حضرت خصيصا لملاسي ولم يخذلني ( صور )

Quote: مُراجعة مُسبَّبة كنت قد مللتُ من ملاحقات حسين ملاسي لي في كل كبيرة وصغيرة، كتابة او تحريراً أو حتى مُداخلة في موقع إلكتروني، وقد صبرت على هذه المُلاحقة من باب أنها نقدٌ مُتاح لكل قارئ، ولكل إنسان لأخيه الإنسان، وقررتُ مؤخراً أن أُجالد حسيناً، مُجالدة فيها من النقد الهدّام والتجريح، بأكثر من ما فيها من مُناصحة أو لعب نظيف، ولكنّي اليوم، وبعد حضوري لندوة أو منتدى حركة حق، بدارهم بالخرطوم2، رأيت أن هذا الذي كُتب، يستحق مني المُراجعة بأكثر مما يستحق الاضافة، وذلك لدواعي سأوردها. وقبل أن أسوق ما يلي هذه المُقدّمة، سأعطي لمحة من مشاهداتي للندوة: دخلت من بوابة حق، أثناء حديث للأستاذ المحامي المعروف، طه إبراهيم، وهو بخلاف أنه محامي وخبير قانوني، فهو كاتبٌ مجيد في شأن القوانين، والتشريعات القانونية الإسلامية، وله العديد من الكتابات في هذا الشأن، أشهرها كتابه (هذا أو التخلُّف)، قلت أنني دخلت دار حق، أثناء حديث الأستاذ طه، الذي واصل في حديثه، فلم التقط منه إلا إشارات هنا وهناك، حول موضوع الندوة، أما بقية حديثه، فقد كان في ميدانه الذي يبرع فيه، وهو ميدان القوانين، وكلما بدأت في محاولة ربط حديثه بعنوان الندوة، أراني أعود خائباً إلى متابعة رؤيته للقانون السوداني، حتى ذكّرتني طريقته بطالب الإنشاء إياه. وعلى الرغم من أن الأستاذ طه مُتحدّثٌ مفوّه، إلا أنه كان واضحاً عدم استعداده لهذه الندوة بشكل كامل، ولولا ذلك، لكان قد اتحفنا بكل ما هو جديد في موضوع الندوة، وهذا يُعزى في رأيي، لعدم حضور ضياء الدين بلال الذي ربما آثر عدم التواجد في مهب الريح وبين "الأعداء"، وبين المُتربصين من أمثالنا. ما أنقذ الندوة، هو حضور الأستاذ فيصل محمد صالح حوالي التاسعة إلا رُبعاً، لمباني حق، إلا وكانت الندوة لحقت (أُمات طه)، ولكن حضور فيصل أشعل نشاطاً واضحاً في صفوف المُنظّمين، الذين تنفسوا الصعداء، فقد خرجوا في اللحظة الأخيرة من براثن الاخفاق في تقديم رؤية جديدة حول وضع الحريات الصحفية في السودان في ظل الظروف الحالية. وفيصل، غير أنه غنيٌ عن التعريف، فهو كذلك، مشهور بتقديم ما هو جديد ومُدهش من معلومات، وفي مجالات عديدة وليس الصحافة فحسب، فهذا دأبه وأدبه، وقد كان أن فعل أكثر من المطلوب حتى أن مُدير الندوة أعلنها عبر المايكرفون بأنه تواطأ في مسألة الزمن وأتاح لفيصل بأكثر مما هو مُتاح له. حسين ملاسي: قلت في مُبتدأ كتابتي هذي، إن لي مُراجعة مُسببة، ليس لحسين بالطبع، ولكن لكل من نظر لهذا البوست، وسبب اعتذاري، ما لمسته من تواضع مُحرج، في تعقيب الأستاذ حسين، فبغض النظر عن التأتأة والتلعثُم الذي مسح تعقيبه- فهذا مُتوقع من أي مُبتدئ- وجدت أن الرجل غير مُرتّب البتّة، وربما هو لم يُحسن التحضير للندوة، على الرغم من أنه هو من أعلنها في بعض النواحي ودعا لها الناس، ولقد هالني أن أسمع عبارات التّهكُّم، وبأصوات عالية، من عباراته حول المقارنة بين رقابة مُديري المواقع الإلكترونية، وبين الرقابة على الصحافة الورقية، كذلك أُحرجتُ من موقف بعض الحضور، الذين لملموا أطرافهم وخرجوا إبان صعوده المنصّة، على الرغم من أن الحضور تفاوت عند مداخلة الأستاذ طه بين 35 و40 شخص وكان أن أصبح حوالي 55 شخص أثناء كلمة فيصل. فهو بذلك، حضور قليل نسبياً لندوة كان من المُفترض أن يؤمها جمعٌ غفير من الصحفيين والكُتّاب والمهتمين، ولكن الواضح أن أغلب الحضور كانوا من منتسبي حركة حق، ولا أدري إن كان هناك صحفياً صريحاً أم لا، ولكني شاهدت مثلاً بروفيسور محمد المهدي بُشرى بين الحضور. دُهشتُ حقيقة لمُعقّب، يتحدث عن العموميات في ندوة يعرف ما هي مُخصصة له، فالذي أعرفه، إن الندوة يتبادل قبلها المُتحدثون، بعض الأوراق، وربما وجهات النظر، بغرض عدم التكرار، وتغطية جميع جوانب الموضوع، ولكن يبدو أن حسين، وبخبرته الضعيفة، أو المعدومة، كان مُتحضّراً بجُملٍ، يدور غالبها حول إثارة موقف ما، ربما هو مُضاد للمزاج العام في ذاك المكان، ولا أعرف إن نجح أم لا، لأنني ببساطة، غادرت موقع الندوة قبل أن ينتهي ملاسي من تعقيبه... أقول إنني رأيت اليوم مشهداً من المشاهد المؤسفة والمؤثرة حقاً في شأن أخي الإنسان في بلادي، ولكني أتمنى أن يعي صاحبنا الدرس، على الرغم من ظني بأنه خاض هذه التجربة، وهو متوقع لمآلاتها، فربما أراد بذلك، أن يطرح نفسه على الأرض، بالطريقة نفسها التي في الأسافير، ولكن من جانبي أقول، إن هذا المُراجعة، هي بسبب الوضع الذي قدّم به ملاسي نفسه على الجمهور وبسبب ردّة فعل بعضهم على تقديمه هذا، وادراكي أن الرجل لا محالة طبع صورة رديئة في أذهان العديد من الحضور، ولا أدري هل كلمة مُراجعة تكفي، أم إن عليّ أن أتأسف على ما كتبتُ في شأنه... بالمناسبة، لو حُذفت كلمة(ألّ...ألّ) من تعقيب حسين، لجمعنا ما قالها في قصاصة البَرّاق النّذير الورّاق