12/12 الساعه 12 والدقيقه 12 والثانيه 12

Quote: كان لدي ادارة الكلية رغبة في ان يقود الطالب حسين خير الله طابور التخريج باعتباره الاول في اعمال الميدان وأن صوته قوي وجميل ونداءاته حماسيه .. وكان ذلك سيوقع ظلما علي اول الدفعة الطالب احمد ورسمه غالب .. ويبدو انهم استشاروا جهات عسكرية عليا فنصحتهم بان يقود الطابور اول الدفعه حتي ولو كان صوته منكرا .. ولم يكن بورسمه عيب ولكن كان الغرض اخراج الطابور باجمل ما يمكن .. ظل حسين وورسمه يتبادلان قيادة الطابور في التدريبات الختامية ولعل هذا خلق في نفس ورسمه شكا بانه سينحي من قيادة الطابور في آخر لحظة .. ولم يكن يخفي ذلك ولا يخفي استعداده للتمرد والتظلم ضد اي قرار بهذا المعني في نهار يوم التخريج أُخطر ورسمة بانه قائد الطابور وان عليه ان يظهر في ذلك اقصي قدراته .. وفرحنا جميعا بما فينا حسين خير الله الصديق المقرب لورسمه في الثالثه الا ربعا بدات المراسم امام مبني الادارة المواجه للبوابة الرئيسيه للكليه.. وكان الميدان (المسمي الان بميدان الباتره كما علمت) قد امتلأ بالوحدات المشاركة في طابور التخريج واخليت المقدمه للفرقة المتخرجه .. نادي ورسمه : كليه اييييييييييييينتباه .. فاهتز المبني .. وجاءت الانتباه قوية لتهزه مرة اخري .. ومن جانب الكركون زغرد احد افراد الكركون .. و(نهر) احمد ورسمه مناديا (كليه .. لليمييييين دور) .. وجاء الدوران اعنف من الانتباه فضرب عساكر الكركون (الروري) .. وصرخ ورسمه (كليااااااااااب .. علي اليمين معتادا مارش) وفي لحظة تحرك الطابوروقبل ان يبدأ بالنداء شمال يمين .. قذف عصاه الي الاعلي وتلقاها تحت ابطه ..(وهي حركة يؤديها مايسترو فرقه الموسيقي) .. فإذا بصوت السر افندي ياتينا من خلف الطابور .. (طابور قيف) .. ثم جري بكامل قيافته وجذب ورسمه من يده حتي كاد يسقطه .. وصاح : خلاص بقيتو ظباط .. واحد عامل عبد القادر (قائد الموسيقي) والتاني كاسر لي ايدو .. كان تبقوا ظباط تعلقوها لي في شنبي ده .. وامسك بشاربه حتي كاد ينتفه ....... ثم تراجع خطوة للوراء وقال لورسمة (دوّر طابور تخريج يعرفوك بيه الاول وانه ديل جايبين فوق التسعين كلهم) .. ولك ان تتصور كيف كان الطابور وكيف لم يتوقف التصفيق والصراخ مع كل حركة اديناها والقوات المشاركه واثني عبود وقيادات الجيش علي المستوي الرفيع الذي خرج به الطابور وعند خروجنا من الميدان كان السر افندي اول من قابلنا واحتض ورسمه وهو يردد (يابطل .. يا اسد .. يا فارس) وحيا كل خريج منا بالتحية العسكرية واحتضنه وهو يبكي .. وكنا نبكي معه بنفس الحرقة حتي قفز علي روبن وسقط به ارضا وقال له (الليله يا اب عيون حمر خفت علي البندقيه منك) قلت لورسمه انت ليه عملت كده .. قال لي طربت من الزغاريد والروري .... الا حيا الله تلك الايام واولئك الرجال الذين ترافقنا معهم ارواحا وابدان وشيما .... عمر علي حسن