|
Re: الكرنكى افضل نموذج لاسوا صحفي! (Re: Frankly)
|
Quote: (ثورة أكتوبر)... بداية انحدار السودان إلى القاع (4) الرئيس إبراهيم عبود.. جزاء سنمار
التفاصيل نشر بتاريخ الخميس, 02 أيار 2013 08:54 لقد جازيت غدراً عن وفائي... وبعت مودَّتي ظلماً ببخس ابن زيدون زاد الرئيس عبود الرقعة الزراعية في السودان، خلال أعوامه الستة في الحكم، (800) ألف فدان في مشروع المناقل، و(400) ألف فدان في مشروع خشم القربة الزراعي، و(500) ألف فدان في الدالي والمزموم و(100) ألف فدان في مؤسسة جبال النوبة الزراعية. كما أنشأ الرئيس إبراهيم عبود السدود الكهربائية المائية، مثل خزان الروصيرص الذي ينتج (280) ميقاواط وخزان خشم القربة الذي ينتج (18) ميقاواط. عندما جاء الرئيس إبراهيم عبود إلى الحكم كان هناك فقط خزان سنار الذي ينتج (15) ميقاواط. وكان هناك خزان جبل الأولياء وكان لا ينتج كهرباء. في خلال ست سنوات أضاف الرئيس إبراهيم عبود إلى إنتاج السودان من الكهرباء (298) ميقاواط ليصبح (313) ميقاواط. وكان إنتاج السودان (15) ميقاواط قبل تسلمه الحكم. أخيراً جاءت لحظة الإنكسار الحادة في مسيرة السودان التنموية، عندما غادر الرئيس إبراهيم عبود كرسي الحكم. لم يكن الرئيس إبراهيم عبود سياسياً حريصاً على السلطة، ولم يفكر ولم يخطط للإستيلاء عليها، بل كانت 17 نوفمبر 1958 (تسليم وتسلم). ثمَّ بعد مغادرته الحكم بدأ داء الفشل يستشري في جسم السودان، وبدأت تظهر معها إلى الوجود هتافات (ضيعناك وضعنا وراك يا عبود). كما تلاحق الفشل الحزبي الطائفي والعقائدي في الحكم، لتظهر إلى الوجود عبارة أخرى أسيفة هي عبارة (يا حليل زمن الإنجليز)!. فعندما يستورد السودان الذرة لأول مرة في تاريخه عام 1966م في حكومة السيِّد/ الصادق المهدي الذي كان عمره (30) عاماً، يصبح الفشل في إدارة البلاد عندئذٍ لا يحتاج إلى دليل. وأيضًا كان السودان مهجراً للمغتربين من الدول الأخرى. حيث كان أبناء جمهورية اليمن مثلاً يغتربون في السودان. ومن بعد أن قلبت الأحزاب الطائفية والشمولية الفاشلة الصورة، اغترب أبناء السودان في اليمن، وأصبح رصيد السودان من العملة الأجنبية يُستخدم في استيراد العطور ونظارات (البيرسول) والويسكي الأسكتلندي والصوف الإنجليزي والأقطان السويسرية، ولا يتمّ به استيراد ماكينات ومعدات التنمية وتأسيس البنية التحتية الوطنية. وعندما حدثت مظاهرات أكتوبر 1964م وتمرد ضده عدد من صغار الضباط، قرر الرئيس إبراهيم عبود ترك الحكم، وكان فيه من الزاهدين، وتنازل عن السلطة سلمياً. بعد أن تنازل الرئيس إبراهيم عبود عن الحكم في كبرياء ووقار واحترام لم يفارقه، كانت هتافات الأحزاب الطائفية البائدة والشيوعيين الحاقدين الفاشلين تشيِّعه... إلى الجحيم يا عبود!. تلك كانت من اللحظات الحزينة في تاريخ السودان الحديث. كان ذلك جزاء (سنمار) يعاد إنتاجه سودانياً في أكتوبر 1964م. والذين هتفوا ضد الرئيس إبراهيم عبود من الأحزاب الطائفية والأيديولوجية حكموا السودان تقريباً ضعف فترة حكم الرئيس إبراهيم عبود، فماذا كانت النتيجة؟. لقد حكموا السودان حتى افتقر واستغاث. فأصبح بالفعل (سلَّة غذاء العالم) التي تطعمها الإغاثات الأجنبية التي ترسلها الدول والمنظمات الدولية!. كان ذلك خزي القرن العشرين حاق بشعب عفيف كريم. أصبح السودان في عهد الطائفيين والعقائديين (هُزأة) تريد تصدير ثورتها إلى العالم، بينما كانت تدفع أمريكا (الشريرة) تكاليف تطعيم أطفال السودان ضد السُّل والحصبة. كان بالسودان في عهدهم كثيرًا من المضحكات. ولكنه ضحكٌ كالبكاء!. لقد حكم الطائفيون والأيديولوجيون السودان فلم يقدِّموا للسودان مثل الرئيس إبراهيم عبود سياسة خارجية متزنة وتنمية مضطردة، وصداقة الشعوب، وزيادة إنتاج الكهرباء ومد خطوط السكك الحديدية والخطوط البحرية والمطارات والجسور والمدارس ومجانية التعليم ومجانية العلاج والخدمة المدنية المتميّزة وزيادة الرقعة الزراعية وتأسيس الصناعات ونهضة اقتصادية وطنية. برغم ذلك قام الطائفيون والأيديولوجيون باعتقال قادة نظام الرئيس إبراهيم عبود. واعتقلت (ثورة أكوبر) قيادات حكم 17 نوفمبر، ورمت بهم في سجون (زالنجي) في دارفور. كان ذلك التصرف بحدِّ ذاته دليلاً على أن الأحزاب ــ طائفية أو عقائدية ــ كانت تفتقد بصورة مرعبة إلى وجود (مَثَل أعلى) في الحكم. كان يُفترض أن يصبح حكم الرئيس إبراهيم عبود (مثلاً أعلى) و(قدوة حسنة) على نهجها تسير الحكومات اللاحقة... خطة تنموية وطنية متوازنة وسياسة خارجية معتدلة حكيمة. وعندما عاد زعماء حكم 17 نوفمبر من سجن زالنجي لم يعطف عليهم أحد، كما لم يحترم عطاءهم للسودان أحد، ولم يدرك قيمتهم أحد. كانوا مثل (باتريس لوممبا) بنظارته الطبية وقميصه الأبيض في آخر صورة له على قيد الحياة، عندما كان تحت الإعتقال، حيث آلقى عليه القبض (رجرجة) وغوغاء من أبناء بلاده، وبعد لحظات اغتالوه فلم يره العالم مرة أخرى. إعتقال قيادات 17 نوفمبر وإلقائها في السجن، من الصُّور التي لا ينبغي أن تفارق الذاكرة، مثلها مثل صورة الزعيم لوممبا وسط معتقليه من أبناء بلده، من الأنذال والحثالة ممن هم دونه وطنية وعطاء وتضحية. عندما عاد زعماء (17 نوفمبر) بعد إطلاق سراحهم من سجن (زالنجي)، كانوا وحيدين لم يستقبلهم أحد. ولم يفرح بعودتهم سوى فنان شعبي مغمور في مدينة (ودمدني) كان حسيراً وفرِحاً بإطلاق سراحهم. وعلى إيقاع (الريقي) السريع، مثل إيقاع (الدساتير والظار)، كان يغني غناء عذباً حزيناً كالمناحات... جيت ليكم.. سألت عليكم.. ما لقيتكم.. ويوم جيتو فِرِحت وقلت.. بركة الجيتو من زالنجي... جيداً جيتو من (زالنجي)... وشطبت الأحزاب الطائفية والأحزاب العقائدية الحاقدة اسم الرئيس إبراهيم عبود من تاريخ السودان، وأسيئت سمعته بغير حق وقوبل وفاؤه بالغدر وعطاؤه بالجحود والنكران. بعد الإعتقال والسجن في زالنجي، لاحقت الأحزاب الطائفية والعقائدية اسم الرئيس إبراهيم عبود. فكان أن تمَّ تغيير أي إنجاز أو معلم يحمل اسم الرئيس إبراهيم عبود فحديقة عبود في الخرطوم أصبحت حديقة القرشي، تلك الحديقة التي زرع أربع شجرات فيها أربعة رؤساء زاروا السودان منهم الرئيس اليوغسلافي (جوزيف بروز تيتو). ومدينة (24 عبود) في ولاية الجزيرة أصبحت مدينة (24 القرشي)، وغير ذلك. ومنذئذٍ لا تحمل اسم الرئيس عبود مدينة أو قاعة أو كلية عسكرية أو جامعة أو مستشفى أو طريق قومي سريع أو مشروع قومي أو جسر. بل أسمِي شارع في قلب الخرطوم باسم (21 أكتوبر)!. لا توجد أي معالم لإحياء ذكرى رئيس بوزن عطاء ووطنية الرئيس إبراهيم عبود. إذا سبق السودان الشقيقة مصر، في ردّ اعتبار الرئيس محمد نجيب، فحمل أحد أكبر شوارع الخرطوم اسم (شارع محمد نجيب)، فماذاعن الرئيس إبراهيم عبود؟. إذا كان بعد كل ذلك العطاء، وكل ذلك السجل الذهبي من الإنجازات، استحق الرئيس إبراهيم عبود كل ذلك الإهمال وكل تلك الإدانة الظالمة، فماذا تستحق إذن الأحزاب الطائفية والعقائدية الفاشلة؟. لقد جازيتَ غدرًا عن وفائي... وبِعتَ مودَّتي ظلمًا بِبخسِ... نواصل... |
مصدر المقالات جميعاً
http://www.alintibaha.net/portal/%D8%B9%D8%A8...B1%D9%86%D9%83%D9%8A
|
|
|
|
|
|
|
|
|