|
Re: الموت نقاء : في رحيل البحيراوي (Re: اسماعيل يوسف محمد)
|
يا من تحوينا عطفا وحنانا كيف لك أن تتركني وحيدا مهملا أصارع مثلث العطش من أجل أن أحفر بئرا كنا قد درسنا جدواها ووضعنا خطتها سوياً يا عبد الله، لنروي بها عطش الإنسان قبل الحيوان. أذكر جيدا وصوتك يتردد صداً يومَ قلتَ لي كُن كما كان القنصل العِملاق يروي العِطاش ويُشبع الجُوعان ويكسي العريان. وأذكر جيداً مقولتك (يا تجاني ما أحوج أهلنا إلينا فدعنا على الأقل نروي عطش السنين فيهم ليتحول تفكيرهم من كيفية البحث عن الماء إلى البحث عن العلم فتنهض الأسرة وبها ينهض الحي ومنه تنهض الحِلة ومنها تنهض الغَرة والتي بنهوضها تهب ريح النهضة على السودان كما نَسَمت في المهدية بشيكان وتمدد النصر إلى معقل غردون الذي لم يجد مفراً من حربة جدك أمحمد ود نوباوي). كيف لي أن أقف وحيدا مشلولا. فلا يسعني إلا أن أبكيك وتبكي معاي بنات برار والقُبة، أبكيك وتبكي معاي الروزة والعرديبة. أبكيك ويبكي معاي تبلدي الحِلة وشدرها. أبكيك وتبكي معاي السارحة والمُتراوحة والباركة والشايلة. أبكيك وتبكي معاي الخيل الوردنا بيها الدونكي الكبير الأغر وأم جريس وشلاع والأديبس وعصير القايلة. أبكيك وتبكي معاي الحلال والبوادي ويبكوك أهل الريح وأهل الصعيد والدوادي. أبكيك يا أبو كفة البزوم فوق الوادي. أبكيك يا الوابل البسوق من غادي. أبكيك يا الزنطير البحوش في الخُلوف كيف مذيع الرادي. أبكيك يا عفيف الخِلقة ما فَطَر في أنادي. أبكيك وتبكي معاي فرودس وعواطف وشادية وهنادي. كيف لك أن تتركني وحيدا مهملا يا مطر الرشاش العَمَ الديار بالجملة، وآخر زيارة لي أوصاني أبويا يُوسف وقال لي إنطبقوا مع رفيقك وما تنفرقوا، وعندي عودتي قٌلتُ لك ما قال أبويا يُوسف ضِحِكتَ وقٌلتَ لي يا تجاني (تيمان برقو الما بنفرقوا). فالآن التوم أضحى وحيدا من فُرقو لا زولا يشاور ولا دما يجري في عِرقو. الآن أدركتُ قول الراحل أبو ذكرى "يا أيها الراحل في الليل وحيدا". كيف لي أن ألِفُ عُمامة كردفان الكبرى وأتخيل الميدان وجيش رد المظالم والمطالبة بالحقوق. كيف أن استخدم سلاح الحِكمة الذي كل مرة تنصحني به وتفضله على سلاح الميدان الذي ترى أنه سيفتك بأهلنا. فعلا تركتني وحيدا مهملا، مشلول التفكير من هَول المصيبة الجلل. ولا أقول إلا: لا حول ولا قوة إلا بالله. بأي الدموع أبكيك يا ضل التبلدية الفي نص الحِلة والناس مقيلين وقت الصيف، وفي الخريف تجود لهم بالعفوس الأخضر لونا وحلو المذاق طعما، وفي الشتاء بخاص وجراو قنقليس يداوي المبطون ويحل الممسوك. قُل أين أُقَيل من حَر الفُرقة وإلى أي ضُل أتعشم. الذي أضحى وحيدا مهملا. أبوظبي
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الموت نقاء : في رحيل البحيراوي | عبدالله الشقليني | 04-18-13, 09:47 AM |
Re: الموت نقاء : في رحيل البحيراوي | Abdlaziz Eisa | 04-18-13, 09:51 AM |
Re: الموت نقاء : في رحيل البحيراوي | نصر الدين عثمان | 04-18-13, 09:53 AM |
Re: الموت نقاء : في رحيل البحيراوي | اسماعيل يوسف محمد | 04-18-13, 10:00 AM |
Re: الموت نقاء : في رحيل البحيراوي | أحمد التجاني ماهل | 04-18-13, 10:08 AM |
Re: الموت نقاء : في رحيل البحيراوي | ibrahim fadlalla | 04-18-13, 10:11 AM |
Re: الموت نقاء : في رحيل البحيراوي | بله محمد الفاضل | 04-18-13, 10:22 AM |
Re: الموت نقاء : في رحيل البحيراوي | مجدي عبدالرحيم فضل | 04-18-13, 10:17 AM |
Re: الموت نقاء : في رحيل البحيراوي | عبيد الطيب | 04-18-13, 10:36 AM |
Re: الموت نقاء : في رحيل البحيراوي | احمد حمودى | 04-18-13, 10:44 AM |
Re: الموت نقاء : في رحيل البحيراوي | أسامة العوض | 04-18-13, 05:10 PM |
Re: الموت نقاء : في رحيل البحيراوي | عبدالله الشقليني | 04-18-13, 10:59 PM |
Re: الموت نقاء : في رحيل البحيراوي | عبدالله الشقليني | 04-19-13, 05:35 PM |
Re: الموت نقاء : في رحيل البحيراوي | عبدالله الشقليني | 04-19-13, 05:40 PM |
|
|
|