|
رسائل متوحشة - 3
|
رسائل متوحشه 3
(سوقة الحدم العقدن قفيهن حول كتلة البرمكي مع صباح البول)
سيصيبك العشق في مهجعك وانت عنه غافل ، تحسب علي اصابعك مقاتل العشاق . ستطاردك اللعنة ، حين لا تنثر ما يكفي من الحنان للكتاكيت التي تزين تنورتها . حسبك ، لا تنقض ناموس الفتيات – المفلتات من الغزاة، لا تجمرهن بالغموض الواشي بقميصك ، لا ، ولا تحل ازار افكارك علي مواطن احلامهن . واذكر الحياة التي انت محكوم عليك بها ، واحذر المكيدة ، من ثم .. واعلم الا قواعد للعبة العشق ، غير الكتمان ، التوحد ، ثم الاخلاص حلبة تم تجاهلها عمدا ، قياسا بالرياضة التي تعج بملايين القواعد والقوانين ، من طول الملعب وعرضه ، وزن الكره ، نوع اللاحذية ،المخالفات .. الخ حيث تغيب القواعد ، يبدأ القمع ، ترخيص القمع ، واسباغ المشروعية عليه : (المرأة كائن مبادر له ..)* حين تبادر المرأة تتحول الي نوع من (الداندي)، لو سالومي ، الفتاة المسترجلة ، لا في مظهرها ، ولكن في سلوكها ، قوة الشخصية ، التفتح الذهني قدرة الاقناع ، الاستقلاليه ، ونسق كامل من محامد السلوك ينسبه الرجل لجنسه بلا أية دواع او مسوغات . لو سالومي ، حاورت نيتشه ، صادقته ، احبها ، طلبها للزواج ، كسرت قلبه برفضها لتتركه يهيم علي وجهه يحمل ثقل تعاسته. احبها الشاعر ريلكه ، اوحت له بدراسه اللغة الروسيه ، كي يعمل في مجال الترجمة حتي يتمكن من الانفاق عليها ، فالشعر لا يدر مالا ، حين فعل ، رفضته .. علي فراش موته بعثت اليها بمن يسألها نيابة عنه : خبريني ، ماذا يعيبني ؟ العشق حلبة الصراع غير العادل ، المنتصر هو من يملي قواعده ، الانتصار هنا يعني الهيمنة الكامله علي الاخر الذي ينصاع لكاريزما المنتصر . الكاريزما في جذرها دينية المنبع وذات نواة ايروسية – ايضا . هيئة موسي في التوراة وهو ينزل من الجبل ، بالنور المشع علي وجهه ، النور النابع من مخاطبة الذات الالهية التي لم يرها احد .. التوهج الذي يضئ اوجه المحبين ، والمغامرين ، احساس الخطر الذي لانفضل الاقتراب منه ولكننا ننجذب اليه .. هيئة روزفلت وهو يعد الشعب الامريكي بالرخاء ، في خضم الافلاس والكساد الاقتصادي .. هيئة جون كيندي وهو يعد بالانتصار في فيتنام ، ومصادمة المعسكر الشرقي .. الانصياع للكاريزما يعني الايمان بالاخر وبمقدراته ، خارج كل المواضعات ، هي الجاذبية التي يحركها عنصر ايروسي ، مستهدفة جمع بكامله . في العشق يكون الامر موجه لفرد بعينه، لضحية واحده . ينتهي فعل هذه الجاذبية ، ان غاب الجانب الغامض منا ، الاخر يجذبه الغموض ، الشئ الخارق الذي فينا .. مدام ريكامييه صاحبة اللوحة المعروفه ، كانت ترتدي من تلك الثياب الشفافة التي تكشف بعض الجسد (الي حد ما ) ، لتترك الباقي لفنتازيا الذين من حولها ، الغموض ان تنظر لشئ ثم لا تتبينه ، الفتحة الصغيرة تكفي لولوج الخيال ، مثل سهم كيوبيد اله الحب الذي لا يحدث من الاذي الا بمقدار طفيف ولطيف ايضا ، والعشق مصدر الجراحات التي نتغني بها . ليسلك من يشاء الطرق الضيقة، فان الدروب الوسيعة تفضي الي الهلاك .. كيف نسمي الاكتشاف هلاكا؟ وماذا نفعل بالتجوال في طرق مطروقة ، لا تفضح الاثر الذي نتركه ؟ تعبت من الطقوس المستعادة ، تعبت من قلة الطقوس. فاحذر العادية .. كن كالصياد المتربص بالفريسة ، المتوتر مثل قوس كمان مستكشف الجسد الدافئ من قديم الزمان. الجسد موضع الايروسية ، وموضوعها .. الجسم ، كتلة فيزيائية ذات ابعاد مستحبة ، واخري عادية ضائعة في خضم الجمع البدن ،نزوع الفرد للتطهر ، بالانهماك في نسق من انساق العبادة . الحق اقول ، ان الامر افسح من ذلك ، واننا لا نعرف من العشق غير ظاهره. بضع طقوس نسميها ، ونتتبعها ، والطقس لا يسمي ، الطقس يرتكب .. فهنيئا لنا بالحياة التي لا يحدث فيها الا اقل القليل .. وبوركت النصاعة التي سالاقي فيها مقتلي .
ابراهيم حموده
مرفوعة لصديقي : عاطف موسي ، انوي مهاتفته منذ عام مضي ، ولكن..الكتابة اصعب ولصديقتي : أ.س ، وهي تضع النظارة الشمسيه علي شعرها المعقوص ، تسير علي مهل بهيئة (داندي) ، وكأني بها تقول : انظر ، ما زلنا نعيش ، وعلي قيد الحكمه ، رغم مكائد العشق .
|
|
|
|
|
|
|
|
|