الفاتح جبرا .. في ذمة الله
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب د. الفاتح يوسف جبرا فى رحمه الله
|
أنا لا أدعم السيسي ولا الجبهة الثورية ولا يحزنون .
|
أقولُ قولي هذا، ولن استغفر، ولن أزدرد ما كتبت يداي . بل سأمضي غير مبالٍ حتى لو تبيّن لكل الناس أن كتابي _ سيكون بشمالي . لا أرضى أن يحكمني رئيس الدولة _ أيّاَ كان اسمه، فلماذا لا يحكمني نظام الدولة ودستورها ؟ لماذا علىّ أن أنحني لقبعةٍ ضخمة يشخر تحت ظلها الوارف _السيد رئيس الجمهورية ؟ ليست لدى مشكلة شخصية مع البشير إذا خاف الله فينا، فليرقص رقيصه، وهذه مسألة شخصية كما تعلمون، وسأبذل له ما استطعت من " النَقَدة " والما بصفّق ما معانا . ولكن ينبغي أن لا يرقص على جثث موتانا أبداً . لم يكن أحدنا مؤلف الحديث الذي يقول : كلكم راعٍ _ وكلكم مسؤولٌ عن رعيته . أعتقد أن الحقوق الأدبية تعود لمحمد بن عبد الله بعد أن حُمِّل الأمانة، إن لم تخنِّي الذاكرة . همممممم !! الموضوع هنا ليس له علاقة بالدين _ من المفترض . ينبغي أن نتذكر أن لنا أخوةٌ ليس لهم في العير _ ولا النفير . وقصة المثل : الذي يقال أن أبو سفيان بن حرب هو قائله، حين دبّر له النبي محمد مكيدةً سيأتيكم " قوقل " عن أمرها خبرا . إذن فلنعد لموضوعنا الثمج الذي لم يفتأ يعيدنا آلاف السنوات وملايين الخطوات عن مبتغانا . من هو البديل ؟؟؟ أتسفهون أحلامنا بأن نصنع قراراتنا وأمانينا ومستقبل أطفالنا ؟ الرئيس القادم يجب أن يكون موظف في الدولة أساهم في راتبه الشهري، وينبغي عليه أن يشكرني على هذا الصنيع، بل وبإمكاني أن أمتنّ على سيادته متى ما شئت !! ألست أنا من أصرف عليه ؟! . من الذي يبخل على سيادة الرئيس " بشوية بقشيش " ؟ لا أهتم بالشخص الذي يحكمني البتة، ولا من يكون . احتاج لشخصٍ يتعامل معي _ كشخصٍ غير مخبول، وعندما يملّني أقوم بتغيير القناة، بكل بساطة !! . في الواقع _ أن القادة ليسوا سوى أجهزة إستقبال تبثُّ ما يطلبه الشعب _ إلا في السودان . للأسف . أنا لست ضد السيسي ولا الصادق المهدي، ولا قاسم المهداوي، ولا يحزنون . أنا ضد الرئيس الذي لا يحرّكه الشعب بالريموت كونترول .
فقرة إعلانية : كتبت في رواية منغولي .
الهروب من السياسة هو الحل السياسى الأفضل فى أفريقيا! فى تلك البلاد تنحدر السياسة لغوياً من باب ساس يسوسُ تسوّساً. فكل ما تفعله هو النخر فى العظام، لا أكثر لا أكثر. عندما تحلم بأن تأكل ما تشتهى، وتلبس ما يعجبك، وتجد جرعة الدواء إذا مرضت، فاعلم أنك فى إفريقيا، أرض الآلام. قابعٌ هناك، راضٍ بما أنت عليه. ميتٌ وحى، تتعفّن بين مخفرٍ وعسكر. إفريقيا هى أرض الأحلام الصغيرة التى نفشل فى تحقيقها بإصرار! ما لك والحلم؟ لا تعبأ بتقيّح جروحك، اتركها فهى لن تندمل. تنزف تنزف تنزف. ستظل تنزف لتذكرك بأنك مواطن إفريقى من لحمٍ وعظم ونصف عقل. لا تجلد ذاتك. تصالح معها، ترفض، فالأمر سيان. عفواً فأنت لست جديراً بالتغيير. يجب أن لا تفكر فى إحداثه، فأنت يا قليل الهمة من أصحاب الأقدار المعدَّة مسبقاً! ستنفق عمرك محفوظاً فى ثلاجةٍ للموتى بتأريخِ صلاحيةٍ معدّل. كان فراغ. أنت أيضاً غارق فى شساعتهِ، ضائع، يمضى فى جسدك نصل الخيبة، فيخترقك، ويتركك حياً. لن يقتلك. الموت غاية لن تبلغها بهذه السهولة. لا تفكر أن تمُت. ستظل توارب فى محاولاتك الفاشلة للبحث عنك، وهذا الفراغ لن يمتلئ، على الأرجح. لا تفكر. ستجهد نفسك عبثاً. هل تطارد هذه البلاد لعنةً قدريةً تمنعها من خلق كيانها؟ أنت موجود ولكن بحجمٍ أقل من قدرتك على التصدّى لحمولات أكثر ثقلاً، أغلبها فى الواقع فكرية. تمتلك احتراماً أكبر للموت، لذا لن تغادر هذه التوابيت إلا وأنت محمولاً على أربع. لو كنت تحترم الحياة أكثر لتحطم نعشك، وكنت أنت، ولم تكن غيرك. كان الحزن عالياً إذ تنظر هناك. والنصال تتكسر وتدمى وتقتل. كان الفشل. - ماذا تصنعين يا إفريقيا؟ كنت أسأل وأسأل وأسأل. من أكثر الأمور المحيرة فى القارة التى أعيش فيها، أن جمال الديمقراطية تتمخض فتلد فئرانا ديكتاتورية نظل نعبدُها ونتجاوز عن أخطائها حتى تصبح مجموعة من النمور بعقول منغولية. أكثر الأيام مرارةً هى الأيام التى نعيشها بعد تذوق حلاوة طعم الديمقراطيات المحشوة بالسم. كاذبٌ من يظن أن حكامنا يركبون على ظهورنا مصادفة. فى الواقع هم وجدونا نزحف على أربع أرجل ونضرب أجسادنا بسياطِ تعوّدنا على جبار يمتطينا. ألم يجدونا مُسرجِين فركبوا؟ وإن لم يفعلوا فنحن نملك أكبر مزرعة عرفتها البشرية لتربية الجبابرة. فنظل نرعاهم من أول كذبة حتى يطلوا علينا فى طفولة صباحٍ أسود، وسط جوقة من الأغانى الوطنية الحماسية ويكتب أسفل صورهم العظيمة المرصعة بالنجوم. عبارة "جاءنا البيان التالى"!!
|
|
|
|
|
|
|
|
|