الفاتح جبرا .. في ذمة الله
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب د. الفاتح يوسف جبرا فى رحمه الله
|
Re: وداعاً دكتورة عائشة راتب .. نصيرة المرأة والإنسان ! (Re: تيسير عووضة)
|
Quote: أعوام طويلة، بل عقود متعددة، عاشتها الدكتورة عائشة راتب، أول أستاذة للقانون الدولى، ووزيرة الشئون الاجتماعية والتأمينات فى عهد الرئيس عبدالناصر. كانت لها بصماتها على كل منصب، أنارت العديد من الشموع فى سماء مصر، وكانت مثالاً رائعاً للمرأة المصرية والعربية. سيدة قوية شديدة المراس، جسورة لا تخشى فى الحق لومة لائم، حينما كنت تراها أو ترى إحدى صورها فى كتب النساء الرائدات، تشعر بأن إكليل الشعر الفضى الذى يتوج هامتها وعينيها المتلألئتين، يضيف الذكاء وخبرة السنين التى تحملها على كاهلها، وجميع ما سبق يؤكد ضرورة الاستفادة من تجاربها. أبصرت عائشة راتب النّور فى عام 1928 بمدينة القاهرة، وأنهت تعليمها بكلية الحقوقِ فى جامعة القاهرة عام 1949، وتخرجت فيها أولى على دفعتها، وانتقلت بعدها إلى باريس لتواصل مشوارها التعليمى، وتفوقت فى الغرب أيضاً، إذ حصلت على دبلوم القانون العام سنة 1950، وعلى دبلوم القانون الخاص سنة 1951، ثم عادت إلى القاهرة ونالت الدكتوراة فى القانون من جامعة القاهرة عام 1955. بعد عودة عائشة راتب من باريس، رأت أنه لا بد أن تتحقق المساواة بين الرجال والنساء فى السلك القضائى المصرى، واحتجت على أنه لا يوجد أى امرأة فى هذا السلك، خصوصاً أنها كانت ترى بعض القضاة الذكور يقلون عنها كفاءة وعلماً، فرفعت قضية أمام مجلس الدولة تطالب فيه بحقها الدستورى والقانونى لتكون قاضية فى مجلس الدولة، وهو أول طلب من نوعه فى تاريخ مصر الحديث. كانت أول معيدة بكلية الحقوق وهو المنصب الذى اكتسبته بدعوى قضائية أمام مجلس الدولة للطعن على قرار رفض تعيينها لأنها امرأة وهو ما يتعارض مع تقاليد المجتمع المصرى آنذاك، كان ذلك عام 1949، وانطلقت لتحقق المزيد من النجاحات، كما اشتهرت بمعارضتها لقانون الانفتاح الاقتصادى، وكانت من أبرز المعارضين لاختصاصات رئيس الجمهورية حين كانت ضمن أعضاء اللجنة المركزية فى مناقشات دستور 71 وواجهت السادات بذلك، وكانت تدافع عن الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، ولكنها كانت ضد سياسات الرئيس السابق مبارك رغم حصولها على جائزة الدولة التقديرية فى العلوم الاجتماعية فى عهده عام 1995، وكانت صاحبة المقولة الشهيرة التى وجهتها إليه قبل الثورة: «إن شرم الشيخ ليست عاصمة لمصر وبقاؤك فيها يضع حاجزاً بينك وبين الشعب»، وبعد ثورة 25 يناير 2011 انحازت إليها تماماً، وأعلنت أنها أهم حدث فى تاريخ مصر المعاصر. «قمة الوفاء فى زمن الجحود»، هكذا وصفت السيدة جيهان السادات الوزيرة عائشة راتب فى عيد ميلادها الأخير، وضعت المقاتلة أسلحتها إلى جوارها ونامت، ختمت رحلة طويلة، عاصرت خلالها الكثير من الأحداث المصيرية فى مسيرة وطن، كان يبحث عن موقع تحت الشمس |
|
|
|
|
|
|
|
|
|