أسماء عثمان الشيخ ...... واقفةٌ كالنّصلِ، مَمشوقةٌ أمام الرِّيح

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-10-2024, 05:37 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-29-2013, 10:21 PM

محمد عوض احمد
<aمحمد عوض احمد
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 197

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أسماء عثمان الشيخ ...... واقفةٌ كالنّصلِ، مَمشوقةٌ أمام الرِّيح (Re: محمد عوض احمد)


    16. يومُاثنين مؤجَّل


    مَوعدٌ مُؤجَّلْ، زمنٌ مُبَرْجَلْ، لهبٌ ومِرْجَلْ...هكذا... لِمَ أغلِي تحتَ سقفِ الجَدْوَلْ، فقد اتَّصلَ بالأحد وقالَ تَأَجَّلْ. انتظِرِي في الصّفّ لحين يَتحدَّد الأجَلْ. هكذا؟.
    يومَها جلستُ تحت حافة غضبي، وكتبت إليه:
    (طالَما تأجَّلْ، أُحدِّقُ فيَّ كأرجُلِ المنجَلْ. وجدتُكَ عارياً، خلعت سراويلك، وقلتُ لك تبوَّلْ، يا صغيري، عليكَ أن تُقاتلَ عُمراً مُطَوَّلْ، حتى تحتضنَ نخلةً متجذِّرةَ السّاقِ كالطّودِ في هامَةِ الجَبَلْ، تَرنُو تحت، لتراكَ في سطحِ الوَلَهِ الأَوَّل).
    وضحكَتْ مني أسجاعي فضحَتْني، وتعسَّرَت كبرياءُ القوافي في حَلِّ مُعضلة القصيدة المقفّاة لأشعاري. ومن يومها توقَّفتُ تماماً عن امتهانِ السّجع وبُحور الشِّعر، وبدأت عصافيري تغرِّدُ فضاءاتِ النّثر الشعريّ الحرّ.



    17. استغراقٌ وغَرَق. وقلمي ذو الشَّال المجدُول


    الغرفةُ الصغيرةُ مُحتلَّة بابن عمّي، وأخَوَايَ في الصالون مع أصدقائهما، وصوتُ التلفاز يَغزُو أُذنَي؛ لا أستطيعُ أن أكتبَ مع كلِّ هذا الحشو، وخاصة صوت فيلم عادل إمام، عالٍ ومُزعِج. أقول:
    "في الأثَر القديم يقولون عليك أنْ تتمهَّلَ قليلاً عندما ترَى الجميعَ مستغرِقين في اللحظة الراهنة. شيئاً فشيئاً تَسلُبُهم اللحظةُ راهنَهَم، لتجعله ماضياً مُتيَّماً بذَنْبِه، أولئك الغارقون. إنَّ المستقبلَ قد مَرَّ مُسرِعاً في قطار التفكير المحمَّل بالدهشةِ المسافرة في غيبِ الأمل والتمنّي".
    وَجدتُ أن قولَ الأثرِ القديمِ نصيحةٌ نادرةٌ لكلِّ الغرقى في الراهن، والذين، للأسف، لم يَرضَعُوا ثقافةَ التمهُّل من أثداء أُمهاتهم، فيظلّ الجميعُ غارقين واهمين، يتمنون في الراهنِ الماضيَ، ويُفلت عنه المستقبلُ الواعد، لا يستطيعون اللّحاقَ به، وهو المسافرُ عبرَ الأزمنة حتى الرّاهن الماضي!.
    قلمي مُتعب جداً. هو أزرق، رقبتهُ حمراء طويلة، ورأسهُ فضّيّ، ينام على وسادةٍ سوداء، يسافرُ بين سطورِ الورقةِ مضيئاً ويقظاً. برغم وسادته السّوداء، ولكنه كان على الدّوام يوسوسُني أفكاراً بيضاءَ متلاحقةً كالبرق، تَجدُهُ ينقرُ الورقةَ بمنقارِهِ المشحون بالعبق. نسيتُ أن أكملَ أوصافه؛ فهو يلتفحُ غطاءً أخضر، وشالاً مجدولاً عليه أصفرَ اللَّون فاقعَه، يحملُ في بطنه مداداً رهيباً هو اسمي وعنواني، غضبي ونزواتي، أسراري وحضوري، جنوني وسكوني، صمتي وثرثرتي، عصبي نخاعي صبواتي عشقي وشبقي وعادتي السرّية.
    مازال سيفُ مارس يغازل أبريل، وقد يمتدّ غنجُهُ الحارُّ إلى مايو.
    أوقاتي مُملّة، والسَّفرُ يحتدمُ في انتظاراتٍ كثيرةٍ عبرالأجواء والمطارات. لَم تَستجمّ نزواتي أبداً، ولن أجِدَ الحضورَ الدافئ. جموحُ خيالاتي مُتعِبٌ مُتعِب.



    18. فَصْلٌ في النَّظَر بالمقلوب


    هل جَرَّبتم النظرَ تحت الأرجل، والجموعُ غفيرةٌ مُتجلِّدةٌ إلى طوابيرِ الكهفِ الكبير؟. ستجدُ أنَّ سطحَ الماءِ صار مستقيماً، من كثرة وقوف الانتظار عليه، وساخناً جداً. دماغُ الشارع يجعلُ الرؤيةَ إلى أسفل في أفضَلِ أوجاعِها. قشعريرةُ الهواءِ كَتُومٌ في هذا البلد. تَقشَّفَ جِلدِي تحت سياطِ الحمَّى يوماً، وأنا أتبجَّحُ على الورق، يَتولَّى قلمي ذو الشَّال الأصفر المجدُول تقشيرَ الكلامِ من مساحةٍ صغيرةٍ على جِلدِ دماغي، ثم تبدأُ هذه المساحةُ في التَّكَرْمُش. هذا حالُ الكتابةِ ما بينَ نَهارِ ولَيلِ السَّفَر وحَرِّ الجَدوى.



    19. تُخْمَة


    كتبتُ في نهاياتِ مارس "تُخْمَة". كنتُ قد قابلتُ سيدةً مُتخمةَ اليدين، وبطنُ أشيائها تُقَطِّرها حولها، عندما قالت لي:اتبَعِيني، كنتُ قد دخلتُ دهليزَ التّخمةِ والظَّلامِ في كلِّ الخلايا: أُواه!، إلى أين؟، والغبارُ يملأُ المكان. لا أدري لماذا دائماً يوم الأربعاء يَزورُنا الغبارُ مُتخَماً وكثيراً جداً.
    تقولُ تلك البدينة الأفريقية،(آه نسيت؛ هي أفريقية بيضاء، تَصوَّروا!)، تقولإنّ اللاجئ قضية سياسية، أو كما تسمِّيها، بإنجليزيتها الفخيمة، وبصوتها الأجَشّ؛ (Political waste)، أو ربما فهمَت أنّه حثالة غير مرغوب فيها. ولذلك لماذا كلّ هذي الأموال تُهدَر في جموعٍ بشريةٍ عالة على هذي الأموال، فهي لن تَكفيهم، ولن يتوقَّف هطولُ اللجوءِ في تزايُدٍ يوميٍّ، ولن تُغيِّر هذه الأموالُ شيئاً من حال البؤس. أكملَت الجملةَ في هذا الظَّلام، وهذا الغبار، بأنّ الموتَ الجماعيّ هو الحلّ الأمثَل لهذه الحثالة البشرية.مالَكم مُستغرِبون؟!، قد أكونُ أفريقيةً سوداءًبيضاوية أو بعجان كدا وأنا بقول كدا. آه يا حَرّ السودان.
    وُجودُ أو سكن أقربائك معك مثله مثل رأي هذه البدينة العجيبة ذات الحلول القاتلة. ابن معنا، ولا أدري ماذا أفعل معه. ابني يَكرَهُهُ لأنه سَرَق منه جميع أشيائه الحبيبة.



    20. ما أَطَلَّ شُعاعُ النُّورِ ومَلأ غُرفتي هَرَبَت شاعِريّتي


    أكتبُ في الظّلام، أحسُّ كلمتي، وحين يشعُّ الضوءُ تهربُ كلماتٌ كثيرةٌ نحيفةٌ من ملاءةِ سريري الذي تشاركني النّوم عليه، تأبَى أن أضغط على مفتاح اللمبة، أو أن أشدّ سلسلة الأباجورة؛ لأنها متجمِّعةٌ كما الثريد على رؤوس الأصابع، وتحت تغضُّنات ذراعي وإبطي ومُنعرجاتِ تلافيفي، فتَنْثَمِلُ الذّراع، وتَنغرِز الأضَافرُ في نهايات الأنامل، ويصرخ قلَمي، تَرتعد الورقة، أسمعُ صياحَ شخوصٍ وهَرْجَلَتَهُم بأنَّ هذه الإضاءةَ الشَّديدةَ تَحِدُّ هَجعتَنا، ولا تَترُكنا نتسامَرُ، ونخلقُ الكلماتِ من صلصالِ أعضائِكِ وعصباتِ الخيال، ونضاجع بعضَنا
    .

    21 -ترنيمةٌ ماتَت

    أكتُب. ماذا أكتُب؟. موعدُ الخميس جاء، وجاء معه مطرٌ صيفيّ. منذ الأمس وأنا أسيرُ في مَمرٍّ طولُهُ مائة ياردة فقط، ولكنه كان كأنّه دَرْب التبّانة، بأمياله الضوئيّة.وفجأة، في ذاك المنحنى المؤدِّي إلى مكتبه،امتدَّت أمامي مساحةُ التأمُّل الفسيحة، لكنّني لَم أرَها، فقد كانت بمساحةِ يدِه الممدودةِ لتصافحني، وفولْتيّة الشبقات.نسيت موعد الاجتماع. اجتماع إيه؟!. لا أدري. هبطَت عليَّ لحظتَها ترنيمةٌ موسيقية، ووددتُ لو جَهرتُ بصوتي عبر كلّ المساحات، أغنِّيها لي...
    هو لا يدري أنه يَنامُ معي، ويستيقظ معي، يدخل معي الحمّام، نَستحمّمعاً، نَحتسِي رَشفاتِ الشّاي بطَعْمٍ واحد، يَلبسُ من خزانتي فساتين نومي، وسادتي، شجني، كلّ شيء.ولا يدري. تَسَمّرتُ مكاني، وهو لا يدري عن كل هذا الوَلَه، وهذه الموسيقى التي تملأني، وأنا أَعنيهِ. لحظةٌ في عُمر الزّمن، كأنها عشرُ ثَوَانٍ. إزيّكْ يا بِتّ الشّيخ، سُومَا كيفِك؟، معليش مُستعجِل شويّة، أصْلِي طالع التوَر فوق، أبْدُوا الاجتماع، وربّما أحصِّلكم. رفعتُ يدي في حين سحب يده، وغابَ سريعاً. لا أدري كَم من الزّمن الضوئيّ وأنا واقفة هناك أغنّي ترنيمتي. أُوّاه يا أسماء!، يالبؤسك!، فقلبي لا يلتزم بمواعيد ولا بأوقاتٍ مُنتظِمة. هَربتُ بسرعةٍ إلى غرفتي، دخلتُها، لأجدُهُ مُستلقياً على سريري يضحك، يقول لي: غَنّيها لي أكثر وأكثر. أَسْكَنَنِي وَجهِي، أَسْكَنَني سِجني. يا هَجري وولعِي.يا مُنَى الوَرد، كيف يَذبلُ رفيقُ وَلَهِي ودمعي؟.يا نَدَى النّردِ كيفَ يَرحلُ أنينُ زخمي وجَمعي؟. كيف!.
    إشعار رحلة الخليج، واستيضاح عدم حضور اجتماع،بكيت كثيراً. أُسافر. أَرْحَل. لم يكن هناك غير هذه السُّحب الجميلة من خلف بيضاويّةِ نافذةِ الطائرة، وحَبلُ الشِّعر ينقطعُ مع السفر، ولا أقدر على الكتابة. أعود. واتصال لرحلةٍ أخرى. آهـ وآهـ!. خرطوم - جدّة، رحلتان متواصلتان. وأكتب:"خبأتُ في باطِنِ الصّخرِ عقيدةً مُفتخرة. أسَمِّيها... مُضجِرة، لا بل أسَمّيها طَنْجَرَة. لكنني توقّفتُ لأراها داخل الحنجرَة، قبّرَة إثر قبّرَة، إلى داخل الصّخرة".
    وأحياناً أجدُ أنَّ جَدِلي خيرُ وسيلةٍ للصّمت، ويتحوَّل الصّمت إلى حالة ازعاج.


    22. جنازة قَلَم

    أُوّاه يا صغيري الحبيب؛ كَسَرَ رقبةَ قلَمي الحبيب، وفَقَدَ شَالَهُ الأصفر، وبدا لي حافيَ الرّأس لا يستطيعُ تَهَنْدُم الكتابة، لكنه بدأ يُقاوم الموتَ من شدّة حبِّهِ لي، حاوَلَ لَعْقَ جراحِهِ، وسَدَّ فقراتِ عنقهِ ليقف على السطورِ بين أصابعي، يئنّ، وأدوسُ على جُرحه، وهو يَعوي وينزف. عَضْعَضْتُهُ بأسناني لأضمِّدَ مجرَى الحبرِ من دَمِهِ، ويقاوم، إلى أن تقلَّصَت عضلاتُ إبهامي، وتوقَّفنا نحن الاثنين عن الأنين، فقد ماتَ قلَمي الحبيب.


    23. النّعجة دُوللي المسكينة


    أبريل، ياللذِّكرَى المزعجة!.هناك حدثٌ غريب: استنساخ النعجة دُوللي.تَراءَى لي؛ كيف يُمكننا أن نكونَ مُستنسَخين نحن أيضاً، لكي نقبَل كلَّ هذا الهوَان.
    خَرَجَ خوفي من وَكْرِهِ. ونشرة الأخبار؟.
    نَحنُ أيضاً يا دُوللي نِعَاج.
                  

العنوان الكاتب Date
أسماء عثمان الشيخ ...... واقفةٌ كالنّصلِ، مَمشوقةٌ أمام الرِّيح محمد عوض احمد04-29-13, 10:07 AM
  Re: أسماء عثمان الشيخ ...... واقفةٌ كالنّصلِ، مَمشوقةٌ أمام الرِّيح محمد عوض احمد04-29-13, 10:10 AM
    Re: أسماء عثمان الشيخ ...... واقفةٌ كالنّصلِ، مَمشوقةٌ أمام الرِّيح محمد عوض احمد04-29-13, 11:25 AM
      Re: أسماء عثمان الشيخ ...... واقفةٌ كالنّصلِ، مَمشوقةٌ أمام الرِّيح محمد عوض احمد04-29-13, 01:12 PM
        Re: أسماء عثمان الشيخ ...... واقفةٌ كالنّصلِ، مَمشوقةٌ أمام الرِّيح محمد عوض احمد04-29-13, 08:05 PM
          Re: أسماء عثمان الشيخ ...... واقفةٌ كالنّصلِ، مَمشوقةٌ أمام الرِّيح nassar elhaj04-29-13, 08:10 PM
            Re: أسماء عثمان الشيخ ...... واقفةٌ كالنّصلِ، مَمشوقةٌ أمام الرِّيح محمد عوض احمد04-29-13, 09:26 PM
              Re: أسماء عثمان الشيخ ...... واقفةٌ كالنّصلِ، مَمشوقةٌ أمام الرِّيح محمد عوض احمد04-29-13, 09:52 PM
              Re: أسماء عثمان الشيخ ...... واقفةٌ كالنّصلِ، مَمشوقةٌ أمام الرِّيح عبد العزيز محمد عمر04-29-13, 09:56 PM
                Re: أسماء عثمان الشيخ ...... واقفةٌ كالنّصلِ، مَمشوقةٌ أمام الرِّيح محمد عوض احمد04-29-13, 10:12 PM
                  Re: أسماء عثمان الشيخ ...... واقفةٌ كالنّصلِ، مَمشوقةٌ أمام الرِّيح محمد عوض احمد04-29-13, 10:21 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de