى وطنهم لكنهم لا يعملون بالسياسه، اى الا ينتمى القضاة لحزب ولا يعلنوا انحيازهم لكيان سياسى أو أن يترشح قاض لمنصب سياسى قبل أن يستقيل من وظيفته .. والجهاز القضائى هو (الحكم) بين كأفة السلطات بما فيها رئيس الدوله ويلجأ له الجميع لحسم الخلافات القانونيه وتفسير القوانين ودستوريتها، وهنالك سلطه رابعه اضيفت لتلك السلطات أصبحت الآن اكثر قوة تأثيرا على مجريات الأمور ، من بينها ما هو رسمى وما هو حر ومستقل وهو الأعلام باقسامه المعروفه مسموع ومشاهد ومقرى ودخل فى المشهد الآن وأحدث اثرا مقدرا اعلام جديد هو الصحافة الألكترونيه ومواقع التواصل الأجتماعى.
    وفى النظام الديمقراطى يسمح بتأسيس النقابات والأتحادات ومنظمات المجتمع المدنى المختلفه ولا من أن تتأسس احزاب بتوجهات فكريه مختلفه (لا دينيه) محافظين ووسط ويمين ويسار .. الخ تشارك فى الأنتخابات على قدر المساواة ولا تعطى ميزه للحزب الحاكم فى عملية اجراء الأنتخابات تجعله يحقق مكاسب غير مشروعه تؤثر فى العمليه الأنتخابيه ولذلك يفضل فى العالم الثالث أن تشكل حكومه تكنقراط محائده لأدارة العمليه الأنتخابيه، وفى النظام الديمقراطى وداخل البرلمان تحديدا ، تستجيب الأقليه لخيارات (الأغلبيه) دون المساس بالدستور والحقوق الأساسيه وتحترم الأغلبيه رأى الأقليه ويعمل الفريقان من اجل تحقيق مصالح الوطن وما يحافظ على النظام الديمقراطى ويؤديان القسم على ذلك، والأغلبيه لا تهمل رأى الأقليه فى القضايا الوطنيه المطروحه ولا فى مشاركتها فى اللجان اذا كان من بين رموزها من هو أكثر جدارة من ممثلى الأغلبيه.
    وبصورة مطلقه فى النظام اليمقراطى هنالك صوت واحد للنائب الواحد.
    أما الشورى فاستنادا على فهم الآيه القرآنيه : (وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ and#1750; فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ) ، ومن يرى بأن تلك الوسيله هى (حكم الله) الذى لا حكم غيره، فعليه الا يتحدث عن (الديمقراطيه) حتى لا يصبح من زمرة (الفاسقين) والمنافقين .. وتلك الايه خاطبت النبى (ص) فى المقام الأول، وطلبت منه أن يشاور قومه فى امور (الدنيا) و(الدوله) لأن امور الدين يأتيه بها (وحى) وبعد أن يشاورهم ويستمع اليهم من حقه ان بأخذ برأى اشار له به نفر منهم أو بعضهم كما فعل فى موضوع اسرى (بدر) حيث مالت نفسه الى رأى ايده (أبو بكر الصديق) وخالفه (عمر بن الخطاب)، وبمفهوم تلك الايه كان من حقه أن يعمل برأى ثالث (فاذا عزمت فتوكل).
    وفى الشريعه آلية عمل (الشورى) أن يؤسس مجلس من عدد محدود من المسلمين (فقط) أى ليس بينهم مسيحى أو امرأة، يسمى مجلس (اهل الحل والعقد) لا (برلمان) كما فى الدوله الحديثه، لا مكان فيه لحديث عن أغلبية ميكانيكيه كما هو فى الديمقراطيه، وأنما يشاور (الحاكم) ذلك (المجلس) ومن حقه أن يعمل بمشورتهم تلك ومن حقه أن ينفرد باتخاذ القرار، فاذا جاز هذا الأمر لنبى معصوم، فهل يجوز لبشر ولأنسان عادى ؟؟ وهل الذين يهتفون الآن فى ميدان رابعة العدويه جميعهم ينادون بعودة مرسى ونظام (الأخوان المسلمين) يفهمون أنهم يعملون لعودة نظام طغاة ديكتاتورى مستيد يمارس القمع لأنه يرى نفسه موكل من الله ومطبق لشرعه ومن يعارضهم فأنه يعارض الله لا يعارض انسانا مثلهم .. وهل يعلمون انهم يعملون ضد أن يكونوا احرارا وأن يحكموا بالديمقراطيه ودولة المواطنه التى لا تميز بين مسلم وغير مسلم أو بين رجل وأمراة، وأى النظامين اقرب للعدل؟
    لا أظنهم يعلمون شيئا من ذلك لأن الأعلام بما فيه (الليبرالى) لا زالت تسيطر عليه أفكار (القرن السابع) فى الجانب الدينى ولا زال يمارس عليه الأرهاب الدينى ولا زال (الأزهر) هو المهيمن على الخطاب الدينى فى المنطقه، والغرض من ذلك أن تبقى الشعوب على تخلفها يسوق لها الجهل والظلام ولكى تبقى تلك الأحكام وتلك الأفكار حاكمه، حتى فى ظل الأنظمه (الديمقراطيه).
    لكن رغم ذلك كله فذلك (الفكر) بدأت هزيمته على نحو واضح بما خدث للأخوان المسلمين فى مصر ، من (الله) وحده الذى يعلم بأن المروجين له كاذبون ومخادعون ومنافقون يتاجرون بدينه ويقدمونه للناس على غير الصوره التى يريدها خالقهم، وأنما من اجل تحقيق مصالحهم ومن اجل ان يملأ فقهاء السلاطين أمثال (القرضاوى) كروشهم وجيوبهم، صحيح ان الله يرضى لخلقه أن يكونوا مسلمين لكنه لا يرضى أن يميز بينهم مثلما لا يميز الأنسان بين ابنه الدكتور وأبنه العامل، ولا يمكن أن يجعل (الأله) و(العدل) من اسمائه جزء من خلقه يعانون من الظلم والبطش والتهميش .. فهو (يرضى) عن (المسلم) .. ويريد (غير المسلم) .. وكما قال العارفون لا يدخل فى هذا الوجود انسان أو حيوان أو فعل أو فكر غصبا عن (ارادة) الله.
    تاج السر حسين

                  

08-11-2013, 09:01 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)


    . رضوان السيد


    انشقاقات الإسلام السني وإفادة إيران والغرب

    تاريخ النشر: الأحد 11 أغسطس 2013


    أخرجت الثورات العربية (2010- 2013) المنطقة العربية من الجمود والإخضاع بمفاعيل التوافق والتقاسم بين إيران وتركيا وإسرائيل برعاية الولايات المتحدة. لكن الاضطراب الشديد الذي يصل إلى حدود الفوضى المدمرة انتشر في الأجواء مجدداً، بفعل عاملَين اثنين: محاولات الانشقاقيين العرب والمسلمين الاستيلاء على نتائج الثورات أو تخريبها، واختراق إيران وتركيا والولايات المتحدة وروسيا لفصائل الإسلام السياسي والجهاديين والإفادة من ذلك في الاحتفاظ بالنفوذ، أو تخريب البلدان وقتل الناس، إن لم يكن الاحتفاظ بالنفوذ ممكناً!


    أصر أقطاب الدراسات الإسلامية على اعتبار وجوه القلق والاضطراب التي انتشرت في المجتمعات الإسلامية في النصف الأول من القرن العشرين صحوةً أو يقظة، تميزت بأمرين: أولهما الإقبال على تديُّن شديد ذي طابع شعائري ورمزي، وتَوق لأسلمة الحياة الفردية والاجتماعية والسياسية. والأمر الثاني رفض الأجنبي، بالمعنى العسكري والأمني والاستعماري بالطبع، وبالمعنى الثقافي والحضاري. وما سيطرت هذه النزعة بشقّيها في عقودها الأُولى، بل تكونت إلى جانبها ثم في مواجهتها ميول ومشروعات للتجديد والإصلاح، كانت وراء الحركات التي كافحت الاستعمار، وسعت لإقامة الدولة أو الكيانات الوطنية الطامحة للاستقلال والتقدم. وقد حققت الدولة الوطنية في عقودها الأولى نجاحات معتبرة، وامتلكت طموحات قصّرت دونها، ولذلك حسمت نُخَبُها العسكرية والثقافية الأمر لصالحها في مطلع الخمسينيات، فأقصت فريقين: البورجوازيات الكبرى التي تعاملت مع المستعمرين من موقع الدونية، والإسلاميين الصاعدين تخوفاً من تشددهم واستخدامهم للدين في الصراع على السلطة. وكان هؤلاء الإحيائيون أو الصحويون آنذاك فئات قليلة لا تحظى بشعبية بارزة، والجمهور مشدود إلى الأفكار القومية والتحررية، وإلى الضباط الذين أرادوا بمثاليتهم تحقيق كل الآمال! لكن الصدامات والاشتباكات بين عسكر الدولة الوطنية والإسلاميين، والذي اتخذ أحياناً طابعاً دموياً، وافتراقات الحرب الباردة، والتحولات بداخل الفكر الإسلامي من استهداف التقدم إلى التركيز على الهوية وحفظها، كُلُّ ذلك جعل الإسلاميين يتحولون إلى تنظيمات سرية صلبة، تطورت لديها عقائد صلبة أيضاً ما عرفها أهل السنة من قبل، مثل القول بفقد الشرعية بسقوط الخلافة وبالقوانين المدنية، وبوجود نظام إسلامي كامل ينبغي تطبيقه تحت اسم تطبيق الشريعة. ويكون ذلك بالوصول للسلطة بشتى الوسائل، وإيكال مهمة إقامة دولة الدين هذه إلى النظام السياسي الذي يقوده الإسلاميون. ومضت فئة منهم بعيداً فقالت باستخدام العنف من أجل تطبيق الشريعة وإقامة الدولة الإسلامية، وهؤلاء هم الجهاديون الذين انفجروا بالداخل العربي والإسلامي، ثم في وجه العالم، منذ السبعينيات وحتى اليوم.

    لقد كان لهذه التحولات والتحويلات نتائج على وحدة أهل السنة ووحدة الإسلام. ففي التقليد الإسلامي أن الدين في الجماعة والمجتمع، بينما يقول الإسلاميون الحزبيون إن الدين مركوز في تنظيمهم، وأنه لا عودة للشرعية والشريعة إلا بإقامة الدولة التي تطبق الشريعة بيد النظام السياسي. وهذا انشقاق كبير وبارز بداخل إسلام أهل السنة، جلبه هذا التسييس المفْرط للدين. وقد ازداد الأمر تفاقماً عندما انضمّت إلى الأصوليين الحزبيين، فئات من السلفيين استفاقوا فجأةً إلى صحة نظرية «الإخوان» الجدد للحاكمية الإلهية! وهكذا فقد عانى أهل السنة في النصف الثاني من القرن العشرين من انشقاقين كبيرين: انشقاق «الإخوان المسلمين»، و«انشقاق الجهاديين». وكلا الطرفين أراد الحلول (باسم الله) محل الأنظمة القائمة.

    وقد عجز علماء أهل السنة- الذين تحدثوا كثيراً عن ترشيد الصحوة أو إعادتها للاعتدال- عن التأثير في هذا التحول والتحويل الاعتقادي. ويرجع ذلك لأنهم تعاملوا معه باعتباره خَطَلا وتطرفاً بسبب الظروف وليس تغيراً اعتقادياً صعب المِراس، وما عرف مثله المسلمون منذ عقود وعقود. وزاد من شراسته وفصاميته لدى أصوليي «الإخوان» ومتشددي الجهاديين: الطغيان الذي ساد في الأنظمة الجمهورية الخالدة على وجه الخصوص بعد أن فقدت الدولة الوطنية مشروعها ومشروعيتها منذ السبعينيات. وهكذا اتخذ الاضطراب المحلي والإقليمي والدولي سِمة التصفيات المتبادلة بين العسكريين المتحولين إلى طائفيين وجماعة أقليات، وعُمّال عند النظام الدولي والمدى الإقليمي، وبين الإسلاميين الذين سيطرت عليهم نزعات شعبوية وقرمطية أو فوضوية، فانطلقوا أولا لإرهاب الداخل المسلم، ثم اصطدموا بالعالم وما يزالون. بينما كمن تيارهم المدني وانكفأ عن الصراع، وراح يبني التنظيم من أجل الاستيلاء على السلطة. وبالفعل فإن المتدينين غير المتطرفين اغتروا ورأوا في «الإخوان» حركةً سياسيةً متلائمةً مع الشريعة، وغير عنيفة، لذا سارع كثيرون من أبناء الفئات الوسطى والمدينية إلى الانضواء فيها، كما أنّ عدداً من كبار القانونيين المصريين والعراقيين اعتقدوا بإمكان تحويل الشريعة إلى قانون قابل للتطبيق أو واجب التطبيق، وهي ليست كذلك على الإطلاق!

    خاض الانشقاقيون إذن معركتين في الوقت نفسه: حرباً ضد الحكومات والشعوب العربية والإسلامية، وضد الولايات المتحدة والعالم، باسم الإسلام، وخاض الحزبيون منهم نضالا مريراً وطويلا للاستيلاء على المجتمع والدولة سِلْماً. ومن الطبيعي والأمر كذلك أن يقاتلهم المتصارعون على تقاسم الديار العربية، مثل الولايات المتحدة وإيران وإسرائيل وتركيا وروسيا. فقد غاب العرب طويلا، وما عاد أحد يحسب لهم حساباً، ثم انفجروا بهذه الطريقة الهائلة. لقد كانت سنوات العقدين الماضيين من أسوأ ما مر على أمتنا في تاريخها: الأميركيون يريدون الهيمنة بالقوة والدبلوماسية، والإسرائيليون لا يعرفون غير الهيمنة بالعسكر، والإيرانيون ينشئون التنظيمات الطائفية المسلحة للاستيلاء على ديارنا تارةً باسم فلسطين وطوراً باسم نُصرة التشيع. وقد قال لنا «نصرالله» أخيراً إنه مضطر لمقاتلة التكفيريين، أي أولئك الذين يسمون أنفسهم جهاديين، والذين تبين أنهم كل السوريين!

    وهكذا يتطلع العربي فيجد نفسه مقتولا من عربي آخر إنما باسم الإسلام. وهذا العربي القاتل يمكن أن يكون من «جبهة النصرة» أو «حزب الله» أو «حماس» أو «الجهاد» أو «القاعدة»! والعالم مرعوب من الإرهاب السني لأنه غير منضبط وليس هناك من يمكن التحدث إليه فيه. بيد أن الرعب الأكبر ذاك الذي تمارسه إيران لأنه لا يقتل الناس فقط؛ بل يشتت الأوطان والمجتمعات. وهذا هو اعتقادنا نحن العرب، لكنه ليس اعتقاد ولا عمل الدوليين الذين ينافقون إيران وينافقون الأسد خوفاً من الجهاديين!

    الجهاديون والقاعديون وأشباههم مرض في جسم الإسلام السني، شاركت في زرعه ظروف وعهود واستخبارات. و«حزب الله» والتنظيمات الشيعية المسلحة الأخرى مرض في جسم الإسلام الشيعي زرعته ولاية الفقيه. والغرب يستفيد من هذا تارةً ومن ذاك تارة أخرى، وكلا الطرفين السني والشيعي يقتل نفسه وبني قومه. وكلا الطرفين انشقاق عنيف لا يرعى حرمةً ولا ذمّة! ويكون علينا لكي يبقى ديننا وتبقى دولنا ومجتمعاتنا أن نناضل بالفكر والعمل ضد الانشقاقين، وآثارهما الدموية المفزعة



    -------------------


    ممدوح الولي

    عبد الناصر سلامة


    الصندوق الأسود للجماعة

    محمد صابرين


    حان الوقت لفتح الصندوق الأسود لجماعة الإخوان المسلمين‏,‏ وبقية الجماعات الراديكالية حتي نعرف تلك الصفقات المريبة‏,‏ التي ربطتها بالغرب وخاصة بريطانيا والولايات المتحدة‏,‏


    وللأسف فقد أزيح الراحل عمر سليمان دون أن يتم فتح الصندوق, إلا أن الغرب ذاته يفتح من حين لآخر بعض الأوراق من صندوق مليء بالأسرار, ومؤخرا أزاح الكاتب البريطاني مارك كيرتس بعض الغموض في كتابه أمور سرية: المؤامرة البريطانية مع الإسلام الراديكالي, ومن الأمور المدهشة هي خلاصة الكتاب لأحد فصوله الإسلام مقابل القومية, التي يحاول فيها تفسير عداء الغرب للأنظمة الوطنية مثل عبدالناصر ومصدق في إيران, وسوكارنو في إندونيسيا.

    ويذهب كيرتس إلي أن الأمر المؤكد أن تعاون واشنطن ولندن مع هذه العناصر( الراديكالية الإسلامية), توضح نموذجا مألوفا: لقد كانتا مستعدتين للتعاون مع الرجعية, وغالبا العناصر المتطرفة, والذين كان لديهم القليل من الأمور المشتركة والذي ليس أكثر من عدو, وهذا العدو هو حكومة قومية علمانية مستقلة وبها بعض التأثيرات الشيوعية, ولقد رأت واشنطن ولندن في الضباط وحلفائهم في دار الإسلام ـ الذين حاولوا التآمر علي سوكارنو بإندونيسيا ـ كقوي بالوكالة مثل الإخوان المسلمين في مصر, وآيات الله الإيرانيين والقوات المرتزقة التي جندتها بريطانيا والولايات المتحدة, هذه القوي بالوكالة يتم استخدامها لقدراتها علي الأذي, ويتم التخلي عنها ببساطة بمجرد أن تتجاوز الفائدة منها, إن تقويض العدو المشترك كان هدفا قصير الأجل, ولكن في لحظة ما كان لابد من تحقيقه بكل الوسائل, وذلك بغض النظر عن الآثار بعيدة المدي المترتبة عليه.

    هذه باختصار المهمة القذرة التي استخدم فيها الغرب هذه القوي ضد الحكومات الوطنية, التي تجرأت علي أن تأتي المحرمات الغربية, ألا وهي استقلال القرار الوطني, والعمل علي الاستفادة من الثروات الوطنية بعيدا عن الاستغلال الغربي, أو بوضوح النهب الاستعماري, ومن هنا, يمكننا أن نلحظ دوما أن الغرب استخدم هذه القوي المتطرفة ـ برغم أنه لا يكن لها احتراما أو ودا ـ لتحقيق أهداف قذرة, وسرعان ما يتخلص منها, إلا أن العجيب أن قادة هذه الجماعات ظلت وفية لعلاقاتها المشبوهة مع بريطانيا والولايات المتحدة, بل مثلما نري ونسمع الآن, أن واشنطن ساهمت بالتمويل ـ وغيره ـ في وصول الإخوان الي حكم مصر, وفي الأغلب في بلدان أخري بالربيع العربي, والسؤال هنا.. لماذا؟, والإجابة هنا من قبل السفير البريطاني في الأردن تشارلز جونستون الي وزير خارجيته بشأن الانحياز الي جماعة الإخوان المسلمين الأردنية في ذروة الصراع مع عبدالناصر, ويقول السفير في معرض تبريره لتأييد الحكومة الجديدة في عمان, إنني أقترح أن مصالحنا سيتم خدمتها بصورة أفضل من قبل نظام استبدادي يحافظ علي الاستقرار والارتباط مع الغرب أفضل من ديمقراطية غير مقيدة تسرع باتجاه الشيوعية والفوضي, وهناك شيء يمكن أن يقال بالنسبة لنظام استبدادي نظيف ـ والموجود حاليا في الأردن ـ والذي يمكن مقارنته بالانتخابات البرلمانية للكولونيل ناصر, ويعقب كيرتس علي ذلك, بأن هذه الرؤية هي خلاصة تفضيلات بريطانيا لأنظمة قمعية يتم دعمها من قبل قوي اليمين الإسلامي أكثر من حكومات ديمقراطية أو شعبية, وهو ملمح دائم للسياسة البريطانية في المنطقة, في الماضي والحاضر, الأمر الذي يساعد في شرح اللجوء الدائم الي التآمر مع القوي الإسلامية.

    {{ وعندما يصل في آخر طبعة من كتابه والتي أفرد فيها لثورات الربيع العربي, فإن كيرتس يقول بوضوح إن علاقات بريطانيا بالإخوان المسلمين تعكس السياسة الأمريكية, وأن المخططين البريطانيين لم يكن لديهم إلا القدر الضئيل من الاهتمام بالأجندة السياسية الداخلية لجماعة الإخوان, ويشير بوضوح الي تجاهل هؤلاء الكثير من الأمور لعل أخطرها هو ما أورده بوضوح علي لسان السير ريتشارد ديرلاف الرئيس السابق لـ ام أي6( هيئة المخابرات البريطانية), في تشاتوم هاوس ـ أحد مراكز الأبحاث البريطانية ـ إنني ليس لدي أوهام علي الإطلاق بشأن ما هي جماعة الإخوان المسلمين, أو ما الذي يمكنها أن تكون, انها يمكنها أن تكون منظمة اجتماعية أو منظمة سياسية, إلا أنها في القلب منها ـ من وجهة نظري هي منظمة إرهابية, وبالمثل ـ مثلما يقول كيرتس ـ فإن صانعي السياسة الأمريكيين من غير المحتمل أن يبتعدوا عن إعادة ارتباطهم علي الأرض بالإخوان, علي الرغم من أن وثائق ويكليكس تقول إن السلطات الأمريكية تضعهم ضمن قائمة63 منظمة إرهابية, هل هناك أوهام لدينا الآن بشأن جماعة الإخوان وارتباطاتها الغربية, علي الأرجح لا توجد أوهام, بل أسرار كثيرة في الصندوق الأسود لجماعة سوف يأتي اليوم الذي تعلن فيه, هم يظنونه بعيدا ونراه قريبا.

    -------------------



    لماذا يفشل الأخوان المسلمون والاسلام السياسى عامة ؟!




    لماذا يفشل الأخوان المسلمون والاسلام السياسى عامة ؟!


    تاج السر حسين

    08-10-2013 09:48 AM


    ببساطة شديدة وقولا واحدا، لأنهم يحملون فى روؤسهم فكر استبدادى ويقومون بافعال سياسية ويتصرفون مع شعوبهم بطريقة لا يرضاها (الله) لخلقه الذين يحبهم جميعا مسلمين وغير مسلمين.
    وبرصد لنماذج من أنظمتهم وتجاربهم فى الحكم، نتساءل هل كانت صدفه أو بسبب سوء اداء شخصيات وقيادات – كما يدعى البعض - أن يفشل الأخوان المسلمون والاسلام السياسى عامة خلال 24 سنه من حكمهم للسودان وبعد تمكينهم لجماعتهم وقضاءهم على المعارضه الجاده وهيمنتهم على كل شئ فيه، وخلال سنه أو سنتين من حكم مصر وتونس اذا اخذنا تلك التجارب كمثال لحكمهم فى العصر الحديث .. الا يوجد من بين قادتهم مفكرين وخبراء وعلماء فى كآفة المجالات ورجال دين يحفظون القرءان ومئات الأحاديث وتفاسير السابقين وكتبهم، وكان العوام من الناس ينظرون الى اؤلئك المفكرين والقادة بعين التقدير والأحترام قبل ان يمارسوا الحكم ؟ فلماذا فشلوا ؟ .. وهل كانت صدفة أن نفشل مشاريع الدوله الدينيه الأسلاميه منذ بداياتها قبل أكثر من 1200 سنه بصوره عامه وحتى اليوم، وحتى فى بلد مثل تركيا التى قال رئيسها فى مصر أنه (مسلم) فى بلد علمانى وفى اول تجربه معارضه سلميه قويه على حكمه واجه المتظاهرون بالقمع والسحل والعنف والقوه المفرطه فى وقت كان يدعم فيه (السوريين) متطرفين وغير متطرفين ضد رئيسهم بدعوى انه ونظامه يقومون يقتلهم وقمعهم؟
    لماذا يعجز كآفة (المسلمون) والمتاسلمون عن الحديث على اى فتره مشرقه حقق فيها الحكم (الأسلامى) نجاحا واضحا فى الحريات والعداله والمساواة والأزدهار الأقتصادى اذا استثنيا فترة الرسول (ص) التى لا يمكن تقويهما لأنه نبى ورسول أكثر منه حاكم، وغير فترة خلقائه الأثنين التى يعود السبب فى نجاحهما فيها لقرب فترتهما من فترة الرسول حتى لو اتخذ كل منهما موقفا مخالفا للآخر خلال فترة حكمه، وكل من حاول أن يتحدث عن حاكم أو امير عادل عبر المسافات والعديد من السنوات واتجه مباشرة (لعمر بن عبد العزيز) الذى حكم لمدة سنتين ونصف فقط وكان الدليل على عدله كما يردد معظم المسلمين فى (زهو) وأفتخار دون أن يدرون بأن ذلك الدليل يسئ للأسلام ولا يشرفه، وهو الذى يقولون فيه: " أن (الجاريه) كانت تباع فى عصره بوزنها ذهبا" .. فاذا سلمنا بعدله وزهد وورعه، لكن هل يا ترى تلك الجاريه كانت راضيه عن نظام لا زال يعاملها كجاريه، أى لم تكن حره حرية كامله حتى لو كانت محتاجه ومضطرة للقبول بذلك الوضع، كما قبل (العبيد) فى امريكا (مضطرين) فى بداية فترة تحريرهم من الرق والأستعباد بواسطة (ابراهام لنكولن) حينما صعبت عليهم حياة الحريه لعدم تعودهم عليها وكان صعب على المجتمع نفسه تقبلهم كاحرار بينه؟
    وهل كان صدفة أن يأتى نظام الأخوان فى السودان ومنذ بداية اغتصابه للسلطه وحتى اليوم، بكآفة المجرمين والأرهابيين والمتطرفين الأسلاميين وغير الأسلاميين وفى مقدمتهم مؤسس تنظيم القاعده (أسامه بن لادن) ، وهل تلك الأسماء رموز (للأسلام) يعتز بها مسلم، ولم يكتفوا فقط بأخوانهم المسلمين والمتأسلمين مثل الشيخ عمر عبد الرحمن ووجدى غنيم وعبود الزمر وعصام عبد الماجد، بل جاءوا معهم بالفنزويلى (كارلوس) الذى باعوه (لفرنسا) بثمن بخس .. وهل كانت صدفة أن يصدر الرئيس المصرى المخلوع (محمد مرسى) بعد وصوله للسلطه عن طريق (انتخابات) خدعت فيها القوى المدنيه، عفوا عن أكثر من 200 مجرما محكومين بالأعدام وسنوات السجن الطويله المشدده، ومن بينهم قتلة الرئيس انور السادات والمفكر فرج فوده ومن حاولوا قتل الأديب نجيب محفوظ ومن قتلوا الآلاف من افراد الشرطه المصريه اضافة الى محكومين آخرين فى قضايا نصب وأحتيال ومخدرات وغسيل اموال، ثم بعد أن ثار عليه الشعب وعزله وأسقطه فى ثوره قوامها 30 مليون مصرى بسبب تجاوزات عديده لا حصر لها، نرى اعلام القاعده فى ميدان رابعه العدويه الذى يعتصم فيه المؤيدون (للأخوان المسلمين) و(للأسلام السياسى) فى غباء وسذاجه وعدم وعى وللرئيس (المخلوع) محمد مرسى، الذى لم يكن رفاقه مقتنعبن به (كرئيس) مؤهل لحكم دوله، لذلك قدموا قبله نائب المرشد (خيرت الشاطر) والآن يستخدمون (محمد مرسى) كقميص عثمان ويتحدثون عن (شرعيته) الى نزعتها عنه الثورة الشعبيه المبهره الجديره بالتقدير والأحترام وأن تسجل ضمن أعظم الثورات فى التاريخ الأنسانى الحديث، لا أن يساء اليها وللشعب المصرى بادعاء عاجز يردده (الفاشلون) وألأستبداديون فى جماعة (الأخوان) بما يقولونه عن أنها انقلاب عسكرى قاده (السيسى) .. ومن اتى (بالسيسى) قائدا عاما للجيش اليس هو (محمد مرسى) نفسه؟ الم يتعهد (محمد مرسى) فى بداية أيامه وامام العالم كله، بأنه اذا خرج مليون مصرى فى مظاهرات يهتفون ضده ويطالبون برحيله بأنه سوف يرحل دون قيد أو شرط؟ فهل اؤلئك الثلاثين مليون مصرى كلهم (فلول) وعلمانيين وليبراليين، الا يوجد بينهم مليون واحد من الذين خرجوا بارادتهم كراهية فى نظام (الأخوان) وفى طريقة حكمهم وفى تقويضهم للقانون ؟ الا يعد نكوث (محمد مرسى) عن وعده نفاقا وآية المنافق اذا تحدث كذب واذا عاهد غدر؟
    ولا داع هنا أن اعيد وأكرر ما فعله متعديا على قرارات وأحكام القضاء واعادة مجلس الشعب المحلول وتحصين اعلاناته الدستوريه وعدم جواز الطعن عليها امام القضاء وكثير من التصرفات التى جعلت منه فرعونا و(الها) يفعل ما يريد وكأنه يعيش فى عصور الظلام وفى القرون الوسطى.
    لا يدل كل ذلك لمن كان له عقل يفكر به، عن وجود مشكلة حقيقيه فى (المنهج) الذى يحكم به (الأخوان المسلمون) يتعارض مع مفهوم الحريه والعداله والدوله المدنيه الديمقراطيه الحديثه، لذلك يواجه (المتاسلمون) بمشاكل فى كل بلد يحكمونه، اذا كان ذلك عن طريق انقلاب أو عن طريق الديمقراطيه .. ولذلك تخرج عليهم الشعوب ولا يبقون على الكراسى الا عن طريق العنف والقمع والقتل والتعذيب والأضطهاد والتشريد كما حدث فى السودان بعد ما انقلب عليهم الضباط الأحرار فى ابريل 1990 أى بعد سنه واحده من حكمهم وكاد انقلابهم أن ينجح، أو عن طريق الكذب وأختلاق المؤامرات والتضليل والأقصاء ومحاولات التمكين ، رغم انهم جاءوا عن طريق (الديمقراطيه) كما حدث فى مصر ولم يكن مستبعدا أن تتبع ذلك (التمكين) تكميم للأفواه وتشريد للقضاة والأعلاميين وقد بدأوا فعلا فى ذلك السبيل ، اضافة الى ارتكاب المذابح والمجازر والتصفيات الجسديه واراقة دماء بلا حدود اذا فشلت كل تلك المخططات الأكاذيب والمؤامرات المختلقه وسمع العالم كله عن نيتهم فى ذلك العمل خلال اللقاء الجماهيرى الذى عقده الرئيس بمشاركه ضخمه من الجماعات الأرهابيه المتطرفه قبل عزله بأيام معدودات، لكن الشعب المصرى لم يمهلهم لأكثر من سنه فى السلطه وقبل أن يتمكنوا واخزاهم الله وهزمهم رحمة بشعب مصر وبشعوب المنطقة كلها، لكن الأخوان لا يعترفون بالحقيقه ويكابرون ويكذبون ويجعلون من انفسهم ضحايا ومظلومين وأن الجيش انقلب عليهم لا الشعب كله، لأن اعترافهم بأن من عزلهم هو الشعب يفقدهم حق المطالبه بالعوده (للشرعيه) كما يدعون.
    ومن اجل التنوير والتثقفيف الذى بزلنا نفسنا له ومن أجل مصلحة من لا يعرفون حقيقة هذا الفكر ومنهجه خاصة بين الشباب الذين كثر عدد الملحدين والمرتددين وسطهم لأنهم لم يجدوا خطابا دينيا يناسب ثقافتهم وعصرهم الذى يعتمد على العلم وعلى المنطق لا على التبعيه واطاعة الأوامر فى الدين أو غيره اذا كانت غير مقنعه.
    وعلى هؤلاء الشباب أن يميزوا بين (الأسلام) وبين (شريعة القرن السابع)، مثلما اصبحوا يميزون الآن بكل سهوله بين (المسلمين) وبين (المـتأسلمين) أو جماعة الأسلام السياسى والا يظنوا بأنها (الأسلام) كما يدعى بعض الجهلاء وأعداء التطور.
    فالأسلام دين يساوى (أصله) بين الناس جميعا ولم يميز بينهم وأعطى الفرصه للمسيحى وحتى للكافر على نحو مطلق أن يتمتع بكآفة حقوقه الأنسانيه والمدنيه والسياسيه والأجتماعيه وأن يصبح رئيسا للدوله حتى اذا لم يكن له دين، وقالت الايه بوضوح: (إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون( وحتى لا يكابر مكابر ويدعى بأن (اليهود والنصارى والصابئين) مقصود بهم معتنقى تلك الأديان قبل أن يصبحوا مسلمين نقول لهم أن هذا القرءان نزل على قوم يعرفون لغتهم جيدا وكانوا يتمتعون بالبلاغة (الفطريه)، وقولهم مردود عليهم (فالذين آمنوا) مقصود بها (المسلمين) ثم ذكر بهم من لم يسلم ولم يصل درجة الأئمان .. وهنالك آية أخرى تؤكد ان اؤلئك الناس حسابهم عند ربهم يوم القيامه وليس من حق احد أن يتنقصهم حقوقهم فى الدنيا وهى التى تقول: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ).
    وفى حق الأختيار الحر فى الدين وفى غير الدين بالضروره قالت الآيه: (فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ) وجاء فى آية أخرى (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) .. وجاء فى آية أخرى (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ)، فهل هناك حرية و(ليبراليه) أكثر من هذه فى الأسلام (الأصلى) الذى اراده الله للناس جميعا فى بداية الرساله الأسلاميه لكى يطبقونه حينما يستعدون له ويصبحون مهئين لذلك بفضل الله والتطور، وهل نجد حرية ومساواة بين الناس جميعاعلى ذلك المستوى فى شريعة القرن السابع التى كانت شريعه (موقوته) مناسبه لقوم بعينهم، لهم ثقافتهم واعرافهم وكانوا اجلافا وغلاظ طباع خارجين لتوهم من جاهليه ومن ثقافة القهر التى تعمل بمبدأ من غلب سلب وأستعبد وأسترق ونكح الجوارى بلا حساب أو عدد، لكن رغم كل ذلك كانت بينهم شخصيه متفرده و(غريبة) بينهم ، لذلك كان يردد فى حزن من وقت لآخر (وآ شوقاه .. وآشوقاه لأخوانى الذين لما يأتوا بعد) .. وكانت على طباعه تختلف كثيرا عن طباعهم وكانه جاء اليهم من (المستقبل) .. كانت تلك الشخصيه هى شخصية الرسول (ص) بلحمه ودمه، لذلك فأن تلك الأحكام والحصانات التى لو اعطيت لأى انسان آخر غير الرسول المعصوم بفضل من ربه، لمارس من خلالها ديكتاتورية واستبداد وظلم، لا يمكن أن تتحمله الشعوب وتصبر عليه، وهذا ما يفعله (المتاسلمون) الآن حيث يريدون أن يحكموا الناس بتلك الأحكام والقوانين والحصانات التى منحت للرسول (ص)، وهم لا يملكون ذرة مما اعطاه له الله ولا يأتيهم الوحى مصححا اخطائهم، بل معهم وبينهم منافقين و(شياطين) انس، يقال عنهم علماء وفقهاء يزينون لهم الباطل يقولون لهم لقد رايناكم ايها الحكام القتله والمجرمين وأنتم تؤمون الرسول (ص) فى الصلاه !!
    رغم ذلك كله ولكى ندلل على عدم صلاحية تلك (الشريعه) لهذا العصر وثقافته بعد أن لبت حاجات اؤلئك الناس (تماما) ، علينا أن ننظر ونتـأمل بند واحد من بنود دستور المدينه أو صحيفة المدينه، الذى يقول ((وَل لايَقْتُلُ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنًا فِي كَافِرٍ .. وَلا يَنْصُرُ كَافِرًا عَلَى مُؤْمِنٍ .. وَإِنّ ذِمّةَ اللّهِ وَاحِدَةٌ يُجِير عَلَيْهِمْ أَدْنَاهُمْ .. وَإِنّ الْمُؤْمِنِينَ بَعْضُهُمْ مَوَالِي بَعْضٍ دُونَ النّاسِ)).
    تلك الصحيفه وذلك الدستور نحترمه وتقدره كونه صدر من الرسول (ص) وفى زمنه ويعد ذلك الدستور متقدما على ما كان من قبله من احكام ودساتير واعراف تنظم حياة الناس ، لكن هل يعقل أن نقبل به فى عصرنا الحالى عصر حقوق الأنسان وقد كان (الصحابه) يراجعون رسولهم ويحتجون عليه، طالما كان الأمر ، امر (دنيا) لا أمر (دين)، وقد حدث ذلك كثيرا وكانوا يسالونه قبل ابداء ارائهم، هل هذا الأمر أم دين أم دنيا يا رسول الله، وكانوا يفعلون نفس الشئ مع خلفائه الأثنين ومن جاءوا بعدهم ، ولذلك وفى هذا العصر لن يرضى انسان عاقل (حر) بديلا عن دولة (المواطنه)، المدنيه الديمقراطيه الحديثه، التى لا تميز بين مواطنيها الا بالوطنيه والعلم والكفاءة والخبره والتى كنا توافقنا عليها فى السودان لما انفصل الجنوب ولو عمل بمفهومها (مرسى) لما فشل ولما خلعه شعب مصر.
    وكما هو واضح استخدم (السلفيون) ذلك البند الذى اوردته من دستور (المدينه) فى اصرارهم على الماده 219 فى الدستور الذى ابطلته ثورة 30 يونيو المصريه، التى تجعل القصاص من مسلم قتل مسيحيا غير جائز واستخدم البند ذاته الرئيس المصرى (مرسى) قبل خلعه، وهو ليس برسول فعفا عن متطرف وارهابى اسلامى حكم القضاء المصرى عليه بالأعدام، قتل مسيحيا فى احدى محافظات مصر، مع أن الأسلام (الأصلى) لا شريعة القرن السابع تقول فى القرءان: (مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِى and#1649;لأرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ and#1649;لنَّاسَ جَمِيعاً) .. والناس جميعا تعنى مسلمين وغير مسلمين .. وكل انسان فيه (نفس) وفيه (روح) ولم تقل الايه من قتل (مسلما) فقط كأنما قتل الناس جميعا، وما لا يعلمه المصريون ولا يهتمون له كثيرا خاصة (المتأسلمين) ان ما حدث لهم اليوم فى مصر من ذلة واهانه واصبحوا يحتلون الميادين بعد أن احتلوا قصر الحكم، ربما كان سببه الأساسى الظلم الذى وقع فى حق شهداء الشيعه الأربعه الذين قتلوا بطريقة إنسان رخيصه اذا اتبعها انسان فى قتل ######ه فى اى دوله غربيه محترمه لعوقب اشد عقوبه لأنها طريقة وحشية وغير انسانيه وتسئ للأسلام ولمعتنق اى دين على وجه الأرض.
    وبالعودة لذلك القرار الذى أتخذه مرسى بالعفو عن قاتل (المسيحى)، هل يتطابق مع معنى ألايه (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون) وقلنا من قبل حكم الله المطلوب فى جميع الشرائع والصالح لكل مكان وزمان هو (العدل) .. لأن الله قال فى آية أخرى (وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِand#1754;) ام يتطابق فقط مع احكام شريعة القرن السابع المستنبطه من ألايات التى كان حكمها صالحا لأؤلئك الناس والتى تقول: (فاذا أنسلخ ألشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم) .. ويتطابق مع معنى الآيه فى معاملة غير المسلمين التى تقول: (قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ) .. وعما قالت به المذاهب الأربعه التى ترفض القصاص من مسلم، فى كافر اذا كاون شهود حادثة القتل غير مسلمين؟
    لذلك يجب ان يعلم البسطاء والمغرر به وأنصاف المتعلمين فى جميع المجالات بأن ذلك (المنهج) لا علاقة له (بالأسلام) الصحيح (الأصلى)، وأنما له علاقة بشريعه (القرن السابع) التى لا تصلح لأنسانية هذا القرن ولذلك يفشل الأخوان المسلمون وغيرهم من تيارات (أسلامويه) فى الحكم، لأنهم اما أن يكونوا صادقين فيطبقوا ما دعت له تلك (الشريعه) بتفاصيلها ودون زيادة أو نقصان، فينتجوا انظمة مشابهة لنظام (افغانستان) خلال فترة حكم جماعة (طالبان) ولنظام (الصومال) خلال فترة حكم جماعة (المحاكم الشرعيه) فيمنعون الفتيات من التعليم ومن الذهاب للمدارس والجامعات ومن ممارسة العمل لأن (الشريعه) تمنع المرأة من الخروج الا لضرورة قصوى وتعتبر صوتها عوره بل كلها عورة وفى الشريعه يكره ذهاب المرأة الجميله لأداء صلاتها فى المسجد فى جماعه وتفضل صلاتها فى بيتها مثلما يمنع سفرها لوحدها دون محرم لأداء الحج حتى لو كانت عجوز لا يرغبها الرجال، بل أن بعض أحكام الشريعه المتشدده تقول، للمرأة ثلاث خرجات فقط، من بطن امها لبيت ابيها ومن بيت ابيها لبيت زوجها ومن بيت زوجها للقبر ومن عجب بعض النساء وفى جهل يؤيدن مثل هذا الفكر، وهذا ما سميته قمة اذلال الشخص واهانته لنفسه، فأمر طبيعى أن يهينك أنسان أو يذلك خاصة اذا كان اقوى منك وكنت مكرها، لكن اسوا انواع الذل والأهانه أن يقبل الأنسان لنفسه بتلك الأهانه والدونيه وذلك الذل والا يشعر بالنقص وهو يقبل قدمى من يهينه ويذله اذا كان بامكانه ان يعيش حرا وكريما، وهذا هو ما تفعله بعض (النسوه) الجاهلات بالضبط بتقبلهن لذلك الفكر (الذكورى) الذى يجعل منهن مواطنات درجه ثانيه بلا حقوق الا ما يريده لهن الرجال المؤمنين بذلك الفكر والمستفيدين منه.
    وهناك نوع ثانى يتحدثون عن تلك (الشريعه) وعن فرضها على المجتمعات، لكنهم غير صادقين ومراوغين ومداهنين يتعاملون مع تلك (الشريعه) مثل المزارع الذى يجمع الثمار التى تناسبه وتحقق له ربحا، ويترك باقى الثمار فى شجرها أو على الأرض اذا كانت لا تحقق تلك المنفعه وهى التى سماها عمر البشير الشريعه (المدغمسه)، وهم لا يعلمون أن الله لم يعد الكاذبين نصره.
    ومن امثلة ذلك المنهج الذى يتبعه (الأخوان) فى العصر الحيدث انهم يسمحون للمرأة أن تعمل وأن تشارك فى العمل السياسى والأجتماعى – على مضض – ومضطرين لذلك الأمر، بناء على (ميكافليتهم) وما يحقق مصلحتهم السياسيه لأن عدد النساء ربما يزيد عن عدد الرجال فى عالم اليوم وحتى لا يفقدوا اصواتهن اذا الزموهن باحكام متشدده، رغم ان الأخوان وفى ذكاء (الشياطين) يجعلون تمثيلهن محدود لا بالحجم المناسب لعددهن فى المجتمع وتوضع لهن حدود لا يمكن تجاوزها ولا تسمح لهن بالوصول الى رئاسة الدوله (مثلا) حتى لو كانت تلك المرأة فى قوة مارجريت تاتشر، وتغلف تلك التعليمات التى تحجم دور المرأة بفتاوى تقول ذلك حكم الله و(شرعه) الذى يجب أن تلتزم به المرأة (المسلمه)، ولذلك فأن اغلب الظن يذهب الى أن قتلة رئيسة الباكستان الراحله (بنازير بوتو) كانوا من الجماعات الأسلاميه المتطرفه فى ذلك البلد الذى يعشعش فيه فكر (المهووسين) الظلامى المتطرف، مع انها وصلت للسطه عن طريق انتخابات ديمقراطيه.
    أما اكبر انفصام فى فكر (الأخوان) الذين يدعون الأعتدال والوسطيه لكى يصبحوا مقبولين عند الديمقراطيين والليبراليين وعند المجتمع الدولى وفى ذات الوقت يدخلهم فى خلافات واشكالات تصل حد تكفيرهم من رفاقهم السلفيين والسلفيين الجهاديين والجماعات الجهاديه والوهابيه، لا لأنهم سمحوا (للبارات) التى تبيع الخمر أن تعمل بصورة طبيعيه حتى سقوط وخلع مرسى واكتفائهم بزيادة ضرائبها .. ولا لأنهم جددوا تراخيص (كباريهات) شارع الهرم لمدة ثلاث سنوات، فى وقت كان يجدد لها سنة بسنة فى عهد (مبارك) .. ولا بسبب الخطاب الغرامى الحميمى الذى ارسله (مرسى) لصديقه العزيز (بيريز) الذى بدأه ب ((بسم الله الرحمن الرحيم)) ولحظتها تذكرت الحديث الذى يتحدث عن الذى يقرأ القرآن والقرآن يلعنه.
    ثم اضاف:
    محمد مرسي رئيس الجمهورية
    ((صاحب الفخامة السيد)) شيمون بيريز رئيس ((دولة)) إسرائيل .. عزيزي وصديقي العظيم..
    لما لي من شديد الرغبة في أن أطور ((علاقات المحبة)) التي تربط لحسن الحظ ((بلدينا)) ...
    أرجو من ((فخامتكم)) أن تتفضلوا فتحوطوه بتأييدكم، وتولوه رعايتكم، وتتلقوا منه بالقبول وتمام الثقة، ما يبلغه إليكم من جانبي، ولا سيما إن كان لي الشرف بأن أعرب لفخامتكم عما أتمناه ((لشخصكم من السعادة، ولبلادكم من الرغد)).

    ((صديقكم الوفي))
    محمد مرسي
    تلك مقتطفات من خطاب (مرسى) ، الذى صلى اماما من خلفه الرسول (ص) ، كما ادعى أحد المنافقين .. والغريب فى الأمر أن (الأسلاميين) لا يشعرون بالحرج من هذا الخطاب ولا زالوا يتحدثون عن ان مرسى وجماعته بأنهم سوف يحاربون أسرائيل فى يوم من الأيام على الرغم من انه (بلع) كلامه وتراجع من شتيمته لليهود عام 2010 حينما كان معارضا لمبارك والتى وصفهم فيها: (بأنهم أحفاد قرده وخنازير)) وطالب بطردهم وجميع حلفائهم يقصد (الأمريكان) من الدول العربيه!
    الشاهد فى الأمر أن الأنفصام الفكرى أو (الشيزوفرينيا) الفكريه التى اعنيها تتمثل فى انهم حينما يخاطبون (الغرب) يتحدثون عن المدنيه والدوله الحديثه وعن (الديمقراطيه) التى تكفرها تلك الجماعات وتدعو على من يعمل بها بالموت والهلاك وسوء الخاتمه صباح مساء، لكنهم حينما يخاطبون الشعب الجاهل والأمى والبسيط ورفاقهم فى التيارات الأسلاميه فى الداخل، خاصة فى زمن (الأنتخابات) تجدهم يتحدثون عن دولة الخلافه وعن (الشريعه)، وعن وسيلة الحكم التى تناقض (الديمقراطيه) وهى (الشورى) خداعا للجماهير ودغدغة لمشاعرهم وهذا هو المعنى الذى بسببه قال كارل ماركس: (الدين افيون الشعب)، أى انه يستخدم لتخدير الشعوب وتضليلها.
    ولهذا دعونا نبين الفرق بين الديمقراطيه كما هى تمارس فى العصر الحديث وبين الشورى فى النظام (الأسلامى) اذا كان هنالك ما يسمى بنظام (حكم) اسلامى لا (دعوى اسلاميه)، لكى يختار كل انسان اى المنهجين اصلح له ولهذا العصر وايهما اقرب لمرضاة الله الذى خلق الناس احرارا وقال فى حقهم: (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) وقال (ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين).
    وتعريف الديمقراطيه ببساطة شديدة هو: (حكم الشعب بواسطة الشعب لمصلحة الشعب) .. للذك ما فأن انحياز الجيش المصرى لشعبه هو فعل ديمقراطى لأنه (لمصلحة الشعب)، وفى النظام الديمقراطى لابد أن تكون حرا وأن تسمح بالحريه لغيرك أى ان تكون مؤمنا (بالحريه لك ولسواك) .. ولقد عرف الشهيد المفكر التقى الزاهد فى الدنيا العارف بالله محمود محمد طه، الأنسان الحر فقال: ((هو الذى يفكر كما يريد ويقول بما يفكر ويعمل بما يقول، ثم لا تكون عاقبة فكره وقوله وفعله الا خيرا بالأحياء والأشياء)).
    يعنى لكى تكون حرا فيجب أن تفكر كما تشاء .. وأن تفصح عما تفكر فيه اى الا تتعرض لقمع واضطهاد يمنعك من أن تبوح بما تفكر فيه والا تكتم فكرك من تلقاء نفسك .. ثم أن تعمل بما تقول به، لكى لا تكون منافقا، والمنافق هو من يفعل خلاف ما يقول .. وأخيرا ان تكون نتيجه فكرك وقولك وعملك خير بالأحياء والأشياء!
    فهل يفعل الأخوان المسلمون اليوم ما يقولونه بالسنتهم وهم يدعون ائهم يؤمنون (بالديمقراطيه) ويتباكون على (شرعية) نزعها عنهم (الشعب) فى وقت يتحدثون فيه بلسان آخر عن الشورى؟
    وهل قول سيد قطب الذى يعمل به غالبية (الأخوان) اليوم وجعلهم أقرب (للوهابيه) له علاقة (بالديمقراطيه) ؟
    قال سيد قطب فى كتابه "معالم في الطريق" ص (158) ما نصه:
    "والمسألة في حقيقتها مسألة كفر وإيمان، مسألة شرك وتوحيد، مسألة جاهلية وإسلام، وهذا ما ينبغي أن يكون واضحاً، إن الناس ليسوا مسلمين كما يدعون، وهم يحيون حياة الجاهلية، وإذا كان فيهم من يريد أن يخدع نفسه، أو يخدع الآخرين، فيعتقد أن الإسلام ممكن أن يستقيم مع هذه الجاهلية، فله ذلك، ولكن انخداعه أو خداعه لا يغير من حقيقة الواقع شيئاً، ليس هذا إسلاماً وليس هؤلاء مسلمين" .
    ولذلك دعا (جماعته) للعمل على الوصول للسلطه لتطبيق شرع الله، بكل (الصور)!
    يعنى عن طريق الديمقراطيه اذا امكن ذلك ولا توجد مشكله فى تزوير الأنتخابات .. وعن طريق انقلاب عسكرى كما فعل (اخوان) السودان .. أو عن طريق الأغتيالات والتصفيات الجسديه وأشعال الحرائق ، كما ظلوا يفعلوا فى مصر منذ تأسيس تنظيمهم.
    قهل لذلك الفكر أى علاقه (بالديمقراطيه) التى من أهم الياتها ووسائلها تاسيس دولة (مؤسسات) مستقله عن بعضها البعض هى:
    1- السلطه التنفيذيه، وتعنى رئيس الدوله حسب نوعية النظام والوزراء برئيسهم وباقى أجهزة الدوله التنفيذيه، 2- السلطه التشريعيه، وتتكون من مجلس النواب ومجلس الشورى – اذا وجد - والمجالس الولائيه والمحليه ودورها فى تشريع القوانين واللوائح .. 3- السلطه القضائيه التى يجب أن تكون مستقله استقلالا ومن حق القضاء يشاركوا بالرأى السياسى والثقافى والتنويرى فيما يدور فى وطنهم لكنهم لا يعملون بالسياسه، اى الا ينتمى القضاة لحزب ولا يعلنوا انحيازهم لكيان سياسى أو أن يترشح قاض لمنصب سياسى قبل أن يستقيل من وظيفته .. والجهاز القضائى هو (الحكم) بين كأفة السلطات بما فيها رئيس الدوله ويلجأ له الجميع لحسم الخلافات القانونيه وتفسير القوانين ودستوريتها، وهنالك سلطه رابعه اضيفت لتلك السلطات أصبحت الآن اكثر قوة تأثيرا على مجريات الأمور ، من بينها ما هو رسمى وما هو حر ومستقل وهو الأعلام باقسامه المعروفه مسموع ومشاهد ومقرى ودخل فى المشهد الآن وأحدث اثرا مقدرا اعلام جديد هو الصحافة الألكترونيه ومواقع التواصل الأجتماعى.
    وفى النظام الديمقراطى يسمح بتأسيس النقابات والأتحادات ومنظمات المجتمع المدنى المختلفه ولا من أن تتأسس احزاب بتوجهات فكريه مختلفه (لا دينيه) محافظين ووسط ويمين ويسار .. الخ تشارك فى الأنتخابات على قدر المساواة ولا تعطى ميزه للحزب الحاكم فى عملية اجراء الأنتخابات تجعله يحقق مكاسب غير مشروعه تؤثر فى العمليه الأنتخابيه ولذلك يفضل فى العالم الثالث أن تشكل حكومه تكنقراط محائده لأدارة العمليه الأنتخابيه، وفى النظام الديمقراطى وداخل البرلمان تحديدا ، تستجيب الأقليه لخيارات (الأغلبيه) دون المساس بالدستور والحقوق الأساسيه وتحترم الأغلبيه رأى الأقليه ويعمل الفريقان من اجل تحقيق مصالح الوطن وما يحافظ على النظام الديمقراطى ويؤديان القسم على ذلك، والأغلبيه لا تهمل رأى الأقليه فى القضايا الوطنيه المطروحه ولا فى مشاركتها فى اللجان اذا كان من بين رموزها من هو أكثر جدارة من ممثلى الأغلبيه.
    وبصورة مطلقه فى النظام اليمقراطى هنالك صوت واحد للنائب الواحد.
    أما الشورى فاستنادا على فهم الآيه القرآنيه : (وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ and#1750; فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ) ، ومن يرى بأن تلك الوسيله هى (حكم الله) الذى لا حكم غيره، فعليه الا يتحدث عن (الديمقراطيه) حتى لا يصبح من زمرة (الفاسقين) والمنافقين .. وتلك الايه خاطبت النبى (ص) فى المقام الأول، وطلبت منه أن يشاور قومه فى امور (الدنيا) و(الدوله) لأن امور الدين يأتيه بها (وحى) وبعد أن يشاورهم ويستمع اليهم من حقه ان بأخذ برأى اشار له به نفر منهم أو بعضهم كما فعل فى موضوع اسرى (بدر) حيث مالت نفسه الى رأى ايده (أبو بكر الصديق) وخالفه (عمر بن الخطاب)، وبمفهوم تلك الايه كان من حقه أن يعمل برأى ثالث (فاذا عزمت فتوكل).
    وفى الشريعه آلية عمل (الشورى) أن يؤسس مجلس من عدد محدود من المسلمين (فقط) أى ليس بينهم مسيحى أو امرأة، يسمى مجلس (اهل الحل والعقد) لا (برلمان) كما فى الدوله الحديثه، لا مكان فيه لحديث عن أغلبية ميكانيكيه كما هو فى الديمقراطيه، وأنما يشاور (الحاكم) ذلك (المجلس) ومن حقه أن يعمل بمشورتهم تلك ومن حقه أن ينفرد باتخاذ القرار، فاذا جاز هذا الأمر لنبى معصوم، فهل يجوز لبشر ولأنسان عادى ؟؟ وهل الذين يهتفون الآن فى ميدان رابعة العدويه جميعهم ينادون بعودة مرسى ونظام (الأخوان المسلمين) يفهمون أنهم يعملون لعودة نظام طغاة ديكتاتورى مستيد يمارس القمع لأنه يرى نفسه موكل من الله ومطبق لشرعه ومن يعارضهم فأنه يعارض الله لا يعارض انسانا مثلهم .. وهل يعلمون انهم يعملون ضد أن يكونوا احرارا وأن يحكموا بالديمقراطيه ودولة المواطنه التى لا تميز بين مسلم وغير مسلم أو بين رجل وأمراة، وأى النظامين اقرب للعدل؟
    لا أظنهم يعلمون شيئا من ذلك لأن الأعلام بما فيه (الليبرالى) لا زالت تسيطر عليه أفكار (القرن السابع) فى الجانب الدينى ولا زال يمارس عليه الأرهاب الدينى ولا زال (الأزهر) هو المهيمن على الخطاب الدينى فى المنطقه، والغرض من ذلك أن تبقى الشعوب على تخلفها يسوق لها الجهل والظلام ولكى تبقى تلك الأحكام وتلك الأفكار حاكمه، حتى فى ظل الأنظمه (الديمقراطيه).
    لكن رغم ذلك كله فذلك (الفكر) بدأت هزيمته على نحو واضح بما خدث للأخوان المسلمين فى مصر ، من (الله) وحده الذى يعلم بأن المروجين له كاذبون ومخادعون ومنافقون يتاجرون بدينه ويقدمونه للناس على غير الصوره التى يريدها خالقهم، وأنما من اجل تحقيق مصالحهم ومن اجل ان يملأ فقهاء السلاطين أمثال (القرضاوى) كروشهم وجيوبهم، صحيح ان الله يرضى لخلقه أن يكونوا مسلمين لكنه لا يرضى أن يميز بينهم مثلما لا يميز الأنسان بين ابنه الدكتور وأبنه العامل، ولا يمكن أن يجعل (الأله) و(العدل) من اسمائه جزء من خلقه يعانون من الظلم والبطش والتهميش .. فهو (يرضى) عن (المسلم) .. ويريد (غير المسلم) .. وكما قال العارفون لا يدخل فى هذا الوجود انسان أو حيوان أو فعل أو فكر غصبا عن (ارادة) الله.
    تاج السر حسين

                  

08-11-2013, 09:02 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)


    . رضوان السيد


    انشقاقات الإسلام السني وإفادة إيران والغرب

    تاريخ النشر: الأحد 11 أغسطس 2013


    أخرجت الثورات العربية (2010- 2013) المنطقة العربية من الجمود والإخضاع بمفاعيل التوافق والتقاسم بين إيران وتركيا وإسرائيل برعاية الولايات المتحدة. لكن الاضطراب الشديد الذي يصل إلى حدود الفوضى المدمرة انتشر في الأجواء مجدداً، بفعل عاملَين اثنين: محاولات الانشقاقيين العرب والمسلمين الاستيلاء على نتائج الثورات أو تخريبها، واختراق إيران وتركيا والولايات المتحدة وروسيا لفصائل الإسلام السياسي والجهاديين والإفادة من ذلك في الاحتفاظ بالنفوذ، أو تخريب البلدان وقتل الناس، إن لم يكن الاحتفاظ بالنفوذ ممكناً!


    أصر أقطاب الدراسات الإسلامية على اعتبار وجوه القلق والاضطراب التي انتشرت في المجتمعات الإسلامية في النصف الأول من القرن العشرين صحوةً أو يقظة، تميزت بأمرين: أولهما الإقبال على تديُّن شديد ذي طابع شعائري ورمزي، وتَوق لأسلمة الحياة الفردية والاجتماعية والسياسية. والأمر الثاني رفض الأجنبي، بالمعنى العسكري والأمني والاستعماري بالطبع، وبالمعنى الثقافي والحضاري. وما سيطرت هذه النزعة بشقّيها في عقودها الأُولى، بل تكونت إلى جانبها ثم في مواجهتها ميول ومشروعات للتجديد والإصلاح، كانت وراء الحركات التي كافحت الاستعمار، وسعت لإقامة الدولة أو الكيانات الوطنية الطامحة للاستقلال والتقدم. وقد حققت الدولة الوطنية في عقودها الأولى نجاحات معتبرة، وامتلكت طموحات قصّرت دونها، ولذلك حسمت نُخَبُها العسكرية والثقافية الأمر لصالحها في مطلع الخمسينيات، فأقصت فريقين: البورجوازيات الكبرى التي تعاملت مع المستعمرين من موقع الدونية، والإسلاميين الصاعدين تخوفاً من تشددهم واستخدامهم للدين في الصراع على السلطة. وكان هؤلاء الإحيائيون أو الصحويون آنذاك فئات قليلة لا تحظى بشعبية بارزة، والجمهور مشدود إلى الأفكار القومية والتحررية، وإلى الضباط الذين أرادوا بمثاليتهم تحقيق كل الآمال! لكن الصدامات والاشتباكات بين عسكر الدولة الوطنية والإسلاميين، والذي اتخذ أحياناً طابعاً دموياً، وافتراقات الحرب الباردة، والتحولات بداخل الفكر الإسلامي من استهداف التقدم إلى التركيز على الهوية وحفظها، كُلُّ ذلك جعل الإسلاميين يتحولون إلى تنظيمات سرية صلبة، تطورت لديها عقائد صلبة أيضاً ما عرفها أهل السنة من قبل، مثل القول بفقد الشرعية بسقوط الخلافة وبالقوانين المدنية، وبوجود نظام إسلامي كامل ينبغي تطبيقه تحت اسم تطبيق الشريعة. ويكون ذلك بالوصول للسلطة بشتى الوسائل، وإيكال مهمة إقامة دولة الدين هذه إلى النظام السياسي الذي يقوده الإسلاميون. ومضت فئة منهم بعيداً فقالت باستخدام العنف من أجل تطبيق الشريعة وإقامة الدولة الإسلامية، وهؤلاء هم الجهاديون الذين انفجروا بالداخل العربي والإسلامي، ثم في وجه العالم، منذ السبعينيات وحتى اليوم.

    لقد كان لهذه التحولات والتحويلات نتائج على وحدة أهل السنة ووحدة الإسلام. ففي التقليد الإسلامي أن الدين في الجماعة والمجتمع، بينما يقول الإسلاميون الحزبيون إن الدين مركوز في تنظيمهم، وأنه لا عودة للشرعية والشريعة إلا بإقامة الدولة التي تطبق الشريعة بيد النظام السياسي. وهذا انشقاق كبير وبارز بداخل إسلام أهل السنة، جلبه هذا التسييس المفْرط للدين. وقد ازداد الأمر تفاقماً عندما انضمّت إلى الأصوليين الحزبيين، فئات من السلفيين استفاقوا فجأةً إلى صحة نظرية «الإخوان» الجدد للحاكمية الإلهية! وهكذا فقد عانى أهل السنة في النصف الثاني من القرن العشرين من انشقاقين كبيرين: انشقاق «الإخوان المسلمين»، و«انشقاق الجهاديين». وكلا الطرفين أراد الحلول (باسم الله) محل الأنظمة القائمة.

    وقد عجز علماء أهل السنة- الذين تحدثوا كثيراً عن ترشيد الصحوة أو إعادتها للاعتدال- عن التأثير في هذا التحول والتحويل الاعتقادي. ويرجع ذلك لأنهم تعاملوا معه باعتباره خَطَلا وتطرفاً بسبب الظروف وليس تغيراً اعتقادياً صعب المِراس، وما عرف مثله المسلمون منذ عقود وعقود. وزاد من شراسته وفصاميته لدى أصوليي «الإخوان» ومتشددي الجهاديين: الطغيان الذي ساد في الأنظمة الجمهورية الخالدة على وجه الخصوص بعد أن فقدت الدولة الوطنية مشروعها ومشروعيتها منذ السبعينيات. وهكذا اتخذ الاضطراب المحلي والإقليمي والدولي سِمة التصفيات المتبادلة بين العسكريين المتحولين إلى طائفيين وجماعة أقليات، وعُمّال عند النظام الدولي والمدى الإقليمي، وبين الإسلاميين الذين سيطرت عليهم نزعات شعبوية وقرمطية أو فوضوية، فانطلقوا أولا لإرهاب الداخل المسلم، ثم اصطدموا بالعالم وما يزالون. بينما كمن تيارهم المدني وانكفأ عن الصراع، وراح يبني التنظيم من أجل الاستيلاء على السلطة. وبالفعل فإن المتدينين غير المتطرفين اغتروا ورأوا في «الإخوان» حركةً سياسيةً متلائمةً مع الشريعة، وغير عنيفة، لذا سارع كثيرون من أبناء الفئات الوسطى والمدينية إلى الانضواء فيها، كما أنّ عدداً من كبار القانونيين المصريين والعراقيين اعتقدوا بإمكان تحويل الشريعة إلى قانون قابل للتطبيق أو واجب التطبيق، وهي ليست كذلك على الإطلاق!

    خاض الانشقاقيون إذن معركتين في الوقت نفسه: حرباً ضد الحكومات والشعوب العربية والإسلامية، وضد الولايات المتحدة والعالم، باسم الإسلام، وخاض الحزبيون منهم نضالا مريراً وطويلا للاستيلاء على المجتمع والدولة سِلْماً. ومن الطبيعي والأمر كذلك أن يقاتلهم المتصارعون على تقاسم الديار العربية، مثل الولايات المتحدة وإيران وإسرائيل وتركيا وروسيا. فقد غاب العرب طويلا، وما عاد أحد يحسب لهم حساباً، ثم انفجروا بهذه الطريقة الهائلة. لقد كانت سنوات العقدين الماضيين من أسوأ ما مر على أمتنا في تاريخها: الأميركيون يريدون الهيمنة بالقوة والدبلوماسية، والإسرائيليون لا يعرفون غير الهيمنة بالعسكر، والإيرانيون ينشئون التنظيمات الطائفية المسلحة للاستيلاء على ديارنا تارةً باسم فلسطين وطوراً باسم نُصرة التشيع. وقد قال لنا «نصرالله» أخيراً إنه مضطر لمقاتلة التكفيريين، أي أولئك الذين يسمون أنفسهم جهاديين، والذين تبين أنهم كل السوريين!

    وهكذا يتطلع العربي فيجد نفسه مقتولا من عربي آخر إنما باسم الإسلام. وهذا العربي القاتل يمكن أن يكون من «جبهة النصرة» أو «حزب الله» أو «حماس» أو «الجهاد» أو «القاعدة»! والعالم مرعوب من الإرهاب السني لأنه غير منضبط وليس هناك من يمكن التحدث إليه فيه. بيد أن الرعب الأكبر ذاك الذي تمارسه إيران لأنه لا يقتل الناس فقط؛ بل يشتت الأوطان والمجتمعات. وهذا هو اعتقادنا نحن العرب، لكنه ليس اعتقاد ولا عمل الدوليين الذين ينافقون إيران وينافقون الأسد خوفاً من الجهاديين!

    الجهاديون والقاعديون وأشباههم مرض في جسم الإسلام السني، شاركت في زرعه ظروف وعهود واستخبارات. و«حزب الله» والتنظيمات الشيعية المسلحة الأخرى مرض في جسم الإسلام الشيعي زرعته ولاية الفقيه. والغرب يستفيد من هذا تارةً ومن ذاك تارة أخرى، وكلا الطرفين السني والشيعي يقتل نفسه وبني قومه. وكلا الطرفين انشقاق عنيف لا يرعى حرمةً ولا ذمّة! ويكون علينا لكي يبقى ديننا وتبقى دولنا ومجتمعاتنا أن نناضل بالفكر والعمل ضد الانشقاقين، وآثارهما الدموية المفزعة



    -------------------


    ممدوح الولي

    عبد الناصر سلامة


    الصندوق الأسود للجماعة

    محمد صابرين


    حان الوقت لفتح الصندوق الأسود لجماعة الإخوان المسلمين‏,‏ وبقية الجماعات الراديكالية حتي نعرف تلك الصفقات المريبة‏,‏ التي ربطتها بالغرب وخاصة بريطانيا والولايات المتحدة‏,‏


    وللأسف فقد أزيح الراحل عمر سليمان دون أن يتم فتح الصندوق, إلا أن الغرب ذاته يفتح من حين لآخر بعض الأوراق من صندوق مليء بالأسرار, ومؤخرا أزاح الكاتب البريطاني مارك كيرتس بعض الغموض في كتابه أمور سرية: المؤامرة البريطانية مع الإسلام الراديكالي, ومن الأمور المدهشة هي خلاصة الكتاب لأحد فصوله الإسلام مقابل القومية, التي يحاول فيها تفسير عداء الغرب للأنظمة الوطنية مثل عبدالناصر ومصدق في إيران, وسوكارنو في إندونيسيا.

    ويذهب كيرتس إلي أن الأمر المؤكد أن تعاون واشنطن ولندن مع هذه العناصر( الراديكالية الإسلامية), توضح نموذجا مألوفا: لقد كانتا مستعدتين للتعاون مع الرجعية, وغالبا العناصر المتطرفة, والذين كان لديهم القليل من الأمور المشتركة والذي ليس أكثر من عدو, وهذا العدو هو حكومة قومية علمانية مستقلة وبها بعض التأثيرات الشيوعية, ولقد رأت واشنطن ولندن في الضباط وحلفائهم في دار الإسلام ـ الذين حاولوا التآمر علي سوكارنو بإندونيسيا ـ كقوي بالوكالة مثل الإخوان المسلمين في مصر, وآيات الله الإيرانيين والقوات المرتزقة التي جندتها بريطانيا والولايات المتحدة, هذه القوي بالوكالة يتم استخدامها لقدراتها علي الأذي, ويتم التخلي عنها ببساطة بمجرد أن تتجاوز الفائدة منها, إن تقويض العدو المشترك كان هدفا قصير الأجل, ولكن في لحظة ما كان لابد من تحقيقه بكل الوسائل, وذلك بغض النظر عن الآثار بعيدة المدي المترتبة عليه.

    هذه باختصار المهمة القذرة التي استخدم فيها الغرب هذه القوي ضد الحكومات الوطنية, التي تجرأت علي أن تأتي المحرمات الغربية, ألا وهي استقلال القرار الوطني, والعمل علي الاستفادة من الثروات الوطنية بعيدا عن الاستغلال الغربي, أو بوضوح النهب الاستعماري, ومن هنا, يمكننا أن نلحظ دوما أن الغرب استخدم هذه القوي المتطرفة ـ برغم أنه لا يكن لها احتراما أو ودا ـ لتحقيق أهداف قذرة, وسرعان ما يتخلص منها, إلا أن العجيب أن قادة هذه الجماعات ظلت وفية لعلاقاتها المشبوهة مع بريطانيا والولايات المتحدة, بل مثلما نري ونسمع الآن, أن واشنطن ساهمت بالتمويل ـ وغيره ـ في وصول الإخوان الي حكم مصر, وفي الأغلب في بلدان أخري بالربيع العربي, والسؤال هنا.. لماذا؟, والإجابة هنا من قبل السفير البريطاني في الأردن تشارلز جونستون الي وزير خارجيته بشأن الانحياز الي جماعة الإخوان المسلمين الأردنية في ذروة الصراع مع عبدالناصر, ويقول السفير في معرض تبريره لتأييد الحكومة الجديدة في عمان, إنني أقترح أن مصالحنا سيتم خدمتها بصورة أفضل من قبل نظام استبدادي يحافظ علي الاستقرار والارتباط مع الغرب أفضل من ديمقراطية غير مقيدة تسرع باتجاه الشيوعية والفوضي, وهناك شيء يمكن أن يقال بالنسبة لنظام استبدادي نظيف ـ والموجود حاليا في الأردن ـ والذي يمكن مقارنته بالانتخابات البرلمانية للكولونيل ناصر, ويعقب كيرتس علي ذلك, بأن هذه الرؤية هي خلاصة تفضيلات بريطانيا لأنظمة قمعية يتم دعمها من قبل قوي اليمين الإسلامي أكثر من حكومات ديمقراطية أو شعبية, وهو ملمح دائم للسياسة البريطانية في المنطقة, في الماضي والحاضر, الأمر الذي يساعد في شرح اللجوء الدائم الي التآمر مع القوي الإسلامية.

    {{ وعندما يصل في آخر طبعة من كتابه والتي أفرد فيها لثورات الربيع العربي, فإن كيرتس يقول بوضوح إن علاقات بريطانيا بالإخوان المسلمين تعكس السياسة الأمريكية, وأن المخططين البريطانيين لم يكن لديهم إلا القدر الضئيل من الاهتمام بالأجندة السياسية الداخلية لجماعة الإخوان, ويشير بوضوح الي تجاهل هؤلاء الكثير من الأمور لعل أخطرها هو ما أورده بوضوح علي لسان السير ريتشارد ديرلاف الرئيس السابق لـ ام أي6( هيئة المخابرات البريطانية), في تشاتوم هاوس ـ أحد مراكز الأبحاث البريطانية ـ إنني ليس لدي أوهام علي الإطلاق بشأن ما هي جماعة الإخوان المسلمين, أو ما الذي يمكنها أن تكون, انها يمكنها أن تكون منظمة اجتماعية أو منظمة سياسية, إلا أنها في القلب منها ـ من وجهة نظري هي منظمة إرهابية, وبالمثل ـ مثلما يقول كيرتس ـ فإن صانعي السياسة الأمريكيين من غير المحتمل أن يبتعدوا عن إعادة ارتباطهم علي الأرض بالإخوان, علي الرغم من أن وثائق ويكليكس تقول إن السلطات الأمريكية تضعهم ضمن قائمة63 منظمة إرهابية, هل هناك أوهام لدينا الآن بشأن جماعة الإخوان وارتباطاتها الغربية, علي الأرجح لا توجد أوهام, بل أسرار كثيرة في الصندوق الأسود لجماعة سوف يأتي اليوم الذي تعلن فيه, هم يظنونه بعيدا ونراه قريبا.

    -------------------



    لماذا يفشل الأخوان المسلمون والاسلام السياسى عامة ؟!




    لماذا يفشل الأخوان المسلمون والاسلام السياسى عامة ؟!


    تاج السر حسين

    08-10-2013 09:48 AM


    ببساطة شديدة وقولا واحدا، لأنهم يحملون فى روؤسهم فكر استبدادى ويقومون بافعال سياسية ويتصرفون مع شعوبهم بطريقة لا يرضاها (الله) لخلقه الذين يحبهم جميعا مسلمين وغير مسلمين.
    وبرصد لنماذج من أنظمتهم وتجاربهم فى الحكم، نتساءل هل كانت صدفه أو بسبب سوء اداء شخصيات وقيادات – كما يدعى البعض - أن يفشل الأخوان المسلمون والاسلام السياسى عامة خلال 24 سنه من حكمهم للسودان وبعد تمكينهم لجماعتهم وقضاءهم على المعارضه الجاده وهيمنتهم على كل شئ فيه، وخلال سنه أو سنتين من حكم مصر وتونس اذا اخذنا تلك التجارب كمثال لحكمهم فى العصر الحديث .. الا يوجد من بين قادتهم مفكرين وخبراء وعلماء فى كآفة المجالات ورجال دين يحفظون القرءان ومئات الأحاديث وتفاسير السابقين وكتبهم، وكان العوام من الناس ينظرون الى اؤلئك المفكرين والقادة بعين التقدير والأحترام قبل ان يمارسوا الحكم ؟ فلماذا فشلوا ؟ .. وهل كانت صدفة أن نفشل مشاريع الدوله الدينيه الأسلاميه منذ بداياتها قبل أكثر من 1200 سنه بصوره عامه وحتى اليوم، وحتى فى بلد مثل تركيا التى قال رئيسها فى مصر أنه (مسلم) فى بلد علمانى وفى اول تجربه معارضه سلميه قويه على حكمه واجه المتظاهرون بالقمع والسحل والعنف والقوه المفرطه فى وقت كان يدعم فيه (السوريين) متطرفين وغير متطرفين ضد رئيسهم بدعوى انه ونظامه يقومون يقتلهم وقمعهم؟
    لماذا يعجز كآفة (المسلمون) والمتاسلمون عن الحديث على اى فتره مشرقه حقق فيها الحكم (الأسلامى) نجاحا واضحا فى الحريات والعداله والمساواة والأزدهار الأقتصادى اذا استثنيا فترة الرسول (ص) التى لا يمكن تقويهما لأنه نبى ورسول أكثر منه حاكم، وغير فترة خلقائه الأثنين التى يعود السبب فى نجاحهما فيها لقرب فترتهما من فترة الرسول حتى لو اتخذ كل منهما موقفا مخالفا للآخر خلال فترة حكمه، وكل من حاول أن يتحدث عن حاكم أو امير عادل عبر المسافات والعديد من السنوات واتجه مباشرة (لعمر بن عبد العزيز) الذى حكم لمدة سنتين ونصف فقط وكان الدليل على عدله كما يردد معظم المسلمين فى (زهو) وأفتخار دون أن يدرون بأن ذلك الدليل يسئ للأسلام ولا يشرفه، وهو الذى يقولون فيه: " أن (الجاريه) كانت تباع فى عصره بوزنها ذهبا" .. فاذا سلمنا بعدله وزهد وورعه، لكن هل يا ترى تلك الجاريه كانت راضيه عن نظام لا زال يعاملها كجاريه، أى لم تكن حره حرية كامله حتى لو كانت محتاجه ومضطرة للقبول بذلك الوضع، كما قبل (العبيد) فى امريكا (مضطرين) فى بداية فترة تحريرهم من الرق والأستعباد بواسطة (ابراهام لنكولن) حينما صعبت عليهم حياة الحريه لعدم تعودهم عليها وكان صعب على المجتمع نفسه تقبلهم كاحرار بينه؟
    وهل كان صدفة أن يأتى نظام الأخوان فى السودان ومنذ بداية اغتصابه للسلطه وحتى اليوم، بكآفة المجرمين والأرهابيين والمتطرفين الأسلاميين وغير الأسلاميين وفى مقدمتهم مؤسس تنظيم القاعده (أسامه بن لادن) ، وهل تلك الأسماء رموز (للأسلام) يعتز بها مسلم، ولم يكتفوا فقط بأخوانهم المسلمين والمتأسلمين مثل الشيخ عمر عبد الرحمن ووجدى غنيم وعبود الزمر وعصام عبد الماجد، بل جاءوا معهم بالفنزويلى (كارلوس) الذى باعوه (لفرنسا) بثمن بخس .. وهل كانت صدفة أن يصدر الرئيس المصرى المخلوع (محمد مرسى) بعد وصوله للسلطه عن طريق (انتخابات) خدعت فيها القوى المدنيه، عفوا عن أكثر من 200 مجرما محكومين بالأعدام وسنوات السجن الطويله المشدده، ومن بينهم قتلة الرئيس انور السادات والمفكر فرج فوده ومن حاولوا قتل الأديب نجيب محفوظ ومن قتلوا الآلاف من افراد الشرطه المصريه اضافة الى محكومين آخرين فى قضايا نصب وأحتيال ومخدرات وغسيل اموال، ثم بعد أن ثار عليه الشعب وعزله وأسقطه فى ثوره قوامها 30 مليون مصرى بسبب تجاوزات عديده لا حصر لها، نرى اعلام القاعده فى ميدان رابعه العدويه الذى يعتصم فيه المؤيدون (للأخوان المسلمين) و(للأسلام السياسى) فى غباء وسذاجه وعدم وعى وللرئيس (المخلوع) محمد مرسى، الذى لم يكن رفاقه مقتنعبن به (كرئيس) مؤهل لحكم دوله، لذلك قدموا قبله نائب المرشد (خيرت الشاطر) والآن يستخدمون (محمد مرسى) كقميص عثمان ويتحدثون عن (شرعيته) الى نزعتها عنه الثورة الشعبيه المبهره الجديره بالتقدير والأحترام وأن تسجل ضمن أعظم الثورات فى التاريخ الأنسانى الحديث، لا أن يساء اليها وللشعب المصرى بادعاء عاجز يردده (الفاشلون) وألأستبداديون فى جماعة (الأخوان) بما يقولونه عن أنها انقلاب عسكرى قاده (السيسى) .. ومن اتى (بالسيسى) قائدا عاما للجيش اليس هو (محمد مرسى) نفسه؟ الم يتعهد (محمد مرسى) فى بداية أيامه وامام العالم كله، بأنه اذا خرج مليون مصرى فى مظاهرات يهتفون ضده ويطالبون برحيله بأنه سوف يرحل دون قيد أو شرط؟ فهل اؤلئك الثلاثين مليون مصرى كلهم (فلول) وعلمانيين وليبراليين، الا يوجد بينهم مليون واحد من الذين خرجوا بارادتهم كراهية فى نظام (الأخوان) وفى طريقة حكمهم وفى تقويضهم للقانون ؟ الا يعد نكوث (محمد مرسى) عن وعده نفاقا وآية المنافق اذا تحدث كذب واذا عاهد غدر؟
    ولا داع هنا أن اعيد وأكرر ما فعله متعديا على قرارات وأحكام القضاء واعادة مجلس الشعب المحلول وتحصين اعلاناته الدستوريه وعدم جواز الطعن عليها امام القضاء وكثير من التصرفات التى جعلت منه فرعونا و(الها) يفعل ما يريد وكأنه يعيش فى عصور الظلام وفى القرون الوسطى.
    لا يدل كل ذلك لمن كان له عقل يفكر به، عن وجود مشكلة حقيقيه فى (المنهج) الذى يحكم به (الأخوان المسلمون) يتعارض مع مفهوم الحريه والعداله والدوله المدنيه الديمقراطيه الحديثه، لذلك يواجه (المتاسلمون) بمشاكل فى كل بلد يحكمونه، اذا كان ذلك عن طريق انقلاب أو عن طريق الديمقراطيه .. ولذلك تخرج عليهم الشعوب ولا يبقون على الكراسى الا عن طريق العنف والقمع والقتل والتعذيب والأضطهاد والتشريد كما حدث فى السودان بعد ما انقلب عليهم الضباط الأحرار فى ابريل 1990 أى بعد سنه واحده من حكمهم وكاد انقلابهم أن ينجح، أو عن طريق الكذب وأختلاق المؤامرات والتضليل والأقصاء ومحاولات التمكين ، رغم انهم جاءوا عن طريق (الديمقراطيه) كما حدث فى مصر ولم يكن مستبعدا أن تتبع ذلك (التمكين) تكميم للأفواه وتشريد للقضاة والأعلاميين وقد بدأوا فعلا فى ذلك السبيل ، اضافة الى ارتكاب المذابح والمجازر والتصفيات الجسديه واراقة دماء بلا حدود اذا فشلت كل تلك المخططات الأكاذيب والمؤامرات المختلقه وسمع العالم كله عن نيتهم فى ذلك العمل خلال اللقاء الجماهيرى الذى عقده الرئيس بمشاركه ضخمه من الجماعات الأرهابيه المتطرفه قبل عزله بأيام معدودات، لكن الشعب المصرى لم يمهلهم لأكثر من سنه فى السلطه وقبل أن يتمكنوا واخزاهم الله وهزمهم رحمة بشعب مصر وبشعوب المنطقة كلها، لكن الأخوان لا يعترفون بالحقيقه ويكابرون ويكذبون ويجعلون من انفسهم ضحايا ومظلومين وأن الجيش انقلب عليهم لا الشعب كله، لأن اعترافهم بأن من عزلهم هو الشعب يفقدهم حق المطالبه بالعوده (للشرعيه) كما يدعون.
    ومن اجل التنوير والتثقفيف الذى بزلنا نفسنا له ومن أجل مصلحة من لا يعرفون حقيقة هذا الفكر ومنهجه خاصة بين الشباب الذين كثر عدد الملحدين والمرتددين وسطهم لأنهم لم يجدوا خطابا دينيا يناسب ثقافتهم وعصرهم الذى يعتمد على العلم وعلى المنطق لا على التبعيه واطاعة الأوامر فى الدين أو غيره اذا كانت غير مقنعه.
    وعلى هؤلاء الشباب أن يميزوا بين (الأسلام) وبين (شريعة القرن السابع)، مثلما اصبحوا يميزون الآن بكل سهوله بين (المسلمين) وبين (المـتأسلمين) أو جماعة الأسلام السياسى والا يظنوا بأنها (الأسلام) كما يدعى بعض الجهلاء وأعداء التطور.
    فالأسلام دين يساوى (أصله) بين الناس جميعا ولم يميز بينهم وأعطى الفرصه للمسيحى وحتى للكافر على نحو مطلق أن يتمتع بكآفة حقوقه الأنسانيه والمدنيه والسياسيه والأجتماعيه وأن يصبح رئيسا للدوله حتى اذا لم يكن له دين، وقالت الايه بوضوح: (إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون( وحتى لا يكابر مكابر ويدعى بأن (اليهود والنصارى والصابئين) مقصود بهم معتنقى تلك الأديان قبل أن يصبحوا مسلمين نقول لهم أن هذا القرءان نزل على قوم يعرفون لغتهم جيدا وكانوا يتمتعون بالبلاغة (الفطريه)، وقولهم مردود عليهم (فالذين آمنوا) مقصود بها (المسلمين) ثم ذكر بهم من لم يسلم ولم يصل درجة الأئمان .. وهنالك آية أخرى تؤكد ان اؤلئك الناس حسابهم عند ربهم يوم القيامه وليس من حق احد أن يتنقصهم حقوقهم فى الدنيا وهى التى تقول: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ).
    وفى حق الأختيار الحر فى الدين وفى غير الدين بالضروره قالت الآيه: (فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ) وجاء فى آية أخرى (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) .. وجاء فى آية أخرى (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ)، فهل هناك حرية و(ليبراليه) أكثر من هذه فى الأسلام (الأصلى) الذى اراده الله للناس جميعا فى بداية الرساله الأسلاميه لكى يطبقونه حينما يستعدون له ويصبحون مهئين لذلك بفضل الله والتطور، وهل نجد حرية ومساواة بين الناس جميعاعلى ذلك المستوى فى شريعة القرن السابع التى كانت شريعه (موقوته) مناسبه لقوم بعينهم، لهم ثقافتهم واعرافهم وكانوا اجلافا وغلاظ طباع خارجين لتوهم من جاهليه ومن ثقافة القهر التى تعمل بمبدأ من غلب سلب وأستعبد وأسترق ونكح الجوارى بلا حساب أو عدد، لكن رغم كل ذلك كانت بينهم شخصيه متفرده و(غريبة) بينهم ، لذلك كان يردد فى حزن من وقت لآخر (وآ شوقاه .. وآشوقاه لأخوانى الذين لما يأتوا بعد) .. وكانت على طباعه تختلف كثيرا عن طباعهم وكانه جاء اليهم من (المستقبل) .. كانت تلك الشخصيه هى شخصية الرسول (ص) بلحمه ودمه، لذلك فأن تلك الأحكام والحصانات التى لو اعطيت لأى انسان آخر غير الرسول المعصوم بفضل من ربه، لمارس من خلالها ديكتاتورية واستبداد وظلم، لا يمكن أن تتحمله الشعوب وتصبر عليه، وهذا ما يفعله (المتاسلمون) الآن حيث يريدون أن يحكموا الناس بتلك الأحكام والقوانين والحصانات التى منحت للرسول (ص)، وهم لا يملكون ذرة مما اعطاه له الله ولا يأتيهم الوحى مصححا اخطائهم، بل معهم وبينهم منافقين و(شياطين) انس، يقال عنهم علماء وفقهاء يزينون لهم الباطل يقولون لهم لقد رايناكم ايها الحكام القتله والمجرمين وأنتم تؤمون الرسول (ص) فى الصلاه !!
    رغم ذلك كله ولكى ندلل على عدم صلاحية تلك (الشريعه) لهذا العصر وثقافته بعد أن لبت حاجات اؤلئك الناس (تماما) ، علينا أن ننظر ونتـأمل بند واحد من بنود دستور المدينه أو صحيفة المدينه، الذى يقول ((وَل لايَقْتُلُ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنًا فِي كَافِرٍ .. وَلا يَنْصُرُ كَافِرًا عَلَى مُؤْمِنٍ .. وَإِنّ ذِمّةَ اللّهِ وَاحِدَةٌ يُجِير عَلَيْهِمْ أَدْنَاهُمْ .. وَإِنّ الْمُؤْمِنِينَ بَعْضُهُمْ مَوَالِي بَعْضٍ دُونَ النّاسِ)).
    تلك الصحيفه وذلك الدستور نحترمه وتقدره كونه صدر من الرسول (ص) وفى زمنه ويعد ذلك الدستور متقدما على ما كان من قبله من احكام ودساتير واعراف تنظم حياة الناس ، لكن هل يعقل أن نقبل به فى عصرنا الحالى عصر حقوق الأنسان وقد كان (الصحابه) يراجعون رسولهم ويحتجون عليه، طالما كان الأمر ، امر (دنيا) لا أمر (دين)، وقد حدث ذلك كثيرا وكانوا يسالونه قبل ابداء ارائهم، هل هذا الأمر أم دين أم دنيا يا رسول الله، وكانوا يفعلون نفس الشئ مع خلفائه الأثنين ومن جاءوا بعدهم ، ولذلك وفى هذا العصر لن يرضى انسان عاقل (حر) بديلا عن دولة (المواطنه)، المدنيه الديمقراطيه الحديثه، التى لا تميز بين مواطنيها الا بالوطنيه والعلم والكفاءة والخبره والتى كنا توافقنا عليها فى السودان لما انفصل الجنوب ولو عمل بمفهومها (مرسى) لما فشل ولما خلعه شعب مصر.
    وكما هو واضح استخدم (السلفيون) ذلك البند الذى اوردته من دستور (المدينه) فى اصرارهم على الماده 219 فى الدستور الذى ابطلته ثورة 30 يونيو المصريه، التى تجعل القصاص من مسلم قتل مسيحيا غير جائز واستخدم البند ذاته الرئيس المصرى (مرسى) قبل خلعه، وهو ليس برسول فعفا عن متطرف وارهابى اسلامى حكم القضاء المصرى عليه بالأعدام، قتل مسيحيا فى احدى محافظات مصر، مع أن الأسلام (الأصلى) لا شريعة القرن السابع تقول فى القرءان: (مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِى and#1649;لأرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ and#1649;لنَّاسَ جَمِيعاً) .. والناس جميعا تعنى مسلمين وغير مسلمين .. وكل انسان فيه (نفس) وفيه (روح) ولم تقل الايه من قتل (مسلما) فقط كأنما قتل الناس جميعا، وما لا يعلمه المصريون ولا يهتمون له كثيرا خاصة (المتأسلمين) ان ما حدث لهم اليوم فى مصر من ذلة واهانه واصبحوا يحتلون الميادين بعد أن احتلوا قصر الحكم، ربما كان سببه الأساسى الظلم الذى وقع فى حق شهداء الشيعه الأربعه الذين قتلوا بطريقة إنسان رخيصه اذا اتبعها انسان فى قتل ######ه فى اى دوله غربيه محترمه لعوقب اشد عقوبه لأنها طريقة وحشية وغير انسانيه وتسئ للأسلام ولمعتنق اى دين على وجه الأرض.
    وبالعودة لذلك القرار الذى أتخذه مرسى بالعفو عن قاتل (المسيحى)، هل يتطابق مع معنى ألايه (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون) وقلنا من قبل حكم الله المطلوب فى جميع الشرائع والصالح لكل مكان وزمان هو (العدل) .. لأن الله قال فى آية أخرى (وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِand#1754;) ام يتطابق فقط مع احكام شريعة القرن السابع المستنبطه من ألايات التى كان حكمها صالحا لأؤلئك الناس والتى تقول: (فاذا أنسلخ ألشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم) .. ويتطابق مع معنى الآيه فى معاملة غير المسلمين التى تقول: (قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ) .. وعما قالت به المذاهب الأربعه التى ترفض القصاص من مسلم، فى كافر اذا كاون شهود حادثة القتل غير مسلمين؟
    لذلك يجب ان يعلم البسطاء والمغرر به وأنصاف المتعلمين فى جميع المجالات بأن ذلك (المنهج) لا علاقة له (بالأسلام) الصحيح (الأصلى)، وأنما له علاقة بشريعه (القرن السابع) التى لا تصلح لأنسانية هذا القرن ولذلك يفشل الأخوان المسلمون وغيرهم من تيارات (أسلامويه) فى الحكم، لأنهم اما أن يكونوا صادقين فيطبقوا ما دعت له تلك (الشريعه) بتفاصيلها ودون زيادة أو نقصان، فينتجوا انظمة مشابهة لنظام (افغانستان) خلال فترة حكم جماعة (طالبان) ولنظام (الصومال) خلال فترة حكم جماعة (المحاكم الشرعيه) فيمنعون الفتيات من التعليم ومن الذهاب للمدارس والجامعات ومن ممارسة العمل لأن (الشريعه) تمنع المرأة من الخروج الا لضرورة قصوى وتعتبر صوتها عوره بل كلها عورة وفى الشريعه يكره ذهاب المرأة الجميله لأداء صلاتها فى المسجد فى جماعه وتفضل صلاتها فى بيتها مثلما يمنع سفرها لوحدها دون محرم لأداء الحج حتى لو كانت عجوز لا يرغبها الرجال، بل أن بعض أحكام الشريعه المتشدده تقول، للمرأة ثلاث خرجات فقط، من بطن امها لبيت ابيها ومن بيت ابيها لبيت زوجها ومن بيت زوجها للقبر ومن عجب بعض النساء وفى جهل يؤيدن مثل هذا الفكر، وهذا ما سميته قمة اذلال الشخص واهانته لنفسه، فأمر طبيعى أن يهينك أنسان أو يذلك خاصة اذا كان اقوى منك وكنت مكرها، لكن اسوا انواع الذل والأهانه أن يقبل الأنسان لنفسه بتلك الأهانه والدونيه وذلك الذل والا يشعر بالنقص وهو يقبل قدمى من يهينه ويذله اذا كان بامكانه ان يعيش حرا وكريما، وهذا هو ما تفعله بعض (النسوه) الجاهلات بالضبط بتقبلهن لذلك الفكر (الذكورى) الذى يجعل منهن مواطنات درجه ثانيه بلا حقوق الا ما يريده لهن الرجال المؤمنين بذلك الفكر والمستفيدين منه.
    وهناك نوع ثانى يتحدثون عن تلك (الشريعه) وعن فرضها على المجتمعات، لكنهم غير صادقين ومراوغين ومداهنين يتعاملون مع تلك (الشريعه) مثل المزارع الذى يجمع الثمار التى تناسبه وتحقق له ربحا، ويترك باقى الثمار فى شجرها أو على الأرض اذا كانت لا تحقق تلك المنفعه وهى التى سماها عمر البشير الشريعه (المدغمسه)، وهم لا يعلمون أن الله لم يعد الكاذبين نصره.
    ومن امثلة ذلك المنهج الذى يتبعه (الأخوان) فى العصر الحيدث انهم يسمحون للمرأة أن تعمل وأن تشارك فى العمل السياسى والأجتماعى – على مضض – ومضطرين لذلك الأمر، بناء على (ميكافليتهم) وما يحقق مصلحتهم السياسيه لأن عدد النساء ربما يزيد عن عدد الرجال فى عالم اليوم وحتى لا يفقدوا اصواتهن اذا الزموهن باحكام متشدده، رغم ان الأخوان وفى ذكاء (الشياطين) يجعلون تمثيلهن محدود لا بالحجم المناسب لعددهن فى المجتمع وتوضع لهن حدود لا يمكن تجاوزها ولا تسمح لهن بالوصول الى رئاسة الدوله (مثلا) حتى لو كانت تلك المرأة فى قوة مارجريت تاتشر، وتغلف تلك التعليمات التى تحجم دور المرأة بفتاوى تقول ذلك حكم الله و(شرعه) الذى يجب أن تلتزم به المرأة (المسلمه)، ولذلك فأن اغلب الظن يذهب الى أن قتلة رئيسة الباكستان الراحله (بنازير بوتو) كانوا من الجماعات الأسلاميه المتطرفه فى ذلك البلد الذى يعشعش فيه فكر (المهووسين) الظلامى المتطرف، مع انها وصلت للسطه عن طريق انتخابات ديمقراطيه.
    أما اكبر انفصام فى فكر (الأخوان) الذين يدعون الأعتدال والوسطيه لكى يصبحوا مقبولين عند الديمقراطيين والليبراليين وعند المجتمع الدولى وفى ذات الوقت يدخلهم فى خلافات واشكالات تصل حد تكفيرهم من رفاقهم السلفيين والسلفيين الجهاديين والجماعات الجهاديه والوهابيه، لا لأنهم سمحوا (للبارات) التى تبيع الخمر أن تعمل بصورة طبيعيه حتى سقوط وخلع مرسى واكتفائهم بزيادة ضرائبها .. ولا لأنهم جددوا تراخيص (كباريهات) شارع الهرم لمدة ثلاث سنوات، فى وقت كان يجدد لها سنة بسنة فى عهد (مبارك) .. ولا بسبب الخطاب الغرامى الحميمى الذى ارسله (مرسى) لصديقه العزيز (بيريز) الذى بدأه ب ((بسم الله الرحمن الرحيم)) ولحظتها تذكرت الحديث الذى يتحدث عن الذى يقرأ القرآن والقرآن يلعنه.
    ثم اضاف:
    محمد مرسي رئيس الجمهورية
    ((صاحب الفخامة السيد)) شيمون بيريز رئيس ((دولة)) إسرائيل .. عزيزي وصديقي العظيم..
    لما لي من شديد الرغبة في أن أطور ((علاقات المحبة)) التي تربط لحسن الحظ ((بلدينا)) ...
    أرجو من ((فخامتكم)) أن تتفضلوا فتحوطوه بتأييدكم، وتولوه رعايتكم، وتتلقوا منه بالقبول وتمام الثقة، ما يبلغه إليكم من جانبي، ولا سيما إن كان لي الشرف بأن أعرب لفخامتكم عما أتمناه ((لشخصكم من السعادة، ولبلادكم من الرغد)).

    ((صديقكم الوفي))
    محمد مرسي
    تلك مقتطفات من خطاب (مرسى) ، الذى صلى اماما من خلفه الرسول (ص) ، كما ادعى أحد المنافقين .. والغريب فى الأمر أن (الأسلاميين) لا يشعرون بالحرج من هذا الخطاب ولا زالوا يتحدثون عن ان مرسى وجماعته بأنهم سوف يحاربون أسرائيل فى يوم من الأيام على الرغم من انه (بلع) كلامه وتراجع من شتيمته لليهود عام 2010 حينما كان معارضا لمبارك والتى وصفهم فيها: (بأنهم أحفاد قرده وخنازير)) وطالب بطردهم وجميع حلفائهم يقصد (الأمريكان) من الدول العربيه!
    الشاهد فى الأمر أن الأنفصام الفكرى أو (الشيزوفرينيا) الفكريه التى اعنيها تتمثل فى انهم حينما يخاطبون (الغرب) يتحدثون عن المدنيه والدوله الحديثه وعن (الديمقراطيه) التى تكفرها تلك الجماعات وتدعو على من يعمل بها بالموت والهلاك وسوء الخاتمه صباح مساء، لكنهم حينما يخاطبون الشعب الجاهل والأمى والبسيط ورفاقهم فى التيارات الأسلاميه فى الداخل، خاصة فى زمن (الأنتخابات) تجدهم يتحدثون عن دولة الخلافه وعن (الشريعه)، وعن وسيلة الحكم التى تناقض (الديمقراطيه) وهى (الشورى) خداعا للجماهير ودغدغة لمشاعرهم وهذا هو المعنى الذى بسببه قال كارل ماركس: (الدين افيون الشعب)، أى انه يستخدم لتخدير الشعوب وتضليلها.
    ولهذا دعونا نبين الفرق بين الديمقراطيه كما هى تمارس فى العصر الحديث وبين الشورى فى النظام (الأسلامى) اذا كان هنالك ما يسمى بنظام (حكم) اسلامى لا (دعوى اسلاميه)، لكى يختار كل انسان اى المنهجين اصلح له ولهذا العصر وايهما اقرب لمرضاة الله الذى خلق الناس احرارا وقال فى حقهم: (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) وقال (ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين).
    وتعريف الديمقراطيه ببساطة شديدة هو: (حكم الشعب بواسطة الشعب لمصلحة الشعب) .. للذك ما فأن انحياز الجيش المصرى لشعبه هو فعل ديمقراطى لأنه (لمصلحة الشعب)، وفى النظام الديمقراطى لابد أن تكون حرا وأن تسمح بالحريه لغيرك أى ان تكون مؤمنا (بالحريه لك ولسواك) .. ولقد عرف الشهيد المفكر التقى الزاهد فى الدنيا العارف بالله محمود محمد طه، الأنسان الحر فقال: ((هو الذى يفكر كما يريد ويقول بما يفكر ويعمل بما يقول، ثم لا تكون عاقبة فكره وقوله وفعله الا خيرا بالأحياء والأشياء)).
    يعنى لكى تكون حرا فيجب أن تفكر كما تشاء .. وأن تفصح عما تفكر فيه اى الا تتعرض لقمع واضطهاد يمنعك من أن تبوح بما تفكر فيه والا تكتم فكرك من تلقاء نفسك .. ثم أن تعمل بما تقول به، لكى لا تكون منافقا، والمنافق هو من يفعل خلاف ما يقول .. وأخيرا ان تكون نتيجه فكرك وقولك وعملك خير بالأحياء والأشياء!
    فهل يفعل الأخوان المسلمون اليوم ما يقولونه بالسنتهم وهم يدعون ائهم يؤمنون (بالديمقراطيه) ويتباكون على (شرعية) نزعها عنهم (الشعب) فى وقت يتحدثون فيه بلسان آخر عن الشورى؟
    وهل قول سيد قطب الذى يعمل به غالبية (الأخوان) اليوم وجعلهم أقرب (للوهابيه) له علاقة (بالديمقراطيه) ؟
    قال سيد قطب فى كتابه "معالم في الطريق" ص (158) ما نصه:
    "والمسألة في حقيقتها مسألة كفر وإيمان، مسألة شرك وتوحيد، مسألة جاهلية وإسلام، وهذا ما ينبغي أن يكون واضحاً، إن الناس ليسوا مسلمين كما يدعون، وهم يحيون حياة الجاهلية، وإذا كان فيهم من يريد أن يخدع نفسه، أو يخدع الآخرين، فيعتقد أن الإسلام ممكن أن يستقيم مع هذه الجاهلية، فله ذلك، ولكن انخداعه أو خداعه لا يغير من حقيقة الواقع شيئاً، ليس هذا إسلاماً وليس هؤلاء مسلمين" .
    ولذلك دعا (جماعته) للعمل على الوصول للسلطه لتطبيق شرع الله، بكل (الصور)!
    يعنى عن طريق الديمقراطيه اذا امكن ذلك ولا توجد مشكله فى تزوير الأنتخابات .. وعن طريق انقلاب عسكرى كما فعل (اخوان) السودان .. أو عن طريق الأغتيالات والتصفيات الجسديه وأشعال الحرائق ، كما ظلوا يفعلوا فى مصر منذ تأسيس تنظيمهم.
    قهل لذلك الفكر أى علاقه (بالديمقراطيه) التى من أهم الياتها ووسائلها تاسيس دولة (مؤسسات) مستقله عن بعضها البعض هى:
    1- السلطه التنفيذيه، وتعنى رئيس الدوله حسب نوعية النظام والوزراء برئيسهم وباقى أجهزة الدوله التنفيذيه، 2- السلطه التشريعيه، وتتكون من مجلس النواب ومجلس الشورى – اذا وجد - والمجالس الولائيه والمحليه ودورها فى تشريع القوانين واللوائح .. 3- السلطه القضائيه التى يجب أن تكون مستقله استقلالا ومن حق القضاء يشاركوا بالرأى السياسى والثقافى والتنويرى فيما يدور فى وطنهم لكنهم لا يعملون بالسياسه، اى الا ينتمى القضاة لحزب ولا يعلنوا انحيازهم لكيان سياسى أو أن يترشح قاض لمنصب سياسى قبل أن يستقيل من وظيفته .. والجهاز القضائى هو (الحكم) بين كأفة السلطات بما فيها رئيس الدوله ويلجأ له الجميع لحسم الخلافات القانونيه وتفسير القوانين ودستوريتها، وهنالك سلطه رابعه اضيفت لتلك السلطات أصبحت الآن اكثر قوة تأثيرا على مجريات الأمور ، من بينها ما هو رسمى وما هو حر ومستقل وهو الأعلام باقسامه المعروفه مسموع ومشاهد ومقرى ودخل فى المشهد الآن وأحدث اثرا مقدرا اعلام جديد هو الصحافة الألكترونيه ومواقع التواصل الأجتماعى.
    وفى النظام الديمقراطى يسمح بتأسيس النقابات والأتحادات ومنظمات المجتمع المدنى المختلفه ولا من أن تتأسس احزاب بتوجهات فكريه مختلفه (لا دينيه) محافظين ووسط ويمين ويسار .. الخ تشارك فى الأنتخابات على قدر المساواة ولا تعطى ميزه للحزب الحاكم فى عملية اجراء الأنتخابات تجعله يحقق مكاسب غير مشروعه تؤثر فى العمليه الأنتخابيه ولذلك يفضل فى العالم الثالث أن تشكل حكومه تكنقراط محائده لأدارة العمليه الأنتخابيه، وفى النظام الديمقراطى وداخل البرلمان تحديدا ، تستجيب الأقليه لخيارات (الأغلبيه) دون المساس بالدستور والحقوق الأساسيه وتحترم الأغلبيه رأى الأقليه ويعمل الفريقان من اجل تحقيق مصالح الوطن وما يحافظ على النظام الديمقراطى ويؤديان القسم على ذلك، والأغلبيه لا تهمل رأى الأقليه فى القضايا الوطنيه المطروحه ولا فى مشاركتها فى اللجان اذا كان من بين رموزها من هو أكثر جدارة من ممثلى الأغلبيه.
    وبصورة مطلقه فى النظام اليمقراطى هنالك صوت واحد للنائب الواحد.
    أما الشورى فاستنادا على فهم الآيه القرآنيه : (وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ and#1750; فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ) ، ومن يرى بأن تلك الوسيله هى (حكم الله) الذى لا حكم غيره، فعليه الا يتحدث عن (الديمقراطيه) حتى لا يصبح من زمرة (الفاسقين) والمنافقين .. وتلك الايه خاطبت النبى (ص) فى المقام الأول، وطلبت منه أن يشاور قومه فى امور (الدنيا) و(الدوله) لأن امور الدين يأتيه بها (وحى) وبعد أن يشاورهم ويستمع اليهم من حقه ان بأخذ برأى اشار له به نفر منهم أو بعضهم كما فعل فى موضوع اسرى (بدر) حيث مالت نفسه الى رأى ايده (أبو بكر الصديق) وخالفه (عمر بن الخطاب)، وبمفهوم تلك الايه كان من حقه أن يعمل برأى ثالث (فاذا عزمت فتوكل).
    وفى الشريعه آلية عمل (الشورى) أن يؤسس مجلس من عدد محدود من المسلمين (فقط) أى ليس بينهم مسيحى أو امرأة، يسمى مجلس (اهل الحل والعقد) لا (برلمان) كما فى الدوله الحديثه، لا مكان فيه لحديث عن أغلبية ميكانيكيه كما هو فى الديمقراطيه، وأنما يشاور (الحاكم) ذلك (المجلس) ومن حقه أن يعمل بمشورتهم تلك ومن حقه أن ينفرد باتخاذ القرار، فاذا جاز هذا الأمر لنبى معصوم، فهل يجوز لبشر ولأنسان عادى ؟؟ وهل الذين يهتفون الآن فى ميدان رابعة العدويه جميعهم ينادون بعودة مرسى ونظام (الأخوان المسلمين) يفهمون أنهم يعملون لعودة نظام طغاة ديكتاتورى مستيد يمارس القمع لأنه يرى نفسه موكل من الله ومطبق لشرعه ومن يعارضهم فأنه يعارض الله لا يعارض انسانا مثلهم .. وهل يعلمون انهم يعملون ضد أن يكونوا احرارا وأن يحكموا بالديمقراطيه ودولة المواطنه التى لا تميز بين مسلم وغير مسلم أو بين رجل وأمراة، وأى النظامين اقرب للعدل؟
    لا أظنهم يعلمون شيئا من ذلك لأن الأعلام بما فيه (الليبرالى) لا زالت تسيطر عليه أفكار (القرن السابع) فى الجانب الدينى ولا زال يمارس عليه الأرهاب الدينى ولا زال (الأزهر) هو المهيمن على الخطاب الدينى فى المنطقه، والغرض من ذلك أن تبقى الشعوب على تخلفها يسوق لها الجهل والظلام ولكى تبقى تلك الأحكام وتلك الأفكار حاكمه، حتى فى ظل الأنظمه (الديمقراطيه).
    لكن رغم ذلك كله فذلك (الفكر) بدأت هزيمته على نحو واضح بما خدث للأخوان المسلمين فى مصر ، من (الله) وحده الذى يعلم بأن المروجين له كاذبون ومخادعون ومنافقون يتاجرون بدينه ويقدمونه للناس على غير الصوره التى يريدها خالقهم، وأنما من اجل تحقيق مصالحهم ومن اجل ان يملأ فقهاء السلاطين أمثال (القرضاوى) كروشهم وجيوبهم، صحيح ان الله يرضى لخلقه أن يكونوا مسلمين لكنه لا يرضى أن يميز بينهم مثلما لا يميز الأنسان بين ابنه الدكتور وأبنه العامل، ولا يمكن أن يجعل (الأله) و(العدل) من اسمائه جزء من خلقه يعانون من الظلم والبطش والتهميش .. فهو (يرضى) عن (المسلم) .. ويريد (غير المسلم) .. وكما قال العارفون لا يدخل فى هذا الوجود انسان أو حيوان أو فعل أو فكر غصبا عن (ارادة) الله.
    تاج السر حسين

                  

08-11-2013, 09:02 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)


    . رضوان السيد


    انشقاقات الإسلام السني وإفادة إيران والغرب

    تاريخ النشر: الأحد 11 أغسطس 2013


    أخرجت الثورات العربية (2010- 2013) المنطقة العربية من الجمود والإخضاع بمفاعيل التوافق والتقاسم بين إيران وتركيا وإسرائيل برعاية الولايات المتحدة. لكن الاضطراب الشديد الذي يصل إلى حدود الفوضى المدمرة انتشر في الأجواء مجدداً، بفعل عاملَين اثنين: محاولات الانشقاقيين العرب والمسلمين الاستيلاء على نتائج الثورات أو تخريبها، واختراق إيران وتركيا والولايات المتحدة وروسيا لفصائل الإسلام السياسي والجهاديين والإفادة من ذلك في الاحتفاظ بالنفوذ، أو تخريب البلدان وقتل الناس، إن لم يكن الاحتفاظ بالنفوذ ممكناً!


    أصر أقطاب الدراسات الإسلامية على اعتبار وجوه القلق والاضطراب التي انتشرت في المجتمعات الإسلامية في النصف الأول من القرن العشرين صحوةً أو يقظة، تميزت بأمرين: أولهما الإقبال على تديُّن شديد ذي طابع شعائري ورمزي، وتَوق لأسلمة الحياة الفردية والاجتماعية والسياسية. والأمر الثاني رفض الأجنبي، بالمعنى العسكري والأمني والاستعماري بالطبع، وبالمعنى الثقافي والحضاري. وما سيطرت هذه النزعة بشقّيها في عقودها الأُولى، بل تكونت إلى جانبها ثم في مواجهتها ميول ومشروعات للتجديد والإصلاح، كانت وراء الحركات التي كافحت الاستعمار، وسعت لإقامة الدولة أو الكيانات الوطنية الطامحة للاستقلال والتقدم. وقد حققت الدولة الوطنية في عقودها الأولى نجاحات معتبرة، وامتلكت طموحات قصّرت دونها، ولذلك حسمت نُخَبُها العسكرية والثقافية الأمر لصالحها في مطلع الخمسينيات، فأقصت فريقين: البورجوازيات الكبرى التي تعاملت مع المستعمرين من موقع الدونية، والإسلاميين الصاعدين تخوفاً من تشددهم واستخدامهم للدين في الصراع على السلطة. وكان هؤلاء الإحيائيون أو الصحويون آنذاك فئات قليلة لا تحظى بشعبية بارزة، والجمهور مشدود إلى الأفكار القومية والتحررية، وإلى الضباط الذين أرادوا بمثاليتهم تحقيق كل الآمال! لكن الصدامات والاشتباكات بين عسكر الدولة الوطنية والإسلاميين، والذي اتخذ أحياناً طابعاً دموياً، وافتراقات الحرب الباردة، والتحولات بداخل الفكر الإسلامي من استهداف التقدم إلى التركيز على الهوية وحفظها، كُلُّ ذلك جعل الإسلاميين يتحولون إلى تنظيمات سرية صلبة، تطورت لديها عقائد صلبة أيضاً ما عرفها أهل السنة من قبل، مثل القول بفقد الشرعية بسقوط الخلافة وبالقوانين المدنية، وبوجود نظام إسلامي كامل ينبغي تطبيقه تحت اسم تطبيق الشريعة. ويكون ذلك بالوصول للسلطة بشتى الوسائل، وإيكال مهمة إقامة دولة الدين هذه إلى النظام السياسي الذي يقوده الإسلاميون. ومضت فئة منهم بعيداً فقالت باستخدام العنف من أجل تطبيق الشريعة وإقامة الدولة الإسلامية، وهؤلاء هم الجهاديون الذين انفجروا بالداخل العربي والإسلامي، ثم في وجه العالم، منذ السبعينيات وحتى اليوم.

    لقد كان لهذه التحولات والتحويلات نتائج على وحدة أهل السنة ووحدة الإسلام. ففي التقليد الإسلامي أن الدين في الجماعة والمجتمع، بينما يقول الإسلاميون الحزبيون إن الدين مركوز في تنظيمهم، وأنه لا عودة للشرعية والشريعة إلا بإقامة الدولة التي تطبق الشريعة بيد النظام السياسي. وهذا انشقاق كبير وبارز بداخل إسلام أهل السنة، جلبه هذا التسييس المفْرط للدين. وقد ازداد الأمر تفاقماً عندما انضمّت إلى الأصوليين الحزبيين، فئات من السلفيين استفاقوا فجأةً إلى صحة نظرية «الإخوان» الجدد للحاكمية الإلهية! وهكذا فقد عانى أهل السنة في النصف الثاني من القرن العشرين من انشقاقين كبيرين: انشقاق «الإخوان المسلمين»، و«انشقاق الجهاديين». وكلا الطرفين أراد الحلول (باسم الله) محل الأنظمة القائمة.

    وقد عجز علماء أهل السنة- الذين تحدثوا كثيراً عن ترشيد الصحوة أو إعادتها للاعتدال- عن التأثير في هذا التحول والتحويل الاعتقادي. ويرجع ذلك لأنهم تعاملوا معه باعتباره خَطَلا وتطرفاً بسبب الظروف وليس تغيراً اعتقادياً صعب المِراس، وما عرف مثله المسلمون منذ عقود وعقود. وزاد من شراسته وفصاميته لدى أصوليي «الإخوان» ومتشددي الجهاديين: الطغيان الذي ساد في الأنظمة الجمهورية الخالدة على وجه الخصوص بعد أن فقدت الدولة الوطنية مشروعها ومشروعيتها منذ السبعينيات. وهكذا اتخذ الاضطراب المحلي والإقليمي والدولي سِمة التصفيات المتبادلة بين العسكريين المتحولين إلى طائفيين وجماعة أقليات، وعُمّال عند النظام الدولي والمدى الإقليمي، وبين الإسلاميين الذين سيطرت عليهم نزعات شعبوية وقرمطية أو فوضوية، فانطلقوا أولا لإرهاب الداخل المسلم، ثم اصطدموا بالعالم وما يزالون. بينما كمن تيارهم المدني وانكفأ عن الصراع، وراح يبني التنظيم من أجل الاستيلاء على السلطة. وبالفعل فإن المتدينين غير المتطرفين اغتروا ورأوا في «الإخوان» حركةً سياسيةً متلائمةً مع الشريعة، وغير عنيفة، لذا سارع كثيرون من أبناء الفئات الوسطى والمدينية إلى الانضواء فيها، كما أنّ عدداً من كبار القانونيين المصريين والعراقيين اعتقدوا بإمكان تحويل الشريعة إلى قانون قابل للتطبيق أو واجب التطبيق، وهي ليست كذلك على الإطلاق!

    خاض الانشقاقيون إذن معركتين في الوقت نفسه: حرباً ضد الحكومات والشعوب العربية والإسلامية، وضد الولايات المتحدة والعالم، باسم الإسلام، وخاض الحزبيون منهم نضالا مريراً وطويلا للاستيلاء على المجتمع والدولة سِلْماً. ومن الطبيعي والأمر كذلك أن يقاتلهم المتصارعون على تقاسم الديار العربية، مثل الولايات المتحدة وإيران وإسرائيل وتركيا وروسيا. فقد غاب العرب طويلا، وما عاد أحد يحسب لهم حساباً، ثم انفجروا بهذه الطريقة الهائلة. لقد كانت سنوات العقدين الماضيين من أسوأ ما مر على أمتنا في تاريخها: الأميركيون يريدون الهيمنة بالقوة والدبلوماسية، والإسرائيليون لا يعرفون غير الهيمنة بالعسكر، والإيرانيون ينشئون التنظيمات الطائفية المسلحة للاستيلاء على ديارنا تارةً باسم فلسطين وطوراً باسم نُصرة التشيع. وقد قال لنا «نصرالله» أخيراً إنه مضطر لمقاتلة التكفيريين، أي أولئك الذين يسمون أنفسهم جهاديين، والذين تبين أنهم كل السوريين!

    وهكذا يتطلع العربي فيجد نفسه مقتولا من عربي آخر إنما باسم الإسلام. وهذا العربي القاتل يمكن أن يكون من «جبهة النصرة» أو «حزب الله» أو «حماس» أو «الجهاد» أو «القاعدة»! والعالم مرعوب من الإرهاب السني لأنه غير منضبط وليس هناك من يمكن التحدث إليه فيه. بيد أن الرعب الأكبر ذاك الذي تمارسه إيران لأنه لا يقتل الناس فقط؛ بل يشتت الأوطان والمجتمعات. وهذا هو اعتقادنا نحن العرب، لكنه ليس اعتقاد ولا عمل الدوليين الذين ينافقون إيران وينافقون الأسد خوفاً من الجهاديين!

    الجهاديون والقاعديون وأشباههم مرض في جسم الإسلام السني، شاركت في زرعه ظروف وعهود واستخبارات. و«حزب الله» والتنظيمات الشيعية المسلحة الأخرى مرض في جسم الإسلام الشيعي زرعته ولاية الفقيه. والغرب يستفيد من هذا تارةً ومن ذاك تارة أخرى، وكلا الطرفين السني والشيعي يقتل نفسه وبني قومه. وكلا الطرفين انشقاق عنيف لا يرعى حرمةً ولا ذمّة! ويكون علينا لكي يبقى ديننا وتبقى دولنا ومجتمعاتنا أن نناضل بالفكر والعمل ضد الانشقاقين، وآثارهما الدموية المفزعة



    -------------------


    ممدوح الولي

    عبد الناصر سلامة


    الصندوق الأسود للجماعة

    محمد صابرين


    حان الوقت لفتح الصندوق الأسود لجماعة الإخوان المسلمين‏,‏ وبقية الجماعات الراديكالية حتي نعرف تلك الصفقات المريبة‏,‏ التي ربطتها بالغرب وخاصة بريطانيا والولايات المتحدة‏,‏


    وللأسف فقد أزيح الراحل عمر سليمان دون أن يتم فتح الصندوق, إلا أن الغرب ذاته يفتح من حين لآخر بعض الأوراق من صندوق مليء بالأسرار, ومؤخرا أزاح الكاتب البريطاني مارك كيرتس بعض الغموض في كتابه أمور سرية: المؤامرة البريطانية مع الإسلام الراديكالي, ومن الأمور المدهشة هي خلاصة الكتاب لأحد فصوله الإسلام مقابل القومية, التي يحاول فيها تفسير عداء الغرب للأنظمة الوطنية مثل عبدالناصر ومصدق في إيران, وسوكارنو في إندونيسيا.

    ويذهب كيرتس إلي أن الأمر المؤكد أن تعاون واشنطن ولندن مع هذه العناصر( الراديكالية الإسلامية), توضح نموذجا مألوفا: لقد كانتا مستعدتين للتعاون مع الرجعية, وغالبا العناصر المتطرفة, والذين كان لديهم القليل من الأمور المشتركة والذي ليس أكثر من عدو, وهذا العدو هو حكومة قومية علمانية مستقلة وبها بعض التأثيرات الشيوعية, ولقد رأت واشنطن ولندن في الضباط وحلفائهم في دار الإسلام ـ الذين حاولوا التآمر علي سوكارنو بإندونيسيا ـ كقوي بالوكالة مثل الإخوان المسلمين في مصر, وآيات الله الإيرانيين والقوات المرتزقة التي جندتها بريطانيا والولايات المتحدة, هذه القوي بالوكالة يتم استخدامها لقدراتها علي الأذي, ويتم التخلي عنها ببساطة بمجرد أن تتجاوز الفائدة منها, إن تقويض العدو المشترك كان هدفا قصير الأجل, ولكن في لحظة ما كان لابد من تحقيقه بكل الوسائل, وذلك بغض النظر عن الآثار بعيدة المدي المترتبة عليه.

    هذه باختصار المهمة القذرة التي استخدم فيها الغرب هذه القوي ضد الحكومات الوطنية, التي تجرأت علي أن تأتي المحرمات الغربية, ألا وهي استقلال القرار الوطني, والعمل علي الاستفادة من الثروات الوطنية بعيدا عن الاستغلال الغربي, أو بوضوح النهب الاستعماري, ومن هنا, يمكننا أن نلحظ دوما أن الغرب استخدم هذه القوي المتطرفة ـ برغم أنه لا يكن لها احتراما أو ودا ـ لتحقيق أهداف قذرة, وسرعان ما يتخلص منها, إلا أن العجيب أن قادة هذه الجماعات ظلت وفية لعلاقاتها المشبوهة مع بريطانيا والولايات المتحدة, بل مثلما نري ونسمع الآن, أن واشنطن ساهمت بالتمويل ـ وغيره ـ في وصول الإخوان الي حكم مصر, وفي الأغلب في بلدان أخري بالربيع العربي, والسؤال هنا.. لماذا؟, والإجابة هنا من قبل السفير البريطاني في الأردن تشارلز جونستون الي وزير خارجيته بشأن الانحياز الي جماعة الإخوان المسلمين الأردنية في ذروة الصراع مع عبدالناصر, ويقول السفير في معرض تبريره لتأييد الحكومة الجديدة في عمان, إنني أقترح أن مصالحنا سيتم خدمتها بصورة أفضل من قبل نظام استبدادي يحافظ علي الاستقرار والارتباط مع الغرب أفضل من ديمقراطية غير مقيدة تسرع باتجاه الشيوعية والفوضي, وهناك شيء يمكن أن يقال بالنسبة لنظام استبدادي نظيف ـ والموجود حاليا في الأردن ـ والذي يمكن مقارنته بالانتخابات البرلمانية للكولونيل ناصر, ويعقب كيرتس علي ذلك, بأن هذه الرؤية هي خلاصة تفضيلات بريطانيا لأنظمة قمعية يتم دعمها من قبل قوي اليمين الإسلامي أكثر من حكومات ديمقراطية أو شعبية, وهو ملمح دائم للسياسة البريطانية في المنطقة, في الماضي والحاضر, الأمر الذي يساعد في شرح اللجوء الدائم الي التآمر مع القوي الإسلامية.

    {{ وعندما يصل في آخر طبعة من كتابه والتي أفرد فيها لثورات الربيع العربي, فإن كيرتس يقول بوضوح إن علاقات بريطانيا بالإخوان المسلمين تعكس السياسة الأمريكية, وأن المخططين البريطانيين لم يكن لديهم إلا القدر الضئيل من الاهتمام بالأجندة السياسية الداخلية لجماعة الإخوان, ويشير بوضوح الي تجاهل هؤلاء الكثير من الأمور لعل أخطرها هو ما أورده بوضوح علي لسان السير ريتشارد ديرلاف الرئيس السابق لـ ام أي6( هيئة المخابرات البريطانية), في تشاتوم هاوس ـ أحد مراكز الأبحاث البريطانية ـ إنني ليس لدي أوهام علي الإطلاق بشأن ما هي جماعة الإخوان المسلمين, أو ما الذي يمكنها أن تكون, انها يمكنها أن تكون منظمة اجتماعية أو منظمة سياسية, إلا أنها في القلب منها ـ من وجهة نظري هي منظمة إرهابية, وبالمثل ـ مثلما يقول كيرتس ـ فإن صانعي السياسة الأمريكيين من غير المحتمل أن يبتعدوا عن إعادة ارتباطهم علي الأرض بالإخوان, علي الرغم من أن وثائق ويكليكس تقول إن السلطات الأمريكية تضعهم ضمن قائمة63 منظمة إرهابية, هل هناك أوهام لدينا الآن بشأن جماعة الإخوان وارتباطاتها الغربية, علي الأرجح لا توجد أوهام, بل أسرار كثيرة في الصندوق الأسود لجماعة سوف يأتي اليوم الذي تعلن فيه, هم يظنونه بعيدا ونراه قريبا.

    -------------------



    لماذا يفشل الأخوان المسلمون والاسلام السياسى عامة ؟!




    لماذا يفشل الأخوان المسلمون والاسلام السياسى عامة ؟!


    تاج السر حسين

    08-10-2013 09:48 AM


    ببساطة شديدة وقولا واحدا، لأنهم يحملون فى روؤسهم فكر استبدادى ويقومون بافعال سياسية ويتصرفون مع شعوبهم بطريقة لا يرضاها (الله) لخلقه الذين يحبهم جميعا مسلمين وغير مسلمين.
    وبرصد لنماذج من أنظمتهم وتجاربهم فى الحكم، نتساءل هل كانت صدفه أو بسبب سوء اداء شخصيات وقيادات – كما يدعى البعض - أن يفشل الأخوان المسلمون والاسلام السياسى عامة خلال 24 سنه من حكمهم للسودان وبعد تمكينهم لجماعتهم وقضاءهم على المعارضه الجاده وهيمنتهم على كل شئ فيه، وخلال سنه أو سنتين من حكم مصر وتونس اذا اخذنا تلك التجارب كمثال لحكمهم فى العصر الحديث .. الا يوجد من بين قادتهم مفكرين وخبراء وعلماء فى كآفة المجالات ورجال دين يحفظون القرءان ومئات الأحاديث وتفاسير السابقين وكتبهم، وكان العوام من الناس ينظرون الى اؤلئك المفكرين والقادة بعين التقدير والأحترام قبل ان يمارسوا الحكم ؟ فلماذا فشلوا ؟ .. وهل كانت صدفة أن نفشل مشاريع الدوله الدينيه الأسلاميه منذ بداياتها قبل أكثر من 1200 سنه بصوره عامه وحتى اليوم، وحتى فى بلد مثل تركيا التى قال رئيسها فى مصر أنه (مسلم) فى بلد علمانى وفى اول تجربه معارضه سلميه قويه على حكمه واجه المتظاهرون بالقمع والسحل والعنف والقوه المفرطه فى وقت كان يدعم فيه (السوريين) متطرفين وغير متطرفين ضد رئيسهم بدعوى انه ونظامه يقومون يقتلهم وقمعهم؟
    لماذا يعجز كآفة (المسلمون) والمتاسلمون عن الحديث على اى فتره مشرقه حقق فيها الحكم (الأسلامى) نجاحا واضحا فى الحريات والعداله والمساواة والأزدهار الأقتصادى اذا استثنيا فترة الرسول (ص) التى لا يمكن تقويهما لأنه نبى ورسول أكثر منه حاكم، وغير فترة خلقائه الأثنين التى يعود السبب فى نجاحهما فيها لقرب فترتهما من فترة الرسول حتى لو اتخذ كل منهما موقفا مخالفا للآخر خلال فترة حكمه، وكل من حاول أن يتحدث عن حاكم أو امير عادل عبر المسافات والعديد من السنوات واتجه مباشرة (لعمر بن عبد العزيز) الذى حكم لمدة سنتين ونصف فقط وكان الدليل على عدله كما يردد معظم المسلمين فى (زهو) وأفتخار دون أن يدرون بأن ذلك الدليل يسئ للأسلام ولا يشرفه، وهو الذى يقولون فيه: " أن (الجاريه) كانت تباع فى عصره بوزنها ذهبا" .. فاذا سلمنا بعدله وزهد وورعه، لكن هل يا ترى تلك الجاريه كانت راضيه عن نظام لا زال يعاملها كجاريه، أى لم تكن حره حرية كامله حتى لو كانت محتاجه ومضطرة للقبول بذلك الوضع، كما قبل (العبيد) فى امريكا (مضطرين) فى بداية فترة تحريرهم من الرق والأستعباد بواسطة (ابراهام لنكولن) حينما صعبت عليهم حياة الحريه لعدم تعودهم عليها وكان صعب على المجتمع نفسه تقبلهم كاحرار بينه؟
    وهل كان صدفة أن يأتى نظام الأخوان فى السودان ومنذ بداية اغتصابه للسلطه وحتى اليوم، بكآفة المجرمين والأرهابيين والمتطرفين الأسلاميين وغير الأسلاميين وفى مقدمتهم مؤسس تنظيم القاعده (أسامه بن لادن) ، وهل تلك الأسماء رموز (للأسلام) يعتز بها مسلم، ولم يكتفوا فقط بأخوانهم المسلمين والمتأسلمين مثل الشيخ عمر عبد الرحمن ووجدى غنيم وعبود الزمر وعصام عبد الماجد، بل جاءوا معهم بالفنزويلى (كارلوس) الذى باعوه (لفرنسا) بثمن بخس .. وهل كانت صدفة أن يصدر الرئيس المصرى المخلوع (محمد مرسى) بعد وصوله للسلطه عن طريق (انتخابات) خدعت فيها القوى المدنيه، عفوا عن أكثر من 200 مجرما محكومين بالأعدام وسنوات السجن الطويله المشدده، ومن بينهم قتلة الرئيس انور السادات والمفكر فرج فوده ومن حاولوا قتل الأديب نجيب محفوظ ومن قتلوا الآلاف من افراد الشرطه المصريه اضافة الى محكومين آخرين فى قضايا نصب وأحتيال ومخدرات وغسيل اموال، ثم بعد أن ثار عليه الشعب وعزله وأسقطه فى ثوره قوامها 30 مليون مصرى بسبب تجاوزات عديده لا حصر لها، نرى اعلام القاعده فى ميدان رابعه العدويه الذى يعتصم فيه المؤيدون (للأخوان المسلمين) و(للأسلام السياسى) فى غباء وسذاجه وعدم وعى وللرئيس (المخلوع) محمد مرسى، الذى لم يكن رفاقه مقتنعبن به (كرئيس) مؤهل لحكم دوله، لذلك قدموا قبله نائب المرشد (خيرت الشاطر) والآن يستخدمون (محمد مرسى) كقميص عثمان ويتحدثون عن (شرعيته) الى نزعتها عنه الثورة الشعبيه المبهره الجديره بالتقدير والأحترام وأن تسجل ضمن أعظم الثورات فى التاريخ الأنسانى الحديث، لا أن يساء اليها وللشعب المصرى بادعاء عاجز يردده (الفاشلون) وألأستبداديون فى جماعة (الأخوان) بما يقولونه عن أنها انقلاب عسكرى قاده (السيسى) .. ومن اتى (بالسيسى) قائدا عاما للجيش اليس هو (محمد مرسى) نفسه؟ الم يتعهد (محمد مرسى) فى بداية أيامه وامام العالم كله، بأنه اذا خرج مليون مصرى فى مظاهرات يهتفون ضده ويطالبون برحيله بأنه سوف يرحل دون قيد أو شرط؟ فهل اؤلئك الثلاثين مليون مصرى كلهم (فلول) وعلمانيين وليبراليين، الا يوجد بينهم مليون واحد من الذين خرجوا بارادتهم كراهية فى نظام (الأخوان) وفى طريقة حكمهم وفى تقويضهم للقانون ؟ الا يعد نكوث (محمد مرسى) عن وعده نفاقا وآية المنافق اذا تحدث كذب واذا عاهد غدر؟
    ولا داع هنا أن اعيد وأكرر ما فعله متعديا على قرارات وأحكام القضاء واعادة مجلس الشعب المحلول وتحصين اعلاناته الدستوريه وعدم جواز الطعن عليها امام القضاء وكثير من التصرفات التى جعلت منه فرعونا و(الها) يفعل ما يريد وكأنه يعيش فى عصور الظلام وفى القرون الوسطى.
    لا يدل كل ذلك لمن كان له عقل يفكر به، عن وجود مشكلة حقيقيه فى (المنهج) الذى يحكم به (الأخوان المسلمون) يتعارض مع مفهوم الحريه والعداله والدوله المدنيه الديمقراطيه الحديثه، لذلك يواجه (المتاسلمون) بمشاكل فى كل بلد يحكمونه، اذا كان ذلك عن طريق انقلاب أو عن طريق الديمقراطيه .. ولذلك تخرج عليهم الشعوب ولا يبقون على الكراسى الا عن طريق العنف والقمع والقتل والتعذيب والأضطهاد والتشريد كما حدث فى السودان بعد ما انقلب عليهم الضباط الأحرار فى ابريل 1990 أى بعد سنه واحده من حكمهم وكاد انقلابهم أن ينجح، أو عن طريق الكذب وأختلاق المؤامرات والتضليل والأقصاء ومحاولات التمكين ، رغم انهم جاءوا عن طريق (الديمقراطيه) كما حدث فى مصر ولم يكن مستبعدا أن تتبع ذلك (التمكين) تكميم للأفواه وتشريد للقضاة والأعلاميين وقد بدأوا فعلا فى ذلك السبيل ، اضافة الى ارتكاب المذابح والمجازر والتصفيات الجسديه واراقة دماء بلا حدود اذا فشلت كل تلك المخططات الأكاذيب والمؤامرات المختلقه وسمع العالم كله عن نيتهم فى ذلك العمل خلال اللقاء الجماهيرى الذى عقده الرئيس بمشاركه ضخمه من الجماعات الأرهابيه المتطرفه قبل عزله بأيام معدودات، لكن الشعب المصرى لم يمهلهم لأكثر من سنه فى السلطه وقبل أن يتمكنوا واخزاهم الله وهزمهم رحمة بشعب مصر وبشعوب المنطقة كلها، لكن الأخوان لا يعترفون بالحقيقه ويكابرون ويكذبون ويجعلون من انفسهم ضحايا ومظلومين وأن الجيش انقلب عليهم لا الشعب كله، لأن اعترافهم بأن من عزلهم هو الشعب يفقدهم حق المطالبه بالعوده (للشرعيه) كما يدعون.
    ومن اجل التنوير والتثقفيف الذى بزلنا نفسنا له ومن أجل مصلحة من لا يعرفون حقيقة هذا الفكر ومنهجه خاصة بين الشباب الذين كثر عدد الملحدين والمرتددين وسطهم لأنهم لم يجدوا خطابا دينيا يناسب ثقافتهم وعصرهم الذى يعتمد على العلم وعلى المنطق لا على التبعيه واطاعة الأوامر فى الدين أو غيره اذا كانت غير مقنعه.
    وعلى هؤلاء الشباب أن يميزوا بين (الأسلام) وبين (شريعة القرن السابع)، مثلما اصبحوا يميزون الآن بكل سهوله بين (المسلمين) وبين (المـتأسلمين) أو جماعة الأسلام السياسى والا يظنوا بأنها (الأسلام) كما يدعى بعض الجهلاء وأعداء التطور.
    فالأسلام دين يساوى (أصله) بين الناس جميعا ولم يميز بينهم وأعطى الفرصه للمسيحى وحتى للكافر على نحو مطلق أن يتمتع بكآفة حقوقه الأنسانيه والمدنيه والسياسيه والأجتماعيه وأن يصبح رئيسا للدوله حتى اذا لم يكن له دين، وقالت الايه بوضوح: (إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون( وحتى لا يكابر مكابر ويدعى بأن (اليهود والنصارى والصابئين) مقصود بهم معتنقى تلك الأديان قبل أن يصبحوا مسلمين نقول لهم أن هذا القرءان نزل على قوم يعرفون لغتهم جيدا وكانوا يتمتعون بالبلاغة (الفطريه)، وقولهم مردود عليهم (فالذين آمنوا) مقصود بها (المسلمين) ثم ذكر بهم من لم يسلم ولم يصل درجة الأئمان .. وهنالك آية أخرى تؤكد ان اؤلئك الناس حسابهم عند ربهم يوم القيامه وليس من حق احد أن يتنقصهم حقوقهم فى الدنيا وهى التى تقول: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ).
    وفى حق الأختيار الحر فى الدين وفى غير الدين بالضروره قالت الآيه: (فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ) وجاء فى آية أخرى (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) .. وجاء فى آية أخرى (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ)، فهل هناك حرية و(ليبراليه) أكثر من هذه فى الأسلام (الأصلى) الذى اراده الله للناس جميعا فى بداية الرساله الأسلاميه لكى يطبقونه حينما يستعدون له ويصبحون مهئين لذلك بفضل الله والتطور، وهل نجد حرية ومساواة بين الناس جميعاعلى ذلك المستوى فى شريعة القرن السابع التى كانت شريعه (موقوته) مناسبه لقوم بعينهم، لهم ثقافتهم واعرافهم وكانوا اجلافا وغلاظ طباع خارجين لتوهم من جاهليه ومن ثقافة القهر التى تعمل بمبدأ من غلب سلب وأستعبد وأسترق ونكح الجوارى بلا حساب أو عدد، لكن رغم كل ذلك كانت بينهم شخصيه متفرده و(غريبة) بينهم ، لذلك كان يردد فى حزن من وقت لآخر (وآ شوقاه .. وآشوقاه لأخوانى الذين لما يأتوا بعد) .. وكانت على طباعه تختلف كثيرا عن طباعهم وكانه جاء اليهم من (المستقبل) .. كانت تلك الشخصيه هى شخصية الرسول (ص) بلحمه ودمه، لذلك فأن تلك الأحكام والحصانات التى لو اعطيت لأى انسان آخر غير الرسول المعصوم بفضل من ربه، لمارس من خلالها ديكتاتورية واستبداد وظلم، لا يمكن أن تتحمله الشعوب وتصبر عليه، وهذا ما يفعله (المتاسلمون) الآن حيث يريدون أن يحكموا الناس بتلك الأحكام والقوانين والحصانات التى منحت للرسول (ص)، وهم لا يملكون ذرة مما اعطاه له الله ولا يأتيهم الوحى مصححا اخطائهم، بل معهم وبينهم منافقين و(شياطين) انس، يقال عنهم علماء وفقهاء يزينون لهم الباطل يقولون لهم لقد رايناكم ايها الحكام القتله والمجرمين وأنتم تؤمون الرسول (ص) فى الصلاه !!
    رغم ذلك كله ولكى ندلل على عدم صلاحية تلك (الشريعه) لهذا العصر وثقافته بعد أن لبت حاجات اؤلئك الناس (تماما) ، علينا أن ننظر ونتـأمل بند واحد من بنود دستور المدينه أو صحيفة المدينه، الذى يقول ((وَل لايَقْتُلُ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنًا فِي كَافِرٍ .. وَلا يَنْصُرُ كَافِرًا عَلَى مُؤْمِنٍ .. وَإِنّ ذِمّةَ اللّهِ وَاحِدَةٌ يُجِير عَلَيْهِمْ أَدْنَاهُمْ .. وَإِنّ الْمُؤْمِنِينَ بَعْضُهُمْ مَوَالِي بَعْضٍ دُونَ النّاسِ)).
    تلك الصحيفه وذلك الدستور نحترمه وتقدره كونه صدر من الرسول (ص) وفى زمنه ويعد ذلك الدستور متقدما على ما كان من قبله من احكام ودساتير واعراف تنظم حياة الناس ، لكن هل يعقل أن نقبل به فى عصرنا الحالى عصر حقوق الأنسان وقد كان (الصحابه) يراجعون رسولهم ويحتجون عليه، طالما كان الأمر ، امر (دنيا) لا أمر (دين)، وقد حدث ذلك كثيرا وكانوا يسالونه قبل ابداء ارائهم، هل هذا الأمر أم دين أم دنيا يا رسول الله، وكانوا يفعلون نفس الشئ مع خلفائه الأثنين ومن جاءوا بعدهم ، ولذلك وفى هذا العصر لن يرضى انسان عاقل (حر) بديلا عن دولة (المواطنه)، المدنيه الديمقراطيه الحديثه، التى لا تميز بين مواطنيها الا بالوطنيه والعلم والكفاءة والخبره والتى كنا توافقنا عليها فى السودان لما انفصل الجنوب ولو عمل بمفهومها (مرسى) لما فشل ولما خلعه شعب مصر.
    وكما هو واضح استخدم (السلفيون) ذلك البند الذى اوردته من دستور (المدينه) فى اصرارهم على الماده 219 فى الدستور الذى ابطلته ثورة 30 يونيو المصريه، التى تجعل القصاص من مسلم قتل مسيحيا غير جائز واستخدم البند ذاته الرئيس المصرى (مرسى) قبل خلعه، وهو ليس برسول فعفا عن متطرف وارهابى اسلامى حكم القضاء المصرى عليه بالأعدام، قتل مسيحيا فى احدى محافظات مصر، مع أن الأسلام (الأصلى) لا شريعة القرن السابع تقول فى القرءان: (مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِى and#1649;لأرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ and#1649;لنَّاسَ جَمِيعاً) .. والناس جميعا تعنى مسلمين وغير مسلمين .. وكل انسان فيه (نفس) وفيه (روح) ولم تقل الايه من قتل (مسلما) فقط كأنما قتل الناس جميعا، وما لا يعلمه المصريون ولا يهتمون له كثيرا خاصة (المتأسلمين) ان ما حدث لهم اليوم فى مصر من ذلة واهانه واصبحوا يحتلون الميادين بعد أن احتلوا قصر الحكم، ربما كان سببه الأساسى الظلم الذى وقع فى حق شهداء الشيعه الأربعه الذين قتلوا بطريقة إنسان رخيصه اذا اتبعها انسان فى قتل ######ه فى اى دوله غربيه محترمه لعوقب اشد عقوبه لأنها طريقة وحشية وغير انسانيه وتسئ للأسلام ولمعتنق اى دين على وجه الأرض.
    وبالعودة لذلك القرار الذى أتخذه مرسى بالعفو عن قاتل (المسيحى)، هل يتطابق مع معنى ألايه (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون) وقلنا من قبل حكم الله المطلوب فى جميع الشرائع والصالح لكل مكان وزمان هو (العدل) .. لأن الله قال فى آية أخرى (وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِand#1754;) ام يتطابق فقط مع احكام شريعة القرن السابع المستنبطه من ألايات التى كان حكمها صالحا لأؤلئك الناس والتى تقول: (فاذا أنسلخ ألشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم) .. ويتطابق مع معنى الآيه فى معاملة غير المسلمين التى تقول: (قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ) .. وعما قالت به المذاهب الأربعه التى ترفض القصاص من مسلم، فى كافر اذا كاون شهود حادثة القتل غير مسلمين؟
    لذلك يجب ان يعلم البسطاء والمغرر به وأنصاف المتعلمين فى جميع المجالات بأن ذلك (المنهج) لا علاقة له (بالأسلام) الصحيح (الأصلى)، وأنما له علاقة بشريعه (القرن السابع) التى لا تصلح لأنسانية هذا القرن ولذلك يفشل الأخوان المسلمون وغيرهم من تيارات (أسلامويه) فى الحكم، لأنهم اما أن يكونوا صادقين فيطبقوا ما دعت له تلك (الشريعه) بتفاصيلها ودون زيادة أو نقصان، فينتجوا انظمة مشابهة لنظام (افغانستان) خلال فترة حكم جماعة (طالبان) ولنظام (الصومال) خلال فترة حكم جماعة (المحاكم الشرعيه) فيمنعون الفتيات من التعليم ومن الذهاب للمدارس والجامعات ومن ممارسة العمل لأن (الشريعه) تمنع المرأة من الخروج الا لضرورة قصوى وتعتبر صوتها عوره بل كلها عورة وفى الشريعه يكره ذهاب المرأة الجميله لأداء صلاتها فى المسجد فى جماعه وتفضل صلاتها فى بيتها مثلما يمنع سفرها لوحدها دون محرم لأداء الحج حتى لو كانت عجوز لا يرغبها الرجال، بل أن بعض أحكام الشريعه المتشدده تقول، للمرأة ثلاث خرجات فقط، من بطن امها لبيت ابيها ومن بيت ابيها لبيت زوجها ومن بيت زوجها للقبر ومن عجب بعض النساء وفى جهل يؤيدن مثل هذا الفكر، وهذا ما سميته قمة اذلال الشخص واهانته لنفسه، فأمر طبيعى أن يهينك أنسان أو يذلك خاصة اذا كان اقوى منك وكنت مكرها، لكن اسوا انواع الذل والأهانه أن يقبل الأنسان لنفسه بتلك الأهانه والدونيه وذلك الذل والا يشعر بالنقص وهو يقبل قدمى من يهينه ويذله اذا كان بامكانه ان يعيش حرا وكريما، وهذا هو ما تفعله بعض (النسوه) الجاهلات بالضبط بتقبلهن لذلك الفكر (الذكورى) الذى يجعل منهن مواطنات درجه ثانيه بلا حقوق الا ما يريده لهن الرجال المؤمنين بذلك الفكر والمستفيدين منه.
    وهناك نوع ثانى يتحدثون عن تلك (الشريعه) وعن فرضها على المجتمعات، لكنهم غير صادقين ومراوغين ومداهنين يتعاملون مع تلك (الشريعه) مثل المزارع الذى يجمع الثمار التى تناسبه وتحقق له ربحا، ويترك باقى الثمار فى شجرها أو على الأرض اذا كانت لا تحقق تلك المنفعه وهى التى سماها عمر البشير الشريعه (المدغمسه)، وهم لا يعلمون أن الله لم يعد الكاذبين نصره.
    ومن امثلة ذلك المنهج الذى يتبعه (الأخوان) فى العصر الحيدث انهم يسمحون للمرأة أن تعمل وأن تشارك فى العمل السياسى والأجتماعى – على مضض – ومضطرين لذلك الأمر، بناء على (ميكافليتهم) وما يحقق مصلحتهم السياسيه لأن عدد النساء ربما يزيد عن عدد الرجال فى عالم اليوم وحتى لا يفقدوا اصواتهن اذا الزموهن باحكام متشدده، رغم ان الأخوان وفى ذكاء (الشياطين) يجعلون تمثيلهن محدود لا بالحجم المناسب لعددهن فى المجتمع وتوضع لهن حدود لا يمكن تجاوزها ولا تسمح لهن بالوصول الى رئاسة الدوله (مثلا) حتى لو كانت تلك المرأة فى قوة مارجريت تاتشر، وتغلف تلك التعليمات التى تحجم دور المرأة بفتاوى تقول ذلك حكم الله و(شرعه) الذى يجب أن تلتزم به المرأة (المسلمه)، ولذلك فأن اغلب الظن يذهب الى أن قتلة رئيسة الباكستان الراحله (بنازير بوتو) كانوا من الجماعات الأسلاميه المتطرفه فى ذلك البلد الذى يعشعش فيه فكر (المهووسين) الظلامى المتطرف، مع انها وصلت للسطه عن طريق انتخابات ديمقراطيه.
    أما اكبر انفصام فى فكر (الأخوان) الذين يدعون الأعتدال والوسطيه لكى يصبحوا مقبولين عند الديمقراطيين والليبراليين وعند المجتمع الدولى وفى ذات الوقت يدخلهم فى خلافات واشكالات تصل حد تكفيرهم من رفاقهم السلفيين والسلفيين الجهاديين والجماعات الجهاديه والوهابيه، لا لأنهم سمحوا (للبارات) التى تبيع الخمر أن تعمل بصورة طبيعيه حتى سقوط وخلع مرسى واكتفائهم بزيادة ضرائبها .. ولا لأنهم جددوا تراخيص (كباريهات) شارع الهرم لمدة ثلاث سنوات، فى وقت كان يجدد لها سنة بسنة فى عهد (مبارك) .. ولا بسبب الخطاب الغرامى الحميمى الذى ارسله (مرسى) لصديقه العزيز (بيريز) الذى بدأه ب ((بسم الله الرحمن الرحيم)) ولحظتها تذكرت الحديث الذى يتحدث عن الذى يقرأ القرآن والقرآن يلعنه.
    ثم اضاف:
    محمد مرسي رئيس الجمهورية
    ((صاحب الفخامة السيد)) شيمون بيريز رئيس ((دولة)) إسرائيل .. عزيزي وصديقي العظيم..
    لما لي من شديد الرغبة في أن أطور ((علاقات المحبة)) التي تربط لحسن الحظ ((بلدينا)) ...
    أرجو من ((فخامتكم)) أن تتفضلوا فتحوطوه بتأييدكم، وتولوه رعايتكم، وتتلقوا منه بالقبول وتمام الثقة، ما يبلغه إليكم من جانبي، ولا سيما إن كان لي الشرف بأن أعرب لفخامتكم عما أتمناه ((لشخصكم من السعادة، ولبلادكم من الرغد)).

    ((صديقكم الوفي))
    محمد مرسي
    تلك مقتطفات من خطاب (مرسى) ، الذى صلى اماما من خلفه الرسول (ص) ، كما ادعى أحد المنافقين .. والغريب فى الأمر أن (الأسلاميين) لا يشعرون بالحرج من هذا الخطاب ولا زالوا يتحدثون عن ان مرسى وجماعته بأنهم سوف يحاربون أسرائيل فى يوم من الأيام على الرغم من انه (بلع) كلامه وتراجع من شتيمته لليهود عام 2010 حينما كان معارضا لمبارك والتى وصفهم فيها: (بأنهم أحفاد قرده وخنازير)) وطالب بطردهم وجميع حلفائهم يقصد (الأمريكان) من الدول العربيه!
    الشاهد فى الأمر أن الأنفصام الفكرى أو (الشيزوفرينيا) الفكريه التى اعنيها تتمثل فى انهم حينما يخاطبون (الغرب) يتحدثون عن المدنيه والدوله الحديثه وعن (الديمقراطيه) التى تكفرها تلك الجماعات وتدعو على من يعمل بها بالموت والهلاك وسوء الخاتمه صباح مساء، لكنهم حينما يخاطبون الشعب الجاهل والأمى والبسيط ورفاقهم فى التيارات الأسلاميه فى الداخل، خاصة فى زمن (الأنتخابات) تجدهم يتحدثون عن دولة الخلافه وعن (الشريعه)، وعن وسيلة الحكم التى تناقض (الديمقراطيه) وهى (الشورى) خداعا للجماهير ودغدغة لمشاعرهم وهذا هو المعنى الذى بسببه قال كارل ماركس: (الدين افيون الشعب)، أى انه يستخدم لتخدير الشعوب وتضليلها.
    ولهذا دعونا نبين الفرق بين الديمقراطيه كما هى تمارس فى العصر الحديث وبين الشورى فى النظام (الأسلامى) اذا كان هنالك ما يسمى بنظام (حكم) اسلامى لا (دعوى اسلاميه)، لكى يختار كل انسان اى المنهجين اصلح له ولهذا العصر وايهما اقرب لمرضاة الله الذى خلق الناس احرارا وقال فى حقهم: (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) وقال (ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين).
    وتعريف الديمقراطيه ببساطة شديدة هو: (حكم الشعب بواسطة الشعب لمصلحة الشعب) .. للذك ما فأن انحياز الجيش المصرى لشعبه هو فعل ديمقراطى لأنه (لمصلحة الشعب)، وفى النظام الديمقراطى لابد أن تكون حرا وأن تسمح بالحريه لغيرك أى ان تكون مؤمنا (بالحريه لك ولسواك) .. ولقد عرف الشهيد المفكر التقى الزاهد فى الدنيا العارف بالله محمود محمد طه، الأنسان الحر فقال: ((هو الذى يفكر كما يريد ويقول بما يفكر ويعمل بما يقول، ثم لا تكون عاقبة فكره وقوله وفعله الا خيرا بالأحياء والأشياء)).
    يعنى لكى تكون حرا فيجب أن تفكر كما تشاء .. وأن تفصح عما تفكر فيه اى الا تتعرض لقمع واضطهاد يمنعك من أن تبوح بما تفكر فيه والا تكتم فكرك من تلقاء نفسك .. ثم أن تعمل بما تقول به، لكى لا تكون منافقا، والمنافق هو من يفعل خلاف ما يقول .. وأخيرا ان تكون نتيجه فكرك وقولك وعملك خير بالأحياء والأشياء!
    فهل يفعل الأخوان المسلمون اليوم ما يقولونه بالسنتهم وهم يدعون ائهم يؤمنون (بالديمقراطيه) ويتباكون على (شرعية) نزعها عنهم (الشعب) فى وقت يتحدثون فيه بلسان آخر عن الشورى؟
    وهل قول سيد قطب الذى يعمل به غالبية (الأخوان) اليوم وجعلهم أقرب (للوهابيه) له علاقة (بالديمقراطيه) ؟
    قال سيد قطب فى كتابه "معالم في الطريق" ص (158) ما نصه:
    "والمسألة في حقيقتها مسألة كفر وإيمان، مسألة شرك وتوحيد، مسألة جاهلية وإسلام، وهذا ما ينبغي أن يكون واضحاً، إن الناس ليسوا مسلمين كما يدعون، وهم يحيون حياة الجاهلية، وإذا كان فيهم من يريد أن يخدع نفسه، أو يخدع الآخرين، فيعتقد أن الإسلام ممكن أن يستقيم مع هذه الجاهلية، فله ذلك، ولكن انخداعه أو خداعه لا يغير من حقيقة الواقع شيئاً، ليس هذا إسلاماً وليس هؤلاء مسلمين" .
    ولذلك دعا (جماعته) للعمل على الوصول للسلطه لتطبيق شرع الله، بكل (الصور)!
    يعنى عن طريق الديمقراطيه اذا امكن ذلك ولا توجد مشكله فى تزوير الأنتخابات .. وعن طريق انقلاب عسكرى كما فعل (اخوان) السودان .. أو عن طريق الأغتيالات والتصفيات الجسديه وأشعال الحرائق ، كما ظلوا يفعلوا فى مصر منذ تأسيس تنظيمهم.
    قهل لذلك الفكر أى علاقه (بالديمقراطيه) التى من أهم الياتها ووسائلها تاسيس دولة (مؤسسات) مستقله عن بعضها البعض هى:
    1- السلطه التنفيذيه، وتعنى رئيس الدوله حسب نوعية النظام والوزراء برئيسهم وباقى أجهزة الدوله التنفيذيه، 2- السلطه التشريعيه، وتتكون من مجلس النواب ومجلس الشورى – اذا وجد - والمجالس الولائيه والمحليه ودورها فى تشريع القوانين واللوائح .. 3- السلطه القضائيه التى يجب أن تكون مستقله استقلالا ومن حق القضاء يشاركوا بالرأى السياسى والثقافى والتنويرى فيما يدور فى وطنهم لكنهم لا يعملون بالسياسه، اى الا ينتمى القضاة لحزب ولا يعلنوا انحيازهم لكيان سياسى أو أن يترشح قاض لمنصب سياسى قبل أن يستقيل من وظيفته .. والجهاز القضائى هو (الحكم) بين كأفة السلطات بما فيها رئيس الدوله ويلجأ له الجميع لحسم الخلافات القانونيه وتفسير القوانين ودستوريتها، وهنالك سلطه رابعه اضيفت لتلك السلطات أصبحت الآن اكثر قوة تأثيرا على مجريات الأمور ، من بينها ما هو رسمى وما هو حر ومستقل وهو الأعلام باقسامه المعروفه مسموع ومشاهد ومقرى ودخل فى المشهد الآن وأحدث اثرا مقدرا اعلام جديد هو الصحافة الألكترونيه ومواقع التواصل الأجتماعى.
    وفى النظام الديمقراطى يسمح بتأسيس النقابات والأتحادات ومنظمات المجتمع المدنى المختلفه ولا من أن تتأسس احزاب بتوجهات فكريه مختلفه (لا دينيه) محافظين ووسط ويمين ويسار .. الخ تشارك فى الأنتخابات على قدر المساواة ولا تعطى ميزه للحزب الحاكم فى عملية اجراء الأنتخابات تجعله يحقق مكاسب غير مشروعه تؤثر فى العمليه الأنتخابيه ولذلك يفضل فى العالم الثالث أن تشكل حكومه تكنقراط محائده لأدارة العمليه الأنتخابيه، وفى النظام الديمقراطى وداخل البرلمان تحديدا ، تستجيب الأقليه لخيارات (الأغلبيه) دون المساس بالدستور والحقوق الأساسيه وتحترم الأغلبيه رأى الأقليه ويعمل الفريقان من اجل تحقيق مصالح الوطن وما يحافظ على النظام الديمقراطى ويؤديان القسم على ذلك، والأغلبيه لا تهمل رأى الأقليه فى القضايا الوطنيه المطروحه ولا فى مشاركتها فى اللجان اذا كان من بين رموزها من هو أكثر جدارة من ممثلى الأغلبيه.
    وبصورة مطلقه فى النظام اليمقراطى هنالك صوت واحد للنائب الواحد.
    أما الشورى فاستنادا على فهم الآيه القرآنيه : (وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ and#1750; فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ) ، ومن يرى بأن تلك الوسيله هى (حكم الله) الذى لا حكم غيره، فعليه الا يتحدث عن (الديمقراطيه) حتى لا يصبح من زمرة (الفاسقين) والمنافقين .. وتلك الايه خاطبت النبى (ص) فى المقام الأول، وطلبت منه أن يشاور قومه فى امور (الدنيا) و(الدوله) لأن امور الدين يأتيه بها (وحى) وبعد أن يشاورهم ويستمع اليهم من حقه ان بأخذ برأى اشار له به نفر منهم أو بعضهم كما فعل فى موضوع اسرى (بدر) حيث مالت نفسه الى رأى ايده (أبو بكر الصديق) وخالفه (عمر بن الخطاب)، وبمفهوم تلك الايه كان من حقه أن يعمل برأى ثالث (فاذا عزمت فتوكل).
    وفى الشريعه آلية عمل (الشورى) أن يؤسس مجلس من عدد محدود من المسلمين (فقط) أى ليس بينهم مسيحى أو امرأة، يسمى مجلس (اهل الحل والعقد) لا (برلمان) كما فى الدوله الحديثه، لا مكان فيه لحديث عن أغلبية ميكانيكيه كما هو فى الديمقراطيه، وأنما يشاور (الحاكم) ذلك (المجلس) ومن حقه أن يعمل بمشورتهم تلك ومن حقه أن ينفرد باتخاذ القرار، فاذا جاز هذا الأمر لنبى معصوم، فهل يجوز لبشر ولأنسان عادى ؟؟ وهل الذين يهتفون الآن فى ميدان رابعة العدويه جميعهم ينادون بعودة مرسى ونظام (الأخوان المسلمين) يفهمون أنهم يعملون لعودة نظام طغاة ديكتاتورى مستيد يمارس القمع لأنه يرى نفسه موكل من الله ومطبق لشرعه ومن يعارضهم فأنه يعارض الله لا يعارض انسانا مثلهم .. وهل يعلمون انهم يعملون ضد أن يكونوا احرارا وأن يحكموا بالديمقراطيه ودولة المواطنه التى لا تميز بين مسلم وغير مسلم أو بين رجل وأمراة، وأى النظامين اقرب للعدل؟
    لا أظنهم يعلمون شيئا من ذلك لأن الأعلام بما فيه (الليبرالى) لا زالت تسيطر عليه أفكار (القرن السابع) فى الجانب الدينى ولا زال يمارس عليه الأرهاب الدينى ولا زال (الأزهر) هو المهيمن على الخطاب الدينى فى المنطقه، والغرض من ذلك أن تبقى الشعوب على تخلفها يسوق لها الجهل والظلام ولكى تبقى تلك الأحكام وتلك الأفكار حاكمه، حتى فى ظل الأنظمه (الديمقراطيه).
    لكن رغم ذلك كله فذلك (الفكر) بدأت هزيمته على نحو واضح بما خدث للأخوان المسلمين فى مصر ، من (الله) وحده الذى يعلم بأن المروجين له كاذبون ومخادعون ومنافقون يتاجرون بدينه ويقدمونه للناس على غير الصوره التى يريدها خالقهم، وأنما من اجل تحقيق مصالحهم ومن اجل ان يملأ فقهاء السلاطين أمثال (القرضاوى) كروشهم وجيوبهم، صحيح ان الله يرضى لخلقه أن يكونوا مسلمين لكنه لا يرضى أن يميز بينهم مثلما لا يميز الأنسان بين ابنه الدكتور وأبنه العامل، ولا يمكن أن يجعل (الأله) و(العدل) من اسمائه جزء من خلقه يعانون من الظلم والبطش والتهميش .. فهو (يرضى) عن (المسلم) .. ويريد (غير المسلم) .. وكما قال العارفون لا يدخل فى هذا الوجود انسان أو حيوان أو فعل أو فكر غصبا عن (ارادة) الله.
    تاج السر حسين

                  

08-11-2013, 09:02 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)


    . رضوان السيد


    انشقاقات الإسلام السني وإفادة إيران والغرب

    تاريخ النشر: الأحد 11 أغسطس 2013


    أخرجت الثورات العربية (2010- 2013) المنطقة العربية من الجمود والإخضاع بمفاعيل التوافق والتقاسم بين إيران وتركيا وإسرائيل برعاية الولايات المتحدة. لكن الاضطراب الشديد الذي يصل إلى حدود الفوضى المدمرة انتشر في الأجواء مجدداً، بفعل عاملَين اثنين: محاولات الانشقاقيين العرب والمسلمين الاستيلاء على نتائج الثورات أو تخريبها، واختراق إيران وتركيا والولايات المتحدة وروسيا لفصائل الإسلام السياسي والجهاديين والإفادة من ذلك في الاحتفاظ بالنفوذ، أو تخريب البلدان وقتل الناس، إن لم يكن الاحتفاظ بالنفوذ ممكناً!


    أصر أقطاب الدراسات الإسلامية على اعتبار وجوه القلق والاضطراب التي انتشرت في المجتمعات الإسلامية في النصف الأول من القرن العشرين صحوةً أو يقظة، تميزت بأمرين: أولهما الإقبال على تديُّن شديد ذي طابع شعائري ورمزي، وتَوق لأسلمة الحياة الفردية والاجتماعية والسياسية. والأمر الثاني رفض الأجنبي، بالمعنى العسكري والأمني والاستعماري بالطبع، وبالمعنى الثقافي والحضاري. وما سيطرت هذه النزعة بشقّيها في عقودها الأُولى، بل تكونت إلى جانبها ثم في مواجهتها ميول ومشروعات للتجديد والإصلاح، كانت وراء الحركات التي كافحت الاستعمار، وسعت لإقامة الدولة أو الكيانات الوطنية الطامحة للاستقلال والتقدم. وقد حققت الدولة الوطنية في عقودها الأولى نجاحات معتبرة، وامتلكت طموحات قصّرت دونها، ولذلك حسمت نُخَبُها العسكرية والثقافية الأمر لصالحها في مطلع الخمسينيات، فأقصت فريقين: البورجوازيات الكبرى التي تعاملت مع المستعمرين من موقع الدونية، والإسلاميين الصاعدين تخوفاً من تشددهم واستخدامهم للدين في الصراع على السلطة. وكان هؤلاء الإحيائيون أو الصحويون آنذاك فئات قليلة لا تحظى بشعبية بارزة، والجمهور مشدود إلى الأفكار القومية والتحررية، وإلى الضباط الذين أرادوا بمثاليتهم تحقيق كل الآمال! لكن الصدامات والاشتباكات بين عسكر الدولة الوطنية والإسلاميين، والذي اتخذ أحياناً طابعاً دموياً، وافتراقات الحرب الباردة، والتحولات بداخل الفكر الإسلامي من استهداف التقدم إلى التركيز على الهوية وحفظها، كُلُّ ذلك جعل الإسلاميين يتحولون إلى تنظيمات سرية صلبة، تطورت لديها عقائد صلبة أيضاً ما عرفها أهل السنة من قبل، مثل القول بفقد الشرعية بسقوط الخلافة وبالقوانين المدنية، وبوجود نظام إسلامي كامل ينبغي تطبيقه تحت اسم تطبيق الشريعة. ويكون ذلك بالوصول للسلطة بشتى الوسائل، وإيكال مهمة إقامة دولة الدين هذه إلى النظام السياسي الذي يقوده الإسلاميون. ومضت فئة منهم بعيداً فقالت باستخدام العنف من أجل تطبيق الشريعة وإقامة الدولة الإسلامية، وهؤلاء هم الجهاديون الذين انفجروا بالداخل العربي والإسلامي، ثم في وجه العالم، منذ السبعينيات وحتى اليوم.

    لقد كان لهذه التحولات والتحويلات نتائج على وحدة أهل السنة ووحدة الإسلام. ففي التقليد الإسلامي أن الدين في الجماعة والمجتمع، بينما يقول الإسلاميون الحزبيون إن الدين مركوز في تنظيمهم، وأنه لا عودة للشرعية والشريعة إلا بإقامة الدولة التي تطبق الشريعة بيد النظام السياسي. وهذا انشقاق كبير وبارز بداخل إسلام أهل السنة، جلبه هذا التسييس المفْرط للدين. وقد ازداد الأمر تفاقماً عندما انضمّت إلى الأصوليين الحزبيين، فئات من السلفيين استفاقوا فجأةً إلى صحة نظرية «الإخوان» الجدد للحاكمية الإلهية! وهكذا فقد عانى أهل السنة في النصف الثاني من القرن العشرين من انشقاقين كبيرين: انشقاق «الإخوان المسلمين»، و«انشقاق الجهاديين». وكلا الطرفين أراد الحلول (باسم الله) محل الأنظمة القائمة.

    وقد عجز علماء أهل السنة- الذين تحدثوا كثيراً عن ترشيد الصحوة أو إعادتها للاعتدال- عن التأثير في هذا التحول والتحويل الاعتقادي. ويرجع ذلك لأنهم تعاملوا معه باعتباره خَطَلا وتطرفاً بسبب الظروف وليس تغيراً اعتقادياً صعب المِراس، وما عرف مثله المسلمون منذ عقود وعقود. وزاد من شراسته وفصاميته لدى أصوليي «الإخوان» ومتشددي الجهاديين: الطغيان الذي ساد في الأنظمة الجمهورية الخالدة على وجه الخصوص بعد أن فقدت الدولة الوطنية مشروعها ومشروعيتها منذ السبعينيات. وهكذا اتخذ الاضطراب المحلي والإقليمي والدولي سِمة التصفيات المتبادلة بين العسكريين المتحولين إلى طائفيين وجماعة أقليات، وعُمّال عند النظام الدولي والمدى الإقليمي، وبين الإسلاميين الذين سيطرت عليهم نزعات شعبوية وقرمطية أو فوضوية، فانطلقوا أولا لإرهاب الداخل المسلم، ثم اصطدموا بالعالم وما يزالون. بينما كمن تيارهم المدني وانكفأ عن الصراع، وراح يبني التنظيم من أجل الاستيلاء على السلطة. وبالفعل فإن المتدينين غير المتطرفين اغتروا ورأوا في «الإخوان» حركةً سياسيةً متلائمةً مع الشريعة، وغير عنيفة، لذا سارع كثيرون من أبناء الفئات الوسطى والمدينية إلى الانضواء فيها، كما أنّ عدداً من كبار القانونيين المصريين والعراقيين اعتقدوا بإمكان تحويل الشريعة إلى قانون قابل للتطبيق أو واجب التطبيق، وهي ليست كذلك على الإطلاق!

    خاض الانشقاقيون إذن معركتين في الوقت نفسه: حرباً ضد الحكومات والشعوب العربية والإسلامية، وضد الولايات المتحدة والعالم، باسم الإسلام، وخاض الحزبيون منهم نضالا مريراً وطويلا للاستيلاء على المجتمع والدولة سِلْماً. ومن الطبيعي والأمر كذلك أن يقاتلهم المتصارعون على تقاسم الديار العربية، مثل الولايات المتحدة وإيران وإسرائيل وتركيا وروسيا. فقد غاب العرب طويلا، وما عاد أحد يحسب لهم حساباً، ثم انفجروا بهذه الطريقة الهائلة. لقد كانت سنوات العقدين الماضيين من أسوأ ما مر على أمتنا في تاريخها: الأميركيون يريدون الهيمنة بالقوة والدبلوماسية، والإسرائيليون لا يعرفون غير الهيمنة بالعسكر، والإيرانيون ينشئون التنظيمات الطائفية المسلحة للاستيلاء على ديارنا تارةً باسم فلسطين وطوراً باسم نُصرة التشيع. وقد قال لنا «نصرالله» أخيراً إنه مضطر لمقاتلة التكفيريين، أي أولئك الذين يسمون أنفسهم جهاديين، والذين تبين أنهم كل السوريين!

    وهكذا يتطلع العربي فيجد نفسه مقتولا من عربي آخر إنما باسم الإسلام. وهذا العربي القاتل يمكن أن يكون من «جبهة النصرة» أو «حزب الله» أو «حماس» أو «الجهاد» أو «القاعدة»! والعالم مرعوب من الإرهاب السني لأنه غير منضبط وليس هناك من يمكن التحدث إليه فيه. بيد أن الرعب الأكبر ذاك الذي تمارسه إيران لأنه لا يقتل الناس فقط؛ بل يشتت الأوطان والمجتمعات. وهذا هو اعتقادنا نحن العرب، لكنه ليس اعتقاد ولا عمل الدوليين الذين ينافقون إيران وينافقون الأسد خوفاً من الجهاديين!

    الجهاديون والقاعديون وأشباههم مرض في جسم الإسلام السني، شاركت في زرعه ظروف وعهود واستخبارات. و«حزب الله» والتنظيمات الشيعية المسلحة الأخرى مرض في جسم الإسلام الشيعي زرعته ولاية الفقيه. والغرب يستفيد من هذا تارةً ومن ذاك تارة أخرى، وكلا الطرفين السني والشيعي يقتل نفسه وبني قومه. وكلا الطرفين انشقاق عنيف لا يرعى حرمةً ولا ذمّة! ويكون علينا لكي يبقى ديننا وتبقى دولنا ومجتمعاتنا أن نناضل بالفكر والعمل ضد الانشقاقين، وآثارهما الدموية المفزعة



    -------------------


    ممدوح الولي

    عبد الناصر سلامة


    الصندوق الأسود للجماعة

    محمد صابرين


    حان الوقت لفتح الصندوق الأسود لجماعة الإخوان المسلمين‏,‏ وبقية الجماعات الراديكالية حتي نعرف تلك الصفقات المريبة‏,‏ التي ربطتها بالغرب وخاصة بريطانيا والولايات المتحدة‏,‏


    وللأسف فقد أزيح الراحل عمر سليمان دون أن يتم فتح الصندوق, إلا أن الغرب ذاته يفتح من حين لآخر بعض الأوراق من صندوق مليء بالأسرار, ومؤخرا أزاح الكاتب البريطاني مارك كيرتس بعض الغموض في كتابه أمور سرية: المؤامرة البريطانية مع الإسلام الراديكالي, ومن الأمور المدهشة هي خلاصة الكتاب لأحد فصوله الإسلام مقابل القومية, التي يحاول فيها تفسير عداء الغرب للأنظمة الوطنية مثل عبدالناصر ومصدق في إيران, وسوكارنو في إندونيسيا.

    ويذهب كيرتس إلي أن الأمر المؤكد أن تعاون واشنطن ولندن مع هذه العناصر( الراديكالية الإسلامية), توضح نموذجا مألوفا: لقد كانتا مستعدتين للتعاون مع الرجعية, وغالبا العناصر المتطرفة, والذين كان لديهم القليل من الأمور المشتركة والذي ليس أكثر من عدو, وهذا العدو هو حكومة قومية علمانية مستقلة وبها بعض التأثيرات الشيوعية, ولقد رأت واشنطن ولندن في الضباط وحلفائهم في دار الإسلام ـ الذين حاولوا التآمر علي سوكارنو بإندونيسيا ـ كقوي بالوكالة مثل الإخوان المسلمين في مصر, وآيات الله الإيرانيين والقوات المرتزقة التي جندتها بريطانيا والولايات المتحدة, هذه القوي بالوكالة يتم استخدامها لقدراتها علي الأذي, ويتم التخلي عنها ببساطة بمجرد أن تتجاوز الفائدة منها, إن تقويض العدو المشترك كان هدفا قصير الأجل, ولكن في لحظة ما كان لابد من تحقيقه بكل الوسائل, وذلك بغض النظر عن الآثار بعيدة المدي المترتبة عليه.

    هذه باختصار المهمة القذرة التي استخدم فيها الغرب هذه القوي ضد الحكومات الوطنية, التي تجرأت علي أن تأتي المحرمات الغربية, ألا وهي استقلال القرار الوطني, والعمل علي الاستفادة من الثروات الوطنية بعيدا عن الاستغلال الغربي, أو بوضوح النهب الاستعماري, ومن هنا, يمكننا أن نلحظ دوما أن الغرب استخدم هذه القوي المتطرفة ـ برغم أنه لا يكن لها احتراما أو ودا ـ لتحقيق أهداف قذرة, وسرعان ما يتخلص منها, إلا أن العجيب أن قادة هذه الجماعات ظلت وفية لعلاقاتها المشبوهة مع بريطانيا والولايات المتحدة, بل مثلما نري ونسمع الآن, أن واشنطن ساهمت بالتمويل ـ وغيره ـ في وصول الإخوان الي حكم مصر, وفي الأغلب في بلدان أخري بالربيع العربي, والسؤال هنا.. لماذا؟, والإجابة هنا من قبل السفير البريطاني في الأردن تشارلز جونستون الي وزير خارجيته بشأن الانحياز الي جماعة الإخوان المسلمين الأردنية في ذروة الصراع مع عبدالناصر, ويقول السفير في معرض تبريره لتأييد الحكومة الجديدة في عمان, إنني أقترح أن مصالحنا سيتم خدمتها بصورة أفضل من قبل نظام استبدادي يحافظ علي الاستقرار والارتباط مع الغرب أفضل من ديمقراطية غير مقيدة تسرع باتجاه الشيوعية والفوضي, وهناك شيء يمكن أن يقال بالنسبة لنظام استبدادي نظيف ـ والموجود حاليا في الأردن ـ والذي يمكن مقارنته بالانتخابات البرلمانية للكولونيل ناصر, ويعقب كيرتس علي ذلك, بأن هذه الرؤية هي خلاصة تفضيلات بريطانيا لأنظمة قمعية يتم دعمها من قبل قوي اليمين الإسلامي أكثر من حكومات ديمقراطية أو شعبية, وهو ملمح دائم للسياسة البريطانية في المنطقة, في الماضي والحاضر, الأمر الذي يساعد في شرح اللجوء الدائم الي التآمر مع القوي الإسلامية.

    {{ وعندما يصل في آخر طبعة من كتابه والتي أفرد فيها لثورات الربيع العربي, فإن كيرتس يقول بوضوح إن علاقات بريطانيا بالإخوان المسلمين تعكس السياسة الأمريكية, وأن المخططين البريطانيين لم يكن لديهم إلا القدر الضئيل من الاهتمام بالأجندة السياسية الداخلية لجماعة الإخوان, ويشير بوضوح الي تجاهل هؤلاء الكثير من الأمور لعل أخطرها هو ما أورده بوضوح علي لسان السير ريتشارد ديرلاف الرئيس السابق لـ ام أي6( هيئة المخابرات البريطانية), في تشاتوم هاوس ـ أحد مراكز الأبحاث البريطانية ـ إنني ليس لدي أوهام علي الإطلاق بشأن ما هي جماعة الإخوان المسلمين, أو ما الذي يمكنها أن تكون, انها يمكنها أن تكون منظمة اجتماعية أو منظمة سياسية, إلا أنها في القلب منها ـ من وجهة نظري هي منظمة إرهابية, وبالمثل ـ مثلما يقول كيرتس ـ فإن صانعي السياسة الأمريكيين من غير المحتمل أن يبتعدوا عن إعادة ارتباطهم علي الأرض بالإخوان, علي الرغم من أن وثائق ويكليكس تقول إن السلطات الأمريكية تضعهم ضمن قائمة63 منظمة إرهابية, هل هناك أوهام لدينا الآن بشأن جماعة الإخوان وارتباطاتها الغربية, علي الأرجح لا توجد أوهام, بل أسرار كثيرة في الصندوق الأسود لجماعة سوف يأتي اليوم الذي تعلن فيه, هم يظنونه بعيدا ونراه قريبا.

    -------------------



    لماذا يفشل الأخوان المسلمون والاسلام السياسى عامة ؟!




    لماذا يفشل الأخوان المسلمون والاسلام السياسى عامة ؟!


    تاج السر حسين

    08-10-2013 09:48 AM


    ببساطة شديدة وقولا واحدا، لأنهم يحملون فى روؤسهم فكر استبدادى ويقومون بافعال سياسية ويتصرفون مع شعوبهم بطريقة لا يرضاها (الله) لخلقه الذين يحبهم جميعا مسلمين وغير مسلمين.
    وبرصد لنماذج من أنظمتهم وتجاربهم فى الحكم، نتساءل هل كانت صدفه أو بسبب سوء اداء شخصيات وقيادات – كما يدعى البعض - أن يفشل الأخوان المسلمون والاسلام السياسى عامة خلال 24 سنه من حكمهم للسودان وبعد تمكينهم لجماعتهم وقضاءهم على المعارضه الجاده وهيمنتهم على كل شئ فيه، وخلال سنه أو سنتين من حكم مصر وتونس اذا اخذنا تلك التجارب كمثال لحكمهم فى العصر الحديث .. الا يوجد من بين قادتهم مفكرين وخبراء وعلماء فى كآفة المجالات ورجال دين يحفظون القرءان ومئات الأحاديث وتفاسير السابقين وكتبهم، وكان العوام من الناس ينظرون الى اؤلئك المفكرين والقادة بعين التقدير والأحترام قبل ان يمارسوا الحكم ؟ فلماذا فشلوا ؟ .. وهل كانت صدفة أن نفشل مشاريع الدوله الدينيه الأسلاميه منذ بداياتها قبل أكثر من 1200 سنه بصوره عامه وحتى اليوم، وحتى فى بلد مثل تركيا التى قال رئيسها فى مصر أنه (مسلم) فى بلد علمانى وفى اول تجربه معارضه سلميه قويه على حكمه واجه المتظاهرون بالقمع والسحل والعنف والقوه المفرطه فى وقت كان يدعم فيه (السوريين) متطرفين وغير متطرفين ضد رئيسهم بدعوى انه ونظامه يقومون يقتلهم وقمعهم؟
    لماذا يعجز كآفة (المسلمون) والمتاسلمون عن الحديث على اى فتره مشرقه حقق فيها الحكم (الأسلامى) نجاحا واضحا فى الحريات والعداله والمساواة والأزدهار الأقتصادى اذا استثنيا فترة الرسول (ص) التى لا يمكن تقويهما لأنه نبى ورسول أكثر منه حاكم، وغير فترة خلقائه الأثنين التى يعود السبب فى نجاحهما فيها لقرب فترتهما من فترة الرسول حتى لو اتخذ كل منهما موقفا مخالفا للآخر خلال فترة حكمه، وكل من حاول أن يتحدث عن حاكم أو امير عادل عبر المسافات والعديد من السنوات واتجه مباشرة (لعمر بن عبد العزيز) الذى حكم لمدة سنتين ونصف فقط وكان الدليل على عدله كما يردد معظم المسلمين فى (زهو) وأفتخار دون أن يدرون بأن ذلك الدليل يسئ للأسلام ولا يشرفه، وهو الذى يقولون فيه: " أن (الجاريه) كانت تباع فى عصره بوزنها ذهبا" .. فاذا سلمنا بعدله وزهد وورعه، لكن هل يا ترى تلك الجاريه كانت راضيه عن نظام لا زال يعاملها كجاريه، أى لم تكن حره حرية كامله حتى لو كانت محتاجه ومضطرة للقبول بذلك الوضع، كما قبل (العبيد) فى امريكا (مضطرين) فى بداية فترة تحريرهم من الرق والأستعباد بواسطة (ابراهام لنكولن) حينما صعبت عليهم حياة الحريه لعدم تعودهم عليها وكان صعب على المجتمع نفسه تقبلهم كاحرار بينه؟
    وهل كان صدفة أن يأتى نظام الأخوان فى السودان ومنذ بداية اغتصابه للسلطه وحتى اليوم، بكآفة المجرمين والأرهابيين والمتطرفين الأسلاميين وغير الأسلاميين وفى مقدمتهم مؤسس تنظيم القاعده (أسامه بن لادن) ، وهل تلك الأسماء رموز (للأسلام) يعتز بها مسلم، ولم يكتفوا فقط بأخوانهم المسلمين والمتأسلمين مثل الشيخ عمر عبد الرحمن ووجدى غنيم وعبود الزمر وعصام عبد الماجد، بل جاءوا معهم بالفنزويلى (كارلوس) الذى باعوه (لفرنسا) بثمن بخس .. وهل كانت صدفة أن يصدر الرئيس المصرى المخلوع (محمد مرسى) بعد وصوله للسلطه عن طريق (انتخابات) خدعت فيها القوى المدنيه، عفوا عن أكثر من 200 مجرما محكومين بالأعدام وسنوات السجن الطويله المشدده، ومن بينهم قتلة الرئيس انور السادات والمفكر فرج فوده ومن حاولوا قتل الأديب نجيب محفوظ ومن قتلوا الآلاف من افراد الشرطه المصريه اضافة الى محكومين آخرين فى قضايا نصب وأحتيال ومخدرات وغسيل اموال، ثم بعد أن ثار عليه الشعب وعزله وأسقطه فى ثوره قوامها 30 مليون مصرى بسبب تجاوزات عديده لا حصر لها، نرى اعلام القاعده فى ميدان رابعه العدويه الذى يعتصم فيه المؤيدون (للأخوان المسلمين) و(للأسلام السياسى) فى غباء وسذاجه وعدم وعى وللرئيس (المخلوع) محمد مرسى، الذى لم يكن رفاقه مقتنعبن به (كرئيس) مؤهل لحكم دوله، لذلك قدموا قبله نائب المرشد (خيرت الشاطر) والآن يستخدمون (محمد مرسى) كقميص عثمان ويتحدثون عن (شرعيته) الى نزعتها عنه الثورة الشعبيه المبهره الجديره بالتقدير والأحترام وأن تسجل ضمن أعظم الثورات فى التاريخ الأنسانى الحديث، لا أن يساء اليها وللشعب المصرى بادعاء عاجز يردده (الفاشلون) وألأستبداديون فى جماعة (الأخوان) بما يقولونه عن أنها انقلاب عسكرى قاده (السيسى) .. ومن اتى (بالسيسى) قائدا عاما للجيش اليس هو (محمد مرسى) نفسه؟ الم يتعهد (محمد مرسى) فى بداية أيامه وامام العالم كله، بأنه اذا خرج مليون مصرى فى مظاهرات يهتفون ضده ويطالبون برحيله بأنه سوف يرحل دون قيد أو شرط؟ فهل اؤلئك الثلاثين مليون مصرى كلهم (فلول) وعلمانيين وليبراليين، الا يوجد بينهم مليون واحد من الذين خرجوا بارادتهم كراهية فى نظام (الأخوان) وفى طريقة حكمهم وفى تقويضهم للقانون ؟ الا يعد نكوث (محمد مرسى) عن وعده نفاقا وآية المنافق اذا تحدث كذب واذا عاهد غدر؟
    ولا داع هنا أن اعيد وأكرر ما فعله متعديا على قرارات وأحكام القضاء واعادة مجلس الشعب المحلول وتحصين اعلاناته الدستوريه وعدم جواز الطعن عليها امام القضاء وكثير من التصرفات التى جعلت منه فرعونا و(الها) يفعل ما يريد وكأنه يعيش فى عصور الظلام وفى القرون الوسطى.
    لا يدل كل ذلك لمن كان له عقل يفكر به، عن وجود مشكلة حقيقيه فى (المنهج) الذى يحكم به (الأخوان المسلمون) يتعارض مع مفهوم الحريه والعداله والدوله المدنيه الديمقراطيه الحديثه، لذلك يواجه (المتاسلمون) بمشاكل فى كل بلد يحكمونه، اذا كان ذلك عن طريق انقلاب أو عن طريق الديمقراطيه .. ولذلك تخرج عليهم الشعوب ولا يبقون على الكراسى الا عن طريق العنف والقمع والقتل والتعذيب والأضطهاد والتشريد كما حدث فى السودان بعد ما انقلب عليهم الضباط الأحرار فى ابريل 1990 أى بعد سنه واحده من حكمهم وكاد انقلابهم أن ينجح، أو عن طريق الكذب وأختلاق المؤامرات والتضليل والأقصاء ومحاولات التمكين ، رغم انهم جاءوا عن طريق (الديمقراطيه) كما حدث فى مصر ولم يكن مستبعدا أن تتبع ذلك (التمكين) تكميم للأفواه وتشريد للقضاة والأعلاميين وقد بدأوا فعلا فى ذلك السبيل ، اضافة الى ارتكاب المذابح والمجازر والتصفيات الجسديه واراقة دماء بلا حدود اذا فشلت كل تلك المخططات الأكاذيب والمؤامرات المختلقه وسمع العالم كله عن نيتهم فى ذلك العمل خلال اللقاء الجماهيرى الذى عقده الرئيس بمشاركه ضخمه من الجماعات الأرهابيه المتطرفه قبل عزله بأيام معدودات، لكن الشعب المصرى لم يمهلهم لأكثر من سنه فى السلطه وقبل أن يتمكنوا واخزاهم الله وهزمهم رحمة بشعب مصر وبشعوب المنطقة كلها، لكن الأخوان لا يعترفون بالحقيقه ويكابرون ويكذبون ويجعلون من انفسهم ضحايا ومظلومين وأن الجيش انقلب عليهم لا الشعب كله، لأن اعترافهم بأن من عزلهم هو الشعب يفقدهم حق المطالبه بالعوده (للشرعيه) كما يدعون.
    ومن اجل التنوير والتثقفيف الذى بزلنا نفسنا له ومن أجل مصلحة من لا يعرفون حقيقة هذا الفكر ومنهجه خاصة بين الشباب الذين كثر عدد الملحدين والمرتددين وسطهم لأنهم لم يجدوا خطابا دينيا يناسب ثقافتهم وعصرهم الذى يعتمد على العلم وعلى المنطق لا على التبعيه واطاعة الأوامر فى الدين أو غيره اذا كانت غير مقنعه.
    وعلى هؤلاء الشباب أن يميزوا بين (الأسلام) وبين (شريعة القرن السابع)، مثلما اصبحوا يميزون الآن بكل سهوله بين (المسلمين) وبين (المـتأسلمين) أو جماعة الأسلام السياسى والا يظنوا بأنها (الأسلام) كما يدعى بعض الجهلاء وأعداء التطور.
    فالأسلام دين يساوى (أصله) بين الناس جميعا ولم يميز بينهم وأعطى الفرصه للمسيحى وحتى للكافر على نحو مطلق أن يتمتع بكآفة حقوقه الأنسانيه والمدنيه والسياسيه والأجتماعيه وأن يصبح رئيسا للدوله حتى اذا لم يكن له دين، وقالت الايه بوضوح: (إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون( وحتى لا يكابر مكابر ويدعى بأن (اليهود والنصارى والصابئين) مقصود بهم معتنقى تلك الأديان قبل أن يصبحوا مسلمين نقول لهم أن هذا القرءان نزل على قوم يعرفون لغتهم جيدا وكانوا يتمتعون بالبلاغة (الفطريه)، وقولهم مردود عليهم (فالذين آمنوا) مقصود بها (المسلمين) ثم ذكر بهم من لم يسلم ولم يصل درجة الأئمان .. وهنالك آية أخرى تؤكد ان اؤلئك الناس حسابهم عند ربهم يوم القيامه وليس من حق احد أن يتنقصهم حقوقهم فى الدنيا وهى التى تقول: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ).
    وفى حق الأختيار الحر فى الدين وفى غير الدين بالضروره قالت الآيه: (فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ) وجاء فى آية أخرى (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) .. وجاء فى آية أخرى (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ)، فهل هناك حرية و(ليبراليه) أكثر من هذه فى الأسلام (الأصلى) الذى اراده الله للناس جميعا فى بداية الرساله الأسلاميه لكى يطبقونه حينما يستعدون له ويصبحون مهئين لذلك بفضل الله والتطور، وهل نجد حرية ومساواة بين الناس جميعاعلى ذلك المستوى فى شريعة القرن السابع التى كانت شريعه (موقوته) مناسبه لقوم بعينهم، لهم ثقافتهم واعرافهم وكانوا اجلافا وغلاظ طباع خارجين لتوهم من جاهليه ومن ثقافة القهر التى تعمل بمبدأ من غلب سلب وأستعبد وأسترق ونكح الجوارى بلا حساب أو عدد، لكن رغم كل ذلك كانت بينهم شخصيه متفرده و(غريبة) بينهم ، لذلك كان يردد فى حزن من وقت لآخر (وآ شوقاه .. وآشوقاه لأخوانى الذين لما يأتوا بعد) .. وكانت على طباعه تختلف كثيرا عن طباعهم وكانه جاء اليهم من (المستقبل) .. كانت تلك الشخصيه هى شخصية الرسول (ص) بلحمه ودمه، لذلك فأن تلك الأحكام والحصانات التى لو اعطيت لأى انسان آخر غير الرسول المعصوم بفضل من ربه، لمارس من خلالها ديكتاتورية واستبداد وظلم، لا يمكن أن تتحمله الشعوب وتصبر عليه، وهذا ما يفعله (المتاسلمون) الآن حيث يريدون أن يحكموا الناس بتلك الأحكام والقوانين والحصانات التى منحت للرسول (ص)، وهم لا يملكون ذرة مما اعطاه له الله ولا يأتيهم الوحى مصححا اخطائهم، بل معهم وبينهم منافقين و(شياطين) انس، يقال عنهم علماء وفقهاء يزينون لهم الباطل يقولون لهم لقد رايناكم ايها الحكام القتله والمجرمين وأنتم تؤمون الرسول (ص) فى الصلاه !!
    رغم ذلك كله ولكى ندلل على عدم صلاحية تلك (الشريعه) لهذا العصر وثقافته بعد أن لبت حاجات اؤلئك الناس (تماما) ، علينا أن ننظر ونتـأمل بند واحد من بنود دستور المدينه أو صحيفة المدينه، الذى يقول ((وَل لايَقْتُلُ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنًا فِي كَافِرٍ .. وَلا يَنْصُرُ كَافِرًا عَلَى مُؤْمِنٍ .. وَإِنّ ذِمّةَ اللّهِ وَاحِدَةٌ يُجِير عَلَيْهِمْ أَدْنَاهُمْ .. وَإِنّ الْمُؤْمِنِينَ بَعْضُهُمْ مَوَالِي بَعْضٍ دُونَ النّاسِ)).
    تلك الصحيفه وذلك الدستور نحترمه وتقدره كونه صدر من الرسول (ص) وفى زمنه ويعد ذلك الدستور متقدما على ما كان من قبله من احكام ودساتير واعراف تنظم حياة الناس ، لكن هل يعقل أن نقبل به فى عصرنا الحالى عصر حقوق الأنسان وقد كان (الصحابه) يراجعون رسولهم ويحتجون عليه، طالما كان الأمر ، امر (دنيا) لا أمر (دين)، وقد حدث ذلك كثيرا وكانوا يسالونه قبل ابداء ارائهم، هل هذا الأمر أم دين أم دنيا يا رسول الله، وكانوا يفعلون نفس الشئ مع خلفائه الأثنين ومن جاءوا بعدهم ، ولذلك وفى هذا العصر لن يرضى انسان عاقل (حر) بديلا عن دولة (المواطنه)، المدنيه الديمقراطيه الحديثه، التى لا تميز بين مواطنيها الا بالوطنيه والعلم والكفاءة والخبره والتى كنا توافقنا عليها فى السودان لما انفصل الجنوب ولو عمل بمفهومها (مرسى) لما فشل ولما خلعه شعب مصر.
    وكما هو واضح استخدم (السلفيون) ذلك البند الذى اوردته من دستور (المدينه) فى اصرارهم على الماده 219 فى الدستور الذى ابطلته ثورة 30 يونيو المصريه، التى تجعل القصاص من مسلم قتل مسيحيا غير جائز واستخدم البند ذاته الرئيس المصرى (مرسى) قبل خلعه، وهو ليس برسول فعفا عن متطرف وارهابى اسلامى حكم القضاء المصرى عليه بالأعدام، قتل مسيحيا فى احدى محافظات مصر، مع أن الأسلام (الأصلى) لا شريعة القرن السابع تقول فى القرءان: (مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِى and#1649;لأرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ and#1649;لنَّاسَ جَمِيعاً) .. والناس جميعا تعنى مسلمين وغير مسلمين .. وكل انسان فيه (نفس) وفيه (روح) ولم تقل الايه من قتل (مسلما) فقط كأنما قتل الناس جميعا، وما لا يعلمه المصريون ولا يهتمون له كثيرا خاصة (المتأسلمين) ان ما حدث لهم اليوم فى مصر من ذلة واهانه واصبحوا يحتلون الميادين بعد أن احتلوا قصر الحكم، ربما كان سببه الأساسى الظلم الذى وقع فى حق شهداء الشيعه الأربعه الذين قتلوا بطريقة إنسان رخيصه اذا اتبعها انسان فى قتل ######ه فى اى دوله غربيه محترمه لعوقب اشد عقوبه لأنها طريقة وحشية وغير انسانيه وتسئ للأسلام ولمعتنق اى دين على وجه الأرض.
    وبالعودة لذلك القرار الذى أتخذه مرسى بالعفو عن قاتل (المسيحى)، هل يتطابق مع معنى ألايه (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون) وقلنا من قبل حكم الله المطلوب فى جميع الشرائع والصالح لكل مكان وزمان هو (العدل) .. لأن الله قال فى آية أخرى (وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِand#1754;) ام يتطابق فقط مع احكام شريعة القرن السابع المستنبطه من ألايات التى كان حكمها صالحا لأؤلئك الناس والتى تقول: (فاذا أنسلخ ألشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم) .. ويتطابق مع معنى الآيه فى معاملة غير المسلمين التى تقول: (قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ) .. وعما قالت به المذاهب الأربعه التى ترفض القصاص من مسلم، فى كافر اذا كاون شهود حادثة القتل غير مسلمين؟
    لذلك يجب ان يعلم البسطاء والمغرر به وأنصاف المتعلمين فى جميع المجالات بأن ذلك (المنهج) لا علاقة له (بالأسلام) الصحيح (الأصلى)، وأنما له علاقة بشريعه (القرن السابع) التى لا تصلح لأنسانية هذا القرن ولذلك يفشل الأخوان المسلمون وغيرهم من تيارات (أسلامويه) فى الحكم، لأنهم اما أن يكونوا صادقين فيطبقوا ما دعت له تلك (الشريعه) بتفاصيلها ودون زيادة أو نقصان، فينتجوا انظمة مشابهة لنظام (افغانستان) خلال فترة حكم جماعة (طالبان) ولنظام (الصومال) خلال فترة حكم جماعة (المحاكم الشرعيه) فيمنعون الفتيات من التعليم ومن الذهاب للمدارس والجامعات ومن ممارسة العمل لأن (الشريعه) تمنع المرأة من الخروج الا لضرورة قصوى وتعتبر صوتها عوره بل كلها عورة وفى الشريعه يكره ذهاب المرأة الجميله لأداء صلاتها فى المسجد فى جماعه وتفضل صلاتها فى بيتها مثلما يمنع سفرها لوحدها دون محرم لأداء الحج حتى لو كانت عجوز لا يرغبها الرجال، بل أن بعض أحكام الشريعه المتشدده تقول، للمرأة ثلاث خرجات فقط، من بطن امها لبيت ابيها ومن بيت ابيها لبيت زوجها ومن بيت زوجها للقبر ومن عجب بعض النساء وفى جهل يؤيدن مثل هذا الفكر، وهذا ما سميته قمة اذلال الشخص واهانته لنفسه، فأمر طبيعى أن يهينك أنسان أو يذلك خاصة اذا كان اقوى منك وكنت مكرها، لكن اسوا انواع الذل والأهانه أن يقبل الأنسان لنفسه بتلك الأهانه والدونيه وذلك الذل والا يشعر بالنقص وهو يقبل قدمى من يهينه ويذله اذا كان بامكانه ان يعيش حرا وكريما، وهذا هو ما تفعله بعض (النسوه) الجاهلات بالضبط بتقبلهن لذلك الفكر (الذكورى) الذى يجعل منهن مواطنات درجه ثانيه بلا حقوق الا ما يريده لهن الرجال المؤمنين بذلك الفكر والمستفيدين منه.
    وهناك نوع ثانى يتحدثون عن تلك (الشريعه) وعن فرضها على المجتمعات، لكنهم غير صادقين ومراوغين ومداهنين يتعاملون مع تلك (الشريعه) مثل المزارع الذى يجمع الثمار التى تناسبه وتحقق له ربحا، ويترك باقى الثمار فى شجرها أو على الأرض اذا كانت لا تحقق تلك المنفعه وهى التى سماها عمر البشير الشريعه (المدغمسه)، وهم لا يعلمون أن الله لم يعد الكاذبين نصره.
    ومن امثلة ذلك المنهج الذى يتبعه (الأخوان) فى العصر الحيدث انهم يسمحون للمرأة أن تعمل وأن تشارك فى العمل السياسى والأجتماعى – على مضض – ومضطرين لذلك الأمر، بناء على (ميكافليتهم) وما يحقق مصلحتهم السياسيه لأن عدد النساء ربما يزيد عن عدد الرجال فى عالم اليوم وحتى لا يفقدوا اصواتهن اذا الزموهن باحكام متشدده، رغم ان الأخوان وفى ذكاء (الشياطين) يجعلون تمثيلهن محدود لا بالحجم المناسب لعددهن فى المجتمع وتوضع لهن حدود لا يمكن تجاوزها ولا تسمح لهن بالوصول الى رئاسة الدوله (مثلا) حتى لو كانت تلك المرأة فى قوة مارجريت تاتشر، وتغلف تلك التعليمات التى تحجم دور المرأة بفتاوى تقول ذلك حكم الله و(شرعه) الذى يجب أن تلتزم به المرأة (المسلمه)، ولذلك فأن اغلب الظن يذهب الى أن قتلة رئيسة الباكستان الراحله (بنازير بوتو) كانوا من الجماعات الأسلاميه المتطرفه فى ذلك البلد الذى يعشعش فيه فكر (المهووسين) الظلامى المتطرف، مع انها وصلت للسطه عن طريق انتخابات ديمقراطيه.
    أما اكبر انفصام فى فكر (الأخوان) الذين يدعون الأعتدال والوسطيه لكى يصبحوا مقبولين عند الديمقراطيين والليبراليين وعند المجتمع الدولى وفى ذات الوقت يدخلهم فى خلافات واشكالات تصل حد تكفيرهم من رفاقهم السلفيين والسلفيين الجهاديين والجماعات الجهاديه والوهابيه، لا لأنهم سمحوا (للبارات) التى تبيع الخمر أن تعمل بصورة طبيعيه حتى سقوط وخلع مرسى واكتفائهم بزيادة ضرائبها .. ولا لأنهم جددوا تراخيص (كباريهات) شارع الهرم لمدة ثلاث سنوات، فى وقت كان يجدد لها سنة بسنة فى عهد (مبارك) .. ولا بسبب الخطاب الغرامى الحميمى الذى ارسله (مرسى) لصديقه العزيز (بيريز) الذى بدأه ب ((بسم الله الرحمن الرحيم)) ولحظتها تذكرت الحديث الذى يتحدث عن الذى يقرأ القرآن والقرآن يلعنه.
    ثم اضاف:
    محمد مرسي رئيس الجمهورية
    ((صاحب الفخامة السيد)) شيمون بيريز رئيس ((دولة)) إسرائيل .. عزيزي وصديقي العظيم..
    لما لي من شديد الرغبة في أن أطور ((علاقات المحبة)) التي تربط لحسن الحظ ((بلدينا)) ...
    أرجو من ((فخامتكم)) أن تتفضلوا فتحوطوه بتأييدكم، وتولوه رعايتكم، وتتلقوا منه بالقبول وتمام الثقة، ما يبلغه إليكم من جانبي، ولا سيما إن كان لي الشرف بأن أعرب لفخامتكم عما أتمناه ((لشخصكم من السعادة، ولبلادكم من الرغد)).

    ((صديقكم الوفي))
    محمد مرسي
    تلك مقتطفات من خطاب (مرسى) ، الذى صلى اماما من خلفه الرسول (ص) ، كما ادعى أحد المنافقين .. والغريب فى الأمر أن (الأسلاميين) لا يشعرون بالحرج من هذا الخطاب ولا زالوا يتحدثون عن ان مرسى وجماعته بأنهم سوف يحاربون أسرائيل فى يوم من الأيام على الرغم من انه (بلع) كلامه وتراجع من شتيمته لليهود عام 2010 حينما كان معارضا لمبارك والتى وصفهم فيها: (بأنهم أحفاد قرده وخنازير)) وطالب بطردهم وجميع حلفائهم يقصد (الأمريكان) من الدول العربيه!
    الشاهد فى الأمر أن الأنفصام الفكرى أو (الشيزوفرينيا) الفكريه التى اعنيها تتمثل فى انهم حينما يخاطبون (الغرب) يتحدثون عن المدنيه والدوله الحديثه وعن (الديمقراطيه) التى تكفرها تلك الجماعات وتدعو على من يعمل بها بالموت والهلاك وسوء الخاتمه صباح مساء، لكنهم حينما يخاطبون الشعب الجاهل والأمى والبسيط ورفاقهم فى التيارات الأسلاميه فى الداخل، خاصة فى زمن (الأنتخابات) تجدهم يتحدثون عن دولة الخلافه وعن (الشريعه)، وعن وسيلة الحكم التى تناقض (الديمقراطيه) وهى (الشورى) خداعا للجماهير ودغدغة لمشاعرهم وهذا هو المعنى الذى بسببه قال كارل ماركس: (الدين افيون الشعب)، أى انه يستخدم لتخدير الشعوب وتضليلها.
    ولهذا دعونا نبين الفرق بين الديمقراطيه كما هى تمارس فى العصر الحديث وبين الشورى فى النظام (الأسلامى) اذا كان هنالك ما يسمى بنظام (حكم) اسلامى لا (دعوى اسلاميه)، لكى يختار كل انسان اى المنهجين اصلح له ولهذا العصر وايهما اقرب لمرضاة الله الذى خلق الناس احرارا وقال فى حقهم: (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) وقال (ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين).
    وتعريف الديمقراطيه ببساطة شديدة هو: (حكم الشعب بواسطة الشعب لمصلحة الشعب) .. للذك ما فأن انحياز الجيش المصرى لشعبه هو فعل ديمقراطى لأنه (لمصلحة الشعب)، وفى النظام الديمقراطى لابد أن تكون حرا وأن تسمح بالحريه لغيرك أى ان تكون مؤمنا (بالحريه لك ولسواك) .. ولقد عرف الشهيد المفكر التقى الزاهد فى الدنيا العارف بالله محمود محمد طه، الأنسان الحر فقال: ((هو الذى يفكر كما يريد ويقول بما يفكر ويعمل بما يقول، ثم لا تكون عاقبة فكره وقوله وفعله الا خيرا بالأحياء والأشياء)).
    يعنى لكى تكون حرا فيجب أن تفكر كما تشاء .. وأن تفصح عما تفكر فيه اى الا تتعرض لقمع واضطهاد يمنعك من أن تبوح بما تفكر فيه والا تكتم فكرك من تلقاء نفسك .. ثم أن تعمل بما تقول به، لكى لا تكون منافقا، والمنافق هو من يفعل خلاف ما يقول .. وأخيرا ان تكون نتيجه فكرك وقولك وعملك خير بالأحياء والأشياء!
    فهل يفعل الأخوان المسلمون اليوم ما يقولونه بالسنتهم وهم يدعون ائهم يؤمنون (بالديمقراطيه) ويتباكون على (شرعية) نزعها عنهم (الشعب) فى وقت يتحدثون فيه بلسان آخر عن الشورى؟
    وهل قول سيد قطب الذى يعمل به غالبية (الأخوان) اليوم وجعلهم أقرب (للوهابيه) له علاقة (بالديمقراطيه) ؟
    قال سيد قطب فى كتابه "معالم في الطريق" ص (158) ما نصه:
    "والمسألة في حقيقتها مسألة كفر وإيمان، مسألة شرك وتوحيد، مسألة جاهلية وإسلام، وهذا ما ينبغي أن يكون واضحاً، إن الناس ليسوا مسلمين كما يدعون، وهم يحيون حياة الجاهلية، وإذا كان فيهم من يريد أن يخدع نفسه، أو يخدع الآخرين، فيعتقد أن الإسلام ممكن أن يستقيم مع هذه الجاهلية، فله ذلك، ولكن انخداعه أو خداعه لا يغير من حقيقة الواقع شيئاً، ليس هذا إسلاماً وليس هؤلاء مسلمين" .
    ولذلك دعا (جماعته) للعمل على الوصول للسلطه لتطبيق شرع الله، بكل (الصور)!
    يعنى عن طريق الديمقراطيه اذا امكن ذلك ولا توجد مشكله فى تزوير الأنتخابات .. وعن طريق انقلاب عسكرى كما فعل (اخوان) السودان .. أو عن طريق الأغتيالات والتصفيات الجسديه وأشعال الحرائق ، كما ظلوا يفعلوا فى مصر منذ تأسيس تنظيمهم.
    قهل لذلك الفكر أى علاقه (بالديمقراطيه) التى من أهم الياتها ووسائلها تاسيس دولة (مؤسسات) مستقله عن بعضها البعض هى:
    1- السلطه التنفيذيه، وتعنى رئيس الدوله حسب نوعية النظام والوزراء برئيسهم وباقى أجهزة الدوله التنفيذيه، 2- السلطه التشريعيه، وتتكون من مجلس النواب ومجلس الشورى – اذا وجد - والمجالس الولائيه والمحليه ودورها فى تشريع القوانين واللوائح .. 3- السلطه القضائيه التى يجب أن تكون مستقله استقلالا ومن حق القضاء يشاركوا بالرأى السياسى والثقافى والتنويرى فيما يدور فى وطنهم لكنهم لا يعملون بالسياسه، اى الا ينتمى القضاة لحزب ولا يعلنوا انحيازهم لكيان سياسى أو أن يترشح قاض لمنصب سياسى قبل أن يستقيل من وظيفته .. والجهاز القضائى هو (الحكم) بين كأفة السلطات بما فيها رئيس الدوله ويلجأ له الجميع لحسم الخلافات القانونيه وتفسير القوانين ودستوريتها، وهنالك سلطه رابعه اضيفت لتلك السلطات أصبحت الآن اكثر قوة تأثيرا على مجريات الأمور ، من بينها ما هو رسمى وما هو حر ومستقل وهو الأعلام باقسامه المعروفه مسموع ومشاهد ومقرى ودخل فى المشهد الآن وأحدث اثرا مقدرا اعلام جديد هو الصحافة الألكترونيه ومواقع التواصل الأجتماعى.
    وفى النظام الديمقراطى يسمح بتأسيس النقابات والأتحادات ومنظمات المجتمع المدنى المختلفه ولا من أن تتأسس احزاب بتوجهات فكريه مختلفه (لا دينيه) محافظين ووسط ويمين ويسار .. الخ تشارك فى الأنتخابات على قدر المساواة ولا تعطى ميزه للحزب الحاكم فى عملية اجراء الأنتخابات تجعله يحقق مكاسب غير مشروعه تؤثر فى العمليه الأنتخابيه ولذلك يفضل فى العالم الثالث أن تشكل حكومه تكنقراط محائده لأدارة العمليه الأنتخابيه، وفى النظام الديمقراطى وداخل البرلمان تحديدا ، تستجيب الأقليه لخيارات (الأغلبيه) دون المساس بالدستور والحقوق الأساسيه وتحترم الأغلبيه رأى الأقليه ويعمل الفريقان من اجل تحقيق مصالح الوطن وما يحافظ على النظام الديمقراطى ويؤديان القسم على ذلك، والأغلبيه لا تهمل رأى الأقليه فى القضايا الوطنيه المطروحه ولا فى مشاركتها فى اللجان اذا كان من بين رموزها من هو أكثر جدارة من ممثلى الأغلبيه.
    وبصورة مطلقه فى النظام اليمقراطى هنالك صوت واحد للنائب الواحد.
    أما الشورى فاستنادا على فهم الآيه القرآنيه : (وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ and#1750; فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ) ، ومن يرى بأن تلك الوسيله هى (حكم الله) الذى لا حكم غيره، فعليه الا يتحدث عن (الديمقراطيه) حتى لا يصبح من زمرة (الفاسقين) والمنافقين .. وتلك الايه خاطبت النبى (ص) فى المقام الأول، وطلبت منه أن يشاور قومه فى امور (الدنيا) و(الدوله) لأن امور الدين يأتيه بها (وحى) وبعد أن يشاورهم ويستمع اليهم من حقه ان بأخذ برأى اشار له به نفر منهم أو بعضهم كما فعل فى موضوع اسرى (بدر) حيث مالت نفسه الى رأى ايده (أبو بكر الصديق) وخالفه (عمر بن الخطاب)، وبمفهوم تلك الايه كان من حقه أن يعمل برأى ثالث (فاذا عزمت فتوكل).
    وفى الشريعه آلية عمل (الشورى) أن يؤسس مجلس من عدد محدود من المسلمين (فقط) أى ليس بينهم مسيحى أو امرأة، يسمى مجلس (اهل الحل والعقد) لا (برلمان) كما فى الدوله الحديثه، لا مكان فيه لحديث عن أغلبية ميكانيكيه كما هو فى الديمقراطيه، وأنما يشاور (الحاكم) ذلك (المجلس) ومن حقه أن يعمل بمشورتهم تلك ومن حقه أن ينفرد باتخاذ القرار، فاذا جاز هذا الأمر لنبى معصوم، فهل يجوز لبشر ولأنسان عادى ؟؟ وهل الذين يهتفون الآن فى ميدان رابعة العدويه جميعهم ينادون بعودة مرسى ونظام (الأخوان المسلمين) يفهمون أنهم يعملون لعودة نظام طغاة ديكتاتورى مستيد يمارس القمع لأنه يرى نفسه موكل من الله ومطبق لشرعه ومن يعارضهم فأنه يعارض الله لا يعارض انسانا مثلهم .. وهل يعلمون انهم يعملون ضد أن يكونوا احرارا وأن يحكموا بالديمقراطيه ودولة المواطنه التى لا تميز بين مسلم وغير مسلم أو بين رجل وأمراة، وأى النظامين اقرب للعدل؟
    لا أظنهم يعلمون شيئا من ذلك لأن الأعلام بما فيه (الليبرالى) لا زالت تسيطر عليه أفكار (القرن السابع) فى الجانب الدينى ولا زال يمارس عليه الأرهاب الدينى ولا زال (الأزهر) هو المهيمن على الخطاب الدينى فى المنطقه، والغرض من ذلك أن تبقى الشعوب على تخلفها يسوق لها الجهل والظلام ولكى تبقى تلك الأحكام وتلك الأفكار حاكمه، حتى فى ظل الأنظمه (الديمقراطيه).
    لكن رغم ذلك كله فذلك (الفكر) بدأت هزيمته على نحو واضح بما خدث للأخوان المسلمين فى مصر ، من (الله) وحده الذى يعلم بأن المروجين له كاذبون ومخادعون ومنافقون يتاجرون بدينه ويقدمونه للناس على غير الصوره التى يريدها خالقهم، وأنما من اجل تحقيق مصالحهم ومن اجل ان يملأ فقهاء السلاطين أمثال (القرضاوى) كروشهم وجيوبهم، صحيح ان الله يرضى لخلقه أن يكونوا مسلمين لكنه لا يرضى أن يميز بينهم مثلما لا يميز الأنسان بين ابنه الدكتور وأبنه العامل، ولا يمكن أن يجعل (الأله) و(العدل) من اسمائه جزء من خلقه يعانون من الظلم والبطش والتهميش .. فهو (يرضى) عن (المسلم) .. ويريد (غير المسلم) .. وكما قال العارفون لا يدخل فى هذا الوجود انسان أو حيوان أو فعل أو فكر غصبا عن (ارادة) الله.
    تاج السر حسين

                  

08-12-2013, 08:00 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)


    جماعة الإخوان تخسر شرعيتها آخر تحديث:الاثنين ,12/08/2013



    تيمور كوران


    هذا العام، واجه الإسلام السياسي نكسات كبرى في اثنين من البلدان الرئيسة ذات الأغلبية المسلمة: مصر وتركيا . ولكن من السابق للأوان كثيراً أن نستبعده كطرف مشارك قوي في ظل ديمقراطية تعددية .


    فبعد مرور عام واحد منذ أصبح محمد مرسي الذي ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين أول رئيس منتخب لمصر، خرج الملايين من المصريين إلى الشوارع، لكي تنطلق شرارة إطاحته . والواقع أن عجز مرسي سياسياً وافتقاره إلى الرؤية في مواجهة الانهيار الاقتصادي كان يكفي لتدني مستوى التأييد لحكومته، ولكن نهايته كانت في رفضه التعددية، وسعيه إلى فرض دكتاتورية “إخوانية”، تمثلت في جهوده الرامية إلى تركيز السلطة في أيدي الإخوان المسلمين ووضع نفسه في مكانة أعلى من أن تسمح للسلطة القضائية في مصر بمراجعته .


    وعلى نحو مماثل، استمرأ رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان زعيم حزب العدالة والتنمية طريقة للحكم تهدد بإفساد عقد كامل من التقدم قام على الديناميكية الاقتصادية والنمو السريع وإخضاع القوات المسلحة للسيطرة المدنية . فكان القمع الذي مارسته حكومة أردوغان في مواجهة الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت ضد التخطيط للبناء في متنزه جيزي في ساحة تقسيم بإسطنبول سبباً في إظهار تركيا بمظهر البلد الذي تحكمه دكتاتورية الحزب الواحد . ولكي يزداد الطين بلة، فقد أمضى أردوغان الأسابيع التالية في تقويض التعددية من خلال خطب استقطابية شوهت سمعة الأتراك الذين لا يشاركونه آراءه أو يقبلون تفسيره الخاص للإسلام .


    ولأن مصر وتركيا دولتان من الدول الثلاث الأكثر اكتظاظاً بالسكان في القلب التاريخي للإسلام (الثالثة هي إيران الخاضعة لحكم رجال الدين)، فقد يستنتج المرء أن الصعوبات المستمرة في البلدين دمرت أي احتمال للتوفيق بين الإسلام السياسي والديمقراطية التعددية . ولكن الأوضاع في البلدين تنطوي على اختلافات جوهرية، ويصدق القول نفسه على آفاق تجديد الإسلام السياسي في البلدين .


    وفي مصر، تبدو التحديات الاقتصادية جسيمة، وتبدو تقاليد الحكم بالتراضي ضحلة للغاية، حتى إنه ربما أصبح من المستحيل أن يتمكن أي حزب من الحكم ديمقراطياً في المستقبل القريب، فضلاً عن جماعة الإخوان المسلمين التي سوف يكون لزاماً عليها أن تعيد اختراع نفسها بالكامل . كما أصبح غير الإسلاميين أقل ميلاً إلى الثقة في رغبة حزب النور السلفي المتشدد الحزب الإسلامي الذي شارك في إطاحة مرسي في تبني مبادئ الديمقراطية .


    وعلى النقيض من هذا، لا تزال فرصة حزب العدالة والتنمية في تركيا لإعادة إضفاء الشرعية على نفسه في نظر ناخبيه قائمة، لأن تراجعه عن مبادئ التعددية يتصل بقوة بأردوغان ذاته . بل إن بعض أصحاب الوزن الثقيل في حزب العدالة والتنمية، بما في ذلك رفيق أردوغان القديم الرئيس عبد الله جول، يعتقدون أنه أساء إدارة الاحتجاجات الأخيرة إلى أبعد حد .


    وباختيار زعيم جديد للحزب بدلاً من أردوغان، فسوف يصبح بوسع حزب العدالة والتنمية أن يفصل نفسه عن حملة “الأسلمة” التي يشنها أردوغان، وأن يعيد تأهيل إمكاناته كقوة سياسية ديمقراطية . والواقع أن العديد من ناخبي حزب العدالة والتنمية يشعرون بالقلق والانزعاج إزاء الصراع الثقافي، ولو كان قلقهم نابعاً فقط من تهديد هذا الصراع لمصالحهم الاقتصادية . ومن هنا فإن مثل هذا التحرك سوف يكون كافياً في الأرجح لاستعادة قدر كبير من التأييد الذي خسره حزب العدالة والتنمية وتهدئة المعارضين الذين يخشون أن تستمر حرياتهم الشخصية في التآكل في ظل حكم هذا الحزب .


    وسوف تسنح الفرصة لإبدال أردوغان في العام المقبل، عندما تنتهي ولاية جول . ويريد أردوغان أن يحرم جول من فترة ولاية ثانية، فيأخذ مكانه في ظل دستور معدل ينقل السلطة التنفيذية الكاملة للرئيس . وبحرمان أردوغان من تنفيذ رغبته هذه، يصبح بوسع البرلمانيين المنتمين إلى حزب العدالة والتنمية إضعاف موقف أردوغان بل وربما تمكين الحزب من إزاحته .


    وإذا لم يكف ذلك لإزاحة أردوغان من السلطة، فإن وصول حد ولايته كرئيس للوزراء كما فرض على نفسه بحلول عام 2015 من شأنه أن يسمح للمجلس التنفيذي لحزب العدالة والتنمية بإرغامه على التقاعد ببساطة من خلال مطالبته باحترام كلمته . وبعد أن أبدى حزب العدالة والتنمية عدم موافقته على سلوك أردوغان المنافي للديمقراطية، فإن قيادات الحزب الجديدة تستطيع أن تبدأ إعادة بناء شرعيته كحزب يحترم حقوق الأقليات .


    ولكي لا يضل طريقه من جديد، فيتعين على حزب العدالة والتنمية أن يعالج أيضاً السبب الجذري وراء تحول أردوغان إلى حاكم مطلق متعصب . ففي وقت مبكر من ولاية أردوغان كرئيس للوزراء، كانت تصرفاته مقيدة من قِبَل الرئيس والسلطة القضائية والمؤسسة العسكرية، وهي الجهات التي تعهدت جميعها بالحفاظ على العلمانية المنصوص عليها في الدستور التركي . وفي عام ،2008 نظرت أعلى محكمة في تركيا في حل حزب العدالة والتنمية بسبب انتهاكه لهذا المبدأ .


    بيد أن التغييرات التي طرأت على تركيبة السلطة القضائية، وتولي جول لمنصب الرئاسة في عام ،2008 والتعديل الدستوري في عام 2010 الذي سمح بمحاكمة المسؤولين العسكريين أمام محاكم مدنية، كل ذلك أسهم في التخفيف التدريجي للقيود المفروضة على سلطة أردوغان . فتم سجن أكثر من 400 من جنرالات الجيش بتهمة التخطيط لانقلاب مزعوم، وفي الكثير من الحالات على أساس أدلة ملفقة بوضوح . كما أساء أردوغان استخدام النظام القانوني لخنق وسائل الإعلام وقمع حرية المواطنين في التعبير .


    ومن الواضح أن مؤسسات تركيا السياسية تفتقر إلى الضمانات الكافية . فقد سمحت بتركيز هائل للسلطة بين يدي شخص واحد والأغلبية البرلمانية التي يتزعمها . ويتعين على صناع السياسات الأتراك الآن أن يضمنوا استقلال السلطة القضائية ونزاهتها السياسية، واستعادة حرية التعبير لجميع المواطنين، وتأسيس نظام من الضوابط والتوازنات ليحل محل المؤسسة العسكرية كحارس للعلمانية .


    * أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة ديوك، والمقال ينشر بترتيب مع “بروجيكت سنديكيت



    --------------------------

    منصة رابعة خارج الزمن والجغرافيا
    الاثنين 5 شوال 1434هـ - 12 أغسطس 2013م

    ضياء رشوان
    من يستطيع الصبر لفترة طويلة أمام ما تذيعه قنوات الجزيرة لأربع وعشرين ساعة متواصلة مما يقوله الخطباء والمتحدثون من على منصة اعتصام رابعة العدوية، سيجد نفسه فى نهاية الأمر فاقداً لبوصلة التاريخ والجغرافيا، فلا يعرف بدقة فى أى زمن يعيش هؤلاء ولا فى أى بقعة من العالم يعيشون. فجزء يسير من الخطب والكلمات والشعارات والهتافات والذى يدور حول مقولات «الانقلاب العسكرى الدموى» «خيانة قيادة الجيش للرئيس» و«عودة الشرعية» وتحريض قوات الجيش والشرطة على التمرد على قياداتها، هو فقط الذى يشير بالرغم من مبالغاته وتجاوزاته لمعظم قواعد القانون وأحياناً الأخلاق إلى أننا إزاء صراع على السلطة السياسية وفى مصر عام 2013.

    أما الغالبية الساحقة من الخطب والكلمات والشعارات والهتافات التى تلقى من على منصة رابعة فهى تحيلنا وفوراً إلى حالة وزمن هما باليقين خارج كل ما شهدته وتشهده مصر من تطورات وأزمات منذ وصول الدكتور محمد مرسى إلى مقعد الرئاسة، ثم عزله منه بعد عام واحد. فمضمون هذه الخطب والكلمات والشعارات والهتافات ينصب على قضية واحدة هى «الدفاع عن الإسلام» من فئة تقدم نفسها وهى تشعر بذلك بعمق على أنها «المسلمون» الحقيقيون فى مواجهة فئة أخرى لم يدخر هؤلاء كلمات أو أوصافاً أو اقتباسات من القرآن والسنة والتراث لوصفهم بأنهم «الكافرون» الخارجون عن صحيح الإسلام بل المحاربون له ولأحكامه وتشريعاته.

    وقد بدأ خطباء وهتافو المنصة رحلتهم الخطابية فى بداية الاعتصام بقليل من الإحالات الدينية لصراع وصفوه أولاً بأنه صراع بين «أصحاب الشرعية» و«خارجين» عليها، مستخدمين أوصافاً ومصطلحات كانت فى غالبيتها الكبيرة ذات طابع سياسى، سواء فى وصف النفس أو وصف الخصم. ولم يستمر هذا الأمر طويلاً، فسرعان ما اندفع الخطباء والمتحدثون والهتافون إلى خطاب الإيمان والتكفير ووصف الصراع السياسى القائم باعتباره صراعاً بين حكم يجسد الإسلام كاملاً وبمثالية كان يمثله نظام الدكتور مرسى والإخوان المسلمين، وبين خصوم يضمون الجيش والشرطة وأجهزة الدولة وقوى المعارضة، ومن ورائهم الملايين الذين خرجوا لرفض حكم مرسى والإخوان، تم اعتبارهم جميعاً ووصفهم بأنهم الخارجون عن الإسلام والمعادون له.

    وهنا بدا واضحاً أن الخطباء والهتافين والمرددين والمشجعين لما يقولونه على المنصة من المعتصمين قد استغرقتهم جميعاً هذه الحالة من الشعور بأنهم يحاربون معركة الإيمان ضد «أعداء» كافرين يهدفون لهدم الإسلام وتجربته المثالية على الأرض والتى كان حكم مرسى وإخوانه يمثلها، وهى حالة بدت أقرب للنفسية منها للموضوعية. وهنا أيضاً بدا واضحاً غياب المكان والزمان عن الخطباء والهتافين والمرددين والمشجعين، فمصر قد غابت وحضرت مكة والمدينة، والقرن الحادى والعشرون تلاشى لتحل محله سنوات هجرة النبى، صلى الله عليه وسلم، الأولى فى المدينة المنورة، واختلطت شخوص وكيانات الخصوم السياسيين الواقعيين مع شخوص وكيانات الجاهلية فى جزيرة العرب حينها، فتداخل الجيش والقوى السياسية مع الأحزاب المشركة والكافرة التى حاصرت المدينة، وحلت شخوص مثل أبولهب وأبوجهل محل الفريق أول عبدالفتاح السيسى والبرادعى وغيرهما ممن اعتبرهم الخطباء والهتافون «محاربى الله ورسوله ودينه».

    إلا أن أهل خطاب وهتافات المنصة الذين أغرقوا واستغرقوا فى هذا الخطاب الذى يخرج بنا من المكان والزمان والحالة إلى حيث أربعة عشر قرناً مضت، عاشوا أيضاً حالة أخرى من الانفصام الخطابى ظلت قائمة حتى اللحظة. ففى توجههم وسعيهم لحشد التأييد الغربى الذى يظنونه الحاسم لعودة رئيسهم المعزول وحكمهم المفقود، لم يجرؤ واحد منهم على استخدام أى مفردة أو اصطلاح أو وصف دينى لصراعهم مع خصومهم فى مصر، وبذلوا كل الجهد الحقيقى والمصطنع لإقناع «الغرب الصليبى»- بحسب خطابهم فى المنصة- بعدالة قضيتهم والتى لخصوها فى مصطلحات حديثة هى الشرعية والديمقراطية والدولة المدنية الحديثة ورفض الانقلاب العسكرى واحترام صندوق الانتخاب، وغيرها مما يعطى لهم وجهاً سياسياً حديثاً.

    وحتى لا يكون حديثنا مجرد خواطر مرسلة، فإن الحديث عن أن حكم الدكتور مرسى وإخوانه كان إسلامياً هو أمر خارج عن كل الحقائق والوقائع التى شهدها عامه الوحيد، وقد سبق أن نشرنا فى نفس هذه المساحة قبل أسابيع قليلة ما يؤكد هذا، وهانحن نعيد نشر بعض من فقرات نفس المقال. فهل كان هذا الحكم «إسلامياً»؟

    * نقلا عن "المصري اليوم"


    -------------------

    تجديد الخطاب الديني أو الصراع..؟!
    الاثنين 5 شوال 1434هـ - 12 أغسطس 2013م

    علي الخشيبان
    يستشعر العالم اليوم عودة للإرهاب الذي ضرب العالم في بداية هذا القرن بعملية تعتبر اكثر العمليات الإرهابية قسوة وتأثيرا وهذا ما يطرح السؤال المهم حول آليات مواجهة الإرهاب الذي يدخل مرحلة يمكن تسميتها مرحلة ما بعد الحادي عشر من سبتمبر تلك العملية التي غيرت مفاهيم كثيرة حول الإسلام في العالم ومع ان المسلمين قضوا السنوات الماضية في الدفاع عن دينهم الا أنه يجب الاعتراف بحقائق تاريخية مهمة تشكلت خلال العقد الماضي عن الإسلام.

    لقد كان المسلمون في العالم أمة ذات تاريخ إسلامي طويل تشكل عبر اكثر من الف سنة ارتبط بالصراعات الطويلة حول الإسلام وآليات الخلافة والحكم مما أدى الى نشوء المذاهب والطائفية وقد تشكل هذا الصراع الطويل خلال الخمس مئة سنة الاولى من التاريخ الإسلامي ليخلف نموذجا وتجربة سياسية قائمة على البحث عن حقيقة سياسية مهمة حول علاقة الإسلام بالحياة السياسية.

    لا احد ينكر تلك الصراعات الطويلة من البحث عن المسار الذي يمكن ان يتفق عليه المسلمون جميعا او بعضهم حول آليات الخلافة حيث استغرق هذ البحث قرونا طويلة ومازال هناك مزيد من القرون للبحث عن هذا المسار السياسي كما يجب الإشارة الى ان ازمة المسلمين تركزت أيضا حول البحث عن قراءة صحيحة للتراث الإسلامي فنحن حتى هذا اليوم وبعد مرور ما يقارب خمسة عشر قرنا مازلنا نكتشف الكثير من القضايا الفكرية والتراثية التي اقحمت في تراثنا بشكل غير دقيق.

    يجب الاعتراف انه يمكن القول ان الازمة التي لازمت الإسلام خلال قرونه الطويلة تمثلت في قضيتين أساسيتين الاولى علاقة السياسة بالدين والتي افضل ان اسميها علاقة الحكم بالدين اما القضية الثانية فهي مرتبطة بقراءة التراث الديني وتفسير مكوناته سواء ما جاء في السنة او تلك التفسيرات المرتبطة بتحليل الخطاب الإسلامي وكتابته وفقا لمتغيرات الحياة التي أعقبت السنوات الأولى من تاريخ المسلمين.

    هناك حقيقة تاريخية يجب الاعتراف بها وهي ان نشوء الصراعات وظهور القراءات المتفاوتة او المتناقضة فيما بينها حول الإسلام هي التي أسست للكثير من التراث الديني الذي نتعاطاه اليوم بمعنى اخر كل القراءات للفكر الإسلامي التي وصلت الينا خلال العشرة قرون الماضية هي التي شكلت حياتنا الحديثة حيث لم نزل نتعاطى ذات القراءة والاجتهاد التفسيري للكثير من القضايا التي لم تعد بذات الصورة والمكانة التي كانت عليها قبل سنوات.

    هذا الإرث الذي لدينا اليوم من محاولات تفسير الخطاب الديني شكل عقليات المسلمين خلال القرون الماضية وهذا ما اوجد ذلك التفاوت الكبير في تعريف الإسلام ففي داخل العقلية الإسلامية تجد التشدد يتكرس امام القضايا المستحدثة ولا يتنازل عنها ببساطة وهذا ما يفسر تمسك المسلمين بقراءات تاريخية لخطابهم الديني ليس لها علاقة مباشرة بالأصول والحقائق الدينية الثابتة.

    من بين هذه العقليات الإسلامية نوع من المسلمين أصبح غير قادر على ان يغير من صفحة الماضي بطرق مناسبة تجعل من الإسلام مادة قادرة على التكيف مع الحياة المتطور حيث أصبحت كلمة التحديث والتطور كلمة مناهضة للدين والتاريخ لدى الكثير من المسلمين بل اصبح التاريخ وصراعاته هو لب الاختلاف بين المسلمين وبملاحظة تاريخية بسيطة نجد ان ما يشكل حياة المسلمين اليوم فكريا وعقديا وتراثيا هو ليس المرحلة التي عاش فيها النبي محمد عليه السلام.

    ما يشكل حياة المسلمين اليوم فكريا وتراثيا هو المرحلة التي أعقبت النبي محمد عليه السلام فكل الطوائف الإسلامية وكل القراءات التاريخية التي يبني عليها المسلمون اليوم علاقتهم بالإسلام هي نتاج لما بعد العقدين الأول من تاريخ الإسلام وكل المسلمين تقريبا بدون استثناء هم تشكيلات فكرية منقسمة على أساس تاريخي سياسي فكري.

    المشهد الإسلامي اليوم صراعاته ليست في الدين كعقيدة مستقلة بل هو تشكيلات ارتبطت بتاريخ إنشاء فيما بعد الحياة الأولى للاسلام وهذا ما أسس لولادة متكررة للجماعات الإسلامية حتى وصل عدد الجماعات التي تشكلت داخل الدين الواحد الى مئات التفسيرات للتراث الديني.

    يبقى السؤال المهم هل هذه القراءات وتفاوتها في صالح الإسلام ام لا هنا يجب القول بأن الازمة تبدو في اختلاف مكرس في قواعد أساسية ارتبطت بالدين الإسلامي وليست في فروع والذين يعتقدون ان الاختلاف مرتبط في الفروع يخطئون ولعل السبب ان الفئات الإسلامية المتطرفة تنتهج فكرة التكفير فيما بينها حيث تشكل هذه الفكرة خطورة بالغة تتمثل في شطب كل مسلم مخالف لهذه الجماعة او تلك.

    اليوم تبدو الصورة اكثر قربا واحساسا من قبل المسلمين وخاصة ممن يعيشون في منطقة الشرق الأوسط حيث كشفت الثورات العربية أن ازمة العالم العربي الذي يشكل المسلمون فيه النسبة الأكبر تمثل تفاوتا كبيرا في فهم الدين الذي خرج من كونه عقيدة ذات اطار محدد وأركان واضحة الى مادة لتحقيق المكاسب سواء سياسية او ثقافية او فكرية.

    لقد عملت الثورات العربية خلال السنتين الماضيتين على كشف حقائق سياسية وتاريخية وتراثية حول آليات فهم المسلمين لدينهم الذي تأثر كثيرا بالصراعات السياسية التي كانت في صدر الإسلام فالتاريخ يعيد نفسه اليوم بذات الاليات التي استخدمت في العقود الاولى من تاريخ المسلمين وهذا مؤشر كبير على ان المسلمين بحاجة ماسة الى قراءة مختلفة للخطاب الديني وبصورة تكشف علاقة الدين بالحياة ومفاصل التطور والحداثة.

    إن التاريخ الإسلامي خلال قرونه الماضية حقيقة مهمة تتطلب البناء عليها وليس إعادة تطبيقها فالزمن السياسي والفكري لكل مرحلة إسلامية يجب ألّا يكون صورة يتم تكرارها والاستشهاد بها كحقيقة تاريخية مطلقة.

    المسلمون اليوم عليهم الفصل بين قواعد الدين وبين المؤثر التاريخي الذي نشأت به تفسيرات مختلفة للإسلام واذا لم يتمكن المسلمون خلال هذا القرن من الدخول مباشرة في إعادة صياغة وقراءة خطابهم الإسلامي فمن المحتمل ان تكون المواجهة مؤثرة بين تحولات الحياة وبين واقع التراث الإسلامي الذي يبدي حاجته اليوم الى البدء بقراءة صحية وهادئة لمعطيات التراث بكل محتوياتها.


    * نقلا عن "الرياض" السعودية
                  

08-14-2013, 09:47 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)

    مغادرة جماعية لمعتصمي "رابعة" بعد تأمين خروج آمن لهم
    قوات الأمن سيطرت بشكل كامل على الميدان وتقوم بتأمين السيدات والأطفال
    الأربعاء 7 شوال 1434هـ - 14 أغسطس 2013م


    العربية.نت
    أكدت مراسلة "العربية" في القاهرة أن قوات الأمن سيطرت بشكل كامل على ميدان رابعة، حيث يشهد مغادرة جماعية للمعتصمي من أمام مدرعات الجيش، وذلك بعد إعلان الداخلية تأمين خروج آمن لهم، وقامت القوات الآن بمحاصرة مسجد رابعة.

    وقالت مراسلة "العربية" إن قوات الأمن تقوم على تأمين السيدات والأطفال الذين كانوا من ضمن المعتصمين.

    ودخلت قوات الأمن المصرية بعمق إلى اعتصام رابعة العدوية، بحسب ما أكد التلفزيون المصري، بعد أن أحكمت السيطرة على ميدان النهضة.

    وحاولت القوات الأمنية في البداية تجنب الدخول مباشرة لعمق الاعتصامات للسماح للمتواجدين بالمغادرة، تاركة للمعتصمين ممرات مفتوحة لخروج المدنيين، وحددت "الداخلية" طريق النصر وشارع الجامعة للخروج الآمن.

    وفي هذا السياق، أشارت مراسلة قناة "العربية" إلى أن قوات الأمن أغلقت شارعي الطيران ويوسف عباس بمحيط رابعة العدوية، فيما وجهت الشرطة نداء للمعتصمين بإعمال صوت العقل وإعلاء مصلحة الوطن، إلا أن اشتباكات وقعت بين الطرفين، بعدما عمد بعض المعتصمين إلى رشق القوى الأمنية بالحجارة وإطلاق النار. هذا ولا تزال الاشتباكات مستمرة في محيط العدوية في القاهرة بين قوات الأمن والمعتصمين.

    وكانت وزارة الداخلية أعلنت أن القوات تمكنت "من إحكام السيطرة على منطقة النهضة، ويجري استكمال تمشيط المناطق المحيطة بها". وعملت جرافات تابعة للأمن على إزالة الحواجز في محيط الاعتصامين. وأظهرت لقطات تلفزيونية قيام قوات الأمن المصرية بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المعتصمين في رابعة العدوية والنهضة، وأدى هذا إلى خروج غالبية متظاهري النهضة.

    في المقابل، عمد بعض المعتصمين إلى إشعال إطارات السيارات لإعاقة تقدم الأمن، في حين كشفت وزارة الداخلية أنها رصدت تعليمات من قيادات في الإخوان بمهاجمة أقسام الشرطة. كما أكدت الوزارة قيام "عناصر مسلحة من المعتصمين بميدان رابعة العدوية بالتحصن بمستشفى رابعة العدوية، وإطلاق النيران بكثافة من أسلحة متنوعة على القوات، ما أسفر عن استشهاد مجند من قوات الأمن المركزي"، مضيفة: "تقوم حالياً القوات باتخاذ تدابيرها لمواجهة هذا التعدي".

    قتلى في صفوف الأمن
    وأدى فض الاعتصامين إلى وقوع اشتباكات بين قوات الأمن والمعتصمين. وأعلنت وزارة الداخلية المصرية عن سقوط 3 قتلى في صفوف الأمن خلال فض الاعتصامين، فيما تحدث شهود عيان لوكالة "رويترز" عن مقتل العشرات من المعتصمين.

    ومن جهتها، أعلنت وزارة الصحة المصرية عن مقتل 15 شخصاً، بينهم 5 من الشرطة حتى الآن وإصابة 179 آخرين، في حين أفادت وكالة "فرانس برس" عن مقتل ما لا يقل عن 43 من أنصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي. أما جماعة الإخوان المسلمين فأفادت بسقوط أكثر من 250 قتيلاً في حصيلة يتعذر التثبت منها من مصادر مستقلة.

    وكانت وزارة الداخلية أكدت أن كافة قواتها لم تستخدم إلا القنابل المسيلة للدموع على الرغم من تعرض القوات لإطلاق نيران كثيف من قبل عناصر من المعتصمين وسقوط قتلى وجرحى في صفوف قوات الأمن المركزي بطلقات نارية حية.


    -------------------

    مغادرة جماعية لمعتصمي "رابعة" بعد تأمين خروج آمن لهم
    قوات الأمن سيطرت بشكل كامل على الميدان وتقوم بتأمين السيدات والأطفال
    الأربعاء 7 شوال 1434هـ - 14 أغسطس 2013م


    العربية.نت
    أكدت مراسلة "العربية" في القاهرة أن قوات الأمن سيطرت بشكل كامل على ميدان رابعة، حيث يشهد مغادرة جماعية للمعتصمي من أمام مدرعات الجيش، وذلك بعد إعلان الداخلية تأمين خروج آمن لهم، وقامت القوات الآن بمحاصرة مسجد رابعة.

    وقالت مراسلة "العربية" إن قوات الأمن تقوم على تأمين السيدات والأطفال الذين كانوا من ضمن المعتصمين.

    ودخلت قوات الأمن المصرية بعمق إلى اعتصام رابعة العدوية، بحسب ما أكد التلفزيون المصري، بعد أن أحكمت السيطرة على ميدان النهضة.

    وحاولت القوات الأمنية في البداية تجنب الدخول مباشرة لعمق الاعتصامات للسماح للمتواجدين بالمغادرة، تاركة للمعتصمين ممرات مفتوحة لخروج المدنيين، وحددت "الداخلية" طريق النصر وشارع الجامعة للخروج الآمن.

    وفي هذا السياق، أشارت مراسلة قناة "العربية" إلى أن قوات الأمن أغلقت شارعي الطيران ويوسف عباس بمحيط رابعة العدوية، فيما وجهت الشرطة نداء للمعتصمين بإعمال صوت العقل وإعلاء مصلحة الوطن، إلا أن اشتباكات وقعت بين الطرفين، بعدما عمد بعض المعتصمين إلى رشق القوى الأمنية بالحجارة وإطلاق النار. هذا ولا تزال الاشتباكات مستمرة في محيط العدوية في القاهرة بين قوات الأمن والمعتصمين.

    وكانت وزارة الداخلية أعلنت أن القوات تمكنت "من إحكام السيطرة على منطقة النهضة، ويجري استكمال تمشيط المناطق المحيطة بها". وعملت جرافات تابعة للأمن على إزالة الحواجز في محيط الاعتصامين. وأظهرت لقطات تلفزيونية قيام قوات الأمن المصرية بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المعتصمين في رابعة العدوية والنهضة، وأدى هذا إلى خروج غالبية متظاهري النهضة.

    في المقابل، عمد بعض المعتصمين إلى إشعال إطارات السيارات لإعاقة تقدم الأمن، في حين كشفت وزارة الداخلية أنها رصدت تعليمات من قيادات في الإخوان بمهاجمة أقسام الشرطة. كما أكدت الوزارة قيام "عناصر مسلحة من المعتصمين بميدان رابعة العدوية بالتحصن بمستشفى رابعة العدوية، وإطلاق النيران بكثافة من أسلحة متنوعة على القوات، ما أسفر عن استشهاد مجند من قوات الأمن المركزي"، مضيفة: "تقوم حالياً القوات باتخاذ تدابيرها لمواجهة هذا التعدي".

    قتلى في صفوف الأمن
    وأدى فض الاعتصامين إلى وقوع اشتباكات بين قوات الأمن والمعتصمين. وأعلنت وزارة الداخلية المصرية عن سقوط 3 قتلى في صفوف الأمن خلال فض الاعتصامين، فيما تحدث شهود عيان لوكالة "رويترز" عن مقتل العشرات من المعتصمين.

    ومن جهتها، أعلنت وزارة الصحة المصرية عن مقتل 15 شخصاً، بينهم 5 من الشرطة حتى الآن وإصابة 179 آخرين، في حين أفادت وكالة "فرانس برس" عن مقتل ما لا يقل عن 43 من أنصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي. أما جماعة الإخوان المسلمين فأفادت بسقوط أكثر من 250 قتيلاً في حصيلة يتعذر التثبت منها من مصادر مستقلة.

    وكانت وزارة الداخلية أكدت أن كافة قواتها لم تستخدم إلا القنابل المسيلة للدموع على الرغم من تعرض القوات لإطلاق نيران كثيف من قبل عناصر من المعتصمين وسقوط قتلى وجرحى في صفوف قوات الأمن المركزي بطلقات نارية حية


    -------------------------
    الإخوان يلقون مدرعة من أعلى جسر.. ويمثلون بجثث جنود
    قاموا بمحاصرة قوات الأمن فوق وتحت "كوبري" النزهة بمدينة نصر
    الأربعاء 7 شوال 1434هـ - 14 أغسطس 2013م


    العربية.نت
    أقدمت مجموعة من جماعة الإخوان على إسقاط "مدرعة" لقوات الأمن المصرية من فوق كوبري النزهة في مدينة نصر خلال مواجهة دامية بين أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي وقوات الأمن.

    ووفقاً لروايات ذكرها شهود عيان، بالإضافة إلى الفيديوهات التي انتشرت في موقع "يوتيوب"، قامت مجموعات من تنظيم الإخوان بالتمركز فوق وتحت الكوبري لمحاصرة رجال الأمن المتواجدين والقوات الخاصة، التي تفاجأت بعدد من الهجمات التي كانت على ما يبدو "منظمة" من قبل الإخوان.

    ولم تقف هجمات أنصار الإخوان عند هذا الحد، بل استطاعوا إسقاط "مدرعة" تابعة لقوات الشرطة من أعلى الجسر لتسقط على الأرض، في مشهد أشبه بتلك المشاهد التي تصورها هوليوود.

    وبحسب شهود عيان، أخرج أنصار الإخوان عدداً من الجنود كانوا بداخل "المدرعة" عندما سقطت، وقاموا بالتمثيل بالجثث على مرأى الكاميرات التي صورت المشهد كاملاً.

    وعلق الكثير من المتابعين للأحداث، وخصوصا "الدموية"، بأن جماعة الإخوان بدأت منحى جديداً وخطيراً من خلال الوحشية التي ظهر بها عدد من أنصارهم.


    -------------------

    تمرد: استقالة البرادعي في هذه الظروف هروب من المسؤولية
    الخرباوي وصفها بأنها خيانة عظمى لمصر.. و"الإنقاذ": من حقه اتخاذ قرار الاستقالة
    الأربعاء 7 شوال 1434هـ - 14 أغسطس 2013م
    د. محمد البرادعي نائب رئيس الجمهورية المستقيل

    العربية . نت
    في أول ردّ فعل على إعلان نائب الرئيس المصري محمد البرادعي استقالته من الحكومة، اعتبرت حركة تمرد "استقالة البرادعي في هذه اللحظات التاريخية هروباً من المسؤولية"، قائلة: "كنا نتمنى أن يقوم بدوره لإيضاح الصورة للرأي العام العالمي والمجتمع الدولي وشرح أن مصر تواجه إرهاباً منظماً خطورته كبيرة على الأمن القومي المصري".

    وشنت شخصيات سياسية هجوماً حاداً على البرادعي بعد استقالته من منصب نائب رئيس الجمهورية، حيث استنكر الدكتور ثروت الخرباوي، القيادي السابق بجماعة الإخوان، الاستقالة ووصفها بالخيانة الكبرى لمصر، مؤكداً أن البرادعي يعطي صورة خاطئة للغرب بأن السلطات تعدت على المعتصمين وهذا هو منتهى الخطأ، وفق ما نشرته صحيفة "اليوم السابع".

    وأشار الخرباوي إلى أن هذا التوقيت حرج جداً، وقال: "تقدم البرادعي باستقالته في هذا التوقيت أسقط القناع عنه، وأثبت لنا جميعاً أنه يعمل ضمن مخطط غربي أميركي يريد سقوط مصر".

    مصطفى بكري: استقالة متوقعة
    وقال الكاتب الصحافي مصطفى بكري إن استقالة البرادعي متوقعة، ولكنه انتظر موقف الأميركان والغربيين الذين أعلنوا رفضهم لإعلان الطوارئ، مضيفاً أن "البرادعي لا يهمه أمن مصر وموقفه مضاد لها وهو يرعى مصالح الأميركان في المنطقة".

    وأضاف خلال مداخلة هاتفية لقناة تلفزيونية: "موقف البرادعي لا يختلف عن الأعداء، فليذهبوا جميعاً إلى الجحيم، فالشعب الجيش والشرطة والقضاء لن يهزم ولن يتسامحوا مع عملاء أميركا ولا مع الخونة الذين يبيعوننا في الأزمات".

    "الإنقاذ": من حقه اتخاذ قرار الاستقالة
    ومن جهة أخرى أكد الدكتور وحيد عبدالمجيد، القيادي بجبهة الإنقاذ الوطني، أن البرادعي من حقه اتخاذ قرار استقالته من منصب نائب رئيس الجمهورية، وأن له وجهة نظر فيها الآن، لكنهم يختلفون معه فيها، لأنه يعتقد أن استقالته ترجع إلى أن عدم احتواء الإخوان سيؤدي إلى تصاعد العنف والإرهاب، مؤكداً أن "الخضوع للإخوان الآن هو الذي سيؤدي إلى تصاعد العنف والإرهاب".

    وأضاف أن الاستجابة لرغبات جماعة الإخوان المسلمين ستؤدي إلى وضع رقبة الشعب المصري كله تحت سيف العنف والإرهاب.

    وأعلن نائب الرئيس المصري محمد البرادعي استقالته من الحكومة، وعزا هذه الاستقالة إلى أنه كان ولا يزال يرى أن هناك بدائل سلمية لفضّ الاشتباك المجتمعي، وأنه "كانت هناك حلول مطروحة ومقبولة لبدايات تقودنا إلى التوافق الوطني".

    البرادعي: لا أستطيع تحمل مسؤولية قطرة دم واحدة
    وقال البرادعي في رسالته إلى رئيس الجمهورية المصرية: "لقد أصبح من الصعب عليّ أن أستمر في حمل مسؤولية قرارات لا أتفق معها وأخشى عواقبها ولا أستطيع تحمل مسؤولية قطرة واحدة من الدماء أمام الله ثم أمام ضميري ومواطني، خاصة مع إيماني بأنه كان يمكن تجنب إراقتها".

    وأشار البرادعي إلى أن المستفيدين مما حدث اليوم هم دعاة العنف والإرهاب والجماعات الأشد تطرفاً.

    واعتبر البرادعي أن العام الماضي هو أسوأ الأعوام بالنسبة لمصر، بسبب الجماعات التي اتخذت من الدين ستاراً والتي نجحت في استقطاب العامة نحو تفسيراتها المشوهة للدين حتى وصلت للحكم لمدة عام يعد من أسوأ الأعوام التي مرّت على مصر، حيث أدت سياسات الاستحواذ والإقصاء من جانب والشحن الإعلامي من جانب آخر إلى حالة من الانقسام والاستقطاب في صفوف الشعب.


    --------------------

    أنصار مرسي يحرقون 4 كنائس في مصر انتقاماً من الأقباط
    اتحاد شباب ماسبيرو القبطي اتهم الإخوان بـ"شن حرب انتقامية على الأقباط"
    الأربعاء 7 شوال 1434هـ - 14 أغسطس 2013م
    كنيسة مار جرجس في سوهاج

    القاهرة - فرانس برس
    عمد مؤيدون للرئيس المعزول محمد مرسي، الأربعاء، إلى إحراق ثلاث كنائس قبطية في وسط مصر، إثر قيام الشرطة بفض اعتصامهم في ميداني رابعة العدوية والنهضة في القاهرة، بحسب ما أفاد مسؤولون أمنيون لوكالة أنباء الشرق الأوسط.

    وقال المسؤولون إن أنصاراً لمرسي هاجموا كنيستين وأحرقوهما جزئياً في محافظة المنيا. في حين قالت مصادر أمنية إن متظاهري التيار الإسلامي أشعلوا النيران في and#1639; منازل للأقباط في قرية دلجا مركز دير مواس، وفي الكنيسة الإنجيلية في منطقة أبو هلال ليرتفع عدد الكنائس المحترقة إلى and#1636; كنائس. وقالت المصادر إن and#1636; أشخاص لقوا مصرعهم في محافظة المنيا أثناء محاولات متفرقة لاقتحام مراكز الشرطة.

    وفي هذا السياق، نقل اتحاد شباب ماسبيرو القبطي الأنباء ذاتها، متهماً جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي بـ"شن حرب انتقامية على الأقباط".

    وكان مسؤولون أمنيون أوضحوا أن صدامات تدور في هذه المنطقة التي تعيش فيها مجموعة قبطية كبيرة، بين قوات الأمن وأنصار مرسي الذين قطعوا طرقات بواسطة إطارات مشتعلة.

    وفي سوهاج إلى الجنوب حيث يعيش أيضاً العديد من الأقباط، ألقى أنصار لمرسي زجاجات حارقة على كنيسة مار جرجس، بحسب الوكالة التي ربطت الهجوم بالرد على عملية فض الاعتصام في القاهرة.

    يذكر أن الأقباط دعموا إزاحة الجيش لمرسي، وظهر بطريرك الكرازة المرقسية تواضروس الثاني إلى جانب الفريق أول عبدالفتاح السيسي لدى إعلانه إزاحة الرئيس الإسلامي عبر التلفزيون في 3 تموز/يوليو المنصرم


    --------------------
                  

08-14-2013, 10:04 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)


    ممدوح الولي

    عبد الناصر سلامة


    استقالة البرادعي احتجاجا علي إراقة الدماء

    تقدم الدكتور محمد البرادعي نائب رئيس الجمهورية للشئون الدولية باستقالته من مهام منصبه لرفضه فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة بالقوة‏.‏

    وقال الدكتور البرادعي في نص الاستقالة التي تقدم بها الي رئيس الجمهورية: كان المأمول أن تفضي انتفاضة الشعب الكبري في30 يونيو إلي وضع حد لهذه الأوضاع ووضع البلاد علي المسار الطبيعي نحو تحقيق مبادئ الثورة, وهذا ما دعاني لقبول دعوة القوي الوطنية للمشاركة في الحكم, إلا أن الأمور سارت في إتجاه مخالف فقد وصلنا إلي حالة من الاستقطاب أشد قسوة وحالة من الانقسام أكثر خطورة, وأصبح النسيج المجتمعي مهددا بالتمزق لأن العنف لا يولد إلا العنف.

    وأضاف: كما تعلمون فقد كنت أري أن هناك بدائل سلمية لفض هذا الاشتباك المجتمعي وكانت هناك حلول مطروحة ومقبولة لبدايات تقودنا إلي التوافق الوطني, ولكن الأمور سارت إلي ما سارت إليه ومن واقع التجارب المماثلة فإن المصالحة ستأتي في النهاية ولكن بعد تكبدنا ثمنا غاليا كان من الممكن- في رأيي- تجنبه.

    وقال: لقد أصبح من الصعب علي أن أستمر في حمل مسئولية قرارات لا أتفق معها وأخشي عواقبها ولا أستطيع تحمل مسئولية قطرة واحدة من الدماء أمام الله ثم أمام ضميري ومواطني خاصة مع إيماني بأنه كان يمكن تجنب إراقتها.. وللأسف فإن المستفيدين مما حدث هم دعاة العنف والإرهاب والجماعات الأشد تطرفا وستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلي الله


    -----------------

    الأهرام" شاهد علي اقتحام رابعة
    الأمن ناشد المعتصمين الخروج‏..‏ وطلقات تحذيرية قبل الهجوم‏
    العثور علي كميات من الأسلحة في الخيام وهروب القيادات

    متابعة ـ إسماعيل جمعة‏:‏



    تمكنت أمس قوات الداخلية بالاشتراك مع القوات المسلحة والدفاع المدني من فض اعتصام اعتصام رابعة العدوية تنفيذا لقرار مجلس الوزراء بفض تلك الاعتصامات لما تمثله من تهديد للأمن القومي المصري‏.‏


    الأهرام كان شاهدا علي العملية منذ بدايتها حيث وصلت القوات المشاركة الي مقر الاعتصام في السادسة والنصف من صباح أمس وقامت باطلاق10 طلقات صوت تحذيرية وناشدوا المعتصمين عبر مكبرات الصوت بالخروج الفوري من منفذ شارع النصر في اتجاه المنصة دون ملاحقة وطالبهم بابعاد النساء والاطفال وكبار السن, الا أن الإخوان بادروا باطلاق الأعيرة النارية والخرطوش علي قوات الأمن, فبدأت العملية علي الفور ليشعل أنصار المعزول الإطارات والزيوت علي الأرض ولتغطي الأدخنة السوداء سماء المنطقة وتمنع الرؤية عن القوات بالمداخل.

    بدأت العملية بتقدم6 كساحات ثقيلة ومصفحة تابعة للقوات المسلحة تم نقلها علي سيارات ضخمة ونشرها علي مداخل الميدان من3 اتجاهات هي شارع الطيران في الاتجاهين وشارع النصر من ناحية شارع عباس العقاد تبعتها عشرات المدرعات وناقلات الجنود قامت الكساحات بفتح المتاريس والحواجز الرملية والخرسانية التي شيدها المعتصمون علي مدار أكثر من شهر ونصف تحت مظلة من الاطلاق الكثيف للقنابل المسيلة للدموع لإجبار أنصار الرئيس المعزول علي التراجع.

    وقد حاول عدد من أنصار المعزول إلقاء أجسادهم تحت عجلات الكساحات والمدرعات الا أن عددا من أفراد الشرطة المشاركين في العملية قاموا بإلقاء القبض عليهم وافساح الطريق للقوات للدخول الي قلب الميدان, بينما انتشرت تشكيلات أخري بشكل مكثف خلف قوات فض معسكر الإخوان في رابعة تحسبا لمهاجمتهم من الخلف من قبل أنصار المعزول الذين تفرقوا في الشوارع الجانبية وبين العمارات السكنية لتدور رحي حرب شوارع في تلك المناطق اعتلي فيها الاخوان أسطع العمارات لقنص رجال الأمن خاصة في شارعي أنور المفتي ويوسف عباس.

    وكانت الأهرام في الصفوف الأولي مع قوات الأمن المشتركة لفض المتظاهرين الذين أثبتوا عدم سلميه اعتصامهم حيث قاموا باطلاق كثيف للنيران الحية والخرطوش ضد قوات الأمن مما تسبب في إصابة عدد كبير من ضباط وأفراد الشرطة, التي التزمت أقصي درجات ضبط النفس والتزمت أيضا بتنفيذ الخطة الموضوعة, في الوقت الذي حلقت فيه طائرات القوات المسلحة لتصوير العملية بالإضافة الي وجود كاميرات خاصة بتصوير العملية بالصوت والصورة علي الأرض حتي يتكشف للعالم حقيقة ادعاءات جماعة الإخوان حول سلمية اعتصامهم.

    وقد أسفرت عمليات التفتيش للخيام الموجودة في الميدان عن العديد من المفاجآت, حيث تم العثور علي كميات كبيرة من طلقات الرصاص الحي وطلقات الخرطوش وكميات كبيرة من البلي والنبل والمصدات والحواجز الفولازية المضادة للرصاص, كما عثر علي حقيبة بها عدد كبير من وثائق زواج والطلاق خاصة بعدد من المعتصمين مما يؤكد الأقاويل التي اثيرت عن وجود ما يسمي بجهاد النكاح هناك.

    وبعد مرور نحو ساعتين من بدء عملية فض الاعتصام وتحديدا في الثامنة والنصف صباحا كانت القوات قد تمكنت من تحطيم ودهس جميع الخيام في الاتجاهات الثلاثة التي داهمتها لتلتقي في منتصف الميدان بالقرب من المنصة الرئيسة التي نصبها الاخوان وسط أصوات دوي انفجارات نتيجة تفجيرهم أنابيب البوتاجاز بالقرب من محطة موبيل بتقاطع طريق النصر مع شارع يوسف عباس, المجاورة للمسجد مما تسبب في نشوب حريق محدود بها تمت السيطرة عليه من قبل سيارات الإطفاء التي شاركت في العملية, ليهرب بعد ذلك قيادات الاعتصام الي داخل مسجد رابعة العدوية واغلاقه من الداخل والاختباء بداخله, واستخدموا مكبرات الصوت من داخل المسجد حتي الساعة التاسعة تقريبا لمخاطبة أنصارهم وحثهم علي الاعتداء علي الشرطة والاستشهاد في سبيل تحقيق أهدافهم.

    ووسط النيران والأحداث الملتهبة كانت هناك العديد من المشاهد الإنسانية الجديرة بالنقل والإشادة, فقد طافت مجموعة من الجنود في أرجاء الميدان للبحث عن المصاحف وتجميعها في المدرعات, كما قاموا بالبحث عن وجود مصابين داخل الخيام المتهدمة والمحترقة ونقلهم الي المستشفيات للعلاج, كما حاول الضباط اقناع عدد من السيدات المشاركات في المعسكر بأن تغادر المكان حفاظا علي أرواحهن وقالوا لهن أنهم أخوة لهن وأنهم ليسوا أقل وطنية من أي فصيل الا أن دعواتهم لم تلقي استجابة وفضلت السيدات الاستمرار.

    يذكر أنه قد سيق عملية فض الإعتصام بنحو ربع ساعة فقط ظهورا جماعيا لقيادات الاعتصام الثلاثة صفوت حجازي ومحمد البلتاجي وعبد الرحمن البر علي المنصة وظلوا يصرخوا مطالبين النيام بالاستيقاظ والاستعداد لاقتحام الميدان وقال حجازي من فوق المنصة: علي كل الإخوة داخل الخيام وكل الشوارع والأماكن التجمع أمام المنصة الآن, والصاحي يصحي النايم, لنصمد أمام هؤلاء الظالمين الذين يحاولون إثارة الفزع بمدرعاتهم.. وسنعلمهم الدرس اليوم بصمودنا., ورسم لهم خطة للرد علي قوات الأمن من خلال خروج4 مسيرات الي خارج الميدان بهدف تطويق قوات الأمن من الخلف أثناء عملية فض الاعتصام, الا أن الوقت لم يسعفهم لتنفيذ مخططهم بسبب مداهمة قوات الأمن لهم قبل تحركهم من الميدان


    -------------------


    إعلان الطواريء لمدة شهر لمواجهة جرائم الإخوان


    حظرand#8238; and#8236;التجوال فيand#8238; and#8236;14and#8238; and#8236;محافظة من السابعة مساء إلي السادسة صباحاً


    14/08/2013 09:44:01 م
    كتب عيسى مرشد وجمال حسينand#8238; and#8236;and#8238; and#8236;ونجلاء عبدالرازق وأحمد مجدىand#8238;:and#8236;


    and#8238;عدد من اعضاء الاخوان سقطوا فىand#8238; and#8236;يدى الامن بعد ارتكاب جرائم

    حرقand#8238; and#8236;16and#8238; and#8236;گنيسة واستشهادand#8238; and#8236;16and#8238; and#8236;ضابطاًand#8238; and#8236;وجندياًand#8238; and#8236;واقتحامand#8238; and#8236;15and#8238; and#8236;قسم شرطة وسقوطand#8238; and#8236;149and#8238; and#8236;قتيلاًand#8238; and#8236;و1403and#8238; and#8236;مصابين


    نجحت قوات الشرطة والجيش أمس في فضand#8238; and#8236;اعتصام الاخوان بميدان النهضة وحصار اعتصام ميدان رابعة العدويةand#8238;.. and#8236;وقد رد الاخوان بارتكاب اعمال العنف والارهاب في عدد كبير من المحافظات مما تسبب في سقوطand#8238; and#8236;149and#8238; and#8236;قتيلا و1403and#8238; and#8236;مصابين كما قام الاخوان باحراقand#8238; and#8236;16and#8238; and#8236;كنيسة واقتحامand#8238; and#8236;15and#8238; and#8236;قسم شرطة وتمكنت الشرطة من ضبطand#8238; and#8236;8and#8238; and#8236;قناصة قاموا بقتلand#8238; and#8236;4and#8238; and#8236;من رجال الشرطة من فوق اسطح عمارات رابعةand#8238;.and#8236;
    وأعلنت وزارة الداخلية ارتفاع عدد شهدائها من رجال الشرطة خلال عملية فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة إليand#8238; and#8236;16and#8238; and#8236;شهيدا في الاشتباكات بين الشرطة وانصار الرئيس المعزولand#8238;.. and#8236;كانت ابشع هذه الجرائم اقتحام مركز شرطة كرداسة وقتل مأمور المركز العميد محمد جبر ونائبه داخل حجرة السلاح أثناء دفاعه عن السلاحليكand#8238;.. and#8236;وذبح النقيب محمد وهدان وقتل النقيب هشام شتا معاوني المباحثand#8238;. and#8236;كما استشهد العقيد مصطفي العطار نائب مأمور مركز مطاي بالمنيا والنقيب احمد فتحي معاون مباحث أبوقرقاص والنقيب محمد صفوت معاون مباحث مغاغا أثناء تصديهم لجماعة الاخوان التي هاجمت المراكز الشرطيةand#8238;.. and#8236;كما استشهد النقيب أشرف محمود محمد محمود من قوة الأمن المركزي إثر اصابته بعدة طلقات نارية بمحيط ميدان رابعة العدوية والملازم أول محمد سمير عبدالمعطي الضابط بإدارة العمليات الخاصة بقطاع الأمن المركزي خلال فض اعتصام رابعة إثر إصابته بطلقتين ناريتين بالصدر والملازم أول محمد محمد جودة عثمان والنقيب شادي مجدي عبدالجواد بدرand#8238;.and#8236;
    وأوضح مصدر أمني بوزارة الداخلية أن إجمالي عدد الشهداء شمل and#8238;and#1641; and#8236;ضباط وand#8238;and#1636; and#8236;مجندين جميعهم أصيبوا بطلقات ناريةand#8238;.and#8236;
    وقد قرر المستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية بعد موافقة مجلس الوزراء اعلان حالة الطواريء في جميع انحاء الجمهورية لمدة شهر ابتداء من الرابعة بعد عصر أمسand#8238;.. and#8236;وكلف القوات المسلحة بمعاونة هيئة الشرطة في اتخاذ ما يلزم لحفظ الأمن والنظام وحماية الممتلكات العامة والخاصة وأرواح المواطنينand#8238;.and#8236;
    وقد اصدرت رئاسة الجمهورية بيانا أمس جاء فيهand#8238;: and#8236;نظرا لتعرض الأمن والنظام في أراضي الجمهورية للخطر بسبب أعمال التخريب المتعمدة،and#8238; and#8236;والاعتداء علي المنشآت العامة والخاصة،and#8238; and#8236;وازهاق أرواح المواطنين من قبل عناصر التنظيمات والجماعات المتطرفةand#8238;.. and#8236;فقد أصدر رئيس الجمهورية ـ بعد موافقة مجلس الوزراء ـ قرارا باعلان حالة الطوارئ في جميع أنحاء الجمهورية لمدة شهر،and#8238; and#8236;تبدأ من الساعة الرابعة بعد ظهر أمسand#8238;.and#8236;
    وقد كلف رئيس الجمهورية القوات المسلحة معاونة هيئة الشرطة في اتخاذ كل ما يلزم لحفظ الأمن والنظام وحماية الممتلكات العامة والخاصة وأرواح المواطنينand#8238;.and#8236;
    وأصدر دand#8238;. and#8236;حازم الببلاوي رئيس الوزراء قرارا بفرض حظر التجوال من السابعة مساء حتي السادسة مساء طوال فترة الطوارئ فيand#8238; and#8236;14and#8238; and#8236;محافظةand#8238;.. and#8236;وهي محافظات القاهرة والجيزة والاسكندرية وبني سويف والمنيا واسيوط وسوهاج والبحيرة وشمال سيناء وجنوب سيناء والاسماعيلية والسويس والفيوم وقناand#8238;.and#8236;
    وأكد المتحدث الرسمي بمجلس الوزراء ان منand#8238; and#8236;يخالف القرار سيعرض نفسه لعقوبة السجنand#8238;.and#8236;


    ------------------

    طظ في مصر‏!!‏


    صلاح منتصر



    جاء رد فعل الجماعة علي فض الإعتصام بتخطيط معد أساسه كما قال مرشد الإخوان السابق مهدي عاكف طظ في مصر‏.‏ يسقط الوطن ووحدته وممتلكاته وأمنه وكنائسه وشعبه وتاريخه وثقافته‏,‏ وليحيا الإخوان‏!‏




    تفاصيل ماحدث أمس الأربعاء14 أغسطس الذي سيدخل التاريخ كواحد من أهم الأيام, لابد أن القاريء تابعه ولكن مايهم, وأنا أكتب هذا في منتصف اليوم:

    1 ـ إن عملية فض الإعتصام جاءت في الساعة الأخيرة من فترة الصبر التي طالت, وقبل أن تفلت أعصاب الملايين وتتهم الأجهزة الأمنية بالفشل واليد المرتعشة وعدم القدرة علي مواجهة عدوان سافر علي أمن الوطن واستقراره وسلامته. وقد نجحت أجهزة الأمن المشتركة بين الشرطة والجيش في تنفيذ عملية ناجحة في النهضة وعدوية في توقيت واحد.

    2ـ لم يكن من المتصور أن تتم عملية فض اعتصام عدة آلاف هيأوا نفسهم للإستقرار وتحويل المكانين إلي مستعمرتين وسط آلاف السكان الذين أسروهم دون وقوع ضحايا. لكن كانت المفاجأة لقيادات الإخوان في محدودية عدد ضحايا رابعة والنهضة في الوقت الذي كانت تروج مقدما لمذابح إرتكبتها الشرطة تثير بها الرأي العام, وقد حاولت الجماعة التهويل وإطلاق أرقام ضخمة للقتلي لم تثبت منها سوي أسماء عدد أقل من أصابع اليد الواحدة.

    3 ـ عملية الفض في حد ذاتها لم تتم بالعنف الذي توقعوه, ولكن جاء العنف من عمليات الترويع والإرهاب والتدمير والتخريب التي انطلق مؤيدو الإخوان يمارسونها في مختلف المحافظات بتخطيط واضح يتضمن حرق أقسام الشرطة( نفس نهج يناير2011) وحرق الكنائس( إضافة جديدة لإشعال حرب طائفية يعرف الأقباط حقيقتها) والاعتداء علي القضاء( إضافة أخري ردا علي كشف القضاء الجريمة التي إرتكبها الرئيس مرسي في حادث هربه من سجن وادي النطرون) وحرق المنشآت العامة والخاصة بطريقة فوضوية هدفها يسقط الوطن وطظ في مصر

    4 ـ من جعل مرسي يختار السيسي قبل عام واحد ومن جعل مصر تخرج قبل شهر ونصف وتعزل مرسي, لايمكن أن يتخلي عن مصر لأن إرادة الله ومشيئته فوق كل البشر وستحيا مصر بإذن الله


    -----------------


    مجلس الوزراءand#8238; and#8236;يعرب عن أسفه لوقوعand#8238; and#8236;


    ضحايا مطالباًand#8238; and#8236;قيادات الإخوان بوقف التحريض


    14/08/2013 09:44:26 م

    أعربت الحكومة في اجتماع برئاسة دand#8238;. and#8236;حازم الببلاوي عن الاسف والأسي لوقوع ضحايا من الدم المصري من أي طرف أياًand#8238; and#8236;كان توجههand#8238;.. and#8236;وأهابت الحكومة بالمتواجدين في اماكن الاعتصام العودة إلي الضمير الوطني والاستماع إلي صوت العقل وحفظ الدماء والكف الفوري عن استخدام العنف ومقاومة السلطات كما تطالب القيادات السياسية لتنظيم الإخوان بإيقاف عمليات التحريض التي تضر بالأمن القومي لمصر وتحمل الحكومة تلك القيادات المسئولية عن أية دماء تراق وعن كل عمليات الشغب والعنف الدائرand#8238;.and#8236;
    وقال المستشار الإعلامي لرئاسة مجلس الوزراء ان الحكومة تحيي جهود الأمن في تطبيق القانون فيماand#8238; and#8236;يخص فض تجمعي رابعة والنهضة وتشيد بالتزام تلك القوات بأقصي درجات ضبط النفس والاداء الاحترازي العالي خلال عملية فض الاعتصام وهو ما انعكس في انخفاض اعداد الإصابات في صفوف المعتصمين بالمقارنة بالاعداد المتواجدة علي الأرض وحجم التسليح والعنف الموجه ضد قوات الأمنand#8238;.and#8236;
    وتؤكد الحكومة أنها سوف تتصدي بكل حسم وعزم وحزم للمحاولات التي بدأتها بعض العناصر التخريبية للاعتداء علي الممتلكات العامة وأقسام الشرطة والمنشآت الحيوية والتي هي ملك للشعب المصري وتحذر الحكومة أنها سوف تقوم باستخدام كل الوسائل الكفيلة بملاحقة تلك العناصر وحماية ممتلكات الشعبand#8238;.and#8236;
    وتؤكد الحكومة علي المضي قدماًand#8238; and#8236;في تنفيذ بنود خارطة المستقبل وعدم إقصاء أي طرف من المشاركة في العملية السياسية علي أسس ديمقراطية تحقق الانتقال الديمقراطي الذيand#8238; and#8236;يليق بمصرand#8238;.. and#8236;وتشدد الحكومة علي استمرار حرصها والتزامها ودعمها لضمان حق التعبير السلمي عن الرأي والتظاهر طالما كان في إطار القانون وحماية حرية الآخرين والحفاظ علي سلامة وأمن المجتمعand#8238;.and#8236;

                  

08-14-2013, 10:18 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)


    عبور


    عودة الدولة


    14/08/2013 09:05:00 م


    بقلم : جمال الغيطانى


    مستحيل، لم يكن ممكنا ان يستمر الامر هكذا، جيش متكامل مدعوم من قوي اجنبية وعربية ومحلية يعيث فسادا لم تعرفه مصر من قبل حتي من ابشع انواع الاحتلال، أطفال تخطف وتبتر أصابعها وبعضهم يدفن حيا، أي انسان يمر في الطريق يمكن القبض عليه وتعرضه لابشع انواع التعذيب، من الواضح ان قيادات الاخوان مصابة بنوع من السيادية بحيث لابد من تقديم ابرياء إلي البلتاجي واسامة يس المرعب، وصفوت حجازي المرعب ايضا، لقد شن الاخوان المجرمون حربا علي الشعب واصبح كل انسان معرضا للخطف والتعذيب والاختفاء، اما المنصة فتحولت إلي ابشع انواع التجارة بالدين، يجب مراجعة كل شخص ظهر علي المنصة والتسجيلات موجودة، يجب تقديم كل شخص وجه اهانة للجيش المصري، أو هدد بالتعاون مع عصابات الارهاب في سيناء، ومحمد البلتاجي الذي سمعناه بأنفسنا يربط بين ارهاب سيناء وتوقفه في حالة عودة مرسي. كل من اعلن استفزازا هكذا يجب ان يقدم إلي المحاكمة باعتباره ارهابيا.

    منذ ساعات الصباح الاولي امس بدا حرص قوات الأمن المكلفة بفض الاعتصام حريصة علي ألا تسيل دماء ، لكن سرعان ما بدأ إطلاق الرصاص الحي، وقد لوحظ وجود بعض الجنسيات العربية خاصة مقاتلي حماس المدربين، لقد نجحت حماس بعد تصفية القضية الفلسطينية مع اسرائيل، في ازالة ما تبقي عند الشعب المصري من تعاطف مع القضية الفلسطينية، حماس الآن عدو رئيسي يجب مواجهته وهذا احدي جرائم هؤلاء القادة الذين يدعمون حربا ضد الجيش المصري.

    لقد قدم الشعب المصري دعما غير محدود لمواجهة الارهاب، ولاجتثاث الاخوان الدمويين، وهذا ما لم تواجهه الحكومة الببلاوية بحزم، اما العناصر المتنفذة في الرئاسة فماتزال تقوم بنفس الدور الذي يؤدي إلي التعاطف مع الاخوان، السيد النائب تعاطفه مع جماعاتهم الارهابية لم يعد خفيا، هذا ما يجب مواجهته بوضوح، كلمة التصالح أو التفاوض يؤدي إلي هدم ثقة الشعب في الدولة، لقد خرج الشعب المصري ملبيا نداء القائد العام وكان ذلك أول دعم واسع النطاق للدولة. يجب أن يمضي هذا العمل الممتاز الذي بدأ في صباح أمس علي جميع المستويات، هكذا تعود الدولة


    ------------------



    بسم الله


    الحمد لله


    14/08/2013 09:01:39 م




    بقلم : محمد حسن البنا - [email protected]


    لله الحمد والشكر دائما علي نعمه عامة ونعمته بإزالة اعتصام جماعة الإخوان خاصةand#8238;. and#8236;فقد أزاح الله هما وغما كمن علي صدور المصريين طوال خمسين يوماand#8238;.. and#8236;لقد سجدت شاكرا لله وحامدا لنعمتهand#8238;.. and#8236;وتذكرت شهداء الشرطة والجيشand#8238;.. and#8236;ودعوت الله أن يتغمدهم بواسع رحمته ويلهمنا وذويهم الصبر والسلوانand#8238;.. and#8236;لقد استشهدوا من أجل الوطنand#8238;.. and#8236;ومن أجل عودة الأمن والأمان والاستقرارand#8238;.. and#8236;استشهدوا وهم يواجهون جماعات مسلحة إخوانيةand#8238;.. and#8236;لقد سقطت أقنعةand#8238; »and#8236;السلميةand#8238;« and#8236;التي يدعونهاand#8238;. and#8236;وكما قلت من قبل إن الاخوان يقومون بعملية انتحار جماعيand#8238;.. and#8236;وللأسف هذا الانتحار الجماعي يصيب الشباب المخدوعand#8238;.. and#8236;بينما تنعم القيادات بالعيش الرغدand#8238;.. and#8236;واليوم أصابت الإخوان حالة هياج بمجرد فض الاعتصامand#8238;.. and#8236;وراحوا في مسيرات منظمة الي أقسام الشرطة والمباني الحيوية ومقار المحافظات في هجوم مسلح للسيطرة عليهاand#8238;.. and#8236;كما لجأوا الي أسلوب العجزة بحرق عدد من الكنائس بالمحافظاتand#8238;.. and#8236;وحاولوا ترويع الناس في مسيرات مسلحةand#8238;.and#8236;

    وكما أكدنا فيand#8238; »and#8236;الأخبارand#8238;« and#8236;أمس أن الإخوان فقدوا أعصابهمand#8238;.. and#8236;فقد انهارت القيادات وبدأت تستخدم أسلوب الدعوة الدينية والتحميس والأناشيدand#8238; and#8236;لتشجيع المعتصمين ورفع روحهم المعنويةand#8238;.. and#8236;حتي يمكن استخدامهم كوقود لحربهم ضد النظامand#8238;.and#8236;

    إن الشكر واجب لمن فكر وخطط ونفذ خطة فض الاعتصامand#8238;.. and#8236;والآن علينا أن نحث الدولة علي عودة النظام والانضباط والقانون في كل مكان حتي يشعر كل مواطن بالأمن والأمانand#8238;.. and#8236;ليست الدولة فقطand#8238;.. and#8236;بل يجب علي كل مواطن أن يتحرك وأن يدافع عن ممتلكاته وحقوقهand#8238;.. and#8236;ولا مانع من عودة اللجان الشعبيةand#8238;.. and#8236;المواطن صاحب مصلحة في الدفاع عن أرضه وعرضهand#8238;.and#8236;

    الآن يجب ان تنتهي أسطورة الإخوان التي بنيت علي الدمand#8238;.. and#8236;وللأسف الشديد انتجت أجيالا من مصاصي الدماءand#8238;.. and#8236;واستعانت بالمرتزقة من الفلسطينيين والسوريين وغيرهمand#8238;.. and#8236;لقد أثبت الإخوان أنهم لا يحبون مصر ولا شعب مصرand#8238;.. and#8236;بل هم من عجينة إرهابية لا تمت للوطن بصلةand#8238;. and#8236;والآن بعد نجاح الشرطة والجيش والشعب في فض اعتصام الإخوانand#8238;.. and#8236;علينا جميعا أن نبدأ بناء مصر المستقبلand#8238;.and#8236;

    and#8238;<< ‬دعاء‮: »‬اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون‮« ‬آمين‮.‬



    ------------------


    بدون تردد


    نهاية بؤرة الإرهاب


    14/08/2013 09:06:17 م

    بقلم : محمد بركات - -3


    كان من الواضح تماما لكل ذي بصر وبصيرة أن زمرة القادة والزعامات بجماعة الإخوان يرفضون رفضا تاما ونهائيا الاستماع إلي صوت العقل والحكمة،and#8238; and#8236;والجنوح للسلم والسعي لفض الاعتصام الذي كان قائما في رابعة العدوية وميدان النهضة دون عنف ودون سفك للدماءand#8238;.and#8236;

    وكان من المؤكد لكل مراقب منصف وموضوعي أن عصبة الزعامات الذي مات المختبئة في رابطة لا تريد التوافق أو القبول بالمبادلات والمحاولات المطروحة لانهاء حالة الاحتقان والتوتر التي تصاعدت حدتها نتيجة الاعتصاماتand#8238; and#8236;غير السلمية التي دعوا إليها واقاموها وحشدوا أنصارهم فيها في رابعة والنهضةand#8238;.and#8236;

    وطوال ما يزيد عنand#8238; and#8236;6and#8238; and#8236;أسابيع منذ الثامن والعشرين من يونيو الماضي وحتي الأمس ظلت هذه العصبة المتطرفة تعلن بصفة دائمة عدم القبول بأي دعوة للفض السلمي للاعتصامات،and#8238; and#8236;وكان ذلك نتيجة ادراكها التام بأن الفض السلمي سيكون بمثابة اعتراف مباشر منها بالمسئولية الكاملة عن حالة الانهيار والفشل الذي وصلت إليه الجماعة في ظل قيادتها الحمقاء لها وهو ما يستتبع بالضرورة بدء المراجعة والحساب العسيرand#8238;.and#8236;

    وطوال الأيام الماضية استمرت عصبة القادة بالجماعة في عمليات الاثارة والشحن الشديدين لاعضائها وكوادرها واستمرت في بث الأكاذيب المضللة لهم ودفعهم لممارسة العنف والاعتداء علي المواطنين الامنين وتهديد الأمن والسلم وقطع الطرق وتدمير الممتلكات العامة والخاصة في كل مكان واشاعة جو من الرعب والقلق لدي كل المواطنينand#8238;.and#8236;

    وفي هذا الإطار ظلت هذه العصبة الكارهة لمصر والفاقدة لكل معاني ومشاعر الوطنية السعي بكل السبل لدفع الدولة الي وضع نهاية لوجود بؤر العنف والجريمة والإرهاب في رابعة والنهضة،and#8238;...and#8236;،and#8238; and#8236;وخلال ذلك كله كانت الدولة المصرية بكل أجهزتهاand#8238; and#8236;ومؤسساتهاand#8238; and#8236;أمام أحد خيارين لا ثالث لهما أولهماand#8238;: and#8236;إما القبول باستمرار وجود بؤر العنف والجريمة والإرهاب وما ينجم عنها من انهيار هيبة الدولة واشاعة الانفلات وغيبة القانون،and#8238;...and#8236;،and#8238; and#8236;وثانيهما هو الانتفاض والتحرك لفرض سلطة الدولة وانفاذ القانون وتوفير الحماية الواجبة للوطن والمواطنand#8238;.and#8236;

    وقد اختارت الدولة بالأمس الاختيار الوحيد الصائب والصحيح وهو حماية الوطن والمواطنين،and#8238; and#8236;ووضع نهاية لبؤرة الاجرام والتطرف والإرهابand#8238;.and#8236;


    ----------------
                  

08-15-2013, 10:57 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)

    مجلس الوزراء‏:‏مخطط إجرامي لتقويض أركان الدولة
    حماية المنشآت بالأسلحة والذخيرة الحية‏..وتصعيد أمريكي

    تواصلت أمس تداعيات وردود الفعل المتباينة حول فض اعتصامي منطقتي رابعة العدوية ونهضة مصر‏,‏ وأعمال العنف والتخريب وإشعال الحرائق التي قام بها أنصار جماعة الإخوان بالعاصمة والمحافظات‏,‏ ردا علي فض الاعتصامين‏.‏


    فقد أعرب مجلس الوزراء ـ خلال اجتماعه أمس برئاسة الدكتور حازم الببلاوي ـ عن تصميمه علي مواجهة الأعمال الإرهابية والعمليات التخريبية التي تقوم بها عناصر من تنظيم الإخوان, وأكد أنه سوف يتصدي بكل قوة وحسم لأي محاولات للاعتداء علي المواطنين والمنشآت, أو الممتلكات العامة, وهي أعمال تدور في إطار مخطط إجرامي يهدف بوضوح إلي تقويض أركان الدولة المصرية بإشاعة الفوضي وهدم مؤسسات الدولة.

    وفي السياق نفسه, أمر اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية رجال الشرطة باستخدام الأسلحة النارية والذخيرة الحية للدفاع الشرعي عن أنفسهم, والمنشآت الحكومية والشرطية.

    وقد كلف الوزير الجهات الشرطية بتزويد الأقسام والمراكز ومديريات الأمن بالأسلحة والذخيرة الكافية.

    وكشف مصدر أمني عن أن أجهزة وزارة الداخلية رصدت جرائم ليس لها أي علاقة بالخلاف السياسي, ارتكبها منتمون لجماعة الإخوان, منها القتل والتعذيب والتمثيل بجثث الضحايا, واستهداف الضباط, وحرق المقدسات الدينية وإهانتها. وشدد علي أن تلك الجرائم تكشف عن عودة الإرهاب إلي مصر وحماية المنشآت, واستخدام شعارات الدين في أعمال إجرامية.

    وعلي جانب آخر, وفي جنازة رسمية مهيبة من مسجد الشرطة بالدراسة, شيعت أعداد غفيرة من المواطنين أمس شهداء الشرطة من الضباط والأفراد والمجندين الذين جادوا بأرواحهم خلال مشاركتهم في فض اعتصامي رابعة العدوية ونهضة مصر وحماية المنشآت, وقد ارتفع عدد شهداء الشرطة إلي74 شهيدا بالقاهرة والمحافظات.

    وأكدت وزارة الداخلية ـ في بيان لها ـ استمرار جهود أبنائها بكل عزيمة وإصرار في ملاحقة العناصر الإرهابية التي تستهدف أمن الوطن.

    وأعلن الدكتور محمد فتح الله, المتحدث الرسمي لوزارة الصحة, عن ارتفاع حصيلة الاشتباكات التي وقعت أمس الأول بالقاهرة والمحافظات إلي525 حالة وفاة, و3717 مصابا, مشيرا إلي خروج913 من المصابين من المستشفيات بعد تلقيهم العلاج وتحسن حالتهم, بينما يتبقي2790 آخرون تحت العلاج والملاحظة.

    وأوضح أن عدد الوفيات بميدان رابعة بلغ202 حالة وفاة, بينما بلغ عدد حالات الوفاة بميدان النهضة87 حالة, وفي حلوان29 بالإضافة إلي207 بباقي المحافظات.

    ومن جانب آخر, أعلنت جماعة الإخوان عن تنظيم مسيرات بجميع المحافظات اليوم للتنديد بفض الاعتصامين, والمطالبة بعودة الرئيس المعزول, وتظاهر أمس المئات من مؤيدي الإخوان أمام مسجد خاتم المرسلين بالجيزة, ونظموا مسيرة طافت منطقة العمرانية.

    واقتحم الآلاف مبني محافظة الجيزة, وأشعلوا النيران فيه بعد الاعتداء علي أفراد الأمن المكلفين بتأمين المبني.

    ونجحت قوات الأمن في القبض علي عدد من المتورطين في إشعال النيران, كما ضبطت أربعة عناصر مسلحة من جماعة الإخوان بالطريق الدائري, ومعهم كمية من الأسلحة النارية والبيضاء والذخيرة الحية.

    وانطلقت من مسجد الإيمان بشارع مكرم عبيد بمدينة نصر جنازة جماعية للعديد من الضحايا الذين لقوا مصرعهم خلال فض الاعتصام.

    وفي تصعيد مفاجيء, أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس إلغاء بلاده مناورات النجم الساطع العسكرية مع مصر, التي كان من المقرر إجراؤها الشهر المقبل.

    وقطع أوباما عطلته لإلقاء بيان أدان فيه بشدة تصرفات قوات الأمن المصرية, كما استنكر العنف ضد المدنيين في مصر.

    وأضاف أوباما أن بلاده ستعيد النظر في خطوات أخري في علاقاتها مع مصر, لكنه لم يشر بشكل مباشر إلي مصير المساعدات الأمريكية لمصر.

    وأعلنت جين ساكي, المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية, أن الولايات المتحدة ستراجع مختلف جوانب علاقاتها مع مصر, بما في ذلك المعونات.

    وطالبت كاثرين آشتون ـ المفوضة العليا للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي ـ برفع حالة الطواريء التي تم إعلانها بمصر في أسرع وقت.

    وفي لندن, استدعت الخارجية البريطانية السفير المصري, وأعربت له عن قلقها من تصاعد العنف.

    وفي باريس, دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند إلي بذل كل الجهود لتفادي حرب أهلية في مصر, وفي برلين, طالب وزير الخارجية الألماني جيدو فيستر فيله بمنع تصاعد العنف في مصر.

    ---------------------


    ممدوح الولي

    عبد الناصر سلامة


    الداخلية تأمر باستخدام الأسلحة والذخيرة الحية في مواجهة أي اعتداءات علي المنشآت أو رجال الأمن




    كتب ـ أيمن فاروق‏:‏







    صورة أرشيفية




    أعلنت وزارة الداخلية بيانا صحفيا جاء فيه‏:‏ في ظل استهداف تنظيم الإخوان بعض المنشآت الحكومية والشرطية بالعديد من المحافظات باعتداءات إرهابية‏,‏ وتصعيد محاولاتهم لاقتحامها وإضرام النيران بها والاستيلاء علي ما بداخلها من أسلحة‏,‏ والتعدي علي القوات المكلفة بتأمينها‏,‏ وقطع الطرق بقصد إشاعة حالة من الفوضي بالبلاد‏.‏


    فقد أصدرت الوزارة توجيهاتها لجميع القوات باستخدام الذخيرة الحية في مواجهة أي اعتداءات علي المنشآت أو القوات في إطار ضوابط إستخدام حق الدفاع الشرعي, وقد تم دعم جميع القوات المكلفة بتأمين وحماية تلك المنشآت بالأسلحة والذخائر اللازمة لردع أي اعتداء قد يستهدفها, وأن وزارة الداخلية علي ثقة تامة في قدرة رجالها علي مواجهة تلك الاعتداءات وفرض الاستقرار الأمني في جميع ربوع الوطن.

    وذلك إنفاذا لما خوله القانون لرجال الضبط من إستخدام الوسائل الكافية لتأمين مقدرات الوطن ودرء الاعتداء علي الأرواح والممتلكات العامة والخاصة.

    وأكدت الوزارة- في بيان لها- أنها سوف تستمر في ملاحقة كل من شارك في أي اعتداءات طالت القوات أو المنشآت حتي ينال عقابه, وتحذر وزارة الداخلية كل من تسول له نفسه محاولة العبث بأمن الوطن ومقدراته بأنه سيتم مواجهته بكل حزم وحسم وفقا للقانون.

    ومن ناحية أخري, دعا مصدر أمني أبناء مصر الشرفاء إلي عدم التخلي عن الأمن المصري وضباط الشرطة, وعدم ترك رجال الشرطة يقفون بمفردهم أمام هذا الإرهاب الأسود, كما كان يحدث من عشرات السنين, فما فقدته وزارة الداخلية والأسر المصرية في يوم واحد من رجال يحافظون علي أمن الوطن انما هو أكثر مما فقدته في عشر سنوات كاملة قبل الثورة, حيث أكدت الأحصائيات ان عدد شهداء الشرطة من عام2001 وحتي2011 هو36 شهيدا تقريبا اما يوم فض الاعتصام الإرهابي فقد فقدت مصر أكثر من43 شهيدا من رجال الشرطة, لم يقتلوا في مواجهات مع عصابات مسلحة فقط بل تم استهدافهم بطريقة مباشرة, ومن تلك الحالات استهداف ضابط الشرطة في مدينة الأقصر عند دخوله مقر الإستراحة التي يقيم بها بقنصه بطلقة في الرأس أدت إلي استشهاده في الحال, لم يكن ذلك في مواجهات انما هو قتل عمد وجريمة نكراء.. أما عن الحالات التي فقدتها مصر من ابنائها من المدنيين والتي تتأسف لها وزارة الداخلية, فهي حالات وافتها المنية ليس فقط في المواجهات مع الشرطة ولكن توجد منها حالات كثيرة كانت من المارة في الشوارع وداخل منازلها ولكن اطلاق الرصاص من الجماعات الارهابية الغاضبة نالت من براءتهم, واستهدفت حياتهم بقصد وغير قصد, وأودت بحياتهم.

    وقال المصدر: إن مصر تعيش لحظات حرجة, وتترصد بها قوي غربية عربية واجنبية, والخروج من تلك الأزمة لا يمكن أن يتم إلا بالتحالف الشعبي, والقوة الواحدة الصابرة والجسورة في مواجهة إرهاب صريح وعلني فقد شرعيته الزائفة, كما فقد الأمل في سيطرته علي مقاليد الحكم لأهم دول المنطقة العربية.

    وأشار المصدر الأمني إلي أن خير دليل علي عودة الإرهاب في ثوبه القديم مرة أخري, ما شهدته منطقة كرداسة خلال اليوم الأول لفض الاعتصام, حيث توجهت ـــ وفق رواية الشهود العيان من أهالي المنطقة ـــ سيارتان دفع رباعي بدون لوحات إلي مقر قسم الشرطة وخرج منها عدد من الملثمين الذين استهدفوا السيارة المدرعة بقذيفتين ار. بي. جي, ثم اطلقوا قذيفة أخري علي قسم الشرطة ووابلا من الرصاص من بنادق آلية ومدافع جرينوف علي قسم الشرطة, ورغم سيطرتهم علي القسم قتلوا11 ضابطا ومجندا كانوا بداخله


    ------------------

    حرب الإرهاب على مصر: «الإخوان» بلا قناع





    الكاتب: وحيد عبد المجيد

    كان متوقعا أن يؤدى التحرك لفض «اعتصامى» رابعة والنهضة المسلحين إلى تصعيد حرب الإرهاب التى أعلنتها قيادة جماعة «الإخوان» على مصر منذ 4 يوليو الماضى، وقد كشف هذا التصعيد أن العمل السياسى والدعوى الذى مارسته الجماعة منذ عودتها إلى الساحة فى منتصف السبعينيات ليس إلا غطاء لتنظيم مسلح كان جاهزا للقيام بأكبر عمليات تخريب عرفتها مصر فى العصر الحديث، وثبت أن التناغم، الذى ظهر خلال الأسابيع الماضية بين «الإخوان» والجماعات المسلحة فى سيناء، ليس تعاونا عابرا أو اضطراريا، بل تحالف استراتيجى بين إرهابيين سافرين وإرهابيين كانوا مقنعين.

    فقد قرر القادة المهيمنون على الجماعة خلع القناع السياسى عندما وضعوا خطط نشر الفوضى التى بدأ تنفيذها فور تحرك الشرطة لفض التجمعين المسلحين صباح أمس الأول، فى الوقت الذى كان حلفاؤهم فى سيناء يواصلون اعتداءاتهم التى تعتبر جزءا لا يتجزأ من هذه الخطط، وبذلك تكون الصورة قد أصبحت واضحة تماما على صعيد التحالف الاستراتيجى بين الإرهاب السافر فى سيناء والمقنع فى القاهرة، والذى ظهر جانب جديد منه يوم الجمعة الماضى، وهو محاولة إحراج الجيش عبر افتعال ما يوحى بأن إسرائيل تنتهك سيادتنا وتشن غارات داخل حدودنا أو بأن قواتنا تنسق معها على الأرض. فلم تكن هذه المحاولة إلا جزءا من الحرب التى أعلنتها قيادة «الإخوان» وجماعات إرهابية عدة على الشعب ومؤسساته بمشاركة مقاتلين غير مصريين قدموا من بلاد أخرى.

    وهذا وضع جديد لم نعهده فى حرب الإرهاب السابقة على مصر، والتى بدأت مقدماتها باغتيال الرئيس الراحل أنور السادات فى أكتوبر 1981 وبلغت ذروتها فى أوائل العقد التالى قبل أن تضع أوزارها بهزيمة هذا الإرهاب وصانعيه عام 1997. فقد شارك قادمون من الخارج فى تلك الحرب الإرهابية، ولكنهم كانوا كلهم تقريباً من المصريين الذين ذهبوا إلى أفغانستان بالتزامن مع بدء صعود الموجة التى أدت إلى تلك الحرب فى مصر.

    وقد عاد بعضهم إلى مصر للمشاركة فى تلك الحرب بعد أن اكتسبوا خبرة إرهابية سموها جهادية. وقامت الولايات المتحدة بدور رئيسى فى تدريبهم وتسليحهم فى ذلك الوقت فى أفغانستان، حيث تمركز عدد من قادة «الجماعة الإسلامية» وتنظيم الجهاد وأعضائهما الذين عاد بعضهم للمشاركة فى حرب الإرهاب الأولى على مصر، وقد اكتسبوا طبائع مغايرة تماماً للشخصية المصرية بل مناقضة لها على نحو يؤكد أن الإرهاب لا وطن ولا دين له.

    ولأن هذه هى طبيعة الإرهاب، يشارك عدد متزايد من غير المصريين فى حربه الثانية على مصر الآن بعد نحو 15 عاماً على هزيمة حربه الأولى. وقد جاء عشرات وربما مئات منهم إلى سيناء بصفة خاصة خلال العام الأخير، فقد تعاملت سلطة «الإخوان»، حين كان القناع السياسى يخفى وجهها الحقيقى، مع الإرهابيين السافرين باعتبارهم رصيدا احتياطياً لها.

    وما إن أسقطت ثورة 30 يونيو هذه الجماعة وعزلت الرئيس المنتمى إليها حتى تحولت جماعات الإرهاب من رصيد احتياطى إلى حليف كامل لها. كما تخطى بعض قادة «الإخوان» الذين خلعوا قناع السياسة هذه الجماعات متجهين بشكل مباشر إلى قيادة تنظيم «القاعدة» للتنسيق معها لتصعيد أعمال العنف والإرهاب التى طالت معظم محافظات مصر فور البدء فى تطبيق القانون وإنهاء تجميع مسلحين بعد طول انتظار.

    وهذا هو جديد الحرب الإرهابية الراهنة على مصر مقارنة بسابقتها التى اعترف قادتها بهزيمتهم فيها اعتباراً من عام 1997. فالحرب الجديدة تقودها جماعة «الإخوان» التى كشفت وجهها الحقيقى بمشاركة جماعات عربية وأجنبية، وربما أجهزة مخابرات أيضا.

    فهى حرب متعددة الجنسيات تتحالف فيها جماعات إرهابية عدة من بينها تنظيم «القاعدة» إلى جانب جماعات وأحزاب «الإخوان» فى مصر وبلاد أخرى. ولذلك يجوز اعتبار حرب الإرهاب الجديدة على مصر عالمية بمعنى ما، وليست محلية بخلاف الحرب السابقة، بعد أن خسرت جماعة «الإخوان» كل ما كان لها من ظهير شعبى وخلعت قناعها السياسى، وحرب هذا شأنها ليست هينة ولا عابرة. فهذه حرب قد تطول، وينبغى أن يعرف المصريون ذلك لكى نكون مستعدين جميعا لخوضها وتحمل تكلفتها من أجل حريتنا وكرامتنا ومستقبل أبنائنا.

    -----------------


    يا من ترفعون القرآن
    من الذي خان‏..‏ الجيش أم الإخوان؟

    شريف شوقى




    يحكي لنا التاريخ انه لما اشتد القتال بين المسلمين في معركة‏((‏ صفين‏))‏ بين معاوية بن ابي سفيان حاكم الشام وأمير المؤمنين علي بن ابي طالب‏,‏ دعا بعض العقلاء الي الاحتكام للقرآن‏.


    حيث دعا جيش معاوية إلي رفع المصاحف علي أسنة الرماح,, ليدعو جيش علي الي التوقف عن القتال ويدعون عليا إلي حكم القرآن. وهو ما وافق علية خليفة المسلمين- كرم الله وجهه ورضي عنه وعلي معاوية وآل البيت والصحابة أجمعين.

    ومن وقتها وعرف رفع المصحف بأنه رغبة في اللجوء لحكم القرآن... وربما ما شاهدناه في ميداني رابعة والنهضة المقصود منه ذلك, فمن المعروف ان الإخوان يستدعون مشاهد من تاريخ السلف ويطوعونها لأنفسهم ويفسرونها طبقا لرغباتهم.

    كما ان كلمة الخيانة رددوها بشدة وتقوم ميليشيات الإخوان بتداولها وتدوينها علي الحوائط ووسائل النقل العام وغيرها.لكن كلمة خيانة ومشاهد رفع المصحف الشريف ليس بالأمر الهين.



    ونحن هنا لن نرفع المصحف ولكن نسأل من يحملونه الآتي:

    من الذي تسلم رئاسة البلاد من المجلس العسكري بعد انتخابات أمنتها القوات المسلحة و شهد لها العالم اجمع حتي أعدائنا بنزاهتها... الجيش ام الإخوان ؟

    من الذي رضي بخروج غير لائق من الخدمة لقادة ظلوا أكثر من40 عاما في خدمة الوطن.. الجيش ام الإخوان؟

    من الذي الغي دعوة المصالحة الذي دعا له القائد العام للقوات المسلحة..... الجيش ام الإخوان؟

    من الذي استقبل البرادعي و موسي وصباحي ثم اصدر الإعلان الدستوري الكارثي الذي اعترف المعزول بنفسه انه ندم علية....الجيش ام الإخوان؟

    من الذي استقبل القضاة في القصر الجمهوري ليطلق بعد ذلك رجالة يسبون القضاة ويتوعدونهم ويحقرون من شانهم ومن أطلق ميليشياته لمحاصرة دور العدالة هنا وهناك... الجيش ام الإخوان؟

    من الذي تهاون في اخذ الثار ولم ينتقم ممن قتل أبنائنا في سيناء... الجيش ام الإخوان؟

    من الذي أهان البلاد وسمح لإمارة حديثة العهد ان تتشاور في أمورنا وتتداخل في شئوننا..... الجيش ام الإخوان؟

    من اجتمع بقائد الجيش واتفقا علي إنهاء حالة الاحتقان في الشارع بعد ان علت أصوات المطالبين بالعنف وسفك الدماء وبعد ان سرت رائحة الدم في انف كل مصري ووعد بان الخطاب سيكون حلا نهائيا واذا بنا نسمع خطابا غريبا كانت كلمة- الشرعية ليس الا- في كل سطر فيه... الجيش ام الإخوان؟

    من الذي أهان الخطاب الرئاسي و أهان الأزهر والكنيسة والإعلام والمرأة..... الجيش ام الإخوان؟





    أخيرا وليس آخرا... من الذي حمي مصر ولبي نداء شعبها ؟.. الجيش أم الإخوان؟



    اذا من الذي خان.. الجيش ام الإخوان ؟!.. هل من مجيب


    ---------------
                  

08-15-2013, 11:08 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)

    مجلس الوزراء‏:‏مخطط إجرامي لتقويض أركان الدولة
    حماية المنشآت بالأسلحة والذخيرة الحية‏..وتصعيد أمريكي

    تواصلت أمس تداعيات وردود الفعل المتباينة حول فض اعتصامي منطقتي رابعة العدوية ونهضة مصر‏,‏ وأعمال العنف والتخريب وإشعال الحرائق التي قام بها أنصار جماعة الإخوان بالعاصمة والمحافظات‏,‏ ردا علي فض الاعتصامين‏.‏


    فقد أعرب مجلس الوزراء ـ خلال اجتماعه أمس برئاسة الدكتور حازم الببلاوي ـ عن تصميمه علي مواجهة الأعمال الإرهابية والعمليات التخريبية التي تقوم بها عناصر من تنظيم الإخوان, وأكد أنه سوف يتصدي بكل قوة وحسم لأي محاولات للاعتداء علي المواطنين والمنشآت, أو الممتلكات العامة, وهي أعمال تدور في إطار مخطط إجرامي يهدف بوضوح إلي تقويض أركان الدولة المصرية بإشاعة الفوضي وهدم مؤسسات الدولة.

    وفي السياق نفسه, أمر اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية رجال الشرطة باستخدام الأسلحة النارية والذخيرة الحية للدفاع الشرعي عن أنفسهم, والمنشآت الحكومية والشرطية.

    وقد كلف الوزير الجهات الشرطية بتزويد الأقسام والمراكز ومديريات الأمن بالأسلحة والذخيرة الكافية.

    وكشف مصدر أمني عن أن أجهزة وزارة الداخلية رصدت جرائم ليس لها أي علاقة بالخلاف السياسي, ارتكبها منتمون لجماعة الإخوان, منها القتل والتعذيب والتمثيل بجثث الضحايا, واستهداف الضباط, وحرق المقدسات الدينية وإهانتها. وشدد علي أن تلك الجرائم تكشف عن عودة الإرهاب إلي مصر وحماية المنشآت, واستخدام شعارات الدين في أعمال إجرامية.

    وعلي جانب آخر, وفي جنازة رسمية مهيبة من مسجد الشرطة بالدراسة, شيعت أعداد غفيرة من المواطنين أمس شهداء الشرطة من الضباط والأفراد والمجندين الذين جادوا بأرواحهم خلال مشاركتهم في فض اعتصامي رابعة العدوية ونهضة مصر وحماية المنشآت, وقد ارتفع عدد شهداء الشرطة إلي74 شهيدا بالقاهرة والمحافظات.

    وأكدت وزارة الداخلية ـ في بيان لها ـ استمرار جهود أبنائها بكل عزيمة وإصرار في ملاحقة العناصر الإرهابية التي تستهدف أمن الوطن.

    وأعلن الدكتور محمد فتح الله, المتحدث الرسمي لوزارة الصحة, عن ارتفاع حصيلة الاشتباكات التي وقعت أمس الأول بالقاهرة والمحافظات إلي525 حالة وفاة, و3717 مصابا, مشيرا إلي خروج913 من المصابين من المستشفيات بعد تلقيهم العلاج وتحسن حالتهم, بينما يتبقي2790 آخرون تحت العلاج والملاحظة.

    وأوضح أن عدد الوفيات بميدان رابعة بلغ202 حالة وفاة, بينما بلغ عدد حالات الوفاة بميدان النهضة87 حالة, وفي حلوان29 بالإضافة إلي207 بباقي المحافظات.

    ومن جانب آخر, أعلنت جماعة الإخوان عن تنظيم مسيرات بجميع المحافظات اليوم للتنديد بفض الاعتصامين, والمطالبة بعودة الرئيس المعزول, وتظاهر أمس المئات من مؤيدي الإخوان أمام مسجد خاتم المرسلين بالجيزة, ونظموا مسيرة طافت منطقة العمرانية.

    واقتحم الآلاف مبني محافظة الجيزة, وأشعلوا النيران فيه بعد الاعتداء علي أفراد الأمن المكلفين بتأمين المبني.

    ونجحت قوات الأمن في القبض علي عدد من المتورطين في إشعال النيران, كما ضبطت أربعة عناصر مسلحة من جماعة الإخوان بالطريق الدائري, ومعهم كمية من الأسلحة النارية والبيضاء والذخيرة الحية.

    وانطلقت من مسجد الإيمان بشارع مكرم عبيد بمدينة نصر جنازة جماعية للعديد من الضحايا الذين لقوا مصرعهم خلال فض الاعتصام.

    وفي تصعيد مفاجيء, أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس إلغاء بلاده مناورات النجم الساطع العسكرية مع مصر, التي كان من المقرر إجراؤها الشهر المقبل.

    وقطع أوباما عطلته لإلقاء بيان أدان فيه بشدة تصرفات قوات الأمن المصرية, كما استنكر العنف ضد المدنيين في مصر.

    وأضاف أوباما أن بلاده ستعيد النظر في خطوات أخري في علاقاتها مع مصر, لكنه لم يشر بشكل مباشر إلي مصير المساعدات الأمريكية لمصر.

    وأعلنت جين ساكي, المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية, أن الولايات المتحدة ستراجع مختلف جوانب علاقاتها مع مصر, بما في ذلك المعونات.

    وطالبت كاثرين آشتون ـ المفوضة العليا للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي ـ برفع حالة الطواريء التي تم إعلانها بمصر في أسرع وقت.

    وفي لندن, استدعت الخارجية البريطانية السفير المصري, وأعربت له عن قلقها من تصاعد العنف.

    وفي باريس, دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند إلي بذل كل الجهود لتفادي حرب أهلية في مصر, وفي برلين, طالب وزير الخارجية الألماني جيدو فيستر فيله بمنع تصاعد العنف في مصر.

    ---------------------


    ممدوح الولي

    عبد الناصر سلامة


    الداخلية تأمر باستخدام الأسلحة والذخيرة الحية في مواجهة أي اعتداءات علي المنشآت أو رجال الأمن




    كتب ـ أيمن فاروق‏:‏







    صورة أرشيفية




    أعلنت وزارة الداخلية بيانا صحفيا جاء فيه‏:‏ في ظل استهداف تنظيم الإخوان بعض المنشآت الحكومية والشرطية بالعديد من المحافظات باعتداءات إرهابية‏,‏ وتصعيد محاولاتهم لاقتحامها وإضرام النيران بها والاستيلاء علي ما بداخلها من أسلحة‏,‏ والتعدي علي القوات المكلفة بتأمينها‏,‏ وقطع الطرق بقصد إشاعة حالة من الفوضي بالبلاد‏.‏


    فقد أصدرت الوزارة توجيهاتها لجميع القوات باستخدام الذخيرة الحية في مواجهة أي اعتداءات علي المنشآت أو القوات في إطار ضوابط إستخدام حق الدفاع الشرعي, وقد تم دعم جميع القوات المكلفة بتأمين وحماية تلك المنشآت بالأسلحة والذخائر اللازمة لردع أي اعتداء قد يستهدفها, وأن وزارة الداخلية علي ثقة تامة في قدرة رجالها علي مواجهة تلك الاعتداءات وفرض الاستقرار الأمني في جميع ربوع الوطن.

    وذلك إنفاذا لما خوله القانون لرجال الضبط من إستخدام الوسائل الكافية لتأمين مقدرات الوطن ودرء الاعتداء علي الأرواح والممتلكات العامة والخاصة.

    وأكدت الوزارة- في بيان لها- أنها سوف تستمر في ملاحقة كل من شارك في أي اعتداءات طالت القوات أو المنشآت حتي ينال عقابه, وتحذر وزارة الداخلية كل من تسول له نفسه محاولة العبث بأمن الوطن ومقدراته بأنه سيتم مواجهته بكل حزم وحسم وفقا للقانون.

    ومن ناحية أخري, دعا مصدر أمني أبناء مصر الشرفاء إلي عدم التخلي عن الأمن المصري وضباط الشرطة, وعدم ترك رجال الشرطة يقفون بمفردهم أمام هذا الإرهاب الأسود, كما كان يحدث من عشرات السنين, فما فقدته وزارة الداخلية والأسر المصرية في يوم واحد من رجال يحافظون علي أمن الوطن انما هو أكثر مما فقدته في عشر سنوات كاملة قبل الثورة, حيث أكدت الأحصائيات ان عدد شهداء الشرطة من عام2001 وحتي2011 هو36 شهيدا تقريبا اما يوم فض الاعتصام الإرهابي فقد فقدت مصر أكثر من43 شهيدا من رجال الشرطة, لم يقتلوا في مواجهات مع عصابات مسلحة فقط بل تم استهدافهم بطريقة مباشرة, ومن تلك الحالات استهداف ضابط الشرطة في مدينة الأقصر عند دخوله مقر الإستراحة التي يقيم بها بقنصه بطلقة في الرأس أدت إلي استشهاده في الحال, لم يكن ذلك في مواجهات انما هو قتل عمد وجريمة نكراء.. أما عن الحالات التي فقدتها مصر من ابنائها من المدنيين والتي تتأسف لها وزارة الداخلية, فهي حالات وافتها المنية ليس فقط في المواجهات مع الشرطة ولكن توجد منها حالات كثيرة كانت من المارة في الشوارع وداخل منازلها ولكن اطلاق الرصاص من الجماعات الارهابية الغاضبة نالت من براءتهم, واستهدفت حياتهم بقصد وغير قصد, وأودت بحياتهم.

    وقال المصدر: إن مصر تعيش لحظات حرجة, وتترصد بها قوي غربية عربية واجنبية, والخروج من تلك الأزمة لا يمكن أن يتم إلا بالتحالف الشعبي, والقوة الواحدة الصابرة والجسورة في مواجهة إرهاب صريح وعلني فقد شرعيته الزائفة, كما فقد الأمل في سيطرته علي مقاليد الحكم لأهم دول المنطقة العربية.

    وأشار المصدر الأمني إلي أن خير دليل علي عودة الإرهاب في ثوبه القديم مرة أخري, ما شهدته منطقة كرداسة خلال اليوم الأول لفض الاعتصام, حيث توجهت ـــ وفق رواية الشهود العيان من أهالي المنطقة ـــ سيارتان دفع رباعي بدون لوحات إلي مقر قسم الشرطة وخرج منها عدد من الملثمين الذين استهدفوا السيارة المدرعة بقذيفتين ار. بي. جي, ثم اطلقوا قذيفة أخري علي قسم الشرطة ووابلا من الرصاص من بنادق آلية ومدافع جرينوف علي قسم الشرطة, ورغم سيطرتهم علي القسم قتلوا11 ضابطا ومجندا كانوا بداخله


    ------------------

    حرب الإرهاب على مصر: «الإخوان» بلا قناع





    الكاتب: وحيد عبد المجيد

    كان متوقعا أن يؤدى التحرك لفض «اعتصامى» رابعة والنهضة المسلحين إلى تصعيد حرب الإرهاب التى أعلنتها قيادة جماعة «الإخوان» على مصر منذ 4 يوليو الماضى، وقد كشف هذا التصعيد أن العمل السياسى والدعوى الذى مارسته الجماعة منذ عودتها إلى الساحة فى منتصف السبعينيات ليس إلا غطاء لتنظيم مسلح كان جاهزا للقيام بأكبر عمليات تخريب عرفتها مصر فى العصر الحديث، وثبت أن التناغم، الذى ظهر خلال الأسابيع الماضية بين «الإخوان» والجماعات المسلحة فى سيناء، ليس تعاونا عابرا أو اضطراريا، بل تحالف استراتيجى بين إرهابيين سافرين وإرهابيين كانوا مقنعين.

    فقد قرر القادة المهيمنون على الجماعة خلع القناع السياسى عندما وضعوا خطط نشر الفوضى التى بدأ تنفيذها فور تحرك الشرطة لفض التجمعين المسلحين صباح أمس الأول، فى الوقت الذى كان حلفاؤهم فى سيناء يواصلون اعتداءاتهم التى تعتبر جزءا لا يتجزأ من هذه الخطط، وبذلك تكون الصورة قد أصبحت واضحة تماما على صعيد التحالف الاستراتيجى بين الإرهاب السافر فى سيناء والمقنع فى القاهرة، والذى ظهر جانب جديد منه يوم الجمعة الماضى، وهو محاولة إحراج الجيش عبر افتعال ما يوحى بأن إسرائيل تنتهك سيادتنا وتشن غارات داخل حدودنا أو بأن قواتنا تنسق معها على الأرض. فلم تكن هذه المحاولة إلا جزءا من الحرب التى أعلنتها قيادة «الإخوان» وجماعات إرهابية عدة على الشعب ومؤسساته بمشاركة مقاتلين غير مصريين قدموا من بلاد أخرى.

    وهذا وضع جديد لم نعهده فى حرب الإرهاب السابقة على مصر، والتى بدأت مقدماتها باغتيال الرئيس الراحل أنور السادات فى أكتوبر 1981 وبلغت ذروتها فى أوائل العقد التالى قبل أن تضع أوزارها بهزيمة هذا الإرهاب وصانعيه عام 1997. فقد شارك قادمون من الخارج فى تلك الحرب الإرهابية، ولكنهم كانوا كلهم تقريباً من المصريين الذين ذهبوا إلى أفغانستان بالتزامن مع بدء صعود الموجة التى أدت إلى تلك الحرب فى مصر.

    وقد عاد بعضهم إلى مصر للمشاركة فى تلك الحرب بعد أن اكتسبوا خبرة إرهابية سموها جهادية. وقامت الولايات المتحدة بدور رئيسى فى تدريبهم وتسليحهم فى ذلك الوقت فى أفغانستان، حيث تمركز عدد من قادة «الجماعة الإسلامية» وتنظيم الجهاد وأعضائهما الذين عاد بعضهم للمشاركة فى حرب الإرهاب الأولى على مصر، وقد اكتسبوا طبائع مغايرة تماماً للشخصية المصرية بل مناقضة لها على نحو يؤكد أن الإرهاب لا وطن ولا دين له.

    ولأن هذه هى طبيعة الإرهاب، يشارك عدد متزايد من غير المصريين فى حربه الثانية على مصر الآن بعد نحو 15 عاماً على هزيمة حربه الأولى. وقد جاء عشرات وربما مئات منهم إلى سيناء بصفة خاصة خلال العام الأخير، فقد تعاملت سلطة «الإخوان»، حين كان القناع السياسى يخفى وجهها الحقيقى، مع الإرهابيين السافرين باعتبارهم رصيدا احتياطياً لها.

    وما إن أسقطت ثورة 30 يونيو هذه الجماعة وعزلت الرئيس المنتمى إليها حتى تحولت جماعات الإرهاب من رصيد احتياطى إلى حليف كامل لها. كما تخطى بعض قادة «الإخوان» الذين خلعوا قناع السياسة هذه الجماعات متجهين بشكل مباشر إلى قيادة تنظيم «القاعدة» للتنسيق معها لتصعيد أعمال العنف والإرهاب التى طالت معظم محافظات مصر فور البدء فى تطبيق القانون وإنهاء تجميع مسلحين بعد طول انتظار.

    وهذا هو جديد الحرب الإرهابية الراهنة على مصر مقارنة بسابقتها التى اعترف قادتها بهزيمتهم فيها اعتباراً من عام 1997. فالحرب الجديدة تقودها جماعة «الإخوان» التى كشفت وجهها الحقيقى بمشاركة جماعات عربية وأجنبية، وربما أجهزة مخابرات أيضا.

    فهى حرب متعددة الجنسيات تتحالف فيها جماعات إرهابية عدة من بينها تنظيم «القاعدة» إلى جانب جماعات وأحزاب «الإخوان» فى مصر وبلاد أخرى. ولذلك يجوز اعتبار حرب الإرهاب الجديدة على مصر عالمية بمعنى ما، وليست محلية بخلاف الحرب السابقة، بعد أن خسرت جماعة «الإخوان» كل ما كان لها من ظهير شعبى وخلعت قناعها السياسى، وحرب هذا شأنها ليست هينة ولا عابرة. فهذه حرب قد تطول، وينبغى أن يعرف المصريون ذلك لكى نكون مستعدين جميعا لخوضها وتحمل تكلفتها من أجل حريتنا وكرامتنا ومستقبل أبنائنا.

    -----------------


    يا من ترفعون القرآن
    من الذي خان‏..‏ الجيش أم الإخوان؟

    شريف شوقى




    يحكي لنا التاريخ انه لما اشتد القتال بين المسلمين في معركة‏((‏ صفين‏))‏ بين معاوية بن ابي سفيان حاكم الشام وأمير المؤمنين علي بن ابي طالب‏,‏ دعا بعض العقلاء الي الاحتكام للقرآن‏.


    حيث دعا جيش معاوية إلي رفع المصاحف علي أسنة الرماح,, ليدعو جيش علي الي التوقف عن القتال ويدعون عليا إلي حكم القرآن. وهو ما وافق علية خليفة المسلمين- كرم الله وجهه ورضي عنه وعلي معاوية وآل البيت والصحابة أجمعين.

    ومن وقتها وعرف رفع المصحف بأنه رغبة في اللجوء لحكم القرآن... وربما ما شاهدناه في ميداني رابعة والنهضة المقصود منه ذلك, فمن المعروف ان الإخوان يستدعون مشاهد من تاريخ السلف ويطوعونها لأنفسهم ويفسرونها طبقا لرغباتهم.

    كما ان كلمة الخيانة رددوها بشدة وتقوم ميليشيات الإخوان بتداولها وتدوينها علي الحوائط ووسائل النقل العام وغيرها.لكن كلمة خيانة ومشاهد رفع المصحف الشريف ليس بالأمر الهين.



    ونحن هنا لن نرفع المصحف ولكن نسأل من يحملونه الآتي:

    من الذي تسلم رئاسة البلاد من المجلس العسكري بعد انتخابات أمنتها القوات المسلحة و شهد لها العالم اجمع حتي أعدائنا بنزاهتها... الجيش ام الإخوان ؟

    من الذي رضي بخروج غير لائق من الخدمة لقادة ظلوا أكثر من40 عاما في خدمة الوطن.. الجيش ام الإخوان؟

    من الذي الغي دعوة المصالحة الذي دعا له القائد العام للقوات المسلحة..... الجيش ام الإخوان؟

    من الذي استقبل البرادعي و موسي وصباحي ثم اصدر الإعلان الدستوري الكارثي الذي اعترف المعزول بنفسه انه ندم علية....الجيش ام الإخوان؟

    من الذي استقبل القضاة في القصر الجمهوري ليطلق بعد ذلك رجالة يسبون القضاة ويتوعدونهم ويحقرون من شانهم ومن أطلق ميليشياته لمحاصرة دور العدالة هنا وهناك... الجيش ام الإخوان؟

    من الذي تهاون في اخذ الثار ولم ينتقم ممن قتل أبنائنا في سيناء... الجيش ام الإخوان؟

    من الذي أهان البلاد وسمح لإمارة حديثة العهد ان تتشاور في أمورنا وتتداخل في شئوننا..... الجيش ام الإخوان؟

    من اجتمع بقائد الجيش واتفقا علي إنهاء حالة الاحتقان في الشارع بعد ان علت أصوات المطالبين بالعنف وسفك الدماء وبعد ان سرت رائحة الدم في انف كل مصري ووعد بان الخطاب سيكون حلا نهائيا واذا بنا نسمع خطابا غريبا كانت كلمة- الشرعية ليس الا- في كل سطر فيه... الجيش ام الإخوان؟

    من الذي أهان الخطاب الرئاسي و أهان الأزهر والكنيسة والإعلام والمرأة..... الجيش ام الإخوان؟





    أخيرا وليس آخرا... من الذي حمي مصر ولبي نداء شعبها ؟.. الجيش أم الإخوان؟



    اذا من الذي خان.. الجيش ام الإخوان ؟!.. هل من مجيب


    ---------------
                  

08-16-2013, 11:38 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)

    مخططات إخوانية 'نيرونية' لحرق مصر
    جماعة الإخوان المسلمين تبدأ مخطط حرق مصر في محافظات مختلفة، اعتراضا على فض قوات الأمن اعتصامي رابعة العدوية والنهضة.
    العرب [نُشر في 16/08/2013، العدد: 9291، ص(6)]




    إخوان مصر غير آبهين بحرق البلاد

    القاهرة - حرائق في كل مكان.. اللون الرمادي الكئيب يخيّم على سماء قاهرة المعز.. دماء تسيل من كل مكان.. وكنائس مستباحة وأشلاء مبعثرة على سطح نهر النيل وحطام في كل مكان حيث يعمّ الخراب أرض مصر. تلك هي سياسة الأرض المحروقة التي عادة ما يتّبعها المستعمر قبل الخروج من الأرض التي كان يحتلّها، وهذه هي السياسة التي قرّرت جامعة الإخوان المسلمين في مصر اتباعها بعد أن لفض العشب المصري شرعيتها المزعومة.
    هو الخراب الذي تركته حرب البسوس بين أنصار الإخوان المسلمين والحكومة المصرية وتسبّب في مقتل وجرح المئات من المصريين وحتى الأجانب.

    بداية القصة انطلقت فجر يوم 14 أغسطس حين قامت قوات الأمن المصري بفض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة بعد أن ذاق سكّان المنطقتين ذرعا بالتجاوزات الحاصلة في هذين الاعتصامين. هذا الأمر لم يعجب أنصار الإخوان الذين أحسّوا أن ورقة التوت الأخيرة سقطت من بين أيديهم ولم يعد أمامهم سوى حرق مصر مثلما فعل نيرون الروماني عندما فشل في الساحة السياسية والعسكرية.

    نيرون عندما حرق روما بحث عن كبش فداء يضعه متهما أمام الشعب، فألصق التهمة بالمسيحيين، وبدأ يلهي الشعب في القبض على المسيحيين واضطهادهم وسفك دمائهم. وبالمثل عمد الإخوان إلى إثارة الفتن الطائفية في بلد لطالما كان رمزا للتسامح. فاستهدف الإخوان الكنائس ومحلات الأقباط ومدارسهم. لكن الشعب المصري كان أذكى من أن تمرّ عليه هذه الحيلة فهب الجميع إلى حماية البلاد، مسلمين ومسيحا.




    الإخوان ينتهجون سياسة الأرض المحروقة



    وحول اعتداء أنصار الرئيس المعزول على الكنائس المصرية، أكد الأب رفيق جريش رئيس المكتب الصحفي بالكنيسة الكاثوليكية، أن أنصار جماعة الإخوان اعتدوا على العديد من الكنائس والمباني الخدمية الخاصة بالكنيسة الكاثوليكية في العديد من المحافظات عقب فض اعتصامي أنصار جماعة الاخوان في رابعة العدوية والنهضة، موضحاً أن الأقباط يدفعون ثمن مشاركتهم في ثورة 30 يونيو والمطالبة بإسقاط النظام. واستنكر الاعتداء على المباني الخدمية والمستوصفات والمدارس الكاثوليكية التي تخدم المسلمين والمسيحيين على حد سواء دون تفرقة، مؤكدا أن المتضرر من حرقها المصريون عمومًا، وطالب الدولة باتخاذ موقف حازم جرّاء الاعتداءات المتكررة على الكنائس المصرية.
    أعمال عنف

    استفاقت مصر صباح أمس على مشاهد محزنة نتيجة أعمال العنف والبلطجة التي أقدم عليها أنصار الرئيس الإخواني المعزول محمد مرسي من منطلق "إما نحكم أو نخرّب البلد" ولا حوار إلا بعد استعادة شرعية الرئيس السابق محمد مرسي.

    لم يسلم لا البشر ولا الحجر من عمليات الاعتداء التي شملت منشآت عسكرية ومدنية وكنائس ومتاحف وعمليات سحل للجثث وترويع للمواطنين.

    وفي أجواء أعادت إلى الأذهان قصة حريق القاهرة في 1952 عاشت مصر على وقع حرائق شملت حوالي 7 كنائس مصرية وأيضا محلات وسيارات ومعدات عسكرية تابعة للجيش وتصاعد الدخان من داخل جامعة القاهرة وحملت جدران مباني الجامعة آثار حرائق.

    كما طالت يد المخرّبين متحف ملوي، في محافظة المنيا الجنوبية، حيث كسروا بوابته الداخلية وأتلفوا كاميرات المراقبة وخربوا محتوياته وسرقوا بعض القطع الأثرية.




    اللون الرمادي يخيم على سماء القاهرة


    وقال محمد إبراهيم وزير الدولة لشؤون الآثار في البيان إن العمل يجري حاليا لحصر "ما أصاب المتحف من تلفيات وتخريب… وإعداد قائمة بما تم سرقته من آثار وتوصيفها بالصور لإبلاغ النيابة" وإرسالها إلى المنافذ الجوية والبحرية والبرية لضمان عدم تهريبها إلى خارج البلاد. وأضاف أن القطع المسروقة سوف توضع "على القوائم الحمراء لضمان عدم الاتجار الدولي فيها ومن يفعل ذلك ستتم ملاحقته قانونيا."

    وفي سيناء، التي تعاني منذ وصول الإسلاميين إلى الحكم من سطوة الجهاديين، قام مجهولون بإلقاء زجاجات مولوتوف على مبنى مجلس مدينة العريش بوسط المدينة الذي يضم مكاتب لجميع المصالح الحكومية في شمال سيناء .وقد لقي جندي مصري حتفه أمس الخميس في هجوم مسلح على نادي ضباط الشرطة بحي المساعيد غرب مدينة العريش بمحافظة شمال سيناء.

    وفي مدينة الجيزة اقتحم عدد من عناصر جماعة الإخوان المسلمين مبنى محافظة الجيزة، جنوب القاهرة، الخميس وأشعلوا النيران فيها. وفي الإسماعيلية اقتحم أعضاء جماعة الإخوان مجمع المحاكم وأشعلوا النيران به احتجاجا على فض اعتصام ميداني رابعة العدوية والنهضة بالقوة، وتصاعدت الأدخنة السوداء أعلى سماء المنطقة، كما تم إشعال النيران في سيارات الأمن المركزي التي تصادف تواجدها بمحيط المجمع لتأمينه، ومنع دخول سيارات الحماية المدنية له، كما تم إشعال النيران في المنشآت المكتبية واستراحة القضاة.

    وأعلنت وزارة الصحة المصرية مقتل 278 شخصا في أعمال عنف الأربعاء بينهم 43 من قوات الأمن. وأوضح المتحدث باسم الوزارة محمد فتح الله أن 61 شخصا قتلوا في منطقة رابعة العدوية التي شكلت المركز الرئيسي للمعتصمين الموالين للرئيس المعزول محمد مرسي فيما قتل 21 في ميدان النهضة.



    من جرائم انصار الإخوان
    *تخريب متحف ملوي في محافظة المنيا وسرقة آثاره
    *الإخوان أحرقوا المركز الطبي بكنيسة ماري مينا بالمنيا

    *جماعة الإخوان يشعلون النار في كنيسة مارجرجس بسوهاج

    *إخوان البحيرة يحاولون اقتحام مبنى المحافظة ويشعلون النيران

    *إلقاء زجاجات مولوتوف على مبنى مجلس مدينة العريش بوسط المدينة

    *قتل سبعة جنود مصريين في هجوم على نقطة تفتيش جنوب العريش



    وقتل 525 شخصا على الأقل في اشتباكات بين أنصار مرسي وقوات الأمن التي استخدمت الجرافات والغاز المسيل للدموع والذخيرة الحية لفض الاعتصام.

    وقد ناشد أحمد الطيب، شيخ الأزهر، قادة جماعة الإخوان المسلمين التحلي بالواقعية التي فرضها الشعب المصري في ثورته على الرئيس المعزول يوم 30 يونيو الماضي، وعدم الانجرار إلى العنف أو مهاجمة المواطنين الأبرياء اعتراضا على فض اعتصام ميدان رابعة العدوية.

    ولفت إلى أن العنف الذي يسعى إليه الإخوان لن يقابل إلا بمزيد من السخط الشعبي والمواجهة الحاسمة من قبل قوات الأمن. كما طالب أنصار الإخوان التحلي بضبط النفس في الصراع الدائر بين الحكومة وأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي. واستغل مؤيدو جماعة الإخوان المسلمين التركيز الأمني على أماكن الاحتجاجات في القاهرة، واتخذوا من المحافظات مركزا لانطلاق العنف والفوضى، حسب ما أكد المستشار نجيب جبرائيل الناشط الحقوقي. وقال جبرائيل إن متظاهري الإخوان يعبثون بأمن البلاد في هذه اللحظات الفارقة في تاريخ البلاد ويريدون إفشال المرحلة الانتقالية وخارطة الطريق التي أعلنتها القوات المسلحة إبان عزل مرسي، وبعد نجاح القوات الأمنية والعسكرية في فض اعتصام مؤيدي الإخوان في ميداني رابعة العدوية والنهضة أراد أنصار الجماعة مهاجمة بعض الكنائس في القاهرة والمحافظات، إلا أن قوات الشرطة تحاول مواجهة أنصار الإخوان لمنع انتشار الفوضى في البلاد. وهناك أدلة متزايدة بعد فض الاعتصام على أن بعض الموالين لجماعة الإخوان يحملون السلاح بالفعل، وارتكبوا ما وصفه بعض جماعات حقوق الإنسان بالتعذيب ضد خصومهم السياسيين ومن يعارضوهم في الرأي، حيث أصدرت منظمة العفو الدولية تقريرا في 2 أغسطس الجاري يؤكد أن المحتجين المؤيدين لمرسي يسحلون من يعترض معهم في الرأي، ومن يشاهدونه يرفع صور الفريق أول عبد الفتاح السيسي ويضربونه ويصعقونه بالصدمات الكهربائية أو يقتلونه.

    وهذه التجاوزات جعلت أهالي ميدان رابعة العدوية يستبشرون بفض الاعتصام بعد أن عانوا من احتلال الإخوان لمنطقتهم وما رافق الأمر من أوساخ واعتداء على ملكيات الغير والتسبب في شلّ الحركية في المنطقة.

    محمد لطفي، الباحث الحقوقي بمنظمة العفو الدولية، أكد أن المنظمة رصدت الكثير من شكاوى المواطنين الذين حرروا محاضر في مراكز الشرطة المحلية جرّاء التعذيب الذي لاقوه في ميداني رابعة العدوية والنهضة، بخلاف العثور على أكثر من إحدى عشرة جثة تحمل علامات تعذيب من حروق في الوجه والصدر والصعق بالكهرباء بالقرب من أماكن اعتصام مؤيدي الرئيس المعزول.

    ولفت إلى وجود تقارير وأدلة ملموسة تؤكد أن أنصار مرسي جلبوا أسلحة إلى أماكن الاحتجاجات رغم أنهم يزعمون أن تظاهراتهم تتحلى بالسلمية.

    مخطط حرق البلاد




    الإخوان يخيرون المصريين بين الفوضى وعودتهم للسلطة



    قد يشكّك البعض في مصداقية الروايات القائلة بأن الإخوان يخطّطون لحرق البلاد، لكن عندما يشهد بذلك شاهد عاشر الإخوان وعرفهم عن قرب، فلا مجال للشك في صدق الرواية.

    وهو ما أكّده مختار نوح، القيادي السابق بجماعة الإخوان المسلمين قائلا إن هناك أوامر وخطط من قيادات الإخوان إلى أنصارهم تتعلق بمزيد من الأعمال التخريبية داخل البلاد، وسيكون على رأسها إحراق ومهاجمة عدد من أقسام الشرطة، وبعض مقار دواوين المحافظات، ومجمعات المحاكم والكنائس التاريخية، في توقيت واحد لإلهاء المصريين وتشتيت انتباه الأجهزة الأمنية والعسكرية من أجل إثارة الفتنة وإدخال البلاد في مخطط عنف غير مسبوق.

    وأكّد أن مؤيدي الإخوان يحملون بين صدورهم غضبا سوف ينفجر في وجه المصريين خلال الأيام القادمة، وهو ما يجعل المسؤولية مضاعفة على الدولة لمواجهة هؤلاء المخربين الذين يستعدون لحرق البلاد وانزلاقها في الفوضى والحرب الأهلية، فضلاً عن محاولات الحرق والتدمير لمنشآت ومؤسسات الدولة.

    من جانبه أكد ثروت الخرباوي، القيادي الإخواني السابق، أن ما يحدث في البلاد حاليا كان أمرا متوقعا من قبل جماعة الإخوان المسلمين، خاصة وأن الجماعة لديها الكثير من المخططات السرية لإحراق البلاد في حال قيام القوات الأمينة بفض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، والأجهزة الأمنية للأسف توقعت سيناريو مهاجمة مؤيدي الإخوان للقوات التي ستقوم بفض الاعتصام فقط، لكن ما حدث أن الجماعة تسعى إلى إحراق البلاد وإشعال الفوضى والفتنة الطائفية ومهاجمة الأقسام وبعض المنشآت الحكومية.

    ولفت إلى أن مشاهد الهجوم على السجون والعنف المتزايد في البلاد تؤكد أن الإخوان متورطون في اقتحام السجون إبان ثورة الخامس والعشرين من يناير التي أطاحت حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، وتكرار هذه المشاهد يجعل المصريين يتأكدون أنهم أمام جماعة إرهابية كانت تحكمهم قادرة على بسط الفوضى في البلاد إذا أرادت.

    وأوضح الخرباوي أن الجماعة تحاول تفكيك استقرار البلاد لتعم الفوضى، بالتعاون مع حركات جهادية ومتطرفي الجماعة الإسلامية.

    وسيتحول مؤيدي المعزول بعد فض اعتصامهم بميداني رابعة العدوية والنهضة إلى بؤر توتر واشتباكات دامية مع الأجهزة الأمنية، فضلا عن احتمالات انفجارات سيارات مفخخة ووقوع حرب شوارع ومهاجمة منشآت عسكرية وأمنية وبعض مؤسسات الدولة، ردا على فض اعتصام مؤيدي المعزول.

    انتحار الإخوان

    الأحداث الجارية أكدت أن الساحة السياسية في مصر لم تعد قاصرة على فصيل واحد وأن المشهد بات غنيا بالشخصيات والأحزاب والحركات ما بين مؤيد ومعارض، فيما يبدوا المشهد الراهن في مجمله مؤيدا لقرار وضع حد لممارسات تيارات الإسلام السياسي التي وجدت في ثورة 25 يناير بابا للخروج إلى العمل السياسي العلني.

    وفيما يتعلق بالمستقبل السياسي لجماعة الإخوان، يرى الناشط السياسي أحمد نجيب، أن سلوك الإخوان والتيارات الإسلامية قبل وبعد فض الاعتصام، يمكن أن يؤثر بشكل مباشر على المشروع الإسلامي.

    كما يمكن أن يكون سببا في خروج الإخوان من المشهد السياسي لسنوات قادمة، وبالتالي ضياع مجهود ما يقرب من 80 عاما من العمل داخل المجتمع المصري.

    واعتبر أن تصلب موقف قيادات الإخوان في حل الأزمة الراهنة والتمسك بعودة مرسي بمثابة الانتحار السياسي لهذا الفصيل


    --------------------

    إخوان مصر يتلقون ضربة قوية ويفقدون السيطرة على الأنصار
    متابعون لا يستبعدون وجود علاقة وثيقة بين الإخوان والمجموعات المتشددة التي تتحرك ضد قوات الجيش والشرطة في سيناء بالتزامن مع دعوات إخوانية للاحتجاج في المحافظات الأخرى.
    العرب [نُشر في 16/08/2013، العدد: 9291، ص(1)]




    غضب كبير رافق تشييع جنازة شرطي سقط على أيدي الإخوان

    القاهرة – قال جهاد الحداد المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين في مصر أمس إن الجماعة وحلفاءها تلقوا ضربة قوية من حملة أجهزة الأمن ضدهم وإنهم فقدوا قدرتهم على التنسيق المركزي وإن العنف معناه أن الغضب "خرج عن نطاق السيطرة" الآن.
    يأتي هذا في ظل توسع دائرة الغضب والنقمة على الجماعة بسبب تمسكها بالتصعيد ورفضها دعوات الحوار والتوافق ما جعل البلاد في وضع صعب.

    وأضاف الحداد أن إثنين من قيادات الجماعة أصيبا بالرصاص حين اقتحمت الشرطة اعتصامين لمؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي بالقاهرة أمس الأربعاء الأمر الذي أدى إلى مقتل مئات الأشخاص.

    وقال إن إراقة الدماء زادت من صعوبة الأمر على جماعة الإخوان المسلمين في إقناع أعضائها بالالتزام بالمقاومة السلمية للحكومة التي شكلت بعدما عزل الجيش مرسي في الثالث من يوليو تموز عقب احتجاجات واسعة ضده.

    وتابع "بعد ما نتعرض له من ضربات واعتقالات وقتل صارت الانفعالات أقوى من أن يوجهها أحد".

    وأضاف "لا يمكننا حتى الآن تأكيد أماكنهم جميعا. أصيب إثنان من كبار القادة بالرصاص لكنهما على حد علمي ما زالا على قيد الحياة. فقد نحو ستة منهم أبناءهم وبناتهم … إنها ضربة مؤذية .. ضربة قوية جدا".

    وقال متابعون إن الحداد يلمّــح إلى تبني خيار العنف رسميا لدى الجماعة بعد أن كان سلوكها يعتمد الازدواجية والتناقض، إذ تتبنى السلمية في الخطاب وتمارس العنف في السلوك مثلما حدث في اعتصاميْ رابعة العدوية ونهضة مصر، حيث أماطت قوات الأمن اللثام عن وجود أسلحة متطورة لدى المعتصمين، فضلا عن سحبها قرابة العشرين جثة قتل أصحابها على يد أنصار الإخوان وأخفوها تحت المنصة الرئيسية.

    واعتبر المتابعون أن تصريحات الحداد تعيد الإخوان إلى طبيعتهم السياسية المبنية على التكفير ونفي الآخر ومصادرة حقه في الاختلاف، وهو ما يفسر تحالفهم الوثيق مع الجماعة الإسلامية التي عُرفت خلال تسعينيات القرن الماضي بجرائم القتل والتفجير ضد الأبرياء وخاصة من السياح الأجانب.

    ولم يستبعد هؤلاء المتابعون وجود علاقة وثيقة بين الإخوان والمجموعات المتشددة التي تتحرك ضد قوات الجيش والشرطة في سيناء بالتزامن مع دعوات الإخوان للاحتجاج في المحافظات الأخرى حتى ليبدو الأمر هادفا لتخفيف الضغط عنهم.






    وقتل أمس أربعة جنود مصريين وأصيب خمسة آخرون بجروح في هجوم شنه مسلحون يرجح أن يكونوا من الجماعات المتشددة استهدف نقطة تفتيش جنوب العريش (شمال).

    وفي سياق متصل، دعت جماعة سلفية متشددة في قطاع غزة إلى إعلان "الجهاد" ضد وزير الدفاع المصري الفريق أول عبدالفتاح السيسي.

    وقال الشيخ أبو حفص المقدسي القيادي في جماعة "جيش الإسلام السلفي" في مؤتمر صحافي في غزة "ندعو علماء مصر للتوحد واختيار قائد مسلم من أجل قيادة المرحلة القادمة وإعلان الجهاد ضد (…) عبد الفتاح السيسي لإزالة هذا النظام المرتد الذي يعمل على قتل المسلمين".

    واعتبر المتابعون أن مناداة المجموعات الجهادية بمعاداة المؤسسة العسكرية ليس أمرا معزولا عن خطة الإخوان التي كشفت عنها "العرب" في أعداد سابقة والتي تقوم على تحريك سيناء لتشتيت نظر المؤسسة الأمنية والعسكرية.

    واستمر الإخوان في هجماتهم على المؤسسات العامة والخاصة في سياق ما اصطلحوا على تسميته بـ"العصيان المدني"، فقد أوقفت عناصر الأمن مساء أمس عددا من المناصرين للرئيس المعزول أضرم النار في ديوان عام محافظة الجيزة، ما تسبب في وقوع عشرات الإصابات بين عناصر الشرطة المكلفين بحراسة المبنى وموظفين بداخله.

    كما نجحت عناصر الأمن في إنقاذ حياة عدد من موظفي الإدارة المحلية داخل المبنى بعد أن حالت النيران بينهم وبين أي مخرج للهرب.

    وكان بضع مئات من أنصار مرسي قاموا باقتحام مبنى ديوان عام محافظة الجيزة بشارع "الهرم" الرئيسي (جنوب القاهرة) بعد أن حطموا سيارات تابعة للشرطة، واعتدوا بالضرب على عناصر الأمن المكلفين بحراسة المبنى حيث يعاني بعضهم من إصابات خطيرة.

    وقام المقتحمون برشق المبنى بزجاجات المولوتوف الحارقة فاندلع حريق كبير داخل المبنى وخيَّمت سحابة من الدخان الأسود فوقه، فيما وصل تشكيل من قوات الأمن المركزي الذي بدأ بإطلاق الغاز المسيل للدموع لردع المقتحمين.

    وفي سياق التصعيد، أكدت جماعة الإخوان المسلمين أمس على الاستمرار في موقفها المتشدد داعية الخميس إلى مسيرة جديدة في القاهرة غداة يوم دام قتل فيه المئات.

    وتثير هذه الدعوة المخاوف من اندلاع أعمال عنف جديدة في البلاد التي شهدت الأربعاء أصعب يوم في تاريخها الحديث مع سقوط أكثر من 525 قتيلا، حسب حصيلة رسمية، في فض اعتصامي أنصار مرسي في القاهرة وما واكبه من أعمال عنف في جميع أنحاء البلاد.

    وفي مواجهة سياسة الأرض المحروقة التي يعتمدها الإخوان، وجهت وزارة الداخلية المصرية قواتها لاستخدام الذخيرة الحية "في مواجهة أية اعتداءات".

    وقال بيان للوزارة إنه "في ظل استهداف تنظيم الإخوان لبعض المنشآت الحكومية والشرطية (…) فقد أصدرت الوزارة توجيهاتها لكافة القوات باستخدام الذخيرة الحية في مواجهة أية اعتداءات على المنشآت أو القوات



    --------------------

    الأحزاب الدينية.. ما فرضته من لغة وسلوك على الشارع
    بعض الإسلاميين يتميزون بجباه تبدو كأنها مكوية، وهذا ما يسمى بـ'ركبة العنز' في التراث الإسلامي، قد تكون طبيعية ولكن يمكن افتعالها لتبدو كعلامة سجود.
    العرب زيد بن رفاعة [نُشر في 14/08/2013، العدد: 9289، ص(13)]




    الحجاب يعد واجبا على الإخوانية والنقاب على السلفية

    ما يخص أثر السُّجود في الجبين جاء في الآية: «سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا»(الفتح: 29). ويروى أن المحدث مساور الوراق (القرن الثاني الهجري) قال لولده في الريَّاء الدِّيني، واستخدام الثُّوم في صناعة السِّيماء (الجاحظ، كتاب الحيوان):
    «شمر قميصك واستعد لقائلٍ/ وأحكك جبينك للقضاء بثُوم

    وأجعل صحابك كلَّ حبر ناسكٍ/ حَسن التَّعهد للصَّلاةِ صؤومُ».

    بلا صعوبة تستطيع كشف الإسلامي مِن بين آلاف النَّاس، أولاً أنه ملتحٍ بالضرورة، مع اختلاف حجم اللحية مِن جماعة إسلامية إلى أخرى. فالسلفيون عادة يميلون إلى اللّحى الطوال والإخوان عادة تكون لحاهم مهذبة بعض الشيء، ويُعرف الإسلامي مِن الثِّياب أيضاً، الإيراني منهم وحزب الله لا يضع في عنقه الرِّباط، وذلك لتحريمه شبه الرَّسمي مِن قِبل القيادة الإيرانية، وذلك لأنه كان مفروضاً ضمن البذلة الأوروبية مِن قِبل الشَّاه رضا بهلوي، الذي عُزل عن عرش إيران في بداية الأربعينيات مِن قِبل البريطانيين، مع أن الشَّائع، وهذا مستبعد، لأن الرباط يشير إلى الصَّليب.

    لكن ما تقدم ليس أساسيا في تمييز الإسلاميين عن سواهم أكثر مما تقدم، ففي اللحى مثلاً هناك فنانون وكُتاب وناس مِن غير المتدينين يطلقون لحاهم، وكذلك أحبار اليهود والعديد مِن قساوسة ورهبان المسيح يطلقون لحاهم، والملابس أيضاً قد يشترك فيها الإسلامي وغير الإسلامي، إلا السلفيون فيتميزون بالثياب القصيرة، منها البذلة الباكستانية والأفغانية ومنها الدشاديش القصيرة، لكن في كل الأحوال أدخل الإسلاميون، على مختلف أصنافهم، أطرزة مِن الثياب وهيئات اللحى، مع وجود المسابح في الأيدي، والاستماع إلى الأناشيد الدِّينية في مسجلات سياراتهم أو الاستماع إلى ترتيل القرآن.

    وهذا على العموم لا الخصوص، فقد يمارسها المتدينون مِن غير الأحزاب والمنظمات الإسلامية. هذا ومَن يريد التمييز بين الإسلامي وغير الإسلامي يمكنه التدقيق بهيئات المتظاهرين عند مسجد رابعة العدوية في القاهرة، ثم يلتفت إلى هيئات المتظاهرين في ميدان التحرير، ليدرك تماماً ما يميز بين الجماعات السياسية، أو يميز الإخوان عن سواهم. ولا ننسى أن الحجاب واجب على كل إسلامية إخوانية أن ترتديه والنِّقاب على كل إسلامية سلفية، ولعلك لا ترى النِّقاب في ميدان التحرير، أو بين تظاهرات التونسيين والتونسيات ضد حكومة حزب النَّهضة الإسلامية، لكن ترى الحجاب كمشهد عادي غير مرتبط بتدين سياسي.

    قلنا إن الملابس والهيئات ليستا أساسا في التمييز بين الإسلاميين وغير الإسلاميين، إنما هناك مائز آخر يبدو هو الأساس باستخدام مفردات لغوية خاصة، تراها مستجدة في محاولة إشاعتها بين النَّاس، حتى أن أُسر الإسلاميين تتحدث بها، وتعتبرها علامة فارقة عن غيرهم. فلا يجيبك الإسلامي عندما مهاتفته إلا بعبارة التحية: السّلام عليكم، وهو يبدأك بها وإن كنت البادي بالمكالمة، وبذلك انسحبت من ألسنتهم عبارة: صباح الخير أو مساء الخير.

    بل إن هاتين العبارتين أصبحتا عند الجماعات الإسلامية فارقتين لغير الإسلامي بل لغير المسلم. مع أن التحية في القرآن لم تحدد بعبارة معينة إنما جاء في الآية: «وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا»(النِّساء 86). بينما عبارة السلام عليكم يتعامل بها اليهود وبالنطق نفسه «شالوم»، وهي كانت محصورة بين العشائر والدَّواوين ولم يفكر أحد أنها ذات مغزى ديني، لكن كرسها الإسلاميون كتقليد راسخ لديهم، ويتعاملون مع الآخر على أساسها، وحتى النساء أخذن يستخدمنها في اللقاء بين بعضهن البعض، وكأن هناك إنذارا واستعدادا لشيء ما كالمعارك مثلاً.

    في الخطاب العام، سواء كان في محاضرة أو حفل أو بداية حديث لابد أن يبدأ الإسلاميون بالبسملة والحوقلة والصلاة على النبي، وهنا يأتي الاختلاف بين السنة والشيعة بتقديم الآل على الأصحاب أو العكس. في بعض الأحزاب، الشيعية على وجه الخصوص، تُستخدم مفردة «الرسالي»، أو «الرساليين»، كتعبير عن مفردة المجاهد أو المناضل أي حامل رسالة الإسلام، والدعوة إليها.

    وتكاد بين الإسلاميين أن تٌفقد مفردة شكراً التي تُقال عادة بعد مساعدة أو تسهيل عمل ما، ويستعاض عنها بمفردات مثل: جعلها الله في حسناتك، أو في خير أعمالك.

    يحاولون استخدام اللغة الفصحى المقعرة، لا اللهجات العامية، أي اللغة العبارة للحدود الوطنية، على أساس أنها لغة الإسلام، سوى كان ذلك في تبادل التحايا أو الحديث العام، مع استخدام مفردة الأخوة في الدين، وهو على ما يبدو نوع من تقمص «دولية الإسلام» مع امتداد التنظيم الديني إلى خارج الحدود. قد تسمع مفردة الاستغفار من الإسلامي السياسي عند رؤية فتاة بلا حجاب أو المرور على حانة ببلاد أوروبا تعبيرا عن الاستنكار، الذي هو من الإيمان فالاستنكار القلبي يعني التعبير بأضعف الإيمان حسب حديث نبوي.

    إن شعارات مثل الإسلام هو الحل، ونريدها إسلامية إسلامية، وعبارة الله أكبر في التظاهر أو معارك الجهاديين، انسحبت أمامها شعارات الوطنية، وبدأت ترى محلات لحلاقة وتجميل النساء كتب عليها «يوجد قسم للمحجبات»، أو في محلات بيع الملابس هناك قسم خاص بالمحجبات، أو اللباس الديني، وهو ما تضيع به الهويات الوطنية والفلكلورية بالحجاب العام، الذي ترتديه الإيرانية والعراقية والمصرية، وقد شاع بين السلفيات اللباس الأفغاني، وهو ليس لباسا دينيا بقدر ما هو لباس قبائلي متشدد.

    تظهر بين الإسلاميين ما يُعرف بالتكليف، وهو تطبيق ما جاء في الفقه على البنات، وهذه كثيراً ما تقام في حفلات يجري فيها فرض الحجاب عليهن بعمر السابعة، ويصبحن مكلفات بالفروض الدينية، ويمنع خروجهن بلا حجاب أو اللعب مع الأطفال الصبيان، أو مصافحتهن للرجال من غير المحارم، والبعض يقلص المحارم إلى الأب فقط. هذا ما أجراه محافظ بغداد السابق، وهو أحد أعضاء حزب الدعوة، على فتيات ملجأ الأيتام ببغداد، لما أخذ أحجبة لهن وأعلن تكليفهنَّ، وبذلك أصبحن يعاملن كالنساء البالغات، فيقال «مكلّفة» أي بلغت حد التكليف.

    لقد تغيرت العديد من المفاهيم، في الفترة القصيرة التي حكم فيها الإسلاميون، وهو كله عبارة عن تمهيد لإعلان تطبيق الشريعة، كي تأتي من داخل المجتمع بعد الهيمنة على العقل فيه، وصياغته صياغة حزبية دينية. ومثلما تبدلت مظاهر الرجال والنساء في الملبس والتعامل تبدلت أيضاً الألسن، وصار الحديث العام وكأنه ضمن وقت الصلاة، ففي العراق مثلاً انتهى تقليد المدائح أو المراثي على المتوفين، التي أسست لأدب قديم، وكلها بعد الفترة الإسلامية تحولت إلى الحسين، فصارت أية وفاة هي مأتم للحسين، وما في ذلك من تغلغل للشخصية الدينية السياسية، وحتى الأعراس لم تعد أعراساً إنما لا يباح فيها الغناء ولا الموسيقى، وهذا ما تمارسه الجماعات الدينية داخل تنظيماتها وأسرها، ما تحاول فرضه على المجتمع بعد الوصول إلى السلطة.

    على أية حال ربما بعد سنوات ستفتقد مفردة «شكراً» ومع السلامة، ومرحبا، ومساء الخير، وتهانينا بكذا، ليتحول كل شيء إلى الدين، وبذلك، سيفقد الدين نفسه تأثيره الأخلاقي والاجتماعي، بل سينتهي كعلاقة بين الفرد والله إلى علاقة الفرد مع الله عبر الحزب. إنه اختلاق شخصيات أخرى أو استرجاع العصور الخوالي ومحاولة تصالحها مع أدوات العصر، مع أنها نافرة بحكم الزَّمن.

    ----------------------

    نهاية الحلم الإخواني
    بعد أن نفذت الدولة قرارها القانوني في فض اعتصامات الإخوان صار واضحا أن العلاقة بين الإخوان من جهة وبين الدولة المصرية من جهة أخرى لن تتسم بطابع المفاوضات.
    العرب فاروق يوسف [نُشر في 16/08/2013، العدد: 9291، ص(8)]
    كانت الاعتصامات التي نفذتها جماعة الإخوان المسلمين في مصر وسيلة ضغط مزدوجة الهدف، فهي بالنسبة للمعتصمين، حسب الشعارات المرفوعة في أماكن الاعتصام محاولة لاستعادة ما يسمونه بالشرعية، بالمعنى الذي يؤدي إلى إعادة الرئيس المعزول محمد مرسي إلى كرسي الحكم.
    أما بالنسبة لزعماء التنظيم الديني فقد كانت تلك الاعتصامات محاولة لكسر الطوق القانوني الذي فرض عليهم والذي سيقودهم إلى المحاكمة بتهم عديدة، أبرزها التحريض على القتل.

    كان زعماء الجماعة يأملون أن تؤدي الضغوط الشعبية والزيارات التفقدية التي قامت بها وفود أوروبية إلى أن تضطر الحكومة المصرية إلى القبول بحل للأزمة عن طريق الموافقة على خروج آمن لأولئك الزعماء يجنبهم الخضوع لأحكام القضاء التي لا يمكن التراجع عنها.

    شيء من هذا القبيل لم يقع. لقد اصطدمت آمال المرشد وأتباعه الذين يقبعون في المعتقل في انتظار محاكمتهم بموقف رسمي وشعبي متمسك بالقانون بطريقة لا لبس فيها.

    لقد تأخر الوقت إذن.

    كان من المحتمل أن تجري الأمور بطريقة مختلفة لو أن جماعة الاخوان قد أظهرت في وقت سابق نوعا من الليونة في فهم الوضع السياسي الذي صار بمثابة واقع بعد الثلاثين من يونيو.

    لو أنهم استجابوا للنداءات التي وجهت إليهم للانضمام إلى الحياة السياسية من جديد، من موقع الشراكة الوطنية. لو أنهم كفّوا عن التلويح بالقوة من أجل استعادة حكم فقدوه بإرادة شعبية.

    في مرحلة الصدمة الأولى لم يكن في إمكان الجماعة التي تنظر إلى وجودها في السلطة من جهة كونه حقا مطلقا أن تعترف بحق الشعب في العودة عن نتائج صناديق الاقتراع.

    كما لو أن سنتها التجريبية في الحكم لم تكن كافية لكي يدرك الشعب المصري أن ذهابه إلى الهاوية صار محتما وصار عليه أن يتدخل لإيقاف ذلك الانحدار من خلال استبعاد أسبابه.

    وبسبب الإصرار على الشرعية التي فقدت رصيدها الشعبي فقد أصيبت الجماعة بالعمى السياسي، فلم يعد في إمكانها أن ترى ما يجري من حولها وأن تفهم أن الظرف التاريخي لا يسمح لها في الزج بأتباعها ومريديها في معركة، كان الشعب المصري طرفها الآخر.

    لقد أفضى ذلك العمى بأولئك الأتباع إلى أن يعيشوا عزلة خانقة، كرست خلافهم المصيري مع المجتمع حين رفعوا شعارهم (قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار).

    لقد تماهت جماهير الإخوان مع صورة الجماعة باعتبارها عدوا.

    أما وقد اتضح لزعماء الجماعة الدينية أن لا تراجع عن الإرادة الشعبية، وأن وجودهم في الحكم صار نوعا من الماضي الذي لا يمكن استعادته، فقد صاروا يأملون في أن يؤدي استمرار أتباعهم في الاعتصام إلى تراجع الدولة عن قرارها في تقديمهم إلى القضاء باعتبارهم مرتكبي جرائم في حق الشعب المصري.

    ولم يكن ليخطر في بالهم أن الدولة ستلجأ إلى ممارسة حقها القانوني في منع الفوضى.

    الآن وبعد أن نفذت الدولة قرارها القانوني في فض اعتصامات الإخوان صار واضحا أن العلاقة بين الإخوان من جهة وبين الدولة المصرية من جهة أخرى لن تتسم بطابع المفاوضات.

    فما من دولة تحترم شعبها تلجأ إلى التفاوض مع جماعة قررت أن تفرض رأيها على الدولة والشعب بالقوة.

    صار على الجماعة الدينية أن تدرك أن حجمها لا يؤهلها إلا لتكون جزءا من نسيج الحياة السياسية في مصر، وإذا ما كانت لا تزال تنظر إلى هذا الأمر بطريقة متعالية، فإن عليها أن تدفع الثمن الذي يجب أن يدفعه كل شخص أو جماعة تقرر الخروج على القانون.

    إن ما هو ثابت حتى هذه اللحظة أن الجماعة التي انتظرت أكثر من سبعين سنة لتستولي على الحكم الذي خسرته خلال سنة من الفشل صار عليها اليوم أن تفكر في طريقة تنقذها من الغياب التام عن المشهد المصري.

    ----------------------

    الإسلام السياسي والغرب: زواج المتعة
    عادت الولايات المتحدة للاستناد على الإسلام السياسي كعصب أساس في التحكم بمسارات المنطقة، بحيث تعهد أمر منطقة الشرق الأوسط إلى إسلام «مدجن» برعاية إخوانية.
    العرب محمد قواص [نُشر في 16/08/2013، العدد: 9291، ص(9)]
    تخلص الغرب من خلال عملية طويلة وشاقة من هيمنة اللاهوت على مفاصل السياسة. اخترق هذا الغرب عقودا، وربما قروناً، من الحروب الأهلية والمواجهات الدراماتيكية الدموية، للخروج من سطّوة الطوائف والمذاهب والكنائس على ما هو مدني أُنسوي بَشَريّ.
    عرف الغرب محاكمَ التفتيش التكفيرية، لكنه عرف التنوير والتنويريين، فلاسفة وأدباء وشعراء. وخاض الغرب حروب المذاهب بين كاثوليك وبروتستانت، حتى خرج من هذا المخاض بالولادة التي أنجبت الحداثة على ما نشهد وما يشهدون. فما بال هذا الغرب متمسك عندنا بما لفظه عنده، معاد، على مر التاريخ الحديث، لكل حراك أو نظام أو فكرة اقتربت من العلمانية والمدنية والحداثة في منطقتنا. فهل الترياق الحداثوي في ديارهم يفقد صلاحيته في ديارنا؟

    يتعاملُ الغرب مع الإسلام السياسي بمزاجية أجهزة المخابرات من جهة، وبعبقرية ما تتفتق به أروقة السياسة الخارجية من جهة ثانية. تقوم الطائرات الأميركية بدون طيار باستهداف قيادات من تنظيم القاعدة في اليمن وباكستان. ولم تنفع التحذيرات والتهديدات الباكستانية في ثني واشنطن على الإمعان في سلوكها الجوي داخل الأراضي الباكستاني ولم توقف نداءات اليمنيين تلك العمليات داخل الأراضي اليمنية.

    وفي ميول الرئيس الأميركي السلموية، سواء في خططه الانسحابية من أفغانستان والعراق، أو في نأيه بالنفس عن أي تدخل عسكري في سوريا (بما فيه تسليح المعارضة)، أو بمنحِه الدبلوماسية الحيز الأساس في مقاربة الشأن الإيراني، فإن الحرب ضد الإسلام الجهادي، من تنظيم القاعدة انتهاء بالجماعات على تنوعها في العالم، بقيت المهيمن على السوك الأمني للإدارة الأميركية، إلى حد إشراف الرئيس أوباما شخصيا، من واشنطن، على العملية العسكرية الأميركية التي أدت إلى مقتل أسامة بن لادن.

    وإذا ما كانت تلك العداوة واضحة بين الجماعات وواشنطن إلى حد قتل السفير الأميركي في بنغازي، أو في الإعداد لـ»عملية كبيرة» تستهدف مصالح أميركية في العالم (على ما أعلنت واشنطن نفسها وأغلقت على خلفية ذلك سفارات لها في العالم)، فإن الولايات المتحدة أضحت تفرق بين المدارس داخل الإسلام السياسي، وتوقفت عن استهداف تياراته بالجملة على ما كان معمولا به منذ اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر.

    وفيما تعتبر أوساط عربية أن الاسلام الجهادي خرج تاريخيا، بشكل أو بآخر، ووفق ظروف متعددة، من عباءة جماعة الإخوان المسلمين، وأن الأسس الفقهية التي تطورت عليها الجماعات نهلت زادها من فكر حسن البنا وسيد قطب وغيرهم، فإن الإدارة الأميركية تصرفت وفق قناعات أخرى، جعلت من الإخوان ملاذ واشنطن في ضبط منطقة يهيمن عليها التدين، وفي خلق آلية متوخاة لامتصاص التطرف ومحاصرته بأدوات الحكم في يد الإخوان.

    ضمن تلك المسلمة التي أنست لها واشنطن وفق «فتوى» مستشرقيها ومستشاريها في شؤون الإسلام والشرق الأوسط، راحت الولايات المتحدة تمنح الإخوان غطاء دوليا لإعادة الإمساك بمفاصل المنطقة التي داهمها هذا التحول منذ اندلاع الربيع العربي. وقد لا يكون الخيار الأميركي ناتج عن تخطيط مسبق، بقدر ما هو ارتجال لسلوك كان عليها تبنيه، وبقدر ما هو انصياع لحال، أخطأت حين اعتقدته نهائيا، لا منافس ضده ولا منازع لديمومته.

    ولا يعتبر الخيار الإسلامي للولايات المتحدة انقلابا مفاجئا في تاريخ علاقة واشنطن مع المنطقة. فقد تحالفت واشنطن والغرب مع الإسلام السياسي في إطار صراعهما ضد الاتحاد السوفياتي أيام الحرب الباردة. ارتكز الطرفان، في إطار ذلك، على علاقات استراتيجية مع دول كباكستان وتركيا وإيران والسعودية. كما ذهبت واشنطن إلى دعم الاسلاميين عسكريا في أفغانستان لمواجهة الاحتلال السوفياتي، ناهيك عن دعمها وتحالفها مع التيارات السياسية الإسلامية ضد التيارات والأنظمة اليسارية والعلمانية في المنطقة.

    وربما أن زوال الحرب الباردة وتحول الإسلام السياسي لاحقا وانقلابه ضد الولايات المتحدة، هو ما عطل عقودا من العلاقات الطيبة بين الغرب والإسلاميين، على نحو يجعل من علاقة الرعاية المستحدثة بين واشنطن والإخوان، استعادة لسياق تشوه على نحو عرضي مؤقت.

    ولا ريب أن مشهد الوفود الغربية التي تتدفق على القاهرة ملتمسة الاطمئنان على الرئيس المخلوع والاجتماع بقادة الإخوان، كما قبول القاهرة لوساطة هذا الغرب مع الإخوان، ما هو إلا تعبير عن قلق الغرب على حلفائه من ذلك الحراك المصري السياسي الصاعد والذي لا تتحكم واشنطن والغرب بمفاتيحه. فالغرب غير مطمئن لتلك النخب التي حسمت أمرها في مصر وتتقدم باطراد في تونس، كما كان مطمئنا للإخوان في مصر والنهضة في تونس وغيرهم في بلدان أخرى.

    عادت الولايات المتحدة للاستناد على الإسلام السياسي في المنطقة كعصب أساس في التحكم بمسارات المنطقة. ووفق ذلك الخيار بنت واشنطن استراتيجياتها العالمية، بحيث تعهد أمر منطقة الشرق الأوسط إلى إسلام «مدجن» برعاية اخوانية، وترفع بالمناسبة منسوب التوتر بين السنة والسنة، كما منسوب التوتر بين السنة والشيعة. التوتر الأول يبقي الولايات المتحدة مرجعا للجميع يقفون عند بابها لتسوية النزاعات، بينما يتولى التوتر الثاني رفع حاجة المنطقة للرعاية الأميركية، وما يعنيه ذلك من رواج لتجارة الأسلحة الأميركية في العالم العربي. ناهيك عن أن استكانة الولايات المتحدة لإستراتيجيتها الإسلامية في المنطقة، يتيح لها التفرغ بسهولة لاستراتيجياتها المستجدة المتعاملة مع «الخطر الصيني» الصاعد.

    بالمقابل، تبرز روسيا في مناكفتها للولايات المتحدة منطلقة من عدائها الكامل، ودون مواربة، للإسلام السياسي برمته. تعيش موسكو الخطر الجهادي بعد أن خبرته في القوقاز وداخل مدنها وما زال خطره ماثلا رغم المقاربات الأمنية العسكرية الروسية في هذا المضمار.

    كما أن روسيا تعتبر أن التيارات الإسلامية التي عملت ضدها لطالما استفادت من عطف أميركي- غربي، وإن كان بروزه ظهر وفق أشكال القلق على حقوق الإنسان، وبالتالي فإن تلك الحركات الجهادية تصب موضوعيا في مصلحة الأجندة الأميركية في العالم. وإذا ما كانت موسكو وواشنطن متفقتين حالياً على نفس النظرة بالنسبة للجهاديين في سوريا، فإن واشنطن ترى الأمر من منظار إسرائيلي، بينما تراه موسكو من منظار روسي على علاقة مباشرة بأمنها القومي.

    وإذا ما صح أن روسيا زودت المصريين بالمعلومات والصور التي رصدتها الأقمار الصناعية الروسية حول تحرك الجهاديين في سيناء، وهو أمر أقلق واشنطن ودفعها لإعادة درس مواقفها في مصر، فإن ذلك لا يعني أن القاهرة ذاهبة لتبديل تحالفاتها الاستراتيجية الكبرى، خصوصا أن روسيا نفسها تتلمس طريقها داخل منطقة خبرتها الولايات المتحدة وعرفت مفاتيحها.

    وقد يكون ما يقلق واشنطن كما موسكو، هو أن العواصم كانت تعرف من هم الإخوان، عقيدة وسياقا ومواقف وشخوص، لكنهما حتى الآن يجتهدان للتعرف على هوية البديل المصري وبدائل أخرى قد تستجد في المنطقة (لاسيما في تونس)، هي قيد التشكل وفق آليات لم تعهدها المنطقة، ولا العالم، من قبل.

    في الصراع المستجد بين الغرب وروسيا، وهو صراع قد لا يصل إلى حدود الحرب الباردة، يستعيد الغرب ذكرياته مع الإسلام السياسي، ويتحرى إمكانات تأقلمه مع الدينامية الإسلامية الصاعدة، طالما أنها الخيار الأمثل للحفاظ على المصالح. بعض الخبثاء يعتبرون أن هذا الحلف «عضال» تستصعي سبل فك وثاقه، فيما يوصف هذا الحلف بزواج المتعة الذي يجمع الطرفين آنيا وتكرارا كلما رغب الطرفان في ذلك. على أن هذا الغرب يصطدم هذه المرة، ليس فقط بخيارات موسكو المضادة (وهو أمر ثانوي في السياق الحالي)، بل بحركة تاريخ تداهم المنطقة لا ينفعها علاج محلي سائد، ولا يستقيم معها ترياق الخارج.
                  

08-16-2013, 11:09 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)




    إحباط مخطط حرق أقسام الشرطة
    القاهرة مدينة أشباح وأعيرة نارية في جمعة غضب الإخوان
    مروحيات وقوات خاصة ودوريات متحركة لتأمين البلاد..قتلى وجرحى بالمحافظات ..واستنكار شعبي ورسمي للموقف الامريكي

    في يوم دام جديد‏,‏ حاول أنصار جماعة الإخوان أمس نشر الرعب والفزع في نفوس المصريين‏,‏ من خلال مسيرات مسلحة أطلقت نيرانها علي الجميع‏,‏ فأسقطت قتلي ومصابين‏.


    وخربت العديد من المنشآت العامة, ولم تسلم منها الممتلكات الخاصة, وأحالت العاصمة إلي ما يشبه مدينة الأشباح.

    وقد تصدت لها عناصر من قوات الجيش والشرطة, يعاونها الآلاف من المواطنين, فأحبطت مخططاتها لإحراق مصر, وتخريب مؤسساتها, وتقويض أركانها, وترويع أبنائها.

    وأعلنت وزارة الداخلية أن الأجهزة الأمنية تنفذ ـ بالتنسيق مع القوات المسلحة ـ خطة انتشار واسعة, لتأمين جميع المواقع والمنشآت الحكومية والشرطية, والتصدي الحاسم لأي محاولة للاعتداء علي تلك المنشآت, واستخدام الذخيرة الحية في إطار القانون وضوابط الدفاع الشرعي.









    وأكد مصدر أمني, أنه تم نشر مجموعات من العمليات الخاصة وقوات الأمن المركزي بمحيط جميع الأقسام والمنشآت الشرطية, وتسليحها بالذخيرة الحية.

    وأشار المصدر إلي أنه تم تسيير دوريات أمنية مسلحة تضم ضباطا وأفرادا ومجندين علي الطرق والمحاور الرئيسية, لتفقد الحالة الأمنية, والتصدي السريع لأي أعمال عنف, أو تعد علي الممتلكات العامة والخاصة.

    وقد انتشرت عناصر القوات المسلحة بالطرق والميادين الرئيسية, لمعاونة أجهزة وزارة الداخلية في حماية المواطنين, وتأمين الأهداف والمرافق الحيوية والمنشآت المهمة بالقاهرة الكبري وعدد من المحافظات, وتم رفع درجة الاستعداد للعناصر المشاركة, وتجهيز قوات إضافية للتدخل السريع للتعامل مع التهديدات المفاجئة التي تمس أمن المواطنين, والتصدي بكل حزم لجميع صور الخروج عن القانون, للحفاظ علي أمن واستقرار الوطن والمواطنين.

    وكانت جماعة الإخوان قد أطلقت أمس28 مسيرة من أمام مساجد القاهرة الكبري في اتجاه ميدان رمسيس, فيما أطلقوا عليه جمعة الغضب التي وصفها مراقبون بأنها جمعة الإرهاب الأسود.













    وحاول المتظاهرون بميدان رمسيس اقتحام قسم الأزبكية, بعد أن هاجموه بشدة, إلا أن قوات الأمن تصدت لهم, وأطلق أنصار الإخوان النار علي قوات الأمن التي تصدت لمحاولاتهم لاعتلاء كوبري أكتوبر, وأغلق المتظاهرون منزل الكوبري المؤدي إلي منطقة رمسيس. وحلقت مروحية تابعة للقوات المسلحة فوق ميدان رمسيس.

    وتزامن ذلك مع إغلاق أهالي بولاق أبوالعلا كوبري15 مايو أمام المسيرات المؤيدة للإخوان القادمة من أمام مسجد مصطفي محمود, ومنعها من التوجه إلي ميدان رمسيس. كما نجحت القوات المكلفة بتأمين قطاع مصلحة السجون بمنطقة السبتية بالتعاون مع أهالي المنطقة في إحباط محاولة لاقتحام مقر القطاع.





    كما نجحت اللجان الشعبية التي شكلها الأهالي في إحباط محاولة لاقتحام قسم روض الفرج.

    وشهدت محافظة الجيزة مواجهات بين أنصار الجماعة ورجال الأمن, وهاجم مسلحون العديد من المنشآت الحكومية بالعياط, وخربوا المحكمة ومكتب البريد والبنك الزراعي, واستولوا علي محتوياتها.

    واقتحم ملثمون مخزنا تابعا لقسم شرطة العمرانية واستولوا علي150 دراجة بخارية و15 سيارة كانت مضبوطة ومتحفظا عليها. وأحبطت قوات الأمن محاولة اقتحام قسم شرطة منشأة القناطر, وأضرم مؤيدو الإخوان النيران بنقطة شرطة المنصورية.

    ومنعت قوات الأمن اقتحام قسمي الطالبية وأول أكتوبر, ومبني إدارة الترحيلات ومطرانية الأقباط بشارع مراد, وألقت القبض علي عدد كبير من المتظاهرين ومعهم أسلحة نارية, ومن بينهم زوج شقيقة عصام العريان القيادي الإخواني.

    وقد وقعت اشتباكات بين أنصار الإخوان والأهالي في شارع التحرير بمنطقة الدقي, بعد أن حاول الإخوان الخروج في مسيرات من مسجد أسد بن الفرات في اتجاه ميدان النهضة.

    وأكدت مصادر وزارة الصحة سقوط قتيل في اشتباكات الجيزة.

    وفي الإسكندرية انطلقت عقب صلاة الجمعة مسيرات جماعة الإخوان وأنصار الرئيس المعزول من مسجد القائد إبراهيم, وتضمنت خطبة الجمعة تحريضا علي استهداف قوات الجيش والشرطة وتم تشييع جنازة أحد الضباط و3 مدنيين بالإضافة لضحايا الإخوان برابعة من المسجد.

    واندلعت اشتباكات عنيفة بين أنصار المعزول والمواطنين بسيدي بشر, وأكد شهود عيان وقوع5 إصابات بطلقات خرطوش.

    وفي دمياط أعلن الدكتور حمدي حواس وكيل وزارة الصحة أن الاشتباكات بين أنصار الإخوان والأهالي أسفرت عن سقوط سبعة قتلي, وإصابة30, وذلك أمام قسم ثان دمياط.

    ولقي4 مصرعهم وأصيب18 آخرون بطلقات نارية في اشتباكات بمدينة الإسماعيلية عقب محاولة أنصار الرئيس المعزول اقتحام مجمع المحاكم.

    وفي أسيوط ألقت قوات الأمن القبض علي9 من قيادات الإخوان لتحريضهم علي حرق الكنائس والمحال التجارية والسيارات.

    ونجحت مديرية أمن الغربية, في إحباط محاولة اقتحام مبني المحافظة ومديرية الأمن من جانب نحو ألفي شخص.

    وأسفرت اشتباكات عنيفة بمدينة المنصورة, بين أنصار الرئيس المعزول والأهالي عن إصابة6 أشخاص برش خرطوش, بالإضافة إلي إصابة العشرات باختناق نتيجة استنشاق الغاز المسيل للدموع.

    وفي مطروح, انفجرت عبوة ناسفة في نصف متر تقريبا من خط السكك الحديدية بين مطروح والإسكندرية, الأمر الذي أدي إلي توقف حركة القطارات.

    وفي العريش استشهد شرطي من قوات الأمن في هجوم مسلح استهدفه في أثناء توجهه من مسكنه إلي مقر عمله.

    وأصيب ضابط أمن مركزي و18 مجندا بطلقات خرطوش, وكدمات, وسحجاب بالشرقية, في هجوم عناصر مسلحة علي3 سيارات للأمن المركزي, عقب عودتهم من مأمورية لتأمين مركز شرطة أبوكبير


    ----------------


    وسائل إعلام مصرية: قوات الأمن تخلي مسجد الفتح بميدان رمسيس من عناصر الإخوان
    الرئيسية»السعودية
    آخر تحديث: الجمعة 9 شوال 1434هـ - 16 أغسطس 2013م KSA 22:20 - GMT 19:20
    العاهل السعودي يدعو العرب للتصدي لمن يمس بأمن بمصر
    اعتبر التدخل في شأن مصر الداخلي إيقاداً للفتنة ومحاولة لضرب وحدة الصف واستقراره
    الجمعة 9 شوال 1434هـ - 16 أغسطس 2013م
    العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز

    العربية.نت
    دعا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز المصريين والعرب والمسلمين إلى التصدي لكل مَنْ يحاول زعزعة أمن مصر، معتبراً أن مَنْ يتدخل في شؤون مصر الداخلية من الخارج "يوقدون الفتنة".

    وأهاب الملك عبدالله بالعرب للوقوف معاً ضد محاولات زعزعة أمن مصر، "وضد كل من يحاول أن يزعزع دولة لها في تاريخ الأمة الإسلامية والعربية مكان الصدارة مع أشقائها من الشرفاء".

    واعتبر الملك عبدالله في تصريح حول الأحداث بمصر أن "استقرار مصر يتعرّض لكيد الحاقدين والكارهين في محاولة فاشلة لضرب وحدته واستقراره".

    وتفاءل العاهل السعودي في تصريح أذاعه التلفزيون السعودي بأن "مصر ستستعيد عافيتها"، مؤكداً أن السعودية "شعباً وحكومة تقف مع مصر ضد الإرهاب والضلال والفتنة، وتجاه كل مَنْ يحاول المساس بشؤون مصر الداخلية وعزمها وقوتها - إن شاء الله - وحقها الشرعي لردع كل عابث أو مضلل لبسطاء الناس من أشقائنا في مصر".

    مواقف السعودية تاريخية من مصر
    من جهته علّق رئيس تحرير صحيفة "الرياض" السعودية، تركي السديري، في حديث لـ"العربية" بأن موقف الملك عبدالله واضح في دعمه لوحدة مصر ونبذ الدوافع الحزبية لتفتيت هذا الشعب المهم في المجموع العربي.

    وقال السديري إن ما يحدث في مصر ليس خلافاً حزبياً، وإنما هو مواجهة بين الدولة وفئة تحاول أن تتدخل لإسقاط الجماعية، مؤكداً أن هناك حكومة مؤقتة وأنها تعمل للإعداد للانتخابات، مستغرباً من فئات لا تبارك هذه الخطوة المؤقتة لاستعادة وضع مصر في العالم العربي.

    أما وزير الإعلام الأدرني الأسبق صالح القلاب فاستحضر موقف السعودية من مصر في حرب أكتوبر 1973، حين اتخذت السعودية موقفاً قوياً كان سبباً للنصر في تلك الحرب مع إسرائيل.

    وأشاد القلاب بموقف الملك عبدالله، معتبراً أن "الملك عبدالله بن عبدالعزيز رجل مواقف تاريخية، يقول كلمة الحق، وأن المملكة العربية السعودية أثبتت اليوم كما تفعل دائماً أنها جدار الأمة العربية الصامد".

    الإخوان يلعبون دور حصان طروادة
    واعتبر القلاب أن الوقوف مع مصر مُهم في هذه المرحلة، حيث إن جماعة الإخوان المسلمين تلعب دور حصان طروادة في الجسم العربي، مستنكراً الموقف الأميركي عبر الرئيس أوباما، والموقف الأوروبي والتركي، وكيف كان موقف التدخل في الشأن المصري متوعداً في مقابل الصمت أمام سوريا.

    ومن ناحيته أكد المحلل المصري عبداللطيف المناوي أن الموقف السعودي المتمثل في كلمة الملك عبدالله يؤكد إدراك السعودية أن سقوط مصر لن يكون في صالح الأمة العربية، وأن حمايتها والوقوف معها مهم للعرب وللمفهوم الحقيقي للإسلام.

    واستنكر المناوي الموقف الذي اتخذته بعض القوى الغربية، معتبراً أن موقفهم غريب ولا يتضح الدافع وراءه، وهو الذي دفع قادة الإخوان المسلمين لاستمرار سيل الدماء المصرية.

    وحمّل المناوي القوى الغربية التي تدعم الإخوان مسؤولية الدم المُسال، فيما أثنى على موقف الملك عبدالله الذي اعتبره رداً على تصريحات القوى التي تسعى لمصالحها على حساب مصر.

    مجلس وزراء مصر ضد الإرهاب
    ومن جهته أكد مجلس الوزراء المصري أن الحكومة والقوات المسلحة والشرطة وشعب مصر يقفون جميعاً يداً واحدة في مواجهة المخطط الارهابي الغاشم من تنظيم الإخوان على مصر.

    وأعرب مجلس الوزراء عن بالغ الشكر والتقدير للموقف المشرّف لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في دعمه وتأييده لحكومة وشعب مصر ضد قوى الإرهاب وتلك الأطراف الدولية التي تحاول التدخل في الشأن المصري.

    كما توجهت قبائل قنا بشكرها للعاهل السعودي لوقوفه بجوار مصر تكرارا لموقف الملك فيصل في حرب أكتوبر عام 1973.

    هذا وقال الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر إن موقف خادم الحرمين الشريفين في دعم مصر يؤكد أن المملكة الشقيقة هي حصن العروبة والإسلام.

    الإمارات تؤيد الموقف السعودي
    أعربت دولة الامارات العربية المتحدة عن تأييدها ودعمها الكامل لتصريح الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية حول الاحداث الجارية في جمهورية مصر العربية.

    وأكدت دولة الامارات ان هذا التصريح ينم عن اهتمام خادم الحرمين الشريفين والمملكة العربية السعودية بأمن واستقرار مصر وشعبها، كما يأتي في لحظة محورية مهمة تستهدف وحدة مصر الشقيقة واستقرارها وينبع من حرص خادم الحرمين الشريفين على المنطقة ويعبر عن نظرة واعية متعقلة تدرك ما يحاك ضدها.

    وتغتنم الامارات العربية المتحدة هذه الفرصة لتقف مع المملكة العربية السعودية في دعم مصر الشقيقة وسيادة الدولة المصرية وتؤكد انها تدعم دعوة خادم الحرمين الشريفين لعدم التدخل في شؤون مصر الداخلية.

    وأشادت الإمارات بموقف العاهل السعودي الثابت والحازم ضد من يوقدون نار الفتنة ويثيرون الخراب فيها انتصارا لمصر الاسلام والعروبة.

    الأردن: أهمية مصر محورية للأمة العربية
    أكد وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني، ناصر جودة، أن الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني يقف إلى جانب مصر الشقيقة في سعيها الجاد نحو فرض سيادة القانون واستعادة عافيتها وإعادة الأمن والأمان والاستقرار لشعبها العريق وتحقيق إرادته في نبذ الإرهاب وكل محاولات التدخل في شؤونه الداخلية.

    وأشاد جودة في حديث لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) بموقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ملك المملكة العربية السعودية، الذي أكد فيه أن على المصريين والعرب والمسلمين التصدي لكل مَنْ يحاول زعزعة أمن مصر وشعبها.

    وأضاف أن أهمية مصر المحورية للأمة العربية والعالم تتطلب منا جميعاً الوقوف ضد كل مَنْ يحاول العبث بأمنها وأمانها.


    ----------------------

    مجلس الأمن يدعو جميع الأطراف في مصر لوقف العنف‏..‏ واجتماع طارئ للاتحاد الأوروبي الاثنين...المندوب المصري بالأمم المتحدة يرفض التدخل الأجنبي ويشرح للأعضاء الدائمين تطورات الأوضاع




    عواصم العالم‏-‏ وكالات الأنباء‏:‏











    توالت ردود الفعل الدولية حول الأوضاع السياسية والأمنية المتوترة في شارع المصري والتي تصاعدت بشدة بعد فض اعتصامي مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي في رابعة العدوية والنهضة‏.


    حيث دعا مجلس الأمن الدولي جميع الأطراف المعنية في مصر إلي وقف العنف وضبط النفس, في الوقت الذي من المقرر أن تعقد فيه الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي اجتماعا طارئا بعد غد لتقييم الأوضاع في مصر.

    وقالت ماريا كريستينا بيرسيفال رئيسة الارجنتين والرئيسة الحالية لمجلس الامن الدولي عقب جلسة مغلقة إن المجلس ناقش رؤية الدول الاعضاء والتي أجمعت علي ضرورة وضع حد للعنف في مصر وأن تمارس جميع الاطراف أقصي درجات ضبط النفس. وكشفت كواليس جلسة المشاورات المغلقة لمجلس الامن أنها لم تعتمد أي قرار, أو تصدر أي وثيقة بشأن الوضع في مصر, واكتفي أعضاء المجلس بالاستماع إلي إحاطة شفاهية من يان إلياسون نائب الأمين العام للأمم المتحدة حول الأوضاع في مصر, كما تركزت معظم المداخلات علي التعبير عن التعاطف مع الضحايا, والأسف للخسائر في الأرواح, والحاجة لوقف العنف, وضبط النفس, وتحقيق المصالحة الوطنية.

    ومن جانبه, أعلن مندوب مصر الدائم لدي الأمم المتحدة السفير معتز أحمدين خليل أنه أجري اتصالات علي مدي يوم أمس مع المندوبين الدائمين للدول الأعضاء في مجلس الأمن, لشرح تطورات الوضع في مصر, شدد خلالها علي أن الوضع في مصر لا يمثل تهديدا للسلم والأمن الدوليين.

    وأكد أحمدين رفض مصر التام للتدخل الخارجي في شئون مصر الداخلية, كما رفض تناول الأوضاع في مصر داخل مجلس الأمن, مشيرا إلي أن السلطات المصرية تمارس مهامها انطلاقا من مسئولياتها بهدف الحفاظ علي أمن المواطنين واستقرار الدولة. وقال أحمدين إنه قابل في وقت سابق يان إلياسون نائب سكرتير الأمم المتحدة قبل قيامه بتقديم إحاطة لأعضاء مجلس الأمن خلال جلسة المشاورات المغلقة, لتوفير صورة دقيقة ومتكاملة له حول التطورات في مصر وأبعادها. وأكد أحمدين خلال المقابلة إلتزام الحكومة المصرية بضبط النفس حفاظا علي أرواح المصريين, وحرصها علي احتواء الوضع الأمني في أقرب وقت ممكن, مشيرا إلي أن المجتمع المصري يواجه أعمال عنف متطرفة مسلحة إمتدت لحرق الكنائس ودور العبادة, والمنشآت الحكومية, مما يستوجب اتخاذ إجراءات لوقف العنف وحماية المجتمع, حتي يتسني المضي في عملية سياسية لا تستثني أي فصيل ينبذ استخدام العنف.

    من جهة أخري, قال سفير مصر في لندن أشرف الخولي إنه التقي بممثلي جميع وسائل الإعلام البريطانية أمس الأول بهدف عرض الحقائق حول تفاصيل التطورات الأخيرة في مصر والرد علي كل الاتهامات التي يجري تسويقها من قبل بعض وسائل الإعلام.

    في الوقت نفسه, أعلن مكتب ممثلة الاتحاد الاوروبي للشئون الخارجية كاثرين آشتون أن ممثلي الدول الـ28 الاعضاء في الاتحاد سيعقدون اجتماعا طارئا بعد غد في بروكسل لتقييم الوضع في مصر. وقال بيان المكتب إن هدف الاجتماع هو التوصل الي موقف مشترك بين الدول الأعضاء في الاتحاد الاوروبي بخصوص الوضع في مصر تمهيدا لتحركات سياسية محتملة. وأضاف البيان أنه سيتم خلال الاجتماع التحضير لاجتماع محتمل بين وزراء الخارجية الاوروبيين.

    وطلب الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند, والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل, اجراء مشاورات عاجلة علي المستوي الأوروبي حول الأزمة في مصر, ودعيا إلي وقف فوري لاعمال العنف, والعودة إلي مائدة الحوار.

    وقالت ميركل عقب محادثات هاتفية مع أولاند أن المانيا ستعيد النظر في علاقاتها مع مصر, وأنه يتعين علي الاتحاد الأوروبي فعل نفس الشئ.


    -------------------




    وصف البرادعي بالتبعية للاخوان وواشنطن.. الاخوان ومناصروهم يشعرون بمرارة شديدة من العسكر


    حسام عبد البصير


    August 16, 2013


    القاهرة ‘القدس العربي’باتت مصر قاب قوسين او ادنى من حرب أهلية، هذا ما تشير إليه الشواهد بعد ان اتسع حجم الحرائق التي تشهدها البلاد بطولها وعرضها، وباتت الفتنة هي البضاعة الأكثر رواجاً في الصحف والفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث الاسئلة تتوالى عن حقيقة دور الاخوان ومعهم بعض شركائهم في الجرائم التي ترتكب والحرائق التي لا تفرق بين ملكية عامة او خاصة.
    الاخوان ومعهم سائر الاسلاميين يرون انهم باتوا هدفاً لحرب تشويه تستخدم فيها كافة الوسائل، جعلتهم الطرف المتهم بإشعال تلك الحرائق التي تشهدها وزارات ومبان حكومية وكنائس وسيارات وحدائق. ‘كل المسلم على المسلم حرام دمه ودينه وعرضه’، حديث نبوي صحيح يحفظه العوام قبل أهل الاختصاص، لكن لم يعد له مكان على ارض الواقع فالقاتل مصري والقتيل شقيقه في الوطن والادوات المستخدمة في الجريمة ليست مجرد اسلحة خفيفة او بيضاء بل ان بعضها معدات ثقيلة.
    الاخوان ومن معهم باتوا في نظرالكثيرين ارهابيين خانوا الوطن وشرعوا في تدمير مؤسساته لكن اتباع الرئيس المعزول ينفون كل ما وقع من جرائم معلنين انهم لا يملكون اسلحة وان كل ما بحوزتهم ادعية يرفعون عبرها أكفّ الضرعة إلى الله أن يظهر الحقيقة، ومؤكدين ان دولة نظام مبارك القديمة عادت من جديد تمارس القهر والعنف والاستبداد، وإلى أن تظهر الحقيقة ونرجو ان تكون في الحياة الدنيا ليس بأيدينا سوى مطالعة الصحف التي باتت توجه كافة اسلحتها للتيار الاسلامي ووصل الحد بكثير من كتاب صحف الجمعة للمطالبة باعدام كافة من يقبض عليهم من المنتمين لذلك التيار بدون محاكمات، كما ستجد في صحف الأمس من يطالب بنزع الجنسية المصرية عن الاخوان وأشياعهم والرمي بهم خارج حدود الدولة وبلغ الانفعال ذروته من قبل احدهم ليطالب بمنع الكتاب المتعاطفين مع الاسلاميين من الكتابة، رغم ان هؤلاء لا يتجاوز عددهم اصابع اليد الواحدة، وفوّض مناوئون للاخوان الجيش لاستخدام كافة الوسائل لاستئصال شأفة انصار الرئيس المخلوع وستجد في كتاب صحف الجمعة من يهلل ويمجد لقرار وزارة الداخلية استخدام الرصاص الحي على كل من يقترب من المؤسسات الحيوية او من يهددها.
    رائحة الدم ومشاهد القتلى تغطي الصفحات الأولى والداخلية، لكن معظم تلك المشاهد فقط لضحايا الشرطة ومواطنين قيل انهم سقطوا حسب الصحف الداعمة للجيش والدولة، اما قتلى الاسلاميين فليس امامهم سبيل لفرض وجهة نظرهم ونشر صور قتلاهم إلا عبر صفحات ‘الفيس بوك’ ومواقع التواصل، غير ان المعارك الكبرى التي قادها العديد من الكتاب لدعم الحكومة والجيش ضد الجماعة كان بالقرب منها معارك لا تقل شراسة ضد الادارة الامريكية وبعض الدول الاوروبية بسبب مواقفها التي اعتبرها كثيرون تدخلاً في الشأن الداخلي للبلاد ودعما للاسلاميين. وإلى التفاصيل:

    ‘الأهرام’: معركتنا الحقيقية
    مع الخارج وامريكا اصيبت بلوثة

    البداية ستكون مع صحيفة ‘الاهرام’، التي يؤكد رئيس تحريرها عبد المحسن سلامة ان الازمة الحقيقية التي ستشهدها مصر خلال المستقبل القريب خارج الحدود وليس مع جماعة الاخوان المسلمين في الداخل: ‘بدا واضحا أن معركتنا مع العالم الخارجي في المرحلة المقبلة سوف تكون أصعب من الأزمة الداخلية لأسباب عديدة، أهمها أن هناك في الداخل من يتبنى عمليات التحريض، وهناك في الخارج من ذهبت مؤامراتهم أدراج الرياح، هذه هي الحقيقة التي كان يجب التعامل معها بوضوح وصراحة منذ اللحظة الأولى، وهي كشف حقيقة المؤامرة الخارجية على مصر، التي تسربت بعض معالمها إلا أن أحدا لم يضعها مكتملة أمام الرأي العام، حيث كان ذلك سيرفع الكثير من الأعباء عن كاهل السلطة الرسمية من جهة، وسوف يضع الشعب أمام مسؤولياته لمواجهة الموقف من جهة أخرى.
    فقد استفاق الشعب على لوثة عقلية أصيبت بها الولايات المتحدة الأمريكية، وبعض دول الغرب، نتيجة فشل هذه المخططات، وبهذه السرعة الفائقة، وبعد إنفاق غير مسبوق من الأموال، في وقت بدأت تتواتر فيه أنباء مخزية عن تفريط رسمي في سيناء، أو جزء منها، وعلاقات مع الإرهابيين، أو بعضهم، وإفراج عن محكوم عليهم، وتمكين اقتصادي لآخرين، ومنح الجنسية المصرية لهؤلاء، وبطاقات شخصية لأولئك، وجميعها قضايا لم يكن ممكنا لأي مسؤول ذي حس وطني الانبطاح أمامها ولذلك، فقد جاء تفويض الشعب للجيش بالتعامل مع الموقف، الذي أراه في حقيقة الأمر عكسيا، بمعنى أنه كان تفويضا من الجيش للشعب بتحمل مسؤولياته، وهي المعادلة التي أربكت العالم شرقا وغربا، فانهارت معها كل المخططات، وتهاوت أمامها كل المؤامرات، إلا أن ما هو مؤكد أن الحقائق كاملة لم يتم إعلانها حتى الآن، رغم أن المرحلة أصبحت تتطلب ذلك’.

    ‘المصري اليوم’: الامريكان
    ومن والاهم يسيئون للديمقراطية

    وإلى مزيد من الهجوم على الغرب وواشنطن على وجه التحديد، حيث يوجه الشاعر والكاتب احمد عبد المعطي حجازي للولايات المتحدة وبعض القوى الغربية ومعها تركيا اتهامات بسبب محاولات التدخل في الشأن المصري: ‘نحن أيضاً نقول لهم إن ما يعرفونه عن الديمقراطية لا يؤهلهم لأن يكونوا أساتذة أو قضاة عدولاً فيها. لأن مصالحهم تمنعهم للأسف من معرفة الحق وإقامة الميزان. وربما أُتيح لنا نحن أن نعرف ما لا يعرفونه، لأن معاناتنا من الطغيان تفتح لنا أبواباً لا تفتح لغيرنا كما فتح طغيان بيزستراتوس وأسرته للأثينيين القدماء طريقهم للديمقراطية، التي انتزعوها انتزاعاً بعد صراع عنيف تحالف فيه الطغاة مع الغزاة الأجانب ضد وطنهم، وهو ما لا يجب أن نستغربه، لأن الطاغية خائن بطبعه مستعد لارتكاب أي جريمة تمكنه من السلطة، التي اغتصبها، وتضمن له البقاء فيها. لقد وجدنا أنفسنا في مواجهة نظام شرير يحاصرنا من جميع الجهات، ويأتي إلينا من الماضي ومن الحاضر، من الولايات المتحدة، ومن تركيا وباكستان حتى سُدّ علينا كل منفذ، ولم يعد أمامنا إلا أن نلجأ لأنفسنا ونجتمع بملاييننا في المدن والقرى والساحات والشوارع في مشهد لم يخطر إلا لجان جاك روسو وهو يتحدث عن ضرورة قيام الإجماع الكامل مرة على الأقل حتى يمكن الحديث عن عقد اجتماعي، وربما كنّا في أشدّ الحاجة الآن لمراجعة ما كتبه روسو في ‘العقد الاجتماعي’ وما كتبه جون لوك في رسالته الثانية عن الحكم المدني، وما جاء في الدساتير والبيانات التي صدرت خلال الثورة الفرنسية، وخلال الثورة الأمريكية عن حق الشعب في عزل حكامه، وربما أدَرتُ مقالتي القادمة حول هذا الحق، وما جاء عنه في المواثيق الغربية التي يبدو لي أن السيناتور الأمريكي جون ماكين لم يقرأها جيداً ولا يعرف عنها ما يمكنه من الحكم على ثورتنا’.

    ‘التحرير ‘: لماذا لا تقدم امريكا
    كشف حساب لضحاياها في العراق؟

    ومن صحيفة إلى أخرى يتواصل الهجوم على امريكا والاوروبيين الذين يسعون للتدخل في الشأن المصري على حد رأي جلال عارف في صحيفة ‘التحرير’: ‘أمريكا تدرك الآن أن كل ما تفعله أو تقوله أصغر من أن يمسّ شعرة واحدة في رأس صبي مصري خرج في 30 يونيو ليستعيد الثورة والكرامة والسيادة المصرية، أقباط مصر في عيون إخوتهم المسلمين ‘أقصد المسلمين وليس الاخوان’ وشعب مصر سيسحق المؤامرة التي لم تعد تحتاج لبرهان، والتي تقودها أمريكا لإنقاذ مخططاتها لحكم المنطقة، ولإبقاء مصر في دائرة التبعية، ولفتح الطريق أمام التدخل الأجنبي اعتمادًا على خيانة ‘الإخوان’، التي لن يغفرها لهم أبداً شعب مصر وللأسف فإن بعض الدول الأوروبية تسير في نفس الطريق الذي ترسمه واشنطن، وقد سمعنا البعض يتحدث عن الأمم المتحدة ومجلس الأمن، ونحن نعرف صدمتهم بعد أن راهنوا على ‘الإخوان’، وبعد أن عقدوا الصفقات مع جماعات الإرهاب لتبتعد عنهم وتمارس إرهابها على مصر وباقي الشعوب العربية ولهؤلاء نقول يا أهلا بالحقائق. ليتكم قبل الحديث عن مصر وهي تقاتل ضد تآمركم، تقدمون كشف الحساب ‘مع أمريكا’ عن مليون ضحية في العراق، وعن تدمير ليبيا وقتل عشرات الألوف من أبنائها ثم تسليمها لعصابات الإرهاب، ثم عمّا ترتكبونه من جرائم في سوريا التي حوّلتم ثورة شعبها إلى مؤامرة لتدمير بلد عربي وتحطيم جيشه وفرض التقسيم على أبنائه! أمّا الأذناب الصغيرة فنحن نعرف الحالة المأساوية التي يمرون بها، رئيس الوزراء التركي أردوغان فقد صوابه بعد أن أنهت ثورة مصر كل أحلامه، وبعد أن فقد دوره كسمسار للمشروع الأمريكي الصهيوني للمنطقة، وفقد في نفس الوقت وهم إحياء العثمانية ومدّ نفوذها في العالم العربي.

    ‘المصري اليوم’: من كان في رقبته
    بيعة للمعزول فإنه قد رحل

    ومن المعارك مع الخارج للمعارك في الداخل، حيث يمارس حمدي رزق في ‘المصري اليوم’ هوايته المفضلة في الهجوم على الاخوان ورئيسهم: ‘من كان يتدثر بشرعية ‘المعزول’ فإن ‘المعزول’ صار في خبر كان، ومن كان يحتمي بالإخوان دوام الحال من المحال، ومن كان يحتمي بالشعب المصري فإن الشعب المصري حي لا يموت، مصر حية لا تموت، لا تكسرها الخطوب، واقفة على شطّ النيل بتغسل شعرها، ترمق بعيون الأمل الرجال السمر الشداد وصبايا البلد مالي أرى عروس النيل كسيرة الفؤاد، مكسورة الخاطر، محزونة البال، ضالة في طريق اليأس الوعر، تشققت كعوبها من قسوة المشوار، ملابسها خرق بالية تكاد تستر عورتها، تمدّ يد الحاجة، مصر صارت محتاجة تستجدي عطفاً من أبنائها فلا تجده، جائعة للأمل فلا يلوح، وما الإصباح منك بأمثل تتسول مصر (أمناً) فيعزّ عليها، وأمنهم من خوف، تتقاذفها الخطوب، مصر الطيبة مش قادرة تشيل رأسها، ياما دقت على الرؤوس طبول، وكتر الحزن يعلم البكاء، مصر صارت بلد البكائين النواحين، مصر وطن للحزن، استقر فيها لا يغادرها، اليوم قلبي حزين، مالي أرى الحزن مرسوماً جوّا العيون، وإن أطلّ أطلّ بدمع سخين، مصر تذبح بالسكين، سكين باردة تدمي القلوب مالي أرى دموعها من ماء نيلها تسبح في صمت على خدودها، غار ماء وجهها الصبوح، كابية ألوانها، باعوها بثمن بخس، ووقفوا يزايدون على الذبيحة، ومين يزاود والكل يزايد والعروس تنتظر سمسار الرقيق، سوق النخاسة ضاربة خيامها في قلب الفسطاط الكبير، وست الحسن واقفة يدها على خدها، ترمق الأمل من آخر المدينة يسعى، وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى؟ ناسك يا مصر، ولادك، تفرقت بهم السبل شيعاً وأحزاباً، ضاعوا سدى في لجة بحر مضطرب’.

    انهم يؤدّون رقصة الموت الأخيرة

    ونبقى مع ‘المصري اليوم’ وسيل من الهجوم على الاخوان ووصفهم بالارهابيين، وهو ما تطلقه عليهم سحر جعارة: ‘إنهم يلعبون بورقة الحرب الأهلية بحرقهم الكنائس ومحال وممتلكات الأقباط! كلّ هذا والإدارة الأمريكية تدين عنف الدولة وكأنما أصابها ‘العمى’، والدكتور محمد البرادعي يستقيل من منصبه احتراما لحقوق الإنسان والسلام الاجتماعي! وكأنّ البرادعي لم يرَ إطلاق الرصاص عشوائيا على المصريين، ولم يعلم بسقوط 32 شهيداً من رجال الشرطة بخلاف أكثر من 1000 مصاب بينهم، ولا شاهد مذبحة ‘بين السرايات’ التي قام بها مهاويس الإخوان. أليس للأبرياء العزل الحقّ في الحياة يا دكتور؟! ألا ترى أن هستيريا الاخوان خطط ممنهجة تستهدف حرق وتدمير الوطن.. أم أنك مكتف بتثمين ‘الجماعة الإسلامية’ لموقفك؟
    لقد تحصنت عناصر الاخوان ببعض المباني المرتفعة أثناء فضّ الاعتصام، وأطلقوا النيران من أسلحة ثقيلة آلية وخرطوش على قوات الأمن التي كانت حريصة على عدم إزهاق أرواح المصريين وبحكم موقعك – يا دكتور- فأنت تعلم أن الداخلية أحبطت مخططاً لاقتحام مقر المخابرات الحربية.. وتعلم من ‘مصادر سيادية’ بوجود مخططات إخوانية تستهدف الأمن القومي المصري، بإحداث نوع من الفوضى والارتباك، عن طريق تنفيذ تفجيرات واستهداف الكباري ومنشآت حسّاسة.. وأن التنظيم الإرهابي أصدر تعليمات لأنصاره لتنفيذ خطة ‘الشلل الكامل’ للطرق وإنهاك وزارة الداخلية وتشتيت مجهوداتها، وصدرت التعليمات لجميع قواعد التنظيم بتكرار سيناريو ’28 يناير 2011and#8242;، فهل يحتاج ‘البرادعي’ لتغيير نظّارته الطبية؟! استقل يا دكتور، نحن لا نريد رجلا يحدثنا عن ‘ضميره’ وهو لا يرى دماء شهداء الاتحادية والمقطم!! قل لأصدقائك الأمريكان إن مصر لا تحتاج مساعدات من أحد! أما إخوانك فقد أصبحوا ‘عدواً’ للشعب المصري، سنعمل على عزلهم سياسيا وإقصائهم اجتماعيا’.

    هويدي يواجه تهماً بكراهية
    الاقباط والحض على الفتنة

    وإلى المعارك الصحافية بين الكتاب وبعضهم البعض ومن أهمها تلك التي شنّها خالد السرجاني ضد ابرز الكتاب ذي التوجه الاسلامي فهمي هويدي في ‘المصري اليوم’: ‘رفع الأستاذ فهمي هويدي’ كارت إرهاب ‘لكل من ينتقد إحدى مقالاته أو مواقفه في دعم جماعة فاشية فاشلة هي الجماعة، التي تطلق على نفسها مسمى الاخوان المسلمين مع أن من كتبوا ينتقدون الأستاذ فهمي منهم من قضى عمره في مواجهة أجهزة الأمن مثل الكاتب الكبير أحمد الجمّال وغيره، ومنهم كاتب هذه السطور وآخرون لا تشوبهم شائبة. فنحن لا يمكن بأي حال أن يزايد علينا أحد أو أن يتهمنا بالعمالة للأمن، فقد كنا نواجهه في عز جبروته علانية في كتابات منشورة، وأرشيفنا ناصع البياض، ولم نفعل مثلما فعل الأستاذ فهمي عندما توقف عن كتابة مقالات في جريدة ‘الوفد’ يتحدث فيها عن الفساد مع أول تهديد وصل إليه من أحد كبار أساطين الفساد في عصر الرئيس المخلوع. ونقدُ ما يكتبه الأستاذ فهمي أو دحضه مهمة وطنية، لأنه ينتصر لقوى فاشية، ويستخدم أسلوب ‘المغالطات المنطقية’، لكي يصل إلى نتائج تجعله وأمثاله مطمئني البال مستريحي الضمير، مع أن هناك أمورا لا تنفع فيها راحة الضمير، ولا يمكن تبريرها بأي منطق أو صورة، ومنها المسألة الطائفية، التي يتصور الأستاذ فهمي أنه بمجرد إدانة الأفعال، التي يقوم بها أصدقاؤه الإسلاميون يستطيع أن ينام مرتاح البال مستريح الضمير. فهو وإن كان يدين هذه الأفعال، فهو في نفس الوقت يقدم لها تبريرات مضحكة لا تخلو من طائفية، وقد كتب الأستاذ فهمي مقالا في ‘الشروق’ الخميس قبل الماضي 8 أغسطس ينصح بالطائفية، فظاهره إدانة ظاهرة حرق الكنائس والاعتداء على الأقباط، وباطنه الشماتة في الأقباط، وفي عدم تحقيق الأمن والاستقرار حتى الآن. فـ هويدي يتجاهل خطاب التهديد الطائفي، الذي خرج على ألسنة المنتمين إلى الإخوان، وحلفائهم من الجماعات الجهادية أو السلفية في تقاطع رابعة العدوية، وهو كان تهديدا متعددا ومستمرا، وحمّل الليبراليين والكنيسة مسؤولية ما وقع من اعتداءات على الكنائس وعلى ممتلكات الأقباط’.

    ‘الحرية والعدالة’: من محمد بديع للسيسي..
    إن ربك لبالمرصاد

    وإلى رسالة اطلقها مرشد الاخوان محمد بديع من مخبئه السري إلى وزير الدفاع ووزير الداخلية وكل من ساهم في فضّ اعتصامات الجماهير المناصرة للرئيس المعزول: قلبي ينفطر أسى من الجرائم البشعة التي ارتكبتها قوات الانقلابيين من الجيش والشرطة وهم يفضّون اعتصامَي رابعة العدوية وميدان النهضة السلميين الذي أسفر عن وجهه الدموي فقتل 500 شهيد في مجزرتي الحرس الجمهوري والمنصة وجرح حوالي 6000 مواطن واعتقل 2000 مواطن في ثلاثة أسابيع ويبدو أنه لم يشبع من الدم، فقام بالأمس بمجزرة جديدة فاقت كل ما قام به المتوحشون في التاريخ كـ هولاكو ونيرون، والمصيبة الكبرى أن قوات الانقلابيين والشرطة دورهما الوطني حماية الوطن والمواطنين من كل عدوان يقع عليهما، فإذا بهما يعتديان على قطاع كبير من الشعب عدواناً أبشع من كل ما تعرض له الشعب المصري من عدوان على يد أعدى أعدائه، إنها جريمة تدخل في عداد جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، فلقد تم قتل ما يزيد على ألفي مواطن خلال نصف يوم وإصابة عشرة آلاف آخرين، إضافة إلى آلاف المعتقلين إن نظام مبارك قتل أقل من ألف مواطن في ثمانية عشر يوما، وهؤلاء يقتلون ألفي مواطن في نصف يوم، ثم إن عملية القتل كانت من أبشع عمليات القتل، لقد تم إحراق المعتصمين أحياء بحرق الخيام وهم بداخلها، إضافة إلى القنص بالأسلحة المتطورة واستخدام الجرّافات في تجميع الجثث والأحياء ثم إشعال النار فيها، واقتحام المستشفيات والإجهاز على المصابين الذين يتلقون العلاج فيها’.

    ‘الشروق’: حرمة المؤمن
    اشدّ عند الله من حرمة الكعبة

    ومن وجهة نظر أعداء الإسلاميين مما تشهده البلاد إلى الإسلاميين أنفسهم، حيث يحذر نادر بكار في ‘الشروق’ من الدم الذي أصبح مستباحاً وما زال: ‘أصاب السُعار الكثيرين فأعملوا القتل والذبح في إخوانهم وأعينهم ثابتة لا يهتزّ لها جفن واسترخصوا الدماء واستهتروا بجريانها أنهارا، وبإزائهم كثيرون أيضا طاش صوابهم وغُرّر بهم ولم يكتمل لهم علم شرعي يقيهم الفتن فاندفعوا في تكفير من بغى عليهم واستحلوا دماءهم ولم ينظروا إلى عظم المفسدة التي ولجوا في خضمّها.
    لزوال الكعبة نفسها التي لا يقدس المسلمون على الأرض بقعة أكثر منها أهون عند الله سبحانه من زوال نفس عبده المؤمن، ولا يزال المؤمن في فُسحة من دينه ما لم يُصب دما حراما، والدماء هي أول ما يقضي الله بشأنه يوم القيامة.. ومسلما كان أم غير ذلك فإن ‘مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ في الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا’ كنت ممن حذر طويلا من اللجوء إلى العنف لفضّ الاعتصامات وقلت إن خيار التفاوض وإن بدا للبعض بطيء التأثير لكنه أفضل بكثير من شلالات دماء محرمة سيحل علينا شؤمها ولا يعلم إلا الله متى يتوقف جريانها ولا ما الذي ستخلفه في النفوس على امتداد أجيال قادمة صورة بالغة القتامة ترتسم لهذا الوطن ودوّامات من العنف وحلقات مفرغة من سعي محموم لتحصيل الثأر والانتقام ستغرق فيها بلادنا حتى آذانها إن أصرّ أبناؤها ــ كل أبنائها ــ على الاستمرار بغير عقل أو تروٍّ في اتباع هوى النفس دون النظر إلى عواقب الأمور’.

    ‘الوطن’: البرادعي مناضلاً بالقطعة

    ومن الحرب على الاخوان للحرب على محمد البرادعي نائب الرئيس الذي استقال من منصبه مؤخراً على إثر المذابح التي تعرض لها الاسلاميون عند فضّ اعتصامي رابعة العدوية والنهضة بالقوة وهو ما أسفر عن تعرضه لحرب شارك فيها عشرات الكتاب المتضامنين مع حكم العسكر ويحمل عليه عماد الدين أديب بشده في جريدة ‘الوطن’ متسائلاً: ‘لماذا طعن الدكتور البرادعي الفريق الرئاسي والفريق الحكومي في الظهر بإعلانه الاستقالة في هذا الوقت وبهذه الطريقة؟ لا يمكن للدكتور البرادعي أن يكون مناضلاً بالقطعة، أو أن يتعامل مع السياسة في مصر بمنطق السياحة، بمعنى يوم في مصر ويوم آخر يهرب إلى أوروبا لا يمكن للدكتور البرادعي أن يحاول أن يمسك دائماً العصا من كل الاتجاهات، لمحاولة إرضاء الداخل والخارج، والديني والعلماني، والنظامين الجديد والقديم في آن واحد في لحظة ما يتعين على المرء أن يتخذ قراره ويدفع ثمن فاتورته دون خوف. لقد تحدث الدكتور البرادعي في استقالته المسببة عن ضياع أو تضييع الفرص للحل السياسي عبر الحوار، وكأن اقتحام ميداني رابعة والنهضة هو الذي دمّر وأفسد الفرص العظيمة المتاحة للحوار والتفاوض والتسوية السلمية للأزمة. كلام الدكتور البرادعي يوحي وكأن الاخوان كانوا يمدّون أيديهم للحوار والتفاوض، ثم جاءت العملية الاقتحامية كي تفسد الأمر أي فرص تلك التي ضاعت؟ وأي حوار الذي لم يبدأ حتى ينتهي إلى شيء؟ وأي منطق هذا الذي راهن عليه الدكتور البرادعي؟ إذا كان الرئيس السابق الدكتور مرسي قد انتحر سياسياً بخطابه الأخير قبل 30 يونيو، فإن الدكتور البرادعي هو أيضاً قد انتحر شعبياً بخطاب استقالته في ذلك التوقيت الذي تعرف فيه حقيقة معدن الرجال، ومدى صلابة الساسة’!

    ‘الوطن’: خائن لوطنه وهذه هي الادلة

    ونصل لأقصى مدى في الهجوم على محمد البرادعي نائب الرئيس المستقيل من منصبه وهو الخيانة بعينها كما يرى محمود الكردوسي في ‘الوطن’: وهل هناك معنى لـ’الخيانة’ أفدح من أن يستقيل البرادعي في لحظة حرجة كالتي تعيشها مصر؟ لم يعد هناك مبرر للبحث في دوافعه وقناعاته السياسية، ولم يعد يستحق الاحترام ولا حتى أن نسبقه بلقب ‘الدكتور’. كفانا أدباً وطبطبة. كفانا غفلة وسوء تقدير لمثل هذه الوجوه السياسية الخادعة، المراوغة، المغرضة. كفانا خوفاً من الخارج ونحنحة على الداخل، فمصائب هذا البلد كانت وستظل دائماً على قدر مكانته، وعمقه الإنساني والحضاري. كفانا ترديداً لنغمة ‘شعب طيب ومتسامح’، فباسم هذه الطيبة وهذا التسامح تحول الشعب المصري إلى ‘ملطشة’، وأنا أقول إن هذا الرجل لا يصلح لأي عمل سياسي، ولا يمكن أن يرقى إلى مستوى الحالة السياسية المصرية بكل ما فيها من تعقيد وما تحتاج إليه من حلول ورهانات، ويؤسفني أن أقول إن مبارك لم يكن مخطئاً في نظرته إلى هذا الرجل’.

    الاسلاميون ينفون اعتداءهم على الكنائس

    ينفي فريق من الاسلاميين بشكل قاطع اعتداءهم على الكنائس غير أن خصومهم يؤكدون أن الاخوان ضالعون في الجريمة وهو ما يشير إليه محمود خليل في جريدة ‘الوطن’: إذا غضب الإخوان من السلطة ومن تنكيل آلتها القمعية بهم هرولوا إلى الكنائس فأحرقوها والمواطنين المصريين الأقباط فأعملوا فيهم آلة القتل، وإذا أصيبت السلطة بالعطب فإن وجه العطب يظهر واضحاً في إهمالها حماية الأقباط كبشر ودور عبادة وممتلكات. أقول ذلك بسبب هرولة أنصار ‘المعزول’ إلى حرق الكنائس بعد أن داهمت الشرطة اعتصامَي ‘رابعة’ و’النهضة’ وبدأت في فضّهما يوم الأربعاء الماضي، وأسأل: ما ذنب الأقباط؟ ولماذا يكون المصري القبطي ضحية غضب من يدّعون الدين من ناحية وأصحاب السلطة الذين يزعمون القدرة على حماية الدنيا من ناحية أخرى؟! الإخوان أصبحوا الآن أعداء الدولة، وأصحاب الكابات أمسوا أعداء كل صاحب ‘دقن’، والشعب أصبح منقسماً على ذاته بين انحياز رهط منه إلى هؤلاء، وانحياز آخر إلى أولئك، والأقباط في المنتصف، فما أن يغضب طرف من الآخر حتى يصبّ غضبه عليهم. وذلك شأن المجتمعات الاستبدادية التي يستقوي فيها من يمتلك القدرة على الحلقة الأضعف فيه، تماماً مثلما يستقوي الأب على الأم، فتفتري بدورها على الأبناء، ليسحق الطفل الأكبر الطفل الأصغر. المشاهد التي تتدفق في مصر منذ الساعات الأولى لفضّ الاعتصام تؤكد أن شوطاً طويلاً أمام هذا المجتمع حتى يبرأ من الطابع الاستبدادي الذي يحكمه، وطبائع الاستبداد التي تسيطرعلى أفراده. قل ما شئت في أسباب ذلك: تحدّث عن الأنظمة الفاشيستية التي حكمتنا عبر عقود، تحدّث عن الجماعات الإرهابية التي تريد أن تفرض ما تريد بقوة السلاح، وتزعم أنها تتحدث بلسان السماء، تحدّث عن الدولة البوليسية التي سيطرت على تجربتنا السياسية سنين طويلة، وما زالت تريد أن تحيا بعد ثورة يناير، تحدّث عن النخب المثقفة التي لا تعرف الحياة إلا تحت أحذية أصحاب السلطة’.

    أجمل الحدائق ضحية الصراع المسلح

    وبعيداً عن الضحايا الذين سقطوا وما زالوا يتساقطون في العديد من المدن شمال مصر وجنوبها إثر الصراع المسلح بين الأخوان والسلطة، حيث حمامات الدم تسيل بغزارة يلفت مصطفى الفقي في جريدة ‘اليوم السابعand#8242; الانظار نحو ضحية مختلفة لقت حتفها مؤخراً : ‘فيغمره الحزن على الدماء المصرية التي تسيل، والوضع البائس الذي دفعنا إليه العناد والتعنت، وبعد تصفية اعتصام ‘تمثال النهضة’ أمام جامعة القاهرة تذكرت تلك ‘البوابة العتيقة’ لحديقة ‘الأورمان’، حيث كنت أسكن في سنوات دراستي الجامعية في شارع هارون على بعد خطوات من تلك البوابة الرائعة الفريدة من نوعها، والتي تمثل في حد ذاتها تراثا لا يتكرر، وكنت اجتاز الحديقة الجميلة لأصل إلى الجانب الآخر أمام البوابة الرئيسية للجامعة، وحزنت كثيراً من محاولة المعتصمين تحطيم تلك البوابة الشامخة وهم لا يدركون معنى التراث، ولا قيمة الأثر الفريد. ولقد رأيت بعيني مجموعة من الخبراء الإنكليز يلتقطون صوراً لمقبض باب السفارة المصرية في ‘لندن’ لأنه يمثل طرازاً خاصاً من بداية القرن العشرين، فالشعوب تحترم مهما كان.. تذكرت كل ذلك وأنا قلق على وطن ينزف، وشعب يعاني، وأمة مصرية لن تموت أبداً’.

    ‘اليوم السابعand#8242;: البابا سبب
    الوقيعة بين المسلمين والأقباط!

    وإلى شهادة كاتب قبطي محايد حول الاعتداءات التي يتعرض لها الاقباط وهو نائب البرلمان السابق جمال أسعد عبد الملاك: ‘كانت القشة التي قصمت ظهر البعير هي حضور البابا جلسة إعلان خطة الطريق، فأكدت موقف الأقباط السياسي الرافض لحكم الاخوان وأعطت الفرصة للاخوان ومن معهم لتأكيد وجهة نظرهم لتابعيهم وأملا في إقناع المسلم العادي بأنهم أصحاب المشروع الإسلامي الذي تريد أن تهدمه هذه المعارضة التي على رأسها الأقباط والبابا، فما زال يتم استثمار هذا الوضع وتأكيد ذلك التفسير لإثارة العاطفة الدينية الإسلامية للوقوف مع من يريد حماية الإسلام ضد من يريد أن يهدمه فوجدنا أحداث بني أحمد بالمنيا كان ظاهرها الخلاف على أغنية تمجد الجيش وباطنها ذلك الشحن الطائفي ضد الأقباط، مع العلم أن ذلك الموقف وتلك الممارسات لا تتم ضد الأقباط فقط، ولكن تتم ضد كل من هو مع 30/6 وضد الإخوان سياسيا من المسلمين قبل المسيحين بما يؤكد أن الموقف والخلاف والرفض هو سياسي لحكم وبرنامج سياسي لا علاقة له بالإسلام من قريب أو من بعيد لأنه لا يوجد أحد ضد الإسلام، سواء كان مسلما أو غير مسلم، ولا الاخوان في عام حكمهم كانوا نموذج الدولة الإسلامية، ولذا فاللعب بهذه الورقة هو الخطر بذاته فالممارسة والمشاركة السياسية من حق كل مواطن دون النظر لمعتقده الديني، وإلا يصبح في مفهوم الاخوان أنه ليس من حق المسيحي أن يمارس دورا سياسيا أو أن يكون من حقه الاختيار السياسي بين بدائل وإلا يصبح ضد الإسلام’.


    --------------------


    قام لمصر عبد الناصر جديد وهو فريق عسكري ذو حس سياسي وزعامة قوية


    صحف عبرية


    August 16, 2013


    أنا مستعد لأن أتكلف ألف جندي قتيل ولا أُحادثهم. فالجهاد العالمي لا يُحادث إلا بلغة واحدة بالقضاء عليه بالقوة ولا يوجد حل آخر. كانت هذه هي الرسالة التي نقلها الى مرؤسيه وزير الدفاع والقائد الأعلى للجيش المصري عبد الفتاح السيسي، عشية بدء العملية الكبيرة لتطهير سيناء قبل نحو من اسبوعين، وتحدث الفريق في النقاشات الداخلية التي تمت في القيادة العسكرية المصرية العليا في مطلع الاسبوع عن أعداد من المواطنين القتلى هذه المرة. وحينما خرج الجيش أول أمس لابعاد الاخوان المسلمين عن شوارع القاهرة والاسكندرية ومدن كبيرة اخرى كان التوجيه قاسيا وواضحا كما كان في سيناء حقا، وهو أنه لا مفر. فسيكون بضع مئات من القتلى، لكن الحديث عن اجراء تاريخي سيبني مصر الجديدة لعشرات السنوات القريبة وهذا ثمن من الصواب دفعه.
    لقي استعمال القوة السيناريو الاسوأ: فقد كان عدد القتلى والجرحى أكبر من المتوقع، وأُحرقت كنائس ونُهبت، واقتُحمت سجون وأُحرقت محاكم ووجد عند متظاهري الاخوان المسلمين اسلحة بمقدار كبير، ولم تحافظ الادارة المدنية على التكتل، وترك نائب الرئيس البرادعي واستقال. ورد البيت الابيض بهدي من رئيس الولايات المتحدة ردا يمكن أن يصب وقودا آخر فقط على مقاومة الاخوان المسلمين. واضطر الجيش الذي اعتقد انه سيُظهر وجها ديمقراطيا في الايام الاولى على الأقل بعد اخلاء الميادين الى استعمال قوانين الطوارئ وفرض حظر تجول ثقيل. وما زال يوجد شك كبير في ان يستطيع الجيشان اللذان دخلا المدن الكبيرة في الدولة في حزيران/يونيو في تطبيق حظر التجول.


    إن الجو في واشنطن في مواجهة الصور الفظيعة التي تأتي من القاهرة هو تحقق دقيق لاسوأ الأحلام، لا في مصر فقط بل في اسرائيل ايضا. وتوشك ادارة اوباما ان تعاقب المصريين أو هكذا على الأقل تصرفت الولايات المتحدة منذ مساء يوم الاربعاء. فقد أشار مجلس النواب الامريكي الى احتمال تعليق المساعدة العسكرية والاقتصادية لمصر. وهناك احتمال في الجو الحالي لأن تعلق وزارة الدفاع الامريكية التعاون مع المؤسسة الامنية في الدولة.
    حافظ جيش مصر الى الآن على اتفاق السلام مع اسرائيل بحرص ومع الاخوان المسلمين ومع الشارع ايضا، بسبب الحاجة الاستراتيجية الى دعم امريكي. ففي اللحظة التي يُسقط فيها الامريكيون تأييدهم لاجراء الجيش ويمنحون الاخوان المسلمين الدعم فسيكون الاتفاق في خطر حقيقي، أكثر مما كان في مدة السنتين ونصف السنة التي مرت منذ أُسقط مبارك. وسيجر الشارع المصري المعادي لاسرائيل السلطات في مصر الى المس باتفاق السلام. وفي حال ازمة داخلية عميقة فقد يبحثون عن عدو خارجي يوحد الصفوف. إن الجو في واشنطن معادٍ جدا لعمل الجيش، بحيث بيّن ناس جماعة الضغط اليهودية ‘ايباك’ لاسرائيل أنه لا داعي للنضال لأجل المصريين في مجلس النواب الامريكي لأنها معركة خاسرة.
    ربما ينجح الجيش المصري في اخلاء الميادين، لكن حالة الطوارئ قد تتحول منذ الآن الى نظام عسكري يُجري مواجهات مسلحة مستمرة مع الاخوان المسلمين. ولن يبدو في هذا الوضع اصلاح ولا تحسين للاقتصاد ولا ديمقراطية. وستؤثر الفوضى في القاهرة والمواجهات المسلحة في المدن الكبيرة فورا في شبه جزيرة سيناء. ولاسرائيل هنا مشكلة مباشرة لأنه بأي قدر سيستمر النظام والجيش المصري على صرف انتباه وجهود لقضية الجهاد العالمي في سيناء. إن محاولات المنظمات الارهابية أن تُشعل الحدود والعلاقات بين اسرائيل ومصر قد ترتفع درجة. ويمكن ان نفرض انه يوجد اليوم في القيادة العليا العسكرية المصرية غضب على الأنباء المنشورة التي نسبت الى اسرائيل، والتي تقول بالقضاء على خلية ارهابية في منطقة رفح هذا الاسبوع. وقد دفعت الأنباء المنشورة المصريين الى الزاوية واستخلصت منهم تصريحات قاسية جدا تتعلق باستمرار التعاون على منع الارهاب على الحدود.
    ولما كان يزداد النشاط المصري لمواجهة الجهاد العالمي في سيناء ويُفهم من ذلك ضمنا زيادة مقدار الانذار بعمليات الجهاد العالمي في اسرائيل، فمن المنطقي جدا ان نفرض ان المعضلات التي ستواجه اسرائيل ازاء ظواهر قنابل متكتكة على حدود مصر ستزداد قوة. إن العمليات في ايلات ومحاولة المس بالطيران المدني الاسرائيلي، وهجمات عنيفة على الحدود في محاولة لاختراقها لتنفيذ قتل جماعي في اسرائيل، والأنفاق التي تُحفر باتجاهنا والتنظيمات لتنفيذ عمليات من هذا النوع، من المؤكد أنها موجودة في سيناء. تدخل مصر في حالة توجب على الجهازين السياسي والامني في اسرائيل ان يستعدا لتحولات سريعة على طول الحدود وفي كل ما يتعلق بالعلاقة بالسلطات في القاهرة واتفاقات السلام.

    ما عادوا يسخرون

    قام لمصر عبد الناصر جديد، وهو فريق ذو حس سياسي وزعامة قوية الحضور. ومن جهة الحنكة فان هناك من يجدون تشابها بينه وبين أنور السادات خصوصا، فقد كان السادات يُرى في البدء رجلا مرحليا لفترة انتقالية، وقد أعلموا السيسي في البدء خطأ بأنه شخص مرحلي عُين لقربه من الاخوان المسلمين. وقد أحب السادات ايضا الأرقام. سخروا منه قبل اربعين سنة حينما قال انه مستعد لأن يضحي بمليون مصري لعبور القناة. وما عادوا يسخرون من السيسي، فحينما يتحدث عن استعداده للتضحية على ألا يُهادن الجهاد العالمي والاخوان المسلمين فانه ينفذ، كالسادات.
    من النادر أن نجد في جهاز الامن المصري المتشعب قرارا مُجمعا عليه اجماعا واسعا جدا كعملية ابعاد الاخوان المسلمين عن الشوارع. فليس قادة الجيش وحدهم هم الذين وافقوا السيسي، بل وافقه ايضا قادة اجهزة الامن على اختلافهم. وقد قامت من وراء القرار الذي اتخذه الفريق ثلاثة فروض أساسية. الاول: ان كل الحديث عن ملايين الاخوان المسلمين الذين سيخرجون الى الشوارع على أثر قمع عنيف ليس له أساس في الواقع. فالنواة الصلبة من المتظاهرين لا تشتمل على أكثر من 400 500 ألف انسان، وهذه أرقام غير كبيرة في دولة فيها 85 مليون نسمة.
    وتحدث الفرض الأساسي الثاني عن ان معظم كتلة المتظاهرين موجود في الدوائر الخارجية للميادين، والحديث أكثر عن مؤيدين وأقل عن عناصر مسلحة. وسيهرب هؤلاء الاشخاص حينما يرون الدبابات الاولى، ولهذا يجب ان تبدو العملية كعملية عسكرية بكامل معنى هذه الكلمة، مع الكثير من المركبات المدرعة: الدبابات وحاملات الجنود المدرعة. ورفض الفرض الأساسي الثالث أي اشتراك مع قيادة الاخوان المسلمين، لأن هؤلاء لن يخضعوا أبدا لقواعد اللعبة الديمقراطية. وقد منع السيسي اجراء تفاوض مع الزعيم السياسي الحقيقي للاخوان المسلمين في مصر خيرت الشاطر، الذي اعتقل مع جميع قادة الاخوان المسلمين ومنهم المرشد العام محمد بديع. واستقر الرأي آخر الامر في القيادة الامنية المصرية العليا على دعم الفريق وعلى القضاء مرة واحدة والى الأبد على معارضة الاخوان المسلمين للتغييرات التي جاءت بها الثورة المضادة. وانتظرت المؤسسة العسكرية زعيما قويا يقود سياسة حازمة وأصبح موجودا عندها الآن.
    إن أحداث هذا الاسبوع في الميادين هو جزء من المرحلة الثانية العنيفة للثورة المضادة التي يقودها الفريق السيسي. وقد حدثت المرحلة الاولى في نهاية يونيو مع طرح الرئيس المنتخب مرسي في السجن، لكن ليست هذه أول ثورة يقودها السيسي في مصر لأنه نفذ ثورته الاولى داخل الجيش في آب/اغسطس 2012. فلم يكن عزل وزير الدفاع السابق المشير الطنطاوي ومعه رئيس هيئة الاركان سامي عنان مبادرة من النظام الجديد برئاسة مرسي، بل كان جزءا من اتفاق سري بين مجموعة جنرالات من الجيل الذي هو أصغر سناً والاخوان المسلمين.
    وقد أعد الجنرالات وعلى رأسهم السيسي قوائم العزل في الجهاز الامني المصري. وقد عزل مرسي بصورة رسمية 170 ضابطا كبيرا قديما عن كل مؤسسات الجيش واجهزة الامن واحتل الجيل الثاني برئاسة السيسي أماكنهم.
    كانت تلك ثورة عسكرية داخلية صامتة. فقد غضبوا على الطنطاوي وأبناء جيله الذين باعوا الاخوان المسلمين مصالح الجيش والوطن، كما زعموا. وتم التعبير عن ذلك مثلا بطلب مرسي الموافقة على تعيين ضباط برتبة عقيد فما فوق، وهو طلب لم يتجرأ حتى مبارك على إثارته. وكانت تلك محاولة من الاخوان المسلمين لرفع ناسهم الى القيادة العسكرية العليا بعد ان اهتم الجيش سنوات في إبقاء ‘ذوي اللحى’ في رتب محددة جدا.
    رأى السيسي ورفاقه الطنطاوي يخون مبارك، وفي شباط/فبراير 2011 تلقى الجيش أمرا باستعمال خطة الطوارئ للدفاع عن النظام، لكن الجيش تحت إمرة الطنطاوي اختار ان ينفذ الخطة بصورة جزئية جدا بحجة أنه لن يعمل على مواجهة الشعب. وقد أفضى ذلك الاجراء الجزئي والمتردد للطنطاوي الى اسقاط الشارع لمبارك، وتعلم السيسي الدرس. ففي يوم الاربعاء من هذا الاسبوع عملت الخطة العسكرية على تأمين السلطة كاملة ولم تفاجئ الاخوان المسلمين فقط في الميادين، بل فاجأت ايضا اجهزة استخبارية متقدمة في الشرق الاوسط وفي العالم الغربي. وليست اسرائيل شاذة عن القاعدة في هذه المسألة. فلم يُؤمنوا هنا ايضا حتى آخر لحظة بأن الجيش المصري سيستعمل القوة على المتظاهرين. وكان شعور أناس الاخوان المسلمين في الميادين بأنهم سيرسلون الشرطة مرة اخرى واخطأوا. فقد نفذ الجيش أوامر السيسي في تصميم وقسوة.

    حملة إقناع امريكية

    سبقت استقرار رأي السيسي على استعمال القوة للقضاء على معارضة الاخوان المسلمين للنظام الجديد، ضغوط دولية وعربية ومصرية داخلية. وجرى الامريكيون والاوروبيون ليحاولوا مع القيادة العليا في القاهرة ان تحرز صيغة تُمكن الاخوان المسلمين من العودة بصورة من الصور الى الساحة السياسية، وحاول نائب وزير الخارجية الامريكي وليام بيرنز ووزيرة الخارجية الاوروبية كاثرين آشتون ان يتوصلا مع السيسي الى مصالحة تُمكن الحركة من المنافسة في انتخابات الرئاسة ومجلس الشعب. ويزعم الاوروبيون والامريكيون ان الجيش والاخوان المسلمين في مصر يعيشان منذ سنتين ونصف السنة من اتفاق الى اتفاق تحت سلسلة صفقات صدت المواجهة العسكرية بينهما الى الآن. وقالوا إنه اذا تصرف الجيش باعتدال فسيمكن انشاء صفقة اخرى كهذه.
    وبيّن بيرنز للمسؤولين المصريين الكبار ان مشكلتهم ليست دعم وزارة الدفاع الامريكية والبيت الابيض، وقال إن مشكلتكم هي مجلس النواب الذي يجلس عند حنفية الميزانية، ولن يهب مجلس النواب الامريكي ولا البرلمانات في اوروبا لمساعدة النظام الذي توجد في شوارعه صور مجزرة فظيعة.
    لا تغضبوا من المقارنة، قال الامريكيون للمصريين، لكن تذكروا كيف كان رد العالم على عملية اسرائيل ‘الرصاص المصبوب’.
    وسيفعل الاخوان المسلمون كل شيء لبث صور فظيعة لمجزرة جماعية في شوارع مصر في جميع أنحاء المعمورة. وكانت من الدول العربية التي يتصل الجهازان السياسي والاقتصادي المصريان بها، وفي مقدمتها السعودية، رسالة تخالف رسالة الاوروبيين والامريكيين. فقد ضغطت السعودية ودول الخليج وأنفقت على سياسة قالت: إقضوا عليهم الآن واحسموا الامر فهذه هي الفرصة. ورتبت السعودية للنظام الجديد في مصر مبلغ 18 مليار دولار لانعاش الاقتصاد وتعزيز السلطة الحالية. وما كان الفريق السيسي يستطيع ألا يصغي لاصدقائه السعوديين، لأنه حتى لو حصل على دعم اقتصادي امريكي فانه لن يبلغ الى مقدار وقوة منتِجات النفط في العالم العربي. وللسعوديين ايضا وزن وتأثير في الحركات السلفية في مصر، وهم يستطيعون ان يهتموا بألا تشوش على علاج السلطة الحالية للاخوان المسلمين.
    وُجد ميل لدى الحكومة المصرية خاصة الى توصية الجيش بالتأني. وتعليل ذلك أنه كلما انتظرنا أكثر سيزداد شعور الجمهور بالتشويش على حياته اليومية وسيثور هو نفسه على تجمعات الاخوان المسلمين الكبيرة في الشوارع. وسيُحدث عدم تأييد المواطنين وضعا يتعب فيه الاخوان المسلمون ويتركون الميادين. وتحدث الجيش بصوت مختلف فقال انه كلما طال الوقت ظهرنا بمظهر الضعفاء وظهروا بمظهر الأقوياء ولا نستطيع ان نُبيح لأنفسنا ذلك.
    إستغل قادة الجيش آخر اسبوعين من رمضان لسلسلة اجراءات وحيل سياسية ودعائية للتمهيد للعملية العسكرية المؤلمة، وشجع الامريكيين والاوروبيين على عرض مقترحات على الاخوان المسلمين بل أُخذت كاثرين آشتون الى السجن للقاء مرسي. وفي موازاة ذلك توجهوا الى شيخ الأزهر وهو أهم رجل دين في مصر، مع مقترحات مصالحة لقادة الاخوان المسلمين.
    وكان ذلك تمثيلية. فقد كانت مقترحات المصالحة التي أثارها قادة الجيش، من البداية، ترمي الى وضع عائق أمام الاخوان المسلمين وعرضهم على أنهم رافضون. وقد منح رمضان كل الوسطاء قدرا كافيا من الوقت للمجيء والذهاب. وحينما انتهى العيد في مطلع الاسبوع بدأت الساعة العسكرية تُتكتك.
    دخل الفريق السيسي من وجهة نظره في مسار حماية المصالح العليا للجيش والدولة على حسب هذا الترتيب. وكان الشعور في الجيش المصري بأن هذه المصالح ستكون في خطر تحت حكم الاخوان المسلمين، وآمن الجيش بأن ضربة سريعة وقاسية ستُحدث صدمة في الشارع وتقضي سريعا على الفوضى وتحصد تصفيقا من الجمهور المصري ومن العالم، لكن الرهان لم ينجح حتى الآن.

    اليكس فيشمان
    يديعوت 16/8/2013


    ----------------------

    مصر.. مسلحون حاولوا إسقاط مروحية فوق ميدان رمسيس
    قوات الجيش تحاول السيطرة على الأوضاع في الميدان وتتبادل إطلاق النار مع ملثمين
    الجمعة 9 شوال 1434هـ - 16 أغسطس 2013م


    العربية.نت
    أفاد التلفزيون المصري، مساء الجمعة، بأن مسلحين حاولوا إسقاط مروحية فوق ميدان رمسيس (وسط القاهرة)، وبث التلفزيون صوراً للطائرة التي قال إن مسلحين حاولوا إسقاطها حينما كانت تحلق فوق ميدان رمسيس بالقاهرة.

    وذكرت وكالة "أنباء الشرق الأوسط" الرسمية أن قوات الجيش تحاول السيطرة على الأوضاع في ميدان رمسيس وتتبادل إطلاق النار مع ملثمين. وأكد مراسل قناة "العربية" وصول عدد من مدرعات الجيش والشرطة إلى ميدان رمسيس مكان تجمهر الإخوان.

    وردد أهالي المنطقة: "الجيش والشرطة والشعب إيد واحدة"، عقب وصول مدرعات ومصفحات الشرطة والجيش. وتتمركز 6 مدرعات أخرى تابعة للجيش أمام مستشفى الهلال القريب من الميدان.

    وفي نفس السياق، حاصر أهالي بولاق ورمسيس وبعض آليات الجيش عدداً من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين بمسجد الفتح، حيث يطلقون من داخله النيران بالسلاح الآلي.

    وأعلنت وزارة الداخلية القبض على 263 من العناصر المسلحة من أنصار جماعة الإخوان بميدان رمسيس، من بينهم سوري وباكستاني يُدعى محمد يوسف أبوالقاسم على مواليد 1/1/1950 ويحمل جواز سفر رقم b131107 وكان قادماً من إسلام أباد يوم 4/7/2013 للسياحة.

    كما ألقت القوات المسلحة القبض على 60 فرداً من جماعات العنف المسلح أثناء قيامهم بأعمال إرهاب وتخريب المنشآت العامة بمناطق غمرة وطريق صلاح سالم، وجارٍ فحصهم واتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم.

    يأتي ذلك بعد دخول حظر التجوال حيز التنفيذ الذي بدأ في تمام السابعة مساء بتوقيت القاهرة (17:00 بتوقيت غرينيتش).

    وتشهد الشوارع المحيطة بميدان رمسيس والشوارع الجانبية المتفرعة منها حرب شوارع بين أهالي المنطقة وأنصار تنظيم الإخوان، حيث تبادل الطرفان الحجارة وزجاجات المولوتوف.

    وتمكّن أهالي رمسيس وبولاق من السيطرة على الحريق الذي شبّ بسيارة الحماية المدنية، فيما تحلق مروحية تابعة للجيش أعلى ميدان رمسيس.

    ويأتي ذلك بعد مقتل وإصابة العشرات في "يوم غضب" دامٍ في مصر شهد اشتباكات عنيفة.


    --------------------
                  

08-27-2013, 05:57 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)


    الاسلامى المصرى ناجح إبراهيم: طالبت (مرسى) بالقبول بانتخابات مبكرة أسوة بـ(الحسن بن على) فرد بقوله (عندما يأتى معاوية سنتنازل له)

    August 24, 2013

    0001(الوطن)

    قال ناجح إبراهيم، القيادى بالجماعة الإسلامية، إن الصراع على السلطة وما واكبه من أحداث أعاد الحركة الإسلامية إلى نقطة الصفر من جديد، فى الوقت الذى لم يحقق فيه الإسلاميون أى فوائد من السلطة والوصول إلى سدة الحكم، فلم تزدهر الدعوة الإسلامية أو تتطور، بل تأخرت وأضرت بمبدأ تطبيق الشريعة، مضيفاً أن ذلك الصراع والتناحر أعاد القوى الإسلامية إلى المربع الخلفى كما كانت، وأعاد رموزها وقياداتها مرة أخرى إلى السجون، واصفاً السلطة بالطبخة المسمومة التى قتلت الحركة الإسلامية ووأدتها ونحن نظن أنها ستلدها وتحييها.

    وأكد «إبراهيم»، لـ«الوطن»، أنه طالب المعزول محمد مرسى بقبول مطالب القوى الوطنية والحركات الشبابية والثورية بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، إلا أنه رفض ######ر منه هو وأنصاره، لتأتى نتائج ذلك ضد مصلحة الإسلاميين، لأننا أعطينا الدولة والسلطات بعد 30 يونيو أكبر الذرائع للفتك بنا وكان يمكن لنا بقليل من الذكاء والحكمة تجنب ذلك، حسب قوله.

    وأوضح ناجح إبراهيم أنه طالب المعزول محمد مرسى قبل عزله فى 3 يوليو بالقبول بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، استلهاماً لخيار الصحابى الحسن بن على، الذى قام بعمل مشابه فى صدر الإسلام حقناً لدماء المسلمين، لكنه سخر وأنصاره منه قائلين: «عندما يأتى معاوية سيتنازل له»، مضيفاً: «على الرغم من أن أى باحث عن الحقيقة يعلم أن العلة فى تنازل الحسن بن على كانت حقن الدماء وليس مجرد التنازل لشخص بعينه.

    وشدد القيادى الإسلامى على أن حقن الدماء يُعد من أهم المصالح التى أرادت الشريعة تحقيقها فى كل العصور، مشيراً إلى أنه إذا كان «مرسى» قد استجاب لدعوات إجراء انتخابات رئاسية مبكرة لما حدث ما حدث ولما حرقت مصر كلها، ولما تحول من رئيس إلى سجين وكان سيجنب مصر والإسلاميين كل هذه الدماء.


    ------------------------

    سعد الدين إبراهيم : ما أسباب كل هذا الانحطاط الإخوانى؟

    August 24, 2013

    سعد الدين إبراهيم(المصري اليوم)

    ما أسباب كل هذا الانحطاط الإخوانى؟

    سعد الدين إبراهيم

    نعم، حدث صِدام مُروع بين الدولة وجماعة الإخوان المسلمين فى الشهرين السابع والثامن من عام 2013. ولكنه لم يكن الأول، أو حتى الأقوى فى تاريخ الجماعة. فقد حدث أول صِدام من هذا النوع مع الدولة المصرية الحديثة فى أواخر أربعينيات القرن الماضى، حينما تكررت حوادث تورط الجماعة فى الاغتيالات السياسية لخصومها من الشخصيات العامة، وصدرت أحكام صارمة فى حق الجُناة من أعضاء الجماعة من أحد القُضاة، وهو المستشار أحمد الخازندار. فما كان من الجماعة إلا أن دبّرت اغتياله، بدلاً من أن تكف هى عن مُخالفتها لقوانين البلاد.

    ثم ضاعفت الجماعة من غلوائها باغتيال رئيس الوزراء المصرى فى ذلك الوقت، وهو محمود فهمى النقراشى باشا. وكأن الجماعة كانت بهذه الجريمة النكراء، تريد أن تبعث برسالة تحدى للدولة المصرية.. إن الجماعة تستطيع أن تصل إلى أكبر مسؤول تنفيذى فى البلاد. وخلف النقراشى باشا فى منصبه نائبه ووزير الداخلية فى ذلك الوقت، وهو إبراهيم عبد الهادى باشا، الذى أصدر قراراً بحل الجماعة، ومُحاكمة قياداتها والمئات من كوادرها، ويعتبر الإخوان تلك المواجهة هى محنتهم الأولى. وتقول أدبياتهم إنهم تعرضوا فى أثناء التحقيقات، ثم فى السجون إلى صنوف عديدة من التعذيب.

    ورغم أن مؤسس الجماعة، حسن البنا، أراد أن يتنصل من السلوكيات العنيفة للإخوان، وخاصة لما عُرف فى ذلك الوقت باسم «التنظيم الخاص»، والذى أطلقت عليه السُلطات الأمنية اسم «الجهاز السرى»، فصدر عنه تصريح شهير، يبتعد فيه عن مُرتبكى العُنف من أفراد الجماعة، حيث وصفهم بأنهم ليسوا «إخواناً»، وليسوا «مسلمين»!

    ولكن هذا التنصل لم يمنع أحد الغاضبين لمقتل المستشار الخازندار، ولمقتل رئيس الوزراء، من أن ينتقم من حسن البنا نفسه، فقام بإطلاق النار عليه وأرداه قتيلاً، فى فناء مجلس الوزراء، بمنطقة لاظوغلى.

    وتزامنت مواجهات محنة الإخوان الأولى مع تهاوى شعبية نظام الملك فاروق، الذى كانت قصص مُجونه واستهتاره، وخنوعه للمحتلين الإنجليز على كل لسان. كما أنها تزامنت مع الحرب الأولى فى فلسطين، وقيام الدولة اليهودية على أرضها. وهى الحرب التى شهدت أول هزيمة عسكرية عربية على أيد الحركة الصهيونية وقيام دولة إسرائيل. وقيل وقتها أن أحد أسباب الهزيمة هو استيراد واستخدام صفقة من الأسلحة الفاسدة، وأن الملك فاروق وحاشيته كانوا ضالعين فى تلك الصفقة. واستغل الإخوان تلك الأجواء فى التقرب من ضُباط الجيش المُحبطين، وشجّعوهم وتعاونوا معهم للقيام بانقلاب عسكرى على الملك فاروق. وهو ما حدث ليلة 23 يوليو 1952.

    وفى غضون عدة شهور اكتسب الانقلاب شعبية بسبب نجاحه فى التخلص من الملك فاروق، ثم إعلان حزمة من السياسات الاحتجاجية التى انحازت للفُقراء والمحرومين، سواء فى الريف أو فى المُدن، وفى مقدمتها قانون الإصلاح الزراعى، الذى حدد ملكية الأراضى الزراعية، وصادر ما يزيد على مائتى فدان، لحساب الفلاحين المُعدمين.

    وظلّت جماعة الإخوان المسلمين شريكاً صامتاً للضُباط الأحرار الذين قاموا بالانقلاب العسكرى، والذى تطور بسرعة ليصبح ثورة اجتماعية ـ سياسية. وهنا، حاول الإخوان المسلمون الاستئثار، وليس مُجرد المُشاركة فى السُلطة. فحدث أول صِدام بينهم وبين ثورة يوليو 1952، بعد سنتين، وتحديداً حينما حاولوا اغتيال زعيم تلك الثورة، وهو جمال عبد الناصر فى ميدان المنشية بالإسكندرية، أثناء مؤتمر جماهيرى كان يستعرض نتائج المفاوضات مع بريطانيا للجلاء عن آخر قواعدهم فى منطقة قناة السويس. ومع فشل مُحاولة الاغتيال، انتهز عبد الناصر والضُباط الأحرار الفرصة، فقاموا بحل الجماعة، وتقديم زُعمائها للمحاكمة، وإيداع مئات منهم المُعتقلات والسجون.

    ويعتبر الإخوان تلك المواجهة الأولى مع ثورة يوليو هى «المحنة الثانية» فى تاريخهم، الذى بدأ كجماعة عام 1928. وفى تلك المواجهة، وبعد المُحاكمات أدين عدد من قيادات الجماعة، تم إعدام أربعة منهم، وحُكم على آخرين بالسجن لمُدد تراوحت بين المؤبد (25 سنة) وعدة سنوات.

    ورغم ذلك لم يُقلع الإخوان المسلمون عن التآمر للانقضاض على السُلطة. فدبروا مؤامرة أخرى لاغتيال عبد الناصر، تم اكتشافها فى الساعات الأخيرة قبل التنفيذ. وهو ما أدى إلى موجة كُبرى من الاعتقالات والمحاكمات والإعدامات لأعضاء الجماعة. وهو ما تطلق عليه الجماعة بالمحنة الثالثة. وكانت هذه العودة المُتكررة للتآمر والاغتيالات، هو ما دفع عبد الناصر لإطلاق عبارته الشهيرة «إن الإخوان ليس لهم أمان».

    وفى هذا الصدد يتفق ما ذهب إليه عبد الناصر إلى العبارة الشهيرة التى وصف بها المُفكر الإسلامى الراحل، جمال البنا، الجماعة التى أنشأها شقيقه الأكبر، وهى أن جماعة الإخوان فى مصر، شأنها شأن أسرة البوربون المالكة فى فرنسا القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، «لا يتعلمون شيئاً، ولا ينسون شيئاً.. فهم يُكررون نفس الأخطاء الجسيمة، التى تؤدى بهم إلى التهلكة فى نهاية المطاف»!

    ولعل ما حدث، فى الأيام الوسيطة من شهر أغسطس هو آخر تجليات مقولة عبد الناصر (الإخوان ليس لهم أمان) وجمال البنا (أنهم لا ينسون شيئاً ولا يتعلمون شيئاً).


    -------------------

    القيادي الاخواني السابق مختار نوح : خرقوا السفينة.. وهربوا منها

    August 26, 2013

    مختار نوح(صحف)

    خرقوا السفينة.. وهربوا منها

    مختار نوح

    نعم كنا نعانى من التجاهل لكلماتنا ونصحنا، وكنا نعانى من الهجوم علينا ومن قوافل الإنترنت التى كانت تهاجمنا عند كل نصيحة، وتفادينا الصعوبات، وأصر كل منا على موقفه وقلنا للدكتور مرسى وللإخوان أن يحذروا المتسلقين وأن ينتبهوا إلى من يركب السفينة ثم ينقر فيها بمسماره شيئاً فشيئاً حتى إذا ما تدفق الماء داخلها وغرقت السفينة قفز منها كل متسلق ناجياً بنفسه بعد أن أخذ مأربه منها، فمنذ أن تسلطن الإخوان على الحكم وتمكنوا من مقاعده بدأت فئات ثلاث فى الالتفاف حولها، فأما الفئة الأولى فهم الذين لم يدرسوا منهج الإخوان السلمى ولا قوة التجرد التى تسكن فى نفوسهم وما زرعته فيهم أصول التربية من استعلاء على المناصب وعلى حقارة الدنيا فأتى هؤلاء المتسلقون بكل مطامعهم متزلفين إلى الإخوان المسلمين متسلقين ومادحين لهم فى وجوههم حتى أعموا الكثيرين منهم فاختار الدكتور مرسى الكثير من العناصر المتسلقة ومنحهم ثقته وليمنحوه بدورهم الفشل وليمنحوه سوء النصح والمجاملة، وأما الفئة الثانية فكانوا من المخلصين الذين تم مساندتهم للدكتور مرسى فى كل ما صدر عنه من مواقف وقرارات دون أن يناقشوا ما يصل إليهم من قرارات، وهذا طبعاً انطلاقاً من السمع والطاعة العمياء، وخرست ألسنتهم وهم يحسبون أن ذلك الصمت الآثم هو من الفضائل حتى وهم ينظرون إلى السفينة وهى تغرق بينما كانوا يحملون بين جنوبهم رأياً ناضجاً واعياً ومع ذلك جلسوا فى ركن السفينة صامتين، وأما النوع الثالث فهؤلاء الذين ابتعدوا عن الجماعة عند الشدة ثم أتوا لينافقوها عند الرخاء، ووقف الجميع فى منصة واحدة اسمها رابعة العدوية تاهت فيها مبادئ الإخوان وانعدمت الأحكام الفقهية واختفت الأصوات العاقلة وتدخل أصحاب الفكر التكفيرى فتجد من يجد الرؤوس التى قد أينعت وحان وقت قطافها وتجد من يريد أن يرشّ الناس بالدم وتجد من يطلب لنا ويبتهل أن ندخل نحن الكافرين جهنم وأن يحصينا الله عدداً وان يهلكنا بدداً، وتجد من يتوعد الشعب المصرى كله بالهلاك المبين وتجد من يعلن استعداده لوقف الإرهاب فى سيناء إذا عاد مرسى إلى الحكم وتجد من يصرخ ويقول: دونها الرقاب وتجد حتى من النساء من يتوعد مصر بالحريق وتجد من يؤكد أن هناك العشرات من الذين سيفجرون أنفسهم فى الشعب المصرى وتجد من يخبرنا أن مصر سيوجد بها طالبان، ولم نجد بين هذا كله وذاك جماعة الإخوان التى كنا نعرفها، فلم نسمع مقولة التلمسانى مجدد جماعة الإخوان المسلمين الذى كان يقول للبشرية «نحن لكم لا لغيركم أيها الأحباب»، ولم نسمع من يخاطب الناس بفقه دفع الأضرار وكيف يقدمه على جلب المنافع، ولم نسمع عمن يطبق أصل الواجب الشرعى فواجب حفظ النفس يوجب ما يؤدى إليه وحرمة القتل تحرم ما يؤدى إليه حتى إذا وقعت الملحمة واشتعلت الحرائق ومات المصريون من الطرفين وأعلنت مصر الحداد وتعرضت لخطر التدخل الأجنبى وظهرت الأضرار على ربوعها وانطلقت الرصاصات التى تخترق الدماء والأجساد تارة فى كرداسة وتارة فى أسوان وتارة فى رأس المئذنة بمسجد الفتح وبدأ وقوع الضحايا من الإخوان فى «رابعة» وداخل سيارات مصلحة السجون أيضاً وسادت الفوضى وعم الضرر ونزلت القوات المسلحة لضبط إيقاع البلاد وتحقيق سلامتها، وهنا تاهت دعوى الشرعية التى كان يتمسك بها المعتصمون والتى حتى لو كانت دعوى حقيقية فما كان لها أن تريق الدماء؛ ذلك أن الإخوان المسلمين عاشوا طوال عمرهم بدون تلك الشرعية ومع ذلك كانوا يتمتعون بالشرعية الواقعية وإعجاب الناس وقد نبهنا إلى ذلك كله، وكنا ندافع عن حقيقة فكر الإخوان ونحميه من الذين أشعلوا فيه النار وألحقوا به العنف وضيقوا عليه الخناق وزرعوا جداراً من الكره بينه وبين الناس، فهؤلاء الذين كانوا يقولون «دونها الرقاب» هربوا من رابعة برقابهم وأخذوا معهم أموالهم وأولادهم، وأما الذين قالوا «سنسحقهم» فقد أصدروا بياناً يتبرأون فيه من نتائج هذا الاعتصام ومن الحرائق، وأما الذى كان يريد أن يرش الناس بالدم فقد أعلن فى عبارات واضحة أنه لم يكن إخوانياً قط ولن يكون وأن هؤلاء الإخوان لا يحسنون التصرف وأنهم يختارون الأشخاص الأقرب إليهم وليس الأكفأ بل إن هذا الذى كان يريد رش الناس بالدماء دفاعاً عن مرسى وعن الشرعية أصبح يقرّ الآن بأنه لا يمانع مطلقاً فى عزل الرئيس مرسى ولا يمانع مطلقاً فى محاكمته أيضا.

    إن هؤلاء الذين خرقوا السفينة كانوا يتعللون بشرعية الرئيس مرسى، لكننا أيها السادة نعلم أن هؤلاء المعتصمين لم يتمسكوا يوماً بهذه الشرعية، فقد تم تزوير العديد من الدوائر أمام أعين الجميع ولم يتمسك أحد من المعتصمين بالشرعية، وقد تم تزوير العديد من الاستفتاءات ومع ذلك أيّد الإخوان إعادة انتخاب حسنى مبارك مرة أخرى فى 1988 رغم أنه كان يحكم بالطوارئ ويعذب الناس ويزور الانتخابات، ولم يتمسكوا بالشرعية، ولم نقف ضده متظاهرين يوماً أو حتى مقاتلين للجيش تحت زعم الشرعية فما لنا الآن نتمسك بهذه الشرعية تلك التى أصبحت تؤلم أجساد المصريين فجأة وتنغص علينا الحياة وكأننا أصبحنا لا نستطيع العيش بدون هذه الشرعية ونقف فى رابعة لنعلن أننا سنسترجع الشرعية مهما كلفنا ذلك وكلف البلد من تضحيات حتى ولو كان الحكم الأجنبى على الأبواب، فأى شرعية تلك التى كنا نبحث عنها والتى جعلنا منها عبادةً وديناً وحقاً ويقيناً؟ وهل تختلف هذه الشرعية عن تلك الشرعية التى صمتنا عن ضياعها لسنوات طوال؟

    وماذا لو كانت هذه الشرعية قد تم محوها بشرعية جديدة فى 30/6؟.. فهل تبرر تلك الشرعية المشكوك فيها أن تراق دماء المصريين كلهم بينما عشنا طوال ثلاثين عاماً لا نشاهد الشرعية إلا فى التاريخ والأحلام، ومع ذلك لم يرتفع لنا صوت أو يتحرك لنا ذراع.

    والآن يفرّ الجميع من القارب المثقوب ومن السفينة الغارقة بعد أن خرقها أولئك الذين لا يقرأون آراء النصح ولا يشاهدون إلا ما يرغبون فى مشاهدته، أولئك المتسلقون الذين تجمعوا فجأة حول غنائم السلطان والذين اعتلوا المنصة فى اعتصام رابعة وهددوا الناس بالحرب وأنذروهم بالموت وهم تحت راية عصبية لا علاقة لها بالدين ولا بالأخلاق ولم يسألوا أنفسهم ماذا بعد؟! مع أن هذا السؤال وحده كان سيجنبهم هذا الفرار الرخيص من قارب أغرقوه وسيجنب مصر ويلات ما حدث.

    واسمحوا لى أن أقول للحقيقة وللتاريخ إن بعضاً ممن كانوا يوجهون اعتصامات رابعة ويثيرون الحمية فى الناس كنت أعرف صلاتهم بجهات أمنية بحكم عملى فى المحاماة، كما أن كثيراً من الذين كانوا يزينون الخطأ للدكتور مرسى ومن الذين صالوا وجالوا فى مجلس الشورى واعتلوا أعلى المناصب رفضوا أن يذهبوا إلى اعتصام رابعة ولو لمرة واحدة مع أنهم تسلقوا على جدران جماعة الإخوان وعلى رقابها حتى إذا ما وقعت الواقعة فروا من السفينة بل وساعدوا على القبض على كثير منهم إما بالإرشاد عنهم أو بافتعال لقاءات تراقبها الشرطة.

    إن من أشد الأضرار التى ظهرت فى هذا الواقع الأسيف أن كثيراً من الذين كانوا يرفضون هذه النتائج تحملوا وزرها بسبب السمع والطاعة التى أضحت قيداً على عقول الراشدين، والآن جاء الوقت لنتعلم الدرس فسحقاً للمتسلقين وسحقاً لهؤلاء الذين يسمعون ويطيعون دون أن يتبينوا حقيقة ما سمعوه أو نتيجة طاعتهم لمن أطاعوه.

    ومن الآن فلن نسمح لأحد أن يفر من القارب المثقوب، بل علينا أن نقدمهم لتاريخ الدعوة ونقول للناس: هؤلاء شوهوا دعوتنا وهؤلاء قضوا على سلميتنا ثم ها هم يحاولون الفرار من القارب المثقوب فاحكم عليهم أيها التاريخ واعلموا أن حكم التاريخ لا نقض فيه ولا إبرام.


    ----------------


    نائب المرشد العام السابق للاخوان : الثورة التي أسقطت حكم الاخوان غير مسبوقة في تاريخ البشرية

    August 21, 2013

    0006(صحف)

    أوراق الخريف الذابلة

    محمد حبيب

    (and#1633;) فى الآية and#1634;and#1638; من سورة آل عمران، يقول المولى (تعالى): «قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِى الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ».. تأمل معى عزيزى القارئ قوله (سبحانه) «وَتَنْزِعُ».. فالناس عادة إذا وصلوا إلى الملك لا يتنازلون عنه بسهولة، بل يقاتلون من أجله بكل بسالة وشراسة، يتمسكون به ويتشبثون بأركانه، يشعرون فى لحظة بأنهم توحدوا معه، ومن يريد انتزاعه منهم كأنه ينتزع أرواحهم من أجسادهم..

    وتتجلى هذه الصورة فى الإخوان الآن، إذ يسَّر الله (تعالى) لهم أن يصلوا إلى سُدَّة الحكم، حيث أصبح «مرسى» رئيساً لمصر.. لكن، بعد عام من الفشل الذريع ثار عليه الشعب، أو قطاع كبير منه، طالباً منه الرحيل، وانحاز الجيش إلى إرادة الشعب وتمم له ما أراد بعزل «مرسى».. كان من الممكن أن يستجيب الرجل وجماعته وتنتهى القضية وتتجنب البلاد الدخول فى أى صراعات، لكن الجماعة ومن شايعها، أو بالأحرى من قادها، من الجماعة الإسلامية والسلفية الجهادية وعناصر القاعدة، أبوْا أن يستسلموا للأمر، وكانت الاعتصامات والمسيرات والتهديد والوعيد، ثم نزيف الدم الذى أوجع قلوبنا، علاوة على إثارة الفوضى واقتحام أقسام الشرطة وحرق الكنائس والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة… إلخ.

    (and#1634;) لقد دخل النبى (صلى الله عليه وسلم) مكة فاتحاً فى عشرة آلاف مقاتل، وهو الذى خرج منها قبل ذلك التاريخ بثمانى سنوات مهاجراً، ليس معه سوى الصديق (رضى الله عنه)، فى يوم الفتح شوهد (صلى الله عليه وسلم) وهو على ناقته يحنى هامته لله، حتى إن طرف لحيته لَيَمَس ظهر ناقته، فعل ذلك تواضعاً لله، وإيماناً أنه (سبحانه) هو وحده واهب النصر والعزة والقوة، بل واهب الحياة والوجود.. عندما وصل الإخوان إلى سدة الحكم، أصابهم مثل ما أصاب غيرهم من المهلكات؛ الكبر والغطرسة والغرور والافتقار إلى فضيلة التواضع، تصوروا أن الدنيا أقبلت عليهم ولن تدبر أبداً، وأنهم ماكثون فى الحكم عشرات وربما مئات السنين، لم يتخيلوا أنه من الممكن أن يفقدوه أو يسقطوا من فوقه بهذه السرعة المذهلة، يا الله! الجماهير هى التى أتت بهم، والجماهير هى التى غضبت منهم وثارت عليهم، لم تكن ثورة عادية، لكنها كانت ثورة غير مسبوقة فى تاريخ البشرية، وما بين الصعود والسقوط عام، عام واحد فقط دون زيادة أو نقصان. من المؤكد أن هناك أسباباً كثيرة، داخلية وخارجية، أدت إلى هذا السقوط السريع، ذكرناها وذكرها غيرنا. كان من الممكن أن تتسامح الجماهير معهم وتغفر لهم جميع أخطائهم وخطاياهم، لو أنهم كانوا صادقين معها غير متكبرين أو متعالين عليها، الجماهير لا تغفر لمن باعها لـ«الداخلية» واستعملها فى قهرها وقمعها، وها هو الوقت قد جاء لتذوق ما جرَّعته بيدها لغيرها، «وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ».

    (and#1635;) لا بد لقيادات الجماعة الشائخة من أن ترحل، أصبحت أوراقاً ذابلة، قيادات لم تستطع أن تتفهم طبيعة المرحلة ولا أن تستوعب ما يحدث حولها، تصورت أن إدارة دولة فى حجم مصر، كما تدار جماعة محدودة العدد تدين بثقافة السمع والطاعة. هى مسئولة بشكل كامل عما لحق ويلحق بالجماعة والدولة من خسائر بشرية ومادية ومعنوية. صحيح أن المشكلة لم تكن مقتصرة على هذه القيادات وحدها، لكن جسد الجماعة كله يتحمل هو الآخر جزءاً من المسئولية، وذلك بانقياده الأعمى لقيادات فقدت رشدها، وهذا يقتضى تغييراً فى الشكل والمضمون؛ لا بد أن تتحول الجماعة إلى جمعية حقيقية، تخضع فى هياكلها الإدارية والتنظيمية ولجانها الفنية والنوعية وتمويلها ومجالات عملها وأنشطتها إلى قانون الجمعيات، وأن يكون أسلوب عملها مؤسسياً، وأن تنتهى إلى غير رجعة ثقافة السمع والطاعة وتحل محلها ثقافة المحاسبة والمساءلة وديمقراطية اتخاذ القرار. لا بد أيضاً أن يكون هناك فصل حقيقى بين هذه الجمعية والحزب، وأن يكون لهذا الأخير مؤسساته وهيئاته ولجانه ورجاله الذين يعملون بمعزل واستقلال كاملين بعيداً عن الجمعية، وأن يكون للحزب برنامجه للنهوض بمصر.

    (and#65296;) لا أعرف من الذى يقود جماعة الإخوان الآن، خاصة فى ظل التضييق والملاحقة والمطاردة التى تمارس فى حقهم، وهل يندفع الأفراد بعد غياب الكثيرين من قياداتهم إلى ارتكاب تصرفات أكثر عنفاً وعشوائية وفوضوية؟ وهل هناك فصل بينهم وبين الفصائل الأخرى؛ من جماعة إسلامية وسلفية جهادية وعناصر من القاعدة، أو أنهم صاروا شيئاً واحداً؟ ومن صاحب الصوت الأعلى فى هذا كله، هل هو من يملك السلاح؟ وإلى أى مدى يقودنا مسلسل العنف؟ إذا كانت «الحركة الإسلامية» تعول على مساعدة الغرب لها، فهى واهمة، وإذا كانت تتصور أنها قادرة على مواجهة الجيش والشرطة، فهى أيضاً واهمة، وإذا كانت تريد إشاعة مزيد من الفوضى وسفك الدماء، فسوف يكون ذلك عليها لا معها. عليها أن تعيد حساباتها، وأن تنسحب من الميدان للحفاظ على ما بقى، خاصة أنه قليل، قليل جداً. عزاؤنا لكل أسر الضحايا من المدنيين والعسكريين ورجال الشرطة. أعتقد أن هذا المسلسل سوف يتوقف كما توقفت مسلسلات أخرى من قبل، ربما تغيب «الحركة الإسلامية» عن المشهد لفترة، قد تطول.. «وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ».


    --------------------

    من مرسي إلى رابعة .. الإخوان.. بانوراما الوعي ومأزق التفكير!

    August 21, 2013

    00008 (علي عبد الصادق- العربية للدراسات)

    مقدمة نظرية:

    ليس هدف هذه الدراسة محاولة توصيف ما جرى في 30 يونيو / حزيران، وهذا المشهد التاريخي الذي عبرت عنه جموع الشعب المصري في هذا اليوم التاريخي، التي نزلت فيه موجات بشرية إلى كافة الشوراع والميادين رافضة وغاضبة ومتمردة على حكم جماعة الاخوان المسلمين، فالعديد من الكتابات والتحليلات ذهبت في هذا السياق، ولكن ما يهمنا في تلك الدراسة هو ما نسميه بمأزق وصدمة الوعي لدى جماعة الاخوان المسلمين والتي وجدت نفسها فجأة في مفترق طرق تبحث عن مخرج من ورطتها لذا فبيت القصيد هنا هو مصير من تلقى الصدمة لا مصير من جاءت منه الصدمة.

    ملاحظات نظرية:

    أولا: يمكن تعريف الوعي على أنه معطى قائم بكل ذات ومرتد منها، وهو الحاوي لكل ما تضمر من قوة شعورية واحساسات داخلية، تجاه العالم الخارجي ومتغيراته وحركة تاريخه، مما يجعله وعياً بالذات وبالآخر وبالعالم معا، ومن ثم فإن الوعي دائما ما يتسم بالشقاء لأنه من الممكن أن يقع فريسة الوهم نتيجة لقصوره عن الفهم الصادق للعلاقة بين الذات والآخر كما من الممكن أن يكون الوعي نفسه سبباً للسقوط في براثن الخرافة والعبودية، لذا فمن الضروري أن نضع نصب أعيننا دائما الدور المزدوج للوعي، فهو يغلق ويفتح في آن واحد.

    ثانيا: أن ثمة علاقة وثيقة بين الوعي وحركة التاريخ – في أي إتجاه وبأي ايقاع – ذلك أن بقاء الوعي حياً ونابضاً، موضوعيا وعقلانيا، يمتلك إرادة الشفاء من أية أمراض أو أعراض قد تصيبه او تعترضه هو الشرط الأساس لاستمرارية أي جماعة بشرية في حركتها التاريخية وعدم توقفها أو جمودها ومن ثم تلاشيها، ذلك أن الوجود الحقيقي في التاريخ هو ذلك الوجود الذي يستوعب التاريخ ويتخطاه على الدوام ليصنع تاريخاً جديداً ومتجددا، وليس وعيا مأزوماً أو مغلوطاً، فإن ذلك يعني توقف حركتها التاريخية وتبقى دوماً أما على هامش التاريخ أو خارجه .

    ثالثا: إن الوعي ليس حالة كمالية يمكن الاستغناء عنها، وبالتالي لا يجوز لنا افتراض وجود حال يمكن للإنسان فيه الاستغناء عن الوعي والعقل، ولكننا حين نسلم الوعي إلى الرغبة أو إلى تركيبات وانماط ذهنية جاهزة ليست سوى أقنعة، تختفي وراءها أهداف الرغبة والشهوة، فإننا نقصيه عن الفكر فتندفع الرغبة إلى تجنب المعرفة لتستريح وتريح جسدها من تجنب العناء ما يؤدي إلى عجز الفكر من قدرته على حل المعضلات أو البحث عن مخرج لأزمات واقعه، ويظل حبيسها بيديه.

    الأخوان … الاقتدار والاستعلاء على التاريخ:

    لماذا أتفاءل بالمستقبل؟ تحت هذا العنوان كتب الدكتور عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين مقالاً بجريدة الشروق بتاريخ 26 مارس / آذار 2011 يقول “إذا كان هناك خوف من الاخوان المسلمين فأريد من القارئ أن يرجع إلى مقالة كتبها المرحوم الأستاذ الكبير “أحمد حسن الزيات” مؤسس مجلة الرسالة التي كانت منبراً لكل التيارات الفكرية قبل يوليو 1952 في مارس 1952 بعنوان ” لا تخافوا من الأخوان فأنهم يخافون الله”… ولأن الاخوان يتماهون بالإسلام وهم – دون الدخول في تفاصيل الإطار المعرفي والتنظيمي والتاريخي الذي وضعه حسن البنا مؤسسها الأول في عشرينيات القرن الفائت – بحسب المرسد العام للجماعة الدكتور محمد بديع خلال مؤتمر جماهيري عقده في مدينة المنصورة بتاريخ 5 نوفمبر / تشرين الثاني 2011 – أي الاخوان – “ليسوا حزباً سياسياً بل روح جديدة تسري في قلب هذه الأمة فتحيا بالقرآن، ونور جديد يشرق فيسدد ظلام المادة بمعرفة الله، وصوت يدوي ويعلو مرددا دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم”…

    ولأنهم كذلك باعتبارهم الإسلام ذاته فهي دعوة شمولية وبحسب قول بديع أيضاً في مؤتمر “الإسلاميون في العالم العربي والقضية الفلسطينية في ضوء التغييرات والثورات العربية” والذي عقده مركز الزيتونة للدراسات ببيروت يومي 28 و29 نوفمبر / تشرين الثاني 2012 ، “فقد حمل الأخوان المسلمون هم هذه الأمة كي تنهض من سباتها منذ سقوط الخلافة الإسلامية مروراً بمخططات الآعداء التي لم تقف على مر السنين كي تنقض على مقدرات أمتنا الإسلامية وتنهب ثرواتها… لقد كانت مصر مهد دعوة الاخوان المسلمين وكانت فلسطين ميدان الجهاد لكل أبناء هذه الدعوة وكان ذلك علامة على شمولية هذه الدعوة وثرائها وانها لن ترضى إلا بعزة هذه الأمة وعودتها شامخة عزيزة تقود سائر الأمم إلى ما فيه خير العباد والبلاد”… أما متى لم يجب المرشد؟ اما كيف فيجيب في إحدى رسائله بتاريخ 5 مارس/ آذار 2010 أن “قوة دعوتنا وحاجة الناس إليها ونبالة مقصدنا وتأييد الله إيانا هي عوامل النجاح التي لا تثبت أمامها عقبة ولا يقف في طريقها عائق”.

    إذن فهي جماعة تتصور نفسها نقية ومتفردة بامتلاك كل نواحي الإصلاح في الأمة، وأصبحت طريق كل مصلح مخلص غيور يجد فيها أمنيته، أو انها الصياغة الجديدة للإنسان المسلم والتي تبشر ببعث إسلامي جديد وفق مقولة سيد قطب (جيل قرآني فريد)، أو كما يقول الشيخ يوسف القرضاوي في كتابه “الأخوان المسلمون : 70 عاماً من الدعوة والتربية والجهاد”… إن “عقيدتهم وفكرتهم من حيث النقاء والأصالة لا تشوبها شائبة” كما أنها وفق ذلك للاقتدار على التاريخ والانقلاب عليه..

    ومن هنا تكمن المهمة الجليلة التي تضطلع بها الجماعة كما رسمها مؤسسها حسن البنا نفسه حين يقول في “الأخوان المسلمون تحت راية القرآن”، “مهمتنا أن نقف في وجه هذه الموجة الطاغية على مدنية المادة وحضارة المتع والشهوات التي حرمت الشعوب الاسلامية فابعدتها عن زعامة النبي صلى الله عليه وسلم وهداية القرآن وحرمت العالم عن أنوار هديها وأخرت تقدمه مئات السنين حتى تنحسر عن ارضنا ويبرأ من بلائها قومنا ولسنا واقفين عن هذا الحد بل سنلاحقها في أرضها وسنغزوها في عقر دارها حتى يهتف العالم كله باسم النبي صلى الله عليه وسلم وتوقن الدنيا كلها بتعاليم القرآن وينتشر ظل الإسلام الوارف على الأرض لله وحينئذ يتحقق للمسلم ما ينشده فلا تكون فتنة ويكون الدين كله لله… هذه مهمتنا نحن الاخوان المسلمين إجمالاً”.

    ولثقل هذه المهمة وعظمتها فإن التدرج فيها يكون على مراحل لخصها سيد قطب بقوله “مرحلة الدعوة وتكثير الانصار، مرحلة الابتلاء للدعاة والاتباع وهذا الابتلاء له صوره المتعددة من تعذيب، ومطاردة، وسجن، ومقاطعة، ومن حرب، ومن اشاعة للحملات الكاذبة والظالمة، ومرحلة الصبر: في هذه المرحلة يواجه الابتلاء على قسوته بالثبات والصبر، ومرحلة النصر: في هذه المرحلة الخاتمة تكون بعد الصبر، والصبر الذي حدث بعد الابتلاء، والابتلاء الذي نتج عن تبليغ الدعوة.. انها باختصار كلمات أربع: دعوة ثم ابتلاء ثم صبر ثم نصر، فلا نصر إلا بعد الصبر، ولا صبر إلا بعد ابتلاء، ولا ابتلاء إلا بعد دعوة صريحة وواضحة”، (نقلا عن محمد عبد القادر ابو فارس، منهج التغيير عند الشهيدين حسن البنا وسيد قطب).

    المحنة والنصر في المخيال الأخواني:

    يقول عبد العزيز كحيل في مقالته “انتصار الاخوان المسلمين”، (موقع رسالة الأخوان، بتاريخ 26 يوليو / تموز 2013) إن “تجاوز الأخوان المحن وسرعة تعافيها من البلايا دليل صلاحيتها للبقاء والاستمرار في العطاء لأنها – خلافا للعلمانية – دعوة ربانية تستند إلى تربية روحية دائمة تمدها بالثبات وصد الهجمات المختلفة… فماذا يفعل أعداؤها بها إن سجنوا رموزها وأفرادها ؟ حول هؤلاء السجن إلى خلوة للذكر وقراءة القرآن والتزود بمختلف العلوم ووضع خطط لمستقبل الأمة فلا وقت عندهم للجزع والتباكي فيخرجون من السحون أقوى وأعلم وأكثر عطاء”.

    لذا فالنصر حتمي وحرب الانظمة لنا دليل وبرهان على أننا أهل الحق هكذا يقولون لأنه لا يحارب إلا أهل الحق فالابتلاء بالمحن والمصائب في دعوة الاخوان ليس له نتيجة إيجابية سوى تقمص نموذج الضحية من أجل اكتساب المزيد من المتعاطفين ولا مانع أن يكون الفشل والخذلان مرافقاً للجماعة لأكثر من جيل وعبر أجيال متتابعة ولا يعاتبون أنفسهم على ذلك لاصرارهم على أن ما هم فيه إنما هو ابتلاء وليس عقوبة يعقبها النصر، فهم يرون أن الباعث عندهم هام جداً – بحسب قول الدكتور عصام العريان “الاصلاح المطلوب تحقيقه، مجلة الديمقراطية رقم 13، 2003and#8243;- و”هو ما يعرف بـ”النية” وضرورة أن تتوجه إلى الله تعالى ابتغاء مثوبته ولاشك أن غرس التوجه الصحيح لدى جموع المسلمين والمؤمنين سيكون دافعاً قوياً لهم من أجل العمل لتحقيق البرامج والتوجهات الإصلاحية وسيزيد من الحماسة لها بين صفوف الشعب على ان تبدأ بالعمل على إقامة شرع الله من منطلق إيماننا بأنه المخرج الحقيقي الفاعل لكل ما نعاني منه من مشكلات داخلية وخارجية وذلك من خلال بناء الفرد المسلم والبيت المسلم والحكومة المسلمة والدولة التي تقود الدول الإسلامية وتلم شتات المسلمين وتستعيد مجدهم وتحمل لواء الدعوة إلى الله حتى تسعد العالم بخير الإسلام وتعاليمه”، هذا هو المخيال الاخواني الذي بجانب تقمصه لدور الضحية يتقمص ايضاً دور المهدي المنتظر الذي سيقود العالم للتغيير على طريقتهم.

    “أنهم يصنعون تاريخهم ويصنعون عالمهم” ومن هذا التاريخ وذاك العالم فقط ينظرون إلى الآخر – أي آخر – سواء كان دولة أم مجتمع أم حلفاء أم معارضين بصفة عامة بل أن التاريخ يبدأ لديهم فقط من نشأة جماعتهم في مارس عام 1928 وما تلاه وهذا ما أكدته كلمات الدكتور محمد مرسي والذي قدم نفسه باعتباره رئيسا لكل المصريين أثناء ادائه اليمين الدستورية أمام حشد هائل في ميدان التحرير بتاريخ 29 يونيو / حزيران 2012، حينما قال “أيها الاحباب الكرام ننظر في التاريخ لنعرف ان شجرة الحرية قد بدء غرسها وغرس جذورها رجال كرام منذ عشرات السنيين ومنذ بدايات القرن الماضي غرس الرجال جذورا ووضع بذورا روتها دمائهم واحيتها تضحياتهم علي مدار العشرينيات والخمسينيات والستينيات وما ادراك ما الستينيات وبعد ذلك عقد إلي عقد إلي أن وصلنا بعد ظلم طويل الي 25 يناير 2011and#8243;.

    ولذلك وعندما واجهتهم المحنة الأولى – هكذا يقول أحمد رائف القيادي المنشق عن الجماعة في كتابه “سردايب الشيطان.. صفحات من تاريخ الاخوان المسلمين 1990and#8243; – “ظنوا أن بينهم وبين التمكين في الارض رمية قوس، وخيل اليهم انما هي خطوة واحدة تخطوها الجماعة إلى الامام فيصيرون على رأس المجتمع فيحكمون بالقرآن وتسود شريعة الإسلام وتعملوا خطأ أن العالم كله ينتظر إشارة منهم فيركع تحت أقدامهم وقد يرجع ذلك إلى كلمات الامام الشهيد الملتهبة التي لم يفهم مرماها على وجه اليقين فقد غطى وجه الكلمات على عتمة الواقع واساه، وقد يرجع إلى عظمة الدعوة وأهميتها في إعادة تكوين الإنسان والمجتمع وانه ليس من العقل رفضها أو الوقوف ضدها وهو يرجع بالتأكيد – ومازال الكلام لأحمد رائف – إلى عدم قراءة التاريخ وعدم استيعاب السنن والنواميس ثم توالت الاحداث وتتابعت المحل الطويلة والدلائل صارت تشير إلى أنه لا نهاية لها وتأكد لديهم ووثقوا أنها حرب ابادة من اعدائهم”.

    الإخوان من الثورة إلى مرسي:

    رأى الإخوان في الثورات العربية التي وصفها البعض بالربيع العربي الديمقراطي المدني، فرصة النصر التي تحققت، ودخلت الجماعة في مرحلة جديدة تقود إلى التمكين وسيادة الجماعة هي مرحلة الانتصار آخر المراحل التي حدث عنها سيد قطب من قبل بالنصر الذي تحقق بثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011، هكذا كتب الدكتور عصام العريان في إحدى مقالاته بجريدة الشروق بتاريخ 12 فبراير/ شباط 2011 أي بعد يوم واحد من تنحي الرئيس مبارك “هذه ثورة شعبية لا يقودها فصيل سياسي بل فجرها شباب مصري من جميع الانتماءات الفكرية والسياسية بمن فيهم الاسلاميون وليست من صنع الاخوان المسلمين الذي يشاركون فيها بنسبة معقولة وعملوا على حمايتها من العنف المضاد الذي مارسته اجهزة الحكومة والامن”، ولكن شيئاً فشيئاً سوف يصل الأمر ببعضهم إلى أنهم صناع الثورة الحقيقيون هكذا يفهم من شهادة المتحدث الرسمي بأسم الجماعة أحمد عارف والتي عنونها بــ “لله ثم التاريخ” وذلك في 20 يونيو / حزيران 2013 (موقع مفكرة الاسلام) أي قبل أيام من “يوم التمرد”، وتتخلص الشهادة في قوله “يقولون أن الأخوان هم من حمى الثورة… إن الاخوان هم من فرشوا ميدان التحرير بأجسادهم فكانوا زرابي مبثوثة، وهم من واصلوا الليل بالنهار مرابطين من كل المحافظات وكأنهم في اعتكاف مفتوح حتى تلونت جلودهم بلون حجارة الارض وهم من واجهوا الجمال والدواب بكل شجاعة وقطعوا الحجارة من رصيف التحرير وأقاموا المتاريس ووضعوا نظام بوابات التأمين عند المداخل وتناوبوا ورديات الحرساة وهم من ثبتوا حين رأينا وجوهاً كثيرة آثرت السلامة وانسحبت ساعة اشاعة ان البلطجية قد دخولا على الناس بيتهم”.

    ورغم أن الثورة قامت بدون وصاية من أحد عليها، كما أقر وقبل عصام العريان، ولم تكن لتقبل أن توضع تحت وصاية أحد، فقد صارت الجماعة في هذا الاتجاه- دور الوصاية- فبعد أن اعتمد خطاب الجماعة العام في الايام الأولى للثورة، على أنهم مكون من مكونات الشعب الثائر لكنهم ليسوا التعبير الوحيد عنه حتى على مستوى الشعارات المرفوعة التي كانت منحازة إلى التغيير والحرية والعدالة الاجتماعية ولم تسلك طرائقها المعهودة بالشعارات الدينية تجاهلت ما أثمرت عنه الثورة من معادلات جديدة على الساحة ووعي بضرورة بناء مصر جديدة، وراحت تنغمس في حسابات الجماعة الضيقة بغض النظر عن تأثير تلك الحسابات في المسار الوطني العام فكانت الرسالة بفرض الوصاية على الثورة مزدوجة أولا في ميدان التحرير تقول للقوى السياسية والثورية نحن من نعطي التظاهرات وزنها الطاغي، وتقول للنظام قبل سقوطه نحن من نستحق منك التركيز على مطالبنا

    وبدا منطق الرغبة واضحاً ولكنه يتخفى بعباءة الدين والميدان، فـ “من يخالف الأخوان وعقيدتهم فهم كأهل لوط الذين فضلوا الملذات والشهوات ورفضوا دعوة الإيمان والطاعة للخالق” (موقع سويس أنفو بتاريخ 20 مايو / آيار 2012).

    هكذا أفتى الشيخ يوسف القرضاوي، وهكذا كانت العودة إلى زمن وعاظ السلاطين أو ما نطلق عليه “دين السلطان”، واعتمدت جماعة الاخوان على ماكينة من تلك الفتاوى الصادمة لتكفير كل من يعارض الجماعة والتشكيك في كافة مسارات العمل السياسي والإنتخابي التي اعقبت الثورة ما لم يفز فيها الاخوان فتتوعد الناخبين بالإثم في الآخرة والخيبة في الدنيا وتمهد لمظاهرات وثورة أخرى إن لم يفز مرشح الجماعة محمد مرسي في الإنتخابات الرئاسية باعتباره “حامل النهضة، والآتي بالخلافة الإسلامية الجديدة، ومطبق شرع الله، وحامل الخير للمصريين جميعاً، ومنقذ فلسطين، ومحرر القدس”، وغيرها من الفتاوى والمقولات التي أقحمت الدين في خضم السياسة ما ادى إلى تصوير الصراع السياسي على أنه صراع وجودي بكل ما تحمل الكلمة من معان بين المؤمنين الصالحين وبين الكفرة الملحدين لا يصح فيها سوى الإنتصار أو الشهادة.

    وانتصرت الثورة لكن بالمفهوم الأخواني التأويلي والتحريفي لها، وبدأ المسار الذي أرتأته الجماعة يحقق أهدافها ورغباتها وحساباتها الضيقة ودانت لها كافة المؤسسات والاجهزة التي كانت تلاحقها من قبل، وقفزت الجماعة من السفح إلى قمة التل مباشرة فاعتلت قمة السلطة السياسية في مصر باحد اعضاء مكتب ارشادها الدكتور محمد مرسي، ومعه بدت الجماعة وكأنها مقدمة على الانتحار الجماعي بنعرات الاستعلاء والغرور السياسي الذي مارسته قيادات ورموز الجماعة في توجيه سهامهم في اتجاهات شتى وبصفة خاصة السلطة القضائية فكان حصار المحكمة الدستورية العليا، ووسائل الإعلام فكان حصار مدينة الانتاج الاعلامي فضلا عن وزارة الداخلية والازهر الشريف الذي لم يسلم أيضا من سهامهم أما القوى الحزبية والسياسية المعارضة فهم في نظرهم أما متآمرين أو “أصحاب هوى” على حد تعبير المرشد العام السابق للجماعة محمد مهدي عاكف لجريدة الوطن بتاريخ 8 ابريل / نيسان 2013، لأنه من الطبيعي أن من يعترض عليهم فقد اعترض على الحق المنزل وأن من خاصمهم فقد خاصم الإسلام ولا مانع من اتهامات بسطحية التفكير أو طالب شهرة ومكانة وإن لم يكن رموه بالعمالة والخيانة… إلخ.

    ورغم أن الجماعة فقدت منذ فترة الامساك بزمام الحركة الإسلامية بصفة عامة، التي غادرتها سلفيا في الفترة الأخيرة وسلفيا جهاديا في فترة سابقة، إلا أنها وخلال العام الفائت فقط عادت واقامت تحالفا واسعا مع العديد من الحركات والأحزاب الإسلامية كالجماعة الإسلامية وحربها البناء والتنمية، وعدد من حركات سلفية اهمها الجبهة السلفية، وحركة حازمون فضلا عن حزب الوسط فكثيرا ما رأينا أن رموز وقيادات تلك الحركات هم من تصدروا المشهد في مليونيات نظمتها الجماعة أو أنصارها تحت عناوين هي أبعد ما تكون عن قناعتهم مثل مليونية “لا للعنف”.

    وبعد عقود من الحظر والمنع والاستبعاد الاجتماعي بدا ظهور الجماعة السياسي بصورة لم تختلف عن الماضي في المغالبة والاستلاب السياسي والاجتماعي والرغبات الملحة في التمكين وأخونة مؤسسات الدولة دون الاقتراب من الواقع الفعلي للشعب الثائر وكانها لا تعي التاريخ ودروس الماضي مما شهدته مصر من تظاهرات وحملات غاضبة ضد الجماعة على مدار العام لهو خير دليل على أن هذا الفصيل كان يسير في الاتجاه الخاطئ ويسعى لأن يسير الوطن إلى مصير غامض ومجهول.

    من مرسي إلى رابعة وعي الانفصال:

    لأنه أول رئيس مدني منتخب “ملتحي” هكذا كانت أهم انجازاته وانجازات الجماعة غير أن السمة الأبرز المميزة لتلك المرحلة هي الفشل على كافة المستويات والأصعدة فبعد مرور عام على حكم الجماعة تحدث مرسي ليقدم كشف حسابه إلى الشعب “المتمرد” آنذاك يوم 26 يونيو / حزيران 2013، قائلاً “إنني أقف أمامكم كمواطن هو المواطن محمد مرسي قبل أن أكون رئيسا مسئولا عن مصير أمة ومستقبل شعب لاحدثكم حديث المكاشفة والمصارحة حيث الوقت لا يتسع لتجمل أو تلطف لعرض الموقف”… ولكن الوقت اتسع لما يقرب من ثلاث ساعات دون جدوى، ودون جدوى تحدث قائلاً “إنني أصبت أحيانا وأخطأت أحيان اخرى والخطأ وارد وتصحيحه واجب ومهنته كاستاذ وباحث تعلمه أن هناك خطأ يحدث ويجب تصحيحه وأن تصويب الخطأ هو الأهم وأن الوقت حان لتحويل ثورتنا وطاقتنا لطاقة بناء وتطوير” ورغم ذلك لم يذكر مرسي خطأ واحد يريد تصويبه لأن المؤامرات أو”الصوابع ” بحسب تعبيره كانت الجزء الاكبر من الخطاب أو هي الخطاب ذاته الذي لم يخلو أيضاً من كوميديا مؤكدا أن “الوقت قد حان لانتقاء السوس الذي ينخر في جنبات البلد، احنا غير قابلين للانضغاط”، على حد تعبيره.

    إن عقلية كهذه وجماعة كهذه كان هبوطها إلى السفح مرة أخرى سريعاً ومباشراً بعد عام واحد فقط في 30 يونيو / حزيران وما تلاه في 3 يوليو / تموز 2013 ولأن العقلية التآمرية متأصلة لديهم ظنوا مرة أخرى بأنها حرب ابادة ضدهم، وخيانة تفاعلت فيها عناصر داخلية وخارجية للقضاء عليهم دون أدنى مسؤولية ذاتية عن الوضع الكارثي الذي آلت إليه مصر بعد عام واحد فقط من حكم الجماعة… فخسر الاخوان الكثير – كما يقول الدكتور محمد حبيب في مقال بجريدة المصري اليوم في 13 يوليو / تموز 2013 “- وخسر الوطن أكثر خلال عام واحد هي مدة حكمهم.. أصابهم الغرور والشعور بالزهو وظنوا أنها دامت لهم ولن تفلت من بين ايهديهم.. لكن النهاية كانت أقرب اليهم من شراك نعالهم”، ورغم مخاطبتهم “أيها الاخوان: حان وقت المراجعة” يخرج الدكتور صفوت حجازي في 1 يوليو/ تموز ليهدد “سيتم قطع رقاب رموز النظام السابق ورموز جبهة الانقاذ جميعاً في حال المساس بالرئيس مرسي”



    فالمشروع الأممي لجماعة الاخوان المسلمين بدا وكأنه قد أوشك على الانهيار، ومن ثم عاد التنظيم الدولي والخاص للجماعة إلى واجهة الاحداث وظهر ثمة تشابه في الحديث عن مؤامرة كونية لإجهاض المشروع والجماعة والتنظيم في كل الساحات القطرية، التي تمتد اليها أذرع الاخوان واستنفرت من قبل التنظيم وهذا ما عبر عنه الامين العام للتنظيم بلندن ابراهيم منير بقوله “إن ما تم في مصر انقلاب عسكري على الشرعية والديمقراطية مكتمل الاركان وتم بالتعاون بين منفذيه في الداخل والغرب المعارض لمرسي أول رئيس منتخب في تاريخ البلاد”، ويكمل قائلاً “من قاموا بهذه الخيانة تلقوا تعليماتهم من الخارج وتجرؤوا على القيام بهذه الفعلة”،( موقع جريدة المصريون بتاريخ 15 يوليو / تموز 2013)، بل أن الحديث عن تلك المؤامرة الكونية كان قد تم الاعداد له قبل “يوم التمرد” ذاته حسبما ذكر نائب المراقب العام للجماعة بالاردن زكي بني ارشيد يوم 26 يونيو / حزيران أن “الخيار المصري استوجب مؤامرة كونية لاجهاض هذا المسار ولابد من تكاتف جميع المخلصين من المسلمين الاتقياء للدفاع عن شريعة المولى عز وجل، لأن المؤامرة تنخرط فيها اسرائيل واميركا وفلول النظام السابق والقوى الليبرالية وإيران وحزب الله ودول خليجية”، على حد تعبيره.

    ورغم أن حالة الاستنفار العام أعلنت من قبل التنظيم الدولي دفاعاً عن أخوان مصر ولكن في الوقت ذاته فإن كل الساحات القطرية للتنظيم الدولي للجماعة انتفضت هي الأخرى ليست دفاعاً فقط عن اخوان مصر “الجماعة الام”، ولكن أيضاً لمعركتها القطرية ومستقبلها هي، لأنهم يعلمون أن الدور عليهم فـ “ما قام به الجيش في مصر لمست عصباً حساساً عند كافة قوى الإسلام السياسي على مستوى العالم”، بحسب ما ذكره الأمين العام للتنظيم ابراهيم منير ونقلته جريدة الوطن بتاريخ 12 يوليو / تموز 2013.

    يصورونها وكأنها حرب أذن على الإسلام، وليست دفاعاً عن شرعية لرئيس معزول هكذا قال قادتهم وحلفاؤهم، فمن أعلى منصة اعتصام “رابعة العدوية” وهو الاعتصام الذي نظمته الجماعة وأنصار الرئيس المعزول، قال الدكتور صفوت حجازي بتاريخ 20 يوليو / تموز إن “التظاهر هنا ليس دفاعاً عن شخص الرئيس مرسي وإنما هو لله” معتبراً أن “اعتصام المتظاهرين جهاد في سبيل الله والشهادة مقابل نصرة دين الله”، لأنهم “أشرف من على هذه الأرض” بحسب قوله أيضاً أثناء مليونية “الشرعية خط أحمر في 28 يونيو / حزيران قبل “يوم التمرد”، بل أن تلك المؤامرة الكونية لم تمنع أحد قادة الجماعة الدكتور محمد البلتاجي باستدعاء الغرب ذاته (الذي هو متآمر ضدهم ايضاً) عبر لغة التهديد فيقول في مقابلة مع وكالة رويترز في 7 يوليو / تموز إن “الغضب الإسلامي يتصاعد ضد الدول الغربية لعدم مقاومتها الجيش المصري على خطوته في عزل الرئيس محمد مرسي”، محذرا من “تصاعد أعمال العنف مجدداً في المنطقة بسبب ما أسماه يأس الإسلاميين من العملية الديمقراطية”، وهو القائل أيضا أن “أعمال العنف ضد الجيش المصري وقوات الأمن ستتوقف في سيناء لحظة عودة الرئيس مرسي للرئاسة مع البقاء في الميادين والشوراع حتى ذلك الحين… صدورنا عارية وأقوى من الرصاص” على حد قوله.

    ويؤكد ذلك المتحدث باسم الجماعة أحمد عارف في بجريدة الشرق الأوسط بتاريخ 14 يوليو / تموز حين يقول “نريد لمن يرغب في أن يجعلنا خصماً له ألا يستهين بنا كخصم… نحن لدينا تاريخ من الخبرة وتراكم أكثر من 80 عاماً ومررنا بمحن حتى لم يسمعوا بها ولدينا عمل مؤسس قوي قائم على معان تربوية ودعوية وبالتالي نحن خصم صعب لأن لدينا نسقاً عقائدياً”.

    وبالفعل لا سفينة تحملهم ولا خشبة يتعلقون بها سوى هذا النسق العقائدي ففي بيان تحت عنوان “لا سفينة تحملنا ولا خشبة نتعلق بها” القاه الدكتور صفوت حجازي على معتصمي رابعة العدوية في 9 يوليو / تموز أكد فيه أن هذا البيان هو الممثل الوحيد لكافة المعتصمين وشبه فيه ما يتعرض له الاسلاميين الآن بما تعرض له الأوائل في مكة قائلاً أن “كفار مكة قاموا بمحاصرة المسلمين الأوائل في المدينة المنورة أثناء غزوة الخندق وخرجوا عليهم بجيوش ضخمة واشتد الامر على المسلمين دون أن يحقق جيش الكفر أهدافه” ولأنها ليس قضية فرد أو جماعة بل هي حرب ابادة وحرب على الإسلام هكذا يقولون أوضح البيان أن “الإسلام لن يقام إلا بجهد الفئة المؤمنة وجهادها المرير مشيراً إلى أن إقامة المشروع الإسلامي بعد التمكين لدين الله في الأرض لن يتم إلا من خلال التعلق التام بالله عز وجل مع بذل الجهد واستفناء جميع الأسباب المتاحة”، فما فعله القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي بالانحياز للإرادة الشعبية التي تجلت في “يوم التمرد” تحول لديهم إلى جرم يفوق هدم بيت الله الحرام هكذا يقول المرشد العام الدكتور محمد بديع في رسالته الاسبوعية يوم 25 يوليو / تموز “أقسم بالله غير حانث أن ما فعله السيسي في مصر يفوق جرماً ما لو كان قد حمل معولاً وهدم به الكعبة المشرفة حجراً حجراً موجهاً سؤاله للمملكة العربية السعودية هل لو كان فعل السيسي هذا يا حماة الحرميين الشريفين هل كنتم ستؤيدونه فيما فعل… أعدوا جواباً على هذا السؤال عندما تعرضون على من لا يخفى عليه منكم خافية”.



    ولذلك كانت الرسالة قد وصلت من قبل التنظيم الدولي للجماعة ومفادها المضي قدماً في سيناريو “النفس الطويل” والذي يعتمد على استمرار الحشد في الشارع بدعوى أن من يستمر في الشارع مدة أطول سيستطيع أن يفرض شروطه وذلك بموازة التحرك والتصعيد على المستوى الدولي حيث دعا أحد قادة التنظيم رئيس حركة النهضة التونسية التي تقود الائتلاف الحاكم في تونس راشد الغنوشي اخوان مصر إلى الثبات حتى عودة الشرعية والرئيس قائلا بحسب جريدة الوطن بتاريخ 7 يوليو / تموز “اناشدكم أن تثبتوا كما عهدناكم ولا تعودوا ما بيوتكم حتى ترجعوا الشرعية إلى أهلها فيستمر مرسي إلى ما انتدبه الشعب”.

    لعل المتابعة الدقيقة لجماعة الاخوان المسلمين على مستوى الوعي تشير بما لا يدع مجالاً للشك إلى حالة من دوران الوعي لدى الجماعة في حلقة مفرغة لا طائل منها، وذلك بان تتحول العقول والأفكار ومن ثم الأفعال، إلى حلقات مستمرة من الإلحاق والاستلحاق أي إلى نفي متبادل للذات والآخر وانكار مستمر للعقل واجتناب عنيد للواقع المشخص وذلك اعتماداً على تعصب أعمى لافكار لا يرتاح لها العقل السليم لانها ليست وليدة سوى عالم مغلق لا يرى ألا ما يراه هو.

    ملامح مأزق الوعي الإخواني:

    - إن الوعي الأخواني يعتمد فكراً يتميز دائماً بالغموض والعمومية، ويرتكز على أن منهاج الاخوان هو الإسلام ليس كأحد التفسيرات أو الإجتهادات ولكن باعتبار أنه المعبر الحقيقي والوحيد عن الإسلام على قاعدة أن جماعة الاخوان يسعها ما يسع الإسلام، أو وفق منطق ضبط معنى الإسلام والسيطرة على تعريفه وتفسيره وتأويله، وهكذا في كل الأصوليات فإن الباحث عن الأصل والساعي إلى التماهي معه يقوم على تشتييت الأصل والحلول مكانه وهنا يكمن مأزقه في أنه يدعي استعادة الأصل أي التماهي معه في حين أنه يعمل على نسخه ويزعم أن الأصل بدء لا تاريخ له في حين أنه يسعى إلى تجسيده في التاريخ وخديعة مثل هذا الفكر أو الخطاب في أنه ينبني على وهم مزدوج مفاده أنه بنزوعه إلى الأصل ينزع إلى أن يصير هو الأصل، وهو بهذا النزوع دائماً ما يلجأ إلى العقلية التآمرية حيث ينحصر تفكيره الجمعي بين نمطي تفكير تآمري وتفسير تبريري فيقرأ التاريخ بماضيه وحاضره ومستقبله بتلك العقلية فيما يرى الآخر – أي آخر – وفق أنساق عقائدية يستحضرها من الماضي تتيح له في ذات الوقت تقديم تبريرات ينفي بها نفياً قطعياً أية مسؤولية ذاتية عما آل اليه حاضره، وبموازة ذلك يتوحد الفرد ذاتياً مع الجماعة إذ الفرد هنا ليس غاية في حد ذاته بقدر ما هو نسخة عن أصل يسبقه أو أسير لطبيعة تتحكم فيه أو منفذ لمشيئة عليا تتجاوزه، وهكذا وبحسب هذا النمط من التفكير والخطاب الأصولي لا قيمة للفرد إذ هو مجرد آداة تسخر لخدمة الأزلي والمتعالي، ومن ثم فإن الجماعة التي يكون أفرادها مجرد آلات تتحول إلى مجتمع لإنتاج العبودية فلا تصنع حرية.

    - أنه دائماً عندما يختلط الديني بالسياسي، دون وعي أو بوعي، وعندما تتداخل الغايات الشخصية بالابعاد الروحية، لا شك يتقزم الدين في هوى السياسة بما يؤثر تأثيراً بعيد المدى على الدين والسياسة والمجتمع والأفراد لأن التيار الذي يتركب من تلك المخالطات والمغالطات وفي قلب منها جماعة الأخوان المسلمين قد يكتسب من ضيق الأفق شدة وقد يزداد من ضحالة الفهم صلابة وقد ينال من كثرة المغالطات وهماً بالصحة وقد يستفيد من توالي التوكيد خيالاً بالسلامة وقد يكسب من تكرار التلاعب بالألفاظ بريقاً وقد يتصور من ساتمرار رفع الشعارات تحقيقاً قريباً للآمال والاحلام ورغم أنه يغلق نفسه على نفسه ويمنع اتباعه من أي فهم صحيح أو اتصال سليم أو شرح واضح أو نقد لازم فإنه يقدم نفسه ضمن حملة غوغائية على أنه وحده – دون غيره – هو الخلاص والأمل والنجاة، ومن ثم فهو يعادي أي فكر غير فكره (والذي يسمى فكراً من قبيل التجاوز)، ويرفض أي منطق سوى منطقه (والذي يعد منطقاً من حيث الجدل) ويأبى أي حجة ما لم تكن حجته هو لذلك فهو لا يرد بالمنطق العام بل بالشائعات، ولا يجادل بالحسنى بل يرفع على الدوام عصا التهديد وسلاح الاغتيال، ولا يواجه بالعفو والتسامح بل بالعنف والعدوان، وهو يكذب ويتهم غيره بالكذب، يحرف ويتهم غيره بالتحريف، يزيف ويتهم غيره بالتزييف ، لسان حاله العاثر يقول: من ليس معي فهو ضدي ومن لم يتبع منطقي فلا منطق له، ومن لا يؤمن باهدافي فهو آثم باغ، ومن يقف في طريقي فهو كافر مرتد.

    - إن الدخول الكثيف للعمل العام ومعترك السياسة لجماعة الاخوان المسلمين أو ما أسماه البعض بالتحولات التي طرأت على الجماعة، وصبغتها بالطابع البراجماتي خلال العقود القليلة الماضية، وتجلى بعد ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011 بالحصول على ترخيص لمزاولة العمل السياسي الحزبي، أثبتت تجربته خلال عام واحد فقط من حكم الجماعة، إن هذه التحولات لم تكن وليدة وعي حقيقي وموضوعي، أو تطور لوعي بضرورة التغيير والإندماج في إطار الدولة الوطنية المصرية كما أنه لم يأت وفق منطق الصيرورة الإجتماعية وآليات التكيف مع الواقع المجتمعي كما تصور البعض بل جاء في سياق منطق الرغبة واهدافها التي تتخفى وراء عباءة الدين

    معارك الوعي الإخواني: استنزاف وتزييف:



    الشئ الأكثر خطورة في المشهد المصري بعد ثورة 30 يونيو وعزل الرئيس الإخواني محمد مرسي، هو تصوير المجتمع مجالا للسيطرة المطلقة، الذي لا يكتفي باستثمار الخاضعين للسيطرة واستعبادهم بل يحرمهم أيضاً من الوعي أو يلمؤهم بالوعي المغلوط، بهذا التصور خاضت جماعة الاخوان المسلمين معركة الوعي والسلطة قبل وبعد الثورة المصرية، فالمخيال الأخواني، كما هو تنظيمهم، على مبدأ السمع والطاعة أو في تمثيلهم للطابع السلطوي والاستبدادي للدولة في النظر إلى السلطة باعتبارها زوجا مفهوميا تقابليا، يقع كل حد من حديه مقابل الآخر بمعنى أن السلطة قرينة على القوة بكافة أشكالها والقيام على الأمر العام، أما الشعب فهو محض موضوع يقع على فعل تلك القوة، والسلطة كناية عن التملك والحيازة والتمكين والشعب فقرينة واجب الطاعة مهما بلغت درجات حرمانه وبؤسه.. معنى ذلك أن هذا المخيال يتصور العلاقة بين الحاكم والمحكوم كثنائية تقاطبية وجهها الوحيد من أعلى أسفل بين سلطة تحكم شعب وتتحكم فيه أو هي في العقل الاخواني لا تخرج عن نموذج “الراعي والرعية” الذي ما فتئ أعيد إنتاجه بمساحيق عصرية تخفي تجاعيده حيث مازالت السلطة غنماً سياسياً للراعي وهو في هذه الحالة الجماعة ومكتب ارشادها، ومازال الشعب في نظر تلك السلطة الرعية التي يجب أن تساق بشتى الطرق، ومن ثم فلا وعي سوى وعي الجماعة وأعوانها والذي يجب أن يحتوي الآخر، الشئ – وهو هنا الشعب - ويجعله تابعاً له عن طريق محاولات تزييف وعيه حيناً واستنزافه حيناً آخر، وبالتالي خاضت الجماعة معركة الوعي على مستويين هما:-

    أولا: معركة إستنزاف الوعي



    في هذا الإطار- وبدون الدخول في تفاصيل – كان من الطبيعي أن عقود طويلة من الاستبداد قد أفضت إلى مجتمع مدني وسياسي منقسم على نفسه في العمق، وهو ما اكدته أول انتخابات رئاسية تعددية بعد ثورة 25 يناير / كانون الثاني 2011، والتي فاز بها الدكتور محمد مرسي مرشح جماعة الأخوان المسلمين بفارق ضيئل بنسبة 51,73 بالمائة في جولة الإعادة على منافسه الفريق أحمد شفيق أحد رموز النظام السابق، بيد أن الجماعة رغم ذلك لم تسع في سياق لم شمل وبناء المجتمع المنقسم بل زادت من انقسامه وتشرذمه بدء من الإعلان الدستوري الذي أصدره مرسي في 22 نوفمبر / تشرين الثاني والذي أعطى لنفسه سلطات مطلقة تجعله هو وقراراته فوق أي نوع من أنواع المساءلة أو الطعن، سلطات وحصانات من قبيل “لا يسأل عما يفعل وهم يسألون”، مروراً بالدخول في معارك شتى مع المجتمع ومؤسسات الدولة وقوى سياسية وثورية.. كل هذا أسهم بلا شك في شق المجتمع وتعميق تصدعه أو بالاحرى أنشق الضمير “نحن” أشطاراً الأمر الذي قاد إلى معارك سياسية وفكرية مع قطاعات من القوى والتيارات السياسية والحزبية لم يتحمل عبئها سوى المواطن الذي عاني أزمات لا حصر لها ذلك أن المجتمع أنطوى على ألوان من التنافر والتناقض التي تجمعت وتراكمت في هيئة فوضى أو كثوب ذي رقع شتى من أحلام وأفكار وايديولوجيات مختلفة بدا واضحاً انها لا تلتق وإن التقت فأنها سرعان ما تنعقد وتنفك وتخلف وراءها سلسلة من التجارب المجهضة فتعود العناصر المتضاربة إلى حالتها الأولى أي يعود كل فريق يتشبث بمسلماته ويتترس بنظرياته مدعياً الحقيقة وحيازة المعرفة فتتكلس الرؤى والتصورات وتتحجر المفاهيم والأفكار ويذهب كل فريق فرحاً ما لديه يرفض الآخر ويروم نفيه أواسكاته وهذا ما نعنيه بــ “استنزاف الوعي”، والذي تكون محصلته “الصفرية” هي النتيجة الطبيعية التي تتراكم جراء هدر واستنزاف الوعي، فتحزبت كافة القوى السياسية المدنية تحت مظلة “جبهة الانقاذ الوطني”، فيما شكلت جماعة الاخوان تحالفا من غالبية الحركات الإسلامية والسلفية، ولم يكن الصراع بين الجبهة والجماعة صراعا سياسيا بقدر ما كان في جوهره صراع هوياتي أي على هوية الدولة الوطنية.

    وبتعبير آخر فإن محصلة “استنزاف الوعي” هذه كانت تعني في المقام الأول بالمعنى الوجودي وليس السياسي إستلاب الوعي وهدره بأن تتحول تلك التيارات المتصارعة ذاتها إلى مجموعة من الرموز التي تمارس وصايتها على المجتمع دون أن يكون لديها حقيقة ما تعطيه، وذلك حين يتم التعامل مثلاً مع الحقيقة أما كهوية ضائعة أو كفردوس موعود بحسب وجهي الإستلاب الدين أو العلماني، ففي المنظور الديني تبدو الحقيقة بمثابة هوية مستلبة قد جرى تحريفها أو تشويهها أو حجبها ولهذا فإن هاجس المنظور الديني هو التحرر من هذا الإستلاب بالعودة إلى الأصول لإحيائها والتماهي معها، وفي المقابل تبدو الحقيقة في المنظور العلماني بمثابة فردوس مفقود تتمثل في قيم العقل والإستنارة والحرية والعدالة التي ينبغي تحقيقها من أجل التحرر من هذا الفقد والإستلاب.

    ثانيا: معركة تزييف الوعي



    ولأن جماعة الاخوان المسلمين دخلت معركة الوعي بوعي مأزوم بالأساس لا يعي من ناحية حركة التاريخ التي أراد الشعب المصري من خلال ثورته في 25 يناير / كانون الثاني 2011، أن تبدأ في اتجاه تصاعدي دائم ومستمر إلى الامام وليس العودة إلى الوراء، وبوعي ممزوج بدافع الرغبة في التمكين والسيطرة يتخفى بعباءة الاسلام وبحتمية الانتصار فقد مارست الجماعة كل أشكال ومحاولات تزييف الوعي عبر الماكينة السياسية والإعلامية التي ساندتها مجموعة من وعاظ السلاطين لاصدار الفتاوى وتوظيف الدين في خضم السياسة من قبيل الترويج لفكرة أن الاخوان ليسوا طلاب حكم بل دعاة مبدأ، أو من خلال الثأر من كافة أنظمة الحكم السابقة وتشويه الذاكرة التاريخية لمصر، أو في أنهم الأوفر حظاً في الملاحقات الأمنية والاعتقالات وليس الصفقات السياسية طوال فترة حكم نظام مبارك… ألخ



    ولذا كان من الطبيعي أن يحدث الصدام بين وعي محكومة عليه بالثبات جراء انغلاقه على ذاته ومعتقده الذي ينفي الآخر ولا يعترف له بحقه في أن يكون مختلفاً عنه إذ الاختلاف لديه هو نقيض الهوية وضدها إلي يتهددها ويعمل على استتباعها أو تسخيرها وتصفيتها من جانب، وبين وعي تفجر في ثورة يناير ولكنه شعر بخيبة أمل مريرة في ظل حكم الأخوان كان من السهل أن يتحول إلى تمرد وثورة أخرى على مصادر تلك الخيبة والممثلين لها بيد أن الجماعة لم تستوعب ذلك كما لم تدرك حقيقة مفادها أن الجماهير ليست كتلة صماء بل نسيج من المشاعر والرغبات والدوافع متمثلة في أفراد مختلفين في مستوى وعيهم وإدراكهم وفهمهم، ولكن حينما يحصل توافق بين اغلبيتهم حول مطلب او مصلحة جماعية ويدرك كل منهم مصلحته في ذلك وضرورة تحقيقها فإن الفعل المتوقع هو انضمام كل فرد منهم إلى نسق الفعل الجماعي لمواجهة الظرف أو العائق الذي يقف حائلاً دون تحقيق هذه المصلحة وتجاوز خيبة الأمل المريرة التي يشعرون بها حيث لا توجد وسيلة آخرى لتحقيقها خارج ذلك النسق الجماعي، ومن ثم كان الصدام حتمي بين وعي أراد إعادة انتاج الماضي مع تزييفه بغطاء الدين والديمقراطية وفق مفهوم تقزيم الدين واقحامه في هوى السياسة وصراعاتها، ووفق مفهوم ناقص ومشوه للديمقراطية، وبين وعي تحول إلى تمرد يحاول إنتاج المستقبل من خلال تجاوز عوائق الماضي وعثرات الحاضر وهو ما تمثل في الفعل الجماعي “تمرد”، والذي تحول خلال شهرين فقط من حملة لمجموعة صغيرة من الشباب إلى حركة شعبية واسعة الانتشار دعت إلى التظاهر يوم 30 يونيو / حزيران من أجل سحب الثقة من الرئيس محمد مرسي فيما عرف بــ”يوم التمرد”، فتحول اليوم إلى ثورة شعبية استجاب لها القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي بالإعلان في نهاية المطاف عن خارطة مستقبل تضمنت عزل الرئيس والإطاحة بجماعة الاخوان من المشهد السياسي وإجراءات محددة لفترة انتقالية ذات معالم واضحة، أوهو في السياق الأخير صدام بين وعي بمقولتين، وعي منغلق على أساس أن “عابد الصنم يموت دفاعاً عن حجر ميت”، ووعي يتحرك على أساس أن “الحر ليس حراً في أن يتخلى عن حريته”.

    صدمة الإخوان وأساطير الوعي:

    إذا كان بيت القصيد هنا هو مصير من تلقى الصدمة لا مصير من جاءت منه الصدمة، وهو هنا جماعة الأخوان المسلمين، التي تلقت الصدمة فينبغي الإشارة إلى أن مفهوم الصدمة هو مفهوم فيزيائي بالأساس وتتجلى طبيعته الفيزيائية في وظيفته التغييرية بالنسبة للذات ووعيها بذاتها وعالمها معاً ذلك، أن الصدمة ليست مجرد ايقاظا من نوم الغفلة، بل هي استحضار أيضا على صعيد الوعي بضرورة التغيير عن طريق التدخل الواعي في مسار وحركة التاريخ، ومن ثم فإن المفترض الأساس لميكانيكا الإحتكاك هو أننا لسنا أمام حالة صدام بين جسمين متحركين بل أمام حالة صدم جسم متحرك (وهو هنا وعي التمرد) لجسم ثابت (وهو هنا وعي الجماعة المأزوم والثابت)، ومن ثم فإن مدلول الصدمة هنا هو بالتحديد تلك الحركة التي تدب في الجسم الثابت فتجعل منه متحركاً ثانياً نتيجة لقوة الدفع التي تلقاها من المتحرك الأول، وفي هذا الإطار فإنه إذا كانت شحنة التنبيه والإيقاظ التي تأتي بها الصدمة ضمن طاقة الجسم المصدوم، وقابلة للهضم وإعادة التوظيف، تحولت إلى قوة دفع وحفز.

    بالمقابل إذا كانت شحنة الصدمة من التنبيه فوق طاقة احتمال الجسم المتلقي وغير قابلة بالتالي للدمج والتوظيف (وهي حالة جماعة الاخوان) كان لها مفعول عكسي فبدلاً من أن تطلق في الجسم المعني آليات الدفاع السوي والتكيف الواعي من خلال تعرف الواقع ومواجهته تطلق على العكس الآليات اللاشعورية للدفاع المرضي من خلال العزوف عن تعرف الواقع وعن مواجهته، ومن خلال الغاء العقل النقدي والعزوف عن التعاطي الواقعي والعلمي مع العالم إلى التعاطي الخرافي والمؤامراتي معها

    من قبيل أن ما جرى في يوم التمرد وما تلاه هو صناعة القوات المسلحة أو “فوتوشوب” على تعبير قادتهم، مما يجعلها ترتد بسرعة إلى القوقعة مفضلة البقاء فيها على مواجهة المصاعب والصدمات والتحديات، ومحاولة ايهام نفسها وإيهام الغير بأن ما حدث لها ليس ناجماً سوى عن مؤامرة كبرى ضدها، وبالتالي فإن هذه الأسطرة للوعي والعودة للعزلة الشعورية عن الواقع وأحداثه

    ويبدو التعلق بماض لا ترى غيره وهم أمل نحو المستقبل، وحينما تشتد صدمة الوعي تستعيد من هذا الماضي أشرس ما فيه بممارسة العنف ظناً منها أنه الخيار الوحيد لبقائها ووجودها وهو في حالة جماعة الاخوان المسلمين استدعاء ظاهرة “الإسلام القطبي” نسبة إلى أفكار سيد قطب المتعلقة بالمجتمع الجاهلي، وإعادة انتاجها والتي تكفر المجتمع والدولة بحثاً عن شرعية وجودية جديدة

    لكنها في السياق الأخير خروجاً من التاريخ ولكن لم يستمر العنف يوما رمزيا أو عمليا مجالا للعيش أو التعايش بل طريقا للاندثار..


    -------------------

    حسن حنفي : الأخطاء السبعة في (الإسلام السياسى)

    August 22, 2013

    حسن حنفي(صحف)

    الأخطاء السبعة فى «الإسلام السياسى»

    حسن حنفي

    إن أفضل شىء هو معرفة النفس. وأفضل إنسان هو ما أرشد إلى أحد عيوبه، فالإنسان يرى صورته فى مرآة الآخر. والآخر يرى صورته فى مرآة الأنا. وهى ليست صورة مرآة تقوم على التطابق، بل قد تكون صورة ذهنية من صنع الأنا، فالوقائع الجزئية قادرة على تكوين صورة كلية. وبعد تكوينها لا تحتاج إلى مزيد من الجزئيات.

    والأخطاء ليست جرائم، بل هى أحكام، تنقصها الحكمة، وتحتاج إلى مزيد من التبصر والتبصرة. وتحتاج إلى كثير من المراجعة. الأخطاء هى تقدير موقف. وتقدر المواقف بطرق مختلفة طبقا لاختلاف الأهداف والأيديولوجيات. وهى ليست خاصة بحزب فى ممارسته العملية، فكل الأحزاب لها أخطاؤها، ولها مراجعاتها.

    وتكشف هذه المراجعات عن القدرة على النقد الذاتى. شرطها عدم الاصطفاف مع طرف ضد الطرف الآخر، وتجنب القطعية أى «الدجماطيقية»، وهى أخطاء يصعب تجنبها، بعد الوقوع فيها. هى جزء من التجربة الذاتية، وليست قدحا فى الآخر. لا تحتاج إلى دفاع وإلا تحول النقد الذاتى إلى جدل ومهاترات تُفْقِده معناه. ويتحول النقد الذاتى إلى جدل سياسى يدافع عن الأخطاء، ولا يحلل أسباب الوقوع فيها والإصرار عليها. وهى أخطاء سبعة. والعدد سبعة عدد سرى فى الرياضيات القديمة. استعمله القرآن فى سبع سماوات. وهو عدد متوسط لا هو بالقليل مثل ثلاثة ولا هو بالكثير مثل اثنى عشر. والعدد ثلاثة أيضا موجود فى القرآن وفى الرياضيات القديمة، فقد قال النصارى إن المسيح عيسى بن مريم ثالث ثلاثة. وهو العدد الذهبى عند فيثاغورث فى الرياضيات اليونانية. وهو سر بناء الأهرامات. وعليه يقوم الاتزان والاعتدال. وهو عدد قليل لإحصاء أخطاء الحكم فى النقد السياسى. والعدد خمسة مذكور أيضا فى القرآن «خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ»، وخمسة متناجين الله سادسهم «وَلا خَمْسَةٍ إِلا هُوَ سَادِسُهُمْ». وقد يضاعَف إلى خمسين أو خمسة آلاف من الملائكة أو يقسم إلى الخُمس فى الغنائم لله وللرسول. ومن أسرار العدد سبعة أنه إذا زادت الأخطاء عن سبعة فإنه يمكن إدماجها فى سبعة. وإذا قلت عن سبعة فإنه يمكن تفصيلها فى سبعة. الليالى سبع، والسنابل سبع، والبقرات سبع، والسنوات سبع، والمثانى سبع، والأيام سبعة، والأبواب سبعة، والبحار سبعة. وقد يتضاعف إلى سبعين، سبعين ذراعا، وسبعين رجلا، وسبعين استغفارا. والعدد سبعة أقدر على الاستذكار والإحصاء والجمع وعدم النسيان.

    أولاً: لم يكن الإسلام السياسى حاضنا لباقى التيارات سواء عندما كان خارج الحكم أو عندما كان حاكماً، فالانفراد بالحكم يشبع فى النفس الرضا، بعد طول هجران. وقد اضطر ذلك التفرد باقى التيارات السياسية إلى العمل بمفردها أيضا خارج إطار الإسلام السياسى الذى كان يمكن أن يتسع للجميع. كان الهدف منذ ثمانين عاما الحكم. وها هو قد أتى، فكيف يسمح فيه بالمشاركة. المشاركة شرك. وماذا ينقص الإسلام السياسى كى يحكم مع آخرين والإسلام جامع لكل شىء؟ وهل يحتاج الكل إلى الجزء؟ وكل الأيديولوجيات السياسية، الليبرالية والاشتراكية والقومية والناصرية، قادرة على أن تسكن داخل الإسلام السياسى. وهذا هو معنى «مشاركة لا مغالبة»، بعد أن تحول إلى الضد، «مغالبة لا مشاركة»، فالحكم يعنى السيطرة. والسيطرة تعنى الحكم المنفرد.

    ثانياً: يعنى الحكم الانفراد بالسلطة فى أسرع وقت. والسلطة هى الأجهزة التنفيذية التى على صلة مباشرة بالمواطنين. لا فرق بين الحياة العامة والحياة الخاصة. كلتاهما حكم نافذ باسم «الحاكمية». وهى ممثلة فى الرئاسة للجمهورية وللوزراء ولمجلسى الشعب والشورى وللجنة الدستور والجامعات والوزارة والإدارة والمحافظين. وهو ما أُطلق عليه «أخونة» الدولة ومؤسساتها، فالحكم هو التحكم. والتحكم هو التسلط. والتسلط هو الإقصاء.

    ثالثا: فإذا تحول الإسلام السياسى إلى المعارضة، بعد أن كان فى الحكم فإنه يستعمل العنف، خاصة إذا أزيح عنه بثورة شعبية يؤيدها الجيش، تحقيقا لشعار «الشعب والجيش إيد واحدة»، فإنه لا يتصور إزاحته عن الحكم، إذ إنه فى السلطة إلى الأبد، بعد أن كان يسعى إليها، منذ ثمانين عاما. المعارضة لديه، اعتمادا على حقها الدستورى فى الاعتصام، تخلط بين الاعتصام السلمى والاعتصام المسلح بخلع الأرصفة، وتحويلها إلى ستائر مدعمة بالأخشاب والأسمنت المسلح، لقطع الطرق والكبارى والطرق الدائرية، واستعمال الجوامع، لتخبئة الأسلحة، وتعذيب المعارضين لهم، وقتلهم، وإلقاء جثثهم فى الحدائق أو تحت المنصات، واستعمال الأسلحة بجميع أنواعها، البيضاء والنارية والغازية. وتتعطل المصالح العامة، ولا يستطيع المواطنون السير فى الطرقات من كثرة الحواجز عليها، والتفتيش على أسماء المارين على الأقدام أو العربات.

    رابعا: لم يراع الإسلام السياسى أنه فى بعض البلاد العربية مثل مصر هناك الدولة كعنصر أساسى فى العمل السياسى. ويأتى الإسلام السياسى بعنصرين آخرين: الحزب والجماعة. الدولة الركيزة الأولى وهى الحامية للوطن، منذ فرعون، حتى أعاد تأسيسها كدولة حديثة محمد على، ثم عبدالناصر. ولا يمكن تصغيرها حتى تدخل فى الحزب السياسى، فالدولة تضم العديد من الأحزاب، أول بند فى برامجها الحفاظ على الدولة المصرية. ولما كان الحزب هو المعبر عن الجماعة فإنه لا يستطيع الانفصال عنها. وتظل الجماعة هى الموجه الرئيسى للحزب وبالتالى للدولة. وعقلية الحزب وعقلية الجماعة غير عقلية الدولة. فإذا تم الخلط بينهما تضيع الدولة لصالح الحزب، ويضيع الحزب لصالح الجماعة.

    خامسا: عادة ما تتوالى الأجيال على الحزب وعلى الجماعة، على الأقل جيلان، إذا كان عمر الجماعة ما يعادل ثمانين عاما. والذى حدث أن قادة الجماعة مازالت من الجيل الأول الذى فقد القدرة على مواكبة تطور العصر ومسار التاريخ وتغير الظروف والأحوال. والجيل الجديد لم يعد قادرا على أن يقول سمعا وطاعة للمرشد والمكتب العام، فانشق، وكوّن مجموعة «إخوان بلا عنف». وانشق نائب المرشد، وكوّن حزبا مستقلا، «مصر القوية». وطُرد عضو مكتب الإرشاد، وكوّن «حزب الوسط». ووقف الجيل الأول الذى منه المرشد ومكتب الإرشاد على شعارات مؤسس الجماعة: «فرسان بالنهار رهبان بالليل»، وعلى شعار: «مصحف وسيفان» والعصر الحاضر لا يقبل السيفين، فالقوة فى العلم الذى يرمز إليه الكتاب.

    سادسا: مازالت الجماعة تدور فى الفلك القطبى، (نسبة إلى سيد قطب)، تكفر المجتمع لصالح جيل قرآنى فريد. واليسار الإسلامى أو الإسلام الثورى مازالا غير مقبولين، باعتبارهما ماركسية متخفية برداء الإسلام.

    سابعا: مازالت الشعارات فى معظمها صورة مثل الشرعية، ديمقراطية الصندوق، وهما لا يفسران كيف تندلع الثورات، ثورة 1952 بقيادة الضباط الأحرار أو ثورة يناير بقيادة شباب مصر، قبل أن ينضم إليهم الإسلام السياسى، وأخيرا 30 يونيو التى انضم فيها الجيش للشعب كما فعل فى يناير 2011 تصحيحا لمسار الثورة، وحرصا على تعددية فرقها، ثورة ثانية، وتعلُّما من مسارها حتى ولو كان قصير المدى، ففيه عبرة. وإلا بدأ الانكسار فى مصر، الثورتان الأولى والثانية، وعمّ فى معظم بلدان الربيع العربى


    ------------------
                  

08-27-2013, 11:23 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)

    "الوطن" تنشر النص الكامل لكلمة البلتاجي: الجيش قتل جنوده ليصرف نظر العالم عن ما حدث في "أبو زعبل"
    القيادي الإخواني: مبارك عاد إلى قصره ومصر رجعت "عسكرية".. والسيسي قبل أن يكون وزيرا في حكومة "جماعة إرهابية"
    كتب : محمد عاشورالثلاثاء 27-08-2013 00:10

    صورة لمحمد البلتاجي من صفحة الحرية والعدالة أثناء تسجيل الكلمة صورة لمحمد البلتاجي من صفحة الحرية والعدالة أثناء تسجيل الكلمة

    أكد محمد البلتاجي القيادي بتنظيم الإخوان المسلمين، في كلمة متلفزة بثتها قناة "الجزيرة مباشر مصر" منذ قليل، أن ما حدث في مصر في الفترة الأخيرة هو إعادة مبارك إلى قصره، وإعادة مصر إلى كونها دولة عسكرية.



    وبدا من خلال مقطع الفيديو أن البلتاجي غيَّر هيئته بشكل ملحوظ، حيث حلق شاربه.



    وأكد في رسالته أن ما حدث في سجن أبوزعبل لم يشهده العالم بأسره، مشددا على أن عملية فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة أسقطت أكثر من ثلاثة آلاف قتيل، وأن الجيش "لم يكتفِ بقتل شعبه، بل سعى لقتل جنوده في محاولة لصرف الأنظار عما حدث في أبوزعبل".



    وأضاف البلتاجي أن هناك "محاولة ساذجة" من النظام لرفع شعار الحرب على الإرهاب للهروب من المسؤولية السياسية إلى عملية أمنية، مؤكدا أن النظام الحالي لم تعترف به سوى خمس دول، وباقي دول العالم ترى أن ما حدث في الثالث من يوليو انقلاب، إضافة إلى أن "الأعداد التي نزلت للمشاركة في 30 يونيو خُدعت، وعلمت الآن أنه انقلاب دموي".

    5 دول فقط اعترفت بالنظام الحالي وباقي دول العالم ترى أن ما حدث في 3 يوليو انقلاب



    وأوضح القيادي الإخواني أن "معتصمي رابعة العدوية ظلوا طوال 48 يوما ينددون بالانقلاب العسكري بأفواههم فقط وليس بأيديهم"، مضيفا أن كل جريمته هي أنه وقف ضد ما أسماه "الانقلاب العسكري"، متابعا: "الانقلابيون يسوقون حجة الحرب على الإرهاب لتبرير الانقلاب في الخارج"، مشيرا إلى أن اعتصام رابعة كان محاطا بالعديد من مؤسسات القوات المسلحة، ولم يتم الاعتداء عليها.



    ولفت البلتاجي إلى أن هناك منظمات زارت الاعتصام وأوضحت كذب وزير الداخلية، وأيضا "لو كان هناك سلاح في رابعة العدوية، فكان أولى أن يدافع المعتصمون به عن أبنائهم الذين سقطوا شهداء. قولوا لنا عن واقعة واحدة اتهمت فيها الإخوان، لكن تهمة التحريض لغة مطاطة وسيثبت كذبها"، داعيا قيادات الإخوان المحبوسين إلى عدم التعامل مع النيابة ولا جهات التحقيق، لأنها "مؤسسات غير شرعية"، مثلما فعل المرشد العام.



    وتساءل عن تأخر معرفة الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع، بأن الإخوان جماعة إرهابية، رغم أنه كان رئيسا للمخابرات الحربية، وأيضا: "كيف سمح لعضو في جماعة إرهابية بأن يترشح للرئاسة؟ وكيف أصبح هو وزيرا في حكومته؟"، مضيفا: "لا تنخدعوا بأكاذيب الانقلابين التي تصفنا بالإرهابيين، فيد هذا النظام غارقة في بحيرات الدم، ولا تسمحوا لأنفسكم بأن تقفوا صامتين وتبرروا لأنفسكم السكوت عن هذه المجازر"، مشددا على أنه "ما من مسلم خذل أخاه في طلب إلا خذله الله".



    واختتم كلمته قائلا: "والله ما وقفنا وقدمنا هذه التضحيات إلا ليقف الشعب عزيزا حرا، لا يملي عليه أحد اختياراته".


    ------------------


    #
    محافظ الجيزة: 2 مليون جنيه حصيلة خسائر حريق "سفنكس".. والتحقيقات تجري لمعرفة أسبابه

    #
    المسلماني: أردوغان محدود الثقافة.. والطيب: أرفض التدخل في شؤون مصر

    #
    "صباحي": الاعتداء على مصر يبدأ بضرب سوريا.. ومطلوب موقف حكومي وشعبي وعربي موحد


    #
    محافظ الجيزة: 2 مليون جنيه حصيلة خسائر حريق "سفنكس".. والتحقيقات تجري لمعرفة أسبابه

    #
    المسلماني: أردوغان محدود الثقافة.. والطيب: أرفض التدخل في شؤون مصر

    #
    "صباحي": الاعتداء على مصر يبدأ بضرب سوريا.. ومطلوب موقف حكومي وشعبي وعربي موحد



    أسامة الغزالى حرب
    الحرق.. سلاح الإخوان المفضل!
    أسامة الغزالى حرب الثلاثاء 27-08-2013 22:20
    طباعة




    1








    أحد الملامح الأساسية والمؤسفة للمواجهة التى تشهدها مصر اليوم بين الإخوان المسلمين من ناحية، والشعب المصرى كله، من ناحية أخرى، هو أسلوب إشعال الحرائق بالمعنى المادى المباشر الذى يلجأ إليه الإخوان فى مواجهة خصومهم! وإذا كنا نتذكر هنا تهديدهم «بحرق البلد» إذا لم يفز مرشحهم (د. محمد مرسى) فى الانتخابات الرئاسية الماضية ضد المرشح الآخر -الفريق أحمد شفيق- فإن الأهم من ذلك هو العودة إلى التحليلات التاريخية لحريق القاهرة الشهير فى يناير 1952، فذلك الحريق -وإن لم يعرف فاعله بشكل يقينى أبداً- ذهبت بعض الاجتهادات الهامة إلى نسبته للإخوان المسلمين، باعتباره فعلاً متسقاً مع أساليبهم العنيفة، وأهدافهم السياسية الخاصة فى ذلك الوقت..

    ولا شك أن ما يحدث اليوم من جانب «الإخوان» يدفعنا دفعاً لمراجعة تلك الوقائع التى حدثت فى مصر منذ ما يزيد على ستين عاماً -وبالتحديد فى 26 يناير 1952 - وإلى أن نأخذ بكل جدية وجهة النظر بشأن مسئولية الإخوان عنها. حقاً لقد اختلف المؤرخون فيمن حامت حولهم الشكوك باعتبارهم مسئولين عن ذلك الحريق بالقاهرة، فنسب تارة للملك، وتاره أخرى للإنجليز، وتارة لمصر الفتاة.. وهكذا.

    ومع ذلك، فيلفت النظر مثلاً أن جمال عبدالناصر رأى أن الإخوان هم الذين قاموا بحرق القاهرة (وفقاً لرواية إبراهيم طلعت فى كتابه «أيام الوفد الأخيرة»)! ولا يمكن التقليل من وزن هذا الرأى لعبدالناصر، الذى كان ملماً بالطبع بالواقع السياسى فى تلك الفترة، بل وكان على صلة قوية بالإخوان أيضاً.

    على أية حال، فإن هذا السلوك للإخوان كان متسقاً مع التاريخ العنيف والإرهابى للجماعة؛ ففى فبراير 1945 اغتالت أحمد ماهر وبعده تم نسف سينما ميامى (مايو 1946) ونسفت دور سينما مترو وكوزمس ومتروبول فى مايو 1947، وتم مقتل القاضى أحمد الخازندار فى مارس 1948، وهو الحادث الذى تبعته اضطرابات ومصادمات فى بعض أحياء القاهرة والجيزة ودمرت الجماعة (حارة اليهود) فى يوليو 1948، كما تمت تفجيرات عام 1948 فى شارع فؤاد وحرق محلات عدس وبنزايون التى كانت مملوكة لليهود! فضلاً عن الهجوم على حارة اليهود فى نفس العام.

    وعندما حل محمود فهمى النقراشى رئيس الوزراء جماعة الإخوان، وبدأ فى اعتقال أعضائها.. إلخ تم اغتياله على أيدى أحد الإخوان فى ديسمبر 1948.

    واستمر المسلسل الدموى للجماعة مع الدولة المصرية مع اغتيال حسن البنا (المرشد العام) فى فبراير 1949، فضلاً عن محاولة اغتيال إبراهيم عبدالهادى رئيس الوزراء، وحامد جودة رئيس مجلس النواب فى مايو 1949. ثم كانت المحاولة الشهيرة لاغتيال جمال عبدالناصرأثناء خطابه بميدان المنشية فى الإسكندرية فى 26 يوليو 1954.

    وبعد ذلك بعقد من الزمان كانت المواجهة الدامية بين عبدالناصر والإخوان فى عام 1965.. التى انتهت بإعدام عدد من قيادات الجماعة ووضع الآلاف منهم فى السجون! تاريخ دموى وصدامى مؤسف، لسنا فى حاجة إلى الاستفاضة فى سرده، وإلى مراجعة تطورات العلاقة بين الإخوان والنظام فى عهد السادات ثم مبارك، حيث لم يمنع حصول الإخوان على خمسة مقاعد بالبرلمان المصرى فى انتخابات 2005 من استمرار الملاحقات الأمنية الدورية لهم!

    النقطة المثيرة فى هذا السياق، أن وصول الإخوان إلى الحكم فى مصر فى أعقاب ثورة 25 يناير ثم انتخابات 2012 وفوز مرشحهم بمنصب الرئيس، لم يمنعهم عندما فشلوا فى الحكم وأبعدوا عن الرئاسة، من العودة إلى أسلوبهم المفضل فى الصراع السياسى، أى: «الحرق»! وشهدت مصر للأسف فى الشهور القليلة الماضية عديداً من حوادث الحرق، التى اتجهت هذه المرة إلى أقسام الشرطة، وإلى الكنائس المسيحية (أرثوذكسية كانت أم كاثوليكية أم إنجيلية) فضلاً عن مواقع متميزة مختارة!

    وليس صعباً سبب استهداف أقسام الشرطة (فالشرطة، مثل الجيش والقضاء.. إلخ) هى أحد مقومات «الدولة» التى اهتم الإخوان بإضعافها وقص أجنحتها، ولكن الأهم من ذلك أن هناك بالتأكيد ثأراً تاريخياً قديماً للغاية بين «الإخوان» وبين وزارة الداخلية أو الشرطة، فكل شخص «إخوانى» له بالقطع ذكريات غير سعيدة مع أجهزة الشرطة والداخلية ورجال المباحث.. إلخ. ولعل هذا يفسر (ولكن بالقطع لا يبرر) حالة «الثأر» والانتقام التى شهدتها ليس فقط عمليات «إحراق» أقسام الشرطة، وإنما أيضاًً حالات اقتحام تلك الأقسام، بل والمشاهد الدموية المفرطة فى وحشيتها وقسوتها فى التعامل مع رجال الشرطة (ضباطاً وجنوداً) بما فى ذلك الضرب والتعذيب والسحل.. على نحو يتناقض بشدة، مع ثقافة المصريين وأنماط سلوكهم المعتادة التى لم تعرف تلك الممارسات الوحشية.

    والأمر نفسه ينطبق -للأسف الشديد- على عمليات الحرق المنظم والمنهجى أيضاً للكنائس المصرية باختلاف تنوعاتها، والمذهل هنا أن جماعة الإخوان بررت واعترفت بحرق الكنائس خاصة بعد فض اعتصامى رابعة والنهضة، ونشرت الصفحة الرسمية لحزب الحرية والعدالة بياناً يبرر الهجوم على الكنائس بأن «لكل فعل رد فعل» وأن البابا تواضروس يرعى جماعات «بلاك بلوك» لإثارة الفوضى وقطع الطرق وحصار المساجد واقتحامها. وقال البيان إن الكنيسة حشدت الأقباط فى مظاهرات 30/6 «لإسقاط الرئيس الإسلامى»، وللاعتراض على مواد الهوية الإسلامية فى الدستور، فضلاً عن استجابة البابا لدعوة الفريق أول السيسى لتفويضه «فى قتل المسلمين» -حسب تعبير البيان- الذى كانت محصلته «أكثر من 500 قتيل». وفى نهاية البيان يتساءل الحزب الذى يسعى لأن يحكم مصر «بعد كل ذلك الناس تسأل: هو ليه بيحرقوا الكنائس؟» ويجيب: «إن كان حرق دور العبادة جريمة، فشن الكنيسة حرباً ضد الإسلام أشد جرماً!!».

    وفى عبارة موجزة: لماذا هذا الولع الإخوانى بالحرق؟ وهل يكون أمراً عادياً مثلاً، إذا تصورنا أن «حزب الوفد» كان يحكم ثم خسر الانتخابات، أو أن ائتلافاً اشتراكياً أو ناصرياً فشل فى كسب ثقة الناخبين.. فكان رد فعلهم هو «حرق «مقار الأحزاب الأخرى، أو حرق مراكز الشرطة أو أبنية حكومية معينة؟ لا أعتقد ذلك بالطبع. أما لماذا الولع بإشعال الحرائق، وكيف «يستسهل» الفرد الإخوانى بالذات أن يشعل بعود ثقاب قسماً للشرطة، أو يسكب بنزيناً على كنيسة لحرقها؟ تلك أسئلة مطروحة لا تزال تحتاج الإجابة عنها.


    ------------------

    ضياء رشوان



    البلتاجى يقلد أسامة بن لادن



    الخطاب الذى ألقاه، قبل يومين، من مخبئه، القيادى الإخوانى، الهارب، الدكتور محمد البلتاجى، يعكس من حيث الشكل والمضمون طبيعة الأزمة القاصمة التى تمر بها جماعة الإخوان المسلمين، فـ«البلتاجى» بعث بخطابه على شريط مسجل إلى قناة الجزيرة التى أذاعته حصرياً كما كانت تفعل، قبل سنوات، بشرائط زعماء تنظيم القاعدة وفى مقدمتهم الراحل أسامة بن لادن، الأمر الذى يعطى انطباعاً شكلياً معاكسا تماماً لما أراد «البلتاجى» نفيه عن جماعته فى كلمته، وهو أنها جماعة «إرهابية»، فطريقة تسجيل الخطاب والمكان الذى يجلس فيه وقناة الجزيرة التى أذاعته كلها تعيد المشاهد إلى ذكريات شرائط قيادات أكبر المنظمات الإرهابية المنسوبة إلى الإسلام، أى القاعدة، وهو يلغى أجزاء كبيرة من مضمون خطاب «البلتاجى» الذى سعى لإثبات براءة جماعته من تهمة الإرهاب.

    أما مضمون الخطاب فهو يعكس بامتياز أمرين: الأول هو الحالة الدفاعية والهلع الذى يبدو أنهما أصابا قيادات الجماعة مما راح يوجه إليها من اتهامات، وما ارتبط بها من ممارسات ووقائع بممارسة العنف والإرهاب، وقد بدا واضحاً أن هناك إدراكاً من هذه القيادات لانتشار المشاعر السلبية والكراهية للجماعة وممارساتها بين صفوف عامة المصريين، وليس فقط خصومها السياسيين، وهو ما أفرد له «البلتاجى» جزءاً كبيراً من خطابه لمحاولة تغييره. أما الأمر الثانى، فهو حالة الانفصال السياسى عن الواقع الملموس من جانب الجماعة، وقياداتها خصوصاً.

    فلاتزال هذه القيادات، و«البلتاجى» نموذج لها، تتعامل مع الأزمة الحالية، باعتبارها صراعاً بين جماعة «خيرة» تمثل غالبية المصريين الساحقة، وهى بالطبع جماعة الإخوان، و«مجموعة» شريرة تخدع الجزء الصغير الباقى منهم ويمثلها هنا الجيش المصرى، خصوصاً قيادته. وهذه الثنائية البسيطة بين خير وشر هى أفضل الحلول النفسية، للخروج من أزمات معقدة ومركبة تتداخل فيها الأطراف والمواقف، لمن لا يستطيع أو يرغب فى معرفة الواقع الملموس، كما هو، وهذا على ما يبدو هو حال قيادة الإخوان اليوم. ولعل تطورات اليوم نفسه الذى أذيع فيه خطاب «البلتاجى» تؤكد هذا التعقيد الذى لم يدركه أو تحاشاه القائد الإخوانى، فحزب النور السلفى أعلن فيه عن مشاركته فى لجنة الخمسين لصياغة الدستور، فعلى الرغم من تحفظاته على طريقة تشكيلها واعتراضاته المتوقعة على بعض المواد المقترحة، فإنه أصبح جزءاً من خريطة الطريق بكل تفاصيلها الدستورية والتشريعية والانتخابية.

    وفى اليوم نفسه، أذاعت وكالة أنباء أسوشيتدبرس العالمية أنباء عن قيام الجماعة الإسلامية وبعض الفصائل الجهادية السابقة بمحاولات للوساطة بين الإخوان والنظام السياسى لحل الأزمة، ودمجهم فى خريطة الطريق. وما لم تقله الوكالة هو أن الجماعة وهذه الفصائل تبحث اليوم عن غطاء مقبول لكى تندمج هى الأخرى فى المسيرة السياسية، دون أن تتعرض للنقد أو التخوين من قِبَل قيادات جماعة الإخوان، فسعت إلى هذه الوساطة والتى إذا نجحت تكون قد تخطت الحرج وإذا فشلت تكون قد وجدت الغطاء الذى تبحث عنه.

    وفات «البلتاجى» أيضاً أنه فى اليوم نفسه الذى طرح فيه ثنائيته البسيطة كانت هناك اجتماعات ولقاءات داخل جماعته نفسها بين قيادات شابة وأخرى وسيطة وثالثة من الجيل الأقدم، بهدف طرح مبادرة للإصلاح الداخلى بها من بين بنودها التخلص من القيادة الحالية المتشددة التى يرون أنها تتحمل جزءاً كبيراً من المسؤولية عما آلت إليه الجماعة. ولن يمر وقت طويل حتى تتبلور هذه الجهود وتلك المبادرة، ويتم طرحها علناً على الرأى العام المصرى.

    حقاً إنها أزمة إدراك من جانب قيادات جماعة الإخوان للواقع الملموس حولهم، وإلى أن يدركوه، ويتخلصوا من ثنائية الخير والشر البسيطة، التى يتبنونها بصورة نفسية، فسوف تتواصل شرائط «البلتاجى»، وربما بعده ومعه شرائط أخرى لقادة غيره لايزالون هاربين من القانون


    -----------------

    السقوط الأخير
    مستغرب أن جماعة الإخوان في مصر لم تستوعب درس الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر: قبل عقدين من الزمن كانت خطب عباسي مدني وعلي بلحاج تجيش الآلاف وتهيج الملايين.
    العرب سعيد ناشيد [نُشر في 26/08/2013، العدد: 9301، ص(8)]



    ليس سقوطاً آمناً هذا السقوط، لكنه سقوط أخلاقي في الأخير. هو انتحار باعث على الحسرة والحيرة وتبلّد المشاعر أحياناً، لكنه انتحار سياسي في الأخير. هو موت غير رحيم يُهدد الأمن والسّلام ويقلب الطاولة ويخلط بعض الأوراق، لكنه موت إيديولوجي في الأخير. صدقاً، لم أكن أظنّ أنّ من يُقرر الموت بغباء سيزعج الأحياء إلى هذا الحد.
    هنيئاً لك أيّها المُعربد فينا بالسّبحة والسكين والسجّاد والكفن، لقد أزعجتنا بما يكفي حتى أنّنا أوشكنا أن نجثو لك ونتوسل إليك بالقول: خسرتَ كل شيء، أوهام الخلافة السّادسة وخمسمئة عام من الحكم القادم، لكن أمامك في الأخير فرصة للبقاء على قيد الحياة السياسية، أمامك أكثر من منفذ واحد، يكفي بعض الزّهد وقليل من الخيال، فقط لا تمزق أحشاءك بالسكين لتثير غيضنا وتستجدي شفقة العابرين. هل نأمل في صباح يوم قريب أن تنتصر نفسك العاقلة على نفسك الغضبيّة، ولو بالضربات التّرجيحية؟

    مستغربٌ أنّ جماعة الإخوان في مصر لم تستوعب درس الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر: قبل عقدين من الزّمن كانت خُطب عباسي مدني وعلي بلحاج تجيش الآلاف وتهيج الملايين. فعلاً، وقتها حُرم الإسلاميون من السلطة. وسواء كان ذلك بدعوى الوعيد الذي أطلقه بلحاج في خطاب أمام أنصاره بأنّ الجزائر إزاء آخر انتخابات قبل إقامة الدولة الإسلامية، أو كان ذلك لمجرد الخوف من الإسلاميين كما يردد البعض، فقد كان ما كان. لكن ماذا فعل الإسلاميون؟ دعوا مباشرة إلى الإضراب العام، ثم العصيان المدني، ثم الثورة الإسلامية. وماذا كانت النتيجة؟ الشّعب الذي صوّت للإسلاميين أثناء الانتخابات وصلّى خلفهم أثناء الصلوات هو من «خذلهم» على حد قولهم، فتركهم مكشوفي الظهر في مواجهة الأمن الجزائري بلا عمق مجتمعي ولا حاضنة شعبية. ثم ماذا فعلت جبهة الإنقاذ؟ تحولت إلى وحش يسمّى بالجماعة الإسلامية المسلحة (الجيا)، وبدأ الوحش الجهادي ينتقم من الشعب عبر مجازر جماعية أنكر بعضها وبرّر بعضها واعترف ببعضها. وبعد حين من الدّهر تخلّى الكثيرون عن القتال العبثي، فحلّ المشهد الأخير: تحوّلت بقايا (الجيا) إلى ما يُعرف بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب. إنّها قصة التدرّج من الوقوف بلا أفق إلى السقوط بلا قعر، قصة الإسلام السياسي.

    ملأوا الدنيا صراخاً: الإسلام هو الحل!

    سألناهم بكل هدوء: لكن، أين المسألة؟ بدون تحديد للمسألة يصبح الكلام عن الحل مجرّد ضرب من الغوغائية.

    وإلاّ فكيف نفسر إصرار الإخوان بعد فقد السلطة على اعتصام عبثي استغرق نحو ستّة أسابيع، ولم يستقطب الملايين التي توازي أو تجابه طوفان ثلاثين مليون متمرد يوم 30 يونيو، ولم يستطع أن يفرض شروطاً جديدة على الجيش والحكومة والأحزاب والشعب؟ كيف نفسر الإصرار الأخرق على حرق مصر؟ كيف نفسر هذه العربدة التكفيرية غير المسبوقة في تاريخ مصر؟

    في كل الأحوال، هي محاولة ما بعد فوات الأوان للبَقاء على قيد الحياة السياسية، ولو من باب «الشّوكة في الحلق». هي معركة من خسر كل شيء ولم يعد لديه ما يخشى عليه، حتى ماء الوجه خسره في سبيل التمكين، ولم يعد أمامه من هدف آخر غير إشعال النار في كل شيء، على طريقة «وبعدي الطوفان». أليس يُقال إنّ في سبيل الله يجوز كل شيء، تلك آفتنا الأخلاقية منذ وفاة الرسول الأكرم مروراً بمئات الفتن إلى غاية اليوم. فُضّ اعتصاما النهضة ورابعة في أقل من 12 ساعة عن بدء التدخل الأمني، تمّ إخلاء إمارة رابعة بكلفة ليست صفر قتيل كما كان يحلم البعض، لكن القتلى ليسوا بالآلاف أيضاً كما خشي الكثيرون. نعم، هناك عنف عبثي سيستغرق عدة أيّام أخرى، وربما أسابيع، وقد ينزلق البعض نحو خيارات أشدّ عنفاً كما حدث في التجربة الجزائرية، لكن الأصل أنّ الزّمن لا يعود إلى الوراء. ذلك هو قدر الصيرورة وفق تنبيه الفيلسوف الألماني هيدجر.

    أكد الأب المؤسس للفلسفة السياسية، أفلاطون، أنّ الإنسان الذي يمارس السياسة يجب أن لا ينحاز إلى النفس الغضبية، بل عليه أن ينحاز دوما إلى النفس العاقلة. لهذا السبب كان رأيه أن الحكماء هم أصلح النّاس للحكم. وقد جاء في الخطاب القرآني: «ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا».

    الآن، وأيا تكن المآلات الممكنة، فإنّ صوت الحكمة كان ولا يزال الغائب الأكبر عن خطاب عقائدي ظل يحرض الناس على الغضب لله بدل أن يعلمهم الفرح لله، خطاب يحرض الناس على الموت في سبيل الله بدل أن يعلمهم العيش في سبيل الله، خطاب يحرض الناس على كراهة الدنيا بدل تحسين شروط الحياة، ويحرّض الناس على غضّ البصر بدل تنمية الحواس، ويردد أمام مسامعهم أن «كل بدعة ضلالة» بدل أن ينمي في الناس روح الإبداع والطموح والابتكار.

    أخيراً، سيأتي يوم تزول فيه الغمّة عن الأمّة، ويطلع صباح يوم جميل، يظهر فيه «إخوانيون» جدد، بل مسلمون جدد، أكثر تحرّراً من عقيدة الولاء والبراء، ومنطق الفرقة الناجية، وقيم السمع الطاعة، وجاهلية القرن العشرين. وهذا أعزّ ما يُرجى وأحقّ ما يُطلب
                  

08-28-2013, 06:23 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)

    .
    الاصلاح ...واخراج الدين عن الصراع السياسى


    الدكتور -- رضوان السيد


    سمَّى الرئيس السابق محمد مرسي المشروع الذي ترشّح على أساسه للرئاسة قبل عامٍ ونيِّف " النهضة والإصلاح"، واحتجّ لذلك بآيةٍ من القرآن الكريم: { إنّ أُريدُ إلاّ الإصلاح}. ويقوم المشروع في ظاهره على علائق " التكامُل بين الدين والدولة". وهي العلائق التي حكمت مسار حركة الإخوان المسلمين منذ مقولة حسن البنّا في الأربعينات من القرن الماضي، والتي تذكر أنّ الإسلام دينٌ ودنيا، مصحفٌ وسيف! والمقولةُ جديدةٌ في تاريخ إسلام أهل السنة، وفي تاريخ التجربة السياسية الإسلامية القديمة والحديثة. إذ إنها تعتبر الدين الركن الأول للدولة، التي ترمُز لها بالسيف. وقد تبلور ذلك في فكر الإخوان المسلمين فيما بعد وسادَ من خلال أطروحة الحاكمية التي تعتبر السلطة السياسية في الإسلام شأناً دينياً أو إلهياً، لأنها تعتبر هدفَها تطبيقَ الشريعة، لكي تعودَ الشرعيةُ إلى عالم الدولة الذي فارقته بسقوط خلافة بني عثمان عام 1924!

    لقد رأيتُ في دراساتٍ لي صدر بعضُها قبل عقود، وصدر البعضُ الآخرُ بعد قيام الثورات العربية، أنّ هذا جديدٌ تماماً على التفكير والممارسة السياسيَّين لدى المسلمين منذ العصور الوسطى المبكّرة. كان هناك بالطبع تداخُلٌ بين الممارستين الفقهية والسياسية، تجلّى في مثل مقولة الماوردي(- 450هـ) أنّ الإمامة هي نيابةٌ عن النبوة في حراسة الدين وسياسة الدنيا. إنما لنلاحظ الفرق بين الحراسة والسياسة. فالحراسةُ رعايةٌ وصَون، بينما السياسة صناعةٌ وإنشاء، كما هو شأنُ الدولة ومهامّها في إدارة الشأن العام. وقد كان التحدي لدى المسلمين في القرون الثلاثة الأولى لقيام التجربة السياسية الإسلامية هو العكس مما درج الإسلاميون على اعتباره، أي استقلال الدين عن الدولة أو عن الشأن السياسي. إذ إنّ السلطات في عالم الإسلام بعد الراشدين، حاولت دائماً الاستنصار بالدين واستتباعه لتثبيت سطوتها وسيطرتها، ولكي تستخدمَ الدين في الصراع السياسي ضدَّ المعارضين، وتصويرهم دائماً بأنهم خارجون عن الدين عندما يختلفون مع السلطات القائمة على أيّ أمرٍ من الأُمور.

    وقد تجلَّى ذلك بوضوح في ذهاب الخليفة العباسي المأمون للقول بخلق القرآن، ومحاولة فرض هذه المقولة على العلماء والفقهاء باعتبارها جزءًا من الاعتقاد الذي من حقّ الدولة الحسمُ فيه أيضاً صحةً أو بطلاناً كما هو شأنها في المسائل السياسية! وقد وقف الفقهاء والمحدّثون في وجه الخليفة، الذي اضطهدهم ولاحقهم وسجن أو قتل بعضهم، وبرز من بينهم الإمام أحمد بن حنبل(- 241هـ) الذي ظلَّ يدخل إلى السجون ويُضرب ويخرج ويُمنع من التدريس فيما بين 218و 233هـ. وكانت وجهةُ نظر أحمد التي صارت هي وجهةُ نظر أهل السنة جميعاً هي أنّ الشأن الدينيَّ مستقلٌّ عن الشأن السياسي، وأنه ليس من حقّ السلطة السياسية فرض أمرٍ في الاعتقاد الديني، كما أنه ليس من حقّ العلماء والفقهاء فرض أمرٍ باسم الدين في الشأن السياسي. وقد مثَّل إطلاق سراح أحمد بن حنبل عام 233هـ انتصاراً لمقولة استقلال الدين عن الشأن السياسي، واستقلال أو انفصال إدارة الشأن العام عن الشأن الديني. ويريد بعض المفكرين اعتبار تلك " القسمة" ليس انفصالاً، بل هي تقسيمٌ للعمل بين مجالين ديني وعامّ أو سياسي. فالدين يتناول الاعتقادات والعبادات والأخلاق، ونحن نعلم أنّ الفقهاء تولَّوا إضافةً لذلك التشريع الفقهي، أو الاجتهاد للنظام القضائي- بينما تولَّى أولو الأمر سائر أجزاء المجال الشاسع لإدارة الشأن العام في الإدارة الداخلية، والتولية والعزل، وقسمة الفيء(= الشأن المالي)، وقضايا الحرب والسلم والعلائق مع الأُمَم والدور الأُخرى. وهذا التمييز أو الانفصال بين المجالين لمصلحة كلٍ منهما، ظلّت فيه تداخُلاتٌ بين الشأنين، مثل الرمزية أو المرجعية العامة، ومثل من يمتلك سلطة التشريع، ومثل مَنْ يملك حقَّ استيفاء الزكاة، ومثل من يتولى محاكمة المعارضين السياسيين، ومثل من يتولى إدارة الأوقاف: النظام السياسي أم النظام القضائي.. الخ.

    بيد أنّ الطبيعة المدنية للنظام السياسي عادت فبرزت بشكلٍ أوضح في الجدال بين السنة والشيعة في القرنين الرابع الخامس للهجرة، أي الحادي عشر والثاني عشر للميلاد. فقد قالت الشيعة بأنّ الإمامة شأنٌ دينيٌّ، وأنّ الله سبحانه ورسوله جعلا السلطة السياسية في الأئمة الإثني عشر من سلالة علي بن أبي طالب رضي الله عنه. وعلى ذلك ردَّ كلّ المتكلمين والفقهاء السنة في القرنين السالفَي الذكر عندما ذهبوا إلى أنّ الإمامة ليست ركناً من الدين، وليست شأناً تعبدياً، بل هي شأنٌ مصلحي وتدبيري واجتهادي، وتعتمد على الاختيار من الأمة والاصطلاح عليها من جانب جماعة المسلمين!

    وما أُثير نقاشٌ حول طبيعة الدولة والسلطة السياسية بعد ذلك، وبخاصةٍ أنّ الإثني عشرية قالوا بغيبة الإمام، كما أنّ الإمامة الإسماعيلية الفاطمية سقطت في القاهرة في القرن السادس الهجري. إنما في مطلع القرن العشرين تجادل فرح أنطون مع الشيخ محمد عبده(- 1905) مفتي مصر بشأن مدنية السلطة. فقد اعتبر فرح أنطون أنّ هناك خلطاً بين الدين والسلطة السياسية في عالم الإسلام، وأنّ الفصل ضروريٌّ كما حصل في أوروبا من أجل التقدم.وردَّ عليه محمد عبده بأنّ السلطة مدنيةٌ في الفكر والتاريخ في التجربة الإسلامية، ولا داعي لاصطناع إشكالية ثم محاولة حلّها، لأنّ الواقع يختلف اختلافاً شاسعاً بين عالمي الحضارة الإسلامية، وما كان عليه الأمر في أوروبا العصور الوسطى بين البابا والإمبراطور! وعندما اعتبر بعض الشيوخ إلغاء الخلافة عام 1924 مصيبةً على الإسلام، ردَّ عليهم الشيخ علي عبد الرازق(1925) تلميذ محمد عبده بأنّ السلطة في الإسلام مدنية، وأنّ النظام السياسي ليس وحياً إلهياً، بل هو عملٌ سياسيٌّ من جانب جماعة المسلمين، وما كان تاريخ الخلافة في أكثر عصورها تاريخاً مجيداً ولا داعي للعودة إليها!

    اعتبر الإحيائيون المسلمون المتحولون إلى حزبياتٍ دينيةٍ سياسية الشأن العامَّ إذن شأناً دينياً. وتصارعوا طويلاً مع الدولة الوطنية الناشئة في حقبة ما بين الحربين، وبعد الحرب الثانية. وقد كان الجمهور العربي مع الدولة الوطنية، دولة الاستقلال. ورغم التحشيد الديني الشديد ما استطاع الشيخ حسن البنا الفوز بمقعدٍ نيابيٍّ في الأربعينات. ثم استولى العسكريون العرب على السلطة في دولٍ عربيةٍ رئيسية، بدعوى تحقيق ما لم تستطع "السلطات البورجوازية" تحقيقه في حقبتها القصيرة لجهات التحرير والتوحيد والتنمية والعدل الاجتماعي. بيد أنّ فشل العسكريين في تحقيق البرامج، وهزيمة العام 1967، حوَّلهم إلى ديكتاتوريات تعتمد القمع بالداخل، ومساومة الجهات الدولية والتصافُق معها من أجل البقاء في السلطة. وهنا جاءت فرصة الأحزاب الدينية التي استولت على أمزجة المهمَّشين، والشباب الثائرين على القمع والملاحقة. وعندما أثير في وجهها ملفّ مدنية الدولة أو دينيتها من جديد، غيَّرت الموضوع وذهبت إلى أنّ الصراع صراعٌ بين الإسلام والعلمانية. وما واجَهَها أحدٌ من المثقفين المتحشدين من حول الأنظمة القائمة بأنّ المشكلة ليست في الدين أو معه، بل هي مع سوء إدارة الشأن العام. فالحلُّ للمشكلة يكون بالعودة إلى الناس لإقامة سلطاتٍ مدنيةٍ ديمقراطية. والتصدي سياسياً لكلّ المشكلات الداخلية والعربية العامة التي أهملتها سلطات الطغيان والفساد. أمّا اعتبار مشكلتنا مشكلةً دينيةً لا حلَّ لها إلاّ بالحاكمية وتطبيق الشريعة؛ فإنه يعني أنّ الدين الآن ناقصٌ، وأنه لا يكتمل إلاّ بوصول الإسلاميين للسلطة، وهذا أمرٌ غريبٌ يجعلُ من الإخوان والجهاديين انشقاقاً في قلب الإسلام. فالله سبحانه وتعالى يقول لنا: { اليوم أكملتُ لكم دينكم وأتممتُ عليكم نعمتي، ورضيتُ لكم الإسلامَ دينا} وهم يقولون لنا إنّ المجتمعات أو السلطات غافلةٌ أو كافرةٌ، وهم يريدون الوصول إلى السلطة لإعادة الشرعية والمشروعية بإعادة الشريعة إلى الدولة!

    إنّ حكم الإصلاح، أو إصلاح إدارة الشأن العام الذي قامت من أجله الثورات العربية، لا يقوم إلاّ بإخراج الدين من بطن الدولة، ومن قلب الصراع السياسي. والتفرغ بالفعل للمشكلات السياسية والتنموية والعربية العامة، بدلاً من الالتهاء الخادع باستكمال تطبيق الدين من أجل استكمال أو استعادة الشرعية! وليكن فشل حكم الإخوان عبرةً لكلّ معتبر. فإدارة الشأن العام ما شهدت فساداً وفوضى مثلما شهدتْهُ في عهدهم القصير. وقد ظلموا الإسلام حينما استظلُّوا بمظلّته للوصول إلى السلطة، وكلّفوه بما لا يُطاق عندما وضعوه في موضع المسؤولية عن فشلهم هم. إنّ شعار الشرعية والشريعة أو الشرعية بالشريعة، هو شعارٌ ظالمٌ لمجتمعاتنا، وظالمٌ لديننا، وظالمٌ لمستقبل أمتنا شباباً وشِبباً.

    www.ridwanalsayyid.com
    جريدة الاتحاد في صفحة وجهات نظر في 11/8/2013 يوم الاحد



    -----------ش
    وحيد عبد المجيد
    مأزق أحزاب «الإخوان» في الحكم
    تاريخ النشر: الأربعاء 28 أغسطس 2013


    تاريخ جديد لمنطقة الشرق الأوسط تكتبه الأحداث والتفاعلات الجارية في مصر منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي وإنهاء حكم جماعة «الإخوان» بعد انتفاضة 30 يونيو الشعبية الكبرى. وكما يحدث عادة في حالة أي زلزال كبير، لا تقتصر ارتداداته على المكان الذي يقع فيه بل تنتشر في الأرجاء المحيطة به.

    وكان فشل تجربة جماعة «الإخوان» في حكم مصر زلزالاً كبيراً من النوع الذي تترتب عليه بالضرورة ارتدادات تؤثر في مستقبل المنطقة. فلم يكن مرسي مجرد رئيس فاز بصعوبة شديدة في انتخابات أُجريت في ظروف غير طبيعية وفشل في مهمته فثار الشعب عليه وعزله، فقد أسقطت انتفاضة 30 يونيو جماعة «الإخوان» التي سعت إلى الهيمنة على الدولة مستغلة وجود مرسي في قصر الاتحادية الرئاسي. وهذه الجماعة هي المركز الرئيسي لتيار «الإخوان» الذي نشأ في مصر عام 1928 وانتشر خارجها. فهي تعتبر «الجماعة الأم» بالنسبة إلى مختلف جماعات «الإخوان» وأحزابهم في كل مكان، سواء التي تنضوي تحت لافتة «التنظيم الدولي للإخوان» بصورة علنية أو ترتبط به فعلياً.





    ومن الطبيعي أن تكون جماعات «الإخوان» وأحزابهم في العالم العربي هي الأكثر تأثراً بارتدادات الزلزال الذي ضرب مركزهم في مصر، وخاصة تلك التي وصلت إلى السلطة وتقود ائتلافات حكومية في تونس والمغرب أو تشارك في السلطة وتوجهها من وراء ستار في ليبيا واليمن. لكن أثر هذا الزلزال على «حزب العدالة والتنمية» التركي لم يكن أقل قوة، بل ربما أكثر. فقد أصبح النموذج الذي قدمه هذا الحزب، ولقي إعجاباً لسنوات، في مهب الريح، وتفاقمت المشاكل التي تواجه المشروع الإقليمي لزعيمه رئيس الحكومة أردوجان. كما كشف الزلزال المصري مدى ارتباط هذا الحزب بجماعات «الإخوان» وأحزابهم وتنظيمهم الدولي، رغم حرصه منذ تأسيسه على إنكار هويته الإخوانية لأسباب تتعلق بالوضع الداخلي في تركيا. فقد تصدى «حزب العدالة والتنمية»، وأردوجان بصفة أساسية، لقيادة الحملة العالمية التي نظَّمتها الأمانة العامة لـ«التنظيم الدولي للإخوان» بزعم أن عزل مرسي حدث من خلال انقلاب عسكري.

    ومثلما كشف الزلزال المصري حقيقة انتماء الحزب الحاكم في تركيا فعلياً إلى حركة «الإخوان» في العالم وتنظيمها الدولي، أظهر أيضاً أن هذا التنظيم الفضفاض يمتلك إمكانات كبيرة في مجال الاقتصاد والإعلام والدعاية والعلاقات العامة.

    وكان دعم حزب حاكم في دولة كبيرة وقوية مثل تركيا خير عون للأمانة العامة لـ«التنظيم الدولي للأخوان»، حيث استضافت إسطنبول اجتماعاً طارئاً نظمته هذه الأمانة على عجل يومي 13 و14 يوليو الماضي لوضع خطة لمواجهة التغيير الذي حدث في مصر ومساندة جماعة «الإخوان» فيها إعلامياً ومالياً لإحباط خريطة المستقبل الجديدة. كما قام حزب «حركة النهضة» في تونس، ومازال، بدور رئيسي في تنظيم الحملة العالمية ضد انتفاضة الشعب المصري، رغم أن زعيمه الغنوشي هو أكثر قادة جماعات «الإخوان» وأحزابهم معرفة بمقدمات فشل مرسي وتفاصيل الأزمة التي أخذت تتفاقم في القاهرة منذ يناير الماضي. فقد قام الغنوشي بوساطة بين سلطة «الإخوان» والقوى التي كانت تعارضها وفي مقدمتها «جبهة الإنقاذ الوطني» خلال وجوده في القاهرة في مايو الماضي. ولذلك فهو يعرف بالضرورة أن تشدد قيادة «الإخوان» في مصر وعنادها وعجز الرئيس المنتمي إليها عن استيعاب الواقع، هو ما أدى إلى عزله.

    وربما كانت وساطة الغنوشي تلك معبرةً عن إدراكه خطر فشل حكم «الإخوان» في مصر على جماعاتهم وأحزابهم في بلاد أخرى، وخاصة في تونس، فكان معارضو الائتلاف الذي هيمن عليه حزب «حركة النهضة» قد حذوا حذو نظرائهم في مصر إلى حد تأسيس حملة حملت الاسم نفسه (تمرد) الذي كان بمثابة «كلمة السر» في الانتفاضة التي أدت إلى عزل مرسي.

    وما أن حدث ذلك حتى دوَّت أصداء شعار «يسقط... يسقط حكم المرشد»، الذي هز شوارع مصر وميادينها، في تونس وبلاد أخرى وصلت جماعات «الإخوان» وأحزابهم إلى الحكم فيها. واقترنت أصداء هذا الشعار بالاستياء الناجم عن تعثر الحكومات الانتقالية في تونس وليبيا واليمن، والأزمة التي تواجه الحكومة التي يقودها «حزب العدالة والتنمية» في المغرب.

    وتبدو تونس هي الأكثر تأثراً بالزلزال المصري الذي وضع «حركة النهضة» في أكبر مأزق منذ تشكيل الائتلاف الثلاثي الذي تقوده في خريف 2011. وظهر ذلك في تراجع قدرتها على التحكم في هذا الائتلاف الذي نجحت في تطويعه على مدى ما يقرب من عامين. لذلك اضطرت إلى التراجع عما اعتبرته خطاً أحمر، وهو حل المجلس الوطني التأسيسي، وطلبت الحوار عندما تصرف أحد شريكيها في الائتلاف (التكتل من أجل العمل والحريات) بشكل مستقل عنها وقرر زعيمه تجميد عمل هذا المجلس الذي يتولى رئاسته.

    ووصلت ارتدادات الزلزال إلى المغرب، حيث يقود «حزب العدالة والتنمية» (المسمى على اسم الحزب الحاكم في تركيا) ائتلافاً هشاً ازداد ضعفاً بعد انسحاب أكبر الأحزاب الديمقراطية (حزب الاستقلال) منه. فلم يعد أمام رئيس الحزب ذي الهوية «الإخوانية»، عبد الإله بن كيران، إلا قبول شروط أحزاب كان يرفض التعامل معها لتأمين أغلبية برلمانية جديدة بقيادته، لكن من موقع أضعف، رغم أن معظم الأحزاب الديمقراطية لا تستعجل إسقاطه. فالظاهر أنها تفضل الاسترخاء على مقاعد المعارضة وحصر ما يفقده الحزب الإخواني من شعبية.

    كما ترددت أصداء فشل جماعة «الإخوان» المصرية في ليبيا واليمن أيضاً، حيث يشارك حزبا «العدالة والبناء» و«التجمع اليمني للإصلاح» في الحكومتين الانتقاليتين المتعثرتين في البلدين.

    وتحاول جماعة «الإخوان» الليبية وحزبها (العدالة والبناء) البحث عن طريقة لمواجهة المأزق الذي تجد نفسها فيه، بعد أن أصبح قطاع أكبر من المجتمع أكثر جرأة في مهاجمتها. غير أن إعلان بعض قادتها أن حزبها سينسحب من الحكومة والمؤتمر الوطني العام (البرلمان) مع بقاء وزرائه وأعضائه فيها كأفراد يبدو نوعاً من التحايل المكشوف الذي لا يفيد في مواجهة مأزق بهذا الحجم.

    أما حزب «التجمع اليمنى للإصلاح»، الذي حصل على ما يفوق حجمه بكثير في الحكومة الانتقالية ومؤسساتها، فقد التزم الصمت رسمياً في الوقت الذي اتخذ بعض قادته وكوادره أكثر المواقف تطرفاً في أوساط جماعات «الإخوان» وأحزابها ضد انتفاضة الشعب المصري.

    وهكذا، لم ينج أي من جماعات «الإخوان» وأحزابهم التي وصلت إلى السلطة من ارتدادات الزلزال المصري التي أصابت أيضاً الكثير غيرها على نحو يضعف فرصة أي منها في الانتقال من المعارضة إلى الحكم.


    -----------
                  

08-28-2013, 06:18 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)

    لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ
    صدق الله العظيم


    عندما قام الشباب المصري بثورة 25 يناير 2011م، ضد نظام حسني مبارك الدكتاتوري، ونزلوا الى ميدان التحرير بوسط القاهرة، لم يشارك الاخوان المسلمون في الثورة، من أول لحظة. ولم يعانوا مواجهة عنف الشرطة، في بداية عنفوانها، وأكتفوا بالمتابعة، والتربص لعدة أيام، حتى استجاب الشعب المصري، وملأ الميادين، وتم كسر حاجز الخوف، الذي بناه نظام مبارك لعشرات السنين.. لقد شعروا ان الثورة توشك ان تنجح، من دونهم، فسارعوا للحاق بها، وحاولوا ما امكن، ان يظهروا بمختلف مظاهرهم، حتى لا يستطيع أحد ان يعزلهم عن ثمرة اسقاط النظام، التي كانت لديهم الأهم مما سواها. ولقد قبلوا شعارات الثورة، التي رفعها الشباب في كافة مدن مصر، على مضض. وقبلوا التلاحم الذي تم بين المسلمين والاقباط، وظهور بوادر الوحدة الوطنية، مع أنه خلاف ما جرى عليه تاريخهم الدامي. وكان من الممكن ان تكون مرحلة مابعد حكم مبارك، مرحلة جديدة، تقوم فيها حكومة انتقالية، وطنية، ترسي قواعد الديمقراطية. ثم تضع دستوراً يعبر عن آمال وتطلعات كافة المصريين، تعقبه انتخابات حرة، ونزيهة، تأتي بحكومة منتخبة بصورة سليمة، تضع مصر على الطريق الصاعد.

    وبسقوط نظام مبارك، آلت الأمور الى مرحلة انتقالية، تولت فيها المؤسسة العسكرية، إدارة شؤون البلاد الى حين إجراء الانتخابات. ولقد كان من رأي القوى السياسية، ان يوضع الدستور الدائم، قبل قيام الانتخابات، حتى يضمن الجميع، تحقق متطلبات الثورة الشعبية ..ولكن الاخوان المسلمين، أصروا على الدستور المؤقت، وإجراء الانتخابات قبل وضع الدستور النهائي. وكانت أول جرائم الأخوان المسلمين السياسية، هي ترتيباتهم المنفردة مع المجلس العسكري، وتنسيقهم الثنائي معه، في مواقف عدة، منها عملية الإستفتاء على الدستور المؤقت (الإعلان الدستوري)، واشتراك ممثل عنهم، دون باقي القوى في لجنة إعداد الدستور، وهو الدكتور صبحي حسن. ثم تحول ذلك الوفاق والإنسجام الى تبادل الإتهامات، بين المجلس العسكري والإخوان، ليتهمهم المجلس بأنهم لم يفوا بالتزامات تم الاتفاق عليها.. وأنهم يسعون للتفرد بالمشهد السياسي، وأنهم يريدون إسقاط حكومة الجنزوري التي أيدوها، بعد إقالة حكومة عصام شرف.

    ولقد صرح الأخوان المسلمون قبيل الإنتخابات البرلمانية، بأن في مقدورهم الحصول على ثلثي مقاعد البرلمان، ومع ذلك سيكتفوا بالمنافسة على ثلث المقاعد فقط، مما يؤهلهم لقيادة الكتلة المعطلة، وإعطاء فرصة لغيرهم من الكيانات السياسية. ولكنهم في الحقيقة، نافسوا وبقوة، على كل المقاعد البرلمانية، ولم يشركوا في قوائمهم قوى أخرى، أو شخصيات لا تنتمي اليهم والى فكرهم، سوى عدد من المرشحين لا يزيدون عن عدد اصابع اليد الواحدة، منهم النائب المسيحي أمين اسكندر. وبمجرد ما أعلنوا عن وجههم الجديد، حزب " الحرية والعدالة" دخلوا الإنتخابات بحملة مكثفة، وخطب في جميع المساجد، ووعود للشعب المسلم بتطبيق شرع الله !! فحصلوا على عدد 235 من اصل 508مقعداً بنسبة 47%، وحصلوا على 107 مقعدا في مجلس الشورى بنسبة 59%، من إجمالي180مقعداً تم إنتخابهم بالإقتراع المباشر من الشعب و90 مقعدا تم تعينهم من المجلس العسكري، وكانت النتيجة حصول الإسلاميين في مجلس الشعب على نسبة 65% الاخوان بما فيهم حزب النور(سلفيين) وحزب الوسط، وحزب البناء والتنمية، وحزب الأصالة. ونسبة85% في مجلس الشورى للإخوان بما فيهم حزب النور. وكانت عدد الأصوات التي صوتت للإخوان من مجموع الناخبين وصلت الى 11 مليون صوت في إنتخابات البرلمان. وتقريبا 7مليون صوت في انتخابات مجلس الشورى. وتشكلت هيئة رئاسة مجلس الشعب برئاسة القيادي الإخواني الدكتور سعد الكتاتني، واستأثروا برئاسة أغلبية لجان المجلس، خلافاً لما اشاعوا من قبل.

    وحتى يطمئن الأخوان المجلس العسكري، وبقية القوى السياسية، ويكسبوا دعم البسطاء والمحبين للدين، الذين يرون فيهم حركة دينية تربوية، لا تطمع في المكاسب السياسية، أعلنوا انهم لن يقدموا مرشح لرئاسة الجمهورية !! وأكدوا ذلك مراراً على لسان قادتهم، ومنهم الدكتور سعد الكتاتني أمين عام حزبهم، فقد قال في مقابلة تلفزيونية بقناة النهار يوم14/1/2012 م،(لن ترشح جماعة الاخوان أحداً للرئاسة وعلى مسؤوليتي وذلك قرار الجماعة) ، ونفى الدكتور جمال حشمت، أحد قياديهم وهو وكيل لجنة العلاقات بمجلس الشعب حينها، ما يتردد من إشاعات حول عزم الإخوان ترشيح أحداً منهم لرئآسة الجمهورية، كما صرح مرشد الإخوان الأسبق مهدي عاكف، بعدم نيتهم ترشيح أحداً للرئاسة، وأكد ذلك الموقف الكثير من قياداتهم .. ولكنهم فاجئوا الجميع، بمن فيهم المقربين منهم، والمناصرين لهم، بقرار ترشيحهم المهندس خيرت الشاطر للرئاسة. ولما تم رفض ترشيحه قانونياً، استبدلوه بالدكتور محمد مرسي، ما أثار حفيظة جميع القوى من الإخوان، واعتبروه تراجعاً عن موقفهم السابق، وتأكيداً لما يتردد عن رغبة الإخوان الوصول للحكم، وإستئثارهم بالحياة السياسية في كافة أدواتها.

    وكما فازوا في انتخابات مجلس الشعب، فاز الاخوان المسلمون في انتخابات الرئاسة.. ولكنه لم يكن فوزاً كاسحاً، وإنما فوزاً ضئيلاً، يدل على ضآلة شعبيتهم، وسط الشعب المصري، رغم ما يقومون به، من خداع واستغلال للدين، وتضليل به، وحركة تنظيمية نشطة، واتصالات واسعة داخل وخارج مصر. ورغم أن مرشح الاخوان الدكتور محمد مرسي، رئيس حزب الحرية والعدالة، قد حصل على أعلى الأصوات، إلا أنه فعل ذلك، بفارق ضئيل، بينه ومنافسه الفريق أحمد شفيق، المحسوب على النظام السابق، الذي ينعته شباب الثورة بمرشح (الفلول). فقد حصل شفيق على 24%من اجمالي اصوات الناخبين، ولم يزد عليه مرسي إلا ب 1% !! ولعل عدم فوز شفيق يعزى الى دخول عمرو موسى، الذي حصل على نسبة 11%، فلو انه تنازل لشفيق وهما محسوبان على النظام السابق، لما كان هنالك فرصة للاخوان المسلمين في الفوز. أما الأصوات الباقية، فإنها توزعت على بقية المرشحين، وهي محسوبة على الثورة، ولو كان هناك إتفاق على مرشح واحد لقوى الثورة وشبابها، لكانت النتيجة محسومة. ولكن تعدد المرشحين شتت الأصوات، ليفسح المجال، كما أسلفنا، لوصول الفريق أحمد شفيق، الذي تخشاه جميع قوى الثورة، وترى أن وصوله لكرسي الرئاسة خطراً حقيقياً، وانتكاسة كبرى للثورة. لهذا فضل كثير من الثوار، ممن هم ليسوا اخوان مسلمين، ان يصوتوا لمرسي، بدلاً من ان يعيدوا نظام مبارك في صورة رئيس وزرائه أحمد شفيق. يضاف الى ذلك، ان الشعب المصري رغم حبه للشباب الذي كسر حاجز الخوف، وفجر الثورة، يعلم انهم لا خبرة لهم في السياسة، وان الرموز التي التفوا حولها مثل د. البرادعي، تنقصهم التجربة السياسية، التي لا يغني عنها التعليم أو التجارب الاخرى. اما الاحزاب التقليدية القديمة، فقد اتسمت بالعجز، وعرفت بعدم المقاومة للنظام السابق، مما افقدها البريق التاريخي، الذي صاحبها فترة من الزمان. ولقد كان من اسباب قبول التيار الاسلامي في الشارع المصري، أنه كان باستمرار في موقع المعارضة، ولم يعرف الشعب على وجه اليقين، كيف سيفعل الاسلاميون إذا وصلوا السلطة. ولكن بمجرد ظهور طمعهم، واستغلالهم لنفوذهم في السيطرة على مجلس الشعب، بدأت شعبيتهم تتناقص، فقد تراجعت الكتلة التصويتيةللإخوان من 11 مليون صوت في انتخابات مجلس الشعب، الى 5 مليون ونصف صوت في انتخابات الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية. ولو كان الاخوان المسلمون عقلاء، لساقهم نجاحهم في الانتخابات للتواضع، لأنه في حد ذاته، فوز متواضع .. ولكنه ضاعف من غرورهم، وعنجهيتهم، الى درجة أن يقول أحد قادتهم، وهو الدكتور صبحي حسن (لو رشح الإخوان ######اً ميتاً لانتخبه الناس) !! وقد انتشرت تلك المقولة عنهم، ولم يقوموا بنفيها، أو الإعتذار عنها، ولقد قال الدكتور ابراهيم الزعفراني، أحد قيادات الإخوان التاريخية، والذي انفصل عنهم لاحقاً، في لقاء مع صحيفة المصري اليوم، بتاريخ 3/4/2011م "سمعت صبحى يقول إن الجماعة لو رشحت «###### ميت»هينجح، ولم يخرج أحد يلومه أو يكذب هذا التصريح".

    ولم يكتف الاخوان المسلمون بحجمهم الطبيعي، الذي كشفت عنه الانتخابات، بل سعوا الى استغلال ما لديهم من سلطة لاقصاء الآخرين، وتمكين أنفسهم، ووضع كافة مؤسسات الدولة تحت سيطرة تنظيمهم، مما أدخل مصر في أزمة. بدأت المشكلة في يوم 22 نوفمبر 2012م، حينما أصدر الرئيس مرسي إعلاناً دستورياً مكملاً، يتضمن ما أسماه قرارات ثورية منها: جعل قرارات رئيس الجمهورية قرارات نهائية، غير قابلة للطعن من أي جهة، بما في ذلك المحكمة الدستورية العليا!! ومنها إقالة النائب العام، المستشارعبد المجيد محمود، واستبداله بالمستشار طلعت ابراهيم. ومنها امداد مجلس الشورى والجمعية التأسيسية بالحصانة، التي تمنع حلهما، مع اطالة عمر الجمعية التأسيسية لشهرين، حتى تنتهي من كتابة الدستور الدائم. ولقد قوبل الاعلان الدستوري بالرفض الحاسم، من كافة القوى السياسية، والمثقفين، والاعلاميين، وحملة الرأي في مصر. فرفضته كل الاحزاب السياسية، وحركة 6 أبريل، واصدر اتحاد كتاب مصر بياناً يعلن فيه رفضه للإعلان الدستوري. واستقال كافة مستشاري الرئيس، من غير الاخوان من مؤسسة الرئاسة، وهم: سمير مرقص، سكينة فؤاد، سيف الدين عبد الفتاح، عمرو الليثي، فاروق جويدة، محمد عصمت سيف الدولة. وأصدر المجمع الأعلى، للكنيسة الانجيلبة، المشيخية، بياناً أكد فيه رفضه للإعلان الدستوري، الذي اعتبره معارضاً لكل المبادئ والقيم السياسية، ومحرضاً على الشقاق بين ابناء الوطن الواحد. ولم يؤيد الاعلان الدستوري الا الاخوان المسلمون، وحزب النور المعبر عن التيار السلفي الحليف للاخوان المسلمين. ولم يلبث الخلاف ان انعكس على الشارع، فتجمع مؤيدي مرسي أمام قصر الاتحادية، بينما تجمع الاضعاف من معارضيه في ميدان التحرير. وأعلنت الموفوضية السامية لحقوق الانسان بجنيف، ان بعض مواد الاعلان الدستوري تتعارض مع العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، وتتنافى مع العدالة واستقلال القضاء. كما ابدت دول أجنبية منها الولايات المتحدة الأمريكية قلقها. مما اضطر الرئيس مرسي، نتيجة لكل هذه الضغوط، ان يتراجع عن الإعلان الدستوري. وهكذا نجح التيار المستنير، والذي يوجهه إعلام واعي، حر، في احباط أولى مؤامرات الاخوان المسلمين، للسيطرة على مفاصل الدولة المصرية، بالوسائل غير الشرعية.

    ولكن كعادة الاخوان المسلمين، في الخداع، والإلتفاف حول القضايا، كونوا لجنة لوضع الدستور الدائم، ابعدوا منها كل مخالفيهم، مما أثار أزمة عاصفة، على إثرها انسحب ربع أعضاء اللجنة. ورفع الاعضاء قضية للمحكمة الدستورية ضد لجنة الدستور. وقد عبر عن ذلك رفعت السعيد رئيس حزب التجمع بقوله (إننا نواجه محاولة لاحتكار كل شيء لكن احتكار الدستور هو اخطرها الدستور لا ينبغي ان يكون انعكاسا لرأي الاغلبية وانما انعكاسا لكل قوى المجتمع)، وتدخل المجلس العسكري، وحث مجلس الشعب على إعادة النظر في تشكيل اللجنة، وحمله مسؤولية التأخير في الإعلان عنها.

    وبالاضافة الى موضوع الدستور، سعى الاخوان المسلمون للسيطرة على القضاء، باخضاعه وكسر هيبته. ففي 8 يوليو 2012 أصدر الرئيس مرسي قراراً بعودة مجلس الشعب، الذي كان قد صدر قرار بحله، مما يعتبر أولى خطواته في مسيرة تحدي أحكام القضاء، وانتهاك سيادة القانون، وكان بذلك، يدشن أولى معاركه مع السلطة القضائية، ممثلة في المحكمة الدستورية العليا .. وعلى الرغم من تبدي ضعف موقفه، الذي أظهرته قوة انتفاضة القضاة، ورضوخه لحكم المحكمة الدستورية، بوقف تنفيذ قراره الخاص بعودة مجلس الشعب، الذي لم يتجاوز ثلاثة أيام، فإن مواجهته للسلطة القضائية، كانت جزءا أصيلا، من خطة الجماعة للسيطرة على الدولة، ومؤسساتها، وتطويعها، حتى تسهل وتقصر عملية التمكين . ثم قام الرئيس مرسي وجماعته بمواجهة السلطة القضائية في ميدان آخر، إذ أعدوا دستوراً مشوهاً، في محاولة سافرة لتحجيم القضاء، والسيطرة عليه عبر نصوص دستورية، فانتفض القضاة لما اعتبروه تعدي من السلطة التنفيذية على السلطة القضائية، يعتبر إعتداء على مبدأ اساسي من مبادئ الديمقراطية، هو الفصل بين السلطات، الذي يجب ان يقوم عليه أي دستور. وزاد الأمر سوءاً بإقالة النائب العام المستشار عبد المجيد محمود دون رغبته، في 11 أكتوبر 2012، مما أثار غضب واحتجاج القضاة، خاصة بعد تصريح النائب العام، بأنه لم يستقل من منصبه، وأنه تلقى تهديدات بصورة مباشرة، وغير مباشرة، من جانب المستشارين، أحمد مكي وزير العدل، وحسام الغرياني، رئيس محكمة النقض السابق، المحسوبين على جماعة الإخوان، من أجل ترك منصبه!! ومع تصعيد القضاة وتهديد النيابة العامة بتعليق العمل، قرر الرئيس إبقاء النائب العام في منصبه، بعد أقل من يومين على قرار إقالته. ولقد أدى تراجع الرئيس من قراراته، واضطرابه، وتردده، الى اهتزاز هيبة الحكومة، مما بعث الى الشعب من مؤيديه ومعارضيه، برسالتين.أولهما أن الرئيس ليس قامة دينية رفيعة، صادقة، ومتأكدة مما تقول وتفعل. وثانيهما أنه قيادة ضعيفة، يمكن ان تتنازل بالضغط الشعبي، لأنها لا تحترم المبادئ، ولكنها تخاف السقوط. ولم يكتف حزب الحرية والعدالة بهذه الهزائم، بل سعى الى إجراء إدخال تعديلات على قانون المحكمة الدستورية، وإعادة النظر فى تشكيلها، فى وقت، كانت فيه المحكمة دستورية، تنظر في مدى قانونية تشكيل مجلس الشعب، الذى يشغل فيه حزب الحرية والعدالة الأكثرية النيابية .. مما يترتب عليه أيضًا، إعادة النظر فى تشكيل لجنة انتخابات الرئاسة، التى يرأسها رئيس المحكمة الدستورية. وهكذا سعى الاخوان المسلمون وحلفاؤهم، الى استغلال اكثريتهم فى مجلس الشعب، وسيطرتهم عليه، لتصفية استقلال القضاء، واستخدام السلطة التشريعية، لتحقيق مكاسب حزبية ذاتية، تطلق يدهم فيما اسماه معارضوهم " أخونة" الدولة، خاصة في ظل ما تردد، حول ما سوف يترتب على القانون، من استبعاد 3500 قاض من العمل القضائي، بينما يجري الحديث عن تعيين جهات شرعية كقضاة تابعين لـ«الإخوان (الشرق الاوسط 21/5/2013م). وفي أثناء تدافع تداعيات الأزمة، استخدم الإخوان القوة، كأداة لتعطيل القضاء، وترهيب القضاة، ولأول مرة في تاريخ مصر، في خطوة صعدت من الأزمة الدستورية والقانونية والسياسية، التي مرت بها البلاد، أرسلوا أنصارهم لحصار المحكمة الدستورية العليا، في الثاني من ديسمبر 2012، وللمرة الأولى علقت جلسات المحكمة الدستورية، ومنع الغوغاء الذين يحملون العصي وفروع الأشجار القضاة، من الوصول الى مكاتبهم، مما اعتبر أكبر إهانة للقضاء المصري، عبر تاريخه الطويل.

    ومع وضوح المخطط الأخواني، تصاعدت المعارضة ضده، وتراجعت شعبية الاخوان المسلمين. وتوحد رأي معارضيهم حول شعار إجراء انتخابات مبكرة، حتى لا يجد الاخوان الوقت اللازم، لتصفية خصومهم في القضاء، وفي الإعلام، وفي كافة المرافق العامة. ولكن حكومة مرسي رفضت الإنتخابات المبكرة، واصرت على إكمال مرسي لمدته. وبدلاً من اعتبار آراء المعارضة، استمر الاخوان المسلمون في " أخونة" الدولة، فتم إقصاء عدد من محافظي المحافظات، واستبدالهم بكوادر من الاخوان المسلمين، أو حلفائهم من السلفيين .. ولعل من ابرز هذه الاخطاء، محافظ الاقصر السلفي، الذي هاجم الآثار، التي يعتمد عليها أهل المنطقة في السياحة، على اساس أنها أصنام !! وتصاعدت المعارضة لحكومة مرسي، بسبب الهجوم، والإساءات، التي كان يمارسها الأخوان المسلمون، من قنواتهم العديدة، ضد رموز المجتمع المصري، من المثقفين والفنانين والفنانات، والاعلاميين غير الموالين لهم. ولقد أرعبت الخطب الحماسية، التي تشيعها القنوات الاسلامية، والتي تحرم السينما، والمسرح، والفنون، كافة المثقفين المصريين، واشعرتهم بخطورة الزحف المتخلف، الذي يهدد حضارتهم العريقة، وحداثة مجتمعهم، وبل ويهدد وجودهم نفسه. ولقد هاجم الرئيس مرسي الاعلاميين المصريين، الذين انتقدوا آداء حكومته، ووصفهم ب(منتهكي القانون والمتهربين من الضرائب) كما هاجم المسيرات، والاعتصامات السلمية، والذين ملأوا ميدان التحرير، ووصفهم ب(فلول النظام السابق ومن ينفذون مخططاً تخريبياً بدعم من الخارج)!!

    وأدى إنشغال حكومة الأخوان بالسيطرة السياسية، واقصاء الآخر، الى إغفال حياة الناس.. وتردى الوضع الاقتصادي، وتدهور الجنيه المصري امام العملات الأجنبية، وتراجعت معدلات العمالة والاستثمار، وحدثت أزمة حادة في البترول والكهرباء، ارجعها الشعب الى الوزراء الجدد الذين تولوا المناصب، دون خبرة، لمجرد انهم من جماعة الأخوان، ولم يقدروا، بل لم ينشغلوا بحل الازمات. ولقد تبنى العقلاء، الدعوة لحوار وطني، يخرج مصر من الاستقطاب، والصراع، ولكن حكومة مرسي رفضت الحوار.

    لقد بنى الأخوان المسلمون استراتيجيتهم، على استحالة تدخل الجيش، وعلى مقدرتهم على التضليل بأنهم مع الشرعية، رغم ما فعلوا بالدستور !! ثم انكار وجود سخط شعبي، والاستهانة بالجموع التي نزلت الى الشارع ضدهم، وظنهم انهم بالتخطيط والتنظيم، يمكن ان يحشدوا حشود مثلها !! ثم اظهار التماسك، والثبات، بتعيين المزيد من الاخوان في وظائف كبيرة، وابعاد المختلفين معهم. وتوسيع عملهم الاعلامي، وايقاف بعض القنوات التلفزونية، التي تخصصت في نقد مفارقاتهم، كقناة " الفراعين" . كما انتهجوا سياسة الإرهاب ضدالمسيحيين، ومن سموهم العلمانيين، وحرضوا الناس عليهم، في خطاب تكفيري، وتهديد بالعنف، تحت سمع وبصر حكومتهم !!

    ولقد دعا الجيش الفرقاء للجلوس على طاولة المفاوضات، فلم يجد من النظام أذناً صاغية. ونتج عن التحريض، والعنف، قتل عدد من المواطنين، في الاشتباكات التي جرت بين انصار مرسي ومعارضوه .. كما قامت جماعات متطرفة، بقتل جنود مصريين في سيناء.

    وفي وقت متأخر جداً، وبعد نزول الملايين الى الشارع، وبداية بوادر ثورة تصحيحية جديدة، ادرك الاخوان المسلمون حجم المشكلة !!فخرج الرئيس مرسي للشعب بخطاب ضعيف. فقد كان الشعب ينتظر منه تنازلات، واعتراف بأخطاء، حدثت طول العام، ولكن الخطاب جاء محبطاً، فكانت نتائجه عكسية .. ولم يقدم الخطاب اي حلول للأزمة الاقتصادية، وذكر ان وزارة التموين توفر الكميات المطلوبة، كما بالغ في مدح وزارة الداخلية !! ومع اضطراب الأوضاع، والخوف من نشوب حرب أهلية، أمهل الجيش السياسيين فترة ليحلوا الخلافات فيما بينهم، ولم يحدث شئ حتى انتهاء الوقت، فقام الجيش بمنحهم فرصة أخيرة مدة 48 ساعة. ولقد استطاعت القوى المعارضة، بخاصة حركة " تمرد" الشبابية، ان تحشد في 30 يونيو، ما قدر باكثر من 20مليون شخص، في ثورة شعبية عارمة، أذهلت المراقبين.. ولم يستطع الجيش المصري إلا ان يستجيب لها، كما استجاب لثورة 25 يناير، فاطاح بنظام مرسي وجماعته، وأوكل الى رئيس المحكمة الدستورية ادارة شؤون البلاد، حتى إجازة الدستور الجديد، وقيام الانتخابات العامة. ولو أن الاخوان المسلمين قبلوا الشرعية الثورية، التي انحاز لها الجيش، على انفسهم، كما قبلوها من قبل على حسني مبارك، وانصرفوا للاستعداد للانتخابات المقبلة، لجنبوا مصر كثير من الدماء والدموع .. ولكن طمعهم في السلطة الفانية، وضعف التربية الدينية داخل تنظيمهم، ساقهم الى اخطاء جسيمة، ما كان لهم ان يقعوا فيها لو كان منهم رجل رشيد.

    د. عمر القراي

    --------------
                  

08-28-2013, 10:47 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)




    القرضاوى يظهر من جديد على قناة «الجزيرة».. كل من خرج على رئيسه الشرعى يعد من الخوارج


    2013-08-28T09:30:39.0000000+03:00 أخر تحديث للصفحة في


    خطيب مسجد عمر بن الخطاب بالدوحة، تحدث أول من أمس عبر فيديو تم بثه على قنوات الجزيرة مباشر، بأن 30 يونيو ليس بثورة بل هو انقلاب، مشيرا إلى أن كل من انقلب على رئيسه الشرعى يعد من الخوارج، مستندا بذلك إلى فتوى شرعية مدعمة بالأحاديث بأن الخروج عن الحاكم ينطبق على الحكومة الحالية ولا ينطبق على أعضاء جماعة الإخوان الذين يبثون الفتنة فى ربوع مصر. متهمًا الشيخ على جمعة مفتى الديار المصرية السابق بأنه عبد للسلطة، مدعيًّا أن المعتصمين فى رابعة كان عزل من السلاح.

    الدكتور عبد الله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية، أكد لـ«التحرير» رفضه هذه الفتاوى التى يصدرها الشيخ يوسف القرضاوى، قائلا «صاحب الحق إذا استعمل حقه لا يجوز وصفه بأنه من الخوارج»، موضحًا أن الشعب هو صاحب الحق، فله أن يختار من يحكمه ومن يتولى شؤون البلاد، فالشعب هو صاحب هذا الحق فى تولى من يريد وعزل من يريد من السلطة، مشيرا إلى أنه من الطبيعى لكل فرد اختيار من يحكمه.

    النجار أوضح أنه لا يجوز وصف الشعب بالخوارج، كما أنه لا يجوز وصف مفتى الديار المصرية بأنه عبد السلطة، فهذا اتهام لا يجوز ولا يصح. موضحًا أن هذه الفتاوى تشعل الفتنة بين أفراد الشعب المصرى، مؤكدا رفضه الشديد كل فتاوى القرضاوى التى تخدم تيارًا بعينه.

    كمال الهلباوى القيادى المنشق عن جماعة الإخوان، قال لـ«التحرير» إن الفتاوى سهلة، والقرضاوى يرى أن من رفض حكم مرسى هم من الخوارج، وبعض علماء الأزهر يرون أن القرضاوى من الخوارج، وعبروا عن رفضهم هذا التشدد الذى يضر بالبلاد، مشيرا إلى أنه يجب على من يصدر فتوى أن يتفهم الواقع، مطالبًا القرضاوى أن يتفهم واقع مصر قبل إصداره أى فتوى، موضحًا أن هذه الفتاوى عندما تقترب من السياسة فإنها تصنع كارثة.

    الهلباوى أكد أن علماء الأزهر بقيادة شيخ الأزهر أحمد الطيب رفضوا مطالب البعض بعزل القرضاوى من لجنة كبار العلماء،

    المتحدث الرسمى باسم حزب الوطن السلفى ياسر عبد المنعم، قال لـ«التحرير» إنه لا يمكن التعليق على ما قاله القرضاوى، مشيرا إلى أنه يستند إلى أحاديث شريفة، موضحًا أنه من خرج على مرسى هم انقلابيون، لكنهم ليسوا بخوارج.

    محمود العلايلى عضو جبهة الإنقاذ، قال لـ«التحرير» إن الفتاوى الدينية لا يجب لها الدخول فى العمل السياسى والانخراط فيه، مطالبًا بالحد من هذه الفتاوى التى يصدرها بعض رجال الدين، لأن الهدف منها هو إحداث الوقيعة والفتنة بين أفراد الشعب المصرى، مشيرا إلى أن الهدف من كل هذه الفتاوى هو تحقيق أغراض سياسية معينة يتم من خلالها خدمة فصيل بعينه.
                  

08-30-2013, 11:27 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)


    عبد الناصر سلامة


    مسيرات إخوانية محدودة وسط استياء شعبي وسيطرة أمنية
    إحباط محاولات لزعزعة الأمن‏..‏ والقبض علي مسلحين‏..و7قتلى بينهم شرطيان


    وسط استياء شعبي كبير‏,‏ وسيطرة أمنية كاملة من قوات الجيش والشرطة لحماية المواطنين وتأمين المنشآت العامة والخاصة‏,‏ نظمت جماعة الإخوان أمس مسيرات محدودة بالقاهرة والمحافظات فيما سمته جمعة الحسم‏.‏


    وقد أحبطت قوات الجيش والشرطة ـ التي انتشرت في مختلف الميادين والشوارع الكبري وحول المنشآت الحيوية ـ محاولات عديدة لزعزعة الأمن والاستقرار باستخدام العنف والتحريض عليه من قبل المنتمين للجماعة, مما أدى الى سقوط 7 قتلى واصابة العشرات.

    وشهدت نقطة شرطة جراج النزهة الجديدة استشهاد فرد شرطة, وإصابة أمين شرطة ومواطن بعد قيام مسلحين يستقلون سيارتين ملاكي بإطلاق النار عشوائيا علي النقطة, كما سقط مواطن قتيلا في اشتباكات ببورسعيد.

    ونجح الأهالي في الكثير من المحافظات في فض مظاهرات الإخوان, وذلك بعد أن اشتبكوا معهم, لترديدهم هتافات ضد القوات المسلحة.

    وأطلقت جماعة الإخوان مسيرات وتجمعات من مساجد النور, والرحمن الرحيم, والمراغي بحلوان, والريان بالمعادي. وتظاهر العشرات من أنصار الإخوان أمام مسجدي الاستقامة, والتقوي بالجيزة.

    وقد سمع دوي إطلاق نار لم يعرف مصدره بشارع أحمد عرابي بالمهندسين خلال محاولة مسيرة إخوانية التقدم باتجاه ميدان سفنكس.

    وفي مدينة أكتوبر نجح أحد المواطنين في ضبط مجهولين يستقلان دراجة بخارية بعد إطلاقهما النيران عشوائيا أمام مسجد الحصري من سلاح آلي كان بحوزة أحدهما.

    وقطع المئات من عناصر الجماعة طريق جسر السويس بالقرب من ميدان الألف مسكن, واتجهوا في مسيرة تضم نحو1500 شخص, وحاصروا قسم شرطة عين شمس بعض الوقت, حيث فرض رجال الأمن طوقا أمنيا حول القسم خشية اقتحامه.

    كما حاصرت مسيرة إخوانية أخري مجمع محاكم مصر الجديدة, ومنعت مرور السيارات في جميع الاتجاهات.

    وحدثت اشتباكات بين الأهالي من ناحية وأعضاء الجماعة ومؤيديها من ناحية أخري, وذلك بمنطقة كوبري عرابي, بمحيط مسجد التقوي بشبرا الخيمة, وحاصر المئات من أهالي منطقة منشية النور ببنها العشرات من أنصار الجماعة داخل مسجد بالمنطقة, وتمكنت أجهزة الأمن من ضبط140إخوانيا. وفر كثيرون إلي منطقة المقابر.

    وفي بور سعيد سقط قتيل وأصيب22 في اشتباكات بحي المناخ استخدمت فيها الأسلحة النارية.

    وشهدت منطقة عمر أفندي بالزقازيق إطلاق أعيرة نارية, أغلق بعده الأهالي محالهم التجارية, ومداخل منازلهم, وفي حين أعلنت مصادر وزارة الصحة بالشرقية إصابة عشرات الأشخاص في الاشتباكات أعلنت جماعة الإخوان سقوط3 قتلي بينهم طفل.

    كما شهدت منطقتا الشاطبي والعوايد بالإسكندرية اشتباكات مماثلة, وتم القبض علي8 من عناصر الجماعة بمحيط مسجد القائد إبراهيم, ومعهم أسلحة ومولوتوف.

    كما وقعت اشتباكات عنيفة بين أعضاء جماعة الإخوان وعدد من المعارضين لهم بمنطقة رشدي بطريق الكورنيش شرق المحافظة, علي بعد أمتار قليلة من مقر قيادة المنطقة الشمالية العسكرية. وأطلقت قوات من الجيش أعيرة نارية تحذيرية في الهواء لتفريق الاشتباكات التي تبادل فيها الطرفان التراشق بالحجارة والخرطوش.

    ونجحت قوات أمن محافظة الغربية في تفريق مسيرة إخوانية كانت متجهة إلي مبني المحافظة ومديرية الأمن.

    وفي دمنهور أصيب3 أشخاص بجروح في اشتباكات بين أنصار الإخوان وأهالي المدينة, وأصيب اللواء أحمد الجندي مساعد مدير أمن الدقهلية بجروح قطعية بالرأس بعد أن ألقي مجهولون الحجارة عليه في أثناء قيامه بفض اشتباكات بين الأهالي ومتظاهرين بشارع الترعة بالمنصورة.



    -------------------

    إخوان بلا عنف‏:‏مرسي لن يعود إلي الحكم تحت أي ظرف

    قال حسن عبد الرحمن المتحدث الإعلامي لحركة‏(‏ إخوان بلا عنف‏)‏ إن التنظيم الدولي فرض علي الجماعة محمود عزت‏,‏ مشيرا إلي أن حركته أعلنت رفضها له لأنه قائد الجناح العسكري بالجماعة‏,‏ مؤكدا أن محمد مرسي لن يعود إلي الحكم مرة أخري أردنا ذلك أم لم نرد‏.‏

    وأضاف عبد الرحمن- أن جماعته وافقت علي المشاركة في الجلوس علي مائدة المفاوضات بشرط ألا يكون بشروط مسبقة, وأن يتم طرح جميع البدائل والسبل للخروج من الأزمة الحالية ولدينا3 مطالب أساسية وهي الإفراج عن كافة المعتقلين الذين تم اعتقالهم عشوائيا, وعدم ملاحقة أي من القيادات التي لم تتورط في إراقة الدماء أو التسبب في أعمال عنف, والسماح لنا بالمشاركة في العمل السياسي.
    وأكد أن هناك فرصة لتعود جماعة الإخوان بقوة, وأن ترشح ممثلا عنها في الانتخابات الرئاسية القادمة, وأن يكون شخصا إصلاحيا يعرف كيف تدار الدولة, وكذا الانتخابات البرلمانية حتي نثبت وجودنا في المجتمع المصري, لكن غياب تلك القيادات عن رؤية المشهد بالكامل سيؤدي إلي تفاقم الأزمة, وانهيار الجماعة ولن يكون لها دور في المرحلة المقبلة.
    وأوضح في حديث لصحيفة الخبر الجزائرية أن حركة إخوان بلاعنف, المنشقة عن جماعة الإخوان المسلمين, رافضة لمطالب بعض الأصوات بعزل الجماعة, مشيرا إلي أن إخوان بلا عنف رفضت الاشتراك في أي أحداث عنف أو اعتصامات وأجبرت الشباب علي عدم النزول في المظاهرات المقبلة وذلك بهدف حماية الجماعة وتاريخها ومستقبلها, لأن إصرار وغباء بعض القيادات علي المواجهة أدي إلي انهيارها,. وكشف أنه تم العثور بالفعل علي أسلحة في اعتصام رابعة العدوية وأن حركته تقدمت ببلاغ للنائب العام ضد بعض القيادات التي تعطي الأوامر للفرقة95 بالتدخل, وانتقد كل من تورطت أيديهم في الدماء من التيارات المتطرفة داخل الجماعة وعلي رأسهم الدكتور محمد بديع والشاطر وحسن البرنس.. معربا عن أسفه لأن في عصر مبارك


    ------------------

    حسين شيشكى

    مصر ولادة!
    الجمعة 23 شوال 1434هـ - 30 أغسطس 2013م

    حسين شبكشي
    لعل أحد أهم إخفاقات جماعة الإخوان المسلمين في حكم مصر عن طريق ذراعها السياسية المعروفة باسم حزب الحرية والعدالة، هو فشلها في قراءة الواقع الاجتماعي جيدا في مصر، وإصرارها على أنها وحدها تشكل المرآة السياسية والاجتماعية لمصر ككل.

    اعتمد هذا الفريق على مجموعة خاضعة، مسيّرة بلا شخصية ولا هوية ولا طعم ولا لون ولا رائحة، حتى يمكن التحكم فيها تماما وقيادتها عن بعد. هكذا كانت الرئاسة في مصر ورئاسة الوزراء والوزراء أنفسهم وكبار التنفيذيين إبان حقبة محمد مرسي الماضية. وبالتالي عندما جاء عبد الفتاح السيسي بموقفه التاريخي الذي اتخذه في تأييد الخروج الشعبي المهول المطالب برحيل محمد مرسي كان «حراكه» و«قراره» مفاجئين و«صادمين جدا» لـ«الإخوان» أنفسهم، لأنهم اعتمدوا في قرارهم باختياره وزيرا للدفاع على أن عمه كان من المنتمين للجماعة وحكم عليه بالسجن، وأنه بالتالي سيكون الرجل المناسب ليجيء مكان طنطاوي وسامي عنان رجلي الحرس القديم في وزارة الدفاع واللذين جرى إعفاؤهما فورا.

    عبد الفتاح السيسي مثله مثل معظم المصريين، فيه النزعة الدينية الفطرية، فهو رجل مؤد للصلاة، وحافظ لكتاب الله، وزوجته محجبة وكذلك بناته.. محافظ في حياته الشخصية، لا يرغب ولا يحب الظهور الإعلامي، منضبط في شخصيته وعمله، فخور بوطنيته وبمن يعمل معه. وما هو موجود في عبد الفتاح السيسي موجود في غيره، وهي المسألة التي رفض تماما أن يدركها «الإخوان المسلمون» بجهل وغرور، ورفضوا الاستماع لنصح الآخرين بشكل عجيب وغريب.

    فهناك شخصيات مصرية مميزة جدا وناجحة للغاية جارٍ التباحث معها لتكون جزءا من الفريق الإداري المرشح للمرحلة المقبلة.. شخصيات فذة وناجحة مثل الاقتصادي المالي العالمي محمد العريان، والمعروف بنظرته الواسعة في قراءة تقلبات السوق المالية الدولية وحنكته في إدارة أكبر الصناديق الاستثمارية مما مكنه من أن يصل لمكانة مميزة كمستشار اقتصادي للرئيس الأميركي. وهناك عادل اللبان، وهو قد يكون على الأرجح أحد أهم مصرفيي مصر اليوم، فهو ناجح بامتياز، وإداري استثنائي، وله باع مهم في العلاقات المالية مع دول الخليج العربي وشبكة علاقات مميزة وسمعة لا غبار عليها أبدا، ويعلم مصر وبواطنها بشكل فريد في نوعه. وهناك مجدي يعقوب الطبيب البريطاني المصري الأصل الذي أنشأ مؤخرا مركزا عالميا لأمراض القلب في مدينة أسوان، وهو يدار على أفضل المستويات، وله علاقات مهمة مع كبرى المؤسسات الطبية الدولية. وهناك حامد الشيتي، رجل المال والاقتصاد والسياحة، وصاحب شركة «ترافكو» كبرى الشركات السياحية في منطقة الشرق الأوسط، وهو مستثمر سياحي مهم في أوروبا وقادر على أن يكون محوريا في العلاقات السياحية الدولية مع مصر.

    هذه ما هي إلا مجرد نماذج من القدرات المصرية الموجودة و«المحجمة» والتي من الممكن الاعتماد عليها وإعطاؤها أدوارا في تنمية بلادها آن أوانها، وهي مسألة كانت دوما تغيب عن «مخيلة» جماعة الإخوان تحديدا، وإعطاء الانطباع بأن كل من ليس معنا فهو مشكوك في قلبه وفي انتمائه وفي توجهاته وفي أهدافه، مما خلق فجوة مهولة من الثقة كان من الصعب ردمها، وكانت الثورة الشعبية ضدهم.

    رأس المال الحقيقي للدول والشعوب هو القوى البشرية، ومتى ما خرجت جماعة تدعي أن هناك فئات أنقى أو أتقى من غيرها داخل المجتمع الواحد كانت هذه بدايات الفتنة وبالتالي نهاية هذه الجماعة.

    *نقلاً عن "الشرق الأوسط" اللندنية.


    -----------------

    مصر: حين لا تنفع القوة الناعمة


    كيف جاز لجماعة أن تعيد اختراع مصر دون أن تقرأ غابرها الفرعوني ومشهدها القبطي وتاريخها الإسلامي وتراثها العربي؟ كيف تخيل طرف إمكانية تفكيك البلد من خلال تفكيك نظام سياسي؟
    العرب محمد قواص [نُشر في 30/08/2013، العدد: 9305، ص(9)]



    في أيار/ مايو من عام 1968 اندلعت ثورة في فرنسا ما زالت تُرخي بظلالها حتى يومنا هذا. خرجت الجموع تدحرج مطالبها الاجتماعية، لتتطور إلى مطالب سياسية ثقافية تتمرد على النظام السياسي الديغولي وتقاليده. كان أن طالت المواجهات، فانقلب الرأي العام الفرنسي ليمنحَ الحزب الديغولي انتصارا كاسحا في انتخابات مبكرة جرت آخر نفس الشهر. رغم ذلك، لم ينتش الجنرال شارل ديغول، وأصر على مصادقة إصلاحات عبر استفتاء واضعا مصيره السياسي رهن تمريرها. قال الفرنسيون لا، فهم ديغول الرسالة ورحل.
    في مصر، خرج الناس بعشرات الملايين، لم يفهم مرسي الرسالة، ولم يقبل باستفتاء، فبقى. وبين المثالين وصفة للمواجهة التي تشهدها البلاد حاليا.

    يدهشك الحدث المصري منذ تصاعده السريع نحو قمة انفجاره في موعد «30 يونيو» الشهير. يختلط المشهد بالفرجة، والتراجيديا بالفرح، ويتيحُ «النقل المباشر» الاستسلام للنشوة الصادرة عن عرض نادر في الشكل والمضمون والإخراج. يتحول الأمر إلى دراما تلفزيونية مصرية (تكاد تكون رمضانية) حيث ينحاز المشاهد، حلقة بعد أخرى، للبطل المخلص، ويبارك انتصاراته ضد الأشرار.

    تولى محمد مرسي وقبيلته، منذ اللحظات الأولى لتحكمهم بمصر، إشعارنا بالقلق وعدم اليقين وعرضية مرورهم في تاريخ البلد. راقبنا بجزع انهيار «ثورة 25 يناير» وشعاراتها، وشيوع ظواهر تفكيكية للمجتمع تعيد اكتشافه وتفريقه وفصل أجزائه وتصنيف قطعه.

    وفق تلك التمارين تولت «حكمة» الإخوان تعرية المصريين وكشف عوراتهم وفق منظومة قيم مستجدّة، وتقديم كشف حساب يحشر الناس في معسكرين، الأول للمؤمنين الوطنيين الأشراف، والثاني للكافرين الملحدين العلمانيين الذين انعدمت أخلاقهم وقل حياؤهم.

    بصدور نتائج فحوصات الإخوان المخبرية على مصر والمصريين، وجد الأقباط أنفسهم جماعة خارج السياق، فيما قوى الثورة من خارج الإطار الديني جماعة مشبوهة على حافة العمالة، أما القضاة فهم فلول مرتبطون، وأهل السينما والفن والصحافة والإعلام رجس من عمل الشيطان.. إلخ.

    أضحت مصر عليلة في داخلها تشكو الانقسام والمازوخية والمقت من التغيير، وربما الندم على حكم سقط. ذلك ما شد من عضد مقاومة تصاعد إيقاعها وانبسطت مساحاتها حتى فاضت في تسونامي بشري هو الأكبر في تاريخ البشرية، أو هكذا قيل.

    هكذا هو المشهد الذي أحالنا مستسلمين لنهاية المشهد.

    لا مجال للحذر والتشكيك، ولا تردد في قبول استخدام المتوفر لإنقاذ المريض، لإنقاذ مصر من سقوط نحو العدم. بات المسرح بشخوصه يبشر بتغير المشهد بعد إسدال الستار على مشهد سابق. في خاتمة التراجيديا إطلالة للعسكر محاطا بأزهر المسلمين وباباوية الأقباط ورموز تمثل مصر «30 يونيو» تسقط مشهد مصر في 29 يونيو.

    لم ينته مخاض الولادة. مقاومة أهل الحكم الإخواني شديدة يجوز فيها استخدام العنف والإرهاب دون تردد. على هذا نستمر بالانشداد للمشهد المصري بشخوصه وجدله وحواراته ونمط إخراجه، ما يجعلنا نكتفي بالمشاهدة عاجزين عن التدخل بالنص، كاستسلام العليل لترياق الأطباء دون نقاش.

    في ذلك ما يقلق. تجري عملية التغيير بالحد الأدنى من النقاش البيتي بعد أن نفذت وسائل النقاش.

    فالمطلوب استعادة مصر التي غابت عن وعيها منذ صدمة الثورة التي أطاحت بمبارك ونظامه.

    والمطلوب إعادة حقن المنطق في أوردة اجتاحها العبث، والمطلوب عقلنة ما بات جنونا واحتفاء بالجهل.

    كيف جاز لجماعة أن تعيد اختراع مصر دون أن تقرأ غابرها الفرعوني ومشهدها القبطي وتاريخها الإسلامي وتراثها العربي؟

    كيف تخيل طرف إمكانية تفكيك البلد من خلال تفكيك نظام سياسي؟ وهل ينتفي الدائم الأصيل بانتفاء المؤقت العرضي في التاريخ؟ كيف تصور الإخوان أن يحكموا مصر دون الآخرين، وهم الذين نالوا السلطة بمواكبة الآخرين؟ كيف لم ير الإخوان أن أداءهم اليومي وتدابير «التسلل» التي انتهجوها واعتماد وسائل تمرير ما يمرر في ساعات الهرج والمرج لن يؤدي إلا إلى ما أدت الأمور إليه؟ ثم على ماذا كان التعويل حتى تصم الآذان عن عوامل الاعتراض من تيارات ومؤسسات ومدارس فكر، إلى أن باتت مصر «تمردا»؟ أي ضوء أخضر دولي (تدهشنا ماكيافيليّته) وأي صفقة انتهازية وأي هرولة لجني حصاد ما زرعه المصريون قادت الإخوان إلى ختم التاريخ والسعي لاغتيال غده؟

    نعترف أنه في غفلة من الزمن استطاع الإخوان في مصر أن ينشروا وعيا يوازي بين الجماعة والإسلام، وأن كثيرا من المسلمين في العالم الإسلامي ربطوا الدفاع عن الدين بالدفاع عن الإخوان.

    نعترف أنه تحت شعار احترام صناديق الاقتراع (الصندوقراطية) شيدت الجماعة شبكة مصالح مع مدارس الإسلام السياسي هنا وهناك. نعترف أن قلة خبرتنا بالديمقراطية جعلتنا غير مصدقين لرحيل نظام متجذر كنظام مبارك، مستسلمين لأي بديل يؤكد زوال ما لم لا يزول.

    لا يتغير تاريخ الأمم بالقوة الناعمة. الإسلاميون الجهاديون أدركوا ذلك منذ زمن، فيما كان الآخرون يسعون للتغيير من خلال القول والحجة ومحاكاة العصر. كان على العالم أن يدخل حربا كونية لإزالة النظام النازي في ألمانيا الذي أتى بالديمقراطية وعبر صناديق الاقتراع. وكان أن استخدمت القنابل النووية للدفاع عن «النظم الديمقراطية» في العالم.. إلخ. وعليه، فإن الاستحقاقات الدراماتيكية الكبرى، على مآسيها، هي ما تنهي واقعا وتطلق وعيا آخر.

    وربما ما تشهده مصر على مأساويته يعبر عن جراحات الساعة الأخيرة لإنهاء تعفن قاتل لا محالة.

    في اندفاع دول إقليمية لدعم التغيير ماليا واقتصاديا ما يعكس مستوى المقت من حكم الإخوان المندثر وحجم التوق إلى مصر قوية مستقرة لا تقلق مزاجياتها استقرار الجوار. وفي اجتماع المصريين، وكثير من غير المصريين، على تبني ذلك التغيير ومحضه بالتأييد، ما يعكس توقا إلى إقامة حكم رشيد، وكفرا بحكم التخلف والفئوية والانقسام.

    في ذلك الاجماع البيتي والمجاور ما يستدعي توفير شروط أمان تمنع انزلاق النهايات السعيدة إلى نهايات خارج الحساب.

    العالم يراقب. منهم من يراقب بقلق على الديمقراطية، ومنهم من يراقب بخبث أفول رهاناته. يدهشنا المصريون منذ ثورتهم بقدرتهم العجيبة على الابتكار وعلى امتلاك أدوات العصر لمنع استتباب ما لا يرضونه خيرا لبلدهم.

    ولأن الشارع المصري ما زال محددا لتكتيكات الحكم، ما زال الفريق أول عبد الفتاح السيسي يتوجه لهذا الشارع ملتمسا التفويض.

    وعلى هذا الشارع أن يبقى حاضرا مستَنفرا لضمان بقاء مصر في حضن الحداثة، رافضا كارها لأي إغراءات للانزلاق نحو ما لا يمكن أن يكون محترِما لأصول الديمقراطية وفروعها.

    منذ «25 يناير» تحوّلت مصر إلى حدث عربي بإمتياز.

    ومنذ «30 يونيو» لم يعد هناك حدث عربي إلا الحدث المصري رغم جسامة ما تعيشه المنطقة بتفاصيلها (لا سيما المأساة في سوريا). بات المواطن العربي يناقش ويتداول الجدل المصري بصفته أمرا يعنيه مباشرة. صار الليبيون واللبنانيون والخليجيون كما المغاربة والعراقيون.. إلخ معنيين بمنصور والببلاوي والسيسي، لكنهم مهتمين أيضا بأسماء الوزراء في الحكومة المؤقتة وسيرتهم، متابعون لتشكيلة المحافظين وهوياتهم.

    بين ليلة وضحاها عادت مصر لتكون الهمّ العربي الأول كما كانت عليه في عقود غابرة. يعرف العرب أن ربيع وخريف المنطقة صار مرتبطا بربيع وخريف مصر، وأن التجربة المصرية الراهنة ستتداعى مباشرة على حاضرهم كما على مستقبلهم. وربما قد يطفئ البركان المصري براكين أخرى في المنطقة، وربما أن المشهد المصري بجزئياته بوابة لرسم المشهد الكليّ المقبل برمته.
                  

08-30-2013, 11:45 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)

    استراتيجيات التحالف عند الإخوان.. 'أنا وبعدي الطوفان'
    منذ نشأتها تمثل جماعة الإخوان وجه الصراع مع حزب الوفد أيام الحكم الملكي.
    العرب [نُشر في 30/08/2013، العدد: 9305، ص(13)]



    الإخوان عاودا إلى الحضن السلفي بعد إقالة مرسي.. وللتحالف دواع تتغيّر

    أعلن حسن البنا في المؤتمر السادس للإخوان عام 1941، إستراتيجيته من خلال غايتين: غاية قريبة يبدو هدفها لأول يوم ينضم فيها الفرد للجماعة، أو تظهر فيه الجماعة في ميدان العمل، وغاية بعيدة لابد فيها من ترقب الفرص وحسن الإعداد وسبق التكوين.
    وإذا كانت الغاية القريبة قد حددتها أفكار خطاب الدعوة لاستقطاب أكبر عدد من الأعضاء للجماعة، فإن الغاية البعيدة تبدو ماثلة في الاستيلاء على السلطة، وفي محاولة جاهدة للرد على الانتقادات حول الدعوة التي بدأت دينية وإصلاحية ثم ما لبثت أن أسفرت عن وجهها السياسي الباحث عن السلطة، فإن البنا يعالج الأمر بالتمييز بين ما هو وطني وما هو سياسي على نحو غامض وغريب في آن معا.



    التفرقة بين الوطني والسياسي

    إذ يقول: «ومن كل هذا الذي تقدم يبدو الفرق الواسع بين الوطني والسياسي، فالوطني يعمل لإصلاح الحكم لا للحكم ولمقاومة المستعمر للحصول على الحرية لا ليرثه في السلطة، ولتركيز منهاج وفكر ودعوة لا لتمجيد شخص أو حزب أو هيئة ولهذا يحرص الإخوان المسلمون على أن يكونوا وطنيين لا سياسيين ولا حزبيين».

    وعلى هذا النحو من التفرقة بين الوطني والسياسي يسقط البنا من حسبانه هذا الارتباط بين الوطنية والمشاركة السياسية؛ وكأن الوطنية نقيض العمل السياسي، وعلى المنوال نفسه مع استبدال مصطلح «الوطنية» بمصطلح «الثورة» يتحدث القيادي الإخواني محمد البلتاجي فيقول: «البعض منا يرى أن نقبل بما يتاح لنا من مكاسب، وأقول أن هذا غير صحيح ولو كنا قبلنا بهذا المبدأ ما كنا حققنا رحيل مبارك ولا عمر سليمان ولا أحمد شفيق. ولا كان تحقق لنا حل الحزب الوطني، فكيف نسينا درس الثورة، وكيف تناسينا حديثنا عن احترام الإرادة الشعبية، نحن أصحاب قضية عادلة وهي حقنا في استكمال ثورتنا وفي حماية الثورة من أعدائها».



    التنسيق مع «الفلول»

    ترتبط المسألة السياسية لدى الإخوان بالمبدأ، وهذا ما يحدده البلتاجي حين يتحدث عن عدالة القضية، واستمرارية الثورة، غير أن هيثم أبو خليل يطالعنا قبل شهور من حديث البلتاجي فيكشف لنا وهو من جبهة المعارضة الإخوانية عن لقاء سري عقدته قيادات من مكتب الإرشاد مع نائب رئيس الجمهورية السابق عمر سليمان.

    وقال أبو خليل إن لقاءً سريا سبق مع كل القوى السياسية تحت مسمى الحوار مع المعارضة، وقد أعلن أبو خليل أنه تقدم باستقالته من الجماعة بعد علمه بهذا اللقاء، وقال: «كان الهدف من لقاء سليمان التفاوض لإنهاء المشاركة في الثورة مقابل حزب وجمعية للإخوان».

    وبدلا من أن يثور مجلس الشورى العام عليهم فور علمه ويقيل مكتب الإرشاد أقسم أفراده على عدم البوح بهذه المصيبة حسب تعبيره. ويستطرد أبو خليل: «إن من بين أسباب استقالته التي أوضح أنه يكشف عنها للتاريخ، هو تأكده من تفاوض قيادات بالجماعة مع جهاز أمن الدولة في انتخابات مجلس الشعب عام 2005 على نسبة معقولة من التزوير تتيح لأفرادهم النجاح»

    بعد ثورة 25 يناير وصل الأمر إلى محاولة تنفيذ استراتيجيات لا ترتبط بوحدة الهدف، كما مع الجماعات الأصولية الأخرى وأحزاب ليبرالية (الوفد) تختلف جذرياً مع الجماعة في الهدف (أو الدولة المدنية الخالصة).

    وفي المقابل أثار هذا الأمر حفيظة بعض قيادات حزب «الوفد» رغم تحالفات الوفد مع الإخوان في الانتخابات البرلمانية أعوام 1984- 2005، لكن ترددت شائعات داخل الحزب تقول إن إصرار السيد البدوي رئيس حزب الوفد على التحالف مع الإخوان رغم الاعتراضات الداخلية سببه رغبة البدوي في أن يصبح رئيساً للوزراء حال حصول جماعة الإخوان على أغلبية في البرلمان هذا في حال تطبيق النظام البرلماني.

    من الجدير بالذكر، أن الوفد حين فتح أبوابه للإخوان عام 1984 ليخوضوا الانتخابات على برنامج الوفد؛ لكن بمجرد أن أبطل المجلس، في 1987، خرج الإخوان من التحالف لينضموا إلى حزبي العمل والأحرار، وفي 2005 تشكلت الجمعية الوطنية التي ضمت كل الأحزاب السياسية كتحالف انتخابي في مواجهة الحزب الوطني إلا أن الإخوان، على لسان مرشدهم العام السابق مهدي عاكف، أكدوا أنهم عقدوا تحالفا مع الداخلية يمكنهم من الحصول على 150 مقعدا، وبذلك فشل التحالف.

    ونعود إلى التحالف بعد 25 يناير بين الإخوان والوفد لنجد أنه سرعان ما انفض ونشرت جريدة الشروق المصرية التفاصيل الكاملة لفض هذا التحالف. وقد أرجعت مصادر قرار البدوي رئيس حزب الوفد إنهاء التنسيق الانتخابي مع أحزاب «التحالف الديمقراطي»، الذي يتزعمه حزب «الحرية والعدالة»، فالوفد «كان قد طرح أن تشارك في قوائم التحالف في الانتخابات بنسبة 35 بالمئة وطرح الحرية والعدالة في المقابل أن يشارك في القوائم بـ35 بالمئة وهو ما يعني أن تقدم باقي أحزاب التحالف مجتمعة (44) حزباً نحو 30 بالمئة من المرشحين موضحة أن الوفد عرض على التحالف ضم عدد من الأحزاب الليبرالية فردت قيادات الحرية والعدالة بأن تشارك تلك الأحزاب الوفد حصته من القوائم الانتخابية الـ35 بالمئة وهو ما رفضه البدوي».



    استخدام «الورقة السلفية»

    من أجل السلطة تتغير استراتيجيات التحالف عند الإخوان، فمن تحالف أصابه الفشل مع الوفد إلى تحالف مع السلفيين من أجل استخدام كتلتهم التصويتية في الانتخابات مع إدراك أن ثمة حزباً للسلفيين تحت اسم حزب النور، لكن أيقن الإخوان أنهم أمام واقع ثوري متمرد بنكهة ليبرالية منفتحة يحتاج للانفتاح على خزان سياسي جديد واسع يمتلك كتلة تصويتية عريضة كالسلفية.

    وتظل العلاقة الأخطر بالنسبة لجماعة الإخوان هي العلاقة مع سلطة النظام القائم فهي علاقة معقدة يكتنفها الغموض؛ وربما يعود ذلك إلى هذا الكم الهائل من المناورات والمقايضات التي تقوم بها الجماعة، خصوصاً في الظروف السياسية الحرجة حتى يصل الأمر في أحيان كثيرة إلى حالة من الارتباك والتضارب في الأقوال والأفعال.

    وعندما نستقرئ تاريخ الجماعة، فإنها منذ نشأتها مثلت وجه الصراع مع حزب الوفد أيام الملكية في مصر، فقد كانت الرد الديني الأصولي على الممارسة الليبرالية التي تبناها الوفد عدو الملك والإنكليز في آن؛ ولذا جاء احتفاؤهم بالملك فاروق إلى درجة أن مجلة «الإخوان» نشرت إثر حضور فاروق احتفالات ذكرى الهجرة، «إنه أعاد صورة سالفة، صورة الرسول الكريم حينما طلع على أنصاره طلوع البدر».

    كما نشرت «الأهرام» عام 1937، أنه عندما اختلف النحاس مع القصر خرجت جماهير الوفد تهتف «الشعب مع النحاس» فسيّر البنا رجاله يهتفون «الله مع الملك».

    بعد ثورة يوليو 1952 حاول الإخوان أن يبسطوا نفوذهم على الثورة، فقد طلب الهضيبي من عبد الناصر بشرط استمرار تأييد الإخوان للثورة أن تعرض عليه قراراتها قبل إصدارها؛ ولكن عبد الناصر رفض هذه الوصاية.

    وفي المقابل يصل الحد بالتيار القطبي إلى التمركز حول فكرة «جاهلية المجتمع» وقد استخدم للإشارة إلى النظم السياسية والاجتماعية الحديثة التي لا تلتزم بمبادئ الإسلام المستمدة من كل ما هو إلهي ومطلق، «إن هذه الجاهلية تقوم على أساس الاعتداء على سلطان الله في الأرض.. نحن اليوم في جاهلية كالجاهلية التي عاصرها الإسلام'. وهكذا بلغ «قطب» الحد الفاصل في التمييز بين السلطة بوصفها جوهرا والسلطة بوصفها علاقة، فقد قدم نظريتين في السلطة:

    الأولى نظرية السلطة في المجتمع الإسلامي تقوم على أساس الحاكمية لله بوصفه مصدراً للسلطات، الثانية: نظرية السلطة في المجتمع الجاهلي ومنه تكون نظرية السلطة علمياً وواقعياً بمثابة اعتداء على سلطان الله وحاكميته، لأنها تقوم على حاكمية البشر.

    * خلاصة من بحث ياسر قانصوه الإخوان ونظرية السلطة'، ضمن الكتاب 61 (يناير 2012) 'مصر وإسلاميوها بعد ثورة 25 يناير' الصادر عن مركز المسبار للدراسات والبحوث- دبي



    ---------------

    الإسلاموفوبيا إعلاميا وقانونيا.. بحث في مبررات الخوف من الإسلام
    من التحديات التي تواجه المسلمين اليوم هي الطرق التي يجب اتباعها كي تصحح الصورة السلبية التي ارتسمت في أذهان الغربيين عن الإسلام.
    العرب [نُشر في 29/08/2013، العدد: 9304، ص(13)]


    الخوف من الإسلام جاء نتيجة لتقصير إعلامي

    تعقد منظمة «التعاون الإسلامي»، تحت رعاية رئاسة الوزراء التركية، مؤتمرا بعنوان: «المؤتمر الدولي حول الإسلاموفوبيا: إعلاميا وقانونيا»، وذلك لبحث قضية الخوف من الإسلام أو ما بات يعرف بظاهرة «الإسلاموفوبيا»، من الناحيتين القانونية والإعلامية، وذلك في اسطنبول يومي 12 و13 سبتمبر المقبل.
    ويرعى المؤتمر نائب رئيس الوزراء التركي بولنت أرينج، ويحضره الأمين العام لـ «التعاون الإسلامي» أكمل الدين إحسان أوغلي، ويشارك فيه نخبة واسعة من الأكاديميين والإعلاميين من مختلف أنحاء العالم.

    وسيبحث المشاركون في المؤتمر قضايا تتعلق بدور ومسؤولية الإعلام والقانون الدولي في انتشار أو الحد من ظاهرة «الإسلاموفوبيا»، وحقوق الإنسان والإسلاموفوبيا، وسبل التعاون الممكنة بين الحكومات في الدول الأعضاء بالمنظمة مع المؤسسات الإعلامية، من أجل مواجهة التحديات التي تفرضها هذه الظاهرة، فضلا عن قضايا تتعلق بالديمقراطية والتعددية الثقافية، وتأثيرات ذلك كله في ظاهرة الخوف من الإسلام.

    ولعل من أهم التحديات هي إيجاد السبل الكفيلة بخلق مناخ للتواصل والحوار بين الثقافات والأديان والآليات التي يجب توفرها كي نزيح الأسباب التي تكرس الحقد على الآخر وتؤسس للعنف وتمهد الطريق للإرهاب.

    ويذهب بعض الدارسين أن الإعلام المعادي يساهم بدور كبير في انتشار الاسلاموفوبيا في الغرب خاصة بما يمتلكه من وسائل وما يسخره من أموال لذلك.

    ويبرر بعض الغربيين ردة فعلهم تجاه الاسلام والخوف منه بما يقوم به المتشددون الإسلاميون وما ينشرونه على الدين فيرتسم في الأذهان أنه دين يدعو إلى العنف والقتل.

    ويأتي المؤتمر تنفيذا لمضامين وبنود برنامج العمل العشري، الذي تبنته قمة مكة الطارئة العام 2005، وتلبية لتوجيهات الأمين العام للمنظمة، كما يعد أحد نتائج توصيات ورشة عمل كانت «التعاون الإسلامي» قد عقدتها في بروكسل العام 2012، وأقرها وزراء الإعلام بالدول الإسلامية في الغابون في إبريل من العام نفسه، وأقرها لاحقا وزراء خارجية دول المنظمة والقمة الإسلامية الــ 12 في القاهرة في فبراير 2013 الجاري.

    وكانت قمة مكة التي انعقدت تحت شعار «الدفاع عن الإسلام» دعت إلى مقاومة فكر التطرف بكل أشكاله وفي كل مكان. وإلى نشر الوسطية التي تعكس وسطية الإسلام، وإلى ضرورة الارتقاء بمناهج التعليم وتطويرها من أجل جيل متفاعل مع الإنسانية.

    كما ركزت على وسائل معالجة ما يتعرض له الإسلام من هجمة شرسة، إضافة إلى تأكيدها على ترسيخ التعاون الإسلامي وحل مشكلات الدول الأعضاء وتصحيح صورة الإسلام بالخارج.

    وأكد عصام الشنطي مدير إدارة الشؤون الإعلامية في المنظمة بأن «التعاون الإسلامي سوف تسعى لأن يكون هذا الاجتماع، الذي يعد الأول من نوعه منذ تأسيس المنظمة، مؤتمرا دوريا يبحث التحديات التي تواجه العالم الإسلامي من منظور إعلامي»، وأكد الشنطي بأن المنظمة تعمل حاليا على التنسيق من أجل توفير الدعم اللازم للبدء بها بشكل عملي.

    ويتمثل التحدي الأكبر الذي يواجه العالم الإسلامي هو تغيير الصورة السلبية التي رسمها الإعلام الغربي المعادي عن الإسلام في أذهان الغربيين.

    وذلك حسب المهتمين بالشأن الإسلامي يتطلب الكثير من المجهودات والعمل المدروس وفق مناهج عمل محددة ووفق رؤية سابقة ترسم الخطط والوسائل وكيفيات التنفيذ.

    ويعد مؤتمر اسطنبول المرتقب جزءا من جهود إدارة الإعلام في المنظمة، بغية تصحيح صورة الإسلام والمسلمين في الغرب من منظور إعلامي، حيث يأتي ضمن جملة من التوصيات كانت أطلقتها ورشة عمل بروكسل، وكان من أبرزها أيضا موافقة الدول الأعضاء على إطلاق حملة علاقات عامة وإعلام، لتصحيح صورة المسلمين في الغرب.

    تصحيح صورة الإسلام والمسلمين من الأهداف الأكيدة التي تعمل منظمة التعاون الإسلامي على بلوغها، نظرا لأن وسائل الإعلام الغربية تمكنت من تشويه صورة المسلمين على اعتبار أنهم إرهابيين يمارسون العنف وأنهم أعداء الحضارة والإنسانية.

    ورأت بعض وسائل الإعلام الغربية المعادية للإسلام والمسلمين أن المجتمعات الغربية أصبحت مهددة بانتشار الإسلام وثقافته مما يضرب الأسس الثقافية التي أنبنت عليها حضارتهم.

    وما يبرر الخوف من الإسلام عندهم هو الصورة التي أظهرها بعض المنتسبين له حيث ركزوا على الجانب الشكلي في التدين وتشددوا في أحكامه ولم يقرؤوها قراءة مقاصدية تتماشى مع الواقع وحركة التاريخ المتجهة إلى الأمام.

    ويذهب البعض أن المتشددين الإسلاميين قد عطلوا حركة التاريخ وحولوا فترة من الزمن إلى منهج للحياة ومذهبا للفكر منه يمتحون الأحكام وإليه يرجعون كل حادث.

    وعطلوا بذلك العقل عن التفكير في مرحلته الحاضرة والتعامل معها بما تتطلبه من مستجدات وبما تقتضيه المرحلة التاريخية.

    ولعل ما يبرر الخوف من الإسلام هو أن بعض الغربيين رأوا في ذلك الخطاب المتشدد هو ما يدعو إليه الإسلام وذاك جوهره وحقيقته.

    لكن الحقيقة التي نسيها الغرب هي أن الصورة التي ارتسمت في أذهانهم عن الدين ليست ما يحاول المشددون تسويقه وأن الاسلام لديه قيم سمحة تدعو إلى التآخي والحوار والتواصل الإنساني.

    تلك القيم السمحة هي ما يجب على الإعلام العربي والإسلامي إبرازها والتركيز عليها، من خلال العمل على تقديم صورة مشرقة ومنفتحة على القيم الكونية.

    فقيم مثل العدل والمساواة والتآخي والتضامن والتسامح والتعاون والمحبة وإرادة الخير للجميع هي قيم من جوهر الإسلام ومن مرتكزاته في التعامل مع الآخر، فلابد إذا من التركيز عليها وإظهارها للآخرين الذين تشكلت لديهم صورة خاطئة عن الإسلام وأهله.

    لكن ذلك لن يكون سهلا بل يتطلب مجهودات جبارة تستدعي من المهتمين بالشأن الإسلامي رسم الخطط المؤدية إلى ذلك.

    ويذهب البعض أن البداية تكون أولا في محاولة إقناع المتشددين الذين يتصورون أنهم يملكون الحقيقة بإعادة تبويت أولوياتهم والتفكير بمراجعات على مستوى السلوكات التي يتبعونها.

    فقد ساهموا من حيث يقصدون أو لايقصدون في إعطاء صورة سيئة عن الدين وعن قيمه من خلال إصرارهم على التغير بالعنف وبالقوة داخل مجتمعات قدمت لهم كل تسهيلات العيش والإقامة ووفرت لهم مناخات من الحرية والتحرك لم يجدوها في أوطانهم لكنهم فهموا ذلك فهما خاطئا وأصبحوا يهددون تلك المجتمعات في قيمهم وفي نمط عيشهم.

    لذلك فالمطلوب في محاربة ظاهرة الإسلاموفوبيا هو الانطلاق في تخليص الإسلام من القيم التي التصقت به على وجه الخطإ وعدم معرفة بقيمه الأصلية، وذلك لا يكون إلا بالحوار مع الآخر من خلال الندوات والمؤتمرات التي يشارك فيها الإعلاميون الغربيون لكي يفهموا الإسلام ويفهموا جوهره حتى يساهموا في تصحيح الصورة التي وضعت الإسلام والمسلمين في دائرة الاتهام وخوفت منه الناس.

    ------------------

    تعبيرات الإسلام السياسي: صراع السيطرة على تعريف الإسلام
    صادق جلال العظم يشدد على ضرورة تجنب الخلط بين الإسلام السياسي وبين التدين الشعبي التلقائي للمسلمين، فكلاهما ينهل من معين تاريخي وسياسي محدد.
    العرب [نُشر في 28/08/2013، العدد: 9303، ص(13)]




    تنظيم طالبان نموذج من 'الإسلام التكفيري العنيف'

    يعرّفُ صادق جلال العظم الإسلام السياسي بأنه «إيديولوجية تعبوية شديدة التأثير مستمدة ومشكلة، بصورة انتقائية وجزئية، من بعض نصوص الإسلام المقدسة ومن عدد من مرجعياته التراثية ومن عدد من سوابقه التاريخية ومن حكاياته المتداولة أبا عن جد، ومن حاضر العجز الإسلامي المزمن ومن هامشية العالم الإسلامي والعالم العربي في مجريات التاريخ الحديث والمعاصر»، ومع أن التعريف السالف كان واضحا إلا أن العظم، شدد أيضا على ضرورة تجنب الخلط بين الإسلام السياسي وبين التدين الشعبي التلقائي للمسلمين، فكلاهما ينهل من معين حضاري وتاريخي وسياسي محدد.
    صراع على ضبط مفهوم الإسلام

    وفي رصده لتمظهرات الإسلام السياسي وتعبيراته، توصّل العظم إلى أن الإسلام السياسي ليس واحدا أو موحدا، وهو يعني بذلك تنوّع قراءات الإسلام السياسي وتصوراتها لراهن القضايا في الفضاء العربي والإسلامي.

    وأدّى هذا «التعدّد» تبعا لذلك إلى نشاة صراع مرير بين الأطروحات الإسلاموية على ضبط مفهوم الإسلام وتحديده، بما يلائم الحاجات السياسية والفكرية لكل مدرسة أو تيار أو تنظيم، وبما يخدمُ مصالحه ومشاريعه.

    هنا قسّم صادق جلال العظم تلك الأطراف المتصارعة إلى أطراف ثلاثة تسعى جاهدة وبكل ما أوتيت من وجاهة فكرية إلى السيطرة على تعريف الإسلام، وهي أنظمة سياسية ومؤسسات دينية رسمية تديرها نُخب من رجال الدين تعمل كلها على الدفاع عن ما يمكن تسميته هنا بـ»إسلام الدولة الرسمي» وعلى صياغة توجهاته صياغات مناسبة وفقاً للظروف والأحوال المتبدلة وعلى نشره وبثه عبر الوسائل المتوفرة للدولة وأجهزتها.

    وقدم صادق جلال العظم مثالا معبّرا عن ذلك وهو النموذج الإيراني المنطلق من عقيدة أساسية هي «ولاية الفقيه»، المدعومة بجبروت الدولة وبطش أجهزتها الأمنية المتنوعة وقوة أموالها، والملاحظ هنا أن هذه الوسائل (جميعها) تفيد في نشر هذا التصوّر للإسلام داخليا وخارجيا، كما يمكن أيضا تحديد طريقة النشر والإشاعة عبر تحديد الوسيلة، فهي وسائل ترغيب أحيانا (عبر المال ووسائل الإعلام) وهي كذلك وسائل ترهيب عبر قوة الدولة الباطشة وأجهزتها الأمنية.

    أما الطرف الثاني في هذا الصراع على ضبط معنى الإسلام فهو ما أسماه صادق جلال العظم «الإسلام الأصولي الطالباني التكفيري العنيف»، الذي يتوفّرُ بدوره على عقيدة خاصة به وهي «الحاكميّة». ونلاحظ هنا أن هذا «الإسلام الطالباني التكفيري» يشتركُ جزئيا مع الإخوان في استناده إلى مبدأ الحاكمية، انطلاقا من التماهي بين مبادئ «الإسلام هو الحلّ» و»أستاذية العالم العالم» و»إسلام التنظيم وجاهلية من عاداه» (وجميعها أرضيات فكرية تقف عليها جماعة الإخوان) مع مبدأ الحاكمية.

    وأشار صادق جلال العظم إلى «منجز» هذه الرؤية للإسلام، فقال «هذا هو الإسلام الذي احتلّ الكعبة سنة 1979 بقيادة جهيمان العتيبي، واغتال الرئيس أنور السادات سنة 1981، وخاض معارك إرهابية دموية خاسرة في سوريا ومصر والجزائر، وهو الإسلام الذي نفّذ ضربات 11 ايلول/سبتمبر سنة 2001 داخل الولايات المتحدة الأميركية، إنه إسلام يئس إلى حدود العدمية من بلوغ أية أهداف أو تحقيق أية برامج بأي أسلوب أو منهج غير أسلوب ومنهج التكفير والتفجير..».

    الطرف الثالث في الصراع على ضبط تعريف «مناسب» للإسلام هو الممثل في الطبقات الوسطى والتجارية، التي أنتجت ما أسماه العظم بـ»إسلام البازار والأسواق المحلية والإقليمية والمعولمة». وهو إسلام معتدل ومحافظ وله مصلحة في الاستقرار السياسي والسلم الاجتماعي وهو غير معنيّ بالمشركين أو بالكفار، ولذلك دعا العظم على تمييزه وعدم دمجه مع «إسلام الحكم المطلق» (ولاية الفقيه) أو «إسلام التكفير والتفجير».



    الأمثلة الراهنة لتعريفات الإسلام

    الملفتُ للانتباه أن صادق جلال العظم وضع مثالا لكل صنف من أصناف أو أطراف ضبط تعريف الإسلام الذي اعتمده، حيث قدّمَ إسلام الدولة في إيران كمثال أقصى على النمط الأول (أي إسلام الأنظمة السياسية)، ومثال تنظيم طالبان كمثال على الرؤية الأصولية للإسلام وأدمج معها تنظيمات حزب الله وحماس، اللذين يمثلان معا البقية الباقية من حركات التحرر الوطني التي عرفها القرن العشرين، لكن الجديد لدى هذه التنظيمات هو ما شابها من انحدار مذهبي ضيق إلى مستوى أدنى من المستوى الوطني الرحب، ومن نزول طائفي متزمت تحت خط كل معنى من معاني التحرر، وقال أنه يبدو أن «العمليات الانتحارية/الاستشهادية هي المنهج الوحيد الذي بقي لحماس تماماً كما حدث للإسلام الطالباني- القاعدي الذي لم يعد عنده من أسلوب عمل غير أسلوب التكفير والتفجير»

    واعتبر أخيرا أن حزب العدالة والتنمية في تركيا يمثل المثال الجليّ على نمط إسلام «البازار» المتسامح الباحث عن رؤية تخدمُ مصالحه وتكرّس الاستقرار الاقتصادي والسياسي، وعلّل ذلك بأن «علامات النجاح البارزة التي تسجّل لإسلام حزب العدالة والتنمية تتمثل في أن نزعته المحافظة لم تبدد نفسها (أو جهدها) في سطحيات «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» بل اهتمت بالمحافظة المتأنية على مؤسسات الدولة الكمالية العلمانية».

    ضرورة إستيعاب إسلام «التوتر العالي»

    عند محاولته تأصيل تعريفاته الآنفة على راهن التنظيمات والفرق الإسلاموية، أشار صادق جلال العظم إلى أن الإسلام السياسي الإخواني الذي هيمن على الساحة العربية بعد أحداث الربيع العربي، يترنّح في تعامله سواء مع إسلام الأنظمة السياسية (بنموذجه الإيراني) أو مع إسلام التكفير والتفجير، تبعا لعمق الروابط والصلات التي تجمع الجماعات الإخوانية بالنمطين؛ فدعاة إسلام التكفير والتفجير «إخوة ضلّوا الطريق» حسب التوصيفات الإخوانية.

    وهنا نضيف لقرائن صادق جلال العظم، ما يشوب علاقة غخوان تونس ومصر من تردد في حسم المواقف مع التيارات السلفية الجهادية. أما أصحاب إسلام الأنظمة مثل جماعة «ولاية الفقيه» فتجبر جماعات الإخوان على تحمل تدخلهم الزائد وأحيانا إملاءاتهم باعتبار وزنهم الاستراتيجي وثرائهم الفاحش «البترودولاري». لكن الثابت أن الإسلام السياسي الحاكم عربيا مضطر لتحمل هؤلاء وأولئك، تبعا لضغوط ومقتضيات الراهن السياسي، وما حدث في الفترة السابقة لإقالة مرسي كان يتلخّصُ في محاولة عارمة لإعادة تأهيل إسلام الدولة الرسمي وتعديله بما يتلاءم مع متطلبات المرحلة، ومع انتظارات الأنماط والتعريفات والرؤى الاخرى للإسلام.

    اختتم صادق جلال العظم بالقول بان المستقبل يمكنُ في قدرة الإسلام الشعبي التلقائي والإسلام السياسي «البيزنسي» على استيعاب تيارات الإسلام السياسي الأكثر تعنتا وغلوا وأصولية، والتي اعتبرها العظم منحدرة من إسلام «التوتر العالي» الذي يطبع كل مرحلة تاريخية يمر بها بملامحه، كما يطبع مرحلة الثورة بتوتره وتعبيراته القصوى.

    وقدّم مثالا راهنا على ذلك يقوم على أن سوريا الثائرة لن تسقط في في «قبضة إسلام ولاية الفقيه أو أسلام الحاكمية ولا في قبضة إسلام المرشد». وهي كلها ملامح متعددة للإسلام السياسي الذي أخضعه العظم للبحث والتمحيص، وتوصّل إلى ضرورة إعلاء القراءات المعتدلة المتسامحة للإسلام، لتحلّ محل التعبيرات المتشنجة المغالية
                  

09-01-2013, 03:57 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)

    استراحة فنية مع الفن الراقى

    راحة اسجمام مع الصوت الطبيعى لعاشة الفلاتية لتهدئة الاعصاب قليلا من افعال الاخوان المسلمين

    انقر على المثلث
    نقرة منك ونقرة منى



                  

09-02-2013, 09:30 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)

    ا

    "هيئة المفوضين" توصى بحل جمعية الإخوان وإغلاق مكتب الإرشاد .. الجماعة خالفت القانون و حكومة مرسى أصدرت القرار فى 24 ساعة لإرضاء النظام




    أ ش أ











    أوصت هيئة مفوضي الدولة بمجلس الدولة ، في تقريرها بالرأي القانوني المرفوع إلى محكمة القضاء الإداري ، بإصدار حكم قضائي بإلغاء قرار قيد جمعية الإخوان المسلمين تحت رقم 644 بتاريخ 19 مارس الماضي .


    مع ما يترتب على ذلك من آثار أخصها حل الجمعية وتعيين مصفي للجمعية للقيام بدوره المناط به عملا بأحكام قانون الجمعيات والمؤسسات الأهلية .



    وجاءت التوصية القانونية ، في ضوء ما تكشف أمام تقرير المفوضين الذي أعده المستشار إسلام توفيق الشحات ، بإشراف المستشار تامر يوسف طه نائب رئيس مجلس الدولة - من استخدام مقر الجمعية في أعمال محظورة بمقتضى قانون الجمعيات الأهلية ، وحيازة أسلحة نارية ومفرقعات وإطلاق نيران .. فضلا عما تبين من مطالعة الأوراق من أن صدور قرار إشهار "جمعية الإخوان المسلمين" لدى وزارة الشئون الاجتماعية قد جاء كرد فعل لإقامة دعاوى أمام القضاء بتقنين وضع "جماعة الإخوان المسلمين" وأخرى تطالب بحل الجماعة برمتها وغلق مقراتها ، في حين أنه من المقرر قانونا أن صدور القرار كرد فعل لاقامة دعوى أمام القضاء تجعل القرار منطويا على عيب الانحراف بالسلطة .



    وصدر التقرير استنادا إلى الدعوى المتداولة أمام محكمة القضاء الإداري والتي أقامها كل من المهندس حمدي الفخراني عضو مجلس الشعب السابق ، ومصطفى شعبان محمد، واللذين قالا فيها إن قرار وزارة التأمينات والشئون الاجتماعية بقيد "جمعية الإخوان المسلمين" قد خالف صحيح الواقع وحكم القانون لصدوره دون إجراء التحريات الامنية المطلوبة للتحري عما اذا كانت جماعة الاخوان المسلمين تعمل بالسياسة من عدمه، فضلا عن كون الجماعة تمارس انشطة مسلحة من عدمه ، وما إذا كان من ضمن أنشطتها ما يهدد الوحدة الوطنية أم لا .



    وأكد تقرير هيئة المفوضين أن ملف إشهار جمعية الإخوان تبين به وجود عقد إيجار لمقر الجمعية كما هو ثابت بلائحة النظام الاساسي لها كائن بـ 5 شارع "10" من شارع "9" قسم المقطم .. وهو ايضا ذات المقر الذي كان يحمل لافتة مقر المركز العام لجماعة الاخوان المسلمين " مكتب الارشاد " وهو ذات المقر المخاطب فى أوامر الإحالة الصادرة من النائب العام في شأن استخدام مقر جمعية الإخوان لأنشطة محظورة وحيازة أسلحة نارية ومفرقعات وإطلاق أعيرة نارية ومفرقعات وطلقات خرطوش من مقر الجمعية ، وهو ما أكدته وزارة الداخلية حين وقعت أحداث الشغب أمام مقر مكتب الإرشاد بالمقطم .



    وأضاف التقرير الذي أعده المستشار إسلام توفيق ، أنه لا يمكن الحكم على الجمعية من خلال برامجها المعلنة ومنشوراتها الرسمية فقط ، انما يجب ان تكون تصرفات قادتها واعضائها متسقة مع تلك البرامج والمنشورات ، لاسيما ان كان هناك تعارض واضح بين الاقوال المعلنة في البرامج والافعال الممارسة من اعضاء الجمعية .. ففي حالة التعارض يحق لجهة الادارة التدخل لإعمال شئونها .



    وأكد التقرير أنه من الثابت ان جمعية الاخوان المسلمين قد خالفت صحيح الواقع والقانون واصبحت مخاطبة بموجب أمر الإحالة الصادر من النائب العام المتضمن استخدام مقر جمعية جماعة الإخوان لأنشطة محظورة وحيازة أسلحة نارية بداخلها ، بالمخالفة لما نصت عليها المادتين 11 و 42 من قانون الجمعيات الأهلية اللتين تحظران تكوين السرايا أو التشكيلات العسكرية أو ذات الطابع العسكري ، وممارسة أنشطة سياسية مما تختص بممارسته الأحزاب السياسية .



    وأشار التقرير إلى أن جهة الإدارة (وزارة الشئون الاجتماعية) لم تصدر القرار المطعون فيه بقيد جمعية الاخوان المسلمين للقيام بدور الجمعيات الاجتماعي والخدمي على الوجه الاكمل والمقرر قانونها ولخدمة (الدولة) ، وإنما صدر القرار لارضاء و لحماية (النظام) والحفاظ على بقاء رئيس الجمهورية الحاكم للنظام ، وحكومة الحزب الحاكم التي شاركت الحاكم .



    واكد التقرير أنه في ضوء ما تقدم يكون اشهار " جمعية الاخوان المسلمين " الظاهر والمعلن ، والمتدثر بعباءة مقتضيات واعتبارات حق تكوين الجمعيات وفقا للدستور والقانون - عاريا من الصحة ليمثل سببا مختلقا للتغطية على السبب الحقيقي لصدور القرار المتمثل في ارضاء وحماية النظام بتقنين وضع لجماعة الاخوان المسلمين بأسم وشكل قانوني " جمعية الاخوان المسلمين " ودونما اتباع للاجراءات القانونية الكاملة والمتطلبة في هذا الشأن .



    وذكر التقرير أنه لم تكن ثمة حالة تدعو العجلة في اصدار قرار بإشهار جمعية الاخوان المسلمين ، دونما اجراء التحريات الازمة واستيفاء كامل الاوراق ومراجعتها ، ومن ثم فإن صدور القرار كرد فعل لاقامة دعوى امام القضاء ، تجعل القرار منطويا على عيب الانحراف بالسلطة .



    ولفت التقرير إلى أنه ثابت من الأوراق ان قيد جمعية الاخوان المسلمين تم خلال 24 ساعة فقط !! هو زمن تاريخى فى عهد وزارة التأمينات والشئون الاجتماعية قبل وبعد مظاهرات 30 يونيو .. فخلال هذه الساعات البسيطة قامت وزيرة التأمينات والشئون الاجتماعية فى حكومة النظام السابق، بإشهار جمعية الإخوان المسلمين فى مدة لا تتجاوز 24 ساعة ، بمجرد تقديم جماعة الإخوان المسلمين يوم الثلاثاء 19 من شهر مارس الماضى ، وبعدها فى اليوم التالى مباشرة تم إشهارها تحت رقم 644 لسنة 2013 وقبل حكم المحكمة بحل الجمعية ، وذلك إرضاء للنظام الحاكم وجماعة الإخوان المسلمين وقتها .



    وأوضح أن وزارة التضامن (الشئون الاجتماعية) ظلت ملتزمة الصمت دون أن تفصح للرأى العام عن إشهار الجمعية، وأنه عقب إفصاح قيادات الجماعة فى يوم الأربعاء 20 مارس الماضى عن رقم إشهار الجمعية ، لم تجد الوزيرة السابقة بدا سوى أن تصدر بيانا للرأى العام ، يوم الخميس 21 مارس ، تؤكد فيه أن إشهار جمعية الإخوان المسلمين تم وفقا للدستور الجديد، لتخالف بذلك الوزارة الاعراف المتبعة وتقوم بتصرف مفاجئ وهو الاول من نوعه في تاريخ الوزارة بأن تصدر بيانا من خلال الوزارة في سابقة هي الأولى ، وتعلن عن قيد جماعة الاخوان المسلمين ، وهو الامر الذي لم يحدث من قبل من جانب اية جهة ادارية ان تميز جمعية عن اخري .



    وأشار التقرير إلى أن ظروف وملابسات إصدار القرار الإداري بإشهار الجمعية وما صاحبه من وقائع ، تلقي بظلال من الشك والريبة حول الغاية التي تبغيها بإصدار القرار بهذه الطريقة وبهذا التوقيت وبهذه السرعة غير المبررة ، والتي لا تحظى باقي طلبات إشهار سائر الجمعيات الأخرى بها ، بما يجعل القرار مشوبا بعيب الانحراف باستعمال السلطة ، ويحمل دلائل المجاملة والمحاباة لنظام الحكم القائم وقتها ، فضلا على أن جمعية الاخوان المسلمين واعضاءها قد خالفوا الشروط المتطلبة قانونا ومارسوا اعمالا ونشاطات محظورة عليها ولكونهم من المخاطبين (المتهمين) فى قضايا حققتها النيابة العامة تتضمن استخدام مقر الجمعية في أعمال محظورة وحيازة أسلحة نارية ومفرقعات .

    -------------------


    لدين.. مطية السياسيين للوصول إلى السلطة
    عملية اغتيال الرئيس المصري أنور السادات خير دليل على أن تشجيع النظام للإسلاميين سلاح ذو جدين، وقد أثبتوا بذلك أنهم حلفاء غير أهل للثقة.
    العرب محمد الحمامصي [نُشر في 02/09/2013، العدد: 9308، ص(6)]




    هيبارد: تشجيع الإسلاميين سلاح ذو حدّين

    يوم 6 أكتوبر- تشرين الأول 1981 حين كان الرئيس السادات يحتفل بذكرى الانتصار في حرب أكتوبر 1973 فوجئ الحضور بسيارة عسكرية تقترب منه وينطلق الرصاص منها ناحيته فيقتل الرئيس المصري على الفور. وفي 31 أكتوبر- تشرين الأول 1984 بينما كانت أنديرا غاندي، رئيسة وزراء الهند تتحرك من مكتبها في اتجاه أحد المكاتب الوزارية، أطلق عليها إثنان من حراسها أكثر من ثلاثين طلقة أردتها قتيلة.
    وكشفت التحقيقات في الجريمتين أن قتلة السادات وغاندي من الأصوليين المتشدّدين، الرئيس المصري قتله رصاص الإسلاميين الذين نكثوا عهد الأمان معه، ورئيسة وزراء الهند قتلها حارسان من أقلية السيخ التي اعتبرت رئيستهم منحازة إلى الهندوس.

    الكاتب والباحث الأميركي أرجع مقتل السادات وغاندي إلى محاولة هذين الزعيمين اللعب على أوتار الدين والسياسة معا، ويتوقّف سكوت دبليو هيبارد في كتابه "الدين ووظائفه السياسية.. مصر والهند والولايات المتحدة" عند صعود الأصولية الدينية وعودة ظهور السياسات ذات الصبغة الدينية في سياق ثلاث دول علمانية ظاهريا: مصر والهند والولايات المتحدة، وفي كل تلك الحالات غدا الالتزام بالمعايير العلمانية جزءا لا يتجزأ من مؤسسات الأمة والدولة أثناء سنوات الخمسينات والستينات من القرن العشرين، حيث كان المسؤولون في الدول هم المعبرون عن المفاهيم التقدمية للنمو القومي وكانوا ينادون بالرؤى التضامنية للدين والمجتمع، وسعوا إلى عضونة المعايير العلمانية في مؤسسات الدولة القومية.

    ثم تم التخلي عن هذا الالتزام في العقود التاليةـ السبعينات والثمانينات والتسعينات، حيث تقلص التزام النخب بالتغيير الاجتماعي ومعه تراجع تكريسهم للرؤية العلمانية لحياة الأمة، تخلى قادة الدول وسياسيو التيار السائد عن دعمهم للنظرة الليبرالية إلى الدين والسياسة وذلك لحساب الأيديولوجيات الدينية المحافظة أو المتشددة، واستخدمت في تلك الفترة التأويلات المتشددة للموروثات الدينية لمجابهة السياسات اليسارية ولإضفاء المشروعية على النماذج التراتبية للنظم الاجتماعية أيضا.

    انبعاث الدين السياسي

    في الحالات الثلاث، مصر والهند والولايات المتحدة، اتسمت فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية بالالتزام بنظرة علمانية حداثية وبهوية قومية تضمينية، بيد أنه حلت موجة من الدين السياسي أو السياسات الدينية المتشددة محل تلك الالتزامات، "حيث استبدلت أفكار عبدالناصر الحداثية في مصر بالتأويلات السلفية للإسلام أثناء حكم السادات ومبارك، بل إنه في زمن مبارك كانت المفردات الدارجة للخطاب السياسي تستمد من التفاسير المتشددة للإسلام، وبالمثل استبدلت المعايير التضمينية التي ميزت القومية الهندية في فترة ما بعد الاستقلال بالمثل العدوانية والشوفينية للقومية الهندوسية وواكب ذلك زيادة في العنف ضد الأقليات الدينية، أما في الولايات المتحدة فقد صاحب صعود اليمين الديني إقامة سياج أيديولوجي عازل في الحياة العامة الأميركية، وانتهاء الإجماع العلماني الذي ساد في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية".

    يتساءل هيبارد عن كيفية تفسير انبعاث الدين السياسي والسياسيات الممتزجة بالدين في تلك الحالات الثلاث وبخاصة مع الأخذ في الاعتبار تهميش الأيديولوجيات المتشددة في منتصف القرن العشرين؟



    انتحار الإخوان والاغتيال الثاني لحسن البنا
    القاهرة – يصف باحث مصري ما انتهت إليه جماعة الإخوان المسلمين في بلاده بعد عام واحد في الحكم بأنه "انتحار" لافتقادهم الرؤية والكفاءة وعدم الثقة بغيرهم وهو ما اعتبره "الاغتيال الثاني" لمؤسس الجماعة حسن البنا الذي قتل عام 1949. غير أن عمار علي حسن يرى أنه لا تزال أمام الجماعة فرصة للقيام بدور سياسي في المستقبل إذا تعلمت من تجربتها "المريرة".
    ويقول حسن إن الشعب الذي أنزل الجماعة منزلة رفيعة قبل الوصول إلى الحكم هو نفسه الذي سارع إلى "تقويض أسطورتهم.. تحول الضحايا إلى جلادين… يتصرفون وكأنهم طائفة ذات عرق مختلف" مضيفا أنهم تجاهلوا تحقيق العدالة الاجتماعية التي كانت شعارا لثورة 25 يناير كانون الثاني 2011 واستبدلوا بها "الصدقات" وهو ما يسميه "الرأسمالية المتوضئة" التي تعتمد على نمط تجاري ذي طبيعة ريعية.

    وحسن كان عضو الأمانة العامة للجمعية الوطنية للتغيير قبل ثورة 2011 ولا يشغل حاليا مناصب في أي تيارات على الساحة المصرية ولكنه مناهض لتوجهات الإخوان.

    ويرى في كتابه "انتحار الإخوان" أن الجماعة تجاهلت مطالب الشعب وثورته التي انطلقت في 25 يناير – كانون الثاني ولولا "شباب الثورة… لظلوا.. خلف الأسوار… ينتحر الإخوان حين يعودون إلى الدم بعد طول حديث عن التغير والتطهر والتسامح والسلم ليثبت للجميع أن الوداعة لم تكن طبعا إنما هي تطبع". ويضيف أن الجماعة افتقدت الخيال ومرونة التصرف فلم تستوعب "الزخم الشعبي… والطبقات الحضارية المتتابعة (للشعب المصري)" ثم أراد الشعب أن يثبت لهم أن "مصر الكبيرة" أعظم من الجماعة وأن الدولة ليس "بوسعها أن تتصاغر وتتضاءل لتدخل طيعة في عباءة" الجماعة. ويقول حسن إن الذين منحوا الإخوان أصواتهم في الانتخابات البرلمانية لم يصوتوا لمشروع الجماعة ولا لأيديولوجيتها "وإنما اعتقدوا أنهم مجموعة سياسية" وإن الذين أعطوا مرسي أصواتهم في الانتخابات الرئاسية كانوا يخشون عودة نظام حسني مبارك الذي خلعته الاحتجاجات الشعبية في بداية عام 2011. ويضيف أن الإخوان كانوا "يتوهمون أن انتصارهم حتمي لأن طريقهم رباني ومعركتهم مقدسة اتكاء على اعتقادهم … لم يظهروا في أي لحظة إيمانا بشراكة وطنية". وفي فصل حمل عنوان "الاغتيال الثاني لحسن البنا" يرى حسن أن شباب جماعة الإخوان يعيشون "صدمة أخلاقية الآن" بسبب ما اعتبرها فجوة بين الوعود والأحلام القديمة والشعارات المعلنة وبين سياسات الجماعة حين صعدت إلى الحكم حتى إن الجماعة حبست "مشروع الدولة ومستقبله" ورأى أيضا أنه لا يوجد لدى الإخوان مشروع وطني. غير أن الكاتب لا يرى أن دور الإخوان السياسي قد انتهى إلى الأبد.

    ويقول إن فشلهم في مشروعهم لا يعني أن أصحاب هذا المشروع "سيكونون بلا دور سياسي أو اجتماعي … في المستقبل لكنهم قد يتعلمون من هذه التجربة المريرة … ويطرحون أنفسهم في إطار التعددية السياسية والفكرية في المجتمع بتواضع ظاهر وبعيدا عن التهويل والأوهام".





    يرى هيبارد أن الإجابة تتداخل في أربع قضايا "أولا يظل دور الدين مهما في السياسة الحديثة لأنه مرتبط عن كثب بالهويات الجمعية وبالمشروعية الأخلاقية، حتى أنه في الحالات التي لا تلعب المؤسسات الدينية دورا مركزيا في الحياة الاجتماعية الحديثة يظل الدين ذا تأثير هائل في تشكيل الهويات الجمعية وحشدها.

    ثانيا اللغة الأخلاقية المتأصلة في الموروث الديني تجعله وسيلة فريدة وفاعلة في المصادقة على الرؤى السياسية والسياسات الحديثة، حيث يوفر الدين إطارا لتأويل الأحداث السياسية وهدفها الأخلاقي من خلال ربط الوجود الإنساني بالعالم المتسامي وبهذا، يوفر الدين لغة معيارية للحياة العامة ويساعد على إضفاء الشرعية ـ بل والقدسية ـ على السلطة أو على المزاعم باستحقاق السلطة.

    ثالثا يستغل اللاعبون السياسيون من جميع المشارب الدين بانتظام ويتلاعبون به من أجل تحقيق غايات سياسية.

    مصر وعلاقة الدين بالسياسة

    ما جرى في مصر هو ما سوف نتوقف عنده حيث خصص هيبارد الفصل الثاني والثالث لمصر وعلاقة الدين بالسياسة خلال القرنين التاسع عشر والعشرين مركزا على فترات حكم عبدالناصر والسادات ومبارك، حيث رأى أن عبدالناصر أنهى مؤقتا نفوذ جماعة الإخوان المسلمين عام 1954 عقب محاولتها اغتياله ثم في 1965 بعد أن كشف تنظيم 65 الذي كان يستهدف الانقلاب على نظام الحكم والاستيلاء على الدولة المصرية. وأكد "أن ناصر شجّع الإصلاحيين من رجال الأزهر على إعادة صياغة الفكر الإسلامي بما يتفق مع الحداثة، صياغة يمكن للدولة والمجتمع تبنيها، كان هذا مهما في منتصف الستينات التي شهدت تجدد أنشطة جماعة الإخوان المسلمين وظهور كتابات سيد قطب المتطرفة واستمرار دعوة الجماعة الإسلامية إلى تطبيق الشريعة".

    السادات.. "الرئيس المؤمن"

    رحل عبدالناصر ليكون الملمح الجديد للسادات دعم الإسلام المحافظ المتشدد "إن تأويلات الدين التي غدا عصر السادات يتسم بها كانت تختلف جذريا عن تلك التي سادت في عصر عبدالناصر، كان اهتمام السادات الأول والرئيسي هو إيجاد ثقل يوازن الأفكار الاشتراكية التي كانت ماتزال تهيمن على الحياة اليساسية االمصرية، ولتحقيق هذا الهدف سعى إلى تشكيل فلسفة سياسية جديدة تربط بين الإسلام والقيم والحضاراتية العربية، وبين برنامج الليبرالية الاقتصادية لحكومته، فيما كان يسعى أيضا إلى تطوير أساس لمشروعية قومية إسلامية التوجه بوضوح، من ثم عمد السادات في خطاباته إلى التركيز على الأفكار الأخلاقية الدينية وعلاقاتها بالقومية المصرية لا العربية، بل دمجها معا، واستخدم تلك التيمات كي يدعم بها النماذج التقليدية للسلطة والنظام الاجتماعي، وكان جزء من هذه الاستراتيجية هو تصويره لذاته كشخصية تقية ورعة، حيث أصبح يطلق عليه لقب "الرئيس المؤمن"، وغدا يشارك بانتظام في صلاة الجمعة التي كان التليفزيون الرسمي للدولة يبثها، أيضا تم تصميم سياسات لنشر مظاهر التدين بين الشعب ومعها الاعتقاد بأن الرعية المؤمنة هي التي تطيع راعيها ووليها".

    وأكد هيبارد أن "دعم السادات النشط للجماعات الإسلامية "والمتأسلمة" على حساب اليسار السياسي أحد الملامح المفتاح لتوجهه الجديد، وعلى الرغم من أن توسع الأزهر كان جزءا مهما من هذا النشاط فقد كان تقربه إلى الإخوان المسلمين لا يقل أهمية عنه".

    وكانت نتيجة احتضان السادات ودعمه ودعم نظامه للإسلاميين العملية الإرهابية في أبريل 1974، والتي يطلق عليها "الفنية العسكرية" التي كانت تستهدف قلب نظام الحكم، ثم ما جرى عامي 1976 و1977 وانتهاء باغتياله في 1981 "برهن على أن تشجيع النظام للإسلاميين سلاح ذو حدين، فعلى الرغم من أن الإخوان المسلمين وتنظيمات الطلبة الإسلاميين كانوا يدعمون السادات في البداية إلا أنهم أثبتوا أنهم حلفاء غير أهل للثقة".

    ورأى هيبارد أن السادات لم يدرك أثناء تفاوضه مع الجماعة الإخوانية عام 1970 "أن التنظيم كان منقسما بعمق بين هؤلاء الذين يشاركون الأعضاء الأكبر سنا بقيادة حسن الهضيبي إلى التسوية والذين كانوا قد غدوا يسألون عن جدوى اللجوء إلى العنف، وبين الأعضاء الأصغر سنا المولعين بكتابات سيد قطب ودعوته إلى الجهاد باستخدام العنف. وعارض كثير من الأعضاء الأصغر سنا أية تسوية مع نظام السادات وشعروا بأن تركيز الجماعة الجديد على الدعوة وسيلة لا جدوى منها لخلق المجتمع الإسلامي الذي كانوا يرغبونه، ومن ثم ترك الأعضاء الأصغر سنا الجماعة وفضلوا عليها التنظيمات المتطرفة التي كانت قد ظهرت في تلك الأثناء".

    مبارك على خطى السادات

    استمر نظام مبارك ـ وفقا لهيبارد- مثل نظام السادات قبله، "في استخدام الدين والمشاعر القومية من أجل ترسيخ أعمى لسلطة الدولة، أسهم مبارك في أسلمة المجال العام وإضفاء الصبغة الكوميونالية على الحياة السياسية المصرية، أدى ذلك أيضا إلى وجود بيئة سياسية خضع فيها الأقباط والمفكرون العلمانيون وذوو الآراء الدينية المخالفة لإجماع الغالبية، خضعوا للاضطهاد المنظم وغالبا بتواطؤ من الدولة".

    وأكد هيبار أن نظامي السادات ومبارك "عملا على تقويض الأساس الفكري للإسلام الليبرالي الحداثي، كما قاما أيضا بتشويه الفكرة التي تذهب إلى أن الدين مفتوح أمام الاجتهاد، أما أهم ضحية للمعارك الأيديولوجية التي ظلت تثار طوال الثلاثين عاما الأخيرة فهو مفهوم مصر كمجتمع تعددي، يتم وصم الحق في الاختلاف فكريا كان أو سياسيا ويساوى بينه وبين الهرطقة أو الخيانة، علاوة على ذلك فقد أسهم عدم رعاية أساس تضميني للهوية القومية وعدم وجود ثقافة للتسامح والتنازلات، في حدوث انقسامات واحتقانات مستمرة في المجتمع، الأمر الذي قوض متطلبات التنمية.

    ------------------

    انتحار الإخوان والاغتيال الثاني لحسن البنا
    القاهرة – يصف باحث مصري ما انتهت إليه جماعة الإخوان المسلمين في بلاده بعد عام واحد في الحكم بأنه "انتحار" لافتقادهم الرؤية والكفاءة وعدم الثقة بغيرهم وهو ما اعتبره "الاغتيال الثاني" لمؤسس الجماعة حسن البنا الذي قتل عام 1949. غير أن عمار علي حسن يرى أنه لا تزال أمام الجماعة فرصة للقيام بدور سياسي في المستقبل إذا تعلمت من تجربتها "المريرة".
    ويقول حسن إن الشعب الذي أنزل الجماعة منزلة رفيعة قبل الوصول إلى الحكم هو نفسه الذي سارع إلى "تقويض أسطورتهم.. تحول الضحايا إلى جلادين… يتصرفون وكأنهم طائفة ذات عرق مختلف" مضيفا أنهم تجاهلوا تحقيق العدالة الاجتماعية التي كانت شعارا لثورة 25 يناير كانون الثاني 2011 واستبدلوا بها "الصدقات" وهو ما يسميه "الرأسمالية المتوضئة" التي تعتمد على نمط تجاري ذي طبيعة ريعية.

    وحسن كان عضو الأمانة العامة للجمعية الوطنية للتغيير قبل ثورة 2011 ولا يشغل حاليا مناصب في أي تيارات على الساحة المصرية ولكنه مناهض لتوجهات الإخوان.

    ويرى في كتابه "انتحار الإخوان" أن الجماعة تجاهلت مطالب الشعب وثورته التي انطلقت في 25 يناير – كانون الثاني ولولا "شباب الثورة… لظلوا.. خلف الأسوار… ينتحر الإخوان حين يعودون إلى الدم بعد طول حديث عن التغير والتطهر والتسامح والسلم ليثبت للجميع أن الوداعة لم تكن طبعا إنما هي تطبع". ويضيف أن الجماعة افتقدت الخيال ومرونة التصرف فلم تستوعب "الزخم الشعبي… والطبقات الحضارية المتتابعة (للشعب المصري)" ثم أراد الشعب أن يثبت لهم أن "مصر الكبيرة" أعظم من الجماعة وأن الدولة ليس "بوسعها أن تتصاغر وتتضاءل لتدخل طيعة في عباءة" الجماعة. ويقول حسن إن الذين منحوا الإخوان أصواتهم في الانتخابات البرلمانية لم يصوتوا لمشروع الجماعة ولا لأيديولوجيتها "وإنما اعتقدوا أنهم مجموعة سياسية" وإن الذين أعطوا مرسي أصواتهم في الانتخابات الرئاسية كانوا يخشون عودة نظام حسني مبارك الذي خلعته الاحتجاجات الشعبية في بداية عام 2011. ويضيف أن الإخوان كانوا "يتوهمون أن انتصارهم حتمي لأن طريقهم رباني ومعركتهم مقدسة اتكاء على اعتقادهم … لم يظهروا في أي لحظة إيمانا بشراكة وطنية". وفي فصل حمل عنوان "الاغتيال الثاني لحسن البنا" يرى حسن أن شباب جماعة الإخوان يعيشون "صدمة أخلاقية الآن" بسبب ما اعتبرها فجوة بين الوعود والأحلام القديمة والشعارات المعلنة وبين سياسات الجماعة حين صعدت إلى الحكم حتى إن الجماعة حبست "مشروع الدولة ومستقبله" ورأى أيضا أنه لا يوجد لدى الإخوان مشروع وطني. غير أن الكاتب لا يرى أن دور الإخوان السياسي قد انتهى إلى الأبد.

    ويقول إن فشلهم في مشروعهم لا يعني أن أصحاب هذا المشروع "سيكونون بلا دور سياسي أو اجتماعي … في المستقبل لكنهم قد يتعلمون من هذه التجربة المريرة … ويطرحون أنفسهم في إطار التعددية السياسية والفكرية في المجتمع بتواضع ظاهر وبعيدا عن التهويل والأوهام".


    -------------------
    إمسك.. إخواني
    'عندما وصل الإخوان إلى الحكم، كانوا يقولون إن الله أعزهم، وجعل خصومهم أذلاء'


    العرب الحبيب الأسود [

    في 02/09/2013، العدد: 9308، ص(24)

    ]
    سبحان الله الذي يذلّ من يشاء ويعزّ من يشاء، سبحان الله الذي جعل من عناصر وقيادات الإخوان مطاردين في الشوارع، يلاحقهم الأهالي بالهتاف "إمسك إخواني"، ويقبضون على من يقبضون عليه منهم، ويسلمونه إلى رجال الشرطة والجيش، فالشعب المصري بملايينه التسعين بات في أغلبيته الساحقة يرى سلامة الوطن في استئصال فكر وتنظيم الجماعة الشاذة التي كلما دخلت قرية أهلكتها.
    وما حدث يوم الجمعة، كان كافيا للتدليل على أن زمن الإخوان.."غار في ستين داهية" حيث لا قدرة على التحشيد والتجميع، ولا البلتاجي يخطب، ولا "الجزيرة" تذيع، ولا قول إلا قول الشعب المصري المدافع عن دولته وتاريخه في وجه أخطر مشروع كان يستهدفه ويستهدف الإسلام والعروبة، وقد رأى الرائي ولاحظ الملاحظ كيف خرج المصريون لفك تجمعات فلول الإخوان، ومنعهم من التظاهر، ومن الإضرار بالسلم والأملاك العامة والخاصة.

    وطبعا، لم نسمع من يتحدث بتخريفات "رابعة" عن جبريل النازل من السماء لدعم الإخوان، ومريم العذراء التي تقبّل رأس محمد بديع، ولا عن الرسول الكريم الذي صلى وراء محمد مرسي، ولا عن رؤيا النصر الإلهي المنتظر، لأن كل تلك الحكايات كانت جزءا من خطاب إخواني للتلاعب بعقول البسطاء، أدرك المصريون أنه دليل عجز لا دليل معجزة، وأن الإخوان ليسوا أوصياء عن الدين ولا مبجلين عند الله، ولا هم قادرون على الحكم، ولا على إرساء العدل، كل ما يمكنهم فعله هو العمالة للغرب، والضحك على ذقون الناس، والتمسّك بالسلطة ولو على أنقاض الوطن وجثث الملايين.

    عندما وصل الإخوان إلى الحكم، كانوا يقولون إن الله أعزهم، وجعل خصومهم أذلاء، وعندما أطيح بهم بعد عام واحد من الحكم، لم يقولوا إن الله أذلهم، ولم يفسّر القرضاوي ولا علماء اتحاده سر السقوط السريع من وجهة نظر الدين، واكتفى بالتحريض كما هو دائما.

    سبحان الله، لقد أعزّ الشعب الطيب البسيط المحب، وأذل الجماعة المتغطرسة المستبدة المخادعة، وفي ذلك عبرة لقوم يتفكّرون
                  

09-03-2013, 10:25 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)

    --------------------------------------------------------------------------------

    قريبا من السياسة


    قرار حل الإخوانand#8238;- and#1634;and#8236;


    03/09/2013 08:29:46 م

    كانت الإجابة علي سؤال المرحوم حسن البنا عن الأسباب التي دعت مسئول التنظيم السري التابع لجماعة الإخوان إلي اغتيال القاضي الخازندارand#8238;.. and#8236;هي ان من أفتي بقتل الخازندار هو حسن البنا نفسه باعتبار انه سئل يوما عن رأيه فيمن يحكم بغير ما انزل الله،and#8238; and#8236;فقال انه كافر،and#8238; and#8236;حينها بكي البنا،and#8238; and#8236;ولعله أدرك ساعتها خطورة استخدام سلاح التكفير،and#8238; and#8236;ولعله ادرك ساعتها أيضا طبيعة المخاطر التي تهدد تنظيم اعتمد علي الحشد وليس علي التثقيف السياسي،and#8238; and#8236;واعتمد علي مخاطبة العواطف وليس التعامل بواقعية مع طبيعة العصرand#8238;.and#8236;

    ذلك الاغتيال الشهير قد أدي إلي صدام الإخوان وبين حليفهم السابق النقراشي باشا رئيس الوزراء الذي اصدر قرارا بحل جماعة الإخوان،and#8238; and#8236;فقام الإخوان بقتله واضطر حسن البنا إلي ان يصدر بيانا بعنوان ليسوا إخوانا وليسوا مسلمينand#8238;.. and#8236;وحينها ادرك أيضا انه مقتول لأن القصر الملكي لن يقبل باغتيال واحد من حلفائه في مقام رئيس الوزراء حتي ان البنا قد طلب ان يدخل السجن حتي يأمن علي حياته فقوبل طلبه بالرفضand#8238;.and#8236;

    ذلك كان الصدام الأول في حائط الصد الثاني بين الإخوان والزعيم جمال عبدالناصر فقد تحول التحالف بينهما إلي رغبة إخوانية في الهيمنة علي قرارات مجلس قيادة ثورة and#8238;and#1635;and#1634; and#8236;يوليو،and#8238; and#8236;فلما رفض عبدالناصر ان يراجع مكتب الارشاد قرارات مجلس الثورة شرعوا باغتياله بواسطة احد رجال التنظيم السري فكان صداما مروعا بين الإخوان وعبدالناصرand#8238;.and#8236;


    -------------------

    الإخوان المسلمون.. عنف لا يؤمن بمدنية الدولة
    المواكب لتاريخ الإخوان يلاحظ أنها جماعة ضالعة في ممارسة العنف والإرهاب مما يجعلها غير قادرة على خلق مناخ من الأمن والتعايش السلمي داخل المجتمع المصري.
    العرب صفية الدمرداش [نُشر في 03/09/2013، العدد: 9309، ص(13)]




    الإخوان يحرقون مصر ويريدون تكميم أفواه أهلها

    برغم مرور أكثر من ثمانين عاما على تأسيس جماعة الإخوان المسلمين على يد مؤسسها الإمام حسن البنا في عام 1928 كجماعة دعوية دينية فقط، إلا أنها تطورت بمرور الوقت كجماعة متعددة النشاطات الثقافية والترفيهية والاجتماعية، لكن سرعان ما تحول مسار هذه الجماعة بدخولها العمل السياسي والتوجه لفكرة التنظيم السياسي الذي تعارض أفكار قياداته مع أفكار النظام الحاكم ووسط حالة من الشد والجذب بين الطرفين لم يكن أمام الجماعة بدُ من استخدام لغة السلاح من أجل إسكات وإسقاط الأصوات التي تعارض ما يسمى بـ»المشروع الإسلامي».
    وبدأ سيناريو حرق مصر بداية من 20 يونيو 1948، حيث اشتعلت النيران في بعض منازل حارة اليهود، وفي 19 يوليو من نفس العام تم تفجير محلي شيكوريل وأركو وهما مملوكان لتجار من اليهود، وتتوالى أعمال العنف والتفجيرات لتشمل القاهرة بالكامل، إضافة لوقوع عدة انفجارات عنيفة بمحافظات مجاورة للقاهرة.

    واستمرارا لسياسات العنف والفوضى للضغط على السلطات الحاكمة من أجل تنفيذ مطالب الجماعة كعادتها، استقبلت قرار صدقي باشا عندما رجع من محادثات في لندن بمسودة معاهدة لم تقبلها المجموعات الوطنية مطلقا، وانفجرت مشاغبات الطلاب العنيفة، بدأ أعضاء الجهاز السري للإخوان في تنفيذ هجمات على البريطانيين، وعلى مراكز البوليس المصري عبر سنوات ليست بالقصيرة، واستجابت الحكومة لذلك العنف المتصاعد بمعايير قمعية قاسية، بما في ذلك موجة من الاعتقالات بين صفوف الإخوان والمجموعات الوطنية الأخرى، واستمرت المشاغبات حتى استقالت الحكومة .

    بعد عودة الوفد إلى السلطة، حاولت الجماعة التحاور مع الحكومة الجديدة ليحصلوا على التصريح للجماعة بالعمل مرة أخرى، ولكنهم لم يصلوا إلى اتفاق وانتهى الحكم العسكري، وألغيت جميع تدابيره، عدا تلك المطبقة على الإخوان، ومرر البرلمان قانون الجمعيات، وهدف بصفة خاصة إلى الإخوان دون ذكر اسمهم، متطلبا وصفا وصورة فوتوغرافية لكل عضو يقدم للسلطات، وأعلن وزير الداخلية أن الوزارة اعتزمت شراء مراكز الجماعة، واستخدام المباني كنقاط للبوليس، وتمكن الإخوان عن طريق القضاء من حل كل هذه القضايا حاصلين على الحق في العمل قانونا، وعودة أملاكها المصادرة، بينما كان الإخوان غير مصرح لهم قانونا، أصبحت المنافسة لخلافة حسن البنا شديدة، وفي عام 1951 في حركة انتهكت دستور الجماعة، اختير شخص من خارج الجماعة يدعى «حسن إسماعيل الهضيبي»، المعروف بكراهيته للعنف، ولكنه كان معجبا بالإمام البنا، واستقال من منصبه؛ حيث كان قاضيا ليصبح المرشد العام للجماعة، ولكنه سرعان ما تحقق أنه كان مقصودا به أن يكون مجرد رئيسا صوريا.

    وكانت المفاجأة عقب خروج الجماعة من السجون عكف جميع مشايخها وقادتها على تكفير عبد الناصر وهو ما عرُف بـ»تكفير الحاكم «، الذي وضعه سيد قطب في كتابه «معالم على الطريق»، كما اتضح فيما بعد، كما كان مقررا أن تشمل عملية الاغتيالات عددا كبيرا من رجال الدولة والكتّاب والأدباء والصحفيين والفنانين وأساتذة في الجامعات وغيرهم رجالا ونساء، حتى تم اعتقال سيد قطب ثم الإفراج عنه مرة أخرى، وما إن عاد لمخطط الاغتيالات تم اعتقاله مرة أخرى ثم حُكم عليه بالإعدام شنقا.

    وما إن رحل عبد الناصر عن رئاسة الحكم، خلفه الرئيس أنور السادات الذي تبنى سياسة المصالحة مع القوى السياسية المصرية، وأغلق السجون والمعتقلات التي أُنشأت في عهد عبد الناصر وإجراء إصلاحات سياسية مما بعث بالطمأنينة في نفوس الإخوان وغيرهم بعد حرب أكتوبر1973، حيث أعطى السادات لهم مساحة من الحرية لم تستمر طويلا ولاسيما بعد تبنيه سياسات الانفتاح الاقتصادي، ولكن سرعان ما تحولت الجماعة وعادت إلى العنف في 1974 عندما أرادت إرغام الأقباط على دفع الجزية حتى بطش بهم ‏السادات‏، إلى أن تم تشكيل التنظيم السري بين طلبة الجامعات العسكرية والمدنية لقلب نظام الحكم، من خلال الأحزاب الخارجة عن القانون والعدالة الإنسانية بمن فيها الإخوان المسلمون الذين قاموا بقتل الملك فيصل عام 1975. كما قامت بتنظيم مؤامرة لاغتيال الراحل أنور السادات بعد أن تدربوا داخل السجن الحربي وحينما خرجوا قرروا الانتقام من السادات باغتياله في حادثة «المنصة» الشهيرة أثناء الاحتفال بذكرى حرب أكتوبر .

    ومن اللحظة الأولى التي تولى فيها الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك رئاسة الحكم عقب اغتيال الراحل أنور السادات قرر الإخوان تغيير استراتيجيتهم للسير نحو تحقيق الهدف وهو الوصول للسلطة، وقد اتضح ذلك من خلال خطابها العنيف نحو الحاكم .

    وخلال عشرة أعوام متتالية من حكم مبارك حصل خلالها الإخوان على كامل حقوقهم في الاختلاط بين الناس والتعبير عن رأيهم بكل حرية ومع مرور الوقت أصبح الوضع يتغير حينما اكتشفت الأجهزة الأمنية عن وثائق سرية للجماعة عرفت بخطه التمكين.

    وازدادت حدة الصراع بين النظام والجماعة، حتى وجهت وزارة الداخلية وعناصر أمن الدولة في ذلك الوقت اعتقالات متتابعة لقيادات الجماعة على مستوى الجمهورية، وأطلق عليها في ذلك الوقت «الجماعة المحظورة»، حتى قامت تظاهرات ثورة 25 يناير 2011 التي تندد بالأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتوالت التظاهرات حتى يوم 28 يناير من نفس العام والذي تعرضت فيه السجون المصرية لعملية واسعة من الهجوم والاقتحامات المسلحة كما تعرضت له أقسام الشرطة للحرق وخروج جميع من في المعتقلات وعلى رأسهم الجماعات الإسلامية والإخوان المسلمين الذين اصطفوا بين الجماهير للمطالبة بإسقاط النظام وصعودهم للحكم في 30يونيو 2012 بنجاح مرشحهم الرئيس محمد مرسي لرئاسة الحكم، إلا أنه فشل في إدارة الدولة بعد معاداته لكافة مؤسساتها حتى خرج الشعب في ثورة ثانية في 30يونيو 2013 للمطالبة بإسقاط الحكم الإخواني.

    ومع تصعيد قيادات الجماعة للعنف والإرهاب المفرط ضد الدولة المدنية بعد فض اعتصاماتها، قامت أجهزة الدولة باعتقال قيادات الجماعة والتيار الإسلامي بتهمة قتل المتظاهرين والتحريض على قتل الأبرياء وتكدير السلم العام في انتظار لصدور محاكمات قد يكون أصدرها التاريخ من قبل على هذه الجماعة الفاشية المتعطشة للدماء والعنف من أجل الوصول للسلطة دون منازعة أو مشاركة


    ------------------
    فهم الإخوان للديمقراطية لا يتعدى صناديق الاقتراع
    للإخوان نظرة خاصة نحو الديمقراطية التي لم يقبلوا في داخلهم ويحاولون طرحها ظاهريا عبر اختزالها في 'الصندوق' سعيا منهم لأخونة الدولة.
    العرب [نُشر في 07/08/2013، العدد: 9285، ص(12)]

    علمانية أتاتورك في وجه ظلامية 'حزب العدالة والتنمية'

    أنقرة- في إطار تقييم مسار انضمام أنقرة للاتحاد الأوروبي عبر تقرير اللجنة الخاصة بالبرلمان الأوروبي في استراسبورغ عن قلقه حول حالة حقوق الإنسان في تركيا.
    أكد تقرير صادر الأحد عن اللجنة الخاصة بالبرلمان الأوروبي حول حقوق الإنسان في تركيا أن "الموقف الحالي بشأن احترام الحقوق الأساسية يمثل مصدرًا للقلق، وذلك ينبع بالأخص من التطبيق الواسع للإطار القانوني للإرهاب والجريمة المنظمة الذي يؤدي إلى انتهاكات ممنهجة ومتكررة لعدد من الحقوق الأساسية وفقًا للمعايير الدولية ذات الصلة، مثل الحق في الحرية والأمن والمحاكمة العادلة وحرية التعبير والتجمع وإنشاء الاتحادات والنقابات".

    وأضاف: "كما يستمر الجدل حول أداء الحكومة التركية للتعامل مع عدد من الموضوعات ذات الحساسية الخاصة مثل المسألة الأرمينية، وتقنين القيود المفروضة على الإعلام والملاحقة القضائية والأحكام المتعددة الصادرة ضد الكتاب والصحفيين اتصالًا بممارستهم للعمل الصحفي".

    وتابع التقرير: "أما بالنسبة للديمقراطية وسلطة القانون، ففي إطار جهود وضع الدستور الجديد "اللجنة الدستورية المكونة من الأحزاب الأربعة في تركيا" تلاحظ وجود قصور في التشاور في العملية التشريعية وغياب المشاركة المجتمعية، كما تمثل القضية الكردية التحدي الرئيس لتطبيق معايير الديمقراطية في تركيا، فاستمرت السلطات في اتخاذ تدابير استثنائية حيث عانت الحكومة المحلية في جنوب شرق تركيا (تمركز الأكراد) من احتجاز العديد من القادة الأكراد المحليين".

    وفي السياق نفسه قالت "نوراي ميرت" الكاتبة الصحفية وأستاذة العلوم السياسية التركية، في عمودها بصحيفة "حرييت": إن مفهوم الإسلاميين عن الديمقراطية يقتصر على صناديق الاقتراع، وإن حرصهم على الشرعية السيــاسية يقتصر على الأغلبية فقط.

    وأضافت أن النموذج الديمقراطي التركي للبلدان الإسلامية كان مثل حصول الرئيس الأميركي "باراك أوباما" على جائزة نوبل للسلام، فكلاهما أستند على خليط غريب من التوقعات والتفكير بالتمنى، مشيرة إلى أنه كان من المتوقع أن "أوباما" سيكون كافيًا لضمان السلام في الشرق الأوسط، ولذلك تم إعطاؤه جائزة مقدمًا، وبالمثل، كان من المفترض أن تكون تركيا نموذجًا للديمقراطية للبلدان الإسلامية مقدما، ولكن لسوء الحظ، فإن التوقعات والافتراضات فشلت بشكل كبير.

    وترى أن الإسلاميين السابقين فى تركيا أعادوا تكوين أنفسهم كديمقراطيين محافظين تحت اسم "حزب العدالة والتنمية" في 2002، وفازوا في ثلاث انتخابات متتالية، ونجح في تحويل الوضع القائم بالقضاء على الهيمنة العسكرية والقضائية من العلمانيين فى عقد من الزمان، قائلة: إنه في الواقع، كانت هذه خطوة مشجعة لمستقبل أكثر ديمقراطية في تركيا بعد أن كانت حماية العلمانية واحدة من أهم أعمدة السياسة الاستبدادية، ومع ذلك، تحول المحافظون الديمقراطيون إلى مستبدين محافظين بعد التمكن من تحقيق احتكار مجموعة من السلطات السياسية.

    وأوضحت أنه على الرغم من أن فشل ما يسمى بالنموذج التركي بدأ يكون له تأثير على السياسة والحياة الاجتماعية منذ فترة طويلة، إلَّا أنها تحولت إلى قضية، وأصبحت مرئية على المستوى الدولي فقط بعد مظاهرات جيزي في يونيو، إن المظاهرات كانت للتعبير المطلق عن الاستياء الشديد من الاستبداد السياسي وفقدان الحريات فى تركيا.

    وترى الصحفية أنه رغم كل الاختلافات، إلَّا أن هذا هو الحال مع حكم الإخوان المسلمين فى مصر، مشيرة إلى أنها ترفض تمامًا التدخل العسكري في السياسة المدنية وحالة مصر ليست استثناء، ومع ذلك، تعتقد الكاتبة أن البلدان الإسلامية لا يمكنها تجنب مواجهة معضلة الديمقراطية بعد كل ذلك، وخاصة فيما يتعلق بما حدث فى تركيا ومصر.

    وأشارت الكاتبة إلى أن كل ما سبق هو المفتاح لفهم الأسباب الكامنة وراء فشل تجربة تركيا، والتي كان من المفترض أن تكون نموذجا لمزيج من الإسلام والديمقراطية، وكذلك السقوط الحاد لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، والتي كان من المفترض أن تكون النجم في ظل الإسلاميين المعتدلين.
                  

09-03-2013, 10:30 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)

    1a-na-1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

09-04-2013, 05:38 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)

    جدل: الإخوان والعنف
    الإخوان المسلمون يتخذون العنف والإرهاب منهجا من أجل التغطية على فشلهم في الحكم وإخفاقهم في تمرير مخطط تغيير هوية المجتمع.
    العرب [نُشر في 04/09/2013، العدد: 9310، ص(13)]



    الإخوان ينتهجون سياسة الأرض المحروقة

    and#9679; عبد العظيم محمود حنفي
    هل الإسلام في خطر؟

    الظاهرة الملفتة هي أن «الإخوان» بعد اخفاقهم في تغيير هوية المجتمع وفشلهم في الحكم وإدخال البلاد في أزمات معيشية، ما أدى الى ثورة الشعب عليهم ما كان منهم إلا اللجوء إلى العنف والإرهاب. وبعد أن ثبتت كراهية المصريين لهم ورفضهم لممارساتهم الإرهابية، تحولوا إلى التباكي بأن الإسلام في خطر. وأن الشريعة فارقت الدولة وتوشك أن تفارق المجتمع، وهذا الأمر يعني بالنسبة للمسلمين المتدينين أن دينهم ناقص ولا يطبق، وأن «الإخوان» يريدون إكماله أو تصحيحه وأنه وفق ذرائعهم لابد أن يستمروا في الحكم لإنجاز المهمة. فمن أجل الحفاظ على الإسلام لابد من إحلال الشريعة محل الأمة باعتبارها المرجعية ومصدر السلطات، وأن ذلك لا يمكن تحقيقه إلا عبر الاحتفاظ بالسلطة أبد الدهر لتطبيق الشريعة، ومن ثم يبدو خطاب تلك الجماعات متخوفا على الدين، أكثر من الخوف على الدولة.

    and#9679; السيد ولد أباه

    الليبراليون العرب والإسلام السياسي

    نشط الليبراليون العرب في الدفاع عن التنظيمات الإسلامية خصوصا في مصر وتونس خلال الحقبة السابقة، ودفعوا غالياً ثمن هذا الدفاع، قبل أن ينقلب عليهم الإسلاميون بعد وصولهم للحكم بعد أن انتفت الحاجة إلى الاستناد إليهم في المواجهة مع أنظمة الحكم. ومع أن الطرف الليبرالي قبل بمبدأ دين الدولة ومنزلة الدين في التشريع، مما كان من شأنه حل مشكل المرجعية الإسلامية العليا للدولة، فإن الخلاف تمحور حول الحريات العامة التي هي السقف المعياري والقانوني للنظام الديمقراطي. والواضح من مواد عديدة فرضها الإسلاميون الحاكمون أن المقصود هو إفراغ التعددية السياسية من مضمونها باسم الدفاع عن حاكمية الدين وهيمنته، مما يترجم اختلافاً عميقاً حول فهم الدين ومنزلته في الشأن العام. وما رفضه الليبراليون العرب هو مشروع تحويل الدين إلى أيديولوجيا للدولة الشمولية تتقوى به ضد حرية الفرد وتنوع المجتمع.



    and#9679; سعيد الوجاني

    فشل الإخوان في محاولة بعث العثمانية

    إن الأحزاب الإخوانية والسلفية لا تزال تنادي بإحياء الخلافة ملقية على عاتق «الكفار الغربيين ومخترعاتهم أسباب تخلفنا فالعوامل الخارجية في نظرهم، هي سبب البلاء وسبب جميع المشاكل. أما العوامل الداخلية فلا شأن لها في ذلك، وهذه الظاهرة تشبه حال الانسان الذي يرتكب الآثام ثم يزعم أن الشيطان قد أطغاه وضلله. إن طريقة إنقاذ الأمة الإسلامية من الفناء عند هذه التيارات الإخوانية والسلفية، هي إعادة ثقتها بأفكار الإسلام وأحكامه، والخلافة الإسلامية في نظرهم هي التي تجمع كلمة المسلمين تحت رايتها، ولذلك يجب على كل مسلم أن يسعى لإقامتها بحمل الدعوة الإسلامية في الطريق السياسي، لأن إقامتها هي التي تنقذ الأمة من الفناء .



    and#9679; غازي الصوراني

    حول شعار «الإسلام هو الحل»

    هل تتوفر لهذا الشعار إمكانية للتحقق في بلادنا باسم الخلافة الإسلامية أو غير ذلك من الأنظمة الدينية في اللحظة المعاصرة؟ نرى أن هذه المنطلقات الدينية والتراثية، خاصة في إطار الإسلام السياسي، لن تكون قادرة على مواجهة الأزمات الاجتماعية والاقتصادية المستعصية في بلادنا، انطلاقاً من ضرورة التمييز بين الدين والدولة، أو من منطلق الهوية القومية العربية أو حتى الهوية الوطنية وآلياتها الديمقراطية، لأن تيار الإسلام السياسي هو تيار نقيض للقومية العربية «لصالح هوية أكثر شمولاً لا حدود جغرافية لها، هي الهوية الإسلامية» وقد بنى أصحاب هذا التيار موقفهم على أساس عقدي مؤداه أن القومية مقولة علمانية تناقض العقيدة والدين، وأن أواصر الجنس والأرض واللغة والمصالح المشتركة إنما هي عوائق حيوانية سخيفة، وأن الحضارة لم تكن يوما عربية وإنما كانت إسلامية، ولم تكن قومية وإنما كانت عقيدية (سيد قطب)، بينما اعتبر البعض الآخر موقفهم على أساس أن النزعة القومية مصدرها الاستعمار الصليبي (يوسف القرضاوي).



    and#9679; سعيد ناشيد

    السيناريو الإيراني لن يتكرّر…

    لم يفلح الإسلام السياسي في الربيع العربي في بناء إيديولوجية خلاصية قوية؛ وهذا بسبب أن الفضاء السنّي لا يمثل بيئة حاضنة لمبدأ الخلاص. لذلك، في وسعنا أن نؤكد أن كل محاولة لبناء دولة دينية لن تنتهي إلى غير الفتن. كما أن الزعامات الإخوانية والسلفية لم تفلح في إنتاج أي كاريزمات شعبوية، عدا الشتات في الوجوه التي يثير بعضها السخرية. والحال أن تقنيات التواصل لم تعد تساعد في بروز أي كاريزمات شعبوية.

    فإذا كانت أجهزة التلفاز والرّاديو ومنابر الجمعة والجامعات تعتمد مركزية الصوت المالك للحقيقة أو الناطق باسمها، وهي أجهزة قابلة للاحتكار والهيمنة من طرف الدولة، فإن منتديات التواصل الاجتماعي (فيسبوك، تويتر) تقوم على المشاركة والتفاعل المفتوح في إنتاج الخطاب، وهي آليات لا تحتمل أي هيمنة أو احتكار من طرف أي كان. لقد غادرنا حقبة الاستبداد وبدأنا ندخل في حقبة مفتوحة على احتمالين، ليس ضمنهما الدولة الدينية: إما انتصار قيم المجتمع الديمقراطي أو النفخ في رماد الفتن.



    and#9679; جمال البنا

    الدعوة لتطبيق الشريعة

    يتعرض دعاة تطبيق الشريعة لمشكلة الاختلاف حول طريقة استخراج الأحكام من الأدلة، وهذه الأدلة هي الكتاب والسُـنة والقياس والإجماع إلى أدلة أخرى أقل شأناً، فهناك خلاف محتدم يستغرق أكوامًا من الكتب في تحقيق كل مصدر من هذه المصادر من القرآن حتى الإجماع ولم يحسم الأسلاف هذه القضية حتى الآن، ويعجز علماؤنا أن يحسموا فيها إلا بعد استغراق عشرات السنين.

    ولكي أضرب مثالاً لهذا أقول إن على فقهاء اليوم أن يحسموا القول في قضايا مثل التفاسير التي هي نوع من التطفل على القرآن والقول بالرأي فيه، ثم هي بعد ذلك محشوة بالإسرائيليات والأحاديث الضعيفة، وما كان ساريًا من أقوال أقرب إلى الخرافة، ولقد قال ابن كثير «لا يفسر القرآن إلا القرآن»، وقال الشيخ الشعراوي «إنه لا يقدم تفسيرًا ولكن خواطر حول القرآن»، ومعنى هذا أنه لا يؤخذ بالتفاسير أصلاً من الطبري حتى سيد قطب، ومن فروع ذلك أن يرفض ما يسمونه النسخ الذي يأخذ به المحدثون مثل حديث عكرمة عن قتل المرتد.



    -------------------

    الإخوان المسلمون.. عنف لا يؤمن بمدنية الدولة
    المواكب لتاريخ الإخوان يلاحظ أنها جماعة ضالعة في ممارسة العنف والإرهاب مما يجعلها غير قادرة على خلق مناخ من الأمن والتعايش السلمي داخل المجتمع المصري.
    العرب صفية الدمرداش [نُشر في 03/09/2013، العدد: 9309، ص(13)]




    الإخوان يحرقون مصر ويريدون تكميم أفواه أهلها

    برغم مرور أكثر من ثمانين عاما على تأسيس جماعة الإخوان المسلمين على يد مؤسسها الإمام حسن البنا في عام 1928 كجماعة دعوية دينية فقط، إلا أنها تطورت بمرور الوقت كجماعة متعددة النشاطات الثقافية والترفيهية والاجتماعية، لكن سرعان ما تحول مسار هذه الجماعة بدخولها العمل السياسي والتوجه لفكرة التنظيم السياسي الذي تعارض أفكار قياداته مع أفكار النظام الحاكم ووسط حالة من الشد والجذب بين الطرفين لم يكن أمام الجماعة بدُ من استخدام لغة السلاح من أجل إسكات وإسقاط الأصوات التي تعارض ما يسمى بـ»المشروع الإسلامي».
    وبدأ سيناريو حرق مصر بداية من 20 يونيو 1948، حيث اشتعلت النيران في بعض منازل حارة اليهود، وفي 19 يوليو من نفس العام تم تفجير محلي شيكوريل وأركو وهما مملوكان لتجار من اليهود، وتتوالى أعمال العنف والتفجيرات لتشمل القاهرة بالكامل، إضافة لوقوع عدة انفجارات عنيفة بمحافظات مجاورة للقاهرة.

    واستمرارا لسياسات العنف والفوضى للضغط على السلطات الحاكمة من أجل تنفيذ مطالب الجماعة كعادتها، استقبلت قرار صدقي باشا عندما رجع من محادثات في لندن بمسودة معاهدة لم تقبلها المجموعات الوطنية مطلقا، وانفجرت مشاغبات الطلاب العنيفة، بدأ أعضاء الجهاز السري للإخوان في تنفيذ هجمات على البريطانيين، وعلى مراكز البوليس المصري عبر سنوات ليست بالقصيرة، واستجابت الحكومة لذلك العنف المتصاعد بمعايير قمعية قاسية، بما في ذلك موجة من الاعتقالات بين صفوف الإخوان والمجموعات الوطنية الأخرى، واستمرت المشاغبات حتى استقالت الحكومة .

    بعد عودة الوفد إلى السلطة، حاولت الجماعة التحاور مع الحكومة الجديدة ليحصلوا على التصريح للجماعة بالعمل مرة أخرى، ولكنهم لم يصلوا إلى اتفاق وانتهى الحكم العسكري، وألغيت جميع تدابيره، عدا تلك المطبقة على الإخوان، ومرر البرلمان قانون الجمعيات، وهدف بصفة خاصة إلى الإخوان دون ذكر اسمهم، متطلبا وصفا وصورة فوتوغرافية لكل عضو يقدم للسلطات، وأعلن وزير الداخلية أن الوزارة اعتزمت شراء مراكز الجماعة، واستخدام المباني كنقاط للبوليس، وتمكن الإخوان عن طريق القضاء من حل كل هذه القضايا حاصلين على الحق في العمل قانونا، وعودة أملاكها المصادرة، بينما كان الإخوان غير مصرح لهم قانونا، أصبحت المنافسة لخلافة حسن البنا شديدة، وفي عام 1951 في حركة انتهكت دستور الجماعة، اختير شخص من خارج الجماعة يدعى «حسن إسماعيل الهضيبي»، المعروف بكراهيته للعنف، ولكنه كان معجبا بالإمام البنا، واستقال من منصبه؛ حيث كان قاضيا ليصبح المرشد العام للجماعة، ولكنه سرعان ما تحقق أنه كان مقصودا به أن يكون مجرد رئيسا صوريا.

    وكانت المفاجأة عقب خروج الجماعة من السجون عكف جميع مشايخها وقادتها على تكفير عبد الناصر وهو ما عرُف بـ»تكفير الحاكم «، الذي وضعه سيد قطب في كتابه «معالم على الطريق»، كما اتضح فيما بعد، كما كان مقررا أن تشمل عملية الاغتيالات عددا كبيرا من رجال الدولة والكتّاب والأدباء والصحفيين والفنانين وأساتذة في الجامعات وغيرهم رجالا ونساء، حتى تم اعتقال سيد قطب ثم الإفراج عنه مرة أخرى، وما إن عاد لمخطط الاغتيالات تم اعتقاله مرة أخرى ثم حُكم عليه بالإعدام شنقا.

    وما إن رحل عبد الناصر عن رئاسة الحكم، خلفه الرئيس أنور السادات الذي تبنى سياسة المصالحة مع القوى السياسية المصرية، وأغلق السجون والمعتقلات التي أُنشأت في عهد عبد الناصر وإجراء إصلاحات سياسية مما بعث بالطمأنينة في نفوس الإخوان وغيرهم بعد حرب أكتوبر1973، حيث أعطى السادات لهم مساحة من الحرية لم تستمر طويلا ولاسيما بعد تبنيه سياسات الانفتاح الاقتصادي، ولكن سرعان ما تحولت الجماعة وعادت إلى العنف في 1974 عندما أرادت إرغام الأقباط على دفع الجزية حتى بطش بهم ‏السادات‏، إلى أن تم تشكيل التنظيم السري بين طلبة الجامعات العسكرية والمدنية لقلب نظام الحكم، من خلال الأحزاب الخارجة عن القانون والعدالة الإنسانية بمن فيها الإخوان المسلمون الذين قاموا بقتل الملك فيصل عام 1975. كما قامت بتنظيم مؤامرة لاغتيال الراحل أنور السادات بعد أن تدربوا داخل السجن الحربي وحينما خرجوا قرروا الانتقام من السادات باغتياله في حادثة «المنصة» الشهيرة أثناء الاحتفال بذكرى حرب أكتوبر .

    ومن اللحظة الأولى التي تولى فيها الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك رئاسة الحكم عقب اغتيال الراحل أنور السادات قرر الإخوان تغيير استراتيجيتهم للسير نحو تحقيق الهدف وهو الوصول للسلطة، وقد اتضح ذلك من خلال خطابها العنيف نحو الحاكم .

    وخلال عشرة أعوام متتالية من حكم مبارك حصل خلالها الإخوان على كامل حقوقهم في الاختلاط بين الناس والتعبير عن رأيهم بكل حرية ومع مرور الوقت أصبح الوضع يتغير حينما اكتشفت الأجهزة الأمنية عن وثائق سرية للجماعة عرفت بخطه التمكين.

    وازدادت حدة الصراع بين النظام والجماعة، حتى وجهت وزارة الداخلية وعناصر أمن الدولة في ذلك الوقت اعتقالات متتابعة لقيادات الجماعة على مستوى الجمهورية، وأطلق عليها في ذلك الوقت «الجماعة المحظورة»، حتى قامت تظاهرات ثورة 25 يناير 2011 التي تندد بالأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتوالت التظاهرات حتى يوم 28 يناير من نفس العام والذي تعرضت فيه السجون المصرية لعملية واسعة من الهجوم والاقتحامات المسلحة كما تعرضت له أقسام الشرطة للحرق وخروج جميع من في المعتقلات وعلى رأسهم الجماعات الإسلامية والإخوان المسلمين الذين اصطفوا بين الجماهير للمطالبة بإسقاط النظام وصعودهم للحكم في 30يونيو 2012 بنجاح مرشحهم الرئيس محمد مرسي لرئاسة الحكم، إلا أنه فشل في إدارة الدولة بعد معاداته لكافة مؤسساتها حتى خرج الشعب في ثورة ثانية في 30يونيو 2013 للمطالبة بإسقاط الحكم الإخواني.

    ومع تصعيد قيادات الجماعة للعنف والإرهاب المفرط ضد الدولة المدنية بعد فض اعتصاماتها، قامت أجهزة الدولة باعتقال قيادات الجماعة والتيار الإسلامي بتهمة قتل المتظاهرين والتحريض على قتل الأبرياء وتكدير السلم العام في انتظار لصدور محاكمات قد يكون أصدرها التاريخ من قبل على هذه الجماعة الفاشية المتعطشة للدماء والعنف من أجل الوصول للسلطة دون منازعة أو مشاركة من أي فصيل آخر



    ------------------

    تهديد الاخوان لمصر.. تهديد لكل دولة عربية

    يفترض في المشرفين على المرحلة الانتقالية العمل الجدي لشرح أهمية عدم سقوط مصر في يد الاخوان. يفترض في هؤلاء، تأكيد أن لا عودة إلى نظام العسكر.
    العرب خيرالله خيرالله [نُشر في 04/09/2013، العدد: 9310، ص(8)]


    لم يخطئ العرب الشرفاء في التركيز على مصر، إن عبر المساعدات والدعم السياسي والاقتصادي وإن عبر الزيارات المباشرة لها، إنها زيارات ذات بعد استراتيجي نظرا لأنّها تؤكد مدى التزام الحفاظ على أمن الدولة العربية الأكبر.
    كانت زيارة الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي الأخيرة للقاهرة دليلا آخر على مدى عمق الالتزام العربي بأمن مصر ومستقبلها. أكثر من ذلك، جاءت الزيارة لتؤكد وجود استيعاب عربي لأهمية حماية مصر من الخطر الإخواني من جهة، ولما هو على المحكّ إقليميا من جهة أخرى. فعندما تكون مصر مهدّدة، تصبح كلّ دولة عربية مهدّدة.

    ما حصل ويحصل في مصر تطوّر إيجابي في غاية الأهمّية على الصعيد الإقليمي. بدأت تظهر انعكاسات هذا التطوّر على المنطقة كلّها وليس على مصر وحدها. هناك دول عدة في المنطقة تستفيد حاليا من انكشاف الإخوان المسلمين، أكان ذلك في الخليج أو فلسطين.. أو تونس وليبيا واليمن والأردن، وحتى في سوريا التي يواجه شعبها نظاما ظالما عمل كلّ شيء من أجل استعباده وإذلاله.

    أظهر الشعب المصري، الذي ثار على محاولة «أخونة» مصر، أنه شعب أصيل يمكن المراهنة عليه، خصوصا أنه لم تنطل عليه ألاعيب المتاجرين بالدين والشعارات البرّاقة. وقف الشعب المصري خلف المؤسسة العسكرية. وقف خلف خارطة الطريق التي أعلن عنها وزير الدفاع الفريق عبد الفتاح السيسي الذي وعد بتصحيح خط سير «ثورة الخامس والعشرين من يناير» بما يضمن عدم تعرّضها للخطف مجددا.

    قام الشعب المصري في الثلاثين من حزيران- يونيو الماضي بثورة من داخل الثورة. أسقط الرئيس الإخواني محمّد مرسي بعدما تعمّد الأخير تعريض مصر للخطر. كانت مصر كلّها في خطر. كان البلد العربي الأهمّ على كفّ عفريت، بعد سنة من حكم الإخوان المسلمين أصرّوا خلالها على تعطيل كلّ مرافق الدولة والقضاء على القوى الحيّة في المجتمع. كذلك أصرّوا على خنق العملية الديمقراطية التي لا تزال طريّة العود. أرادوا القضاء على عملية التحوّل الديمقراطي وإقامة نظام ديكتاتوري بتغطية من صناديق الاقتراع كما هو الحال في إيران.

    بكلام أوضح، أرادوا إقامة نسخة إيرانية عن حكم «المرشد» الإيراني.. في مصر. هذا ما فهمه الشعب المصري جيّدا، وفهمه معه العرب الواعون الذين سارعوا إلى دعم مصر بقوة ومن دون تردد.

    من هذا المنطلق، لم تكن الثورة التي عبّرت عنها تظاهرات الثلاثين من حزيران- يونيو تستهدف الاعتراض على صناديق الاقتراع التي جاءت بمرسي رئيسا للجمهورية. كانت الثورة ثورة شعب على محاولات الإخوان تغيير طبيعة المؤسسات المصرية وطبيعة المجتمع، كما حصل في غزّة، حتى يضمنوا الفوز في أي انتخابات مقبلة.

    من الواضح حاليا أن هناك وعيا لدى المصريين بأهمية التحديات التي تواجه أرض الكنانة. ولذلك، يفترض في المشرفين على المرحلة الانتقالية العمل الجدّي لشرح أهمية عدم سقوط مصر في يد الاخوان. يفترض في هؤلاء، حتى لو كانوا مدعومين من المؤسسة العسكرية، تأكيد أن لا عودة إلى نظام العسكر الذي استمر ستين عاما، والذي أخذ مصر من كارثة إلى أخرى والذي جعل من مصر، في السنوات الأخيرة من عهد الرئيس حسني مبارك، تحت تأثير التخلف الآتي من غزة.

    تبدو غزّة، «الإمارة الطالبانية» التي يتحكّم بها الإخوان، بين أهمّ التحديات التي تواجه المصريين. إما أن تؤثر مصر في غزة، أو أن تؤثر غزّة في مصر. من الواضح أن الإخوان المسلمين في غزّة، ممثلين بـ»حماس» ومن على شاكلتها يدركون ذلك جيدا. ويدركون خصوصا أن لا مستقبل للتخلف في القطاع في حال كانت مصر معافاة. وهذا ما يفسّر إلى حدّ كبير التصعيد في سيناء، وصولا إلى محاولة تعطيل الملاحة في قناة السويس، والاعتداء على المركز الثقافي المصري في غزّة نفسها حيث لا يزال يوجد موظفون مصريون.

    يعرف العرب الشرفاء أنه عندما تكون مصر بخير، لا يمكن لدول المنطقة إلا أن تكون بخير أيضا. فقد كشفت التجربة الفاشلة والبائسة للإخوان في مصر، وحركة «النهضة» في تونس، وإسلاميي ليبيا، والإخوان في الأردن واليمن ومنطقة الخليج، بما في ذلك الكويت. وكشفت خصوصا مدى ارتباط «حماس» بالتنظيم الإخواني وإلى أيّ حد تبدو مستعدة للذهاب في الدفاع عن محمّد مرسي ومن لفّ لفّه.

    سيتبيّن مع مرور الوقت كم كان ضروريا دعم العرب، على رأسهم دولة الإمارات والسعودية والكويت والأردن، للثورة المصرية، وذلك بغض النظر عن مواقف إدارة أميركية ساذجة… أو متذاكية أكثر مما يجب، على رأسها رئيس حائر كلّ الوقت اسمه باراك أوباما.

    أخيرا، أخذ العرب الشرفاء أمورهم بأيديهم، وقالوا بالفم الملآن أن مصلحتهم ومصلحة الاستقرار في المنطقة تقتضيان التصرّف بما يمليه الضمير وليس التصرّفات والسياسات الأميركية التي لا علاقة لها سوى بحماية اسرائيل.. حتى لو كانت هذه الحماية عن طريق مسايرة الإخوان المسلمين بكلّ ما يمثلونه من تخلّف على كل صعيد.

    فوق ذلك كلّه، كشفت مصر تركيا والدور التركي في المنطقة. كان هناك نوع من التفهّم للدور التركي على الصعيد الإقليمي بعدما اتخذت أنقرة موقفا واضحا منحازا للشعب السوري وثورته. ظهر مع الوقت أن لتركيا حسابات مرتبطة بدور الإخوان المسلمين أكثر بكثير مما هي مرتبطة بالعملية الديمقراطية ومواجهة الظلم وما يتعرّض له السوريون. نجح الأتراك ممثلين بحكومة رجب طيب أردوغان نصف نجاح في سوريا. لكنّهم فشلوا فشلا ذريعا في مصر. فتركيا قصة نجاح اقتصادي أكثر من أيّ شيء آخر. ليس مفهوما إلى الآن، كيف يمكن لتركيا أن تدعم نظاما في مصر أمضى سنة في أخذ البلد إلى الخراب، سياسيا واقتصاديا وحضاريا واجتماعيا؟ هل يبرر وجود الإخوان على رأس هذا النظام غض النظر عن كلّ مساوئه، بما في ذلك مغازلته لإيران من أجل ابتزاز الدول العربية في الخليج؟

    يمكن تعداد ألف سبب وسبب لتأكيد كم كان التغيير ضروريا في مصر. ولكن يبقى السبب الأهمّ أنّ مصر القويّة، بكلّ ما تمثله، ضرورة، وأن استعادتها من الإخوان المسلمين كان حاجة إقليمية وعربية أكثر من أي شيء آخر. ما تحقق بفضل شجاعة بعض العرب لا يمكن الاستخفاف به بأي شكل. ولا شكّ أن الأيام القليلة المقبلة كفيلة بتأكيد ذلك.


    -----------------


    الإخوان يقومون بعملية نقد ذاتي لأخطائهم ويعتذرون للوطن.. ويطالبون بإعادة السلطة إلى أصحابها الشرعيين


    حسنين كروم


    September 3, 2013


    القاهرة- ‘القدس العربي’- من : أبرز ما في صحف مصر امس كان تقرير هيئة مفوضي المحكمة الادارية بمجلس الدولة الذي اوصى بحل جمعية الإخوان المسلمين في الدعوى المرفوعة أمامها بسبب مخالفتها لقانون الجمعيات الذي انشئت على اساسه في مارس الماضي بطريقة فيها عوار قانوني لتفادي حكم قضائي في دعوى مرفوعة باعتبار الجماعة محظورة منذ عام 1954 وننبه الى ان المحكمة تأخذ في الغالب بتقرير هيئة المفوضين، ولكن ليس شرطا أن تلتزم به أي أنه ارشادي، كما أن الحكم لا يكون نهائيا الا اذا اقرته المحكمة الادارية العليا، وهنا تتدخل وزارة التضامن الاجتماعي المشرفة على الجمعيات باصدار قرار الحل ومصادرة اموالها وممتلكاتها ومكاتبها. واستمرار القبض على قيادات الإخوان بقرارات من النيابة العامة ومنهم محافظ كفر الشيخ السابق سعد الحسيني، واستمرار التحقيقات مع الإرهابي عادل الحبار المسؤول عن مذبحة جنود الأمن المركزي الخمسة والعشرين وادعت جماعة الإخوان المسلمين وحزب العمل الجديد بأن الجيش الذي دبر قتلهم.. والى بعض مماعندنا:

    تاريخ الإخوان مع القضاء
    وحلّ جمعيتهم

    ونبدأ بالدعوة المرفوعة لحلّ الجماعة، وبهذا يكون الحلّ هو الثالث في تاريخ الجماعة، فالاول صدر عام 1948 بعد القبض على السيارة الجيب المملوءة بالاسلحة واغتيال القاضي احمد الخازندار أمام منزله في ضاحية حلوان ومصادرة مقارها وأموالها وردت الجماعة باغتيال رئيس الوزراء محمود النقراشي باشا، وكان رئيسا لحزب الهيئة السعدية وتولى رئاسة الحكومة والحزب من بعده ابراهيم عبد الهادي من عام 1949 أمام جمعية الشبان المسلمين بشارع الملكة نازلي- رمسيس حاليا- وقامت الحكومة بأكبر عملية اعتقال وتعذيب للإخوان وعندما استقالت الوزارة وتشكلت حكومة ائتلافية تمهيدا لإجراء انتخابات جديدة بدأ صديقنا فؤاد سراج الدين باشا سكرتير عام حزب الوفد وقتها وممثله في الوزارة بالإفراج عن الإخوان واعادة ممتلكاتهم تدريجيا والسماح لهم بالعمل. وتقدم المرشد الثاني المستشار احمد حسن الهضيبي بطلب لإعادة الجماعة رسميا وتسليمها مقرها الرئيسي في الحلمية بالقرب من شارع القلعة، ولكن طلب منه الانتظار الى حين حكم محكمة القضاء الاداري الذي صدر باعادة الجمعية، وصدر ثاني قرار بحل الجماعة عام 1954 من مجلس قيادة الثورة بعد تورطها في الاتصال بالسفارة البريطانية والاتفاق معها على مشروع معاهدة من وراء الحكومة وردّت الجماعة بمحاولة اغتيال عبدالناصر. وحين أعاد الرئيس الراحل انور السادات الإخوان للعمل عام 1974 وأفرج عمن تبقى منهم في السجون بأحكام قضائية رفض طلب المرشد الثالث المرحوم عمر التلمساني اعادة الجمعية وأحاله الى رئيس الوزراء وقتها المرحوم ممدوح سالم الذي اخبرني بأنه قال للتلمساني ان هناك قرارا من مجلس قيادة الثورة بالحل وعليهم اللجوء للقضاء لإلغائه مع السماح لهم بالعمل دون اشهار، ولذلك استأجروا مقرا للجماعة في سوق التوفيقية بوسط القاهرة وعليه يافطة باسم الجماعة الى أن أغلقه السادات في سبتمبر 1981 واعتقل التلمساني وشهادة ممدوح سالم لي منشورة في كتابي- الإخوان المسلمون والصلح مع اسرائيل- والصادر عام 1982 ثم أفرج مبارك عنهم واعاد لهم المقر ثم نقلوه الى مقر آخر في منيل الروضة.

    ‘الحرية والعدالة’: أخطأنا نعم
    لكننا لم نرتكب جرائماً
    وواجب علينا الإعتذار للوطن

    ونبدأ من يوم الجمعة وقد بدأ يوم- الجمعة- القيادي الإخواني حمزة زوبع بقوله في جريدة ‘الحرية والعدالة’: ‘من لم يتعلم من اخطائه فهو أحمق ومن لم يتعلم من أخطاء غيره فهوغبي لا يمكن ان يتعلم أبدا.. من قال ان الإخوان لم يخطئوا ومن قال ان مرسي لم يخطئ؟ قلنا مرارا وتكرارا اننا كحزب وجماعة .. كحكومة ورئاسة أخطأنا الخطأ الكبير هو أننا وبرغبة أو على غير رغبة وقعنا في فخ الانفراد بالحكم ولو مضطرين بعد أن تركنا الآخرون برغبة منهم أو مكرهين، لكن المسؤولية عادة ما تقع على من بيده مقاليد الحكم وهو نحن، سواء ونحن في الحكم أو بعدما اجبرنا على تركه. لكننا لأننا نحب هذا الوطن لم نلجأ الى عنف ولم نستخدم السلاح وهذه ليست منة نمنها على احد بقدر ما هي تذكير بمبادئ عامة واصول تربينا عليها ونرعاها حق رعايتها وقد يقول قائل ولكنكم سمحتم للبعض باعتلاء منصات الاعتصام متفوها بعبارات قوية لا تحتمل اللبس من فرط خشونتها ومن قوة تحريضها وعنف دلالاتها وأقول معك حق وهذا من أخطائنا التي وقعنا فيها بغير ارادة.. أخطأنا نعم لكننا لم نرتكب جرائماً ضد الانسانية وواجب علينا الاعتذار للوطن وللمواطنين عن سوء الأداء بعد أن كلفنا بحمل الامانة ولم نؤدها على النحو المطلوب ولكن حدثونا عنكم، ماذا عن خطاياكم أنتم؟

    رسالة للجيش: ألم يئن أوان
    التفكير في مستقبل هذا الوطن؟

    متى تتوقفون وتسألون انفسكم السؤال الكبير، ألم يئن أوان التفكير في مستقبل هذا الوطن؟ نحتاج كغيرنا ولدينا القدرة على اعادة قراءة ما حدث واستنباط وتعلم الدروس، وهذا أمر حيوي بالنسبة لتنظيم متجذر في الواقع عليه التفاعل الايجابي مع الاحداث وليس توجيه الانتقادات وتبرئة الذات والجيش مؤسسة وطنية لها حضورها ودورها وتأثيرها على واقع الحياة بشكل عام والسياسة بشكل خاص، لكنه وبكل تأكيد سيكون اكثر تأثيرا وهو يمارس دوره الحرفي والمهني المنوط به.. وان كان له كلمة يجب الاستماع اليها، خصوصا في وقت الازمات وهذا لا يعني أنها الكلمة الفصل ولكنها كلمة من بين كلمات كثيرة يستمع اليها باحترام وتقدير، والمؤسسة الأمنية والاجهزة السيادية ملك للدولة والشعب بأسره ولا يمكنها التدخل في الشأن السياسي والانحياز أو دعم فصيل من الفصائل السياسية، ويجب أن تكون بمنأى عن الصراع أو المنافسة السياسية ويجب ان تكون مفتوحة للجميع وبلا شروط.. ونحن جميعا بحاجة الى التقاط الانفاس لأن الوطن يحترق فعلا وهناك من يزين الامر على أنه حرب على فصيل سوف تنتهي بالانتصار متغافلا عن مجموعة من الحقائق على الارض تنفي حدوث ذلك، وأن حدث فبكلفة عالية لن يطيقها من قام بها وسيحاسب عليها والتوقف عن اشعال الموقف يتطلب قرارا جريئا من القائمين على الامور بوقف الحملات الأمنية والاعلامية واطلاق سراح الرئيس محمد مرسي وكافة المعتقلين معه وتشكيل لجنة التحقيق الموعودة لكي تبدأ عملها على الارض ولا مانع من الاستعانة بخبرات دولية في هذا المجال واعلان الجميع رفضه الواضح والصريح للتدخل الخارجي بكافة صوره واشكاله واعتبار الشأن الوطني أمرا داخليا لا يجوز تناوله خارجيا واعتذار قوى الأمن والجيش عن سقوط قتلى وجرحى والتزامها الكامل بتطبيق وتنفيذ قرارات لجنة التحقيق المزمع تشكيلها وعدم الاعتراض عليها’.

    حتى لا يسلط الله علينا شرارنا

    وواصل في اليوم التالي- السبت- الإخواني واستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس الدكتور سعيد سلامة بقوله في جريدة ‘الحرية والعدالة’: ‘ما يحدث اليوم على ارض مصر ليس شرا بل هو خير، هو تجسيد للآية الكريمة التي تقول ما معناه ان علينا ان نأخذ حذرنا من فتنة لن تصيب الظالمين بصفة خاصة وانما ستصيب ايضا المظلومين، ليس لأنهم سكتواعن الظلم فحسب وانما لأن منهم من سايروا الظالمين في ظلمهم ومنهم من تلونوا كالحرابي وانتشر التظالم بين الناس والذي بدت مظاهره واضحة في معاملاتنا اليومية تخلينا عن قيمنا الاصيلة، عن صدق الحديث، وقول الحق، واتقان العمل، والكسب الحلال.. إستمرأنا الكذب والغش والخداع والتكسب الحرام والاحتكار وقول الزور، لم تترك موبقة الاوطان لها نصيب من تعاملاتنا ظلم بعضنا بعضا.. الكبير لا يرحم الصغير.. القوي يدهس الضعيف الغني يستأثر بنصيب الفقير وفي المقابل لجأ سواد المستضعفين الى تقاضي الرشوة واسرفوا فيها.. والى القتل والاغتصاب بكل صوره واحتال الفقير على الافقر والضعيف على الاضعف، طمست الضمائر وزهقت الشهامة هكذا تبادلنا الكراهية والبغضاء ومن منا من لم يضق بمعيشته أو تبرم منها ولم يشك ظلمنا لبعضنا البعض، لا مناص والحال هذه من أن ينزل الله سخطه علينا جميعا، ولكن أليس كل ما يأتي به الله خيرا، ان ما نحن فيه تمحيص وصَهر يخلصنا من الخبث لنصبح بعده متحابين متراحمين داعين الى المعروف، ناهين عن المنكر حتى لا يسلط الله علينا شرارنا ويستجاب لدعاء خيارنا’.

    مستشار مرسي:
    تحية إلى الثابتين على المبدأ

    وأما الأشد عجبا فهو استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ومستشار مرسي السابق الذي استقال عندما أحس باقتراب النهاية وانتقده، وصاحب الدعوة لإرسال الجيش المصري لاحتلال سورية الدكتورسيف الدين عبد الفتاح الذي عاد ليكون واحدا من أشرس صقور الجماعة ومقالاته في جريدة ‘الشروق’ عبارة عن بيانات انشائية عصبية تصلح لالقائها في اعتصام للجماعة، لدرجة ان مقاله في نفس عدد ‘الحرية والعدالة’ كان عنوانه- تحية الى الثابتين على المبدأ- احتوى ثلاثين بندا كلها لاءات فخرج بذلك عن اللاءات العربية الثلاث الى اللاءات الإخوانية الثلاثين، على اساس أن لاءاتهم فيها بركة واللاء الواحدة منهم تساوي عشر لاءات من غيرهم والمدهش انهم وهم في هذه المحنة يفرضون شروطهم على اساس حسنة وأنا سيدك، مثل قوله في اللاء الخامسة عشرة: ‘لا مصالحة في ظل الاجراءات الاستثنائية وتكميم الافواه وتقييد الحريات’. ثم تحول الامر بقولة في اللاء العاشرة: ‘ لا لاستدعاء الخارج’. وفي رقم 27 قال: ‘لا لنائب عام جديد ملاكي في ظل انقلاب على ثورة 25 يناير’. وفي اللاء الثلاثين والاخيرة قال: ‘لا للتسول من الخارج’.
    وكان واضحا أنهم يراهنون على نجاح جمعة ‘الطوفان’ وارغام النظام على الجلوس معهم وتنفيذ مطالبهم وهي اعادة مرسي وتقديم قادة الجيش والشرطة للمحاكمات .

    ‘أخبار اليوم’:
    إنكشف وجه الجماعة!

    ولم يكن هؤلاء المساكين يدرون ماذا ينتظرهم اذ قال عنهم يوم – السبت- في ‘اخبار اليوم’ زميلنا احمد هاشم: ‘انكشف وجه الجماعة بعد أن ارتكبت جماعة الإرهابين كل الموبقات التي تسيء للاسلام من قتل وتعذيب للابرياء في مقري اعتصامهم برابعة العدوية والنهضة وقتل وترويع المواطنين في جميع انحاء الوطن مثلما تم بين السرايات والمنيل والبحر الاعظم والاسكندرية واسيوط وغيرها من المناطق بخلاف هجماتهم البربرية على اقسام الشرطة والكنائس ومقرات المحافظات والوزارات وقطع الطرق والشوارع والسكك الحديدية والمترو وقتل ضباط الشرطة والتمثيل بجثثهم في كرداسة ومطاي واسوان وتحريض انصار الجماعة الإرهابية من التكفيريين والبلطجية على قتل الجنود الابرياء في رفح بسيناء وقنص ضباط وافراد الشرطة بخلاف الكذب المتواصل من قادة الجماعة، سواء أمام أنصارهم والمصريين بالداخل وأمام الاعلام الاجنبي’.

    ‘روزاليوسف’: الجماعة
    لم تفهم طبيعة المصريين

    ومن ‘أخبار اليوم’ إلى مجلة ‘روزاليوسف’ ورئيس تحريرها زميلنا عصام عبد العزيز وقوله عن هكذا جماعة وافاعيلها العجيبة: ‘جنون الإخوان في استعادة حكم مصر الذي فقدوه نتيجة فشلهم الذريع في ادارة البلاد انساهم قوة السحر الذي يربط المصري بوطنه ربما لذلك لم يفهم الإخوان وحتى الأمريكيون لماذا خرج أكثر من ثلاثين مليون مصري لاسقاطهم ولماذا خرجوا مرة اخرى لتفويض الجيش لينهي اعتصامهم وانهاء احاديث الإرهاب التي حاولوا بها تخويف المصريين والتي لم تتوقف من على منصة رابعة، الغريب ان جهل الإخوان بطبيعة المصريين جعلهم لا يدركون مدى ارتباطهم بوطنهم ويدفعهم للدفاع عنه بكل الوسائل لذلك انكر الإخوان الخروج المصري العظيم الذي اسقطهم هذا من جانب ومن جانب آخر ادى الجنون الذي اصاب الجماعة الى سقوط اقنعتهم ليظهروا أمام المصريين والعرب والعالم كحزب تكفيري واستبدادي ترفضه الغالبية العظمى من الشعب المصري وأنها جماعة إرهابية تتمسح بالدين الذي لا تنتمي اليه وتتحالف مع اعداء مصر والمسلمين من اجل سلطة زائلة وأنها أيضا جماعة ترتبط ارتباطا مباشرا بالمشروع الامريكي-الاسرائيلي في المنطقة لذلك كله توحد المصريون مع جيشهم وشرطتهم حفاظا على دولتهم ولاسقاط تلك الجماعة ومطاردة عناصرها الإرهابية’.

    مطالبة الإخوان بالنزول
    للشارع لمعرفة رأي الناس فيهم

    ومن عصام الى زميلنا وصديقنا عاصم حنفي وحبه الكبير للجماعة وقوله عنها في نفس العدد عن صديقنا الإخواني الدكتور عصام العريان: ‘فجأة صعدت كلمة الديمقراطية الى السطح واحتلت قلب الاحداث والأخوَان بهروز والمليجي أو البلتاجي والعريان يدسان السم في العسل ويستعطفان الجماهير باسم الديمقراطية الشهيرة بفضل العسكر، والعريان يندد بالانقلاب الدموي الفاشي الذي اوقف المسار الديمقراطي. صح النوم يا دكتور وهو اليوم في عيد والإخوان في خبر كان اليوم وغدا وكمان مائتي سنة قادمة، وقد جربت حكمكم فخرجت عن بكرة ابيها تعزل رئيسكم مع الناس أو أرسل مندوبين يتحدثون الى الناس وسوف تدرك أن الناس انفضت عنكم وكانت تحسبكم بديلا شريفا لنظام مبارك الفاشي والفاشل والفاسد فاذا بكم اكثر فاشية وفشلا وفسادا’.
    وطبعا عصام العريان لن يستمع لنصيحة عاصم بالنزول للشارع حتى لا تقبض عليه الشرطة، اما بهروز والمليجي فهما من كانا يعملان في خدمة سليمان غانم العمدة في مسلسل ‘ليالي الحلمية’ والذي أدى دوره صديقنا الفنان الموهوب صلاح السعدني.

    هويدي:
    أساطير زمن الإلتباس

    والى ‘الشروق’ ومقال انتقادي للكاتب فهمي هويدي يقول فيه: ‘لا أعرف متى ستذهب عنا السكرة، لكي نتبين الحقيقة في الـــعــديد من الأســـاطير التي يروج لها في مصر هذه الأيام. لكنني أرى إرهاصات دالة على أن الإفاقة على الفكرة لن تتأخر كثيرا. أتحدث عن بعض الكتابات الاستثنائية التي ظهرت في الصحف المصرية خلال الأسبوعين الماضيين معبرة عن تلك الإفاقة. خصوصا تلك التي أفزعتها عودة شبح الدولة الأمنية، مصطحبة معها ممارسات القمع والتحريض بدعوى الحفاظ على الدولة في مواجهة الإخوان، وأقلقتها مؤشرات عسكرة المجتمع المصري بعد عزل الدكتور محمد مرسي. إضافة إلى تلك الأصوات التي استهولت حجم القتل الذي تم باسم فضّ الاعتصام بالقوة، كما استهولت ارتفاع صوت أبواق الثورة المضادة، التي باتت تبشر بفاشية جديدة لا تكتفي بمباركة إجراءات القمع وخطاب الإقصاء وإنما عمد ممثلوها إلى اتهام المخالفين بالخيانة، والازدراء من مفجري ثورة 25 يناير ووصفهم حينا بأنهم ‘مرتزقة’، ووصف الثورة ذاتها في حين آخر بأنها ‘نكسة’.
    نظرا لمحدودية تلك الأصوات، فإنني أفهم أن ظهورها لا يشكل اختراقا لحملة الإعلام ولأجواء الإرهاب الفكري والاغتيال السياسي والمعنوي التي تتبناها مختلف الأبواق، التي أسهمت في تسميم الفضاء المصري، لكنني أزعم أن حضورها لا يمكن تجاهله، لأنه يعني أن المراهنة على الإفاقة من السكرة ليس ميؤوسا منها ولا هي من قبيل التمني ووحي الخيال.
    لا أرجع ذلك إلى وعي البعض ويقظة ضمائرهم فحسب، ولكن المبالغات الفجة التي يتم اللجوء إليها في الأجواء المحمومة الراهنة كثيرا ما تأتي بثمار عكسية، عملا بالقول الشائع ان ما يزيد على حده ينقلب إلى ضده. فحين يتهم أحد المحتجزين، اسمه محمد عبد التواب أحمد، بالاعتداء على المتظاهرين وحمل السلاح وإرهاب المواطنين وقتلهم، ثم يتبين أن الرجل فاقد البصر ولا يستطيع أن يتحرك دون دليل يقوده، فإن أي عاقل يكتشف مباشرة التلفيق والكذب في التهمة، وحين تتحدث الصحف عن ترسانة للأسلحة في اعتصام رابعة، وعن وجود مدافع ثقيلة وأسلحة كيماوية مع المعتصمين، ثم يتم قتل المئات (في رابعة وحدها) واعتقال الألوف منهم دون أدنى مقاومة، فإن ذلك يهدم الأسطورة دون حاجة إلى تكذيبها. وحين تنشر إحدى الصحف أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما ـ بجلالة قدره ـ عضو في التنظيم الدولي للإخوان (الوفد 28/8) الأمر الذي يعني خضوعه لقيادة مرشد الإخوان فإن ذلك يحول الخبر إلى نكتة من ذلك القبيل الذي يتردد في حلقات تعاطي المخدرات..الخ.

    ‘وطني’:
    ‘عض قلبي ولا تعض رغيفي’

    أما زميلنا يوسف سيدهم رئيس تحرير ‘وطني’ فانه اقترح إرغام الإخوان على دفع تكاليف تخريب واتلاف المساجد والكنائس والمنشآت التي تسببوا فيها وقال يوم الاحد: ‘لا أتصور ان تتحمل هذه الفاتورة خزانة الدولة المثقلة أصلا بأعباء جسيمة لضمان توفير احتياجات هذا الشعب والجهاد من أجل اقالة الاقتصاد من عثرته.. لذلك من المحتم مثلما يتم تقديم قيادات الجماعة ورموزها للعدالة لمحاسبتهم على ما أفسدوه في حق هذا الشعب أن يكون القصاص أيضا منهم في صوره الزامهم بسداد فاتورة الاصلاح، وليس ذلك التوجه بمنأى عن القانون فمواد القانون التي تتولى ادانة الإرهاب وانزال القصاص بالمحرضين والمجرمين على السواء تتضمن كل ما يلزم اللجوء اليه لتعويض هذا المجتمع عما لحق به من تكاليف الاعتصامات السلمية التي جرت وفاتورة استضافة مصر لها رغما عنها’.
    وهذا اقتراح عبقري وازيد عليه بأن يتم تخيير الإخوان بين السجن أو دفع الغرامات.. وأنا واثق انهم سيختارون السجن بارادتهم ولن يضحوا بأموالهم عملا بالمثل الشعبي ‘عض قلبي ولا تعض رغيفي’
                  

09-04-2013, 10:05 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)




    القضـاء زلزل أركـان الطغيـان

    رانيا حفني

    علي مدار عام كامل من حكم تنظيم الإخوان لمصر‏...‏تم اختلاق العديد من الأزمات مع القضاء بدأت مع المحكمة الدستورية العليا ثم تم عزل النائب العام كما تم اختلاق صراعات لا حصر لها مع جموع القضاة بسبب رغبة هذا التنظيم في تعديل قانون السلطة القضائية‏.

    ثم أصدر محمد مرسي إعلانا دستوريا, حصن فيه قراراته من الطعن عليها أمام القضاء, وكل من الجمعية التأسيسية لوضع الدستور ومجلس الشوري من الحل. وخرج أنصاره في مظاهرات تأييد بالإضافة الي حصار المحكمة الدستورية العليا لمنع القضاة من الدخول للفصل في بطلان مجلس الشوري والجمعية التأسيسية. واستمر الاعتصام أمام المحكمة إلي حين تم الاستفتاء علي الدستور مع إقصاء عدد من قضاة المحكمة الدستورية العليا. فتشكلت لجنة من نادي القضاة للدفاع عن استقلال القضاء, وخاض المستشار أحمد الزند رئيس النادي معارك مع مجلس القضاء الأعلي والنظام الحاكم, استطاع في النهاية أن يربحها وينتصر هو وقضاة مصر الشرفاء...ساندهم في ذلك جموع الشعب المصري الذي رفض اختراق وهدم موسسات الدولة التي يكنون لها كل احترام وتقدير. حول رأيهم فيما حدث من محاولات لهدم القضاء والدستور الجديد والأحزاب الدينية والإفراج عن الرئيس الأسبق حسني مبارك وعن الإنتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة. كان هذا التحقيق.


    سقط الإخوان, بمد شعبي جارف زلزل أركان عرشهم, لتعود بسقوط المعزول محمد مرسي كثير من الأمور إلي نصابها الصحيح. فاستفاد القضاء بعودة استقلاليته.... ونجت القنوات الفضائية والصحف الخاصة والمستقلة من مخطط لإغلاقها والإطاحة بقياداتها, وأفلت الإعلاميون من حملة اعتقالات كانت وشيكة لولا ثورة30 يونيو. كما نجا الأزهر وعلماؤه الأجلاء من طوفان الأخونة الذي اختراق هذا الصرح العظيم لمجرد رفضه للكثير من الممارسات ولقانون الصكوك موكدا ان هذا المشروع يشكل تهديدا للأمن القومي المصري ويخالف شرع الله في الكثير من جوانبة.
    هذا وقد وقف القضاة بالمرصاد لمحاولات أخونة القضاء من خلال تمرير تعديلات قانون السلطة القضائية المقدمة من أحزاب الحرية والعدالة والبناء والتنمية والوسط والتي تضمنت خفض سن تقاعد القضاة إلي60 عاما بدلا من70 عاما, في مذبحة كانت ستطيح بنحو3500 قاض من جميع الهيئات القضائية, كان للقضاء العادي النصيب الأكبر فيها. ووقف المستشار احمد الزند رئيس نادي القضاة ومعه شباب القضاة وأعضاء النيابة العامة في وجه هذا المشروع الذي وصفه في أكثر من مرة بـالمشبوه- حتي استطاعوا تجميده في مجلس الشوري, وإسقاطه نهائيا بسقوط النظام ورحيل الإخوان عن الحكم.
    و برحيل جماعة الإخوان عن الحكم وعزل رئيسهم.. خرج القضاء رابحا في كل المعارك التي خاضها مع النظام الحاكم. فحصل المستشار عبدالمجيد محمود علي حكم بعودته إلي منصبه كنائب عام. أيضا المحكمة الدستورية العليا, كانت أحد أكبر الرابحين بعد سقوط الإخوان, فالمحكمة التي حوصرت من قبل تنظيم الإخوان برعاية رئاسية, شاء القدر أن ينصفها ويكون رئيسها, المستشار عدلي منصور, هو رئيس الجمهورية المؤقت بعد ثورة30 يونيو.
    هذا وقد وصف المستشار أحمد الزند, رئيس نادي القضاة30 يونيو في تصريح شهير له بأنه يوم زلزل أركان الطغيان, مؤكدا أن القضاة مع الشعب صنعوا جدارا شديد البأس, قوي الشكيمة, لا يجرؤ أحد علي الاقتراب منه أو أن يحوم حوله. وعلم كل متآمر وخائن, إن قضاء مصر..يحرسة الشعب بروحه ودمه وقلبه ولذا فإن القضاء سيظل يرعي شعب مصر ويقيم العدل في ربوع البلاد حتي تنهض من جديد وتعود إلي سابق عهدها دولة قوية الجانب, لا تجترئ عليها دويلات صغيرة, ولا يتحكم في مصيرها أحد. فقد علم الشعب المصري الدنيا بأنة قادر علي أن ينهض من جديد وأن يزيل كل عقبة أمامه.
    انتهاك حرمة القضاء
    من جانبة اشار سامح عبد الحكم, المستشار بمحكمة استئناف طنطا الي أنه إذا نتيجة للإنتهاكات التي تعرض لها قضاء مصر الشامخ والتي دأب النظام السابق وجماعته علي إرتكابها فنستطيع القول بأن الإعتداء السافر علي القضاء بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير... فعلي مدي عام كامل لم يرضخ القضاء ولم يهتز أمام محاولات التدخل السافر من هذا النظام وأعطوا درسا لن ينساه التاريخ لكل من تسول له نفسه الإعتداء علي القضاء أو محاولة النيل من هيبته..بدءا من صدور الإعلان الدستوري المعيب..والذي حصن القرارات الجمهورية من الطعن عليها أمام القضاء وحصن مجلس الشوري المطعون في دستوريته من الحل... مرورا بعزل النائب العام الشرعي المستشارعبد المجيد محمود من منصبه وتعيين نائب عام موالي لجماعة الإخوان المسلمين, وحصار المحكمة الدستورية العليا علي مرآي ومسمع من الجميع لمنعها من الإنعقاد وإصدار حكمها في دعوي بطلان تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور ودعوي بطلان تشكيل مجلس الشوري ولمنع قضاتها من الدخول لممارسة أعمالهم.
    واضاف المستشار سامح عبد الحكم ان مسيرة القضاة التي خرجت من أمام دار القضاء العالي ظهيرة يوم30 يونيو اثبتت أن قضاء مصرالشامخ لم ولن ينحني لنظام أو فصيل.. لأنه قضاء الشعب وضمير الأمة... وأنه سيظل حارسا أمينا لحقوقه وحاميا لدولة القانون والعدالة...إن ماحدث في30 يونيو هي ثورة شعبية مكتملة الأسس والأركان...هي ثورة التصحيح التي خرج فيها ملايين الشعب المصري بكل طوائفه وشاركه قضاة مصر دفاعا عن القضاء وإنحيازا لإرادة الشعب. وأخيرا أتمني أن تمر هذه المرحلة الدقيقة من عمر الوطن بسلام وأن تلتفت كل القوي الوطنية لصالح الوطن وأن يتم تدارك الأخطاء والسلبيات التي حدثت في الإنتخابات الرئاسية السابقة...ومحاسبة المتسبب في قبول أوراق مرشح بدون تحري وكشف بالسوابق, وأن تتم الإنتخابات وسط أعين العالم أجمع في وضوح وشفافية..وأن يتم وضع شروط للترشح من بينها الكشف علي القوي العقلية والنفسية لكل مرشح, فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين....أتمني أيضا أن تعمل لجنة الإنتخابات الرئاسية علي تنفيذ قرار المحكمة الدستورية العليا بوضع آلية للسماح بتصويت العسكريين تحت إشراف قضائي كامل.
    نهاية مرسي
    ومن جانبة اوضح المستشار أشرف العشماوي, نائب رئيس محكمة استئناف القاهرة قائلا...عندما كنت اتابع خطاب الرئيس السابق محمد مرسي الاخير في يونيو الماضي شعرت انه يحفر قبره بيده ويسابق القدر ليستبق نهايته..لم يحدث ربما في التاريخ الحديث كله وبعض القديم منه ان اهان رئيس دولة قضاء بلده مثلما فعل الرئيس مرسي واخوانه فتارة يسبون القضاة وتارة يسخرون من اجراءاته وثالثة يحاصرون مقراته ومحاكمه من دار القضاء العالي حتي المحكمة الدستورية لم يسلم من ايديهم احد إلا قلة اضمرت في نفوسها المريضة حقدا طمعا في جاه ومنصب فسارت في ركابهم اعانوهم علي القضاة ومكنوهم من القضاء فرأينا مشهدا عبثيا علي مدار عام اسود في تاريخ مصر بدأ بحفنة ممن ينتمون للهيئة القضائية يعتلون منصة في ميدان التحرير ليعلنون من فوقها نتيجة انتخابات الرئاسة بفوز محمد مرسي قبل اعلانها رسميا بستة ايام كاملة ثم تمضي العبثية في طريقها ليخرج لنا بعدها الرئيس باعلان دستوري كارثي اعقبه دستور اقل ما يوصف به انه بدائي الصياغة ردئ البنود عديم الحرية بعد ان دبر بليل في اكبر مهزلة في تاريخ البشرية وكان للاسف علي رأسها ومهندسها الاول قاض سبق له ان جلس علي ارفع منصة للقضاء وشغل موقع من اهم المناصب القضائية في مصر وشاركه في تلك المهزلة قضاة وقانونيون كانوا يوما منذ سنوات قليلة ملء السمع والابصار ويحظون بكثير من الاحترام والتقدير ولكنها مع الاسف عند اول تجربة حقيقية علي المحك ذهبت ادراج الرياح. واضاف المستشار اشرف العشماوي...وبعدها خرج لنا مستشارو الرئيس بالاعلان الدستوري المكمل وشارك فيه للاسف قاضيان احدهما كان نائب رئيس النقض تعاطف معه شعب مصر كله وقت ان احيل للجنة الصلاحية ايام مبارك.. ثم يكتمل المشهد العبثي بالدستور اللقيط المشوه الذي شارك فيه قضاة ومستشارون كنا نحسبهم علي قدر من المسئولية فخذولنا جميعا... ولم يمر وقت طويل حتي خرجت قاضية جليلة من المحكمة الدستورية وعين نائب عام بغير الطريق القانوني ولم يكن محايدا ابدا ودخل الاخوان وزارة العدل واحتلوا اماكن الصدارة فيها ثم جاء خطاب الرئيس الاخير ليهين القضاء والقضاة ونفاجئ بوزير العدل يجلس وسط نظرائه في حضرة رئيسه يبتسم ويصفق!!. فعندما تولي شارل ديجول رئاسة فرنسا سأل عن احوال القضاء فقالوا له بخير فقال مقولته الشهيرة اذن فرنسا في امان ولا خوف عليها, اما عندنا فحدث ولاحرج وربما من سخرية القدر ان يكون الرئيس التالي لمحمد مرسي قاضيا دستوريا فلعلهم يعتبرون. واشار الي ان وقفات القضاة المتكررة وصلابة موقفهم واصرارهم كانت احدي شوكات نزع نظام الإخوان واقتلاعه من جذوره تماما ولولا مساندة الشعب لنا لما كنا وصلنا الي هذه الدرجة من الاستمرارية والقوة... واكثر ما يضيرني الآن اللوم علي القضاء كلما اصدر حكما بالبراءة او التهليل له عند الادانة ففي الحالتين نحن نسئ اشد الاساءة للقضاء والقضاة عندما نفعل ذلك فالقاضي لا يمارس وظيفة وانما مهنة ورسالة يؤديها بوجدانه وعقيدته وعلي ضوء القوانين المتاحة امامه والادلة والدلائل فاتركوه يعمل في صمت بلا مدح او تقريظ. فلو لم يقف القضاة وقفة رجل واحد طوال عام كامل خاصة في وقفتهم الاخيرة أمام اعضاء مجلس الشوري ورغبتهم في سن قوانين للتنكيل بالقضاء والتي كان صاحب الفضل في الدعوة اليها المستشاران اشرف ندا واحمد الفقي وتشرفت ان حضرت معهما الاجتماع الاخير قبل الوقفة بمقر النادي وجانب من الاعتصام الرمزي ولولا ذلك كله لما سقط نظام الاخوان الفاشي بهذه السرعة وبهذا الدوي ولو لم يقف الشعب معنا لما تمكنا ابدا من ازاحة هذا النظام قيد انملة.
    أي تطهير ؟
    وعلي صعيد آخر اشار المستشار اشرف ندا رئيس محكمة استئناف القاهرة الي ان مذبحة القضاء بدأت بمحاصرة المحكمة الدستورية العليا ووصلت الي رغبتهم في الأطاحة بأكثر من3000 قاض...ولا ادري الحقيقة معني كلمة تطهير القضاء تلك التي اطلقوها.... القاضي ليس بموظف...فهل يعقل ان استغني عن القضاة بخبراتهم المتراكمة تلك.... ولكن القصة كلها كانت تكمن في انهم قد استشعروا ان نهايتهم قد اقتربت وان محاكمتهم آتية لا محالة ولذا ارادوا اضعاف القضاء بالإطاحة بدولة القانون..في الوقت الذي تم فيه الأفراج عن عدد من تجار المخدرات والإرهابيين...فهل هذا تطبيق للقانون؟...حتي وزير العدل استقال لرفضة قانون السلطة القضائية ولذا انقلبوا عليه....هذا بالإضافة الي احراقهم للمحاكم والقضايا التي تدينهم بهدف طمس كل الأدلة. اما بالنسبة للقضاة الذين انضموا الي منصة رابعة العدوية...فهؤلاء قد لفظناهم جميعا ويجب محاكمتهم وأطلب من نادي القضاء التقدم بطلب لمحاكمة هؤلاء وطردهم من الهيئة فقد انحازوا الي الجبهة التي ارادت ارهاب الشعب المصري هذا بالأضافة الي ضرورة محاكمة اعضاء اللجنة العليا للأنتخابات التي قبلت ترشح محمد مرسي من الأساس.. كما ان هناك العديد من علامات الاستفهام عن عودة حاتم بجاتو الي منصبه دون التحقيق معه فيما تم توجيهه له من اتهامات خلال الفترة التي عمل فيها وزيرا للدولة للشئون النيابية والقانونية, لاسيما وأن الاتهامات التي تم توجيهها إليه بالتزوير والتلاعب في انتخابات رئاسة الجمهورية السابقة ليست هينة. ولكني أؤكد لشعب مصر العظيم أن قضاة مصر علي قلب رجل واحد داعمين للإرادة الشعبية التي عبر عنها المصريون يوم30 يونيه ولن نحيد عن ذلك أبدا.
    واضاف المستشار اشرف ندا اما بالنسبة للسؤال الذي يسأله أنصار الأخوان كثيرا... لماذا ساندكم الجيش و سمع مطالبكم و تجاهلنا... ألسنا مصريين مثلكم ؟.. فالإجابة... نعم أنتم مصريون و لكن لستم مثلنا... لا عددا و لا وطنية..فمصر بالنسبة لكم أولوية ثانية أو ثالثة... الوطن بالنسبة لكم شئ ثانوي.. مصلحة جماعتهم أهم من مصلحة الوطن.... فهم لا يرون مصر إلا مجرد كوبري, يستخدمونه لكي يصلوا لمشروعهم بالوطن الكبير تماما كالصهاينة... فمصر بالنسبة لهم جزء من كل.... الوطنية عندهم شئ لا قيمة لهم... حضارة ذلك الوطن و تاريخه و قيمته تحت أحذيتهم, فهم لا يؤمنوا الا بثقافتهم و تراثهم و يعتبرون الفلسطيني أو الماليزي المؤمن بقضيتهم خير و أغلي و أعلي قيمة من المصري المسلم غير المنتمي و المؤمن بقضيتهم..... فأنتم يا أنصار الأخوان لستم مثلنا... و نحن لسنا مثلكم.... نحن نضع مصر علي رؤسنا, مستعدين أن نموت من أجلها, مستعدون لبذل كل ما هو غال و نفيس للدفاع عن كل شبر من أرضها.. نحن تحركنا وطنيتنا و حبنا لمصر.. لا يأمرنا أحد و لا يسيطر علينا أحد... أما أنتم فعبيد مرشد جماعة إرهابية متعددة الجنسيات, تلعبون بمقدرات هذا الوطن من أجل مصلحة جماعتكم الخبيثة.... لا تخجلون من تفجير و قتل أبناء وطنكم.... لا تستحون أن تتحالفوا مع جماعت جهادية غير مصرية لتقتل جنود جيش بلادك... أنت خونة لا تعرفوا معني الوطنية... من ينادي علي قوات العالم بأن تتدخل و يستغيث و يستعين بهم ضد جيش بلاده مطالبهم بالتدخل العسكري.. بالتأكيد شخص خائن و عميل... لو كان الأمر بيدي لأسقط الجنسية المصرية عنهم... فهم لا يستحقون أن يكونوا مصريين, من يرفع أعلام السعودية و أعلام الخلافة و الجهاد و يتحالف مع قتلة السادات و الجماعات الإسلامية لا يستحقوا أن يكونوا مصريين.... و لا يستحون أن ينتموا لهذا الوطن العظيم...... فلا توجد جريمة أقذر من تقسيم الوطن و تفريقه و العمل بأجتهاد من أجل خلق سوريا أو عراق جديد من أجل مصلحة الجماعة إرهابية.
    لا... للأحزاب الدينية
    وعن رأية في تأسيس أحزاب علي اساس ديني...اوضح المستشار احمد عزيز الفقي, رئيس بالأستئناف انه يجب ان يوضع في الدستور نص صريح يمنع تكوين الأحزاب علي اساس ديني مع الغاء الأحزاب التي تأسست علي هذا الأساس...ولقد ثبت بالتجرية ان اغلب تلك الأحزاب تطمع في مكاسب سياسية لا اكثر ولا اقل...والشعب المصري متدين بطبعه ولكن البعض منهم فكره بسيط ولذا يخلط ما بين الدين والسياسة ويخدع بشعارات دينية في حين ان الأمر برمتة كان متعلقا بتحقيق مكاسب سياسية وسلطوية. لسنا ضد الدين والكل يريد تطبيق شرع الله بشكل قانوني ولكن ان تكون صادرة ومتفق عليها مع علماء الدين..ويجب ان نضع تحت كلمة علماء تلك الف خط. فخلاصة القول اننا يجب ان نتعلم من اخطائنا ولا يجب ان نكررها. اما عن وجهة نظرة فيما يخص قضاة من اجل مرسي كما اطلق عليهم... وبعد ان أكدت مصادر قضائية اتخاذ اجراءات قانونية سوف تتخذ ضد أعضاء حركة قضاة من أجل مصر, حيث أنهم متهمون بإعلان نتائج الانتخابات الرئاسية بدون صفة, كما أن الاتهامات تتضمن الاشتغال بالسياسية, إهانة القضاء والانضمام لجماعة تحرض علي العنف. واضاف المستشار احمد الفقي الي انهم ينقسمون الي ثلاث فئات..الفئة الأولي هي لمن انضم للأخوان بهدف تحقيق مصلحة وبمجرد سقوط مرسي تبرأوا منهم...وهناك من يدافع عن الأخوان ولكنة ليس منهم...وهناك من ينتمي الي الإخوان جملة وتفصيلا... وبالتالي لكل مقام مقال ولكن يجب ألا ينتمي القاضي لفصيل سياسي بعينة متمثلا في حزب او جماعة او ماشابه...فالقاضي انتمائه وانحيازه الوحيد للحق والعدل. ولكن يبقي من الموسف رجوع حاتم بجاتو الي منصبة وبقرار جمهوري.. فكيف لنا ان نأمن جانبة بعد ان كان وزيرا في عهد الأخوان ومحل ثقتهم.. ولاسيما انة كان ايضا امين اللجنة العليا للأنتخابات الرئاسية والذي غض البصر عن اسباب ايداع محمد مرسي بسجن وادي النطرون وعن كيفية خروجه. كما انه يجب ولابد من النظر في ملفات من اراد الأخوان ان يضموهم للنيابة.. فهؤلاء يمكن لهم ان يقوموا بتشكيل جيش اخواني داخل القضاء وهو امر مرفوض تماما ويجب منعه من البداية.
    اما عن الدستور الجديد, اشار المستشار احمد عزيز الفقي ان ثورة30 يونيو كانت ثورة شعبية اطاحت بنظام الإخوان ورئيسهم وبالتالي كان يجب ان يكون من توابعها الأطاحة بدستورهم الذي تم تمريرة بين عشية وضحاها وقاطع الأشراف علي الاستفتاء عليه اغلب القضاة ولا ندري من اين اتت تلك النتيجة وكان لابد لنا ان نبدأ في بناء الدولة التي ارادوا هدمها وتفكيكها علي اسس نظيفة وجديدة تنسب الي الثورة وليس لمن قامت عليهم الثورة. اما عن رأية في الأفراج عن الرئيس الأسبق حسني مبارك اضاف الفقي انة لا يستطيع التعليق علي احكام القضاء او قراراتة وصرح بأنة كان اول من طالب بالتحقيق مع مبارك ورموز نظامه محاكمه ثورية مع عدم عرضهم علي القضاء العادي الذي يتطلب اثباتات وقواعد اثبات قد تتطول ويصعب توافرها في اثبات بعض الوقائع..ولذا كان يجب ان يخضع لحسابا ثوريا لا قضائيا بعد ان اخفق واهدر علي مدار30 عاما الكثير من حقوق الشعب المصري في مجال التعليم والصحة والاقتصاد وافسد هو ورموز نظامة الحياة السياسية في مصر.
    وانهي التحقيق بقصة قصيرة....فبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية, وعودة الجنرال شارل ديجول الي فرنسا, وفي أول اجتماع له بعدد من المسئولين وأركان الدولة الفرنسية سأل عن أحوال فرنسا.. فجاءه الرد بأن الفساد والدمار يضرب كل المؤسسات والمرافق والأحوال في غاية السوء, فعاد وسأل عن أحوال القضاء, فاندهش الحاضرون من السؤال وأجابوه بأن القضاء بخير فابتسم ديجول وقال قولته الشهيرة: طالما أن القضاء بخير والشعب يقدره فإن فرنسا بخير وعائدة وبالفعل عادت فرنسا وأصبحت علي رأس الدول المتحضرة.


    -------------------

    الأسباب الحقيقية للغضب الأمريكي من إزاحة الإخوان فى مصر

    September 4, 2013

    (الخليج)عاطف الغمري
    الأسباب الحقيقية للغضب الأمريكي من إزاحة الإخوان
    عاطف الغمري
    ما هي الأسباب الكامنة وراء هذا الغضب الأمريكي الشديد، لما حدث في مصر، وما هي الأسباب التي شكلت دافعاً للإجراءات التي اتخذتها الإدارة الأمريكية، بداية من الرفض لإزاحة مرسي من الحكم، بعد عام من الفشل الظاهر لكل ذي عينين في الداخل والخارج، ثم ما أعقب هذا الرفض، من إجراءات تضمنت إيقاف مناورات “النجم الساطع”، ودعوة مجلس الأمن لمناقشة الوضع في مصر .
    لقد كانت إزاحة محمد مرسي وحكم الإخوان، بمثابة تحد لأساسيات الفكر الاستراتيجي الأمريكي، والذي شيدت عليه معمار السياسات الأمريكية في المنطقة للأجل الطويل . وليس لمجرد تغيير رئيس أو نظام حكم . . وإلا فلماذا لم نشهد، ولو عتاباً، لإزاحة مبارك، الذي تم بمساندة تامة من القوات المسلحة المصرية؟
    ومنذ ثورة 25 يناير، ترددت الولايات المتحدة، في الترحيب بها في البداية، ثم حدث تحوّل كامل في موقفها، بإعلان تأييدها للثورة المصرية، ووصفها بأنها مصدر إلهام لهم في أمريكا والغرب .
    منذ هذا التاريخ، دخلت الولايات المتحدة، في أجواء أزمة سياسية سببت لصانع القرار حالة من الارتباك، فهي رحبت بالثورة اتساقاً مع مطالبها المعلنة بالديمقراطية . وهو ما انطلقت الثورة في مصر من أجله .
    لكنها وفي الوقت نفسه استبد بها خوف بالغ من أن تأتي هذه الثورة بنتائج، ليست في مصلحة الاستراتيجية الأمريكية، بحسب ما أعلنه كبار خبرائها السياسيين، ومنهم هنري كيسنجر .
    وظلت أمريكا منذ 25 يناير ،2011 وحتى انتخابات الرئاسة في مصر في يونيو/ حزيران ،2012 في حالة ترقب قلق، انتظاراً لوضوح شكل النظام الجديد، وطبيعته، وتوجهاته السياسية في الداخل والخارج .
    وكان للقلق أسبابه التي تمثل نوعاً من الإنذار المبكر، لصانع القرار في واشنطن . وهو ما اتفقت عليه مراكز صنع السياسة الخارجية، وظهر في اتفاق عام في ندوات ومؤتمرات مراكز الفكر السياسي، وورش عمل أكاديمية، ومؤتمرات حزبية، على أن ثورة 25 يناير، لو أنها نجحت في استكمال أهدافها التي تخص عموم المصريين، والمعلنة في الثمانية عشر يوماً الأولى من الثورة – قبل اختطاف الإخوان للثورة والانحراف بمسارها – فإنها ستعيد بناء دولة قوية ناهضة، وهو ما سيغير من ميزان العلاقات إقليمياً ودولياً، خاصة العلاقات مع الولايات المتحدة و”إسرائيل” .
    وكان هناك إقرار، في المؤتمر القومي للحزب الديمقراطي في واشنطن، في نوفمبر/ تشرين الثاني ،2011 على لسان بعض المشاركين، من أنه في حالة نجاح الثورة، بتلك الصورة التوافقية التي شهدها ميدان التحرير، وبدور رئيسي للشباب الذين أطلقوا شرارتها الأولى، فسوف يكون لها تأثير على المستوى الدولي، لن يقل عن تأثير انهيار الأنظمة الشمولية في أوروبا الشرقية عام 1989 .
    هذه النتائج المحتملة كانت تمثل تحدياً جوهرياً، للمصالح الأمريكية، من زاوية نظر استراتيجيتها في المنطقة . وهو ما كان دافعاً لواشنطن، لممارسة ضغوط لمصلحة وصول الإخوان للحكم، ودعم حملة مرسي الانتخابية، وما تردد في الكواليس من ضغوط على المجلس العسكري الحاكم وقتها، لمصلحة الإخوان . وأن الميل الأمريكي المتزايد ناحية الإخوان، قد عززت منه اتصالات إخوانية مباشرة مع واشنطن، وطمأنتها بأنهم سوف يحافظون على المصالح الأمريكية، وعلى العلاقة مع “إسرائيل” . إضافة إلى ما هو معروف من وجود علاقات قديمة للولايات المتحدة مع تنظيم الإخوان، وهو ما اعترفت به هيلاري كلينتون في يونيو/ حزيران 2011 .


    كان القلق الأمريكي على النتائج المحتملة لثورة 25 يناير، مرتبطاً بقلق مواز، يتعلق بعدد من الأركان الثابتة للسياسة الأمريكية في المنطقة ومنها:
    1) منذ إعلان حكومة جورج بوش عام ،2006 مشروع الشرق الأوسط الكبير، الذي وضعه المحافظون الجدد، وهم الصهاينة وأكبر حلفاء “إسرائيل”، والذين كانوا يديرون السياسة الخارجية في حكومة بوش، فقد كان من أول أهداف هذا المشروع، تقليص وضع مصر، ودورها، ومكانتها، في إطار خطة أسموها “إعادة رسم الخريطة الإقليمية للمنطقة، بما يضع “إسرائيل” في مركزها” .
    وإن هذا لن يتحقق إلا في حالة إضعاف مصر، لأن كونها دولة قوية مزدهرة اقتصادياً، ومستقرة أمنياً، سيكون عائقاً أمام بلوغ هذا الهدف “الإسرائيلي” .
    2) ما هو مسجل في أوراق لخبراء بالخارجية الأمريكية، متخصصين في الشؤون المصرية، من أن علاقة أمريكا بمصر ستبقى قوية وطبيعية، طالما لم يتجاوز وزنها وتأثيرها حدود الدولة في مصر، إلى ساحة المنطقة . . أي أن تبقى مصر محصورة في نطاق محدود .
    3) ما هو معروف من أن الاستراتيجية الأمريكية، تبني سياستها على أساس خطط للمدى البعيد . وهو ما تخصص له استثمارات بالمليارات، ودعم مادي ومعنوي هائل، يصعب عليها تقبل رؤيته يتبدد مرة واحدة .
    4) لهذا كان لافتاً للنظر، أن الفزع الذي أصاب واشنطن، من إنهاء حكم الإخوان، يبدو كأنه أشد هولاً في حساباتها، من تصاعد ظاهر ومعلن لعناصر من تنظيم القاعدة في سيناء، وفي أماكن اعتصام الإخوان خاصة في ميدان رابعة، لمساندتهم في البقاء في الحكم . مع أن الولايات المتحدة تعتبر القاعدة أكبر أعدائها، وأشدهم خطراً عليها، لكن يبدو أن زوال حكم الإخوان في مصر كان في حساباتها أخطر من ظهور خطر القاعدة في مصر والمنطقة .
    * نقلا عن “الخليج


    --------------

    القيادى الاخوانى السابق ثروت الخرباوي : الإخوان بلا مستقبل

    September 4, 2013

    (صحف)ثروت الخرباوي
    مضارع الإخوان بلا مستقبل
    ثروت الخرباوي
    ما فتئ المساكين الذين يعيشون أسرى «لمتلازمة رابعة» يكررون عبارات استمدوها من بعض الأفلام العربية القديمة، تلك الأفلام التى كانت تروى لنا قصة فجر الإسلام وظهور الإسلام، والحروب التى شنها أهل مكة ضد الرسول، صلى الله عليه وسلم، ومن آمن به من المسلمين، فيقول أحدهم وهو يتأسى لفض الاعتصام «أحدٌ أحد» فيقول الآخر: لقد قتلوا الساجدين وهم يسجدون لله، فيرد الآخر وكأنه عليم ببواطن الأمور وخوافى النفس البشرية: نعم يا أخى «وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد» فيطأطئ الأول رأسه قائلا: لقد اجتمعت علينا دولة الكفر حتى لا نقيم دولة الإسلام، ولكن لنا عودة، وسنرفع راية الإسلام ونهدم دولة الكفر، وهنا يتدخل فى الحوار واحدٌ من عموم المصريين مندهشا: قتل الساجدين! صلِ على النبى يا أخ انت وهو، على رسلكما، الجنود الذين جاءوا من كل أنحاء مصر تحينوا فرصة أن سجد المتظاهرون فأعملوا فيهم القتل!!
    هل أرادوا أن يقطعوا عليهم قراءة التشهد! أو لربما كان هؤلاء الجنود قد جاءوا من خُزاعة وخزيمة وبنى النضر ليهجموا على أولئك الذين ظهر فيهم هذا الدين الجديد الذى يُسمى «الإخوان». عبث وقلوب زادها الجهل مرضا، فلتعلم أيها الأخ الواقع فى أسر متلازمة رابعة أن «الدين» لا علاقة له بالقصة التى حدثت على أيديكم فى مصر، ولكن ما حدث سببه «قِلة الدين» فلو كنتم أقمتم الدين فى أنفسكم أولا لأحبكم الناس ورحبوا بكم، ولو قدمت للشعب قبل أن تقدموا لأنفسكم لاحتفى بكم الناس وما استطاع أحد أن يسقطكم، هل تذكرون يوم أن قلت لواحد منكم على الهواء: أقيموا دولة الإسلام فى قلوبكم تقم فى بلادكم؟ هل تذكرون يوم أن قال لكم أحدهم: لو نصرتم الله فى أنفسكم لانتصر لكم لأنه هو القائل«إن تنصروا الله ينصركم»؟ هل تظنون أن الشعب ثار على مبارك لأنه لم يطبق دولة الإسلام التى فى خيالكم، الشعب أسقطه لأنه لم يقم دولة العدل ودولة الحرية ودولة الكرامة ودولة الكفاية ورغد العيش،

    وكذلك ثار عليكم الشعب لنفس الشىء، وافق الشعب عليكم أولا من باب التجربة وأنتم لم تدركوا هذا فأردتم الاستئثار والاستحواذ والهيمنة ولم تنظروا للشعب ولو بطرف العين، فثار عليكم الشعب وأسقط شرعيتكم كما ثار من قبل على مبارك وأسقط شرعيته، أم ترى الثورات تقوم على غيركم ولكنها لا تقترب من حياضكم، ولأنكم فزعتم من أن يقول التاريخ إن الشعب ثار عليكم فأخذتم تملأون أصحاب العقول الفارغة بأن ثورة الشعب على مبارك التى أعقبها حكم المجلس العسكرى هى ثورة، ولكن يا سبحان الله، ثورة الشعب عليكم التى أعقبها حكم مدنى فى الفترة الانتقالية الحالية هى انقلاب عسكرى «شوف إزاى»!.
    الحقيقة التى لا تغيب إلا عن أصحاب العقول الفارغة هى أن الإخوان كانت لديهم فرصة ذهبية ولكنهم بددوها وأساءوا لدينهم، وصلوا للحكم فانتظرنا أن يقدموا، فخصموا، وأن يرفعوا، فأسقطوا، وأن يجددوا، فبددوا، ولا يخفى عليكم أنهم على مدار عقود سابقة لم يقدموا للأمة شيئا فى مجالات الدين، فقها أو حديثا أو تفسيرا، أو اجتهادا، كانت عقولهم فقيرة وأقلامهم حسيرة، كل ما فعلوه أنهم استخدموا الدين فحولوه إلى شعار لا تطبيق، وحين حدثوا كذبوا، ووعدوا فأخلفوا، وائتمنوا فخانوا، وحين شكلوا وزارة أسندوا الأمر إلى غير أهله، وجاءوا بأهل الثقة على حساب أهل الكفاءة، فخانوا بذلك الله ورسوله وفقا للحديث الشريف، ثم شكلوا حركة المحافظين فكانت الكارثة الكبرى، وهلم جرا، قالوا إن لجماعة الإخوان مشروعا إسلاميا، ولعبوا بالألفاظ والمصطلحات، فقلنا لهم يا إخوان لا تلعبوا بالدين، فليس هناك ما يسمى المشروع الإسلامى، ولكن قولوا عنه إنه مشروع إخوانى، أما الإسلام فدين وليس مشروعا يتلاعب به الناس فى صراعهم على الحكم، لذلك فإنكم بأيديكم قضيتم على مشروعكم الخاص، ولذلك فلا مستقبل لكم، ولن يكون لكم مستقبل على الإطلاق، لهذا فإننا إن أردنا أن نكتب فإننا لا نستطيع أن نكتب إلا عن ماضى الإخوان أو مضارع الإخوان، ووفقا للأحداث التى مرت بها مصر فى الفترة الأخيرة فإننى أكاد أن أقسم أن جماعة الإخوان لن تصل إلى مرحلة الرشد أوالعقل، فآفة ما مرت به الجماعة هو أنها ترى الآخرين من خلال مرآة، فكلما نَظَرَت إلى المرآة لا ترى إلا نفسها، فتظن أنها الأرقى والأتقى.
    الجماعة إذن لم تر ولم تسمع إلا رجع صدى صوتها ولكنها أصمت آذانها عن سماع الآخرين، من أجل هذا لم تفهم تلك اللغة الغريبة التى تتكلم بها كل الطوائف السياسية، وتكاد تقسم أنهم يتكلمون بلغة «خنفشارية» غير مفهومة، وبالتالى فإنها على يقين من أن رموز الحركة السياسية والوطنية المختلفين معهم هم أعداء الإسلام، وأنهم من الملحدين والكفرة، ألم تروا شيوخهم حين وقفوا يصبون جام دعواتهم على كل من يعارضهم واتهموهم بالكفر والزندقة، وقام بعض أنصاف المتعلمين من شيوخهم بالدعاء فى حضرة رئيسهم المخلوع بأن يهلك الله الشعب الكافر الذى قرر أن يخرج ثائرا على هذا الرئيس.
    ولذلك فإننى أوجه كلامى لا للإخوان ـ فليس منهم أمل بسبب الأمراض النفسية التى أصابتهم ـ ولكننى أوجه الكلام لأى حركات تريد أن تعمل من أجل الإسلام فأقول لهم: يجب أن تعلموا وأنتم تديرون تنظيماتكم ومدارسكم الفكرية أن حفظ الوطن وحفظ العدل وحفظ الحرية وحفظ الك
                  

09-06-2013, 09:18 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)


    الإرهاب الأسود يستهدف وزير الداخلية بعبوة ناسفة


    نجا اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية‏,‏ من محاولة اغتيال آثمة صباح أمس‏,‏ استهدفته بتفجير عبوة ناسفة عن بعد خلال سير موكبه بشارع مصطفي النحاس بمدينة نصر قادما من منزله‏,

    متوجها إلي مقر وزارة الداخلية بوسط القاهرة. وأسفر الحادث الإرهابي عن إصابة22 شخصا بينهم 10 من قوات الشرطة, والباقون مدنيون, منهم طفل وسيدة إنجليزية وأخري صومالية, وقد أدانت الحكومة الحادث الإجرامي, وتعهدت بمواجهة الإرهاب بكل قوة وحسم, كما تعهد وزير الداخلية بمواصلة حربه الشرسة ضد قوي الإرهاب.

    وأكد مصدر أمني مسئول بوزارة الداخلية, أن المعلومات الأولية تؤكد وقوع حادث الانفجار بسبب زرع عبوة تفجيرية كبيرة الحجم, وبها كمية كبيرة من المتفجرات علي ناصية طريق مصطفي النحاس, وهو المخرج الوحيد لموكب الوزير, وتم تفجيرها عن بعد.

    وأشار المصدر إلي أن سيارة الحراسة التي كانت تسير قبل سيارة الوزير, والمسئولة عن تأمين الجناح الأيمن, هي التي كانت تقف بين مكان الانفجار وسيارة الوزير, لتأمين ملف ـ دوران ـ الركاب, وعندما ابتعدت سيارة الوزير ولم يتمكن الإرهابيون من اصطيادها, تم تفجير العبوة الناسفة ـ من بعد ـ مما تسبب في مواجهة سيارة الحراسة للموجة التفجيرية بأكملها, وأصيب طاقم الحراسة وعدد من المواطنين الأبرياء الذين تصادف مرورهم بالطريق.

    ورجح المصدر أن تكون العبوة الناسفة تم وضعها في جوال من البلاستيك كبير الحجم علي جانب الطريق, في شكل مخلفات, مشيرا إلي أن الفحص المبدئي يرجح استخدام نحو50 كيلوجراما من مادة تي.إن.تي أو مواد كيميائية أخري جار العمل الأمني علي تحديدها.

    وكلف المستشار هشام بركات النائب العام, فريقا من محققي نيابة أمن الدولة العليا بالانتقال الفوري إلي موقع حادث التفجير الإرهابي, لإجراء المعاينة, واتخاذ الإجراءات اللازمة في هذا الشأن.

    وأمرت النيابة بندب خبراء مصلحة الأدلة الجنائية لرفع الآثار الناجمة عن الحادث, وبيان نوعية المادة المتفجرة التي استخدمت في استهداف موكب الوزير, وندب أطباء مصلحة الطب الشرعي لتوقيع الكشف الطبي علي المصابين في التفجير, وتحديد أسباب الإصابات علي وجه الدقة.

    وفي أول تعليق له علي الحادث, عقب وصوله إلي مقر وزارة الداخلية سالما, وصف الوزير محاولة اغتياله بأنها إنسان رخيصة, وقال: إن المعمل الجنائي أكد أن عبوة ناسفة كبيرة الحجم زرعت, وتم تفجيرها عن بعد واستهدفته وقت مرور الموكب. وأضاف ـ في تصريحات للصحفيين ـ أن عددا من المواطنين وأفراد طاقم الحراسة في موكبه تعرضوا لإصابات بعضها خطير.

    وأشار إلي أن الموجة الانفجارية استهدفت سيارته, وأسفرت عن تدمير أربع عربات خاصة بالحراسة, فضلا عن تدمير بعض المحال التجارية والعديد من عربات المواطنين, مؤكدا أن الانفجار أسفر عن بتر ساق طفل صغير, وإصابة ضابط حالته خطيرة, وبتر ساق أمين شرطة.

    وشدد وزير الداخلية, علي أن محاولة الاغتيال لن تثنيه عن مواصلة حربه الشرسة ضد قوي الإرهاب التي تحاول العبث بأمن واستقرار مصر, وأوضح أن حرب وزارة الداخلية علي الإرهاب لم ولن تتوقف.

    وقال الوزير: حتي لو أنا استشهدت سيأتي وزير داخلية آخر يكمل الحرب علي الإرهاب, إلي أن يأمن البلد.

    وقد أدان مجلس الوزراء برئاسة الدكتور حازم الببلاوي الحادث الإرهابي, والاعتداء الآثم علي موكب وزير الداخلية, وأكد المجلس أن هذا الحادث الإجرامي لن يثني الحكومة عن مواجهة الإرهاب بكل قوة وحسم, وكذا الضرب بيد من حديد علي كل يد تعبث بأمن الوطن, حتي يعود الاستقرار إلي ربوع مصرنا الحبيبة.

    كما أدان الحادث الإرهابي كل من الأمين العام لجامعة الدول العربية, والمجلس القومي لحقوق الإنسان, وتيار الاستقلال, وحزب الدستور, والتيار الشعبي المصري, واتحاد أقباط من أجل الوطن, وحزب السادات, واتحاد كرة القدم, ورئيس المؤتمر الشعبي اللبناني.


    ---------------



    النائب العام يفتح تحقيقات موسعة في محاولة الاغتيال

    كتب‏:‏ سناء عبدالعاطي وناجي الجرجاوي‏:‏



    الرئاسة‏:‏ لن يفلت الإرهابيون من سيف القانون




    كتب ـ محمد فؤاد‏:‏



    أعلنت رئاسة الجمهوريةأنها تابعت العملية الإرهابية التي استهدفت وزير الداخلية ومواطنين أبرياء‏.‏ وتعهدت بأن مرتكبي الجرائم الإرهابية‏,‏ أيا كانتانتماءاتهم‏,‏ لن يفلتوا من سيف القانون وقبضة العدالة‏.‏

    وأكدت أنها لن تسمح للإرهاب الذي دحره الشعب المصري في الثمانينيات والتسعينيات بأن يطل بوجهه القبيح من جديد, مشددة علي التزامها بحماية أرواح الشعب المصري وممتلكاته, وأن أي قطرة دم مصرية تسال من دماء أبناء هذا الشعب بغير حق, سيواجه المسئولون عنها بكل حسم.

    وأوضحت أن تلك الأحداث الإرهابية لن تثني الدولة عن عزمها علي المضي في طريق المستقبل, بل تزيدها إصرارا علي استكمال ما وعدت به من عدم السماح ــ لكائن من كان ــ بأن يرهب الشعب المصري أو يعطل مسيرة مستقبله.

    ------------------

    خبراء الأمن‏:‏ حماس والقاعدة نفذتا العملية بالتنسيق مع الإخوان




    متابعة‏:‏ إسماعيل جمعة


    أكد خبراء الأمن أن عملية استهداف وزير الداخلية أمس ومحاولة اغتياله بعبوة ناسفة كانت متوقعة‏,‏ محذرين من انها لن تكون الأخيرة في ظل ما تشهده البلاد من تهديدات متكررة من الجماعات الإرهابية بالتعاون مع تنظيم الاخوان عقب نجاح ثورة‏ 30‏ يونيو وما تلاها من رسم خريطة للطريق ارتضتها جموع الشعب المصري‏,‏ وأشارت اصابع الاتهام إلي تورط تنظيم القاعدة وحركة حماس في هذه العملية‏.‏

    من جانبه أكد اللواء خالد مطاوع الخبير الأمني ان التحليلات المبدئية للحادث تشير إلي انه رد فعل نتيجة للضربات الأمنية الناجحة في ملاحقة عناصر وقيادات التنظيمات والجماعات الإرهابية, مؤكدا ان المعلومات المبدئية تشير إلي ان مرتكبي تلك العملية تنظيمات لها خبرة وباع طويل في استخدام العبوات الناسفة عن بعد في عملياتها وبالتالي فإن الاتهامات المبدئية تصب في جهة تنظيم حماس أو القاعدة التي تمثلها في مصر السلفية الجهادية, وهناك احتمالات لوجود تنسيق بين التنظيمين في هذه العملية وما سيتبعها من عمليات في المستقبل وفقا للمعطيات المطروحة علي الساحة خلال الفترة السابقة من توطد العلاقات بين التنظيمات ذات الطابع الجهادي.

    وارجع مطاوع هذه العملية إلي كونها انتقاما للقبض علي قيادات بارزة من تنظيم القاعدة بسيناء خاصة محمد الظواهري شقيق ايمن الظواهري زعيم التنظيم الدولي للقاعدة, مشيرا إلي ان تلك العملية قد تكون مقدمة لإحياء تنظيم الجهاد في مصر, لأنها تمت بنفس الاسلوب القديم للتنظيم الذي يعتبر احد الروافد المهمة للقاعدة بالمنطقة.

    وقال مطاوع ان تلك العمليات لاتستغرق وقتا طويلا في الكشف عن مرتكيبها والتوصل إلي التنظيمات التي تتبناها إلا ان مثل تلك العمليات واسلوب تنفيذها يؤكد ان تنظيم الجهاد لايزال يمتلك المقومات الحرفية التقنية العالية في تنفيذ عمليات باستخدام عبوات ناسفة, وهي العمليات نفسها التي تحمل بصمات تنظيم القاعدة وحركة حماس.

    ونبه إلي ان وجود عدد من اعضاء مكتب ارشاد تنظيم الاخوان في غزة وعلي رأسهم محمود عزت المرشد المؤقت للتنظيم قد يحمل العديد من الدلالات التي تربط بين القبض علي قيادات التنظيم وهذه العمليات.

    وأوضح مطاوع انه بالرغم من أن مثل العمليات وان كانت متوقعة في خضم السجالات المتناثرة كنتيجة لما يحدث علي الساحة السياسية إلا ان الغرض منها هو فرض نوع من القيود للتأثير علي عملية الاستقرار والأمن وتوصيل رسالة إلي الخارج مفادها ان مصر غير آمنة, وقال ان مرتكبي هذه العملية يواجهون ازمة في التخطيط وان استهداف وزير الداخلية له اسباب اخري وهي دفع الوزارة إلي اتخاذ المزيد من التدابير الخانقة واثارة حفيظة المواطنين وتأليب الرأي العام ضد ثورة يونيو.

    وفي سياق متصل أكد اللواء محمد الغباري مدير كلية الدفاع الوطني الأسبق والخبير الاستراتيجي ان اصابع الاتهام تشير إلي جماعة الجهاد وانها ارتكبت تلك العملية بهدف التغطية علي فشل تنظيم الاخوان في الحشد للعودة إلي السلطة مشيرا إلي ان نظام الاخوان كان يمثل بيئة خصبة لتلك التنظيمات الإرهابية, وطالب بوضع خطة أمنية طويلة المدي لمواجهة مثل تلك التهديدات في المستقبل, وملاحقة الإرهابيين وفقا للمعلومات المتوفرة والامكانات الضخمة التي توفرها الدولة ووصف عملية استهداف وزير الداخلية أمس بـ الخائبة وتم التحذير من وقوعها مشيرا إلي وجود ارتباط وثيق بين تلك العملية وقيادات الجماعات الإسلامية وتنظيم الجهاد, خاصة ان هناك قيادات لاتزال هاربة مثل عاصم عبدالماجد وصفوت عبدالغني شيخي تلك الجماعات وبدعم من تنظيمات دينية أخري اهمها تنظيم الاخوان الذي يقوم بعملية التمويل والتجهيزات اللوجيستية. واضاف اللواء محمد مجاهد رئيس المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط والخبير الاستراتيجي ان مصر ستشهد في المستقبل المزيد من تلك العمليات التي وصفها بالفردية والغير محسوبة وطالب بفحص السيارات المجهولة والإبلاغ عن السيارات المجهولة الموجودة بالشوارع, وأكد ان هناك ربطا بين تضييق الخناق علي عناصر الإرهاب في سيناء ونتيجة ايضا لاغلاق منافذ الهروب المؤدية إلي غزة.


    -----------------



    أمر النائب العام المستشار هشام بركات بفتح تحقيق موسع في محاولة اغتيال محمد إبراهيم‏,‏ وزير الداخلية‏,‏ في العاشرة والنصف من صباح أمس عن طريق استهداف موكبه بمحيط مسكنه في مدينة نصر بسيارة مفخخة تم تفجيرها عن بعد‏,‏ وأسفرت عن إصابات وتلفيات جسيمة‏.‏

    وقد كشفت المعاينة الأولية لفريق النيابة الذي شكله النائب العام من نيابات أمن الدولة, وشرق القاهرة, وضم المستشار مصطفي خاطر المحامي العام, والمستشار إبراهيم صالح رئيس نيابة مصر الجديدة, والمستشارين محمد البشلاوي وأحمد حنفي رئيسي نيابة مدينة نصر, حيث انتقلوا لإجراء معاينة لمسرح الانفجار, وقدد تبين أن الانفجار تسبب في تدمير سيارة حراسة خاصة بالوزير وأصيب ضابط وأمين شرطة بإصابات بالغة فضلا عن إصابة5 آخرين من بينهم طفل تسبب الانفجار في بتر إحدي ساقيه, كما أدي انفجار السيارة المفخخة إلي تدمير عدد من السيارات الخاصة, وكذلك بعض محلات بيع الملابس الجاهزة, وقد طلبت النيابة الاستعلام عن حالة المصابين لسؤالهم, وأيضا شهود العيان لوصف ما جري. كما أمرت النيابة بسرعة انتقال المعمل الجنائي للاستعلام عما إذا كان الحادث قد وقع نتيجة انفجار عبوة مفخخة من داخل سيارة فيرنا, وكان شهود العيان قد أقروا بقيام شخصين بتركها مكان الحادث في الساعة التاسعة والنصف من صباح أمس أي قبل وقوع الحادث بساعة واحدة, وأكدوا أن شابين تركا السيارة المفخخة في هذا المكان ونزلوا منها مترجلين في ثبات شديد, وانصرفوا من المكان ويبدو أنهما انتظرا موكب الوزير لتفجير السيارة المفخخة, وكانت النيابة قد تلقت تحريات أجهزة الأمن حول الحادث, وأشار إلي أن الانفجار قد وقع بعد دقائق من خروج وزير الداخلية من مسكنه أي أن من قاموا بهذه المحاولة قد رصدوا خط سير موكب وزير الداخلية وموعد مروره بمنطقة الحادث بالقرب من مسكنه لاستهدافه. وأشارت التحريات إلي أن هناك مظاهرات من الإخوان كانت تجوب شوارع مدينة نصر وهي تتوعد وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم بالاغتيال. وقد كشفت معاينة النيابة لمكان الحادث عن العثور علي إشلاء شخص مجهول وجار فحص هذه الأشلاء والتعرف عليها وعما إذا كانت لأحد الجناه المشاركين في الجريمة الإرهابية أم لشخص آخر من الأهالي والمارة بالمنطقة؟ كما عثر علي أشلاء أخري ولكن تم التعرف عليها, وتبين أنها خاصة بأمين شرطة كان موجودا بالمكان لتنظيم حركة المرور. وأوضحت المعاينة إصابة سيارة الوزير المصفحة بأضرار بالغة خاصة من الأمام والجانبين رغم كونها مصفحة وتم اعطابها بالكامل, حيث قام طاقم حراسة الوزير بنقله إلي سيارة أخري ميكروباص إلي مقر وزارة الداخلية. وأوضحت معاينة النيابة أن جميع المصابين قد تم نقلهم إلي مستشفي التأمين الصحي بمدينة نصر وعددا15 مواطنا من الأهالي من بينهم سيدتان أجنبيتان إحداهما صومالية والأخري غير معلومة جنسيتها فضلا علي عشرة مصابين من طاقم حراسة وزير الداخلية وهم خمسة من الضباط ومثلهم من أمناء الشرطة


    ----------------
                  

09-07-2013, 08:32 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)

    إتهام مرسي بالتآمر مع أردوغان لتفكيك الجيش.. صمت القضاة يثير النقد.. مصر تواجه شبح الافلاس


    حسام عبد البصير


    September 6, 2013

    القاهرة ‘القدس العربي’ – من : كان خبر محاولة اغتيال اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية هو الحدث الابرز الذي اهتمت به صحف مصر الجمعة في صدر الصفحات الاولى، وسمح التوقيت المبكر للحادث لتلك الصحف لأن تسهب في معالجة الحادث مع القاء الضوء على تاريخ جرائم الاغتيالات السياسية، فيما استبق عدد من الكتاب اجهزة التحقيق وراحوا يوجهون باصبع الاتهام نحو عناصر الإخوان بأنهم وراء الجريمة التي اصابت الرأي العام بحالة من الخوف والاكتئاب خشية عودة شبح تسعينيات القرن المنصرم، حينما هزت مصر العديد من الجرائم الارهابية.
    في صحف الجمعة ايضا استمرت المعارك الصحافية وظهر عدد من الضحايا الجدد الذين لقوا السهام من قبل خصومهم ومن بين هؤلاء بالطبع قيادات الإخوان المسلمين وعدد من المدافعين عن الجماعة، فيما تنفس انصار العسكر الصعداء إثر إستمرار حملة الاعتقالات ضد الاسلاميين في مختلف محافظات مصر، وازدادت وتيرة الحرب الموجهة ضد الكتاب الموالين للرئيس المعزول وانصاره، فيما اهتم بعض الكتاب بموجة الغلاء التي تشهدها البلاد وشبح الافلاس الذي يهدد الاقتصاد وهو ما اعتبره بعض انصار الرئيس المعزول عقاباً سماوياً لوزير الدفاع ومن يدورون في فلكه بعد ان استبشروا خيراً بقرب دخول مصر عصر الرخاء بعد زوال حكم الاسلاميين. وإلى كثير مما لدينا:

    ‘الأهرام’ تتهم حماس و’القاعدة’ والإخوان بمحاولة تصفية وزير الداخلية

    ‘الأهرام’ من جانبها قامت بالقفز خطوة للأمام، حيث اتهمت عبر عدد من الخبراء الامنيين حركة حماس وتنظيم القاعدة بتنفيذ العملية بالتنسيق مع الإخوان واجرت تحقيقا وثائقياً موسعاً حول جرائم الاغتيال السياسي في تاريخ مصر، ومن الطبيعي ان تسلط الاضواء لجرائم الاسلاميين في هذا الشأن وعلى هدي ‘الاهرام’ صارت صحف أخرى تتحدث عن التاريخ السري للإخوان ومن والاهم في هذا الشأن وبينما كان الشارع ينظر نحو المستقبل بعين من الحذر والترقب بدا الاسلاميون اسرى اللحظة التي ينبغي ان يتوقف فيها الزمن ويعود خلالها الرئيس المختفي والذي اقصي عن منصبه منذ قرابة شهرين لسدة الحكم وما زال يسوق لامكانية حدوث المعجزة عدد من ابناء ذلك التيار وهو ما يرفضه فريق آخر من الاسلاميين المطالبين بضرورة الرضوخ لما آلت إليه الظروف والمستجدات والعمل على إعادة ترتيب الصف والاستفادة من الأخطاء.

    تجريم المظاهرات إجراء
    لا بد منه لمنع تردي الأوضاع

    ونبقى مع ‘الاهرام’، والتي يحذر رئيس تحريرها عبد الناصر سلامة من سقوط مصر في فلك من الفوضى وتعثر كافة محاولات البناء وانهيار الاقتصاد: ‘نحن أمام أزمة تتطلب الكثير من الإجراءات الحاسمة المتعارف عليها في حالات الطوارئ الاستثنائية التي تتهدد حياة الأمة، والمعلن قيامها رسميا، يجوز للدول الأطراف في هذا العهد أن تتخذ في أضيق الحدود، التي يتطلبها الوضع، تدابير لا تتقيد بالالتزامات المترتبة عليها في هذا العهد، وخاصة أننا أمام حالة طوارئ قائمة بالفعل، نتيجة ‘حرب استنزاف’ يخوضها الشعب في سيناء في مواجهة إرهابيين لا يتورعون عن القيام بأعمال قتل، وتخريب، وتفجير، ونتيجة تظاهرات يومية في الأقاليم المختلفة، تستهدف وقف حال البلاد والعباد، وإثارة القلق والفوضى، ونتيجة طابور خامس ينتشر في المؤسسات الرسمية للدولة، يعبث بمقدراتها، انطلاقا من أجندة خارجية معلنة إلى حد كبير ويطالب سلامة انطلاقا من قانون الطوارئ، وقف جميع المظاهرات في أنحاء البلاد تحت أي دعاوى أو مسميات لمدة عام على الأقل تجريم الاحتجاجات والإضرابات والاعتصامات، فئوية كانت أو سياسية، آخذين في الاعتبار الظروف الراهنة الداخلية والخارجية وإلغاء المحاصصة السياسية والطائفية حال تشكيل أي مجلس من أي نوع، على اعتبار أن الأولوية للأكفأ والأصلح والأقدر على العطاء اخضاع التمويل الأجنبي لأي منظمة لإشراف الدولة وتشديد العقوبات للمتجاوزين، مع قصر التعامل مع السفارات الأجنبية على وزارة الخارجية إعمالا لمبدأ المعاملة بالمثل فتح قنوات اتصال مباشر مع قيادات الجماعات الشاردة، التي تعلن وتعمل على نبذ العنف وإعطاء الأولوية لشبه جزيرة سيناء في التنمية والبناء، بما يجعلها أكثر جذبا للاستثمار، وبما يتيح توطين أكبر قدر ممكن من السكان هناك خلال السنوات القليلة المقبلة وبدء حملة لجمع السلاح غير المرخص، وإعادة النظر فيما تم ترخيصه، على اعتبار أن هذه الآفة قنبلة موقوتة تهدد أمن وسلامة المجتمعand#8242;.

    ‘المصري اليوم’: فيها إيه لو أصبح السيسي رئيساً؟!

    ومن الخوف على مصر من المظاهرات إلى الغزل في البيادة واللون الكاكي والجيش حيث عادت غادة شريف التي عرضت من قبل نفسها على وزير الدفاع زوجة مما أسفر عن وصفها بـ’ناكحة البيادة’ عادت من جديد للتغزل في السيسي في ‘المصري اليوم’: قولي يا حمادة، هل الإسلامجية عيانين لا سمح الله؟! هل نواحهم على ‘مرسي’ ويا سبعي ويا جملي أصابهم بغممان نفس لا سمح الله؟! أسألك هذه الأسئلة لأن الإسلامجية على غير العادة لم يشتموني عقب نشر مقالي السابق والذي أدعو فيه السيسي أن يرشح نفسه! طيب وماذا عن الأجرية بتوع اللجان الإلكترونية؟ لم يخبرني أحد أنهم أطلقوا على قذائف الآر بي جي تبعهم؟ هل لأن اللي مشغلينهم أصبحوا في السجون فلم يعد لهم مرتبات فأصبحوا مش بيشوفوا شغلكم بذمة؟ إخص ع الزمن! الحقيقة يا حمادة أنني دهشت من ردود أفعال القراء بعد مقالي الأخير.. فقد تلقيت كما هائلا من المكالمات التليفونية المؤيدة، ووجدت أنه حتى الناس في الشارع تدعم بشدة أن يرشح السيسي نفسه للرئاسة.. شكلها كده يا حمادة إن الشعب سينزل الشارع قريبا جدا لفرض إرادته.. أما عن السياسيين الساعين لعدم ترشح السيسي، فالشعب لم يعد يستاء من كلمة ‘عسكر’ حين يخوفونه بها، بل إنه يمشي يغني للعسكر! لكني يا حمادة لا أستطيع أن أخفي تعجبي من تزايد سرعة سقوط الأقنعة مؤخرا! الأقنعة لا تسقط عن أعضاء الطابور الخامس فقط، بل إنها تسقط أيضا عن السياسيين الذين لا يفكرون سوى في منفعتهم الشخصية فقط ولو على حساب البلد.. فرغم أن حمدين صباحي- والذي أصبحت أراه المتجرد الوحيد في جبهة الإنقاذ- رغم أنه أعلن أنه لو ترشح السيسي للرئاسة سيدعمه’.


    النائب العام بين الخوف من المراقبة والولاء للإخوان

    ومن الحرب على خصوم وزير الدفاع للحرب على النائب العام السابق الذي عينه الرئيس المعزول وشن عليه حمدي رزق هجوماً واسعاً في ‘المصري اليوم’: ‘قال المستشار طلعت عبدالله، النائب العام الأسبق: إنه وضع كاميرات مراقبة بمكتبه بعد الاعتداء عليه من أعضاء النيابة، والسؤال الذي يطرح نفسه: على من أتنصت، وأنا كنت صاحب هذا المكان أثناء وجودي كنائب عام؟ والسؤال الذي يطرح نفسه فعلا: وهل كنت أنت أصلا النائب العام، إنت كنت لابس مزيكا يا عبد الله، إنت كنت النائب الخصوصي للقرداتي بعد موت القرد، نائب جماعة المقطم، نائب مرشد الغبرة، نائب على ما تفرج، لا كنت صاحب المكان ولا الدكان، إنت لسه عايش في الأوهام، خلاص الثورة قامت يا عبد الله، والقرداتي دخل السجن، والمرشد نام على البرش ولك عين تتكلم يا عبد الله وفي ‘الجزيرة القطرية’، عينك جامدة يا أخي، اللي زيك يقول يا أرض انشقي، ألم تشاهد فيلم ‘خذني بعاري’، خذني بكاميراتي، كاميرات مراقبة يا عبد الله في مكتب النائب العام، سبت إيه لمكتب رئيس الأمن الوطني، فاكر نفسك شغال في لاظوغلي؟! صوت وصورة، ومراقبات، الصورة وعارفينها خشية الاعتداء، طيب والصوت، يقول عبد الله: مخصوص للمتنقبات، العواف يا سيادة النائب، يضيف عبد الله: ‘الكاميرا فيها نظام مرئي وصوتي، فلو دخلت امرأة منقبة للمكان وسرقت أو خربت ممكن نوصل للشخصية عن طريق الصوت’، غطيني وصوتي، يعني لو دخلت المكتب منقبة نعرفها من صوتها، عيب يا عبد- بضم العين- الصوت عورة يا أخي، طيب وتدخل المنقبة ليه المكتب يا فصيح، فعلا نائب عام أمنجي، نائب عام حاصل على فرقة مراقبة وتنصت واستطلاع في مركز خيرت الشاطر للاستخبارات والاستطلاع في الدور الأخير من مكتب الإرشاد سابقا عبد الله يهرف، اعترافه بوجود الكاميرات مصيبة، ولابد من معرفة خط سير شرائط المراقبة، وهل هي مراقبات حية أم تسجيلات، وجهة الفحص خارجية أم داخلية، عبد الله يعترف بزرع الكاميرات، ولكن من كان يراقب من، وماذا في مكتبك يا عبده’.

    ‘الشروق’: بعض الدماء
    محتملة في سبيل حماية الثورة

    ونتحول نحو جريدة ‘الشروق’ واحمد الصاوي الذي يتعرض للجدل الدائر حول الاسلاميين وخصومهم بشأن الأخطاء التي ارتكبت بداية من عزل مرسي وقمع المتظاهرين: عرف أن إحالة المدنيين للمحاكم العسكرية جريمة، لا أنتظرك لتخبرني بذلك، كنت أخوض هذه المعركة مع من يخض حين كنت تسعى لشرعنتها ودسترها ومنحها الغطاء القانوني، بدستور نص على أن ‘القضاء العسكري جهة قضائية مستقلة’ مثله في ذلك مثل المحكمة الدستورية ومجلس الدولة، وسأستمر في خوضها، لكنني لن أكون معك وقد أثبتت الممارسات أنك لم تكن معي حين آلت إليك السلطة، ولم تكن مع مشروع الثورة كله، ولن تكون معي بعد ذلك لأنك تريد توظيف هذا الدعم لاستعادة السلطة وفقط، ويتساءل الصاوي هل تريد حق الشهداء أم استعادة السلطة؟ تريد السلطة أنا لست معك، تريد الاثنين كحزمة واحدة أنا أيضا لست معك، لن أحدثك عن تجربتك التي استأثرت فيها بالسلطة ولم تستعد حق شهيد واحد، لكنني سأسعى معك لاستعادة حقوق الشهداء حين تفصل الارتباط تماما دون ‘تُقية’، وهي حقوق أغلبها في رقبتك مثل رقبة الدولة سأهتف بسقوط العسكر إذا لم تنته خارطة الطريق التي أيدتها إلى أهدافها، ليس لدي يقين في أحد، لكن اليقين الوحيد أنني لن أندم على الإطاحة بمرسي حتى لو كان الأداء بعده سيئا، كما لم يدفعني أداء مرسي الكارثي أن أندم لحظة على خلع مبارك مرة أخرى: ‘لا أحب أن أراك مقتولا.. ولا أحب أن أراك في السلطة’.. امنح نفسك فرصة للتفكير في هذه المعادلة’.

    ‘الوطن’: مرسي خطط
    مع أردوغان لتفكيك الجيش المصري

    وإلى الانفرادات الصحافية ونختار منها ما كشفت عنه مصادر رفيعة المستوى لجريدة ‘الوطن’ تفاصيل جديدة عن خطط أعدها تنظيم الإخوان، لتفكيك المؤسسة العسكرية. قالت إن ‘محمد مرسي قرر الإطاحة بكافة القيادات العسكرية وإقالتها وتصعيد الصف الثاني، لتولي المناصب القيادية بالجيش، ووقف نفوذ القوات المسلحة، وإبعادها عن المشهد السياسي’ وأوضحت المصادر، أن صاحب فكرة هذا المخطط هو رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي، وطرحها على ‘مرسي’ وطلب منه وقف نفوذ الجيش المصري حتى لا يسبب أي مشاكل في تقدم مشروع تنظيم الإخوان للحكم، وتابعت المصادر أن ‘أردوغان’ قال لـ’مرسي’: ‘لا تترك الجيش يفعل ما يشاء، يجب إقالة قيادات الجيش الكبيرة حتى لا تترك لهم فرصة السيطرة على البلاد، ويجب تطبيق التجربة التركية في مصر لإبعاد الجيش عن الشارعand#8242; وكشفت المصادر أن ‘مرسي’ خطط لتعديل المواد الخاصة بوضع المؤسسة العسكرية في الدستور، عقب هدوء الأوضاع في الشارع، من بينها مواد تحجم دور القوات المسلحة، وقصر دورها على الدفاع عن البلاد خارجيا فقط، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، والسماح لرئيس الجمهورية بإجراء محاكمات للقيادات العسكرية، والنص على منح الرئيس حق تغيير وزير الدفاع، وبقائه في منصبه مدة لا تتجاوز 4 سنوات. وأكدت المصادر، أن ‘مرسي’ طلب من مستشاريه القانونين إعداد ملف بهذه التعديلات الدستورية وصياغتها وتابعت أن ‘مرسي’ طلب من أسعد الشيخة نائب رئيس ديوان رئاسة الجمهورية، إعداد قائمة بأسماء ضباط الصف الثاني وتقديمها للرئيس مباشرة، وكلفه بالتواصل معهم، أواخر مارس، والتأكيد لهم أن يكون ولاؤهم للرئيس فقط، وعدم التدخل في السياسة، مقابل توليهم مناصب قيادية بالجيش وشددت المصادر، أن قيادات المؤسسة العسكرية كشفت المؤامرة وعلم بها وزير الدفاع ورئيس الأركان، قبل 30 يونيو، وجرى توجيه تحذير شديد بأن الجيش سيتخذ إجراءات رادعة ضد نائب رئيس الديوان، حال تدخله في الأمور العسكرية مرة أخرى’.

    محاولة اغتيال وزير الداخلية على طريقة الحريري

    ونتحول نحو المحاولة الفاشلة لاغتيال وزير الداخلية والتي احتشد لها أكثر من كاتب متهمين الإخوان بالوقوف خلفها وفي هذا الصدد يحذر عماد الدين اديب في الوطن من قادم الأيام ويسارع بالقاء التهمة على الاسلاميين: ‘لم أفاجأ بالعمل الإجرامي الذي قامت به جماعات الإرهاب الديني ضد اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية ويطرح عماد أربع ملاحظات رئيسية حول الحادث وملابساته اولها أن الجريمة تمت عبر أسلوب التفجير عن بُعد، أي بالريموت كونترول، وهو أسلوب إجرامي رأيناه في اغتيال الشهيد رفيق الحريري في لبنان، ومحاولات الاغتيال المتكررة في بغداد ودمشق ومتقمصاً دور محقق في جهاز امني يشير اديب إلى أسلوب تفجير السيارات المفخخة هو أسلوب تم التهديد به علناً من قِبل قيادات التنظيمات التكفيرية التي وجدت أثناء اعتصام رابعة العدوية كما أن محاولة توجيه الضربة الإجرامية هو تغيير نوعي من رد فعل جماعات الإرهاب للانتقال من حادث التظاهر المسلح، والاعتصامات العنيفة، وحرق مقار الشرطة، والمحافظات، ووزارة المالية، إلى استهداف شخصيات كبرى بعينها لإحداث أثر نفسي هائل بعدما ثبت عجز التنظيمات الدينية يوم الثلاثاء الماضي في تحريك مجموعات كبيرة للتظاهر وإثارة الشغب والبلبلة ويرى اديب إن اختيار اللواء محمد إبراهيم كهدف هو تعبير عن شعور هذه التنظيمات بأن هذا الرجل استطاع بالفعل أن يوجه ضربات موجعة ومؤلمة لتنظيم العنف لدى جماعة الإخوان ولأنصارها في المحافظات مما كاد يصيبها بحالة من الشلل والإرباك والضعف وسوف تظل دماء الخمسة وعشرين مصاباً، التي تم رصدها حتى كتابة هذه السطور، في عنق جماعة الإخوان ومن حماقة الذين دبروا هذا العمل الإجرامي عدم قدرتهم على حساب حجم رد الفعل الشعبي السلبي الذي يؤكد يوماً بعد يوم أن شعار ‘سلمية سلمية’، الذي كانت جماعة الإخوان تردده ليل نهار، هو أكذوبة كبرى وأنها أسفرت عن وجهها القبيح العاشق للدماء والضحايا’.

    ‘الوطن’: وزير الداخلية مكشوف عنه الحجاب

    ومن بين الكتاب من يؤمن ببركات وزير الداخلية وبأنه من اهل الكرامات من هؤلاء محمود الكردوسي في جريدة ‘الوطن’: ‘كان قلبه حاسس منذ أيام قليلة، ألمح وزير الداخلية، اللواء محمد إبراهيم، إلى أنه قد يتعرض للاغتيا ل وفي تقدير مبدئي لما جرى.. قيل على الفور إن مصر دخلت ‘مرحلة جديدة’ من الإرهاب، لكنها في الحقيقة ليست ‘جديدة’، بل سابقة -حتى- على فترة صعود الإخوان إلى الحكم. الإخوان عبر أكثر من ثمانين عاماً لم يكن لهم مشروع سياسي محدد، نتفق أو نختلف عليه. كان مشروعهم الوحيد هو الوصول إلى الحكم بالأدوات التي تمكنهم من ذلك، حتى تلك التي تتناقض مع أدبياتهم وخطابهم الإسلامي، أو تلك التي تنسف مصداقيتهم في الشارع: بالديمقراطية.. بالصندوق.. بالتحالفات والصفقات المشبوهة.. بالحشد واستخدام ‘المجاميعand#8242;.. برشوة الفقراء والسذج.. وبالإرهاب إذا لزم الأمر قد لا يكون الإخوان متورطين بشكل مباشر. لكنهم مستفيدون بكل تأكيد.. هم الذين أضيروا فيما كان يعد ‘غاية’ بالنسبة لهم: فقدوا كعكة الحكم، ومن ثم تحول ‘إرهابهم’ من وسيلة إلى غاية: إما أن يحكموا أو يدمروا مصر. وثمة مخاوف من إطالة أمد الإرهاب، وأظنها في محلها: ليس استشرافاً، بل بنظرة عابرة إلى تاريخهم. الإرهاب دائماً كان ورقة الإخوان الأخيرة والحاسمة، حتى إن مشروعهم السياسي تماهى تماماً مع هذا الإرهاب. ولفرط التماهي بين الغاية والوسيلة أحاط الإخوان إرهابهم بالأكاذيب نفسها كما جرت العادة، وخرج داعيتهم الكذوب أحمد مهزوم ليعلن أن الداخلية نفسها وراء محاولة اغتيال وزيرها!. وهكذا يتحول إرهاب الجماعة تدريجياً إلى ‘مشروع سياسي’.

    ‘التحرير’: فعلها الإخوان لكنهم سينكرون

    ومن بين الذين لا ينتظرون ما ستسفر عنه التحقيقات في حادث الاغتيال الذي شهدته القاهرة امس الاول إبراهيم عيسى رئيس تحرير جريدة التحرير محملاً الجماعة المسؤولية كاملة: محاولة اغتيال وزير الداخلية ليس وراءها إلا الإخوان .. قطعا سوف يقول مدلِّسو الحقيقة ودهاقنة الخنوثة السياسية إن ‘الإخوان ‘ لا تمارس عنفا، وإن التنظيمات الإرهابية هي التي تقف وراء العملية. هل يقصدون الجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد مثلا أو القاعدة؟ بل ربما يخرج علينا أحد محامي الإرهاب ودعاة الخنوثة السياسية ليقول لنا إنها حادثة مفتعلة وإن الأمن هو الذي دبَّرها! هذه إذن كل حجج الإخوان وخلاياهم، وهي كلها فاشلة وباطلة وكاذبة فالإخوان هم الإرهابيون، وكل التنظيمات فروع للجماعة ومنسقة معها، بل ومموَّلة منها، وكل الشواهد والأدلة تقول إن ‘الإخوان’ هي راعية التيار المتأسلم، ولنا في منصة رابعة خير شاهد، كل تحركات وعناصر الإرهاب التي تحاول أن تعيث في مصر خرابا منذ 30 يونيو بحرق أقسام الشرطة والاعتداء عليها وقتل الضباط والجنود وحرق الكنائس وإطلاق الرصاص على المواطنين وقطع السكة الحديد وضرب البنوك وغيرها من مظاهر الإرهاب ثم إن جماعة الإخوان هي التي اغتالت من قبل رئيسين للوزراء هما فهمي النقراشي وإبراهيم عبد الهادي، قبل ثورة يوليو، ولم تكن تنظيمات لا القاعدة ولا الواقفة (!!) قد ظهرت أصلا، وهي التي حاولت اغتيال عبد الناصر في حادثة المنشية، ولم تكن الجماعة الإسلامية ولا الجهاد قد وُلدتا بعد. وهي جماعة الإخوان التي أطلقت الرصاص من نوافذ مقرها في المقطم ضد مواطنين، وهي الجماعة التي احتشد المسلحون في اعتصامهم المعبود برابعة العدوية، وهم الذين اعتلوا الأسطح للقتل والقنص والاغتيال، وهم الذين هددوا بحرق البلد في كل حين إنهم الإخوان الإرهابيون’.

    ‘المصريون’: تفسير ما
    جرى على الطريقة الإسلامية

    وإلى وجهة نظر إسلاميه من حادث محاولة اغتيال وزير الداخلية حيث يحذر رئيس تحرير ‘المصريون’ جمال سلطان من الانسياق مع ما يتم تداوله من معلومات معلبة: ‘أكثر من تكلموا عن تلك العملية بعد وقوعها هم رجال شرطة سابقون وحاليون، وكلهم حددوا جهة الاتهام مباشرة، وقد استمعت إلى بعضهم وهو يضم إلى جماعة الإخوان الولايات المتحدة الأمريكية، كما قال اللواء فؤاد علام وغيره، حيث اتهموا أمريكا بأنها تقف وراء هذه العملية بدعمها للإخوان ‘الإرهابيين’، وكنت أتمنى أن نحترم جميعا جهات التحقيق، وننتظر ما تسفر عنه المعامل الجنائية والجهود الأمنية والقضائية التي ستتولى كشف أبعاد هذا العمل، أما سرعة تحديد الاتهامات مسبقا وتحديد الجهة المتهمة فهو يعطي إشارات سلبية عن ‘الحدوتة’ كلها، أيضا الدعوات التي سارع بإطلاقها قيادات أمنية سابقة، تقدمت بوصفها خبراء أمن، والتي تطالب بإطلاق يد الأمن ومنحه صلاحيات استثنائية، ووقف أي دعوات للمصالحة الوطنية واعتماد المواجهة الأمنية العنيفة والقاسية مع الأحزاب الإسلامية، أعتقد أن هذا الكلام بالغ الخطورة، ويفتقر إلى الوعي السياسي الكافي لإدراك حجم وأبعاد الأزمة الوطنية الحالية، والذين يقيسون الحالة الآن على أحداث التسعينيات يسقطون من حسابهم معطيات كثيرة، داخلية وخارجية، تغير الخريطة تماما، وتجعل الأزمة أخطر كثيرا من سابقتها، ويكفي أن نذكر بأن معركة الشرطة في التسعينيات مع الجماعة الإسلامية، كانت تحظى بدعم دولي شامل وفي مقدمته الدعم الأمريكي والتعاون الوثيق بين الطرفين، واليوم الخطاب الرسمي وخبراء الأمن الجدد يضعون أمريكا في موضع الخصم، بل في موضع الشريك الداعم للإرهاب، وهناك العديد من الدول الأخرى التي يضعونها في هذا السياق، أيضا في التسعينيات لم يكن هناك تنازع على الشرعية وإنما تنظيم متطرف يقاتل الدولة’.

    ‘اليوم السابعand#8242;: أوباما أبشع من صدام

    وإلى المعارك الصحافية خارج الحدود وبالتحديد واشنطن التي تلجأ إلى ‘شيطنة’ من تريد أن تحاربهم على حد زعم كرم جبر في ‘اليوم السابعand#8242;، الذي يرى ان الإدارة الامريكية تأخذ الشعوب بأخطاء الحكام الذين يشقون عصا طاعتها، تغض الطرف عن ديكتاتوريات فاشية تسير في ركابها، وتعلن الحرب على أنظمة ليست على هواها، وتستخدم فزاعة حقوق الإنسان لاغتيال حقوق الإنسان، وتدمير الدول وتشريد الشعوب، تبكي على قتلى بدموع الذئاب وتتسامح مع مذابح يندى لها جبين البشرية، وتضيق وتوسع مفهوم ‘تهديد الأمن والسلم الدوليين’ حسب نوعية القرار الذي تريد استصداره من مجلس الأمن، ولكن يبدو أن المجلس أراد أن ينقذ سمعته قبل الانهيار بسبب التبعية لأمريكا، فرفض التفويض بالحرب ضد سوريا، وحرم أوباما من ورقة التوت التي يغطي بها جريمته لا يهمنا أمريكا ولا بشار ولا الجيش الحر، ونتمنى أن يرحل الرئيس السوري عن الحكم دون إراقة دماء، والمهم هو الشعب السوري الطيب الكريم، الذي وهبه الله أرضا تفيض بالخير ومدنا وقرى مليئة بالجمال والسحر، كل ذلك تحول إلى أنقاض وخراب ودمار، وشعب كان عزيزاً تشرد في مختلف البلدان يبحث عن الأمن ويتسول لقمة العيش، ومن كان يصدق أن دمشق الجميلة أصبحت مصبوغة بالدم ورائحة البارود، لم أنساها قط عندما زرتها قبل الخراب، وصليت الجمعة في المسجد الأموي الذي ينشرح صدرك حين تطأه قدماك، وبجواره قبر صلاح الدين الأيوبي قاهر الصليبيين في حطين، وسوق الحميدية، الذي يفوح منه عبق التاريخ، ونهر بردى الذي يشبه الشرايين الرفيعة في شوارع دمشق، وأسأل نفسي: هل يمكن أن تشوه الحرب المسعورة كل هذا السحر الرباني’؟

    ‘الوفد’: وجه الشبه
    بين محمد مرسي وقنصوه الغوري

    الكثير من الاتهامات وجهت للإخوان ورئيسهم لكنها ربما المرة الاولى التي يتهمهم كاتب بانهم نسخة من المماليك الذين توافدوا على حكم البلاد من قبل وهو مايؤكده طلعت المغربي في صحيفة الوفد ما أشبه الليلة بالبارحة، وما أقرب تجربة الإخوان إلى تجربة المماليك، والمتأمل لتاريخ التجربتين يلاحظ العديد من القواسم المشتركة بينهما وبعـــض الاختــلافات في النهايات فبالنسبة للأحوال الاقتصادية: يبدو القاسم المشترك بين العـــهـــدين هو التدهور الكبير لأحوال المصريين، سواء في عهد المماليك أو الإخوان، حـــيث عم الغــلاء وارتفعت الأسعار وزاد الفقر وانتشرت السرقة والفوضى وحــوادث العنف واختطاف الرهائن، وزادت الأوضاع ســـوءاً في زمن الإخـــوان باستمرار انقطاع الكهرباء واختفاء البنزين والسولار وتهريب الــدقيق، وإذا كان المــمـــاليك واجهوا تدهور الأحوال الاقتصادية بفرض المزيد من الضــرائب وتحصيل الجباية والمكوس ومصادرة أموال كبار اللصوص، فإن الإخوان اهتموا بالتمكين واحتلال جميع الوظائف الحيـــوية بالدولة بغرض الاستمرار في الحكم لمدة 500 عام على الأقل كما أشار لذلك في إحــدى خطبه الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع ويشير المغربي إلى أن التجسس هو السمة الغالبة على العهدين، عهد المماليك وعهد الإخوان، وإذا كان المماليك قد برعوا في التجسس على المواطنين وأقاموا لذلك جهازاً أمنياً تولاه كبير البصاصين زكريا بن راضي، ثم جاء المحتسب الزيني بركات بن موسى وأحدث ثورة في عالم البصّ والتجسس بتجنيد الأطفال وأرباب الحرف والمهن وأصحاب الحانات والمقاهي وكبار التجار في الأسواق لكي ينقلوا له كل صغيرة وكبيرة تحدث في مصر، فإن الإخوان عملوا على التجسس على الكبار للسيطرة على الدولة، وهو ما تجلى واضحاً في زرع أجهزة تنصت وكاميرات مراقبة في المحكمة الدستورية العليا وفي مكتب النائب العام كما أعلن مؤخراً مما يتطلب إجراء تحقيقات واسعة لم تنته بعد كما يبدو السلطان قنصوة الغوري آخر حكام المماليك شبيهاً بالرئيس المعزول محمد مرسي، فقد كان كلاهما بلا سلطات حقيقية’.

    ‘الحرية والعدالة’: الضحايا
    بالآلاف فأين القضاة مما يجري؟

    وكما يستجير البريء بالقاضي في الافلام المصرية القديمة يصرخ محمد جمال عرفة بصحيفة ‘الحرية والعدالة’ بحثاً عن فرسان في محراب العدالة بعد ان جاوز الظالمون المدى: ‘أستغرب هذا الصمت من قضاة مصر على انتهاك حقوق الإنسان وحقوق الجثث وحقوق النساء المعتقلات وحقوق المسجونين في مقابر جماعية داخل المعتقلات، مع أنهم كانوا من أوائل من وقفوا مع ثورة 25 يناير وخرجوا يرتدون أوشحة القضاء ضد ظلم نظام مبارك وضد التعذيب وضد تزوير الانتخابات حتى نجحت الثورة. أفهم أن يكون ‘بعض’ القضاة لهم عداء وصراع مع الرئيس والإخوان وكل التيار الإسلامي والثوري، لأنهم كانوا يخشون خسارة نفوذهم، وكانت بعض مكاسبهم في مهب الريح لو استمر هذا النظام الثوري.. وأفهم أن يكون ‘بعض’ القضاة لديهم ثأر مع مؤيدي الرئيس محمد مرسي ومع الثورة ككل، ولكن ما لا أفهمه هو صمتهم على هذا الخرق للقانون والدستور وكل الأعراف الإنسانية وما يدافعون عنه من مبادئ القانون.. فلم أسمع من أحدهم احتجاجا أو نقدا أو دعوة للالتزام بالقانون ولو الإنساني!! ألم تسمعوا يا قضاة مصر أن 3000 مواطن مصري قُتلوا في رابعة العدوية وجرفتهم جرافات الجيش، وقبلهم قُتل 500 في مجازر الحرس الجمهوري والنهضة والمنصورة ورمسيس ولم يقدَّم مسؤول واحد للتحقيق؟ ألم تسمعوا أن مشرحة زينهم بها 54 جثة لمصريين متفحمين أحرقتهم قوات الجيش والشرطة التي فضّت الاعتصام بالقوة؟ ألم تسمعوا عن نساء وفتيات وأطفال قُتلوا دون ذنب’؟!

    ‘الوطن’: عار عمرو دياب في اليونان!

    ومن المعارك السياسية الى النزاعات الفنية وهذه المرة يشنها في جريدة ‘الوطن’ الشاعر المشاغب احمد فؤاد نجم ضد المطرب عمرو دياب على اثر قيام الاخير بالغناء مؤخراً في اليونان: ‘على غلاف العدد الأخير من مجلة الإذاعة والتلفزيون نشر هذا المانشيت العجيب، وعلى الصفحة التاسعة من المجلة نشر الخبر الذي يقول بالحرف الواحد ‘رغم أن دماء المصريين تسيل، أحيا عمرو دياب حفلاً للعاريات في اليونان’ وتحت عنوان ‘فضيحة عمرو دياب في اليونان’، تداول عدد من النشطاء فيديو للنجم المصري وهو يحيي حفلاً منذ أيام وسط مجموعة من الراقصات العاريات تماماً كم كنت أتمنى لو أن الشيخ إمام كان حياً ليشاهد هذا المشهد، البلتاجي يسير منكس الرأس وسط مجموعة من المخبرين وأمناء الشرطة والأطفال يحيطون به وهم يصفقون ويغنون تسلم الأيادي تسلم يا جيش بلادي، لأن المرحوم الشيخ إمام كان له رأي في هذا العمرو دياب مفاده أن هذا الولد النصاب لا علاقة له بفن الغناء وأنه يؤدي بصوت مستعار وقبيح وحين سألته: وما قولك في أنه يتصدر قائمة المطربين العرب في سوق الغناء أجاب ضاحكاً: فأين هم المطربون العرب وأين هي سوق الغناء؟ – ولكنهم يلقبونه بـ’الهضبة’.. ضحك قائلاً: الهضبة إزاي يعني؟ قلت: الهضبة يعني المساحة البارزة في أي مكان واستمر الشيخ في ضحكه وهو يقول:في أي مكان يعني إيه أو يعني فين، لنفترض أي مكان في جسم الإنسان قلت: تقصد إيه يا إمام؟ قال: أبداً والله بس نفسي أعرف لو الهضبة دي طلعت في جسم البني آدمين حيبقى وكأنها ورا ولا قدام قلت: كل إنسان وله هضبته بقى يا إمام.. قال: كده فهمت وبناء عليه يبقى المذكور مهضب من ورا.. قلت لأ ما ينفعش يا إمام.. قال وليه ما ينفعش، يرحمك الله قلت: لأن المذكور بورسعيدي – مع الأسف- ولا أظن أن المدينة الباسلة يمكن أن تنتج مثل هذه البضاعة سقط الإخوان وأسقطوا معهم أمريكا’.

    يسرا أم الخديوي اسماعيل

    ومن اخبار الفنانين نرصد حالة الفرح التي تعيشها الفنانة يسرا بسبب مسلسل تاريخي تعتبره تحولاً في حياتها حيث أكدت يسرا سعادتها بالمشاركة في مسلسل ‘الخديوي إسماعيل’ الذي تجهز له شبكة إم بي سي لعرضه في رمضان المقبل، وسيتولى إخراجه عمرو عرفة في أول تجربة تلفزيونية له، وقالت يسرا، في تصريحات خاصة لـ’المصري اليوم’: ‘رشحني عرفة للقيام بدور الملكة الأم في القصر الملكي، وهو دور تاريخي مميز ومختلف عن الأعمال التي سبق أن قدمتها خلال مشواري’ وأضافت يسرا: ‘المسلسل يستعرض حقبة تاريخية مهمة من تاريخ مصر، وذلك من خلال رصد العلاقات الاجتماعية للملوك من داخل القصر، ويعتبر من الأعمال الدرامية الضخمة، ومن المقرر أن يشارك في بطولته كوكبة من النجوم سواء من مصر أو من أنحاء الوطن العربي، ومنهم ليلى علوي ونيلي كريم’.
    ورغم حماسها للعمل إلا أن يسرا أكدت عدم تعاقدها حتى الآن لحين الاتفاق على شكل التعاقد وإذا كان من الممكن أن تقدم مسلسلا آخر بجانب هذا المسلسل أم ستكتفي بالتواجد في رمضان من خلال هذا العمل فقط؟



    --------------

    وزير الداخلية المصري أفشل خطة اغتياله في آخر لحظة
    وزير الداخلية المصري اللواء محمد إبراهيم يغير السيارة المصفحة التي اعتاد على استعمالها في آخر لحظة بسيارة أحد حراسه لينجو من التفجير الانتحاري.
    العرب [نُشر في 07/09/2013، العدد: 9313، ص(1)]


    اللواء إبراهيم يحبط حسابات الإخوان

    القاهرة – غيّر وزير الداخلية المصري اللواء محمد إبراهيم السيارة المصفحة التي اعتاد على استعمالها في آخر لحظة بسيارة أحد حراسه لينجو من التفجير الانتحاري.
    وفجر أحد ضباط طاقم الحراسة المعينين لتأمين موكب وزير الداخلية مفاجأة من العيار الثقيل، وذلك عندما كشف عن أن السيارة البيضاء ماركة "نيسان" التي تم تفجيرها صباح الخميس، هي السيارة الخاصة بوزير الداخلية، وأن اللواء إبراهيم استقل سيارة خاصة بالحراسة بدلا من سيارته بناء على نصيحة أحد الضباط. واستقل سيارة قائد حراسته، وهو ما أنقذ حياته من موت محقق.

    وأوضح الضابط أن طاقم الحراسة يلجأ إلى تغيير سيارة الوزير عندما تتوافر معلومات لدى الأجهزة الأمنية بوجود خطر على حياته.

    وأضاف أن وزير الداخلية تأخر يومها عن موعد مغادرة المنزل بحوالي 20 دقيقة، دون إبداء أسباب، وأنه دأب على التحدث إلى حراسه الشخصيين على ضرورة اليقظة، وأنه كان يخفي خط سيره عن أقرب الناس إليه، ويكتفي بإخبار قائد الحراسة فقط.

    واعتبر خبراء أن الجهات التي حاولت استهداف الوزير كانت تتوقع أن يعمد إلى استعمال سيارته بشكل دائم، لكن خبرة الوزير وحسه الأمني أفشلا حسابات المتطرفين.

    وسيطرت محاولة الاغتيال على خطب الجمعة ليوم أمس، حيث أكد محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، أن من يسعى إلى قتل النفس البشرية دون وجه حق، هو من المفسدين في الأرض.

    من جانبه، اتهم جمعة محمد علي عضو "جبهة أزهريون مع الدولة المدنية" وخطيب التحرير، جماعة الإخوان المسلمين بتدبير مؤامرة الاغتيال، وقال إن "الإخوان دبروا هذه المؤامرة الدنيئة لترهيب الشعب، لكن أفعالهم لن ترهبنا مهما قاموا بتفجيرات واغتيالات ونحن متمسكون بخارطة الطريق".

    وأضاف جمعة إن محاولة اغتيال وزير الداخلية خير دليل على نجاح الوزارة في تطهير البؤر الإرهابية والإجرامية من الجماعات التكفيرية والجهادية المسلحة التي تحرض على الفتنة والقتل بين أبناء الشعب.

    إلى ذلك، اعتبر إمام وخطيب مسجد النور أن الدم المصري حرام على الجميع سواء كان هذا الدم لحاكم أو محكوم"، وطالب كافة المصريين بالحفاظ على حرمة دمائهم، وألا تؤدي بهم الأحداث والمواقف السياسية إلى سفك دماء بعضهم البعض.

    واعتبر مراقبون أن محاولة الاغتيال الفاشلة زادت في عزلة الإخوان وفي غضب الشارع المصري ضدهم، وهو ما كشفت عنه المظاهرات التي حاولوا أمس تنفيذها.

    فقد تظاهر بضعة آلاف من أنصار الإخوان في أماكن متفرقة، ولم تشهد، كما المظاهرات الأخيرة، مشاركة كثيفة ما عده مراقبون تراجعا في تعاطف الناس معهم خاصة بعد ثبوت تورطهم في أعمال عنف سواء خلال اعتصامي رابعة والنهضة، أو بعد ذلك

    ------------------------

    -القاعدة فخخت السيارة‏..‏ وانتحاري فجرها
    القبض علي‏6‏ من المشتبه فيهم ‏في محاولة اغتيال وزير الداخلية

    كتب ـ أحمد إمام‏:‏



    لليوم الثاني علي التوالي‏,‏ كثفت أجهزة الأمن المختلفة جهودها أمس‏,‏ لتحديد شخصيات الجناة في المحاولة الإرهابية الغادرة التي استهدفت اغتيال اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية صباح أمس الأول بشارع مصطفي النحاس بمدينة نصر‏,

    بتفجير سيارة مفخخة في موكبه خلال توجهه من منزله إلي مقر وزارة الداخلية, وأكد مصدر أمني أن السيارة المفخخة تم تجهيزها بواسطة عناصر محترفة في صنع التفجيرات, ومن المرجح أنهم ينتمون إلي تنظيم القاعدة, ولهم علاقة بتنظيم الإخوان الدولي.

    وأشارت التحريات الأولية إلي أن عناصر أجنبية اشتركت في الحادث الإرهابي, وأن المدبر له انتحاري فجر السيارة المفخخة, وتطايرت أشلاؤه علي بعد نحو 150 مترا من مكان سيارات الوزير والحراسة الخاصة به.

    وأوضحت التحريات أن الانتحاري ينتمي إلي العناصر التكفيرية في سيناء.

    وتواصل قوات الأمن تمشيط المنطقة, وسماع شهود العيان, وتفريغ الكاميرات الموجودة علي أبواب المحال والعقارات بمنطقة الحادث, لتحديد الجناة وسرعة ضبطهم.

    وقد تمكنت الأجهزة الأمنية من القبض علي صاحب السيارة المستخدمة في المحاولة الإرهابية, وتبين من التحقيق معه أن السيارة مسروقة منذ عدة شهور, وأن مالكها من منطقة حدائق القبة.

    كما تمكنت قوات الأمن أيضا من القبض علي ستة من المشتبه بهم في أثناء وجودهم بالمنطقة المحيطة بالانفجار.

    وعلي جانب آخر, واصلت النيابة العامة تحقيقاتها في الحادث الإرهابي, بإشراف المستشار هشام بركات النائب العام. وأكد شهود العيان من أصحاب المحال في منطقة الانفجار, أن هناك شخصين ـ أدلوا بأوصافهما ـ تركا السيارة التي كانت تحمل المتفجرات متعللين بأنها خالية من البنزين, وأنهما متوجهان لإحضار بنزين, إلا أن الشهود فوجئوا بعد نحو نصف الساعة بالانفجار الرهيب الذي هز المنطقة كلها.

    وتسود حاليا حالة من الهدوء في منطقة الحادث, بعد قيام الأجهزة المعنية برفع حطام السيارات والمخلفات من الموقع أمام العقار المنكوب بشارع مصطفي النحاس, الذي تعرض لتدمير هائل في طوابقه الخمسة, إلي جانب العديد من المحال والأكشاك في المنطقة, وقد قدرت الخسائر الأولية للحادث بنحو 50 مليون جنيه.

    وشهدت المنطقة سيولة مرورية, وهدوءا نسبيا, وسط تناقل العديد من الروايات بين شهود العيان والمصابين حول ملابسات الحادث وظروفه.

    من ناحية أخري, تماثل بعض المصابين للشفاء, وغادر4 منهم المستشفيات, و مازالت17 حالة تتلقي العلاج بمستشفي الشرطة, وكذلك مستشفي التأمين الصحي بمدينة نصر.

    وكشف مصدر أمني, عن أن الحادث لن يكون الأول أو الأخير, وأن هناك بعض المقدمات أدت إلي حدوثه, ومنها الضربات الناجحة التي تقوم بها الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة, في سيناء من خلال عمليات قتل الإرهابيين وهدم الأنفاق, والقبض علي أخطر العناصر الإرهابية, وهو عادل حبارة المتهم في قتل جنود الأمن المركزي الـ25, إلي جانب العديد من العمليات التي قام بها.

    وأضاف المصدر أن القبض علي قيادات الإخوان وتساقطهم كل يوم, واحدا تلو الآخر, أدي إلي قيامهم بتلك العمليات في محاولة لزعزعة استقرار البلاد وأمنها, وتشتيت جهود الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة, وإيصال صورة مشوهة للعالم مفادها أن مصر لا يوجد بها أمن وأمان.



    وفاة أحد المصابين في الحادث الإرهابي
    600 كيلو T.N.T وزن العبوات التفجيرية

    تلقت النيابة أمس إخطارا من مستشفي التأمين الصحي بوفاة أحد المصابين في الحادث الإرهابي, ويدعي علي سيد عبدالعظيم 29 عاما, متأثرا بإصابته الشديدة في الرأس. وتسلمت النيابة تقرير المعمل الجنائي الذي كشف عن أن السيارة المستخدمة في الحادث كانت تحمل عبوات تصل أوزانها الي ما بين 400 و600 كيلو جرام من مادة T.N.T شديدة الأنفجار والتي أدت الي امتداد آثار الموجة الانفجارية إلي تدمير مساحات وصلت إلي 250 مترا في جميع الاتجاهات.


    صـادروا أمـوال أثريــاء الدم‏!‏

    عبدالعظيم درويش

    أعلم أن كلمات العنوان السابق ستثير غضب البعض الذي ربما سيشرخ حنجرته بالرفض لهذا الاجراء ويتظاهر بالتباكي علي ما يسميه الحرية الإقتصادية وربما سيتجاوز في انفعالاته ليحذر من إمكان هروب بقية المستثمرين علي قلة أعدادهم وحجم استثماراتهم الحالية خوفا من عودة شبح الستينيات التأميم والمصادرة إلي واقع حياتنا‏.‏

    لهذا البعض أتوجه بالسؤال: هل من القيم الأخلاقية أن يتحمل المواطن سواء من محدودي ومعدوميه أو من دافعي الضرائب نتيجة ممارسات جماعة إرهابية أصابتها لوثة عقلية بعد أن أطاحت جماهير المواطنين بحلمها في الاحتفاظ بالوطن رهينة عندها فدفع قياديوها أعضاءها إلي إعمال آلة القتل والإرهاب وإسالة دماء الأبرياء إلي جانب إشعال النيران في الوطن ومؤسساته وتناوبوا فيما بينهم الهدم والتدمير وهو ما سيكلف الخزانة العامة نحو 330 مليون جنيه قيمة الخسائر في 14 محافظة وفق ما أعلنه اللواء عادل لبيب وزير التنمية المحلية- سيتحملها المواطن في صورة حرمانه من أي خدمات عامة كان سيتلقاها بقيمة هذا المبلغ لولا حمق هذه الجماعة!.

    علي كل حال فإن المنطق والعدل يؤكدان ضرورة أن يتحمل مرتكب أي جريمة نتائج جريمته, ولذا فإنني أطالب الحكومة علي الرغم من يقيني من معاناتها من التردد والتخبط والارتباك وارتعاش الأيدي بمصادرة أموال أثرياء الدم من قادة الجماعة ورموزها الذين كشفوا عن وجههم القبيح بالتحريض علي القتل والإرهاب وإشعال النيران بزعم إنارة طريق الهداية ويكفيهم ما فعلوه بنا علي مدي العام الماضي بعد أن اختطفوا أذهان البسطاء وأوهموهم بأنهم يحملون توكيلا إلهيا لفرض الإسلام وإخضاعنا لشريعته التي يعرفها جميع أبناء الوطن قبل ظهور هذه الجماعة الإرهابية بمئات السنوات!

    واقع المشهد يؤكد أن جماعة الإرهاب لن تكف عن إسالة الدماء كوسيلة للحفاظ علي موقعها الذي اكتسبته بالزيف والكذب وخداع الآخرين وخاصة من البسطاء فاختارت الرصاص مفردات لخطابها الإعلامي وإشعال النيران منهجا للتفاهم وبدلا من أن تمهد الطريق لمستقبل أفضل اختارت أن تحفر قبرا لمحاولة وأد الوطن فيه!

    ولن تكتفي هذه الجماعة بما ارتكبته من جرائم في حق الوطن الذي لا يعرفونه فيبدو أن كل ما يهمها هو أن تتضاعف أعداد الضحايا من المختطفين ذهنيا أو أولئك الذين دفعتهم الحاجة إلي الإصطفاف خلفها والذين يدفعهم تجار الدم إلي مواجهة الأمن فربما تنفعهم زيادة أعدادهم في تحسين موقفهم التفاوضي إن جري التفاوض معهم في أي وقت فالجماعة التي تتمسك واهمة في بياناتها المتلاحقة بما تسميه عودة الشرعية وتدعي ضرورة إعادة مندوبها الرئاسي إلي موقعه السابق هي أول من سيضحي بهذا المندوب إذا تعارض حلم عودته المستحيلة مع مستقبل الجماعة إن كان لها مستقبل بيننا!

    ولأننا نستهدف بناء وطن يسوده العدل ويحترم دماء شهدائه فلابد أن نلتزم بتطبيق نصوص القانون علي الجميع دون استثناء وأن يخضع كل من إرتكب جريمة إعتداء علي الآخر أو شارك في أية أحداث دموية أو حرض عليها لمحاكمة عاجلة حاسمة تقطع يد كل من يحاول إشعال نيران الفتنة ويهدد وطن ومستقبل أمة.

    وإذا كانت ألفاظ التسامح والوفاق وإدارة الحوار تنزلق من أفواه البعض فهي كلها أدوات لا تصلح للتصدي ومواجهة إرهاب جماعة غاب العقل عنها.. وتراجع المنطق لديها.. وانزوت الحكمة من ممارسات أعضائها.. وسكت الكلام.. وانقطع الحوار العقلاني وسادت ـ بدلا منه ـ لغة البلطجة وأعمال العنف.. وأصبح الاستقواء بالخارج منهجا لرموزها التي أهدرت كل قيم الوطنية في سبيل تحقيق مصلحة ذاتية لا تعترف بثوابت وطن افترش قلوب أبنائه وأبدل ترابه بدماء شرايينهم
                  

09-08-2013, 09:26 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)




    العثور على صواريخ "سام 7 جو" ومخازن للأسلحة الثقيلة داخل نفق ومسجد بالشيخ زويد .. مصادر : مؤشر لنية الإرهابيين إقامة إمارة وجيش حر بسيناء

    السويس - عمروغنيمة :
    1
    الاهرام


    أعلن اللواء أسامة عسكر قائد الجيش الثالث الميدانى ان قوات المرحلة الثانية من مواجهة بؤر الارهاب الخطرة بشمال سيناء والتى بدأت منذ ساعات قد نجحت فى العثور على صواريخ جو "سام 7 "وهى اخطر انواع الاسلحة الثقيلة التى عثر عليها منذ بدأ الحرب على الإرهاب .

    وأضاف عسكر ان تلك الصواريخ تهاجم الطائرات الاباتشى التى تهاجم الارهابيين حيث قامت قوات الجيش الثانى بقيادة اللواء احمد وصفى بمهاجمة اخطر اوكار الارهابيين وعثر على معدات رؤية ليلية والتى تستخدم للجيوش وأسلحة ار بى جى للذخيرة كما عثر على مخزن للأسلحة المتنوعة بأحد مساجد جنوب الشيخ زويد بينما عثر على انفاق تحت الارض بالمنطقة مخزن بها شحنة من الاسلحة الالية والرشاشات.

    وقال قائد الجيش الثالث ان هناك عملية واسعة تشمل الأن بؤر سيتم الاعلان عن نتائجها نهاية هذا اليوم حيث كانت العمليات قد بدأت منذ السادسة صباحا.

    ونفى عسكر قطع الاتصالات اثناء هذه العمليات بل اكد أن الجيش حريص على تأمين سلامة الاتصالات لنجاح العملية.

    وأعلن اللواء اسامة عسكر ان القيادة العامة تتلقى تقرير ساعة بساعة حول العمليات ويتم عرضها مباشرة على الفريق السيسي وزير الدفاع والفريق صدقى صبحى رئيس الأركان.

    وأضاف انه تم تعزيز قوات الجيش الثالث بدويات راكبة ومتحركة وفرق عسكرية ومشاه ومدرعات على الخط الفاصل بوسط سيناء بمنطقة الحسمة والقسيمة بالإضافة الى تامين الممرات الاستراتيجية بمتلا والجدى وتبة السينما الاسرائيلية.

    وأكد مصدر عسكرى أن العثور على صواريخ سام 7 بشمال سيناء يعد تطور خطير فيما وصلت آليه بؤر الإرهاب من التسلح وأنه يدل بمؤشرات إلى التخطيط لإقامة إمارة أشبه بجيش حر لديه أسلحة ثقيلة كان يخطط لها أن تواجه قوات الجيش الثالث وتهدد الأمن القومى للبلاد بإرسال صواريخ عابرة للحدود تدفع البلاد الى حرب .

    كما أن هذه الأسلحة تعد خط دفاع لضرب طائرات الأباتشى الحربية الحديثة إذا اقتربت من مناطق الإرهابيين.

    وأكد المصدر ان هذه النوعية من الأسلحة تشير الى وجود عناصر مدربة ومحترفة على استخدام الأسلحة الثقيلة التى يتم التعامل بها بين الجيوش


    -----------------

    واشنـطن بوسـت‏:‏
    سياسات أوباما في الشرق الأوسط تخدم مصالح الجماعات المتطرفة
    تقرير ـ مروي إبراهيم‏:‏

    حذرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية من أن سياسات الرئيس الأمريكي باراك أوباما في مصر وليبيا بالإضافة لسعيه لقصف سوريا‏,‏ تخدم مصالح الجماعات الإسلامية المتطرفة في المنطقة‏.

    وأشار الكاتب الأمريكي جيمس إدواردز في مقال بالصحيفه إلي ان مصر وليبيا وسوريا كانت من الدول القلائل التي تخضع لحكومات علمانية في الشرق الأوسط قبل عام2011, قبل التدخل الأمريكي لإجبار زعماء الدول الثلاث علي التنحي. ولكن اتجاه هذه الدول للخضوع لأنظمة إسلامية شمولية ومتطرفة كانت إحدي تبعات التدخل الأمريكي في المنطقة, وأشار الكاتب إلي أن أوباما ومنافسه الجمهوري الأسبق في الانتخابات الرئاسية السيناتور جون ماكين طالما اعتبرا جماعة الإخوان المسلمين نموذجا للإسلام المعتدل, وذلك علي الرغم من أنهم يعتبرون الجهاد وسيلة لفرض نفوذهم في المنطقة والاستشهاد في سبيل تحقيق طموحاتهم.

    وأعرب الكاتب عن دهشته من أن الرئيس الأمريكي دعم المساعي للإطاحة بالرئيس المخلوع حسني مبارك والزعيم الليبي الراحل معمر القذافي- وهما أكبر القوي الليبرالية في المنطقة ـ دون الالتفات إلي من سيخلفهما في قيادة المنطقة.

    يأتي ذلك في الوقت الذي عبرت فيه صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية عن تخوف دولي من أن تشهد مصر موجة جديدة من إرهاب المتطرفين الإسلاميين مثل الموجة الإرهابية التي شهدتها البلاد في التسعينيات من القرن الماضي, واستدلت الصحيفة بمحاولة اغتيال وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم وما أعقبه من إجراءات أمنية مشددة خوفا من تصاعد الهجمات الإرهابية والتفجيرات.

    واستشهدت الصحيفة في هذا السياق بتصريحات وزير الداخلية عقب محاولة الاغتيال الفاشلة والتي أكد فيها أن ما حدث يوم الخميس الماضي ليست النهاية ولكنها مجرد بداية, إلا أن الخبراء الأمنيين حذروا من أن مصر ليست مستعدة في الوقت الراهن لمواجهة موجة جديدة من الإرهاب مثلما كانت في التسعينيات, وعللوا ذلك بالأوضاع الاقتصادية المتردية إلي جانب أن الجماعات الإسلامية المتطرفة أصبحت أكثر عنفا من أي وقت مضي. كما أن السلطات المصرية تعاني من الضعف مقارنة بالوضع قبل 20 عاما. ونقلت الصحيفة عن محمد دهشان الباحث في جامعة هارفارد الأمريكية إشارته إلي أنه في التسعينيات كان المسلحون أكثر مركزية, حيث كان ولاءهم لقائد واحد, ولكن الأمر مختلف إلي حد كبير الآن حيث الجماعات متعددة وتنتهج أساليب لا مركزية في اتخاذ القرار.

    كما نقلت الصحيفة عن خبراء آخرين إشارتهم إلي أن الجماعات المسلحة أصبحت الآن أكثر قدرة علي الحشد وتنظيم الصفوف عما كانت عليه قبل 20 عاما.


    -----------------

    محمد سلماوي : نفى الإخوان للاغتيالات !

    September 8, 2013

    محمد سلماوي(صحف)

    نفى الإخوان!

    محمد سلماوي

    ما إن وقعت المحاولة الفاشلة لاغتيال وزير الداخلية حتى سارعت دوائر جماعة الإخوان لنفى علاقتها بما جرى، والحقيقة أنه لم يحدث أن قامت جماعة الإخوان بارتكاب أى عمل إرهابى إلا وسارعت إلى نفيه، بما فى ذلك حادث اغتيال أحمد بك الخازندار عام 1948، قاضى المحكمة الذى كان قد حكم ضد الإخوان فى عدة قضايا، وكان يقوم وقت اغتياله بنظر القضية المعروفة باسم حادثة سينما مترو، وخشية أن يقوم القاضى بإدانتهم فيها تم اغتياله عند خروجه من منزله فى حلوان متوجهاً إلى المحكمة.

    وقتها أنكر الإخوان أن لهم أى علاقة بالجريمة، ثم اتضح أن مرتكبها هو حسن عبدالحافظ، السكرتير الخاص لمرشد الجماعة حسن البنا، وأنه ارتكب الجريمة بتوجيه من البنا شخصياً.

    وفى ديسمبر من العام نفسه ارتكب الإخوان أشهر جريمة اغتيال لهم، حيث اغتالوا رئيس وزراء مصر محمود فهمى النقراشى باشا، الذى كان قد حل جماعة الإخوان لما ارتكبته من جرائم، ووقتها أيضاً استنكر حسن البنا، المرشد العام، «تلك الجريمة النكراء» وأصدر بياناً قال فيه كلمته الشهيرة فى وصف من ارتكبوها، والتى قال فيها: «ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين»(!!)

    وعلى إثر انتهاء حرب فلسطين عام 1948 قام الجهاز السرى للإخوان بإشعال النيران فى بيوت اليهود المصريين وفى بعض المحال والمخازن المملوكة لهم، وهم نفس اليهود الذين عاد الإخوان بعد أن وصلوا للحكم بعد 65 سنة لدعوتهم للعودة من جديد إلى مصر(!!)

    وفى عام 1954 حاول الإخوان اغتيال جمال عبدالناصر أثناء إلقائه خطاباً جماهيرياً بميدان المنشية بالإسكندرية، وكالعادة نفوا أى صلة لهم بالجريمة، بل وروجوا لفكرة أنه لم تكن هناك محاولة للاغتيال، وأن ما حدث فى المنشية كان تمثيلية(!!) بغرض إلصاق التهمة بالإخوان، تماماً كما يفعلون اليوم بادعاء أن محاولة اغتيال وزير الداخلية مدبرة من الداخلية للغرض نفسه، لكن بعد مرور 58 عاماً على محاولة اغتيال عبدالناصر الفاشلة اعترف المتهم الثالث خليفة عطوة باشتراكه فى الجريمة بتكليف من القيادى الإخوانى عبدالقادر عودة.

    فهل من الضرورى أن ننتظر السنين هذه المرة أيضاً كى نحصل على اعتراف من الإخوان بمسؤوليتهم عن المحاولة الفاشلة لاغتيال وزير الداخلية؟


    -----------------
    من دلائل مسؤولية الاخوان عن محاولة اغتيال وزير الداخلية المصرى

    September 8, 2013

    ياسر عبد العزيز(المصرى اليوم)

    المتنطعون

    ياسر عبد العزيز

    يريد تنظيم «الإخوان» أن يشوش على محاولة اغتيال اللواء محمد إبراهيم، ويحاول أعضاؤه ومؤيدوه أن يأخذونا إلى محاولة الإجابة عن السؤال: «هل قامت الأجهزة الأمنية بتدبير تلك المحاولة؟»، وهو شىء يمكن توقعه بالطبع من ذلك التنظيم ومن يسير وراءه، لكن الأمر الصادم والمرير فى آن، أن تلك الخدعة البالية تنطلى على البعض، فيصدقها، أو يسخر جل وقته لترويجها.

    لا يريد «الإخوان» أكثر من ذلك بكل تأكيد. فمن المفيد جداً لهم أن ينصرف الرأى العام إلى إلقاء المسؤولية عليهم وعلى السلطات بالتساوى فى محاولة الاغتيال الفاشلة، أو أن ينشغل المجموع العام الذى يعارضهم ويقاومهم بمحاولة تبرئة الدولة من محاولة اغتيال أحد أهم رجالاتها.

    إنها لعبة سهلة للغاية، ومكررة لحد الملل، لكنها تظهر فاعلية فى واقعنا الراهن.

    يقول البلتاجى، الجالس على مقعد فى تجمع «رابعة» بوضوح شديد، وعبر تسجيل بالصوت والصورة لا يقبل الدحض: «فى الثانية التى يعود فيها السيسى عما فعله، سيتوقف كل هذا الذى يجرى فى سيناء».

    إنه اعتراف واضح وقاطع بأن العمليات الإرهابية التى تجرى ضد الضباط والجنود والمواطنين المصريين فى سيناء تأتى كرد على ما جرى فى 3 يوليو الفائت، وهو اعتراف واضح أيضاً بأن «الإخوان» قادرون على لجم الإرهابيين وإيقاف تلك العمليات فى اللحظة التى ستُجاب فيها مطالبهم السياسية.

    ليس هناك ممثل ادعاء، أو قاضٍ عادل، إلا ويرغب فى الحصول على دليل بمثل هذا الوضوح والقطع، حتى يطمئن إلى سلامة ما يفعل حين يوجه الاتهام.

    يقول وليد خطاب، القيادى الإخوانى، فى تسجيل صوتى غير قابل للدحض، إن «دم رجال الجيش والشرطة حلال»، و«ليس لهم دية عندنا»، و«سنغرق الشوارع بالدم»، و«سنقتل حتى هؤلاء الذين يؤيدون ما حدث».

    ستجد تطابقاً بين ما يقوله «خطاب» وما نقلته شبكة «يقين»، القريبة من «الإخوان»، على لسان أحد القياديين فى تجمع «رابعة» فى فيديو شهير يقول فيه: «سنفجر مصر»، و«لقد خلقت يا سيسى (طالبان) و(القاعدة) فى مصر»، «لقد كتبت يا سيسى شهادة وفاة رجال (جبهة الإنقاذ)، وكل المتمردين، وكل من عارض الرئيس مرسى»، و«يا سيسى لقد صنعت حرباً أهلية بين المسلمين وغير المسلمين.. بين المسلمين والعلمانيين.. بين المسلمين والشيعة».

    تذكر ما صدر عن صفوت حجازى عشية «أحداث الحرس الجمهورى»، حين قال: «ستكون هناك خطوات تصعيدية لا يتخيلها أحد».

    لا تنس شعارات «بالروح بالدم نفديك يا إسلام»، و«شهداء بالملايين»، و«فليعد للدين عزه أو ترق منا الدماء»، و«دونها الرقاب»، ولا تنس الأكفان ومشاريع الشهداء.

    ستلاحظ أن هذا كله يتطابق تماماً مع ما قاله المهندس عاصم عبدالماجد حين هدد معارضى مرسى مستخدماً قول الحجاج بن يوسف الشهير: «أرى أمامى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها».

    ماذا يعنى استخدام تلك المقولة من قبل شخص قتل عشرات المصريين سابقاً، وحوكم، وأُدين، واعترف بما ارتكب، ولم يتنصل منه؟ ماذا يعنى استخدام تلك المقولة من قبل شخص يمثل تياراً فى صراع سياسى؟

    كيف يمكن تناسى أحداث رفح الأولى، حين تم قتل 16 من الجنود المصريين لحظة الإفطار فى رمضان قبل الماضى بدم بارد، أو أحداث رفح الثانية، التى راح ضحيتها 24 جندياً تم نحرهم من أجل «عودة مرسى»؟ وكيف يمكن التغاضى عن ربط ما جرى لوزير الداخلية باستهداف سفن شحن فى قناة السويس، واستهداف المسيحيين وبيوتهم وكنائسهم فى الصعيد وسيناء ومناطق أخرى، وقتل ضباط الشرطة والجيش فى الكمائن بسيناء ومدن القناة، وإطلاق النار المستمر على منشآت عامة ومقار تابعة لقوى الأمن؟

    هل يمكن غض الطرف عما فعله أنصار مرسى أمام الاتحادية؟ هل تبخر القتل والتعذيب والتشويه المعنوى للمتظاهرين والمعتصمين؟ هل تم تكفيرهم من قبل أنصار «الإخوان»؟ هل تمت معايرتهم لكون أغلبهم «مسيحيين»؟

    هل يمكن تناسى اغتيال القاضى الخازندار، الذى كان بصدد الحكم فى قضية تفجيرات نفذتها عناصر من «الجماعة» عام 1948، أو اغتيال محمود فهمى النقراشى، الذى أصدر قراراً بحل «الجماعة» فى العام نفسه، أو محاولة اغتيال الزعيم الراحل جمال عبدالناصر فى ميدان المنشية عام 1954؟

    هل يمكن إنكار أن «رابعة» و«النهضة» احتوتا على أسلحة.. أى قدر من الأسلحة؟ هل يمكن إنكار أن بعض المتجمعين فى التجمعين أطلقوا النيران من الأسلحة الآلية على قوات الأمن؟ هل هناك دليل على استخدام العنف داخل «رابعة» ضد مدنيين وضباط شرطة وإعلاميين؟ هل رأيت بنفسك أعلام القاعدة مرفوعة فى ميدان رمسيس ومعها الأسلحة الآلية؟

    هل لديك حادثة واحدة مثبتة يمكن الاستدلال بها على أن الجيش أو أجهزة الأمن فى مصر سبق أن قتلت أو روعت مواطنين لتغطية تحرك أمنى مرغوب؟

    يفيد تحليل سياق الحقائق السابق بأن المتهم الجدير بتوجيه الاتهام له واضح وضوح الشمس، وإلى أن يتم إثبات الجرم بالدليل الدامغ، فلا داعى أبداً للتزيد والمطالبة بإنزال العقاب بحق الجانى المفترض فوراً، ولا داعى بالطبع للتنطع بتوزيع الاتهامات بين الجانى والمجنى عليه


    ------------------

    نيوتن : كيف فعلها حسن البنا؟

    September 8, 2013

    00011(صحف)

    كيف فعلها حسن البنا؟

    نيوتن

    لو أنه كان حياً لسألته: كيف فعلتها؟ الراحل حسن البنا. مؤسس جماعة الإخوان. منذ and#1640;and#1637; عاماً. كيف تمكن من أن ينشر فكرة جماعته ضد الوطنية المصرية؟ كيف نجح فى أن يجعل من مجموعة من المصريين ضد المشروع المصرى؟ ليس واحداً أو اثنين أو حتى مائة.. بل ألوفاً، أجيالاً وراء أجيال. كثيرون منهم يصرون على هذه الفكرة حتى الآن. كثيرون سوف يواصلون الإيمان بها!!

    خُلقت المشكلة فى ملابسات غريبة. صارت اتجاهاً. أصبحت مشروعاً. وصلت مرحلة «طظ فى مصر». تمكن حسن البنا من إقناع أتباعه بأنهم الإسلام. أنهم فوق مصر. أنهم الأكثر تميزاً. أنهم فوق البشر. أن غيرهم هم المخطئون. أن الصواب لهم وحدهم. أن من حقهم تكفير الآخرين. لم يتمكن من هذا فقط. تمكن كذلك من أن يدفع آخرين للتطرف فوق تطرفه!!

    عُرفت العنصرية والتمييز فى كل المجتمعات. ذبلت كما عُرفت. لم تدم. لم ينتصر فكر عنصرى فى التاريخ إلى الأبد. جاء له وقت وانهزم. سقط. فى جنوب أفريقيا هوى. فى الولايات المتحده ينزوى منذ عقود. فى أوروبا لم يتبق كما بدأ. بقى نوعان منه. حتى مؤسسو فكرة إسرائيل لم يعودوا يرددون الآن أنهم الشعب المختار. وحدهم الإخوان يعتقدون ذلك. أنهم فوق الجميع. فوق كل المتدينين. فوق كل المصريين. يؤمنون بما يسمى الأستاذية. أستاذية العالم!!

    صنع حسن البنا الفكرة. حوّلها سيد قطب إلى كارثة. لم يكتف بالتمييز. التمييز يعنى أن هناك من هو أفضل. يعتقد شخص برقيه وارتقائه. ذهب سيد قطب إلى التكفير. الإخوانى ليس مميزاً فحسب. الآخر حسب هذا التطور خارج الإيمان. لم يعد مختلفاً، بل خصماً. ضد العقيدة. نهل الكثيرون من سيد قطب. استفحلت الفكرة. تحولت مرضاً سقيماً. يقول مصريون إنه سرطان يستوجب الاستئصال. يقول البعض بل يمكن علاجه كيماوياً. الذى خلق فكرة الإقصاء هو الإخوان. جاء محمد مرسى لكى يحول التمييز والتكفير إلى واقع سياسى!!

    فى يد ما تبقى من الإخوان أن يعدلوا حركة تاريخهم. أن يتخلصوا من عنصريتهم. أن يهجروا فكرة تربوا عليها: أنهم غير البشر!! أنتم بشر مثل الآخرين. تخطئون وتصيبون. تأكلون وتشربون. هناك مسلمون أفضل منكم بالعمل. الله يقرر من هو الأفضل. ليس بين شروط الأفضلية أن تنحنى للمرشد. يمكنهم أن ينزعوا من معتقدهم هذه الخصوصية. أن يندمجوا فى المجتمع. أن يتحولوا إلى مواطنين لهم رأى مختلف. من الطبيعى أن يختلف الناس. ليس من الطبيعى أن يعتقد البعض أنه المميز إلهياً ودينياً.


    -------------------

    محمد حبيب
    تائب سابق للمرشد



    من جاور الحداد اكتوى بناره



    كانت فكرة ترشح أحد قيادات جماعة الإخوان لانتخابات الرئاسة خطأ استراتيجيًا قاتلا، وقلت يومها إنها سوف تكلف الجماعة والوطن غاليا..فقد احتاجت الجماعة لاستجلاب أكبر عدد من الأصوات- ليفوز مرشحها- أن تلجا إلى الجماعة الإسلامية، والسلفية الجهادية، وهى التى تختلف معها فى الفكر والمنهج والحركة.. لقد ظلت الجماعة بمنأى عن كل من له أو كان له صلة بالعنف طيلة العقود الأربعة الماضية، حفاظا منها على نقاء الفكرة وطهارة المنهج وسلامة الحركة، كما حرصت على إعلان رفضها وإدانتها ونبذها للعنف، واستبعاد أى فرد منها تستشعر منه ميلا إلى العنف، أو تبنى فكرة استخدام السلاح فى الوصول إلى السلطة، حيث يفتح ذلك أبوابا من المفاسد والشرور والفتن، فضلا عن أنه يعطى مشروعية لمن يمتلك السلاح للوثوب على السلطة.

    كان متوقعا أثناء الجولة الثانية لانتخابات الرئاسة، أن تكون قيادات الإخوان قدمت تعهدات، حال فوز مرسى، للجماعة الإسلامية والسلفية الجهادية..ربما شملت هذه التعهدات إصدار عفو رئاسى عن رموز محكوم عليها فى قضايا جنائية، أو غض الطرف عما يحدث فى سيناء من تدريبات عسكرية تقوم بها تنظيمات «جهادية»..وعندما وصل مرسى إلى الرئاسة، كان عليه أن يفى بتعهداته، واعتقد أن استشهاد الـ and#1633;and#1638; جنديا فى رفح، والعنف والقتل فى سيناء، وكذلك خطف الـ and#1639; جنود مع ضرورة «الحفاظ على الخاطفين والمخطوفين»، تمثل أبلغ دلالة على ذلك.

    لم يكن الإخوان- والمتحالفون معهم- مستعدين أو مهيئين لحكم مصر نظرا لضعف قدراتهم وإمكاناتهم، فضلا عن ضخامة التحديات الداخلية والخارجية التى تواجههم، إضافة إلى محاولة استئثارهم واستحواذهم على مفاصل الدولة.. ثم كان الإعلان الدستورى المشؤوم الذى أصدره مرسى، والذى تسبب فى الانقسام الحاد، والاحتراب الأهلى، والعنف المجتمعى، وعدم الاستقرار السياسى، والفشل فى التعامل مع الأزمة الاقتصادية.. فى and#1637; ديسمبر وقعت مجزرة الاتحادية..كانت هذه هى البداية.. بداية تأثير السلطة وتأثر قيادات وأفراد من الإخوان بطريقة تفكير ومنهج الجماعة الإسلامية والسلفية الجهادية فى التعامل مع الخصوم السياسيين.. انتهى المنهج السلمى، وحل مكانه نزوع وميل لاستخدام العنف.. وكان نتيجة ذلك كله ثورة and#1635;and#1632; يونيو، اليوم الذى سقط فيه قتلى من المتظاهرين أمام مقر مكتب الإرشاد بالمقطم.

    عقب عزل مرسى فى and#1635; يوليو، نتذكر جيدا تلك الخطابات النارية والملتهبة وذلك التهديد والوعيد من على منصة رابعة والنهضة، وكيف كان الخطاب عدائيا واستعلائيا واشبه ما يكون بإعلان حرب..نتذكر أيضا كلمة البلتاجى «أنه سيتوقف ما يحدث فى سيناء، فى اللحظة التى يرجع فيها عبد الفتاح السيسى عن الانقلاب»..نتذكر كذلك من قال: «أنا بنذرك يا سيسى..انت حتحرق البلد..حتفجر مصر»..ومن قال: «سيكون هناك من يفجرون أنفسهم فى التجمعات، وتفجيرات بالريموت كنترول وسيارات مفخخة..وأنتم أقل من ذلك بكثير»..وكانت محاولة اقتحام دار الحرس الجمهورى، ثم المنصة، وما حدث فيهما من ردود فعل عنيفة أودت بحياة and#1633;and#1640;and#1634; قتيلا..ومع فض اعتصامى رابعة والنهضة، كان هناك عنف وقتل واقتحام أقسام شرطة وحرق كنائس وتخريب وتدمير وإشاعة فوضى.. وتتابعت أعمال العنف، كان آخرها قتل and#1634;and#1637; من الجنود أثناء عودتهم من العريش.

    وجاء تفجير سيارة مفخخة أثناء سير موكب وزير الداخلية بالقرب من منزله صباح الخميس and#1637; سبتمبر، ليؤكد أننا أمام تغير نوعى وتقنى عال..علينا انتظار نتائج التحقيقات..واضح أن الهدف هو كسر الشرطة، وإسقاط هيبتها فى محاولة اغتيال شخص الوزير، خاصة بعد الضربات الأمنية التى وجهتها لجماعة الإخوان، والتى يوجهها الجيش لبؤر العنف والإرهاب فى سيناء..الهدف يتضمن أيضا إعطاء انطباع أن مصر تعيش حالة فوضى، نتيجة عزل مرسى (!!)..المفتونون بنظرية المؤامرة يزعمون أن الداخلية هى التى خططت للعملية، حتى يظهر للعالم أن الدولة تحارب الإرهاب فعلا، وليس ادعاء، وكى يكون ذلك مسوغا لمزيد من إلقاء القبض على أعضاء التيار الإسلامى، وهو منطق متهافت، إذ ليس من المعقول أن يظهر وزير الداخلية- المنوط به حماية أمن المواطنين- أنه فشل فى تأمين نفسه، وبما يجعله موضع سخرية من المواطنين أنفسهم


    ----------------




    جدل: 'الإخوان' بين الحل وتبني العنف
    مراقبون يتوقعون أن جماعة الاخوان ستتفكك، ثم تنهار إذا تم حلها وحظرها وحل حزب 'الحرية والعدالة'.
    العرب [نُشر في 06/09/2013، العدد: 9312، ص(13)]

    محمود عزت عين مرشدا عاما بدل بديع

    محمود عزت عين مرشدا عاما بدل بديع
    مختار شعيب

    «الإخوان» بين الحل وتبني العنف

    ما مستقبل جماعة الإخوان بعد اعتقال مرشدها العام محمد بديع وتعيين محمود عزت، أشرس قياداتها من التيار القطبي مرشداً عاماً؟ إلى أين ستتجه في ضوء احتمالات حلها، هل ستتفكك ثم تزول من الساحة المصرية، أم ينجح عزت في لمّ شملها، وعندئذ هل ستتبنى استراتيجية العنف الشامل، أم تعود إلى العمل الدعوي والاجتماعي؟

    في ما يتعلق بالسؤال الأول هناك احتمالان: يتوقع مراقبون أن الجماعة ستتفكك، ثم تنهار إذا تم حلها وحظرها وحل حزب «الحرية والعدالة»، فهناك عوامل عدة ستؤدي إلى هذه النتيجة، منها أن الرأي العام حالياً مناهض لوجود الإخوان، وخاصة بعد ممارساتهم السلبية في حكم مصر. والمؤشر الثاني هو بدء تفكك الإخوان، خاصة في ضوء انشقاق قيادات مؤثرة في الجماعة، منهم محمد حبيب وثروت الخرباوي ومختار نوح وكمال الهلباوي وعبد المنعم أبو الفتوح وأنصارهم، بالإضافة إلى انشقاق مجموعة كبيرة من الشباب عقب ثورة 25 يناير، مشكلين ما يسمى «التيار الرئيسي»، فضلاً عن انشقاق مجموعة أخرى تسمى «إخوان بلا عنف»، وهؤلاء يتبنون الدعوة لإعادة النظر في الجماعة.

    and#9679; عبدالإله بلقزيز

    المسألة السياسية في صدر الإسلام

    الصدام السياسي الكبير بين أوروبا الاستعمارية والدولة العثمانية أعاد بناء

    الصلة بين الديني والثقافي وبين السياسي في وعي المستشرقين، ثم أتى صعود «الصحوة الإسلامية»، منذ الحرب العالمية الثانية، في مصر ثم في الهند، وفي سياقها قيام دولة باكستان على الفكرة الدينية؛ لكي يكرس تلك الصلة ومعها يرفع من درجة الانتباه إلى مركزية المسألة السياسية في الإسلام. على أن هذه الصلة ترددت أصداء الوعي الإسلامي المعاصر بها في كتابات محمد رشيد رضا المتأخرة، وخاصة في كتابات حسن البنا، وأبي الأعلى المودودي، وأبي الحسن الندوي، وسيد قطب، وتقي الدين النبهاني، بحيث بات مألوفا أن يتردد تعريف الإسلام بحسبانه دينا ودولة. وكان ذلك إيذاناً بميلاد ما دعي باسم الصحوة الإسلامية ومؤسساتها الحزبية المنتظمة تحت عنوان الإسلامية السياسية للمغالاة في التفكير والتطرف في الممارسة السياسية، فنشأت جماعات «الجهادية الإسلامية»، فقد بات مألوفاً التعبير عن مقولة الإسلام دين ودولة بمفردات أكثر حدة من قبيل: الإسلام مصحف وسيف.

    and#9679; محمد عابد الجابري

    «الاعتزال».. وهوية الدولة في المغرب

    معلوم أن نظريات ابن خلدون التي عرضها في مقدمته تتركز على أسباب قيام الدول وسقوطها وما يحدث فيها من العمران؛ ومعلوم أن آراءه في هذا الموضوع قد استخلصها من استنطاق تجربته السياسية في أقطار المغرب العربي، ومن تجارب الأمم، والتجربة الحضارية العربية الإسلامية بالتحديد. أما المحور التي تدور حوله نظرياته فهو العصبية والدولة في علاقتهما بالدعوة الدينية. وهذه العلاقة تتحدد عنده كما يلي:

    1 - العصبية تكون من الالتحام بالنسب أو ما في معناه، وفي مقدمة «ما في معناه» المصاهرة.

    2 - الغاية التي تجري إليها العصبية هي الملك

    3- الدعوة الدينية من غير عصبية لا تتم

    4 – أن الدعوة الدينية تزيد الدولة في أصلها قوة على قوة العصبية التي كانت لها من عددها

    إذا نظرنا إلى هذه التحديدات فإنه بالإمكان الربط بين سؤال ابن خلدون: «كيف تتكون الدول؟ وبين سؤالنا: كيف تتشكل الهويات، باعتبار أن «الدولة الوطنية» و»الهوية الوطنية» هما بمثابة سفحي جبل واحد. ومن هنا يمكن النظر إلى ما دعاه ابن خلدون بـ»الدعوة الدينية»، وما أطلق عليه اسم العصبية، يمكن النظر إلى هذين العنصرين بوصفهما يشكلان في ترابطهما ليس فقط «البنية الكلية» لـ»الدولة» بل أيضا لـ»الهوية الوطنية».

    and#9679; مهدي خلّجي

    إيران تخسر رهانها في مصر

    فشل حكومة الإخوان في مصر يمثل ضربة كبيرة لطهران. فقد قام الزعماء الإيرانيون بقطع العلاقات الدبلوماسية مع القاهرة في وقت سابق بعد توقيع الأخيرة معاهدة سلام مع إسرائيل عام 1979، وغالباً ما تعارضت السياسات المصرية اللاحقة مع مخططات طهران. على سبيل المثال، إن دعم الجمهورية الإسلامية العسكري والمالي لحماس منح النظام الإيراني نفوذاً في الأراضي الفلسطينية وما وراءها، لكن معارضة حكومة مبارك للحركة هدد هذا النفوذ. وتبعاً لذلك، حاولت طهران تحسين علاقاتها مع جماعة الإخوان وإيجاد أرضية مشتركة مع الجماعات الإسلامية داخل مصر وخارجها. غير أن جماعة الإخوان المسلمين فشلت في تلبية توقعات إيران، باعتراضها على موقف طهران من سوريا، ومن ثم فشلت في إحكام قبضتها على المستوى المحلي.

    والآن بما أن خصوم الجماعة قاموا بحشد الجماهير وعزل مرسي، فقد أصبحت إيران في وضع لا تحسد عليه: فمن غير المحتمل أن تجد طهران أي حلفاء بين اللاعبين السياسيين في مصر في المستقبل.

    and#9679; عبد الإله إصباح

    في العلاقة بين العلمانيّة ومفاهيم أخرى

    إذا كانت العلمانيّة تعني الفصل بين المجال السياسي والمجال الديني باعتبار أن المجال الأول مجال عام، والمجال الثاني مجال خاص يتعلق بما هو شخصي ولا يدخل ضمن مراقبة أي سلطة، فإن العلاقة بين المجالين لم تحقق الفصل المنشود في الغرب إلا بعد توترات دامية، ميزت العلاقة بين سلطة الكنيسة وسلطة الدولة اللتين امتزجتا في فترات تاريخيّة معينة، وهو امتزاج كان يعكس في كل مرة ميزانا للقوى بين السلطتين، الذي يكون أحيانا في صالح الكنيسة وأحيانا في صالح الدولة.

    وعلاقة الفصل المميزة حاليا لكلا السلطتين لم تكن الدولة هي التي تسعى لها دوما، بل إن الكنيسة أيضا كانت تسعى إلى ذلك الفصل، عندما ترى أن كيانها الخاص يصبح مهددا بالذوبان في علاقة امتزاج بين السلطتين لا تكون هي المهيمنة فيها. فالفصل لم يكن دوما مطلب الدولة، بل كان أحيانا مطلب الكنيسة حسب الظروف التاريخيّة المؤطرة للعلاقة بين الاثنين في كل مجال جغرافي خاص ضمن المجال الأوروبي



    -----------------

    محاكمة القرضاوي
    بعد ثورة الثلاثين من يونيو التي أطاحت بمرسي وزبانيته، اكتشف المصريون أنهم ليسوا بمعزل عما يتم التخطيط له خارج حدودهم.
    العرب الحبيب الأسود [نُشر في 07/09/2013، العدد: 9313، ص(24)]
    الخبر القادم من القاهرة يقول إن المستشار هشام بركات، أمر بإحالة بلاغ يتهم يوسف القرضاوي بالخيانة العظمى، والتحريض على العنف والقتل بين أبناء الوطن، والاستقواء بالدول الغربية، لخلق رأي عام دولي في مواجهة مصر، إلى نيابة الاستئناف لاتخاذ اللازم قانونا والتحقيق فيه.
    وجاء بالبلاغ الذي تقدم به الصحفي طارق درويش رئيس حزب الأحرار، أن القرضاوي اعتاد إطلاق تصريحات إعلامية تحرض على العنف وقتل الأبرياء واستخدام السلاح والتطرف الفكري والاستقواء بالدول الغربية، وتحريض الجنود بالقوات المسلحة على الانقلاب ضد الفريق أول عبدالفتاح السيسي.

    والحقيقة أن القرضاوي لم يكتف بالتحريض على مصر، وإنما على دول عربية أخرى، وسعى جاهدا إلى تدميرها بفتاواه المعدّة على مقاس الطموحات التوسعية القطرية، وحلم جماعة الإخوان بالهيمنة على المنطقة، غير أن الأشقاء المصريين لم يدركوا حقيقة اللهب إلا عندما اقترب من خيمتهم، وأنا أعذرهم على ذلك، فمصر كانت دائمة منغلقة على نفسها إعلاميا وثقافيا، وأغلب المصريين كانوا يرون في قناة "الجزيرة" جهينة الخبر اليقين، وفي القرضاوي عالم الدين وداعية السابقين واللاحقين، وفي العريفي والقرني وسويدان أحبّاءهم الصادقين، وفي قطر الدولة التي لا تطمح إلا إلى مساعدتهم ودعمهم من باب الأخوة العربية وكأنّها الإمارات أو الكويت أو السعودية.

    وبعد ثورة الثلاثين من يونيو التي أطاحت بمرسي وزبانيته، اكتشف المصريون أنهم ليسوا بمعزل عما يتم التخطيط له خارج حدودهم، وأن بلادهم مستهدفة، وجيشهم في مرمى المؤامرة، ووحدتهم الوطنية في خطر، وأن الإرهاب على الأبواب، والتدخل الخارجي ممكن، وله دعاة ينادون به وإليه، وأدرك أهل المحروسة أن لا صدق يصدر عن "الجزيرة" ولا رشد ينبع من القرضاوي ولا خير يأتي من قطر، وأن الإخوان ومن والاهم يعادون الوطن ويكفرون بالوطنية.

    ولذلك كان لابدّ من الثلاث: محاكمة القرضاوي، إغلاق "الجزيرة مصر مباشر" ومكاتب الفتنة وتفكيك شبكة التآمر، وتحذير قطر من مواصلة السير في طريق عدائها لمصر وتآمرها ضد المصريين.




    -----------------

    جماعات الموت

    محمد صابرين



    1
    لقد افترقت الطرق بيننا وبين جماعات الموت‏,‏ فلم تعد هناك خرافة تسكن عقولنا بشأن الذين حملوا إلينا الموت والخراب والدمار باسم الدين‏,‏ ولم تبق في النفوس سوي حسرة الندم‏,‏ وفي العقول إلا أسئلة تبدد الخرافة التي انتشرت منذ زمن طويل بأن جماعات الإسلام السياسي تحمل الخير وترجو وحدة الأمة‏,‏

    وهي رصيد لها لا عليها, وأخيرا أنها ترغب في الانخراط في العملية السياسية السلمية, وانها لن ترفع السلاح في حالة الخلاف السياسي, وستقبل التداول السلمي للسلطة, إلا أن هذه جميعا ثبت أنها محض خرافات في عقول الغالبية من المصريين.
    ففي الآونة الأخيرة تبددت أكذوبة السلمية والإيمان بالديمقراطية وتداول السلطة وظهرت عملية الاستقواء بالخارج, بل واستدعاء الجيوش الأجنبية, كما غمر مصر والمصريين الخير الذين يحملونه لمصر في شكل حرق مصر واعتداءات بالأسلحة الرشاشة علي المواطنين الآمنين في شرفات منازلهم, وحرق الكنائس وتدمير المحال,
    والآن جاء الدور علي توزيع القنابل والسيارات المفخخة, ولقد صدق محمود غزلان المتحدث باسم جماعة الإخوان عندما هدد الشعب المصري بأكمله بأنه سيأتي زاحفا يطالب بالعفو! وبعدها بساعات بدأت عملية ترويع الشعب وتأديبه لأنه تجرأ وعزل الرئيس مرسي وجماعته من حكم مصر, واذا لم تكن عمليات التحريض والقتل والقنابل والسيارات المفخخة تورطا مباشرا وسافرا فهل يمكن أن نتهمهم مثلما سبق لهم اتهام جبهة الإنقاذ ـ بتوفير الغطاء السياسي للعنف والخراب الذي يضرب مصر بأيدي الأهل والعشيرة, وأنصارهم.. أم أن كل ما نراه الآن هو بأيدي جماعات الذين هبطوا من السماء, أو محض خيال من أعمال المخرج خالد يوسف!
    وبالطبع سارعت الجماعة وأخواتها لتعلن عدم مسئوليتها عن محاولة أغتيال وزير الداخلية, والمدهش أن الجماعة الإسلامية ـ التي روعت المصريين بكل أشكال العنف من قبل ـ كانت الأسرع هي وذراعها السياسية حزب البناء والتنمية في الإدانة, وقالت ان التفجيرات فضلا عن انها قد تؤدي إلي اراقة دماء لايصح شرعا إراقتها, فإنها ستفتح بابا من الصراع الدموي بين أبناء الوطن الواحد قد لاينغلق قريبا, وهو ما يجب أن تتكاتف جميع الجهود لمنع حدوثه, وهنا لابد من الإشارة إلي ان جماعة الاخوان هي أول من أهدي لنا الاغتيالات السياسية والتنظيمات السرية المسلحة, كما أن الجماعة الإسلامية هي أول من اغتال رئيس الدولة المصرية في العهد الحديث, ومنذ هذه السنة غير الحميدة ومازال باب الدماء مفتوحا.
    ومن المثير للتساؤل هذه الجملة التي وردت في بيان الادانة, وشددت الجماعة علي اختلافها الكلي مع السياسات الأمنية المتبعة إلا انها ترفض في الوقت نفسه حل اي خلاف سياسي إلا عن طريق المعارضة السلمية واحسب ان الجملة ملغومة ومتفجرة لانها وضعت سلطة البلاد الشرعية, علي ذات المستوي الاخلاقي مع من يقومون بالتفجيرات! وهذه إن لم تكن الغطاء السياسي للعنف فماذا تكون؟!
    ولعل ما يدعم تفسيرنا هو قول الجماعة ان الحادث يزداد خطورة اذا كان هذا التفجير يقف وراءه من يريد قطع الطريق امام اي مصالحة بين ابناء الوطن وايجاد ذريعة لممارسة المزيد من الإجراءات القمعية ضد المعارضين بدعوي مواجهة الإرهاب! ومرة أخري فأن مثل هذه البيانات تفتح الباب لمزيد من الإرهاب بدعوي المظلومية ودعوي وجود مؤامرة, والغريب أن في كل مرة يحدث خلاف سياسي فإن هذه الجماعات تسارع بالقتل والدمار والاغتيالات والآن السيارات المفخخة, ويتناسي هؤلاء أن الابرياء هم من يدفعون الثمن, وان بضاعتهم المسمومة والقاتلة لم تحل أي نزاع!
    ويبقي أن الشعب في غالبيته قد لفظ جماعات الموت هذه, ويأمل في ان يعود الذين ضللوا إلي حضنه قريبا, ولهؤلاء الذين لم تزل قلوبهم زائغة نسوق إليهم رأي د. ناجح ابراهيم الذي عاد إلي الحق, فهو يقول اننا نعلم ابناءنا دائما فقه الموت لنحكم الناس بالدين من خلال السلطة, فنحصل علي الموت ويضيع الدين, ولاتأتي السلطة ابدا. ويختتم بالقول لابد ان نعلم الأجيال القادمة فقه الحياة.. وانه من الجبن والحمق أن تموت الآلاف دون أن تقدم لاسلامها ولا اوطانها ولا أسرها شيئا نافعا في الدين أو الدنيا أو ان تموت دون جدوي. نعم انها جماعات بضاعتها الموت فقط!


    -------------



    ممدوح الولي

    عبد الناصر سلامة


    الخبراء يكشفون للأهرام علاقة الجماعة بتنظيم القاعدة:
    الإخوان مولت تدريب جهاديين بليبيا لاغتيال مسئولين مصريين

    كتب ـ إسماعيل جمعة‏:‏


    كشفت محاولة اغتيال وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم عن حقيقة العلاقة السرية بين تنظيم القاعدة وجماعة الإخوان‏,‏ وأكد خبراء الأمن أن الجماعة وفرت للقاعدة وباقي التنظيمات الإرهابية مناخا ملائما لفرض السيطرة وإدارة العمليات الإجرامية من داخل الأراضي المصرية‏.‏



    وقال اللواء خالد مطاوع, الخبير الأمني والاستراتيجي, إن علاقة جماعة الإخوان وباقي التنظيمات الإرهابية قد مرت بمراحل عديدة سواء في الداخل أو في الخارج, مشيرا إلي أن تلك العلاقة بدأت في السبعينيات من القرن الماضي من خلال لجنة الطلبة التي أنشاها المرشد الثالث للجماعة عمر التلمساني1973 ـ.1986


    وقال إنه رغم انبثاق تلك الجماعات الإرهابية من عباءة الإخوان إلا أنها رفضت أي تقارب معها إبان الحرب الأفغانية عندما قام أيمن الظواهري وبعض عناصر تنظيم الجهاد بالتعدي علي المرشد العام الخامس للجماعة مصطفي مشهور96 ـ2002 خلال محاولته التواصل مع الجهاديين العرب في أفغانستان وباكستان, وكان ذلك بغرض الحيلولة دون تمكن الجماعة من التواصل مع تنظيم القاعدة وأسامة بن لادن تحديدا بدعوي وجود خلافات فقهية بين التنظيمين.

    وأكد أن تغييرا ملموسا قد حدث عقب تولي محمد مرسي رئاسة الجمهورية وقيامه بالإفراج عن عدد من المعتقلين علي ذمة قضايا متعلقة بالإرهاب والسماح لإرهابيين آخرين بالعودة إلي مصر دون ملاحقتهم أمنيا, وأوضح أن هناك معلومات بأن ما حدث مع هؤلاء الإرهابيين كان في إطار صفقة حدثت بين الجماعة وتنظيمي القاعدة والجهاد مقابل الحصول علي الدعم الأمريكي للوصول إلي سدة الحكم في مصر والمنطقة العربية بالكامل.

    وقال إن الصفقة شملت فتح قنوات اتصال مع تنظيم القاعدة والجماعات والتنظيمات المنبثقة بما يسمي بالجبهة العالمية لمحاربة اليهود والصليبيين التي تأسست في عام1998 بمشاركة العديد من التنظيمات العربية وتنظيم الجهاد والجماعة الإسلامية المصرية, وبالتالي تمكنت جماعة الإخوان بواسطة محمد مرسي كرئيس للجمهورية من مد يدها للجماعات الإرهابية والتواصل معها وإنشاء بنية تحتية لها بمنطقة سيناء وليبيا, مشيرا إلي أن قدرات الجماعات الإرهابية قد عززها النشاط الملموس الذي قام به محمد الظواهري شقيق أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة الحالي الذي يرتبط بصلة قرابة مع أحد كبار موظفي القصر الرئاسي في عهد محمد مرسي.

    وأكد أن هذا الموظف كان يعمل كهمزة وصل بين القاعدة والإخوان في مصر ليكون قناة الاتصال المباشرة مع أيمن الظواهري, وأكد أن تنظيم القاعدة أسس بالفعل فرعا له في مصر تحت مسمي السلفية الجهادية بقيادة بعض رموز تنظيم الجهاد ممن سمح لهم بالعودة إلي مصر في عهد الإخوان.

    وكشف عن أن القاعدة كلفت أحد قيادات تنظيم الجهاد بالخارج بالتمركز في الأراضي الليبية لإنشاء معسكرات تدريب علي عمليات الاغتيال ممولة من الإخوان, مشيرا إلي أن تلك التمويلات كانت سببا في تكليف القاعدة بتنفيذ عمليات داخل العمق المصري بهدف إثارة الفوضي وفرض حالة من عدم الاستقرار بعد عزل مرسي ومعاقبة الشعب المصري المؤيد لخارطة الطريق.

    وأكد أن تسهيل وجود تلك المنظمات في عصر الإخوان أدي إلي الحيلولة دون توقع الأهداف التي يسعون إلي تنفيذها, مطالبا الأجهزة الاستخباراتية بالعمل علي جمع المزيد من المعلومات لاحباط تلك المخططات الإجرامية, مؤكدا أن أجهزة الأمن استعادت نحو80% من قدراتها, وأن السرعة في ملاحقة باقي العناصر الإجرامية, سوف تؤدي إلي احباط باقي المخططات التي يعملون علي تنفيذها في المستقبل.

    من جانبه قال أسامة هيكل, وزير الإعلام الأسبق, إن الإخوان لم توفر بيئة لتنظيم القاعدة فقط, ولكنها وفرت تلك البيئة الخصبة لتواجد كل التنظيمات الإرهابية تحت مسمي الإسلام السياسي وأبدي تحفظه علي هذا المسمي, مشيرا إلي أن قرارات العفو الرئاسي التي أصدرها مرسي في حق عدد كبير من الإرهابيين بدلا من تشديد العقوبات عليهم أدي إلي إعادة إحياء نشاط هذه المنظمات الإرهابية علي أرض مصر. وأوضح أن الهدف من إحياء نشاط هذه الجماعات الإرهابية كان ضمن خطة الإخوان لمواجهة أي تيارات مدنية مناهضة لها في المستقبل واستبدال المؤسسات الأمنية الرسمية بهذه الميليشيات وهو ما كان سيؤدي حتي إلي افشال الدولة المصرية وانهيارها تماما, والإخوان لم يكن يخطر ببالهم أن تكون نهايتهم بهذه السرعة, مشيرا إلي أن القوات المسلحة وقفت وتصدت إلي تلك المخططات وأحبطتها في مهدها.

    وقال هيكل إن كل الأعمال الإجرامية التي ترتكب علي الأراضي المصرية بعد رحيل نظام الإخوان يتحملها الإخوان جملة وتفصيلا, لأن الجماعة هي التي مكنت هذه التنظيمات خاصة تنظيم القاعدة من التوغل في مصر, مشيرا إلي أن العمليات الانتقامية التي تقوم بها هذه التنظيمات الإرهابية يرجع بالأساس إلي التضييقات الأمنية والعمليات الواسعة التي تقوم بها القوات المسلحة في تطهير سيناء من البؤر الإجرامية, وأوضح أن الجيش لا يعلن عن نتائج عملياته بسيناء لتفويت الفرصة أمام هذه الجماعات الإرهابية في إعادة تنظيم صفوفها


    ---------------
                  

09-11-2013, 10:17 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)

    القيادى الاخوانى السابق ثروت الخرباوي : الاخوان مصابون بمرض متلازمة رابعة

    September 11, 2013

    ثروت الخرباوي(صحف)

    اعتقال الشهداء

    ثروت الخرباوي

    ستجدون منى فى هذا المقال عبارات حادة على غير العادة، فوالله لقد مُلِئ الوطاب، وضاق الصدر، فيوم أن ترى مرض «متلازمة رابعة» وقد تحكم فى البعض، ساعتها يجب أن تثور فى وجه هؤلاء المرضى لعلهم يفيقون، ولكن ما الحال وهم لا يعترفون بمرضهم، ويظنون أنهم أصحاب البصيرة والوعى والفهم، إذن فلتلتمسوا لى العذر، فأنا لا أحب أنصاف الحلول، ولا أحب من يمسك العصا من المنتصف، الذى يمسك العصا من المنتصف هو من يحب الرقص، كما أننى لا أحب تلك الكائنات اللزجة التى تخرج علينا بين الحين والحين لتتحدث حديثا ناعما يبدو فى ظاهره أنه حديث العقل والتنظير وكأنهم حكماء عصرهم، فيقول أحدهم وهو يرتشف القهوة من فنجاله المزخرف: لقد أحرق الأقباط كنائسهم والإخوان برءاء، ويقول الآخر وهو يعبس بوجهه ليبدو عميق الفكر: لقد هاجمت الشرطة الأقسام وقتلت رجالها والإخوان برءاء، فيقفز الثالث صائحا وكأنه خطيب عصره: لم يفجر الإخوان موكب وزير الداخلية إنما فعلها الوزير نفسه ولكن الإخوان برءاء، بسم الله ما شاء الله، ما هذه الفصاحة والنباهة والذكاء، يبدو أن الله أعطى هؤلاء بسطة فى الفهم والعلم! فعرفوا الشىء من نقيضه.

    ولقد حار فهمى، ونظمى ورسمى، فى أولئك الذين يعيشون على كوكب آخر فلم يروا هؤلاء البربر وهم يقومون باحتلال إشارة رابعة ويقطعون الطريق ويتلفون الممتلكات العامة ويخطفون المواطنين ويعذبونهم، لم يروهم حين خطفوا ضابط شرطة ليعذبوه، وحين حملوا الأسلحة، وحين صعدوا على منصتهم ليكفروا المجتمع كله، ومع ذلك إذا بنا نلمح أحدهم وهو يحلل الأمر سياسيا فيقول وقد عبس وبسر وأرغى وأزبد: لقد كان من قطعوا الطريق وحفروه وأتلفوا الممتلكات العامة سلميين! وآية ذلك أنه لم يُعثر معهم إلا على أسلحة قليلة!.

    لم يُعثر على أسلحة لديهم إلا القليل! هذا والله شىء حسن، إذا مفهوم السلمية هو الأسلحة القليلة الخفيفة، وبالتالى لا يجوز للشرطة فضهم بالقوة، فإذا أطلقوا على الشرطة الرصاص وقتلوا وأصابوا منهم فيجب على الشرطة أن تراعى حقوق الإنسان الإرهابى وتوجه اللوم الشديد للضباط المقتولين والجنود الغلابة لأنهم تجاسروا وتجرأوا ووقفوا أمام رصاص الإرهابيين السلميين، أليست فى قلوبكم رحمة يا رجال الشرطة!.

    وكان من المؤذى لمشاعر الإرهابيين السلميين أن منعتهم الشرطة من احتلال مطلع كوبرى أكتوبر من ناحية مدينة نصر، وكيف تمنعهم من احتلال مطالع الكبارى وهم أهل السلمية ودعاتها، فإذا قامت الشرطة بواجبها بمنعهم كان ولابد للسلميين أن يقتلوا النقيب شريف برصاصة فى رأسه من قناص إخوانى سلمى، ذلك أنه أراد أن يمنع حقوق الكائن الإخوانى السلمى فى التخريب.

    لا والله! ونعم السلمية! أكرم بها وأنعم يا أصحابى، هيا بنا نحفر الطريق، هذه سلمية بلا شك، هيا بنا نحتل مدرسة ونحولها إلى مرتع للماشية، تلك سلمية بالأكيد ! هيا بنا نفتش الرائح والغادى من المارة ومن السكان ونجعل من أنفسنا سلطة عامة ونجعل المنطقة كلها خاضعة لقانون طوارئ خاص، ونبيت فى مداخل العمارات ونقضى حاجتنا فى الطريق ونستحضر الأطفال الصغار الذين يستقبلون الحياة ونكتب على ملابسهم مشروع شهيد ونغطيهم بالأكفان، أليست كل هذه المظاهر سلمية بنت سلمية، دعك طبعا مما تعرفه ويعرفه الكافة أن التعذيب والقتل كان دائرا داخل هذه التجمعات لكل من يشكَّون فى أمره، ولكنه القتل السلمى، ألم تسمعهم حضرتك وهم يقولون «شجرة الإسلام لا يرويها إلا الدم» إذن من الطبيعى أن تسيل الدماء بشكل سلمى! ألم يقل أحدهم: «سنقاتل حضارتكم الفاجرة» طبعا القتال سيكون سلميا! وبسلمية تامة قال أحدهم وهو يمضغ الكلام كما يمضغ القات: «الإرهاب سيتوقف فى سيناء فى اللحظة التى سيعدل فيها السيسى عن الانقلاب» هو طبعا يقصد الإرهاب السلمى.

    آهٍ منك أيتها الشرطة التى ألقيتِ آلاف المنشورات الإرهابية على السلميين البرءاء من قاطعى طريق رابعة، وكم كان جبروتك عندما طلبتِ منهم مغادرة مكان قطع الطريق بأمان، ما هذا العنف المفرط؟ أليس لكم أخوات إرهابيون سلميون؟ ثم كانت الطامة الكبرى يوم فض الاعتصام، لقد وصلت القسوة منكم إلى حدها الأعلى لدرجة أنكم يا شرطة طلبتم عبر مكبرات الصوت أن يذهب كل واحد من المعتصمين إلى حال سبيله إلا من صدرت ضدهم أوامر بالقبض من النيابة، ساعتها، وألف آهٍ من ساعتها، أصر السلميون الصادر ضدهم قرارات القبض على الاستمرار فى الاعتصام، وأخذوا يصيحون سنضع أجسادنا أمام المدرعات، اقتلوا منا من تريدون، نحن فداء للإسلام، ثم فر القادة هاربين بعد أن أخرجوا الجثث المكفنة وألقوها على قارعة الطريق، وأمروا أتباعهم بإطلاق الرصاص على الشرطة، ولكن انتظر، لدينا هنا معضلة، جماعة الإخوان الإرهابية السلمية كانت تقول إن قتلاها شهداء وإنها لا تكفن شهداءها، فكيف تم تكفين هذه الجثامين ولماذا؟ هل هم من الذين قتلتهم الجماعة السلمية؟ فهم عندها ليسوا شهداء! لا طبعا المسألة فيها سر آخر فإنك لا تعلم أيها القارئ أن هذه الجثامين كانت لمن قتلتهم الشرطة، ولكن الرصاصة كانت تخرج من الشرطى وهى تحمل معها الكفن، فتقوم بقتل الأخ الشهيد ثم تقوم بتكفينه فورا.

    وبعد المناشدات بالمكبرات الصوتية والرجاء قضى الأمر الذى فيه تستفتيان ووقع يومها من الشرطة اثنان وأربعون قتيلا، ومن الإرهابيين السلميين فى كل من رابعة والنهضة مائة وعشرون، ولكن لأن الواحد من السلميين الإرهابيين بألف مما تعدون لذلك تحول عدد قتلاهم إلى بضعة آلاف، أليست جماعتهم ربانية؟! ومن الآيات الإلهية التى أرسلها لنا الله هى أن القيادى الإخوانى مصطفى الغنيمى كان قد استشهد فى أحداث رابعة، إلا أن الشرطة الغادرة الآثمة قامت باعتقاله وهو مختبئ بعد استشهاده بعدة أيام، ونفس الشىء فعلته مع الشهيد حسام أبوالبخارى، يا لها من شرطة متجاوزة فى العنف، هل وصلت بهم القوة المفرطة لحد أن تقوم باعتقال الشهداء!.


    ----------------

    قيادة الإخوان البائسة لا تريد الاعتراف بخطاياها وذنوبها وتريد أن تغسل ذنوبها بدم شباب الإخوان

    September 9, 2013

    0002(صحف)

    تقرير مصير الإخوان

    عبد الحليم قنديل

    لا أحد ينكر وجود تيار قوي غالب في المجتمع المصري الآن يرفض وجود جماعة الإخوان من أصله، ويسعى ـ قبل فصائل السياسة ـ لإقصاء الإخوان واستئصال وجودهم السياسي، والمثير أن قيادة الإخوان البائسة تعمل من دون أن تدري لخدمة هدف الاستئصال نفسه .

    صحيح أن قيادة الإخوان ليست في عافية هذه الأيام، وأن كثيرا من أعضائها غابوا وراء أسوار السجون، وأن حملات القبض تتواتر تباعا، وتهدف إلى كسر الحلقة الوسطى من كادر الجماعة، وترك الأطراف والقواعد تتصرف عشوائيا، وهو ما بدت آثاره ظاهرة في التواضع المتزايد لحشود المظاهرات والجمعات الأخيرة، إلى حد تحولها إلى مجال للتندر على خيبة جماعة الإخوان، التي اشتهرت في ما مضى بطاقتها التنظيمية والمالية الهائلة، ومقدرتها المميزة على تنظيم حشود مليونية الطابع، لكن جغرافيا المظاهرات التي تنحسر بشدة، وتواضع أعداد المشاركين، والضعف الخلقي لحلفاء الإخوان، والنفور الشعبي المتزايد، كل ذلك يخلق بيئة مناسبة لازدهار أفكار استئصال الإخوان، ومعاملتهم كطائفة منبوذة، وإلى حد انتشار أغنيات عنصرية، تصور الإخوان كشعب ودين آخر، وكأنهم ليسوا من الشعب المصري، ولا من أتباع دين الإسلام، ولا يمكن إغفال دور الإعلام المحرض على الإخوان، لكن قيادة الإخوان نفسها تلعب دورا مغذيا لحملة التحريض، فلم تنتقل بعد من حالة الصدمة إلى حالة الإفاقة واسترداد الوعي، ودخلت في وضع التخبط والتخشب. صحيح أن تنظيم الإخوان الداخلي على قدر هائل من المرونة، وأن كل قيادة أصلية لها ثلاثة من القادة الاحتياطيين، وأن تزايد أعداد المغيبين وراء الأسوار لا يوقف عمل التنظيم، فثمة قيادة احتياطية جاهزة، وهي تعمل بصورة جماعية وقطاعية الآن، لكن هذه القيادة الاحتياطية الميدانية ليست مفوضة، على ما يبدو، بالتصرف السياسي، وتنتظر أمرا لم يصدر بعد من مرشد له السمع والطاعة، وسواء كان من المرشد الرسمي محمد بديع المحتجز في السجن، أو من المرشد الاحتياطي محمود عزت الهارب المطارد، أو من المرشد السري القابع في مكتب لندن، الذي يشغل موقع الأمين العام لتنظيم الإخوان الدولي، وحيث تتقاطع مصالح دول وأجهزة مخابرات كبرى، وتتدفق الأموال بلا حساب، وبهدف وحيد هو إرباك الوضع في مصر، ودعم جماعات الإرهاب شرق سيناء، والتواصل مع مجموعات إخوانية سرية مسلحة في القاهرة وعواصم الوجهين القبلي والبحري، والمحصلة: عنف متفرق لا يهز بدن الدولة المصرية الضخمة الراسخة، بل يبرر لها حق التشدد في إجراءات الطوارئ، ويحاصر جهد النجدة الحقوقية لمحبوسي الإخوان، ويقلص إلى أدنى حد من بقية تعاطف مع مظلومية الإخوان، أو ضد حالات استخدام القوة المفرطة من قبل السلطات، فلا أحد عاقل يبرئ ‘القوة المفرطة’ من مسؤولية جنائية مباشرة عن دم ضحايا الإخوان، لكن ‘الغباوة المفرطة’ لقيادة الإخوان مسؤولة هي أيضا عن دم شباب الإخوان، ولا يخلو الأمر من مصلحة قصيرة النظر لقيادة الإخوان البائسة، فهى لا تريد الاعتراف بخطاياها وذنوبها، وتريد أن تغسل ذنوبها بدم شباب الإخوان، وإشغال الشباب بتنظيم مظاهرات يومية صغيرة لا جدوى منها.

    ولكي لا يلتفتوا إلى محاسبة القيادة البائسة التى أوردتهم هاوية التهلكة، ولا تريد لهم أن يفيقوا إلى أمرهم، وأن يحفظوا ما تبقى من أمل في تجديد التنظيم الإخواني، فهؤلاء الشباب أسرى في سجن قيادة لا تحسن غير الوضوء والصلاة وتلاوة أوراد الصباح والمساء، فيما يبدو خيالها السياسي والتاريخي منعدما، وتبدو تقديراتها للموقف غاية في الضلال، فلا تزال تتحدث عن عودة مرسي وعودة الإخوان للحكم، رغم أن عودة مرسي والإخوان للحكم صارت مستحيلة، وبأي طريق كان، وسواء كان بطريق ‘العصيان المسلح’ الذي جربوه وفشلوا، يوم فض اعتصامي النهضة ورابعة العدوية، أم بطريق ‘العصيان الشعبي’، الذي جربوه حتى تآكلت مظاهراتهم، أم بطريق الفوز الانتخابي الذي كان ولن يعود، فقد انهارت أسهم الإخوان في بورصة الرأي العام المصري، والأسوأ أن مجرد وجود حزب معترف به للإخوان صار محل تساؤل وشك عميق .

    وبعيدا عن خطايا قيادة الإخوان التي لا تبرؤ منها، فإن مصير الاخوان يبدو مرتبطا بعوامل كثيرة، لعل أهمها يكمن في الوضع الداخلى لتنظيم الإخوان، فالإخوان بحاجة إلى ثورة داخلية كبرى، وتلك مهمة غاية في الصعوبة، فقد ضاع جهد 85 سنة من عمر أجيال الإخوان خلال سنة واحدة حكموا فيها مصر، وتبدت العورات مكشوفة للعيان، وظهر أن الإخوان مجرد خزان بشري هائل، لكن بلا كفاءات تلفت النظر. فليس في تاريخ الإخوان الطويل مفكر واحد باستثناء سيد قطب صاحب نظرية التكفير والمجتمع الجاهلي، الذي توارى ألقه الأول مع فناء طبعة الإخوان الأولى سياسيا في جولة الصدام مع عبد الناصر، ثم آلت القيادة ـ في طبعة الإخوان الثانية ـ إلى نفر من أتباع قطب ضيقي الأفق باهتي الشخصية، وبلا مقدرة نقدية على التجديد والخلق، وكان كل همهم مجرد السيطرة على امبراطورية اجتماعية للإخوان، واستنساخ عقليات مقولبة في مكتب الإرشاد ومجلس الشورى والمكاتب الإدارية، وطرد كل شخص تظهر عليه امارات التفكير المستقل أو التجديدي، كما جرى مع القيادي عبد المنعم أبو الفتوح، صاحب الدور الأكبر في تأسيس الطبعة الثانية للإخوان. ولم يسمح ‘الحرس الحديدي’ بنفوذ متضخم سوى لمليارديرات وعائلات ثراء تجاري كخيرت الشاطر وحسن مالك وآل الحداد، وكان لهذه السبيكة من فقر وتصحر التفكير مع الثراء المالي أثرها المدمر، خصوصا مع سيادة مبدأ السمع والطاعة، فانتهت الجماعة إلى وضع عظيم البؤس، وبدت الفجيعة كاسحة حين حكمت، فقد حكمت بالشهوة لا بالحكمة، وتعاملت مع الحكم كأنه فرصة إعارة لبلد خليجى غني، حكمت بمنطق الإعارة والإغارة على مفاتيح المال والسلطة، وأصيبت بتخمة قتلت شعبيتها الاجتماعية، وسهلت إزاحتها المبكرة عن الحكم، وحين وقعت الواقعة، فلم يفكر أحد من قادة الإخوان في الدرس والعظة والعبرة، فلم يتعودوا أن يفكروا لأنفسهم، بل تعودوا على تلقي الأوامر والتعليمات، ولم يكن لديهم من حل غير الدخول في حالة نفسية مرضية من إنكار الواقع، والاندفاع إلى صدام قد يفني الجماعة نفسها، والتعويل على تدخل أمريكى لإنقاذ الجماعة، وهو ما يفاقم حالة الغضب الشعبي من الإخوان، فأغلب المصريين الآن بين واحد من شعورين إزاء الإخوان، فإما أنهم يكرهون الإخوان أو يخافونهم، إلى حد تحولت معه فكرة ‘شيطنة الإخوان’ إلى وباء شعوري كاسح، وما من وسيلة لإيقاف التدهور سوى ظهور قيادة إخوانية متمردة ذات اعتبار، تقرر إزاحة القيادة المتكلسة، وتلهم شباب الإخوان في القواعد بأمل جديد، وبطبعة جديدة للإخوان تصالحهم مع المجتمع المصري، قيادة تطلّق بالثلاثة أوهام ‘أخونة مصر’، وتقوم على ‘تمصير الإخوان’ فكرا وسلوكا.

    ويبدو ظهور مثل هذه القيادة مما لا يرجح حدوثه، لكن الأمل لم يخب تماما بعد، فلا بد من تفكير جديد يقاوم نزعة ‘استئصال الإخوان’ السارية في المجتمع، ويتبرأ من أعمال العنف والإرهاب، ويسقط من حسابه كل من تثبت عليه تهمة جنائية، ويطلب الإنصاف لشهداء راحوا ضحية ‘قوة مفرطة’ من السلطة و’غباوة مفرطة’ من القيادة الإخوانية البائسة، فلا تزر وازرة وزر أخرى، والدم المصري كله حرام، ولا تفرقة تصح بين دم شباب الإخوان ودم شهداء الجيش والشرطة والمسيحيين المصريين، وصفحة العنف يجب أن تطوى كلها، فلن يكسب الإخوان بالعنف ما فقدوه بالسياسة، بل ان العنف ـ بالذات ـ قد يطوي صفحة الإخوان كلها، وعنصر الوقت هنا حاسم لنجاح أي مبادرة، فالذي لا يفهم ماضيه يكتب عليه أن يكرر مآسيه، وأن يعيشها إلى الأبد. وكما يصح القول في حق الإخوان، فإنه يصح بالدرجة نفسها في حق المجتمع والدولة، فالاستئصال والمطاردات الأمنية لن تفيد، وقد جرى تجريبها في أيام المخلوع مبارك، ومن دون أن تؤدي سوى إلى تضخم ظاهرة الإخوان، وهو ما لا تصح العودة إليه، تماما كما لا تصح العودة إلى ‘سبهللة’ وفوضى سياسية ودعوية سادت عبر العامين الأخيرين، فالدعوة الدينية كلها يجب أن تكون تحت قيادة الأزهر مع ضمان استقلاله، وأن يحظر على الدعاة أي انضمام للأحزاب السياسية، تماما كوضع القضاة ورجال الجيش والشرطة، وأن يجرى إنهاء بدعة الجماعات الدعوية أو المستترة بالدعوة كجماعة الإخوان، وأن يترك للمواطنين الإخوان ـ كما سواهم ـ حق إنشاء أحزاب لا تقوم على أساس ديني، ولا ترفع شعارات احتكار الإسلام، فالإسلام في مصر قضية مجتمع وليس دعوى لحزب ولا بضاعة محجوزة لجماعة.

    عبد الحليم قنديل

    كاتب مصري
                  

09-12-2013, 04:37 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)

    جدل: الحركات الإسلامية تفشل في الحشد الشعبي
    الحركات الإسلامية تخطئ إن اعتقدت أنها تتمتع بالدعم الشعبي لمجرد رفعها شعارات إسلامية تدغدغ بها عواطف الناس والشباب منهم بشكل خاص.
    العرب [نُشر في 09/09/2013، العدد: 9315، ص(13)]




    الجماعة في مصر تخسر مؤيديها

    and#9679; نوال السباعي
    اجتياح الحركة الإسلامية للسياسة؟

    تخطئ الحركات الإسلامية- كغيرها من حركات الإصلاح في المنطقة- مرتين إن هي اعتقدت أنها تتمتع بالدعم الشعبي لمجرد رفعها شعارات إسلامية تدغدغ بها عواطف الناس والشباب منهم بشكل خاص.

    مرة لأن الشارع في المنطقة العربية ينتمي إلى الإسلام حضارة، ويؤمن بالإسلام ديناً، ويوقن بأنه لا خلاص إلا بالعودة إلى المنظومة الإسلامية الأخلاقيــة في السلوك والمجتمع والحكم، ولكنه لا يثق في أية جماعة تبدو وكأنها اختطفت الإسلام لتجعل منه راية لثورات مسلحة، الهدف منها تغيير الأنظمة الحاكمة، أو شعارات حزبية سياسية بأهداف توحي بأن هذه الحركة الإسلامية أو تلك يمكنها أن تحل مشاكل الوطن والمواطن عن طريــق رفع هذه الشعارات. وتخطئ مرة ثانية لأن المواطن في المنطقة العربية يتمتع بقدر من الوعي السياسي يمكنه من فهم ملابسات اللعبة السياسية المعاصرة في المنطقة، ولا يودّ هذا المواطن أن يرى اسم «الإسلام» ملوثا بالدم أو بالسياسة المقترنة في أذهان الجميع بالفساد والعمالة والتبعية.

    and#9679; سلامة كيلة

    الخلافة وأوهام العودة إلى الوراء

    أسس حادث 11 سبتمبر 2001 لأن يصبح الإسلام السياسي هو القوة المواجهة لـ"الإمبريالية"، وأن يكون، مع دور حزب الله وتحرير لبنان سنة 2000، ثم دور حركة حماس ضد الاحتلال الصهيوني، هو القوة «البديلة» التي تعبّر عن «الشعب».

    وبهذا سيطر الإسلام السياسي على مشهد العقد الأول من القرن الواحد والعشرين.

    لقد ظهر وكأن الصراع «العالمي» هو بين «الغرب» والإسلام. وكان يبدو أن الإمبريالية الأميركية تعمل على تطبيق نظرية «صراع الحضارات» التي وضعها هنتنغتون موضع التطبيق. وهو الأمر الذي جعل بن لادن بديل غيفارا، والإسلام السياسي بديل «الشيوعية» واليسار، وأوجد رمزية في الوعي الشعبي لمصلحة هذا الإسلام، الذي تحدد في الأخير بالإخوان المسلمين بعد انهيار التجارب «الجهادية» في العديد من البلدان العربية.

    وبهذا أصبحوا قوة سياسية فاعلة، وتمتلك أموالاً هائلة، ولديهم رمزية تشير إلى أنهم «معارضة»، وضد أميركا و»إسرائيل». وضموا فئات تجارية قوية، وأسسوا لعلاقات اجتماعية عبر «العمل الخيري».



    and#9679; عزيز العظمة

    انتفاضات العالم العربي

    ليس خافياً على أحد أن السيناريو المثالي لحلّ الأزمات العربية لدى الولايات المتحدة وغيرها هو تحالف عسكري- إسلامي ضابط للأمن والمجتمع معا، مع اضطراب بين تال للهجوم على برجي نيويورك، اضطراب أذكاه الإسلام السياسي بوصفه فزّاعة حملتها الأنظمة العربية. والحال أن التخوف ليس مقتصرا على القوى الأجنبية، بل هو متوطن لدينا دولاً وأفراداً.

    إن تمدد الإسلام السياسي والتدين اليومي لدى قطاعات واسعة من الشعوب العربية- وهو أمر غير مقتصر على المسلمين- شأن آيل عن انسداد السبل وتقطع أسباب حماية النفس والمال والكرامة، وإزالة السياسة من المجال العام، وإضعاف وسائل الحماية الفردية والاجتماعية في مواجهة سلطات عاتية، تلك السبل التي وفرتها فيما مضى الأحزاب والنقابات والمنظمات الأهلية.

    وإن عودة الإسلام السياسي إلى البروز، في مصر مثلا ركوباً على موجات الانتفاضات التي تمت، هو المقابل السياسي لانسداد الآفاق السياسية الذي ترتجي السلطة الاستناد إليه.



    and#9679; بلال التليدي

    نقد مقولة: "الإسلام هو الحل"

    الإسلام هو الحل مقولة فضفاضة، تفتح الباب واسعا لطرح السؤال، خاصة في حقل التدبير السياسي والاقتصادي. إذ أن الإسلام لا يقدم بخصوص هذه الموارد سوى مبادئ عامة، ومقاصد كلية يمكن للاجتهاد البشري أن ينطلق منها ليفرع مئات الجزئيات وما دام الأمر متعلقا بالاجتهاد، فشعار الإسلام هو الحل حق قد يراد به باطل، إذ أن العقل الاجتهادي الذي ينسب اجتهاده إلى الإسلام قد لا يبصر مقاصد الشرع، وحينها يضيع الكسب السياسي من جهتين:

    * المطابقة بين الإسلام والاجتهاد في فهمه، فالاجتهاد قد يخطئ القراءة السليمة للواقع. وإذ ذاك تصبح عملية التماهي بين المراد الإلهي وبين الفهم البشري ذات خطورة بالغة، إذ ينسب الخطأ في الاجتهاد إلى الدين، فيعود هذا الأمر على شعار الإسلام هو الحل بالإبطال.

    * إذا ما ساوينا بين الاجتهاد الذي نقدمه للنص الشرعي، وبين الإسلام في مقاصده، وإذا اجتهد العقل الإسلامي في إقناع الناس بأن ذاك الاجتهاد هو عين الإسلام، وتبين بعد ذلك أن لهذا الاختيار نتائج كارثية على المجتمع، فالضرر لا يصيب الحركة الإسلامية وكسبها الاجتهادي والسياسي فحسب، وإنما يعود على الإسلام كله.



    and#9679; أحمد قرة

    الإخوان المحظورون والتنظيم السري

    إذا كان المعتقد الأساسي لجماعة الإخوان يبدو ذا تماسك ملحوظ، فذلك يرجع إلى ارتكازه على الرباط التنظيمي أو ما يطلقون عليه اسم «مجتمع النفوس المطمئنة» أو التنظيم السري كمصطلح أمني. وهذا المجتمع يستلهم فكرته الأساسية من مفهوم يقيني من أن النظام السياسي القائم يمثل عدائية فاسقة تنتهك الحياة والاعتقاد الإسلامي، وأنها مستمرة فقط لأن «المواطن أحمق ولكن المسلم حكيم».

    وهذا يتطلب من أعضاء هذا المجتمع السري انقضاضا لا يرحم للهيمنة والإخضاع لاستعادة فضيلة التقوى القديمة محل هذا الإثم الحديث.

    فهناك «إخوانية اجتماعية» يجب أن تستنزف في سياقها آليات المجتمع وأدواته السياسية وتبني مجموعة من الأفكار والمواقف التي تؤدي إلى تضخيم الهيكلية التنظيمية للإخوان بما يفوق حجمها الحقيقي لإقناع الشعب بأنهم الممثلين الوحيدين للمجتمع الإسلامي الأخلاقي مقابل النظام.



    -------------------

    الثورة بين العنف والإرهاب





    السيد يسين

    تمر بلادنا في الوقت الراهن في مرحلة حاسمة بعد ثورة‏30‏ يونيو التي قادتها حركة تمرد‏,‏ وبعد الدعم الجسور الذي قدمته القوات المسلحة المصرية بقيادة الفريق أول السيسي القائد العام للإرادة الشعبية

    التي عبرت عنها عشرات الملايين, لإسقاط الحكم الاستبدادي للإخوان المسلمين.
    وهذه المرحلة الحاسمة- لو أردنا أن نوصفها بدقة- لقلنا أنها الانتقال من العنف الثوري الذي صاحب ثورة25 يناير وما بعدها إلي الإرهاب الصريح, الذي وجه سهامه الغادرة ليس إلي كيان الدولة ذاته ومؤسساته, وإنما إلي مختلف طوائف الشعب المصري.
    وقد أتيح لي أن أتتبع يوميا أحداث ثورة25 يناير منذ اندلاعها, وسجلت تحليلي لأحداثها من خلال ممارستي لمنهج التنظير المباشر, وجمعت هذه التحليلات جميعا في كتابي الذي خرج إلي النور مؤخرا عن المركز العربي للبحوث وعنوانه25 يناير الشعب علي منصة التاريخ, تنظير مباشر لأحداث الثورة.
    وحين فاجأتنا الأحداث الإرهابية المتنوعة التي قام بها بعض أعضاء جماعة الإخوان المسلمين, وخصوصا بعد فض اعتصامات الجماعات المعتصمة في كل من رابعة والنهضة, أدركت أننا انتقلنا إلي مرحلة خطيرة وهي الممارسة الإخوانية للإرهاب ضد الدولة وضد المجتمع.
    وأعتبر هذه النقلة الكيفية من العنف إلي الإرهاب علامة فاصلة في مسيرة تحولات المجتمع المصري بعد ثورة25 يناير, والتي طالت القيم السياسية السائدة والسلوك الاجتماعي في الوقت نفسه.
    ولفهم التطورات التي أدت إلي الانتقال من العنف إلي الإرهاب راجعت ملف مقالاتي, فوجدت أنني رصدت مخاطر العنف الثوري مبكرا وعلي وجه التحديد في مقالتي التي نشرت في الأهرام في22 ديسمبر2011 بعنوان من الثورة السلمية إلي العنف الفوضوي, وقد قررت فيها بوضوح أن العنف السلطوي هو الذي أدي من بعد إلي ظهور صور متعددة من العنف الثوري المشروع, لاستكمال الثورة وفرض مطالبها العادلة في سياق اتسم بالمقاومة الشديدة, سواء من قبل بقايا النظام القديم أو من قبل القوي السياسية التقليدية, ورصدت مبكرا إدراك شباب ثورة25 يناير أنها سرقت منهم, وأن مسار الانتخابات التقليدية التي أسفرت عن هيمنة جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين علي المشهد السياسي لم يكن هو المسار الأمثل.
    ومن هنا نشأت فكرة أساسية هي أن الشرعية الثورية هي لميدان التحرير وليست لصندوق الانتخابات, والذي لا تعبر نتائجه عن الإرادة الشعبية.
    وفي ضوء ذلك أقيمت مليونيات حاشدة في ميدان التحرير, وسرعان ما دبت فيه الفوضي بعد انقسام القوي السياسية إلي قوي ثورية وليبرالية وقوي تعبر عن التيارات الدينية.
    وأخطر من ذلك أنه قامت مصادمات دموية بين ائتلافات ثورية متعددة وقوات الأمن, سواء في أحداث شارع محمد محمود التي نجمت عن محاولة الشباب الثائر اقتحام وزارة الداخلية, أو أحداث ماسبيرو وما صاحبها من أحداث عنف ووقوع ضحايا من الجانبين.
    وقد انتقدنا جبن قيادات الناشطين السياسيين والذي تمثل في عدم إدانة استخدام العنف, لأنه يعد انحرافا عن المسلك الثوري الحقيقي وممارسة للفوضي باسم الثورة, وخصوصا حين بدأت التقاليد التخريبية والتي تتمثل في قطع الطرق أو منع مرور السيارات في أماكن الاعتصام.
    ولقد تساءلنا هل هناك مجال للتوفيق بين الشرعية الثورية والشرعية الديمقراطية؟
    وظننا أن التوفيق ممكن إذا ما انتقلت القوي السياسية التي فازت في الانتخابات البرلمانية ونعني جماعة الإخوان المسلمين- التي تحولت في الواقع إلي حزب سياسي حاكم بعد انتخاب الدكتور محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة رئيسا للجمهورية- إذا ما امتثلت إلي الإرادة الشعبية وحرصت علي التوافق السياسي, ولم تنزع إلي الاستئثار بالسلطة السياسية المطلقة, وعملت في نفس الوقت علي تحقيق مطالب الثورة: غير أن الممارسة السياسية الفعلية أثبتت أن جماعة الإخوان المسلمين قررت لا أن تحكم البلاد فترة محدودة وقد يتغير حكمها بعد انقضاء السنوات الأربع الأولي, بل أن تغزو الدولة المصرية بجميع مؤسساتها وتغير تغييرا جذريا من تراثها المدني العريق ومن تقاليدها الراسخة, وهي أن تعمل لصالح الشعب وليس لصالح حزب سياسي حتي لو جاء إلي الحكم عن طريق الانتخابات.
    ومن هنا بدأ المشروع الإخواني المتكامل لأخونة الدولة وأسلمة المجتمع, والذي اتخذ صورة قرارات جمهورية خرقاء, أبرزها الاعتداء علي السلطة القضائية ومحاولة إلغاء الأحكام النهائية التي نصت علي حل مجلس الشعب, أو عن طريق قرارات إدارية لتسكين كوادر جماعة الإخوان المسلمين في المراكز القيادية لكل الوزارات والمصالح.
    وسرعان ما تبين لطوائف الشعب المختلفة أن استمرار حكم الإخوان المسلمين فيه خطورة بالغة علي كيان الدولة المصرية ذاتها, ومن شأنه إضعاف القوات المسلحة, بل وتفكيك المجتمع ذاته باصطناع شعارات دينية زائفة, والحلم بتحقيق مشروع وهمي هو تأسيس الخلافة الإسلامية, والذي سيحول الدولة المصرية إلي مجرد ولاية من الولايات الإسلامية التي سيحكمها الخليفة المنتظر!
    من هنا الأهمية التاريخية القصوي لثورة30 يونيو التي بادر بها شباب حركة تمرد, والتي سرعان ما انضم إلي ندائها عشرات الملايين, ونجحت الثورة فعلا في إسقاط حكم الإخوان المسلمين بعد عزل الدكتور محمد مرسي, وإعلان السيسي خريطة الطريق للانتقال إلي الديمقراطية الحقيقية وليس الديمقراطية المزيفة.
    وإذا كانت جماعة الإخوان المسلمين انتقلت من ارتكاب حوادث العنف إلي ممارسة الإرهاب بشكل منهجي, سواء ضد رموز الدولة أو مؤسساتها أو ضد جموع الشعب المصري من خلال حوادث تفجير عشوائية, فإنه يمكن القول بكل اليقين أن مشروع جماعة الإخوان المسلمين الذي استمر ثمانين عاما قد سقط نهائيا, وأن تيار الإسلام السياسي, هذا الاتجاه الذي خلط خلطا معيبا بين الدين والسياسة, قد فشل بالمعني التاريخي للكلمة, بالرغم من التأييد الأمريكي المطلق له.
    وذلك لسبب بسيط مؤداه أن إرادة الشعب الحقيقية أقوي من أي مشروع وهمي, وأصلب من أي تآمر دولي يحاول النيل من وحدة الشعب وسلامة حدود الدولة المصرية الراسخة


    -------------------

    في أول جلسة فعلية لـ "الخمسين"..
    الحرص علي مدنية الدولة‏..‏ والإبقاء علي المادة الثانية بالدستور




    كتب ـ بهاء مباشر ــ سامح لاشين ــ محمد فتحي‏:‏



    12



    4877

    طباعة المقال












    أقرت لجنة الخمسين لتعديل الدستور في أول جلسة عمل فعلية لها أمس برئاسة عمرو موسي‏,‏ القواعد الاجرائية واللائحة المنظمة لعملها‏.‏

    وشهدت الجلسة مطالبات بالحرص علي مدنية الدولة ونسبة العمال والفلاحين وإلغاء المادة219, وسط توجه عام برفض إنشاء الاحزاب علي أي أساس ديني أو طائفي.
    من جانبه, رفض الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية خلال الجلسة العامة للجنة الخمسين لتعديل الدستور اليوم فكرة الدولة الدينية بمصر مشيرا الي أن دستاتير مصر لم تعرف فكرة الدولة الدينية بل راعت النص علي أن الشريعة الأسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع أو الدين الأسلامي هو دين الدولة.
    وأضاف أنه رغم النص في المادة الثانية من الدستور علي أن الشريعة الاسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع إلا ان الدولة لم تنحرف اطلاقا لآن تكون دولة الدينية, والتي لا نحبذها.
    وقال الدكتور كمال الهلباوي نائب رئيس لجنة الـ50 إنه لا ينبغي أن يتلون الدستور بمطالب فئوية فالدستور هو بمثابة وثيقة للجميع لا مجال فيها للمطالب الفئوية أو التلوين.
    وأكد ضرورة أن يتضمن الدستور الجديد نظام تقويم للأداء ومحاسبة المسئولين من الغفير إلي الرئيس ولا مجال لتحمل الفشل30 سنة او حتي سنة واحدة.
    وقال سامح عاشور مقرر لجنة المقترحات والتواصل المجتمعي, إننا في موقف صعب حيث أن الجميع يترقب أعمال هذه اللجنة, واصفا لجنة الحوار المجتمعي أنها لجنة السهل الممتنع حيث انه من السهل الاجتماع بالجميع ولكن من الصعب أن نلبي كل الاحتياجات. وأضاف عاشور أن قيمة اللجنة أنه لا يوجد فيها فصيل واحد يستطيع أن يسيطر, وقال إن الثورة قامت ضد هذا الدستور وضد الاقصاء والاستحواذ الذي أراده هذا الفصيل الذي كتب دستور2012 وبالتالي لابد ان ننحاز الي دستور جديد, مشيرا إلي أن اللجنة لا تزايد علي أحد ولا تقبل أن يزايد أحد عليها في دينها أو في الوطن.
    وأشار إلي انه لابد ان يتضمن الدستور الكفالة الحقيقية للمواطن للدفاع عنه وان يكون له حق الدفاع ولا يمكن ان يقبل المجتمع ان يحاكم اي مواطن الا امام قاضيه الطبيعي. وأكد ضرورة ان تكون المادة الثانية هي الوحيدة المؤكدة علي الشريعة وأن لا يكون هناك زيادة أو نقصان أو تزيد علي هذه المادة.
    أما المستشار محمد عبد السلام مقرر لجنة باب مقومات الدولة فتتناول36 مادة مقترحة من لجنة الخبراء تخص المقومات السياسية والاجتماعية والاقتصادية, وشكل الدولة الحديثة. وطالب حسين عبد الرازق عضو لجنة الـ50, بضرورة الاستقرار علي مبادئ صياغة الدستور, والتأكيد بوضوح علي مدنية الدولة.
    وشدد الدكتور محمد بو الغار رئيس حزب المصري الديمقراطي الاجتماعي, عضو لجنة الـ50 علي ضرورة الوضوح في الصياغة والمساواة التامة بين المواطنين ووضوح فكرة العدالة الاجتماعية في الدستور, وتقوية المجتمع المدني والاحزاب والنص علي مبادئ الشريعة الاسلامية كما كانت في دستور.1971
    ودعا السيد البدوي رئيس حزب الوفد, وعضو لجنة الـ50, إلي ضرورة أن يضمن الدستور قيام دولة وطنية دستورية حديثة قائمة علي التعددية السياسية واحترام حقوق الانسان والحريات العامة ووضع آلية لكيفية تداول السلطة.
    وقالت مني ذو الفقار إن أهداف الدستور يجب أن لاتخل بحماية الحقوق وترتيب العلاقة بين السلطات بحقوق المواطن.
    وأكد علي ضرورة النص علي تكافؤ الفرص وأن يستبعد الدستور مصادر الفتنة مثل المادة219 والأحزاب التي تقوم علي اساس ديني كل ما يصدر ويهدد التماسك الاجتماعي ويهدد تماسك الوطن.
    وقال طالب جبالي محمد المراغي ممثل العمال في لجنة الخمسين إنه يجب الحرص علي نسبة العمال والفلاحين في الدستور الجديد, وأضاف: أسمع همزا ولمزا وكأن عمال مصر ينظر إليهم نظرة دونية, والعمال هم وقود ثورتي25 يناير و30 يونيو ولولا عمال مصر ما كنتم أصحاب الياقات البيضاء رافضا ما سماه النظرة الدونية.
                  

09-14-2013, 08:35 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)

    ياسر برهامى: أحد المشايخ قال لى «إيه يعنى لما يتقتل 10 ملايين فى سبيل الدولة الإسلامية؟»
    الإخوان وحلفاؤهم يسعون لتكرار التجربة السورية فى مصر.. والجيش خط أحمر ولا نرضى بانقسامه
    كتب : سعيد حجازى وحسين العمدةالسبت 14-09-2013 09:0

    ياسر برهامى ياسر برهامى

    قال الشيخ ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، إن تنظيم الإخوان وحلفاءه، يسعون لتكرار التجربة السورية والليبية فى مصر، وتقسيم الجيش المصرى، مضيفاً أنه قال لهم: «الناس غاضبون لأنهم اتعضوا فى لقمة عيشهم»، وحذرهم من تحويل المعركة ضد الإسلام، إلا أنهم رفضوا وقال أحدهم: «إيه يعنى أن يُقتل 10 مليون فى سبيل إقامة الدولة الإسلامية».

    وأضاف خلال أحد دروسه بمعسكر شباب الدعوة السلفية بمسجد الحمد بالإسكندرية، «سمعت أحد المشايخ التابعين لحازم صلاح أبوإسماعيل يقول: «وإيه يعنى أن يُقتل 10 مليون فى سبيل إقامة الدولة الإسلامية»، متابعاً: «هو عارف بيقول إيه؟ هو هيبقى فيه دولة أصلاً بعد مقتل هؤلاء عشان نقول إسلامية»، ووجه حديثه لتلامذته قائلا: «انتوا مش متخيلين 10 مليون يعنى إيه؟ يعنى كل 9 مصريين يتقتل منهم واحد».

    واستطرد «برهامى»: «الناس اتعضت فى لقمة عيشها عشان كده خرجت فى 30 يونيو، فهم لم يخرجوا ضد الإسلام، صحيح هناك بعضهم ضد الإسلام، لكن ليسوا جميعهم، وإنما ضد الإخوان، وليس الإسلام، وقد حذرناهم يوم 16 يونيو، وقلنا لهم هناك خطر حقيقى، فقالوا دى المظاهرة الـ25 ليهم، فقلنا إن الملايين هتخرج، فالإخوة فى المحافظات قالوا إن المظاهرات مهولة وأبلغنا الإخوان أن الخارجين لهم ظهير شعبى، إلا أنهم قالوا وإحنا معانا الناس بتوعنا، لكن الناس اللى خرجت فى 30 يونيو كانوا الأكثر قوة بنسبة 100% إلى 1% من قوة الإخوان، فمعهم القوة الحقيقية وهى (الجيش والشرطة، وجيش من البلطجية، ودول عربية وإقليمية) وكلهم ضد الإخوان، فضلا عن أن العالم الغربى ويشمل أوروبا وأمريكا لا يريدون الإسلام كما يعتقد الإخوان».

    وهاجم «برهامى»، قيادات التيار الإسلامى، لدعواتهم لتفكيك الجيش، وقال: «قالوا فى رابعة إن الأسطول السادس يتجه إلى السواحل المصرية وهتفوا الله أكبر، فالجيش المصرى غير الجيش السورى، لأن قيادات الأخير علوية فاجرة دمرت سوريا، ويستعملون الكيماوى وقتلوا حوالى 150 ألفا غير المفقودين والمصابين، وأنت -أى الإخوان- مستعد تخش فى هذه المعمعة وانت عارف المسار الليبى سقط فيه 70 ألف قتيل وعدد شعبهم 5 ملايين، وعندنا النسبة دى تعمل 13 مليون، فهل تريدون دفع البلاد إلى نفس المسار وتدفعونها إلى الخراب والفوضى؟».

    وأضاف موجهاً حديثه لـ«الإخوان»: «مينفعش تخش بسلاح، أو تضرب بدبابة، لتخرب البلد، وتفعل ما تفعله فى سيناء، وتنفذ تفجيرات فى كل مكان، لأنك لن تنتصر بكل ذلك، بل ستجلب البلاء على العمل الإسلامى، وهتخلص على الإسلاميين، ونصيحة لتنظيم الإخوان أن تتخذوا القرار الصائب فى الوقت المناسب، وأن تبقوا على أنفسكم ولو مرة واحدة، ولا تعرضوهم إلى سفك الدم بهذه الطريقة».

    وأكمل حديثه: «الغرب كان يتمنى أن يقف حزب النور مع الإخوان لينهى الجيش على الإسلاميين وبعدها يحاسبون قيادات الجيش بتهمة ارتكاب جرائم حرب، حتى يتخلصوا من القيادات الحالية وتظهر قيادات جديدة موالية لهم، حتى لا يكون هناك جيش سوى الإسرائيلى، ولذلك المراهن على انقسام الجيش المصرى مرفوض، لأنه خط أحمر، ولا نرضى بانقسامه حتى لو ظلم وبغى واعتدى، لأن انقسامه ضياع للشعب المصرى كله والدعوة والإسلاميين من ورائه، وموقفنا مبنى على أدلة شرعية وتاريخ».


    ------------------
    كمال الهلباوى: نسبة «الإسلاميين» فى مصر لا تتجاوز 5%
    ممثل التيار الإسلامى فى لجنة الدستور لـ«الوطن»: المادة 219 تفرق الأمة وسأطالب بإلغائها
    كتب : إمام أحمدتصوير : محمد نبيلالسبت 14-09-2013 09:28

    «الهلباوى» يتحدث لـ«الوطن» «الهلباوى» يتحدث لـ«الوطن»

    قال الدكتور كمال الهلباوى، ممثل التيار الإسلامى بلجنة الخمسين لتعديل الدستور، عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان، إن دستور 2012 لم يحقق الحد الأدنى من التوافق، وبه العديد من الملاحظات التى يجب تعديلها كى يعبر عن كل المصريين وهوية الوطن، وليس هوية تيار بعينه، وتوقع نجاح «لجنة الخمسين» فى أداء مهمتها لأنها متوازنة وتعبر عن تنوع المجتمع، حسب وصفه، وتضم كفاءات ومتخصصين عديدين.

    أجريت اتصالات مستمرة مع شباب الإخوان ونصحتهم بالبعد عن القيادة الحالية للتنظيم والاندماج مع شباب الثورة

    وأوضح «الهلباوى» أنه يشارك فى اتصالات مع إسلاميين وبعض المنتمين للإخوان، بهدف إنهاء العنف والوصول إلى حل سلمى، مضيفاً أنه على اتصال مستمر مع بضع شباب الإخوان، وينصحهم بالبعد عن القيادة الحالية للتنظيم والاندماج فى المجتمع ومع شباب الثورة، لافتاً إلى أن قيادات الإخوان فشلوا فى حكم مصر، ووضعوا شروطاً قاسية للمصالحة بعد 30 يونيو، حالت دون إنجازها، واعتبر أن فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة، كان ضرورياً.

    دستور 2012 لم يحقق الحد الأدنى من التوافق و«30 يونيو» ثورة عظيمة أكبر من ثورة 25 يناير.. ومن يصفونها بـ«الانقلاب» يُدلّسون

    مرسى


    قيادات الإخوان رفضت كل النصائح بفض الاعتصام ووضعت شروطاً قاسية للمصالحة

    and#9632; فى البداية.. ما رأيك فى تشكيل لجنة الخمسين لتعديل الدستور؟

    - تشكيل اللجنة هذه المرة أفضل من تشكيلها فى المرة السابقة، لأن التشكيل السابق كان يمثل فى أغلبه اتجاهاً واحداً هو «الإسلامى» رغم وجود بعض العناصر الأخرى القليلة التى انسحبت فيما بعد، أما التشكيل الحالى فهو يشمل جميع التيارات الفكرية بمصر. وهذا فارق أساسى بين تشكيل لجنة الدستور فى المرة السابقة وتشكيلها الحالى المتنوع والمتوازن.

    نحن نريد دستوراً يمثل كل المصريين وهوية الوطن، وليس دستوراً يمثل تياراً واحداً، أو اتجاهاً بعينه، أو يعبّر عن هوية حزب دون هوية الوطن ككل بثرائه وتنويعاته.

    and#9632; ما تقييمك لدستور 2012 الذى تستعدون لإجراء تعديلات عليه؟

    - دستور 2012 فيه العديد من العيوب والملاحظات التى لا تليق بمصر بعد ثورتين عظيمتين، ومحمد مرسى نفسه اعترف فى الخطاب قبل الأخير بأنه «دستور ليس محل توافق»، وسيجرى تشكيل لجنة لتعديل المواد المختلف حولها، لكن الوقت كان قد فات. وهو لم يستمع لكل القوى الوطنية والشخصيات السياسية الكبيرة الذين طالبوا بذلك مراراً وتكراراً. وهذا الدستور ما كان يجب أن يستمر بشكله الذى جرى الاستفتاء عليه، لأنه من «العيب» أن يكون الدستور الوطنى بهذا الشكل، دون أن يمثل كل المصريين، ولا يحقق الحد الأدنى من التوافق، وكان لا بد من تعديله بصورة واسعة.

    and#9632; ومن وجهة نظرك.. ما أهم تلك التعديلات؟

    - أمور عديدة، ربما يكون من الصعب حصرها الآن إلا بعد اجتماعات للجنة، لكن بشكل عام يجب أن نكون متواضعين، بلا استكبار أو استعلاء كما حدث فى اللجنة التى أخرجت هذا الدستور، وكتبت عنه أنه «أعظم دستور لأعظم شعب»، وأنا قلت إن هذا «ليس أعظم دستور ولا نحن أعظم شعب»، نحن شعب من الشعوب «المتخلفة والنامية»، وعليها أن تخوض مشواراً طويلاً وتعمل بصورة أفضل فى جميع المجالات، كى نصبح «أعظم شعب». التواضع والأدب من خلق الإسلام، ويجب أن يتسم بهما من يكتبون دستور البلاد.

    فى أول سطر من الدستور كتبوا: «هذا هو دستورنا.. وثيقة ثورة الخامس والعشرين من يناير»، وهذا لا يمكن أن يكون وثيقة ثورة 25 يناير، ولا اللجنة الدستورية كانت مشكّلة لتضع وثيقة للثورة، فوثيقة الثورة يكتبها الثوار أنفسهم، وليس أعضاء عيّنهم مجلس شعب باطل، فهذا مخادعة وتدليس.

    and#9632; ما موقفك من المادة 219 المفسرة للمادة الثانية من الدستور؟

    - أنا أرفض هذه المادة، وأقف ضدها. فطول الوقت كان الدستور ينص فى مادته الثانية على أن «الإسلام دين الدولة»، و«اللغة العربية لغتها الرسمية»، و«مبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع»، ولم يكن هناك اختلاف على هذا حتى بين المسلمين والمسيحيين. فظهر فى الوجود فجأة، نتيجة التيار الواحد الذى سيطر على اللجنة السابقة للدستور، هذه المادة المثيرة للجدل والاختلاف وغير المفهومة لعامة لشعب، ولا يفهمها إلا المختصون، وحتى هؤلاء يختلفون فيها.

    ولو سألنا أى اثنين من المواطنين، حتى المتعلمين والمثقفين: ما الأدلة الكلية؟ سيختلفون. ولو سألنا عن القواعد الأصولية والفقهية، لن يعرفوها أيضاً، المتخصصون والدارسون أنفسهم يختلفون فى مثل هذه النقاط، ومصادر «أهل السنة والجماعة» التى تذكرها المادة متنوعة جداً، ومُختلف حولها، فكيف نورد مادة مثل هذه فى الدستور. فأنا لا يمكن أن أضع فى الدستور شيئاً يفرّق الأمة، ويجعلها تختلف، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بالدين والشريعة. الدين الإسلامى هو دين الدولة الذى يفهمه ويعرفه الناس حتى لو لم يكونوا متخصصين. فقواعد الإسلام وأركانه الثابتة والمبادئ العامة للشريعة يعرفها الفلاح والعامل والناس جميعاً وليست محل اختلاف بين أحد. وهناك العديد من المواد الأخرى التى تحتاج للمراجعة، ولا يتسع المقام لذكرها.

    and#9632; هل أنت متفائل بعمل اللجنة الحالية وتضمن ألا تتكرر مأساة اللجنة السابقة للدستور برئاسة حسام الغريانى؟

    - أدعو الله أن يوفقنا جميعاً، وأن ننجز الدستور بشكل يليق بالمصريين وثورتهم العظيمة. نحن نعلم أنه لا يوجد عمل بشرى كامل أو معصوم من الخطأ، لكن تشكيل اللجنة هذه المرّة بالتنوع الثقافى والفكرى والتعليمى الموجود من المؤكد أنه سيسهم فى تعديل الدستور بصورة أكثر توفيقاً وصواباً عما سبق إجراؤه.

    and#9632; ما ردك على ما يردده بعض التيارات الإسلامية، وحتى قيادات بحزب النور الممثل بالخمسين، من أن اللجنة غير متوازنة وأن القوى الليبرالية وجبهة الإنقاذ يسيطرون عليها؟

    - هؤلاء لو نظروا إلى النسبة والتناسب فى المجتمع المصرى، لوجدوا أن الإسلاميين كلهم لا يشكلون 1 أو 2 أو 5%، فلو أنهم يؤمنون بالديمقراطية والتعددية لأدركوا أن تمثيل الإسلاميين بـ5% أو 10% على أقصى تقدير هو أمر طبيعى. الأهم من ذلك أنهم للأسف يعتبرون أن الإسلاميين هم المنخرطون فى الإسلام السياسى، فيجب أن يكون الشخص عضواً فى حزب إسلامى كى يصفونه بأنه من الإسلاميين. فلا أعرف كيف ينظرون لمفتى الجمهورية العضو باللجنة، والدكتور سعد الدين هلالى أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الممثل باللجنة أيضاً، وغيرهما. هل هؤلاء غير إسلاميين لأنهم ليسوا أعضاء فى حزب النور ولا الحرية والعدالة ولا البناء والتنمية. ما هذا الفهم الأعوج؟

    and#9632; بعض هذه الاتهامات وُجهت لك، وقال المهاجمون إن الدكتور الهلباوى لا يمثل التيار الإسلامى، برغم تاريخك الطويل.. كيف واجهت هذا الأمر؟

    - لم تزعجنى هذه الأقاويل، وهم كما قلت لك لا يعتبرون الرجل إسلامياً إلا بأن يكون عضواً فى حزبهم، فهؤلاء فقط هم الإسلاميون، وكأن الإسلام نزل فى تلك الأحزاب فحسب، وأنا لست عضواً فى أى منها. يقولون اليوم إن الإسلاميين من هم فى الحزب، وغداً سيقولون إن مَن هو خارج هذه الأحزاب ليس مسلماً. وبعض هذه الأمور بدأت تتردد كما قال عاصم عبدالماجد «قتلانا فى الجنة.. وقتلاهم فى النار»، كأننا كفار ولسنا مسلمين. أنا أحذر من هذا التشدد وخاصة الموجود فى الأحزاب المسماة «الإسلامية»، وقد يأتون يوماً إلى السلطة ويمارسون هذا التشدد الذى يهدد المجتمع.

    «مرسى» اعتمد على الموالين و«أهل الثقة» مثل «مبارك» ورفض النصيحة.. ولم يفِ بوعوده فأسقطه الشعب

    and#9632; بعيداً عن قضية الدستور.. كيف تقيّم «30 يونيو»؟

    - «30 يونيو» مشهد عظيم. ثورة جديدة، أكبر من 25 يناير، لأنها ثورة دون إسلاميين، ورغم ذلك خرج فيها الملايين الذين لم يخرجوا فى 25 يناير.

    and#9632; وما رأيك فيما يردده الإخوان وحلفاؤهم من أن ما حدث انقلاب عسكرى وليس ثورة؟

    - هذا تدليس وخداع وأبعد ما يكون عن الحقيقة، فالانقلاب العسكرى يحدث فجأة، ولا يوجد قائد انقلاب يعطى أسبوعاً مهلة للتوافق، ثم يعطى مهلة جديدة 48 ساعة. الفريق أول عبدالفتاح السيسى كان يريد الإصلاح والتوافق وأن يسير البلد للأمام، وما جرى لم يكن مفاجئاً، والقائد العام للقوات المسلحة لم يحكم، بل تولى رئاسة البلاد شخصية مدنية هو رئيس المحكمة الدستورية العليا. وتشكلت حكومة مدنية مؤقتة، ووُضعت خارطة طريق لإعادة الحياة الديمقراطية والمؤسسية بصورة سلمية.

    كما أن حالات الانقلاب التى حدثت فى التاريخ رأينا بعدها تطبيقاً فورياً للأحكام العرفية، وهذا لم يحدث فى مصر، وحالة حظر التجوال جرى إعلانها فيما بعد بسبب الظروف الأمنية. أيضاً يُصاحب أى انقلاب عسكرى دماء وأشلاء لكن ما حدث هو أن الناس خرجوا يؤيدون ويهللون لما حدث، وهو ما طالبوا به فى مظاهرات مليونية حاشدة فى يوم 30 يونيو. وبالتالى ما حدث فى مصر أبعد ما يكون عن الانقلاب، إنما هو ثورة شعبية عظيمة.

    and#9632; ما تقييمك لأداء الحكومة المؤقتة برئاسة الدكتور حازم الببلاوى؟

    - الوقت قليل للغاية لنحكم على أداء الحكومة الآن، أو نقيمها. فعندما حكمنا على «مرسى» بعد عام كامل، قالوا إنه لم يأخذ فرصته كافية، فهل نحكم الآن على حكومة الببلاوى بعد شهرين فقط؟ ولكن يمكن أن أقول إن أداء الحكومة لا يزال نمطياً، ويجب أن يكون أسرع من ذلك، خاصة أن هناك بعض الشخصيات المحترمة فى الحكومة والرئاسة مثل أحمد المسلمانى ومصطفى حجازى ووزراء ينتمون إلى الثورة وعندهم خبرة وكفاءة. وبصورة عامة فإن الشعب يكون متفائلاً جداً لو ظن أن الدكتور الببلاوى أو الرئيس المؤقت عدلى منصور، سيحلان كل المشكلات خلال الفترة الانتقالية، هذا غير صحيح، وسنظلمهما إذا طلبنا ذلك، لا سيما أن هناك تحديات وصعوبات كبيرة، فإذا نجحنا فى إنجاز خارطة الطريق وتسليم السلطة لحكومة منتخبة ومدنية، عبر أجواء ديمقراطية ونزيهة، يكون أمراً كافياً جداً لشكر السلطة المؤقتة الموجودة حالياً على أداء دورها.

    and#9632; ما رأيك فى قرار فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة؟

    - فض الاعتصام كان ضرورياً، لأنه لا يوجد دولة فى العالم تسمح باعتصام يقوم بغلق الطرق، ووضع حواجز رملية وأسمنتية، وإطلاق سيل من التهديدات عبر المنصة مثل: «سنسحقهم، وسنرشهم بالدماء»، وغير ذلك. إضافة لترديد عبارات تفرّق الشعب والوطن، وتبث الفتن، وتكرّه الناس فى بعضهم، وهم يفتون فى أمور الدين بغير علم. لا يمكن أبداً فى دولة محترمة فى الغرب أن يُسمح بذلك.

    لو أن الاعتصام لم يسد طريقاً، ولم يؤذ الناس، ولم تتضح منه مظاهر العنف وإثارة الكراهية والفتن، كان سيكون مقبولاً أن يستمر فى هذه الحالة.

    فض اعتصامى «رابعة والنهضة» كان ضرورياً.. ولا توجد دولة «محترمة» تسمح بالعنف وبث الفتن

    and#9632; كيف استقبلت استقالة محمد البرادعى، عقب ساعات من فض الاعتصام؟

    - البرادعى رجل أعتبره فيلسوف الثورة، وكان من أشجع الناس فى مواجهة «مبارك»، وقرر أنه لن يترشح للرئاسة قبل 25 يناير إلا إذا حدث تعديل للدستور، ثم دعا للتغيير وقاد الجمعية الوطنية، حتى قامت ثورة 25 يناير، ثم رفض أيضاً الاستمرار فى الانتخابات الرئاسية بعد الثورة، لعدم وجود دستور يحدد صلاحيات الرئيس، وهو يعرف الديمقراطية جيداً وكان له وجهات نظر ثبت صحتها بمرور الوقت، فإذا نظر إلى عملية فض اعتصام أنصار «مرسى» بأنه كان هناك استخدام للقوة وضحايا كثيرون وأنه لا يريد تحمل مسئولية الدماء كما ذكر، فلا بأس أن يتخذ قراره بالاستقالة، لكنى أقول إنها جاءت فى الوقت فى الخطأ، وكان يجب أن يختار توقيتاً أفضل من ذلك.

    and#9632; ما تقييمك لحكم الإخوان وأداء محمد مرسى على مدار عام؟

    - لا يجب أن تكون عملية التقييم فردية، بل أنادى بتشكيل فريق وطنى يضم أساتذة علوم سياسية وعلاقات دولية ومتخصصين فى النظم الديمقراطية وقانونيين، إلى آخره.. ويقوم هذا الفريق بمهمة التقييم هذه بصورة جماعية وشاملة، ويعلن نتائجها على الشعب حتى يعلم الجميع بشكل علمى ودقيق ما الأخطاء التى وقع فيها الإخوان، حتى لا تكررها أى سلطة لاحقاً. وكنت أتمنى أن يمد الإخوان أيديهم للجميع أثناء وجودهم بالسلطة وأن يستمعوا لكل الأطراف والمتخصصين والمعارضين حتى يقوّموا الأمر دون أن تتفاقم الأوضاع، ولا يسيروا فى خطئهم، لكنهم لم يفعلوا.

    and#9632; وفى رأيك الشخصى.. ما الأخطاء التى وقع فيها الإخوان؟

    - أهم أخطاء نظام «مرسى» تقريب أهل الثقة وإهمال أهل الخبرات والتجارب من غير الإسلاميين، وما نتج عن ذلك من مصائب كبرى، وهو نفس الخطأ الذى وقع فيه «مبارك» من قبل. وكان ذلك واضحاً فى اختيار بعض مساعدى مرسى والمستشارين والوزراء والمحافظين، حيث كان لا بد أن يتسم أغلبهم بالثقة والولاء للإخوان، مما أساء إلى الأداء كله وجعله فاشلاً ودفع أهل الثقة والكفاءة إلى ألا يثقوا فى هذا النظام الذى يقوم على الموالاة، لا سيما فى ظل غياب رؤية محددة للنظام كما قال المستشار محمد فؤاد جادالله، المستشار القانونى لمرسى، فى نص استقالته بعد 9 أشهر من العمل معه، وهذه الاستقالة كشفت مدى السوء والفشل الذى يعانى منه النظام.

    أيضاً من أهم أخطاء «مرسى» التى أدت للإطاحة به، عدم الوفاء بالوعود والعهود التى قطعها على نفسه سواء وعود المائة يوم، أو اتفاق فيرمونت الذى أخلّ به، وغير ذلك. إضافة للدخول فى صراع مع بعض مؤسسات الدولة ومنها القضاء والإعلام والنيابة والشرطة والأمن القومى، ولا يستطيع رئيس أن يقود دولة وهو فى خلاف مع كل هؤلاء. وتسبب نظام مرسى فى تعميق الانقسام فى المجتمع والاستقطاب الدينى والسياسى وتزايد العنف. كذلك الإعلان الدستورى الفرعونى المعيب لتحصين القرارات الرئاسية، ومحاولة إعادة البرلمان رغم حكم المحكمة الدستورية العليا.

    and#9632; كنت أحد الساعين لتحقيق مصالحة بين الدولة والإخوان بعد 30 يونيو.. ما الخطوات والاتصالات التى تمت فى هذا الشأن؟

    - كنا ولا زلنا نسعى لهذا الأمر للحفاظ على الوطن، وليس شرطاً أن تحدث مصالحة وطنية بالمفهوم الشامل، لكن على الأقل نريد أن نصل لحلول سلمية لإنهاء كل مظاهر العنف واستقرار الأوضاع والعبور من التحديات القائمة. نحن ما زلنا نسير فى هذا الطريق بمشاركة بعض الإسلاميين، ومنهم أعضاء بالإخوان.

    and#9632; ولماذا لم تصلوا لنقطة توافق لإنهاء الاعتصام سلمياً دون فضه بالقوة؟

    - قيادات الإخوان رفضوا كل شىء، ووضعوا شروطاً قاسية لا يقبلها الشعب. وفى ظنى يجب على قيادة الإخوان الحالية التى فشلت فى إدارة الأمور، حتى وهى بالحكم، أن تعلن على الفور نبذها للعنف، وأنهم لن يعملوا تحت الأرض أو فى إطار سرى، كما عليهم أن يشددوا على احترامهم للقانون، ويعطوا فرصة للشباب، وأخيراً عليهم أن يعتذروا للشعب عما حدث.

    and#9632; هل تعتقد أنهم سيتفاعلون مع هذه النداءات ويسيرون فى طريق المصالحة وفق القواعد الجديدة؟

    - نحن نسعى للحلول السلمية والمصالحة ولمّ شمل المجتمع، وعلى الله التوفيق. وعليهم أن يراجعوا أنفسهم سريعاً لأن مشكلتهم لم تعد مع السلطة فحسب، بل مع قطاع واسع من المجتمع المصرى والشعب الغاضب منهم والرافض لهم.

    and#9632; بإشارتكم للشباب.. ما صحة وجود اتصالات مستمرة بينك وبين شباب الإخوان؟

    - بالفعل تجمعنى اتصالات مع كثيرين من شباب الإخوان، ويأتون إلىّ ليستشيرونى ويتحدثوا معى.

    and#9632; وبم تنصحهم؟

    مبارك


    - أنصحهم بالبعد عن قيادة الإخوان الحالية، والبعد عن التنظيم الموجود حالياً، إلا إذا نبذ العنف وأعلن الشفافية الكاملة والوضوح والعلانية واحترامه للقانون وأنه سيعمل فى إطار خاضع للدولة وقوانينها. أنصحهم أيضاً بالعمل والتعاون مع القوى الوطنية المخلصة والاندماج مع شباب الثورة، وألا يضعوا حواجز بينهم وبين هؤلاء الشباب بسبب الاختلاف الفكرى والأيديولوجى.

    and#9632; أخيراً.. كيف رأيت التشكيل الجديد للمجلس القومى لحقوق الإنسان، وما أولوياتكم به؟

    - التشكيل جيد بلا شك، وفيه اتزان وتنوع واختيار لأهل الكفاءة والخبرة وليس أهل الثقة والموالين للنظام كما حدث فى عهد «مرسى». وأتوقع أن يكون للمجلس الفترة المقبلة دور كبير ومؤثر.

    and#9632; هل ستحققون فى الوقائع التى شهدت عنفاً منذ 30 يونيو، كواقعة الحرس الجمهورى ورابعة العدوية وغيرهما؟

    - نحن لسنا جهة تحقيق على الإطلاق، وإنما دورنا هو إعداد تقارير تستفيد منها الجهات المعنية، ويطالعها الرأى العام، وسنقوم بذلك الأمر وسندافع عن حقوق كل المواطنين من كل الاتجاهات إذا كانوا سلميين ويحترمون القوانين. نريد التأسيس لدولة جديدة وعصر جديد يعى الجميع فيه حقوق الإنسان الأصيلة المكفولة فى كل المواثيق، بل والأديان، دولة تقوم على الديمقراطية واحترام القانون والحقوق والحريات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، لنستطيع أن نتعايش معاً ونبنى هذا البلد الذى تحمل كثيراً على مدار 3 أعوام من التغيير


    ---------------

    مصطفى بكرى
    «أشتون» سألت «مرسى»: ماذا تريد؟ فأجاب: أفرجوا عن «الشاطر»
    مصطفى بكرىالأربعاء 31-07-2013 22:02
    طباعة




    267










    وقت متأخر من مساء الاثنين كانت كاترين أشتون ومعها فقط سكرتيرها الخاص قد وصلا إلى مكان مجهول بالقرب من القاهرة بعد أن جرى نقلهما بطائرة هليكوبتر عسكرية ثم سيارة مضت بهما إلى فيلا خاصة فى إحدى المناطق العسكرية المهمة لزيارة الرئيس المعزول محمد مرسى.

    كانت كاترين أشتون قد طرحت الأمر على القائد العام للقوات المسلحة خلال لقائها به، ولم يتردد الفريق أول عبدالفتاح السيسى فى التعليق على هذا الطلب بأنه لا يرفض الأمر من حيث المبدأ إلا أن القرار مرهون بموافقة المستشار حسن سمير، قاضى التحقيق، الذى أصدر مؤخراً قراراً بحبس محمد مرسى على ذمة الحكم الصادر فى قضية اقتحام سجن وادى النطرون وبمجرد موافقة قاضى التحقيقات، تم اصطحاب «كاترين أشتون» وسكرتيرها الخاص إلى مطار ألماظة العسكرى، ومن هناك توجهت الطائرة إلى المكان المجهول.

    كان فى صحبة أشتون عدد من ضباط الجيش والحرس الجمهورى الذين اصطحبوا ممثلة السياسات الخارجية بالاتحاد الأوروبى وقد تسلموا منها ومن مساعدها التليفونات المحمولة وأجهزة الآى باد واقتصر الأمر فقط على الأدوات الكتابية لتسجيل الملاحظات الخاصة.

    عندما وصلت «أشتون» إلى المقر المحتجز فيه الرئيس المعزول مع بعض مستشاريه المقربين، ومن بينهم رئيس الديوان، رفاعة الطهطاوى، كان محمد مرسى فى انتظارها لقد تم إبلاغه فى وقت سابق بأن أشتون تعتزم زيارته، طالب بأن يسمح للدكتور سليم العوا بأن يرافقها، إلا أن أشتون رفضت أن يصحبها أى من المقربين من محمد مرسى باعتبار أنها معنية بفهم الحقائق وجهاً لوجه مع الرئيس المعزول ودون تأثير من أحد.

    لم يكن هذا هو اللقاء الأول بين مرسى وأشتون، لقد سبق أن التقته كثيراً فى القصر الرئاسى وكانت شاهد إثبات فى وقت سابق على الحوارات التى جرت بحضورها لإنهاء الأزمة المتفاقمة خلال شهرى أبريل ومايو الماضيين، حيث توصلت مع قادة الأحزاب السياسية وجبهة الإنقاذ إلى حل يقضى بإنهاء الأزمة شريطة تغيير الحكومة وإقالة النائب العام.

    يومها اتفق المشاركون من المعارضين على اختيار د.كمال الجنزورى رئيساً للوزراء بديلاً عن هشام قنديل، إلا أن أشتون فوجئت برفض محمد مرسى لهذا الاقتراح وإصراره على استمرار هشام قنديل فى منصبه مما أفشل مهمة أشتون وأصابها بحالة من الإحباط الشديد، وأدركت يومها أن مرسى لا يستطيع اتخاذ أى قرار إلا بالرجوع لمكتب الإرشاد.

    «أشتون» جمدت مبلغاً مالياً كبيراً كانت تنوى تسليمه لمقربين من الإخوان

    استمرت الجلسة بين كاترين أشتون والرئيس المعزول محمد مرسى نحو ساعتين من الوقت حضرها ضباط من الحرس الجمهورى والجيش، كما حضرها إلى جانب أشتون سكرتيرها الخاص، علاوة على الرئيس المعزول وبعض مستشاريه، وهذه هى تفاصيل المحضر نقلاً عن مصادر عليمة ومقربة من الأحداث.

    بدأ الحوار بسؤال كاترين أشتون للرئيس المعزول عن أحواله الصحية؟

    قال: كما ترين المعاملة جيدة يتم توفير كل ما نطلبه ولكن هذا ليس هو المهم، المهم هو عودتى إلى موقعى كرئيس للجمهورية وقائد أعلى للقوات المسلحة انت كما تعرفين أن ما جرى ضدى هو مناقض للشرعية الدستورية فأنا رئيس منتخب أديت القسم أمام الجميع واستمررت فى حكم البلد أكثر من عام والشعب انحاز إلى منذ البداية ووقف إلى جوارى لأننى جئت وحكمت فى أعقاب ثورة شعبية عظيمة كان لنا دورنا المعروف فيها كما أننى أمثل هذه الثورة وأنا الأمين على أهدافها وقد سعيت فى الفترة الماضية إلى تحقيق هذه الأهداف ولكن قادة الجيش قاموا بانقلاب عسكرى استولوا بمقتضاه على السلطة.

    أشتون: ولكن الأمر اختلف، بالتأكيد ما جرى هو أيضاً كان استجابة لملايين المصريين الذين خرجوا إلى الشوارع رافضين حكم جماعة الإخوان المسلمين وقد اكتسب النظام الجديد شرعية لأنه طرح خارطة طريق للمستقبل، ونحن نعمل على الإسراع بتنفيذ هذه الخارطة حتى تعود الأوضاع فى البلاد إلى طبيعتها وثق يا سيدى أننا حريصون على الشرعية ولكن حريصون أيضاً على احترام إرادة الشعب المصرى وأنت لم تعد رئيساً الآن.

    مرسى: كيف ذلك وأنا رئيس منتخب بالأغلبية كما أن البرلمان المصرى سواء مجلس الشعب الذى أصدرت المحكمة الدستورية حكماً بحله لأسباب سياسية أو مجلس الشورى فإن التيار الإسلامى حصل فيهما على مقاعد تتعدى نسبة الـ70and#1642; وأنا رئيس أمثل الجميع ولكن عندما يكون التيار الإسلامى حاصلاً على أكثر من 70and#1642; من مقاعد مجلسى الشعب والشورى وعندما أكون قد حصلت على الأغلبية الصحيحة فى انتخابات الرئاسة فأنا الرئيس الشرعى وسأظل الرئيس الشرعى.

    أشتون: ولكن الواقع تغير هناك ثورة جديدة قامت ضد حكمك.

    مرسى: هذه ليست ثورة، هذه مظاهرات محدودة العدد، الجيش هو الذى حركها من خلف الستار كما أن أعدادهم لا تتوازى ولا تتناسب مع أعداد أخرى خرجت إلى الشارع ولا تزال تعلن تمسكها بالشرعية الدستورية وبرئيس الجمهورية.

    أنا أطلب منك بصفتك مفوضة السياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبى أن تتدخلى لإنهاء هذا الوضع المغلوط وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح.

    أشتون: لا بد أن تدرك أن هناك ثورة اندلعت ضدك وقد حسم الأمر ولا أحد يستطيع أن يعود بالأوضاع إلى الخلف، مصر أمام واقع جديد الآن، وعليك أن تساعدنا فى البحث عن حلول تضمن تحقيق المصالحة والتوصل إلى حل بشأن وضعك القانونى.

    مرسى: أنا ليس لدى أى حلول إلا عودتى مرة أخرى إلى السلطة باعتبارى الرئيس الشرعى للبلاد.

    أشتون: ولكن هذا كلام غير منطقى لقد شاهدت مظاهرات تضم عشرات الملايين يوم الجمعة الماضى كانت تفوض الفريق السيسى وتطالبه باتخاذ إجراءات ضد أعمال العنف التى تشهدها البلاد.

    مرسى: هذه مظاهرات مصطنعة هناك الملايين فى رابعة العدوية وغيرها يطالبون بعودة الشرعية.

    أشتون: وأنا جئت إليك اليوم لأتوصل معك إلى حل، وقد قابلت الفريق السيسى ورئيس الدولة ومسئولين سياسيين وحزبيين وجميعهم حريصون على أن يكون هناك حل ينهى التوتر الذى تشهده البلاد، فهل لديك اقتراحات محددة؟

    مرسى: أرجو تمكينى من الاتصال بفضيلة المرشد الدكتور محمد بديع لأخذ رأيه فى بعض الأمور.

    هنا أبدت «أشتون» دهشتها من عدم قدرة محمد مرسى على اتخاذ قرار أو تبنى مبادرة دون العودة إلى المرشد العام للجماعة وهو أمر يؤكد صحة ما كان يتردد من أن مكتب الإرشاد كان هو الحاكم الفعلى لمؤسسة الرئاسة.

    اتهم الغرب بعدم المصداقية عندما قالت «أشتون» له إن نظامك سقط ولن يعود!!

    وقالت أشتون: كنت أظن أنك ستطرح على رؤيتك وأنت تعرف أن مسألة السماح باتصالك بالمرشد هى مسألة لست أنا صاحبة القرار فيها، كما أنه لا يوجد معنا وبرفقتنا أى تليفونات محمولة.

    مرسى: هكذا هم يمنعوننى من الاتصال بالمرشد والمقربين منى، أليس ذلك يمثل مصادرة لحقى؟

    أشتون: هذه قضية تحكمها اللوائح الداخلية وأنصح بأن تتوجه إلى الأجهزة القضائية باعتبار أنك تخضع لها فى الوقت الراهن.

    مرسى: أنا محبوس على ذمة قضايا ملفقة وغير صحيحة وهذه خصومة سياسية ويجب التدخل لدى السلطات المعنية فوراً.

    أشتون: لن نستطيع التدخل فى شئون القضاء المصرى، قضاؤكم مستقل ونحن نعرف حدود الدور الذى نتحرك فى إطاره.

    مرسى: هذا قضاء نظام مبارك ونظام العسكر وأنا أرفضه.

    أشتون: أريد أن أسألك ماذا تحتاج منى؟!

    مرسى: أطلبى منهم أن يفرجوا عن خيرت الشاطر.

    أشتون: أسألك ماذا تريد أنت؟

    مرسى: لقد قلت لك الإفراج عن خيرت الشاطر، أرجو منك بذل الجهود لدى الجهات المعنية للإفراج عن هذا الرجل الذى سجن بدون تهمة.

    أشتون: أظن أنه محبوس أيضاً على ذمة القضاء المصرى، ولن أستطيع أن أتجاوز قرارات القضاء وطلبى سيرفض بكل تأكيد.

    مرسى: كنت أظن أن زيارتك سوف تحقق نتائج حقيقية ولكن حتى الآن هى تدور فى إطار كلام المجاملات.

    أشتون: نحن لا نستطيع أن نمارس ضغوطا على الحكومة أو القضاء، نحن نبذل جهوداً لضمان إدماج الإخوان المسلمين فى العملية السياسية والديمقراطية فى البلاد، ونراقب مدى التزام الحكومة المصرية بتطبيق القانون والالتزام بخارطة الطريق المعلن عنها.

    مرسى: ولكن أرجو أن يظل الغرب صادقاً فى تعهداته بالحفاظ على الشرعية الدستورية والديمقراطية، مصر بلد كبير، والتفريط فيه وفى الحكم الشرعى سيؤكد على عدم المصداقية والتخلى عن المبادئ التى يفخر بها الغرب.

    أشتون: نحن حريصون بالتأكيد على الديمقراطية وحقوق الإنسان، ولكننا فى نفس الوقت لا يمكن أن نقف أمام إرادة شعب خرج ليعلن رفضه للنظام الذى كنت تترأسه، أنت تعرف أننا بذلنا جهوداً كبيرة خلال توليكم الحكم لإيجاد حل مرضٍ لجميع الأطراف، وقد رفضت اقتراحات عديدة كنت أنا شخصياً قد تقدمت بها، وحصلت على موافقة جبهة الإنقاذ عليها، ومن بينها تغيير الحكومة وإقالة النائب العام ولكن للأسف رفضتم كل هذه الاقتراحات.

    مرسى: كان الجانب الآخر يهدف إلى ضرب الشرعية والقفز على النظام، لقد حذرت من الدولة العميقة وأجهزتها المختلفة وقلت إنها هى التى ستقود الانقلاب ضد النظام الشرعى وقد حدث، إذن يجب على الغرب أن يتدخل ويستخدم كل ما لديه من إمكانات لإعادة الشرعية إلى الحكم ومحاكمة المسئولين أمام المحكمة الجنائية الدولية.

    أشتون: يبدو أنك مصمم على وجهة نظرك رغم أنك تعرف أن ما حدث لم يكن انقلاباً وإنما استجابة لإرادة الشعب المصرى وأن الجماهير عبرت عن رأيها وقد شاهدنا ذلك ولولا تدخل الجيش لدخلت البلاد إلى فوضى كانت ستؤدى حتماً إلى حرب أهلية وأنت تعرف أن أمن مصر واستقرارها يهمنا جميعاً ونحرص عليه.

    أشتون: كيف تتابع أخبار ما يجرى؟

    مرسى: أنا أقرأ الصحف وأشاهد التليفزيون الحكومى فقط، لكننى أطلب زيارات ومقابلات مع البعض من المقربين ولكن حتى الآن لا توجد استجابة.

    عندما طلبت رأيه فى بعض المقترحات قال دعونى أتصل بمرشد الجماعة أولاً

    أشتون: ولكننى عندما طلبت اللقاء تمت الاستجابة إلىّ على الفور.

    مرسى: أنا أطلب بعض الشخصيات والأسرة.

    أشتون: هذا قرار القضاء، لقد جئت للاطمئنان على حسن معاملتك، والحقيقة أنك قلت لى إنك تُعامل باحترام وتوفر لك الإمكانات التى تطلبها.

    مرسى: هذا أمر مفروغ منه، لكن المهم أن يتم الإفراج عنى وعن المحبوسين الآخرين من زملائنا.

    أشتون: سأواصل الاتصالات بجميع الجهات المعنية لمعرفة الأمور بجميع تفاصيلها ولكن كل ما أريده منك أنت وجماعتك هو أن تبحثوا عن حلول سياسية بعيداً عن العنف، وحتى تسهلوا علينا مهمتنا وأنا أبلغت من التقيتهم من المقربين إليك بضرورة أن تكون هناك حلول سياسية وأن يتوقف الاحتكام إلى العنف كسبيل حتى نستطيع أن نتجاوز تلك المرحلة.

    مرسى: لكننى أطلب حلاً سريعاً أرفض الإقامة الجبرية، وأطالبكم مجدداً ببذل كل الجهود لإنهاء هذا الوضع، لا حديث قبل الإفراج عنى وعن زملائى.

    أشتون: سأنقل ما سمعته منك إلى رئيس الدولة وإلى الفريق السيسى وإلى وزير الخارجية لكن عليك أن تعرف أننا لا نتدخل فى شئون مصر، دورنا هو دور وساطى وليس أكثر، نطرح الاقتراحات ومن حق الحكومة المصرية أن تقبل أو ترفض، ولكننا لا نستطيع أن نلزمها بأى حلول.

    مرسى: إذن يبدو أن الحال سيبقى على ما هو عليه، أنا أحملكم المسئولية لأن الأوضاع فى مصر لن تهدأ وكذلك الحال فى سيناء، كما أننى أتخوف من استشراء العنف.

    أشتون: لقد سعدت بلقائك وأشكرك.

    غادرت أشتون محبس محمد مرسى وعادت إلى فندقها فى وقت متأخر من صباح اليوم التالى الثلاثاء وفى ذات الصباح عقدت اجتماعاً غير معلن مع سفراء دول الاتحاد الأوروبى فى القاهرة.

    وقامت أشتون باطلاع السفراء الأوروبيين على مضمون لقائها مع الرئيس المعزول وحددت الموقف على الوجه التالى:

    إن الموقف الأوروبى يتحدد بالاعتراف بالشرعية الجديدة التى أعقبت ثورة 30 يونيو وأن حكم الإخوان والرئيس مرسى قد انتهى ولا مجال للتفاوض حول عودة الرئيس السابق، لأن ذلك يعنى أننا نقف ضد إرادة المصريين.

    إننى أطلب منكم الاعتدال فى تصريحاتكم السياسية إزاء الأوضاع الراهنة فى مصر وأن تتعاملوا مع الأمور بتوازن ودقة لأن غير ذلك يمكن أن يؤدى إلى خسارة مصر، ثم وجهت كلامها تحديداً إلى السفير الألمانى وطالبته بضبط النفس.

    إن أمريكا لها سياستها وإن أوروبا لها مصالحها وإنه إذا كانت الإدارة الأمريكية مستعدة أن تدفع الأمور مع مصر إلى حد الصدام فـإن أوروبا ليست مستعدة أن تخسر مصر أو تتجاوز حقائق الواقع على الأرض ومن بينها أن مصر قد تغيرت وأننا أمام نظام جاء بإرادة شعبية وليس بانقلاب عسكرى وأن تقييمنا للأوضاع فى مصر مرتبط بمدى التزام الحكومة المصرية بخارطة الطريق التى أعلنتها وكل دورنا هو فى مراقبة التنفيذ وضمان إجراء انتخابات ديمقراطية نزيهة.

    إننى أبلغكم أننى كنت قد جئت وهناك تحويل لمبلغ مالى من الاتحاد الأوروبى لتقديمه كدعم لبعض المنظمات والجهات التى تقوم برعاية المعتقلين والمضارين من جماعة الإخوان وغيرهم ولكننى قررت تجميد هذا المبلغ بعد اطلاعى على الصور كاملة ومعرفتى بأن من يقومون بعمليات العنف هم جماعة الإخوان وبعض التيارات المرتبطة بهم، كما أنهم يرفضون أى حلول سياسية ما لم يتم إعادة محمد مرسى للحكم مرة أخرى، وهذا أمر من المستحيلات.

    بعد هذا الاجتماع، كان المؤتمر الصحفى مع د.محمد البرادعى والذى رفضت فيه أشتون أن تفصح عما جرى فى اللقاء الذى تدرك تماماً أن تفاصيله الكاملة وصلت إلى المؤسسة العسكرية وإلى رئاسة الدولة على الفور


    --------------


    ماذا بعد محاولة اغتيال وزير الداخلية؟and#8238;!and#8236;
    مصطفى بكرىالأحد 08-09-2013 22:32
    طباعة




    15








    لم and#8236;يكن الحادث الإرهابى and#8236;الذى and#8236;تعرض له اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية and#8236;يوم الخميس الماضى and#8236;من فعل مجموعة محدودة قررت التحرك والمواجهة بشكل منفصل، and#8236;بل كان ثمرة من ثمار التحالف الاستراتيجى and#8236;بين جماعة الإخوان وتنظيم القاعدة وبعض التنظيمات التكفيرية والحليفة الأخرىand#8238;.and#8236;

    وليس صحيحاً أن ولادة هذا التحالف قد جاءت فى and#8236;أعقاب الثورة الشعبية التى and#8236;أسقطت حكم مرسى and#8236;وجماعة الإخوان، and#8236;بل هو تحالف تجسد بشكل أكثر وضوحاً فى and#8236;أعقاب ثورة الخامس والعشرين من and#8236;يناير and#8236;2011، and#8236;عندما راحت الأجهزة الأمريكية تعد العدة لتهيئة المسرح لصعود الإخوان وتولى and#8236;شئون الحكم فى and#8236;عدد من البلدان العربيةand#8238;.and#8236;

    كان الاتفاق and#8236;يومها، and#8236;يقضى and#8236;بتجميع كافة العناصر الإرهابية فى and#8236;العالم داخل سيناء، and#8236;وتأمين وجودهم من خلال حكم الجماعة، and#8236;مع أخذ التعهدات التى and#8236;تحول بينهم وبين الاعتداء على and#8236;إسرائيل انطلاقاً من الحدودand#8238;.and#8236;

    كانت الخطة واضحة ومحددة الملامح، and#8236;تم الإفراج عن مئات العناصر التى and#8236;سبق لها أن تورطت فى and#8236;أعمال عنف وإرهاب فى and#8236;الفترة الماضية، and#8236;كما جرى and#8236;الاتفاق بوساطة أمريكية مع عناصر أخرى and#8236;فى and#8236;أفغانستان وأوروبا وبعض بلدان المغرب العربى and#8236;وغيرها للاستقرار فى and#8236;سيناءand#8238;.and#8236;

    كان الغرض من وراء ذلك تحقيق عدة أهدافand#8238;: and#8236;

    1 and#8236;ـ الحيلولة دون تورط هذه العناصر فى and#8236;أية أعمال إرهابية ضد المصالح الأمريكية والأوروبية فى and#8236;العالمand#8238;.and#8236;

    2 and#8236;ـ تحقيق الاستقرار فى and#8236;أفغانستان، and#8236;خاصة مع قرب انسحاب القوات الأمريكية منها فى and#8236;العام المقبلand#8238;.and#8236;

    3 and#8236;ـ المساعدة فى and#8236;تنفيذ المخطط الأمريكى and#8236;ـ الإسرائيلى and#8236;ـ الإخوانى and#8236;بإقامة دولة and#8236;غزة الكبرى and#8236;وحل المشكلة الفلسطينية على and#8236;حساب أرض سيناء المصريةand#8238;.and#8236;

    4 and#8236;ــ البدء فى and#8236;تشكيل ميليشيات عسكرية داخل سيناء، and#8236;يمكن استخدامها فى and#8236;مواجهة الجيش المصرى and#8236;إذا ما حاول التصدى and#8236;لمخطط دولة and#8236;غزة الكبرى، and#8236;أو and#8236;غيرهاand#8238;.and#8236;

    منذ هذا الوقت بدأ المخطط and#8236;يجد طريقه على and#8236;أرض الواقع، and#8236;كان كل شىء معداً جيداً، and#8236;ولم and#8236;يكن حادث رفح فى and#8236;أغسطس and#8236;2012، and#8236;وحادث اختطاف الجنود فى and#8236;مايو and#8236;2013، and#8236;سوى and#8236;حلقة من حلقات هذا المخطط، and#8236;الذى and#8236;سعى and#8236;إلى and#8236;القضاء على and#8236;سيطرة قوات الأمن والجيش المصرى and#8236;فى and#8236;هذه المنطقةand#8238;.and#8236;

    وعندما أسقط الشعب نظام الجماعة التى and#8236;أرادت القضاء على and#8236;الدولة، and#8236;تحركت جحافل الإرهابيين فى and#8236;سيناء، and#8236;بعد أن تلقت الضوء الأخضر من قيادة الإخوان فبدأت على and#8236;الفور فى and#8236;شن عمليات إرهابية ضد قوات الأمن المصرية فى and#8236;هذه المنطقة، and#8236;وراحت تدفع بكل قواتها لإنجاز انتصار سريع، and#8236;يمثل قوة ضغط على and#8236;الجيش المصرى and#8236;والقيادة الجديدة التى تولت مهام السلطة فى and#8236;البلاد فى and#8236;أعقاب الثورةand#8238;.and#8236;

    كانت قضية هذا التحالف بين القاعدة والإخوان، and#8236;الذى and#8236;اتخذ من سيناء قاعدة للانطلاق إلى and#8236;مصر كلها، and#8236;هى and#8236;واحدة من أوراق الضغط التى and#8236;هدد بها الرئيس مرسى and#8236;فى and#8236;مواجهة الفريق أول عبدالفتاح السيسى، and#8236;الذى and#8236;ذهب إليه and#8236;يوم and#8236;2 and#8236;يوليو ليبلغه بالتحذير الأخير، and#8236;ويطالبه بإصلاح الأوضاع فى and#8236;البلادand#8238;.and#8236;

    يومها كان محمد مرسى and#8236;يتحدث بثقة كبيرة، and#8236;ويهدد بأن شباب الإخوان سيمنعون الآليات العسكرية من الدخول إلى and#8236;القاهرة، and#8236;كما أن الموقف فى and#8236;سيناء سينفجر وتصل آثاره إلى and#8236;عموم البلاد، and#8236;وبذلك سيخسر الجيش كل شىءand#8238;.and#8236;

    لم and#8236;يهتم الفريق أول عبدالفتاح السيسى and#8236;كثيراً بتهديدات محمد مرسى and#8236;فى and#8236;هذا الوقت، and#8236;كان and#8236;يعرف أن الإخوان لديهم ميليشيات مسلحة، and#8236;وكان and#8236;يدرك طبيعة وأبعاد التحالف بين العديد من التنظيمات التكفيرية التى and#8236;تعمل تحت راية تنظيم القاعدة ومن جماعة الإخوان، and#8236;وكان and#8236;يدرك وهذا هو الأخطر أن أمريكا الراعى and#8236;الرسمى and#8236;لهذا التحالف لن تصمت ولن and#8236;يهدأ لها بال، and#8236;ومع ذلك قرر وبكل حسم الانحياز إلى and#8236;إرادة الشعب المصرى and#8236;مهما كان الثمن فى and#8236;المقابلand#8238;.and#8236;

    لقد سددت قيادة الجيش ضربة قاصمة لحكم الجماعة وأنهت احتلالها للبلاد، and#8236;ووضعت حداً للتفريط واستباحة الأمن القومى، and#8236;وتحويل مصر إلى and#8236;بؤرة راعية للإرهاب، and#8236;فكان الحدث مذهلاًand#8238;.and#8236;

    لم and#8236;يصدق «أوباما» and#8236;وقائع ما حدث، and#8236;قدمت سوزان رايس مستشارة الأمن القومى and#8236;الأمريكى and#8236;عدة and#8236;تقارير إلى and#8236;البيت الأبيض فى and#8236;هذا الوقت تحذر فيها من خطورة قرار الجيش الذى and#8236;انحاز and#8236;إلى and#8236;الشعب وأسقط النظام، and#8236;لقد أكدت أن ما جرى and#8236;كان تحدياً للمشروع الأمريكى and#8236;فى and#8236;المنطقة وإفشالاً and#8236;متعمداً لسياسة الرئيس أوباما وله شخصياًand#8238;!!and#8236;

    من هنا and#8236;يمكن فهم أبعاد المؤامرة الأمريكية ضد مصر، and#8236;وحالة الارتباك التى and#8236;سادت الموقف الأمريكى and#8236;الذى and#8236;راح and#8236;يتأرجح and#8236;يميناً ويساراً، and#8236;ما بين المعارضة وما بين التحفظ فى and#8236;التأييد، and#8236;غير أن واشنطن ظلت طيلة المرحلة الماضية، وتحديداً بعد انتصار ثورة الثلاثين من and#8236;يونيو، مؤيدة لنهج الإخوان وما تسميه بـ«الشرعيةand#8238;».and#8236;

    صحيح أن الأمر قد تراجع إلى and#8236;حد المطالبة بالإفراج عن الرئيس المعزول وبعض قيادات الجماعة والسماح بإدماجهم فى and#8236;الحياة السياسية، and#8236;إلا أن المخطط لا يزال سارياً من خلف ستارand#8238;.and#8236;

    وتسعى and#8236;واشنطن من خلال هذا المخطط إلى and#8236;الوصول بمصر إلى and#8236;الحالة السورية من خلال عدد من الإجراءات التى and#8236;باتت محل اتفاق بين الجماعة وأجهزة الاستخبارات الأمريكية بهدف رد الصفعة التى and#8236;سددها الجيش المصرى and#8236;للرئيس الأمريكى and#8236;ومخططه الذى and#8236;يستهدف إعادة رسم الخرائط الجغرافية والسياسية فى and#8236;المنطقة عبر ما and#8236;يسمى and#8236;بثورات الربيع العربى!!and#8236;

    كانت الخطة تستهدف ما and#8236;يمكن تسميته بالصعود التدريجى and#8236;وتهيئة المسرح المصرى and#8236;لأحداث جسام تؤدى and#8236;إلى and#8236;انتشار الفوضى and#8236;وصولاً and#8236;بالبلاد إلى and#8236;التدخل الخارجى and#8236;المباشر، and#8236;وفى and#8236;ضوء ذلك كانت الخطة تقضى and#8236;بـand#8238;: and#8236;

    1and#8236;ـ البدء بسياسة الحشد والتظاهرات والاعتصامات and#8236;والمطالبة بعودة الرئيس المعزول، and#8236;والادعاء بأن ما حدث ليس ثورة شعبية وإنما انقلاب عسكرى ضد «and#8236;الشرعية».and#8236;

    2ـ and#8236;يرافق ذلك حملة إعلامية واسعة تستهدف تشويه الحقائق ونشر الأكاذيب والترويج للشائعات والادعاء بأن ما جرى مقصود به إعلان الحرب على «and#8236;الإسلام»and#8236;، and#8236;وقد صدرت التعليمات إلى قناة الجزيرة بالبدء فى and#8236;هذه الحملة، and#8236;والتحرك لشراء مساحات إعلانية فى العديد من الفضائيات العالمية والصحف الأجنبيةand#8238;.. and#8236;إضافة إلى اعتماد مبلغ and#8236;394 and#8236;مليون دولار تم دفعها لصالح شركتى علاقات عامة داخل الولايات المتحدة للترويج لهذه الأكاذيب، وإقناع صناع القرار فى and#8236;أمريكا وأوروبا بأن ما جرى هو انقلاب على الشرعية، and#8236;وأنه and#8236;يتوجب فرض العقوبات على مصر وصولاً and#8236;إلى التدخل العسكرى المباشر لإعادة الجماعة إلى حكم مصر مرة أخرىand#8238;.and#8236;

    بعد فشل خطة الحشد والاعتصام، and#8236;ونجاح قوات الأمن ومن خلفها الجيش المصرى فى فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة بأقل قدر من الخسائر، and#8236;كان طبيعيا أن and#8236;يتم اللجوء إلى المرحلة الثانية من المخطط التى قضت بحرق المنشآت الاستراتيجية وأقسام الشرطة ودور العبادة، and#8236;وتحديداً الكنائس؛ بهدف جر البلاد إلى فتنة طائفية تستدعى التدخل الأجنبىand#8238;.and#8236;

    وقد جرت بالفعل عمليات واسعة لإحراق العديد من هذه المؤسسات، and#8236;إلا أن بسالة رجال الشرطة والجيش فى التصدى للمخطط، and#8236;ورفض الأقباط الانجرار إلى مخطط الفتنة واستدعاء الأجنبى حالا دون نجاح هذا المخطط الذى سبب خسائر مادية وبشرية فادحة فى البلادand#8238;.. and#8236;

    3ـ كان طبيعيا والحال كذلك أن تبدأ الحلقة الثالثة والأخيرة فى هذا المخطط التى تقضى بتنفيذ خطة واسعة للاغتيالات والتفجيرات تهدف إلى إثارة الخوف والفوضى فى البلادand#8238;.. and#8236;

    وقد بدأت هذه الخطة بمحاولة اغتيال وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم and#8236;يوم الخميس الماضى، حيث كان المخطط and#8236;يقضى أنه وبنجاح خطة الاغتيال تعقبها عمليات عنف واسعة and#8236;يوم الجمعة، and#8236;تدخل البلاد فى حالة فوضوية جديدة، and#8236;إلا أن فشل عملية الاغتيال أثار حالة من الإحباط لدى الجماعة فاضطرت إلى التراجع مؤقتا عن تنفيذ مخططها واقتصرت مظاهرات الجمعة، التى تراجع فيها الحشد كثيراً، على محاولة الاحتكاك برجال الأمن والمواطنين على السواءand#8238;.and#8236;

    إن المعلومات الأولية لحادث محاولة اغتيال وزير الداخلية أكدت وجود أيدٍ and#8236;خارجية بالتعاون مع جماعة الإخوان على تنفيذ هذه الخطة، and#8236;خاصة أن الوزير كان قد تلقى معلومات من جهة أمنية سيادية قبل الحادث بعدة أيام حذرت فيها من خطة الاغتيال وأشارت إلى أن عناصر أجنبية بالاشتراك مع جماعة الإخوان وضعت مخططا للاغتيالand#8238;.. and#8236;

    ويبدو أن طريقة التنفيذ قد عززت من مصداقية هذه المعلومات، and#8236;حيث جرت عملية التفجير عن بعد، and#8236;وبكمية من المتفجرات and#8236;يصل وزنها إلى حوالى and#8236;250ـ300 and#8236;كجمand#8238;.and#8236;

    لم and#8236;يقتصر الأمر على ذلك، and#8236;بل جرى اكتشاف كمية هائلة من المتفجرات تم زرعها على قضبان السكك الحديدية لقطار نقل الجنود على طريق السويس الإسماعيلية، and#8236;كما أن قنبلة بدائية الصنع تم إلقاؤها على قسم بولاق الدكرور، and#8236;وغيرها من الحوادث التى and#8236;يتوقع استمرارها لفترة من الوقتand#8238;.. and#8236;

    لقد نجحت قوات الأمن خلال الفترة الأخيرة فى تفكيك العديد من and#8236;غرف العمليات الإخوانية التى كانت تتولى عمليات الحشد وتنظيم المظاهرات، and#8236;كما أن عمليات القبض على and#8236;غالبية قيادات التنظيم، and#8236;كل ذلك كان سبباً فى فشل الخطة الإخوانية وتراجع الحشد الواسع للكوادر والجماهيرand#8238;.. and#8236;

    وخلال الآونة الأخيرة، and#8236;أصبح السؤال المطروحand#8238;: and#8236;لماذا لا تُفعل الحكومة قانون الطوارئ؟ ولماذا تترك بعض المتظاهرين الإخوان and#8236;يقطعون الطرق ويشعلون الحرائق ويرتكبون أعمال عنف ضد المواطنين والمؤسسات؟

    إن الإجابة هنا تؤكد وجود تيارين داخل الحكومةand#8238;: and#8236;

    أحدهما and#8236;يطالب بترك هذه التظاهرات طالما ظلت سلمية، and#8236;وفى نفس الوقت تعطى إشارة للرأى العام العالمى بأن الحكومة لن تتدخل إلا إذا تحولت المظاهرات إلى أعمال عنف وعدوانand#8238;.and#8236;

    التيار الثانى and#8236;يرى أن ما and#8236;يجرى على أرض الواقع and#8236;يتعارض مع قانون الطوارئ، and#8236;ويثير المزيد من الأزمات والمشاكل فى البلاد، and#8236;وأنه طالما فرضت حالة الطوارئ فيجب تفعيل القانون فى مواجهة هذه التجمعات والتظاهرات، and#8236;وذلك عبر منعها واتخاذ إجراءات حاسمة ضد المحرضين عليهاand#8238;.and#8236;

    وفى الاجتماع الأخير لمجلس الدفاع الوطنى الذى عقد أول أمس السبت اتخذ المجلس عدة قرارات هامة من بينهاand#8238;: and#8236;

    ـ مد فترة فرض الطوارئ على البلاد لمدة قد تصل من شهر إلى ثلاثة أشهر، حيث قدم وزير الداخلية تقريرا طالب فيه باستمرار حالة الطوارئ لفترة زمنية لا تقل عن ثلاثة أشهر، and#8236;حتى تتمكن الجهات الأمنية من سرعة القبض والتعامل مع العناصر الإجرامية التى تقوم بارتكاب أعمال عنف وبلطجة وقطع للطرق فى and#8236;العديد من المحافظاتand#8238;.and#8236;

    ـ الطلب من وزير العدل سرعة الانتهاء من قانون التظاهر وتقديمه إلى مجلس الوزراء لاتخاذ قرار بإصداره على الفور، and#8236;وهو القانون الذى and#8236;يتضمن ضرورة الحصول على ترخيص للمظاهرة قبل قيامها من قبل الجهة الإدارية المختصة، and#8236;كما and#8236;يتضمن القانون عقوبات رادعة للمخالفينand#8238;.and#8236;

    ـ المطالبة بسرعة إصدار قانون الإرهاب ليكون بديلاً and#8236;لقانون الطوارئ، and#8236;وهو القانون الذى and#8236;يضمن ويتضمن سبل مواجهة الأعمال الإرهابية فى الفترة القادمةand#8238;. and#8236;

    ويبدو أن المرحلة القادمة سوف تشهد مزيداً من الحسم خاصة مع وجود حالة سخط داخل الأجهزة الأمنية المختلفة تطالب بالردع المبكر وتنفيذ قانون الطوارئ على المخالفين حرصاً على أمن البلاد وإنهاء مظاهر الفوضى التى تعرقل الحياة العامة فى البلادand#8238;.and#8236;

    لقد كلف مجلس الدفاع الوطنى وزير الداخلية باتخاذ الإجراءات الأمنية التى من شأنها مواجهة مظاهر الانفلات والفوضى والتعدى على القانون والمنشآت ومنحه كافة الصلاحيات فى ذلكand#8238;.and#8236; ومن المتوقع فى ضوء ذلك أن and#8236;يجرى تصعيد حركة المواجهة ضد محاولات نشر الفوضى فى البلاد، and#8236;خاصة أن آثار عمليات التصعيد التى جرت فى سيناء خلال الساعات الماضية أحدثت ردعاً كبيراً لعناصر الإرهاب وحققت نتائج إيجابية فورية على الأرضand#8238;.and#8236;

    وهكذا أمام محاولات التصعيد الإخوانية واللجوء إلى أساليب العنف والإرهاب، and#8236;لا and#8236;يمكن القول إن قوات الأمن ستبقى على ذات نهجها السابق، بل هناك متغير جديد وفقاً للمعلومات سوف تشهده ساحة المواجهة فى الفترة القادمة، and#8236;بهدف إنهاء هذه المظاهر الإرهابية والفوضوية التى تسير وفقاً لخطة ممنهجة هدفها الوصول بالبلاد إلى حالة الفوضى الشاملة التى تؤدى إلى الحرب الأهلية وسقوط الدولةand#8238;.and#8236;
                  

09-19-2013, 07:23 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)


    amr-selim-1662-sudan3sudan.jpg Hosting at Sudaneseonline.com



    ثروت الخرباوي القيادي المنشق يفتح ملفات «الإخوان» في ثلاثية الأسرار الموحشة
    «الجماعة» من التأسيس إلى التسييس


    تاريخ النشر: الخميس 19 سبتمبر 2013


    ثروت الخرباوي لمن لا يعرفه من الجيل الجديد، هو محام مصري بارز، وقيادي سابق في جماعة “الإخوان المسلمين”، والأصح أن نقول إنه منشق عن الجماعة في مصر غير آسف، ولد عام 1957 في محافظة الشرقية، وبدأ اشتغاله في السياسة من خلال عضويته في حزب الوفد، ثم انضم لجماعة الإخوان، وكان سببا رئيسيا لتلك النجاحات التي تحققت لهم في نقابة المحامين، لكن سرعان مع اختلاف منهجيتهم ومشروعهم واستراتيجيتهم، ثم انشق عن مسيرتهم منذ العام 2000، متهما إياهم بإفساد محتوى نقابة المحامين، مثل إفسادهم للكثير من المسائل الخلافية في الحياة المصرية، وقال في السياق: “إنهم وراء تراكم مشاكل المحامين، نقابيا، ومهنيا، وسياسيا، نتيجة تلاعبهم في النقابة العامة، ومعظم النقابات الفرعية خاصة من الناحية المادية، وميزانية النقابة”، وعن أسباب انفصاله عن الجماعة، يقول الخرباوي: “وجدت أن الإخوان يرفعون راية الاسلام، ولكنهم في الأمر يمارسون سلوكيات “الحزب الوطني”، فرفضت هذه الازدواجية، لأن في داخل التنظيم توجد مؤامرات، وأحقاد وصراعات، ومحاولات حثيثة لتحقيق المصالح الخاصة، بعيدة كل البعد عن مصلحة الاسلام”.

    للخرباوي جملة من الإصدارات المهمة، ومنها اخترنا ثلاثة كتب، تكاد تتفق في موضوعها حول الأسرار الخفية للجماعة، والمنهج والرؤيا والاستراتيجية السياسية المتحجبة وراء ستار الدين، وهذه الكتب هي: “قلب الجماعة”، وفيه يكشف بكل جرأة ووضوح أسرار خروجه من صفوف الجماعة، والكتاب الثاني بعنوان “سر المعبد” ويتحدث فيه عن الأسرار التي لا يعرفها كثيرون عنهم، من خلال تجربته معهم عن قرب، أما الكتاب الثالث فهو بعنوان “أئمة الشر”، وفيه يشرح للقارئ، بل ويقدّم له صورا عن سيرة مجموعة من المتماهين مع منهج الجماعة بطريقة أو بأخرى.

    نتناول هذه البانوراما الثلاثية التي صاغها الخرباوي بحسه الخاص، ومن خلال معايشته لواقع يجرّم حتى معنى التفكير الصحيح.





    «سر المعبد»: الولاء للمرشد يكفّر السيئات والخروج على الجماعة يمحق الفضائل

    «كاتالوج تشغيل» الإخواني..

    نقرأ في الطبعة الثالثة والعشرين من هذا كتاب “سر المعبد ـ الأسرار الخفية لجماعة الإخوان المسلمين”، الصادر عن دار نهضة مصر، مقدمة الكاتب تحت عنوان لافت هو “أسطورة الكتاب” فيقول: “إذا كنت ستقرأ هذ الكتاب لتأخذه كما هو، فلا تقرأه، وإذا كنت ستقرؤه وقد اتخذت مسبقا قرارا برفضه فلا تقرأه، ولكن اقرأ وفكّر، ثم بعد ذلك أرفض أو اقبل، أرفض الكل أو أرفض البعض، واقبل الكل أو اقبل البعض، قراءة بلا تفكير ليست قراءة، ولكنها تلقين، الأحرار فقط هم الذين يفكرون حين يقرأون، قراءة مضمخة بالتفكير، تعطيك عمرا جديدا، وفي هذا الكتاب، أهب لك عمري”.

    هذه هي إذن رؤية الخرباوي لفن الكتابة والقراءة والفهم، ولعلها طريقة مشجعة لكي نمضي معه في كتابه الذي يقع في 360 صفحة من القطع الصغير، ويتضمن إهداء، وسبعة عشر فصلا، الأول يبدأ بعنوان “صوت الحرية”، والأخير ينتهي بعنوان “الحقيقة”، وما بين الحرية والحقيقة، ثمة ما هو مختبئ بين السطور والنوايا والتحليل، فماذا وراء الأكمة؟

    كتاب “سر المعبد”، الذي انتشر بين القراء، كما تنتشر النار في الهشيم، وحقق أعلى المبيعات هو في الواقع كتاب يسرد وينتقد منهج جماعة الإخوان المسلمين، وربما تكون الأسباب الرئيسية في انتشار هذا المنتج الثقافي حتى طبعته الثالثة والعشرين، متعلقة بتزامن صدوره مع وصول الجماعة إلى سدّة الحكم في مصر، ومن ثم تحركهم المشبوه تجاه دول منطقة الخليج العربي، بطريقة تعلن عن منهجهم منذ النشأة الأولى، كذلك ما رافق هذا الكتاب من حملات دعائية، جعلت منه محط طلب واهتمام، فمنذ القراءة الأولى للمحتويات، ستجد أن الكاتب يضعك على الفور في صورة شهيد ثورة 25 يناير، الذي أهداه “سر المعبد”، فيقول له: “تملّيته حين أطل وجهه على الشاشة، كان يبتسم، ابتسامة المنتصر، وعلى جسده علم مصر، فلم أدر هل رد الله له الحياة فابتسم، أم أنه لم يمت أصلا ـ لأن الشهيد لا يموت ـ فظل يبتسم، يقينا هو لم يبتسم إلا لأنه حي، وما ابتسم إلا لأنه سخط على الاستبداد، وتلهفت روحه على الحرية، فأهدى لنا ثورة، والآن يا ايها الشهيد الذي ـ كما يقولون ـ سقط مضرجا في دمائه الزكية، واهبا حياته ثمنا للحرية، ويا أيها الشهيد الذي ما زال يختلط دمه بأرض مصر، ساقول لبني وطني، إنك لم تسقط مضرجا في دمائك، فالشهداء لا يسقطون، ولكن يصعدون، أنت صعدت ملفوفا في دمائك المقدسة، فمنها ستكون حريتي، أنت الآن في سماء الحقيقة المطلقة، حيث لا مكان للمزيفين وأدعياء القداسة، أما أنا ففي أرض الحقيقة النسبية، حيث لا أملك إلا هذا الكتاب، الذي كتبته وصورتك أمامي، لا تفارقني فإليك وحدك أهديك إياه”.

    في التقدير وبعد هذه المقدمة، نرى أن هذا الكتاب الذي يلهث وراءه الناس لقراءته في وقت عصيب، يبقى مثيرا للقلق والجدل، بل ويحمل إشكالياته، فعلى الرغم من انتقادات الخرباوي للجماعة، إلا أننا يجب أن ندرك أنه يختلف معهم، ومع مرشدهم، لكن في داخله حب للمشروع الإسلامي الوسطي المعتدل الأكبر من حجم هذه الجماعة وتوجهاتها، حيث يفصح أنه تمرد على مشروعهم بسبب قولبته للفكر الاسلامي، فهو يقول عن الجماعة: “يحبون رصّ الأخوة في أرفف الجماعة، بحيث لا يتحركون إلا بالأمر، وبنفس الطريقة التي حددوها لهم في الكتالوج”. ويضيف الخرباوي: “فررت بقلبي من تنظيم لا يعرف القلوب ولا يأبه بالمشاعر، إلا إنني رأيت وأنا خارج قلب الاخوان أشياء تحار منها الألباب، وتستعصي على التصديق”.

    كما يبدو فإن كتاب “سر المعبد”، الأكثر مبيعا منذ صدوره وحتى الآن، لم يكتب بطريقة سياسية، فهي تجربة سردية أقرب إلى الاسلوب الروائي، تجمع ما بين البوح الشخصي، والتوثيق، والنقد، والتحليل، وفن المقارنة والمقاربة، حينما يتحدث عن منهجية الجماعة، وحينما يكشف أسرارهم، ذات الصلة بفكر الماسونية، من خلال شهادات مثيرة للجدل، وبخاصة عرضه لوثيقة تؤكد صلة الجماعة بالولايات المتحدة الأميركية، والتنسيق معها في أمور تتجاوز المصلحة الوطنية. الوثيقة هي عبارة عن خطاب مرسل من قبل شخصيات سياسية أميركية، إلى أحد رموز الجماعة، وهو المهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد العام، وكان ذلك عام 2005، ويتحدث الخطاب عن ترتيبات وتخطيطات كانت تجري خلف الكواليس، بين جهات أميركية نافذة وقيادات مختلفة في الجماعة، التي كانت تسعى بكل قوتها للوصول إلى قصر الرئاسة.

    في الواقع أن مجمل القصص التي يطرحها الخرباوي في هذا الكتاب الشهادة حول تجربته مع الجماعة، موثقة بالصور والوثائق، وعبر أسماء ما تزال حية بيننا، يؤكد أننا أمام جماعة شديدة الذكاء، تحاول قيادة الوطن نحو حلم الدولة الاسلامية، من خلال الحديث عن تسامح الاسلام وقيمه النبيلة، رغم أنهم ينقضون هذه القيم النبيلة في الخفاء وبسرية تامة طوال الوقت، وقد تجلى هذا (الزيف الإخواني)، وفقا للكاتب، في واقعة تزوير انتخابات الجماعة الداخلية في انتخابات النقابات الفرعية للمحامين، ويقول الخرباوي: “ما أقسى أن يكون الواعظ لصا، وأن يكون الكذاب داعية”، وهي في الواقع شهادة تبقى على الرغم من كل شيء ذات صلة، بجوانب خفية من الحياة السرية للجماعة التي وصلت إلى سدة الحكم، ثم تركته بإرادة شعبية.

    في الفصل الثاني من الكتاب الذي جاء تحت عنوان “إيكاروس” يستشهد الكاتب بجانب من الأساطير الاغريقية، متمثلا بـ إيكاروس الذي حاول الطيران إلى الشمس، فأحرقته بلهيبها، فيعقد مقارنة جاذبة بين فكر هذه الأسطورة، ومحاولته في البحث عن حقيقة الإخوان، التي أوصلته إلى الأسلوب التآمري الذي يتبعونه للايقاع ببعضهم في فخاخ مباحث أمن الدولة، يقول: “هل تعرفون قصة المرشد السرّي؟ إنه هو ذلك الأخ الإخواني الذي قام بابلاغ مباحث أمن الدولة عن هذا اللقاء بينهم، نعم فجهاز أمن الدولة وفقا لما قاله الدكتور محمد حبيب في أكثر من لقاء استطاع اختراق الجماعة”.

    في فصوله الثلاثة (المرشد السري وزمن الجواسيس، مدينة النسيان، صندوق الأسرار)، يحاول كشف بعض الحقائق، من خلال تجربته التي انتهت بانشقاقه، ثم فصله، وكأنه بذلك يعقد مقاربة مع ما حدث للمفكر الشيخ الغزالي، في تأكيد على سلطوية المرشد بقوله: “ما زلت في زمني أنظر للشيخ الغزالي في زمن فصله من الإخوان، وها هو يستمع إلى خطبة الجمعة في مسجد الروضة، فتفجعه كلمات الشيخ الإخواني التي طنت في أذنه طنين الذباب، ألا أن الولاء للمرشد حسن الهضيبي يكفر السيئات وأن الخروج على الجماعة يمحق الفضائل، وأن الذين نابذوا المرشد عادوا للجاهلية الأولى لأنهم خلعوا البيعة”.

    في الواقع لا يجب أن نقرأ “سر المعبد” على أنه تأريخ لمسيرة جماعة الإخوان، لأنه بصريح العبارة يكشف أسرارهم، ويفضح مشروعهم، من خلال التأملات، والذكريات، التي ترسم المعالم الداخلية لهذا التنظيم الذي لا يتردد في التعامل مع القوى العظمى (الكافرة) لو رضيت باستيلائه على السلطة، وقيادة الأمة على طريقتها. تأملات الخرباوي ترسم معالم ما يطبع الحياة الداخلية لـ (الجماعة)، من عتمة وظلام، وشبه تقديس لمرشدها، وصراعات مريرة بين أجنحتها المتنافرة وقيادييها، الذين يصنعون لجبهتم نوعا من التماسك أمام وسائل الإعلام، كما أن تحليلاته السياسية في إطار استطرادات مطولة، تكشف طريقه إلى الايمان الحق، الايمان الصوفي، المتجرد من متطلبات السياسة، وفي السياق يفضي الكاتب في أكثر من موقع في كتابه، مستندا إلى تصريحات ينسبها إلى قياديين إخوانيين منهم المرشد الخامس للجماعة (مصطفى مشهور) أن الجماعة تغلغلت في الجيش والشرطة، وأصبحت فاعلة فيهما، على أعلى مستويات (لاحظ ذلك في الفصلين التاسع والثالث عشر)، وأخطر من ذلك، يكاد يجزم هذا الإخواني السابق بأسلوبه الروائي بأن (التنظيم الخاص) ـ أي الجناح العسكري الذي أنشأه مؤسس الجماعة حسن البنا عام 1928)، أعيد إحياؤه باشكال أخرى تتفق وتطور العصر، فضلا عن أن إيديولوجيته العنيفة يغذيها إلى اليوم تيار يؤمن قطعا بأفكار سيد قطب، وشكري مصطفى التكفيرية.

    يمكنك بعد الانتهاء من قراءة هذا الكتاب الذي لا يخلو من الإطالة في شرح بعض المواقف أو الاستشهاد بآراء آخرين لتوضيح المعنى العام من مناقشة قضية الجماعة، أن تخرج بعدة مسائل جوهرية استراتيجية في مسيرة هذا التنظيم، أهمها: استعداد الإخوان للتعامل مع أي جهة، حتى لو كانت كافرة، من أجل تحقيق مشروعهم. وفي هذا السياق يشير المؤلف في الفصل السابع إلى القيادي عصام العريان، وكيف كان مكلفا بالاتصالات السرية مع الأميركيين، حول ملفات شائكة، وكأنه أصبح بمثابة سفير للجماعة في الخارج. أما المسألة الثانية، فتتعلق بكشف الحقائق حول الوسطية المزعومة للجماعة، وأن الترويج لموضوع (الاعتدال) عندهم لم يكن الا من قبيل البروباجندا الإعلامية، وأن حسن البنا استلهم عند تأسيس الجماعة عام 1928، فكرة ونموذج (الجنود الدعاة) وما يحيط بهذه القضية من إشكالات ما زالت مثار بحث وتساؤل.

    إن صدور طبعة جديدة وحديثة من “سر المعبد” يوحي بأن (جدار الصمت) والقداسة حول جماعة الإخوان قد تحطم، وأن الكلام في مشروعيتهم ومبادئهم، لم يعد من الأسرار، بعد أن تكشفت حقائق كثيرة عن سلوكهم بعد الأحداث الأخيرة التي وقعت عقب سقوط حكمهم في مصر، وأن هناك محاولات وتجارب جديدة ستظهر، للكشف عن مزيد الحقائق حول الموضوع، لكنك إذا نظرت الى العناوين التي طرحها الخرباوي ستكتشف أن الخرباوي كان يحمل جملة مفاتيح إلى خزائنهم، فهو هنا يستمع إلى أحد الضباط الذين يحققون معه ضمن محتويات الفصل الأخير من الكتاب: “يا أخ ثروت، أنا أصدقك القول، وما كذبت عليك قط، الإخوان وأنت تعلم أنني أختلف معهم، يخططون منذ البداية، منذ حسن البنا، لقيام دولة الاسلام، وغبي هذا الذي يظن أن قيام الدولة يكون بالجلوس في الأسرة والشعبة والكتيبة والاكتفاء بالذكر والدعاء، وأذكار الصباح والمساء والخطابة بين الناس، الدولة تكون في الساعد والسلاح، كما قال حسن البنا، والجيش، وهو إحدى هذه الأدوات، فمن ظن أن الاخوان كانوا بمنأى عن الجيش والسلاح والقوة فإنه أحمق يهرف بما لا يعرف”.
                  

09-19-2013, 07:36 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)

    محاكم تفتيش تطيح قيادات إخوانية وتقود صراعات الأجنحة
    «عسكرة» الجماعة

    |

    تاريخ النشر: الخميس 19 سبتمبر

    2013
    عن دار نهضة مصر أيضا، يصدر ثروت الخرباوي، في طبعة سادسة كتابه الأول “قلب الإخوان ـ محاكم تفتيش الجماعة”. على طريقة السرد الروائي والبوح الشخصي أيضا وبأسلوبية كتابة المقالة، وفي مقدمة وعشرة فصول، يسرد الكاتب سيرته ومسيرته داخل الجماعة، كما يروي مسيرة هذا التنظيم، ويتحدث كيف تحول من تنظيم دعوي وإرشادي إلى تنظيم عسكري، يعمل تحت أجنحة الظلام، يقول: “وإذا كانت الجماعة تقدم نفسها للجماهير، بحسب أنها تحمل فوق أك########ا الحل الاسلامي، فإنها يجب أن تضع نفسها تحت رقابة الأمة، دون أن تتذرع بشأن داخلي أو شأن خاص.

    أبرز ما يكشفه الخرباوي في هذا الكتاب، هو تلك الرسائل الخاصة للمرشد الثالث للجماعة (عمر التلمساني) إلى قيادات الاخوان في الخارج، في منتصف السبعينيات من القرن الماضي، ويحذرهم في هذه الرسائل من التعامل مع تنظيم (العشرات)، وهم الذين يمثلون مكتب الارشاد حاليا، أما تسميتهم بتنظيم العشرات، فذلك نسبة إلى قضائهم عشر سنوات في السجون المصرية في الفترة ما بين 1965 ـ 1975، حيث اعتبرهم التلمساني بأنهم ليسوا من الإخوان. لكن لا يخلو الأمر من حكاية، يرويها الكاتب بقوله: “لقد خرج أعضاء التنظيم وكان على رأسهم المرشد السابق الدكتور محمد بديع، وأعضاء مكتب الارشاد الدكتور رشاد البيومي، والدكتور محمود عزت، خرجوا من السجون في تلك الفترة وغادروا مصر إلى دول عربية، وكان هؤلاء أبرز تلاميذ الشيخ سيد قطب، والذين اعتمد عليهم الأخير في تأسيس تنظيم القطبيين”.

    استعرض الكاتب مجموعة الصدمات التي أصيب بها وهو داخل الجماعة، وأولها كانت عام 1992، عندما سمع مقولة المرشد السابق مأمون الهضيبي، وألقاها في ندوة تم تنظيمها على هامش فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب: “إن الإخوان يتعبدون لله بأعمال التنظيم الخاص قبل الثورة “، ولأن الخرباوي كان يعلم من خلال قراءاته وسعة إطلاعه أن من بين أعمال هذا التنظيم كان اغتيال بعض المدنيين، من أمثال أحمد ماهر باشا، والخازندار، والنقراشي باشا، وكانت مثل هذه العمليات التي يخطط لها بسرية تامة، غير منطقية وغير مبررة، مما أحدث صدمة أولى للخرباوي ثم تلتها صدمات كثيرة.





    من الشواهد التي سجلت علامة فارقة في قرار الخرباوي للخلاص من المشهد الاخواني، ما تمثل بحديثه عن محاولات التهميش والاقصاء التي كانت تقوم بها الجماعة تجاه عدد كبير من أعضائها، مستشهدا بما حدث من محاولة إقصاء لمختار نوح، القيادي الشهير في الجماعة في عهد مصطفى مشهور، كما يكشف عن تفاصيل اللقاء العاصف بينه وبين مأمون الهضيبي، حينما كان نائبا لمصطفى مشهور آنذاك، وكيف انتهى هذا اللقاء القاسي بقرار حاسم لا رجعة فيه اتخذه الخرباوي بترك الجماعة.

    من الأسرار الخطيرة التي يكشفها الكاتب حول سيطرة النظام الخاص على الجماعة وتحولها إلى نظام القطبيين، ومدى المسؤولية التي تقع على عاتق مؤسس الجماعة حسن البنا، فيما وصلت إليه من حالة العسكرة، والعنف، وقصة الرسالة التي حذر فيها عمر التلمساني من التعامل مع الدكتور محمد بديع وإخوانه في التنظيم الخاص، يسرد الكاتب معلومات وقصصا عديدة، نعرف منها ما قاله حول ذلك: “أولا عندما أنشأ حسن البنا جماعته، في ظل دستور عام 1923، وقانون الجمعيات الأهلية، أنشأها لأغراض تتعلق بنشاط دعوي إسلامي، يهدف إلى الاصلاح الاجتماعي والاقتصادي، وبالتالي لم يكن حسن البنا في العشر سنوات الأولى للجماعة بحاجة إلى التخفي، أو الاستتار، فكانت طريقته واضحة المعالم، هي الدعوة العلنية المفتوحة، وكانت هذه السنوات العشر الأولى هي المحدد لملامح الجماعة وأفكارها الرئيسية، حيث جاءت بمهمة إصلاح المجتمع، لا للانقلاب عليه؟”.

    ويركز المؤلف بشكل واضح على مؤسسها الأول حسن البنا، يقول: “حتى عندما أنشأ حسن البنا النظام الخاص كانت له أسبابه الوطنية رغم وصوله في آخر حياته إلى أن هذا النظام كان خطيئة الاخوان”، لافتا أنه بدءا من إنشاء النظام الخاص أواخر الثلاثينيات لم يترتب على الجماعة ملامح تغير فكري، والتي تسعى في شقها المدني إلى اصلاح المجتمع والدعوة الى سبيل الله بالحكمة، ورغم جرائم النظام الخاص إلا أنه كان منفصلا عن جماعة الاخوان المدنية التي كانت لا تعرف عنه شيئا، وعندما قتل حسن البنا، وحدث الصدام ما بين الإخوان والنظام الملكي، ظهر سيد قطب، الذي كان يبحث عن مشروع فكري له، وبالفعل وصل الى ملامح مشروعه فوضع كتابه “العدالة الاجتماعية في الاسلام”، وتحدث فيه عن الاسلام كحركة اجتماعية. لقد رأى بالمجمل أنه لا يمكن إقامة دولة اسلامية كاملة تستعيد ملامح (الخلافة) الراشدة الا من خلال تنظيم قوي محكم يعمل في السر، واستمر العمل بهذا الاتجاه حتى مراحل متأخرة من عمر هذا التنظيم وصولاً الى اليوم، حينما ظهر أعضاء مهمين في التنظيم أمثال الدكتور محمد بديع، الدكتور رشاد البيومي، الدكتور محمود عزت، نائبي المرشد العام، ومن ثم جميع أعضاء مكتب الارشاد الحالي وآخرين أصبحوا فيما بعد أصحاب الكلمة العليا في الجماعة.

    تحدث الخرباوي مطولا عن كيفية وصول أنصار سيد قطب إلى الدرجة العليا من السيطرة على مقاليد الجماعة، وعن مصير تلاميذ حسن البنا بعد خروجهم من شتات السجون، ويوضح كيفية تحول الجماعة من الدعوة الى التنظيم، إلى أن يصل إلى ما قاله محمد بديع عنه بعد خروجه من السجن: “إن ثروت الخرباوي ارتكب في حق الاخوان أخطاء، فوجب إبعاده من الجماعة، فعادت ذاكرتي لسنوات مضت حينما قال لي وهو في السجن: سترى مني العجب عندما أخرج، وقد رأيت العجب فعلا». يختتم الخرباوي كتابه بعنوان “بعد الكتاب”، ويكتب فيه: “بعد الكتاب توالت الأحداث، إذ قامت الجماعة بفصل عبد المنعم ابو الفتوح، وفصل الدكتور محمد حبيب، الذي كان قاب قوسين أو أدنى من منصب المرشد، واستقال الدكتور كمال الهلباوي الذي كان أحد اهم القيادات الاخوانية في أوروبا، وتحكم فريق سيد قطب ـ النظام الخاص ـ فارضا سيطرة تامة، واختلطت الرموز التي تشكلت مفاهيمها على يد عمر التلمساني، والذين كانوا أصحاب الأفكار الوسطية المعتدلة، وأصبحت الجماعة الحالية هي جماعة سيد قطب ولله الأمر من قبل ومن بعد”.

    أئمة الشر.. التناقض والتشابه بين الإخوان وإيران
    حرفة تسييس الدين
    حجم الخط |






    تاريخ النشر: الخميس 19 سبتمبر 2013
    الكتاب الثالث لثروت الخرباوي، والذي يكاد مضمونه يسير في ذات الاتجاه للكتابين السابقين، بعنوان “أئمة الشر ـ الإخوان والشيعة أمة تلعب في الخفاء”، وصدر في طبعته الأولى، عن مركز المزماة للدراسات والبحوث في 265 صفحة من القطع المتوسط، ويشتمل على مقدمتين للناشر والمؤلف، وتسعة فصول هي: لماذ لا؟ المطية، إشعال النار في القط، الجذور، مسرح العرائس، الطين المعصوم، الغزل السياسي الرفيع، رفض الرافضة، دماء وإماء. ولا يغفل الكاتب من خلال هذه الفصول أن يقدم للقارئ لمحة تاريخية عن مفهوم الشيعة للدين، في إطار من التحليل والنقاش والتوثيق بالمعلومات الفقهية، والمستخلصة من أمهات الكتب الدينية والفقهية، كذلك تعرض للصراع الخفي بين الشيعة والسنة، وكيف يدار من أصابع خارجية. بيد أنه يخص الإخوان بنصيب الأسد من رؤيته ومعالجته لموضوع الكتاب ويقول: “كما أنني لا أعمم في الحكم أو التحليل، فأضع كل الاخوان في إناء واحد، وأضع كل الشيعة في بوتقة واحدة، ولكنني اتحدث عن أئمتهم الذين يقودونهم، فهم في تقديري أئمة شر، أما الاتباع فمعظمهم يتحرك بدوافع مشاعرية مخلثة، حتى لو كانت خاطئة، لذلك فإن كتابي هذا يتحدث عن الأئمة لا التابعين، القادة لا الجنود، أؤلئك الذين “نسوا الله فأنساهم أنفسهم”.

    نقتطف بعضا مما جاء في مقدمة الناشر لأن ذلك يدخلنا في عمق مضمون الكتاب: “أكثر ما يميز الكتاب الجديد للأستاذ ثروت الخرباوي، هو تبحره في تفاصيل مخفية في تاريخ الاخوان الذي اتسم بالسرية والغموض، وكذلك ربطه بين فكر حكم المرشد في إيران وطموحات مرشد الاخوان، والأهم من ذلك كشف العلاقة بين الاخوان والشيعة، والتي تعود إلى عشرات السنين، ففي قراءة “أئمة الشر” لا بد أن تتوقف عند محطات تضعك أمام حقائق مذهلة، تعيد إلى الأذهان أسباب الوقائع التي حدثت في عالمنا العربي، حيث نقف في الفصل الأول أمام العلاقة المخفية بين الولايات المتحدة وجماعة الاخوان وما يميز هذا الكتاب هو تقديمه تقصي لتاريخ نشأة الجماعة منذ أيام المؤسس حسن البنا، وكيفية انطلاق الدعوة التي عملت بطريقة ذكية بهدف استقطاب النخب الدينية والعلمية. ويشير الكتاب إلى أن الاخوان يعتبرون منهجهم متفقا مع منهج الشيعة، وهنا مكمن الخطر، ففي الفصل السادس يتطرق إلى رأي البنا في الشيعة، وسبب حبهم له”.

    ويحسن بنا أيضا أن نقتطف بعضا مما جاء في مقدمة المؤلف: “كانت جماعة الاخوان أمرا ضروريا في السياسة الايرانية، فالاخوان ظهروا في صورة البوابة التي سيدخل منها النظام الايراني الى المنطقة، ويوما ما قد يحكم الاخوان وأهل ايران من دهاة السياسة، لذلك عكفوا على دراسة جماعة الإخوان وتاريخها وأفكارها، جماعة الاخوان كانت قد بدأت مع الثورة الايرانية في تكوين تنظيم لها هناك، وقد أطلقت على نفسها اسم “جماعة الدعوة والاصلاح”، وأصبح هذا التنظيم جزءا من التنظيم الدولي للجماعة، وإن ادعى أنه يحمل استقلالية عن الجماعة الأم في مصر، وبسبب فطنة الايرانيين ودهاء قادة الاخوان هناك، لم يلفت تنظيمهم نظر أحد في العالم العربي، أو الاسلامي، لأنه كان يدير نفسه بذكاء وحرص، فلم يسع إلى الاستعراض أو الاصطدام بالنظام الايراني أو محاولة هدم ثوابت الدولة، ولم يسع إلى الدعوة الى المذهب السني، فقد كان هذا من الخطوط الحمراء، التي لم يتجاوزها الاخوان هناك، وإن قام فرعهم هناك بدور كبير في التقارب بين الحكومات الايرانية، وجماعة الاخوان في مصر”.





    في الكتاب ثمة معلومات خطيرة، يكشفها الخرباوي في سياق سردي، مختلف عن الكتابين السابقين، فهو مثلا يكشف عن خطط أجهزة المخابرات الغربية بعامة، وخاصة أجهزة المخابرات الأميركية، لتقسيم الوطن العربي، ووضعها في أتون الفتن الطائفية، عبر مخطط خفي لدعم الشيعة في إيران، وهو أمر غير معتاد بالنسبة للكثيرين، كذلك دعمهم للاخوان، منذ عقود طويلة، لنكتشف من خلال معلومات الكتاب أن كل ما يحدث حولنا، وما نعيشه من إشكاليات، لم يكن بمحض الصدفة، وإنما كان مخططا له ومدبرا بطريقة مذهلة. ومن جملة ما قاله الكاتب: “كان لا بد أن نفتح هذا الملف لنعرف أمور الشر المخفية التي ارتدت ثياب الدين، ومن المهم أن نشير أننا لا ننعى على فهم الإخوان للدين، فهم وشأنهم، كل إنسان بفهمه يفرح، كما أننا لاننعى على الشيعة فهمهم للدين، فكل طائفة بمعتقداتها تمرح، لا تثريب عليهم هنا أو هناك، ولكننا ننعى على أؤلئك وهؤلاء، استغلال الدين لتحقيق مآرب خاصة، ومآرب سياسية ودنيوية، ننعى عليهم الوقوع في فخ الغرب الاستعماري، ننقم عليهم تسييس دينهم، وجعله حزبا ومشروعا يدخل في صراع مع باقي المسلمين، ليتحكموا هم بذواتهم في الأمة، ولو كان عن طريق الغصب والارهاب والتحالف مع أئمة الشر في العالم، حينئذ يتحولون هم من دعاة إلى أئمة الشر، يتشاربون في المشارب مع من تحالفوا معه”.

    بالاضافة إلى عنصر السرد، وجانب من مسحات الرواية، لا يخلو كتاب “أئمة الشر” من طرافة، سواء على مستوى اللغة والمفردات، او على مستوى الأجواء التي يصيغ بها معلوماته، وبخاصة المشهد الحواري الذي كشف من خلاله عن العلاقة بين الاخوان والبريطانيين: “الاتصالات السرية بين بريطانيا وقيادات الاخوان، خلال العدوان الثلاثي للاطاحة بجمال عبد الناصر. أنتوني إيدن قال في مذكراته: الهضيبي كان حريصا على علاقات ممتازة معنا على عكس ناصر”. وأيضا في المشهد ذاته: “وقبل منتصف خمسينيات القرن الماضي، أخذت المعاملات السرية بين البريطانيين والاخوان منحى آخر، إذ نظرت بريطانيا الى الجماعة باعتبارها معارضة مفيدة لسياسة عبد الناصر، ذات التوجهات القومية العربية، وأنها أفضل وأقل ضررا من التيارات القومية رغم أصوليتها الشديدة، ومن ثم عقد مسؤولون بريطانيون اجتماعات مع قادة الاخوان من اجل العمل كأداة ضد النظام الناصري الحاكم في اثناء مفاوضات اجلاء القوات العسكرية البرطانية من مصر، وكذا من اجل خلق موجة من الاضطرابات لتغيير النظام في البلاد”. على أن أسلوبية الخرباوي في هذه الكتب، لا تخلو من بعض العيوب، أهمها: إسهابه في الاطالة والشرح للتعبير عن مقصده، وهو يسرد جانبا من سيرته الذاتية مع خصومه من الاخوان، مضافا إلى كل ذلك بعض الاستطرادات والحشو الكلامي المتكئ على كليهشات كتابية سابقة.
                  

09-19-2013, 05:32 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)



    الأمن المصري يسيطر على "كرداسة" بعد عملية اقتحام موسعة
    مقتل مساعد مدير أمن محافظة الجيزة بعد 20 دقيقة من اقتحام الحي
    الخميس 14 ذو القعدة 1434هـ - 19 سبتمبر 2013م


    القاهرة - أحمد عثمان، العربية.نت
    سيطرت قوات الأمن المصرية على حي الكرداسة بعد اشتباكات قوية مع مسلحين، إثر مداهمة الأمن بالتنسيق مع قوات الجيش للمنطقة الواقعة في محافظة الجيزة لضبط خارجين عن القانون ومتهمين مطلوبين بسبب تورطهم فى مهاجمة قسم شرطة كرداسة.

    وأدت الاشتباكات إلى مقتل مساعد مدير أمن محافظة الجيزة، اللواء نبيل فراج، فيما أكدت مصادر أمنية أن العملية أدت إلى اعتقال 48 من عناصر الإخوان.

    ولقي اللواء فراج حتفه فور وصوله المستشفى متأثراً بطلق ناري أصيب به بعد 20 دقيقة فقط من بدء عملية الاقتحام.

    وبدأت قوات الأمن المصري، بالتنسيق مع قوات الجيش في مداهمة منطقة كرداسة صباح اليوم الخميس، لضبط الخارجين عن القانون والمتهمين المطلوبين من قبل النيابة العامة، بسبب تورطهم في مهاجمة قسم شرطة كرداسة، وقتل ضباطه الـ11 والتعدي على رجال الشرطة وسحلهم والتمثيل بجثثهم.

    وشهدت المنطقة حالة من الكر والفر بين قوات الأمن والعناصر المسلحة، وسط إطلاق الأعيرة النارية بشكل عشوائى من أعلى العمارات على قوات الأمن.

    وتمكنت قوات الشرطة من محاصرة منزل أحد المتهمين الرئيسيين فى واقعة اقتحام مركز شرطة كرداسة ويدعى محمود الغزلان، بينما يقوم ملثمون من الأعراب الذين ينتمون إلي الحركات المتشددة بإطلاق الرصاص بشكل عشوائى فى العديد من الشوارع.

    وتغطى سماء كرداسة سحب كثيفة من الدخان، بعد قيام عدد من المتحصنين فى المنطقة بإشعال إطارات السيارات التى كانوا قد ألقوها بالشوارع فى وقت سابق من صباح اليوم الخميس، وذلك لعرقلة القوات أثناء الدخول وتقليل تأثير القنابل المسيلة للدموع، وقد جعل هذا الدخان الرؤية متعثرة بالشوارع.

    وتتعامل القوات مع الموقف بحذر تحسبا لاستغلال المتهمين تلك الأدخنة وإطلاق النار على القوات المقتحمة، حيث أغلقت مخارج المنطقة تماماً، وحاصرت المتهمين بالمدينة ومازالت عمليات الكر والفر مستمرة بين قوات الأمن والمتورطين فى مجزرة كرداسة.

    ومن جانبه، قال سامي عبد الراضي رئيس قسم الحوادث بصحيفة "الوطن"المصرية أن عدد المطلوبين أمنياً في منطقة كرداسة يبلغ 135 شخصاً صدرت بحقهم قرارات ضبط وإحضار من النيابة العامة.

    واضاف عبد الراضي ان هؤلاء المطلوبين مسلحون يملكون أسلحة ثقيلة تبدأ بالبنادق وتصل إلى الـ"آر بي جي" وهي نفس الأسلحة التي استخدمت في استهداف مركز شرطة كرداسة سابقاً.

    وكانت قوات الأمن فرضت حصارا واسعا، استعدادا لاقتحام المنطقة ليل الأربعاء/الخميس، ونشرت العديد من الآليات العسكرية والسيارات المدرعة وسيارات فض الشغب وأعدادا كبيرة من قوات الأمن المركزي، بالإضافة إلى دعم من قوات الجيش بالمدرعات والجنود، والتي قامت بإغلاق مداخل كرداسة كافة والسيطرة عليها.

    وقبل ذلك شهدت المنطقة حالة من الهدوء الحذر والترقب الشديد من القوات، التي تمركزت على مداخل المنطقة، حيث أحاطت القوات جميع مداخل المنطقة.

    واختفى المارة من شوارع كرداسة بعد مناشدة قوات الأمن للأهالي بعدم الخروج في الشرفات أو الأسطح، وعدم السماح لأى أشخاص غرباء بالدخول إلى المنازل والاختباء بها، فيما استمرت القوات بتضييق الخناق على المنطقة.

    يذكر أن منطقة كرداسة تحت سيطرة أنصار الإخوان المسلمين منذ أحداث فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة في الرابع عشر من أغسطس الماضي.


    -----------------



    مبارك يتهم الإخوان بذبح الجنود وتوتير العلاقة مع الخليجيين
    الرئيس المصري الأسبق يصف الإخوان بأنهم 'مغيبون' ولا يفهمون شيئا مما يجري حولهم.
    العرب [نُشر في 17/09/2013، العدد: 9323، ص(1)]




    في التسجيلات الصوتية بدا مبارك يتحدث بتلقائية

    القاهرة – قال الرئيس المصري السابق حسني مبارك إن ثورة 25 يناير ليست ثورة شعبية وإن واشنطن هي التي وقفت وراءها.
    وأضاف "في 2010 حسيت إنهم عاوزين يمشوني بأي ثمن.. وأنها (الولايات المتحدة)"هي من اختلقت فكرة توريث ابنه جمال السلطة، مضيفا أنه "بسببها إبني اتهرى شتيمة".

    ووصف مبارك في تسجيلات نشرها موقع "اليوم السابع" الإخوان بأنهم "مغيبون" ولا يفهمون شيئا مما يجري حواليهم، وأن من اعتصموا في رابعة كان هدفهم الحصول على أموال، مؤكدا أنهم يتلقون المال مقابل المشاركة في المظاهرات، وأنهم "معمول لهم غسيل مخ".

    وتضمنت التسجيلات حوارا بين مبارك وطبيبه وأحد ضباط الحراسة، وبدأ يتكلم بتلقائية كبيرة ما يوحي بأنه لم يكن على علم بوجود آلة تسجيل.

    واتهم الإخوان بأنهم أفسدوا علاقات مصر مع دول خليجية بينها الإمارات، وأشار هنا إلى تصريحات عصام العريان ضد الإمارات وقد وصفه بالأهبل.

    وقال إن هناك أكثر من 400 ألف مصري يعيشون في الإمارات منذ أكثر من 20 سنة في أحسن الظروف حتى جاء الإخوان محاولين توتير العلاقة الثنائية بين البلدين، مشيرا إلى المجموعة الإخوانية التي اعتقلتها الإمارات والتي كانت تعد لتغيير النظام بالقوة وترتبط بالتنظيم الدولي للإخوان.

    وفي سياق متصل شدد مبارك في تسجيلات، قال الموقع إنها استمرت لثلاث ساعات كاملة، على العلاقة المتميزة مع السعودية، وقال إنهم (أي السعوديون) عرضوا 6 مليارات جنيه للإفراج عنه.

    واتهم مبارك حماس بالوقوف وراء أحداث سيناء وذبح الجنود المصريين على الحدود (مجزرة رفح في رمضان من السنة قبل الماضية)، مضيفا أن "مرسي مستحيل ينطق بكلمة أو يحقق في الموضوع علشان همَّ اللي هربوه وقت الثورة"، وأن سيناء "باظت" بعد قرار مرسي بالإفراج عن "الإرهابيين".

    وفي حديثه عن الجريمة التي راح ضحيتها 25 جنديا مصريا (مجزرة رفح الثانية منذ شهرين)، قال الرئيس السابق: "شيء غريب في الحادث ده.. ده قتلوا الجنود وكتفوهم من وراء".

    وعندما سأل الطبيب مبارك: "هل حد منهم يعمل الكلام ده؟"، في إشارة إلى جماعة الإخوان أو إسرائيل"، أجاب مبارك: "لا لا إسرائيل ما تعملش كده.. أم الإخوان دول مجانين.. عندهم حالة جنان".

    وبخصوص ثورة الثلاثين من يونيو، قال مبارك إنه كان يعتقد أن الفريق أول عبدالفتاح السيسي من الإخوان قبل أن يثبت أنه غير ذلك تماما ووصفه بأنه "طلع عُقر".

    كما اعتبر مبارك أن الرئيس القادم لمصر يجب أن يكون من الجيش، وأن الفريق سامي عنان لا ينفع للمرحلة.

    من جهة أخرى، كشف مبارك أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو اقترح عليه توطين الغزاويين في سيناء لكنه رفض المقترح جملة وتفصيلا، قائلا: "نتنياهو عرض عليّ توطين بتوع غزة في سيناء.. قلت له انس الموضوع ده ولا أنا ولا أتخن مني يقدر يقرب من حدود مصر".

    في سياق آخر قال الرئيس المصري السابق إنه توقع منذ زمن أن تتخلص الشيخة موزة زوجة أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة من حمد بن جاسم، من أجل ترتيب الأجواء لابنها الأمير الحالي تميم بن حمد بن خليفة.

    وفي أولى ردود الفعل على هذه التسجيلات، طالب محامي مبارك فريد الديب بوقف بث التسجيلات لأنها لم تتم برضا الرئيس السابق وعلمه.

    من جهته، أكد خالد صلاح رئيس تحرير "اليوم السابع"، أنه تلقى التسجيلات الخاصة بحوار مبارك من أحد الأطباء، ولم يتعرف عليه شخصيا حتى الآن، نافيا ما ردده فريد الديب، بأن هذه التسجيلات تمت "خلسة".

    وتساءل صلاح في مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى عبر قناة "التحرير": إذا كانت التسجيلات خلسة كما يردد الديب، فكيف تمت على مدى 7 جلسات؟، وكيف يكون خلسة حوار يدور من يوم 25 يونيو حتى 8 يوليو، أي على مدى زمني يتجاوز الـ14 يوما؟

    من جانبها، قالت صحيفة الديلي تليجراف البريطانية، إنه من غير الواضح كيف تم الحصول على هذه التسجيلات، التي يظهر فيها صوت مبارك واضحا، مشيرة إلى تصريحات الرئيس الأسبق التي تؤيد رجلا عسكريا في حكم مصر، قائلة إنه يبدو مؤيدا لدعوات ترشيح وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي للرئاسة.

    وأضافت أنه يتبين من التسجيلات أن مبارك لا يشعر بكثير من الندم على حالة الفوضى التي تشهدها مصر بعده، لكنه بدا واثقا أن الأمور كانت ستبدو أفضل إذا كان لا يزال في السلطة، مشيدا بوزير داخليته حبيب العادلي في التعامل مع هذه الأوضاع.

    وقالت مجموعات شبابية وشخصيات سياسية إنها كانت تفضل أن يلازم مبارك الصمت خلال هذه المرحلة حتى لا يؤثر ذلك على جهود السلطات الجديدة في مواجهة المجموعات الإرهابية في سيناء التي تلقى دعما من الإخوان، وتبدو تحركاتها في خدمة أجندتهم سواء حين كانوا في الحكم أو بعد الإطاحة بهم.

    ----------------

    القيادى الاخوانى مختار نوح : (الهضيبى) و(مشهور).. ضد (رابعة)

    September 16, 2013



    مختار (صحف)

    «الهضيبى» و«مشهور».. ضد «رابعة».. وضد الثورة

    مختار نوح

    لا أميل إلى أسلوب كتابة المذكرات أو رواية الأحاديث التى تتم فى الغرف المغلقة، لا سيما ما كان منها داخل حدود وأسوار جماعة الإخوان المسلمين، إلا أن واقع الحال يجبرنى على هذه الرواية التى ما زال معظم شهودها من الأحياء بفضل الله؛ ففى منتصف التسعينات، تم القبض على أحد المحامين وكان ينتمى إلى الجماعة الإسلامية.. ونظراً لإصابته بمرض صدرى فلم يتحمل رحمه الله التعذيب وتوفى بعد ساعات من القبض عليه.. وكانت وفاته -رحمه الله- من أثر الكهرباء والتعليق من القدمين، حسب الوصف الذى ساقه تقرير الطب الشرعى، وبالرغم من ثبوت التعذيب بتقرير الطب الشرعى فإن النائب العام، وكان فى ذلك الوقت هو المستشار رجائى العربى، لم يحرك الدعوى الجنائية حتى نامت فى الأدراج كعادة بلاغات التعذيب فى ذلك العصر.. وما زال القاتل حراً ينتظر قصاص الله.. المهم أنى كنت عضواً فى مجلس نقابة المحامين فى ذلك الوقت وأمينا لصندوقها؛ فأبيت، والمحامون معى، أن يمر الحادث دون اعتراض أو غضب؛ فقمنا بتصعيد الاعتراض حتى وصل بنا الأمر إلى تنظيم أول وأكبر مظاهرة احتجاجية فى عهد الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك، ثم قررنا الخروج فى مسيرة وثورة احتجاجية للمطالبة بحق المحامى عبدالحارث مدنى، رحمه الله. وتجمع الآلاف من المحامين من شتى الاتجاهات وخرجت المسيرة من دار نقابة المحامين وقد كانت فى عصرها الذهبى ونقيبها أحمد الخواجة.. ولم تكد أقدامنا تطأ شارع عبدالخالق ثروت إلا وأطلقت الشرطة الغازات المسيلة للدموع من كل اتجاه، فضلاً عن غازات تسبب الإغماء لعدة دقائق ليستمر الصراع والكر والفر من الساعة الواحدة ظهراً وحتى الرابعة عصراً.. وتفاصيل هذه الحادثة المشرّفة على موقع «جوجل» لمن يريد، وباختصار: تم القبض على ما يقرب من خمسين محامياً ينتمون إلى كافة التيارات، فضلاً عن ثلاثة من الإخوة المسيحيين فى ملحمة رائعة لن يفوتنى أن أذكر تفاصيلها فى مقال مقبل إن شاء الله.

    وبعد فترة قاربت الثلاثة أشهر، تم صدور القرار القضائى بالإفراج عنا جميعاً بعد أن اضطر الرئيس الأسبق إلى ذلك إثر الضجة الدولية التى قادها مجموعة من الصحفيين الأشراف كان على رأسهم المرحوم عادل حسين، السياسى والصحفى المعروف.

    وخرجت من هذه الواقعة وأنا مرفوع الرأس بعد أن نجانا الله بفضله جميعاً من اتهامات النائب العام وقتئذ، إلا أنه وبعد أسبوع تم التحقيق الأشد بالنسبة لى فى هذا الوقت، وهو تحقيق مكتب الإرشاد معى بسبب تنظيمى للتظاهر وما صاحب ذلك من إهانات لرئيس الجمهورية والحكومة والدولة.. ونظراً لأنى صاحب سوابق فى المخالفات الإخوانية الجسيمة فكان منها أيضاً عدم الوقوف للرئيس مبارك فى خطاب مجلسى الشعب والشورى وقت أن كنت عضواًً بالبرلمان، ومنها أيضاً قيامى بنزع صورته من نقابة المحامين وغير ذلك كثير جداً.

    ومن أجل ذلك فقد حدثتنى نفسى بأن ذلك التحقيق ستكون عواقبه شديدة وسيتم تطبيق أقصى العقوبة على شخصى المتواضع ونظراً لأنى كنت المسئول عن ملف المحامين داخل الجماعة فقد تم تحديد جلسة خاصة بحضور كبار الإخوان فضلاً عن حضور المستشار مأمون الهضيبى رحمه الله.. أما الذى أجرى التحقيق فقد كان الأستاذ مصطفى مشهور، المرشد العام الأسبق لجماعة الإخوان المسلمين، بشخصه وبنفسه.. وقد حضر رحمه الله فى حدود الساعة السابعة، وذلك بالمقر الانتخابى الذى كان معداً للانتخابات فى شارع جول جمال -بعين شمس- كما حضر مع هذا اللفيف شهود وأعضاء من مكتب المهنيين، حتى إذا ما امتلأت الحجرة عن بكرة أبيها بدأ التحقيق بمقدمة لطيفة وعبارات رغم لطفها إلا أنها تمهد لما سيأتى بعدها من لوم وتقريع.. ولم تمر الدقائق إلا وظهرت عبارات اللوم فى الأفق ثم اللوم الشديد ثم التحذير.

    وكان رحمه الله قليل الابتسام ولم يخفف من حرارة اللقاء إلا وجود المستشار مأمون الهضيبى الذى كانت تجمعنى به عاطفة قوية جداً كانت تدفعنى إلى الصبر دائما.. إلا أنى وفى هذه الجلسة كنت كلما نظرت إليه أجده وقد مال برأسه إلى الجانب الأيمن وقد أغمض عينيه وهى علامة لديه تشير إلى عدم الرضا، وبالرغم من أنى ترافعت عن نفسى فأحسنت المرافعة وقد بينت للأستاذ مصطفى مشهور، رحمه الله، أن واجبى كعضو لمجلس نقابة المحامين يملى علىّ وعلى من معى أن يضحوا بأنفسهم أداءً للأمانة، وبالرغم كذلك من إسهابى فى الأدلة والتدليل فإن الأستاذ مصطفى مشهور، رحمه الله، حسم الأمر من وجهة نظره فأكد لى فى أسلوب إلقاء التعليمات أن دعوة الإخوان المسلمين لا تعرف المظاهرات ولا الثورة وإنما هى دعوة لله وليست للفوضى.. ومعنى أن تكون الدعوة لله فهى أنها لا بد أن تسير على نهج الله، أما المظاهرات والثورات والمسيرات فهى تخالف الإسلام بما تؤدى إليه من فوضى، فضلاً عن أن الضرر الذى يحدث بسبب قيامك بالتظاهر إنما تحمل وزره يوم القيامة.. ثم بدأ رحمه الله يتلو علينا فقرات من رسالة المؤتمر الخامس التى ألقاها حسن البنا، رحمه الله، فى 2 فبراير عام 1939، التى جاء نصها: «أما الثورة فلا يفكر الإخوان المسلمون فيها ولا يعتمدون عليها ولا يؤمنون بنفعها ونتائجها». واختتم الأستاذ مصطفى مشهور، رحمة الله عليه، عبارته بتحذيرى من «أن أظن أن يكون الحق معى.. فلا يكفى هذا الظن فى ذاته للدفاع عنه إنما الأهم هو ألا يترتب على طلب الحق أى ضرر لنفسى أو لغيرى أو للمجتمع». انتهت كلمات الأستاذ مصطفى مشهور، إلا أنها عادت إلى رأسى هذه الأيام مع اعتصامات «رابعة العدوية» ومع حرق الكنائس والمحلات والمبانى وقتل الأنفس وقسم كرداسة وقسم ناهيا وحرائق المنيا وقتل الجنود فى رفح والتهديد بالتدخل الأجنبى وطبعاً لست أبحث عن الفاعل حتى تتم إدانته، لكنى أبحث عن تلك العقول التى مهدت لذلك كله وأصرت على أن تنزلق إلى الأخاديد تحت اسم الدفاع عن الشرعية حتى لو لم تفعل شيئاً من ذلك بنفسها.

    لكن كل هذه الأضرار فى كوم وما أصاب الإخوان فى أمرهم كوم آخر؛ ذلك أن أكبر الأضرار التى أصابتهم بسبب مهزلة «رابعة» أنها أصابتهم فى مصداقيتهم وفى ثقة الناس بهم وأنهم قد تركوا زمناً كان الناس يلوحون لهم وهم أسرى بالسجون، إلا أنهم الآن يستقبلون زمناً يضربهم فيه الناس بالحجارة وزجاجات المياه الفارغة وهم يتظاهرون.. «ولا دى كمان ما انتوش شايفينها؟
                  

09-22-2013, 04:42 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)

    _656_ba1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com






    الإخوان يرفضون الصلح قبل محاكمة القتلة..

    مخاوف من استحواذ أنصار مبارك على البرلمان المقبل

    حسام عبد البصير
    September 20, 2013


    القاهرة ‘القدس العربي’ تصدرت موقعة تحرير قرية ‘كرداسة’ من قبضة من تطلق عليهم الجهات الامنية الإرهابيين صدارة صحف مصر الجمعة، حيث تعاملت كل منها مع الامر باعتباره انجازاً كبيراً يصب إلى جانب انجازات كل من الفريق عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع، واللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، اللذين باتا رجلا الساعة ومصدراً للأخبار الساخنة التي تشهدها العديد من المدن خاصة في سيناء والجيزة وبعض قرى الصعيد.. ‘الأهرام’ عنونت ‘كرداسة بلا إرهابيين’ إستشهاد مساعد مدير أمن الجيزة. ولا إصابات بين المواطنين.. أما ‘المصري اليوم’ فكان المانشيت الرئيسي لها.. تحرير ‘إمارة كرداسة’. تفاصيل معركة الساعات الاربع في القرية الأسيرة.. القبض على 65 مطلوباً واصابة 9 ضباط ومجندين. أما جريدة ‘الوفد’ فجاء عنوانها الرئيس.. كرداسة تتحرر.. إستشهاد مساعد مدير امن الجيزة وضبط المتهمين في مذبحة قسم الشرطة.. قوات الجيش والشرطة داهمت أوكار الإرهابيين بأكثر من 200 تشكيل أمني.
    ومن عناوين صحف امس الجيش يفرض المنطقة العازلة على حدود سيناء بعرض 1000 متر.. هيكل: الحوار مع الإخوان بلافائدة.. وزير التخطيط: 2 مليون مواطن يستفيدون من الحد الأدنى.. سقوط ممول التكفيريين بسيناء في قبضة الجيش.. التراس الزمالك يقتحمون ناديهم ويشعلون النار وشهدت صحف الجمعة المزيد من المعارك الصحافية وشكل معظم الكتاب مايشبه مظلة الحماية للدفاع عن النظام خاصة وزير الدفاع الذي استمر نجمه في الصعود بين النخبة وقطاعات عدة في الشارع فيما تنفس حازم الببلاوي رئيس الحكومة الصعداء بعد ان اثنى عليه كتاب كانوا يهاجمونه من قبل وحظي بشعبية مفاجئة على إثر إقرار الحد الادنى للاجور الذي ظل المطلب الاهم بالنسبة لملايين الموظفين منذ سنوات.

    ‘الأهرام’: الإخوان والمنحل
    رهان الإنتخابات البرلمانية المقبلة

    بدأ الحديث عن الانتخابات البرلمانية المقبلة واستعدادات القوى السياسية لها يفرض نفسه على الشارع السياسي غير ان البعض يتخوف من عدم قدرة الاحزاب الجديدة والقوى الوليدة المنافسة بقوة مما يعني عودة شبح الإخوان وانصار مبارك من جديد للبرلمان وهو مايشير اليه عبد الناصر سلامة رئيس تحرير ‘الاهرام’: باستطلاع بسيط، ودراسة أبسط، أستطيع أن أؤكد أن عناصر الحزب الوطني المنحل، وأعضاء جماعة الإخوان، المتوقع حلها، هما، حتى الآن، فرسا رهان على أي انتخابات برلمانية مقبلة، لسبب أكثر بساطة، هو أن القوى السياسية، الموجودة على الساحة لم ترق حتى الآن إلى المستوى الذي يؤهلها إلى منافسة هؤلاء أو أولئك، وهو الأمر الذي يجب أن نضعه في الاعتبار من الآن فصاعدا، حتى لا نفاجأ، وحتى لا نشتاط غضبا، مع إعلان النتائج، ونلقي باتهامات التزوير جزافا، وخاصة أن قاموس التزوير في حياتنا يجب أن يصبح من الماضي وإذا كان البعض يعول على التزوير، لإسقاط هؤلاء وأولئك، أو يعول على العزل والإقصاء لإخلاء الساحة، فأعتقد أنه تعويل في غير محله، وتصور واهم وقاصر لما يجب أن تكون عليه الدولة المصرية في المستقبل، لأننا بذلك نعود إلى الوراء، رغم فاتورة الدم والمال والانفلات، التي سددها المواطن، وقواته المسلحة، وأجهزة الأمن، على مدى ما يقرب من ثلاثة أعوام هذه هي الحقيقة المؤكدة.. التي قد يدركها البعض، ويغفل عنها الكثيرون في زحام وصخب وتعدد الأجندات المطروحة على الساحة الآن، وخاصة إذا أخذنا في الاعتبار أن عناصر الحزب الوطني هم إفراز طبيعي للعائلات والقبائل في القرى والأقاليم بصفة عامة، التي اعتادت العمل من خلال الأنظمة الرسمية، أو من خلال الحزب الحاكم، أيا كانت توجهاته، بدءا من الاتحاد القومي، والاتحاد الاشتراكي، مرورا بالمنابر، ممثلة في حزب مصر، وانتهاء بالحزب الرسمي للدولة، ممثلا في الحزب الوطني’.

    لماذا تخلف رجال الأعمال عن إنقاذ بلدهم؟

    السؤال يطرحه فاروق جويدة في ‘الاهرام’ بعد استفحال الازمة الاقتصادية وتفشي البطالة واستمرار اغلاق آلاف المصانع: ‘لا يعقل ان نتحدث كل يوم عن الدعم الخارجي وننتظر المعونة الأمريكية او مساعدات الإتحاد الأوروبي ونجد الأشقاء في السعودية والإمارات والكويت يقدمون دعما حقيقيا وضخما للشعب المصري بينما يقف رجال الأعمال المصريين في مقاعد المتفرجين ينتظرون الدعم من هنا وهناك.. ان دعم الأشقاء العرب لم يكن قاصرا على حكومات هذه الدول وما قدمته.. لأن عددا كبيرا من رجال الأعمال العرب جاءوا الى مصر ومنهم من قدم دعما مباشرا ومنهم من جاء بالمشروعات والإستثمارات ولا يعقل ان تقف كتيبة رجال الأعمال المصريين خارج المشهد تماما.. استطيع الأن ان اضع قائمة من رجال الأعمال المصريين لا يقل عددها عن عشرة آلاف شخص كانت لهم انشطة اقتصادية متعددة الجوانب.. اعتقد ان قطاع الزراعة والصناعة والإستيراد والتصدير والأعمال التجارية وتجارة الأراضي والمشروعات العقارية والمدن الجديدة ومشروعات الخدمات والمكاتب المهنية والسياحة في عصرها الذهبي والمشروعات الضخمة في انتاج الحديد والأسمنت والأغذية والأدوية والمشروعات الإنتاجية كل هذه المجالات تضم آلاف الأسماء اللامعة كل في مجاله وهؤلاء مطالبون اليوم وليس غدا بوقفة وطنية صادقة مع هذا الشعب.. ان التاريخ سوف يحاسب هؤلاء جميعا انهم لم يقفوا مع الشعب المصري في محنته وظروفه الإقتصادية الصعبة.. اتصور ان يتم إنشاء صندوق مالي اهلي بعيدا تماما عن الحكومة وانشطتها وميزانيتها يضم عددا من رجال الأعمال الكبار يتولى جمع الأموال من كتيبة رجال الأعمال المصريين ولو ان النوايا صدقت والنفوس اخلصت فسوف يجمع هذا الصندوق مائة مليار جنيه في ايامه الأولى’.

    ‘المصري اليوم’: هل كفر
    الذين قالوا إحنا شعب وأنتم شعب؟

    وإلى الجدل الدائر حول اغنية علي الحجار الشهيرة التي كتبها مدحت العدل واثارت عليهما الزوابع لحد اتهام البعض لهما بالكفر وهو مايندد به وحيد عبد المجيد في ‘المصري اليوم’: ‘لا يحق لأحد أن يفتش في نوايا غيره، ويحكم عليه، سواء من حيث علاقته بالله- عز، وجل- أو من أي جانب آخر. ومع ذلك تركز الجدل بشأن أغنية الفنانين الرائعين مدحت العدل وعلي الحجار، الجديدة حول جملة تقول ‘رغم إن الرب واحد.. لينا رب وليكو رب’، وتعرض الفنانان لاتهام لا محل له، لأن هذه الجملة تمثل تعبيرا فنياً مجازياً عن تاريخ الفقه وواقع الفكر، حيث توجد تفسيرات تعبر عن جوهر الدين الحنيف وأخرى تنحرف به عن مقاصده وأصوله، فتبعده عن رسالته ولذلك، فالمشكلة في هذه الأغنية لا علاقة لها بالدين من قريب أو بعيد، فهي تكمن في خطأ أثق بأن ‘العدل والحجار’ لم يقصداه، وهو تقسيم الشعب المصري الواحد إلى شعبين. فقد استهلا الأغنية بعبارة ‘إحنا شعب.. وانتو شعب’ التي تحمل معنى التقسيم، وهذا خطأ، ليس فقط لأننا نريد أن نظل شعباً واحداً، ولكن أيضا لأن هذه هي الحقيقة الآن، حيث يقف ‘تنظيم الإخوان’ وكيانات صغيرة متحالفة معه في مواجهة الشعب، بمختلف فئاته ومكوناته. ولو أن الأغنية التي كتبها العدل، ويغنيها الحجار بدأت بعبارة ‘إحنا شعب.. وانتو تنظيم’ مثلاً، لأصابت الحقيقة، وتجنبت الخطأ الذي وقعا فيه غير أن هذا الخطأ ما هو إلا نتيجة غضب شديد تضيق به صدور كثير من المصريين تجاه جماعة انقضت على ثورة 25 يناير العظيمة، وظنت أنها تستطيع أخذ مصر غنيمة لتكون هي ‘الجائزة الكبرى’ لتنظيمها الدولي وهذا غضب مشروع وطبيعي’.

    المصريون بين الصراع
    على الهوية والإنتماء للدين

    هل تذكرون كلمة (.........) الشهيرة التي اطلقها مرشد الإخوان الاسبق مهدي عاكف في وجه من يتحدثون عن هوية مصر امس استدعى نفس الكلمة حمدي رزق في ‘المصري اليوم’ وهو يتحدث عمن يدافعون عن هوية المصريين على طريقة الإخوان: ‘اعجب وينال مني العجب، لذا كانت قاسية ‘(.........) في مصر’ التي رمى بها المصريين ‘عاكف’، جاءت كطلقة أصابت وترا حساسا، نكأ جرح المصريين الذين كرهوا عاكف والإخوان إلى يوم الدين، كان أستاذ الجيل أحمد لطفي السيد يعتبر أن ‘الأرض’ هي التي تمنح الهوية وليس الدين ولا اللغة، وعن ذلك يقول المؤرخ الإنكليزي ألبرت حوراني: ‘كان لطفي كغيره من المفكرين المصريين، لا يحدد الأمة على أساس اللغة أو الدين، بل على أساس الأرض، وهو لم يفكر بأمة إسلامية أو عربية، بل بأمة مصرية، أمة القاطنين أرض مصر’حاول لطفي السيد تعريف الهوية المصرية بصورة تتخطى الإسلام والعروبة، متسائلا: كانت مصر جزءا من المحيط الثقافي اليوناني والروماني والسياسي لأكثر من 1000 سنة، فكيف يمكنها تجاهل هذا الجزء من تراثها؟ الدين واللغة إذن لا يمنحان هوية وطنية- كما يرى أستاذ الجيل- بل الأرض هي التي تُبنى عليها الأوطان إنه الحديث القديم المتجدد دائما، ربما صار اليوم حديثا محموما على ألسنة الكثير من العاديين’.

    الطابور البائس الذي عاد مع السيسي

    إذا كانت ثورة الثلاين من يونيو قد اسفرت عن رحيل الإخوان عن سدة الحكم فمن ابرز آثارها السلبية عودة وجوه كانت قد احترقت بعد انتمائها لدولة مبارك ومن بين من احزنهم ذلك الامر عضو البرلمان السابق مصطفى النجار والذي عبر عن الامر في جريدة ‘الشروق’: ‘عادت وجوه قميئة للظهور مرة أخرى بعد أن اعتقدنا أنها احترقت عقب ثورة 25 يناير وسقطت بسقوط نظام مبارك الذي كان يأويها، ويرى هؤلاء أن هناك ألغاما تقف في طريق عودة النظام البائد وإعادة انتاج دولة الخوف ومجتمع الصمت والقهر وهذه الألغام يمثلها كل صاحب رأي حر وكل من يفهم الثورة بأهدافها التي ترنو الى تحقيق الحرية والكرامة والعدل بين الناس، لذلك فقد اجتمعوا على كسح هذه الألغام من طريقهم بالتخوين والتشويه والاغتيال المعنوي والإرهاب الفكري لتخرس الأصوات التي تكشف حقيقتهم والتي تقاتل من أجل وطن يليق بأبنائها، الطابور البائس يمتلك صفات مميزة لا تخطئها عين وتستطيع رؤيتها كأعراض متلازمة الطابور البائس لا يرى مشكلة في ازدواجية المعايير والكيل بمكيالين في نفس ذات القضايا المتشابهة فلا هو يعرف الانصاف ولا الموضوعية بل يتبنى العشوائية كمنهج حياة ويغالط لأقصى درجة خجلا من عدم اتساق مواقفه أمام نفسه وأمام الناس..الطابور البائس لا يناقشك في آرائك ولا يفند قناعاتك ووجهات نظرك بل يتوجه على الفور للطعن في شخصك.. الطابور البائس لا تاريخ مشرف له لذلك يعاني من مشكلة نفسية حادة تجاه أي رمز ناجح وذي سيرة وتاريخ وطني أو دولي مشرف فيسارع بالطعن فيه..الطابور البائس يرفع الوطنية شعارا والفاشية منهجا للمزايدة على كل مختلف في الرأي، الدولة لديه صنم والنظام الحاكم إله لا يجب المساس به مهما أخطأ أو تجاوز، فالنظام عنده مبرأ من كل عيب ومعصوم بعصمة تفوق الأنبياء’.

    ‘الشروق’: الحد الأدنى يمنح
    حكومة الببلاوي قبلة الحياة

    بعد اكثر من عامين من الترقب خرج قرار تطبيق الحد الادنى للاجور والذي كان اهم مطالب السواد الاعظم من صغار الموظفين وهو الامر الذي جلب ثناءً على الحكومة المصرية التي كانت تواجه هجوماً بسبب ضعف آدائها وهو القرار الذي اهتمت به معظم الصحف الصادرة امس ومن بينها الشروق التي اثنى رئيس تحريرها السابق عمرو خفاجي على القرار: ‘الأكيد أن القرار الذي اتخذته حكومة الدكتور حازم الببلاوي، بشأن تحديد حد أدنى للدخل، هو قرار ثوري وشجاع بما تعنيه الكلمة، وكان من أهم المطالب السياسية طوال الشهور الاثنين والثلاثين الماضية، بالرغم من الظروف شديدة الالتباس التي صدر في ظلها القرار، ويجب تحية الحكومة عليه، وشكرها، خاصة أنها اعتمدت الرقم (1200 جنيه) الذي كان القضاء قد أصدره في حكم شهير قبل ثورة يناير 2011، صحيح أن هذا حد أدنى للدخل وليس للأجر، أي أنه يتضمن أيضا المزايا العينية (مثل وسائل الانتقال وبدلات التغذية) إلا أن القرار يبقى بداية ممتازة على طريق تحقيق العدالة الاجتماعية، والمهم الآن أن تكشف لنا الحكومة عن بقية القرارات، أو على الأقل طريقة تفكيرها، فيما يتعلق بالحد الأقصى الذي يجب أن يتضمن المزايا العينية، وكذلك كيف سيتم تحديد وتطبيق الحد الأدنى للعاملين في القطاعات غير التابعة للدولة ولا ينطبق عليها قرار امس الاول، كذلك يجب أن تخبرنا الحكومة عن كيفية تدبير الموارد اللازمة لتفعيل قرارها، خاصة أن القرار سيتم تطبيقه بعد مئة يوم على حكومة الدكتور الببلاوي الجريئة، أن تعرف أيضا أن هناك كثيرين يتربصون بقرارها، وفي مقدمتهم تجار وصناع سيسعون للفتك بالزيادات التي سيحصل عليها العاملون والموظفون، وهي خبرات قديمة للأسواق المصرية التي كانت تخطط بشكل أفضل من كل الحكومات في أوقات المنح والعلاوات الدورية، ومن هنا، تبدو مراقبة الأسواق مهمة ضرورية للحكومة قبل تفعيل قرارها’.

    ‘التحرير’: من حق الإخوان
    أن يبكوا بلا تزييف

    وإلى المعضلة التي لازالت لاتجد حلاً حول ما جرى في الثلاثين من يونيو حينما انهى الجيش حكم الإخوان وهل ما جرى ثورة ام انقلاب. ابراهيم عيسى رئيس تحرير صحيفة ‘التحرير’ مصر على انها ثورة شعبية: ‘يشعر بعضهم بزهْو وانتصار عظيمين حين يمرِّر في كلامه أو خطابه أو مقاله وصفًا لـ30 يونيو بأنه انقلاب ويحلو للإخوان وللمتأخونين والخلايا الإخوانية الناعسة الموجودة في عالم السياسة والصحافة أن تبتزّ الشعب المصري وتدَّعي أن ما جرى بعد 30 يونيو انقلاب عسكرى.. خلاص، ما دام ده بيريحهم وماله! ويصف عيسى الامر بانه ‘استمناء’ سياسي يريح أصحابه، ولكن مشكلتهم هو اعتقادهم المريض بأن استمناءهم يخصِّب رحما ويولد أَجنة.. ومع ذلك وماله برضه.. سأعود إلى ما قلته من قبل من أنه طبعا من حق المجروحين أن يئنوا، ومن حق المكلومين أن يشتكوا، ومن حق الكارهين أن يشككوا.. لا بأس المفارقة هنا أنه لا يوجد انقلاب في الدنيا يسمح لآخرين في الصحف والإعلام والسياسة بأن يصفوه بأنه انقلاب، لكن الحرية الحقة لغربان الجماعة التعسة حتى في التظاهر والمسيرات بل وتعطيل المواصلات وقطع الطرق لعلها تشير إلى أن كتالوج التعريفات التي يحتفظ به المتأخونون ومدَّعُو الاعتدال لا يسع كل شيء مرة أخرى، عذرًا للذي يلوي ذراع الحقيقة من أرامل محمد مرسي فيقول بمنتهى الصفاقة العجوز إن 25 يناير كان ثورة لأن الإسلاميين شاركوا فيها فكان إجماعا من كل التيارات، وإن 30 يونيو ليس ثورة لأن الإسلاميين كانوا وحدهم في ميدان والآخرين في ميدان آخر’.

    ‘الوفد’: حقوق الشهداء
    غائبة في الدستور الجديد

    السؤال يطرحه علاء عريبي في جريدة ‘الوفد’ خاصة بعد تزايد اعداد القتلى في المواجهات اليومية: ‘إلى وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، أوجهها لجميع المصريين وأسألهم جميعا: لماذا يغيب الشهيد عن مواد الدستور؟ لماذا تتذكر مواد الدستور المرأة والفلاحين والعمال ورجال الأعمال والقضاة والفنانين والصحفيين ورجال الشرطة والقوات المسلحة والشعب، حتى المجرم تناولت مواد الدستور حقوقه في محاكمة عادلة؟! لماذا تتذكر مواد الدستور جميع هؤلاء وتنسى من قدم حياته من أجل الوطن والمواطنين؟ لماذا لا تخصص مادة أو أكثر لتكريم شهدائنا وتتناول حقوق أسرهم في التعليم والعلاج والسكن والمعاش الكريم؟ لماذا لا تخصص مادة لمنحهم أعلى رتبة كان من الممكن ان يصلوا إليها في حياتهم بمخصصاتها المادية؟ لماذا لا تتناول المواد منحهم أعلى أوسمة مصر؟ إذا كانت الدولة تمنح الأوسمة والقلائد لبعض من قدموا خدمات في العلم او الأدب او الفن أو السياسة او الحياة الاجتماعية، فلماذا تبخل الدولة بأوسمتها وقلائدها الرفيعة على أولادها الذين قدموا حياتهم من أجل مصر؟ لماذا تضن مصر بأوسمتها على أولادها في القوات المسلحة والشرطة من المجندين وصف الضباط وأمناء الشرطة والضباط الذين ضحوا بأرواحهم في محاربة الجريمة والإرهاب والدفاع عن الوطن؟ هل من يحصلون على هذه الأوسمة والقلائد قدموا لمصر أغلى وأنفس مما قدم هؤلاء الأبرار؟ الله عز وجل كرمهم بالحياة وأعلى مراتبهم في الجنة ونحن نضن عليهم بقلادة أو وسام؟ هل الأعمال الأدبية أو الفنية أو العلمية أو الاجتماعية أو السياسية أو الخدمية التي يقدمها البعض أفضل من الحياة التي يقدمها الشهيد’؟

    ‘الحرية والعدالة’: هيكل
    الحارس الأمين لدولة العسكر

    ونتحول نحو معارك الإسلاميين ضد خصومهم ففي جريدة ‘الحرية والعدالة’ يهاجم شعبان عبد الرحمن الكاتب محمد حسنين هيكل بضراوة بسبب كراهيته للإخوان: ‘ظل هيكل منذ فوز الدكتور مرسي برئاسة مصر يرفض حكمه، وشارك في أشرس حملة إعلامية لمحاولة قتله معنويا ظلما وزورا، واختفى عند الانقلاب، ولم نسمع له صوتا إلا مؤخرا عندما أطل يولول على ‘برقاشه’، ولم يسمعنا ولولة واحدة على مصر التي تحترق ولا على خمسة آلاف شهيد تم قتلهم والتمثيل بكثير منهم ويتردد بقوة أنه أحد مهندسي الانقلاب الكبار، وحتى وإن نفى أي علاقة له بذلك الانقلاب فنحن لم نسمع منه تعليقا يعترض عليه أو يندد بما جرى من مذابح، والسكوت هنا علامة الرضا ويبدو أن الرجل يستهويه اجترار تاريخه مع عبد الناصر، ويتلذذ بتكرار دوره هناك استذكارا لماضٍ ذهبي ارتفع فيه هيكل إلى عنان السماء على جثث ضحايا كثيرين من أبناء الوطن، وكثيرا ما قام في المواقف الصعبة بدور ‘العراب’ وقد حقق في ذلك نجاحات كبيرة، فهو يتمتع بأسلوب ساحر وثقافة فائقة ومهارة عالية في التفاوض، وفي ‘جرجرة’ من يريدونه إلى حيث يشاؤون، ولعل أشهر نجاحاته في ذلك تمكنه من إقناع عبد الحكيم عامر بالعودة من صعيد مصر حيث اعتكف هناك بين عائلته بعد خلافه الشهير مع عبد الناصر عقب هزيمة 1967م. لقد نجح هيكل فيما فشل فيه كثيرون، وأقنع عامر بالعودة إلى القاهرة (وفق رواية برلنتي عبد الحميد زوجة عبد الحكيم لعمرو الليثي في برنامج واحد من الناس) وهناك تركه لمصيره مع عبد الناصر وحاشيته، ثم تبرأ من أي مكروه وقع له بعد ذلك’.

    لا مصالحة بين الإخوان
    وخصومهم قبل محاكمة الإنقلابيين

    ومع مزيد من المعارك وهذه المرة يقودها محمد عبد القدوس ضد خصوم الإخوان الذين انقلبوا على الرئيس محمد مرسي ويشنها في الحرية والعدالة: قبل يومين كان هناك لقاء برئاسة الجمهورية للأحزاب السياسية التي أعلنت تأييدها للانقلاب! ولأنها أحزاب هشة ولا تتمتع بأي شعبية في الشارع، فإن جزءا كبيرا من اللقاء دار حول كيفية سحق جماعة الإخوان المسلمين، أكبر قوة شعبية ببلادنا، وباستثناء حزب النور الذي كان موقفه معقولا، فإن الأحزاب الأخرى أعلنت انحيازها إلى العسكر صراحة بحجة محاربة الإرهاب وإليك نموذج من تلك الأحزاب الكوميدية. هل سمعت طيلة حياتك عن حزب يدعى السلام الديمقراطي؟ وفوجئت أن رئيسه هو رئيس المركز العام لجمعيات الشبان المسلمين التي كانت ‘زمان’ كيانا محترما، لكنها حاليا في خبر كان، لا حس لها ولا خبر. ولو كان في مصر حياة حزبية بحق وحقيقي لما تمكن الجيش من الدخول إلى معترك السياسة، ولاقتصر ما يقوم به على مهمته الأساسية في حماية حدود الوطن! لكن ضعف تلك الأحزاب وفشلها في مواجهة التيار الإسلامي والإخوان جعلها تستغيث بالقوات المسلحة لإنقاذها وفي الاجتماع الذي تم برئاسة الجمهورية، أكد المجتمعون أنه لا مصالحة مع الإخوان قبل محاسبتهم على الجرائم التي ارتكبوها، بحد زعمهم!! وأولى بنا تبنِّي هذا الكلام قبل غيرنا، فلا مصالحة مع الوضع القائم قبل عودة الشرعية ومحاسبة قادة العسكر والشرطة على الدماء التي سالت، والاعتقالات العشوائية التي تمت، والتحفظ على الأموال وسوء المعاملة بالسجون، وتقديم كل من أساء وارتكب جرائم في حق مصر إلى المحاكمة’.

    ‘اليوم السابعand#8242;: موقعة كرداسة
    جولة في الحرب على الإرهاب

    وإلى الحدث الأبرز الذي اهتمت به صحف امس وهو تحرير قرية كرداسة احد معاقل الإرهابيين كما تزعم الاجهزة الامنية والتي كانت حديث المجالس بالنسبة للعديد من البيوت وهو مادفع اكرم القصاص في جريدة اليوم السابع لاعتبارها من اهم المعارك في مسلسل مواجهة الإرهاب: ‘معركة كرداسة في الجيزة، ومن قبلها دلجا في المنيا، لا تنفصلان عما يجري في سيناء أو مدن القناة. ونكتشف حجم الصديد الذي كانت تختزنه بطن البلد. نحن أمام محاولات للانفصال وإقامة دول داخل الدولة. ففي دلجا تم الاعتداء على منازل وكنائس الأقباط، وحاولت جماعات مسلحة فرض نفسها وفصل دلجا عن المحافظة والدولة. ونفس الأمر في كرداسة التي تصور بعض الإرهابيين أنهم قادرون على عزلها، بدأوا بمهاجمة قسم شرطة كرداسة، بالآر بي جي والمدافع والآلي، وعذبوا مأمور القسم والضباط بماء النار والضرب والتقطيع، في مشاهد يصعب تصور أن يقوم بها بشر. وبعدها تصوروا أنها دانت لهم وأعلنوا أنهم سيقيمون إمارتهم في كرداسة. وهددوا بأنهم سوف يقيمون الحواجز والمتاريس حول كرداسة وقراها، ويمنعون الدخول والخروج نفس الغرور الذي صور لبعض قيادات الإخوان أنهم قادرون على مواجهة الدولة في رابعة، والنتيجة أنهم ضحوا بالمساكين والمخدوعين. الذين ذهبوا ضحايا الأوهام في دلجا وكرداسة وقبلهما سيناء، هناك تحالف بين مافيا الجريمة المنظمة من تجار السلاح والمهربين، مع الإرهابيين التكفيريين، وهو تحالف ينسف أية دعاوى أخلاقية، أو سياسية لأنه يكشف عن حرب بالوكالة. هناك ملايين تنفق على العمليات الإرهابية، وتمويلات تتجاوز المال السياسي إلى تداخلات لأجهزة استخبارات، تمول وتخطط وتستفيد’.

    ‘الأخبار’: أيادي الإخوان ممدودة بالخناجر

    وجنباً إلى جنب مع المعارك التي تشنها الاجهزة الامنية ضد انصار الإخوان يمثل الكثير من الكتاب ظهيراً لتلك الأجهزة ومن هؤلاء محمد حسن البنا في جريدة ‘الاخبار’: ‘هل الإسلام يعني الاستيلاء على السلطة بأي ثمن .. وعلى حساب أرواح المصريين .. أبدا لن نسمح لكم بتشويه صورة الإسلام .. أياديكم ملطخة بالدماء .. ودماء من؟ ! دماء المصريين الذين خدعتموهم .. وتصوروا أن حل مشكلات مصر يمكن أن يكون على أيديكم .. ولهذا انتخبوكم ! للأسف الشديد كنا مخدوعين .. لم نر حين مدوا ايديهم سوى المودة .. بينما أياديهم كلها ممدودة بالخناجر والجنازير والبنادق والرشاشات .. والقنابل والمتفجرات ووجدنا العمليات الانتحارية من الإرهابيين المتعاونين مع الإخوان المسلحين .. لقد طعنوا المصريين في ظهورهم .. وأمام العودة إلى كرسي الرئاسة .. أو الشعب والشورى لا مانع من السير في بحار دم اشقائهم .. والوقوف فوق أجسادهم للوصول إلى الهدف .. وهو السيطرة على حكم مصر لقد سقطت الجماعة لأنها فشلت في الوصول إلى الحكم بالديمقراطية والحرية الحقيقية للانتخابات .. وتهاوى نظام مرسي بيد الشعب .. والذي فاق .. ووعى .. وعلم الناس أن الإخوان هم الضلال .. وأنهم هم الخداع .. وأنهم الوهم .. وعشنا معهم أسوأ سنوات مصر .. خسائر في العلاقات العربية والدولية .. وخسائر في الاقتصاد .. واستمرار انهيار العجز في ميزان المدفوعات .. وزيادة مساحة الفقراء أمام الأغنياء .. وظهرت مجموعات جديدة من رجال أعمال الإخوان .. الذين نهبوا أراضي الدولة .. وخربوا اقتصادها لمصحلتهم الشخصية .. ومصالح الدول التي ترعاهم .. وتؤويهم على الإخوان أن يلوموا أنفسهم على الفشل الذريع في حل مشكلات مصر وقضاياها المهمة .. وعليهم أن يلوموا أنفسهم على عدم كسب صديق .. والواضح الآن أن الإرهابيين هم أصدقاؤهم الأوحدون .. لهذا سقط الإخوان .. ولهذا لن يجدوا من يتعاطف معهم ‘.


    --------------

    د. رضوان السيد

    إخراج الدين من التسخير والاستنزاف
    تاريخ النشر: الأحد 22 سبتمبر 2013

    عندما أزيح الرئيس المصري" الإخواني" من السلطة، قال بعض مُناصريه وبينهم علماء معروفون: إنّ إخراج الرئيس الشرعي من السلطة، هو كمن يهدم الكعبة حجراً حجراً! وكان المعتصمون بميدان مسجد رابعة العدوية يرفعون شعاراتٍ أكثرها انتشاراً: الشرعية والشريعة، أو الشريعة والشرعية. وفي كلتا الحالتين، أي هدْم الكعبة، وربط الشريعة بشرعية مرسي، تصريحٌ من هؤلاء بأنّ إزالة الإخوان من السلطة فيه إضرارٌ كبيرٌ بالدين باعتبار أنهم يمثّلونه في السلطة، ويريدون تطبيق شريعته. والواقع عكس ذلك تماماً، بمعنى أنّ هؤلاء الحزبيين اتخذوا الدين وسيلةً لبلوغ السلطة والسلطان، فأضرُّوا بذلك بالدين والدولة، كما سنحاول أن نوضح.

    وفي شهور العام 2013 تدرَّجَ الأمين العام لـ"حزب الله" في تعليل التدخل في سوريا. فقال في البداية إنه يتدخل لحماية شيعة لبنان القاطنين على الحدود بين سوريا ولبنان. ثم قال إنه يريد بتدخُّله حماية المزارات المقدَّسة (الشيعية) في سوريا من تخريبات المتطرفين. وانتهى أخيراً إلى أنّ "التكفيريين" السُنة يقتلون الشيعة بسوريا ويوشكون أن يهدّدوا الشيعة جميعاً خارج سوريا، ولذلك لابد أن يُقاتَلوا قبل استفحال شرورهم! وقد رأينا له صورةً تليفزيونيةٍ مع خامنئي قال بعدها ما معناه أنّ المرشد أفتى وأمر ولذا فهو مستعدٌّ للذهاب بنفسه إلى سوريا، بل وهو مستعدٌّ لمجادلة من يجادلُهُ أمام الله يوم القيامة! وبذلك فإنّ هؤلاء الحزبيين في لبنان والعراق واليمن وإيران يذهبون إلى أنهم بقتالهم في سوريا ولبنان والعراق واليمن وأفغانستان.. الخ إنما يخدمون المذهب الشيعي الذي يقوده مرشد الدولة الإيرانية في سائر أنحاء العالم. والواقع أنّ التحركات الإيرانية سالفة الذكر تُعبّر عن تطلعات وطموحات قومية، وليس لها علاقةٌ بالتشيع والإسلام، بل إنها تُضرُّ بهما وبالشيعة على وجه الخصوص.

    ولنبدأ بملفّ الإسلام السياسي "الإخواني" ودعاواه. فجمعيةُ "الإخوان" واحدةٌ من جمعياتٍ كثيرةٍ قامت بمصر والبلدان العربية والإسلامية الأُخرى، إحساساً بالفجيعة بسبب إلغاء أتاتورك للخلافة بتركيا. وقد اعتقد مؤسِّسو الجمعيات أنهم يعوّضون عن الشرعية المفقودة بتركيزها في جمعياتهم أو مجتمعاتهم الخاصة. وما فكرّوا أولاً بإنشاء حزب سياسي مَثَلاً لأنهم اعتبروا أنفسهم معنيين بخصوصيات الهوية والتربية المجتمعية. بيد أنّ تركيز "الشرعية" بشتى جوانبها في الجمعية، حوَّلها إلى تنظيم، وبالفعل ففي مطلع الأربعينيات من القرن الماضي أسَّس البنا في قلب الجمعية: التنظيم الخاصّ المعني باستخدام القوة لفرض "الشرعية". وذكر في الوقت نفسِه أنّ الإسلام دينٌ ودولةٌ ومصحفٌ وسيف! وعبر عدة عقود جرت عمليات "تحويل" للمفاهيم بحيث تحول الأمر في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي إلى منظومةٍ متكاملةٍ من المقولات الاعتقادية وهي: الإسلام دين ودولة. وقد سقطت دولة الإسلام بإلغاء الخلافة فزالت الشرعية، ولابد من استعادتها. وتنظيم "الإخوان" هو تنظيم "الفتية الذين آمنوا بربّهم"، وهمّهم في هذه الدنيا استعادة الشرعية إلى الدولة والمجتمع. والوسيلة الوحيدة للوصول لذلك أخذ السلطة السياسية بأيدي التنظيم الطليعي هذا. وعند حصول "التمكين" يجري تطبيق الشريعة فتُستعادُ الشرعية للدولة أولاً وللمجتمع ثانياً. وهذه المقولاتُ جميعاً باطلةٌ من الأساس. فالشرعية حتى لو كان لها ارتباط بالدين، تتركز في المجتمعات، التي يتركّز فيها الدين، وتتبادلُ معه الاحتضان. أمّا النظام السياسي، فيأتي ويذهب ويتغير ويتعدل دون أن يرتبط ذلك التغير بحضور الدين أو اختفائه وقوته أو ضعفه. وقد جاء في القرآن الكريم التعبير الأجلى عن "الامتلاء" أو "الاكتمال" للدين والشرعية بغضِ النظر عن الحالة السياسية في الوقت: "اليوم أكملتُ لكم دينكم، وأتممتُ عليكم نعمتي، ورضيتُ لكم الإسلام ديناً". وقد قال علي عبدالرازق لمعاصريه إبّان إلغاء مصطفى كمال لمنصب الخليفة هذا الكلام ذاته: الشرعية متركّزةٌ فيكم أيها المصريون وليس في هذا المنصب أو ذاك. وقراركم أنتم هو الذي يصنع الشرعية أو ينفيها وليس أي مجموعةٍ حزبية. وقد كان الأمويون والعباسيون يزعمون تارةً أنهم يحمون الدين، وأنهم إنْ زالوا فسيزول، ويزعمون تارةً أُخرى أنّ الدينَ والشريعة والقضاء والقدر، كلُّ ذلك هو الذي أوصلهم للسلطة، ولن يستطيع أي فريقٍ مُعارضٍ تنحيتهم لأنه بذلك يصطدم بالدين والشريعة والقضاء والقَدَر! تماماً مثلما قال أتباع مرسي إنّ الكعبة ذاتها توشك أن تنهدم لأنّ مرسي أُزيل من السلطة فزال الدين من مصر! طيّب، مُرسي في السلطة منذ عامٍ فقط، فماذا كان قبل ذلك؟! لا دين ولا شرعية بمصر قبل الإخوان ومُرشديهم؟! لقد أضرَّ هؤلاء بالدين والمجتمع عندما علّقوا شرعيتهما على وجودهم. كما أضرُّوا بالدولة عندما أَوهمونا أنه لا يصلحُ لها غيرهم. وقد ثبت أنهم الأقلُّ كفاءةً في إدارة الشأن العامّ، فضلاً عن ظُلمهم للدين وسكينته، وللمجتمعات وأمْنها ووحدتها. فالإخوان وجماعات الإسلام السياسي الأُخرى انشقاقاتٌ بداخل الإسلام، وهي تُمارسُ استقطابات وانفصاليات واستنزافات للدين والدولة والمجتمعات!

    أمّا ولاية الفقيه فهي الصيغة الشيعية للإسلام السياسي. وقد استند رجال الدين بإيران والعراق ولبنان إلى أفكار "الإخوان" في الثلاثينيات والأربعينيات والخمسينيات، لسحْب الشرعية من الدولة الوطنية الإيرانية. وما فكرّوا يومَها في المؤسسة الدينية الشيعية، التي كانت تقليديةً ومُوالية للشاه الأب والابن. ثم ظهر الخميني الكاره للشاه والمعارض له، فأخذ أفكار تلامذته المتأثرين بـ"الإخوان" والإحيائيين السُنة وأعاد صياغتها في رسالته: "الحكومة الإسلامية" بحيث تُسحب الشرعيةُ من نظام الشاه، وتُعطى للفقيه الذي مدَّ ولايته إلى الشأن السياسي بعد أن كانت مقصورةً تقليدياً على الشأن الديني! ولولا هجوم صدام على إيران بعد الانتفاضة على الشاه مباشرةً، لما استطاع الحكم الديني الجديد الاستمرار في السلطة هناك حتى الآن. ففي سلطة رجال الدين بإيران، قامت سلطة استبدادية هائلة الاتّساع، وأكثر فظاعةً من الناحية القمعية من سلطات الشاه، وبالأدوات ذاتها. بيد أنّ الجانب الآخَر لمسألة الممارسة السلطوية هو أنها مثل الأُمويين والعباسيين والفاطميين تربط الدين والمذهب بها باعتبارها تقوم بتطبيقهما، وبذلك لا شرعية دينية ومذهبية بدونها، بعكس ما كان عليه المذهب الشيعي تقليدياً. إذ كان لا يقول بالدولة إلاّ بعد عودة الإمام الغائب أو ظهوره. وبذلك فإنّ عمليات تحويل المفاهيم لطبائع الدين جرت في الفكر الديني الشيعي، كما جرت في التفكير الديني السُني. وهي أفظع عند الشيعة لأنّ الذين قاموا بها قسمٌ من رجال الدين، وقعت بأيديهم مقدرات الدولة الإيرانية الغنية.

    وقد حدث للمذهب الشيعي في ظلّ ولاية الفقيه أمران آخران ما استطاع "الإخوان" ومشابهوهم عند السُنة إنجازها. الأمر الأول أنّ الهالة الدينية، وإمكانيات الدولة الإيرانية استُخدمت من أجل السيطرة على الشيعة خارج إيران، واستحداث وعي لديهم وتنظيمات باعتبارهم أقليات مظلومة تحررها القيادة الإيرانية. والأمر الثاني أنّ القيادة الدينية الإيرانية، ولكي تستجيب لها النُخَبُ الوطنية اعتبرت نفسها ممثّلةً أمينةً ( مثل الشاه وأكثر) لمطامح ومطامع القومية الإيرانية بالمحيط والمنطقة. وبذلك فقد أساءت للدين والمذهب وإيران بشكلين: الأول جعل الشيعة مخوفين أو مكروهين في مجتمعاتهم وبين بني قومهم أو مشكوك في ولائهم على الأقل؛ وبخاصةٍ أولئك الذين استجابوا لإيران وأنشأوا بمساعدتها تنظيمات مسلَّحة وغير مسلَّحة. والشكل الثاني: أنّ هذا التناظُر بين ولاية الفقيه والمطامح القومية الإيرانية، أعطى إيران والمذهب الشيعي طابعاً عدوانياً صار معروفاً عن "الجهاديين" السنة. لكنّ الجهاديين والإباديين ليس هناك دولة مسؤولة عنهم؛ بينما تُصرُّ إيران علناً على مسؤوليتها عن كلّ هذا العنف في جوارها العربي، وبقاع الأرض الأُخرى. وبالطبع فإنّ في ذلك إضراراً بالدين والمذهب والإيرانيين وعلاقاتهم بالشعوب الإسلامية الأُخرى.

    وهكذا لابد من العمل ضد هذين الانشقاقين بداخل الإسلام، لكي نستطيع صون الدين من الانقسام والتسخير، والدول والمجتمعات من الاستنزاف والحروب الداخلية.




    جريدة الاتحاد
    الأحد 16 ذي القعدة 1434هـ - 22 سبتمبر 2013م



    -------------

    جدل: الدين والدولة

    تأسيس الدين كمفهوم مستقل، يمر عبر تحديد مجاله ونوعية الخبرات والعلاقات التي تخصه وتنضوي تحته، كشرط للانفصال بين الدين والدولة.
    العرب [نُشر في 18/09/2013، العدد: 9324، ص(13)]

    يتعين أجراء الفصل في الذهن أولا لنجاحه في الواقع

    and#9679; ياسين الحاج صالح


    في نقد العلمانية والديمقراطية أو مشكلتا الدين والدولة

    مفهوم الفصل بين الدين والدولة لا يقف في وجه تديين الدولة المحتم بل كذلك في وجه تدويل الدين أو تسييسه. وغياب ثقافة الفصل، يسهل للدولة استتباع الدين، ويسهل لنخب دينية أن تجاهد للسيطرة على الدولة، وجعلها دولة دينية. عقلنة الدين هي فرزه عن غيره وتمييز نصابه الذاتي. هذه عملية فكرية يقوم بها مثقفون، وهي وجه أول لتكون ثقافة الفصل، أما الوجه الآخر فيعكس الانفصال الواقعي و»يروي قصته» ثباته ويجعله غير عكوس.

    يلزم تأسيس الدين كمفهوم مستقل، أي تحديد مجاله ونوعية الخبرات والأفكار والعلاقات التي تخصه وتنضوي تحته، كشرط للانفصال بين الدين والدولة. وهو ما عنيناه بالقول إنه يتعين إجراء الفصل في الذهن أولا، من أجل إجرائه في الواقع تاليا.

    والتتابع هذا منطقي وزمني في آن. وحتى لو افترضنا أن الفصل الواقعي بين المفهومين والمجالين تحقق بطريقة ما، فإن تحققه في الثقافة هو وحده ما يصونه ويجعله غير عكوس.


    and#9679; راتب شعبو

    لماذا الصحوة إسلامية؟

    السمة الأبرز في الصحوة الإسلامية هي النزعة الجهادية العالية، فقد بات حضور الفريضة الغائبة (الجهاد)، كما تسميها بعض الفصائل الإسلامية (كالجهاد الإسلامي)، كثيفاً وطاغياً. إن الرصيد الذي لا ينضب من الانتحاريين (الاستشهاديين) وتحول العمليات الانتحارية من قبل أنصار هذه الجماعات إلى ممارسة يومية إلى حد أنها باتت في قسم كبير منها ممارسة مجانية وعبثية بل، في أحيان كثيرة، إجرامية تستهدف مدنيين أبرياء من أبناء البلد نفسه في الأسواق الشعبية أو دور العبادة.

    يكشف أمرين: الأول هو سيطرة الجانب العقيدي وتحديداً ما يعتقد الانتحاري أنه شراء الآخرة بالدنيا، والثاني، وهو مشتق مباشرة من الأول، هو الطاقة التعبوية الهائلة التي تحوزها الجماعات الجهادية. ولعل هذه الطاقة، الجاهزة والقليلة الكلفة، تفسر جزئياً على الأقل سرعة نشوء وثبات هذه الجماعات ونجاحاتها في صراعات غير متكافئة ضد آخر مغاير دينيا.


    فادي العبدالله

    هل يمكن للأحكام الدينية الإسلامية أن تستحيل قاعدة قانونية؟


    من الطبيعي أن تستمد المجتمعات أحكامها من إرثها وما ألفته زمناً طويلاً أو مما تعتنقه، لكن إدخال هذا الإرث المألوف، أو المستعاد أو حتى المتخيل، إلى إطار القانون يستوجب إخضاعه لمعالجة جذرية تجعله يقبل بشروط هذا الإطار الجديد ومنطقه. يتطلب هذا من القائلين بأن العودة إلى «الإسلام هو الحل» أن يتقدموا، ليس فقط بمشاريع قوانين واضحة ومحددة ومقنعة تشير إلى تفاصيل هذا الحل المقترح، لا إلى مصدره السماوي، وأن تسفر عن نشاطهم هذا مراجعة تقودهم إلى القبول بإمكانية التراجع عما يقترحون، حتى بعد إقراره، إذا ما ارتأى المجتمع ذلك، والانتباه أخيراً إلى أن الدولة هي مصدر التشريع، وهي ليست دولة منعزلة على كوكب آخر، بل هي ذات التزامات دولية ينبغي احترامها والتوفيق بينها وبين المشاريع المقترحة على قاعدة مبادئ المنطق العقلي الثابتة، لا الحكمة الإلهية التي لا تُطال ولا تنال، ولا نملك شيئاً حيال مكرها.


    and#9679; سلامة كيلة

    الأصولية ومسألة التقدم


    لقد تأسلمت قطاعات من القوميين والماركسيين. وعملت بعض الفئات القومية على أسلمة الفكر القومي، فعادت به من علمانيته الصريحة أو الملتبسة، إلى أحضان الأيديولوجيا التقليدية. كما عملت بعض الفئات الماركسية، وبحجة «فهم وعي الشعب»، على أن تخلط الماركسية بهذه الأيديولوجيا.

    وعملا معاً على كسب ود التيار الأصولي، أو بعض قطاعاته، بدلاً عن أن يدافعا عن الفكر الحديث (الذي هو هما بالذات)، ويعملا على تعميقه وتطويره.

    وهذه الخطوة «الارتدادية» جعلت التيار الأصولي يتقدم في الهجوم، الهجوم الهادف إلى «تكميم الأفواه»، ليفتح معركة الفكر والأدب والتكنولوجيا الحديثة، فتبدأ مرحلة المصادرات والحكم بالردة، وبالتالي فرض القيم بالقوة، وأقصد فرض الأيديولوجيا التقليدية ذاتها.

    جرأة التيار الأصولي، ارتبطت بتراجع الفكر القومي واليساري عموماً، وتهافت بعض دعاته، وبالتالي شعور التيار الأصولي بأن عليه أن يضع «حجر الشاهد» على قبر الفكر الحديث.

    هذه المعركة آخذة في التوسع لتطال كل ما هو حديث.


    and#9679; عمر كوش

    علاقة الخوف بالسياسي بالديني

    تسعى أنظمة الحكم ومعها بعض الأحزاب السياسية إلى الاستفادة، قدر الإمكان، من رجل الدين، بما يحقق مصالحها ويزيد من نفوذها في المجتمع. بل وتسعى إلى إيجاد شخصيات دينية موالية لها لتكون المشرِّع لها عند الحاجة ومَن يضفي على أعمالها الشرعية الدينية أمام المجتمع.

    وتجد الأنظمة من بين رجال الدين مَن ينصب نفسه ممثلا عن الدين الإسلامي وناطقا باسم الإرادة الإلهية، لذلك فإن الخدمة الأهم التي تقدمها المؤسسة الدينية للأنظمة السياسية هي إضفاء الشرعية الدينية على أعمال الأخيرة.

    وهناك أمثلة عديدة على ذلك: ففي الستينيات من القرن العشرين المنصرم، أفتى محمد شلتوت، الإمام الأكبر للجامع الأزهر، بحرمة الصلح مع إسرائيل، ثم تغَيَّرت الفتوى بقدرة قادر في السبعينيات من القرن ذاته، لتحلِّل الصلح مع إسرائيل، على لسان محمد متولي الشعراوي، وزير الأوقاف، وعبد الحليم محمود، شيخ الأزهر، وذلك بعد اتفاقيات كامب ديفيد.

    وهذا يعكس نوعاً من التناغم بين السياسي والديني في بلداننا العربية، بما يخدم مصالح الطرفين.



    -----------------

    ترك وعجم || السياسة حياة || اضداد || جذور || كتب || تشكيل || سينما || مسرح || ثقافة+ || تكنولوجيا || سيارات || سياحة || صحة || تعليم || English








    هل الثقافة العربية الإسلامية أرضية خصبة لنمو الإسلام السياسي
    الإسلام السياسي يمثل نسقا سياسيا ودينيا قديما في البيئة العربية الإسلامية، يعرفُ صعودا وانحسارا ارتباطا بالأحداث السياسية.
    العرب [نُشر في 16/09/2013، العدد: 9322، ص(13)]

    جدل الديني والسياسي كان دائم الحضور في بنية الثقافة العربية الإسلامية

    سعيد ناشيد:
    (كاتب مغربي)

    قليلون من توقعوا سقوطاً للإسلام السياسي، وأقلهم من توقع سقوطا سريعا. كان ظنّ الأكثرية أنّ الإسلام السياسي سيعمر طويلا، وأنه سيكون أطول الإيديولوجيات الشمولية عمراً؛ لأنه يرتكز على عقيدة دينية راسخة في وجدان الشعوب. لكن، كان هذا خطأ في الحساب. الإسلام على وجه العموم، والإسلام السني على وجه التحديد، لا يمثلان بيئة حاضنة للإسلام السياسي: فمن جهة الإسلام، حين يقال «لا كهنوت في الإسلام، و»لا رهبانية في الإسلام»، فالمقصود أيضا أن لا وجود لأي سلطة دينية أو مؤسسة دينية في الإسلام. هذا الأخير يظل ديانة فطرية أقرب إلى الطبيعة البشرية بخصائصها ونواقصها.

    وينبهنا جورج طرابيشي إلى أن نبي الإسلام هو «نبي بلا معجزة»، لم يشق البحار ولا أحيا الموتى ولا كلم العفاريت والحيوان. إنه رجل كانت أمه تأكل القديد، كما قال عن نفسه. بل هو أيضا أخطأ مراراً واقترف أخطاء كثيرة باعتراف الخطاب القرآني نفسه، بمعنى أنه إنسان غير معصوم. وإذا كان الأمر كذلك بالنسبة للرسول فإنه كذلك وأكثر من ذلك بالنسبة لبقية المسلمين. الإسلام ديانة تخلو أو تكاد تخلو من السحر. اللهم بعض الإضافات الهزيلة التي أضافها رواة الحديث خلال عشرات السنين من التضخم الحديثي. إنه يخلو من الرؤية السحرية للعالم والتي تعد مرتعا للإيديولوجيات الشمولية. وأيضا فإن الإسلام لا يقدم قصة الخليقة في شكل سردية كبرى لها بداية ونهاية، بل حتى النص القرآني نفسه، وبخلاف الكثير من الكتب المقدسة، لا يقدم لنا زمنا خطيا لتاريخ البشرية؛ فالقرآن مُنجَّمٌ وشذَري ومُفكك ويقدم أزمنة متشظية. ولذلك لا يقدم الإسلام، ولاسيما الإسلام السني، أي رؤية خلاصية لتاريخ العالم، على طريقة عودة مملكة المسيح أو أورشليم أو المهدي المنتظر. ولا شك أن السرديات الخلاصية، سواء كانت وضعية على طريقة تحقيب الزمن التاريخي عند ماركس، أو كانت دينية على طريقة الخميني وزمن الغيبة، تمثل مرتعا للإيديولوجيات الشمولية.

    نعم، ينتج الإسلام السني اليوم الكثير من مظاهر التطرف والعنف والإرهاب، لكن العنف نفسه هو دليل على عدم مطابقة الفكرة مع الواقع. حين يلجأ إنسان ما إلى العنف فمعنى ذلك بكل بساطة أن ما يطلبه ليس واقعيا. وبالأحرى، أمام استحالة الدولة الدينية فإننا أمام خيارين لا ثالث لهما: إما الفوضى أو الدولة المدنية.


    فاضل البلدي:

    (من مؤسسي حركة الاتجاه الإسلامي في تونس)

    ينبغي الاعتراف ابتداء بأن كلمة إسلام سياسي فيها شيء من الغرابة خاصة إذا صدرت عن أناس يعرفون الدين الإسلامي معرفة معمقة، وذلك لأن العبارة تضيف وصفا للإسلام وكأنه غريب عنه وليس من طبيعته. في حين أن الإسلام كما تخبر به الآية: «قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين..» وغيرها من آيات القرآن الكريم. أي أنه منهاجا كاملا ينظم حياة الإنسان ويعيد المرجعية في تنظيمها لله رب العالمين. وهو هنا يتعارض مع الذين ينطلقون عن مرجعيات أخرى، كما يتعارض مع الفهم الذي يعتبر القرآن كتاب تعبّد لا غير، وأن حياة المسلمين بالتالي يمكن أن تنظمها مرجعيات أخرى.

    وفي الحقيقة إن عبارة الإسلام السياسي بدأت تأخذ هذه الأهمية في الطرح منذ بدأ الحوار عن أسباب تخلف المسلمين وعوامل نهضتهم، وخاصة منذ ظهور حركات نهضوية تدعو إلى الرجوع إلى الدين. بل يمكن القول إن العبارة أخذت أبعادا كبيرة منذ بدأت الحركات الإسلامية تحتل موقعا متقدما في مختلف بلاد العالم العربي والإسلامي وتطرح نفسها كبديل ثقافي وسياسي واجتماعي، أمام غيرها من النظريات الاشتراكية أو الليبرالية أو القومية، بل خاصة عندما استطاعت أن تصل إلى الحكم بالثورة أو الانتخاب كما حدث في إيران أو السودان أو تركيا. وبدا أن العدوى يمكن أن تنتقل إلى غير هذه من البلاد.

    وبقطع النظر عن مستوى النجاح الذي حققته تلك الحركات والأحزاب الإسلامية في تقديم النموذج الصالح.

    فإن خصوم الإسلاميين في الداخل من أصحاب المرجعيات الأخرى، وأعداء المسلمين في الخارج من القوى الدولية والمرجعيات الدينية الأخرى لم يقبلوا بأن يكون الإسلام عامل تحرير واستقلال ونهضة لبلاد العرب والمسلمين، وذلك دون محاولة جدية لفهم الدين الإسلامي والحركات الصادرة عنه والمؤمنة بأهليته في تنظيم حياة المسلمين في مختلف مناشطها.

    كما أن الأنظمة العربية والإسلامية المستبدة بشعوبها منذ عقود، رأت في الإسلام السياسي خطرا كبيرا يمكن أن يزلزل عروشها.

    لذلك روجت لهذا المفهوم مستهجنة له ومنفرة منه في محاولة للالتفاف على الثورة مستغلة للأخطاء المنهجية والعملية التي وقعت فيها الأحزاب الإسلامية وتجارب حكمها بسبب قلة تجربتها وعدم تأهل القائمين عليها لأسباب موضوعية وأخرى خارجة عنهم.

    وإذا كان خصوم الإسلاميين قد قبلوا اضطرارا أو اختيارا بمشاركتهم وحضورهم في الحياة العامة ورضوا بأن تكون لهم أحزاب تمثلهم وأن يشاركوا في العملية الديمقراطية، إلا أن الغالبية لا تزال غير قابلة بحكم صندوق الاقتراع إذا كان سيأتي بالأحزاب ذات المرجعية الدينية.

    لذلك رأينا فشلا لتجارب كثيرة كما حدث في الجزائر في تسعينات القرن الماضي وكذا السودان والأردن والكويت، ونراه اليوم أكثر وضوحا واستفزازا في مصر وتونس، وذلك بقطع النظر عما يتهم به الإسلاميون من فشل في الأداء وقدرة على استعداء الخصوم بسبب العجلة وسوء التقدير وقلة الخبرة.

    إن موضوع الإسلام السياسي يطرح بقدر من التشنج وكثير من عدم الموضوعية، رغم أن تاريخ المسلمين قام على الإسلام قربا أو بعدا التزاما أو عدم التزام.

    ولا شك أن المطلع على المكتبة الإسلامية يدرك أن الدين الإسلامي بخلاف غيره كان دائما الموجه لحياة المسلمين في كل شؤونهم لذلك يحسن بنا أن نجيب على السؤال التالي:

    هل ستتاح الفرصة للأحزاب الإسلامية لتكون شريكا كامل الحقوق في صناعة المستقبل، أم أن منطق النفي والإلغاء والتدافع هو الذي سيبقى سائدا كما هو الحال اليوم؟


    رشيد الخيُّون:

    (باحث عراقي في الحركات الإسلامية)

    عندما يجري الحديث عن الإسلام السياسي، بشقيه السُّني والشِّيعي، يذهب المتحدثون إلى الماضي وما فيه من نصوص، سواء كان المتحدث من الإسلاميين أو من خصومهم. فالأول يبحث عن صحة الحاكمية والثاني يبحث عن تفنيدها. هذا يأتي بالآيات والأحاديث التي توافق رأيه وذاك يأتي بمثلها.

    بينما عبر علي بن أبي طالب في وصيته لعبد الله بن عباس عن الوجوه المختلفة في النص القرآني نفسه، عندما أرسله للحوار مع الخوارج، فقال له أن لا تحاججهم بالقرآن لأنه «حمال أوجه». هذا القول يسري أيضاً على السُّنة النبوية، وعلى آراء الفقهاء أيضاً، فكلها تحمل الوجوده المتعددة (مع والضد)، لهذا نشأت الفرق والمذاهب الإسلامية كافة مستندة إلى النصوص، كلاًّ اختار ما يناسبه منها.

    إن التراث الإسلامي، في النصوص القرآنية والنبوية وآراء الفقهاء المتراكمة على مرِّ التَّاريخ، يعد أرضاً خصبة لنمو الجماعات الإسلامية، ذلك إذا أخذت مقلوعة مِن سياقاتها وظروفها التاريخية.

    ففكرة الحاكمية مِن يوم نادى بها الخوارج عِقب معركة صفين والتحكيم، إلى تبنيها مِن قِبل المودوي ثم المصري سيد قطب، تستند إلى نصوص لا تبرر تفسيراتها وتأويلاتها وجود الحاكمية كسلطة سياسية، إنما أمر شرعي له علاقة بالحلال والحرام، وفي أكثرها جاءت خطابات للأنبياء، على شكل قصص لا أحكام. كذلك نجد الفكرة الشيعية «ولاية الفقيه» مستندة بوجودها إلى الماضي ونصوصه، وما يتعلق بالمهدي المنتظر ونيابته مِن قِبل الولي الفقيه في العصر الحاضر. فالإسلام السياسي مبني على نصوص الماضي، مع اللعب على تأويلها، وتلفيق اقتصاد وسياسة معاصرة منها. مع أن مشروعه لا يتعدى المشروع الأخلاقي لا السياسي.



                  

09-24-2013, 10:06 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصر والاخوان ..كيف فشلوا فى ادارة الدولة ..ووحدوا الجميع ضدهم .. (Re: الكيك)




    القضاء المصري حلّ الإخوان!

    صبري عبد الحفيظ حسنين GMT 16:02 2013 الإثنين 23 سبتمبر



    في ضربة جديدة للإخوان المسلمين، حظر القضاء المصري الجماعة وجميع أنشطتها وصادر ممتلكاتها وأموالها في البنوك، فيما قلل خبراء في الإسلام السياسي من أهمية الإجراء القضائي، فالجماعة تعمل في ظل حظر قانوني يزيد عمره على ثمانين عامًا.

    --------------------------------------------------------------------------------




    القاهرة: قضت محكمة الأمور المستعجلة في عابدين بالقاهرة بحظر جمعية الإخوان المسلمين، والجماعة المنبثقة عنها، وجميع أنشطتها، والتحفظ على أموالها العقارية والسائلة والمنقولة، سواء كانت مملوكة أو مؤجرة لها، وكذا العقارات والمنقولات والأموال المملوكة للأشخاص المنتمين إليها، بما يتفق والغرض من إنشائها، وطبقًا لقوانين الدولة المصرية.



    كما قضت المحكمة بحظر أي مؤسسة متفرعة عن جماعة الإخوان المسلمون، أوتابعة لها، أومنشأة بأموالها، أو تتلقى منها دعمًا أو أي نوع من أنواع الدعم، والجمعيات التي تتلقى التبرعات، ويكون من بين أعضائها أحد أعضاء الجماعة، أوالجمعية، أو التنظيم.



    وقررت المحكمة تشكيل لجنة مستقلة من مجلس الوزراء لإدارة الأموال والعقارات والمنقولات المتحفظ عليها ماليًا وإداريًا وقانونيًا، لحين صدور أحكام قانونية بشأن ما نسب إلى الجماعة وأعضائها من اتهامات جنائية متعلقة بالأمن القومي، وتكدير الأمن، والسلم العام مع إضافة المصروفات على عاتق الخزانة العامة.



    منارة الأزهر



    يأتي الحكم ليكون ضربة قاصمة لظهر الجماعة، التي تتلقى ضربات أمنية وسياسية قاسية منذ إسقاط نظام حكم الرئيس محمد مرسي في 3 تموز (يوليو) الماضي. ووفقًا لصحيفة الدعوى التي أقامها المحامي محمود عبدالله، القيادي بحزب التجمع اليساري والعدو السياسي اللدود للإخوان، فإن إن هناك ضررًا يقع عليه نتيجة قيام أعضاء جماعة الإخوان بعمليات إرهابية داخل البلاد، واستغلالهم الدين في الشعارات السياسية.



    وقالت المحكمة، برئاسة المستشار محمد السيد، في حثيات الحكم بحل جمعية جماعة الإخوان المسلمين، أن الجماعة التي أنشأها حسن البنا في العام 1928، اتخذت من الإسلام ستارًا لها، وأهدرت دماء المواطنين، وعندما وصلت إلى الحكم افتقد المواطن أبسط حقوقه، وساءت أحواله، ولم ينل إلا التنكيل والاستعلاء.



    أضافت المحكمة: "إن الشعب احتمى بقواته المسلحة سيف ودرع الوطن الذي لا ينفصل عن شعبه في مواجهة النظام الظالم"، مشيرة إلى أن "الأزهر الشريف هو منارة العلم ومنبر الوسطية، وعليه أن يستمر في خطابه الدعوي المعتدل، وأن يطور خطابه الديني درءًا للفكر المتطرف الذي ينتهج العنف حتى ينتشر الإسلام السمح".



    مغلقة أو لا ترد



    إتصلت "إيلاف" بسبعة قيادات من الجماعة وحزبها الحرية والعدالة للتعليق على الحكم، إلا أن هواتفهم إما مغلقة أو لا ترد، ومنهم عمرو زكي وعمرو دراج ومحمد علي بشر وجمال العشري وجمال قرني وفهمي عبده.



    من جانبه، قال الدكتور محمد عز الدين، الخبير في شؤون جماعات الإسلام السياسي، إن الحكم القضائي بحل جماعة الإخوان يعتبر من أقوى الضربات التي تلقاها الإخوان منذ قرار مجلس قيادة ثورة 23 تموز (يوليو) 1952، بحلها، مشيرًا إلى أن الحكم سوف يترتب عليه فقدان الجماعة كل أموالها وممتلكاتها، والتي تقدر بمئات الملايين من الجنيهات.



    وأضاف لـ"إيلاف" أن الجماعة سوف تحتاج بعض الوقت من أجل إستعادة عافيتها مرة أخرى، "لاسيما أن جميع قياداتها المؤثرة في المعتقلات أو في هاربة بالخارج". ولفت إلى أن الحكم غير مؤثر على المدى البعيد، لاسيما أن الجماعة تعمل تحت الأرض في شكل سري منذ ما يزيد على ثمانين عامًا، وجميع أعضائها وقياداتها مدربة جيدًا على العمل في ظل الحظر القانوني. ورجح أن تعاود توفيق أوضاعها أو إنشاء جمعية أخرى تحت مسمى آخر.



    لا تأييد شعبي



    قال المهندس بهاء شعبان، القيادي بجبهة الإنقاذ، لـ"إيلاف" إن هذأ الحكم تاريخي، يؤكد شموخ القضاء المصري. وأضاف أن الحكم يترتب عليه حل حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية للجماعة، ومصادرة أمواله وممتلكاته.



    وأوضح شعبان أن الحكم القضاء جاء متوافقًا مع الإرادة السياسية والرغبة الشعبية والقرارات السابقة منذ قرار مجلس قيادة ثورة 23 يوليو 1952، منوهًا بأن الجماعة صارت محظورة وخارجة عن القانون، "لاسيما أنها صارت ملفوظة من الجماهير، بسبب إرتكابها العديد من الجرائم السياسية والجنائية، من ترويع المصريين، ونشر الخراب والعنف والتدمير".



    ولفت إلى أنه صار من حق الدولة وأجهزتها مطاردة الجماعة وأعضائها، ومصادرة أموالها وممتلكاتها، سواء أرصدة بالبنوك أو شركات.



    وردًا على ما يقال عن أن حكم الحظر لا يضيف جديدًا لواقع الجماعة التي تعمل منذ أكثر من ثمانين عامًا بشكل غير قانوني، أوضح شعبان أن هناك متغير جديد في هذه المرة، "فالرفض الشعبي هذه المرة يجعل الجماعة غير قادرة على العمل بشكل سري، فالجماعة طوال تاريخها كانت تتخفى وراء التأييد الشعبي الذي شكل لها درعًا واقيًا من الضربات الأمنية الشديدة".



    وأفاد بأن الجماعة في هذه المرحلة تصادمت بشكل مباشر مع الشعب المصري، والقضاء والسلطة، ولم يعد لها أي ظهير شعبي يقييها من ضربات السلطة أو يمكنها من العمل تحت الأرض كما كانت في السابق.


    ------------------

    سياسيون: حل جماعة "الإخوان" ومصادرة أموالها بمثابة انتصارا لثورة "30 يونيو"

    9/23/2013 9:03 PM

    سياسيون: حل جماعة "الإخوان" ومصادرة أموالها بمثابة انتصارا لثورة "30 يونيو"


    السعيد: الحكم أثلج صدورنا .. والإخوان جماعة إرهابية



    هاشم: الجمعية خالفت القانون ومزجت بين العمل السياسى والدعوى



    فودة: اليوم عيد وتم قطع يد الإرهاب فى مصر



    زكية هداية



    رحب عددا من السياسين بقرار المحكمة الذى قضى بحل جماعة الإخوان المسلمين ومصادرة أموالها ، وكذلك الجمعية المنبثقة عنها حيث قالوا أن جماعة الإخوان المسلمين مارست الإرهاب والفساد السياسى واستباحتها حرمة الأمن القومى لمصر بل ودعمت ميليشيات شنت حرب عصابات على البلاد ، وقامت بأعمال تخريبية وروعت المواطنيين وهددت أمن المواطن المصرى ، وبالتالي قرار المحكمة بحل الجماعة جاء صداً لهجماتها وتفكيك لهذا الكيان الإرهابى الذى يريد إحراق البلاد ووضعها داخل نفق مظلم.



    حيث قال الدكتور رفعت السعيد القيادى بحزب التجمع أن الحكم القضائى الذى صدر ، اليوم الإثنين ، بحل جماعة الإخوان المسلمين ووضعها تحت بند الجماعات المحظورة بمثابة انتصار لثورة 30 يونيو ، ويوم تاريخي حيث أعاد الجماعة لـ"غيابات الجب" التى جاءت منها فمكان الإخوان المسلمين هو الظلام كخفافيش الليل التى تخشى نور الشمس ، على حد قوله.



    واضاف السعيد أن جماعة الإخوان المسلمين استباحت حرمة البلاد وقامت بتجنيد ميليشيات خاصة حاربت قوات الأمن والجيش بل واستخدمت مقرات حزب الحرية والعدالة كمخازن للسلاح ومصانع لتصنيع القنابل اليدوية وهذا ما شاهدناه أثناء اقتحام بعض البلطجية لمقر مكتب الإرشاد بالمقطم حيث تم ضبط كمية كبيرة من الأسلحة وزجاجات المولوتوف وبالتالي فحل الجماعة كان أمراً لابد منه حتى يتم قطع اليد التى تخطط لتدمير البلاد وإحراقها.



    ونوه السعيد إلى أن جمعية الإخوان المسلمين كانت أحد فروع الجماعة ولم يتم فصلها عنها بل كانت بمثابة غطاءا قانونيا لتحصل الجماعة على تمويل من أمريكا وقطر تحت ستار أنها جمعية خيرية تقدم المساعدات للمواطنيين والفقراء بل وتم تفصيل قانون الجمعيات الأهلية خصيصا لكى يتوافق مع مقاس الجماعة أثناء حكم الرئيس المعزول محمد مرسى.



    واتفق معه فى الرآى الدكتور صلاح هاشم الخبير السياسى مؤكدا على أن حل جماعة الإخوان المسلمين كان أمراً ضرورياً وذلك لأن الجمعية والجماعة لم تنفصلاً وكانا بمثابة كيان واحد ، كما أن جمعية الإخوان المسلمين خالفت القانون وعملت بالسياسة ولم تراع الفصل بين العمل الدعوى والخيرى وبين حشد الأصوات الإنتخابية للجماعة والعمل بالمعترك السياسى وبالتالي كان لابد من حلها عن طريق حكم قضائى ومصادرة أموالها أيضاً لمعرفة مصدر هذه الأموال وأوجه إنفاقها.



    وأضاف هاشم أن الدليل على عدم الفصل بين الجمعية وجماعة الإخوان المسلمين ، هو تولى ابن المرشد السابق للإخوان المسلمين مهدى عاكف لرئاسة مجلس إدارة الجماعة وكذلك فمقر الجمعية كان بالمقطم وهو نفس مقر جماعة الإخوان المسلمين ، وبهذا فالجمعية والجماعة شىء واحد وحلها بمثابة درء للمفاسد ، وهو أفضل من جلب المنافع فمقر آت الجماعة كانت تستخدم كمخازن للسلاح ، وبغلق هذه المقرات ومصادرة أموال الجماعة يأتى فى المقام الأول لحماية المواطنيين من شر الجماعة.



    وقال حسام فودة أمين الشباب بحزب المصريين الأحرار أن حكم القضاء بحل جماعة الإخوان المسلمين بمثابة يوم عيد فالأن تم قطع يد الإخوان المسلمين ، التى تقوم عن طريقها بتخريب البلاد ، وتمويل الإرهابيين عن طريقها وحكم القضاء جاء لينهى مرحلة من حرب العصابات التى تشنها الجماعة ضد أبناء هذا الوطن.



    وأضاف فودة أن مصادرة أموال الجماعة سيؤثر بالفعل على تنظيم المظاهرات والحشد كل جمعة ويعرف الكل أيضاً مصادر تمويل الجماعة والأموال التى حصلت عليها من الخارج، وأيضاً هذا الحكم بحل الجماعة يعيد الأمور الى نصابها الصحيح ويؤكد بالفعل أنها جماعة محظورة ولا تصلح لممارسة العمل السياسى على ارض الواقع


    شاهد المحتوى الأصلي علي بوابة الفجر الاليكترونية - سياسيون: حل جماعة "الإخوان" ومصادرة أموالها بمثابة انتصارا لثورة "30 يونيو"

    ---------------

    الخرباوي: الحظر ينطبق على حزب "الحرية والعدالة"
    أول حكم قضائي صريح بحل "جمعية الإخوان المسلمين" منذ تأسيسها
    الاثنين 18 ذو القعدة 1434هـ - 23 سبتمبر 2013م


    القاهرة - مصطفى سليمان
    قضت محكمة القاهرة للأمور المستعجلة، الاثنين 23-9-2013 برئاسة المستشار محمد السيد، بحظر تنظيم جماعة الإخوان، وحل "جمعية الإخوان المسلمين، والتحفظ على أموالها ومقراتها وممتلكاتها.

    ويعتبر هذا الحكم هو أول حكم قضائي صريح من نوعه بحل "الإخوان المسلمين"، منذ تأسيسها على يد الشيخ حسن البنا عام 1928، وفق تصريح الدكتور ثروت الخرباوي، المحامي والمتخصص في شأن الجماعة، مؤكداً "أن هذا الحكم ينطبق أيضاً على حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية للجماعة، لأنه طبقا للمستندات والأوراق التي تأسس عليها الحزب فهو تابع للجماعة، وبالتالي فمنطوق الحكم بحل جمعية الإخوان ومؤسساتها ينطبق على الحزب، ويمكن لأي شخص أن يطالب بحل الحزب وفقاً لهذا الحكم ويتقدم بطلب إلى لجنة الأحزاب لحله .

    وقال ثروت الخرباوي للعربية.نت "إن هذا الحكم هو الأول من نوعه في تاريخ الجماعة، لأنه كان هناك قرار صادر من مجلس قيادة ثورة 23 يوليو عام بحظر الجماعة والجمعية، إلا أن تنظيم الإخوان طعن على هذا القرار عام 1977 وطالب برفضه.

    وأضاف الخرباوي مستدركاً "لكن بموجب الحكم الذي صدر اليوم من محكمة الأمور المستعجلة يعتبر حكماً صريحاً بوقف وحظر الجماعة ونشاطها، ولن يقوم لمسمى "الإخوان المسلمين" أي قائمة بعد صدور هذا الحكم .

    وأكد الخرباوي "أنه إذا كان هناك أي مجموعات من شباب الإخوان أو التيار المعتدل بها يريدون تأسيس جمعية للإخوان المسلمين جديدة فلن يستطيعوا تسمية هذه الجمعية باسم "الإخوان المسلمين"، طبقاً للحكم، ويمكن تأسيس أي كيان لهم وفقاً لقانون الجمعيات الأهلية المصري، لكن دون ذكر مسمى "الإخوان المسلمين" .

    كان المحامي محمود عبدالله، عضو أمانة الحريات بحزب التجمع، قد أقام دعوى مستعجلة تطالب بحظر أنشطة تنظيم الإخوان المسلمين بمصر وجمعية الإخوان المسلمين وأي مؤسسة متفرعة منها أو تابعة لها أو أي مؤسسة تم تأسيسها بأموالهم.

    وطالبت الدعوى بحظر الجمعيات التي تتلقى التبرعات، ويكون من بين أعضائها أحد أعضاء الجماعة أو الجمعية أو التنظيم، وطالبت بالتحفظ على جميع أموالها العقارية والمنقولة والنقدية سواء كانت مملوكة أو مؤجرة لها
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de