|
الطير المهاجر ...او العبقرية (الوردية) عندما تعالج العيوب (الشعرية)
|
غريب .. ...... وحيد في غربتو حيران .. .........يكفكف دمعتو حزنان.. ..........يغالب لوعتو ويتمنى .........بس لي أوبتو
طال بيه الحنين .......فاض بيه الشجن ......واقف يردد من زمن
بالله ياالطير المهاجر للوطن .....زمن الخريف تطير باسراع ...ماتضيع زمن ......أوعك تقيف وتواصل ..الليلة ...للصباح تحت المطر .....وسط الرياح وكان تعب منك ........جناح في السرعة زيد ....في بلادنا ترتاح ضل الدليب أريح سكن
فوت بلاد....... وسيب بلاد ........ وإن جيت بلاد...... تلقى فيها النيل ....بيلمع في الظلام زي سيف مجوهر ..بالنجوم من غير نظام تنزل هناك وتحيي ...ياطير باحترام وتقول سلام ....وتعيد سلام
على .. نيل بلادنا ....وشباب بلادنا ...ونخيل بلادنا......سلام
بالله يا طير قبل ما تشرب ...تمر على بيت صغير من بابه .....ومن شباكه .....بلمع الف نور وتلقى الحبيبة بتشتغل ....منديل حرير لحبيب بعيد
تقيف لديها ...وتبوس إيديها وانقل إليها ......وفاي ليها وحبي الأكيد +++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
هذه هي كلمات الاغنية.... والتي قدمها وردي بعد ان تجاوز الثلاثين من العمر بقليل.. وقد حكى العبقري قصة هذه الاغنية ...قائلا انه كان عائدا من كوستي الى الخرطوم مستقلا الباخرة النيلية...وعند مدينة الدويم اشترى مجلة الاذاعة و التلفزيون و المسرح اثناء توقف الباخرة...وجد هذه القصيدة منشورة على احدى صفحات المجلة.... تخيلوا معي ...فنان لم يتجاوز عمره الفني ال7 سنوات، قرر ان يلحن هذه القصيدة ..والتي كان شاعرها انذاك صحفيا يشار له بالبنان و من دعاة الشعر الحر.... لا اظن ان القصيدة سهلة التلحين حتى لمن كان له باع طويل في المجال الموسيقي.... فالقصيدة ليس لها وزن شعري واحد... وحتى القافية تختلف احيانا في نفس الوزن...كما ان الوزن يختلف في القافية الواحدة احيانا.... ولكن وردي اثبت انه ليس فنانا عاديا... وضع للقصيدة مقدمة موسيقية..الى اليوم تعد من معالم الفن السوداني وكما بدأت القصيدة بوصف الشخص (المغترب)...تحس بأن اللحن نفسه بدأ وصفيا...يتيح للمغني ان يخطرك انت المتلقي بأنه يصف لك حالة شخص...غريب ...وحيران...ويحيط به الحزن... والله لكأن الموسيقى تقول لك هذه المشاعر التي تخبئها كلمات الشاعر يأتيك صوت المغني (تقريريا) لينبئك ..بأن هناك شخصا غريب ...ووحيد بدأ صوته هادئا في إرسال المعلومة (غريب وحيد في غربته)...لتجيبه الة العود بنفس الهدوء مؤكدة المعلومة ثم يرتفع صوته ليعطيك عنه خبرا آخر...بأنه حيران...يكفكف الدموع وهنا غابت الة العود..فالمقام ليس مقام هدوء بل بكاء و نحيب ويرتفع الصوت أكثر ليخبرك بأنه فوق ذلك يغالب اللوعة... وبصوته فقط (دون تدخل اي آلة) ينقلك من وصف الحالة ..الى ما يجيش في الخاطر و يعتمل في النفس هذا الغريب (يتمنى)....ليبدا حوارا تأكيديا بين الصوت البشري والالات الموسيقية لترسيخ ...حالة (التمني) التي اجتاحت هذا الغريب
ويربط الملحن الوصف الاخير لحالة الشخص بجملة موسيقية رائعة. تقودك بكل هدوء لكي.تربط لك ما بين الوصف للحالة....وما يتمناه هذا الشخص لينتقل من هذه الحالة (البائسة)
وردي عبقري يا سادة
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الطير المهاجر ...او العبقرية (الوردية) عندما تعالج العيوب (الشعرية (Re: Zakaria Fadel)
|
أحد أوضح تجليات هذه العبقرية...عندما يخبرك الشاعر بأنه هذا الغريب الذي يتمنى الاوبة..(قد فاض به الشجن ..وطال به الحنين) فالملحن لم يكتف فقط بنغمة جديدة للوصف...ولكنه وضع جملة موسيقية تمكنه من إطالة هذا الجزء من القصيدة ايضا..وتكراره دون ان يمل المستمع فكلمة (طال) نفسها....طولها العبقري ..وكررها عدة مرات..وأكاد اجزم بأنه ليس هناك مستمع واحد شعر بالملل من هذه الاطالة ...وعندما وصل وردي للمقطع الذي يقول فيه الشاعر (واقف يردد من زمن) (والشاعر هنا ينتقل من وصف لحالة هذا الشخص..الى ما كان يردده هذا الشخص من عبارات... بمعنى ان الشاعر هنا يتحدث بلسان الشخص نفسه الذ وصفت حالته في الابيات السابقة) ولذا كان من الضروري ان ينتقل اللحن ايضا...ولذا هدأ اللحن قليلا...الى ان خفت صوت المغني بعد عبارة (من زمن).... لتأتي نسمات موسيقية متتالية لتنقلك الى عبارات هذا الشخص...وليدخل المغني معه (الكورس) لكي يؤكد بعض المعاني التي يريد المؤلف ايصالها للمتلقي......
وتبدأ (الاغنية داخل الاغنية)...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطير المهاجر ...او العبقرية (الوردية) عندما تعالج العيوب (الشعرية (Re: Zakaria Fadel)
|
الاغنية داخل اغنية....
عندما وصل الشاعر الى عبارة (واقف يردد من زمن)....انتهى الوصف الشعري لحالة المغترب..وبدأ الشاعر يتحدث بلسان المغترب، لم يغفل الملحن هذا التحول....فعمل على اقفال جزء الوصف بصوت هادئ من المغني.. وقبل ان يبدأ جزء كلام المغترب...سبقه بموسيقى طويلة لا تقل شأنا عن المقدمات الموسيقية لاي اغنية جديدة..ولكنها في نفس الوقت مربوطة ربطا مباشرا بجزء الوصف كيف عرفت ذلك ؟؟؟؟... لا ادري ..ولكنه احساس داخلي يجعلني متأكد ان هذه المقدمة الموسيقية لكلام المغترب لها علاقة مباشرة بالجزء الاول من القصيدة (جزء الوصف لحالة المغترب)
صحيح ان الاستاذ محمد الامين (في الملحمة مثلا...) جعل من قفلة كل جزء من الملحمة...مقطع غنائي موّحد لكي يرسخ في ذهن المتلقي هذا الربط بين الاجزاء.. ولكن وردي ..وبكل عبقرية ..جعل هذا الربط بين اجزاء القصيدة محسوسا دون ان يوجده (فيزيائيا) بجملة موسيقية او شعرية موّحدة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطير المهاجر ...او العبقرية (الوردية) عندما تعالج العيوب (الشعرية (Re: Zakaria Fadel)
|
الأخ زكريا
تحياتي
فالقصيدة ليس لها وزن شعري واحد... وحتى القافية تختلف احيانا في نفس الوزن...كما ان الوزن يختلف في القافية الواحدة احيانا.... ولكن وردي اثبت انه ليس فنانا عاديا... وضع للقصيدة مقدمة موسيقية..الى اليوم تعد من معالم الفن السوداني وكما بدأت القصيدة بوصف الشخص (المغترب)...تحس بأن اللحن نفسه بدأ وصفيا...يتيح للمغني ان يخطرك انت المتلقي بأنه يصف لك حالة شخص...غريب ...وحيران...ويحيط به الحزن... والله لكأن الموسيقى تقول لك هذه المشاعر التي تخبئها كلمات الشاعر يأتيك صوت المغني (تقريريا) لينبئك ..بأن هناك شخصا غريب ...ووحيد بدأ صوته هادئا في إرسال المعلومة (غريب وحيد في غربته)...لتجيبه الة العود بنفس الهدوء مؤكدة المعلومة ثم يرتفع صوته ليعطيك عنه خبرا آخر...بأنه حيران...يكفكف الدموع وهنا غابت الة العود..فالمقام ليس مقام هدوء بل بكاء و نحيب ويرتفع الصوت أكثر ليخبرك بأنه فوق ذلك يغالب اللوعة... وبصوته فقط (دون تدخل اي آلة) ينقلك من وصف الحالة ..الى ما يجيش في الخاطر و يعتمل في النفس هذا الغريب (يتمنى)....ليبدا حوارا تأكيديا بين الصوت البشري والالات الموسيقية لترسيخ ...حالة (التمني) التي اجتاحت هذا الغريب
ويربط الملحن الوصف الاخير لحالة الشخص بجملة موسيقية رائعة. تقودك بكل هدوء لكي.تربط لك ما بين الوصف للحالة....وما يتمناه هذا الشخص لينتقل من هذه الحالة (البائسة)
وردي عبقري يا سادة
لا فض فوك
بدون أي مبالغة أنا أستمع لهذه الأغنية يوميا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطير المهاجر ...او العبقرية (الوردية) عندما تعالج العيوب (الشعرية (Re: Ashrinkale)
|
Quote: هذه هي كلمات الاغنية.... والتي قدمها وردي بعد ان تجاوز الثلاثين من العمر بقليل.. وقد حكى العبقري قصة هذه الاغنية ...قائلا انه كان عائدا من كوستي الى الخرطوم مستقلا الباخرة النيلية...وعند مدينة الدويم اشترى مجلة الاذاعة و التلفزيون و المسرح اثناء توقف الباخرة...وجد هذه القصيدة منشورة على احدى صفحات المجلة.... تخيلوا معي ...فنان لم يتجاوز عمره الفني ال7 سنوات، قرر ان يلحن هذه القصيدة ..والتي كان شاعرها انذاك صحفيا يشار له بالبنان و من دعاة الشعر الحر.... لا اظن ان القصيدة سهلة التلحين حتى لمن كان له باع طويل في المجال الموسيقي.... فالقصيدة ليس لها وزن شعري واحد... وحتى القافية تختلف احيانا في نفس الوزن...كما ان الوزن يختلف في القافية الواحدة احيانا.... ولكن وردي اثبت انه ليس فنانا عاديا... وضع للقصيدة مقدمة موسيقية..الى اليوم تعد من معالم الفن السوداني وكما بدأت القصيدة بوصف الشخص (المغترب)...تحس بأن اللحن نفسه بدأ وصفيا...يتيح للمغني ان يخطرك انت المتلقي بأنه يصف لك حالة شخص...غريب ...وحيران...ويحيط به الحزن... والله لكأن الموسيقى تقول لك هذه المشاعر التي تخبئها كلمات الشاعر يأتيك صوت المغني (تقريريا) لينبئك ..بأن هناك شخصا غريب ...ووحيد بدأ صوته هادئا في إرسال المعلومة (غريب وحيد في غربته)...لتجيبه الة العود بنفس الهدوء مؤكدة المعلومة ثم يرتفع صوته ليعطيك عنه خبرا آخر...بأنه حيران...يكفكف الدموع وهنا غابت الة العود..فالمقام ليس مقام هدوء بل بكاء و نحيب ويرتفع الصوت أكثر ليخبرك بأنه فوق ذلك يغالب اللوعة... وبصوته فقط (دون تدخل اي آلة) ينقلك من وصف الحالة ..الى ما يجيش في الخاطر و يعتمل في النفس هذا الغريب (يتمنى)....ليبدا حوارا تأكيديا بين الصوت البشري والالات الموسيقية لترسيخ ...حالة (التمني) التي اجتاحت هذا الغريب
ويربط الملحن الوصف الاخير لحالة الشخص بجملة موسيقية رائعة. تقودك بكل هدوء لكي.تربط لك ما بين الوصف للحالة....وما يتمناه هذا الشخص لينتقل من هذه الحالة (البائسة)
وردي عبقري يا سادة |
------------------------------ يا سلاام ... يسعد صباحك ياخ!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطير المهاجر ...او العبقرية (الوردية) عندما تعالج العيوب (الشعرية (Re: Zakaria Fadel)
|
Quote: فالقصيدة ليس لها وزن شعري واحد... وحتى القافية تختلف احيانا في نفس الوزن...كما ان الوزن يختلف في القافية الواحدة احيانا.... ولكن وردي اثبت انه ليس فنانا عاديا... |
الأخ زكريا فاضل لك الود والتحايا الطيبات
لقد أوفيت وكفيت وتجاوزت ذلك بأن أطربت ومتعت بكلماتك الشيقة عن اللحن وقدرات الفنان وردي .. ولكنك صديقي غلظت فليلاً على الشاعر وعلى الكلمات .... فالقصيدة يا أخي ليست هي قصيدة الموزون المقفى وإنما هي قصيدة تفعيلة .. يتحكم في وزنها تفعيلة واحدة تتكرر مرتين أحياناً وأحياناً تفعيلتين وبهذا المقياس فإن قصيدة الطير المهاجر محكمة الوزن .. بالإضافة إلى أنها قصيدة غنائية .. أى أن "لحنها فيها" وتتوفر فيها كل عناصر اللحن الموسيقي .. والدليل على ذلك أن وردي وبما يملك من حس موسيقي رأى فيها اللحن بمجرد أن وقعت عيناه على الكلمات فقرر تلحينها وأكاد أجزم أنه في نفس اللحظة قد ترنم باستهلال اللحن من استهلال الكلمات .... راجع أول كلمة نطقها وردي في اللحن وستجد الاستهلال في الكلمة أولاً وفي اللحن ثانياً .... كلمات الأغاني عندنا مازالت بكراً لانعدام النقد تماماً في هذا المجال مما يجعل مزاياها وقدراتها وفنياتها تلبس غطاءً كثيفاً .. لولا العجالة لأسهبت لك في القول عن هذه القصيدة .... لك شكري وتقديري وتحياتي ....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطير المهاجر ...او العبقرية (الوردية) عندما تعالج العيوب (الشعرية (Re: بابكر قدور)
|
لك عاطر التحايا اخي بابكر... دعني أعترف اولا بأنني لست أفهم كثيرا في الشعر و فنونه كل ما اعرفه هو حصيلة حصص اللغة العربية (منهج ثانوي السبعينات) و كتاب البلاغة لعلي الجارم وبحور شعر تمثلها ابيات مثل (اتعلمين يا ابنة المكارم...كم لابيك في الهوى من غارم).....الخ - انا هنا أكتب من الذاكرة -
ما أعرفه عن الاستاذ صلاح هو انه كان من دعاة الشعر الحر (الذي لا ينضبط بوزن محدد و لا قافية محددة) وحقيقة لقد امعنت الفكر في كيفية كتابة قصيدة الاغنية عندما اقتبستها انا ...وأكون شاكر لو اقتبستها انت هنا بطريقة الشعر التفعيلي التي ذكرتها
ما اختلف فيه معك هو مدى سهولة او صعوبة الاغنية ...للتلحين ما أعتقده هو انها في غاية الصعوبة ..مقارنة بالقصيدة ذات الوزن الشعري الثابت وان كانت انها تتيح للملحن الموهوب فرصة الابداع في التنوع اللحني... ولأن وردي ملحن موهوب (بل اراه عبقري في التلحين) رأيتها انت انها سهلة التلحين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطير المهاجر ...او العبقرية (الوردية) عندما تعالج العيوب (الشعرية (Re: Zakaria Fadel)
|
- شكراً لهذه المؤانسة ولهذا الإمتاع ثلاثي الأبعاد شكراً للشاعر العبقري، وللمغني العبقري، وشكراً جزيلاً لصاحب البوست
والحقيقة إن كل من يستمع لأغنية "الطير المهاجر" لا يحس أنه يستمع لأغنية وإنما يستمتع بمشاهدة فيلم فيه الكثير من الموسيقى والأضواء والمؤثرات والمثيرات: تبدأ أحداثه من ذلك المكان البعيد في المجهول الذي تفصلنا عنه بلاد وبلاد .. حيث الغربة + الوحدة + الحيرة + الدموع + الحزن + اللوعة + الحنين + الشجن الذي استبد بذلك الغريب ما جعله لا يكتفي فقط بأن يكلم نفسه، وإنما صار يكلم الطير ويشرح له معالم الطريق حيث النيل والنخيل والدليب، بل ويستحلفه بالله أن يطير فوراً وبأقصى سرعة، وأن يتحمل أهوال الطريق من أمطار وأنواء ورياح، وفي طريقه يبث تحاياه على الجميع ويحيهم وبكل احترام ، قبل أن يصل إلى الحبيبية ويبوس يديها.
Quote: سلام اعتقد ان صلاح احمد ابراهيم كتب هذه القصيدة لامه ...و اعتقد كما سمعت انها كانت تغزل هذه المناديل لولدها .....(كما سمعت )..... |
وأعتقد – أخي مدثر- أن عبقرية صلاح تكمن في أنه كتب قصيدة "الطير المهاجر" لأمه واستطاع أن يشحن تلك القصيدة بمعاني جعلت كل منا يغـنـيها على ليلاه......... .
| |
|
|
|
|
|
|
|