|
حبيبى مفلس !
|
مررت مساء امس بحدائق عامة ، قيل ان اسمها (حبيبى مفلس) اكتظت بالاسر والعائلات وضجيج الصغار المطلق السراح من اى التزامات لاحظت فيها حلقات لشباب وصبايا فى متن العمر النضير ، بعضهم تحلق يلقى اشعار بين السياسة والادب وبعضهم التزم جانب العوادين ومنهم من انتبذ مكان قصيا يدير حوارا حول قسمة الوجدان والمسالة مع ام العيال المستقبلية والمرشحة لدائرة قلبه الاجتماعية ، احسست حينها ان هذا الشعب يجيد صناعة الحياة رغم الضغوط وبغضاء الحرب وتجارها ، وان الانبوب الذى اغلق لم يغلق امام هؤلاء فضاءات العيش والامل تخيرت اول مدخلى ، وقد شدنى الفضول للعروج والنزول الى مهبط حبيبى مفلس ، جلست على الارض ، بلل بعضا من عشب الارض ، والماء المراق عليها باهمال بنطالى ، وطأت بمؤخرتى ما ظننته شيئا مخيفا ثم سرعان ما اكتشفت انها (علبة برنجى ) اخذتها ، تاملت شعارها وعبارتها الكذوبة صنع خصيصا للسودانيين وتحذير وزارة الصحة الهتافى ان التدخين ضار بالصحة ثم رميتها ، حينما انتبهت لممارسة عادتى فى الفضول بالنظر لطمتنى كرة بلاستكية لصغار يديرون مباراة لكرة القدم على عجل ، رددتها اليهم وانا اتبسم فى وجههم ، اخذوا كرتهم لاحظت ان اى منهم لم يعتذر ، امراة من طرف الجانب الاخر تطلب صغيرها (وليد) الذى يبتعد هاربا ، الوالدة ترفع وتيرة صوتها الغاضب (ولييييييييييييييد) الذى لكما امتد حبل صوت امه مد هو خيوط المؤامرة مع رفاقه للاختباء عنها فلم تملك سوى ان تعض اصابعها وهى تتوعد ، حينما عدت الى نفسى وجدت نفسى امام مجلس للشعر ، صبية سمراء نحيلة ، يقدمها احدهم بمقدمة بدت لى مملة ، اكثر من ادعاء المعرفة ، استعان بيت شعر عربى قديم ادخل صدره فى عجزه فتحول البيت المحفوظ للجميع الى خرابة ! وقفت الفتاة ، خجل قليل اعتراها فارتبكت ، انصرفت الى ضبط الطرحة على راسها ، ارتدت زيا بسيطا ممن نراه عند عامة بناتنا لكنها كانت انيقة ، هرب صوتها اول الحديث ثم سرعان ما تماسكت ، الشاب الذى بجانبى بدا مهتما بها ، كلما التقت نظراتهما نظر اليها مشجعا وارسل اشارة بيده مشجعا
|
|
|
|
|
|