|
Re: على دفتر الثورة (1) (Re: الرفاعي عبدالعاطي حجر)
|
على دفتر الثورة (2) أعرفوهم قبل النزال عزالدين صغيرون لا تفترضوا الغباء في هؤلاء المتأسلمون، فهم يعرفون تماماً ماذا يريدون، وهم مثل الوحوش الجائعة، على مستوىً عالً من التركيز والتصميم في طلب طريدتها، ينطلقون خارج قيود أي سلطة أخلاقية، لا شئ يردعهم عن فعل أي شئ، فمن يبيع دينه ليُشبع بطنه وفرجه يرخص كل شئ آخر في عينيه التي لا تشبع ولا تقنع، وأظن هذا ما جعل راحلنا الطيب صالح يتساءل : من أين أتى هؤلاء. فليس فيهم من شيمنا وملامحنا أي شئ وكأنهم أتوا من كوكب آخر، فلا تأمنوا لهم جانباً وخذوا حذركم ومنتهى حيطتكم. عقدين ونصف من النهب المتعجل محروساً بالبطش والقتل وإشاعة الرعب جعلتهم ينتفخون غرورا ، فقد ظنوا أن صمت الشعب وصبره استكانة وخنوعاً. ولأنهم مثل الوحوش الجائعة يفتقرون إلى الرؤية الإستراتيجية الكلية، انخرطوا في متاهة التفكير التكتيكي التي تعيش (رزق اليوم باليوم) في السياسة والاقتصاد والأمن. * لم يؤسسوا للوطن مبادئ سياسية توافقية ثابتة جامعة .. الثابت الوحيد كان البقاء في السلطة المغتصبة ونهب أكبر ما يمكن من خيرات الوطن، وبأسرع ما يمكن. * وعلى هذا المبدأ تأسس الاقتصاد ريعيا .. فالإنتاج يحتاج لخطط وبرامج ووقت وزمن ، بعضه قريب وبعضه بعيد ... وهم عجلة من أمرهم. جاء البترول فأمعنوا في نهب ريعه وأهملوا الزراعة والصناعة وشطبوا كل مورد آخر، بل أخذوا يبيعون الأرض ذاتها. * ولما كان البقاء في السلطة هو هاجسهم الأول (لأنها بالأصل مغتصبة ) ولأنهم لا يتمتعون بأي شرعية، فقد تأسست عقيدتهم الأمنية على هذا المبدأ .. فأشعلوا نار الفتن، وغذوا النعرات القبلية والعرقية بين المواطنين لتشيع الكراهية والحقد بين مكونات الوطن الاجتماعية .. ووجهوا أكثر من 80% من موارد الدولة لأجهزة أمنية متداخلة الصلاحيات، ومليشيات خاصة بمراكز السلطة والنفوذ.. ومقابل ذلك قاموا بإعادة إنتاج مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية القومية عبر تفريغها من الكوادر الوطنية وإحلال الكوادر الحزبية الموالية اللامؤهلة، والعبث بتقاليدها وتراتبياتها العسكرية المتوارثة، وإضعافها عدة وعتاداً. أنتم تواجهون إخطبوطا متعدد الأذرع ... ولكن إرادتكم في الحياة وكرامتكم وكبرياءكم ووعيكم أقوى وأمضى من ضعف نفوسهم وخوائهم الروحي.
......................................................................عزالدين صغيرون .
|
|
|
|
|
|
|
|
|