|
|
 ادبيات المقاومة وادمان الفشل
|
مقاومة الحاكم او الطبقة الحاكمة امر عرفته الشعوب منذ تكوين الدويلات والاقاليم ،، وله اشكال متعددة .. عرفت بالسلمية والعنيفة المسلحة .. والمقاومة تتبع سبل ووسائل عدة لاظهار مطلبها من النخبة الحاكمة.. واشهر المقاومات السلمية مقاومة المهاتما غاندي في الهند والذي اتبع سياسة النفس الطويلة التي تمثلت في الخطب السياسية المؤثرة والشعر الحماسي وبقي صلبا في موقفه من المستعمر الانجليزي حتي انسحب مرغما عن الهند عام 1947 . ومن امثلة المقاومة الشرسة، ثورة التحرير الجزائرية التي انتهجت العمل العسكري المسلح، وحرب العصابات ضد المستعمر الفرنسي، واستمرت 7 سنوات سقط خلالها مليون ونصف المليون، واستمرت حتي استقلت في 5 يوليو 1972 . وفي السودان تنوعت اشكال المقاومة من عنيفة عهد المك نمر واغتياله لاسماعيل باشا ، ما اثار غضب الخديوي وراح جراء ذلك ما يقارب ال30 الف من الجعليين في حملات الدفتردار الانتقامية. وظهرت المقاومة اعنف في عهد الامام المهدي وتكللت بطرد المستعمر الذي مالبث ان عاد باعنف صوره ، وفي موقعة كرري سقط حوالي 27 الف مابين قتيل وجريح..واستمرت المقاومة العنيفة في حركة او(احداث) اللواء الابيض بدايات المقاومة السودانية ضد الانجليز ثم ظهرت المقاومة السلمية اوضح في مؤتمر الخريجين الذي جاء باعلان استقلال السودان عام 1955. والذي لم يخسر فيه السودانيين نفس واحدة سوى احداث التمرد في جنوب السودان (تمرد حامية توريت).
فضل السودانيون المقاومة السلمية بعد الاستقلال واثمرت تغيير حكومة العسكر الفريق عبود واستشهاد طالب واحد (القرشي). ثم توالت المقاومة ففرخت ما عرف بالانقلابات العسكرية التي تربع علي اثرها النميري 16 عاما في الحكم انتهي بمقاومة شعبية اطاحت به. ثم جاءت الديمقراطية ضعيفة متهالكة قضت عليها حركة 30 يونيو الانقلابية.
كانت وسائل المقاومة التي قامت بتعبئة الشارع السوداني ابان حكم نميري سرية للغاية اتبعت منهج المنشورات السياسية المحرضة التي برع فيها الشيوعيين والجمهوريين، والكتابة علي الجدران التي برع فيها حزب البعث العربي الاشتراكي، ولم تكن وسائل التواصل متوفرة والحاكم وعصبته يضيقون الخناق علي كافة المنابر.. ولا ننسى محاولات حزب الامة العسكرية الابرز عام 1976 في ماعرف بالمرتزقة، واحداث الجزيرة ابا العنيفة.
وفي عهد الانقاذ ترامت الاحزاب السياسية في احضان الحركة الشعبية التي فضلت حوار البندقية نهجا في مقاومة الحكومة، عملوا مجتمعين ثم تفرقوا ولم يقو اي حزب علي العمل العسكري منفردا او دون الحركة الشعبية... حتي انفصل جنوب السودان ورفع الجنوبيون اياديهم عن الاحزاب الشمالية عدا قطاع الشمال وحركات دارفور التي ظهرت بقوة بعد اتفاقية نيفاشا لكن شكل الدعم كان مكايدة في النظام الحاكم في الشمال ... اما العمل التحريضي لنشؤ ثورة من الداخل باء بالفشل الزريع رغم توفر وسائل التواصل الاجتماعي وسهولة الاتصالات والحركة وبروز وسائل اعلام فضائية والكترونية حديثة لا حدود لها .. وبقيت المنتديات الالكترونية ترسل وابلاً من المعلومات والتفاصيل دونما جدوى .. والسؤال هل وصول المعلومة للمواطن بهذه السرعة يجعله في حيرة من تحديد موفقه ام كفر بالطنين المستمر من هذه المنابرعلي اذنه..
وهل يمكن ان نقول ان ادبيات المعارضة الحديثة تفتقر لمقوم العكننه والتحريض اللازمين .. ام ان المواطن اصبح مدركا ان من يقومون بهذا العمل لا هدف لهم سوي الوصول للسلطة ، وركل المواطن في قفاه.
|
|
 
|
|
|
|
صابر فضل المولي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست