|
ثمان أيام من العذاب
|
الحمد لله الذي من على زوجتى العزيزة بنعمة الصحة والعافية بعد رحلة مع العذاب إستمرت لقرابة الثمان أيام قضتها ما بين الحياة والموت والجسم مسموم وقضاها من حولها وهم نهب للهواجس والقلق.
يوم الأثنين الموافق 2 سبتمبر 2013 كان اليوم الذي ترقبنا فيه قدوم مولودتنا الجديدة.
كالعادة كنا نترقب الحدث السعيد بعد أن وضعنا ثقتنا في أقدم مستشفى للولادة في السودان وهو أيضا من بين الأعرق في أفريقيا.
في اليوم المحدد وصلنا في الوقت الذي حدد لنا تماما ومضى كل شي كما كان مخطط له تماماً وتمت عملية الوضوع ووزعت الحلوى وفرحنا كثيراً بقدوم الأميرة الجديدة لتنضم لأخوها وأخواتها، لكني رغم الفرحة لاحظت أن المدام ليست كعادتها بعد كل عملية ولادة فالجسم ثقيل والحركة كذلك وحتى الكلام بالإضافة لعدم الرغبة في الكلام و الأكل و الحركة.
من المعلوم أن هناك أشياء ضرورية لكل إمرأة بعد أن تخرج من (عملية قيصرية) وهي شرب السوائل والأكل والمشي حتى يتخلص الجسم من الغازات والسموم.
في اليوم الثاني إزدات الحالة سوء وإستمر تثاقل الجسم وتواصلت عدم رغبتها في الحركة والأكل والشرب مما أدى لإحتقان السوائل والغازات داخل الجسم إلى أن وصلنا لليوم الثالث حتى تحرك الأطباء لتركيب قسطرة للتخلص من البول وطلبوا منا عمل فحوصات كان من ضمنها فحص لوظائف الكلى وفحوصات أخرى.
الحمد لله وظائف الكلى كانت سليمة فتم تخريجها من المستشفى في اليوم الرابع بعد أن أبقوها ليوم إضافي لنعود في مساء نفس اليوم بعد أن إزدات الحالة سوء على سوئها..لم نتوجه للمستشفى الذي تمت فيه العملية وذهبنا (لمستشفيات خاصة) ولأن اليوم خميس لم نوفق في أن نجد إختصاصي نساء وتوليد في المستشفى الأول وطالبنا بأن يستدعوا لنا إخصائي في المستشفى الثاني وبعد المقابلة طلب منا الذهاب للمستشفى الذي تمت فيه العمليه لوجود ملف العملية عندهم ولأنهم أدرى بالـ Post-operative وفعلاً واصلنا الرحلة وعدنا لنتفاجأ بعدم وجود أخصائي لكن الموجودين نواب فقط ولم يفتح الله عليهم إلا بإعطائنا (مسكن ومسهل) قلنا يا مسهل ورجعنا البيت لنعود تاني يوم من الصباح ونفلح بالإتصال بالطبيب الذي تمت على يده العملية فامرنا بعمل فحوصات وأشعة لم تتوفر داخل المستشفى فإضررنا لعملها بمستشفى أسياء الذي لا يفوتني شكر مديره الصديق صلاح ميرغني والاستاذة ناهد مسئولة التعاقدات الذين لم يوفروا جهد وتابعونا لحظة بلحظة حتى منتصف الليل ليطمئنوا على صحة المدام ثم عدنا للمستشفى ليحتجز المدام وبالطبع لا يمكن للوليدة أن تفارقها ومن يومها تحت رعايتهم حتى ظهر اليوم وبعدها نعود للبيت.
خلاصة الموضوع هي أن مستشفى الولادة بأمدرمان وإن كان كل أطفالي قد تمت ولادتهم بجناحها الخاص وحتى أنا وأخواني قد ولدنا فيها تظل كلها بدرجاتها المختلفة هي تلك المستشفى العظيمة التي تتوفر بها رعاية متخصصة نادرة للأم والطفل لا يوجد لها مثيل بغيرها ولكن لي ملاحظات..
1/ يجب زيادة وجود الاخصائيين في كل الأوقات وليس في الفترة الصباحية فقط فالنواب رغم الجهد المبزول منهم فليس لهم الخبرة الكافية لمجابهة الحالات المختلفة.
2/ ضرورة تجهيز المعمل بكل الأجهزة اللازمة لعمل الفحوصات المحتملة حتى لا يضطر إي شخص للخروج لإجرائها خارج المستشفى كما يحدث الأن
3/توعية الشركات الأمنية المكلفة بحراسة الابواب والمداخل وتعليمهم وإفهامهم بأن هناك فرق بين المستشفى والمعتقل.
4/ الإهتمام بالحمامات الخارجية التي يتم إستخدامها بواسطة المرافقين فالحركة كثيفة جداً وثقافة الكم الهائل المنتفع من خدمات المستشفى تختلف ويجب مراقبة هذه الحمامات لانها عبارة عن مستنقعات للقرف والأوبئة.
أخيرا الحمد لله من قبل ومن بعد.
ولا أنسى أن أتقدم بالشكر الجزيل للأصدقاء الخلص زملاء الدراسة بالهند الذين لم يكتفوا بالإتصال من داخل وخارج السودان بل أصروا على أن يكونوا بجواري خارج المستشفى حتى عبرنا لبر السلامة وفعلاً أنتم الأصدقاء وبكم أكتفي.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ثمان أيام من العذاب (Re: سامى عبد الوهاب مكى)
|
مد لله علي سلامة المدام - ياأخ سامي عبد الوهاب- وربنا ينعم عليها بكامل التعافي ووافر الشفاء- والف مبروك - المولودة وإنشاء تتربي في عز الأسرة - ولك مني فائق التقدير- كمال- محمد - عباس
| |
|
|
|
|
|
|
|