الفاتح جبرا .. في ذمة الله
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب د. الفاتح يوسف جبرا فى رحمه الله
|
هتاف االصمت
|
مثل سحابة "صرت" وصايا الخريف فى طرف ثوبها المطرز بالرذاذ الصبى، اتت وفى نيتها أن تفاجئ أديم الأرض ببشارة خضراء تفتح شهية البذور فى خاطر الأرض، تزين أحلام الأشجار بلون جديد وترسم وتزركش "حنة" الأمنيات على جدران قلوب عذراوات المدينة ومثل أغنية تنحت كل موجبات الشجن وتمدها مبللة بطرب أسمر القسمات لجموع العاشقين، خرجت تشير وتنادى يا أول الوجد يا آخر الصبر يا سقاة الفرح يا ندامى الأحزان من سمع حداء الصامتين فهو آمن، من اشترى هتاف العاشقين فهو آمن ومثل نجمة آثرت فضة النهار وفضلتها على عسجد الليل وجلست على نافذة الوقت تصب شاى الصباح مع طمأنينة الأمهات وتكتب أدعية الخروج على وجل اللحظة فى أكف الآباء
مثل أمنية "تتاوق" من على شرفة القلب خرجت من إطار لوحتها الممهورة بتواقيع الملائكة اجمعين، خرجت تمد ابتسامها لتبدأ مسيرة الحبور، فتحزم الدروب أمرها وتبارك خطوات القادمين وكنت أنا غريقا فى لجة يم السائرين، أهتف صامتا معهم ألا أيتها المسقية من ريق كوثر الضياء، يا أيتها المعطونة فى سلسبيل الجنان القصية العصية، هبى لنا من لدنك موسما لا يأتيه اليباب من امامه ولا من خلفه، هبى لنا سقيا مجيدة من نبعك الآتى من بحر الشهد ومن عسل السماء، وباركينا
سارت حشودنا العطشى، وانتبذنا اقصى ركن فى شظف الإنتظار، آملين أن تباركنا عيونها، أن ينادينا ابتسامها فنكتب مع الفائزين سرنا، والأناشيد قد هدها الوهن، واستعمر اليباس ما تبقى من مداد فى كنانة البوح وتبدى فى افق الحضور حلف مكين، بين الليل واحلامنا، بين لونها والأغنيات، بين الأرصفة وبقايا عطرها، بين العشب وإلإشتهاء، بين الشوق والإرتواء، بينى وبين حدائق وجهها، فتمنيت جهرا فى سرى
ليت هذا الليل يطول ولو قليلا، ليت الشمس تبطئ سيرها وخطوها حتى اكمل لحنى على وقع ترانيم حضورها البديع وليهطل مطر ضحكتها على ارض امنيتى لتمتلئ شرايينى حتى تفيض بها وتسبح بحمد سلافها ولتخضر ابجديات الأرض وكل لغات السماء لأعلن على رؤوس الإشهاد أنى اسميتها النخلة والقصيدة مثل وردة يكتب لونها سيرة الجمال على ثياب الفراش، خرجت وصمت عينيها يهتف بألف حنجرة، وكلامنا يمور فى لهاة الشغف ، فهتفنا صامتين انها
إختصار معنى الكائنات كلها وملخص السناء
وهى مبتدأ السحر وخاتمة العذوبة والبهاء
|
|
|
|
|
|
|
|
|