|
عندما يعشق الابنوس.. قصة من قبل الانفصال
|
نظر اليها بعد ان افاق من البنج.. الدينا صباح يوم جديد في مدينة ملكال عاصمة اعالي النيل.. في المستشفى العسكري.. كان اجرى عملية ازالة الزائدة الدودية مساء الأمس.. العطش يكاد يقتله ولاكثر من 36 ساعة لم يذق الماء... هي فتاة من قبيلة النوير... تعمل ممرضة بالمستشفى.. الزي العسكري الزيتي يزيد الجسم الممشوق جمالاً.. رجع الى نومه الاجباري مرة اخرى... وبعد ستة ساعات اخرى غلب ألم العطش قوة المخدر و أفاق من غفوته... عندما سمعت حركته عادت مرة اخرى وسألته عن حالته ... (سآتو الي اتكم كيف اسا). وكم هو جميل عربي جوبا بدون تكلف عندما يخرج من فتاة جنوبية... اعطته حقنة وبعض الحبوب الاخرى... كان حينها في مطلع العشرينات.. نظر اليها مرة اخرى.. ليس كالمرة الأولى.. كان رجل وهي انثى.... قوام كما يقول بعض واسعي الخيال وسريعي البديهة ( كلو في محلو).. استدار منه ما يجب ان يكون كذلك وانحسر منه الآخر.... وحتى لونها الاسود الداكن كان له جاذبية اكثر من كل بياض.. ربما لان الغالب هناك هوالسواد.... لم تكن هي في مكانة زوجة العزيز.. ولم يرى هو برهان ربه... وفي ملكال، او قل في الجنوب كله، لا حياء امام نداء الغريزة..... تبادلا نظرات... عفوية لكنها كشفت عن مافي نفسيهما.. وكما يقول عادل امام .. لو الفي راس في راسك تبقى انتا قليل ادب..... في تلك اللحظات اختفى الضبط والربط العسكري وانحسرت كل المسافة بين الضابط وضابط الصف.لكن بالطبع كان نداء بالنظرات فقط ولم يتطور لاكثر من ذلك. قطع ذلك دحول النقيب طبيب الجراح الذي اجرى له العملية.. ربما اعود لاتحدث عن ابداعه كطبيب.. فحص جرحه لفترة بسيطة وبشره بالخروج اليوم من المستشفى... على ان تواصل الممرضة غيار الجرح في الميز....... وهكذا الشيطان يضع الحلول حتى من خلال الاشياء الطبيعية.. بالفعل خرج من المستشفى في نفس اليوم ، وذهب الى ميز وحدته في منطقة الري المصري.. وهي استراحة كبيرة وجميلة... في اليوم التالي وعندما كان بقية زملائي ضباط القوات الجوية في المطار يجهزون طائراتهم لمأموريات قد يطلب منهم ادائها ... ونهار ملكال عندما تكون في اجازة يكون طويلاً ومملاً... لا كهرباء ولا صحف ولا راديو..... .
|
|
|
|
|
|