|
كيجاب يكتب: القسم في القرآن الكريم والقسم في القصر الجمهوري القديم
|
القسم هو من أساليب التأكيد التي يتخللها البرهان المفحم والاستدراج بالخصم للاعتراف بما ينكر في مواجهة الحق وتعتمد المحاكم على مقولة البينة على من أدعى واليمين على من أنكر والحلف يعني العهد بين القوم والمحالفة المعاهدة، والحلف أصله اليمين الذي يؤخذ بعضهم من بعض، كقوله تعالى: ولا تطع كل {وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ} (10) سورة القلم، ومعنى ذلك مكثر للحلف كما نشاهده اليوم في تحليف الناس في كل موضوع لعدم ثقة الحاكم برعيته، وقد استفتح المولى عز وجل خمسة عشر سورة القرآن الكريم بالقسم جاء في قوله تعالى: {وَالصَّافَّاتِ صَفًّا} (1) سورة الصافات، {وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا} (1) سورة الذاريات، {وَالطُّورِ} {وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ} (1)(2) سورة الطور، {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى} (1) سورة النجم، {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} (1) سورة الشمس، إلى آخر السور، والغرض من القسم في كلام الله تأكيد الحكم وتقوية الحجة، وسوق الأدلة والبراهين على تقرير المعنى وتوضيحه، والقسم واليمين واحد وسمي الحلف يميناً لأن العرب كان يأخذ أحدهم يمين صاحبه أثناء الحلف وأقسم الله على أصول الأيمان التي يجب على الخلق معرفتها، فتارة يقسم على صدق التوحيد كقوله: {وَالصَّافَّاتِ صَفًّا} فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا}{فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا}{إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ}(1)-(4) سورة الصافات. وتارة يقسم على أن القرآن حق، كقوله {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ} {وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ} (75)-(76) سورة الواقعة، وكذلك قسم على الجزاء والوعد والوعيد: {وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا} {فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا}{فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا} {فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا} {إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ}{وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ} (1)-(6) سورة الذاريات، وتارة يقسم على حال الإنسان كقوله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى}{وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى} {وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى} {إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى} (1) (4) سورة الليل، وأقسم الله عز وجل من القسم في معظم الآيات المكية لأسباب كثيرة لأن أهل مكة تمادوا في الكفر وأنكروا الوحي وقاوموا الرسالة. وقد أقسم الله بنفسه في سبع مواضع فقال تعالى: {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ} {عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (92) - (93) سورة الحجر، وكذلك قوله: {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} (7) سورة التغابن، كما أقسم القرآن بكثير من المخلوقات بالملائكة والنبي ومظاهر الكون: {فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ} {وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ} {وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ} (16)-(18) سورة الإنشقاق، والتين، وللقسم أربعة أركان وهو أداء القسم- الصيغة الأصلية للقسم بمعنى أقسم أو أحلف وهو المعمول به أمام المحاكم في حالة إنكار المتهم لما نسب إليه من فعل فيكون القسم الدليل القاطع لإدانته أو براءته، كقوله تعالى: {وَأَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لاَ يَبْعَثُ اللّهُ مَن يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ} (38) سورة النحل، ثم المقسم به الله سبحانه وتعالى وحده هو الذي يقسم بما شاء، أما العباد فليس لهم أن يقسموا بغير الله، ثم قسم الله سبحانه وتعالى بأشر خلقه سيدنا محمد and#61554; جاء ذلك في قوله تعالى: {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ} (72) سورة الحجر. القسم بالشيء لا يخرج عن وجهتين أما لفضيلة وأما لمنفعة والفضيلة كقوله تعالى: {وَطُورِ سِينِينَ}{وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ} (3) -(2) سورة التين، ورأينا العلماء والمفسرين أجمعوا أن الله أقسم بمخلوقاته لبيان نواحي العظمة فيها وجلال قدرها وعظيم نفعها، والقسم في القرآن الكريم له أهداف وفوائد وهو تأكيد الخبر وتقريره، وتلك كانت عادة سائدة عند العرب الذين كانوا يقطعون كلامهم بالقسم لإثبات صحة ما يقولون، والقسم يزيل تردد المخاطب كما يخفف حدة إنكاره وإذا شرع المتكلم بالقسم وثق السامع إلى كلامه ثم أنه الدليل القاطع والفصل بين الخصوم. والرسول عليه الصلاة والسلام كان مبشراً ونذيراً وصادق القول والوعد والعهد فكان يقارع الناس بالحجة والبرهان ومن معجزاته أنه غير الناس من عبادة الحجر إلى عبادة رب العالمين بالدليل والمنطق أثبت وجود الله خالق الكون ومدبر شئونه والذين دخلوا الإسلام دخلوا عن قناعة وإيمان وأشهروا إسلامهم ولم يحلفهم رسول الله القسم خوفاً أن يرتدوا ، جاء ذلك في قوله تعالى في سورة يونس: {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ} (99) سورة يونس، وكل الذين ولاهم الرسول و######## جيش المسلمين كانوا محل ثقة وإيمان في نصرة الإسلام ولم يقفوا أمام الرسول الكريم لأداء القسم بل كان قسمهم إيمانهم بالله والإيمان برسالته وحبهم في رسول الله and#61554; وعندما تولى أبو بكر الصديق خلافة المسلمين بعد وفاة الرسول لم يقف في منصة ليؤدي القسم بل قال خطبته الشهيرة: "إني وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني" وجميع الخلفاء الراشدين الذين تولوا الخلافة وكل الأمراء الذين تولوا شئون الدولة الإسلامية في مصر والشام والعراق واليمن كان قسمهم مع الله بسط العدل والمساواة بين المسلمين، وقال الإمام الشوكاني في ويل الغمام موضحاً مقاصد نصب الإمام والحاكم وشروطها وأجل أركانها أن يكون قادر على تأمين السبل وإنصاف المظلومين من الظالمين ومتمكناً من الدفع عن المسلمين إذا داهمهم أمر فخافونه فإذا كان الحاكم بهذه المثابة فهو الحاكم الذي أوجب الله طاعته وحرم مخالفته ويرى مذهب الحنفية فيما على الإمام القيام به وصلاحياته ولا يجوز إلا بشروطها وهي الحماية والمحتد والبت في الأمور وحفظ الشريعة وعلم الأحكام وصحة التنفيذ والتقوى، وإثبات الطاعة وضبط أموال المسلمين فإن شهد له بذلك أهل الحل والعقد من علماء المسلمين وأخذ هو بذاته لنفسه ثم رضي عليه المسلمين وتوفرت فيه كل هذه الصفات يجب على المسلمين طاعته. فهل يا ترى يوجد في عصرنا من تنطبق عليه هذه الشروط وهل هناك حكام يأتون للحكم بهذه الصفات علماً بأن الحكام اليوم يصفهم الناس بالمتكبرين واللصوص وسارقي قوت الشعب، وآلاف من النعوت والشتائم وليس ببعيد ما يجري في بلادنا اليوم من تزوير فاضح مكشوف للملأ للوصول لكرسي الحكم والتحكم في شئون المسلمين زوراً وبهتاناً، وهذه هي الشروط الأساسية للوصول للحكم بالنصب والاحتيال بعيداً عما قاله الخلفاء الراشدين وعلماء الدين والفقهاء. وبعد ضعف الدولة الإسلامية فقدت الثقة بين الحاكم والوالي والمحكوم فأصبح القسم هو الفاصل بينهم وخلال الأيام الماضية وقف الولاة أمام القائد عمر البشير قبل أن يؤدي هو القسم لذاته وقفوا ورددوا القسم في القصر الجمهوري فلو كان هناك ثقة بين الرئيس والمرؤوسين لما أدوا القسم، والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا أدوا القسم أمام البشير، علماً بأن البشير لم يأت بهم ولم يعينهم ولا يحق له عزلهم أو نقلهم أو استبدالهم؟ وإذا كان الدستور ينص على الولاء أداء القسم أمام الرئيس فيجب حذف هذه الفقرة، ويجب على الولاة ونواب البرلمان وأعضاء المجلس التشريعي أن يحلفوا أمام جماهيرهم التي صوتت لهم وأعطتهم ثقتها وأن يكون القسم في ميدان عام في كل ولاية ويقوم القاضي الشرعي للولاية بأداء القسم وأن يقسم هؤلاء أولاً أنهم لم يأتوا عبر تزوير وغش وكل الأصوات التي حصلوا عليها صحيحة دون تزوير وأن يقسموا أن كل ما قالوه من وعود للجماهير أن ينفذوها، وأن يقسموا في إقامة العدل والوقوف بجانب المظلومين ضد الظالمين وأن يحافظوا على المال العام ولا يبددوا أموال الدولة ويقدم شهادة إبراء ذمة في كل ممتلكاتهم ويكون الناس سواسية حتى يثق الناس فيهم ويطيعونهم، أما إذا لم يفعلوا ذلك فكل ما قيل فيهم حقيقة ولم يجدوا الاحترام والتقدير ويصبحوا في نظر الناس الحكام المزورين لا طاعة لهم ولم تقبل شهادتهم والاستماع والانصياع لأوامرهم طالما رفضوا أداء القسم لتبرئة ذمتهم، فالحاكم المؤمن الواثق من نفسه يخشى غضب الله وسؤال القبر، أن لا يظلم في عهده إنسان ولا يبيت طفل جائع وأن يبسط العدل والمساواة بين الناس حتى لا يأتوا يوم القيامة وقلوبهم راجفة. جاء في سورة غافر: {يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ} (52) سورة غافر، وكذلك الآية من سورة غافر: {وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ} (18) سورة غافر فأيها الحكام لا تغركم هذه الدنيا الفانية ويفسد دينكم وتأكلون أموال الناس بالباطل وتفسدون في الأرض فتذكروا عاقبة المفسدين، ماذا حل بهم من غضب الله وتذكروا الموت، جاء ذلك في قوله تعالى في سورة الزمر: أنك{إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ } {ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ} (30)-(31) سورة الزمر، هذه الآية عظة للناس لتذكرهم بالموت.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: كيجاب يكتب: القسم في القرآن الكريم والقسم في القصر الجمهوري القدي (Re: سلطان كيجاب)
|
Quote: ويجب على الولاة ونواب البرلمان وأعضاء المجلس التشريعي أن يحلفوا أمام جماهيرهم التي صوتت لهم وأعطتهم ثقتها وأن يكون القسم في ميدان عام في كل ولاية ويقوم القاضي الشرعي للولاية بأداء القسم وأن يقسم هؤلاء أولاً أنهم لم يأتوا عبر تزوير وغش وكل الأصوات التي حصلوا عليها صحيحة دون تزوير وأن يقسموا أن كل ما قالوه من وعود للجماهير أن ينفذوها، وأن يقسموا في إقامة العدل والوقوف بجانب المظلومين ضد الظالمين وأن يحافظوا على المال العام ولا يبددوا أموال الدولة ويقدم شهادة إبراء ذمة في كل ممتلكاتهم ويكون الناس سواسية حتى يثق الناس فيهم ويطيعونهم، |
سلطان كيجاب ... مرحب بيك يابا ... إطول عمرك ونهنأ بعلمك وتجاربك.
فقد شرفت البورد يا عزيزا كريم, فإتفضل لي جوه ووهط مجلسك وحدثنا أكثر وأكثر ... ففي معيتك الكثير. إستشاهدا بالمقتبس عاليه, كنت قاليك حا تخش من باب السباحة فنا ومهارة وصحة ورياضة. لكن أهو شاءت {أزمة السودان} أن تلجنا من باب السيرة والتذكيره ... حتى لا تتخم السلطة العقل وتخيب محموله من الأخلاق والمنطق وقيم العدل والمسئولية.
واصل يا حبيب ... وكلنا آذان
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كيجاب يكتب: القسم في القرآن الكريم والقسم في القصر الجمهوري القدي (Re: صالح عبده)
|
التحية والتقدير لمرشح رئاسة الجمهورية السابق سلطان كيجاب ومرحباً ببطل السباحة المهول وتمساح النيل كيجاب
موضوع موفق يذكر بقيمة القسم وإحترامه، ومطلبه للولاه بأن يقسموا أمام شعبهم فى إحتفاء عام وأمام القاضى يعطى لقسم الوالى قيمة كبيرة وإلتزام وتذكرة له بخدمة شعب ولايته وينشر العدل، لا أن يقسم للرئيس ويعمل لمصلحة ورغبات فرد قد يكون صادقاً عادلاً مع شعبه أو كاذباً ظالماً لهم..
| |
|
|
|
|
|
|
|