12/12 الساعه 12 والدقيقه 12 والثانيه 12

Quote: وما زال حديثي عن ذكريات المدرسة الاولية يا خال . فبعد عودتنا الى بيوتنا من المدرسة نعلق حقائبنا على المسامير المخصصة لها على امينة المنزل ، ان كان من الطوب او الجالوص او شعبة القطية ان كان البيت من النال . كان يمكن ان تقرأ من حجم وشكل الحقيبة الى اي مرحلة دراسية ينتمى التلميذ ، فان كانت مليئة نافخة كراساتها جميع الزوايا وبها براقع من الحبر الازرق فهذا دليل على ان التلميذ في ثالثة او رابعة ويمكن ان يعهد لهذا كتابة الرسائل المنمقة كما ويمكن اجلاسه في عنقريب قعدات العرس جوار العريس لتسجيل النقطة ( النقطة هى ما يساهم به كل من اهل القرية لوالد العريس) كنا بعد الدروس وبعد الغداء نركب الدواب لنسقيها في المشرع وكانت كلابنا تلهث خلفنا فرحة للمشرع . كان المشرع مجمع يلتقى فيه اغلب اهل القرية للغسيل و حمل الماء للبيوت وصيد السمك احيانا . كنا بعد الوردة نذهب لالتقاط احلى ثمار النبق الناضجة والتي تتساقط تحت ظلال اشجار السدر الضخمة التي تنمو على شاطى النهر . كان رعاة الابل من اهل البادية الذين ياتون ايام الضمئ يتركون ابلهم على مناخها ( بفتح الميم) لينجموا تحت ظل هذه الاشجار يتسامرون بالدوبيت والمسادير الحنينة . بعد أن تدحرجنا من قيفة النهر ونحن قادمون من المدينة لاحت إلينا مشاهد أهلنا من بعيد ، بعض يغسل في ملابسة واخرون يسقون دوابهم ومجموعة أخرى من الأطفال تلعب على كثبان الرمال . وبعد أن تقاربت المسافة ، وتعرفوا على وجوهنا صاحوا فرحين بعودتنا. بعض من هولاء الأطفال لم ينتظر لملاقاتنا بل هرول إلى الحلة لإبلاغ الأهل بعودتنا ، واخرون منهم تناولوا منا حقائبنا وهم اكثر تركيزا بعيونهم في وجوهنا التي بدت تأخذ من سمات المدينة عندما كنا على مشارف القرية لاحظنا أطفالا آخرين قادمين من داخل الحلة لاستقبالنا مبتهجين بقدومنا بعض منهم حافي القدمين لا يأبه لطعنات الضريسة المسمومة(الضريسة هي نوع من الشوك ينمو نباته جوار القرى)

(عدل بواسطة عبيد الطيب on 12-13-2012, 08:56 AM)