Quote: . فانت تذكر جيدا.. في بداية عهد نميرى.. ابتدأ الإمام الهادي خيار العنف (تيار ديني اسلامي ضد تيار علماني).
ابدا يا استاذ وارجو ان لا تساهم في هذه اللخبطة بتاع ناس حفيد الاميرة مقبولة والمسيري وجحافل العروبواسلامويين واوهامهم الكاذبة هذه. فالحكومات الدكتاتورية والشمولية ابدا لا صلة لهم بالعلمانية كمفهوم اجتماعي وسياسي دستوري على مستوى مؤسسة الدولة. فالعلمانية هي ابنة الطبيعة البشرية مثلما يزعم رجال الاديان على ان الدين فطرة البشرية دون ادلة واقعية مقنعة اذن المجتمع البشري اساسا مجتمع علماني دنيوي فهي تاتي ضمن الفكر الاجتماعي القائم على التجربة البشرية ومنطق العقل في التفكير وليست الوصفات الجاهزة وعالم الغيب.
ولقد تم تطويرها ضمن الافكار العقلانية في عصر التنوير والحداثة والى ما اخر ويستمر مع التطور ما بقي الحياة فعلى المستوى السياسي فهي تعني الفصل الدستوري نصا صريحا او باشارة بفصل مؤسسات الدولة عن الدين اي دين لضمان حيادية مؤسسة الدولة التي لا يجب ان تسيطر عليها اي طرف باي ذريعة او فهم غير الارادة العامة المتساوية لجميع شعبها في الانتماء اليها دون ادنى تمييز ديني/ عرقي/ ثقافي/ جهوي وهنا اول التناقض مع الانظمة الدكتاتورية والشمولية التي تصادر مؤسسة الدولة نفسها
ثانيا الغرض من العلمانية فوق اقرار مؤسسة الدولة المحايدة وحق الانتماء اليها بالتساوي , ايضا الاقرار بالتعددية السياسية والعرقية والدينية واقرار الحقوق الطبيعية والسياسية المكتسبة في مقدمتهم الحريات العامة التي تشمل الحريات المدنية ضمنهم حق المعتقد وحرية الضمير. وكل هذا ما لايتوفر في الانظمة الدكتاتورية الانقلابية والشمولية التي jتبدا بمصادرة الدولة نفسها مما ينصف مبدا العلمانية اساسا المرتبطة بالدولة كمؤسسة عليا دائمة وليست الحكومة في حد ذاتها؟ وعدم النص على دين الدولة في الدستور الانقلابي الدكتاتوري الشمولي ابدا لايعني علمانية الدولة ودا لعبة يتسوق بها تجار الدين في عالمنا بجملة من الاوهام والمغالطات مثل ان النظام في الاتحاد السوفيتي كان علمانيا او نظام القدافي ومبارك وتونس كانوا انظمة علمانية وكل هذا تعبر عن عمد لكذبة بلهاء او جهل والحالتين تضليل صارخ فالاتحاد السوفيتي تم مصادرة الدولة بكاملها كمؤسسة عامة ومصادرة الشان الخاص للشعب الروسي وطرد الدين من المجتمع.
بينما العلمانية معناه الاقرار بالدين فقط لايحق للدولة تبني اي دين او اقرار دين جديد او رفض دين. يعني لا يتدخل الدولة في شئون الناس الديني والعكس صحيح حيث لا يحق لرجال الدين استخدام الدين للتدخل في شئون الدولة الدنيوية ما لله لله وما لقيصر لقيصر وهنا واضح ان العلمانية والدكتاتوريون والشموليون في الهم شرق. ففي الاتحاد السوفيتي لا تسمح لمن لا دين له في يكون اي شئ ما لم يكون عضوا في الحزب الشيوعي الواحد ولو بقيت راسمالي فانت طيارتك طارت طبعا؟كما في مصر وليبيا وتونس لا يحق لغير المسلم كما لا يحق لغير العربي في ان يكون رئيسا للدولة او رئيس السلطة التنفيذية.؟ وديل اساسا مافي حاجة هنا اسمها دولة بالمعنى وانما خارطة جغرافية اعترفت بها العالم يصول ويجول فيها الرجل الواحد والاخرين مجرد اتباع لا اكثر؟
بينما العلمانية للاقرار بالحقوق التي لا تتم الا بالاعتراف والاقرار بالمؤسسات في مقدمتهم الدولة كمؤسسة اعتبارية محايدة يعلو على الكل ويخضع اليه الجميع وفق ارادتهم تعبيرا عن مصالحهم الحياتية الدنيوية في رقعة جغرافية ما, وهنا حتمية فصل المؤسسات وفصل السلطات والاعتراف بجميع الاديان وحق التعبد والدعوة المكفولة بالقانون وليس كلام ساكد وخطب كما يفعل حفيد مقبولة الطائفي وامثاله وقرنائه فالعلمانية مفهوم بنص الدساتير الديمقراطية الملزمة للجميع بها اولا وملزم الكل وفق مسئولياته ووجبات الدولة ومؤسساتها ضمنهم الحكومة كما هو ملزم للشعوب والمؤسسات المدنية والسياسية كالاحزاب السياسية بما فيهم اتباع الاديان ورجال الاديان والشعب الذين تلقائيا يصبحوا مواطنين لهم حقوق وواجبات وحيواناتهم وكل ما يتعلق بهم بحرا برا جوا؟
والحكومة مسئولة عنهم ومسائلة امامهم وحقهم المكفول في تغيرها وفق ارادتهم. وليس خم ساكد فنظام النميري مثلا كل دساتيره الانقلابية لم تنص على علمانية الدولة باي صيغة ضمنا او اشارة كما انها دستاتير غير ملزمة ولا حتى له هو ومن وضعه معه الذين هم ليس الشعب طبعا ولا من يمثل الشعب باي شكل من الاشكال بل هناك اشارة واضحة للمسلمين وليس على العلمانية باي شكل من الاشكال.
وهو في الاول والاخر نظام انقلابي عروباسلاموي مثال كمان وليس تخمين ساكد ولو دلكوهو وحننو بالعلمانية ذاتو ما يكون علمانية باي وصفة وانما يظل نظام عروباسلاموي صارخ كما هو واضح من مكوناته واركان قيادته بل دخلوا في صراع دموي عبثي حتى فيما بينهم كعروبيون عرقيون (قومجية) حانقون على انفسهم ضاق بهم الافق الايديولوجي العرقي ليجعلوا من الخرطوم ساحة لمعاركهم الايديولوجية العبثية ورفع صور القومجي ناصر وعلم وشعارات الشمولي لينين في قلب الخرطوم ودا اماكن العلمانية تخرج بالشباك لو ما وجدت نفسها في المرحاض او سلة القمامة مع الفضلات. فلم يقر النظام المايوي باي من التعددية, بل تم مصادرة الدولة نفسها.
وكان من سابع المستحيلات ان يكون الرئيس او رئيس الوزراء جنوبي مثلا؟ ولا اي غرباوي ولا ادروب ما يشمه؟ وكل هذا مفارقات صارخة مع المبادئ العلمانية خاصة رفض الدين او تجاهله بل حتى لو لم ينص الدستور على دين الدولة كما ذكرنا فايضا لا يعني ان النظام علماني فعلا ابدا؟وهنا الامر لا يتعلق بالحكومة التي هي جزء من مؤسسات الدولة ويلقب بعقل الدولة وهي المؤسسة التي تستطيع بجدارة الهيمنة على مؤسسة الدولة وتدميرها كمان وهذا ما هو ماثل في الخرطوم منذ الاستقلال حيث الحكومات نسفت مؤسسة الدولة بالكامل ونميري ومن ورائه جماعته من العروبيون القومجية الذين جميعهم تم تجنيدهم فيما وراء الحدود لقوا جنازة دولة قتلها العروباسلاموية جثة هامدة في الملجة كان عاوزين يكفنوها بدستوري عروباسلاموي اخوانجي فطلعوا مسدساتهم واستلموا الجنازة والقتلة الحقيقيون بكفنهم الاخوانجي الارهابي فروا واستمرت العروبيواسلاموية تعبث وتهتر حتى الساعة بينما مؤسسة الدولة السودانية قد اصبحت في خبر كان كما هو ماثل الان؟
فالعلمانية مشروع متكامل يتعلق بالدولة وحياديته واقرار الحقوق وفصل المؤسسات...الخ ومرن جدا يعني بلغة السودانيون عندها روح رياضية جدا وممكن يكون رئيس الدولة متدين جدا وبدقنو كمان بس لازم يكون عارف مسبقا قبل دخوله معركة الانتخابات ان لديه برنامج سياسي محض ولا يزعم علنا او سرا بانه ماشي القصر لخدمة الدين او من اجل الدين دخل القصر الرئاسي؟ او هو مازال امام جامع ورئيس دولة في نفس الوقت؟
فهنا مفارقة كاملة بينما يجوز له حضور شرفي في المناسبات الدينية لكل الاديان ويحق له الصلاة والتلاوة داخل القصر دون ان يكون خصما من ساعات العمل الرسمية ولا يجهز خطابه السياسي الرسمي وغير الرسمي بناءا على المرجعية الدينية او الصحوة الاسلاموية او مشروع حضاري ولا سداري او ان يعمل فيها نحن اهل القبلة وهو في القصر كما ظل يهرج حفيد مقبولة لنصف قرن كتاجر دين معروف في الملجة ابدا؟ دا الشرطة يقبض عليه دون مقدمات ذاته لانه انتهك الدستور لا محال؟ فالعلمانية في الاول والاخر نظام دقيق جدا للحؤل دون التمييز لاي سبب وتدين ما هو دنيوي مما يعد استغلال للدين, وقابل للتطور لا محال؟
شكرا لك
(عدل بواسطة Arabi yakub on 06-07-2013, 02:11 AM) (عدل بواسطة Arabi yakub on 06-07-2013, 02:30 AM)
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست