د.صديق بولاد :المعارضة السودانية والرحلة الطويلة "هل تغيرت الاهداف ...

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-25-2024, 02:06 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-10-2013, 08:50 PM

معتصم مصطفي الجبلابي
<aمعتصم مصطفي الجبلابي
تاريخ التسجيل: 08-28-2006
مجموع المشاركات: 6760

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
د.صديق بولاد :المعارضة السودانية والرحلة الطويلة "هل تغيرت الاهداف ...

    المعارضة السودانية:
    الرحلة الطويلة: هل تغيرت
    الأهداف ام تغير الوطن ؟
    (1)

    المعارضة والحكومة والوطن جميعها في مفترق طرق. تعمقت الازمة السياسية واشتد صراع الضعفاء حاكمين ومعارضين واستعصت الازمة علي الحل والحسم ، فتطاول أمدها واذداد عنائها وعنتها فأصبحت حملا وهما ثقيلا علي المواطنين الذين اتسعت دائراة سخطهم علي الحكومة والمعارضة بدرجات متفاوتة ، بينما تأرجحت الثقة في الطرفين حاكمين ومعارضين وفقا لتيرموتر الاحداث صعودا وهبوطا ، بينما الازمة تراوح مكانها بعد عجز كافة الأطراف عن تغيير موازين القوي في الساحة السياسية بصورة فاعلة ومؤثرة . تجعل وتعجل بالحلول لمشاكل البلاد القومية المنشأ والقديمة والعصية علي الحل لعقود والتي إدي تراكمها لتمزيق وحدة البلاد وسيادتها، ونسف استقرارها الأمني ، وتفتيت سلامها الاجتماعي بتخريب نسيج المجتمع وتحلله للعناصر البدائية فيً تكوين الدول والأمم. ليصبح الملاذ والمرتكز ليس الدولة التي عجزت عن بسط سيطرتها ونفوذها في توفير الأمن والخدمات والاستقرار ، وحفظ النظام والقانون .
    هذا الوضع لم يترك أمام المواطنين خيار سوي اللجوء الي العشيرة والقبيلة والعنصر الإثني والجهوية. بينما تراجعت
    اسس الانتماء القومي التي تعلي من
    شان الوطن كصمام أمام والذي اصبح بدوره في مهب الريح .
    حين وقع انقلاب الانقاذ بدأت القوي السياسية تتلمس طريقها المعارض ، فوقعت علي ميثاق التجمع الوطني الديمقراطي داخليا. ثم عقدنا اجتماعا في مارس 1990 في القاهرة بموجبه انضمت الحركة الشعبية للتجمع الوطني ، تدرج هذا التحالف عبر مراحل عده واجتماعات ومفاوضات واتفاقات داخلية كثيرة، حتي وصلت ذروتها في مؤتمر القضايا المصيرية يونيو 1995، ثم انتقل هذا التحالف خطوة أخري بعد بدء العمليات العسكرية المشتركة في الشرق وتكوين هيئة القيادة المشتركة من جميع القوات المشاركة في العمل العسكري.
    هذا العمل الذي وصل الذروة أطلت عليه عوامل داخلية وخارجية أثرت علي تماسكه واستمراره ليواصل رحلته الي
    محطته النهائية . هناك أمران أحدثا تحولا
    وشرخا كبيرا في التجمع الوطني الديمقراطي اولهما داخلي والثاني خارجي .
    الأول الداخلي :
    قضية الحرب والسلام في السودان ، والمفاوضات مع الحكومة
    - كانت الحركة الشعبية تفاوض الحكومة عبر منبر الإيقاد ، بينما القوي السياسية المتحالفة معها في التجمع الوطني ليست طرفا في هذه المفاوضات . وفي اجتماع هيئة القيادة العليا للتجمع عام 1998 ، سال السيد الصادق ، د جون قرنق السؤال التالي :
    هل تفاوضون الحكومة وفقا لما اتفقنا عليه في مؤتمر القضايا المصيرية؟ إذا كنتم تفعلون ذلك فنحن علي استعداد لتفويضكم للتفاوض باسم التجمع ، كما اطلب من بقية الأخوة في القوي السياسية الأخري ان يمنحوكم تفويضا مماثلا. أما إذا كنتم تفاوضون باسم الحركة فنريد ان نعرف وعلي ضو ذلك سنحدد موقفنا.
    كان رد د جون قرنق واضحا:
    نحن نفاوض وفقا لبرنامج الحركة الشعبية وليس وفقا لبرنامج التجمع الوطني الديمقراطي.
    فقال السيد الصادق:
    نحن لا نتفاوض مع النظام ، وما دام انتم تتفاوضون علي أساس حزبي ، فمن حق بقية القوي السياسية التفاوض ، خصوصا أنهم غير ممثلين في مبادرة الإيقاد ، كما ان الحركة الشعبية رفضت الاشتراك في المبادرة المصرية - الليبية المشتركة. خلص هذا الاجتماع بالاتفاق ان القوي السياسية من حقها التفاوض مع النظام علي ان تستهدي بما تم الاتفاق عليه في مؤتمر القضايا المصيرية واتفاقات التجمع الوطني الأخري . كان هذا القرار البداية في تشتت جهود التجمع
    ووحدة صفه كما حدث في مقبل الأيام .
    - العامل الثاني الخارجي :
    - هو اندلاع الحرب الاثيوبية - الارترية عام 1998. حيث كانت هناك ثلاث فصائل عسكرية تابعة للتجمع لديها نشاط عسكري منطلقا من الحدود المشتركة السودانية - الاثيوبية، قوات التحالف السودانية. حزب الامة ، الحركة الشعبية. ونتيجة للحرب غيرت الحكومة الاثيوبية موقفها من نظام الخرطوم وتوصلت لاتفاق معه للتهدئة ووقف النشاطات المعادية بين الطرفين . حتي تتفرغ اثيوبيا لحربها مع ارتريا، وحدودها ألمشتعله مع الصومال.
    ماهو انعكاس العامل الداخلي والخارجي علي العمل المعارض ؟ وماذا ترتب علي ذلك بالنسبة للحكومة السودانية والمعارضة ؟
    أواصل
                  

08-10-2013, 08:52 PM

معتصم مصطفي الجبلابي
<aمعتصم مصطفي الجبلابي
تاريخ التسجيل: 08-28-2006
مجموع المشاركات: 6760

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.صديق بولاد :المعارضة السودانية والرحلة الطويلة andquot;هل تغيرت ال (Re: معتصم مصطفي الجبلابي)

    (2)
    بعد ان فتحت هيئة قيادة التجمع التفاوض علي أساس حزبي فردي ولم تقيده جماعيا، نتيجة لموقف وظروف الحركة الشعبية التي كانت لها التزامات إقليمية عبر مفاوضاتها المستمرة عبر منبر الإيقاد . قام حزب الامة بعقد مباحثات مع الترابي في جنيف، ثم اتي اتفاق نداء الوطن الإطاري، ورغم ان مفاوضات حزب الامة كانت تستهدي بما اتفق عليه في داخل التجمع ، حيث لم يخرج نداء الوطن او يتجاوز مواثيق التجمع وإنما وضع الأجندة التي يناضل التجمع لتحقيقها فوق التربيزه وهي:
    - مناقشة قضية الحرب والسلام علي أساس قومي وليس ثنائي .
    - التحول الديمقراطي والانتقال من دولة الحزب الي دولة الوطن .
    - العلاقات الإقليمية والدولية وسياسة الحكومة
    الاستقطابية وتدخلها في شئون الغير أضرت بالسودان وأمنه . ولذلك لابد من الاتفاق علي سياسة جديدة تحترم الجوار الإقليمي ، وتحافظ علي التعاون في داخل المجتمع الدولي حتي يخرج السودان من عزلته التي أدخلته فيها حكومة الانقاذ.
    - والاتفاق علي عقد الموتمر الدستوري او الموتمر الجامع.
    هذه كانت الموجهات العامة واهم ما اتفق عليه في جيبوتي ، ولكن لان الشكوك والظنون، والتوجس والريبة كانت سائدة في ذلك الوقت . تباعدت الشقة ، وازداد الخلاف وتصاعد، وكانت النتيجة ان غادر حزب الامة التجمع في مؤتمر مصوع الشهير .
    وللحقيقة والتاريخ ان حزب الامة لم يخطط او يرتب او يتفق مع الحكومة للقاء في جيبوتي . إذا كيف تم هذا اللقاء ؟ كنت مديرا لمكتب حزب الامة في اثيوبيا، عدت للقاهرة ، وكنت في اجتماع مع السيد الصادق في مكتبه. وكان يستعد للتوجه لاجتماع هيئة القيادة للتجمع الوطني المزمع عقده في كمبالا. طلب مني رئيس الحزب ترتيب لقاء مع رئيس الوزراء الإثيوبي الراحل ملس زيناوي ، ووزير الخارجية الاثيوبية سيوم مسفن ، للاجتماع بهم وهو في طريقه الي كمبالا. اتصلت علي المسؤولين الاثيوبين الذين رحبوا كعادتهم في الحال ًبنا وباللقاء .
    توجهنا في اليوم التالي الي مطار القاهرة وكان في وداعنا الراحل اللواء عمر سليمان رىيس جهاز المخابرات المصري وعدد من المسؤولين المصريين، وفي هذا الأثناء اتصل السيد محمد عثمان المرغني ، علي السيد الصادق ليخطره ان اجتماع كمبالا تم تأجيله. واصلنا رحلتنا الي اثيوبيا السيد الصادق ، السيد مبارك المهدي وشخصي.
    عقدنا الاجتماعات مع رئيس الوزراء الإثيوبي الراحل ملس زيناوي ووزير خارجيته ، ومع بعض المسؤولين الإثيوبيين .
    تزامنت هذه اللقاءات مع اجتماع الإيقاد الذي كان منعقدا في العاصمة الجيبوتية . قام رئيس الحزب بإرسال رسالة شفهية للرئيس الجيبوتي ، الذي رحب بالرسالة ووجه لنا دعوة للحضور لمزيد من التفاكر حول الرسالة . غادرنا الي جيبوتي ، واستقبلنا الرئيس في منزله ، وشرحنا له موقفنا بصفته رئيساً لدورة الإيقاد ، وموقفنا من مبادرة الإيقاد . وبعد النقاش قال الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر قيلي ، هذا موقف سليم وواضح ، وجيبوتي تدعمه. ثم قال : البشير هنا الآن ، وأرجو ان تقبلوا الاجتماع به فما طرحتموه يشكل أساس جيد لحل النزاع السوداني سلميا. كان ردنا نحن نتفاوض وفق اسس قومية ، وفي سبيل ذلك ليس لدينا مانع في اللقاء.
    اتصل الرئيس قيلي علي البشير الذي حضر بقضه وقضيضه. لم يكن يتوقع اللقاء ولم نرتب له نحن - كحزب امة- . في مستهل
    الحديث قال البشير:
    ( حين قمنا بالتحرك - يقصد انقلابه- كنا نعتقد أننا وحدنا سنحل مشاكل البلد، ولكننا أدركنا ان هذه شيلة كبيرة ، لا نستطيع حملها وحدنا . وأنا - أي البشير - أشكركم علي الموافقة علي هذا اللقاء ، ودعونا ان نقتسم هذه السلطة مناصفة خمسين ، خمسين بين حزب الامة والمؤتمر الوطني ) رفضنا هذا المقترح علي أساس ان مشاكل البلاد من التعقيد والصعوبة مما يتعذر معه نجاح أي حلول ثنائية . ولذلك نحن نتفاوض علي الحل القومي الشامل لا الحلول الجزئية . فاذا كان لديكم استعداد لمناقشة الحلول القومية نحن علي استعداد للتفاوض ، أما إذا كان الهدف ان نتقاسم معكم السلطة ، فنحن نعتبر الاجتماع انتهي. وعددنا المشاكل والمحاور القومية التي ينبغي التفاوض حولها والتي تضمنها إعلان جيبوتي. الذين كالوا لنا الاتهامات بعد جيبوتي ماذا فعلوا ؟
    أواصل

    https://www.facebook.com/groups/124653191068502/
                  

08-10-2013, 08:54 PM

معتصم مصطفي الجبلابي
<aمعتصم مصطفي الجبلابي
تاريخ التسجيل: 08-28-2006
مجموع المشاركات: 6760

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.صديق بولاد :المعارضة السودانية والرحلة الطويلة andquot;هل تغيرت (Re: معتصم مصطفي الجبلابي)

    لمعارضة السودانية:
    الرحلة الطويلة : هل تغيرت
    الأهداف ام تغير الوطن ؟
    (3)

    حريتي ! حريتي ! حريتي!
    صوت أردده بمل فم الغضب
    تحت الرصاص وفي اللهب
    واظل رغم القيدا عدو خلفها
    واظل رغم الليل اقفو خطوها
    واظل محمولا علي حد الغضب

    فدوي طوقان


    تحدثت عن صعود نجم التجمع الوطني الديمقراطي كتجربة سودانية أصابت كثيرا من النجاح صعودا. فقد وحدت هذه التجربة بين تجمع الداخل والخارج، وزاوجت بين العمل السياسي، والعسكري والدبلوماسي وربطت كل ذلك بتطورات الفعل السياسي الداخلي. وجمعت هذه التجربة الأحزاب والنقابات ومنظمات المجتمع المدني ، وقيادات القوات المسلحة ، فكانت المظلة السودانية الأوسع تمثيلا لقطاعات وشرائح واسعة من مجتمعنا.
    كل ذلك افضي لنقاش واسع ومنظم ومتواصل لسنوات لبحث المشكلة السودانية بعمق من جذورها ومحاولة إيجاد البرامج الناجحة والحلول الناجعة للمشاكل القومية التي اقعدت الوطن عن الانطلاق في التنمية والتقدم والاستقرار السياسي والامني ، حتي ينعم الشعب السوداني بالتقدم والرفاهية.
    وفي هذا الجانب فقد تم الاتفاق علي كثير من البرامج ، حول نظام الحكم ، والدستور، والبرنامج الاقتصادي ، والسياسة الخارجية، والفترة الانتقالية ، وغيرها ، والذي
    يتفحص وثائق التجمع يجد ان هناك مجهودات
    كثيرة بذلت بهذا الصدد، واتفاقات عديدة أبرمت وقعت عليها كل أطراف التجمع.
    والتجمع الوطني كتجربة تحتاج لدراسة موضوعية لبحث أسباب الفشل والقصور، ونقاط الضعف والقوة. ولكي يحدث تقييم موضوعي لهذه الحقبة، لابد ان تشترك كل الأطراف التي ساهمت في هذا العمل في التقييم والنقد وتقديم المقترحات والحلول تفاديا للأخطاء ، خصوصا ان هناك تحالفات جديدة قامت علي انقاض التجمع ، مثل قوي الإجماع الوطني في الداخل ، وتحالف الجبهة الثورية.
    بينما المشاكل والعقبات والتحديات والتعقيدات السياسية الداخلية والإقليمية والدولية وتقاطعها وتداخلها في الشأن السوداني ازدادت وتيرتها ولم تنقص او تضعف.
    ولان موضوع تجربة التجمع تحتاج وقتا كبيرا، للمرور علي كل تعرجاتها صعودا وهبوطا ، ومناقشة بذور الشقاق والخلاف التي نمت في داخله وترعرعت حتي وصلت الي المرحلة التي عصفت به عصفا.
    وأهمية تجربة التجمع تنبع من انها تمثل واحده من التحالفات السودانية الأكثر طولا مقارنة مع التحالفات التي حدثت إبان دكتاتورية عبود ونميري . وانتهت التجربة الي الفشل بينما النظام الذي ناهضته لازال ممسكا بزمام السلطة ، كما ان المعركة لازالت في عنفوانها تقذف بحممها علي الوطن والمواطنين. وفي نفس الوقت قامت علي انقاض التجمع تحالفات جديدة، نأمل ان تستفيد من تجارب الماضي التي ميزت التحالفات السياسية السودانية بالمرحلية، والمتقلبة ، والتي يطغي علي تحركات أطرافها
    الاهتمام بالمصلحة الحزبية الذاتية في احيانا كثيرة علي المصالح الوطنية القومية. كما ان نفسها في داخل المعركة لايكون طويلا وإنما قصيرا يضيق فيه الصدر كأنما يتصعد في السماء. ولذلك تنهار هذه التحالفات وتقوم علي أنقاضها أخري حاملة نفس جينات المشاكل في داخل أحشائها .

    ساعود للمواصلة والإجابة علي السؤال :
    ماذا فعلت أحزاب التجمع الوطني بعد جيبوتي؟
                  

08-10-2013, 08:56 PM

معتصم مصطفي الجبلابي
<aمعتصم مصطفي الجبلابي
تاريخ التسجيل: 08-28-2006
مجموع المشاركات: 6760

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.صديق بولاد :المعارضة السودانية والرحلة الطويلة andquot;هل تغيرت (Re: معتصم مصطفي الجبلابي)

    لمعارضة السودانية:
    الرحلة الطويلة : هل تغيرت
    الأهداف ام تغير الوطن ؟
    (3)

    حريتي ! حريتي ! حريتي!
    صوت أردده بمل فم الغضب
    تحت الرصاص وفي اللهب
    واظل رغم القيدا عدو خلفها
    واظل رغم الليل اقفو خطوها
    واظل محمولا علي حد الغضب

    فدوي طوقان


    تحدثت عن صعود نجم التجمع الوطني الديمقراطي كتجربة سودانية أصابت كثيرا من النجاح صعودا. فقد وحدت هذه التجربة بين تجمع الداخل والخارج، وزاوجت بين العمل السياسي، والعسكري والدبلوماسي وربطت كل ذلك بتطورات الفعل السياسي الداخلي. وجمعت هذه التجربة الأحزاب والنقابات ومنظمات المجتمع المدني ، وقيادات القوات المسلحة ، فكانت المظلة السودانية الأوسع تمثيلا لقطاعات وشرائح واسعة من مجتمعنا.
    كل ذلك افضي لنقاش واسع ومنظم ومتواصل لسنوات لبحث المشكلة السودانية بعمق من جذورها ومحاولة إيجاد البرامج الناجحة والحلول الناجعة للمشاكل القومية التي اقعدت الوطن عن الانطلاق في التنمية والتقدم والاستقرار السياسي والامني ، حتي ينعم الشعب السوداني بالتقدم والرفاهية.
    وفي هذا الجانب فقد تم الاتفاق علي كثير من البرامج ، حول نظام الحكم ، والدستور، والبرنامج الاقتصادي ، والسياسة الخارجية، والفترة الانتقالية ، وغيرها ، والذي
    يتفحص وثائق التجمع يجد ان هناك مجهودات
    كثيرة بذلت بهذا الصدد، واتفاقات عديدة أبرمت وقعت عليها كل أطراف التجمع.
    والتجمع الوطني كتجربة تحتاج لدراسة موضوعية لبحث أسباب الفشل والقصور، ونقاط الضعف والقوة. ولكي يحدث تقييم موضوعي لهذه الحقبة، لابد ان تشترك كل الأطراف التي ساهمت في هذا العمل في التقييم والنقد وتقديم المقترحات والحلول تفاديا للأخطاء ، خصوصا ان هناك تحالفات جديدة قامت علي انقاض التجمع ، مثل قوي الإجماع الوطني في الداخل ، وتحالف الجبهة الثورية.
    بينما المشاكل والعقبات والتحديات والتعقيدات السياسية الداخلية والإقليمية والدولية وتقاطعها وتداخلها في الشأن السوداني ازدادت وتيرتها ولم تنقص او تضعف.
    ولان موضوع تجربة التجمع تحتاج وقتا كبيرا، للمرور علي كل تعرجاتها صعودا وهبوطا ، ومناقشة بذور الشقاق والخلاف التي نمت في داخله وترعرعت حتي وصلت الي المرحلة التي عصفت به عصفا.
    وأهمية تجربة التجمع تنبع من انها تمثل واحده من التحالفات السودانية الأكثر طولا مقارنة مع التحالفات التي حدثت إبان دكتاتورية عبود ونميري . وانتهت التجربة الي الفشل بينما النظام الذي ناهضته لازال ممسكا بزمام السلطة ، كما ان المعركة لازالت في عنفوانها تقذف بحممها علي الوطن والمواطنين. وفي نفس الوقت قامت علي انقاض التجمع تحالفات جديدة، نأمل ان تستفيد من تجارب الماضي التي ميزت التحالفات السياسية السودانية بالمرحلية، والمتقلبة ، والتي يطغي علي تحركات أطرافها
    الاهتمام بالمصلحة الحزبية الذاتية في احيانا كثيرة علي المصالح الوطنية القومية. كما ان نفسها في داخل المعركة لايكون طويلا وإنما قصيرا يضيق فيه الصدر كأنما يتصعد في السماء. ولذلك تنهار هذه التحالفات وتقوم علي أنقاضها أخري حاملة نفس جينات المشاكل في داخل أحشائها .

    ساعود للمواصلة والإجابة علي السؤال :
    ماذا فعلت أحزاب التجمع الوطني بعد جيبوتي؟
                  

08-10-2013, 08:59 PM

معتصم مصطفي الجبلابي
<aمعتصم مصطفي الجبلابي
تاريخ التسجيل: 08-28-2006
مجموع المشاركات: 6760

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.صديق بولاد :المعارضة السودانية والرحلة الطويلة andquot;هل تغيرت (Re: معتصم مصطفي الجبلابي)

    (4)

    الانقاذ دائماً تكره وتتفادي الحلول القومية، ولكنها تحتفي وتشد الرحال الي جهات الكرة الأرضية الأربعة بحثا عن الحلول الثنائية الجزئية ، او المجموعات او الأفراد المنشقين او في طريقهم للانشقاق من أحزابهم ، او من التنظيمات المسلحة لاستقطابهم وتوقيع الاتفاقات او الصفقات معهم. كلفت هذه السياسة الوطن كثيرا، بددت موارده وامكانياته في صرف بزخي مفتوح، وزادت من الاستقطاب السياسي ، وظهرت طبقات جديدة من السياسين الرحل الذين ينتقلون للإنقاذ جيئة وذهابا. هذه السياسة بعد كل سنوات الانقاذ هذه كانت حصيلتها الفشل الذريع، ولم تعد علي الوطن الا بالخراب والدمار وعدم الاستقرار.
    لقد ارتكب التجمع الوطني الديمقراطي خطاءا استراتيجيا أساسيا حين فشلت مكوناته في الاتفاق علي موقف تفاوضي واحد يعبر عن الجميع ، ويضع أجندة الوطن القومية علي مائدة التفاوض. وفي هذه الحالة حتي الذين كانوا ينوون الانفصال ، افضل ان ينالوه بإجماع السودانيين بدل ان يأتي من حزب سياسي واحد، كان ولازال يفكر في بقاء سلطته اكثر من تفكيره في بقاء الوطن. تفتت الوطن وظلت الازمة قائمة تلقي بحممها شمالا وجنوبا.
    كانت القبطة والسرور تظهر في قسمات وجه الانقاذ كلما وقعت اتفاقا ثنائيا . ثم تحرك آلتها الإعلامية مبشرة بالحلول ومثمنة علي الاتفاق . بينما في باطن نفسها تضمر سياسة مختلفة تماماً عما تظهره، وهو العمل الدؤوب والمخطط له ، بتمزيق، وتفتيت، وبذر بذور الشقاق والخلاف في صفوف كل من يتفق مع الانقاذ. والإنقاذ دائماً تظهر خلاف ماتبطن.
    ومهما تكن عند امرئ من خليقة
    خالها تخفي علي الناس تعلم
    ومن اجل تنفيذ هذه السياسة الانقاذ لاتكل او تمل، فقد وقعت اتفاقية الخرطوم للسلام مع رياك مشار ولام أكول ، واتفاقية نداء الوطن مع حزب الامة في جيبوتي، واتفاقية الشرق التي وقعت في اسمرا مع جبهة الشرق ومؤتمر البجا، واتفاقية القاهرة التي وقعت مع التجمع الوطني الديمقراطي ، واتفاقية أبوجا التي وقعت مع مني أركو مناوئ وحركته، والتي أطلق عليها سلام دارفور، واتفاقية السلام الشامل الموقعة في نيفاشا، واتفاقية الإصلاح والتجديد الذي انشق من حزب الامة ، وأخيرا اتفاق د التجاني السييي ، وحركته التنمية والعدالة الموقع في الدوحة.
    هذا الكم الهائل من الاتفاقيات ، يوضح بجلاء أزمة الحكم العميقة التي تواجهها البلاد في ظل نظام الانقاذ. ورغم هذه الاتفاقات فان أزمة الحكم في البلاد ازداد تأزما وتعقيدا، لماذا؟

    أواصل
                  

08-10-2013, 08:59 PM

معتصم مصطفي الجبلابي
<aمعتصم مصطفي الجبلابي
تاريخ التسجيل: 08-28-2006
مجموع المشاركات: 6760

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.صديق بولاد :المعارضة السودانية والرحلة الطويلة andquot;هل تغيرت (Re: معتصم مصطفي الجبلابي)

    (4)

    الانقاذ دائماً تكره وتتفادي الحلول القومية، ولكنها تحتفي وتشد الرحال الي جهات الكرة الأرضية الأربعة بحثا عن الحلول الثنائية الجزئية ، او المجموعات او الأفراد المنشقين او في طريقهم للانشقاق من أحزابهم ، او من التنظيمات المسلحة لاستقطابهم وتوقيع الاتفاقات او الصفقات معهم. كلفت هذه السياسة الوطن كثيرا، بددت موارده وامكانياته في صرف بزخي مفتوح، وزادت من الاستقطاب السياسي ، وظهرت طبقات جديدة من السياسين الرحل الذين ينتقلون للإنقاذ جيئة وذهابا. هذه السياسة بعد كل سنوات الانقاذ هذه كانت حصيلتها الفشل الذريع، ولم تعد علي الوطن الا بالخراب والدمار وعدم الاستقرار.
    لقد ارتكب التجمع الوطني الديمقراطي خطاءا استراتيجيا أساسيا حين فشلت مكوناته في الاتفاق علي موقف تفاوضي واحد يعبر عن الجميع ، ويضع أجندة الوطن القومية علي مائدة التفاوض. وفي هذه الحالة حتي الذين كانوا ينوون الانفصال ، افضل ان ينالوه بإجماع السودانيين بدل ان يأتي من حزب سياسي واحد، كان ولازال يفكر في بقاء سلطته اكثر من تفكيره في بقاء الوطن. تفتت الوطن وظلت الازمة قائمة تلقي بحممها شمالا وجنوبا.
    كانت القبطة والسرور تظهر في قسمات وجه الانقاذ كلما وقعت اتفاقا ثنائيا . ثم تحرك آلتها الإعلامية مبشرة بالحلول ومثمنة علي الاتفاق . بينما في باطن نفسها تضمر سياسة مختلفة تماماً عما تظهره، وهو العمل الدؤوب والمخطط له ، بتمزيق، وتفتيت، وبذر بذور الشقاق والخلاف في صفوف كل من يتفق مع الانقاذ. والإنقاذ دائماً تظهر خلاف ماتبطن.
    ومهما تكن عند امرئ من خليقة
    خالها تخفي علي الناس تعلم
    ومن اجل تنفيذ هذه السياسة الانقاذ لاتكل او تمل، فقد وقعت اتفاقية الخرطوم للسلام مع رياك مشار ولام أكول ، واتفاقية نداء الوطن مع حزب الامة في جيبوتي، واتفاقية الشرق التي وقعت في اسمرا مع جبهة الشرق ومؤتمر البجا، واتفاقية القاهرة التي وقعت مع التجمع الوطني الديمقراطي ، واتفاقية أبوجا التي وقعت مع مني أركو مناوئ وحركته، والتي أطلق عليها سلام دارفور، واتفاقية السلام الشامل الموقعة في نيفاشا، واتفاقية الإصلاح والتجديد الذي انشق من حزب الامة ، وأخيرا اتفاق د التجاني السييي ، وحركته التنمية والعدالة الموقع في الدوحة.
    هذا الكم الهائل من الاتفاقيات ، يوضح بجلاء أزمة الحكم العميقة التي تواجهها البلاد في ظل نظام الانقاذ. ورغم هذه الاتفاقات فان أزمة الحكم في البلاد ازداد تأزما وتعقيدا، لماذا؟

    أواصل
                  

08-10-2013, 09:19 PM

معتصم مصطفي الجبلابي
<aمعتصم مصطفي الجبلابي
تاريخ التسجيل: 08-28-2006
مجموع المشاركات: 6760

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.صديق بولاد :المعارضة السودانية والرحلة الطويلة andquot;هل تغيرت (Re: معتصم مصطفي الجبلابي)

    المعارضة السودانية:
    الرحلة الطويلة: هل تغيرت
    الأهداف ام تغير الوطن ؟

    إبان معركة الاستقلال وصف شاعرنا الكبير عبدالله محمد عمر البنا الحال فقال :

    ياذا الهلال عن الدنيا والدين
    حدث فان حديثاً منك يشفيني

    حدث عن الأعصر الاولي لتضحكني
    فان أخبار هذا العصر تبكيني

    والناس في القطر أشياء ملفقة
    فان تكشف فعن ضعف وتوهين

    فمن غني فقير في مروءته
    ومن قوي بضعف النفس مرهون

    ومن طليق حبيس الرأي منقبض
    فأعجب لمنطلق في الأرض مسجون !

    وهيكل تبعته الناس عن سرف
    كالسامري بلا عقل ولا دين!
    يحتال بالدين للدنيا ليجمعها
    سحتا ، وتورده في قاع سجين !

    مضت علي هذه القصيدة عقود، ورغم ذلك تجسد حالنا، ولو كان شاعرنا موجودا ، ماذا كان سيقول ؟

    قلنا ان الانقاذ تشد الرحال لكل العواصم الخارجية لتوقيع الاتفاقات مع الأحزاب والمجموعات والأفراد ، وتراكم لها كم هائل أوردناه أعلاه . والإنقاذ حين توقع تطهر خلاف ماتبطن ، وتمكر مكرا كبارا، وتضمر في نفسها سياسة ومنهجا أختطته لنفسها وهو فرق تسد.
    ولاتتورع الانقاذ في تطبيق ذلك النهج ليس علي معارضيها فحسب ، وإنما علي الذين يشاركوها السلطة. وأول ضحاياها من داخل صفوفها ما عرف بمجلس قيادة الثورة، فقد تخلصت الانقاذ منهم الواحد تلو الآخر ، حتي اصبحوا أثرا بعد عبن . لم بتبقي منهم سواء مقولات متبعثرة تحكي عن انقلابيين سادوا ثم بادوا ، يتذكر الناس صلاح دولار ومقولته الشهيرة : ( لو ما قمنا بالثورة لوصل سعر الدولار لعشرين جنيه ..!!!). ويتذكر الناس يوسف عبد الفتاح ومدينته الرياضية التي اصبحت إطلالا ، ثم قام لصوص الانقاذ بتوزيع أراضيها لمن يشاؤون .
    ً لم تكتفي الانقاذ بأعضاء مجلس ثورتها، وإنما حسمت أمرها مع مرشدها، الذي خطط ودبر الانقلاب ، وفي أوج الصراع تنكر التلاميذ للشيخ الذي حملهم لدفة السلطة وزجوا به في السجون والمعتقلات . وازاقوه من ألوان العذاب مالم تفعله به الدكتاتوريات المتعاقبة. ندم الشيخ علي تأمره علي النظام الديمقراطي كندامة الكسعي .
    وهل اكتفت الانقاذ بذلك ؟ لا بل زحفت علي دبابييها الذين خاضوا الحرب ضد المواطنيين السودانيين . وكانت تزفهم في أعراس الشهيد ، في بدعة لم يشهدها الفكر والتاريخ الإسلامي حتي في العهود والقرون التي كانوا يطلقون عليها عصور الانحطاط في التاريخ . في أعراس الشهيد هذه يتم توزيع الحور العين جهارا نهارا وفي الدنيا وقبل الآخرة . ولما الا تتقدم القرود جحافلهم تنزع الألغام ، بينما تظللهم السحب ، بينما الذين يتساقطون منهم تفوح منهم رائحة المسك.
    هذه الأكاذيب والألاعيب كشفوا مستورها بأنفسهم حين قال الترابي : ان الذين ماتوا في الجنوب ، ماتوا فطايس . والذين عادوا من الدبابيين وجودوا ان الذين بعثوهم للحرب باسم الدين قد تفرغوا للدنيا تماماً واكتناز المال من دموع الغلابة واليتامي والفقراء . هؤلاء كونوا الآن مايعرف بالسائحين ( السائحون ).
    أما آخر فصيل إنقاذي تلتفت اليه الانقاذ فهو مجموعة ود إبراهيم وصلاح قوش. زجت بهم الانقاذ في السجون والمعتقلات بدعوي أنهم اشتركوا في محاولة انقلابية للإطاحة بالانقاذ. وأمام دهشت الجميع ، كيف لرئيس جهاز امن النظام الذي ثبت أركانه بالتعذيب وبيوت الأشباح والمعتقلات وغيرها كيف تحول من حامي النظام الي ناقم عليه يود الإطاحة به ؟ وكيف ل ود إبراهيم الذي قاد المليشيات والقوات من اجل المشروع الحضاري ، يصبح مشروعه هذا سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء .
    هكذا تعاملت الانقاذ مع الانقاذين الذين عضوا اصابع الندم علي ماقاموا به ، ويمموا شطر المعارضة بدل المشروع الحضاري. هكذا خرج الموتمر الشعبي ، والساىحون ، ومجموعة ود إبراهيم ، والباقي يأتي في الطريق. ثم ماذا عن معارضة الانقاذ الحقيقية التي اتفقت مع الحكومة .
                  

08-10-2013, 09:23 PM

معتصم مصطفي الجبلابي
<aمعتصم مصطفي الجبلابي
تاريخ التسجيل: 08-28-2006
مجموع المشاركات: 6760

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.صديق بولاد :المعارضة السودانية والرحلة الطويلة andquot;هل تغيرت (Re: معتصم مصطفي الجبلابي)

    المعارضة السودانية:
    الرحلة الطويلة: هل تغيرت
    الأهداف ام تغير الوطن ؟
    (6)

    قال الشاعر عبدالله محمد عمر البنا:

    هي الأخبار آفتها الرواة
    وصقلها التثبت والثبات

    فلا شبابنا جدوا فنالوا
    وقد خارت كهولهم فماتوا

    ولا ادري اهم للقطر بشري
    ولا ادري اهم فيه نعاة. !!
    فما لنفوسهم ذلت فظلت
    يلذ لها من الخبز الفتات

    رأينا كيف تعاملت الانقاذ مع الانقاذيين. والان نعود ل كيف تعاملت الانقاذ مع المعارضين؟ وقعت الانقاذ اتفاق القاهرة مع التجمع الوطني وبموجب هذا الاتفاق شارك التجمع في حكومة الانقاذ، دخل الأستاذ فاروق ابو عيسي ، وسليمان حامد القيادي الشيوعي ، والعميد عصام مرغني من قوات التحالف السودانية، وعدد من قيادات الاتحادي
    الأصل الي المجلس الوطني . ثم وقعت اتفاق أبوجا مع مني أركو مناوئ اتفاق أبوجا وشاركت حركته في الحكومة ودخل مني القصر الجمهوري. ثم وقعت اتفاق اسمرا مع جبهة الشرق ، وبموجبها دخلت هي ومؤتمر البجا للحكومة والقصر. ثم اتي اتفاق نيفاشا والذي افضي لدخول الحركة الشعبية للحكومة.
    وبعد اتفاق جيبوتي بدأت المباحثات مع حزب الامة ، ورفض المكتب السياسي للحزب الدخول والمشاركة ، وقاد هذا لانشقاق وتكوين حزب الإصلاح والتجديد الذي شارك في الحكومة.
    كيف تعاملت الانقاذ مع كل هؤلاء ؟
    الانقاذ منذ استولت علي السلطة فيها مجموعة صغيرة قابضة ومتحكمة في زمام السلطة. وهذه المجموعة التي تعد علي اصابع اليد الواحدة، ظلت في مواقعها بدون تبديل او تعديل. يستقبلون القادمون البهم وهم داخلون الي السلطة، ثم يودعونهم منها مقالين او مطرودين، او مغادرين بمحض إرادتهم ، بعد ان يصلوا لقناعة ان الانقاذ لايمكن إصلاحها او علاجها او ترقيعها داخليا. أما الانقاذ فهي تعاملت مع كل الذين اتفقوا او شاركوها السلطة وفق سياسة فرق تسد المدروسة والمبرمجة وفق منظور محدد غايته تفكيك وتفتيت كل من يدخل عبر أبوابها وعلي مراحل :

    - الذي يود ان يبقي ويستمر في السلطة عليه ان ينخرط في صفوف النظام وينفذ كل ما يشير به النظام ، ولا يعترض علي أي قرار او سياسة ، وعليه ان يقوم بتنفيذها، اتفق او اختلف معها. كما انه لابد ان يتقبل ويشارك في الممارسات والتصرفات والسلوكيات التي يتبعها قادة النظام ، من استغلال للنفوذ، والسعي نحو التسهيلات والإعفاءات والمصالح ، والاستحواز علي المال العام، بكل الطرق والسبل. هنا يتأكد النظام ان هؤلاء اصبحت مصالحهم وامتيازاتهم وفسادهم رابط قوي لبقائهم في السلطة والدفاع عنها فمصيرهم اصبح ومصالحهم اصبحت مرتبطة بالنظام ارتباطا وثيقا لا فكاك منه. وسيدافعون عن النظام ليس حبا فيه وإنما خوفا علي انفسهم وما اكتنزوه من أموال ومصالح تجاوزت الآن حدود السودان لبلدان أخري أضحت لهم فيها مرابط خيل.
    - والإنقاذ في سعيها نحو التفكيك أيضاً تعطي بعض المتوالين معها سياسيا أدوارا موسومة ومعده للتنفيذ ، للأطراف التي لم تنخرط فيها انخراطا تاما، هؤلاء يحملون أسماء أحزابهم او حركاتهم المسلحة، او المجموعات التي قدموا منها ليعطوا انطباعا ان هذه المجموعات والأحزاب ممزقه ، ومخترقه، ومقسمة ولا تصلح لان تكون بديلا. وكلما وقف الحزب او الحركات المسلحة موقفا لم ترتضيه الانقاذ حركت آلتها الإعلامية وأتاحت لهم مساحة واسعة في أجهزتها حتي يتم التشويش والتشكيك في مواقف هذه الأطراف ، وخلق جو من الحيرة والغموض أمام المواطن أي موقف هو الصحيح ، خصوصا ان الأطراف المعارضة كلها ليس لديها أجهزة إعلامية او محطات فضائية او إذاعات حتي تبين للمواطن الحقيقة الضائعة والتي القي عليها غبار كثيف. أضف الي ذلك فان هذه المجموعات المتوالية هي عيون للنظام بما تتحصل عليه من معلومات بحكم علاقاتها القديمة في داخل تنظيماتها ان كانت سياسية او عسكرية ، كما أنها أداة الاستقطاب للعناصر الأكثر فاعلية وقدرة علي التحرك حتي تركز أجهزة النظام عيونها المبثوثة عليهم ترغيبا وترهيبا وملاحقة. هذا الدور المذدوج والخطير الذي تلعبه التنظيمات المتوالية مع النظام الحق ضررا بليغا بالعمل المعارض بشقيه العسكري والسياسي، وقدم للنظام الإنقاذي خدمة كبيرة في تفكيك وتشكيك واستقطاب واختراق العمل الجماهيري والمعارض.

    أواصل
                  

08-10-2013, 10:15 PM

معتصم مصطفي الجبلابي
<aمعتصم مصطفي الجبلابي
تاريخ التسجيل: 08-28-2006
مجموع المشاركات: 6760

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.صديق بولاد :المعارضة السودانية والرحلة الطويلة andquot;هل تغيرت (Re: معتصم مصطفي الجبلابي)

    المعارضة السودانية :
    (7)

    - أما الذين شاركوا النظام واعتقدوا أنهم سوف يسهمون بصورة إيجابية بعد الاتفاقات التي وقعوها مع النظام بصورة تجعله يغير من سياساته المتبعة والتي أضرت كثيرا بالوطن والمواطنين. سرعان ماتبينوا أن هذا النظام ممسكه بخيوط قراراته فئة صغيرة متحكمة تعد علي أصابع اليد الواحدة ، وإذا أردت أن تسلك نهجا إصلاحيا يقوم الاعوجاج ويضع الأمور في نصابها فانك بلا شك ستدخل في مواجهة ضارية مع هذه المجموعة المتحكمة المتنفذة التي تدير النظام .
    وقع التجمع الوطني اتفاقية القاهرة مع النظام ، وعلي ضؤ هذه الاتفاقية شارك الأستاذ فاروق أبو عبسي ، والعميد عصام ميرغني من قوات التحالف السودانية، وسليمان حامد من الحزب الشيوعي وعدد من الاتحاديين في المجلس الوطني . وبعد توقيع اتفاق أبوجا شارك مني أركو مناوئ وعدد من قيادات حزبه في الإنقاذ ، وبعد اتفاقية نيفاشا شاركت الحركة الشعبية في الإنقاذ . وبعد توقيع اتفاق جيبوتي واصل حزب الأمة مفاوضاته مع الحكومة، وعرضت نتائج هذه المفاوضات علي المكتب السياسي للحزب ، الذي رفض المشاركة . وكان نتيجةً ذلك أنشقاق في الحزب ، وتكون حزب الإصلاح والتجديد الذي شارك الإنقاذ . كل هؤلاء اصطدموا بسياسة الإنقاذ الرامية لتمزيق وتفتيت كل من يتفق أو يشارك معها، إذا رفض الذوبان فيها، أو تنفيذ سياساتها. نعم ، الإنقاذ يمكن أن تعطي وظائف وألقاب ولكنها منزوعة الصلاحية، وخالية من آلية صناعة القرار وتنفيذه، التي تمسك بها الإنقاذ والمجموعة المتنفذة وحدها. ويمكن أن تعطي الإنقاذ أيضاً مالا ولكنها لن تسمح لك أن يكون لك قرارا.
    الإنقاذ تريد دائماً أن تبتلع الذي يتفق معها ، أو يذوب في داخلها ، وإذا وجدت أن ذلك غير ممكن فهذا بعني بداية الحرب. ثم تقوم الإنقاذ بوضع العقبات والعراقيل أمام الذي يرفض ، ثم تبدأ عمليات الاستقطاب والإغراءات بكافة الوسائل وشتي السبل في داخل الحزب أو الحركات المسلحة، ونقل المعركة وبذور الخلاف داخليا. ثم تبدأ في تقليص الصلاحيات والتهميش المتعمد كوسائل ضغط ، وإذا لم يفلح كل ذلك في أجبار الشخص علي الرحيل يتم الطرد.
    هكذا غادر مني أركو مناوئ ، وهكذا أصبحت اتفاقية نيفاشا التي تعمل علي جعل الوحدة جاذبة، انتهت بجعلها طاردة وأفضت لتمزيق البلاد ووحدتها، وهكذا غادر مبارك المهدي وفاروق ابوعيسي وغيرهم . وكل الذين غادروا تركوا من خلفهم الذين غرقوا في وحل الإنقاذ . هكذا تخلفت تابينا بطرس ، ودانيال كودي من الحركةً الشعبية ، ومن الإصلاح والتجديد نهار ، ومسار ، وآلزهاوي إبراهيم مالك . ومن حركة مناوئ عدد من ضباطه وقيادية. كل الذين دخلوا الإنقاذ خرجوا بدروس وعبر وعظات ، تقول أن هذا النظام لايمكن إصلاحه أو ترقيعه من الداخل أو تحسين صورته ، فمن شب علي شيئا شاب عليه. وهل اكتفت الإنقاذ بسياسة التفكيك والتفتيت علي القوي السياسية وحدها؟
    نواصل
                  

08-10-2013, 11:05 PM

معتصم مصطفي الجبلابي
<aمعتصم مصطفي الجبلابي
تاريخ التسجيل: 08-28-2006
مجموع المشاركات: 6760

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.صديق بولاد :المعارضة السودانية والرحلة الطويلة andquot;هل تغيرت (Re: معتصم مصطفي الجبلابي)

    (8)
    تحدثت عن كيف تعاملت الإنقاذ مع الإنقاذيين ، ومع القوي السياسية المختلفة التي اتفقت معها وشاركتها السلطة وما فعلته الإنقاذ معهم ، وكيف أنهم تجرعوا مرارة المحاولة ، وكيف غرست الإنقاذ سكاكين غدرها في ظهر كل من سعي بحسن نية للملمة جراح الوطن، معتقدا أن دعاة المشروع الحضاري يوفون بالعهود ويلتزمون بالمواثيق ، وان في أخلاقهم وازع قليل من أخلاق وآداب الإسلام الذي ياخذونهً اسما ورسما، ويتركونه فعلا وسلوكا. والآن اشد الناس عداوة للإنقاذ الذين عاشوا وسط الإنقاذ ولفظوها أو لفظتهم.
    والإنقاذ لانها مسكونه بهواجس الخوف ، تنظر وتفكر وتخطط دائماً كيف تطبق نظرية فرق تسد ، قامت الإنقاذ بتطبيق هذه النظرية في الأقاليم .
    فقد قامت الإنقاذ بتوجيه كل موارد الدولة لحماية سلطتها فكثفت الصرف علي الأجهزة الأمنية ، والإفساد السياسي، والترهل الإداري وتخلت عن مسؤولياتها تجاه الأقاليم ، فحركتها من التنمية والخدمات، كما جففت وعطلت كل المشاريع الكبيرة التي كانت تكفل سبل العيش لقطاعات واسعة من المواطنين.
    لم تكتف الإنقاذ بذلك ، وإنما قامت بتقسيم أي إقليم لولايات أصغر وفق معايير إثنية وقبلية وعرقية، ثم غيرت الإدارات الأهلية وخلقت إمارات وتوزيعات جديدة ، أخلت بالنظام المتعارف عليه لقرون، والذي حفظ النسيج الاجتماعي وقوي أواصر التعايش السلمي ، والتداخل والانصهار. ثم قامت بتسليح بعض القبائل وتركت الأخري ، ودعم هذه وحرمان تلك، وازكت نار الفتنة الإثنية والقبلية. فنشب الاقتتال بين القبائل بعضها البعض ، بل في داخل القبيلة الواحدة ، بل في داخل العشيرة الواحدة كما حدث بين أولاد هيبان وأولاد سرور. ثم تفجر الوضع تماماً بعد ظهور الحركات المسلحة واتساع رقعة الحرب ، وماتجره من خراب ودمار ونزوح ولجو وتدمير البنيات التحتية الشحيحة أصلا .
    غيرت الإنقاذ الخريطة الديموغرافية للبلاد، والذي ينظر للعاصمة وبعض المدن الأخري يري أن الأقاليم والريف السوداني قد هجره سكانه بعد أن تعذرت فيه الحياة ، أما بسبب الحروب وانعدام الأمن ، أو بسبب الإهمال المتعمد وغياب التنمية والخدمات.

    أواصل
                  

08-11-2013, 05:31 AM

معتصم مصطفي الجبلابي
<aمعتصم مصطفي الجبلابي
تاريخ التسجيل: 08-28-2006
مجموع المشاركات: 6760

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.صديق بولاد :المعارضة السودانية والرحلة الطويلة andquot;هل تغيرت (Re: معتصم مصطفي الجبلابي)

    (9)

    الانتفاضتين الشعبيتين في أكتوبر 1964 و أبريل 1985 توفرت لهما عوامل النجاح ، التي ارتكزت علي :
    - حركة طلابية نشيطة وفاعلة ومدركة لما يجري في الساحة السياسية ومتفاعلة معها فأطلقت شرارة الثورة .
    - حركة نقابية بشقيها المهني والعمالي منظمة وممسكة بمرافق الدولة الخدمية القومية، ومتفاعلة مع مايدور في المجتمع ، ومشاركة في الحراك السياسي.
    - أحزاب سياسية متماسكة تنظيميا مترابطة صفوفها متجانسة عضويتها وروابطها وعلاقاتها الاجتماعية قوية، ورغم صعوبة المواصلات والاتصالات فان وسائل التعبئة والاستنفار والانتشار كانت تتميز بدرجة عالية من الفاعلية والحضور والالتزام والاستعداد لتنفيذ مايطلب منها.
    - القوات المسلحة والقوات النظامية الأخري ، قومية في انتمائها وولاءها الوطني ، وعلي درجة عالية من الانضباط وتتميز بالمهنية والتدريب العالي ، مع التزام بالنظم والقوانين واللوائح .
    - نظام عبود ونميري رغم دكتاتوريتهما ولكن لم يمارسا التخريب المنظم والممنهج والمدروس لتغيير أجهزة الدولة القومية، وتحويلها من دولة الوطن لدولة اقصاىية حزبية تعزل وتفصل وتحرم كل مواطن سوداني من حقوقه إذا لم يكن منتميا لتنظيم الجبهة الإسلامية فيما عرف بسياسة التمكين أو إعادة صياغة المواطن السوداني .
    ما الذي تغير في هذه العوامل والعناصر الأساسية الضرورية لقيام الانتفاضة والعصيان المدني ؟
    أواصل
                  

08-15-2013, 10:03 PM

معتصم مصطفي الجبلابي
<aمعتصم مصطفي الجبلابي
تاريخ التسجيل: 08-28-2006
مجموع المشاركات: 6760

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.صديق بولاد :المعارضة السودانية والرحلة الطويلة andquot;هل تغيرت (Re: معتصم مصطفي الجبلابي)

    لمعارضة السودانية:
    الرحلة الطويلة: هل تغيرت
    الأهداف أم تغير الوطن ؟

    (10)
    انقلاب الإنقاذ لم يكن انقلابا عاديا، بل يختلف اختلافا أساسيا عن انقلابي عبود ونميري، وكلاهما ابقي علي قومية أجهزة الدولة مع تغييرات طفيفة. أما الإنقاذ كان تركيزها البقاء في السلطة والتمسك بها بكل الوسائل والسبل حتي لو كان الثمن تمزق وتفتت الوطن. والإنقاذ تدرك أن العوامل المذكورة أعلاه ، من طلاب ، ونقابات، وأحزاب ، وقوات مسلحة ونظامية ، هي أساس بقاء أو زوال النظام. ولهذا السبب وجهت معاول هدمها لها بصورة مدروسة فيما اسمته بسياسة التمكين .
    كان حظ النقابات ونصيبها في هذه السياسة كبيرا وعظيما. ومع اول إضراب للأطباء كشرت الإنقاذ عن أنيابها وأصدرت محاكمها أحكاما رادعة علي قادة نقابة الأطباء بما فيها الإعدام . ثم واصلت الإنقاذ سياسة تفكيك النقابات الأساسية والكبيرة، السكة حديد ، اتحاد مزارعي الجزيرة والمناقل ، النقل النهري ، النقل الميكانيكي، وغيرها ليس فقط بتغيير القوانيين أو الاعتقالات والتعذيب والمطاردة والإحالة للصالح العام ، وتزوير الانتخابات وتعطيلها، بل بأكثر من ذلك وهو التخلص نهائيا من القطاع العام ، ببيع معظم ممتلكاته وقطاعاته بثمن بخس لقيادات الإنقاذ وتسريح وإحالة العاملين للصالح العام . او تدمير وإهمال القطاعات المهمة والمنتجة كالسكة حديد ، ومشروع الجزيرة وغيرها. حتي المشاريع الضخمة المنتجة الزراعية والصناعية المملوكة للقطاع الخاص والذي لاينتمي لتنظيم الجبهة الإسلامية تعرض لحملة سياسية منظمة
    بزيادة الضرائب ، والجمارك علي مدخلات الإنتاج ، وتأجيل وتعطيل فتح خطابات الاعتماد ، وخلال سنوات معدودة تمكنت الجبهة الإسلامية من إخراج معظم الرأسمالية الوطنية من السوق وأحكام سيطرت عناصرها الطفيلية علي الاقتصاد. وفي نفس الوقت اصطادت الإنقاذ عصفور بن بحجر ، جففت التمويل والدعم الذي تتلقاه معظم القوي السياسية من الرأسمالية الوطنية، كما أن عددا كبيرا من العاملين فقدوا وظائفهم في كل هذه القطاعات . كان حظ الرأسمالية الوطنية في عهد الإنقاذ عاثرا وقاتما ومولما فمعظمهم تعرض للافلاس والمطاردة والملاحقة والسجن. أحكمت الإنقاذ وعناصرها سيطرتهم علي الاقتصاد، وفي نفس الوقت وجهت ضربة قاسية لاحد اهم أركان الانتفاضة وهي النقابات. النقابات قطعا دورها مهم لنجاح أي انتفاضة ، ولكن قطعا لن بكون دورها كما كان في ثورة أكتوبر وانتفاضة أبريل . وهذا الدور الان يحتاج لمزيد من العمل لتفعيله ودراسة الآثار السالبة التي أحدثتها الإنقاذ حتي تعود للحركةً النقابية دورها الهام والمنشود في البناء الوطني ومقاومة أنظمة الاستبداد.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de