|
Re: المقال الملعون ... عبد الله علي إبراهيم (Re: معاوية الزبير)
|
وكأني أرى الإنقاذ بعد 24 عاماً ما تزال رهينة عامها الأول. فقد خلت آنذاك، وتخلو اليوم، من أية مبادرة جدية تجعل من أطروحتها الأساسية في الإنقاذ الوطني إستراتيجية قومية ذكية.
وخلصت في مقالي إلى ذلك من تجربة مؤتمرات الحوار في عامها الأول. فرأيتها جرجرت قدميها لنحو عقد من الزمان دون تنفيذ توصية مؤتمر للصحافة في 1990 بالإصدار المتعدد للجرائد. وقلت إنها لما لم تقم بمبادرات تأذن بتحالفات جدية مع قوى عزيزة النفس انتهت إلى نظام مغلق غير خاف إنه بحاجة إلى إجراءات استثنائية جمة لكي يتشبث بالبقاء.
وحذرت مع ذلك الوطنيين من عزلة النظام التي هي خطر "يجب أن يتوقاه الحاديون حتى لا ينحدر إلى عصبة من عتاة الأيديولوجيين ومحبي السلطة والراغبين في الثراء بأي طريق تكبد الوطن أسفاً طويلاً وحزناً كثيرا".
ورثيت للنظام لأنه سيئ الحظ من جهة المعارضة التي ابتلاها الله به. فواصلت معارضته أسوأ تقاليدها في شجب كل عمل للنظام بإطلاق. فهو شر مطلق ولا يلد الشر المطلق إلا الشر المطلق. ولذلك كُتب على معارضتنا أن تكتشف بعد إزالة الحاكم الظالم وجوها عديدة لإحسانه.
وبينما رأت المعارضة بحق، مثلاً، تفريط الإنقاذ في نوعية التعليم العالي بالإسراف في توسيعه غاب عنها تفريطها السابق في كم التعليم، شاغل ضحايا صفوة التعليم الغربية من عامة الناس. فقَبِلَ التعليم العالي 6080 طالباً قبْل الإنقاذ ثم تسارعت الإنقاذ بهذه الوتيرة حتى قُبِل 33163 طالباً في موسم 95-96.
وقلت لو واصلت المعارضة سلبيتها ستكون عاقبة ذلك "موت حاستها للتمييز والتدقيق وهي حاسة يحتاج إليها كل طامح للقيادة، وحولت حكم السودان إلى عظمة نزاع بينها وبين الإنقاذ. وقد تنجح المعارضة في إسقاط النظام ولكن سترث "عظمة نزاع" لا وطناً نمت ذوقاً دقيقاً لقيادته.
يتبع
|
|
|
|
|
|