|
توبة يا حبوبة .
|
تأتى ولا تأتى نحن انتظرنا بين ان تأتى ولا تأتى مللنا الانتظار عبث قضينا الوقت فى الشطرنج , والضحك المُخنث وأعتياد النوم فى ظل التثاؤب والحصار ايها المنسى فى طرقات مملكة التذكر والضجر يا ابن الخطيئة .. يا ابن عمى .. انت منى هم انكروك وشردوك وانت منى ايها المنفى فى غابات تاريخ الهزائم هيا ترجل من حصانك تحت شمس الصبر رعداً وانتصب برقاً ولا تبخل علينا بالمطر مُطر سيهطل فى ملل مُلل سينبت فى حجر حُجر سيشتاق السفر سُفر يسافر نحو مملكة التذكر والضجر ضُجر تبخر فى المدى مطر تتقاطع الاشياء فى كلماتنا المتقاطعات تتشابك الساعات فى ايامنا المتشابهات تتسربل الافراح فى الاحزان تتعذب الاحلام فى الاضغاث تتشابه الابقار اضنيت يا الم المخاض فار سننجب ام سراب ؟ بعد هذا العمر بعد انقطاع الطمث فى ذروة الياس الجـبان فار سننجب ام سراب ؟ هم يعرفون من لم يمت بالسيف بالنسيان والاحزان مات والعمر فات . ( انا)
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: توبة يا حبوبة . (Re: Muna Khugali)
|
3 الموت يا تارك الصلاة
(1) هل كانت الاضاءة بتلك القوة فى غرفة العمليات ام انه تأثير التخدير الكلى ؟ . شاهدت زوجتى (نجيبة الاحمدى) وهى تطل علي من خلال نافذة زجاجية عريضة , تضغط بكامل انفها المستقيم على الزجاج ويترك زفيرها سحابة صغيرة جداً من الضباب , من حركات شفتيها عرفت انها تقرأ ما تيسر من سورة (مريم) , ربى انى وهن العظم منى واشتعل الراس شيباً . (نجيبة) عصا اتوكأ عليها واهش بها على غنم الزمان ولى فيها مآرب أخرى من الونس والمودة . - اسمك منو , أأأ ؟ . صوت انثوى رافقه طرقة اصبعين . اردت التأكد , هل انا فى حلم ؟ - الواقفة ديك زوجتى ؟ . - واقفة وين ؟ . حاولت جاهداً ان ارفع يدى باتجاه النافذة الزجاجية , لكنى شعرت بانها ثقلية . - هناك . - هناك وين ؟ . - فى الداخلية ؟ . - يعنى داير تقول لى ما قبضوك فى المظاهرات ؟ . - لا . - اسمك منو ؟ . - شاهين . صفة قوية ضربتنى فى خدى - لما اسأل عايز اجابة كاملة . - شاهين محمد سليمان شاهين . - طالب فى ياتو خراء . - الاكاديمية .. سنة اولى . - كان معاك منو فى المظاهرات من المدرسة ؟ . - مظاهرات شنو ؟ . - يا ود انتا لـ.... ولا شكلك كده ؟ , لو عملتا لى مستهبل بتمرق من هنا حامل . زوجتى اخذت تضرب الزجاج الفاصل بيننا بكلتا قبضتى يديها , من حركات شفتيها ادركت انها تقول - اطلقوا سراح المعتقلين السياسيين . - اسمك منو , أأأ ؟ . لسانى ثقيل , وعقلى يتخبط .
(2) جدى الذى احمل اسمه كان اسطورة , كان قصير القامة وفاحم السواد , له هيبة وجبروت , الثروة فى (وادى حلفا) فى تلك الأيام كانت تقدر باشجار النخيل , وكان هو فى القمة , لديه ارض ونخيل , (شاهين جديد) كانت رقعة من الارض الزراعية ملكاً له وكلها نخيل . فى مشروعه الزراعى جثوت على ركبتى اشرب من مياه قناة مائية بين الاشجار , لمحت وجه جدى مرسوماً فى الماء , والماء الصافى كأنه مرآة مصقولة , نهضت ووجدته يقف بجوارى , ادركت ان قامتى اطول من قامته بقليل . وضع يده على كتفى , تحدث معى بلغة نوبية رصينة , ادخلت يدى فى جيب جلبابه واخرجت حبات من (البلح) , فركتها جيداً بين كفى , كان يتحدث معى عن النخيل وعن الرحيل , و حدثته عن الموت . قالوا انه كان يركب (حماره) ويذهب الى داخل اراضى النوبة المصرية , دون ان يعرف احد على وجه التحديد سر هذا الذهاب . كلما سمعت عنه , كلما تمنيت لو اننى شاهدته , لكنه توفى قبل مولدى , توفى حتى قبل مولد ابى . لكننى تحدثت معه وانا تحت تأثير التخدير ! .
شاهين
| |
|
|
|
|
|
|