تحية للأستاذ الفاضل عباس وتحية لك أخي الأكرم : عثمان الرغيم مقال ثري بالتفاصيل وعميق في التناول ، رغم أنا لسنا في موقف التقييم ، ولكنها مدرسة في كتابة المقالات السياسية ،متتبعاً سيرة الجماعة الحاكمة هنا وهناك ، كاشفاً بالأضواء كيف تحول المشروع الحضاري في السودان ، ومشروع النهضة في مصر إلى كوارث . فالجماعة من أصولها وفروعها ، تعمل بآلية التنظيم لتصل برداء الدِّين إلى الوثوب للسلطة ، وبرنامجهم أنهم لا يؤمنون بالديمقراطية الشفافة ، دون تزوير أو استخدام المال السياسي لكسر رغبات الفقراء النزيهة وتحوبلهم إلى العبودية الصامتة التي لا تعرف إلا الصندوق ثمناً للخيرات المؤقتة المدفوعة الثمن للرشاوي . هؤلاء حين يجيئون إلى السلطان ، يرغبون أن تكون السلطة دُولة بينهم ، وأن يغيروا قصة السلطة من التداول إلى الملكية المطلقة ، ويحولوا أنفسهم من أن يكونوا خدماً للشعب ليصبحوا سلاطين لمُلكٍ عضود . يتحول الشعب إلى خادم لهم ، ويضعون أنفسهم في مواضع القداسة ، لأن الدِّين قد صاروا يؤلونه كما يشاءون ، ويخيطون تأويله لمصالح الجماعة والتنظيم ، ويحولون الوطنية إلى أتباع في الدين ، لا وطن لها ومنظمة مثل كل منظمات الجريمة . هذا الكاتب قد نضد قلمه ، وأعاد له القوة على كشف المظالم ، وتتبُع الكارثة التي هدمت الدولة عندنا ، وبدأت هدم مصر لترجع إلى مملكة الخلافة والشمولية . تحية مجددة للكاتب الأستاذ / الفاضل عباس وهو يزيح عن كاهل المثقفين ، ويخرجهم من الأبراج العاجية ، وصلف الإستعلاء إلى كرامة محبة الأهل والشعوب التي بدونهم لا نحيا ، وبجوعهم لا نشبع ، وبتدميرهم لا نجد موطناً .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة