Quote: ذا وقد كانت لنا عمّة هي بمثابة (الحبوبه) للاسرة كلها,وكانت حكيمة عاقلة محبوبة,زهي زوجة الوالد وكنا ابناء علات (ضرائر) ولكن ما احسسنا يوما انها ضرة لامهاتنا.شاركت في تربيتنا مشاركة حقيقية,نقضى من اوقات الانس معها اكثر مما نقضيه مع امهاتنا.وكانت خبيرة الاسرة وحكيمتها رحمها الله.فكان الطفل اذا بكى تقول (خلوهو بوسِّع) ,وكنا نعجب لصبرها.فوجدت بن قتيبة يذكر خبرا يؤيد ما ذهبت اليه عمتنا,قال أُتي عبد الملك بن مروان برجل من الخوارج ليُقتل امامه فأُدخِِل علي عبد الملك ابن له صغير وهو يبكى,فقال الخارجي:دعه يا عبد الملك فان ذلك ارحب لشدقيه واصح لدماغه وابعد لصوته واحرى الا تأبى عليه عينه اذا حفزته طاعة الله فاستدعى عبرتها.فأُعجب عبد الملك بكلام الخارجي وقال له متعجبا:اما يشغلك ما انت فيه عن هذا؟فقال الخارجي:ما ينبغى ان يشغل المؤمن عن قول الحق شيء.فأمر عبد الملك بحبسه وصفح عن قتله.فانظر ثبات هذا الخارجي وشجاعته وعقله رغم السيف المصلت على عنقه,وانظر الى ادب الخليفة زتقديره للعقل والمعرفة والشجاعة,وتأمل خبرة عمتنا رحمها الله فان قولها (خلوهو بوسِّع) قاعدة في التنشئة صدّقها كلام هذا الخارجي الذي زعم ان البكاء يوسع الاشداق ويوسع مدى الصوت ويصحح الدماغ وينفى القسوة واللظة.ويبقى راى الطب بفروعه في المسالة. اخيرا ليس كلام الحبوبات كله تخريفا.والحكمة ضالة المؤمن اينما وجدها اخذها. _________________ جزء من مقال بعنوان "كلام حبوبات" للدكتور ابراهيم القرشي عثمان ..نشر ضمن كتابه "من المفكرة"
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة