"بقلم / محمد عبدالله" تحذير ميراندا؛ ويسمى أيضًأ بـ "حقوق ميراندا"، وهو مجموعة من الإجراءات الجنائية التي توجه للمشتبه به فور القبض عليه من قبل قوات الشرطة في الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك قبل بدأ عملية الاستجواب وتوجيه الأسئلة. وفي 1966 أقرت المحكمة العليا الأمريكية تحذير ميراندا في قضية ولاية أريزونا ضد إرنستو ميراندا؛ حيث استخلصت المحكمة أن حقوق المواطن إرنستو ميراندا الدستورية؛ وخاصة في التعديلين الخامس والسادس من وثيقة الحقوق الأمريكية، قد انتهكت خلال اعتقاله واستجوابه من قبل قوات الشرطة.
وخلقت المحكمة عندها مجموعة من القواعد التي يجب إتباعها عند الاعتقال، ونصت على أن "من حق كل فرد يتم إيقافه أو اعتقاله أن يلتزم الصمت، وأن أية أقوال أو أفعال قد تصدر منه سوف تستخدم ضده في المحكمة، وأن من حقه التحدث إلى محام للدفاع عنه، وإذا لم يكن باستطاعته ذلك، فسوف يتم تعيين محام له دون مقابل". ويستثنى من تحذير ميراندا حالة واحدة فقط يمكن خلالها عدم تلاوته على المشتبه به، وهي حالة "السلامة العامة"، وذلك عندما تكون الظروف المحيطة بعملية الاعتقال تشكل خطرا كبيرا على سلامة المواطنين بجانب مسرح الجريمة، وتؤجل تلاوتها إلى حين الابتعاد بالمشتبه به، ويكون في الغالب في قسم البوليس. ولقوات الأمن أن توجه أسئلة للمشتبه به للحصول على معلومات محددة فقط مثل الاسم وتاريخ الميلاد والعنوان، وذلك دون الحاجة إلى تلاوة تحذير ميراندا على المشتبه به.
ونظرا لانتشار البرامج التلفزيونية الأمريكية التي تعرض مشاهد الاعتقال والإيقاف وتلاوة الحقوق على المشتبه بهم، أصبحت تحذيرات ميراندا جزءا لا يتجزأ من الثقافة الوطنية الأمريكية، بل هي ليست حصرًا على التشريعات الأمريكية فقط، فهناك العديد من الدول التي تنص عليها داخل تشريعاتها الجنائية؛ مثل: القانون الجنائي الأسترالي، ودستور بنغلاديش، والميثاق الكندي للحقوق والحريات، كما توجد في إسرائيل، وتايلاند، وهونغ كونغ وغيرهم.
وفي الاتحاد الأوروبي، أدى التعاون التشريعي والقانوني بين دول الاتحاد إلى اعتماد وثيقة حقوق مشتركة من قبل البرلمان الأوروبي في ديسمبر 2011، ويطلق عليها"وثيقة حقوق ريدنج" نسبةً إلى مقترحة القانون في يوليو 2010 المفوضة "فيفيان ريدنج". وعند تطبيق الوثيقة، ستقوم قوات الأمن بتقدمم نسخة مطبوعة إلى المشتبه بهم في الاتحاد الأوروبي بعد احتجازهم وقبل عملية الاستجواب للتعرف على حقوقهم واجباتهم في تلك المرحلة. وحاليًا، يعمل الاتحاد الأوروبي على تفعيل الوثيقة بحلول نهاية عام 2013.
ومن الساخر في تحذيرات ميراندا، أنها لم تتلى على إرنستو ميراندا، ولكنها تليت على قاتله؛ فعندما أعفت المحكمة العليا في حكمها عن إرنستو ميراندا عام 1966، قامت النيابة العامة باستئناف الدعوى مستخدمة أدلة أخرى لم يعترف إرنستو بها، وأدين في تلك المرة، وسجن لمدة 11 عاما، وعندما أفرج عنه إفراجا شرطيًا في سن الـ34، وُجد مطعونًا في أحد البارات، وألقي القبض قاتله وتليت عليه تحذيرات ميراندا.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
Ebrahim Hijazi
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست